المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الجمعة 2 تشرين الثاني 2007

إنجيل القدّيس متّى .12-1:5

فلمَّا رأَى الجُموع، صَعِدَ الجَبَلَ وَجَلَسَ، فدَنا إِلَيه تَلاميذُه فشَرَعَ يُعَلِّمُهم قال: «طوبى لِفُقراءِ الرُّوح فإِنَّ لَهم مَلكوتَ السَّمَوات. طوبى لِلوُدَعاء فإِنَّهم يرِثونَ الأَرض.

طوبى لِلْمَحزُونين، فإِنَّهم يُعَزَّون. طوبى لِلْجياعِ والعِطاشِ إِلى البِرّ فإِنَّهم يُشبَعون. طوبى لِلرُّحَماء، فإِنَّهم يُرْحَمون. طوبى لأَطهارِ القُلوب فإِنَّهم يُشاهِدونَ الله.

طوبى لِلسَّاعينَ إِلى السَّلام فإِنَّهم أَبناءَ اللهِ يُدعَون. طوبى لِلمُضطَهَدينَ على البِرّ فإِنَّ لَهم مَلكوتَ السَّمَوات. طوبى لكم، إِذا شَتَموكم واضْطَهدوكم وافْتَرَوْا علَيكم كُلَّ كَذِبٍ مِن أَجلي، اِفَرحوا وابْتَهِجوا: إِنَّ أَجرَكم في السَّمَواتِ عظيم، فهكذا اضْطَهدوا الأَنبِياءَ مِن قَبْلِكم.

 

الحريري – عون اللقاء المتأخِّر والنتائج المتواضعة

كتب المحلل السياسي: كم من التوتُّر السياسي كان يمكن تفاديه لو أن اللقاء بين العماد عون والنائب سعد الحريري قد تمَّ قبل ذلك ولا فرق بين أن يتمَّ في باريس أو في بيروت. بالمعنى ذاته، كم من التوتُّر السياسي كان يمكن تفاديه لو أن اللقاء بين الرئيس أمين الجميل والنائب ميشال عون قد تمَّ قبل الإنتخابات الفرعيَّة في المتن الشمالي. التوتُّر السياسي حاجة أحياناً وضرورة أحياناً، ليستطيع السياسي أو الزعيم أن يُبقي على حالة الإستنفار أو الجهوزية لدى انصاره، ولكن في لحظة غير متوقَّعة، يستغني عن هذا الإستنفار وهذه الجهوزية عبر لقاء أو لقاءات قد لا تُفضي إلى النتيجة المرجوة.

ماذا في اللقاءات التي تجري؟ في المبدأ، وفي المطلق، ما إجتمع أثنان هذه الأيام إلاّ وكان الإستحقاق الرئاسي ثالثهما: الاول (وليس بالضرورة مَن يكون) يكون مرشَّحاً ويريد من الثاني أن يدعم هذا الترشيح، والثاني يريد من الأول أن يؤيد له مرشَّحه، فكيف يُثمِر اللقاء؟ لقاء باريس قد يكون داخلاً في هذا السِّياق، فالعماد عون مرشَّح، ولكن كيف يأمل بدعم النائب الحريري له فيما قوى 14 آذار لديها مرشحان؟

وعليه، لا العماد عون يأمل بدعم النائب الحريري له، ولا النائب الحريري يعوِّل النفس على الحصول من العماد عون على دعم أحد مرشَّحي 14 آذار.

إذاً، لقاء باريس محكومٌ بعدم النجاح، أما إذا وُضِعَت أهداف له أقل تواضعاً فبالإمكان القول إن هذا اللقاء قد يُحقِّق شيئاً مثل تخفيف الإحتقان على الأرض، والإتفاق على إدارة الخلاف وتنظيمه في حال لم يتم التوصل إلى إجراء الإنتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري.

لكن ما يجب التأكيد عليه أن المجتمعَيْن ليس بمقدورهما التحكُّم بالتطورات في حال إنتهت المهلة الدستورية ولم تتم عملية الإنتخاب، لأن هذا يعني أن هناك قراراً كبيراً على الأرجح خارجي بأن لا تتمّ عملية الإنتخاب، في هذه الحال ماذا بإمكان الأطراف الداخليين أن يفعلوا؟

يُخشى أن يكون اللقاء، كما غيره من اللقاءات الداخليَّة، لا يُقدِّم ولا يؤخِّر في عملية الإستحقاق، خصوصاً أنه جاء متأخراً جداً.

 

مباحثات الحريري-عون سجلت تقدما في تقريب وجهات النظر ولقاء ثالث اليوم

وكالات/عقد رئيس كتلة الاصلاح والتغيير النيابية دولة العماد ميشال عون ورئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري لقاء على مرحلتين في العاصمة الفرنسية نهار أمس الأربعاء 31 تشرين الأول 2007، وذلك بعيدا عن الضغط الاعلامي وعن المخاطر الأمنية التي حالت دون لقائهما في بيروت. وقد حضر جانبا من اللقاء دولة نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والنائب غسان مخيبر. ساد اللقاء روح عالية من المسؤولية حيال الظروف الخطيرة التي يجتازها لبنان من مختلف النواحي السياسية والأمنية والاقتصادية. وقد عالجت المناقشات باسهاب أبرز القضايا المطروحة في لبنان، لا سيما المتعلقة منها ببناء الدولة السيدة الحرة المستقلة والديمقراطية، وإنجاز الاستحقاق الرئاسي وفق الدستور من دون أي تدخل خارجي. وقد سجلت المباحثات تقدما في تقريب وجهات النظر وتخطي الكثير من سوء التفاهم الذي شاب المرحلة السابقة. وقد اتفق العماد عون والنائب الحريري على ابقاء اجتماعاتهما مفتوحة، ومتابعة ما بدآه من حوار لتعزيز الاستقرار والوحدة الوطنية. وفي هذا الحوار، يعقد اجتماع ثالث في باريس اليوم، لاستكمال النقاش.

 

الجميل كشف عن اتفاق مع بري و"حزب الله" حول إحدى مبادرات الحل الرئاسية

وكالات/أكد الرئيس الأعلى لحزب "الكتائب" أمين الجميل أن الأطراف اللبنانية تدرك خطورة الأوضاع جراء الأزمة السياسية وتداعيتها، مشيرا إلى وجود إصرار على حل هذه الأزمة. واعتبر أن التوافق والتفاهم يشكلان المدخل الوحيد للحل. الجميل، وفي حديث إلى قناة "العالم"، أعرب عن اعتقاده بأنه سيتم انتخاب رئيس "في نهاية المطاف"، مشيرا إلى أن الفرقاء اللبنانيين يدركون أن الكل سيدفع الثمن في حال فشل المساعي التوافقية. وأشار الجميل إلى ان كل التحركات الإيجابية التي تهدف الى حل الازمة تتمحور حول مبادرتي رئيس المجلس النيابي نبيه بري والبطريرك الماروني نصرالله صفير، كاشفا عن اتفاق مع بري و"حزب الله" على آلية للتوصل الى اتفاق حول إحدى المبادرات المقدمة لحل الأزمة الرئاسية. ورأى أن صعوبة إيجاد الحل تعود لتشابك البعد الداخلي والبعد الخارجي للأزمة، داعيا إلى لبننة الاستحقاق الرئاسي وابعاده عن التدويل والأجندات الخارجية. وجدد دعم حزبه للمرشحين الرئاسيين: النائب بطرس حرب والنائب الأسبق نسيب لحود، مشددا على ضرورة أن يكون الرئيس المقبل قادرا على حكم البلاد وحمايته. ولفت الجميل إلى أن اجتماعه مع السفير الإيراني في لبنان كان إيجابيا، معربا عن قناعته بأن إيران تستطيع ان تلعب دورا بارزا وحيويا على صعيد حل الأزمة اللبنانية.

 

الكتلة الوطنية: خيارات 14 آذار لم تكن يوما انقلابية بل تعتمد الدستور

كل لجوء الى العنف سيقابل بدفاع سلمي للمحافظة على مكتسبات "ثورة الارز" 

وكالات/رأت اللجنة التنفيذية لحزب الكتلة الوطنية اللبنانية، في بيان أصدرته بعد اجتماعها الدوري برئاسة العميد كارلوس اده "أن اللبنانيين سئموا تهديدات حزب الله والتسميات التي يطلقها اعضاؤه والمغلفة بنوايا مبيتة، فكيف يسمح السيد نواف الموسوي مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله لنفسه بوصف الاخرين باللصوصية والقرصنة، في حين ان حزبه يستولي على املاك الدولة ويقيم الخيم ويقطع ارزاق الناس، وهو الذي يغلق المناطق ويخلق مربعات امنية فارضا قانونه الخاص ومانعا القوى الامنية من الدخول وممارسة اعمالها، وهو الذي يقيم دولة ضمن دولة ويقيم شبكة اتصالات على اراضي الوطن مستبيحا الاملاك ومهيمنا على الشواطىء حيث يلتقط الجثث في البحار ولا يسلمها للدولة، إن الذي يطبق الدستور والقوانين ويحترم القرارات الدولية ليس بلص او بقرصان".

وإعتبر "ان خيارات قوى 14 اذار لم تكن يوما عسكرية ولا انقلابية بل كانت تعتمد بكاملها على الدستور وتفسيره، بينما خيارات قوى 8 اذار كانت كلها انقلابية من شغب ومظاهرات الى اعتصامات لا تنتهي الى استفادة من اغتيالات نواب".

وأكد "ان الشعب اللبناني مدعو الى مراقبة افعال واقوال 8 اذار التي تحرض على العنف والتخريب، وافعال واقوال 14 اذار التي تقوم على اسلوب ديموقراطي دفاعي". واشار الى "ان تفسير الدستور لا يرد عليه الا بتفسير آخر للدستور، ان كل لجوء الى العنف سيقابل بدفاع سلمي من اجل المحافظة على مكتسبات ثورة الارز وعدم العودة ابدا الى زمن الوصاية". ولفت الى انه "يضع امام الشعب اللبناني حقائق هي من البديهيات، ولكن خطاب احد القادة السياسيين ارغمنا على شرح مبسط لواقع النظام القائم في لبنان الذي هو برلماني، فالشعب هو من ينتخب النواب، ورئيس الجمهورية بعد استشارات ملزمة يسمي رئيس الحكومة، ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة يسميان الوزراء، والمجلس النيابي المنتخب من الشعب هو الذي يعطي او يحجب الثقة ويحاسب الوزراء وليس الشعب مباشرة".

وقال: "هذا الكلام الآن هو لالغاء مفاعيل خطاب ديماغوجي تساءل فيه احد القادة كيف للشعب ان يحاسب وزراء لم ينتخبهم، لقد كان احرى بهذا القائد ان يدعو حليفه رئيس المجلس النيابي الى فك اسر مجلس النواب حيث يجب ان تتم المحاسبة".

وتساءل: "أما آن لهذا الخطاب الكاذب ان ينتهي؟ اما آن لبعض النواب من حلفاء هذا السياسي الحائزين على شهادات جامعية عليا ان يقولوا كفى".

واضاف: "ان حزب الكتلة الوطنية رغم معرفته الكاملة بعدم التوازن القائم بين حزب الله وبقية الاحزاب والتيارات في المجتمع اللبناني من حيث حمله السلاح وامتلاكه تقنيات حربية حديثة وامتلاكه شبكة لوجستية معقدة من المواصلات والاتصالات واجهزة الرصد والمراقبة لا يسعه الا ان يبقى كما كان دائما منذ نشأته يدافع عن القيم والمبادىء والقانون في هذا الوطن رغم معرفته بالتهديات وبحجم المخاطر التي تتأتى من هكذا مواقف". وتابع: "كل تصريح تصعيدي يطلقه حزب الله له معنى آخر مختلف عن كل الخطابات التصعيدية من اي جهة اتت لانه يحمل في طياته تهديدا مبطنا باستعمال سلاحه بالداخل اللبناني. ان الكتلة الوطنية كانت وستظل دائما تردد ان منطق الحق يجب ان يسود لا منطق القوة".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 1 تشرين الثاني 2007

البيرق

استاء مرجع كبير من هجوم مفاجىء استهدف ممثل جهة اقليمية فاعلة .

الشرق

مرشح رئاسي اعطى تأكيدات شبه مستحيلة لطرف سياسي بارز على الساحة اللبنانية من دون ان يأخذ في الاعتبار اي دور فاعل لمجلس الوزراء .

نائب بقاعي اعترف في لقاء مع مرجعية روحية انه أخطأ في طريقة تعاطيه مع موضوع عقاري ووعد باصلاح الخلل اذا تأمنت له الظروف المناسبة .

ادارة خدماتية تعرضت لضغوط سياسية لعدم احداث اي تغيير في الساعات الاضافية لعدد من كبار العاملين فيها .

البلد

دبلوماسي غربي أسر لاحد اصدقائه انه لو كانت حرية القرار للبنانيين بنسبة 10% لكانت حلت الأزمة اللبنانية منذ زمن .

بعض المراقبين توقف عند توقيت زيارات السفير الاميركي للمسؤولين اللبنانيين والتي تأتي في العادة قبل اللقاءات الحساسة وبعد اللقاءات المهمة .

لوحظ ان التدخل الخارجي في لبنان يزداد بعد كل قرار يصدر من جهات اقليمية ودولية يدعو لعدم التدخل ورفع الايدي عن لبنان .

النهار

اخذ العماد ميشال عون علما بموقف كل من السفير الاميركي جيفري فيلتمان والقائم بالاعمال الفرنسي اندريه باران من الاستحقاق الرئاسي قبل ان يغادر الى باريس.

تردد ان النائب السابق سليمان فرنجيه ابلغ الى العماد ميشال عون بعد زيارته دمشق، ان اتجاه المسؤولين فيها هو نحو رئيس توافقي.

في معلومات لمصادر نيابية ان المخابرات الاسرائيلية ابلغت الى المخابرات الفرنسية اسم الجهة المشتبه فيها باغتيال النائب انطوان غانم.

السفير

شوهدت للمرة الأولى في شوارع بيروت منذ فترة طويلة سيارات تحمل لوحات نيابية زرقاء وبعضها تقودها سيدات.

أوقف رجل دين في نظارة قصر العدل في بـيروت بسبب إقدامــه على عقد قران قاصر مخطوفة من دون علم أهلها.

جرت مشادة بين مرجع حزبــي وأحـد وزرائــه علـى خلفية قرارات اتخذت في مجلس الوزراء واستثنيت منها مؤسسة تخصه.

المستقبل

أُبلغ مرجع رسمي أن أي خطوة قد يقدم عليها في أيامه الأخيرة ستعرّضه لإجراءات وعقوبات دولية.

ذُكر أن حزباً يقود "المعارضة" أدخل أسلحة "نوعية" ومقاتلين الى المنطقة التي يحتلّها في العاصمة.

أفادت معلومات ديبلوماسية أن أركان النظام في دولة مجاورة بدأوا يستخدمون مقار تحت الأرض تحسباً ويبدّلون مراكز إقامتهم.

اللواء

تخوف مصدر دبلوماسي عربي من أن ينعكس التجاذب وبين أكثر من عاصمة سلباً على عقد القمة العربية ومكانها المقرَّر··

يسبق تزخيم التحرك من أجل حماية الاستحقاق معلومات تداولتها أكثر من عاصمة بشأن خطط لتنفيذ اغتيالات جديدة!

قال مصدر في الأكثرية أن اللقاء مع رئيس كتلة كبرى تناول جملة من الموضوعات، باستثناء موضوع الرئاسة!

 

الترقب سيد الموقف على الساحة اللبنانيـة

مصادر ديبلوماسية: رغبة اوروبية اميركية للضغط على المعارضة من أجل عدم القيام بـردود اذا انتخب رئيس خارج نصاب الثلثيـن

المركزية - في موازاة الثقب الذي أحدثه لقاء العماد ميشال عون والنائب سعد الحريري في جدار ازمة الاستحقاق تعطي وزنا خاصا للتحركات والاتصالات الخارجية التي قد تبلغ ذروتها في اجتماعات ثنائية وثلاثية لوزراء خارجية عرب وأجانب في اسطنبول على هامش لقاء دول الجوار العراقي وحيث تتمحور المساعي الفرنسية والإيرانية على خط العلاقة السعودية - السورية. وأشارت المعطيات السياسية المتداولة في الأروقة والكواليس الديبلوماسية والتي كشفها وسائل اعلام نقلا عن ديبلوماسيين إلى أن التحركات الدولية والإقليمية تعبر عن رغبة أميركية و أوروبية بإقامة كوابح إقليمية تحول دون إقدام المعارضة على خطوات سياسية وميدانية تقلب المعادلة اللبنانية إذا ما كانت حصيلة الاستحقاق الرئاسي انتخاب رئيس من الموالاة خارج نصاب الثلثين.

وهذه الكوابح تتجسد في الطلب الصريح من سوريا ومن إيران ممارسة ضغوط على المعارضة اللبنانية للحؤول دون قيامها برد تعتبره الولايات المتحدة دراماتيكيا وقد يمثل تهديدا جديا لما يسميه الأميركيون بمنجزات "ثورة الأرز" والمقابل المعروض على سوريا و إيران هو فتح قنوات اتصال وتفاوض حول الملفات الخلافية المتفجرة في المنطقة. ورأت هذه المعطيات الى ان الجديد في خطاب الموالاة اللبنانية كان جزم النائب وليد جنبلاط وسمير جعجع بالسير في خيار النصف زائدا واحدا وتأكيد جنبلاط للمعلومات التي تحدثت عن تشكيل مجموعة دعم دولية عربية بقيادة الولايات المتحدة لفرض الاعتراف بشرعية السلطة التي ستنتجها الموالاة في هذه الحالة، بينما توقفت أوساط عديدة عند استهدافه للجيش اللبناني بصورة مباشرة. ولفتت الى ان الترقب مجددا يمتد في الأيام الفاصلة عن موعد جلسة الثاني عشر من تشرين الثاني في مناخ من التوتر والقلق على مستوى الشارع اللبناني المنشغل بانتشار المراكز التي تنشئها الشركات الأمنية في عدد من المناطق خصوصا في الشمال وبعض أحياء العاصمة ومع تزايد الحديث عن خطر صدامات قد تندلع قبل أو خلال قيام نواب الموالاة بعقد اجتماع لتسمية رئيس بعد تلقي جنبلاط وعدا بالدعم الأميركي أعلن عنه صراحة، في حين تروج أوساط موالية في صفوف مناصريها لفكرة عدوان إسرائيلي وشيك ضد سوريا ولبنان سيحسم التوازنات اللبنانية الداخلية لمصلحتها.

