المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الثلاثاء 20 تشرين الثاني 2007

 

إنجيل القدّيس يوحنّا .37-31:8

فقالَ يسوعُ لِليَهودِ الَّذينَ آمَنوا بِه: «إِن ثَبتُّم في كلامي كُنتُم تلاميذي حَقاً تَعرِفونَ الحَقّ: والحَقُّ يُحَرِّرُكُم».أَجابوه: «نَحنُ نَسْلُ إِبراهيم، لم نكُنْ يَوماً عَبيداً لأَحَد! فكَيفَ تَقولُ: سَتَصيرونَ أَحْراراً؟» أَجابَهم يسوع: «الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: «كُلُّ مَن يَرتَكِبُ الخَطيئَة يَكونُ عَبْداً لِلخَطيئَة. والعَبدُ لا يُقيمُ في البَيتِ دائِماً أَبَداً بلِ الابنُ يُقيمُ فيه لِلأَبَد. فإذا حَرَّرَكُمُ الابنُ كُنتُم أَحراراً حَقّاً. أَنا أَعلَمُ أَنَّكم نَسْلُ إِبراهيم ولكِنَّكُم تُريدونَ قَتْلي لأَنَّ كَلامي لا يَجدُ إِلَيكم سَبيلاً.

 

لائحة بكركي توسعت لتضم 7 أسماء

هل زار ميشال اده بحسب مصادر دمشق ليلاً?

كتب المحلل السياسي: الأنوار

هل تصل لائحة أسماء المرشحين الى مجلس النواب قبل أن تحترق? هذا السؤال يبدو منطقياً بعد الأجواء السياسية والاعلامية والمارونية والتي، جميعها، ما إنْ فُتِحت لائحة الأسماء حتى بدأ (التهشيم) لأصحابها، وهكذا عدنا الى الأجواء الرئاسية في القرن الماضي حين كان مرشحٌ ما ينام رئيساً ليصحو على انتخاب غيره. ما يجري على هذا المستوى معيب، فالنقاش يجب أن يرقى الى مستوى رئاسي، من حق الجميع أن يتنافسوا لكن ليس على نبش الملفات لأن هذا الأمر لا يفيد أحداً ويُلحق الأذى بالجميع، ثم ان معركة انتخابات الرئاسة هي معركة في حرب وليست الحرب كلها، ومن الخطأ الإعتقاد ان كلّ شيء ينتهي بانتهاء انتخابات الرئاسة، فما بعدها يوازيها في الأهمية من تشكيل الحكومة الى البيان الوزاري الى كل الآليات الادارية لانطلاق العهد الجديد، ولكن قبل كل ذلك، أين أصبحت الانتخابات في حدّ ذاتها? حتى بعد غد الاربعاء موعد الجلسة، هناك مئة لغم ولغم قد تنفجر في أي لحظة، فتطيح الاستحقاق وتوقع البلاد في الفراغ:

- أول هذه الألغام إحتمال عملٍ أمني قد يدفع بالاكراه الى إرجاء الجلسة.

- ثاني هذه الألغام احتمال عدم التوافق على اختيار مرشح من اللائحة والاستمرار في عملية شد الحبال وعض الأصابع; وهنا قد تظهر أيادٍ خفية، قد تدفع في اتجاه تعقيد الوضع حتى اللحظة الأخيرة لإيقاع البلد في الفراغ.

حقيقة الأمر، كما تقول مصادر مطلعة موثوقة، ان لائحة البطريرك، بمقدار ما ولّدت رضىً وارتياحاً لدى أصحاب الأسماء التي وردت فيها، بمقدار ما ولّدت احتجاجاً لدى الآخرين; بهذا المعنى هناك التقاء موضوعي بين المحتجين وباقي الأطراف، وقد التقوا على السعي بنظرية عدم إنجاح المبادرة.

في لبنان أصبحت المفاجآت قدّراً ليس من السهل تجاوزه، لكن الضغط الدولي في اتجاه اجراء الانتخابات قد يكون من شأنه سد كل الثغرات التي من خلالها يحاول المتضررون اطلاق النار على المبادرة الأخيرة واليتيمة، وهذا ما جعل كوشنير يحضر مساء البارحة على جناح السرعة.

الاستحقاق الرئاسي تحوّل بسرعة قياسية الى (ردهة بورصة)، والتداول بأسهم الأسماء بدا ناشطاً جداً في الساعات الأخيرة.

آخر المصادر العليمة أشار الى اضافة اسم جديد الى لائحة البطريرك صفير هو حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وتُشير المعلومات الى ان الاسم الجديد تمّت إضافته بعد مداخلات فرنسية. مصادر نيابية واسعة الاطلاع كشفت ان المرشح الذي ورد اسمه في لائحة البطريرك صفير ميشال اده زار دمشق ليل السبت-الأحد، وتوجه اليها بسيارة النائب السابق ميشال سماحه واجتمع هناك مع كبار المسؤولين السوريين وعاد الى بيروت عند الساعة الثالثة فجراً. وتضيف المصادر ان ميشال اده كان لدى الوزير مروان حماده حيث شاهدا نشرة الأخبار سوياً وبعدها مباشرة انطلق الموكب الى دمشق. وفيما أوساط الوزير السابق ميشال اده حرصت على نفي هذه المعلومات جملة وتفصيلاً، تبقى الساعات المقبلة كفيلة بأن تكشف حقيقة ما جرى. رفع عدد الأسماء في اللائحة أعاد خلط الأوراق من جديد خصوصاً انه فتح سجالاً حول حق حاكم مصرف لبنان في الترشح من دون الحاجة الى تعديل الدستور كما ان هذه الاضافة فتحت الباب واسعاً أمام حركة اعتراضية، على ما يجري، في صفوف نواب 14 آذار من المسيحيين، وثمة مَن يتحدث عن ان هؤلاء سيقاطعون جلسة الانتخاب، ما يطرح جدّياً على بساط البحث مسألة تأمين نصاب الثلثين، في ظل المعادلة التالية:

- مقاطعة كتلة العماد عون للجلسة، وإنْ كان بعض حلفائه في الكتلة سيشاركون.

- مقاطعة بعض مسيحيي 14 آذار للجلسة، وهؤلاء يتجاوز عددهم العشرة.

- إلتزام حزب الله موقف العماد عون، ما يعني عملياً ان نوابه سيقاطعون الجلسة.

ما يتبقّى من نواب لن يكون قادراً على تأمين نصاب الثلثين، فكيف ستتطور الامور في هذه الحال?

- النتيجة الاولى تطيير موعد الجلسة الرابعة بعد غد الاربعاء في ظل تعذّر التفاهم على مرشح.

- النتيجة الثانية سقوط اللائحة التي أعدّها البطريرك صفير، وعندها نكون قد وقعنا في المحظور وعادت التعقيدات الى النقطة الصفر.

في هذه الحال، مَن يتحمّل مسؤولية الافشال?

قد يكون السؤال في محله، لكن حدّة التشنج ربما تجعل هذا السؤال من الماضي لأنه عندها سيكون السؤال الملح: كيف سيتم ملء الفراغ? وبأي ثمن?

 

النائب جنبلاط : نجدد دعمنا لخيارات البطريرك صفير عبر لائحة الاسماء

وندعم دعوته إلى الوحدة والحوار في موازاة المساعي العربية والدولية

وطنية- 19/11/2007 (سياسة) أدلى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بموقفه الاسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي، ومما جاء فيه: "في الساعات والأيام الأخيرة التي تفصل لبنان واللبنانيين عن انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، لا بد من إعادة تأكيد أهمية إجراء هذا الاستحقاق السياسي المهم في موعده المحدد، وهو ما يعكس احترام الدستور وأصوله. كما لا بد من تأكيد أهمية حصول التوافق السياسي على اختيار الرئيس الجديد إنطلاقا من اللائحة التي قدمها البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير دون زيادة أو نقصان.

إن أولوية إمرار الاستحقاق الرئاسي تفترض إعطاء التوافق حقه من الاهتمام والجهود بهدف التوصل إلى النتيجة المرجوة، أي أن يحظى لبنان برئيس جديد قبل انتهاء المهلة الدستورية ووفقا للأصول. وهذا يعني أن يعود مجلس النواب الى ممارسة دوره من ضمن أجواء التوافق ومن ضمن لائحة بكركي، وأن يمارس النواب واجباتهم بالاقتراع للرئيس الجديد. ولعل ذلك يكون مدخلا لإعادة الاعتبار الى المؤسسات الدستورية التي تعطل عملها خلال الأشهر الماضية في شكل لم يسبق له مثيل. وعلى مشارف الاستحقاق الرئاسي، نجدد دعمنا لخيارات البطريرك صفير التي عبر عنها في لائحة الاسماء، ونؤكد إرادة البطريرك الداعية إلى الوحدة الوطنية والحوار في موازاة المساعي العربية والدولية وعلى رأسها المبادرة الفرنسية الهادفة للتوصل إلى التوافق، وخصوصا أن اللبنانيين يتوقون إلى إمرار هذا الاستحقاق المهم. ومن حق الشعب اللبناني أن يأمل في التغيير وفي رئيس جديد بعد كل المعاناة التي مر بها خلال السنوات الماضية. لذلك، ندعو الفريق الآخر الى إنجاح جهود التوافق وعدم تعطيل الانتخابات الرئاسية وإدخال لبنان في الفوضى والانقسام والمجهول مع كل ما سيتركه ذلك من تداعيات خطيرة.

من هنا، فإن المبادرة الفرنسية التي تنال كل الدعم العربي والدولي وتنسجم بشكل كامل مع التوجهات الدولية، تشكل مخرجا مناسبا للأزمة كما تشكل حماية للتوافق اللبناني، ونحن ندعم هذه الجهود الفرنسية التي تعطي بارقة أمل للبنانيين.

إن نجاح اللبنانيين في إمرار هذا الاستحقاق الدستوري والسياسي المفصلي بالتوافق في ما بينهم، يؤسس لمرحلة جديدة يكون عنوانها الرئيسي الحوار من خلال المؤسسات لمعالجة كل القضايا الخلافية والنزاعات الحاصلة اليوم، ويفتح مجالا أمام جميع اللبنانيين لتثبيت تمسكهم بمشروع الدولة القوية القادرة على حماية لبنان في مواجهة المخاطر الكبرى التي تحدق به من كل حدب وصوب، والقادرة على استيعاب وتبديد هواجس كل الأطراف عبر تعزيز القواسم المشتركة التي حددها اتفاق الطائف كثوابت وطنية وميثاقية لا تراجع عنها وإعادة الاعتبار الى مقررات الحوار الاجماعية".

 

القاضي ميرزا بحث مع برامرتس في ملفات اغتيال الشهيدين الجميل تويني

وطنية - 19/11/2007 (قضاء) التقى النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا، بعد ظهر اليوم، رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي سيرج برامرتس والوفد المساعد، في حضور المحامية العامة التمييزية القاضية جوسلين تابت، في لقائين منفصلين. اللقاء الاول ضمهم وقاضي التحقيق العدلي في قضية اغتيال النائب جبران تويني القاضي جهاد الوادي، والثاني ضمهم وقاضي التحقيق العدلي في ملف اغتيال الوزير الشيخ بيار الجميل ومحاولة اغتيال الاعلامية مي شدياق القاضي عدنان بلبل، واستمر كل من اللقائين مدة ساعتين، جرى خلالهما البحث في المعطيات المتوافرة في كل من الملفين.

 

الوزير حماده عرض المستجدات مع بيدرسن والسفيرالاميركي

وطنية - 19/11/2007 (سياسة) استقبل وزير الاتصالات مروان حماده ظهر اليوم في منزله، الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة غير بيدرسن، وعرض معه الاوضاع السياسية والمساعي المبذولة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية. ثم التقى الوزير حماده سفير الولايات المتحدة الاميركية في لبنان جيفري فيلتمان وعرض معه المستجدات .

 

البطريرك صفير استقبل النقيب كرم مترئسا وفدا من مجلس النقابة

وطنية- 19/11/2007 (سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في بكركي اليوم نقيب المحررين ملحم كرم وأعضاء مجلس النقابة والمستشارين. وفي مستهل اللقاء قال النقيب كرم: "واكبناكم، يا صاحب الغبطة، منذ طلب منكم أن تسموا مرشحين للرئاسة، والناس يعرفون مدى حكمة الذي أعطي له مجد لبنان. ولما قيل انكم دخلتم مجال التسمية، قيل كذلك ان مصلحة عليا استدعت ذلك، والا، لما كان بطريرك الموارنة شارك مرة ثانية في عملية لم يؤخذ بكلمته فيها المرة الاولى. وما ساورنا شك في ان القضية الاساس التي عايشتم في الآونة الاخيرة هي قضية مشتركة بين قضية المسيحيين وقضية لبنان، وخصوصا ان هذا الصرح كان صرح الوحدة الوطنية وندوة التلاقي بين الطوائف مثلما كان الصرح الماروني منذ البطريرك الأول مار يوحنا مارون.

يا صاحب الغبطة، من حق الناس عليكم ان يعرفوا كيف عملتم لحفظ مهابة المقام الاول في لبنان".

ورد البطريرك صفير: "نشكر لحضرة النقيب ما تفضل به، وهو من عيون الأدب، وفيه مسحة شعرية، وانا أشكر له ما خصني به من مديح لا نستأهله، انما نحاول ان نعبر عن رأينا بلغة عربية سهلة وليس فيها شيء من الشعر". اضاف: "وجهتم الينا سؤالا علينا ان نوجههه اليكم، انا لا يمكنني التبصير او القراءة في الفنجان، ولكن على ما يبدو الامور ليست من السهولة بمكان، ومنهم من يقولون اذا كان هناك من انتخاب ومن اختيار رئيس فيجب أن تحل جميع القضايا قبل أن ينتخب الرئيس، والقضايا المتنازع عليها كثيرة. إذا كان هناك من رئيس يجب اختياره فيجب الاتفاق على الحكومة وكيفية تشكيلها، ويجب الاتفاق مع الكل، مثل سوريا وايران وفرنسا والقضية الفلسطينية الى ما سوى ذلك، وهذا كله يعني اذا كان يراد لهذه العقد ان تحل في يوم واحد، فانتخاب الرئيس بعيد، اذا صح، ولكن نحن لا نرجو ذلك، وما من أحد يمكنه ان يحل هذه العقد بيوم واحد، انما تحل شيئا فشيئا وعقدة بعد عقدة. نحن نتمنى ان يكون هناك رئيس ولا يكون رئيسان، لأنهم اذا كانت كل فئة تريد ان تقبع في مكانها دون ان تتحرك وتلتقي الفئة الأخرى، فالانتخاب يبدو لنا صعبا. ونحن في حاجة الى رئيس واحد وليس الى رئيسين، أو الى لا رئيس، هذا ما يبدو لنا. وان شاء الله تتم الوعود ويكون لنا رئيس واحد، وبعد ذلك يصار الى حل العقد التي أشرنا اليها".

سئل: أين تكمن العقدة الحقيقية؟ وهل صحيح ان المشكلة تكمن في ان العماد عون يريد نفسه مرشحا وحيدا؟

أجاب: "العقد في الواقع تتعلق ايضا باللبنانيين، ولكن لها امتداداتها أبعد من لبنان، الى الدول المجاورة التي لها رأيها في الشأن اللبناني، والدول البعيدة ايضا، وكل ذلك يجعل العقدة اللبنانية مستعصية على الحل".

سئل: نعيش اليوم مراحل دقيقة جدا في تاريخ البلد، فما نسبة حظوظ التوصل الى رئيس قبل 72 ساعة من الجلسة، هل هي أكثر من النصف؟

أجاب: "لا يمكنني أن أقدر نسبة معينة، ولكن هناك صعوبات نأمل أن تحل".

سئل: ما قضية اللائحة؟

أجاب: "قضية اللائحة قضية، ولكن طلب الينا ان نعطي أسماء، رفضنا أولا، ولكن رأينا انه لا بد من اعطاء أسماء لأنه اذا ساءت الحالة فينسب الينا اننا نحن السبب لأننا رفضنا إعطاء أسماء، ولذلك عملنا على إعطاء لائحة، وان اللائحة لا يمكنها ان تتضمن خمسين مرشحا، بل تضمنت بعض الأسماء، ولكن عندما شعر بعضهم بأن اسماءهم ليست بارزة في اللائحة أتوا الينا يحتجون، وننتظر الكثير من الاحتجاجات ايضا، فاذا أعطينا خمسة نغضب خمسين، واذا لم نعط لائحة ينسب الينا تعطيل الأمور".

سئل: عندما أعطيت اللائحة ساد الجو شيء من الارتياح والفرح. ولكن أمس واليوم، الأجواء فيها من السلبية الكثير، وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير لدى وصوله أمس الى مطار بيروت ان هناك تعقيدات؟

أجاب: "هذا دليل على ما قلت، ساد الفرح فورا ولكن بعد ذلك ذهبت موجة الفرح، هذا دليل على ان الأمر لا يتعلق بنا وحدنا. عندما جاءت الأخبار تغير الجو".

سئل: كل السياسيين والقادة قالوا نحن نسير خلف غبطة البطريرك، ولكن ظاهر الأمور انها ليست كذلك. لماذا لا يصار الى تعريتهم؟

أجاب: "لسوء الحظ، بين القول والفعل مسافات شاسعة".

سئل: الرئيس الايراني قال أمس إن أميركا واسرائيل لا تريدان إجراء الانتخابات في لبنان ويعملان على تعطيلها؟

أجاب: "ربما ما قصدهما بقوله يردان له القول ويقولان انه هو الذي لا يريد".

سئل: قلت ان ثمة ضمانات أعطيت لكم لتسمية أسماء، شرط التزامها. فهل هذا صحيح؟

أجاب: "نحن طالبنا بأن يؤخذ على الأقل اسم من هذه اللائحة، ولكن جاء الرد مبهما من المعنيين. وهذه ليست أول مرة يطلب منا تأليف لائحة. ففي المرة الاولى عام 1988 جمعنا النواب الموارنة وسألناهم ان يقوموا بانتخاب أبيض، فوضعوا لائحة بناء على طلب الاميركيين من خمسة أسماء، واللائحة جالت جولتها ورجعت الى لبنان وكانت المصيبة".

سئل: أين تكمن العقدة؟

أجاب: "أنتم أدرى بالأمر".

سئل: هل تخشى الفراغ اذا لم يتم انتخاب رئيس؟

أجاب: "نحن لا نتمنى ذلك، ولكن على ما يبدو كل شيء وارد، وقلنا ربما قد لا يصار الى انتخاب رئيس للأسباب التي أوردناها، وربما يصار الى انتخاب رئيسين لأنه اذا تمركز كل من الفريقين في موقعه فمنهم من يريدون انتخاب رئيس بالنصف زائدا واحدا ومنهم من يريد انتخاب رئيس بالنصف ناقصا واحدا".

سئل: هل هذا انقلاب؟

أجاب: "اذا أردتم تسميته كذلك فسموه، أنما نحن لا نتمنى أن يحدث ذلك".

وعن زيارة قائد الجيش له قبل يومين قال البطريرك: "زارنا كما تعود أن يزورنا بين الحين والحين".

وسئل عن الوضع الامني فقال: "ان الجيش اللبناني يبذل ما في وسعه لتوفير الأمن في البلد، ولكن قائده لم يفاتحنا في أمر خاص".

وردا على سؤال آخر قال: "نحن لسنا مجلس نواب، والمجلس معروف، وقلنا ان الانتخاب يجري في هذا المجلس وعلى النواب ان يختاروا من الأسماء المطروحة، سواء أكانت خمسة أسماء أم خمسين اسما، هذا اذا كانت الأمور جارية كما يجب ان تجري، ولكن على ما يبدو، تبين ان هناك فريقا لا يريد ان يذهب حتى الى المجلس كي يعرف من هي الأسماء التي يقبلها، ولذلك تم اللجوء الينا لكي نسمي، نحن سمينا وهناك أسماء مطروحة من كل الناس، واخترنا بعض أسماء غير المعروفة حتى الآن وظننا ان في إمكانها أن تجمع الفريقين".

سئل: غير الأسماء التي نشرت؟

أجاب: "منها نشر ومنها ما لم ينشر".

سئل: هناك كلام على تقارب بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، فهل بلغكم أي تفاصيل عن إمكان لقاء عون وجعجع؟

أجاب: "لم يبلغني شيء، انما نحن نرحب بكل تقارب وتفاهم بين اللبنانيين".

سئل: إذا تعثر التوافق فهل تؤيدون بقاء حكومة الرئيس السنيورة؟

أجاب: "نحن نرحب بحل القضية، ولكن هناك أمور تفرض نفسها بنفسها دون حاجة إلينا".

سئل: إذا وصلت الامور الى حائط مسدود فهل تؤيدون تعديل الدستور؟

أجاب: "نحن قلنا اذا لم يكن هناك فرصة إلا بتعديل الدستور وحل القضية اللبنانية فليعدل الدستور ولا حول ولا قوة الا بالله".

وردا على سؤال قال: "ان الانتخاب اذا كان بالنصف زائدا واحدا فإنه يقابل من الجهة الثانية بالنصف ناقصا واحدا، وهذا يولد لنا رئيسين، ونحن في حاجة الى رئيس وليس الى رئيسين".

وهل تلقى اتصالا من وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الموجود في لبنان من أجل زيارة الصرح، قال: "لا، ولا ندري ما اذا كان سيزورنا".

سئل: لقد تردد في وسائل الاعلام ان الاسم السابع على اللائحة هو حاكم مصرف لبنان، وأضيف في ما بعد اسم قائد الجيش وحصلت استفتاءات قانونية بأن الحاكم رياض سلامه لا يتطلب تعديلا دستوريا، وهناك من يقول العكس، فهل هناك توجه للاتيان به؟

أجاب: "انا ليس لدي أي توجه، انما نحن أعطينا لائحة، وهذه اللائحة اذا شاء أصحاب الأمر ان يضيفوا اليها أو يحذفوا منها فلهم الأمر، ونحن غصبا عنا تقريبا أعطينا اللائحة لشدة التكرار، ولكي لا ينسب الينا اننا نحن من عرقل الأمور".

وردا على سؤال قال: "نحن أعطينا السفير الفرنسي هذه اللائحة لكي يوصلها الى الرئيس بري والنائب الحريري بما انه رئيس تكتل، ولكن بعد ذلك كنا نقرأ في الصحف، ونسمع في الاذاعات ان أسماء لم تكن موجودة في هذه اللائحة وأسماء أخرى حذفت منها، ونحن قمنا بما علينا من واجب".

سئل: هل اللائحة تتضمن ستة أسماء؟

أجاب ضاحكا: "قد ما بدك".

سئل: في حال فشلت عملية انتخاب الرئيس هل تخشون قيام حرب أهلية في لبنان؟

أجاب: "الحرب الأهلية ممكنة اذا كان هناك من يريدون الحرب من خارج لبنان اولا ومن داخله، واذا كان هناك من يزود اللبنانيين المال والسلاح والتوجيهات فلا حول ولا قوة الا بالله".

سئل: هل لديكم نية لجمع القيادات المسيحية في هذا الظرف الدقيق؟

أجاب: "إذا رأينا أن الأمر يعود بالخير وبالتفاهم، ربما".

سئل: هل الحوار المستمر بين بري والحريري سيصل الى خواتيمه المرجوة؟

أجاب: "نحن نتمنى، ولكن يبدو ان هذا الحوار يتواصل وينقطع، ولا ندري لماذا. فتارة يكون حوارا وتارة أخرى ينقطع".

سئل: اذا كان الحل كما يقال اقليميا-دوليا، فلماذا البحث عن الحل هنا؟

أجاب: "الحوار الدولي لا يتم الا عبر اللبنانيين، فهم يوحون الى اللبنانيين ما يقولون، ولذلك لا يمكن ان يكون هناك حوار دولي دون ان يمر بلبنان".

سئل: بماذا تطمئن اللبنانيين في هذا الظرف؟

أجاب: "أتوجه الى اللبنانيين بقولي لهم ان يتقوا الله في وطنهم وان يتوافقوا على ايجاد رئيس يمكنه ان ينهض بلبنان وان يعيده الى سابق عهده من التفاهم والاستقرار والازدهار".

النقيب كرم

وبعد اللقاء قال النقيب كرم: "تشرفنا بزيارة صاحب النيافة والغبطة الكاردينال البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، وتداولنا هذه المرحلة الدقيقة، قبل 72 ساعة من جلسة انتخاب رئيس الجمهورية واحتمالات إجراء هذه الجلسة وانجاز الاستحقاق، بحيث يكون للبنان رئيس جديد للجمهورية".

وعن هذا الموضوع قال غبطته: "لا يمكنني أن أبصر وأقرأ في الفنجان، وعلى ما يبدو ان الامور ليست من السهولة بمكان، فثمة من يقول انه قبل انتخاب الرئيس يجب ان تحل كل القضايا العالقة من مثل الاتفاق على الحكومة وعلى العلاقات مع الدول القريبة والبعيدة وسواها. علما ان حل كل ذلك يستدعي وقتا طويلا ونحن لا نرى امكان تلبية هذه المطالب مجتمعة، فان احدا لا يمكن حل العقد دفعة واحدة, وما يهمنا هو ان يكون للبنان رئيس واحد لا رئيسان، وان شاء الله يتم الانتخاب.

وقال غبطته: إن العقد في نظرنا تتعلق باللبنانيين لكن لها امتدادات ابعد من لبنان لتطاول الدول المجاورة والدول البعيدة، وهذا ما يجعل القضية مستعصية على الحل.

وعن نسبة حظوظ حصول انتخاب قال: لا يمكنني أن أعطي نسبة معينة، فهناك صعوبات وأملنا أن تحل.

وتحدث غبطته عن لائحة بالاسماء التي قدمها ولماذا حصل بعض التنصل منها خصوصا انه كان قد طالب بضمانات قبل تقديمها، فقال: لسوء الحظ ان بين القول والعقل مسافات شاسعة، ونحن طالبنا بضمانات بأن يؤخذ قسم من هنا اللائحة، ولكن الرد جاء مبهما وهذه ليست المرة الأولى, فعام 1988 جمعنا النواب الموارنة ووضعنا لائحة بالاسماء جالت جولتها بعد انتخاب أبيض وعادت من دون نتيجة، وكانت المصيبة".

وقال: نحن لا نتمنى الفراغ، وكل شيء وارد وربما يصار الى انتخاب رئيس.

وردا على سؤال قال ان قائد الجيش الذي زاره اخيرا لم يفاتحه في أمر خاص، وان الجيش يبذل ما في وسعه لتوطيد الامن.

وأضاف غبطته: نحن أعطينا الاسماء حتى لا يقال إننا تهربنا وتنسب الينا العرقلة, واذا شاؤوا ان يضيفوا اسماء الى اللائحة فنحن مكرهون على قبولها حتى لا يقال اننا نسهم في تعطيل الانتخاب.

وردا على سؤال قال: عام 1988 جمعنا النواب الموارنة ووضعنا لائحة بالاسماء جالت جولتها بعد انتخاب ابيض وعادت من دون نتيجة، وكانت المصيبة. نحن اليوم لا نتمنى الفراغ وكل شيء وارد وربما يصار الى انتخاب رئيس.

وردا على على سؤال قال ان قائد الجيش الذي زاره اخيرا لم يفاتحه في أمر خاص وان الحرب الاهلية ممكنة الحصول اذا اراد احد من الخارج ان يزود بعض اللبنانيين السلاح والمال من اجل ذلك.

