المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأربعاء 22/11/2006

من آمن بي وإن مات فسيحيي

  

وزير الصناعة اللبناني اغتيل باطلاق النار  على رأسه في كمين مسلح في بيروت

 بيار الجميل ينضم إلى قافلة شهداء الحرية

 بيروت - »السياسة« - الوكالات:  قتل وزير الصناعة والنائب اللبناني بيار الجميل امس في ضاحية بيروت الشمالية في اول عملية اغتيال لسياسي منذ 11 شهرا في لبنان فيما اتهم سعد الحريري زعيم الاكثرية النيابية سورية بالضلوع في اغتيال الجميل وقال »يريدون (السوريون) قتل كل لبناني حر«.  وافاد مصدر امني ان الجميل "اصيب بجروح خطرة في عملية الاغتيال ونقل الى المستشفى حيث توفي متأثرا بجروحه". وقالت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية ان الجميل قتل "اثر اطلاق النار على موكبه بعد ظهر اليوم (الثلاثاء) في منطقة الجديدة (ضاحية بيروت الشمالية), فيما كان يقوم بواجب عزاء".

وقال شهود ان الجميل كان على ما يبدو يقود سيارته عندما هاجمه مسلحون واطلقوا النار على رأسه واظهرت مشاهد عرضها التلفزيون سيارة اصيب زجاجها من جانب السائق بعدد كبير من الرصاصات. واضاف الشهود ان مسلحين صدموا سيارتهم بسيارة الجميل ثم نزلوا وامطروها بالرصاص عندما كان الموكب يمر بضاحية سن الفيل المسيحية وذكر مصدر في الشرطة اللبنانية ان الوزير الراحل استقل سيارته بعد ان قدم واجب العزاء في كنيسة الجديدة وقطع مسافة 50 مترا قبل ان تعترض سيارته سيارة ترجل منها ثلاثة مسلحين مزودين برشاشات كاتمة للصوت وامطروه والسيارة بوابل من الرصاص. كما اعلنت مصادر امنية لبنانية عن اصابة شخصين مدنيين بجوار موقع حادثة الاغتيال وذكر شهود عيان ان المسلحين الذين اطلقوا النار على الجميل سارعوا الى الفرار بعد العملية مباشرة. كان الجميل يتولى تحضيرات حزبية لاحياء ذكرى انشاء حزب الكتائب الذي أسسه جده بيار الجميل. وتقاطر عشرات من افراد عائلة الجميل والاصدقاء الى المستشفى وهم يصرخون ويبكون.

وبيار الجميل هو اول شخصية سياسية يتم اغتيالها منذ مقتل النائب جبران تويني في 12 ديسمبر .2005 وهو مسيحي ينتمي الى المذهب الماروني الذي يشكل غالبية المسيحيين في لبنان.

يذكر ان الوزير بيار الجميل (34 عاما) هو حفيد مؤسس حزب الكتائب اللبنانية المسيحي بيار الجميل وهو نجل رئيس الجمهورية السابق امين الجميل الذي يرأس حاليا حزب الكتائب. كما ان عمه هو رئيس الجمهورية اللبنانية المنتخب بشير الجميل الذي اغتيل ايضا في انفجار العام 1982 قبل تسلمه سدة الرئاسة. وقد قطع زعيم الغالبية البرلمانية سعد الحريري مؤتمرا صحافيا كان يعقده واتهم سورية من دون ان يسميها. وقال الحريري "بدأوا مسلسل الاغتيالات الذي وعدوا به" في اشارة الى عمليات الاغتيال التي شهدها العامان الماضيان لا سيما اغتيال والده رئيس الورزاء السابق رفيق الحريري في عملية تفجير ضخمة في وسط بيروت في 14 فبراير .2005

من جهته دعا الرئيس اللبناني الاسبق امين الجميل والد الوزير الراحل أنصاره لالتزام الهدوء وتجنب الاعمال الانتقامية.

وقال الجميل للصحافيين خارج المستشفى الذي به جثمان ابنه وزير الصناعة بيار الجميل ان لديه أمنية واحدة هي ان تكون هذه ليلة للصلاة وتدبر معنى "استشهاده" وكيفية حماية هذا البلد.

وأضاف انه يدعو جميع من يحترمون"استشهاد" بيار الى الحفاظ على هذه القضية وأن يبقى الجميع في خدمة لبنان. وتابع انه لا يريد ان تكون هناك أعمال ثأر وانتقام. وبدا الجميل متماسكا رغم تاثره الشديد فيما كان زعماء قوى 14 اذار يتوافدون على المستشفى الذي نقل اليه جثمان بيار الجميل وخلال ادلاء الجميل الاب بتصريحاته الداعية الى التهدئة وصل زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الذي دعا الى عدم الانجرار الى ما يريده قتلة بيار الجميل من ايقاع الفتنة بين اللبنانيين مشددا على ان المحكمة الدولية آتية لامحالة وانها ستحاسب القتلة.  وفي اقوى موقف من قوى الاكثرية اللبنانية اتهم النائب سعد الحريري سورية بالضلوع في اغتيال وزير الصناعة وقال »يريدون (السوريون) قتل كل لبناني حر«.

وقال الحريري اثر تلقيه نبأ الاغتيال فيما كان يعقد مؤتمرا صحافيا "يريدون (السوريون) قتل كل لبناني حر.الذي وعدوا به نفذوه وبدأ مسلسل الاغتيالات. لا شيء يمكن ان يجعلنا نحكي مع النظام القاتل والمحكمة الدولية بيننا". وفي تصريح لاحق لمحطة "سي ان ان" الاميركية قال الحريري "ان يد سورية ظاهرة في كل المكان". وكان الحريري يعقد مؤتمرا صحافيا في قصر عائلته في بيروت عندما تلقى نبأ اغتيال الجميل وعمد الى انهائه بعد ان ظهرت علامات التأثر الشديد عليه. وقد استهل الحريري المؤتمر بالتأكيد على أنه سيواصل الجهد لتحكيم العقل والمنطق والحوار بدل التلويح بالشارع والتهديد باسقاط الاستقرار.

وقال ان هناك جهدا يبذل لتطويق التصلب, والاصرار على منطق الحوار في محاولة لا بديل عنها لخرق الجدار السياسي المسدود. وحذر من ان لبنان يقف على مفترق, حيث يستخدم خطاب سياسي لن يؤدي سوى الى المزيد من تأليب النفوس وتعطيل امكانات الحل.

ولفت الى ان لبنان يواجه العواصف منذ 18 شهرا تارة من عدو تاريخي وتارة من جهة تشير اليها أصابع الاتهام مباشرة في عمليات الاغتيال بهدف وضع لبنان في مهب الريح.   شدد الحريرى على انه لن يأبه للتهديد مؤكدا ان لغة التهديد التي تستخدم تجاه اللبنانيين لن تفتح نافذة للحل وانما العكس هو الذي سيحدث.

وتوجه الحريري الى المعارضة بالقول اذا أردتم الحوار فنحن أهله واذا أردتم المواجهة السلمية فنحن أهل المواجهة السلمية اما الخراب فان الجهة التي تقف وراءه معروفة, متهما النظام الامني اللبناني السوري بالعمل مجددا للنيل من الوحدة اللبنانية.

ورفض الحريري التسليم بمطلب المعارضة بالتنازل عن ثلث اعضاء الحكومة معتبرا ان من يمسك بثلث الحكومة يعني انه بات ممسكا بتعطيل الحكومة وتعطيل قرارات مصيرية وفي مقدمتها المحكمة الدولية فى اغتيال والده رفيق الحريرى.

وعلق سعد الحريري اهمية كبيرة على المحكمة الدولية مؤكدا انها تشكل حائلا دون التمادي في الاغتيال السياسي.

الى ذلك وصف رشاد سلامة نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانى جريمة اغتيال وزير الصناعة بيار جميل بالحادث الكارثى بالنسبة للبنان ولحزب الكتائب بوجه خاص.

ودعا اللبنانيين الى الهدوء وانتظار ما ستسفر عنه التحقيقات فى جريمة الاغتيال, مؤكدا انه لا يمكن توجيه اى اتهامات لاى طرف فى الوقت الحالى.

وطالب القيادى اللبنانى القيادة السياسية فى البلاد بالتفرغ لضبط الشارع اللبنانى, مطالبا كافة الاطراف بعدم تصعيد الاجواء المشحونة بالفعل فى لبنان.

في المقابل اتهم رئيس تيار "المردة" اللبناني سليمان فرنجية ما سماها "الأكثرية الوهمية" بالحكومة اللبنانية بالوقوف وراء اغتيال بيار الجميل.

وقال فرنجية خلال مؤتمر صحافى إن "اغتيال الجميل لم يخدم إلا الأكثرية الوهمية, لأنها كانت تخشى خروج المعارضة للشارع فى مظاهرة سليمة لا يوقفها سوى هذا الحادث" وأشار إلى أن وزير الصناعة اللبنانى لم يقتل بطرق مخابراتية مستحيل كشفها, وإنما قتل بأقدم وأسهل وسيلة.

وحمل رئيس تيار المردة الحكومة مسؤولية الكشف عن قاتلى الجميل, مؤكدا أنه فى حال ما لم تقم بذلك, فإن المعارضة ستوجه إليها أصابع الاتهام بالتورط فى عملية الاغتيال هذه.   من جهته دعا رئيس الوزراء فؤاد السنيورة اللبنانيين الى الوحدة, وأكد تصميمه على المضي قدما في المحكمة الدولية.

  

 أنصار الجميل أحرقوا سيارات الحزب السوري القومي في بكفيا

 إحراق صور عون وإطلاق نار يستهدف منزل الوزير ميشال فرعون

 بيروت ¯ »السياسة« :قام عشرات من الشبان الغاضبين اثر اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل امس بحرق صور للنائب ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر وحليف حزب الله وقوى "8 اذار" المقربة من سورية. ففي ساحة ساسين في منطقة الاشرفية المسيحية في بيروت انزل الشبان صورة ضخمة للنائب عون كانت مرفوعة فوق الطريق وقاموا باحراقها وسط هتافات الاستنكار لمواقف النائب عون وتحالفاته. كما قام متظاهرون باحراق صورة مماثلة قرب جامعة الحكمة في منطقة الاشرفية نفسها وتشهد بيروت انتشارا امنيا واسعا ودوريات ثابتة وجوالة لقوى الجيش والامن الداخلي. وفي بلدة بكفيا (شمال شرق بيروت) مسقط رأس بيار الجميل, تجمع نحو 200 محازب امام مقر حزب الكتائب الذي اسسه جد بيار الجميل وحطموا ثلاث سيارات تعود لعناصر من الحزب القومي السوري الاجتماعي الموالي لسورية وقطعوا بها الطريق العامة وتمكنت القوى الامنية لاحقا من فتح الطريق وانتشرت بكثافة في المنطقة.

كما قطع متظاهرون بالاطارات المشتعلة الطريق الدولية التي تربط بيروت بشمال لبنان عند مدينة جبيل. وافادت الوكالة الوطنية للانباء الرسمية ان القوى الامنية نجحت لاحقا في فتح الطريق الدولية التي تجوبها دوريات للشرطة والجيش. الى ذلك اطلق مجهولون النار على مكتب وزير الشؤون البرلمانية اللبناني ميشال فرعون المناهض لسورية في حي الاشرفية في بيروت, على ما افاد مكتب النائب في بيان بعد ساعات من اغتيال وزير الصناعة وجاء في البيان ان "مكتب الوزير في الاشرفية تعرض لاطلاق نار من سيارة سوزوكي بيضاء لاذت بالفرار".

واضاف بيان مكتب فرعون ان "قوات الامن اغلقت المنطقة وهي تبحث عن الفاعلين" وينتمي النائب فرعون وهو مسيحي كاثوليكي الى الغالبية البرلمانية.