 

"الوطن" القطرية: رسائل اسرائيلية واضحة الى لبنان وسوريا

 المركزية - كتبت صحيفة "الوطن" القطرية في مقال لها ان عقدة اسرائيل من جنوب لبنان ما زالت قائمة وستستمر سنوات عدة اضافية بسبب فشلها مرتين في احتلاله والبقاء فيه وتلقيها الصفعة تلو الصفعة من المقاومة اللبنانية.. المناورات التي قامت وتقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلي "ناتجة عن هذه العقدة التي باتت تشكل لنا هاجس قلق بعدما تبين ان مستوى التدريب والقتال لدى الجنود الاسرائيليين دون المستوى المطلوب"، وذلك باعتراف كبار الجنرالات الذين اشرفوا على حرب يوليو عام 2006 ضد حزب الله، حيث كشفوا انهم جيش هرم وبدين، ولا يصلح لخوض قتال على مستوى رجال مقاومين في مستوى تدريب وروحية حزب الله. كذلك كشفوا ان مستوى الاحتياط كان اقل من متدن وادخاله في المعركة كان خطأ جسيما تسبب له بخسائر فادحة. كذلك كان اداء ونوعية السلاح عاملين مهمين في المعركة، فالاداء الاسرائيلي كان ضعيفا على رغم انه هو الذي اتخذ مبادرة الحرب وهو الذي تلقى دعما اقليميا ودوليا غير مسبوق، من اجل القضاء على المقاومة في جنوب لبنان، اما نوع السلاح الذي تغنى به، وفي طليعته الجيل الجديد من دبابات الميركافا فكان اشبه بلعبة اطفال امام صواريخ حزب الله.

اضاف المقال: كانت الحرب درسا قاسيا لاسرائيل، كما كانت محطة للتأمل واعادة النظر في هيكلية الجيش الذي كان لا يقهر، لان اسرائيل لا تستطيع ان تتحمل الهزائم والخسائر البشرية ولا الخسائر المادية الكبيرة رغم تعهد الادارة الاميركية بتغطيتها من خلال الهبات والتبرعات وغيرها.

وأشار الى ان المناورات الاسرائيلية الجديدة على طول الحدود مع لبنان هذه الايام رسالة واضحة للبنان وسوريا على حد سواء تقول بان اسرائيل تستعد للانتقام وهي ستواصل اعادة تأهيل وتدريب وتسليح جيشها بما يتلاءم مع حرب جديدة قاسية، وذلك بهدف التخلص من العقدة التي يشكلها جنوب لبنان لدى الضباط والجنود الاسرائيليين، كما تشكل هاجس قلق وخوف للمستوطنين الذين خبروا قدرة المقاومة على رد الصاع صاعين.

وختم ان الجيش اللبناني رد على الرسالة الاسرائيلية فورا بمناورة مشابهة بالتعاون والتنسيق مع "اليونيفيل" فيما المقاومة تراقب وتستعد وهي في اعلى جهوزيتها.

 

واشنطن والورقة السرية في الاستحقاق الرئاســـي

 المركزية - في مقال له عن الاستحقاق الرئاسي اللبناني كتب حسام الضاوي في صحيفة "الوطن" القطرية انه بينما يبلغ الملف الرئاسي اللبناني أعلى درجات غليانه هذه الأيام تبرز اكثر فأكثر حقيقة باتت شبه مكرّسة، وهي أن الورقة السرية الموجودة في يد واشنطن، خصوصا ما يتعلق منها بمواصفات الرئيس ودور لبنان بعد الرئاسة لم تفصح عنها - أي الورقة - لأحد من الفرقاء اللبنانيين حتى الآن بمن فيهم حلفاؤها الذين أشادت بهم وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس اخيرا أمام الكونغرس. اضافك الورقة السرية هي سيدة اللعبة الآن، فواشنطن تريد أن تقول للجميع ان القرار عندها اولا وأخيرا فلبنان بالنسبة اليها في هذه المرحلة هو ورقة كبرى على رغم صغر حجمه الجغرافي، وهو متراس متقدم لا تقبل واشنطن بإعادة تركيبه إلا وفق استراتيجيتها الأوسع في الشرق الأوسط.

وهكذا فإن السيناريو الذي تقوده الادارة الأميركية راهنا في بيروت يقوم على العناصر الاتية: افساح المجال أمام التحرك الأوروبي ولكن ضمن حدود الانضباط في الدائرة الأميركية ثم افساح المجال أمام تحرك عربي محدود كان نموذجه اخيرا زيارة وزير الخارجية المصري للبنان ولكن من اجل تقطيع الوقت فقط فلا دور عربيا ولا قرار عربيا. وبعد ذلك تأتي الحركة على المسرح اللبناني المحلي فيختلف الفرقاء ويتصارعون ويحاولون الحوار والتوافق فإذا توصلوا الى نقطة حاسمة تساعد في الاتفاق، يلقي السفير الأميركي في بيروت بتصريحات تثير الانقسامات بقصد الحؤول دون الحسم في الملف الرئاسي كون الورقة السرية التي تحتفظ بها واشنطن لم يحن أوان الكشف عنها بعد بحسب المعايير الاميركية. وختم المقال بالاشارة الى ان هذا السيناريو يؤكد بنسبة عالية ان الجلسة النيابية للبرلمان اللبناني المقرر عقدها في 12 نوفمبر الجاري من الصعب جدا ان تشهد انتخاب رئيس جديد للجمهورية وسيبقى الملف معلقا لأيام اضافية تسبق انتهاء المهلة الدستورية في الرابع والعشرين من تشرين الثاني وعندها تعلن واشنطن ورقتها السرية فتحسم نهائيا الملف الرئاسي، وسيكون الحسم بين احتمالين لا ثالث لهما، فإما رئيس ينسجم توافقيا مع التوازنات الطائفية الداخلية واما رئيسا بأسلوب التصدي والمواجهة فيدخل لبنان في مرحلة الاقتراب الفعلي من النار.

 

 الموقع السوري مماثل شكلا لمفاعل يونغ بيونغ النووي في كوريا الشمالية

المركزية - سأل الكاتب الاميركي في "واشنطن بوست" وليم آركين و تحت عنوان "ما الذي تظهره صور القمر الصناعي الملتقطة لسوريا؟" عما إذا كانت الصور "المقنعة تماماً التي اتخذت بواسطة الأقمار الصناعية لأحد المواقع في سوريا هي بالفعل لموقع نووي كان قيد الإنشاء وتم قصفه لتتم بعد ذلك إزالته، أم أنها صور لشيء آخر مختلف تماما؟! ويلفت آركين إلى مزاعم معهد العلوم والأمن الدولي، الذي لا يتوخى الربح والذي يرئسه الخبير والمفتش النووي السابق في العراق ديفيد أولبرايت، بأن الموقع كان هدفا إسرائيليا وأنه كان مماثلا من حيث الشكل لمفاعل يونغ بيونغ النووي في كوريا الشمالية. ويشير إلى صورة التقطت بالقمر الصناعي تؤيد وجود مبنى ضخم في الموقع منذ سبتمبر 2003 على أقل تقدير، مما دفع المحللين الى التصريح لصحيفة "نيويورك تايمز" بأن العمل ربما بدأ هناك منذ عام 2001 عندما كان الرئيس بوش يفتش في قائمة محور الشر. ويلفت الكاتب إلى أنه عندما يتذكر القارئ العرض الذي قدمه وزير الخارجية الأميركية السابق كولين باول في فبراير من عام 2003 أمام الأمم المتحدة، يصبح الشك أمرا طبيعيا، ليس بشأن قيمة صور الأقمار الصناعية فحسب، وإنما حول مصداقية الاستخبارات عامة بشأن دولة أجنبية مصممة على الخداع والتضليل. ويختتم آركين بالإشارة إلى أن فضيحة إدارة بوش بشأن أسلحة الدمار الشامل المزعومة في العراق من قبل قد تكون السبب وراء تكتم الإدارة الأميركية في الشأن السوري، موردا عدة احتمالات، منها أن البيت الأبيض لا يعرف الكثير، أو أن يكون غاضبا من الإسرائيليين، وفي الوقت ذاته منشرح الصدر سرا لأنهم نجحوا في توجيه ضربة احترازية ضد أسلحة دمار شامل مشتبه فيها والافلات بفعلتهم، حتى الآن على الأقل.

 

البطريرك صفير عرض الاوضاع المرتبطة بالاستحقاق مع زواره: نحرص على دعم مبادرات الحوار على قاعدة التزام حق الاختلاف

بطرس: التوافق خطوة الى الامام دون اللجوء الى حكومة انتقالية

وطنية - 1/11/2007 (سياسة) أبدى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير ارتياحه لما تحقق حتى الان على صعيد اللقاءات، مجددا مباركته هذه الاتصالات والمساعي وحرصه على استكمالها ودعمه لمبادرات الحوار والتلاقي.

كلام البطريرك صفير جاء خلال استقباله رئيس الجمعية الدولية للاعلان جوزف غصوب الذي جمع العماد ميشال عون والرئيس امين الجميل في منزله. وعرض غصوب للبطريرك صفير الاتصالات التي اجراها مواكبة لمبادرة بكركي الوفاقية او نجاح المساعي للقاء الرئيس الجميل والعماد عون والخطوات اللاحقة.

وبعد اللقاء قال غصوب الذي استبقاه البطريرك الى مائدة بكركي: "عرضنا طبيعة الاتصالات الجارية لتعزيز فرص لقاء القيادات المارونية وقد كان اولها لقاء الرئيس الجميل والعماد عون وهذه الاتصالات هي احد اوجه الحركة الناشطة في بكركي عبر لقاءي القيادات المسيحية اولا ومن ثم عمل اللجنة الرباعية، كون هذه الاتصالات تستلهم منذ انطلاقتها روح ومضمون مبادرة بكركي الهادفة بصورة جوهرية الى تحقيق انفراجات في علاقة القادة الموارنة وتبريد اجواء الساحة المسيحية وبالتالي الوطنية". واضاف: "لقد ابدى غبطته ارتياحه لما تحقق حتى الان مجددا مباركته لهذه الاتصالات والمساعي وحرصه على استكمالها ودعمه لمبادرات الحوار والتلاقي على قاعدة الالتزام بضرورة ابقاء حق الاختلاف في الموقف السياسي تحت سقف الاحترام وقبول الاخر ورفض الاحتكام الى العنف والتصادم".

وقال غصوب: "سنبقى على هذا السياق من العمل لترجمة مضمون مبادرة بكركي الوفاقية وعملا بتوجيهات غبطته. وسنتابع الاتصالات مع جميع المعنيين، املا في التوصل الى تحقيق اهداف المبادرة على الصعيدين المسيحي والوطني".

بعدها التقى غصوب المطران سمير مظلوم.

بطرس

وكان البطريرك صفير استقبل الوزير السابق فؤاد بطرس الذي قال بعد اللقاء ردا على سؤال: "لا تطلبوا مني تصورا للوضع القائم اليوم، فالوضع "مشربك" ودقيق كثيرا لاننا نمر في مرحلة مهمة وحاسمة في تاريخ لبنان. لذلك، لا اريد استباق الامور واستشراف المستقبل لان العملية تتضمن مجازفة كونه لا احد يملك كل المعطيات والظروف يمكن ان تتغير بشكل او بآخر. كل ما يمكننا قوله ان يلهم الجميع بان تكون لديهم المزيج من الحكمة والوطنية كي يستطيعوا مواجهة كافة الصعوبات لايجاد الحلول المقبولة بالاتفاق في ما بينهم لان الاتفاق اساسي في هذا المجال وعندما يتكلمون عن التوافق على انتخاب رئيس جمهورية بالتوافق يكون ذلك على انتخاب شخص ام التوافق على برنامج والامور الاساسية التي يمكن ان تخلق في ما بعد خلافات ومشاكل".

واضاف: "اتمنى ان يؤدي ما يجري الى حلول اذا لم تكن حاسمة دفعة واحدة، تكون متدرجة كي نصل في النتيجة الى حل حاسم".

سئل: من يملك مفتاح الحل؟

اجاب: "نظريا، يجب ان يملكه اللبنانيين، لكن قسما منهم يتحرك بدوافع مختلفة كثيرا ومنها ما يبت بالداخل واخرى في الخارج".

وقال: "يجب علينا جميعا ان نكون متفقين واذا لم نستطع حل كافة الامور دفعة واحدة نعمد الى حلها تدريجيا مع الاتفاق على معالجة هذه المشاكل بأسلوب قابل للحل وليس ان تكون هناك استحالة لحلها وليس لربح الوقت ونبقى نواجه المشاكل نفسها".

سئل: هل يسمح الظرف الاقليمي بحل الازمة؟

اجاب: "ان من يدعي فكفكة الرموز الاقليمية اعتبره مجنونا، وليس باستطاعته استيعابه".

وتمنى الوزير بطرس ردا على سؤال، "ان يحصل التوافق على الاستحقاق الرئاسي"، مشيرا الى ان التوافق في حد ذاته لا يحل المشكلة". وقال: "نأمل ان يشكل خطوة الى الامام لحل كافة المشاكل تباعا".

سئل: كيف تنظر الى لقاء العماد عون والنائب الحريري في باريس؟

اجاب: "لقد فوجئت بهذا الاجتماع ولم اكن اتوقع حصوله وامل ان يلهم الله الرجلين بما يؤدي الى مصلحة البلد ووحدة الرأي والتفاهم بين جميع الفئات والطوائف".

وقال ردا على سؤال: "لا اريد ان اتصور ان التوافق مستحيل انما هو خطوة الى الامام دون اللجوء الى حكومة انتقالية. واذا كان التوافق مستحيلا نرى عند ذلك ما هي الحلول".

سئل: هل ترى انه على البطريرك الخوض في الاسماء؟

اجاب: "لست من يقرر، فالامر يعود الى غبطته، وانا لا اعلم ما سيقرره البطريرك في النتيجة والامور مرهونة بأوقاتها ولكن بصورة اجمالية اتفهم ان يفكر غبطته ويتعمق ويتردد قبل ان يتخذ قراره".

سئل: ماذا لمست من صاحب الغبطة اليوم؟

اجاب: "التعلق بمصلحة لبنان والادراك للنواحي العديدة للوصول الى نتائج واستعداد للتعرف بشكل يتفق مع ايمانه وعقيدته ومفهومه للمصلحة الوطنية".

النائب خليل

كما التقى البطريرك صفير النائب يوسف خليل وعرض معه المستجدات والتطورات. ومن زوار الصرح أيضا على التوالي: سفير هولندا في لبنان روبيرت زيد نيراست، ثم الوزير السابق ابراهيم الضاهر ثم مسعود مراد، ثم الامين العام السابق للرابطة المارونية الدكتور خليل كرم ثم عاطف الاسعد الوائلي ثم رئيس الرابطة المارونية السابق الامير حارس شهاب.

 

"التيار الشيعي الحر": لقيام دولة حرة تنهي البؤر الأمنية

وطنية - 1/11/2007 (سياسة) استغرب رئيس "التيار الشيعي الحر" الشيخ محمد الحاج حسن الموقف الأخير للامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله "والدفاع المستميت عن زمر الإجرام ومشاهير العمالة الإستخباراتية للنظام السوري". وشدد الحاج حسن على "ضرورة بذل الجهود لقيام دولة حرة تبسط سلطتها على كامل أراضيها وتنهي البؤر الأمنية والمحميات الميليشياوية وعودة المواطنين إلى كنف المؤسسات الرسمية ومراقبة ظواهر التسلح والتهديدات التي تلاحق رموز الوطن".

وقال: "على المنحرفين اللبنانيين أن يصلحوا أنفسهم ويخلعوا عنها ثوب الخدم لأنهم عاهدوا البشار والرستم أن يكملوا إنجازات عهد الوصاية في حرق لبنان، ونحذر من إدخال البلد في حالة الفراغ والفوضى، منذرين من ان أي عملية انقلابية تستهدف الوحدة الداخلية".

 

وزيرة خارجية قبرص تصل الى بيروت الاربعاء المقبل

وطنية- 1/11/2007 (سياسة) تصل الى بيروت وزير خارجية قبرص ايراتو ماركوليس، الاربعاء المقبل، وتلتقي يوم الخميس الرؤساء الثلاثة ووزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ.

 

النائب عمار: نسجل للنائب جنبلاط صراحته في اعلان انتمائه

وطنية- 1/11/2007 (سياسة) أدلى النائب علي عمار بتصريح اليوم، تعليقا على ما ورد على لسان النائب وليد جنبلاط في مقابلته مع تلفزيون "الجزيرة"، قال فيه: "لا يسعنا، بعد الاطلاع على ما صدر عن النائب وليد جنبلاط بالصوت والصورة، الا ان نسجل له صراحته ووضوحه في خياراته والتزاماته ومراهناته، وفي موقعه ضمن المشروع الاميركي الذي اعلن انتماءه له. ونامل من رفاق وليد جنبلاط ان يكونوا في مستوى صراحته امام اللبنانيين والعرب، ويكفوا عن المزايدة بشعارات الوطنية والسيادة والاستقلال".

 

قماطي: التوافق هو الخيار الانجح والوحيد للبلد

وطنية- 1/11/2007 (سياسة) نظمت منطقة بيروت في "حزب الله" لقاء سياسيا مع عضو المجلس السياسي في الحزب محمود قماطي في حارة حريك، عرض فيه الخيارات المطروحة على مستوى الاستحقاق الرئاسي. واكد قماطي ان "خيار التوافق هو الخيار الانجح بل الوحيد الذي يمكنه اخذ البلد الى بر الامان وكل الخيارات الاخرى، اكانت بالانتخاب بالنصف زائدا واحدا او ابقاء البلد من دون رئيس وتكليف الحكومة الحالية بالحكم، هو ادخال البلاد في حال الفوضى وتقسيم الدولة الى تشكيلين ورئيسين وحكومتين، سيؤدي حكما الى الفوضى وهذا ليس مصلحة للبنان ولا الدول العربية، الاقليمية والاوروبية وحتى الولايات المتحدة الاميركية".

وعلق على "محاولات تفشيل التوافق وتصريحات الثنائي "ج-ج" بأنها "اصوات نشاز تدل على افلاس اصحابها"، وقال: "ما عويلها ونعيقها الا دليل على ذلك".

وأكد ان "هذا الثنائي وغيره لن يستطيعوا ان يفشلوا خيار التوافق".

 

السفير الاميركي جال في دير القمر واطلع على اضرار الحرائق: سنوفر مئة الف دولار لاعادة تشجير منطقتين في الشوف وعكار

وطنية - 1/11/2007 (متفرقات) أعلن سفير الولايات المتحدة الاميركية في لبنان جيفري فيلتمان ان حكومة بلاده "ستوفر مئة الف دولار اميركي لاستخدام عمال محليين في تنظيف واعادة تشجير منطقتين اتلفتهما النيران مؤخرا، الاولى في عكار والثانية في الشوف".