وتوجه غبطته الى اللبنانيين داعيا اياهم في ههذ اللحظة التاريخية ان يتقوا الله في وطنهم ويتوافقوا على رئيس يمكن النهوض بلبنان والعودة له الى سابق عهده بالازدهار".

"جبهة الحرية"

كما استقبل البطريرك وفدا من "جبهة الحرية" برئاسة الدكتور فؤاد ابو ناضر الذي قال بعد اللقاء: "الزيارة لمواكبة الحدث مع غبطة البطريرك لأننا قلنا ونكرر اننا نلتزم الموقف الذي يتخذه البطريرك صفير في ما يتعلق برئاسة الجمهورية".

أضاف: "نرى اليوم ان كل من كان يركض وراء البطريرك ويحضه على متابعة مبادرته، هو نفسه يبحث عن طريقة ليخرج من هذه المبادرة ومن لائحة الأسماء، وهذا ما يدفعنا الى التفكير مليا في الصدقية التي يتمتع بها هؤلاء".

وأشار الى "تقارب حاصل بين كل الأطراف المسيحيين وهذا ما نشجعه ونساهم في تحقيقه، ونأمل ان يكون هذا التقارب مبنيا على أمور حسية وفعلية".

 

"لقاء الملتقى"

ثم التقى البطريرك صفير وفدا من "لقاء الملتقى" ضم الوزير السابق يوسف سلامه والمحامي ريشار بستاني وجرى عرض للتطورات والمستجدات.

وقال سلامه بعد اللقاء: "لقد سبق ان قلت من هذا الصرح بالذات ومنذ سنة ونصف سنة انه اذا لم تنجح الأكثرية في صياغة مشاركة حقيقية في السلطة فإننا سنكون على أبواب مرحلة إعادة تكوين السلطة في لبنان".

أضاف: "إن تعثر المبادرة البطريركية يضع لبنان في عصفورية دستورية في ظل نظام تعجز خلاياه عن التجدد، وبالتالي فإنه مهدد بالموت في أي لحظة، وما الهجمة الدولية التي نشهدها الا لرعاية الحالة المنتظرة بعد الثالث والعشرين من شهر تشرين الثاني".

وقال: "اننا نعيش لحظات مصيرية فاما ان نكون على مستوى الحدث وإما ستأخذنا الأحداث الى حيث لا يشتهي الكثيرون وعندها لا ينفع الندم".

ومن الزوار على التوالي: المدير العام لوزارة المال آلان بيفاني، ثم مدير مركز الأبحاث والدراسات الوطنية سيمون سعادة، ثم خطار حدثي، ثم رئيس الرابطة المارونية السابق الوزير السابق ميشال اده.

 

كوشنير من عين التينة:مبادرتنا مستمرة ومن يعترض على الانتخابات يتحمل المسؤولية

وطنية-19/11/2007(سياسة) أكد وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة أنه "بعد بذل جهود كثيرة وبعدما قبلت الأكثرية والمعارضة وسوريا وبعدما تكلمنا مع إيران، قمنا بمبادرة مقبولة من الجميع وطلبنا من البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وضع لائحة أسماء وقد وضعها. وكان الجميع موافقا على اختيار مرشح توافقي وهذا هو الوضع وهكذا هو دائما. لا تتخذ القرارات دائما في لبنان بل البلدان المجاورة تدخل في اللعبة. لماذا لا تمشي مبادرة فرنسا؟ لكن في اللحظة الأخيرة أي بعد يومين ستنجح المبادرة، بعد يومين سيكون للبنان رئيسا للجمهورية".

أضاف:" هناك عقبات، أنا لا أدخل في الأسماء، لكن لا بد من التوافق على إسم واحد، أنا لن أختار أحدا، أريد أن أحذركم، فرنسا ليست من سيختار الاسم وليست من سيحدد مصير لبنان بل اللبنانيون جميعهم، لا بد من انتخاب الرئيس ولن أختار شخصا معينا ومن سيعترض على هذه العملية سيتحمل المسؤولية".

 

الشيخ قاووق: نريد الاستحقاق الرئاسي معبرا للشراكة وحماية سلاح المقاومة

وطنية - 19/11/2007 (سياسة) اعتبر مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله الشيخ نبيل قاووق "ان حقيقة الصراع المحتدم الذي تشهده البلاد اليوم، هي مواجهة سياسية بامتياز بين مشروع المقاومة والمشروع الاميركي الهادف لاجتياح لبنان سياسيا وفرض شروط الوصاية عليه". مؤكدا "بان هذه المواجهة ليست مذهبية او طائفية لان ادوات المشروع الاميركي في لبنان لا يمثلون اية طائفة او مذهب انما يمثلون طائفة ومذهب التبعية والوصاية الاميركية".

وقال الشيخ قاووق خلال رعايته حفل تكريم الطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية اقامه حزب الله في بلدة عيتا الشعب "ان المعارضة الوطنية اللبنانية التي فيها من كل المذاهب والطوائف وبهدف حماية القرار والسيادة اللبنانية وحماية انجازات المقاومة تواجه اليوم العدوان والاحتلال السياسي الاميركي للبنان الذي يستغل وجوها وأقطابا في فريق 14 شباط ما انفك الصهاينة على مديحهم والامريكيون على تقديم الدعم لهم".

وشدد الشيخ قاووق على "ان كل الدعم الخارجي وكل الوصايات الاجنبية لا تستطيع ان تنتزع منا اعترافا او إقرارا او تسليما برئيس انقلابي من فريق 14 شباط". مضيفا "ان حزب الله لن يسمح لاميركا ان تحقق مكاسب سياسية على حساب السيادة اللبنانية، او ان تحقق اسرائيل مكاسب سياسية او عسكرية على حساب انجازات المقاومة".

وقال "اننا نريد الاستحقاق الرئاسي معبرا للوحدة والشراكة الوطنية وحماية انجازات وسلاح المقاومة، بينما يريدها الفريق الآخر معبرا للوصاية الاميركية والمشاريع والاهداف الاسرائيلية التي تستهدف المقاومة وانجازاتها وسلاحها". مضيفا "اننا نقترب من اليوم الذي نحسم فيه مرحلة الهيمنة والتحكم، وستكون الايام القادمة بداية مرحلة جديدة تنهي مرحلة الوصاية الاميركية وتحكم ادواتها في الداخل، هذا هو مستقبل لبنان أما اميركا فليس لها في لبنان الا ان تختار كيف تقلل من خسائرها وليس كيف تزيد من مكاسبها". ورأى "ان اميركا اليوم إن حصل توافق او لم يحصل فهي خاسرة، لان الاميركيين ارتكبوا خطأ استراتيجيا في لبنان عندما ظنوا ان الساحة اللبنانية ساحة مناسبة لتحقيق انتصارات سريعة تعوضهم الهزائم في العراق". وختم الشيخ قاووق مؤكدا على "ان كل الدعم الخارجي والقرارات الدولية ولو بلغت بالاطنان ومهما بلغ حجم الوصايات الخارجية لن يستطيعوا ان يغيروا هوية وموقع ودور لبنان الذي لن يصبح جزءا من الامن القومي الاميركي، كما انه لن يكون هناك رئيس لبناني يستطيع ان يحكم وهو مرتبط بهذا الامن".

 

النائب الحريري استقبل وزير خارجية فرنسا وبوكين والموفد السويسري: لائحة البطريرك مقبولة بكل اسمائها واليوم ربما نواجه انسدادا وعرقلة

الوزير كوشنير : الجميع اعلن قبوله التوافق الا انني الان افاجأ بان هناك امرا عالقا ومجمدا ويجب ان يتحمل الجميع مسؤولياتهم

وطنية-19/11/2007(سياسة) استقبل رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري, ظهر اليوم في قريطم, وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير, في حضور نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري, والنائب باسم السبع, والنائب السابق غطاس خوري, والسيد نادر الحريري, والقائم بالاعمال الفرنسي اندريه باران، وتم خلال الاجتماع التداول بموضوع الاستحقاق الرئاسي والعقبات التي تواجهه.

الوزير كوشنير

بعد الاجتماع قال الوزير كوشنير:" لقد التقيت النائب الحريري، وكالعادة انا مسرور من الطريقة التي تتلاقى بها افكارنا. لقد عدت لانني وعدت بذلك، ولانني اود ان تكون الامور واضحة في بلد حيث من النادر ان تكون الامور فيه كذلك. لقد توافقنا مع جميع القوى السياسية التي جاءت الى مؤتمر سان كلو، وطلب منا القيام بمبادرة، ولان كان هناك 30 مرشحا للانتخابات الرئاسية، فقد اخذنا على عاتقنا بعد ان اجرينا مشاورات مع الجميع، بما في ذلك سوريا، وتحملنا مسؤولية الطلب من البطريرك، كما طلب منا،ان يحضر لائحة اسماء, فما كان من البطريرك الذي احييه من هنا، وبطيبة خاطر وشجاعة، الا ان وافق على تشكيل هذه اللائحة بكل حرية , هذا امر تم انجازه، وكان جزء من المبادرة الفرنسية، وتم اطلاع الطرفين الأساسيين، اي الرئيس نبيه بري والنائب الحريري على الاسماء، وكان يفترض بهما ان يتفقا على اسم او اثنين او ثلاثة من اللائحة، تقدم فيما بعد على انها الاسماء التوافقية للانتخابات الرئاسية، التي لا بد ان تحصل في اليوم المحدد ما بين 21 و23 تشرين الثاني".

اضاف:" الجميع كان موافقا واعلن قبوله بذلك،الا انني الان افاجأ وكذلك فرنسا، بان هناك امرا عالقا ومجمدا وفي غير محله. يجب ان يتحمل الجميع مسؤولياتهم، ففرنسا تحملت مسؤوليتها وهي تريد مساعدة لبنان بكل طوائفه، وكل تلك الطوائف كانت موافقة على الانتخابات الرئاسية، وانا لا اتكلم هنا عن الباقي ولا عن الحكومة ولا عن رئيس الوزراء، بل فقط عن الانتخابات الرئاسية.الجميع كان موافقا على ان تكون هذه اللائحة منطلقا لقوى 14 اذار والمعارضة ممثلة بالرئيس نبيه بري لاختيار رئيسا للجمهورية يتم التوافق عليه.وان السوريين وافقوا على ذلك، واود ان اعرف من الذي لم يوافق عليها، ومن الذي له مصلحة في الفوضى، وفي عدم اجراء الانتخابات؟ في مصلحة من ان تزداد حياة اللبنانيين تعقيدا ؟ اكرر اننا اصدقاء اللبنانيين، وهذا لا يعني اننا لسنا اصدقاء المسيحيين، نحن اصدقاء لهم وبالقدر نفسه او ربما اكثر.اريد ان اعلم من الذي يعرقل ومن يتحمل المسؤولية؟, اود ان اقول لكم بكل وضوح ان من سيتحمل مسؤولية عرقلة هذه العملية التي وافق عليها الجميع سيتحمل مسؤولية عدم الاستقرار في لبنان والعواقب الاقليمية لذلك. واود ان يعوا ذلك، وفرنسا ستطلع العالم باسره على ما حصل.

سئل:هل العماد ميشال عون وراء هذه العرقلة؟

اجاب: "لا اتكلم عن الجنرال عون الذي التقيته، بل اتكلم بشكل عام عن كل اللبنانيين و سالتقي عون مجددا، ولا اعتقد انه هو وحده المسؤول عن هذه العرقلة، لا".

سئل:بحسب خبرتك من المسؤول عن العرقلة؟

اجاب:" بحسب خبرتي فانه من بين الاطراف من يجب ان يتحمل مسؤوليته. الجميع يجب ان يتحمل مسؤوليتة بما في ذلك خارج البلد .يجب ان ناخذ الامر بالاعتبار ويجب ان نرى اليوم وغدا من الذي سيتحمل المسؤولية .سنعلن ذلك بشكل واضح وساتشاور مع الجميع كالعادة ومن ثم نتكلم.

النائب الحريري

ثم تحدث النائب الحريري فقال: "اود ان اشكر الوزير كوشنير على زيارته للبنان، وانا اعلم ان فرنسا لطالما حملت لبنان واستقراره في قلبها. فيما يتعلق بنا في تيار المستقبل، فقد قبلنا كما قلنا دائما بما يقوله البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، ونحن نقف خلفه دائما.ان هذه اللائحة بالنسبة لنا مقبولة بكل اسمائها، ولطالما قلنا وحلفائنا اننا وراء البطريرك، وكذلك قالت المعارضة. واليوم ربما نواجه انسدادا وعرقلة، ولكن لبنان هو الذي يواجه المشكلة.ان استقرار لبنان ومصالحه يجب ان تكون اهم منا جميعا كافرقاء سياسيين.اللبنانيون واستقرارهم اهم من سعد الحريري ووليد جنبلاط وحسن نصرالله وميشال عون وسمير جعجع والاخرين. وفي هذا الاطار تصب كل الجهود التي تقوم بها فرنسا وجميع اصدقاء لبنان.انهم يقومون بذلك ليس من اجلي ولا من اجل أي قطب اخر بل من اجل لبنان واللبنانيين.اشكرك لانك كنت دائما الى جانب لبنان وآمل ان تبقى الى جانبه لكي نتوصل الى حل لان لدينا النية الحسنة".

سفير روسيا

ثم استقبل النائب الحريري سفير روسيا في لبنان سيرغي بوكين, وعرض معه الاوضاع في لبنان وما يتعلق منها بالانتخابات الرئاسية.

المبعوث السويسري

ثم استقبل رئيس كتلة المستقبل النيابية المبعوث السويسري ديدييه بفيرتير, في حضور سفير سويسرا في لبنان فرانسوا باراس وعرض معه اخر التطورات.

 

انفتاح قنوات الاتصال بين عون وجعجع من اجل الموقع المسيحي في الاستحقاق

حمى المشاورات الرئاسية تبلغ ذروتها في الداخل والخــــــــــــارج

واحتمال التأجيل وارد مجددا اذا استدعت ظروف التشاور ذلـــــــــــك

كوشنير يشدد لهجته حيال تحميل المسؤولية لمَن يعرقــــل التوافــــــق

المركزية - على مسافة ثمان وأربعين ساعة على الموعد المضروب لعقد جلسة نيابية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، بلغت حمّى الاستحقاق الرئاسي ذروتها في ضوء كثافة التدخلات والتداخلات والاتصالات الداخلية والخارجية، حيث خضعت لائحة الاسماء التي اقترحها البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير والمواقف الرافضة من كل من قوى الغالبية والمعارضة لهذه الشخصية او تلك، ما استدعى دخولاً فرنسياً مجددا على الخط مهّدت له العاصمة الفرنسية بسلسلة اتصالات اقليمية ودولية أثمرت اضافة اسم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على لائحة البطريرك صفير الشفوية التي ضمت ستة اسماء هي نسيب لحود، بطرس حرب، ميشال عون، ميشال اده، ميشال خوري، روبير غانم.

وفي المعلومات ان لهجة وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير المتشددة من خلال التصريحات التي اطلقها اليوم لجهة تحميل المسؤولية لمَن يعرقل التوافق، جاءت نتيجة خيبة أمل فرنسا من مواقف القيادات اللبنانية التي لم تساعد في حصول التوافق خصوصا وأن لائحة الاسماء او اسم حاكم مصرف لبنان حظيت بدعم سوري بعد الفرنسي وكذلك اميركي، حيث كانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس واضحة الاشارة في تأييدها اي رئيس يتوافق عليه اللبنانيون.

واشارت المعلومات الى ان الساعات الاربع وعشرين المقبلة ستكون حافلة بالمواقف التي تضيء الى مسار هذه المحطة الدستورية ومصيرها في ضوء ما سمّته مصادر سياسية "المواقف النهائية" للأفرقاء المعنيين وفي طليعتهم رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب العماد ميشال عون، ما يجعل تأجيل الجلسة مدة ثمانٍ وأربعين ساعة، إلى الجمعة المقبل اليوم الاخير في الاستحقاق كي تكون صورة الاستحقاق تبلورت وأخذت "شكلها النهائي" المرجح توافقياً بحيث لن يكون هناك عندئذٍ اي اشكالية في نزول النواب الى المجلس النيابي والانتخاب بعد ان تكون كل المعوقات من اي نوع كان ازيلت من امام هذا الاستحقاق.

بري والتأجيل: واليوم كشف مصدر مقرّب من رئيس المجلس النيابي نبيه بري لـ"المركزية" ان رئيس المجلس اعرب عن استعداده لتأجيل الجلسة حتى الى ما بعد الرابع والعشرين من الجاري اذا برزت هناك مؤشرات توافق تستدعي مثل هذا التأجيل. وإلا فسيكون من الصعب في ظل الاجواء الراهنة انعقاد جلسة الاربعاء. وقال المصدر ان الأنظار مشدودة الى الرابية حيث يفترض ان يصدر موقف نهائي من الاستحقاق والاسماء المعلنة.

وأشار بري بحسب المصدر نفسه الى وجود عقبة رئيسية وتتمثل في الخلاف المسيحي. ورأى ان جميع المرشحين الذين استبعدوا من لائحة البطريرك صفير التوافقية يعملون على عرقلة انعقاد الجلسة واتمام الاستحقاق الرئاسي.

الغالبية: على صعيد آخر، اكد مصدر في الغالبية لـ"المركزية" ان الايام تثبت يوما بعد يوم ان مرشح سوريا هو الفراغ الذي يسعى اليه الفريق الموالي لدمشق وإن الفرنسيين بدأوا يكتشفون شيئا فشيئا مناورة سوريا في هذا الشأن وهي مَن يعطل مسار التوافق وليس المسيحيون ولا المسلمون في لبنان.

واضاف: وعلى رغم تجاوز كل الادوار المطلوبة وافقنا جميعا على المبادرة الفرنسية ودعمناها ومن دون اي لبس او ابهام فإننا لم نتخلَّ عن دعم النائب سعد الحريري في مفاوضاته والى اقصى حد ممكن والفرق الوحيد اننا لم نصدق ولو للحظة ان سوريا ستسمح بحصول التوافق.

وشدد على ان الحريري يبذل اقصى جهد ممكن للتوصل الى التوافق لكنه يحبط يوما بعد يوم مع اكتشافه ان سوريا استدرجت الجميع الى عملية تعطيل حاولت القاء التبعة فيها اما على المسيحيين او على فريق 14 اذار واعتبر ان لسوريا خبرة طويلة في هذا التضليل الهائل.

وإذ اكد ان ما حكي عن رفض فريق في الغالبية للاسماء الواردة في لائحة البطريرك صفير غير صحيح، فإنه اوضح ان اللائحة لم تبلغ الى اي قيادي مسيحي ليقبلها او يرفضها وإنها لم تمر على القنوات المسيحية وإن القادة المسيحيين علموا بالأسماء من خلال الاجتماعات والمفاوضات التي حصلت.

وشدد المصدر نفسه على ان مرشحي 14 اذار هما النائب بطرس حرب والنائب السابق نسيب لحود وفي حال تعذر التوافق فإن 14 اذار تفضل الشيخ ميشال الخوري من اللائحة المطروحة. واستطرد: اذا حصل التوافق كائنا مَن كان، الرئيس المنتخب فهو رئيس كل لبنان.

ونفى المصدر ما نسب الى الغالبية عن انها رفضت رئيس الرابطة المارونية السابق ميشال اده آخذا على المعارضة تمسكها بالعماد ميشال عون وحده من دون غيره وسأل كيف يكون التوافق بمرشح طرف يصر على عدم سحب ترشيحه لمصلحة اي شخص توافقي وتاليا كيف يفوضون الى بري البحث في الاسماء وهو لا يملك هذا التفويض؟

وختم المصدر بالتشديد على مضي 14 اذار بالمبادرة الفرنسية الى النهاية وحتى استنفاد كافة الوسائل المؤدية الى الوفاق.

وفي جانب متصل استبعد مصدر آخر في 14 اذار حصول لقاء بين عون وجعجع في اليومين المقبلين وأشار الى ان خطوط التواصل مفتوحة، إلا ان اي لقاء بين الرجلين ليس مدرجا هذا الاسبوع في برنامجهما وإن ما اشيع عن هكذا لقاء لا يتعدى كونه انباء صحافية.

وفي المعلومات ان اكثر من لقاء انعقد وينعقد في خلال الساعات المقبلة بين ممثلين عن التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية للبحث في "موقع المسيحيين في الاستحقاق" بغض النظر عن التباينات في المواقف السياسية بين الطرفين حيال العديد من القضايا والملفات المطروحة على الساحة اللبنانية.

التيار: وفي المقابل، سألت مصادر في التيار الوطني الحر "هل ان تحالف العماد عون مع حزب الله الذي اعتبره النائب الحريري سبباً لإقصاء عون عن الرئاسة، سيشكل السبب نفسه بالنسبة إلى المشاركة في الحكومة، وهل ان هذا التحالف سيكون مقبولا في الحكومة ومرفوضا في الرئاسة ولماذا"؟ وأكد ان العماد عون ماضٍ في ترشحه حتى يوم الانتخاب وإن عددا من اعضاء تكتل التغيير والاصلاح عازم على عدم المشاركة في جلسة الانتخاب ايا تكن الظروف اذا لم يكن عون المرشح وانهم يرفضون ان يكونوا شهود زور على عملية اقصاء المسيحيين والمشاركة في المزيد من تهميشهم. ولفتت الى انه آن الاوان للدكتور سمير جعجع ان يعرف ان المقصود من المؤامرة ليس فقط ميشال عون بل المسيحيين جميعا، وتمنت عليه ان يجري تقويما لما حصل طوال الفترة الماضية من نفي وإقصاء للزعماء والقادة المسيحيين.

 

نائبة رئيس البرلمان الأوروبــــي ختمـــــت زيارتها للبنان

ابي نصر: نعوّل على الدور الاوروبي المتفهم لطبيعة البحر المتوسط

المركزية - ختمت النائبة الاولى لرئيس البرلمان الاوروبي رودي كراتسا تساغاروبولو زيارتها للمسؤولين والقيادات اللبنانية بعشاء عمل اقامه على شرفها رئيس الاتحاد المسيحي الديموقراطي اللبناني النائب نعمة الله ابي نصر حضره بالاضافة الى بعض اعضاء الاتحاد عدد من المسؤولين.

رحب ابي نصر بضيفته منوها بأهمية الزيارة التي تقوم بها في هذه الظروف الحساسة وأكد تمسك لبنان بالدور الاوروبي الداعم للبنان في مراحله السياسية والاقتصادية كافة. وقال: نعول كثيرا على الدور الاوروبي لأنه يتفهم الطبيعة السياسية والبشرية لسكان دول البحر المتوسط وشدد على اهمية الدور اليوناني في شرح تعقيدات الشرق الاوسط لشركائه الاوروبيين.

اضاف: نحن ضد اي تدخل خارجي في الشؤون اللبنانية ولكننا في عالم اليوم لا يمكن فصل علاقات الدول عن بعضها البعض، ونحن واليونان يجمعنا البحر المتوسط فإذا تلوث بحرنا تلوث بحرهم واذا تعثرت اوضاعنا السياسية تعثرت اوضاعهم. من هذا المنطلق نرحب بمبادرتهم لأننا نؤمن بايجاد الحلول المشتركة في عالم اصبحت مشكلاته اكثر صعوبة وتعقيدا. والسيدة رودي بحكم كونها من التابعية اليونانية وبحكم انتمائها لتجمع الاحزاب الديموقراطية المسيحية الاوروبية تتفهم جيدا المسألة اللبنانية وخصوصا مشكلات الاقليات في الشرق الاوسط.

وردت رودي بكلمة جاء فيها "نحن نتفهم جيدا المسألة اللبنانية ومعاناة الاقليات في العالم خصوصا في بعض دول افريقيا والشرق الاوسط وقد قمت اخيرا مع بعض زملائي النواب في البرلمان الاوروبي الذين ينتمون الى مختلف الاحزاب والكتل البرلمانية الى تقديم اقتراح لإصدار قرار يؤكد المبادئ والقيَم التي يؤمن بها الاتحاد الاوروبي والتي تساهم في صنع السلام، واعتماد الاحترام المتبادل بين الشعوب وحماية حقوق الانسان والمجتمعات الدينية وهويتها ومعتقداتها في كل انحاء العالم خصوصا في الشرق الاوسط والاعتراف بهذه الاقليات الدينية وحمايتها من دون تمييز، بعد ان تكررت حالات عدم التسامح والقمع والاضطهاد تجاه المجتمعات المسيحية وغيرها في افريقيا والشرق الاوسط وخصوصا في العراق حيث هُجّر اكثر من مليوني شخص غالبيتهم من المسيحيين مؤكدين على اهمية الحوار بين الاديان وعلى السلام والتفاهم بين الشعوب.

 

مبادرة للكتائب لجمع القادة المسيحيين

 المركزية - علمت "المركزية" ان الكتائب اللبنانية ستطلق مبادرة عاجلة للقاء مسيحي ماروني فوري نظرا الى الضرورة الملحة لذلك، للاتفاق على انجاز الاستحقاق الرئاسي ومعالجة الخلل الوطني الكبير. اضافت المعلومات ان بيانا سيصدر بعد اجتماع المكتب السياسي الكتائبي يشير فيه الى ان هذا الخلل الوطني سببه الخلافات المسيحية المفترض معالجتها. وإن لائحة البطريرك الماروني هي لائحة الضرورة لئلا يتهم بالتقصير، وإن المبادرات الخارجية لا تنجح الا بمبادرة محلية مسيحية.

 

النائب دندشي : لولا صمود الحكومة لما اصبحت المحكمة الدولية امرا واقعا

وطنية - 19/11/2007 (سياسة) توجه عضو كتلة المستقبل النيابية عزام دندشي "بالتحية والتقدير والشكر الجزيل الى الرئيس فؤاد السنيورة وجميع الوزراء أعضاء حكومة الاستقلال الثاني والنضال الوطني، على صمودهم الكبير، وصلابتهم في الدفاع عن لبنان وحريته وسيادته واستقلاله، وعزمهم رغم كل العراقيل والحواجز والصعوبات التي اعترضت طريقهم ووضعت أمامهم لمحاولة إفشالهم، على المضي قدما نحو تحقيق الانجازات الواحد تلو الآخر لما فيه مصلحة البلد واللبنانيين".

وشدد دندشي على أنه "لولا صمود هذه الحكومة وإصرارها على المحافطة على إنجازات الاستقلال الثاني ومتابعة النضال الذي بدأه الشعب اللبناني بعد ثورة الأرزوالمحافظة على التضحيات الكبيرة التي قدمها، والتمسك بالعروبة، لما أصبحت المحكمة الدولية أمرا واقعا بعد المحاولات الفاشلة والمتكررة لإسقاطها، ولما انعقد مؤتمر باريس 3 لدعم الاقتصاد اللبناني رغم الضغوط التي تمارس لإضعاف الحياة الاقتصادية، ولما كان القرار 1701 الشهير الذي أوقف عدوان تموز الإسرائيلي على لبنان، ولما صمد لبنان لحظة واحدة في وجه إعادته إلى عصر الظلمة والخضوع وتحويله إلى محافظة تابعة بدل كونه دولة قائمة بحد ذاتها".