 

 مسلسل الاغتيالات في لبنان منذ استشهاد الحريري

بيروت -اف ب : يندرج اغتيال وزير الصناعة اللبناني بيار الجميل في اطار مسلسل الاغتيالات والتفجيرات الذي هز لبنان منذ اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في 14 فبراير 2005:

* فبراير 2005 :

14: اغتيال رفيق الحريري في عملية تفجير ضخمة اسفرت عن مقتل 21 شخصا بينهم سبعة من مرافقي الحريري وسقوط جرحى بينهم النائب والوزير السابق باسل فليحان الذي توفي فيما بعد.

* يونيو :

02: اغتيال الصحافي المعارض لسورية سمير قصير في بيروت.

21: اغتيال الامين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي في اعتداء بسيارة مفخخة في وسط بيروت.

* يوليو :

12: اصابة وزير الدفاع المنتهية ولايته الياس المر في اعتداء بسيارة مفخخة في الضاحية الشمالية الشرقية لبيروت.

* سبتمبر:

25: الصحافية مي شدياق تصاب بجروح بالغة في انفجار قنبلة وضعت في سيارتها في شمال بيروت.

* ديسمبر :

12: اغتيال الصحافي والنائب المناهض لسورية جبران تويني بتفجير قرب بيروت.

* نوفمبر 2006 :

21: اغتيال وزير الصناعية اللبناني النائب بيار الجميل الذي ينتمي الى الغالبية المناهضة لسورية في ضاحية بيروت الشمالية.

 

تنديد دولي واسع بالجريمة والكويت  دانت واستنكرت الاعتداء الإرهابي الآثم

 يد الغدر تغتال بيار الجميل وتدفع لبنان نحو المجهول

 بيروت-»السياسة«:عواصم-الوكالات:  دانت دولة الكويت بشدة جريمة اغتيال وزير الصناعة اللبناني النائب بيار امين الجميل الذي قتل في كمين مسلح في بيروت امس. وبعث سمو الامير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح ببرقية الى الرئيس اللبناني العماد اميل لحود عبر فيها عن استنكار دولة الكويت وادانتها الشديدة لجريمة اغتيال الوزير الجميل. وأكد سموه الموقف الثابت لدولة الكويت الرافض لمثل هذه الاعمال الارهابية التي تستهدف ارواح الابرياء الآمنين وتتنافى مع كل القيم والاعراف والاديان , كما ضمنها سموه خالص تعازيه وصادق مواساته لفخامته ولأسرة الفقيد راجيا له المغفرة والرحمة ولذويه جميل الصبر وحسن العزاء . كما بعث سمو ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح حفظهما الله ببرقيتي تعزية مماثلتين .

وقتل وزير الصناعة والنائب اللبناني بيار الجميل امس في ضاحية بيروت الشمالية في اول عملية اغتيال سياسية منذ 11 شهرا في لبنان اعتبرتها الغالبية اللبنانية محاولة سورية لتفجير فتنة وحرب اهلية فيما تسارعت الدعوات الدولية الى اقرار المحكمة الدولية لمحاسبة قتلة سلسلة طويلة من السياسيين اللبنانيين ودعاة الحرية والاستقلال والسيادة في لبنان .....( راجع ص 32-33 ).

وقالت مصادر رسمية ان الجميل قتل اثر اطلاق النار على موكبه بعد ظهر امس في منطقة الجديدة (ضاحية بيروت الشمالية), فيما كان يقوم بواجب عزاء". وقال شهود ان الجميل كان يقود سيارته عندما هاجمه مسلحون واطلقوا النار عليه واظهرت مشاهد عرضها التلفزيون السيارة وقد اصيب زجاجها من جانب السائق بعدد كبير من الرصاصات.

ودعا والد القتيل رئيس الجمهورية السابق امين الجميل الى التهدئة "وعدم التصرف بغريزية حفاظا على القضية التي استشهد" من اجلها نجله وهي "لبنان اولا".

واضاف الجميل الذي يرأس حزب الكتائب المسيحي احد مكونات قوى "14 اذار" امام مستشفى مار يوسف في ضاحية بيروت الشمالية الذي نقل اليه نجله "لا نريد ان ندنس استشهاده بانفعالات واعمال غير مسؤولة" ودعا محازبيه "الى ان تكون الليلة ليلة صلاة نفكر فيها كيف نحمي البلد بعيدا عن الانفعالات والانتقامات".

كما دعا زعيم اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الى التهدئة "حتى لا ننجر الى الفتنة الداخلية التي يريدونها" وقال "يريدون خلق فتنة داخلية بأي ثمن. كما استنكرنا منذ البداية كل الاغتيالات سلميا وديمقراطيا سنستمر ولن ندعهم ينالوا الفتنة الداخلية".

واكد ان "المحكمة الدولية آتية لا محالة لكن ايانا ان ننجر الى مشاعر تؤدي الى الفتنة الداخلية" واضاف "سننتصر في تحقيق لبنان سيداً حراً مستقلاً".

بدوره اكد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة الذي ترأس اجتماعا استثنائيا لحكومته ان "القتل لن يرهبنا ولا اليد الآثمة اياً كانت" وان الحكومة "مستمرة بتحمل مسؤولياتها".ودعا كافة اللبنانيين "الى التنبه لما يخطط لهم من فتن لضرب الوحدة الوطنية واعاقة مسيرة الدولة".

وبعد اعلان مقتل الجميل انزل شبان في ساحة ساسين في منطقة الاشرفية المسيحية في بيروت صورة ضخمة للنائب ميشال عون زعيم "التيار الوطني الحر" وحليف "حزب الله" وقوى "8 اذار" الموالية لسورية , كانت مرفوعة فوق الطريق وقاموا باحراقها وسط هتافات الاستنكار لمواقف النائب عون وتحالفاته كما قام متظاهرون باحراق صورة مماثلة قرب جامعة الحكمة في منطقة الاشرفية نفسها وتشهد بيروت انتشارا امنيا واسعا ودوريات ثابتة وجوالة لقوى الجيش والامن الداخلي. وفي بلدة بكفيا (شمال شرق بيروت) مسقط رأس الشهيد بيار الجميل تجمع نحو 200 محازب امام مقر حزب الكتائب الذي اسسه بيار الجميل الجد وحطموا ثلاث سيارات تعود لعناصر من الحزب القومي السوري الاجتماعي الموالي لسورية وقطعوا بها الطريق العامة وتمكنت القوى الامنية لاحقا من فتح الطريق وانتشرت بكثافة في المنطقة كما قطع متظاهرون بالاطارات المشتعلة الطريق الدولية التي تربط بيروت بشمال لبنان عند مدينة جبيل.

اما رئيس الهيئة التنفيذية في حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فقد قال ان القناع قد سقط والمسألة مسألة المحكمة الدولية مطالبا رئيس الجمهورية بالاستقالة فورا ودعا الى عودة وزراء أمل وحزب الله الى الحكومة.

كما حذر العماد ميشال عون من مخطط لاثارة الفتنة في الشارع المسيحي داعيا الى ضبط النفس فيما رأى البطريرك الماروني الكاردينال نصر الله صفير ان اغتيال الوزير الجميل يدل على ان ما قيل عن اغتيالات في صفوف الحكومة صحيح معتبرا ان هذه الاعمال تزعزع استقرار البلد وتزرع الخوف في قلوب الناس .

من جهته نعى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الى "الشعب اللبناني النائب والوزير بيار امين الجميل الذي استشهد برصاصات غادرة استهدفته واستهدفت الامن والسلام واستقرار النظام العام في لبنان".

وقال بري ان "هذه الجريمة هي جريمة في حق لبنان كل لبنان بكل جهاته وفئاته وطوائفه ومذاهبه وهي تستهدف في كل ابعادها عدم تمكين اللبنانيين من النهوض بمسؤولياتهم تجاه ترسيخ وحدتهم الوطنية وسلامهم الأهلي".

ودعا الرئيس اللبناني العماد اميل لحود الى ان يكون كل اللبنانيين موحدين في هذه الظروف التي يمر بها وطنهم وتوجه لحود في كلمة مقتضبة الى الرئيس الاسبق أمين الجميل وخاطبه بالقول ان ابنك هو ابننا.

وعلى صعيد ردود الفعل الدولية دان الرئيس الاميركي جورج بوش اغتيال وزير الصناعة اللبناني ودعا لاجراء تحقيق مستوفى في الهجوم.

وأضاف متحدثا للقوات الاميركية التي مقرها هاواي ان التحقيقات لابد " أن تتعرف على هؤلاء الناس والقوى التي تقف وراء القتل" .

وقبله قال نيكولاس بيرنز وكيل وزارة الخارجية الاميركي تعليقا على الاغتيال " انه يوم حزين للغاية بالنسبة للبنان. لقد صدمنا جراء هذا الاغتيال. ونعتبره من أعمال الارهاب وننظر اليه بوصفه من أعمال الترهيب".

وأضاف بيرنز انه ينبغي على كل الدول ان تصطف وراء حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة لاعتراض الذين يحاولون تقسيم لبنان.

وأوضح بيرنز " اننا نعتقد انه من المهم للغاية ألا يستطيع الذين يريدون تقسيم لبنان ويستخدمون العنف لزعزعة استقرار الموقف السياسي تحقيق اي نجاح".

واضاف " سنقدم التأييد الكامل لحكومة السنيورة في الايام والاسابيع المقبلة لندعم هذه الحكومة وندعم استمرارها" .

من جانبه قال السفير الاميركي لدى الامم المتحدة جون بولتون ان اغتيال وزير الصناعة اللبناني يظهر ضرورة تشكيل المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.

وقال بولتون: " قدمنا الدعم للقوى الديمقراطية في لبنان ضد الاغتيالات ذات الدوافع السياسية.. تلك ليست طريقة لتغيير حكومة".

وفي باريس قال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي في كلمة امام الجمعية الوطنية "امام هذه المحاولة الجديدة لزعزعة استقرار لبنان, ترغب فرنسا في القول للشعب اللبناني الى اي حد نرغب في ان نكافح لكي يحافظ على سيادته واستقلاله".

وبعيد ذلك, دان الرئيس الفرنسي جاك شيراك في بيان "الاعتداء الشنيع" ضد بيار الجميل وعبر عن رغبته في ان تتم "ملاحقة ومعاقبة" القتلة.

وقال شيراك "ان كل لبنان مصاب بهذه المأساة الرهيبة, وفرنسا على يقين بان الرغبة في الاستقلال والحرية والديمقراطية لدى اللبنانيين ستكون اقوى. انها تقف الى جانب لبنان من اجل التطبيق الكامل لقرارات مجلس الامن لا سيما ذلك المتعلق بتشكيل محكمة ذات طابع دولي".

وفي لندن قالت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت انها "مصدومة" باغتيال بيار الجميل .

عربياً دعا الرئيس المصري حسني مبارك الى التحاور بدل التقاتل فيما اجرى العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني اتصالين هاتفيين برئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري للاعراب عن ادانته للجريمة التي وصفها بالارهابية الجبانة في الوقت الذي قال فيه الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان الجامعة تدعو الشعب اللبناني الى تحصين وحدته الوطنية وتفويت الفرصة على من يريد زرع الفتنة بينهم.

 

ال

 

يد الإرهاب السوري تطال الجميل وتشعل نيران الحرب الأهلية بلبنان 

بيروت+ وكالات : 22/11/2006 

في محاولة سورية جديدة لإشعال حرب أهلية في لبنان ، قتل وزير الصناعة والنائب اللبناني بيار الجميل الذي ينتمي إلى الغالبية النيابية المناهضة لدمشق الثلاثاء في ضاحية بيروت الشمالية. وأصيب الجميل (34 عاما) وهو مسيحي ماروني إصابة خطرة وتوفي بعد نقله الى مستشفى مجاور متأثرا بجروحه. وتوفي ايضا احد مرافقيه متأثرا بجروحه. وقالت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية ان الجميل قتل اثر اطلاق النار على موكبه بعد ظهر (الثلاثاء) في منطقة الجديدة (ضاحية بيروت الشمالية) فيما كان يقوم بواجب عزاء. وقال شهود ان الجميل كان على ما يبدو يقود سيارته عندما هاجمه مسلحون واطلقوا النار عليه.