كلام السفير فيلتمان جاء بعد جولة تفقدية قام بها صباح اليوم في دير القمر للاطلاع على الاضرار التي خلفتها الحرائق، رافقه فيها مسؤول مكتب المساعدات في السفارة ستيف حربلي ورئيس بلدية دير القمر المهندس دوري شمعون واعضاء المجلس البلدي. وقد شرح شمعون للسفير فيلتمان الاثار التي خلفتها حرائق الغابات على اقتصاد المنطقة. وفي ختام الجولة وزع بيان صادر عن السفارة الاميركية، جاء فيه:

"ان الشعبين اللبناني والاميركي يتشاركان فوائد الديموقراطية والتنوع، ولكن في بعض الاحيان يتشارك شعبانا تجارب حزبية ايضا، فاليوم يبكي الاميركيون واللبنانيون خسارة غابات واراض اتلفتها النيران في كاليفورنيا والشوف وجزين وعكار. وفي بادرة تجاوب مع طلب المساعدة وتجاوبا مع حملة "الحرقة في القلب" التي اطلقتها الحكومة اللبنانية في الاسبوع المنصرم عبر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، تلتزم الولايات المتحدة الاميركية دعم اعادة التشجير في منطقتين اتلفتهما النيران هما عكار والشوف. يوفر مكتب تقديم المساعدات في حالات الكوارث في الوكالة الاميركية للتنمية الدولية مئة الف دولار اميركي كأموال مساعدة للجمعية الخيرية الكاثوليكية في الشرق الادنى/البعثة البابوية وذلك لتمويل مشروع استبدال اشجار الصنوبر البرية التي اتلفتها النيران بأشجار الصنوبر المثمر واشجار الخروب. وستوزع الاموال مناصفة مع قضاء عكار الذي عانى خسائر كبيرة ايضا. وستساعد الاموال التي توفرها حكومة الولايات المتحدة الاميركية في تغطية مصاريف استخدام عمال محليين لتنظيف المناطق التي شبت فيها النيران. ولزراعة اشجار جديدة سيتم ريها لمدة سنتين للتأكد من نموها كليا. ويهدف المشروع الى اعادة تجميل هذه المناطق من جهة والى اعادة بناء الفرص الاقتصادية التي توفرها الغابات للسكان المحليين والمزارعين من جهة اخرى".

وختم البيان: "ان الغابات الوطنية في الولايات الاميركية المتحدة هي ارض لاستخدامات متعددة. ولبنان ايضا يستفيد من غاباته بطرق عديدة".

 

لقاء في مجمع الخريزات رفضا للقرار الاميركي تجميد اموال شخصيات لبنانية

وطنية - 1/11/2007 (سياسة) تواصلت ردود الفعل المستنكرة والرافضة للقرار الاميركي تجميد اموال عدد من الشخصيات اللبنانية ومنعها من زيارة الولايات المتحدة. وفي هذا المجال، أقيم في مجمع الخريزات السياحي في البقاع الغربي لقاء دعا اليه رئيس اتحاد بلديات السهل احمد الاحمد وحضره حشد من رؤساء البلديات والمخاتير اعضاء المجالس البلدية والاختيارية. بعد النشيد الوطني، قال الاحمد: "انها لمهزلة كبيرة ان تعمم وزارة الداخلية اللبنانية هذا القرار على البلديات، وان تروج عبر تعاميم رسمية من دولة مستقلة ما تمليه علينا الادارة الاميركية المحافظة على حرية واستقلال لبنان كما يدعون، بالامس القريب جاءت اميركا الى العراق وشاهدنا بام العين ما صنعته يد المجرمين والمستعمرين في نهب ثرواته وقتل ابنائه ومواطنيه. واليوم يأتون الى لبنان ليفعلوا ما فعلته ايديهم في العراق".

واكد "ان هذا التدخل الاميركي الفاضح يفترض العقوبات على من يدعون انه يعطل سير العملية الديموقراطية لهو دليل فاضح على وضع لبنان بسياق الحلف الاميركي - الاسرائيلي". وقال: "انه لهذا السبب كان التعرض للمقاومة اللبنانية البطلة التي اجبرت اسرائيل على تطبيق القرار 425 والقاضي بانسحاب العدو في ايار العام 2000، في حين ان العشرات بل المئات من القرارات الدولية بحق اسرائيل منذ العام 1948 وحتى تاريخه والتي لم يطبق منها شيء حتى الان".

 

العماد سليمان استقبل السفير الكندي والجنرال غراتسيانو

وطنية- 1/11/2007 (سياسة) استقبل قائد الجيش العماد ميشال سليمان في مكتبه في اليرزة، السفير الكندي لوي دي لوريميه، يرافقه المنسق العسكري المقدم جان بيار برجورون، وتناول البحث الوضع العام في البلاد. ثم استقبل قائد قوات الامم المتحدة الموقتة في لبنان الجنرال كلاوديو غراتسيانو، وجرى البحث في سبل تفعيل التعاون والتنسيق بين الجانبين.

 

الكتلة الوطنية: خيارات 14 آذار لم تكن يوما انقلابية بل تعتمد الدستور

كل لجوء الى العنف سيقابل بدفاع سلمي للمحافظة على مكتسبات "ثورة الارز"

وطنية - 1/11/2007 (سياسة) رأت اللجنة التنفيذية لحزب الكتلة الوطنية اللبنانية، في بيان أصدرته بعد اجتماعها الدوري برئاسة العميد كارلوس اده "أن اللبنانيين سئموا تهديدات حزب الله والتسميات التي يطلقها اعضاؤه والمغلفة بنوايا مبيتة، فكيف يسمح السيد نواف الموسوي مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله لنفسه بوصف الاخرين باللصوصية والقرصنة، في حين ان حزبه يستولي على املاك الدولة ويقيم الخيم ويقطع ارزاق الناس، وهو الذي يغلق المناطق ويخلق مربعات امنية فارضا قانونه الخاص ومانعا القوى الامنية من الدخول وممارسة اعمالها، وهو الذي يقيم دولة ضمن دولة ويقيم شبكة اتصالات على اراضي الوطن مستبيحا الاملاك ومهيمنا على الشواطىء حيث يلتقط الجثث في البحار ولا يسلمها للدولة، إن الذي يطبق الدستور والقوانين ويحترم القرارات الدولية ليس بلص او بقرصان".

وإعتبر "ان خيارات قوى 14 اذار لم تكن يوما عسكرية ولا انقلابية بل كانت تعتمد بكاملها على الدستور وتفسيره، بينما خيارات قوى 8 اذار كانت كلها انقلابية من شغب ومظاهرات الى اعتصامات لا تنتهي الى استفادة من اغتيالات نواب".

وأكد "ان الشعب اللبناني مدعو الى مراقبة افعال واقوال 8 اذار التي تحرض على العنف والتخريب، وافعال واقوال 14 اذار التي تقوم على اسلوب ديموقراطي دفاعي". واشار الى "ان تفسير الدستور لا يرد عليه الا بتفسير آخر للدستور، ان كل لجوء الى العنف سيقابل بدفاع سلمي من اجل المحافظة على مكتسبات ثورة الارز وعدم العودة ابدا الى زمن الوصاية". ولفت الى انه "يضع امام الشعب اللبناني حقائق هي من البديهيات، ولكن خطاب احد القادة السياسيين ارغمنا على شرح مبسط لواقع النظام القائم في لبنان الذي هو برلماني، فالشعب هو من ينتخب النواب، ورئيس الجمهورية بعد استشارات ملزمة يسمي رئيس الحكومة، ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة يسميان الوزراء، والمجلس النيابي المنتخب من الشعب هو الذي يعطي او يحجب الثقة ويحاسب الوزراء وليس الشعب مباشرة".

وقال: "هذا الكلام الآن هو لالغاء مفاعيل خطاب ديماغوجي تساءل فيه احد القادة كيف للشعب ان يحاسب وزراء لم ينتخبهم، لقد كان احرى بهذا القائد ان يدعو حليفه رئيس المجلس النيابي الى فك اسر مجلس النواب حيث يجب ان تتم المحاسبة".

وتساءل: "أما آن لهذا الخطاب الكاذب ان ينتهي؟ اما آن لبعض النواب من حلفاء هذا السياسي الحائزين على شهادات جامعية عليا ان يقولوا كفى".

واضاف: "ان حزب الكتلة الوطنية رغم معرفته الكاملة بعدم التوازن القائم بين حزب الله وبقية الاحزاب والتيارات في المجتمع اللبناني من حيث حمله السلاح وامتلاكه تقنيات حربية حديثة وامتلاكه شبكة لوجستية معقدة من المواصلات والاتصالات واجهزة الرصد والمراقبة لا يسعه الا ان يبقى كما كان دائما منذ نشأته يدافع عن القيم والمبادىء والقانون في هذا الوطن رغم معرفته بالتهديات وبحجم المخاطر التي تتأتى من هكذا مواقف". وتابع: "كل تصريح تصعيدي يطلقه حزب الله له معنى آخر مختلف عن كل الخطابات التصعيدية من اي جهة اتت لانه يحمل في طياته تهديدا مبطنا باستعمال سلاحه بالداخل اللبناني. ان الكتلة الوطنية كانت وستظل دائما تردد ان منطق الحق يجب ان يسود لا منطق القوة".

 

النائبان الحريري وعون يعقدان اجتماعا ثالثا اليوم في باريس لاستكمال النقاش

بيان أكد تحقيق تقدم ومعالجة بناء الدولة المستقلة وانجاز الاستحقاق الرئاسي

وطنية - 1/11/2007 (سياسة) أصدر المكتب الاعلامي لرئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري، بيانا اليوم جاء فيه:

"عقد رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النيابي دولة العماد ميشال عون ورئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري، لقاء على مرحلتين في العاصمة الفرنسية نهار أمس الأربعاء 31 تشرين الأول 2007، بعيدا من الضغط الاعلامي وعن المخاطر الأمنية التي حالت دون لقائهما في بيروت. وقد حضر جانبا من اللقاء دولة نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والنائب غسان مخيبر. ساد اللقاء روح عالية من المسؤولية حيال الظروف الخطيرة التي يجتازها لبنان من مختلف النواحي السياسية والأمنية والاقتصادية. وقد عالجت المناقشات باسهاب أبرز القضايا المطروحة في لبنان، لا سيما المتعلقة منها ببناء الدولة السيدة الحرة المستقلة والديموقراطية، وإنجاز الاستحقاق الرئاسي وفق الدستور من دون أي تدخل خارجي. وقد سجلت المباحثات تقدما في تقريب وجهات النظر وتخطي الكثير من سوء التفاهم الذي شاب المرحلة السابقة. وقد اتفق العماد عون والنائب الحريري على ابقاء اجتماعاتهما مفتوحة، ومتابعة ما بدآه من حوار لتعزيز الاستقرار والوحدة الوطنية. وفي هذا الحوار، يعقد اجتماع ثالث في باريس اليوم، لاستكمال النقاش".

 

الاتحاد من أجل لبنان": لإقرار قانون انتخاب عادل

وطنية - 1/11/2007 (سياسة) عقد "الاتحاد من اجل لبنان"، لقاء موسعا مع عضو الهيئة الوطنية لقانون الانتخاب المحامي زياد بارود في مقره في الاشرفية.

وشدد بارود في ندوة قدم لها الامين العام للاتحاد مسعود الاشقر "على ضرورة ان يعي اللبنانيون اهمية إقرار قانون انتخابي عادل قبل فترة من موعد الانتخابات النيابية"، وأسف لعدم مناقشة مشروع القانون بعد انقضاء حوالي سنة ونصف على انجازه، موضحا تفاصيل القانون وخصوصا ما يتعلق بقدرة المسيحيين على اختيار ممثليهم، وبعدالة التقسيمات وايصالهم الى الندوة البرلمانية

 

النائب كنعان: هناك رغبة وإرادة جدية لدى النائبين الحريري وعون باستكمال المشاورات والوصول الى حلول تمرر الاستحقاق وتنقذ البلاد

وطنية - 1/11/2007 (سياسة) إعتبر عضو كتلة "الإصلاح والتغيير" النائب إبراهيم كنعان، في حديث الى إذاعة "صوت لبنان" ردا على سؤال حول الاجتماعات المطولة التي استمرت بين النائبين سعد الحريري وميشال عون، ان "هناك مشاورات تدور حول المسائل الخلافية اليوم في لبنان وهناك إرادة جدية لدى الطرفين للوصول الى حلول تنقذ البلاد وتنقذ الجمهورية من انعكاسات وسلبيات ما قد يحصل اذا لم يتم التفاهم بين اللبنانيين في هذه المرحلة المصيرية".

وأشار الى "ان الأجواء كما ذكر العماد عون بالأمس إيجابية". وقال: "نتمنى ان توفر هذه الأجواء إمكانية التفاهم بيننا، وكلنا أمل بأن هذا الأمر سيتحقق وسيؤسس لعلاقة جديدة وبناءة تمرر الاستحقاقات المقبلة التي نحن في صددها".

وعن المعطيات المتوافرة من اللقاء، قال: "على ضوء ما توفر ليلا هناك رغبة في استكمال هذه المشاورات، وهذا أمر جيد، ونحن نتابع هذه المشاورات التي تدور في باريس بقدر الإمكان، وعلى ما يبدو ان هناك نية لدى الطرفين باستكمالها اليوم، وكما قال العماد عون ان هذه اللقاءات لن تكون يتيمة".

وردا على سؤال حول انعقاد الاجتماع الثاني في حضور نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري والنائب غسان مخيبر وهل هذا يعني إمكانية تشكيل لجان متابعة او ما شابه، قال: "هذه الأمور تبحث اليوم، اما اذا كان هذا الامر سيؤدي الى تفاهم، من الضروري ان تتم المتابعة في شكل او في آخر. أما حضور مكاري ومخيبر في باريس فهو ناجم عن وجودهما هناك مع القطبين، وذلك بغية استكمال وتحديد الأطر المستقبلية لاستكمال هذه المبادرة. ان المبادرة الأهم اليوم هي ملء الفراغ السياسي، وهذا الوضع الذي نجم عن الخلافات التي تحكمت بهذا النظام السياسي منذ عامين وحتى اليوم، وهذا في رأيي أمر جيد يجب متابعته على مختلف الصعد وليس فقط على مستوى القيادات".

وحول توقعه امكانية انتخاب رئيس للجمهورية في 12 الحالي، أجاب: "ان شاء الله خيرا هذا ما نقوله ونتمنى ان تكون النتيجة إيجابية، فلا أحد، لا العماد عون ولا أحد في تكتل الإصلاح والتغيير، ولا النائب سعد الحريري، يطمح الى أقل من ذلك. إنما نحن كما قلنا مرارا وتكرارا التفاهم السياسي بين اللبنانيين هو الأساس وهو الذي يستطيع إنقاذ الجمهورية ومنها الاستحقاقات المقبلة كالاستحقاق الرئاسي".

وعن إمكانية توسيع نطاق اللقاءات مع وجود الوزير السابق سليمان فرنجية في فرنسا، أوضح انه "لا يمكن التعليق على الموضوع، انما الأكيد ان التواصل بيننا وبين فرنجية قائم، وهذا الأمر لا يحتاج الى أي عمليات او جهود خاصة، انما في المرحلة المقبلة نعم في المبدأ يجب ان تشمل هذه التفاهمات اذا حصلت جميع الاطراف، وبالتالي علينا ان نحدد رؤية لبنانية مشتركة للبنان تنقذ هذه الجمهورية وتنقذ هذا النظام السياسي من أزمته".

وردا على سؤال اذا سيكون للعماد عون محطة أخرى غير باريس، قال: "علينا الانتظار، نحن في صدد هذه المشاورات التي طالت، وهذا أمر إيجابي، ولم يكن في البداية متوقعا ان تطول الى هذا الحد، اذا كل شيء رهن التطورات التي تحصل اليوم في ما خص المشاورات واللقاءات".

 

الرئيس الجميل عرض مع السفير الايطالي ووفد "جبهة الحرية" الاستحقاق الرئاسي:

لقاء النائبين عون والحريري خطوة إيجابية ستنعكس على الحركة الوفاقية

كيكيا: ايطاليا ترغب في ان يمر الاستحقاق بأفضل الطرق وفي المواعيد المحددة

وطنية - 1/11/2007 (سياسة) إستقبل الرئيس أمين الجميل، عند العاشرة قبل ظهر اليوم في بكفيا، سفير إيطاليا غبريال كيكيا، وتم خلال اللقاء بحث في الأوضاع العامة. بعد اللقاء، صرح السفير كيكيا: "تأتي زيارتي للرئيس الجميل في إطار الإتصالات التي أجريها مع المسؤولين اللبنانيين في الموالاة والمعارضة عشية الإستحقاق الرئاسي. وأعقد لقاءات مع مختلف المسؤولين وخصوصا المسيحيين منهم لأن المسؤولية الأساسية في هذا الملف تعود اليهم.

تباحثت مع الرئيس الجميل في مختلف الملفات المتعلقة بهذا الإستحقاق، وترغب ايطاليا في مواصلة جهودها من أجل أن يمر الإستحقاق الرئاسي بأفضل الطرق من الإنتخاب في مجلس النواب وانتخاب رئيس في المواعيد المحددة بدون تدخل من أحد. هذه من ثوابتنا ومن ثوابت أوروبا".

واضاف: "حكومتي تراقب الوضع عن كثب، ونحن تربطنا علاقات بهذا البلد وسنقوم بكل ما في وسعنا بالتعاون مع شركائنا ليستعيد لبنان إستقراره ويحافظ على ديموقراطيته".

سئل: هل أنت متفائل؟

أجاب: "لست متفائلا ولا متشائما، نحن نعمل لأن لدينا هدفا، ونعمل ما يتوجب علينا".

وأعتبر الرئيس الجميل أن "اللقاء بين النائب العماد ميشال عون والنائب سعد الحريري خطوة إيجابية سيكون لها إنعكاس على الحركة الوفاقية الجارية على الساحة السياسية، ونأمل أن تؤدي الى تسهيل حصول إستحقاق إنتخابات رئيس جديد للجمهورية. فلا يسع اللبنانيين الا أن يعربوا عن إرتياحهم كلما التقى زعيمان لبنانيان لأن هذا الشعب يحتاج الى إستقرار واجواء تفتح له كوة أمل للبقاء متشبثا بأرضه وليثق بالمستقبل.

يبقى أن يتكلل هذا اللقاء بالنجاح لأنه وإن كان إنعقاده في ذاته انجازا فأن نجاحه يضيف الى التفاؤل تفاؤلا عمليا، فتلتقي هكذا كل المبادرات من مبادرة بكركي الى مبادرة الرئيس نبيه بري وغيرها من المبادرات.

"جبهة الحرية"

والتقى الرئيس الجميل وفدا من "جبهة الحرية" برئاسة الدكتور فؤاد أبو ناضر، وجرى بحث في الأوضاع العامة.

 

جو سركيس يتوقع ان يستقبل لبنان نحو مليون سائح خلال العام 2008

وكالات/أكد وزير السياحة المهندس جو سركيس أن لبنان هو بلد الضيافة بأبنائه ونحن نود أن نستقبل أجانب ونمنحهم قبلة ونشعرهم انهم في بيوتهم. وتوقع ان يستقبل لبنان نحو مليون سائح هذا العام. وقال: "لا نستطيع أن نتنبأ بالضبط لكن إذ أصبح لدينا رئيس جديد لكل اللبنانيين مقبول من الأكثرية والأقلية اعتقد ان لبنان سيستأنف نشاطه السياحي. سركيس وفي حديث إلى وكالة "رويترز" اعتبر ان القيام بعملية شاملة لإعادة إحياء القطاع السياحي يجب أن تنتظر نتيجة الصراع الدائر حول انتخاب رئيس للجمهورية قبل نهاية ولاية الرئيس إميل لحود في 23 تشرين الجاري. ورأى انه منذ الحرب "تأثرت السياحة في البلاد وأعقب ذلك صراع سياسي شل البلد، وأضحى الأمر أسوأ، ومن المدهش ان الناس ما زالت تأتي ويتحدون".