وأمل دندشي "أن تتابع الحكومة المقبلة هذه المسيرة وتكملها بذات العزم ونفس الإرادة الصلبة"، مؤكدا على "وجوب أن يقدر الجميع ما قامت به هذه الحكومة لأنها فعلا كانت المصدر الأساسي الذي استمد منه الكل القوة وإرادة البقاء المعنى الحقيقي للعروبة وهي لذلك تستحق كل الشكر والتقدير".

 

محامو الاحرار هنأوا المحامين الفائزين في إنتخابات النقابة

وطنية - 19/11/2007 (متفرقات) اعتبرت هيئة المحامين في حزب الوطنيين الاحرار، برئاسة المحامي سرمد بو شمعون، ان الفوز بالانتخابات النقابية هو انتصار للمبادىء والاسس الديموقراطية وإحترام لمنطق تداول السلطة والمهل القانونية، وتقدمت الهيئة من جميع المحامين بالتهاني على ما أبدوه من تمسك بالقيم والتزام بالخط الوطني لنقابة المحامين، مؤكدة ان مجلس النقابة والنقيب الجديد يشكلان وحدة متكاملة لتطوير وتحديث العمل النقابي وإعلاء شأن النقابة في كل المحافل.

وتقدمت الهيئة بالتهنئة من الفائزين نقيبا واعضاء، مؤكدة ان هذه النتائج التي تتوافق مع تطلعات المحامين النقابية والوطنية، سوف تكون حافزا أمام الفائزين للقيام بواجبهم النقابي ويدا واحدة صونا للحق ولكرامة المهنة والمحامين دون استثناء.

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الاثنين 18 تشرين الثاني 2007

ورد في الصحف الاسرار الاتية :

الاخبار :

**أكدت مصادر دبلوماسية أن وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ رفع قرار تشكيلات محدودة في الفئة الثالثة لموظّفي السلك الدبلوماسي إلى مجلس الخدمة المدنية لإبداء رأيه فيه. المصادر استغربت تمرير هذه التشكيلات في آخر أيام الحكومة الحالية بالاتفاق مع الرئيس فؤاد السنيورة، وذلك على رغم انقطاع التعاون بين السنيورة وصلوخ منذ ما قبل حرب تموز وحتى اليوم. ولفتت المصادر إلى أن الهدف من التشكيلات ترتيب وضع مقربين من الرئيس السنيورة، حيث سيتم تعيين شخصيتين منهم في باريس، وتساءلت عن السر من وراء تمرير القرار.

**استثنت من يجب أن يستحوا : نقل عن أحد المطارنة الموارنة قوله إنه من الأفضل أن تبقى اللائحة البطريركية بأسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية سرّية قدر الإمكان، ورأى أنّ بعض الذين استثناهم البطريرك يجب أن يستحوا ويلزموا الصمت، فاللائحة لم تتّسع لمرشّح قويّ وتوافقيّ، وهو للأسف لم يقدّم ترشيحه إلى الآن.

**لائحة مطّاطة تحمل اسم "إكس": أعرب أحد المراقبين السياسيين المعروف بملاحقته لخفايا الكواليس الرئاسية عن اقتناعه بأنّ اللائحة البطريركية مطّاطة وقد تتسع لأسماء أخرى، منهم واحد يحمل اسم (إكس) وهو المرشح الذي سيتم التوافق عليه. وقال مبرّراً رأيه بأنّ اللائحة اتّسعت بنصفها لأسماء مرفوضة على عكس ما يقال بأن القرار الدولي وكذلك المحلي أجمع على انتخاب رئيس توافقي يجمع عليه اللبنانيون من كل الفئات، وليس هناك مجال لاختيار مرشح من خارجها.

**معايير النجاح ليست دقيقة : نقل عن مقرّبين من مرجع نيابي أن اللقاء الأول بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس كتلة نواب المستقبل سعد الحريري لم يكن ناجحاً بالمعايير التي أغدقها البعض على اللقاء. وقال: إن التعليمات التي أعطيت لأعضاء قوى 14 آذار ليلزم بعض "أقطاب المنابر" منهم الصمت، دلّت على تناقضات ليس من السهل تجاوزها. فمرشح بري على لائحة البطريرك هو غير مرشح الحريري، واللائحة ـــــ كما عرف عنها تسريباً ـــــ لم تتسع لمن يتم التوافق عليه بين الاثنين.

**فرنجية وبان ولارسن :في اللقاء الذي جمع رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، سأل الأخير ضيفه عما إذا كان قد اطّلع على اللائحة الاسمية للمرشحين إلى رئاسة الجمهورية، لأنه لا يعرفهم. فرد فرنجية: "ونحنا كمان". وأضاف متسائلاً: "إن شاء الله ما يكون السيد تيري رود لارسن عاملها!؟". فتدخل لارسن الذي كان حاضراً في الاجتماع مقاطعاً، وقال: "لو كنت من وضعها لوقّعت اسمي عليها!".

**ضغط مالي : لم تتمكّن إحدى المؤسّسات الإعلاميّة المكتوبة العريقة من دفع رواتب موظفيها لشهر تشرين الأول لغاية الآن، وذلك بعد أن قرّر أحد الشركاء، وهو رئيس كتلة برلمانية، معاقبة رئيس مجلس إدارة الصحيفة على تصريحه ضدّ لقاء الصرح البطريركي، ما دفع رئيس مجلس الإدارة إلى الاقتراض من أحد المصارف لدفع الرواتب خلال أيّام.

المستقبل :

يرفض زعيم شاب لتيار سياسي أكثري كبير بإصرار التلميح الى الأسماء التي وردت في لائحة مرجع روحي بارز والتعليق على مجريات لقاءاته بمرجع نيابي.

يكرّر مسؤولون في الحزب الذي يقود "المعارضة" أنه سيتّخذ إجراءات تصعيدية فورية "لأن المفاوضات الجارية لا تتقدّم".

أشاد قياديون بارزون بحكمة الفصيل الفلسطيني الأبرز في منظمة التحرير وبأداء رئيس المكتب التمثيلي درءاً لفتنة في المخيّمات.

البيرق :

طلبت مرجعية روحية من مسؤلين في احدى الرهبانيات اللبنانية عدم اتخاذ مواقف سياسية من القضايا المختلف عليها وطنيا لئلا تفسر كانها تعبر عن وجهة نظر المرجعية الروحية

البلد :

مصدر في المعارضة قال انه مستعد لتامين النصاب الدستوري اذا كان العماد سليمان او النائب دكاش المرشح التوافقي

لوحظ في الاونة الاخيرة ازدياد حالة التململ والاحتجاج لدى مهجري نهر البارد بسبب تراجع الاهتمام الفلسطيني باوضاعهم

توقف مراقبون عند موقف الشيخ عبد الامير قبلان حين دعا الى ضرورة مشاركة كل النواب في جلسة 21 الجاري

النهار :

اسرار الآلهة: بعدما دعا السيد حسن نصرالله الى التشبه بجورجيا وأوكرانيا لاجراء انتخابات نيابية مبكرة، ذكره نائب في "اللقاء الديموقراطي" بقول سابق له عندما انتصرت الثورة الشعبية في هاتين الدولتين إن لبنان ليس أوكرانيا ولا جورجيا.

من المسوؤل: يقول نواب في قوى 14 آذار إنهم باتوا مؤيدين لأي مرشح توافقي للرئاسة بغية التخلص من الرئيس لحود.

لماذا: عُلم أن بعض المطارنة لم يكن مؤيداً لوضع لائحة باسماء المرشحين للرئاسة اياً تكن الجهة التي تعطي الضمانات المطلوبة للقبول بوضع هذه اللائحة.

السفير :

ذكرت مصادر قريبة من بكركي أن البطريرك صفير سيغادر لبنان الأسبوع المقبل، في رحلة قد تطول وربما تتخللها مفاجآت على صعيده الشخصي.

ذكر نواب في الأكثرية من المقيمين في فندق الفينيسيا انهم لن يصوتوا في جلسة قد تعقد بالنصف زائدا واحدا.

دعا مرجع كبير عدداً من الاصدقاء الى مأدبة عشاء في منزله الخـاص، مدشناً حياته الجديدة في هذا المنزل.

طلب رئيس كتلة نيابية موعداً من رئيس كتلة أخرى، فرفض لقاءه بعد مواقف للأول لم ترضِ الثاني.

الشرق :

لقاءات حزبية متكتمة اكدت اوساط متابعة لها ان هناك من لايزال يفكر بتصعيد شعبي وسياسي على خلفية قناعاته بان من الافضل الحصول على تنازلات كبيرة وفورية من 14 اذار

منظر حزبي معارض كشف عن ملفات لها علاقة ببعض المرشحين للرئاسة تتضمن صفقات مالية والتزامات سياسية موثقة

اللواء:

جرت اتصالات هاتفية متتابعة ومثيرة للاهتمام بين زعيم سياسي شاب وسفير دولة إسلامية أوسطية لتطويق تداعيات الخطاب الناري لقطب معارض!

حذرت تقارير أمنية سرية سياسيين وقياديين من احتمال وقوع "مفاجأة أمنية كبيرة" خلال 48 ساعة لإجهاض مساعي التوافق حول الاستحقاق الرئاسي!

تبين أن إعلان قطب متني استعداده لحضور جلسة انتخاب رئيس الجمهورية لم يكن مفاجئاً، لأنه سبق له وتعهد لمرجع روحي كبير بهذا الموقف·

 

النائب شهيب توقع استمرار الوضع الصعب والاغتيالات حتى بعد الانتخاب الرئاسي

وطنية - 19/11/2007 (سياسة) توقع عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب أكرم شهيب، في حديث الى موقع "نهار نت" الالكتروني، "استمرار الوضع الصعب الذي يمر فيه لبنان حتى ما بعد اجتياز مرحلة الانتخابات الرئاسية اذا ما تم التوافق، لافتا الى ان "حزب الله" سيسعى الى التعطيل، عند تشكيل الحكومة وإقرار آليات تنفيذ القرارات الدولية". وكشف ان "حزب الله" يملك مرشحا ضمنيا وآخر معلنا هو العماد عون، مشيرا الى ان دعمهم رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العلني ما هو الا تكتيك سياسي ناجح". وأكد ان "الفيتو السوري سيؤدي الى التعطيل، وان سوريا والنظام السوري يتحملان مسؤولية هذا التعطيل، مشيرا الى ان المجتمع الدولي بكل أطيافه نصح سوريا بتسهيل الانتخابات الرئاسية في لبنان". أضاف: "ان النظام السوري يملك أوراقا عديدة، ومنها خطاب السيد حسن نصرالله الذي كان واضحا بأنه اذا سهلنا الرئاسة الآن ستعلقون غدا في الحكومة. ان نصرالله ذكر في خطابه شيئا عن احترام القرارات الدولية، وهناك فرق بين احترام القرارات الدولية وبين تنفيذها الذي يحتاج الى آلية يجب ان يتم تقريرها في مجلس الوزراء الذي يطالب فيه بأكثر من الثلث المعطل، انه يطالب بحق الفيتو".

ورأى ان "لبنان سيستمر، مع الاسف، لمرحلة ضمن هذا الوضع الصعب الذي نمر به، حتى ولو تم تسهيل موضوع الرئاسة، متوقعا كل شيء الى جانب استمرار الاغتيالات والتفجيرات". واعتبر ان "حزب الله" والعماد عون لا يريدان الطائف، وان ممارسات "حزب الله" تؤكد نيته تطيير الطائف". وقال: "ان الطائف لم ينجح لأن تطبيقه، كما طبق، أراده السوري على شاكلته ولخدمة مشروعه وبقائه في لبنان". أضاف: "ان الشعب اللبناني ينتظر حلا، ونحن مع الشعب اللبناني وما يقرره البطريرك صفير وما يتوافق عليه صاحب الغبطة، والبطريرك صفير حريص مثلنا وأكثر على موضوع السلم، وهو من أطلق منذ اليوم الاول نداء الاستقلال والسيادة والحرية. ان أسماء المرشحين في لائحة البطريرك صفير لم تعلن، والأسماء الحقيقية لا تزال ملك صاحب الغبطة والفريق الذي يفاوض. في النهاية، هناك انتخاب في المجلس النيابي، وهذه الحركة تتقدم لتأخذ موقعها المتقدم اليوم، ولها حظوظ النجاح، الا اذا حصل الفيتو السوري لأن من يشاور الرئيس نبيه بري في الواقع على الأسماء هو النظام السوري". وأمل في ان "تصل الحركة الديبلوماسية والعربية والدولية التي لم ير لبنان مثلها في تاريخه، الى مبتغاها. ان الوطن يستحق التضحية ونحن أخذنا هذا الخيار بملء إرادتنا".

 

من العنزة إلى التيوس

عـــمـــاد مـــوســـى ، الاحد 18 نوفمبر 2007

ستغيب الإحتفالات عن الذكرى الرابعة والستين  لاستقلال لبنان. وأي حفل، وأي عرض ممكن أن يُقام في ظل القطيعة بين القصور الثلاثة حيث يمترِسُ رئيس البلاد إميل لحود في قصر بعبدا وهو متكمّش  أكثر من أي وقت مضى بزاف فستان الدَستور، وأي حفل ممكن أن يشارك فيه الرئيس بري المشغول بتحريك طبخة الإستحقاق.أن تَرَك "شيف نبيه"الطبخة على النار يتشوشط الرئيس،وأي مجد  سيناله  الرئيس فؤاد السنيورة بجلوسه إلى جانب العهد الزائل بعد يومين من العيد؟

إلى الوراء دُرّ. درتُ. قبل أن تداهمني المراهقة كنتُ أستمع  بشغف إلى صائب سلام وبيار الجميل وعادل عسيران ومنح الصلح... يروون بالصوت  أياماً من أربعينات العنفوان وأستمتع  جداً بمشاهدة العنزة تتقدم العرض العسكري في ساحة البرج على شاشة الأبيض والأسود عند الجيران،وكم أدهشتني المروحيات ترسم أرزة في السماء فيما أرجل  المغاوير تخبط  على الأرض خبطاً رجولياً وقادة البلاد بالأبيض كأنهم طالعون لتوهّم من بحيرة اللبن.

ومع الوقت والحرب واكتمال الوعي  فقدتُ الدهشة. إلى أن جاء العيد السادس والأربعون المصطبغ بدم الرئيس رينيه معوّض. زادت الأكاليل إكليلاً.والصور صورة.اكتسب 22 تشرين الثاني معنى آخر:معوض رئيس  شهداء الإستقلال الثاني . قبله بشير الجميل. بعدهما رفيق الحريري وجميعهم خارج البروتوكول، بمعنى أن من يكلّفه  رئيس الجمهورية  بالتوجّه إلى بكفيا فمهمته محصورة بالشيخ بيار (الجد) حصراً  فوضع إكليل باسم فخامته على ضريح بشير الإبن و بيار الحفيد يأتي خارج السياق الإستقلالي!  قضت التقاليد بأن  يكلّف رئيس البلاد نوّاباً ووزراء وشخصيات لتمثيله في تكريم "رجالات " الإستقلال الأول ووضع أكاليل زهر على أضرحة المتوفين.لم يشذ الرئيس لحود عن هذا البروتوكول منذ انتخابه وما استوقفني أن رئيس الجمهورية إنتدب في سنة عهده الأخيرة الوزراء السابقون وديع الخازن ( 3 أكاليل) وناجي البستاني وأسعد دياب وكرم كرم (لا يزال يرفل بالسعادة) وآلان طابوريان ( الوجه مش غريب) ويوسف سلامة إلى الوزراء المستقيلين فوزي صلّوخ ويعقوب الصرّاف ومحمد جواد خليفة طلال الساحلي.

لغاية في نفس لحود لم يولِ لأحد  النوّاب الحاليين شرف تمثيله في وضع أي زهرة على أي  ضريح أو اصطناع التأثر لدقائق في جبانة البوابة الفوقا في صيدا أو في مدافن راس النبع. ولا أوكل  لوزير في حكومة لبنان الشرعية بزيارة بشامون أو الوقوف على خاطر فخر الدين.  ممثلو فخامته لهذه السنة  إما سابقون وإما مستقيلون وإما متفرّغون للتمثيل. وإني إذ أُكبر فيهم الحس الإستقلالي لا يسعني في هذه المناسبة إلاّ أن أوجّه تهنئة أخيرة وخالصة  إلى الرئيس لحود، فلمرة في ثلاثة أعوام أحسن  الإختيار  وتصرّف مبدئياً كرئيس  سابق للجمهورية وكرجل مستقيل عملياً منذ أكثر من سنة. بدا هذه السنة منسجماً إلى حد كبير  مع من هم في صف المستقيلين. يخليّكم لبعض. آخ على زمن الإستقلال الأول، وصور الولدنة. من أيام العنزة إلى أيام التيوس، كم تغيرتَ يا " أنا" وكم تغيّر الرجال.

 

العصفور والثور والقط الأسود

جهاد جرجس ، الاثنين 19 نوفمبر 2007

علا صراخ أحد المرشحين لرئاسة الجمهورية عندما لاح أمل انتخاب رئيس سواه، يقتنع اللبنانيون بأنه ليس مشروع حرب جديدة ومأساة متجددة، فراح ينتقد الاميركيين والفرنسيين والكنيسة وكل من له يد سوداء أو بيضاء في السعي الى تأمين إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري، في وقت بدأ حلفاؤه يفرنقعون عنه كلّ الى مصالحه غير آبه بتحالف أو تكتّل من أي شيء مصنوع. فذكّرني هذا المسكين بذاك العصفور الصغير الذي كان يطير وحيدا في سماء مكفهرّة باحثا عن ملجأ من عاصفة بدأت ملامحها ترتسم خلف غيوم رمادية تجمّعت في أفق قريب، لكن العاصفة بدأت في زمن أقرب من توقّعات دماغه الصغير، وهبطت درجات الحرارة بشدّة فراح يجالد ويجاهد إلى أن أعياه التعب فسقط على قارعة الطريق يتجمّد من البرد، والناس كلّ مهتمّ بنفسه يركض الى بيته، فيئس من رحمة الناس واستسلم لقدره بالموت بردا. وقبيل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة شعر بصدمة هائلة كأنها الموت يأتيه من دهسة حذاء من المقاسات الكبيرة التي تحمل الاوزان الثقيلة، لكنه اكتشف سريعا أنه ليس كذلك. فقد بدأت الحرارة تدبّ في جسده الصغير وما أن عادت حاسة الشمّ اليه حتى كاد يغمى عليه من رائحة كريهة لم يعهدها هو الذي اتخذ العلالي مسكنا ومرتعا. وإذ بعقله الصغير يكتشف، متأخرا كالعادة، أنه وقع ضحية ثور ضخم قضى حاجته عليه بلا مؤاخذة. فراح المسكين يتململ محاولا الإفلات من شرّ علقة لم يتخيّلها في حياته، لكن من دون جدوى. فبراز الثور كان أضعاف وزن العصفور وقدرته على التحمّل، فعاد مرّة جديدة يستسلم لقدر جاءه هذه المرة دافئا، ولكن في ظلمة ورائحة البراز... وقبل أن ينفق اختناقا، شعر فجأة بالضغط يزول عنه وتفتّحت رئتاه لنسمة هواء منعش وقبس من نور أعمى بصره، وما كاد نظره يعتاد النور حتى رأى قطا أسود يشدق فاه... مسكين ذلك العصفور الصغير، فهو لم يدرك أن ليس كل من قضى حاجته عليه أراد مساعدته، وليس كل من أزال عنه البراز أراد إنقاذه، فالعبرة لمن اعتبر.

 

النائب خريس: الرئيس بري يفاوض باسم المعارضة بأجمعها

وطنية - 19/11/2007 (سياسة) اكد النائب علي خريس خلال احتفال تأبيني في طيرفلسية "ان الرئيس نبيه بري عندما يفاوض، لا يفاوض باسم حركة امل او باسم كتلة التحرير والتنمية، انما باسم المعارضة بأجمعها"، لافتا الى "ان الفرصة المتاحة امام اللبنانيين اليوم هي فرصة ذهبية لا يجوز تفويتها، فألمطلوب رئيس توافقي يبدأ بعدها العملية الاصلاحية ويخرج لبنان من دوامة الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يغرق فيها لبنان نتيجة سياسة هذه السلطة وهذه الحكومة التي اغرقت لبنان في دوامة الازمات التي لا يمكن ان يخرج لبنان منها الا من خلال توافق اللبنانيين على رئيس يمثل الجميع ويؤسس لبناء لبنان وطن العدالة والمساواة"، مؤكدا "ان لبنان لا يمكن ان يبنى الا بالتوافق وبالوحدة ولا يبنى بسياسة الغالب والمغلوب". واشار الى "ان الامال كلها معلقة على اللقاءات التي تحصل بين الرئيس بري والنائب سعد الحريري وخصوصا بعد تسلم لائحة المرشحين من البطريرك صفير"، معتبرا انه "من غير المسموح المساس بلقمة عيش الناس على الشكل الحاصل اليوم من الحكومة الفاقدة للشرعية الميثاقية والدستورية".

 

العماد عون استقبل الوزير السابق اده ورئيس الرابطات المسيحية

ارسلان: لا نزال نراهن على العماد عون والتوصل الجميع الى تسوية

وطنية - 19/11/2007 (سياسة) استقبل النائب العماد ميشال عون في منزله في الرابية، رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني طلال إرسلان يرافقه النائب السابق مروان أبو فاضل ونائب رئيس الحزب زياد شويري. وحضر اللقاء النائب ادغار معلوف واللواء عصام أبو جمرة ومسؤول العلاقات السياسية في "التيار الوطني الحر" جبران باسيل. وبعد اللقاء، أمل ارسلان من "المرجعيات المسيحية أكانت نيابية أم سياسية أم روحية، عدم تحويل المسيحيين الى أهل ذمة". وسأل: "هل رئيس لا يمثل قاعدة شعبية يزيل هذا التهميش؟". وقال: "لا يجوز أن يستمر النقاش في لبنان على خلفية أن هناك صيفا وشتاء تحت سقف واحد، لماذا ستذهب أسماء المسيحيين الى رئاسة الجمهورية الى سعد الحريري ونبيه بري، مع احترامي للأشخاص، ليقررا من سيكون الرئيس العتيد، ولا تأتي أسماء رؤساء الحكومات الى المرجعيات المسيحية والمارونية تحديدا السياسية والروحية ليكون هنالك انتقاء لأي رئيس حكومة يريدون؟". وردا على سؤال عن الخطوات التي يمكن أن تتخذها المعارضة في حال تم الانتخاب بالنصف زائدا واحدا أو تم انتخاب رئيس لا يملك قاعدة شعبية، قال: "لا نزال حتى الآن نراهن على العماد ميشال عون وأن يصل الجميع الى تسوية حول هذا الموضوع". كذلك، استقبل العماد عون الوزير السابق ميشال اده، ثم السفير السابق عبد الله بو حبيب ورئيس الرابطات المسيحية حبيب افرام في حضور عضو الهيئة المركزية في "التيار الوطني الحر" سيمون أبي رميا.

 

الشيخ قبلان: لبنان أصبح ساحة للتجارب ولم يبق دولة إلا وتدخلت

اللبنانيون لا يريدون الحل وبخاصة الموارنة والمطلوب تعاونهم

وطنية-19/11/2007 (سياسة) رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان, خلال الدرس اليومي حول مفاهيم الحج الذي يلقيه في قاعة الوحدة الوطنية في المجلس "ان لبنان يعيش اليوم حالة غير مرضية، بالأمس كنا في تفاؤل أما اليوم فلسنا متشائمين الا أننا توقفنا عن التفاؤل، كل واحد يطلب الرئاسة له, وكرسي الرئاسة واحد، ولا نقدر ان نرضي 14 آذار أو 8 آذار ، ولا نقدر ان نرضي المحايدين ، ولماذا هذه الممارسة غير الصحيحة وغير العادلة؟ نحن نريد لبنان بلدا مستقرا امنا يتغنى به الناس، فهو أصبح اليوم ساحة للتجارب ولم يبق دولة في العالم إلا وتدخلت، والكل يتحرك لحل مشكلة لبنان، إلا ان اللبنانيين لا يريدون الحل وبخاصة السياسيين الموارنة، فلماذا هذه المماطلة، لماذا هذا التسويف؟ يا إخواني الموارنة يا شركاءنا في الوطن نحن نريد منكم التعاون طلبتم تفويض البطريرك صفير وهو أرسل لائحة الأسماء وأغلبية الموارنة لم يرضوا حتى الآن" .

وأضاف:"اليوم اتصلت بالرئيس نبيه بري ولأول مرة كنت متشائما قبل التحدث معه الا انه طمأننا بأن هناك حلا وأنهم يسيرون لانتخاب رئيس، نتمنى ان يتحقق هذا الأمر". وطالب الشيخ قبلان السياسيين "ان ينصفوا بلدهم ويتفقوا على علاج مشاكلهم ويبتعدوا عن كل أزمة وفتنة وعصبية فلبنان الان محط أنظار العالم فكونوا عند حسن ظن العالم بكم، لا تخيبوا الآمال ولا توصلونا الى طريق مسدود ولا تضيعوا البلد، فإسرائيل على الأبواب والمؤامرات تحاك، نحن نريد السلام والأمن والاستقرار نريد لبنان نزيها نظيفا معافى فابتعدوا عن التشنجات وكونوا متفقين لمصلحة لبنان وإنقاذه وكما قلنا سابقا ستحل ألازمة باتفاق عربي-أجنبي لمصلحة لبنان".

وقال:"ان الإمام موسى الكاظم كان يدعو الله ان يفرغه للعبادة، والعبادة عمل كبير فعندما يتفرغ المرء لعبادة الله ويحصر عمله لهذه الطاعة والتي تجعل بينه وبين الله حالة روحانية، يبعده الله عن مشاكل الدنيا وهمومها، فالإنسان عليه ان يعمل باستمرار ليكون في طاعة الله، فالطاعة ليست محصورة في الصلاة والصوم، فالتجارة قد تكون في طاعة الله اذا كان منها التوسعة على العيال والحياة الاجتماعية تكون طاعة اذا كان فيه تخفيف عن أخيه المؤمن والمسامرة مع العيال تكون في طاعة الله والرفق بالولد والتعاطي معه تكون طاعة الله وبامكاننا ان نجعل كل أوقاتنا في طاعة الله فالصلاة محطة أساسية في العبادة وهي محطة إرسال بيننا وبين الله فإذا كنا في صدق وحق وتوجه نكون صوبنا البوصلة باتجاهها الصحيح، فالكثير من الامور فيها طاعة لله، علينا ان نعمل ونتوجه ونتواصل مع الله بالصلاة والعبادات وخاصة في المواسم كموسم الحج علينا ان نتاجر مع الله لان التجارة مع الله بإخلاص وتوجه نكون فيها رابحين قطعا، ان الصعوبات تعترض الإنسان في حياته وهي كثيرة فعلينا أن نكون واقعيين لا نستعجل بالحكم، فالدنيا مزرعة الآخرة وكل عمل فيها يكون لله يقابله ثواب بالآخرة، نحن نريد تكوين مجتمع سوي معتدل، بعيد عن المنكرات والمعاصي والله سيكون حتما معنا ويرحمنا، فعلينا ان لا نضيع أوقاتنا في اللهو والمزاح لان ذلك يضيعنا عن الحقيقة ويبعدنا عن الواقع".