واظهرت مشاهد عرضها التلفزيون السيارة وقد اصيب زجاجها من جانب السائق بعدد كبير من الرصاصات. واتهم سعد الحريري زعيم الاكثرية النيابية سورية بالضلوع في اغتيال الجميل وقال يريدون (السوريون) قتل كل لبناني حر فيما اكد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ان القتل لن يرهبنا ولا اليد الاثمة ايا كانت. وقال الحريري اثر تلقيه نبأ الاغتيال فيما كان يعقد مؤتمرا صحافيا الذي وعدوا به نفذوه وبدأ مسلسل الاغتيالات. لا شيء يمكن ان يجعلنا نحكي مع النظام القاتل والمحكمة الدولية بيننا في اشارة الى عمليات الاغتيال التي شهدها العامان الماضيان لا سيما اغتيال والده رئيس الورزاء السابق رفيق الحريري في عملية تفجير ضخمة في وسط بيروت في 14 شباط/فبراير 2005.

وقد دانت الولايات المتحدة على الفور الاغتيال معتبرة انه عمل ارهابي كما دان الرئيس الفرنسي جاك شيراك الجريمة الشنيعة. وتقاطر عشرات من افراد عائلة الجميل والاصدقاء الى المستشفى وهم ينتحبون ويبكون. قد تم اجلاء امرأة بعدما اغمي عليها. وقد دعا والد القتيل رئيس الجمهورية السابق امين الجميل الى التهدئة -وعدم التصرف بغريزية حفاظا على القضية التي استشهد من اجلها نجله وهي لبنان اولا. واضاف الجميل الذي يرئس حزب الكتائب المسيحي احد مكونات قوى 14 اذار المناهضة لسورية امام مستشفى مار يوسف في ضاحية بيروت الشمالية الذي نقل اليه نجله لا نريد ان ندنس استشهاده بانفعالات واعمال غير مسؤولة.

ودعا محازبيه -الى ان تكون الليلة ليلة صلاة نفكر فيها كيف نحمي البلد بعيدا عن الانفعالات والانتقامات.

كما دعا الزعيم وليد جنبلاط احد ابرز قادة الاكثرية النيابية الى التهدئة -حتى لا ننجر الى الفتنة الداخلية التي يريدونها. وقال يريدون خلق فتنة داخلية باي ثمن.

كما استنكرنا منذ البداية كل الاغتيالات سلميا وديموقراطيا سنستمر ولن ندعهم ينالوا الفتنة الداخلية. واكد ان المحكمة الدولية آتية لا محال لكن ايانا ان ننجر الى مشاعر تؤدي الى الفتنة الداخلية. واضاف سننتصر في تحقيق لبنان سيد حر مستقل. واكد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ان القتل لن يرهبنا ولا اليد الاثمة ايا كانت وان الحكومة مستمرة بتحمل مسؤولياتها.

ودعا كافة اللبنانيين الى التنبه لما يخطط لهم من فتن لضرب الوحدة الوطنية واعاقة مسيرة الدولة. ودان رئيس الجمهورية اللبناني اميل لحود جريمة- اغتيال الجميل داعيا اللبنانيين الى التوحد والا كانت الخسارة على كل لبنان.

وقال لحود في كلمة مختصرة وجهها الى اللبنانيين بدل الكلمة الموسعة التي كانت مقررة لعشية الاستقلال كان من المفترض ان القي اليوم كلمة الاستقلال ولكننا فوجئنا بهذه الكارثة التي ضربت جميع اللبنانيين.

واعلنت رئاسة مجلس الوزراء الحداد الرسمي وتنكيس الاعلام حدادا لمدة ثلاثة ايام على المؤسسات الرسمية وتعديل البرامج العادية في محطات الاذاعة والتلفزيون. وكان القصر الجمهوري قد اعلن فور وقع الاغتيال عن الغاء الاستقبال الرسمي الذي يقام غدا الاربعاء لمناسبة الذكرى الثالثة والستين للاستقلال. كما اعلنت قيادة الجيش عن الغاء العرض العسكري الذي كان مقررا في ثكنة الفياضية شرق بيروت للمناسبة نفسها. والوزير بيار الجميل (34 عاما) هو حفيد مؤسس حزب الكتائب اللبنانية المسيحي بيار الجميل وهو نجل رئيس الجمهورية السابق امين الجميل الذي يرئس حاليا حزب الكتائب. كما ان عمه هو رئيس الجمهورية اللبنانية المنتخب بشير الجميل الذي اغتيل ايضا في انفجار العام 1982 قبل تسلمه سدة الرئاسة.

وبعد اعلان مقتل الجميل انزل شبان في ساحة ساسين في منطقة الاشرفية المسيحية في بيروت صورة ضخمة للنائب ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر وحليف حزب الله وقوى 8 اذار المقربة من سورية كانت مرفوعة فوق الطريق وقاموا باحراقها وسط هتافات الاستنكار لمواقف النائب عون وتحالفاته. كما قام متظاهرون بإحراق صورة مماثلة قرب جامعة الحكمة في منطقة الاشرفية نفسها. وتشهد بيروت انتشارا أمنيا واسعا ودوريات ثابتة وجوالة لقوى الجيش والأمن الداخلي. وفي بلدة بكفيا (شمال شرق بيروت) مسقط رأس بيار الجميل تجمع نحو 200 محازب امام مقر حزب الكتائب الذي اسسه جد بيار الجميل وحطموا ثلاث سيارات تعود لعناصر من الحزب القومي السوري الاجتماعي الموالي لسورية وقطعوا بها الطريق العامة كما افادت وكالة فرانس برس.

وتمكنت القوى الامنية لاحقا من فتح الطريق وانتشرت بكثافة في المنطقة. كما قطع متظاهرون بالاطارات المشتعلة الطريق الدولية التي تربط بيروت بشمال لبنان عند مدينة جبيل. وقطعت محطات التلفزة اللبنانية برامجها الاعتيادية وبدأت بث الموسيقى الكلاسيكية حدادا.

وتأتي عملية الاغتيال هذه فيما ارجأ مجلس الامن الدولي الاثنين الى الثلاثاء على اقل تقدير موافقته على انشاء المحكمة الخاصة بمحاكمة قتلة رفيق الحريري حسب ما افاد عدد من الدبلوماسيين. وكان تقرير مرحلي للجنة التحقيق الدولية اشار الى وجود ادلة متقاطعة على ضلوع مسؤولين سوريين ولبنانيين في اغتيال الحريري الذي تنفيه دمشق. وبيار الجميل هو اول شخصية سياسية يتم اغتيالها منذ مقتل النائب جبران تويني في 12 كانون الاول/ديسمبر 2005. وهو مسيحي ينتمي الى الطائفة المارونية التي تشكل غالبية المسيحيين في لبنان.

وقد دانت الولايات المتحدة على الفور الاغتيال معتبرة انه عمل ارهابي وتعهدت بتقديم المساعدة والدعم للحكومة اللبنانية. ودان الرئيس الفرنسي جاك شيراك الجريمة الشنيعة في حين اعتبر وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي انه محاولة جديدة لزعزعة استقرار لبنان.

ودان الاتحاد الاوروبي باشد العبارات قوة اغتيال الجميل مؤكدا مساندته غير المحدودة للحكومة الشرعية في لبنان. واعرب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن ادانته الشديدة- لعملية الاغتيال مشددا على انها غير مبررة. واعتبر وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتانماير ان اغتيال الجميل هو -محاولة جديدة لتقويض تطور لبنان المستقل السيد الديموقراطي-.

وفي دمشق دان مصدر اعلامي رسمي سوري بشدة جريمة اغتيال الجميل واعتبر انها تستهدف زعزعة الاستقرار والسلم الاهلي في لبنان. كما وصف العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الثلاثاء هذه الجريمة خلال اتصالين هاتفيين مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة والنائب اللبناني سعد الحريري زعيم كتلة المستقبل بالعمل الجبان الذي يستهدف أمن واستقرار لبنان الشقيق بكل فئاته. من جهته دعا الرئيس المصري حسني مبارك كل الاطراف اللبنانية الى ان تتحاور بدل ان تتقاتل حتى لا يضيع لبنان. واستنكرت دول مجلس التعاون الخليجي بشدة اغتيال الجميل الذي وصفه بيان صدر مساء الثلاثاء في الرياض في ختام اجتماع وزاري خليجي -بالعمل الارهابي. واعتبر الوزراء ان الاحتقان السياسي في لبنان ادى الى مقتل بيار الجميل معربين عن -رفضهم لمثل هذه الاعمال التي تستهدف اشاعة الفوضى.

 

حزب الكتائب قرر ارجاء مأتم الوزير الجميل الى الخميس

وطنية- 21/11/2006 (سياسة) صدر عن حزب الكتائب اللبنانية البيان الآتي: بناء على رغبة قوى " الرابع عشر من اذار " التي اجتمعت استثنائيا مساء اليوم في بيت الكتائب المركزي على اثر استشهاد شهيد الشباب النائب والوزير الشيخ بيار امين الجميل في اقامة مأتم وطني حاشد تتحقق فيه اوسع مشاركة سياسية وشعبية، تقرر ارجاء المأتم الوطني الكبير من يوم الاربعاء الى يوم الخميس الواقع فيه 23/11/2006 الساعة الواحدة من بعد الظهر في كاتدرائية مار جرجس المارونية - بيروت. ثم ينقل جثمان الشهيد في موكب شعبي الى مسقط رأسه بكفيا حيث يوارى الثرى في مدافن العائلة.

 

قوى 14 آذار اجتمعت استثنائيا في بيت الكتائب المركزي

وطنية 21/11/2006 (سياسة) في جو خيم عليه الحزن والوجوم عقدت قوى 14 اذار اجتماعا عند الثامنة من مساء اليوم في بيت الكتائب المركزي للبحث في تداعيات اغتيال الوزير بيار الجميل . وفي قاعة جوزف شادر وسط صورة كبيرة للراحل جلس اعضاء قوى 14 آذار ورؤساء الهيئات الطلابية واعضاء المكتب السياسي يحوطون بوالد الراحل الرئيس امين الجميل واعضاء الحزب. حضر اللقاء اضافة الى الرئيس امين الجميل، رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والوزراء احمد فتفت، نايلة معوض، خالد قباني، غازي العريضي، محمد الصفدي، ميشال فرعون، والنواب، انطوان غانم، غازي يوسف، فيصل الصايغ، سمير فرنجية، وائل ابو فاعور، الياس عطالله، انطوان اندراوس، صولانج الجميل، نبيل دوفريج، جورج عدوان،اكرم شهيب، يغيا جرجيان، فريد مكاري، باسم السبع، بطرس حرب، فؤاد السعد، هنري حلو. كما حضر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، رئيس كتلة تيار المستقبل النائب سعد الحريري، رئيس حزب الكتائب كريم بقرادوني، عميد الكتلة الوطنية كارلوس اده، وعن التجدد الديمقراطي انطوان حداد، عن الكتلة الوطنية كلود كنعان ومروان صقر. كما حضر النواب السابقون : غطاس خوري ,كميل زيادة ,منصور غانم البون,فارس سعيد، الى نديم الجميل. وشارك ايضا ادي ابي اللمع عن "القوات اللبنانية"، اضافة الى ممثلي الحركات الطلابية والسياسية واعضاء المكتب السياسي الكتائبي وحشد من الصحافيين وسط حشد من المناصرين تجمع في ردهات البيت المركزي ووسطه.