 

النائب حوري أمل أن تؤدي لقاءات الحريري-عون إلى مساحات توافق مشتركة

وكالات/أعلن النائب الدكتور عمار الحوري في حديث إلى إذاعة "الشرق" صباح اليوم أن "عيد الرئيس الشهيد رفيق الحريري يأتي هذا العام ليجعلنا نزداد تمسكا بنهجه وقناعاته وبمسيرة الخير والعطاء"، مشيرا إلى أن "كثرا امتلكوا ثروة أو جاها أو قدرة فاقت منفردة ما كان لدى الرئيس الشهيد، لكن إحدى ميزاته أنه نجح بامتلاكها جميعا وتسخيرها لخير الناس وإسعادهم ربما في شكل لم يماثله فيها أحد، وتحويلها إلى طاقات هائلة لخدمة الوطن وأبنائه". ولفت إلى أن "البعض يحاول طمس حقيقة الجريمة واغتياله مرة جديدة"، لافتا إلى أن "ما أعلن عن إعداد لمحاولة اغتيال النائب سعد الحريري يأتي في سياق الإصرار على تدمير المؤسسات الدستورية للنيل من زعيم الأغلبية والأغلبية والحياة الديموقراطية، والإعداد لمحاولة اغتيال الرئيس فؤاد السنيورة يأتي في سياق الإصرار على إيجاد الفراغ في المؤسسات الدستورية تزامنا مع منع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وإقفال المجلس النيابي لأكثر من عام، كل ذلك في محاولة لإعادة وضع سابق سقط مع 14 آذار ولا مجال للعودة إليه". وأمل الحوري من "لقاءات النائب الحريري مع العماد ميشال عون، أن تؤدي إلى إيجاد مساحات توافق مشتركة تؤدي إلى إتمام الإستحقاق الرئاسي في موعده، وفي الحد الأدنى تنظيم الاختلاف في ما لم يتم الاتفاق عليه".

 

النائب مجدلاني وجه الى "سيد الشهداء" بطاقة معايدة في ذكرى ميلاده: غيابك بدل الكثير وكشف نيات من حبكوا خيوط المؤامرة على الوطن

وكالات/وجه النائب عاطف مجدلاني "بطاقة معايدة الى "سيد الشهداء" الرئيس الشهيد رفيق الحريري في ذكرى ميلاده، جاء فيها:

"أمام ديمومة الروح والخلود، تسقط مسيرة الزمان، لتبقى الذكرى حية. يا سيد الشهداء، كل عام وأنت خالد. في ذكرى مولدك وردة على عرشك الابدي معطرة بالشوق ومثقلة بالحنين والوفاء وحرقة الغياب... الف اشراقة شمس... ونحن نفتقدك، الف اشراقة شمس... والشهادة تسكن ارض هذا الوطن ليبقى سيدا حرا ومستقلا، الف اشراقة شمس ونهجك حي برجالاته، ومهما غلت الاثمان... على العهد باقون. يا سيد الشهداء، بدل غيابك الكثير الكثير وكشف النيات الخبيثة لمن حبكوا خيوط المؤامرة على الوطن، وكانت جريمة اغتيالك والرفاق هي البداية والانقضاض على الكيان والدستور والوحدة الوطنية سعي الى ما لا نهاية.

يا سيد الشهداء، في ذكرى ميلادك، اليك أرسل بطاقة معايدة، والى ماكري الجميل والمعروف وعديمي الوفاء اقول: اتقوا الله قبل فوات الاوان، وعودوا الى ضمائركم. عودوا الى الوطن واخلعوا عنكم لباس الحقد والكراهية، لباس التهديد والوعيد، لباس التفرقة، لانكم في النهاية واهمون ومدعون وخاسرون... ونحن في مواجهتكم صامدون وسننتصر... للوطن سننتصر، لكل حبة من ترابه سننتصر، لكل مواطن فيه سننتصر... لروح سيد الشهداء والشهداء اجمعين سننتصر. وكل آت لناظره قريب".

 

بان كي مون: استمرار تسلح جزب الله يشكل تحدياً خطيراً لسيادة لبنان واستقراره

وكالات/أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مجلس الأمن انه «قلق» إزاء استمرار التقارير عن «خروقات لحظر السلاح والتي هي انتهاك خطير للقرار الدولي الرقم 1701» الصادر عقب الحرب الاسرائيلية على لبنان في صيف 2006، بحسب "الحياة"، وقال بان، في تقريره عن تنفيذ هذا القرار، ان «على الجمهورية العربية السورية والجمهورية الاسلامية في ايران بالذات مسؤوليات اساسية في هذا الصدد».

وأشار بان الى «مشاركة» سورية في «مسؤولية ضبط الحدود مع لبنان تنفيذاً للفقرة 15 من القرار». وأوصى الحكومة السورية بأن «تتخذ الخطوات الملموسة لتنفيذ ما أعلنته عن اعتزامها العمل مع حكومات أوروبية لتحسين الأمن على الحدود، وبصورة خاصة، لتطوير آلية، إما مع الاتحاد الأوروبي أو مع الأمم المتحدة» من أجل وضع «ترتيبات تفيد أمن البلدين على حدودهما المشتركة». وطالب الحكومة السورية باتخاذ «الخطوات الضرورية مع لبنان لترسيم حدودهما المشتركة تنفيذاً للقرارين 1680 و1701 وإلى الإحياء الفوري للجنة الحدود اللبنانية - السورية المشتركة لهذا الهدف».

وطالب بان اسرائيل بوقف خروقاتها للأجواء اللبنانية «والتي تشكل ليس فقط انتهاكات متواصلة لقرارات مجلس الأمن وإنما تقوض أيضاً صدقية الأمم المتحدة والقوات المسلحة اللبنانية في نظر السكان المحليين». ودعا الى ايجاد حل للجزء الشمالي من قرية الغجر، والتي تستمر القوات الاسرائيلية باحتلالها في انتهاك لالتزاماتها بموجب القرار 1559، كما طالب حكومة اسرائيل بتوفير المعلومات في شأن الألغام بصورة ملحة.

وفي رأي الأمين العام للأمم المتحدة ان التقارير عن اعادة تسليح الحزب «تسبب القلق العظيم وهي تشكل تحدياً خطيراً لسيادة لبنان واستقراره واستقلاله، وأيضاً لتنفيذ القرار 1701». وقال: «يجب عدم التأخير» في معالجة مسألة سلاح «حزب الله» لأن هذا السلاح يقوض «سلطة الحكومة اللبنانية على جميع أراضيها». وذكر «المؤشرات الإنسانية» بين اسرائيل و «حزب الله» حول مصير الجنديين الإسرائيليين المختطفين، ودعا إلى اطلاق صراحهما.

وللمرة الأولى، تضمن تقرير الأمين العام «تعريفاً اولياً للأمم المتحدة لمنطقة مزارع شبعا»، حسبما جاء في التقرير. وقال الأمين العام انه ينوي التشاور مع أعضاء مجلس الأمن في شأن التطورات وإحراز التقدم في «عملية ديبلوماسية هدفها معالجة هذه المسألة الرئيسية». وقال إن تحقيق التقدم في شأن مزارع شبعا «لا يمكن فصله عن المبادئ والعناصر المطلوبة من أجل وقف النار بشكل دائم وحل بعيد المدى كما عرفهما القرار 1701».

ودعا الأمين العام الى الحفاظ على قدرات القوات الدولية المعززة (يونيفيل) وبقائها بقوتها الكاملة، كما حض الاسرة الدولية على تقديم المساعدات الثنائية «لدعم» الجيش اللبناني من أجل تنفيذ 1701 «لأن دوره هو العمود الفقري» في تنفيذ القرار، وكذلك من اجل «إلحاق الهزيمة» بالذين يحاولون ضرب استقرار لبنان مثل «فتح الاسلام». وفي ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، قال الأمين العام للأمم المتحدة ان هذه الانتخابات يجب أن تتم قبل نهاية عهد لحود في 24 الشهر الجاري لأن ذلك «منعطف فائق الاهمية» في «تمهيد الطريق الى حياة سياسية طبيعية في لبنان».

وأعرب عن «القلق» من سيناريو قيام حكومتين «متنافستين» في لبنان ومن سيناريو «نزاع دستوري». وقال: «ان هذين الوضعين يجب تجنبهما لأنهما سيشكلان تهديداً لاستقرار لبنان وسيادته واستقلاله السياسي».

وانتهى بان الى القول ان «الشهور المقبلة ستكون اساسية لتحقيق التقدم في التنفيذ الكامل للقرار 1701. فالمطلوب احراز تقدم اكبر في شأن مسائل اساسية مركزية لتحقيق وقف النار الدائم والحل البعيد المدى مثل اطلاق سراح الجنديين الاسرائيليين والسجناء اللبنانيين، وتطبيق حظر التسلح، ووقف الخروقات الاسرائيلية الجوية للسيادة اللبنانية، وترسيم الحدود بين لبنان وسورية، وإحياء الحوار الوطني الذي عبره يتم تناول مسائل استراتيجية الدفاع الوطني وسلاح حزب الله والمجموعات المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة».

 

الكنيسة تجازف أيضاً يا غبطة البطريرك

جهاد الزين

هبت موجة في الأيام الأخيرة، لا سيما بعد زيارة موفد الرئيس فؤاد السنيورة اليك، تقول انك متجه الى "التسمية"... لا نعرف بالضبط الشكل العددي الذي ستتخذه التسمية، لائحة أم فرداً، ثم أي لائحة... ولا يجب ان نعرف او يعرف احد الآن إذ من الطبيعي ان تأخذ وقتك تاركاً لـ"التسمية" ان تأتي إذا أمكن من خلال سياق توافق بين القوى السياسية المارونية، ولمَ لا بين القوى اللبنانية رغم عجزها الأكيد عن التوافق الذاتي بدون المرجعيات الخارجية. المهم غبطة البطريرك هو ان "تسمي" وأنتَ تعرف متى قررت ذلك، كيف تسمّي. غير ان الأمر الذي يظل مقلقاً للغاية هو هل فعلاً حسمت أمرك واتخذت قرار "التسمية"؟ اكتب الآن إليك للرد على نقاط اثيرت، إما بلسانك، او نقلاً عنك او تكهناً بطريقة تفكيرك، في مجال استبعاد قرارك "التسمية".قيل، وهذه أشهر نقطة، انك لا تريد ان تتكرر معك تجربة عام 1988 حين سميت ولم يأخذ أحد برأيك.

غبطة البطريرك: عام 1988 ليس عام 2007 ! ففي 88 كان قرار اميركي – عربي بإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية ينضج مع أجواء جديدة في العالم بدأت تشهد نهاية "الحرب الباردة" وانتقال ملفات المنطقة بالكامل الى يد الولايات المتحدة الاميركية، ومنها الملف الفلسطيني. كان تسليم ادارة الدولة اللبنانية يتم الى نظام الرئيس حافظ الاسد في دمشق على قاعدة آلية داخلية تحمل قدراً من الهزيمة السياسية – بعد السلسلة العسكرية في بيروت وجبل لبنان وشرق صيدا – للأحزاب المسيحية المقاتلة.

كيف كان يمكن الإصغاء لبطريرك الجماعة المارونية يومها؟ لا خارجياً من الاميركيين والسعوديين والسوريين ولا داخلياً من القوى المسيطرة على الشيعة والسنة والدروز، المتفقين على مطالب مشتركة في الصيغة الميثاقية، كان ابرزها نقل صلاحيات أساسية لرئيس الجمهورية الى "مجلس الوزراء مجتمعاً"، سينتج منه في اتفاق الطائف ما سيتحول في الدستور الى المادة 65 التي تجعل – حتى اللحظة – الحكم من داخل لبنان... مستحيلاً. ولهذا لا بد من مرجعية خارجية.

اليوم 2007 الأمر مختلف.

هناك أولاً شعور عميق لدى النخب الشيعية والسنية والدرزية، حتى بينها الأكثر التحاقاً بالأجهزة الطائفية المسيطرة على هذه الطوائف الثلاث، شعور عميق باستحالة – بل بفشل – إدارة الدولة ضمن غلبة من عند المسلمين، شيعية او سنية بصورة خاصة. فكل ذلك جُرّب في الوعي العام وأوصل الى الطريق المسدود الذي يكاد يشعل حرباً أهلية جديدة بين المسلمين هذه المرة.

لهذا، الجديد الآن، هو التطلع الى البيئة المسيحية، كحاجة لانقاذ صيغة التعايش – الدولة.

فأين اليوم من الأمس ؟!

اليوم الحاجة الى "تسميتك" للرئيس، او لائحة الرئاسة هي من دون أدنى شك مطلب داخلي على المستوى العام، بمعزل عن "مكابرات" او تناقض مصالح بعض القوى مع هذا الاتجاه. لأن اختيار الرئيس يعادل الآن في نظر الرأي العام اللبناني منع انهيار الدولة ونشوب حرب أهلية.

النقطة الثانية، يا غبطة البطريرك، هي المتعلقة بما اسميه مدى قدرة النخب المسيحية على استعادة رؤية للتعايش – الدولة اللبنانية.

أعرف – مثل كثيرين – درجة "الأحقاد الصومالية" المتبادلة بين العديد من السياسيين الموارنة، لكن الأزمة الراهنة – واعني بها أزمة الاستحقاق الرئاسي – تطرح مدى ما تبقى من "ريادية" هذه النخبة في انتاج مشروع قيادي للبنان. هذا حديث طويل عن أين "الرجعي" وأين "المتقدم" في التكوين السياسي للمسيحيين اللبنانيين (كما لكل البيئات الأخرى) غير اني اعتقد ان الفرصة المطروحة امام النخب المسيحية – ورمزها المباشر موقعكم – هي الفرصة الثانية التأسيسية بهذا المستوى بعد فرصة 1919 – 1920 التأسيسية الأولى.

المهم ان تقتنعوا، غبطة البطريرك، بأن الأمر ليس اقل من ذلك. ومفتاح الانطلاق هو شكل للتسمية في رئاسة الجمهورية، يطلق مشروعاً لمواجهة "المصائب" البنيوية. ألا تستحق هذه الفرصة التاريخية فعلاً مجازفة الكنيسة؟ من قال، غبطة البطريرك، ان الكنائس لا تجازف مرة كل 87 عاماً اصبح عليه عمر الدولة اللبنــانية، دولــة "لبــنان الكـــبير"، و143 عاماً على ولادة "لبنان الصغير" في المتصرفية؟

صحيح ان لبنان مرتبط – بل مرتهن تماماً - الى الصراعات الاقليمية – الدولية لكن قرارك المدروس بـ"التسمية" يستطيع ان يغيّر الشيء الكثير في اتجاه منع الانهيار. لا أقول لك ان نجاحه مضمون، لكنك الوحيد الآن القادر من داخل لبنان على المجازفة الجادة، فكيف إذا كنت تستند الى بعض الارادات "الوفاقية" الخارجية؟

 

بلد مخطوف(*)

المستقبل - الخميس 1 تشرين الثاني 2007 - تشارلز تانوك(**)

المعارضة اللبنانية المدعومة من سوريا ـ التي يقودها بشكل أساسي حزب الله وعدد من النواب الدمى المؤيدين لسوريا ـ تخطف الانتخابات الرئاسية في لبنان. ثمة الكثير موضع الرهان باختيار الرئيس المقبل للبنان، والأكثر أهمية ضمان ان ثورة الأرز عام 2005 ـ التي أطلقها اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري ونشدت إنهاء الهيمنة السورية نهائيا ـ لم تكن عبثا. وكما تظهر الاغتيالات الدموية الاخيرة، فان العنف السياسي يتصاعد في لبنان.

قتل الحريري عام 2005 أطلق إدانة دولية واسعة سحبت بعدها سوريا أخيراً قواتها من الاراضي اللبنانية. لكن اغتيال النائب انطوان غانم ـ وكذلك قتل الوزير المسيحي بيار الجميل في تشرين الثاني الماضي والنائب المسلم السني وليد عيدو في حزيران الماضي ـ يظهر ان القليل قد تغير. العديد من المراقبين ما زالوا يرون يد سوريا وراء فورة العنف هذه.

وهم يتوقعون المزيد من الاغتيالات الهادفة إلغاء فارق الغالبية النيابية الذي توافر في هذه الدورة الانتخابية. رئيس لبنان الحالي، اميل لحود، كان يفترض ان يتنحى عام 2004، لكن نتيجة إكراه من دمشق مُددت ولايته الى تشرين الثاني 2007. في هذه الاثناء نظم نواب لبنانيون معارضون لحكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة، المنتخبة ديموقراطيا والمؤيدة ثورة الأرز، إضرابا عن البرلمان في 2 كانون الأول 2006 ولم يرجعوا بعد.

رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، خضع أخيرا للضغط السياسي وحدد 25 ايلول (الماضي) موعدا لالتئام البرلمان. لكن المعارضة قاطعت هذه الجلسة على أمل فرض مرشح "تسوية" مقبول من سوريا. جلسة اخرى حُددت في 12 تشرين الثاني (الحالي)، لكن يبقى التساؤل عما اذا كانت المعارضة ستحضرها ام لا: في حال استمرت (المعارضة) في مقاطعة البرلمان فان لبنان قد ينتهي من دون رئيس. من دون رئيس، تهدد المعارضة اللبنانية بإنشاء إادارة منفصلة غير شرعية يكون لها رئيسها الخاص ورئيس وزرائها الخاص. هذا سيكون كارثة على لبنان وعلى الشرق الأوسط الأوسع.

وعلى الرغم من ان النزاع بشأن رئاسة لبنان يبدو معقدا، الا ان مشكلات لبنان يمكن حلها. تحلل لبنان في حرب أهلية ضارية في السبعينات والثمانينات (من القرن الماضي) ومنذ ذاك الحين حاول التدخل السوري مرارا تدمير وحدة اراضي لبنان ترويجا لـ"سوريا الكبرى". ولبنان هو البلد الوحيد في الشرق الاوسط حيث يوجد تقريبا تساو ثقافي ـ ديني بين المسيحيين والسنة والشيعة.

كما ان لبنان قبل الحرب الأهلية كان له تاريخ ديموقراطي نشط ـ غير كامل لكن مع دستور تقاسم السلطة ومؤسسات موثوقة وثقافة مدنية، اذا نجحت ثورة الارز في استعادته، فانه سيخدم كنموذج للمصالحة السياسية في المنطقة الاوسع. هذه فقط بعض الأسباب التي توضح لماذا، بعد الحرب الأهلية، تدفق اللبنانيون ورجال الاعمال عائدون للمساعدة في إعادة إعمار بلدهم. عملية إعادة الإعمار هذه يمكن ان تستمر في حال توقفت سوريا عن التدخل ونقل نواب المعارضة اللبنانية معركتهم من الشارع وعادوا الى البرلمان.

تدخّل سوريا في شؤون لبنان الداخلية غير ديموقراطي ومدّمر ـ ليس فقط للبنان بل لها هي ايضا. تجاهل المجتمع الدولي هذا عام 1991 فكانت النتيجة ـ حينما كانت له فرصة إصلاح نفسه ـ ان لبنان وجد نفسه محكوما من نظام دمية لسوريا زعزع الآليات الديموقراطية ورعى اللااستقرار وأعاق التقدم. انه لواجب على الاتحاد الاوروبي والبرلمان الاوروبي القيام بكل ما نستطيع الآن لإنقاذ لبنان من مصير مشابه خلال زمن هذه الدورة.