 

النائب نقولا: إقصاء العماد عون بداية لاقصاء الافرقاء الآخرين فيما بعد وإذا كان تفاهمه مع حزب الله السبب فالمشكلة ستستمر بعد الانتخابات

وطنية - 19/11/2007 (سياسة) رأى عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب نبيل نقولا أنه "كان الأجدر بالبطريرك الماروني نصر الله صفير أن يطلب من الآخرين تقديم لائحة مرشحين وينتقي المناسب بينها بدلا من إقدامه بنفسه على التسمية"، لافتا إلى أن "الدول الأجنبية أوقعت البطريرك صفير في فخ التسمية للمرة الثالثة". وإذ استغرب النائب نقولا، في حديث إلى إذاعة "النور"، كيف "لا يكون من يمثل الأكثرية الشعبية مقبولا من الآخرين"، اعتبر أنه "إذا كان تفاهمه مع "حزب الله" هو السبب فالمشكلة ستستمر بعد الانتخابات،" متسائلا "هل يتم إقصاء "حزب الله" عن الحكومة المقبلة"، مستنتجا أننا "ذاهبون إلى تصادم وليس إلى استقرار".

وخلض نقولا الى أن "إقصاء" رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون يعني "إقصاء شريحة كبيرة من اللبنانيين وهو بداية لاقصاء الافرقاء الآخرين فيما بعد".

 

ياغي: ذاهبون نحو التوافق بكل قناعة ولا مخرج الا بالتوحد والتعايش

وطنية - 19/11/2007 (سياسة) قال مسؤول منطقة البقاع في "حزب الله" الحاج محمد ياغي: "إننا ذاهبون نحو التوافق بكل قناعة ولا نرى سبيلا ومخرجا لحل الأزمة المستعصية إلا بالتوافق والتوحد والتعايش وغير ذلك مرفوض جملة وتفصيلا". أضاف: "إذا أراد أدوات المشروع الأميركي أن يأتوا برئيس بنصاب النصف زائدا واحدا أو بمن حضر فإن الأمور لن تجري كما يشتهون وسيبقى ذلك الرئيس رئيسهم في مكان ضيق، فهذا البلد لا يحكمه أميركي بالأصالة ولا بالوكالة بل يحكمه حماته الحقيقيون الذين بفعل جهادهم ودمائهم وتضحياتهم بقي هذا البلد". وأكد ياغي خلال احتفال تأبين في حسينية بلدة بريتال، "للذين يراهنون ويتمسكون بأذيال الأميركي والإسرائيلي لإيصالهم إلى أهدافهم الخاصة بأنهم لن يصلوا إلى شيء مهما كانت النتائج". وقال: "لن ندعكم تجعلون لبنان محمية أميركية ولن نساوم أو نهادن ولن نقبل بأي حال من الأحوال أن يكون هذا البلد موطىء أقدام الغزاة الصهاينة أو الأميركيين".

اضاف: "ان رجال المقاومة حموا وحفظوا البلد من كل شر كان يتربص به وأوجدوا هذه الدولة وأخرجوا الاحتلال، وهم الذين يحددون سياسة الوطن ومن هم الأشخاص الذين يستحقون أن يكونوا في مواقع الحكم والدولة والسلطة في لبنان أما الذين يظنون أنهم سيحكمون من خلال الأميركي فهم حالمون ولن تتحقق كوابيسهم". وختم: "ان زمن الإمارات المحلية والكانتونات الطائفية ولى إلى غير رجعة وهذا الوطن عصي على التجزئة والتقسيم".

 

الأمين العام للجامعة نقل عن الأسد اتفاقه مع الفرنسيين

ورايس تتصل بقيادات لبنانية داعمة التوافق ... كوشنير وموسى في بيروت وجهود دولية لم تقنع عون بالإنسحاب

بيروت - محمد شقير -  الحياة - 19/11/07//

قبل يومين من موعد الجلسة النيابية التي دعا إليها رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري بعد غد الأربعاء لانتخاب رئيس جمهورية جديد للبنان، وقبل أربعة أيام من انتهاء ولاية الرئيس الحالي اميل لحود منتصف ليل الجمعة - السبت المقبل، تسارعت أمس وتيرة الاتصالات والتحركات العربية والدولية في اتجاه بيروت ودمشق للضغط من اجل توفير أجواء ملائمة لانتخاب الرئيس في موعده الدستوري، على أساس ان يكون توافقياً ومن بين الأسماء الواردة في اللائحة التي أعدها البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير. 

وفيما التقى ليل أول من أمس بري ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري في أول اجتماع بينهما بعد تسلمهما لائحة صفير من القائم بالأعمال الفرنسي في لبنان اندريه باران، علمت «الحياة» ان اللقاء اقتصر على تقديم المواقف واستعراض الأسماء الواردة في لائحة بكركي، من دون ان يتوصلا الى تفاهم حاسم على اسم المرشح التوافقي. وتوجهت الأنظار أمس الى دمشق حيث استقبل الرئيس السوري بشار الأسد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في مسعى أردني لدى القيادة السورية لتسهيل إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري.

وتزامنت زيارة العاهل الأردني دمشق مع عودة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الى بيروت ليل أمس، لمواكبة تفعيل لقاءات بري - الحريري المدعومة من بكركي للتفاهم على رئيس توافقي، خصوصاً ان المفاوضات بينهما ما زالت في أول الطريق ولم تدخل في دائرة الحسم، لأن كلاً منهما يجري مشاورات مع حلفائه والتي لا يمكن ان تسجل أي تقدم ملموس ما لم تتبلور مواقف الأطراف الدوليين والعرب في شأن الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً موقفي دمشق وطهران اللتين يبدو، كما تؤكد قيادات في قوى 14 آذار لـ «الحياة»، أنهما لم تعطيا الضوء الأخضر لعدد من حلفائهما في بيروت للسير قدماً في تأمين انتقال هادئ للسلطة بانتخاب رئيس جديد قبل 24 الجاري. وفي هذا السياق علمت «الحياة» ان مفاوضات بري - الحريري التي يفترض ان تعاود قريباً تتوقف على ما يحمله معه كوشنير الى بيروت، خصوصاً بالنسبة الى الموقف السوري، في ضوء ما نقلت مصادر سياسية لبنانية عن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي اتصل امس برئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة وأبلغهما رغبته في المجيء الى بيروت اليوم الاثنين، من انه سمع من الرئيس الأسد عندما التقاه اخيراً في دمشق كل استعداد لتسهيل إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري.

وإذ نقل موسى الى بري والحريري أن لدى الأسد الكثير من النيات الطيبة للمساعدة في انتخاب الرئيس قبل انتهاء ولاية الرئيس الحالي، أكد لهما في المقابل ان الرئيس السوري أبلغه انه توصّل مع الفرنسيين الى اتفاق كامل في هذا الشأن يشمل آلية انتخاب الرئيس، وأن باريس تتولى حالياً رعاية تنفيذه مع الأطراف اللبنانيين المعنيين. لكن مصادر قيادية في «14 آذار» قالت لـ «الحياة» ان أقوال الرئيس الأسد تحتاج الى ترجمة فعلية، خصوصاً من قيادة «حزب الله»، نظراً الى ان بري راغب في التوافق على الرئيس بينما الحزب يربط موقفه برئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون الذي لا يزال يصر على ترشحه لرئاسة الجمهورية بعدما فشلت الجهود الدولية التي تولاها وزير الخارجية الإيطالي ماسيمو داليما وممثل الأمين العام للأمم المتحدة غير بيدرسون في إقناعه بالعدول عن الترشح والتحول الى ناخب اساسي. وبالنسبة الى المحادثات التي باشرها كوشنير في بيروت قالت مصادر أوروبية لـ «الحياة» ان زميليه في الترويكا الأوروبية وزيري خارجية ايطاليا ماسيمو داليما وإسبانيا ميغيل انخيل موراتينوس سينضمان قريباً إليه، في إطار المساعي الضاغطة للاتحاد الأوروبي لمنع حصول فراغ في الرئاسة تترتب عليه تداعيات امنية وسياسية تدفع سريعاً باتجاه الفوضى.

وأكدت المصادر ان وزراء الترويكا الأوروبية يدعمون من دون أي تردد مبادرة البطريرك صفير والحوار بين بري والحريري كأساس للتوافق على الرئيس، وقالت ان زيارة نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر سلطانوف غداً الثلثاء دمشق ناقلاً رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى الأسد تتعلق بضرورة توفير كل التسهيلات لتمرير الاستحقاق الرئاسي، تصب في إطار تعاظم الجهود العربية والدولية لإنجاح مبادرة بكركي.

ونقلت مصادر وزارية عن كبار المسؤولين اللبنانيين ان حكومة السنيورة على تواصل مع التحرك الروسي في اتجاه دمشق وأن رسالة بوتين الى الأسد تبقى في حدود حثه على التجاوب مع الجهود العربية والدولية الرامية الى انتخاب الرئيس والحفاظ على الاستقرار العام في لبنان.

بدورها اتصلت امس وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بالبطريرك صفير والرئيسين بري والسنيورة والحريري واستطلعت منهم، بحسب مصادر رسمية، آخر ما آلت إليه الاتصالات المحلية من اجل التوافق على الرئيس. ولفتت المصادر نفسها الى ان رايس أكدت دعمها المبادرة الفرنسية وانتخاب رئيس توافقي يحظى بدعم كل اللبنانيين. وأكدت المصادر ان السفير الأميركي في لبنان جيفري فيلتمان كان مهد لاتصالات رايس بالقيادات اللبنانية، واعتبرت ان موقف رايس جاء رداً على الحملات التي يقودها بعض أطراف المعارضة ضد واشنطن متهماً إياها بأنها تعمل ضد التوافق وتدفع في اتجاه تصعيد الخلاف بين اللبنانيين.

على صعيد لقاء بري – الحريري قالت مصادر مواكبة انه لم يكن حاسماً ويندرج في إطار البدء بغربلة اسماء المرشحين الواردة في لائحة صفير، وأن كلاً منهما، وإن كان يحاول تحسين شروطه في اختيار الرئيس، فإنهما في المقابل يعلقان اهمية على دورة الاتصالات الدولية والعربية التي تضمن تأمين شبكة أمان، ليكون في مقدور الأطراف الداخليين التوافق على الرئيس. ويفترض ان تتبلور الصورة في الساعات المقبلة بعد ان يكون كل منهما استكمل مشاوراته مع حلفائه، كمدخل الى بلورة المواقف النهائية من المرشح التوافقي.

وبالنسبة الى العماد عون علمت «الحياة» ان عروضاً أوروبية أغدقت عليه في اليومين الأخيرين في محاولة لإقناعه بالعدول عن ترشحه في مقابل توفير كل المخارج اللائقة له، سواء بالنسبة الى اعتباره ناخباً اساسياً في الرئاسة الأولى أو بالنسبة الى حضوره الفاعل في الحكومة العتيدة التي ستؤلف بعد انتخاب الرئيس.

وبحسب المعلومات فقد قيل لعون ان خروجه من المعركة يمكن ان يؤدي للعب دور الى جانب بري والحريري في تعاونهما مع صفير لاختيار الرئيس خلافاً لاستمراره فيها، لأن من غير المنطقي ان يكون في موقع يتيح له ان يكون واحداً من أبرز عناصر انتخاب الرئيس طالما انه ماض في ترشحه.

كما ان عون لم يقفل الباب في وجه الاعتراف له بوزنه المميز في الحكومة الجديدة، لكنه اشترط الإسراع في فتح ملفها وهذا ما طرح تساؤلات لدى الوسطاء عن ما اذا كان طرح مسألة الحكومة بالتزامن مع انتخاب الرئيس يراد منه تأخير إنجاز الاستحقاق الرئاسي.

وإلى حين انتهاء بري والحريري من مشاوراتهما للعودة الى المفاوضات حول اسم الرئيس، فإن المصادر المواكبة للحركة الداخلية تسأل عن موقف «حزب الله» في حال أصر عون على ترشحه، وما اذا كان سيقف الى جانب بري لتشجيعه على الاستمرار في مهمته الى جانب الحريري لتظهير اسم الرئيس التوافقي، ام انه سيتعاطف مع زعيم «التيار الوطني الحر».من جهة ثانية، تأكد لـ «الحياة» من مصادر متعددة في الأكثرية والمعارضة ان لائحة صفير ضمت اسماء المرشحين: ميشال عون، نسيب لحود، بطرس حرب، روبير غانم، ميشال خوري وميشال اده، لكنها لم تغلق الباب كلياً في وجه مرشح سابع، المقصود به حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إذا كان انتخابه لا يحتاج الى تعديل الدستور. وبحسب المعلومات فإن صفير سمى سلامة، الذي استحصل على دراسات قانونية تجيز له الترشح من دون الحاجة الى تعديل الدستور، فيما تعتبر مصادر سياسية ان ترشحه يتطلب تعديلاً دستورياً

 

الجيش ينفي قيام ضباطه بتدريب وتسليح جماعات حزبية

 بروت - »السياسة« نفت قيادة الجيش اللبناني, ما اوردته »السياسة« عن قيام بعض ضباط الجيش بتدريب جماعات لبنانية وتسليحها.

وجاء في بيان مديرية التوجية في الجيش اللبناني ما يلي:نشرت صحيفتكم في عددها رقم 14024, الصادر بتاريخ 2007/11/16, مقالا للصحافي حميد غريافي بعنوان: حزب الله يفخخ مناطق 14 آذار بتسليح حلفائه فيها« جاء فيه: »كشفت استخبارات أحزاب 14 آذار النقاب عن أن »الجماعات العونية التي أنهت تدريباتها السريعة في معسكرات »حزب الله«, حصلت وما زالت تحصل على أسلحة من ضباط بعض ألوية الجيش اللبناني المؤيدين لعون دون علم قيادتهم, كما أن عناصر من هذه الجماعات تتدرب على أيدي ضباط آخرين ما زالوا في المؤسسة العسكرية حتى الآن, وضباط متقاعدين حاربوا إلى جانب عون في حربى »التحرير« »والإلغاء« في أواخر الثمانينات ضد الجيش السوري والقوات اللبنانية«.

يهم قيادة الجيش - مديرية التوجيه أن توضح ما يلي: إن ما ورد أعلاه عار عن الصحة جملة وتفصيلاً, وبالتالي هو محض افتراء على المؤسسة العسكرية ودورها الوطني, ومناقبية ضباطها الذين اثبتوا بالدم والتضحيات صلابة ولائهم للمؤسسة والوطن, والتزامهم الدقيق بتوجيهات القيادة, وتفانيهم في سبيل الحفاظ على الوحدة الوطنية التي تشكل بدورها المعيار الأساس في أداء مهامهم, والعنوان الأبرز لمسيرتهم العسكرية.

 

"حزب الله": الحريري رئيس الأكثرية بفضل تحالفه الرباعي الانتخابي معنا

بيروت »السياسة« دعا نائب »حزب الله« حسين الحاج حسن نواب الاكثرية الذين وصلوا بفضل التحالف الرباعي إلى الاستقالة, معتبراً أن النائب سعد الحريري هو رئيس الاكثرية بفضل تحالفه مع »حزب الله« ولم ينل الاكثرية ورئاستها إلا لأنه عقد التحالف الرباعي مع »حزب الله«.

وقال الحاج حسن إذا كان النائب الحريري يستهجن من ذلك فليستقل نوابه الذين اتوا بفعل هذا التحالف, مشيراً إلى ان تصريح نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري حول استعداده لترؤس جلسة الانتخابات بالنصف زائد واحد هو عكس مسار التوافق, لافتاً إلى انه ليس لدى مكاري صلاحيات في الدستور إلا اذا غاب رئيس مجلس النواب او عجز عن ممارسة مهامه.

 

الامين العام للجامعة العربية وصل إلى بيروت

وطنية - 19/11/2007 (سياسة) وصل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، في السابعة من مساء اليوم، إلى مطار رفيق الحريري الدولي، حيث كان في استقباله وزير الخارجية والمغتربين المستقيل فوزي صلوخ والسفير المصري أحمد البديوي.

 

العماد عون ترأس اجتماع "التغيير والاصلاح": ارادة المسيحيين لن تكسر

ويجب القيام بتسوية تضمن حقوقهم المسروقة على الأقل أو تعوضهم اياها

أنا لست مرشحا توافقيا ولا مرشح توافق بل أنا مرشح ضامن لحل توافقي

وطنية - 19/11/2007 (سياسة) ترأس النائب العماد ميشال عون اجتماع في دارته في الرابية، اجتماع "تكتل التغيير والإصلاح"، ثم تحدث قائلا: "ناقشنا في اجتماعنا موضوع الانتخابات الرئاسية ولا زلنا نتبادل الآراء ونتمنى أن يحدث شيء خلال ال 24 ساعة المقبلة، ولكننا لم نتبين شيئا جديدا حتى الآن يحسم موضوع الانتخابات نهار الأربعاء. طبعا هذه المهلة ليست نهائية إذ يبقى هناك قبل الاستحقاق الرئاسي 48 ساعة حتى 23 الجاري, كلها صالحة، فحتى بعد 24 منه يبقى مجلس النواب منعقدا كي ينتخب رئيسا للجمهورية. الموضوع اليوم هو أننا نبحث عن حل ولكننا نتكلم لغات مختلفة، فلا يوجد أحد توافقي، أنا لست مرشحا توافقيا ولا مرشح توافق بل أنا مرشح ضامن لحل توافقي. هم يبحثون في الشخص وطالما أن البحث هو عن الشخص "فالعوض بسلامتكم بالتوافق"، لأن هذا شيء غير موجود, فإذا لا يوجد رئيس توافقي بل هناك حل توافقي يضمنه رئيس، قلتها منذ البدء ولكن ربما ظنوا أنني أتكلم لغة غريبة، لذلك أحببت اليوم أن أشرح هذا الموضوع, من هنا أتمنى على الذين يبحثون في الموضوع أن يغيروا التوجه لأنه توجه خاطىء، ونتيجته لن تكون حاسمة".

اضاف: "واستعرضنا أيضا بعض المواقف فوجدنا أنهم ما زالوا يبحثون عن رئيس خارج إرادة من يمثل الرئيس. نحن في بلد يتكلمون فيه عن التمثيل العادل في السلطات، وهذا يعني أيضا من ناحية الموقع، أي أن يكون لدى الرئيس صفة تمثيلية مثله مثل رئيس المجلس ورئيس الحكومة. فإذا أردتم رئيسا توافقيا، فهذا يعني أن الكل يجب أن يكونوا توافقيين من رئيس مجلس النواب الى رئيس مجلس الوزراء، وعليه فالسنيورة ليس توافقيا إذا يجب أن يرحل. أما إذا أرادوا رئيسا للوزراء يمثل طائفته فأيضا نحن نريد لرئيس الجمهورية أن يمثل طائفته. أنا لن أقبل بكسر إرادة المسيحيين الذين اختاروا من يمثلهم، والذي يفتش عن غير موضوع فهذا يعني أنه يفتش عن كسر إرادتهم، وهذه الإرادة لن تكسر. قلتها في ذكرى 14 آذار 2007 التي يحتفل بها التيار الوطني الحر وليس 14 آذار الآخر وأقولها الآن: إرادة المسيحيين لن تكسر".

وتابع: "على جميع اللبنانيين أن يفهموا ماذا يحصل ويفهموا رفضنا لهذا الوضع، نحن أتينا باسمهم، وسنحافظ على المواقع التي تخصهم في ادارات الدولة والمراكز السياسية. أدعو كل النواب المسيحيين الذين يشعرون أنهم معنيون بالتمثيل المسيحي، أدعوهم وأبواب الرابية مفتوحة ليتضامنوا معنا ولنسمع رؤيتهم لعلاج الأزمة. أشعر بالأسف لأنه بعد كل هذا الصراع، وبعد الحقوق الكثيرة التي تنازلنا عنها، لم يصل أحد الى أي حل. هناك سرقة لمجلس النواب، فالقانون الانتخابي الذي انتهى العمل به سنة 2000، واعتمد لمرة واحدة فقط، أسس لعملية سرقة أصوات في المجلس النيابي وكرست هذه السرقة بحل المجلس الدستوري، ومن ضغط آنذاك لتمرير هذا القانون لا نراه يضغط اليوم لتصحيحه، وهذا يعقد المشكلة أكثر. وتشكلت الحكومة وتجسدت هذه السلطة المسروقة في مجلس الوزراء أيضا، واليوم يتحدثون عن أكثرية مسروقة تنتخب رئيس جمهورية مسروقا، لذلك يجب القيام بتسوية تضمن الحقوق المسروقة على الأقل أو تعوض على المسيحيين حقوقهم المسروقة".

وأردف: "قلنا لهم إننا سننسى هذه الملفات وسننسى حقنا التمثيلي وسنطلب منهم طلبا واحدا كي نكون توافقيين: كفوا عن ادعاء أن العماد عون يطرح معادلة "أنا أولا أحد"، وأعطونا حلا مع أي أحد ونحن نقبل به. وطرحت معادلة "الحل مع أي أحد"، ولم يأت هذا الحل مع أي أحد، لم يأت، والوطن يعاني من مشاكل كثيرة، ولا يجوز أن ننتخب رئيسا يزيد المشاكل مشكلة ويعقدها بغيابه المطلق عن مركز النفوذ المعنوي والقانوني. تنازلنا عن المجلس المسروق وعن الرئيس المسروق ولكن اعطونا هدية نقدمها الى اللبنانيين، لا أريد وزارات بل الحل السليم للمشاكل المعقدة في لبنان التي تتمثل في سلاح "حزب الله" والقرارات الدولية، لا نريد لهذه المشاكل أن تكون مصدر تصادم داخلي خصوصا بعدما أنشأت الحكومة مليشياتها المسلحة ودربتها في الخارج تحت أسماء شركات أمنية، وهذه كذبة كبيرة. هذا الجو التصادمي والأمني الذي يشيع في البلد، هو من صنيعة الحكومة التي تريد اكمال السرقات المتتالية والتي هي ومع الأسف مدعومة من دون أي قيد أو شرط. لا يريدون أن يبعدوا عنا شر الميليشيات المعترف بها رسميا، ولا يريدون الإتيان بحل، ولا يريدون تصويب الحقوق، ولا يريدون أي شيء آخر".

وقال: "نحن إذا التوافقيون الحقيقيون والحريصون على أمن المجتمع وهم المعتدون الدائمون, أنا لا أصعد الآن لكنني أشرح الوضع للمواطنين، وأتمنى على من يريد أن يرد على كلامي، الرد بهدوء وأن يشرح لي أنه لم يسرق، وعندها سأعتذر منه".

 

لو كنت مكان قادة 14 آذار لذهبت إلى الانتخاب بالنصف زائد واحد

 نائب فرنسي لـ "السياسة": ساركوزي وصفير سيندمان على خطئهما بقبول "مرشح توافقي" للرئاسة اللبنانية

لندن- كتب حميد غريافي:السياسة

فوجئ المجتمع اللبناني الاكثر اضطراباً وتلاطماً منذ استقلال بلده قبل 64 عاماً »1943« عشية الاستحقاق الرئاسي ب¯ »تكويعتين« مفاجئتين لم يحسب لهما احد حساباً, عندما اعلن رئيس المجلس النيابي نبيه بري الحليف الاكبر ل¯ »حزب الله« وسورية انه في حال عدم اتفاقه مع سعد الحريري على اسم مرشح واحد ممن تقدم بهم البطريرك الماروني نصر الله صفير, واتفقا على اسمي مرشحين اثنين توافقيين, »عندها ننزل بهما الى البرلمان ومن يربح يربح« ما يعني: اولاً مشاركة كتلته النيابية »حركة امل« في جلسة الاربعاء المقبل لانتخاب الرئيس الجديد, وثانياً انه سيفعل ذلك رغم يقينه القاطع بان مرشح 14 اذار »التوافقي« سوف يفوز بأغلبية الاصوات التي تسيطر عليها القوى الحاكمة, وثالثاً فان خطوة بري هذه ستصيب كلاً من »حزب الله« والنظام السوري وميشال عون بضربة قاصمة لم يكونوا يتوقعونها منه.

اما »التكويعة« الثانية المفاجئة التي دوى انفجارها في قلب الرابية مكان اقامة زعيم التيار الوطني الحر, انما قام بها حليفه الاقرب »ومساعده الايمن« ميشال المر الذي كرر اقوال بري بعد اجتماعه الى البطريرك صفير في بكركي انه اذا تم التوافق على مرشح من لائحة البطريرك وأعلن ذلك »التوافق« من الرئيس بري والحريري »فنحن سوف ننزل »الى البرلمان« ونقترع للمرشح التوافقي الذي ليس هو ميشال عون حتما« موحياً بأن عدداً من نواب تكتل التغيير والاصلاح« العوني سوف يقتفون اثار قدميه في »النزول الى المجلس النيابي« للاقتراع لمصلحة المرشح التوافقي ضد رغبة عون ورغم غضبه وتهديداته بالويل والثبور وعظائم الامور.

مواقف وتباينات

كذلك وقعت مفاجأة ثالثة من الجهة المقابلة عندما اقدم زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على اجراء اتصال كان يبدو مستحيلاً قبل ستة أيام من موعد الانتخابات, برئيس المجلس نبيه بري, مؤكدا له دعمه مرشح التوافق الذي يتفق عليه مع الحريري والذي زكاه البطريرك صفير في لائحته التي يبدو انها تضمنت الى جانب الاسماء الثلاثة الاخرى الى جانب مرشحي الغالبية والاقلية, بطرس حرب ونسيب لحود وميشال عون, ثلاثة اسماء توافقيين هم ميشال اده وميشال الخوري نجل الرئيس بشارة الخوري والنائب روبير غانم, ما يعني ان جنبلاط »راض عن هذه الاسماء التوافقية اذا لم يجر اختيار حرب او لحود, لكنه سيحاول عبر حليفه الحريري اخراج اسم ميشال اده »السوري بامتياز« من هذا السباق«, حسب احد نواب الحزب التقدمي الاشتراكي.

واذا كان اتجاه قوى 14 اذار الى وجوب ان يكون »اي تحرك في اختيار احد المرشحين الستة« يؤكد صحة التمثيل المسيحي كشرط اول من أجل الانقاذ« كما أعلن الرئيس الاسبق امين الجميل احد اركان ثورة الارز البارزين, فهذا يعني المطالبة بعدم الاخذ بأي من المرشحين التوافقيين الثلاثة اده وخوري وغانم لانهم بعيدون عن »التمثيل المسيحي المطلوب« وهذا امر »تصعيدي« او »تعجيزي« يقابل طرح حزب الله »التعجيزي« ايضا الذي ظهر اثر اختيار البطريرك الماروني اسماء لائحته التي كان حسن نصر الله وسورية متأكدين خطأ من انه لن يعمد الى وضعها والقائل بأنه »اذا لم يكن عون هو المرشح التوافقي فمن الضروري ان يكون راضياً عن المرشح الاخر الذي يتفق عليه الحريري وبري« وهو امر مستحيل لان »عماد الرابية« لن يرضى بأي مرشح لا من لائحة صفير ولا من اي لائحة اخرى, »طالما هو على قيد الحياة« وفي »قلبه نبضة واحدة« نسبة الى احد نواب كتلته الموافق على لائحة الاسماء الستة.

خطأ صفير القاتل!