بعد الاجتماع تلا النائب السابق فارس سعيد البيان الاتي: ايها اللبنانيون, من ربيع الشهادة وفاء لربيع بيروت. مجددا تقدم قوى 14 آذار شهيدا من خيرة شبابها على مذبح الحرية والسيادة. سقط عشية الاستقلال حفيد احد رجالاته وحامل اسمه وامانته, الشيخ بيار امين الجميل, ركن من اركان انتفاضة الاستقلال. وسقط عشية الذكرى لتأسيس الكتائب في يوبيلها السبعين. ارهبهم صوت شيخ الشباب فكتموا اصوات مسدساتهم الغادرة, ولم يتكلفوا عناء ستر وجوههم , فهم اغراب ليس بين اللبنانيين الاحرار من يتعرف عليهم.

هم من فصيلة الذين هددوا بقلب الحكومة للهروب من عدالة المحكمة, وشرعوا في التنفيذ. الى الذين ما انفكوا يطلقون التهديد والوعيد ويتهمون قوى 14 آذار بالعمالة والتواطؤ, الى الذين هابوا المحكمة الدولية فهاجوا, نقول: رسالتكم وصلت , دموية همجية كالعادة. ايها اللبنانيون ,الكيل طفح, والكأس امتلأت, والحزن تحول غضبا وجرحنا لن يلتئم. سنحاسب المجرمين , ومعهم سنحاسب كل من يغطي هذه الجريمة بمواقفه السياسية وتواطئه بشعارات يعرف انها ورقة توت للارهاب السياسي الذي يحاول مرة جديدة اغتيال لبنان.

ان دماء بيار الجميل لن تذهب هباء. وكما حركت دماء كل شهيد من شهداء الحرية عزيمة اللبنانيين وفجرتها صرخة في وجه القاتل والظالم، فان العالم اجمع سيسمع في الايام المقبلة صوت لبنان الحقيقي، صوت الحرية والسيادة والاستقلال. ان قوى 14 آذار تدعو انصارها واصدقاءها الذين شاركوا في انتفاضة الاستقلال الى المشاركة الكثيفة في المأتم الشعبي للشهيد بيار الجميل والذي تقرر اقامته في كاتدرائية مار جرجس المارونية في بيروت بتمام الساعة الواحدة بعد ظهر نهار الخميس الواقع فيه 23/11/2006 والى الاستعداد لكل تحرك حضاري وسلمي والابتعاد عن اي مظهر من مظاهر الفتنة والشغب التي لا تخدم سوى اهداف القتلة الاشرار. كما تدعو قوى 14 اذار وحزب الكتائب اللبنانية الى اعتبار يوم الخميس يوم حداد وطني تقفل فيه جميع الدوائر الرسمية والادارت العامة في كل لبنان.

قبيل مغادرته البيت المركزي توجه الرئيس الجميل الى المحازبين بالقول : "يا احبائي بشير كان لا يزال في قلوبنا وكان اول من سار على طريق الاستشهاد، واليوم العزيز على قلوبكم سار على هذه الطريق. اطلب منكم ان تبلغوا الرفاق وفي كل حي في كل قرية ان نكون على مستوى هذه الشهادة، شهادة بيار. واريد منكم ضبط الاعصاب وتجنب كل فوضى ودعونا نحن نحصل الحق حق كل شهيد وحق لبنان. اعاهدكم انه كما ان دم بشير لم يذهب هدرا وقد حقق ثورة الاستقلال كذلك الامر فان استشهاد بيار سيكون لتثبيت الاستقلال والحرية والسيادة. اريد منكم التصرف باخلاقية بيار ولنحترم قدسية الاستشهاد، واؤكد ان دمه لن يذهب هدرا.

وكان اتصل معزيا بالرئيس امين الجميل الرئيس الفرنسي جاك شيراك واعلمه بأنه سيرسل وزير خارجيته غدا الى بيروت. كذلك اتصل الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز ووزير الخارجية الامير سعود الفيصل.

كما زار المستشفى معزيا سفير الامارات وسفير السعودية ومصر والولايات المتحدة ورئيس "اللقاء اليمقراطي" وليد جنبلاط.

 

الرئيس السنيورة تلقى اتصالات من الملك عبد الله وابومازن وبابادويلوس وبرودي ورايس وموسى وسولانا وياكوفو مستنكرين اغتيال الوزير الجميل ومؤكدين دعمهم للبنان وحكومته

وطنية 21/11/2006(سياسة)تلقى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة واثر انتشار خبر استشهاد الوزير والنائب بيار الجميل سلسلة من الاتصالات الهاتفية المستنكرة والشاجبة والمتضامنة مع لبنان وشعبه وحكومته, و قد ابلغ المتصلون دعمهم الكامل لاكتشاف ومحاسبة المجرمين . ومن ابرز المتصلين بالرئيس السنيورة : خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس (ابومازن)، رئيس جمهورية قبرص تاسوس بابادويلوس ،رئيس الحكومة الايطالية رومانو برودي ، وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليسا رايس ، امين عام الجامعة العربية عمرو موسى ، مفوض الامن والشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا ، وزير خارجية قبرص جورج ياكوفو .

 

شيخ عقل الموحدين الدروز استنكر جريمة اغتيال الوزير بيار الجميل ودعا القيادات السياسية للعمل بجد واخلاص من اجل وحدة البلد وامنه

وطنية 21/11/2006 (سياسة)اصدرت مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز البيان التالي: ان سماحة شيخ عقل الموحدين الدروز القاضي الشيخ نعيم حسن يستنكر اشد الاستنكار جريمة اغتيال النائب والوزير الشيخ بيار الجميل, ويبدي اسفه الشديد لهذا الحادث الاليم وخصوصا في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها الوطن كما ويتقدم من فخامة الرئيس الشيخ امين الجميل وال الفقيد باحر التعازي سائلا الله عز وجل ان يلهمهم الصبر والسلوان وبالمناسبة يتوجه سماحة شيخ العقل الى جميع القيادات السياسية في هذا الوطن للعمل بجد واخلاص من اجل وحدة البلد وامنه واستقراره وانقاذه من المحن التي يتخبط بها .

 

النائب سعد الحريري نعى الوزير والنائب بيار الجميل ودعاانصار تيار المستقبل واصدقائه للمشاركة في وداعه

وطنية-21/11/2006 (سياسة) نعى رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري الوزير والنائب الشهيد بيار امين الجميل، ووجه في المناسبة كلمة الى انصار تيار المستقبل واصدقائه في كل مكان، للمشاركة الكثيفة في مأتمه الشعبي ظهر الخميس 23 تشرين الثاني، في وسط بيروت، وداعا للشهيد بيار امين الجميل ودفاعا عن المحكمة الدولية. وفي ما يلي نص الكلمة: ايها الاخوة والاخوات، يا ابناء واخوة واحبة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. يد الغدر التي امتدت لقتل الرئيس الشهيد ورفاقه، امتدت لتنال من شاب شجاع، وهب حياته دفاعا عن قضية الحقيقة والعدالة والحرية، قضية الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الابرار. سقط بيار امين الجميل، بطلا من ابطال انتفاضة الاستقلال، شهيدا على دروب السيادة والاستقلال والكرامة ورمزا لمواجهة مفتوحة لن يتوقف مع قوى التسلط والهيمنة حتى ينتصر لبنان.

ايها الاخوة والاخوات في كل مكان من لبنان، يا اهل رفيق الحريري، في بيروت وطرابلس، وعكار والضنية والمنية والقلمون، وكل جهة من جهات الشمال العزيز. يا ابناء واخوة رفيق الحريري في البقاع الغربي، والبقاع الشرقي والبقاع الاوسط، ايها الاوفياء في كل زاوية من زوايا بقاعنا الطاهر. يا احبة رفيق الحريري في صيدا واقليم الخروب وكل الجنوب والجبل. اتوجه الى كل بيت فيكم الى كل عائلة، والى كل مؤسسة ان تطلقوا شرارة الوفاء لرفيق الحريري من جديد. عرس بيار امين الجميل، نريده عرسا متجددا للحرية في لبنان. ويوم وداع بيار الجميل، نريده معكم، يوم دفاع عن المحكمة الدولية والعدالة. يوم الخميس، انتم مدعوون الى التعبير عن كرامتكم، في قلب بيروت، وداعا لبطل 14 اذار بيار امين الجميل ووفاء لبطل لبنان والعروبة، رفيق الحريري. الى اللقاء معكم يوم الخميس، في قلب بيروت، في ساحة الحرية. والسلام عليك يا اخي بيار ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حزب الكتلة الوطنية دان جريمة اغتيال الوزير الجميل ودعا الى المشاركة الكثيفة في مراسم التشييع الخميس

وطنية-21/11/20060(سياسة) اصدر "حزب الكتلة الوطنية اللبنانية" البيان الاتي: ان يد الغدر والاجرام تمتد مرة جديدة لتطال رمزا من رموز الارز ظنا منها انها تستطيع ترهيب اللبنانيين الاحرار. ان "حزب الكتلة الوطنية" اذ يقف خاشعا امام هذا المصاب الجلل يعاهد اللبنانيين الاستمرار في مسيرة الحرية والاستقلال ويدعوهم الى المشاركة الكثيفة في مراسم تشييع الشهيد معالي الوزير الشيخ بيارامين الجميل الذي سيقام في كاتدرائية مار جرجس المارونية في بيروت تمام الساعة الواحدة بعد الظهر يوم الخميس الواقع في 23 تشرين الثاني 2006.

 

الرئيس ميقاتي اعرب عن ألمه باستشهاد الوزير الجميل: قضى من ضمن مسلسل المؤامرة المستمرة على لبنان التي تستهدف وحدته وسيادته واستقلاله وسلامة اراضيه

وطنية 21/11/2006 (سياسة) اعرب الرئيس نجيب ميقاتي عن المه البالغ وحزنه العميق بإستشهاد الوزير الشيخ بيار الجميل, الذي انضم الى قافلة الشهداء الذين قضوا من اجل ان يحيا لبنان . وقال :" لا شك ان خسارة لبنان بإستشهاد الوزير الجميل كبيرة, نظرا لما كان يمثله من اندفاع الجيل الشاب وتعلقه بوطنه وبارضه وهو الذي اثبت خلال وجوده في مجلس النواب او في الحكومة, انه يعبر في تطلعاته وحماسته عن توق الشباب اللبناني الى التغيير والاصلاح والتجدد". واضاف:" لقد قضى الوزير الشهيد من ضمن مسلسل المؤامرة المستمرة على لبنان التي تستهدف وحدته وسيادته واستقلاله وسلامة اراضيه. وفي يقيني ان الرد الاقوى على هذه الجريمة النكراء, هو في تفويت الفرصة على المجرمين في محاولتهم الدؤوبة لجر لبنان الى قتنة داخلية لعلمهم الاكيد انها الوسيلة الوحيدة لتدميره, والتجاوب مع دعوات التهدئة وضبط النفس والتعقل التي صدرت عن قيادات لبنانية وفي مقدمها والد الوزير الشهيد فخامة الرئيس امين الجميل الذي اتوجه اليه ولأفراد العائلة بأحر التعازي, مؤكدا له انه كان قدر هذه العائلة الكريمة ان تقدم الشهيد تلو الآخر على مذبح لبنان, فإن ما يعطي لشهادة هؤلاء القوة والفعالية, وهو المحافظة على لبنان الذي آمنوا به, اي لبنان الواحد لجميع ابنائه, المتفاعل في محيطه والعالم , والقادر دائما على ان يكون نموذجا للعيش المشترك وقدوة للعالم اجمع. انني, اذ احيي روح الشهيد, اسأله تعالى ان يرحمه في جنانه وان يلهم ذويه ومحبيه وانصاره الصبر والعزاء".