الطريقة البسيطة التي تمكننا من القيام بذلك هي بممارسة ضغط على المعارضة اللبنانية للقيام بما انتخبت للقيام به والعودة الى البرلمان. دكاترة التشويش لدى حزب الله رسموا صورة مؤثرة عن نواب الأقلية المضطهدين الحارمين انفسهم أشكالا من الراحة الاساسية من أجل الوقوف دفاعا عن العدالة بينما الحقيقة ان الخيم التي نصبوها في وسط بيروت يشغلها طاقم مدفوع الأجر. الفرصة الوحيدة التي يمكنك ان ترى فيها نائبا من حزب الله في كيس نوم هي عندما يخطط مرشدو العلاقات العامة في حزب الله لالتقاط صورة. كعضو في البرلمان الاوروبي أجد صعوبة في فهم كيف لبرلمانيين ان يبرروا إضرابا غير محدود دام أكثر من ثمانية شهور وأدى فقط الى زيادة زعزعة بلدهم.

لدى البرلمانيين اللبنانيين المنتخبين ديموقراطيا أقل من شهر لانتخاب رئيس جديد. مَن سيختارون لهذا المنصب لهو أمر أقل حيوية عن الطريقة التي سيختارون بها، باعتبار انها ستحدد ما اذا كان بامكان لبنان الان التطلع الى المستقبل كبلد حر وديموقراطي ذي سيادة، او يبقى عالقا في دورة آثمة، التدخل الاجنبي واحتلال خفي.

(*) نُشر في مجلة "ذي برلمانت" المعنية بالبرلمان الاوروبي في عددها 255 في 29 تشرين الاول 2007.

(**) الناطق باسم حزب المحافظين البريطاني في البرلمان الاوروبي.

 

يا واد يا عبدالله ؟

راجح الخوري     

التناقض الذي تشهده وزارة الخارجية في هذه الايام نموذجا حياً ومعيباً طبعاً لما يمكن ان تصل اليه الاوضاع في لبنان، اذا اندفعت الازمة الراهنة في اتجاه قيام حكومتين او ما شابه. عد استقالة الوزراء الشيعة تم تكليف الوزير طارق متري شؤون الخارجية، لكن الوزير المستقيل فوزي صلوخ وجد او بالاحرى طُلب منه ان يعود الى شبه دوام في مكتبه لممارسة ما يمكن تسميته "ديبلوماسية المزاج" او "خارجية على كيفك"، او "خلًي عينك على طارق"!

بمعنى انه يملي رأيه في القرارات الادارية والتشكيلات، واذا "استحلى" لقاء احد من ضيوف لبنان فلا يتأخر. ربما لهذا السبب كان وزيرا خارجية مصر احمد ابو الغيط وتركيا علي باباجان محظوظين عندما ذهبا الى لقائه في "حي السراسقة"، اما الترويكا الوزارية الاوروبية، التي زارت بيروت اخيرا، فلم يسعفها الحظ بلقائه.

اذاً خارجيتان لا خارجية واحدة. خارجية طارق متري رجل العلم وحبيس السرايا، وخارجية فوزي صلوخ رجل الدماثة السائح في الاشرفية.

وهكذا يستطيع لبنان ان يتحدث بلغة واحدة واضحة ومفهومة جيدا مع دول العالم ومع السفراء الاجانب الذين يأتون الينا على طريقة "أليس في بلاد العجائب"!

طبعاً هذه مهزلة مستمرة منذ اشهر، وهي لا شيء اذا قورنت بمهزلة النشاط اليومي لقصر بعبدا الذي لشدة انقطاع الوفود والقادة والمبعوثين عن زيارته اضطر لوضع ما يشبه نظام دوام لبعض الاصدقاء وكان يا ما كان، يصعدون اليه وفق الروزنامة كي لا يأكل العشب الحيطان، كما يقول الرحابنة.

واذا كان يقال شر البلية ما يضحك، فليس للبنانيين وسط هذا الجو المكفهر إلا ان ينقلبوا على ظهورهم من الضحك عندما يقرأون ما لا يمكن تصديقه من فنون "صدّق او لا تصدق" التي حيكت اخيرا بين القصر الجمهوري وخارجية السراسقة، بين اميل لحود وفوزي صلوخ.

فعلى حد علم اللبنانيين ان اكتاف زملائنا  في الدائرة الاعلامية في قصر بعبدا قد اصيبت بالتكلس لكثرة ما كتبت، تنويراً للرأي العام، ان كل القرارات والاجتماعات والنشاطات التي تقوم بها حكومة فؤاد السنيورة كأنها لم تكن لأن الحكومة غير ميثاقية وغير دستورية.

لكن هذه الحكومة فجأة تصبح ميثاقية وشرعية ودستورية عندما يكون مطلوبا منها حجز اعتمادات لتغطية النفقات الرئاسية. واذا كان مفهوما ان يطلب لحود من حكومة السنيورة تغطية نفقات سفره مع "الوفد الامبراطوري" المرافق الى نيويورك اخيرا باعتبار ان من الضروري ان يشنف لبنان آذان الاسرة الدولية بآرائه السديدة،

اذا كان هذا مفهوما، فهل يستطيع صديقنا الهادىء والدمث فوزي صلوخ ان يشرح للبنانيين، من ذوي الدخل المحدود خصوصا، ما هي فائدة لبنان من انفاق 50 الف دولار فقط لا غير لتغطية نفقات سفره بمرافقة اثنين من السفراء الى السنغال لتمثيل لحود، الذي اتخذ القرار اصلاً، في احتفالات اعادة انتخاب صاحب الفخامة عبدالله واد رئيساً للجمهورية وتدشين المطار الدولي هناك؟

لماذا نعطي الشرعية والميثاقية والدستورية سرقة او تسللاً على رؤوس الاصابع لحكومة السنيورة، وفي وسع الرئيس لحود ان يغرف من الصندوق الى جانبه حفنة من "النياشين" يرسلها الى صديقه عبدالله واد وتوزع ايضا على الجماهير السنغالية؟

مجرد سؤال فقط؟

 

الانتماء اللبناني": غاية سوريا التوصّل إلى تسوية تمدّد الأزمة"

رأى لقاء "الانتماء اللبناني" في بيان أصدره امس بعد اجتماعه الدوري، "ان المساعي والزيارات الدولية لسوريا حيال الاستحقاق الرئاسي في لبنان، تؤكد ما لسوريا من دور وتأثير في الواقع السياسي اللبناني عبر القوى السياسية التي تجاهر علنا بتحالفها وتبعيتها لها".

وقال ان "التصريحات ذات الطابع الايجابي من المسؤولين السوريين حيال الاستحقاق الرئاسي، لا تعكس اطلاقا حقيقة ما يخطط له او يفعله هذا النظام على ارض الواقع في لبنان". رفض "المقولة التي طالما كررتها دمشق، انها مع رئيس يتوافق عليه اللبنانيون". فالمطلوب هو ان تكون سوريا مع كل رئيس ينتخب من مجلس النواب وطبقا لارادة الاكثرية النيابية". وشدد على "ضرورة حصول تغيير جذري في الرؤية والقراءة السياسية من النظام السوري"، مؤكدا "وجوب ان يشمل هذا التغيير مسلكية النظام، وذلك من اجل اقتران التصريحات والاقوال بالممارسات والافعال". ورفض "اي اتصالات بسوريا، غايتها التوصل الى تسوية ما. فالتسوية هي بمثابة تخدير وتمديد للازمة اللبنانية. وفي حال حصول ذلك، يتخوف اللقاء من تخلي المجتمع الدولي عن لبنان وتكرار تجربة الماضي القريب". شدد على "صلابة الموقف العربي والدولي حيال لبنان، اذ يتوجب على العالم ان يعي ان قيام مشروع الدولة اللبنانية، او عدم قيامه، سيكون له انعكاسات كبيرة، ليس على لبنان فحسب بل على المنطقة بأسرها". حيا اللقاء الحكومة على انجاز الموازنة لسنة 2008.

 

تقرير بان كي مون الخامس حول تطبيق القرار 1701 لأشهر المقبلة ستكون حاسمة للتقدم نحو التطبيق التام للقرار

المستقبل - الخميس 1 تشرين الثاني 2007 -

 دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس الى انتخاب رئيس للبنان قبل 24 تشرين الثاني، كشرط ضروري في رأيه لعودة الاستقرار الى لبنان والمنطقة.

وقال بان كي مون في تقريره الخامس الى مجلس الامن حول تطبيق القرار 1701، امس ان "الازمة السياسية المستمرة في لبنان منذ احد عشر شهرا، انعكست سلبا على سير مؤسساته وحالت دون احراز تقدم في جوانب عدة محورية في القرار 1701 التي لا يمكن معالجتها الا بالحوار الوطني".

وشدد على ضرورة "المباشرة حوار سياسي بناء يسمح بانتخاب رئيس يحظى باوسع مشاركة ممكنة في اطار احترام الدستور ومن دون تدخلات اجنبية"، مبديا قلقه في ان "نشهد في لبنان اما قيام حكومتين واما فراغا دستوريا" وهما احتمالان "لا بد من تفاديهما".

ورأى الامين العام للامم المتحدة ان "الاشهر المقبلة ستكون حاسمة للتقدم نحو التطبيق التام للقرار 1701"، مضيفا ان تقدما لا يزال ضروريا "في عدد من عناصره الاساسية للتوصل الى وقف دائم لاطلاق النار".

ودعا الى ضرورة "الافراج عن الجنديين الاسرائيليين المخطوفين والاسرى اللبنانيين واحترام الحظر على الاسلحة ووقف انتهاكات الطيران الحربي الاسرائيلي للاجواء اللبنانية وترسيم الحدود اللبنانية السورية.. وتسوية مشكلة نزع سلاح حزب الله والميليشيات الاخرى المسلحة".

وبشأن مزارع شبعا، قال بان كي مون ان خبير الخرائط في الامم المتحدة يكاد ينهي ترسيم المزارع. ولفت الى ان المنظمة الدولية لا تزال تنتظر الحصول على عدد من الوثائق التي طلبتها من سوريا في بداية تشرين الاول. اذ اكد بان كي مون ان انتشار الجيش اللبناني وقوة اليونيفيل المعززة في جنوب لبنان تطبيقا للقرار 1701 "امن حدا معينا من الاستقرار" في المنطقة و"حال دون معاودة الاعمال الحربية على طول الخط الازرق"، اعتبر ان من الضروري جدا ان تحتفظ اليونفيل "بكامل عديدها". لآتي الترجمة الحرفية غير الرسمية لتقرير الامين العام للامم المتحدة بان كي مون حول تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 (2006) الذي قدمه الى مجلس الأمن امس:

مقدمة

1 ـ هذا التقرير هو تقريري الخامس حول القرار 1701 (2006)، ولا سيما حول الجهود الهادفة إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار بين إسرائيل ولبنان وحل طويل الأمد على قاعدة المبادئ والعناصر الواردة في الفقرة الثامنة من القرار. ويقدّم تقويماً شاملاً للخطوات المتّخذة لتطبيق القرار 1701 (2006) منذ صدور تقريري الأخير في 28 حزيران )293/7002/S(2007، ويسلّط الضوء على التقدّم المستمرّ في تطبيق القرار 1701 (2006) والمجالات المثيرة للقلق التي لا تزال تعرقل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وحل طويل الأمد بين الأطراف.

2 ـ يسرني أن أشير إلى أنه لا يزال هناك التزام ثابت من الحكومتَين اللبنانية والإسرائيلية لتطبيق القرار 1701 (2006). تابعت اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية العمل لضمان عدم استعمال المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني لأنشطة عدائية وخلوّها من أي عناصر مسلحين وأعتدة وأسلحة غير مسموحة. بعد أربعة أشهر من الهجوم على اليونيفيل والذي أدى إلى مقتل ستة جنود من قوات حفظ السلام من الكتيبة الإسبانية، لا تزال قوة حفظ السلام تواجه تحديات أمنية في الجنوب.

3 ـ بعد أكثر من عام من الجهود المكثفة من جانب الوسيط، تحققت خطوة أولى مشجعة في الآونة الأخيرة من خلال البوادر الإنسانية التي جرى تبادلها بين إسرائيل والأطراف اللبنانيين المعنيين. آمل أن تؤدي هذه التطورات إلى الإفراج عن الجنديين المخطوفين، إلداد ريغيف وإيهود غولدواسر، وإلى حل لكل الجوانب الإنسانية في القرار 1701 (2006).

4 ـ يقلقني كثيراً أنّ الأزمة السياسية الداخلية في لبنان، ولا سيما تلك المتعلقة بالانتخابات الرئاسية، استمرت من دون انحسار على الرغم من الجهود المحلية والدولية التي تبذل لحلها. وقد أعاقت في شكل كبير التقدم في تطبيق الجوانب الأساسية في القرار 1701. وعلاوة على ذلك، لا تزال حوادث أمنية خطيرة مثل الهجوم الإرهابي في 19 أيلول 2007 الذي أدى إلى مقتل النائب أنطوان غانم وسبعة آخرين وإصابة عدد كبير من الأشخاص بجروح وألحق أضراراً مادية واسعة النطاق، تهدد سيادة لبنان وسلامة أراضيه واستقلاله. وكان هذا الانفجار، وهو الأقوى منذ الانفجار الذي أودى بحياة رئيس الوزراء السابق الحريري، الاغتيال الرابع الذي يستهدف نائباً من تحالف 14 آذار.

5 ـ أثني على الحكومة اللبنانية والقوات المسلحة اللبنانية وأهنئهما على الهزيمة التي ألحقاها بإرهابيي فتح الإسلام في مخيم الفلسطينيين في نهر البارد شمال لبنان بعد معركة طويلة ودموية، بحيث واجها بنجاح هذا التحدي الخطير على سيادة البلاد. من الضروري أن ترفع الحكومة اللبنانية والقوات المسلحة اللبنانية مستوى اليقظة لضمان أمن لبنان.

6 ـ ستكون التطورات في الأشهر المقبلة أساسية لتحقيق مزيد من التقدم في مسائل أساسية متعلقة بتطبيق القرار 1701 (2006)، والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وحل طويل الأمد بين لبنان وإسرائيل.

الهجمات على اليونيفيل

7 ـ في 16 تموز 2007، انفجرت عبوة بدائية بواسطة جهاز تحكم من بعد قرب حاجز للشرطة العسكرية التانزانية التابعة لليونيفيل، في منطقة القاسمية على نهر الليطاني. وقد ألحق الانفجار أضراراً مادية بالآلية من دون إصابات. ولم يتبنَّ أحد المسؤولية. باشرت السلطات اللبنانية على الفور في التحقيقات التي أدت إلى توقيف شخصين مشتبه بهما. وما زال ثلاثة مشتبه بهم آخرين طليقين. بحسب النتائج الأولية للتحقيقات، خططت للهجوم مجموعة قتالية على صلة بفتح الإسلام وكان هدفها إسقاط عدد كبير من الضحايا. وتشير المعلومات إلى أن المتفجرات المستعملة في الهجوم، والأشكال الأخرى من الدعم اللوجستي، مصدرها، كما ذكر، مخيمات الفلسطينيين الواقعة بين صيدا وصور. أثني على السلطات اللبنانية لمباشرتها في إجراء تحقيقات سريعة ومعمقة، وآمل أن تتعرّف على مرتكبي هذا الهجوم وتسوقهم إلى العدالة.

8 ـ في تشرين الأول، أوقفت السلطات اللبنانية ستة مقاتلين فلسطينيين من مخيم برج الشمالي في منطقة صور بتهمة التخطيط لهجمات إرهابية على اليونيفيل ومحاولة تنفيذها. كما صادرت السلطات متفجرات وأجهزة تفجير. وتشير المعلومات إلى أن هذه المجموعة حاولت الهجوم على دوريات اليونيفيل على الطريق الساحلي بين نهر الليطاني وصور مرتين في شهر آب، لكن المحاولتين باءتا بالفشل لأسباب تقنية. وبحسب التحقيقات الأولية، تخضع الخلية لإدارة المجوعة القتالية نفسها المرتبطة بفتح الإسلام. تسلط هذه الحوادث الضوء على الخطر الذي يمثله العناصر المسلحون الراديكاليون داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان على اليونيفيل.

9 ـ تستمر التحقيقات من جانب السلطات الوطنية اللبنانية والإسبانية في هجوم 24 حزيران 2007 الذي أدى إلى مقتل ستة جنود من الكتيبة الإسبانية. تتشاور السلطات اللبنانية بانتظام مع اليونيفيل. لكن في هذه المرحلة، لا يزال المرتكبون طليقين ومجهولين، ولم يتبنّ أحد المسؤولية عن هذا الهجوم. آمل بشدة أن يتم الكشف على المسؤولين عن هذا الهجوم الإرهابي، من خلال الجهود التي تبذلها السلطات اللبنانية وكذلك السلطات الإسبانية واليونيفيل، وسوقهم إلى العدالة.

تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 (2006)

أ ـ احترام الخط الأزرق

10 ـ كان الوضع الأمني والعسكري في منطقة عمليات اليونيفيل هادئاً عموماً منذ تقريري الأخير في 28 حزيران )293/7002/S( 2007 لم يُسجَّل أي خرق لوقف الأعمال الحربية، ولا تزال الأطراف تتعهد بالالتزام بالاتفاق وتظهر تصميماً على تطبيقه. يسرّني أن أشير إلى انخفاض في عدد الحوادث على طول خط الانسحاب (المعروف أيضاً بالخط الأزرق) بين قوات الدفاع الإسرائيلية والقوات المسلحة اللبنانية، كنتيجة مباشرة عن اتفاقات الربط والتنسيق المحسَّنة بين الأفرقاء واليونيفيل.

11 ـ لا يزال التحقيق في الهجوم الصاروخي بالكاتيوشا على إسرائيل في 17 حزيران 2007 مستمراً، وقد أبلغت السلطات اللبنانية اليونيفيل أنها تتعقب خيوطاً ملموسة، وتأمل أن تتمكن من الكشف عن الفاعلين.

12 ـ أفادت اليونيفيل عن عدد كبير من الانتهاكات الجوية الإسرائيلية للمجال الجوي اللبناني من خلال الطائرات الحربية النفاثة والطائرات من دون طيار بصورة شبه يومية. حصلت بعض هذه الانتهاكات الجوية على علو منخفض فخرقت جدار الصوت في مناطق مأهولة في جنوب لبنان، ناشرةً الخوف والذعر بين السكان. تزيد هذه الانتهاكات الجوية من حدة التوتر، وتزيد من احتمالات وقوع حادث أمني، كما حصل في 25 تشرين الأول عندما فتحت القوات المسلحة اللبنانية النار على طائرة إسرائيلية. وقد أعرب قائد قوة اليونيفيل وممثليّ الرفيعو المستوى في المنطقة، وكذلك عدد من الدول الأعضاء المعنية، عن قلقهم ودعوا إسرائيل إلى وقف الانتهاكات الجوية. ولا تزال الحكومة اللبنانية تحتج على هذه الخروقات معتبرةً أنها انتهاك خطير للسيادة اللبنانية والقرار 1701. أما الحكومة الإسرائيلية فتصر على أنها إجراء أمني ضروري سوف يستمر حتى الإفراج عن جنديَّيها المخطوفين والتطبيق الكامل للإجراءات الواردة في الفقرتَين 14 و15 من القرار 1701.