واعربت اوساط معنية بالازمة اللبنانية في كل من الكونغرس الاميركي والجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) عن خشيتها من ان يكون قبول البطريرك صفير »وضع لائحة ضعيفة باسماء مرشحين نصفهم من الصف الثاني في البلاد لرفع العتب عنه خوفا من تحميله مسؤولية »الخراب« اذا تقاعس عن هذه الخطوة, أسوأ بكثير من التزامه الممانعة في تزكية مرشحين من قبله بهذا الحجم الذي لا يبلغ حجم الازمة المستعصية, وبالتالي يكون الاجماع على مرشح من هؤلاء »التوافقيين الضعفاء« مرحليا بحيث تنفجر في وجهه فورا تداعيات الانتخابات »كيفما كان« , عندما سيواجه تشكيل حكومة جديدة مازالت القوى المتصارعة منقسمة بحدة وخطورة حول شكلها ومسارها وبيانها الوزاري«.

وقال نائب في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الاميركي في اتصال اجرته به »السياسة« من لندن امس الاحد »ان البطريرك صفير قد يكون - بقبوله وضع لائحة المرشحين للرئاسة - سقط في نفس حفرة »اتفاق الطائف« حينما دعمه فقط ودون قناعة منه من اجل »وقف اصوات المدافع« ثم تبين له بعد تسعة عشر عاما من اقراره انه كان وبالا على لبنان وهدنة مرحلية عادت بعدها اشباح الحرب تخيم على البلاد الان اذ ان باختياره »الاسماء الحيادية« التي يعتقد انها ستكون مقبولة من اطراف النزاع يكون رحل الازمة والانفجار الى ما بعد الانتخابات لان ايا من الاسماء التي طرحها ليس بمستوى حل العقد المستحيلة وليس قادرا على الصمود في وجه ماهو ات من اجل حسم الامور لصالح الدولة والشعب ومستقبل البلاد«.

وبدوره اعلن احد قادة النواب الفرنسيين في النظام الحاكم ان »السوريين - نسبة الى ديبلوماسيينا الذين زاروا دمشق خلال الاسابيع القليلة الماضية - تعمدوا وضع فرنسا الوسيط الاقوى لحل الازمة اللبنانية الراهنة في موقف حرج للغاية عندما اصروا على ان يلعب بطريرك الموارنة الدور النهائي في اختيار المرشحين التوافقيين مع ادراكهم ان عملية الاختيار هذه مهما كانت »ناجحة« لن تكون الا لصالحهم, اذ انه لمجرد اخراج مرشحي 14 اذار من هذه اللعبة يكون نظام بشار الاسد وحلفاؤه سجلوا النصر الاكبر لهم في دوامة هذا الصراع المستمر منذ خروج الجيش السوري من لبنان قبل 31 شهرا, واستطاعوا عبر ضعف هؤلاء المرشحين الحياديين (ميشال اده وميشل الخوري وروبير غانم) ورماديتهم ان يستمروا في التحكم بالازمة ست سنوات اخرى تاركين لبنان لا معلقا ولا مطلقا«, حتى يجري الفصل في نوويات ايران وجولان سورية سلبا او ايجابا«.

فرنسا ستندم على مبادرتها!

وحض النائب الفرنسي في اتصال به من باريس امس قوى ثورة الارز في لبنان »على عدم القبول بأقل من اختيار مرشح منها للرئاسة مهما كانت النتائج, والذهاب الى الانتخابات بمعادلة النصف زائد واحد من اجل ذلك لانها ستبقى اقل ضررا على البلاد واللبنانيين  من »التوافق« على رئيس ضعيف لا يعرف اين يضع قدميه وغير قادر على اتخاذ المواقف الصلبة والحاسمة لحل الامور, ويتحول خوفه الى مطية طيعة للسوريين والايرانيين يحافظون بها على مكتسباتهم ومواقع اقدامهم اطول مدة ممكنة على حساب لبنان وشعبه«.

وقال النائب الفرنسي ان حكومة ساركوزي نفسها »ستندم كثيرا على مبادرتها في لبنان التي اعتقدت انها ستنقذه من محنته عندما ساوت بين الضحية (14 اذار) والجلاد (حزب الله وسورية وايران من ورائهم) بضغطها على البطريرك الماروني لاختيار مرشح توافقي نصفه لهذا الفريق ونصفه الاخر للفريق الخصم اذ ان الموعد مع النتائج الكارثية لهذه المساواة وهذا الاختيار سيكون قريبا جدا عندما سيبدأ تشكيل الحكومة وتفرض عليها شروط دمشق وطهران سواء بالنسبة لحصولهما على الثلث المعطل فيها او تضمين البيان الوزاري بنودا تلغي القرارات الدولية, وخصوصا القرار 1559 وتعلن دعم المقاومة واستمرارها في ما يشبه اتفاق القاهرة بين الدولة اللبنانية ومنظمة التحرير في اواخر الستينات الذي ادت نتائجه الى كارثة الحرب الاهلية بعد عدة سنوات«.

واكد النائب الفرنسي ل¯ »السياسة«: »لو كنت مكان سعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع وامين الجميل والقادة الاخرين من رفاقهم لما قبلت للحظة واحدة بمرشح توافقي, ولذهبت الى الانتخابات منفردا بالنصف زائد واحد مسجلا على سورية خصوصا النصر الحاسم والكامل في معركة الاستقلال والسيادة والقرار الحر وانا لا اعتقد انها بكل حلفائها وعملائها في لبنان اليوم قادرة على تفجير اي حرب يقف العالم كتلة واحدة متراصة في سبيل منع حدوثها مهما كلف الامر«.

 

شهيب: "حزب الله" سيسعى إلى التعطيل عند تشكيل الحكومة وتنفيذ القرارات الدولية

وكالات/توقع عضو "اللقاء الديموقراطي" النائب أكرم شهيب، في حديث الى موقع "نهار نت" الالكتروني، "استمرار الوضع الصعب الذي يمر فيه لبنان حتى ما بعد اجتياز مرحلة الانتخابات الرئاسية اذا ما تم التوافق، لافتا الى ان "حزب الله" سيسعى الى التعطيل، عند تشكيل الحكومة وإقرار آليات تنفيذ القرارات الدولية".

وكشف ان "حزب الله" يملك مرشحا ضمنيا وآخر معلنا هو العماد عون، مشيرا الى ان دعمهم رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العلني ما هو الا تكتيك سياسي ناجح". وأكد ان "الفيتو السوري سيؤدي الى التعطيل، وان سوريا والنظام السوري يتحملان مسؤولية هذا التعطيل، مشيرا الى ان المجتمع الدولي بكل أطيافه نصح سوريا بتسهيل الانتخابات الرئاسية في لبنان".

أضاف: "ان النظام السوري يملك أوراقا عديدة، ومنها خطاب السيد حسن نصرالله الذي كان واضحا بأنه اذا سهلنا الرئاسة الآن ستعلقون غدا في الحكومة. ان نصرالله ذكر في خطابه شيئا عن احترام القرارات الدولية، وهناك فرق بين احترام القرارات الدولية وبين تنفيذها الذي يحتاج الى آلية يجب ان يتم تقريرها في مجلس الوزراء الذي يطالب فيه بأكثر من الثلث المعطل، انه يطالب بحق الفيتو".

ورأى ان "لبنان سيستمر، مع الاسف، لمرحلة ضمن هذا الوضع الصعب الذي نمر به، حتى ولو تم تسهيل موضوع الرئاسة، متوقعا كل شيء الى جانب استمرار الاغتيالات والتفجيرات". واعتبر ان "حزب الله" والعماد عون لا يريدان الطائف، وان ممارسات "حزب الله" تؤكد نيته تطيير الطائف". وقال: "ان الطائف لم ينجح لأن تطبيقه، كما طبق، أراده السوري على شاكلته ولخدمة مشروعه وبقائه في لبنان". أضاف: "ان الشعب اللبناني ينتظر حلا، ونحن مع الشعب اللبناني وما يقرره البطريرك صفير وما يتوافق عليه صاحب الغبطة، والبطريرك صفير حريص مثلنا وأكثر على موضوع السلم، وهو من أطلق منذ اليوم الاول نداء الاستقلال والسيادة والحرية. ان أسماء المرشحين في لائحة البطريرك صفير لم تعلن، والأسماء الحقيقية لا تزال ملك صاحب الغبطة والفريق الذي يفاوض. في النهاية، هناك انتخاب في المجلس النيابي، وهذه الحركة تتقدم لتأخذ موقعها المتقدم اليوم، ولها حظوظ النجاح، الا اذا حصل الفيتو السوري لأن من يشاور الرئيس نبيه بري في الواقع على الأسماء هو النظام السوري". وأمل في ان "تصل الحركة الديبلوماسية والعربية والدولية التي لم ير لبنان مثلها في تاريخه، الى مبتغاها. ان الوطن يستحق التضحية ونحن أخذنا هذا الخيار بملء إرادتنا".

 

 جنبلاط: لا كلام مع نصرالله لأن لهجته تزداد حدّة والاغتيالات لن تتوقف اذا لم يُطهر العصر السوري السابق

وكالات/أكد رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط في حديث لصحيفة "كل العرب" الصادرة في الناصرة، ان الشرطة الإسرائيلية افتعلت أحداث قرية البقيعة الدرزية، وان الهدف منها كان ضرب المسيحيين والدروز في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948. وقال انه يرفض "السلام مع اسرائيل والحدود المفتوحة". وشدد على انه ضد التجنيد الإلزامي المفروض قسراً على الشباب العرب الدروز، وضد السلام مع اسرائيل والحدود المفتوحة، وانه مع الهدنة التي تقوم على أساسها الدولة الفلسطينية المستقلة، ويتم من خلالها حل مشكلة اللاجئين. أضاف: "لقد أغضبتني الشرطة الإسرائيلية عندما اعتدت على أماكن العبادة والمقدسات". وقال: "أنا لست مع السلام ولا مع حدود مفتوحة بل مع هدنة بشرط حل القضية الفلسطينية وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين على أساس قرار الأمم المتحدة 194 والانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية.. ونحن نريد علاقات عادية وطبيعية مع سوريا، ولكن مصير النظام السوري تقرره المعارضة السورية".

وحول علاقته بالأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، اوضح انه "لا يوجد أي كلام مع نصرالله لان اللهجة تزداد حدة"، معتبراً ان تصريحاته الأحد الماضي "كانت مزعجة". واكد أن التحالف السني ـ الدرزي، هو "اصطلاحات واقتراحات إسرائيلية، والموجود فعلاً تحالف وطني مبني على احترام القرارات الدولية وثورة الأرز والعلاقة الموضوعية مع سوريا". وابدى خشيته من حصول اغتيالات، وقال: "ان الدولة اللبنانية ليست بالقوة المطلوبة ولم تسيطر بعد بالكامل على الحدود"، مضيفاً: "ان الاغتيالات لن تتوقف، طالما لم تطهر (الدولة) العصر السوري السابق".

 

سعد الحريري: سورية تحاول منع إنشاء المحكمة الدولية

التحضير لاغتيالي يتولاه آصف شوكت

وكالات/من المنتظر أن يجري النائب اللبناني سعد الحريري، رئيس الأكثرية في البرلمان (مجلس النواب) اللبناني، محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو. وقال سعد الحريري في حديث له لصحيفة روسية إنه بإمكان روسيا التي تحافظ على علاقات حسنة مع مختلف دول المنطقة وخاصة لبنان وسورية وإيران، مساعدة لبنان على تجاوز ما يواجهه من مصاعب "خصوصا ما سببه تدخل إيران وسورية في شؤوننا الداخلية"، مشيرا إلى أنه يعتقد أنه بإمكان موسكو إقناع البلدين المذكورين بالتخلي عن التدخل في شؤوننا الداخلية وعن القيام بأعمال تؤدي إلى تعقيد الوضع في لبنان". وأضاف أنه سيقدم شرحا إلى المسؤولين الروس حول مَن ولماذا يعرقل الانتخابات الرئاسية في بلاده. وأكد سعد الحريري أن هناك محادثات تتعلق بتقديم روسيا مساعدة لا ترد إلى لبنان (والمقصود تسليم شحنة من الأسلحة إلى الجيش اللبناني). ويرى سعد الحريري أن "السوريين يضغطون على حلفائهم في لبنان ويعرقلون انتخاب رئيس الجمهورية"، معتبرا أن مقتل النائب انطوان غانم كان "أحدث مثال للتدخل السوري".. كما "وصلتنا معلومات عن محاولات لاغتيالي".

وحسب معلومات سعد الحريري فإن التحضير لاغتياله يتولاه "آصف شوكت أحد قادة المخابرات السورية" (آصف شوكت يرأس جهاز الاستعلامات العسكرية وهو زوج أخت الرئيس بشار الأسد). وقال رئيس الأكثرية في مجلس النواب اللبناني عن سبب رفض "الأكثرية" لاقتراح المعارضة اللبنانية بإجراء انتخابات نيابية مبكرة بدلا من الانتخابات الرئاسية إن الهدف من هذا الاقتراح تمكين المعارضة من تحقيق أملها بإحراز الأكثرية في مجلس النواب الجديد، مشيرا إلى أن حزب الله اعترف بنتائج الانتخابات النيابية السابقة وانضم ممثلون عنه إلى الحكومة الائتلافية.. "واستمر عملنا المشترك إلى أن اقتضت الضرورة تقرير إنشاء محكمة دولية" (خاصة باغتيال والد سعد الحريري، رفيق الحريري). وإذ يطالب حزب الله اليوم بالانتخابات النيابية المبكرة يعبر - بحسب رأي سعد الحريري - عن رأي سورية التي تحاول منع إنشاء المحكمة الدولية.

 

 كوشنير: هناك امرا عالقا ومجمدا وفي غير محله

وكالات/استقبل رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري ظهر اليوم في قريطم وزير الخارجية الفرنسية بيرنار كوشنير في حضور نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والنائب باسم السبع والنائب السابق غطاس خوري والسيد نادر الحريري والقائم بالاعمال الفرنسي اندريه باران، وتم خلال الاجتماع التداول بموضوع الاستحقاق الرئاسي والعقبات التي تواجهه.

بعد الاجتماع قال الوزير كوشنير:

لقد التقيت النائب الحريري، وكالعادة انا مسرور من الطريقة التي تتلاقى بها افكارنا.لقد عدت لانني وعدت بذلك، ولانني اود ان تكون الامور واضحة في بلد حيث من النادر ان تكون الامور فيه كذلك.لقد توافقنا مع جميع القوى السياسية التي جاءت الى مؤتمر سان كلو،وطلب منا القيام بمبادرة، ولان كان هناك ثلاثين مرشحا للانتخابات الرئاسية، فقد اخذنا على عاتقنا بعد ان اجرينا مشاورات مع الجميع، بما في ذلك سوريا، وتحملنا مسؤولية الطلب من البطريرك ،كما طلب منا، ان يحضر لائحة اسماء .فما كان من البطريرك الذي احييه من هنا، وبطيبة خاطر وشجاعة، الا ان وافق على تشكيل هذه اللائحة بكل حرية .هذا امر تم انجازه، وكان جزءأ من المبادرة الفرنسية ،وتم اطلاع الطرفين الأساسيين، اي الرئيس نبيه بري و النائب الحريري على الاسماء،وكان يفترض بهما ان يتفقا على اسم او اثنين او ثلاثة من اللائحة، تقدم فيما بعد على انها الاسماء التوافقية للانتخابات الرئاسية، التي لا بد ان تحصل في اليوم المحدد ما بين 21 و23 تشرين الثاني.

الجميع كان موافقا واعلن قبوله بذلك،الا انني الان افاجأ وكذلك فرنسا، بان هناك امرا عالقا ومجمدا وفي غير محله.يجب ان يتحمل الجميع مسؤولياتهم، ففرنسا تحملت مسؤوليتها وهي تريد مساعدة لبنان بكل طوائفه، وكل تلك الطوائف كانت موافقة على الانتخابات الرئاسية، وانا لا اتكلم هنا عن الباقي ولا عن الحكومة ولا عن رئيس الوزراء، بل فقط عن الانتخابات الرئاسية.الجميع كان موافقا على ان تكون هذه اللائحة منطلقا لقوى 14 اذار والمعارضة ممثلة بالرئيس نبيه بري لاختيار رئيسا للجمهورية يتم التوافق عليه.السوريين وافقوا على ذلك، واود ان اعرف من الذي لم يوافق عليها،ومن الذي له مصلحة في الفوضى،وفي عدم اجراء الانتخابات؟في مصلحة من ان تزداد حياة اللبنانيين تعقيدا ؟اكرر اننا اصدقاء اللبنانيين، وهذا لا يعني اننا لسنا اصدقاء المسيحيين ،نحن اصدقاء لهم وبالقدر نفسه او ربما اكثر.اريد ان اعلم من الذي يعرقل و من يتحمل المسؤولية؟ اود ان اقول لكم بكل وضوح ان من سيتحمل مسؤولية عرقلة هذه العملية التي وافق عليها الجميع سيتحمل مسؤولية عدم الاستقرار في لبنان والعواقب الاقليمية لذلك.واود ان يعوا ذلك، وفرنسا ستطلع العالم باسره على ما حصل.

سئل:هل الجنرال ميشال عون وراء هذه العرقلة؟

اجاب:لا اتكلم عن الجنرال عون الذي التقيته، بل اتكلم بشكل عام عن كل اللبنانيين و سالتقي عون مجددا ،ولا اعتقد انه هو وحده المسؤول عن هذه العرقلة، لا.

سئل:بحسب خبرتك من المسؤول عن العرقلة؟

اجاب:بحسب خبرتي فانه من بين الاطراف من يجب ان يتحمل مسؤوليته. الجميع يجب ان يتحمل مسؤوليتة بما في ذلك خارج البلد .يجب ان ناخذ الامر بالاعتبار ويجب ان نرى اليوم وغدا من الذي سيتحمل المسؤولية .سنعلن ذلك بشكل واضح وساتشاور مع الجميع كالعادة ومن ثم نتكلم.

ثم تحدث النائب الحريري فقال:اود ان اشكر الوزير كوشنير على زيارته للبنان، وانا اعلم ان فرنسا لطالما حملت لبنان واستقراره في قلبها.فيما يتعلق بنا في تيار المستقبل،فقد قبلنا كما قلنا دائما بما يقوله البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، ونحن نقف خلفه دائما.ان هذه اللائحة بالنسبة لنا مقبولة بكل اسمائها، ولطالما قلنا وحلفائنا اننا وراء البطريرك،وكذلك قالت المعارضة. واليوم ربما نواجه انسدادا وعرقلة،ولكن لبنان هو الذي يواجه المشكلة.ان استقرار لبنان ومصالحه يجب ان تكون اهم منا جميعا كافرقاء سياسيين.اللبنانيون واستقرارهم اهم من سعد الحريري ووليد جنبلاط وحسن نصرالله وميشال عون وسمير جعجع والاخرين. وفي هذا الاطار تصب كل الجهود التي تقوم بها فرنسا وجميع اصدقاء لبنان.انهم يقومون بذلك ليس من اجلي ولا من اجل أي قطب اخر بل من اجل لبنان واللبنانيين.اشكرك لانك كنت دائما الى جانب لبنان وآمل ان تبقى الى جانبه لكي نتوصل الى حل لان لدينا النية الحسنة.

ثم استقبل النائب الحريري سفير روسيا في لبنان سيرغي بوكين وعرض معه الاوضاع في لبنان وما يتعلق منها بالانتخابات الرئاسية.

ثم استقبل رئيس كتلة المستقبل النيابية المبعوث السويسري ديدييه بفيرتير في حضور سفير سويسرا في لبنان فرانسوا باراس وعرض معه اخر التطورات.

 

سوريا تفاوض على ثمن لم تقبضه بعد من واشنطن

هيام القصيفي

بانتهاء الماراتون الرياضي، بدأت المرحلة الاخيرة من "الماراتون الرئاسي" مع اول يوم في آخر اسبوع من ولاية رئيس الجمهورية اميل لحود. لكن الوصول الى الخط النهائي، لا يزال محكوما بكم من التساؤلات حول امكان انعقاد الجلسة الانتخابية، وهوية الرئيس العتيد، الذي يفترض ان يكون مرّ عبر اللائحة البطريركية التي اثارت استياء المرشحين الموارنة بقدر ما اشاعت ارتياحا لدى الذين وردت اسماؤهم في نصفها الثاني. وهنا بيت القصيد الماروني الذي ما ان لملم خسائر "لقاء قرنة شهوان" اثر الانتخابات النيابية عام 2005، حتى بدأ يلملم خسائر مسيحيي 14 آذار، وقبل ان تتضح معالم الطبخة الرئاسية.

وفيما دخلت البلاد انتظارا عبثيا، كانت الاوساط الحكومية، لا تزال على حذرها من موجات التفاؤل والتشاؤم التي تضرب البلد، وعلى حذرها من المعلومات والاشارات المتناقضة التي تأتي من دمشق ومن ايران حول امكان عقد جلسة الانتخاب، وايحاء اسم الرئيس الذي توافق عليه هاتان الدولتان. وجاءت زيارة الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون، ثم وزير الخارجية الايطالي ماسيمو داليما، لتتركا انطباعات جيدة عن مدى اصرار المجتمع الدولي بلبنان، وهو ما عبر عنه بان الذي عدد القرارات الدولية الاحد عشر المتعلقة بلبنان، والذي قال للرئيس فؤاد السنيورة ان اتصالاته به، منذ ان تولى مهمات الامانة العامة، كانت الاكثر عددا من بين الاتصالات التي اجراها بمسؤولي الدول والحكومات.

لكن حركة الموفدين الدوليين التي تشبه الى حد كبير الحركة التي شهدتها بيروت عام 1988، معرضة للانحسار اذا لم يتمكن اللبنانيون بانفسهم من تحمل مسؤولياتهم، وخصوصا ان الروزنامة الدولية تحفل باحداث وتطورات دراماتيكية، تنذر الملف اللبناني بان يوضع على الرف، اذا لم ينجز سريعا.

من هنا تفاوتت الرؤية التي خلصت اليها الاوساط الحكومية بعد زيارة بان وداليما لبيروت، اضافة الى حركة الموفد الفرنسي جان كلود كوسران. فالانطباع الاول ان سوريا يمكن ان توافق على امرار الانتخاب بعد سلة اوروبية عرضتها عليها فرنسا تتعلق بالشراكة الاقتصادية وبفتح ابواب اوروبا امامها، بما يشبه تأكيد فتح الباب امام المستثمرين الاوروبيين لدخول السوق السورية. والاهم من هذا كله تمتين الوساطة التي تقوم بها باريس بين دمشق وواشنطن، علما ان عقد مؤتمر انابوليس 2 يعطيها دورا مباشرا. لكن هذا الانطباع ظل محكوما بمدى رغبة سوريا في التخلي نهائيا عن لبنان، ولو قُدمت اليها اوروبا كلها، ما دام ثمن الجولان لم يكن كافيا لها. ومعلوم ان الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك سبق ان قدم الى الرئيس بشار الاسد ما لم يقدمه اي رئيس اوروبي، وفتح له ابواب اوروبا، وزار الملك الاسباني خوان كارلوس دمشق، من دون ان يمنع ذلك سلسلة الانهيارات التي بدأت بالتمديد ولم تنته باغتيال الرئيس رفيق الحريري.

والانطباع الثاني ان ايران المقبلة على تحديات تتعلق بوضعها النووي، توافق على الطبخة الرئاسية اللبنانية لحماية ظهرها من اي ثغرة في حال تعرضها لهزات دولية من نوع العقوبات او من نوع الضربات الاستباقية عليها.

وسط هذين الانطباعين، تحرك الفاتيكان وفرنسا في اتجاه بكركي ومن خلفهما واشنطن للضغط في شكل يفوق التوقعات، على البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير من اجل تزكية اسماء مرشحين للرئاسة. خرجت التزكية الى العلن. وسمى صفير الشيخ ميشال الخوري بتزكية من الحريري ومن مسيحيين في 14 آذار و"القوات اللبنانية"، وسمى الوزير السابق ميشال اده رجل الكنيسة المارونية، على رغم اعتراضات بعض 14 آذار عليه، وسمى النائب روبير غانم باعتبار انه مقرب من 14 آذار ويفترض ان توافق عليه المعارضة. لكن العقدة بقيت في دمشق وايران بخلاف التوقعات. ويقول بعض عارفي صفير انه سمى الاول والثالث ليرسو الخيار على اده او على الورقة التي لم يكشفها حتى الآن.

لكن اللائحة لم تثر فورا اي ارتياح لدى المعارضة، بل اتهمت بانها هي من سرب اسماءها، في حين بلغ بكركي ان الرئيس نبيه بري يقول ان صفير يعرف تماما مواصفات التوافق، وهي لا تنطبق على من سماهم، بل على المرشحين جان عبيد وفارس بويز.

في المقابل، وفيما كان وزراء ونواب في الاكثرية يقولون في نهاية الاسبوع ان ما وصلهم من معلومات اكد موافقة السوريين على اللائحة وان المعركة الرئاسية انتهت وفاز فيها غانم، اطل النائب السابق سليمان فرنجيه موحيا كلمة السر ان لا حظوظ لغانم، وليحدد "خريطة الطريق" نحو التوافق. وفي اليوم التالي خرج داليما من اجتماعه مع بري ومع العماد ميشال عون ناقلا اجواء متشائمة عن امكان التوصل الى تفاهم في الانتخابات الرئاسية. وما نقله الوزير الايطالي كان كافيا للاكثرية لاعادة حساباتها، واعطاء خياري الفراغ والانتخاب حظوظا متساوية.

الا ان تسارع الحركة مساء امس بوصول العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الى دمشق، التي عادت ناخبا اساسيا في الانتخابات الرئاسية، حاملا اجواء الرياض الى الرئيس السوري بشار الاسد، وعودة الوزير الفرنسي برنار كوشنير الى بيروت واتصالات وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ببري والسنيورة وصفير والنائب سعد الحريري مشددة على "التوافق"، اكدت كلها ان المشكلة لا تزال مستعصية، وانه لانضاج الحل، ثمة ثمن ما لم تقبضه سوريا بعد لتنسحب من الفلك الايراني. وفي قراءة لأوساط حكومية ان سوريا لم تقبض اي ثمن في ما يتعلق بالمحكمة الدولية، وان تعيين المحقق العدلي مدعيا عاما في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، يؤكد تعجيل الخطوات العملانية والاجرائية لسريان المحكمة. لكن التجربة التي نتجت من محكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا سابقا، دلت على انه يمكن الابطاء في عمل المحكمة واستدعاء الشهود وحتى المتورطين. وهذا الامر قد يكون وضع على الطاولة امام السوريين، الذين استشفوا انه في مقابل امرار الاستحقاق، يمكن ان تتأخر الاستدعاءات، بخلاف ما منعت عمله المدعية العامة كارلا دل بونتي التي عرقلت بعض الاتجاهات السياسية الفرنسية والاوروبية والاميركية، التي حاولت تأخير بعض الاستدعاءات اليوغوسلافية لاسباب سياسية.