 

تجمع حقوقيي 14 آذار شجب جريمة اغتيال الوزير بيار الجميل ودعاالمحامين الى التجمع في قصر العدل والمشاركة في الجنازة

وطنية - 21/11/2006 (سياسة)عقد تجمع حقوقيي 14 آذار، اثر جريمة اغتيال الشهيد المحامي الوزير والنائب الشيخ بيار امين الجميل اجتماعا استثنائيا في بيت الكتائب المركزي واعلن ما يلي : اولا: شجب المجتمعون الجريمة النكراء والارهابية التي ادت الى استشهاد زميلهم المحامي معالي الشهيد بيار امين الجميل وطالبوا الاسراع في الكشف عن الجناة ومن وراءهم . ثانيا: دعا المجتمعون جميع الزميلات والزملاء المحامين الى المشاركة في الجنازة الوطنية للشهيد المقررة يوم الخميس في 23/11/2006 الساعة الواحدة من بعد الظهر في كاتدرائية مارجرجس المارونية، على ان يصار الى التجمع الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم نفسه في باحة قصر العدل في بيروت للانطلاق الى الكنيسة. ونعت ندوة المحامين الديمقراطيين الاجتماعيين احد اعضائها المأسوف على شبابه الشهيد المحامي والنائب والوزير الشيخ بيار الجميل ودعت الزميلات والزملاء والاصدقاء والرفاق الى مشاركتها في الجنازة الوطنية التي ستقام في كاتدرائية مارجرجس المارونية وسط بيروت الواحدة من بعد ظهر الخميس في 23الجاري .

 

السفير خوجة دان جريمة اغتيال الوزير الجميل ونقل تعازي الملك عبدالله: ادعو الشعب اللبناني الى التنبه واليقظة وتفويت الفرصة على اعداء بلدهم

وطنية- 21/11/2006 (سياسة) دان السفير السعودي في لبنان عبدالعزيز خوجة جريمة اغتيال الوزير النائب بيار الجميل. ونقل السفير خوجة الى الرئيس امين الجميل تعازي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز وولي العهد الامير سلطان بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الامير سعود الفيصل وابلغ اليه حزنهم الشديد على الوزير الشاب بيار الجميل، واملهم في توقف مسلسل القتل والارهاب في لبنان. وقال السفير خوجة بعد زيارته الرئيس الجميل: لا يسعنا امام هول هذه الجريمة النكراء الا ان ندعو الشعب اللبناني الى التنبه واليقظة وتفويت الفرصة على اعداء بلدهم الذين يريدون لهم الفتنة، ونهيب باللبنانيين جميعا تمتين وحدتهم ورص الصف وازالة الخلافات في ما بينهم وبناء سد منيع في مواجهة المؤامرة التي تحاك لهم ولوطنهم لبنان. وزار السفير خوجة ايضا رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري والتقى عددا من قيادات قوى الرابع عشر من آذار وشدد خلال لقاءاته هذه على التحلي بالوعي ومواجهة المؤامرة بمزيد من الحكمة، مشيرا الى ان المملكة العربية السعودية مستمرة بقوة في بذل كل جهد ممكن لتأمين سلامة لبنان واللبنانيين وتجاوز المحنة نحو غد افضل.

 

التكتل الطرابلسي :استشهاد الوزير الجميل تزيدنا تمسكا بالمحكمة الدولية لردع المجرمين عن هدر دماء اللبنانيين

وطنية 21/11/2006 - صدر عن التكتل الطرابلسي البيان الاتي:باغتيال الوزير بيار الجميل ارادت قوى الاجرام ان تشعل نار الفتنة الطائفية في لبنان، لكنها ستفشل حتما. فاستشهاد الوزير بيار الجميل سيزيد البنانيين تمسكا بوحدتهم واستقلالهم وحريتهم. اننا نشارك الرئيس امين الجميل حزنه الكبير ونضم صوتنا الى صوته في الدعوة الى الابتعاد عن الانفعالات وعدم الانجرار الى الفخ الذي ينصبه لنا اعداء لبنان الحر الموحد. ان جريمة اغتيال الشيخ بيار الجميل عشية عيد الاستقلال تدل ان القاتل اراد ان يوجه رصاصه الى لبنان المستقبل. كما ان هذه الجريمة تزيدنا تمسكا بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان لردع المجرمين عن هدر دم اللبنانيين. اننا ندعو جميع اللبنانيين الى وقفة ضمير تمنع اعداء لبنان من تحقيق اهدافهم في اعادة لبنان ساحة بعدما استعادته حركة 14 اذار وطنا سيدا حرا مستقلا لجميع ابنائه.

 

الدكتور جعجع عزا عائلة الوزير الشهيد والكتائبيين واللبنانيين: الضجة في لبنان منذ اسابيع هدفها المحكمة الدولية ومحاولة اسقاطها اوجه دعوة مباشرة لاستقالة رئيس الجمهورية فورا وادعوا وزراء امل وحزب الله للعودة عن استقالتهم

وطنية-21/11/2006(سياسة)توجه رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع توجه بالتعزية الى عائلة النائب الشهيد والى الكتائبيين واللبنانيين جميعا وقال:"قبل أن أتكلم أريد أن أؤكد أن الكثيرين منا تربوا في هذه العائلة أقول من بشير الجميل الى بيار الجميل, مسيرة واحدة وعائلة واحدة ونضال واحد، وكلنا في هذا النضال بشكل أو بآخر كل من موقعه وأريد اليوم أن أنعي بيار الجميل للقواتيين، للكتائبيين، لكل الشعب اللبناني بصفته رفيقا وصديقا وبصفته إبن العائلة بمعناها الكبير وأقول طالما هناك هكذا عائلات لا خوف على لبنان. وأتقدم بأحر التعازي باسمي وبإسم ستريدا بالبداية للشيخ أمين والسيدة جويس اللذين رافقانا ورافقناهما منذ زمن قديم وكنا دائما اصدقاء واحباب وعلى اشد العلاقات الطيبة.

اريد ان اقول ان الكلامات في هكذا مناسبات لاتعبر عن حقيقة شعور الانسان ولكن اتمنى ان يعتبروا دائما بان لديهم سند صغير في اي وقت من الاوقات كما اتوجه بالتعازي الى العائلة الكتائبية القواتية الاكبر. ومن جهة ثانية اريد القول ان القناع سقط فمنذ شهر او شهرين بداوا بطرح مواضيع عديدة وقلنا دائما ان المسألة ليست مسألة حكومة او اعداد او ثلث ضامن او معطل ان المسألة مسألة اعادة لبنان الى الوضع الذي كان فيه خلال 1ال5 سنة الماضية. والحقيقة الان بدات تظهر ,وقد دفع الشهيد بيار الجميل دمه كى تظهر هذه الحقيقة, وللاسف هذه هي الحقيقة وهذا ما يحصل اليوم واتمنى على كل الفرقاء الذين مضى اسبوع على عملهم من اجل توتير الاجواء بحجة او باخرى, البعض على علم والبعض لا ,ومن لا يعرف ذنبه اكبر من الذي يعرف,

 البعض منهم عن سابق تصور وتصميم, والبعض لايعلم شيئا عن اللعبة التي يمكن ان تستهدف بنهاية المطاف كل لبناني, ويحتمل ان تطاله وهو لايعلم ’واريد ان اقول للذي لايعرف ان يفتح عينيه جيدا كي يعلم ما الذي يحصل ويدرك ان كل الاجواء التي تحصل ليست سوى غطاء لحصول جرائم كالتي حصلت اليوم. المسألة تتعلق بالنظام اللبناني بكامله بسيادته واستقلاله. يقولون لنا عندما نتكلم تواجهونا بالسيادة والاستقلال فليتفضلوا ويجيبونا الآن هل المسألة مسألة سيادة واستقلال أم لا؟ الآن سيقولون لماذا تتهمون مباشرة وكيف تعلمون ذلك؟ وكأننا نعيش في اسطنبول ولا نعلم ماذا يجري هناك أموار واضحة اليوم بيار الجميل وقبله جبران التويني ومحاولة اغتيال مي شدياق وقبلها جورج حاوي وسمير قصير ورفيق الحريري ومروان حمادة وقبلهم رينيه معوض وداني شمعون وبشير الجميل فهل كا ذلك صدفة وهم من نفس التوجه السياسي. ان المسألة مسألة محكمة دولية وبأي ثمن سيحالون عرقلتها ولو اطروا الى قتل كل وزراء الحكومة لأن الحكومة هي التي ستشرف على إقرار المحكمة. المسألة مسألة محكمة دولية، مسألة القرار 1701 مسألة استقرار لبنان وحدود لبنان وهوية لبنان وكل سياساته الخارجية وبنهاية المطاف يقولون لنا ألا يمكن أن نعبر عن أنفسنا بطريقة ديمقراطية؟ أريد أن أقول لكل الفرقاء الذين اجتمعوا بالأمس وقبله أقول بيار الجميل أمامكم اليوم فليتفضلوا ويقولوا لنا ما هي المسألة.

بنهاية المطاف سقط القناع وأطلب من الذين لا يدركون اللعبة أن يعلموا الى أين هم ذاهبون وان الذي حصل اليوم سيطالهم جميعا. نحن كنا نعلم بالذي يحصل لذلك نواجه كل ما يحصل وسنكمل بالمواجهة، المسألة ليست فقط مسألة تعزية بالشهيد بيار الجميل هناك وضع سياسي يجب ان يتحسن بمجكله والا سنبقى جميعا معرضون بكل لحظة من اللحظات وبالمناسبة اريد ان اوجه دعوة مباشرة لاستقالة رئيس الجمهورية لا يجوز ان يبقى رئيس الجمهورية لحظة في قصر بعبدا واسأل هل سيبقى هناك حتى نموت جميعا؟

 اريد ان اوجه دعوة مباشرة للاستقالة الفورية, بعد كل الذي حصل والان ليحس بالذي يحصل تحت سلطته وتحت غطائه ,وهو رأس الحربة لكل الخارج على لبنان واللبنانيين وليعرف بنهاية المطاف ,هو لبناني وسيعيش في لبنان فكيف يقبل بالذي يحصل؟ ويغطي هذه الافعال وهو في بعبدا واتوجه بدعوة الى وزراء امل وحزب الله واقول لهم نحن جميعا الان على المحك واذا كانت القضية مطلبية سياسية اتصور ان ما حصل بعد ظهر اليوم يستأهل ان ننساها بالوقت الحاضر وليعودوا عن استقالتهم لتكمل الحكومة عملها كما يجب فنرتب الاوضاع في البلاد ونحصنها ماذا والا فانهم يضعون انفسهم في موقع المتهم الفعلي بشكل مباشر او بغير مباشر لان الاستقرار هو الذي يسمح بهكذا افعال بشكل مباشر وغير مباشر وقد آن الاوان لننضم جميعا من اجل تحصين لبنان كلنا يرى المجرمين والمستوى الاجرامي الذي وصلوا اليه ولن يتوقفوا عند حد وبنهاية المطاف ان لم يبق احد من خصومهم سيكملون على اصحابهم وبات واضحا انهم لا يستطيعوا العيش في هذه البلاد الا بهذا التصرف.

سئل: د. جعجع تتهمون الاخرين وهم يقولون انكم في الحكم ودوركم المواجهة؟ اجاب: لا يمكن لمجتع ان يقوم بجزء واحد من شعبه كلنا يعرف قصة الطابور الخامس واحصنة طروادة. وخصوصا ان الطابور والاحصنة موجودة في مؤسسات الدولة كما في المجتمع .