13 ـ أفادت اليونيفيل أيضاً عن عدد من الانتهاكات البرية البسيطة من رعاة وصيادين لبنانيين محليين ولا سيما في منطقة مزارع شبعا. وكما أشرت في التقارير السابقة، يمكن أن تؤدي هذه الانتهاكات التي قد تكون غير مقصودة في بعض الحالات، إلى حوادث عرضية وتصعيد غير متعمد للتوتر على طول الخط الأزرق ولا سيما أن الرعاة والصيادين يحملون أحياناً سلاحاً فردياً. تسعى اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية إلى كبح أنشطة الصيادين المحليين نظراً إلى أنّ وجود عناصر مسلّحين غير مشروعين جنوب نهر الليطاني يتعارض مع القرار 1701.

14 ـ شدّدت في تقريري السابق على أهمية تحديد الخط الأزرق بطريقة واضحة للعيان، ولا سيما في المناطق الحساسة وحيث هناك مسافة كبيرة بين الخط الأزرق والسياج التقني الإسرائيلي. لا تزال اليونيفيل ملتزمة مع قوات الدفاع الإسرائيلية والقوات المسلحة اللبنانية، وضع اللمسات النهائية على الآلية التقنية لتعليم الخط الأزرق على الأرض. في هذه الأثناء، يسرني أن ألفت إلى أن اليونيفيل أطلقت مشروعاً تجريبياً (ارشادياً) مع قوات الدفاع الإسرائيلية والقوات المسلحة اللبنانية كي تحدّد بوضوح ستة كيلومترات من الخط الأزرق في القطاع الغربي في منطقة علما الشعب. وُضِع أول برميل لتحديد الخط الأزرق في 26 أيلول 2007، بينما تتواصل أعمال القياس لوضع مزيد من البراميل.

ب ـ تدابير الأمن والربط

15 ـ أصبحت الاجتماعات الثلاثية المنتظمة التي يعقدها قائد قوة اليونيفيل مع ممثلين رفيعي المستوى عن القوات المسلحة اللبنانية وقوات الدفاع الإسرائيلية، آلية مهمة لبناء الثقة بين الجانبين. تظهر القوات المسلحة اللبنانية وقوات الدفاع الإسرائيلية التزاماً قوياً بهذه الإجراءات التي تهدف إلى معالجة مسائل عملانية أمنية وعسكرية أساسية والحؤول دون وقوع حوادث وانتهاكات وتعزيز اتفاقات الربط والتنسيق. غير أن تعقيدات المسائل المطروحة على جدول الأعمال تجعل التقدم نحو تحقيق فهم مشترك، بطيئاً وتدريجياً في بعض الأحيان.

16 ـ في هذا السياق، لا تزال ورقة العمل حول الإجراءات التقنية لتحديد الخط الأزرق قيد النظر، ويؤمل أن تُنجَز بالتوازي مع المشروع التجريبي الارشادي لتعليم الخط بصورة واضحة على الأرض. في الوقت نفسه، لا تزال النقاشات حول التدابير الأمنية الموقتة في القسم الشمالي من الغجر تصطدم بمسألة المدة التي ستبقى فيها هذه التدابير سارية المفعول. يجري قائد اليونيفيل مشاورات ثنائية للتوصل إلى مقاربات محتملة لحل المأزق. لا تزال قوات الدفاع الإسرائيلية تسيطر على الجزء من قرية الغجر الواقع شمال الخط الأزرق والمنطقة الصغيرة المجاورة داخل الأراضي اللبنانية على الرغم من أنها لا تحتفظ بوجود عسكري دائم هناك. واعتباراً من منتصف أيلول 2007، تقوم القوات المسلحة اللبنانية بدوريات على الطريق الواقع خارج السياج المحيط بهذه المنطقة. وكما ذكرت في تقريري الأخير )293/7002/S(، ما دامت قوات الدفاع الإسرائيلية موجودة في القسم الشمالي من الغجر، فإن إسرائيل لم تنجز انسحابها من جنوب لبنان بما ينسجم مع موجباتها المنصوص عليها في القرار 1701.

17 ـ استمر التنسيق والربط بين اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية في التطور والترسخ في مجالات عدة، وهذا أساسي لتطبيق القرار 1701 بفعالية. أطلعت المجلس في تقاريري السابقة على الربط الواسع النطاق في الشؤون العملانية على مختلف المستويات. علاوة على ذلك، باشرت القوات المسلحة اللبنانية واليونيفيل في أيلول 2007 بالقيام بدوريات منسَّقة في ما بينها في مواقع مختلفة من منطقة العمليات. وفي 2 تشرين الأول، اعترضت دورية من هذا النوع عملية تهريب من مرتفعات الجولان في منطقة شبعا. وقد تبين لاحقاً أن المهربين كانوا يحاولون نقل السلع التجارية والديزل. وأنشأت اليونيفيل أيضاً حواجز مشتركة مع القوات المسلحة اللبنانية عند معبرين مهمين في منطقة العمليات في نهر الليطاني. وتخضع الأنشطة المنسَّقة بين القوتين للمراجعة والتعديل بصورة دورية لزيادة الجهوزية العملانية والفعالية والتفاعل التشغيلي بين الوحدات إلى أقصى حد، مع أخذ هيكليات القيادة والتحكم القائمة في الاعتبار.

18 ـ تجري اليونيفيل حالياً نحو أربعمئة دورية مؤللة وراجلة وجوية، في النهار والليل، في فترة الـ24 ساعة، في مختلف أنحاء منطقة عملياتها في المناطق الريفية والمدينية على السواء. كما تملك اليونيفيل أكثر من ستين موقعاً وعدداً من الحواجز ومراكز المراقبة الموقتة، بما في ذلك في القرى والمناطق المأهولة. وفي الوقت نفسه، تحتفظ القوات المسلحة اللبنانية بأربعة ألوية وفرقة مدفعية واحدة. يستمر هذا الانتشار المهم على الرغم من الأعباء الإضافية التي ألقيت على عاتق هذه القوات في أجزاء أخرى من البلاد خلال مرحلة إعداد التقرير، ولا سيما في نهر البارد. لدى القوات المسلحة اللبنانية حالياً أكثر من مئة حاجز وموقع دائم، وتجري نحو ستين دورية في فترة الـ24 ساعة.

19 ـ استمر أيضاً التعاون والتنسيق بين اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية لضمان خلو المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني من العناصر المسلحين والأعتدة والأسلحة غير المشروعة. وأدت العمليات المنسقة في مرحلة إعداد هذا التقرير، إلى اكتشاف أسلحة وذخائر وأدوات تفجير متروكة بما في ذلك عشرة صواريخ مع ثمانية فتائل وقاذفة صواريخ في منطقة مرجعيون، وخمس قاذفات مضادة للدبابات في منطقة الخيام. وتم العثور أيضاً على عدد من الخنادق التي يحتوي بعضها على قاذفات صواريخ. لكن لم تكن هناك مؤشرات تدلّ على أنه جرى استخدام هذه المنشآت في الآونة الأخيرة. لا تزال القوات المسلحة اللبنانية تدمّر كل الأسلحة والذخائر الموجودة جنوب نهر الليطاني أو تصادرها.

20 ـ تصر إسرائيل على أن "حزب الله" أعاد بناء وجوده وإمكاناته العسكرية، ولا سيما شمال نهر الليطاني إنما أيضاً في منطقة عمليات اليونيفيل، من خلال نقل السلاح عبر نهر الليطاني. لكنها لم تزود اليونيفيل معلومات استخبارية محددة نظراً إلى حساسية مصادرها. من جهتها، تحقق اليونيفيل، بالتعاون مع القوات المسلحة اللبنانية، على الفور في أي مزاعم عن انتهاكات للقرار 1701 ضمن منطقة عملياتها في حال الحصول على معلومات وأدلة محددة.

21 ـ ضمان خلو المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني من العناصر المسلحين والأسلحة غير المشروعة، مسعى طويل الأمد. تظهر الهجمات الأخيرة على اليونيفيل والهجوم الصاروخي على إسرائيل في حزيران، أن العناصر المسلحين المعادين لا يزالون موجودين في منطقة العمليات أو يجدون طريقة لدخولها. علاوة على ذلك، العناصر المسلحون موجودون في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في المنطقة، ويشكلون خطراً على اليونيفيل وعلى الاستقرار الميداني. تسلّط هذه الحوادث الضوء على الحاجة إلى مواصلة جهود اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية وتكثيفها، مع الدعم الضروري من المجتمع الدولي. تعمل اليونيفيل حالياً على اتخاذ مزيد من الإجراءات الأمنية بالتنسيق مع القوات المسلحة اللبنانية، مع التركيز على نقاط العبور الأساسية عند نهر الليطاني، بما في ذلك الزيادة التدريجية في عدد الدوريات المنسّقة والحواجز المشتركة. تجري مراجعة طريقة العمل وتعديلها عند الضرورة، من أجل بلوغ أقصى حد من الفعالية في ضمان خلو منطقة العمليات من العناصر المسلحين والأسلحة غير المشروعة.

22 ـ لا تزال قوة اليونيفيل البحرية تركز على تنفيذ عمليات بحرية في المياه الإقليمية اللبنانية لمنع دخول أسلحة غير مشروعة ومواد ذات صلة. منذ باشرت القوة الاضطلاع بمهماتها في منتصف تشرين الأول 2006، جرى توقيف أكثر من عشرة آلاف سفينة والتحقق منها، وفتشت السلطات اللبنانية في المرفأ 39 سفينة مشبوهة. لم تكن هناك تقارير عن تهريب أسلحة عبر البحر.

23 ـ تجدر الإشارة إلى أن تحسين قدرات القوات المسلحة اللبنانية، ولا سيما إمكاناتها البرية والبحرية، أمر أساسي من أجل التطبيق الفعال للقرار 1701. وفي هذا الصدد، هدف اليونيفيل العام هو أن يؤمن الجيش اللبناني والبحرية اللبنانية السيطرة الأمنية الفعالة على منطقة عمليات القوة الدولية والمياه الإقليمية الللبنانية على التوالي. وانطلاقاً من هذا الهدف، أجرت اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية عدداً من التدريبات والتمارين المشتركة في المرحلة التي يشملها التقرير، ولا سيما في مجالات التفتيش والإنقاذ، وسقوط عدد كبير من الضحايا، والدعم اللوجستي البحري والدوريات المنسّقة، وأعدّا مشروعاً تدريبياً مشتركاً لإجراء تمارين منسَّقة في المستقبل. وقد بدأت الأنشطة التدريبية التي تجريها القوة البحرية الخاصة مع البحرية اللبنانية بتحقيق نتائج مشجّعة. من شأن الإمكانات المحسّنة للبحرية اللبنانية أن تسمح لها بأن تتولى تدريجاً بعض المسؤوليات والمهمات التي تؤديها القوة البحرية الخاصة حالياً.

24 ـ كما أشرت في تقارير سابقة، ستحتاج القوات المسلحة اللبنانية إلى دعم دولي كبير لتصبح قوة أكثر قدرة وأفضل تجهزاً. في مرحلة إعداد هذا التقرير، حصل الجيش اللبناني والقوات البحرية اللبنانية على بعض الدعم الدولي، ولا سيما الذخائر والآليات، على أساس ثنائي. ثمة حاجة إلى مزيد من المساعدة من خلال تأمين الوقود والآليات والأسلحة والذخائر والرادارات والمروحيات ومعدات المراقبة بما في ذلك أنظمة الرؤية الليلية. تحتاج القوات البحرية اللبنانية إلى معدات بحرية مناسبة ولا سيما زوارق الدوريات والقدرة على المراقبة الساحلية بواسطة الرادار، وكذلك على المزيد من التدريب.

25 ـ كان التعاون الإجمالي مع قوات الدفاع الإسرائيلية جيداً، ولدى اليونيفيل مكتب ربط يضم ضابطين في مقر القيادة الشمالية لقوات الدفاع الإسرائيلية في زيفات. وبدأ أيضاً تشغيل خط ساخن بين قائد اليونيفيل ونظرائه في قوات الدفاع الإسرائيلية. لكن ما زال يجب إنشاء مكتب ربط في تل أبيب. أحض على إنشائه بأسرع وقت ممكن لتسهيل الربط والتنسيق مع المركز الرئيس لقوات الدفاع الإسرائيلية ووزارة الدفاع الإسرائيلية والسلطات المعنية الأخرى.

26 ـ تقيم اليونيفيل علاقات وثيقة مع السكان وتقدّم مساعدة إنسانية بما في ذلك في مجالات الطب والعناية بالأسنان والطب البيطري والهندسة وأعمال البناء وعمليات نزع الألغام الإنسانية. إلى ذلك، تطبق اليونيفيل عدداً من المشاريع المجتمعية المموّلة من خلال موازنة القوة الدولية. يحافظ الطاقم العسكري والمدني في اليونيفيل على صلات منتظمة مع السلطات المحلية والقادة المحليين لتعزيز فهمهم للنشاطات المفوَّضة لليونيفيل وعملياتها على الأرض، والاستجابة إلى متطلباتهم. وفي الوقت نفسه، تجري اليونيفيل التعديلات الضرورية في طريقة عملها من أجل عدم إزعاج المدنيين قدر المستطاع. الحفاظ على علاقات جيدة مع السكان المحليين أساسي إذا أرادت اليونيفيل أن تطبق بنجاح القرار 1701 (2006). من المتوقع أن يعزز الانتشار المرتقب لوحدات التعاون المدني ـ العسكري والوحدات العسكرية المعنية بالتفاعل مع عمليات السكان المحليين، أكثر فأكثر علاقات القوة الدولية مع السكان.

ج ـ نزع سلاح المجموعات المسلحة

27 ـ أشرت في تقريري الأخير إلى تقارير حول الاشتباه في قيام عناصر مسلحين من حزب الله ببناء منشآت جديدة شمال نهر الليطاني وفي سهل البقاع حيث الأمن هو مسؤولية حصرية للحكومة اللبنانية. يبدو أن إنشاء هذه البنى التحتية مستمر، بحسب تقارير أطلعتني عليها الحكومة الإسرائيلية في الآونة الأخيرة. ولا يزال حزب الله يمتنع عن إنكار أي من هذه التهم.

28 ـ بحسب الحكومة الإسرائيلية، أعاد حزب الله التسلّح بمستوى أعلى مما كان عليه قبل نزاع العام الماضي. وتزعم أن صواريخ حزب الله البعيدة المدى تتمركز في مناطق شمال نهر الليطاني، وأن معظم الصواريخ الجديدة بما في ذلك مئات الصواريخ من جيل "زلزال" و"فجر" يصل مداها إلى 250 كيلومتراً، مما يسمح بها ببلوغ تل أبيب ومناطق أبعد نحو الجنوب. وتزعم إسرائيل أيضاً أن حزب الله ضاعف ثلاث مرات عدد صواريخه أرض ـ بحر طراز "سي ـ 802"، وأنشأ وحدة دفاع جوي مسلحة بصواريخ أرض ـ جو. وقد أعلنت إسرائيل أن طبيعة الأسلحة التي يملكها حزب الله وعددها يمثلان تهديداً استراتيجياً لأمنها وسلامة مواطنيها.

29 ـ يبدو أن خطباً عدة ألقاها أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، في الأشهر القليلة الماضية تؤكد هذه المزاعم الإسرائيلية. والتقارير عن إعادة التسلح مصدر قلق كبير يطرح تحديات خطيرة على سيادة لبنان واستقراره واستقلاله السياسي، وعلى تطبيق القرار 1701. وقد أعلن مسؤولون رفيعو المستوى من حزب الله أن الهدف من تعليقات حسن نصرالله هي أن تكون رادعاً للعدوان وليس تهديداً لإسرائيل.

30 ـ في تقريري الأخير حول تطبيق القرار 1959، أشرت إلى التحدي المباشر الذي مثلته ممارسات فتح الإسلام على سيادة الدولة اللبنانية واستقرارها. وقد بلّغت الحكومة اللبنانية عن احتجاز أكثر من مئتي مقاتل لبناني وغير لبناني من فتح الإسلام واستجوابهم. ونيتهم الواضحة شن هجمات أخرى في مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك ضد اليونيفيل، وتقويض الاستقرار السياسي للبلاد أكثر فأكثر، تذكرنا في شدة بالتهديد الذي تمثله هذه المجموعة ومجموعات مشابهة على سيادة لبنان التي تتعرض أصلاً للتحدي، وقد تطرقت بالتفصيل إلى هذه المسألة في تقريري الأخير حول تطبيق القرار 1559 (2004). ألفت إلى الموقف الإيجابي الذي اتخذه ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان من خلال تنديده بممارسات فتح الإسلام في مخيم اللاجئين في نهر البارد، ودعمه الكامل لاستقرار الدولة اللبنانية وسيادتها.

31 ـ كما ورد في تقريري الأخير إلى مجلس الأمن عن تطبيق القرار 1559، هناك تقارير تشير إلى تزايد التنظيم والتعبئة والتدريب المسلّح في صفوف الأطراف اللبنانيين في سياق الوضع السياسي المتدهور. في هذا الإطار، أنوّه بالتصميم الذي عبّر عنه رئيس الوزراء السنيورة في الرسالة التي وجّهها إلي في 8 تشرين الأول 2007 والتي قال فيها إن كل الأجهزة الأمنية الحكومية متيقظة وعازمة على وضع حد لهذه الأنشطة بين كل المجموعات والجهات السياسية في لبنان على قدم من المساواة.

32 ـ في ما يتعلق بالفقرة 10 من القرار 1701، ما زلت أعتبر أن نزع سلاح حزب الله والميليشيات الأخرى يجب أن يتم من خلال عملية سياسية يقودها اللبنانيون وتؤدي إلى بسط سلطة الحكومة اللبنانية كاملة على كل أراضيها، فلا يعود هناك سلاح من دون موافقة الحكومة اللبنانية ولا تعود هناك سلطة خارج سلطة الحكومة اللبنانية. في حين يبقى موضوع نزع سلاح حزب الله مفتوحاً وفي قلب الجدل السياسي، لم يحصل أي تقدم في هذه المسألة في مرحلة إعداد التقرير. كما أن الأزمة السياسية المستمرة حالت دون إعطاء زخم لهذه المسألة.

هـ ـ حظر السلاح

33 ـ تقلقني المزاعم المستمرة حول خروقات حظر السلاح عبر الحدود اللبنانية ـ السورية. زعمت الحكومة الإسرائيلية أن نقل الأسلحة المتطورة من إيران وسوريا إلى حزب الله عبر هذه الحدود يستمر إلى درجة أن حزب الله أعاد تسليح نفسه إلى مستوى أكبر وأكثر تطوراً مما كان عليه من قبل.