وهذا يعني ان الثمن السوري لا يزال قيد التفاوض، في انتظار العرض الاميركي الاخير. لكن رسالة السعودية الى دمشق واضحة في هذا المجال، وعبر عنها الامين العام للامم المتحدة، وكذلك الفرنسيون والموفدون الأوروبيون والاميركيون في اتصالاتهم برئيس الحكومة وبالحريري. فالحكومة الحالية هي الشرعية، والمجتمع الدولي سيجدد شرعيته لها اذا حصل اي فراغ. الا ان المجتمع الدولي مستعد لتغطية اي تحرك تقوم به الاكثرية بما في ذلك انتخاب الرئيس على قاعدة النصف زائد واحد وتشكيل حكومة برئاسة النائب الحريري. ولا يعني ذلك ان باب التسويات اقفل بحسب الاوساط الحكومية التي تعتبر ان فرنسا، وضعت كل ثقلها ورهاناتها على المحك. فباريس، بعدما سمت مرشحين فرنكوفونيين، تؤكد انها لن تتهاون في تعطيل دور يحاول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي استعادته من واشنطن، بعد انحسار الدور الفرنسي عن المتوسط منذ ان تخلت فرنسا عام 1990، عن دورها السياسي في بوابتها التاريخية الى الشرق، حين تخلت الاشتراكية الفرنسية عن العماد ميشال عون سياسيا وليس انسانيا، وهي علاقة دفع ثمنها عون لاعوام خلت في حسابات السياسة الاميركية، وكذلك الجيش اللبناني.

 

كباش الساعات الأخيرة يوازن بين الانتخابات وتعطيلها

روزانا بومنصف

أظهرت زيارات الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون للزعماء اللبنانيين واستقبالهم فرادى وجماعات، وكذلك الامر بالنسبة الى وزراء الخارجية الاوروبيين كالفرنسي برنار كوشنير ثم الايطالي ماسيمو داليما اللذين جال كل منهما على هؤلاء الزعماء في مكوكية لافتة، مدى التعقيدات الداخلية وليس فقط الخارجية التي يمكن ان تعرقل الاستحقاق الانتخابي. فازاء كل الجهد الديبلوماسي الذي بذل على صعيد الاتصالات الاقليمية والدولية، ظهرت جملة امور من بينها ابتعاد اميركي مقصود عن الواجهة السياسية المباشرة اخيرا قبل ان تجري وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس امس جولة اتصالات هاتفية بعدد من الزعماء والبطريرك الماروني، حرصا على عدم تعقيد الجهود المبذولة اوروبيا في الدرجة الاولى، في مقابل اصرار سوري على تحميل الولايات المتحدة عرقلة الانتخابات او احتمال عدم حصول التوافق. كما اظهرت عدم ملاقاة الداخل اللبناني الجهود الدولية والاوروبية بالمرونة الكافية، الى درجة ان بعض الدول الاقليمية يمكن ان تختبىء وراء الممانعات الداخلية بحيث تثبت انه يكفي ان تترك الامور للبنانيين انفسهم من دون اي مساعدة خارجية من اجل ان يظهروا عجزهم عن التوصل الى اتفاق في ما بينهم. وهذا الامر من ابرز ما يمكن ان تسجله دمشق لمصلحتها، لجهة اظهار ان الافرقاء اللبنانيين يمكن ان يمارسوا التعطيل والفيتو، واحدهم ضد الاخر، والغاء الاقوياء والافضل من بينهم مثلما هي الحال في الجوجلة الحاصلة للائحة التي وضعها البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير لابرز المرشحين الرئاسيين. لكن مصالحهم الضيقة تحول دون توافقهم على ما قد يكون الافضل للبنان، علما انها تؤدي هي نفسها دورا بواسطة حلفائها في استبعاد المرشحين المناسبين في كباش حقيقي يتداخل فيه المحلي مع الاقليمي، ولكن من دون ان تظهر احتمالات مكاسب للبنان، اللهم باستثناء احتمال حصول انتخابات رئاسية في موعدها، انما بأي رئيس كان.

وتقول مصادر قريبة من المعارضة ان ازالة بعض العراقيل من امام انجاز الاستحقاق دفعت بالكثيرين من سفراء الدول المؤثرة الى تبني خطوات لازالة عقبة وراء اخرى. فغالبية هؤلاء حاولوا على مراحل مختلفة خلال الاشهر الاخيرة اقناع العماد ميشال عون بان لا حظ له بان ينتخب رئيسا للجمهورية في الاونة الراهنة وانه من الافضل لو يضطلع بدور صانع الملك بدلا من ان يكون الملك، اضافة الى دور اساسي له في الحكومة المقبلة من حيث اختيار الوزارات وامور اخرى، وهو امر كان ولا يزال يرفضه حتى الايام الاخيرة. ومع احتمال طرحه هذه الورقة على الطاولة او القيام بذلك فعلا في اللحظات الضيقة السابقة للاستحقاق بالتزامن مع رفع ورقة ترشيحه في وجه الجميع على ما اورد وزير الخارجية الايطالي في مؤتمره الصحافي قبيل مغادرته بيروت مساء السبت الماضي، فان العماد عون يكون يعمل وفق ما رغب كثيرون في ان يقوم به، وتاليا يود ان تكون له الكلمة المرجحة في اختيار الرئيس العتيد، كما تقول هذه المصادر. واذا كانت المعارضة تعزز شروط التفاوض من جانبها بهذه الذرائع من خلال القول ان الامر يتعلق بما يتفق عليه المسيحيون وما يريده العماد عون بالذات، فان الامر يكون بديهيا في شد الحبال بين الاكثرية والمعارضة. ويتعذر على حلفاء سوريا رفع سقف التفاوض بما يطيح احتمالات التوافق، باعتبار ان ذلك قد يحسب في خانة العرقلة السورية المباشرة التي لا يمكن سوريا ان تظهر انها وراءها مباشرة، في حين يمكن العماد عون رفع هذا السقف تبعا لموقعه وموقفه من اللائحة ومن ترشيحه. ولذلك اسقط داليما من مضمون المؤتمر التعقيدات الاقليمية وحصرها تقريبا بالعقدة التي يطرحها العماد عون. وتاليا فان الامور تبقى مهددة بالعرقلة التي خشيها رئيس الديبلوماسية الايطالية والتي استدعت عودة وزير الخارجية كوشنير مجددا الى بيروت مساء امس حرصا على استكمال المبادرة الفرنسية وعدم افشالها في مرحلتها الاخيرة. وهذه النقطة لها سلبياتها والايجابيات، اذ في موازاة الاقرار بالحجم السياسي لعون الذي يسمح له بفرض الشروط ربما وصولا الى ما يناسبه ويناسب المعارضة، فان الامر ينطوي ايضا على تحميل العماد عون دون سواه مسؤولية مباشرة عن تعطيل الانتخابات في حال عدم حصولها في موعدها، خصوصا ان الجميع يتفقون على اعتبار الرئيس نبيه بري جدياً في سعيه الى التوافق. واحتمال تعطيل الانتخابات لا يزال واردا بقوة، ويحذّر منه الجميع، من بان كي - مون الى كوشنير وداليما وحتى الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ووزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط.

وترى المصادر نفسها ترى ان الكباش الحاصل بديهي ومنطقي في الساعات الاخيرة السابقة للوصول الى موعد جلسة الانتخاب. ولم يكن متوقعا بالنسبة اليها الا ان تظهر ولادة الرئيس العتيد متعثرة وقيصرية، خصوصا مع التعقيدات من كل جانب. ولذلك ينوي المجتمع الدولي تأمين انتخاب رئيس وممارسة كل الضغوط من اجل ذلك، ثم احاطة الرئيس العتيد بكل الدعم السياسي اللازم وحض الافرقاء الداخليين على القيام بذلك لئلا تنعكس الموافقات القسرية في اللحظة الاخيرة على بداية عهده وتتسبب بتعثره منذ الاشهر الاولى.

في اي حال فإن الزيارة التي قام بها امس العاهل الاردني الملك عبدالله لدمشق ثم الزيارة التي سيقوم بها نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف لدمشق غداً من اجل تأكيد ضرورة حصول الانتخابات في موعدها هما مؤشران الى استمرار رفع السقف من المعارضة بما منع حتى الآن الوصول الى التوافق.

 

انتخاب رئيس الجمهورية ليس حلاً بل مدخل إليه

اميل خوري

يقول الرئيس حسين الحسيني ان التصرف الحكيم في انتخاب رئيس الجمهورية لا يقتصر على احترام نص الدستور، مع ان هذا الاحترام واجب، ولا ان يأذن بانتخاب رئيس بهذا العدد من الاصوات النيابية او ذاك بحيث اصبح الخلاف مستحكما في تقرير العدد، انما الخلاف في حقيقته يحكمه الصراع على السلطة وقد امسى صراعا، في المستوى المحلي وفي المستوى الدولي، يمس مصير الشعب ومصير الدولة.

ويضيف بعد سنتي الحرب عام 1976 كان علينا ان نلتقط انفاسنا في مرحلة انتقالية، ولم نفعل بفعل الخوف او بفعل الطمع. وفي عام 1982 بعد الاجتياح الاسرائيلي كان علينا ان نلتقط انفاسنا ايضا في مرحلة انتقالية ولم نفعل للاسباب نفسها، وفي عام 1989 بعد اتفاق الطائف كان علينا ان نلتقط انفاسنا في مرحلة انتقالية ولم نفعل للاسباب نفسها ايضا، وكذلك الامر في عام 2005 بعد انسحاب القوات السورية. وها نحن الآن في سنة 2007 بعد احداث السنوات الاخيرة الجسام، هل نفعل بلا خوف او طمع؟

ويطرح الرئيس الحسيني في المرحلة الانتقالية التي يتحدث عنها، وهي نفسها بمسائلها وبما يحول دونها، الاسئلة الآتية:

1 – كيف تعيد تكوين السلطة؟ واي قانون للانتخابات النيابية يكفل مدى التمثيل الكافي وفعالية الحكم في الوقت نفسه؟

2 – ما نظام ممارسة السلطة؟ اي ما قانون عمل السلطة الاجرائية الذي يؤمن المشاركة الواضحة والمسؤولية الفعلية في الوقت نفسه؟

3 - كيف نؤمن الضمان القضائي؟ اي ما قانون استقلال السلطة القضائية وفعاليتها في الوقت نفسه؟

4 – كيف نؤمن فرص العيش الكريم لكل لبناني بحسب عمله؟ اي ما السياسات الاجتماعية الممكنة اقتصاديا والضرورية كيانيا؟

5 – كيف نحمي الوطن، شعبا ودولة؟ اي ما قانون الامن الوطني الذي لا يلغي قدرة اللبنانيين على المقاومة بل يزيد منها بتعميمها في اطار دولة واحدة ذات حكم مدني، القرار الواحد فيه للسلطة السياسية الشرعية، والواجب فيه على كل لبناني بأن يشارك في الدفاع عن بلاده ضد اي عدوان محتمل.

هذه هي المسائل الحقيقية التي يرى الحسيني وجوب ايجاد الاجوبة فيها، فهل ننظر فيها عندما ننظر في انتخاب رئيس الدولة وفي تكوين الحكومة بعد الانتخاب؟ واذا نظرنا، فهل يملي علينا هذا النظر موقفا ما في فهم الدستور وتطبيقه؟

ويختم الحسيني بالقول: "ان بلادا تلك هي حاجاتها الضرورية، وتلك هي الاخطار المحيطة بشعبها ودولته، لا يمكن ان يكون التصرف الحكيم لحفظها باعتماد التحدي او الفراغ، ومن بعدهما الانقسام في كلا الحالين. اما التوافق الذي لا يقتصر على شخص رئيس الدولة وعلى اشخاص رئيس الحكومة واعضائها من بعد، بل يشمل هذه المسائل الخمس. وان واجب كل لبناني ان يفرض القيام به على كل قيادة سياسية.

وكان الاستاذ غسان تويني قد اقترح في احد مقالاته الاسبوعية في "النهار" تهيئة مشاريع القوانين الآتية بعد انتخاب رئيس الجمهورية وتأليف حكومته الاولى واجراء انتخابات نيابية مبكرة على اساس قانون جديد:

1 – انشاء مجلس الشيوخ المنصوص عليه في اتفاق الطائف ووضع نظام تكوينه وصلاحياته وروزنامة التنفيذ.

2 – تنظيم دستوري مستقبلي للترشح للرئاسة.

3 – تعيين الهيئة الوطنية لالغاء الطائفية السياسية التي نصت عليها وثيقة الطائف.

4 – التفاهم على قانون تعزيز استقلال القضاء.

5 – تعزيز صلاحيات المجلس الاقتصادي الاجتماعي ليساعد على التخطيط لمعالجة الازمة الاقتصادية والمالية الخانقة.

وطرح الكاتب والمفكر انطوان نجم للمناقشة صيغة اتحادية للبنان باعتبار ان "الاتحادية هي شكل بنيوي للدولة مع نظام ديموقراطي يلائمه، وهي على انواع ودرجات في الاشكال والصيغ التطبيقية، انما يتلاقى جميعها على مبدأ توزيع صلاحيات الحكم على نحو تناغمي وتكاملي بين سلطة مركزية وسلطات محلية، بحيث تحترم الدولة الاتحادية مصالح جماعاتها الوجودية وتؤمن الانسجام في نسيجها وتمنع تغلب طرف على طرف آخر، فترتقي بالعيش المشترك الى حال المؤالفة الحقيقية. وقد اتخذت مسيرة تكوُّن "الاتحادية" حتى الآن طريقين، فهناك هويات مجتمعية متغايرة غير متجانسة، او مناطق جغرافية مختلفة، تعاقدت على تبني سياسية مشتركة، فعقدت في ما بينها وحدة اتحادية لتتخذ قرارات مصيرية مشتركة (مثل سويسرا والامارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الاميركية) بينما اتحادات اخرى بدأت دولة مركزية موحدة، ثم عادت فنظمت نفسها على اساس اتحادي تحقيقا لمساواة حقيقية وواقعية بين مكوناتها، مثل السودان والعراق (في دستوره الجديد) وقبرص واسبانيا التي كانت متشددة في مركزيتها تتجه بخطى واسعة نحو الاتحادية.

ويصف صاحب هذا الاقتراح الدولة اللبنانية بالدولة التعاقدية بامتياز، وهي بالتالي ثمرة عقد اجتماعي بين ابنائها، متحرك ومتجدد، وقد انطبعت مراحل عديدة من الحياة السياسية في لبنان منذ عام 1920 بتوتر غلب عليه الاضطراب وخطر تفكك أوصال الدولة والشعور بالغبن والخوف وهيمنة فريق على فريق، وسببه الاول تناقض شكل الدولة ونظامها مع الحقيقة المجتمعية اللبنانية، وهنا يكمن الخلل الرئيس والاساس. والاتحادية هي منطلق الحل القادر على ازالة اسباب التوتر باعطاء الطمأنينة الكاملة، وجودا وهوية ونماء، للطوائف والمواطنين جميعا. وشرط تحقيقها ونجاحها واستمرارها، ان تأتي ثمرة قبول شعبي طوائفي حر عريض وان يطبقها المسؤولون وفق حقيقة اهدافها وحتمية مقتضياتها، مما يجعل عيش اللبنانيين المشترك، القائم بحكم الامر الواقع، يرتقي الى مستوى المؤالفة الحقيقية، وان الاتحادية في لبنان تأخذ بمجمل معطيات الحرية والعدالة والمساواة التي تتطلبها الاشكال الاتحادية في العالم ولكنها تعير اهتماما خاصا لخصوصيات الواقع المجتمعي في لبنان في سعيها للوصول الى اعتبار المشاركة المتساوية والمتوازنة بين طرفي التعددية على اختلاف امورها ومستوياتها، تعني مساواة كاملة بينهما في الحقوق والواجبات، وفي اشكالها التطبيقية ايا يكن عدد المسيحيين والمسلمين، مما يجعل "الديموقراطية التوافقية" في امتداداتها وابعادها كافة ركيزة اساسية في النظام السياسي اللبناني، واحترام حرية من يرغب من المواطنين في تبني العلمانية نهجا في الحياة وتمكين السياسة الخارجية اللبنانية من اعتماد مبدأ "الحياد الايجابي" اقليميا ودوليا مع تبني اصول العلاقات المتبعة بين الدول، والاخذ في الاعتبار في الوقت نفسه اهمية عضوية لبنان ودوره حقوقا وموجبات في جامعة الدول العربية وهيئة الامم المتحدة.

واقترح السفير سمير حبيقة ان يحذو لبنان حذو فنلندا اذ ان ثمة اوجه شبه كثيرة بين ما مرت به هذه الدولة وما تعاقب على لبنان. فكما ان لبنان بعد مضي اكثر من ثلاثين سنة على تمتعه بالاستقلال، عاد ووضع تحت الوصاية السورية من جهة والاحتلال الاسرائيلي لجنوبه من جهة اخرى، كذلك كانت الحرب العالمية الثانية ذريعة لروسيا كي تهاجم فنلندا حليفة المانيا آنذاك وتحتل جزءا كبيرا من اراضيها. وكما وقع لبنان معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق مع سوريا كذلك وقعت فنلندا معاهدة الصداقة والتعاون والتساعد المشترك.

الى ذلك، فان مشكلات لبنان ليس في التوصل الى اتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية فقط، انما الاتفاق على معالجة كل المسائل المثيرة للخلاف بين اللبنانيين والتوصل الى حل لها لكي ينعم لبنان بالاستقرار السياسي والاقتصادي والامني الثابت والدائم.

 

النائب انطوان زهرا : الفراغ ما يزال المرشح الأساسي لسوريا وحلفائها في لبنان 

 لا جديد على صعيد العلاقة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية

زهرا لـ"ليبانون فايلز": الفراغ ما يزال المرشح الأساسي لسوريا وحلفائها في لبنان

كشف عضو كتلة القوات اللبنانية النائب أنطوان زهرا ان لا جديد على صعيد العلاقة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية التي لم تنقطع يوماً بشكل كامل واضعاً زيارة زميله النائب جورج عدوان الى الرابية في إطار التشاور ومحاولة تقييم الوضع القائم.

زهرا وفي حديث لموقعنا قال "حرام أن نضع الناس في أجواء تفاؤلية"، والفراغ ما يزال المرشح الأساسي لسوريا وحلفائها في لبنان". 

ما هو الجديد في العلاقة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية؟

بكل بساطة الإتصالات لم تنقطع يوماً بشكل جدي بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، ولكن هذه الإتصالات التي تمظهرت في الإعلام بعد زيارة النائب جورج عدوان الى الرابيه ولقائه العماد ميشال عون للتشاور ومحاولة تقييم الوضع القائم حُمّلت من الكثيرين أكثر من اللازم، لأن لا جديد في هذا الموضوع على الإطلاق وحرام أن نضع الناس في أجواء تفاؤلية.

من المقصود في كلام وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير الذي تحدث عن تحالفات جديدة طرأت على الإستحقاق الرئاسي؟

قد يكون المقصود موقف دولة الرئيس ميشال المر الذي أعلن تأييده للتوافق معرباً عن استعداده للحضور الى جلسة الإنتخاب مع عدد من زملائه في تكتل التغيير والإصلاح في حال حصول الجلسة لأنني لم أرَ أي موقف مماثل لدى أي فريق آخر.

ضمن اي إطار تضعون إتصالات وزيرة الخارجية الأميركية غوندوليزا رايس بكل من الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري؟

هذه الإتصالات تأتي في إطار التشجيع وتوضيح الموقف الأميركي الداعم للمبادرة الفرنسية من أجل بذل كل الجهود الممكنة للتوصل الى إنتخابات رئاسية توافقية قبل الرابع والعشرين من الجاري.

هل ستعقد الجلسة بعد غد الأربعاء؟

لا احد يستطيع تأكيد ذلك، وواضح من موقف الرئيس بري أنه لن يفتح المجلس إذا لم يحصل التوافق كذلك يبدو من مجريات الإتصالات التفاوضية أن الفراغ ما يزال المرشح الأساسي لسوريا وحلفائها في لبنان.

ماذا تقولون للشعب اللبناني الذي يعيش حال من الرعب؟ 

أعد الشعب اللبناني بإسم قوى 14 آذار بأننا لن ننجر أبداً الى أي نوع من الفتنة وأدعو اللبنانيين الى التفكير بعقل بارد وعلى رغم أن الإستحقاق الرئاسي يشكل محطة أساسية يجب العمل على التقدم في بناء مؤسساتنا لأنه الرهان الوحيد الذي يجب أن نتمسك به وهذه ليست المحنة الاولى والأخيرة التي يمر بها لبنان. 

حاوره: مارون ناصيف

جميع الحقوق محفوظة©

 

شرح لـ "السياسة" الأسباب العميقة للأزمة وحذر من أن المواجهة السنية- الشيعية تنذر فعلاً بشرِّ مستطير

المفكر أحمد بيضون: لبنان يعيش حرباً أهلية باردة وما يحفظ وجوده المهدد احتمال تقاتل الورثة عليه

 بيروت - علي أحمد: السياسة

/ قدم المفكر اللبناني الدكتور أحمد بيضون في مقابلة مع "السياسة" قراءة مغايرة للواقع اللبناني على أبواب استحقاق مفصلي في تاريخ أزمته المفتوحة على كل الاحتمالات. ووضع الانتخابات الرئاسية موضوع النزاع في إطارها التاريخي قارئاً قراءة الباحث النقدي في الأسباب العميقة للأزمة ومحللاً طبيعة الجماعات التي تشكل المجتمع اللبناني المأزوم الذي بلغ مع النظام الطائفي حدود الإنجاز الكبير والانهيار النهائي.

في الحديث عن مصير بلاد الأرز يتدخل علم الاجتماع, وهو اهتمامه الأول, بالفلسفة وهي شغفه الأول, فالهوية اللبنانية التي قد تضيع بفعل نزاعات الطائفيين وتدخل الدول الإقليمية والغربية, هي موضع حراك, ويجب أن تكون موضوع متابعة.

في السياسة لا يجد بيضون, صاحب التجربة في النضال الحزبي-الفكري, حرجاً في تسمية الأشياء بأسمائها, لذا فإن "حزب الله" وغيره من القوى الكبرى في لبنان, يتضخم حجمها وفعلها بسبب الدعم الخارجي لها, وكلما قويت ازدادت التبعية لهذا الخارج, ولكنها في الداخل لا تستند إلى طوائفها, بل تعيلها.

ويحذر: »المواجهة السنية-الشيعية تنذر فعلاً بشر مستطير, أما الدور المسيحي فتراجع إلى مؤيد ومراهن على التحالف مع الأقليات, ومنهم الشيعة, وإلى مؤيد ومراهن على الورقة الرابحة, أي أهل السنة, وهم أهل سلطة ودعم دولي. وبين هذا وذاك تنبت على أرض لبنان دول قائمة بذاتها, أخطرها دولة "حزب الله" الذي يطبق ولاية الفقيه بالفعل, وهو (أي الحزب) إذ يخفي مضامين خطابه الديني فلحسابات الربح والخسارة, لأن القوى الدينية هكذا, تأخذ ما تستطيع أخذه, وستأخذ أكثر عندما تستطيع إلى ذلك سبيلاً«.

اما الجماعات السلفية في لبنان والمنطقة, فيرى انها عالم معقد من التحالفات والعداوات, و"حزب الله" على علاقة جيدة ببعضها, وعلى عداوة مع أخرى, ولكنه لم ير في تنظيم "فتح الإسلام" الإرهابي خطر أن يكون أحد تشكيلات "جيش السنة" الذي قد يواجهه يوماً.

ويعود بيضون إلى حرب تموز 2006 التي خيضت من قبل "حزب الله" لثلاثة أهداف: الأول لبناني يتعلق بالحفاظ على السلاح, والثاني سوري لإبعاد شبح المحكمة, والثالث إيراني كإثبات جدارة قبل المواجهة مع الأميركيين على خلفية الملف النووي.

لكنه يلاحظ ان في الأفق تباينا سوريا-إيرانيا ينطلق من اختلاف المشروع والأهداف, وعندما تتقدم التسوية للصراع العربي-الإسرائيلي ويكون لسورية موقع فيها, سيتأثر "حزب الله" ولبنان, سلباً أو إيجاباً, ولكن ما يؤخر ذلك أن سورية غير مرحب بها في نادي التسوية حتى الآن رغم العروض المغرية التي تقدمها.

الدكتور أحمد بيضون مفكر وأديب وشاعر, اسم لامع في الساحة الثقافية العربية واللبنانية, من مواليد بنت جبيل في جنوب لبنان العام 1943, درس الفلسفة وتفوق فيها, وهو أستاذ في معهد العلوم الاجتماعية التابع للجامعة اللبنانية, وأستاذ متعاقد في جامعة بيروت العربية, وأستاذ زائر في بعض الجامعات الفرنسية.

 كتب في الفلسفة واللغة وعلم الاجتماع وله ديوان شعر واحد,  اضافة إلى المساهمة في دراسات ومؤتمرات فكرية في أكثر من 25 بلداً مؤلفاته بالعربية والفرنسية, كتابة وترجمة, تزيد على 15 كتاباً, أبرزها: ديوان الأخلاط والأمزجة (شعر), الصراع على تاريخ لبنان, من مفردات اللغة إلى مركبات الثقافة, الجمهورية المتقطعة, مصائر الصيغة اللبنانية بعد "الطائف", مغامرات المغايرة, اللبنانيون طوائف وعرباً وفينيقيين, معاني المباني: في أحوال اللغة وأعمال المثقفين.

عقدة الاستحقاق

\ يواجه لبنان هذه الأيام استحقاقاً مصيرياً هو انتخابات رئاسة الجمهورية. ما قراءتكم لهذا الاستحقاق من الناحية الستراتيجية بعيداً عن حسابات هذا أو ذاك من الأطراف السياسية اللبنانية?

/ الاستحقاق الرئاسي هو عقدة ونقطة تركيز لجملة النزاعات والتناقضات التي تحكم وضع البلاد منذ سنوات, يمكن تحديد منطلقها من انفكاك قبول الغرب عموماً والولايات المتحدة خصوصاً بالوكالة المعطاة لسورية لإدارة الشؤون اللبنانية. في العام 2004 وبعد حرب  العراق, قامت حبكة لأوضاع المنطقة برمتها, وضعت الثنائي السوري-الإيراني في مواجهة الولايات المتحدة وفي مواجهة قوى أخرى مختلفة العلاقات والمصالح مع أميركا, تبدأ على صعيد المنطقة بإسرائيل وتشمل من جهة ثانية عدداً من الأنظمة العربية التي تجمعها علاقات وثيقة بأميركا, وهي تشمل على الصعيد الدولي قوى أخرى, بعضها ضالع ضلوعاً عميقاً في أوضاع المنطقة مثل الاتحاد الأوروبي ممثلاً بدوله الكبيرة أي فرنسا وبريطانياً وألمانيا. هذه الوكالة التي كانت أعطيت لسورية في أعقاب اتفاق "الطائف", كانت في الواقع امتداداً للوضع القائم قبل الاتفاق, وقد عززها الموقف السوري في حرب الخليج  1990-1991, وهو موقف مالأ الولايات المتحدة وشارك في الحملة الدولية التي شنت آنذاك لتحرير الكويت على أثر الاحتلال العراقي لها.