ويد واحدة لا تصفق, الكل بات يعلم انه لدينا النية ونحاول بما تيسر لتحصين الوضعية ولكن عندما نجد ان هناك فرقاء في الداخل تعاكسك ويتصرفون ضدك ولا يسمحون لك بالعمل. ويعملون لشل العمل في البلاد فكيف يمكن ان نعمل ونصل الى نتيجة. هذا هو المحك فهل يجوز بعد كل الذي حصل لن نستمر باللعبة ذاتها, الذين يعرفون اذا ارادوا الاستمرار فانهم يشاركون بشكل مباشر ومن لا يعرف ويستمر في اللعبة فلا حول ولا قوة له ويكون بذلك يتحملون مسؤوليات كبيرة.

سئل: في 12/12/2005 اغتيل النائب جبران التويني قبل ساعات من درس مشروع المحكمة الدولية واليوم في وقت يدرس فيه مجلس الامن المحكمة الدولية اغتيل الوزير والنائب بيار الجميل اليس هناك من مفارقة؟ اجاب: موضوع المحكمة الدولية يعتبره البعض مجرد طرح سياسي, ان لدى بعض الدول في المنطقة خوفا كبيرا من المحكمة الدولية ومن قيامها. وكل الضجة التي تحصل في لبنان منذ اسابيع ولغاية اليوم هدفها الفعلي بخلاف كل ما يشاع هو المحكمة الدولية ومحاولة اسقاطها وعدم قيامها. لذلك نحن اكثر من اي وقت مضى مصرون على المحكمة الدولية وقيامها وان شاء الله تقر مساء اليوم وترسل الى مجلس الوزراء والكل يقول انه موافق على المحكمة الدولية ستمر في مجس الوزراء وبما ان الجميع موافق عليها كما يقولون ستقر بعد ايام قليلة في مجلس النواب وتتصبح نافذة.

وهذا هو المخرج الوحيد لنا جميعا وستظهر من قام بالجرائم السابقة واستطرادا نكون عملنا على حماية الشعب اللبناني ومستقبله .

 سئل: كنتم قد تخوفتم وقلتم ان هناك محاولات لاغتيال بعض الوزراء, والبعض لامكم على هذا الكلام؟ اجاب: هذا صحيح كان هناك بعض المؤشرات بهذا الخصوص ولأن طريقة عمل بعض الافرقاء معروفة ولاي وسائل يلجأون فهم لا يعرفون التعبير بوسائل ديمقراطية وللاسف حصل ما حصل اليوم. لذلك استغل المناسبة لاكرر الدعوة الى كافة النواب والوزراء لاخذ الاحتياطات اللازمة لننا امام مواجهة فعلية ولأن سيادة واستقلال لبنان لا يزال بخطر فعلي وليس كما يحاول البعض التسويق, لا يزال كل اللبنانيين بخطر واتمنى على الجميع اخذ التدابير اللازمة كي لا نمكن الاخصام والعداد من ان يتمكنوا منا ولكي نستطيع ان نكمل مهمتنا وسنكملها وسننتصر بها. سئل: ماذا تقول للشعب الغاضب للكتائبيين والقواتيين الموجودين الآن في الشارع؟ اجاب: اطلب من الجميع الحفاظ على الهدوء وعلى رباطة جأشهم ما من شك ان الحادث كبير جدا واستشهاد بيار الجميل ليس شيئا صغيرا او تمر مرور الكرام ولكن بنفس الوقت لا تحل بالفوضى وباعمال شغب وردات فعل عفوية لذلك اثمن من جهة واطلب من جهة من كل المواطنين والمحازبين البقاء هادئين وليكون تصميمهم اكبر كما تصميمنا على العمل حتى النهاية واقول لهم ان هؤلا المجرمين مهما طال الزمن سنلاحقهم حتى النهاية نحن لسنا اصحاب اخذ بالطار ولا اصحاب ثار ولكن بنهاية المطاف يجب ان يحق الحق واعدهم باننا سنبقى للنهاية حتى تاخذ العدالة مجراها والاكيد كما كشف مجرمون غيرهم سيكشفون وسيانولون عقابهم واو بعد ايام او اشهر واكرر ان ردات الفعل المباشرة لاتجوز وتضع على قضيتنا علامات سوداء وتشوه القضية التي نعمل من اجلها ما يجب ان يحصل هو ان يقدم رئيس الجمهورية استقالته ووزراء امل وحزب الله يجب ان يعودوا الى الحكومة اذا كان هناك حد ادنى من الشعور الوطني بين بعضنا.

سئل: برايكم الى اين نذهب هل اغتيال الوزير الجميل بداية المواجهة ام نهاية اجاب: نحن لا نرضى المواجهة والصدام باي شكل من الاشكال مع اي من الفرقاء الداخليين معركتنا بالدرجة الاولى من اجل امن المواطن اللبناني سيادته الفعلية وحريته الفعلية واستقلاله الفعلي نحن في لبنان لنا الحق باتخاز اى موقف نراه مناسبا ولانرضى باي قوة لا اميركية ولا سورية ولا ايرانية ولا فرنسية بان تملي علينا اي موضوع ونحن خلال تاريخنا اثنينا ذلك واثمن على الفرقاء الاخرين ولو لمرة اثبات ذلك وبكافة الاحوال اعد كل اللبنانيين باننا لن نفرط باي شعرة من ثورة الارز وسنكمل مهما كانت الصعاب كبيرة وسنواجه ونحن نعلم ان هناك اسابيع صعبة واشهر صعبة امل ان يكون الشيخ بيار فداهم بدمائه وسنكمل مهما كانت الصعاب كبيرة امامنا ومهما كانت المخاطر مهولة وختم من جديد اعزي باسمي وباسم ستريدا السيدة جويس والشيخ امين وسامي ونيكول واتمنى ان تكون هذه خاتمة احزانهم واقول بيتهم كبير جدا وليست المرة الاولى التي يستشهد منه شخص بيتهم لكل لبنان لذلك سنستطيع معا تحمل هذه الماساة .

 

مصحح فرنجية عزى الرئيس الجميل باستشهاد نجله: آمل الا يكون هذا الدم سوى ركيزة للوفاق وكل ما يجمع الاغتيال لا يخدم الاّ الاكثرية او بعضها المعروف بتاريخه

وطنيةـ21/11/2006(سياسة) تقدم رئيس تيار المرده سليمان فرنجية بالتعازي من الرئيس امين الجميل وعائلة الجميل التي تعرف مثلنا قيمة الدم ّبأحر التعازي باستشهادالوزير بيار الجميل آملاً ان لا يكون هذا الدم سوى ركيزة للوفاق وكل ما يجمع في هذا البلد. وحمّل فرنجية الدولة مسؤولية كشف المجرم الذي استخدم اقدم واسهل طريقة قتل. ما يجعلنا نشكك في حال عدم كشفه انه محمي من الاجهزة لأن امن هذه المنطقة بيد الدولة وتساءل فرنجية بعدما اعتبر ان الجميل "شهيدنا اكثر مما هو شهيدهم" من المستفيد من كل هذه الاغتيالات منذ استشهاد الرئيس الحريري الى اليوم. ولفت فرنجية الى ان دم الشهيد بيار الجميل هو ضحية جديدة لاستنهاض العاطفة لدى الناس ومحاولة لقلب الشارع المسيحي الذي حدد موقفه وموقعه.

وأضاف فرنجية "ان هذا الاغتيال لا يخدم الاّ الاكثرية او بعضها المعروف بتاريخه". ورأى فرنجية ان السلطة ستحاول في خلال اليومين المقبلين ان تنفذ كل روزنامتها وان تحاول كما بعد استشهاد النائب جبران تويني اسكاتنا ولكننا لن ندعها تقوم بذلك لان ضميرنا مرتاح كما اننا لا نخاف من المحكمة الدولية بل تخيفنا الوصاية الاجنبية فيما هم تعقدهم المحكمة. وكان فرنجية عدل مضمون خطابه المقرر امام الفي شخص من كوادر المرده بسبب استشهاد وزير الصناعة بيار الجميل. وقال فرنجية "كنا نتمنى ان نكون معكم في جو مختلف, ونتأسف ونتألم لاغتيال وزير ولو كنا في موقعين مختلفين او سياستين مختلفتين ولكن لا تربطنا به الاّ العلاقةالجيدة,ويمكن في ظروف عدة وفي اسوأ ظروف العلاقة الجيدة, وفي السنوات الاخيرة لم ينقطع التواصل وبقيت العلاقة مستمرة وبقي الاحترام مستمراً. لذا نتأسف, نتألم ونعزي فخامة الرئيس امين الجميل ونحن نعرف قيمة الدم وقيمة الشهادة, وان آل الجميلّ يعرفون ايضاً قيمة الدم وقيمة الشهادة, لذا ان شاء الله لا يكون هذا الدم الاّ ركيزة للوفاق الوطني, ركيزة للمصالحة الحقيقية في هذا البلد, ركيزة للتوافق, ركيزة لكل ما يجمع وليس لكل ما يفرّق.

كنا بصدد الكلام في مواضيع اخرى لكن بات هذا الكلام خارج الموضوع بعد استشهاد الوزير الجميّل. ولكن نحن لا نريد ان نتهم كما يفعل الاخرون وآخرهم الشيخ سعد الذي اتهم يمينا وشمالاً, نحن نسأل اسئلة, فالشعب اللبناني يحق له اليوم ان يتساءل, فحين اغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري اشتغلت العواطف اكثر بكثير مما اشتغل العقل, وحدثت انفجارات عدة واغتيالات عدة والمواطن اللبناني يسأل: من المستفيد من وراء هذا الموضوع, قد يتهم فريق سوريا او حلفاؤها او عملاؤها كما يسمونها, وفريق آخر يتهم سوريا وغيرها, وفريق يتهم غير سوريا, نحن نقول له كل الحق باتهام من يريد ولكن سؤالنا من المستفيد؟ في المرة الماضية كان هناك محكمة دولية تطرح على مجلس الوزراء فاغتيل الشهيد جبران التويني فنزلت الاكثرية وفرضت حظراً على الكلام واليوم الاكثرية في مأزق وبحاجة الى من يعوّمها, ومنذ شهرين نحن ننادي بنزول ديمقراطي الى الشارع وبصورة سلمية وللتعبير عن رأي ونقول لهم نزلتم منذ سنتين واحترمنا موقفكم, وانسحبنا من السلطة واستلمتم السلطة فيقولون: انتم تريدون افتعال المشاكل وستحدث اغتيالات وسيصار الى اغتيال ثلاثة وزراء, فاذا كانوا يعرفون كل ذلك لماذا لا يسلمون المعلومات للاجهزة الامنية, بدل ان يعلنوها على الشاشات,

واليوم اغتيل وزير ولكنه لم يُقتل بالطرق المخابراتية المستحيل كشفها, قُتل باقدم وسيلة واسهل وسيلة وبوجود المرافقين, قُتل بكاتم صوت وهرب الفاعل وكأنه ليس خائفاً من احد, وكأنه " لا يعتل همّ كشفه" لان من ارسله لقتل الوزير الجميل في عقر داره وبين اهله والمرافقين يعني انه مطمئن, لنرَ من طمأنه, الاجهزة الامنية قد تقول انها عاجزة عن كشف قتلة الرئيس الحريري لان قتله مؤامرة اكبر من لبنان واضخم من المنطقة ومثل هذا الاغتيال مستحيل كشفه، ولكن هذا الاغتيال في منتصف النهار امام اعين الناس يعني ان المنفذ مطمئن، فلا يمكن للدولة القول انه من المستحيل كشف القاتل. لا نتهم ولكننا نضع كل واحد امام مسؤولياته والدولة اليوم مسؤولة عن كشف القاتل واذا لن تكشفه يحق لنا ان ندل باصبع الاتهام للدولة انها في مكان ما لها علاقة، لان هذا الاغتيال لا يخدم الاّ الاكثرية الوهمية، مع احترامنا لكل الناس، فهذا الاغتيال اربك صفوف المعارضة في النزول الى الشارع، وسترون في اليومين المقبلين انهم سينفذون او يحاولون تنفيذ الرزنامة المقررة، عبر اتهامنا، اسكاتنا و"أكل راسنا" ولكن نحن ضميرنا مرتاح فيما هم ضميرهم غير مرتاح لان تاريخهم حافل في هذا النوع من الاغتيالات. فاتذكر العميد خليل كنعان، السيد غيث خوري وكل الاشخاص الذين اغتيلوا بنفس الطريقة، دعونا نسأل عن الذين طمأنوهم وفي اليوم الثاني حدث الاغتيال الذين اعطوا ضمانات لعائلة خليل كنعان، ومنذ يومين هم انفسهم ابلغونا بامكانية اغتيال وزراء على خلفية اتهام فريقنا انه "سيكسر" الاكثرية في مجلس الوزراء. ولكن هذا المجلس لم يعد فريقنا يعترف به منذ اسبوع او اسبوعين لانه ضدّ الوحدة الوطنية بفعل انسحاب فريق من الوزراء. وهنا اذكر انه حين خروج الوزراء الدروز قال وليد جنبلاط:" هذا ضدّ الوحدة الوطنية".