34 ـ في الرسالة التي وجهها إلي في 8 تشرين الأول 2007، يشير رئيس الوزراء اللبناني إلى أن "هناك معلومات وتقارير عن كميات كبيرة من السلاح أتت من سوريا خلال حرب تموز عام 2006، وربما أيضاً بعد تلك الحرب ـ قد جرى توزيعها على مجموعات ذات علاقة وثيقة بها". واستمرت الحكومة السورية في إنكار أي تورط لها في خروقات حظر السلاح.

35 ـ جددت الحكومة اللبنانية التأكيد بأن لديها مصلحة أساسية في فرض سيطرتها على كامل حدودها ومنع التدفق غير المشروع للأسلحة والذخائر والأشخاص إلى البلاد. وقد أعرب وزير الدفاع اللبناني وقائد القوات المسلحة اللبنانية عن تصميمهما على التحقيق في المزاعم عن تهريب الأسلحة، وطلبا مرة أخرى أن يجري إطلاع الحكومة على أدلة لتثبيت هذه المزاعم أو تأمينها من خلال الأمم المتحدة.

36 ـ كما أشرت في تقريري الأخير إلى مجلس الأمن عن تطبيق القرار 1559، تحتفظ "الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة" و"فتح الانتفاضة" بمواقع عسكرية على طول الحدود اللبنانية ـ السورية، وتشير المعلومات والتقارير إلى أن عدداً من مقاتلي فتح الإسلام دخلوا إلى لبنان عبرها بصورة غير شرعية. يمنح هذا الوضع غير السوي هذه المجموعات سيطرة بحكم الأمر الواقع على الحدود على حساب سيادة لبنان وسلامته الإقليمية، وهو دليل آخر على حاجة لبنان ضبط حدوده في شكل كامل.

37 ـ في بيانه الرئاسي في 3 آب 2007 )92/7002/TSRP/S(، رحّب مجلس الأمن بتوصيات الفريق المستقل لتقويم حدود لبنان"، وطلب من الأمين العام أن يقوّم تطبيقها، بالتشاور مع الحكومة اللبنانية ويرفع تقارير بانتظام إلى المجلس. ويتضمّن هذا التقرير أول تقويم لي حول هذه المسألة.

38 ـ يشجّعني التقدم الأولي الذي تحقّق في تطبيق توصيات الفريق المستقل لتقويم حدود لبنان. في 28 تموز، قرر مجلس الوزراء اللبناني إنشاء قوة حدودية مشتركة في سياق المشروع التجريبي (الارشادي) الذي تقوده ألمانيا على طول الحدود الشمالية للبنان مع الجمهورية العربية السورية. تضم القوة الحدودية المشتركة عناصر من الأجهزة الأمنية الأربعة الأساسية المسؤولة عن إدارة الحدود والأمن، ولا سيما القوات المسلحة اللبنانية التي ستعين قائد الفرقة منها، وقوى الأمن الداخلي التي ستعيّن نائب القائد، والأمن العام والجمارك. وتنسجم هذه الهيكلية المدمجة مع التوصية الأساسية لفريق تقويم الحدود المستقل أي إنشاء وحدة متحركة من وكالات متعددة، وتعزز أكثر فأكثر التنسيق ومشاطرة المعلومات بين الأجهزة الأمنية اللبنانية.

39 ـ ستكون القوة الحدودية المشتركة مسؤولة عن مراقبة الحدود الشمالية للبنان مع الجمهورية العربية السورية وضبطها من أجل أن يقتصر عبور السلع على المعابر الشرعية فقط، والحؤول دون تهريب السلاح والذخائر والمواد الممنوعة عبر إنشاء نقاط مراقبة دائمة ومتحركة. ولهذه الغاية، سوف تستند القوة إلى الاستخبارات والتقنيات التحليلية المعزّزة، كما جاء في توصيات فريق تقويم الحدود المستقل، من أجل ضبط الحدود الشمالية واستخدام القدرة على التدخل السريع للاضطلاع بمهمتها. وسوف يدعم مركز عمليات عملها الذي ستوجّهه وحدة مشتركة للاستخبارات والتحاليل. من المتوقع أن تباشر القوة الحدودية المشتركة عملها كاملاً في تشرين الثاني 2007 عندما تنطلق مرحلة تطبيق المشروع التجريبي (الارشادي). هذا الاندماج المتزايد بين الأجهزة الأمنية اللبنانية والاستعمال الأوسع نطاقاً لتحليل المخاطر وقدرة التدخل السريع، أمور ضرورية لإنشاء نظام متكامل لإدارة الحدود. بعد مرحلة تقويمية تجري فيها مراجعة أداء القوة الحدودية المشتركة، من المتوقع أن يُوسَّع تفويضها ليشمل الحدود الشرقية للبنان مع الجمهورية العربية السورية.

40 ـ استمر فريق من الخبراء الدوليين بقيادة ألمانيا بتأمين الدعم التقني وبرنامج تدريبي واسع النطاق للأجهزة الأمنية الأربعة. هذا جزء من مجهود دولي وشامل لتعزيز قدرة لبنان على إدارة حدوده.

41 ـ طُبِّقت بعض التحسينات التقنية على طول الحدود الشرقية للبنان مع الجمهورية العربية السورية من خلال وضع جهاز كاشف في تموز 2007 عند نقطة المصنع الحدودية. وفي الوقت نفسه، حافظت القوات المسلحة اللبنانية على انتشارها على طول الحدود الشرقية للبنان مع الجمهورية العربية السورية حيث تجري دوريات ثابتة ومتحرّكة.

42 ـ في حين يشجّعني تصميم الحكومة اللبنانية على تحقيق تقدم في هذه المسألة، لا تزال جوانب أساسية من توصيات فريق تقويم الحدود المستقل بحاجة إلى التطبيق. وأشير في شكل خاص إلى الحاجة إلى السيطرة الكاملة والمطلقة على المعابر الحدودية، وتطبيق إجراءات إلزامية معيارية للتفتيش، وآليات لمكافحة الفساد، وتعديل البنى التحتية، وإنشاء مزيد من المعابر الحدودية المحلية، وتغيير موقع المعابر الحدودية الحالية لتصبح على الخط الحدودي، وتأمين برامج اجتماعية واقتصادية كبديل من لجوء العائلات إلى التهريب. من المهم جداً أن يستمر لبنان في تطبيق توصيات فريق تقويم الحدود المستقل تطبيقاً كاملاً بهدف تعزيز الإجراءات الأمنية على طول حدوده من خلال نظام متكامل لإدارة الحدود.

43 ـ العمل في شكل ثنائي هو السبيل الأفضل لتحقيق الإدارة الفعّالة للحدود. ألفت إلى رسالة نائب وزير الخارجية السوري في 18 تشرين الأول التي يصف فيها الإجراءات التي اتخذتها سوريا على طول حدودها مع لبنان. غير أن الأمم المتحدة لا تملك الوسائل الضرورية للتثبت بصورة مستقلة من المعلومات الواردة في الرسالة.

و ـ الألغام الأرضية والقنابل العنقودية

44 ـ منذ تقريري الأخير إلى مجلس الأمن، حدّد مركز الأمم المتحدة لتنسيق العمل في مجال الألغام ـ جنوب لبنان، 25 موقعاً إضافياً ألقيت فيها قنابل عنقودية. وقد جرى حتى الآن تحديد 951 موقعاً ألقيت فيها قنابل عنقودية ما أدى إلى تلويث منطقة تقدّر مساحتها 38 مليون متر مربّع. ونتيجة الجهود المشتركة للقوات المسلحة اللبنانية و16 فريقاً تابعاً لليونيفيل و61 فريقاً متعاقداً وثنائي التمويل تابعاً للأمم المتحدة ومعنياً بنزع الألغام من أرض المعركة تعمل كلها تحت إشراف مركز تنسيق العمل في مجال الألغام، جرى نزع الألغام من 40 في المئة من الألغام التي فوق سطح الأرض و21 في المئة من الألغام الموجودة تحت سطح الأرض، مع تدمير أكثر من 132 ألف قنبلة عنقودية غير منفجرة.

45 ـ منذ تقريري الأخير إلى مجلس الأمن، أصيب خمسة مدنيين بجروح نتيجة انفجار قنابل عنقودية ولقي اثنان مصرعهما وبينهما صبي في السادسة من عمره يدعى علي دقدوق. كما لقي خبير في نزع الألغام من الكتيبة الفرنسية في اليونيفيل وثلاثة خبراء مدنيين من فرق نزع الألغام من أرض المعركة، مصرعهم في هذه الفترة أثناء نزع القنابل العنقودية. أصيب 185 مدنياً و32 شخصاً من فرق نزع الألغام، وقُتِل 25 مدنياً و13 شخصاً من فرق نزع الألغام منذ انتهاء حرب 2006.

46 ـ يؤسفني أن أشير من جديد إلى أن الحكومة الإسرائيلية لم تتجاوب بعد مع المطالبات المتكررة من المسؤولين الرفيعي المستوى في الأمم المتحدة للحصول على معلومات حول أماكن إلقاء القنابل العنقودية التي استعملت في نزاع 2006. هذه المعلومات مهمة جداً، ومن شأنها أن تعزز إلى حد كبير وتيرة عمليات نزع الألغام في جنوب لبنان، وتحد من عدد الحوادث في صفوف المدنيين وخبراء نزع الألغام على السواء. وأكرر دعوة الحكومة الإسرائيلية إلى تسليم هذه المعلومات الأساسية المنقذة للحياة إلى الأمم المتحدة.

ز ـ الجنديان المخطوفان والسجناء

47 في15 تشرين الأول 2007، أفرجت إسرائيل عن مواطن لبناني يُزعم بأن لديه صلات مع حزب الله جرى احتجازه خلال الحرب، إلى جانب عنصرين من حزب الله قُتلا خلال المعارك. ومن الجانب اللبناني، تم تسليم رفات مواطن إسرائيلي غرق في البحر المتوسط قبالة حيفا ووقع في أيدي حزب الله بعدما جرفته المياه نحو الشمال إلى عائلته. كما قدّم حزب الله معلومات أولية عن مسائل إنسانية أخرى تتعلق بهذه الوساطة.

48 ـ لقيت هذه الخطوات ترحيباً واسعاً باعتبارها خطوات مشجعة تنم عن حسن نية. آمل وأتوقع أن تحفز هذه البوادر مزيداً من الجهود الحاسمة لتطبيق النواحي الإنسانية في القرار 1701.

49 ـ كما شددت في تقاريري السابقة حول هذه المسألة، لا مبرر للإصرار على مطالب تقع بوضوح خارج إطار هذا القرار. ويجب أيضاً التوصل إلى حل للحالات الأكثر حساسية في موضوع المجتحزين اللبنانيين في إسرائيل، ومن دون مزيد من التأخير.

50 ـ إن المجتمع الدولي يتوقع، ويطالب أكثر من أي وقت آخر بالتقيد بالمطالب الإنسانية في القرار 1701، ولا سيما الإفراج العاجل عن الجنديين المخطوفين.

ح ـ ترسيم الحدود

51 ـ في قراره رقم 1701، طلب مني مجلس الأمن أن أعد، بالتنسيق مع الفاعلين الدوليين والأطراف المعنيين، اقتراحات لتطبيق الأحكام ذات الصلة في اتفاق الطائف والقرارين 1559 و1680 بما في ذلك نزع السلاح وترسيم حدود لبنان الدولية ولا سيما في المناطق حيث الحدود هي غير أكيدة أو موضع خلاف، بما في ذلك معالجة مسألة مزارع شبعا.

52 ـ واظبت على التشديد للحكومتين السورية واللبنانية بأن الترسيم النهائي لحدودهما المشتركة مهم من أجل تعايشهما السلمي وحسن الجوار. وحضضت الحكومتين على اتخاذ خطوات عاجلة ومنسجمة مع القانون الدولي للتوصل إلى اتفاق حول حدودهما المشتركة. ومن شأن إعادة تفعيل لجنة الحدود اللبنانية­السورية كما اقترح الرئيس الأسد خلال اجتماعي به في دمشق في24 نيسان أن يكون خطوة في الاتجاه الصحيح. وفي رسالته المؤرخة 16 تموز 2007، ذكر الممثل الدائم للجمهورية العربية السورية أن المسؤولين السوريين واللبنانيين عن ضبط الحدود اجتمعوا 12 مرة بين 6 كانون الأول 2005 و30 نيسان 2007. غير أن الحكومة اللبنانية أعلمتني أن جداول أعمال هذه الاجتماعات لم تتطرق إلى مسألة تحديد الحدود.

53 ـ في بياناته الرئاسية 25/6002/TSRP/S و21/7002/TSRP/S و92/7002/TSRP/S، أخذ مجلس الأمن علماً بالجهود التي بذلتها لإطلاق عملية تهدف إلى تقصي النتائج الخرائطية والقانونية والسياسية للاقتراح الموقت المضمن في خطة النقاط السبع للحكومة اللبنانية والمتعلق بمنطقة مزارع شبعا، وأعرب عن تقديره لها. أتابع العمل في هذا الإطار. تسرني الإشارة إلى أنه بالاستناد إلى أفضل المعلومات المتوافرة، توصل خبير الخرائط الأرفع إلى تعريف موقت لمنطقة مزارع شبعا أتطرق إليه أدناه. ألفت انتباه المجلس إلى أن هذه العملية لا تهدف إلى ترسيم الحدود الدولية لمزارع شبعا بل هدفها مساعدة لبنان وسوريا في جهودهما للاتفاق على حدودهما المشتركة.

منطقة مزارع شبعا

54 ـ كما أشرت سابقاً، عينت العام الماضي خبير خرائط أدار عملية مراجعة مجموعة شاملة من الوثائق والخرائط التي قدمتها الحكومة اللبنانية حول مزارع شبعا، وتحليلها. تجدون لائحة عن المواد التي قدمتها الحكومة اللبنانية في الملحق الأول. وقد ركّز عمل خبير الخرائط على التوصل إلى تحديد دقيق لمزارع شبعا.

55 ـ تجدر الإشارة هنا إلى أن الجمهورية العربية السورية لم تستجب بعد للطلب الذي تقدمتُ به رسمياً في رسالة مؤرخة 3 تشرين الأول 2007 للحصول على وثائق محددة من شأنها المساعدة في الإعداد الدقيق للإحداثيات الجغرافية للخط المعني.

56 ـ في تقريري الأخير إلى مجلس الأمن حول القرار 1701، أشرت إلى أن الحكومة الإسرائيلية أبدت استعدادها للموافقة على طلبي بالسماح لخبير الخرائط بزيارتها. حصلت هذه الزيارة في 5 أيلول. وخلالها، استطاع خبير الخرائط أن يكوّن انطباعاً بصرياً عن الجغرافيا الطبيعية للمنطقة ولا سيما شكل منحدر وادي العسل. وكانت هذه العملية مفيدة حيث إن اللمحة العامة التي كوّنها خبير الخرائط من خلال المعاينة البصرية توافقت مع نتائج تحليل البيانات التي قدمتها الحكومة اللبنانية.

57 ـ تقع بلدة شبعا إدارياً في الطرف الشرقي لقضاء حاصبيا. طبيعة المنطقة قاسية تميزها تربة فقيرة وشح في الموارد المائية، ولذلك عدد سكانها ضئيل. تقع القرية قرب خط تصدّع، وهذه سمة جغرافية أساسية في المنطقة. يتجه التصدع من الشمال الشرقي نحو الجنوب الغربي، على بعد نحو عشرين كيلومتراً شمال القرية وجنوبها عند سفوح جبل حرمون (جبل الشيخ). ويطبع واديان المسار الأساسي للتصدع. وادي عيون جنيم شمال شبعا الذي يمتد باتجاه الجنوب الغربي ثم يتحول غرباً جنوب القرية حيث يصبح اسمه وادي شبعا. وجنوب شبعا يقع وادي العسل الذي يخرج من المنحدرات الجنوبية الغربية لجبل حرمون (جبل الشيخ) ويمتد غرباً باتجاه ما كان يُعرَف بمزرعة برختا على بعد نحو أربعة كيلومترات جنوب شبعا.

58 ـ تشير عبارة مزارع شبعا في شكل عام إلى قرى صغيرة سابقة ومراعٍ وبعض الأراضي المزروعة جنوب غرب قرية شبعا على المنحدرات الغربية لوادي العسل وعلى المنحدرات الجنوبية لجبل روس وجبل سماق. بالاستناد إلى المعلومات المتوافرة، استنتج خبير الخرائط موقتاً أن منطقة مزارع شبعا تمتد من قرية مغر شبعا في الشمال الشرقي ومن وادي العسل في الشمال الغربي. وهكذا من الممكن الآن القول إنه من شأن مراجعة الأدلة الحديثة وتحليلها أن يشكلا أساساً لتحديد موقت للنطاق الجغرافي لمنطقة مزارع شبعا كما يأتي: تبدأ بنقطة انعطاف الخط الفرنسي لعام 1920 الذي يقع جنوب قرية المجيدية، ومن هناك تُكمل باتجاه الجنوب الشرقي على طول حدود مغر شبعا ـ شبعا لعام 1946، حتى تصل إلى خط وادي العسل؛ ثم تتبع خط الوادي في الشمال الشرقي وصولاً إلى قمة الجبل شمال القرية السابقة المعروفة بمزرعة برختا، وتتصل من جديد بخط 1920.

(ج) انتشار قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان

59 ـ كما أشرت في تقريري السابق في 28 حزيران 2007 )293/7002/S(، بلغت اليونيفيل مستوى عالياً من الجهوزية العملانية، ويسمح الانتشار والعديد الحاليان للجنود بأن يضطلعوا بفعالية بالمهمات الموكلة إليهم في كل منطقة العمليات.

60 ـ على خلفية الهجمات على اليونيفيل، وفي ضوء التهديدات المستمرة من بعض المجموعات المقاتلة، أولي أهمية قصوى لتطبيق إجراءات للتخفيف من المخاطر من أجل تعزيز أمن وسلامة العسكريين والمدنيين في القوة الدولية والمنشآت التابعة لها. وقد دعم مجلس الأمن هذه الإجراءات في بيانه الرئاسي في 3 آب (92/7002/TSRP/S)، وكذلك في القرار 1773 (2007).

61 ـ في هذه الأثناء، استمرت اليونيفيل في تعزيز منشآتها في كل منطقة عملياتها كما في بيروت، وتطبّق إجراءت أمنية معزّزة وتنشر مزيداً من المعدات لحماية القوة وضمان أمن جميع موظفيها المدنيين والعسكريين. ويعمل قسم عمليات حفظ السلام واليونيفيل، بالتعاون مع البلدان المساهمة بجنود، على تجهيز اليونيفيل بما يكفي من الأعتدة الإضافية التي هي بأمس الحاجة إليها ولا سيما معدات لاكتشاف المتفجرات التي يتم التحكم بها من بُعد وتعطيلها، والقدرة على إجراء تحقيقات متخصصة. وينظرون أيضاً في إمكان نشر طائرات من دون طيار كوسيلة إضافية للحد من المخاطر على اليونيفيل ويكون باستطاعة القوات المسلحة اللبنانية استعمالها أيضاً.