اعتبرت هذه الوكالة منتهية في حدود سنة 2004 ومنذ ذلك الحين ونحن نشهد المحطة تلو المحطة في سياق تطورات طبعت المرحلة  الجديدة وجعلت منها مرحلة أزمات متلاحقة. في سنة 2004 حصل التمديد للرئيس أميل لحود وصدر القرار 1559, وأسفر ذلك عن فرز جديد للقوى على الصعيد الداخلي, وكانت المحطة الكبرى في سنة 2005 في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ومن قتلوا معه, ثم مسلسل الاغتيالات الذي تلاه. هذه المحطة كانت هي الأكثر تعبيراً في الواقع عن طبيعة التغيير الذي حصل, وإنها كانت تعني أنه لن يُسمح بحكم البلاد من قبل المركز القيادي الأبرز بعد اتفاق "الطائف", وهو مركز رئاسة مجلس الوزراء, لشخص يعتبر قريباً جداً من أطراف متلاقية في مواجهة سورية وإيران, أي مقرب جداً من السعودية وفرنسا والولايات المتحدة وذو صلة وثيقة ببريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي, وهو قد نسج بهذه العلاقات وغيرها شبكة واسعة جداً, جعلت منه في الحكم ممثلاً متصدراً للقوى المذكورة في مواجهة قوى أخرى هي إيران وسورية وتضم أيضاً "حزب الله" في لبنان وحركة "حماس" في فلسطين.

هكذا نشأ خط الانقسام العميق الذي جعل كل محطة تقتضي تغييراً في الوضع اللبناني, تعبر عن نفسها بأزمة يصعب الخروج منها, أو تتمثل في اغتيالات وأعمال عنف, أو في اضطراب داخلي, من قبيل التظاهر والاعتصام والتهديد بالعصيان المدني وما إلى ذلك. إذاً الاستحقاق الرئاسي ليس بداية بل هو حلقة في هذا المسلسل المستمر منذ سنوات. هذا المسلسل شهد على سبيل المثال, استنكاف الوزراء الشيعة عن المشاركة في أعمال حكومة فؤاد السنيورة ثم عودتهم, ثم شهدنا حرب تموز-آب 2006, وبعدها استقالة الوزراء الشيعة وأحد الوزراء المسيحيين نهائياً من الحكومة. وكان المطروح في هذه الأثناء تشكيل حكومة وحدة وطنية, وهذه استوت موضوعاً لسجال متأزم وتبادل حملات ولوساطات لا تهدأ, شأن الاستحقاق الرئاسي الآن.

اذا, نحن أمام وضع إجمالي يشهد أزمة عميقة جداً, هي في الواقع, في وجهها الداخلي, نوع من الحرب الأهلية الباردة, نوع من الحرب الأهلية التي لم تصل إلى حد الانفجار المسلح, ولكنها حرب قائمة  فعلياً, ومن علاماتها الأساسية هذا الاستقطاب الطائفي العنيف الذي نشهده, وهو استقطاب أسفر عن وضع شبيه بذلك الذي كان قائماً في أثناء حرب 1975-1990, لجهة التمثيل الأحادي للطوائف. ونحن نشهد وضعاً يبدو "حزب الله" فيه مهيمناً على التمثيل السياسي للشيعة, و"تيار المستقبل" مهيمناً على التمثيل السياسي للسنة, ووليد جنبلاط وحيداً فاعلاً للدروز. ولكن في الجانب المسيحي لا يوجد الانقسام الذي يعتد به, إذ نجد نوعاً من التوازن بين فريقين. وهذا يدل في الواقع على تطور مختلف للطوائف المسيحية عما شهدته الطوائف الإسلامية. ويدل على أن الأطراف المسيحية ليس لها في الخارج مخاطب واحد, بل هي تخاطب أطرافاً كثيرة ومختلفة.

هذا الاستقطاب الطائفي يجعل من أي خلاف أزمة ويجد النظام الطائفي اللبناني نفسه في مأزق, وتنتهي البدائل عند التنازع. إذا كنا أمام مشكلة تشكيل الحكومة وتحديد عملها مثلاً فإن الخلاف إذا طرحت مسألة من المسائل الأساسية, وهي مسائل متحركة على الساحة اللبنانية, تصبح خلافاً مستعصياً, والطرف الذي يجد أن وجهة نظره لن يؤخذ بها في أمر محدد يستطيع تجميد عمل الحكومة تجميداً تاماً, وباستطاعته أن يطيح الحكومة من أصلها إذا توفر له أكثر من ثلث الأصوات داخلها.

الجدار

هذا وضع لم يشهده النظام الطائفي من قبل وهذا يدل على أن هذا النظام له تاريخ من الأزمات. ولكن أزماته لا تكرر واحدتها الأخرى, وإنما هي تعبر في كل طور عن الحالة التي وصل إليها هذا النظام في تطوره. وأعتقد أن ما تعبر عنه الأزمة الحالية هو وصول النظام الطائفي في لبنان إلى الجدار, أي إلى نهاية إمكاناته, ولن يتمكن من إدارة أوضاع البلاد إدارة سوية.

مشكلة الاستحقاق الرئاسي أنه محطة في هذه الأزمة, هناك أهمية لعبور هذه المحطة بسلام, وأنا لا أقول أن هذا الاستحقاق بلا أهمية, هو استحقاق مهم لأن إنجازه بسلام يتيح للبلاد أن تتنفس, ويمنع الانهيار شبه الفوري للمؤسسات, ويمنع نوعاً من الازدواج في الحكم ونوعاً من الصراع على المؤسسات, يمكن أن يؤدي إلى صدامات في الشارع. لذا فإن إتمام الاستحقاق له أهمية مؤكدة. ومع ذلك فإن الانتخابات لن تشكل نهاية للأزمة, لأن المسائل الكبرى المطروحة, وهي موضع خلاف, ستعود للبروز عند أي إجراء مهم يلي الانتخابات الرئاسية, مثل الخلاف على الحكومة وبيانها الوزاري, وعلى تكوينها وتوازناتها, وكذلك هناك القرارات الدولية الخاصة بلبنان سواء ما يتعلق بالوضع في الجنوب, أو بالمحكمة الدولية, أو بسلاح "حزب الله", والعلاقات مع سورية. وسيظهر التنازع من جديد في الهيئة الحاكمة, نحن إذاً أمام وضع سيطول وسنشهد له أطواراً كثيرة.

\ هل الصراع في لبنان هو مواجهة سنية-شيعية, والمسيحيون فيه موزعون مع هذه الطائفة أو تلك?

/ المسألة السنية-الشيعية تبدو متصدرة في هذا النزاع الداخلي اللبناني وهذا شيء جديد على تاريخ الانقسامات الطائفية في البلاد. العلاقات السنية-الشيعية كانت تاريخياً علاقات اعتدال وتقارب واختلاط ولقاء, وقبل المدة الأخيرة كان خارج التصور عملياً أن تتطور الأمور إلى هذا النوع من المواجهة بين القوى السنية والشيعية الرئيسية. الاستقطاب واتخاذه هذه الصفة ناجمان في الواقع عن العلاقات الخارجية للطرفين بالدرجة الأولى, وعن الوزن الذي أفسدته هذه العلاقات الخارجية تحديداً للطرفين, في الساحة الداخلية. أن تكون حليفاً لإيران ولجملة القوى التي تشكل إيران قطب الرحى فيها من جهة وأن تكون حليفاً للسعودية من جهة أخرى, وبالتالي داخلاً في المدار الإقليمي-الدولي للسعودية, هذا معناه أن الانقسام مرشح للتفاهم, ليس فقط بسبب المواجهة الإقليمية التي تحاول الدولتان مداراتها وتدبيرها على نحو يمنع تأزمها, ولكن أساساً لأن علاقة الشيعة بهذا الطرف, وعلاقة السنة بذاك الطرف, ضخمت كثيراً حجم الشيعة وحجم السنة في لبنان.

نحن أمام حالة لبنانية بامتياز, تبدو فيها طائفة من الطوائف طرفاً كبير الحجم لا في المجال الداخلي فقط بل أيضاً على الصعيد الإقليمي, ويبدو أن أموراً كثيرة في المنطقة كلها معلقة على طريقة تصرفها, هذه السمة من سمات الطائفية السياسية اللبنانية في علاقاتها بالخارج هي ما أسميه »الارتباط بين القوة والتبعية«, أي أن الطرف اللبناني الطائفي أصبح قوياً ازدادت تبعيته, وفقد سيطرته على نفسه وعلى قراره, لأن مصادر قوته ليست في البلاد وليست في قاعدته المحلية وإنما هي خارج البلاد, وعندما يجد نفسه على هذا القدر من القوة والعظمة والأبهة يصبح غير قادر على التراجع, وتصبح قيادته السياسية معرضة للطعن إذا تراجعت وقبلت بوضع يعبر تعبيراً أفضل عن الحجم الداخلي للجماعة التي تمثلها.

\ هل هذه القاعدة تنطبق على "حزب الله" بشكل أساسي?

/ الحقيقة أنها تنطبق على الطرفين. فالنائب سعد الحريري مثلاً عندما يذهب إلى الولايات المتحدة يستقبله الرئيس جورج بوش وكبار المسؤولين ويرحبون به وبما يمثله. وكذلك في فرنسا وغيرها. وبالنسبة ل¯"حزب الله" الأمر واضح, وكم يبدو كلاعب مهم على الصعيد الإقليمي. وواقع الحال, في العمق هو غير ذلك, لأن كل الأهمية التي يحظى بها في الخارج قاعدتها الداخلية ضعيفة وهشة.

واللافت في هذا المجال أن علاقة "حزب الله" و"تيار المستقبل", كل بطائفته قائمة على »إعالة سياسية«, أي أن التشكيل السياسي يعيل جزءاً من طائفته عوضاً أن يكون العكس هو الصحيح. إذ يفترض بالطائفة أن تحمل القوة السياسية التي تمثلها وأن تمنحها الإمكانات لتقف على قدميها وتتولى الوظيفة المنوطة بها, وهي تمثيل الطائفة والدفاع عن مصالحها.

في الحالات اللبنانية التي نحن بصددها نجد أن القيادات السياسية هي التي تتولى الرعاية والإعالة, وهذا أمر غريب, ولكن يفهم على أنه طبيعي إذا تذكرنا أن مصادر القوة لهذا التشكيل السياسي ليست في الطائفة إنما هي موجودة في الخارج.

بين السنة والشيعة

\ بالعودة إلى المسيحيين هل يفسر نقصهم العددي تراجع دورهم السياسي في لبنان أم أن هناك أسباباً أخرى?

/ العدد بلا شك له تأثير ولكن التأثير الأكبر هو في التشكيل الإقليمي للعلاقات العربية والدولية, وموقعهم هم في هذا التشكيل. المسيحيون إذا رجعنا بضعة عشرات السنين إلى الوراء كانوا أقوياء بإمكاناتهم الداخلية أولاً وبعلاقاتهم الخارجية عندما كان التوجه الخارجي يتخذهم قبلة وهدفاً له. الوضع تغير الآن لأن الأميركيين والأوروبيين يتوجهون أول ما يتوجهون في النزاع الحالي, وفي الاستقطاب الحاصل على صعيد المنطقة, نحو السنة ولا يتوجهون نحو المسيحيين, لأن الأميركيين والأوروبيين معنيون ومهتمون بمن هم رعاة السنة في المنطقة, وهم حلفاؤهم الكبار, وبخاصة دول الخليج.

لذا نجد أن المسيحيين أصبحوا بلا راع ثابت على الصعيد الإقليمي والدولي, ولا تزال لديهم الكثير من العلاقات والإمكانات لكنها غير مكثفة في قطب يمكن أن يجترح لهم موقفاً مستقلاً على الساحة. لذلك تسود في صفوف المسيحيين اليوم نظريتان. نظرية تقول أنهم أقلية وأنهم بالتالي يجب أن يقفوا في صف الأقليات الأخرى في المنطقة, أي الأقلية الشيعية سواء في البلاد العربية, أو في العالم الإسلامي برمته وممثلها الرئيسي إيران, والأقلية العلوية الحاكمة في سورية. وهذه نظرية قديمة في المنطقة وتفسر سلوك أطراف مختلفة في مراحل ماضية من تاريخ لبنان والمنطقة. النظرية الثانية في صفوف المسيحيين هي التي تقول أن السنة هم أصحاب الأفق المفتوح في المنطقة وعلى الصعيد الدولي, وأن محالفة السنة بالتالي هي الورقة الرابحة الفعلية وهي التي تضمن ألا يجد المسيحيون أنفسهم في مواجهة الأكثرية من شعوب المنطقة ودولها, وهي أكثرية لا يستطيعون مواجهتها أصلاً, ولهم عندها مصالح كبيرة, ويحسن بهم أن يراعوها. هذا فضلاً عن أن حلفاء المسيحيين التاريخيين, أي فرنسا أولاً وأميركا لاحقاً, هم الآن في هذا الصف, وهم في مواجهة الصف الآخر, وبالتالي من الطبيعي, حسب النظرية الثانية, أن يقف المسيحيون حيث يقف هؤلاء الحلفاء التاريخيون.

هاتان النظريتان تتنازعان المسيحيين, ولكن هذا لا يمنع أن كلاً من هاتين النظريتين في الواقع تغطي على نحو شفاف مصالح داخلية, بمعنى أنه إذا تغيرت الحسابات بالنسبة للطرف القائل بالنظرية الأولى, فهو مستعد للانتقال إلى النظرية الثانية, والعكس بالعكس, إذاً ليست المواقف نهائية, في هذا الصدد الحسابات الداخلية للأطراف المسيحية هي الحاسمة في تحديد الموقف.

\ هل هذا ينطبق على العماد ميشال عون الذي انتقل من موقع إلى آخر, مع إمكان العودة إلى الموقع الأول?

/ تماماً, هذا ممكن جداً.

\ خلال العقدين الماضيين قامت ثنائية شيعية توزعت الأدوار بين شيعة للدولة, أي »حركة أمل«, وشيعة للثورة, أي "حزب الله". هل لا تزال الثنائية قائمة بالفعل, وكيف تقرأ سلوك كل منهما في موضوع الاستحقاق الرئاسي كمثال?

/ منذ العام 2000 حصل مد كبير ل¯"حزب الله" جعله هو القدرة المتصدرة فعلياً في الطائفة الشيعية وجعل حركة "أمل" في موقع ضعيف بالنسبة إليه. ضعف هذا الموقع كان يعوضه السوريون حتى انسحابهم من لبنان, بكفالتهم للثنائية الشيعية وإدارتهم للعلاقات بين طرفيها, بالتفاهم طبعاً مع إيران. الآن وقد خرج السوريون الوضع اختلف, ولا تملك "أمل" هامش حركة واسعاً يجعلها قادرة على الانفراد إذا شاءت بموقف من هذه المسألة أو تلك عن "حزب الله". لذا يبدو هذا الانفراد في هذه اللحظة بالذات عالي الكلفة على صعيد ما أسميه, تجاوزاً, الرأي العام الشيعي.

من جهة ثانية لا يعني ذلك أن حركة "أمل" أصبحت بلا قواعد فالواقع أن الحركة رتبت أوضاعها من خلال حظوظها في ما يسمى حصة الشيعة من الدولة, "الأنا" من الذين يمحضونها الولاء باعتبار أن رئيسها (نبيه بري) هو ولي نعمتهم. وهذا الوضع في المنطق اللبناني يجعل من الحركة نواة صلبة باقية, ولكن الموضوع يتعلق بإشعاع هذه النواة, وبنفوذها في الوسط الطائفي الأوسع, وهذا ما تقلص, في حين اتسع نفوذ النواة الأخرى الضخمة التي هي "حزب الله".

\ ألا يعبر وجود هذه الثنائية عن مشروعين مختلفين, الأول مشروع الدولة اللبنانية وتحمله "أمل", والآخر هو مشروع دولة "حزب الله"?

/ لا شك أن هناك فارقاً على هذا الصعيد. "حزب الله" يعيش أساساً في دولة خاصة به, دولة لا تدين للدولة اللبنانية لا بالقليل ولا بالكثير, فهو رتب أوضاعه ونشأ أصلاً على منطق أنه على هامش الدولة اللبنانية ومنافعها, مصدر تمويله معروف ومصدر سلاحه معروف, والخدمات التي يقدمها تتم عبر مؤسسات معروفة, وقد بقي خارج الحكم والإدارة وكل أجهزة الدولة كل هذه المدة, أي حتى الانسحاب السوري من لبنان, حين وجد نفسه مضطراً إلى سياسة أموره ومصالحه من داخل الحكم.

أما حركة "أمل" فهي في وضع آخر, لأنها نمت وترعرعت وهي على نحو ما عالة على المنافع التي تؤمنها الدولة, ابتداء من التوظيف وانتهاء بالمشاريع الصغيرة والكبيرة التي تنفذ هنا وهناك, وما يوفره ذلك من فوائد مختلفة, بالإضافة إلى سائر الخدمات من كل نوع التي يؤمنها الوجود في الحكم والنفوذ في الدولة, والتي قدمتها لمواطنيها, وقد نجحت حركة "أمل" بجدارة كبيرة أن تلعب دور من كانت تسميه هي وغيرها »الإقطاع السياسي« في ما مضى.

دخول ملتبس

\ دخل "حزب الله" في الدولة على مرحلتين الأولى في العام 1992 عندما أدخل نواباً إلى البرلمان وأسقط يومها شعار »الجمهورية الإسلامية في لبنان« من قاموسه, ثم دخل مرة ثانية إلى الحكومة بعد الانسحاب السوري العام 2005, هل يشكل وجوده في الدولة موقفاً نهائياً أم أنه يحتفظ بهدف إقامة جمهورية إسلامية في لبنان إلى مرحلة مقبلة?

/ في الحقيقة إن شعار الجمهورية الإسلامية في لبنان هو من حين إطلاقه شعار ولائي, هو شعار انتماء إلى الثورة الإيرانية. ويصعب التصديق أن هذا الشعار حين طرح في النطاق اللبناني في الثمانينات كان معداً للتنفيذ, هو كان إعلاناً أكثر منه برنامجاً. لكن التخلي عنه لاحقاً كان له معنى أيضاً لأنه كان خطوة أولى نحو الانخراط في النظام الطائفي اللبناني الذي هو بخلاف عقيدة "حزب الله" ومنطلقاته ليس نظاماً دينياً, فالنظام الطائفي اللبناني هو نظام سياسي, وهو لا يستقي شيئاً من المضامين الإيديولوجية المتعلقة بالحكم مثلاً التي نجدها في الإسلام أو في المسيحية. مصادر النظام اللبناني على صعيد التشريع وعلى صعيد السياسة هي في الأساس مصادر وضعية وليست مصادر دينية. إذاً كان "حزب الله" قد خطا خطوة في هذا الاتجاه, أي خطوة نحو وضع أهدافه ذات الطابع الديني على الرف في ما يتعلق بالسياسة والحكم, وهو في الواقع قصر مشاركته في مجلس النواب بعد 1992 وحتى 2005 على أمور تتعلق بالمقاومة وحمايتها, وعلى أمور أخرى تتعلق ببعض المصالح والخدمات المتصلة بجمهوره مع الإشارة إلى أن هذا الجانب الثاني بقى ثانوياً, وعلى الإجمال نجد أن حضور الكتلة النيابية ل¯"حزب الله" في مجلس النواب, كان باستثناء موضوع المقاومة, حضوراً خافتاً, ولو لم يكن لهم مطالب أو طروحات تنطوي على عناصر مواجهة مع منطق النظام أو مع سير أعمال الدولة المعتادة.

لكن "حزب الله" مع هذا التغيير في مسلكه لبث محتفظاً بمرجعه الديني في التعبئة والاستقطاب, يعني أنه يعبئ جمهوره على أساس مذهبي ديني, وهو يستحضر مضامين دينية في هذه التعبئة. وهذا أمر يجعل وضعه ملتبساً, والالتباس هو بين منطق التعبئة من جهة, ومنطق الممارسة السياسية في ما يتصل بالدولة والقوى السياسية الأخرى من الجهة الثانية. وبالتالي في حال وصل "حزب الله" إلى وضع »غالب« في الحكم, وهذه مجرد فرضية, لا نستطيع أن نستبعد بروز المضامين الدينية لدى "حزب الله" وانعكاسها بالتالي على سياسته ومواقفه في الدولة, وفي علاقاتها وسياستها.

الواقع أنه في مثل هذه الحالة, علينا أن نسلم أن الأطراف لا تنسى بالضرورة منطلقاتها نسياناً نهائياً, وإنها تحاول أن تحصل على ما تستطيع أن تحصل عليه, وفي حين تقدر أن مضامين معينة غير صالحة للتسويق في السياسة, تسحبها أو تنحيها, وهي قد تستعيدها إذا وجدت نفسها في لحظة قوة باعتبار هذه الاستعادة نوعاً من أنواع التعبير عن هذه القوة.

\ يقول "حزب الله" أنه ملتزم »ولاية الفقيه« ولكن ليس في لبنان وليس في الظروف الحالية. هل قصدت هذه المسألة عندما قلت أن "حزب الله" يمكن أن يستعيد مضامينه الدينية إذا وجد في نفسه القوة لفرضها?

/ »ولاية الفقيه« ليست مستبعدة ل¯"حزب الله" بما يتعلق به, وهو يأخذ بولاية الفقيه, بمعنى أنه مرتبط بما يراه الولي الفقيه في شؤون الدين والدنيا كافة, وما يقوله "حزب الله" أن الثورة الإسلامية في إيران وعلى رأسها الولي الفقيه تترك له سياسة أموره على النحو الذي يرى فيه مصلحة له وللبلاد, وهي لا تتدخل إلا في التوجيهات العامة, وهو يقول أنه في الأساس يتبنى هذه التوجيهات العامة ويعمل بها, وهذا هو مدلول ارتباطه بولاية الفقيه, ولكن في ما خصه هو فإنه ملتزم بها.

\ وهل يمكن أن يصل إلى حد فرض »ولاية الفقيه« على اللبنانيين إذا امتلك القوة لذلك?

/ هذه فرضية جدلية, وغير محتملة الحصول أو التحقق. ولكن ما أراه أن معظم القوى السياسية تجد نفسها داخلة في معترك ومضطرة إلى إجراء حساباتها على أساس موازينه, وكل قوة سياسية تأخذ ما تستطيع أخذه في لحظة معينة, وليس هناك عفة في السياسة. هناك حسابات وموازين قوى لا أكثر ولا أقل. لذا إذا استنكف "حزب الله" عن شيء ما فإنه يفعل لأن ذلك أفضل له في لحظة معينة, وإن وجد نفسه في وضع مختلف فهو سيغير موقفه وسيزيد من مطالبه وهذا ليس شأنه وحده بل هو شأن أي قوة سياسية.

السلاح والمحكمة والنووي

\ أثناء حرب تموز 2006 شاركت في إعداد وثيقة عن أهداف ونتائج تلك الحروب, وقد نشرتها باسمك وحدك, بعد أن تخلى الآخرون عن ذلك, هل خلصت في تلك الدراسة إلى أن "حزب الله" قام بتلك الحرب تنفيذاً لأمر من الولي الفقيه?

/ للتوضيح فإن الوثيقة لم يتخل عنها المشاركون في اعدادها, وما حصل أنه مع تطور الحرب تخلت الجماعة التي كانت تلتقي في ذلك الوقت عن فكرة إصدار بيان أصلاً.

المهم أنه في تلك الورقة تشخيص للدوافع التي حملت "حزب الله" على القيام بالعملية التي قام بها وراء الحدود وأدت إلى نشوب الحرب, وما زلت عند هذا التشخيص. والأسباب هي أولاً تجاوز اغتيال رفيق الحريري وإغراقه بحدث ضخم كحدث الحرب, وثانياً تجاوز النقاش حول سلاح المقاومة بإبراز الصمود والقدرة على القتال في مواجهة إسرائيل, وبالتالي إخماد الأصوات التي كانت تتصاعد مطالبة بتخلي "حزب الله" عن هذا السلاح, وثالثاً إظهار ما يستطيعه الحزب في حال حصل عمل أميركي ضد إيران, أي ما يستطيعه من إلحاق أذى كبير في اسرائيل قاعدة أميركا الأساسية في المنطقة.

هذه هي الأهداف الثلاثة: حماية السلاح, وحماية النظام السوري من السياق الذي نشأ بعد اغتيال الحريري, وإنذار القوى التي تفكر بضرب إيران بأذى يمكن إلحاقه بإسرائيل. وبطبيعة الحال كان "حزب الله" يتوقع رداً إسرائيلياً على عملية أسر الجنديين وكان مستعداً لاستقبال هذا الرد, ولكن على الأرجح, وهذا ما قاله الأمين العام للحزب, لم يكن يتوقع الحجم الذي بلغه الرد الإسرائيلي, وبالتالي الخراب الهائل الذي سببه العدوان الإسرائيلي للبنان, كان الحزب يتوقع ضربات محدودة في أماكن محددة, وكان ذلك ليكفيه لإيصال الرسائل الثلاث المذكورة.

\ كتبت في احدى دراساتك ان وجود السلاح في يد فئة لبنانية يستدعي رغبة الفئات الأخرى بالتسلح, وأشرت إلى مجموعات وتنظيمات أصولية بدأت تتكون في عدد من المناطق لتشكل ما يمكن أن يكون »جيشاً للسنة في مواجهة« سلاح "حزب الله", ولكن عندما اندلعت أحداث مخيم نهر البارد كان لافتاً وقوف الحزب ضد اقتحام المخيم وتصفية تنظيم "فتح الإسلام" الإرهابي. كيف تفسر ذلك?

/ في الواقع ليس هناك ما يسمى »جيش للسنة«, هناك مظاهر معروفة لمجموعات بدأت بالتسلح في الضنية في العام 2000, وهناك أسماء متداولة لتنظيمات موجودة في المخيمات الفلسطينية خصوصاً, ولكن أيضاً في بواطن المدن وفي بعض مناطق الأطراف. هذه الظاهرة موجودة وفيها يختلط اللبناني بالفلسطيني بالعربي وغير ذلك. والعناوين معروفة لهذه المجموعات, وهي ليست عنواناً واحداً, وثمة تناقضات بين هذه التشكيلات وخلافات في رؤية المسلك الواجب إتباعه في لبنان تحديداً, وحتى أن النظرة إلى "حزب الله" تختلف من مجموعة إلى أخرى.

في ما يتعلق بمخيم نهر البارد, قال الأمين العام ل¯"حزب الله" أن المخيم خط أحمر في المراحل الأولى للقتال, وبدا أنه يعارض اقتحام المخيم ولكن قيل لاحقاً أن "حزب الله" ساعد الجيش اللبناني بالذخيرة أثناء القتال. وأنا لا أملك أن أؤكد هذه المعلومات أو أنفيها, ولكنها تدل على اختلاف ما بين المعلن وغير المعلن في موقف "حزب الله", وعلى كل حال هناك علاقة معروفة بين "حزب الله" وبين الجيش, والحزب حريص على ألا تحصل شروخ عميقة في هذه العلاقة القائمة منذ مدة طويلة. لقد تعرض الجيش في بداية معركة البارد إلى عدوان فادح ومسيء للوطن وللجيش, لذا فإن الحزب لم يكن في وسعه أن يمضي بعيداً في تعويق حركة الجيش سياسياً بعدما بدا أن المعركة ستتواصل وأن الجيش لن يتراجع وأن الحكومة تسانده في موقفه وكذلك قوى خارجية مختلفة.

أعتقد أن "حزب الله" اتخذ موقفاً مبدئياً برفض اقتحام المخيم, لأنه مخيم فلسطيني, ولكنه لم يتابع موقفه لاحقاً.

\ إذاً لم ير الحزب في "فتح الإسلام" أحد مظاهر تشكل حالة سنية عسكرية ضده?