يعني الذي هو بحاجة الى دم اليوم لاستنهاض العاطفة هو فريق او بعض فريق الاكثرية الذي نعرف تاريخه وسوابقه. وللاسف المسيحيون في لبنان وكلامي ليس كلاماً طائفياً انما كلام موضوعي، فالمسيحيون اليوم في موقع سياسي محدد يحاولون استعطافهم لجرّهم فلم يفلحوا، حاولوا بالاغراءات عبر اغرائنا او اغراء العماد عون فلم ينجحوا، اليوم يحاولون استعطاف الشارع المسيحي عبر الدم، يتم الاغتيال وبعدها ينفعل الشارع فهم يفتشون عن النتيجة ولا تفرق معهم الوسيلة.

وانا اميّز حين اقول الاكثرية لان بعضهم "اوادم" فهم مؤمنون بما يعملون, ولكن انا اعني من يهمهم المشروع المقرر فهو يحاول ان يأخذ الشارع المسيحي الى اتجاه معيّن للقول بان خيار المسيحيين حيث هم اليوم ليس فيه الاّ الدم والاّ التصفيات, واحياناً كثيرة يحتاجون الى ضحية لنقل الشارع من ضفة الى اخرى وهذا ما حاولوه مراراً وتكراراً وصولاً الى استشهاد رموز كما الوزير الجميّل فنتحول نحن الى قتلة او الى خادمين سياسة القتلة. فانا اتمنى على الشارع اللبناني بشكل خاص ان نفكر بعقل ووعي ونسأل من ينّفذ هذه الاغتيالات ولمصلحة من؟ نحن في هذا الظرف سنعود للبحث مع حلفائنا الخطوات المقبلة ولكن ادعوكم الى البقاء ثابتين فلن ندعهم "يتغدونا قبل ان نتعشاهم". هناك متّهمون اليوم والاّ فالمجرم يدور حول الجريمة, لا يمكن لحامل مسدس كاتم صوت ان يبتعد 20 كلم والامن موجود والحواجز موجودة, يمكن ان يبتعد مسافة قصيرة, فالمجرم من المنطقة او داخلها, فاذا فعلاً الامن في هذه المنطقة موجود, واذا كانت عناصر الامن ال 25 الفاً الذين وظفوهم يعملون بشكل جيّد, يجب ان يكشف ويعرف المجرم, وايا كان المجرم اتعّهد امامكم اذا كان واحداً من فريقنا مورطاً فنحن نعلن اننا ضدّه ولكن ضميرنا مرتاح كما نعرف ان ضمير حلفائنا مرتاح. والذي يتحمل المسؤولية هي القوى الامنية والقوى الامنية معهم نحن حين كنا في الداخلية تحملنا مسؤولية, وقبلنا ان هناك تقصيراً والذي كان بين ايدينا وضعناه في يد الشعب اللبناني, كان هناك تهويل واخذنا موقع الدفاع عن النفس. نزلوا الى الشارع حميناهم, اتهمونا بالقتل حمينا من اتهمنا, شتمونا حافظنا عليهم, واحترمناهم, اخذوا السلطة سلمناهم اياها بكل طيبة, واليوم الامن بين ايديهم والاغتيالات تتم بشكل مريح وعليهم ان يتحملوا المسؤولية، فلن نتحمل مسؤولية خارج السلطة كما حُمّلنا داخل السلطة.

والقاتل اليوم قتل في وضح النهار وامام اعين الناس واجبهم كشفه ومعرفته وسنرى ما سيقومون به خلال هذين اليومين، يعني انا حين كنت وزيراً للداخلية قلت ما يمليه علي ضميري، الوزير المسؤول عن الامن او المسؤول السياسي يجب ان يُسأل عن كلامه لان كلامه كلام الدولة وسياسة الدولة فلا يمكنه الكلام من غير مستندات، وحين يرمي مسؤول كلاماً يميناً ويساراً معناه انه لا يجب ان يكون مسؤولاً، يجب على المسؤول ان يستند في كلامه الى معطيات والى مستندات. والغريب ان الوزير الجميل كان لا يزال على الارض ولم يعرف بعد اذا ما كان استشهد ام لا بدأ الكلام والاتهام.

انا لا اقول ان لدى احد مشروعاً كبيراً بل هم ضحية، ضحية من لديه مشروع وهناك طريق ترسم، اليوم قد يقول احدهم ان سليمان فرنجية استعجل في الكلام، انا هذه قناعتي، ولا مجال "لطوّل بالك" نحن نقول للمجتمع اللبناني عموماً والمسيحي خصوصاً ان يعي الموضوع ويسأل "من المستفيد"؟ يريدونكم ان تغيّروا نهجكم ان تنتقلوا من موقع الى آخر. حاولوا ان يقنعوا العماد عون ان "يقلب" لم يقبل، حاولوا اقناعنا لم نقبل، واليوم يحاولون استعطاف الشارع ولذا هم بحاجة الى دم، لذا هذا الدم هو ضحية مشروع سياسي لتغيير موقع المسيحيين. لذلك نحن نعتبر ان بيار الجميل هو شهيدنا قبل ان يكون شهيدهم، واتصور ان الشعب اللبناني والمسيحي خاصة اصبح واقعياً، ودعونا نرى ماذا سيحصل في الايام المقبلة. يريدون تسيير المحكمة الدولية؟ ما هي المحكمة الدولية؟ يريدونها لمعرفة قتلة الرئيس الحريري ام تحولت الى ما يشبه قصة راجح، اذ تحدثت اليهم في الجسور، ام في السلاح، ام بالتلوث يقولون بيننا وبينكم المحكمة الدولية، فاذا فكروا ان المحكمة الدولية تخيف احداً فانها لا تخيفنا ولكن المحكمة الدولية "تعقّدهم". لذلك ما يخيفنا هو الوصاية الدولية وهم ادوات صغيرة صغيرة صغيرة لمشروع وصاية دولية على لبنان. والمحكمة الدولية هي دخول ما عجزوا عليه من باب حرب اسرائيل على لبنان في تموز لادخاله من شباك المحكمة الدولية.

واليوم نرى النتائج, فيقولون لا علاقة للسيد حسن نصرلله بقتل الرئيس الحريري, وهكذا ظهرت النتيجة قبل المحكمة, نعرف ان لا علاقة للسيد حسن نصرلله ونحن مرتاحون ولكن كيف يصدر حكم قبل المحاكمة, معناه انهم يعرفون هدف المحكمة الدولية التي من خلالها سيدخلون المنطقة عبر لبنان وهذه خطة العالم وخطة شيراك الذي اتصور انه سيدخل السجن بعد انتهاء ولايته. ولكن نحن في لبنان لا اعرف اذا كنا قادرين على تحمل تغيير انظمة في المنطقة, نحن خائفون على لبنان, غيرنا بالنسبة له قد يكون اخذ الثأر لقتل والده اكبر من لبنان وهذا حقه, قد يكون مقتنعاً ان فريقاً قتل والده ولكن ايضاً كل مواطن لبناني يحق له ان يسأل عن مستقبله وماذا وراء كل مشروع يطرح, واعود لاسأل هل يهم اميركا واوروبا وفرنسا لهذه الدرجة معرفة قتلة الرئيس الحريري ام همهم الدخول الى لبنان عبر الضغط على انظمة في لبنان. واذا حصلت تسوية في المنطقة كما ترى اليوم دعوة ايران للرئيس الايراني والعراقي يجب ان نرى شكل التسوية فلماذا تكون على حساب لبنان واستقراره؟ الاستقرار يحصل حين يتصرف كل مسؤول بمسؤولية وليس ان يحمل المحكمة سيفاً ويحمّل الآخرين مسؤولية تعطيلها او هروب من المحكمة, ولكن هم يناقضون الدستور وغير مسموح النقاش المطلوب تصويت او انك قاتل وهذا تصرف غير ديمقراطي وغير بريء , هم تفاهموا قبل يوم مع الرئيس برّي وفي جلسة التشاور فرضت المحكمة الدولية ما فرض على الحلفاء الاستقالة لانهم ليسوا هواة استقالة وبمجرد ان تكلمنا بالنزول الى الشارع طالعنا احد اقطاب الاكثرية بالنعي وبتسوية مشرّفة وخروج مشرّف ويقع اغتيال الوزير بيار الجميّل.

مثلما اغتالوا في المرة الماضية النائب جبران تويني وحاولوا "ان يأكلوا رأسنا" هذه المرة لن ندعهم يتمكنون منّا. مستقبل هذا البلد للاوادم للشرفاء فيما هم ينفذون سياسة خارجية ولو لم يكونوا ينفذون هذه السياسة لما كان يحدث شيء في لبنان.واتصور ان الامر لم يعد خافياً على احد ما تنفذه جماعة السلطة, لو عرفوا كيف يتعاطون مع الناس لكانوا حكموا مئة سنة. يعني انا زرت العماد عون قبل يوم من اعلان التحالف الانتخابي فقال لي" اني مرتبط بحلف مبدئي ولن اتخلى عن 14 آذار الاّ اذا هم تخلّوا عنّي" وحينها لم يكن من قرروا حجم العماد عون على اساس انه حجم صغير, قرر الابتعاد واظهار الحجم الحقيقي وكان تحالفنا معه بالرغم من ان علاقتنا معه كانت علاقة ودّ ولكنه رجل مبدئي وصريح, وحصل التحالف الانتخابي الذي ادى الى تحالف سياسي, وكذلك العلاقة مع حزب الله ومع السيد حسن نصرلله الذي اوضح لنا انهم مضطرون للتخلي عنا حين الحلف الرباعي فتفهمنا الامر وقررنا ان لا شيء يؤثر على احترامنا لبعضنا, وعلى اساس اصوات حزب الله, وعادوا فانقلبوا عليهم بعدما اخذوا اصواتهم وحين شكلت المعارضة باتت حلفاً سوريا- ايرانيا للانقلاب على السلطة, ليس صحيحاً هذه المعارضة هي نتيجة سياسة هذه السلطة.

نحن رفضنا التنكر لصداقتنا ولتحالفاتنا ولم نرضَ ولكن كان همّنا النأي بالشمال عن الصراع الطائفي فيما كانوا هم يعملون على الغائنا. ولو ان تحالفاتنا هي خيارنا, ويقولون انتم سوريون , السوريون عندهم, جماعة الاجهزة عندهم , جماعة "الاحذية السورية" عندهم, فيما نحن جماعة السياسة النظيفة, جماعة القناعة, جماعة من لا يخجل بما قاموا به, الثقة بيننا وبين حلفائنا قائمة فيما هم خلافاتهم مستشرية بين بعضهم.