62 ـ تطلبت الظروف التي أنشئت فيها اليونيفيل الموسّعة، إجراءات ابتكارية ما أدى إلى إنشاء الخلية العسكرية الاستراتيجية في مقر الأمم المتحدة، والقوة البحرية الخاصة قبالة الساحل اللبناني. وقد كان هذان العنصران أساسيين من أجل التطبيق الناجح لتفويض اليونيفيل في الأشهر الاثني عشر الماضية. بناء على طلب الجمعية العمومية، رفعت في 26 نيسان 2007 تقويماً موقتاً عن الخلية العسكرية الاستراتيجية (388/16/A) ستضاف إليه في مطلع العام المقبل مراجعة أكثر شمولاً.

63 ـ في الوقت نفسه، يجري قسم عمليات حفظ السلام تحليلاً للقوة البحرية الخاصة للتأكد من ان أعتدة القوة البحرية مجهّزة على أفضل ما يكون من أجل الاضطلاع بمهماتها البحرية، بحسب الطلب الذي تقدمت به الحكومة اللبنانية عقب اعتماد القرار 1701.

64 ـ في هذا الإطار، أناشد البلدان المساهمة بجنود في اليونيفيل أن تؤمن المتطلبات الأساسية المتبقية التي تحتاج إليها القوة الدولية. علاوة على ذلك، وفي الأشهر الماضية، انسحبت بلدان عدة مساهمة بجنود وقوات بحرية من اليونيفيل، أو خفّضت عديد جنودها أو أعلنت أنها ستنسحب. في حين أعرب عن امتناني للأدوار التي أدتها هذه البلدان، يقلقني أن من شأن انسحابها أن يخلف ثغرة في الموارد البرية والبحرية لليونيفيل.

ملاحظات

65 ـ أرسى نشر القوات المسلحة اللبنانية واليونيفيل المعززة في جنوب لبنان ونشاطاتهما درجة مهمة من الاستقرار هناك حالت دون تكرر الأعمال الحربية على طول الخط الأزرق. أنا ممتن للبلدان الثلاثين المساهمة بجنود التي سمحت بتحقيق ذلك. نجحت اليونيفيل في تطبيق عدد من الأهداف الأساسية المضمّنة في القرار 1701. وفي هذا السياق، أشدّد على الحاجة إلى دعم مستمر لليونيفيل بما في ذلك التزام المساهمة بالجنود والأعتدة الضرورية لتمكين القوة من الاضطلاع بفعالية بكل الأنشطة المفوّضة إليها في البر والبحر. وشدّد مجلس الأمن في قراره رقم 1773 أيضاً على أنه يجب أن توضع في تصرف اليونيفيل كل الوسائل والمعدات الضرورية للاضطلاع بتفويضها. أدرك الأعباء المتزايدة على البلدان المساهمة بجنود مع توسع جهود الأمم المتحدة لحفظ السلام في أماكن أخرى في العالم في النطاق والحجم على السواء، لكنني أشدد على وجوب أن تحافظ اليونيفيل على إمكاناتها الحالية وتبقى بكامل قوتها وعديدها.

66 ـ في الوقت نفسه، يظل الدعم الدولي للقوات المسلحة اللبنانية حيوياً من أجل التطبيق الناجح للقرار 1701. منذ اعتماد هذا القرار، نفّذت القوات المسلحة اللبنانية مجموعة من المهمات المحورية: انتشارها التاريخي في جنوب لبنان؛ دورها على طول الحدود اللبنانية­السورية؛ والاستجابة للأزمات الأمنية المختلفة التي حلّت بلبنان. وقد تعاملت القوات المسلحة اللبنانية بفعالية مع هذه الأعباء المتزامنة ضمن نطاق القيود التي يفرضها عليها النقص في الموارد وتوزيع الإمكانات على أكثر من جبهة. أحض المجتمع الدولي على تعزيز دعمه الثنائي للقوات المسلحة اللبنانية لمساعدتها على الاضطلاع بدورها كعمود فقري لتطبيق القرار 1701.

67 ـ يشجعني أن التعاون بين اليونيفيل والقوات المسلحة اللبنانية تعزز أكثر فأكثر في مرحلة إعداد هذا التقرير، ولا سيما من خلال الحواجز المشتركة والدوريات المنسّقة والإجراءات لتعزيز الاستجابة السريعة للنشاطات العدائية المحتملة. يجب زيادة هذه الأنشطة في العدد والنطاق.

68 ـ في الأشهر الماضية، تغلّبت القوات المسلحة اللبنانية، من خلال المواجهة الدموية في نهر البارد مع إرهابيي فتح الإسلام، على تهديد أساسي لاستقرار البلاد وسيادتها. وعبر القيام بذلك، برزت القوات المسلحة اللبنانية عامل استقرار ودفاع عن الأرض في مرحلة من الضبابية السياسية المتفاقمة في لبنان. أحيي الجنود الـ168 الذين ضحوا بحياتهم خدمة لوطنهم، وأعرب عن امتناني للبلدان التي قدمت الدعم للقوات المسلحة اللبنانية لتجاوز هذه التحديات. لكن وكما ظهر في معارك نهر البارد، من الضروري تعزيز إمكانات هذه القوات بواسطة المعدات والأسلحة اللازمة.

69 ـ بعد أربعة أشهر من الهجوم الإرهابي الذي أودى بحياة ستة من جنود حفظ السلام في اليونيفيل، ما زلت قلقاً جداً بشأن أمن عناصر القوة وسلامتهم. أحض كل الأطراف على الالتزام بواجبهم لاحترام سلامة كل موظفي اليونيفيل والأمم المتحدة وأمنهم، بما في ذلك من خلال الامتناع عن أي عمل من شأنه أن يعرّض موظفي الأمم المتحدة للخطر، وتأمين حرية التحرك الكاملة لليونيفيل في منطقة عملياتها. أحض الحكومة اللبنانية والقوات المسلحة اللبنانية على مواصلة تقديم الدعم الضروري لليونيفيل.

70 ـ أنوّه بالتعاون الجيد الذي حصلت عليه اليونيفيل من القوات المسلحة اللبنانية وقوات الدفاع الإسرائيلية في اجتماعات الآلية الثلاثية، ولا سيما في ما يتعلق بالمشروع التجريبي (الارشادي) لتحديد الخط الأزرق. وأنا مسرور بالتقدم الأولي الذي تحقق في تحديد الخط الأزرق على الأرض بصورة واضحة للعيان. سيساعد هذا على بناء الثقة وتخفيف التوتر والحد من الحوادث والانتهاكات غير المقصودة للخط الأزرق. أشجع القوات المسلحة اللبنانية وقوات الدفاع الإسرائيلية على مواصلة هذا المجهود مع اليونيفيل بطريقة بناءة ومرنة.

71 ـ لكنني ما زلت قلقاً بشأن عجز الجانبين عن إيجاد طريقة لتجاوز مسألة الجزء الشمالي من قرية الغجر الذي لا تزال قوات الدفاع الإسرائيلية تحتله في انتهاك لموجباتها المنصوص عليها في القرار 1701 (2006). من شأن الفشل في تحقيق تقدم في هذا المجال أن يتحول مصدر توتر وقد يسبب حوادث في المستقبل. أحض القوات المسلحة اللبنانية وقوات الدفاع الإسرائيلية على التعاون البناء مع قائد اليونيفيل من أجل إيجاد حل لهذه المسألة.

72 ـ لا تشكل انتهاكات إسرائيل المستمرة للمجال الجوي اللبناني انتهاكات متكررة لقرارات مجلس الأمن وحسب بل تقوّض أيضاً صدقية الأمم المتحدة والقوات المسلحة اللبنانية في عيون السكان وتلحق الضرر بالجهود الآيلة إلى الحد من التوتر، وبناء الثقة وإرساء الاستقرار في جنوب لبنان. أجدد دعوتي إسرائيل وقف الانتهاكات الجوية، وأدعو كل الأطراف إلى التطبيق الكامل للقرار 1701 (2006) واحترام الخط الأزرق بكامله.

73 ـ كما شددت في تقريري السابق حول تطبيق القرار 1559 (2004)، ما زلت قلقاً بشان الظروف التي يواجهها الفلسطينيون النازحون من مخيم نهر البارد، وفي شكل عام ظروف العيش في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. من المهم أن يستمر التعاون الوثيق الذي انطلق بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية، وذلك من أجل خير اللاجئين الفلسطينيين. أثني على الحكومة اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية لدورهما في إعادة إرساء الأمن في المخيمات، لكنني أدعوهما إلى اتخاذ إجراءات ملموسة وفورية من أجل تحسين ظروف عيش اللاجئين الفلسطينيين بطريقة ملحوظة من دون إلحاق الضرر بتسوية مسألة اللاجئين الفلسطينيين في سياق اتفاق سلام إسرائيلي ـ فلسطيني نهائي. وأدعو أيضاً الدول الأعضاء إلى الاستجابة بسخاء لمناشدات الأونروا والحكومة اللبنانية، والتي لا تزال تعاني من نقص شديد في التمويل، من أجل تقديم معونة فورية للنازحين من مخيم نهر البارد وإعادة إعمار المخيم.

74 ـ في بيانه الرئاسي في 3 آب 2007، أعرب مجلس الأمن عن قلقه من المزاعم عن إعادة تسلح المجموعات والميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، وجدّد التأكيد بأنه يجب ألا يكون هناك بيع للأسلحة والمواد ذات الصلة إلى لبنان أو تزويده إياها إلا بإذن من حكومته. وفي هذا الإطار، أعرب عن قلقه من إعلان حزب الله بأنه يحتفظ بالقدرة العسكرية لضرب كل أجزاء إسرائيل، ودعا كل الأطراف إلى الإحجام عن التصريحات والأنشطة التي من شأنها أن تهدّد وقف الأعمال الحربية. ما زلت قلقاً من التقارير المستمرة التي تشير إلى خروقات لحظر السلاح الأمر الذي يشكل انتهاكاً خطيراً لقرار مجلس الأمن 1701. لدى كل الدول الأعضاء في المنطقة، وفي شكل خاص الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإيرانية الإسلامية، مسؤولية أساسية في هذا السياق. من شأن هذه الانتهاكات أن تزعزع استقرار لبنان والمنطقة بكاملها أكثر فأكثر. لدى الجمهورية العربية السورية مسؤولية مشتركة في ضبط حدودها مع لبنان وتطبيق الفقرة 15 من القرار 1701. أوصي الحكومة العربية السورية اتخاذ خطوات ملموسة لتنفيذ نيّتها المعلنة العمل مع الحكومات الأوروبية على تحسين الأمن الحدودي وفي شكل خاص تطوير آلية مع الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة لتعزيز التسهيلات والتدابير التقنية على طول الحدود المشتركة للبلدين. من شأن هذه التدابير أن تعود بالفائدة على أمن البلدين.

75 ـ تترتب عن احتفاظ حزب الله ببنية تحتية من الأسلحة منفصلة عن الدولة، آثار سلبية على الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية لبسط سيطرتها الحصرية على كامل أراضيها بما ينسجم مع أحكام قراري مجلس الأمن 1559 و1701. وفي حين لا أزال مقتنعاً بأن التقدم في هذه المسألة يجب أن يتم من خلال عملية سياسية يقودها اللبنانيون، يجب عدم تأجيل التعاطي مع هذه المسألة. تبقى معالجة نزع سلاح حزب الله موضوعاً حيوياً لبسط سلطة الحكومة اللبنانية على كامل أراضيها.

76 ـ من دون نظام فعال ومتكامل لإدارة الحدود من أجل منع تهريب السلاح والذخائر والأشخاص، سيبقى أمن لبنان وسيادته عرضة للانتهاكات التي أدّت إلى المواجهة مع فتح الإسلام. في هذا السياق، تشجعني الخطوات اللافتة الأولى التي اتخذتها الحكومة اللبنانية نحو تعزيز إمكاناتها في إدارة حدودها. وأوصي بأن تواصل تطبيق توصيات فريق تقويم الحدود المستقل عبر اتخاذ مزيد من الخطوات الملموسة نحو نظام فعال ومتكامل لضبط الحدود على طول حدودها. وأكرر استعداد الأمم المتحدة لمواصلة العمل عن كثب مع الحكومة اللبنانية بما في ذلك من خلال إرسل مزيد من البعثات التقنية إلى لبنان بحسب الحاجة. كما أدعو المجتمع الدولي إلى الاستمرار في تزويد لبنان الدعم الثنائي الضروري في مجال التقنيات والمعدات لتحقيق هذا الهدف الأساسي. أخيراً، أودّ أن أعرب عن تقديري العميق لقيادة ألمانيا للمشروع التجريبي (الارشادي) في شمال لبنان ولكل البلدان المانحة الأخرى التي قدمت دعماً ثنائياً للبنان في هذا السياق.

77 ـ كما ورد في تقارير سابقة، لم تقدّم إسرائيل بعد بيانات مفصلة عن مواقع القنابل العنقودية التي استخدمت في نزاع الصيف الماضي، وكميتها ونوعها. ان العدد المتزايد للقتلى والجرحى في صفوف المدنيين اللبنانيين وخبراء نزع الألغام، والتهديد المستمر الذي تشكله القنابل العنقودية على حياة سكان الجنوب وأرزاقهم، يذكر في شكل قوي بأهمية أن تزود إسرائيل اليونيفيل على الفور بالبيانات الضرورية. من شأن هذا أن يشكل مساعدة كبيرة في إطار العمل الضخم الذي يقوم به مركز الأمم المتحدة للعمل في مجال الألغام في تنظيف المنطقة من نحو مليون قنبلة عنقودية غير منفجرة. وعلى الرغم من التأكيدات من جانب إسرائيل بأنها تتخذ خطوات لتأمين البيانات المطلوبة، لم تؤمّن المعلومات حتى الآن. مجدداً أدعو الحكومة الإسرائيلية إلى تسليم هذه المعلومات الإنسانية الحيوية في شكل عاجل.

78 ـ آمل بشدة أن تؤدي المبادرات الإنسانية في 15 تشرين الأول إلى إطلاق مجهود حاسم لتلبية المقتضيات الإنسانية في القرار 1701. التزام المقتضيات الإنسانية للقرار 1701، ولا سيما الإفراج عن الجنديين الإسرائيليين المخطوفين، مطلوب ومتوقع من المجتمع الدولي.

79 ـ أدعو مجدداً الجمهورية العربية السورية إلى اتخاذ الخطوات الضرورية مع لبنان لترسيم حدودهما المشتركة بما ينسجم مع القرارين 1680 و1701، وإلى المبادرة فوراً إلى إعادة تفعيل لجنة الحدود اللبنانية ـ السورية لهذه الغاية. وأعرب أيضاً عن استعداد الأمم المتحدة للمساهمة بالخبرات الضرورية بالطريقة التي يراها الطرفان مناسبة.

80 ـ أجدد أيضاً تأكيدي على أهمية الشروع المبكر في عملية بين لبنان والجمهورية العربية السورية تؤدي إلى إقامة علاقات ديبلوماسية كاملة تطبيقاً للقرار 1680 والتي من شأنها أن تساهم أيضاً في ترسيخ التدابير الواردة في القرار 1701.

81 ـ أنا مسرور بالعمل الذي أنجزه كبير خبير الخرائط حيث توصل إلى تحديد موقت لمنطقة مزارع شبعا. أود أن أشكر الحكومة اللبنانية على تسليم وثائق بهذا الخصوص، والحكومة الإسرائيلية لأنها أتاحت للخبير زيارة المنطقة.

82 ـ هذا التقرير هو المرة الأولى التي تنشر فيها الأمم المتحدة التحديد الموقت الذي توصل إليه كبير خبير الخرائط. أنوي التشاور مع كل الأطراف المعنيين وأعضاء مجلس الأمن حول المستجدات. وفي هذا الصدد، أكرر أملي بأن يعزز هذا المجهود عملية ديبلوماسية تهدف إلى حل هذه المسألة الأساسية بما ينسجم مع أحكام القرار 1701 ذات الصلة. لكن لا يمكن فصل التقدم في هذه المسألة عن المبادئ والعناصر المطلوبة لتحقيق الوقف الدائم لإطلاق النار والحل الطويل الأمد المنصوص عليهما في القرار 1701.

83 ـ أود أن أشكر وزير الخارجية الإسباني موراتينوس على رسالته المؤرخة 9 آب 2007 والتي أطلعني فيها على محادثاته حول هذه المسألة مع الحكومة السورية، وأن أعرب عن رغبتي في مناقشة المسألة مباشرة مع الحكومة السورية.

84 ـ إن الأزمة السياسية المستمرة في لبنان التي دخلت الآن شهرها الحادي عشر، أعاقت إلى درجة خطيرة العمل الطبيعي للمؤسسات اللبنانية وعرقلت تحقيق مزيد من التقدم في العديد من المسائل الأساسية في القرار 1701 التي يجب معالجتها من خلال الحوار الوطني. انتخاب رئيس قبل انتهاء ولاية الرئيس لحود في 24 تشرين الثاني ركيزة أساسية سوف تمهد الطريق لمزيد من تطبيع الحياة السياسية في لبنان وللحوار الفعّال حول المسائل التي ترتدي أهمية وطنية ولتسهيل عمل المؤسسات اللبنانية.

85 ـ في هذا السياق، أدعو كل القادة اللبنانيين إلى تحمل مسؤولياتهم في تحقيق الوحدة والمصالحة من خلال حوار سياسي بناء يتيح انتخاب رئيس للجمهورية يحظى بأوسع قدر ممكن من القبول، بما ينسجم مع أحكام الدستور وضمن المهلة الزمنية المحددة ومن دون تدخل خارجي. يقلقني السيناريو المتربّص الذي يؤدي إلى ظهور إدارتين متنافستين في لبنان أو حصول فراغ دستوري. يجب تفادي الأمرين لأنهما يشكلان تهديداً خطيراً لاستقرار لبنان وسيادته واستقلاله السياسي.

86 ـ ستكون الأشهر المقبلة أساسية لتحقيق تقدم نحو التطبيق الكامل للقرار 1701. يجب تحقيق مزيد من التقدم في المسائل الأساسية التي تعتبر محورية للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وحل طويل الأمد مثل الإفراج عن الجنديين الإسرائيليين المخطوفين والسجناء اللبنانيين، وتطبيق حظر السلاح، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية الجوية للسيادة اللبنانية، وترسيم الحدود بين لبنان وسوريا وإعادة إطلاق الحوار الوطني الذي تتم من خلاله معالجة مسائل استراتيجيا الدفاع الوطنية وسلاح حزب الله والمجموعات المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة. إن إيجاد حل سريع للأزمة السياسية الخطيرة يقود إلى استقرار سياسي داخلي هو مكوّن أساسي لتحقيق التقدّم في بعض هذه الملفات.

87 ـ التأثير الذي تمارسه المنطقة ككل على الوضع الداخلي في لبنان، ولبنان على المنطقة، واضح. أؤمن بشدة بوجوب بذل كل الجهود الممكنة للتوصل إلى سلام عادل ودائم وشامل لكل شعوب الشرق الأوسط. هناك ترابط بين هذا الأمر والهدف المتمثل بالاستعادة الكاملة لوحدة لبنان وسيادته واستقلاله السياسي.