/ بالتأكيد, وقد تعاطى الحزب مع المشكلة موضعياً, وعلى كل حال هي علاقة جيدة مع بعض المجموعات الأصولية, وعلى علاقة سيئة ببعضها الآخر. وبالتالي فإن الأمور ليست مقسومة بصورة حاسمة في هذا المجال, جميع الالتباسات واردة في هذه الساحة المعقدة التي هي ساحة الحركات الإسلامية "الجهادية" والسلفية, وإذا نظرت إلى الحالة العراقية ستجد عشرات التشكيلات والتنظيمات التي تقاتل في العراق تحت رايات مختلفة وهي إما متحالفة في ما بينها, وإما متعادية, لأمور تتعلق بتفاصيل ومنطق علاقات يجب متابعته في كل حالة على حدة لنتمكن من فهم ما يحصل.

\ كيف تحدد طبيعة العلاقة بين سورية وإيران, وهل هناك اختلاف في المشاريع بينهما, وبالتالي تباين في التوجهات, وكيف ينعكس ذلك على لبنان, وتحديداً عبر تأثر "حزب الله"?

/ للإيرانيين أهداف وللسوريين أهداف أخرى, والمشترك بينهما هو العدو, أما ما يريدونه من هذا العدو فهو مختلف. إيران وسورية في مواجهة أميركا وإسرائيل, ولكن سورية لا تنفك تكرر أنها مستعدة لإعادة النظر في مواقفها إذ هي استعادت حقوقها, خصوصاً في الجولان, وهناك شيء لا يقوله السوريون دائماً هو مطالبهم في لبنان, والتي قد لا تقل أهمية الجولان برمته. الإيرانيون لهم موقف آخر في هذا الموضوع, لأن إيران قوة اقليمية راغبة في أن تكون القوة الإقليمية الكبرى. وراغبة في أن يكون لها نفوذ معترف به, وجار على نحو منتظم في معظم دول المنطقة الأخرى. و"حزب الله" هو قاعدة في لبنان, الطرف السوري لم يخف في أي وقت استعداده للمساعدة في تطويع "حزب الله" وفي تطويع "حماس" و»حركة الجهاد«, إذا لبيت مطالبه, وتكررت تصريحات علنية من المسؤولين السوريين في هذا الصدد, كالقول إننا على استعداد لترتيب الوضع في لبنان بما ينهي حالة المواجهة مع إسرائيل وتصفى حالة السلاح, إذا اعترف بحقوقنا التي نطلبها في الجولان وتمت تسوية تحتل سورية مكانها الطبيعي فيها, ويقف الأمر عند هذا الحد. ليس هناك إذاً, عداوة إيديولوجية قطعية تجعل موضوع الانضواء في تسوية مع إسرائيل وتطبيع العلاقات السورية الأميركية أمراً مستبعداً.

التقاء مصالح

أما الحالة الإيرانية فأكثر صعوبة بكثير وهي تتجاوز من حيث حجمها مسألة الخلاف السوري مع المعسكر الأميركي الإسرائيلي. لذا فإن التحالف السوري-الإيراني هو تحالف يضمنه حتى الآن التقاء المصالح, وهذا طبيعي, لإيران مصلحة كبرى في إبقاء حلفها مع سورية لعدم إظهار النزاعات المختلفة التي هي طرف فيها على أنها نزاعات فارسية عربية, أو على أنها نزاعات سنية شيعية, وكلاهما ضار جداً للموقع الإيراني في المنطقة ولمستقبله.

ولكن في حال تحرك الوضع على جبهة التسوية العربية الإسرائيلية فإن العلاقة بين سورية وإيران قد تتأثر ولا يمكن لأحد أن يتوقع طبيعة هذا التأثر ومداه, ولكنها قد تتأثر سلبياً, وسيكون "حزب الله" في وضع دقيق على صعيد موقعه الإقليمي والتسهيلات الستراتيجية التي يتمتع بها هذا الموقع.

\ وكيف يتأثر لبنان?

/ لا أحد يمكنه التنبؤ, قد ينعكس ذلك تسهيلاً وتهدئة للأمور, وقد يكون العكس.

\ هل توافق على مقولة ان لبنان لن يخرج من أزمته, ويبني دولته ببقاء النظام السوري الذي يساوم على مصيره?

/ اعطاء سورية شيئاً ما على الصعيد الإقليمي أمر طرح مراراً, وكان يتراجع في كل مرة. وأعتقد أنه بالنظر إلى حدود الاستعدادات الإسرائيلية في هذا المجال أعتقد أن التوصل إلى هذه المقاربة التي تدخل سورية في معسكر التسوية أمر غير مرجح. طبعاً الباب السوري مفتوح لهذا الطرح ولكن لا تبدو الاستجابة مرجحة من الجهة الأخرى.

\ هل تستمر حالة العزلة التي تعيشها سورية, مع بقاء الاحتمالات الأسوأ بالنسبة اليها واردة?

/ نعم, أرجح ذلك.

\ ذكرت أن النظام الطائفي وصل إلى الحائط المسدود. وحذرت من مواجهة سنية-شيعية. إزاء ذلك هل تعتقد أن وجود لبنان مهدد?

/ نعم وجود لبنان مهدد, والذي قد يحفظه إذا تفاقمت الأزمة هو احتمال اقتتال الورثة عليه. إذا أصبح لبنان غير موجود فمن الذي سيستحوذ على القطع? ومن الذي سيقتسم الميراث? وهل يمكن أن يمر هذا الأمر بسلام? وهل يمكن تصور دويلات تتخذ شكلاً نهائياً في هذه البقعة الصغيرة من الأرض?

السؤال الأهم ما الحالة التي ستخلف الحالة اللبنانية إذا انهارت? سؤال سلبي يشكل في الواقع حماية للكيان اللبناني ولكن مع ذلك فإن هذا الكيان قد يصبح واقعياً في حكم غير الموجود, قد ينتهي إلى حالة وجود رمزية بانتظار تسوية ما أو انقسام ما. وهذه ستكون خسارة تاريخية ضخمة لهذه المنطقة من العالم لا تقاس بحجم هذه البلاد وإنما تقاس بمعناها في الواقع.

\ أي أنك تؤيد قول بابا الفاتيكان الراحل: ان »لبنان رسالة«, وقد وافقه على ذلك الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي?

/ لست من جماعة الغزل للحالة اللبنانية, وبالأحرى للنظام اللبناني. بالعكس أنظر نظرة تواضع إلى أحوالنا وإلى تجربتنا في هذه البلاد, وأوصي دائماً بهذا التواضع, وبالكف عن التبجح اللبناني الذي نعرفه جميعاً ونعرف الأصوات التي تتعاطاه, ونعرف أيضاً الأصوات التي تصغي لها من الخارج. هذا كله غير صحي, ويجب أن ينظر الى وضع البلاد كما هي عليه, وهو أن الجماعات التي يتشكل معها هذا المجتمع خطرة على نفسها, وعلى بعضها بعضاً, وعلى البلاد, وهي جماعات بتشكيلها الراهن بلغت وضعاً, يجعل وصولها إلى صيغة مستقرة أمراً مستبعداً, ومع ذلك فإن هناك نمط حياة ورأسمال بشرياً, وإرثاً حضارياً, وتقاليد للتشارك والتعاون بين أهل هذه البلاد, تطمسها الأزمات والحروب كل مدة وتكبت الآخذين بها والقائمين عليها, ولكنها موجودة وهي ثمينة وهذا كله هو ما يشكل الخسارة التي قد تترتب على انهيار لبنان.

\ هل يمكن الحديث عن هوية لبنانية?

/ مسألة الهوية اللبنانية أمر مرتبط بأطراف المجتمع اللبناني. أي إلى اي حد يتعرفون أنفسهم في هذا المجتمع ويقبلون به كموضع لانتماء أعلى. هذه حكاية طويلة في الواقع, وقد أسهمت بحسب إمكاناتي في التاريخ لها, وهذه الإسهامات يجب أن تتابع لأن مسألة الهوية مسألة متحركة, فالهوية اللبنانية ليست موجودة منذ أن نشأ الكيان اللبناني, ولم تثبت على حال واحدة, ولم تكن أطرافها في المواقف ذاتها في مختلف المراحل. لذا فإن متابعتها أمر ضروري.

 

  المرشح للرئاسة اللبنانية أكد لـ "السياسة" أنه لم يتلق موقفا سلبيا من بيانه الانتخابي لامن 8 ولا من 14 آذار

 حرب : نواجه استحقاقا وطنيا لا استعراض ملكات جمال وإذا اخترنا رئيسا ضعيفا سندفع الثمن آلاما ودموعا

 بيروت ¯  صبحي الدبيسي: السياسة

أبدى المرشح لرئاسة الجمهورية اللبنانية النائب بطرس حرب خوفه من ألا يكون اختيار شخص الرئيس على مستوى طموح اللبنانيين, فنكون حللنا مشكلة ولم نستطع حل مشاكل البلد, معتبراً شخصية الرئيس مهمة ورؤيته للمشاكل وقدرته على حلها أيضاً مهمة.

حرب وفي حوار مع "السياسة" قبل أيام قليلة من موعد الاستحقاق عبر عن قلقه حيال بعض الأسماء المتداولة وما يرافقها من شائعات, معتبراً أن الرئيس الضعيف قد يعرض لبنان إلى مشاكل تؤدي إلى وضعه في خطر أكبر وخاصة إذا كان الاختيار لا يتلاءم مع حاجات المرحلة, وعندما يصبح البحث عن حل للمشكلة بأي كان وقد يكون هذا الثمن مستقبل لبنان.

حرب نبه من تحول المرجعيات الروحية إلى مراكز قرار لاختيار المسؤولين في الدولة وهي سابقة قد تودي بلبنان إلى فيدرالية طوائف مؤكدا انه قرر التعامل مع الاستحقاق الرئاسي من منطلق وطني لأنه لا يعتبر انتخابات الرئاسة استعراضاً لملكات الجمال, بل بصفته خياراً ستراتيجياً ينطلق من معرفة المرشحين بمشاكل بلادهم وكيفية حلها.

وشدد حرب على انه ليس مرشح النصف زائد واحد وأن 14 آذار في اجتماعها الأخير أعطت انطباعاً توافقياً لأن وجهات النظر الداعية إلى تفادي حصول مواجهة كانت السائدة وهذا ما دفعها الى عدم اصدار موقف في نهاية اجتماعها.

وفيما يلي نص الحوار:

  أين أصبح منسوب التوافق على رئيس الجمهورية وهل نحن على مسافة قريبة من الوفاق أم من الافتراق?

  بعد أن انطلقت آلية الاختيار وتم تسليم اللائحة من قبل البطريركية المارونية والتي أجهل محتواها, على الرغم من التسريبات فإنني أعتبر أن هذه اللائحة منحت فرصة للبحث الجدي من قبل القيادات السياسية التي ليست محصورة برئيس المجلس والنائب سعد الحريري, بإمكانية التوافق حول آلية لاختيار اسم من بين هذه الأسماء, وعلى الرغم من موقفي الدائم بأن أكون متفائلاً, تطالعنا بعض المواقف من أطراف متعددة برفضها لهذه اللائحة, أو التحفظ على بعض الأسماء التي تضمنتها, والتي أجهلها شخصياً, ولقد أبديت اعتراضاً رغم تحفظي على الآلية بحد ذاتها, والقبول بالمبدأ الذي أقرت فيه هذه اللائحة, والرفض الثاني لكيفية دخول هذه اللائحة بطريقة الأسماء المقترحة. وفي مثل هذه الحالة يغلب التكهن على التحليل السياسي للإجابة عن السؤال بصورة أكثر دقة, فإن الخوف هو ألا يكون اختيار شخص الرئيس على مستوى طموح اللبنانيين, حتى لا نكون قد حللنا المشكلة, واخترنا شخصاً عادياً لا يستطيع حل مشاكل البلد, لأن شخصية الرئيس مهمة, بالإضافة إلى رؤيته للمشاكل وقدرته على التعاطي مع الأحداث, إلى جانب تاريخه وقدرته على التعاطي مع الزعماء اللبنانيين, ومع زعماء العالم العربي, ومع قادة العالم. وبعد ورود بعض الشائعات التي تبعث على القلق في حال كانت الأسماء صحيحة "لا سمح الله", والتي لا تتفق إطلاقاً مع الحاجات المطلوبة, أقول أنه إذا وقع الاختيار على رئيس ضعيف لا يتمتع بالمواصفات المطلوبة في المرحلة الحالية, نكون قد قطعنا أزمة الاستحقاق وأدخلنا البلد في ولاية لست سنوات مع رئيس غير قادر, الأمر الذي قد يعرض لبنان إلى مشاكل تؤدي إلى وضعه في خطر أكبر مما هو عليه اليوم, لا سيما وأن الاهتمام الدولي بالاستحقاق لن يستمر ليواكب الرئيس في كل استحقاق منتظر, فإذا »لا سمح الله« انتخبنا رئيساً ضعيفاً وأراد تأليف حكومته, وواجهته عقبات وشروط مضادة, فماذا يمكن أن يفعل هذا الرئيس الضعيف? هل سيحضر كوشنير وداليما وماراتينوس وبان كي مون لمساعدته على تشكيل الحكومة? وحتى لو قمنا بتشكيل الحكومة وبتجاوز كل الخلافات, ووصلنا إلى التعيينات كما صدر في خطاب الأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله, الذي يطالب بتعيينات, فماذا سنفعل? لم تكن إدارة الرئيس للبلاد على مستوى الحدث.

المطلوب أن يتمتع الرئيس الذي يجب أن تتفق عليه بحد أدنى من الكفاءة, وإلا نكون قد وجهنا البلد باتجاه صعوبات جديدة, لأننا لا نستطيع أن نرسم صورة المستقبل, صورة تعطي الأمل بأدوات غير صالحة, بأدوات لا تملك الكفاءة والخبرة المطلوبتين أو لا تملك الاستقلالية والشجاعة والمواقف اللازمة. أتمنى أن تراعي الآلية التي ستعتمد في اختيار الرئيس التوافقي حرص كل لبناني على وجود رجال يتمتعون بقدر كافٍ من المسؤولية, وهذا هو موقفي وأنا أعبر عن أملي وتمنياتي كي لا نصطدم بالعقبات التي ذكرت, وألا يكون هناك تعقيدات أو رفض للاختيار وأملي في الوقت نفسه أن يقع الاختيار على شخص كفوء.

الثمن مستقبل لبنان

  بتقديرك هل يعقل أن يتوافق الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري على شخص لا يتمتع بكفاءة القيادة?

  كلامي ليس موجهاً إلى الرئيس بري والشيخ سعد الحريري, وأنا أعرف الرأي الشخصي لكل منهما, ليس لأحد منهما مصلحة على الصعيد الشخصي, بأن يكون الاختيار بشكل لا يتلاءم مع حاجات المرحلة, إلا أنه عندما يصبح البحث عن حل المشكلة بأي ثمن كان, قد يكون هذا الثمن هو مستقبل لبنان. ولعل الوقت في المرحلة المقبلة لا يسمح لنا بإعطاء فرصة للرئيس الذي قد لا ينطلق بكفاءة عالية, ونكون بذلك قد أجلنا الحل ولجأنا إلى الحلول البسيطة التي يمكن بلوغها ولو على حساب كفاءات المرشحين, وبالتالي فإن السؤال الذي سيطرح على الرئيس بري والنائب الحريري, أنه إذا اتفقا على رئيس لا يتمتع بالمواصفات المطلوبة أو لم يتفقا, هل يريدان رئيساً لا يتمتع بالكفاءة المطلوبة لست سنوات يكون أقل خطورة من بقاء المشكلة شهراً وشهرين أو أربعة, لكي نتفق على رئيس أقل خطورة, هذا هو السؤال.. الاخطر انتخاب رئيس لا يتمتع بالمواصفات ورئيس غير قادر, وفي هذه الحال فان تأخير الانتخابات أسابيع مع الاتفاق على عدم التصادم يعد حلا مقبولا, لكي نستطيع التوافق على رئيس جيد, وأنا أعلم بأن »التنظير« سهل, أما البحث فصعب, وليس بالضرورة إذا أخرنا أسبوعاً, أسبوعين أو عشرة أن نتفق على شخص وهذا ليس مؤكداً, لكن المؤكد في المقابل ان خيار الرئيس الضعيف هو خيار سيئ.

  لماذا لا يكون الاختيار اسم النائب بطرس حرب فاسمك على ما يبدو من ضمن اللائحة?

  بصراحة لا أعرف, ولا أملك جواباً عن هذا السؤال, رغم أنني قررت التعامل مع هذا الاستحقاق من منطلق وطني, ولأنني لا أعتبر انتخابات الرئاسة استعراضاً لملكات الجمال لاختيار من يرضي النظر, الانتخابات الرئاسية هي خيار ستراتيجي وتصور عملي بناء لمعرفة رأي المرشحين بمشاكل بلادهم وكيفية حلها, لذلك فقد أعلنت موقفي وترشيحي, وأعلنت بياني ونظرتي لكيفية حل كل المشاكل التي نواجهها, وأنا أعتبر ان من الأفضل لي ولكل المرشحين أن نمارس التنافس باحترام الذات وأن لا نتحول إلى متسولين لرئاسة الجمهورية, فيحفظ المرشح كرامته ليحفظ كرامة جمهورية, وأن يترك اللعبة السياسية تأخذ مجراها. هذه اللعبة إذا كانت ستؤدي إلى اختيار لهذا المرشح ليضع نفسه في تصرف بلده, وهذا الاختيار قد يكون ديموقراطياً ويؤدي إلى اختيار شخص آخر, إذا كان صادقاً بترشحه ويستطيع تأمين التوافق حوله.

  تقدمت بمشروعك الانتخابي منذ فترة, هل تلقيت ردوداً من القيادات السياسية مؤيدة أو معترضة, وهل تواصلت مع القوى السياسية حول موضوع الترشح وبصورة خاصة مع نواب المعارضة, وماذا كانت مواقفهم من ترشحك?

  عندما أدليت ببيان ترشيحي وفق تصوري لكيفية معالجة الأزمة, تلقيت اتصالات عديدة من "14 آذار" ومن "8 آذار" تؤيد مضمون البيان, ولم أتلق أي موقف سلبي, من هذا المنطلق أقول ان البحث عن رئيس للجمهورية لن يكون من خلال الموقع, لأنك إذا كنت في هذا الموقع سيكون تصنيفك جيداً, وإذا كنت في الموقع الآخر سيكون تصنيفك سيئاً. برأيي فإن الآلية التي لا تعتمد التاريخ والكفاءة, والتي لا تعتمد تصوراً للمستقبل هي آلية خاطئة وقد تؤدي إلى جمهورية خاطئة, وإلى نتائج مسيئة للبلد, وهناك عوامل وعناصر لاتخاذ القرار وإذا لم تكن موضوعية لم تؤخذ بعين الاعتبار فهذا خطأ لأن البلد سيدفع الثمن, لأننا في نظام ديموقراطي يخضع لأي قرار قد تتخذه الأكثرية ولو كانت غير مؤيدة.

مشكلتي مع »14 آذار«

  عندما سألنا أحد وزراء المعارضة ما هي مشكلتكم مع بطرس حرب, أجاب لا مشكلة معه على الصعيد الشخصي فقط لأنه مرشح الفريق الآخر, فما رأيك في هذا الموقف?

  مشكلة المعارضة هي مع "14 آذار", وقد يكون من المفيد التذكير بأن ترشيحي ورد باسمي الشخصي, وأن فريق "14 آذار" أيد هذا الترشيح, وهذا لا يغير شيئاً لا بشخصيتي ولا بمضمون مواقفي, ربما أشكو من استقلاليتي, فأنا مع 14 آذار ليس لأسباب شخصية بل لأسباب سيادية وديمقراطية, مشكلتي مع "14 آذار" وفي كل حياتي الشخصية هي تمسكي وحرصي على استقلاليتي واستقلالية قراري, بحيث أن موقفي لا ينطلق إلا من ضميري, وهذا ما يجعل ضميري يرتاح للموقف الذي أتخذه, وهذا من ناحية ثانية لا يجعل حتى من تتعاون معهم يعتقدون بأنك عنصر منضبط أو رقم من الأرقام الموجودة, وهذا طبعاً ما يجعل حماس الناس لأشخاص من هذا النوع ليس كبيراً, ولا سيما إذا كان تاريخ الشخص متسماً بالاستقلالية أكانت في النيابة أو في الوزارات التي تعاقب عليها, أو في ممارسة حياته الشخصية والسياسية. وقد تكون هذه أحد العناصر المؤثرة على عدم اختياري.

  في الجانب الآخر طلب العماد ميشال عون سحب اسمه من لائحة المرشحين, والسيد نصر الله وضع شروطاً, كيف يمكن أن نغلب خيار التوافق في ظل هذه الاعتراضات?

  ليتني أملك جواباً على هذا السؤال, برأيي إذا لم تتوفر عناصر الوفاق فلن نصل إلى نتيجة مهما سعينا, لأن هناك قوى لا تملك حرية تحركها, لهذا السبب هناك بعض المخاوف لعدم حصول الاستحقاق في موعده, بل لم يتولد لدي الاقتناع بأن القوى الإقليمية والدولية مرتبطة أو ملتزمة بإجراء الاستحقاق, لهذا السبب لدي بعض المخاوف بالإضافة إلى الوضع في الداخل, لأن الخروج عن آلية الاتفاق وعدم اللجوء إلى المؤسسات الدستورية لكي تقرر شخصية الرئيس, تدفعنا للتفتيش عن حلول حملنا من خلالها البطريركية المارونية ما لا يجب أن تحمل, وهذه ستكون سابقة لكي تتحول الانتخابات أو الاختيارات لمواقع السلطة في لبنان إلى مناسبة لكي تتحول مراكز القوى الروحية إلى مراكز القرار في اختيار المسؤولين, وهذا الشيء لا أعتبره مناسباً لتوقنا إلى تطوير مجتمعنا, باتجاه قيام دولة مدنية لا تقوم على الطوائف ولا على الأحزاب والإيديولوجيات, وبالتالي يمكن أن يكون لبكركي دور في تسهيل عملية الاستحقاق, إنما خوفي الكبير أن تتحول هذه الممارسة إلى سابقة تعمم على كل مراكز القوى في البلد. وليتحول لبنان إلى فيدرالية طوائف.

  إذا لم يحصل الاتفاق ولم يتم انتخاب رئيس جمهورية فبعد غد الاربعاء ماذا سيكون مصير الاستحقاق الرئاسي?

  الخيارات ليست عادية, فإذا استطاعت القيادات السياسية ضبط إيقاعها مع استمرار المساعي التوافقية, مع ما يتطلبه ذلك من جهد لا سيما أن القوى الموجودة على الأرض ممكن أن تكون ممسوكة من أشخاص سيئي النية ومن أشخاص حسني النية, لأن هذا البلد يضم أشخاصاً ليسوا مرتبطين لا ببلدهم ولا بمصلحة لبنان, الذي لا يعنيهم أبداً, وبرأيي كلما أسرعنا في الاتفاق, فإننا نسرع في إنقاذ بلدنا, كلما أسرعنا في اتخاذ القرار الخاطئ فإننا نسرع بتدمير بلدنا وبالتالي يجب أن نسرع نحو القرار الجيد لأن القرار السيئ يؤدي إلى إسقاط كل الآمال في المستقبل, ولا سيما أن الناس ¯ المسيحيون منهم خصوصا ¯ ينتظرون الخيار الذي يجب أن يحصل, وينتظرون نوعية الشخص الذي يقع عليه هذا الخيار, ليقرروا إذا كانوا سيبقون في وطنهم أو سيحزمون حقائبهم, فهذه ليست قضية شخصية, إنها قضية حقيقية والمسؤولون يعرفون أن الاتجاه نحو اختيار رئيس ضعيف سيدفع بالكثير من المسيحيين الحريصين على مستقبلهم ومستقبل أولادهم إلى الهجرة.

  هل كل القيادات المسيحية تعي خطورة هذا الأمر?

  من يريد أن يكون قائداً, من المفترض به أن يعي هذه الأمور, وأنا لست مؤهلاً للحكم على أي شخصية سياسية. ولا أسمح لنفسي بالتعرض لأحد.

وحدة »14 آذار« أساسية

  قلت في أحد تصريحاتك أنه إذا لم يحصل الانتخاب في 21 سيجري انتخاب رئيس بالنصف زائد واحد في قصر بيت الدين وبعد ذلك جرى توضيح لموقفك, فما حقيقة ما جرى?

  سئلت عن احتمال حصول انتخابات بالنصف زائد واحد وقلت أنه إذا وصلت الأمور إلى الخيار فهناك فريق سيسعى إلى ذلك, وفي الحقيقة وحدة 14 آذار مسألة أساسية, وإذا أراد أحدهم الخروج عن المبادئ التي قامت عليها يمكن أن تسقط لأن مبادئ "14 آذار" معروفة وواضحة, وقد كنا في نقاش حول هذا الموضوع في الاجتماع الأخير وكان هناك اتجاه من الأكثرية الساحقة الى استفتاء البعض وأنا منهم على ضرورة تفادي خيار النصف زائد واحد, ومن المؤسف أن في الاجتماع الأخير وعندما واجهتنا الاحتمالات الأخرى, طرح موضوع عدم الوصول إلى هذا الخيار, وتبين أن هناك من اجتهد في هذا الموضوع فتبين بعد المناقشة غلبة وجهة النظر الداعية إلى تفادي حصول مواجهة من خلال الذهاب إلى النصف زائد واحد, ولم يتخذ قرار نهائي, بعدما تبين أثناء البحث أن هذا الرأي هو الأنسب وهذا ما دفع "14 آذار" إلى عدم إصدار موقف بعد الاجتماع, بل على العكس خلق هذا الأمر جواً توافقياً في موضوع الانتخابات الرئاسي, وفي هذا السياق, لست مرشحاً بخيار النصف زائد واحد, ولا مجال للبحث فيه, وهذا قراري في هذا الموضوع, وسأدلي به في إطار ظروف "14 آذار" وتوجهات القوى السياسية فيه إنما كنت ولا أزال مقتنعاً بأن هذا الخيار يجب تفاديه لأنه ليس بالخيار السهل, فيه مخاطر كبيرة, وعلى من يتخذه أن يتحمل مسؤوليته, لأن هذا الموضوع ليس مزحة, ولكن في "14 آذار" عاقلين ولو أن الصفة المعطاة لهم غير ذلك.

  برأيك هل يمكن في نهاية الأمر الاتفاق على مرشح من 14 آذار يرضي طموح اللبنانيين?

  لو لم يكن هذا الاحتمال موجوداً لما كنت ترشحت, ولو لم أكن مقتنعاً بإمكانية التوافق على شخص انطلاقاً من تاريخه السياسي وليس من أي موقع سياسي لما كنت ترشحت, وربما كنت أعلنت بأنني مرشح النصف زائد واحد.. أتمنى بصرف النظر عن شخصي أن تؤخذ بعين الاعتبار مصلحة لبنان والقدرة على بناء الدولة لا أن نكون مضغوطين بوجوب إيجاد حل كيف ما كان, فإذا اخترنا شخصاً غير كفوء سندفع ثمن هذا القرار وهذا الاتفاق وهذه التسوية آلاماً ودموعاً.

  البعض يقول أن الاسم سيأتي »معلباً« قبل يوم من موعد انعقاد الجلسة, ما رأيك بهذا التصور?

  لا علم لي بذلك وأتمنى أن يحصل اتفاق حول هذا الموضوع.

  البعض يرى أن اسمي النائب روبير غانم ودميانوس قطار هما الأوفر حظاً?

  كل الأسماء خير وبركة وكلهم جيدون.