نحن لدينا تحالف استراتيجي فيما لا نرى تحالفا بين عمق العروبة اي الطائفة السنية ومشروع الرئيس الحريري وعمق الفدرالية الذين لن نسمّيهم. لذلك مشروعنا دولة لبنانية واحدة ديمقراطية فيها عيش مشترك وتفاهم بين ومع الجميع، والقول بحلف شيعي مسيحي، ضدّ حلفِ سني – درزي – شيعي هذا كلام من في رأسه طائفية، نحن حلفنا وطني ضدّ حلف آخر لا نتهمه بارتباط مع اننا نطلع كل يوم على ما يقوله السفراء من قبلهم. نحن حلفنا وطني ونتمنى التفاهم مع الجميع على قاعدة الاحترام المتبادل وعلى قاعدة التمثيل الحقيقي لكل فريق بهذا البلد، مثلما لا ارضى بان يختار لنا احد ممثلينا، لن نرضى بان نختار ممثلي غيرنا. نحن متحالفون مع السيد حسن نصرالله ومع الرئيس بري على العداء لاسرائيل، وعلى عروبة هذا الوطن وعلة العيش المشترك،وعلى احترام كل فريق للفريق الآخر وعلى الانصهار الوطني ونحن نعتبر ان ما من عربي ضدّ هذه الصيغة او هذا التحالف. نحن اليوم حين يطل السيد نصرالله امام مليون مواطن ويقول لن ندع فئة تتغلب على فئة او فئة تجعل اخرى مستتبعة لها نتيجة قانون انتخابي ولن ندع مجموعة تسيطر على مجموعة، هذه هي المشاركة الحقيقية في البلد. فيما الحريري يحاول تمرير قانون انتخابات غير منصف. ونحن همنا بلد ديمقراطي فيه عيش مشترك وانصهار وطني.

 

الخلاف مع "حزب الله" على نظام القيم

علي حماده

الخلاف مع "حزب الله" ليس سياسيا. ولا هو يتصل بانتظام العمل الحكومي اوالمؤسسي العام في لبنان. الخلاف مع "حزب الله" هو حول نظام القيم، وبالتالي هو خلاف يتجاوز السياسة، وحتى الصراع على السلطة بمعناها التقليدي المحاصصي القائم وفق نظام التوازنات الطائفية والمناطقية في لبنان منذ عقود طويلة.

والخلاف القيمي مع "حزب الله" هو اعلى درجات الخلاف داخل مجتمع وطني واحد. فهو يتجاوز دائرة التنوع والتعددية ضمن الوحدة ليكون خلافا حول نمط عيش وثقافة وطنية وفردية للمستقبل. وما الازمة حول سلاح الحزب الخاص، او حول امتلاك قرار الحرب والسلم سوى الوجه الظاهر لازمة عميقة تضع "حزب الله" بإطاريه التنظيمي والعقيدي والمرجعي في مواجهة مع المعنى التاريخي للكيان اللبناني الذي يستند الى فكرة التوازنات الداخلية الدقيقة، والى القبول بتركيبة تمنع طغيان فئة على اخرى، او ان تستغل فئة ما واقعا ماديا، او اقليميا، او عدديا، لتحاول مصادرة نظام الحياة في لبنان، ولا اقول الحكم. لان المشكلة اكبر بكثير فهي تمس مستقبل لبنان واللبنانيين في وطن كان حتى يومنا نابذا لغلبة فئة او فئات على اخرى.

فكيف الحال و"حزب الله" التنظيم الاسبارطي، الفولاذي، العقيدي، المندرج في طار "اجندة" خارجية، يمثل اليوم مشروع انقلاب على معنى لبنان الكيان، رغم مناداته بأنه انما يحارب اسرائيل والمشروع الاميركي في المنطقة. ولكن كيف للحزب ان يخفي ارتباطه العضوي بمشروع "ولاية الفقيه" الايرانية العاملة على التمدد فوق الجسم العربي الواهن، وان على حساب المرجعية الشيعية العربية الاصيلة المتمثلة بمرجعية النجف الاشرف التاريخية؟

التحدي إذاً هو تحد كبير، لا حل له بالدخول الى السلطة هنا او هناك. وهو ابعد ما يكون عن الشعارات المطروحة على المسرح السياسي، لان من يدقق قليلا فيها يرى كم ان نقاط التقاطع - اقله الموضوعية - عديدة بين المشروع الايراني في المنطقة بامتداداته في سوريا ولبنان وفلسطين، والمصالح البعيدة المدى لاسرائيل التي لم تأل جهدا لتدمير الاعتدال العربي، وتعطيل بذور الديموقراطية في العالم العربي، حتى ترعرعت في ثنايا القهر والموت بذور التطرف من ناحية، ومن ناحية اخرى تحصن الاستبداد العربي عقودا طويلة تحت شعار" لا صوت يعلو صوت المعركة".

بالعودة الى "حزب الله"، نقول انه لم يعد جائزا التعامي عن حقيقة الازمة التي يمثلها الحزب المسلح في تركيبة المجتمع اللبناني. ولم يعد يجوز التوقف عند الظاهر من الامور وحدها لاننا سرعان ما سنكتشف ان معركة نظام القيم هي معركة على "الروح"، على النفس، على الثقافة وعلى الاجتماع اللبناني، وليس على الضيق في السياسة. ألم يهدد مرة السيد حسن نصر الله من يريد نزع سلاح "حزب الله" بسحب روحه؟

انه صراع على القيم. انه صراع حول روح لبنان وتاريخه ومعناه.

 

السنـّة ليسوا متراساً لفريق 14 آذار

المستقبل - الثلاثاء 21 تشرين الثاني 2006 - خالد العلي

يحدّد الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله ان الهدف الأساسي من وراء حملة الموالاة على الحزب "تغطية هزيمة هؤلاء ـ جماعة 14 آذار ـ بسبب ما حصل في الحرب الأخيرة، وذلك من خلال اتخاذهم أبناء السنّة متاريس وأكياس رمل لمشاريعهم المشبوهة". تبدأ تحديدات السيّد نصرالله هنا وتنتهي بالإعلان انه والحزب "مع الصلاحيات التي أعطاها اتفاق الطائف للحكومة التي يرأسها بحسب العرف الطائفي اللبناني مسلم سني"، وهو يصرّ في هذا السياق على إطلاق قسم مفاده انه صادق في هذا الموقف.. وهو لم ينس خلال خطابه أمام "اللجان المعنية بالتحرك الشعبي" ان يؤكد "ان خيار حزب الله هو خيار وطني سياسي قومي وليس طائفياً"، إنما فريق السلطة هو الفريق الطائفي والمذهبي والأميركي والذي يحرض في هذا الاتجاه.. فهل هذا صحيح بشكل أو بآخر؟.

تؤكد جهات سياسية عدم صحة ما يحكى عن توجه مذهبي مباشر أو غير مباشر للفريق السياسي الذي يمثل الرابع عشر من آذار، وهو فريق وطني مشهود لمعظم قادته بالوطنية والعروبة والتضحية من أجل السيادة والحرية والاستقلال الحقيقي. وإذا كان بعض قادة هذا الفريق قد انخرط في الحرب الأهلية التي دارت في لبنان لأسباب معروفة، فإنهم جميعاً أجروا نقداً ذاتياً واعتذروا علناً للبنانيين الذين أساءوا إليهم وأقفلت صفحة الحرب وفتحت صفحة الوفاق والمصالحة عبر اتفاق الطائف.. ويكفي من يحاول من وقت إلى آخر أن يقلّب في صفحات الفتن ولا سيما المذهبية منها.

وتقول الجهات السياسية ان السيّد نصرالله في كلمته الأخيرة حذّر من الفتن تلك، إلا أنه حمّل فريق الرابع عشر من آذار مسؤولية تحريكها، حيث لم ينجح بحدود كبيرة لا بل زاد من تفاقم التوجيهات المذهبية من خلال إثارته مسألة تحويل "فريق السلطة" أبناء السنة إلى متاريس. فهذه التهمة ـ تضيف الجهات السياسية ـ غايتها تحريض السنّة على فريق الرابع عشر من آذار وفيه من التنوع المذهبي والطائفي ما فيه. ان وضع السنّة في هذا الموقع يجعلهم إما أدوات أو ضحايا، وهم بالتأكيد ليسوا كذلك، فدورهم في الحياة السياسية واضح وهو مؤثر إلى حد كبير خصوصاً انهم جزء فاعل كغيرهم في مجرى التحولات السياسية الداخلية.

فالسنّة ـ تتابع الجهات السياسية ـ كانوا يحرصون قبل الطائف وبعده على مسار سائر المؤسسات المكونة للبلد، وليس على رئاسة الحكومة فقط، وهم خلافاً لما أوحى أو صرّح به السيّد نصرالله، لا يعيشون هاجس صلاحياتهم التي تحدث عنها الطائف في موقع الرئاسة الثالثة، وإن كانوا يحرصون على القيام بتمثيل هذا الموقع خير تمثيل، كما هم الشيعة في رئاسة المجلس النيابي والموارنة في رئاسة الجمهورية.

إنما المشكلة تكمن في اعتبار ان الحكومة باتت ساقطة وغير شرعية وغير قانونية لأن الوزراء الشيعة استقالوا منها لسبب من الأسباب. وتتعاظم المشكلة عندما يقال ان السقوط مستند إلى ما جاء في اتفاق الطائف، وبالتالي مقدمة الدستور حيث "لا شرعية تناقض صيغة العيش المشترك".

وهنا تتساءل الجهات السياسية، ألم يقصد المشترع يوم وضع هذا النص في الطائف ان صيغة العيش المشترك تعني التعايش بين الطائفتين الإسلامية والمسيحية من غير ان يعني ذلك عدم المحافظة على المناصفة والمثالثة عند تشكيل الحكومة مثلاً أو انتخاب المجلس النيابي؟.

وتضيف، بالتأكيد هذا ما قصده المشترع، ايضاً من غير ان يعني ذلك إبعاد ممثلي هذا المذهب أو ذاك بشكل عمدي عن المشاركة في السلطة.

خلاصة القول ـ ترى الجهات السياسية ـ ان السنّة يدعمون مؤسسات الدولة تقليدياً ولا سيما الحكومة، فعندما تتعرض هذه المؤسسة إلى حملة ظالمة، كالقائمة الآن والتي يتزعمها حزب الله، يتشكل موقف سياسي معادٍ لهذا الحزب وليس للشيعة كما قد يظهر للبعض.. والأمر ينطبق على المحكمة الدولة التي يحاول البعض ان يظهر انها مطلب سني في مواجهة اعتراض مستميت لحزب الله وليس للشيعة.

وتضيف إن كلّ المحاولات التي يبذلها الحزب ويعمل من خلالها لإعطاء أدوار لرؤساء حكومات سابقين سنّة أو رؤساء تيارات مسيحية، في الحملة على الحكومة والمحكمة الدولية، كلها باءت بالفشل، إذ ما يلبث ان يظهر ان حزب الله هو المحرض والممول والموجه لما يسمّى فصائل المعارضة.. الأمر الذي يعيد حصر موضوع العداء السياسي بحزب الله وليس بالشيعة.

وخلصت الجهات السياسية إلى القول إن فريق الرابع عشر من آذار يصرّ على وطنية تحركه، وإن المكونات السياسية له تجاوزت المذهبية والطائفية منذ زمن بعيد.. فالسنّة نسيج وطني أساسي لم يتحول إلى أكياس رمل لهذا الفريق مثلهم مثل سائر الأنسجة المذهبية والطائفية المكوّنة لثورة الأرز.

ويبقى السؤال أخيراً، هل ثمة تحريض من نوع ما في كلام السيّد نصرالله عندما يقول: "ان فريق السلطة يستخدم السنّة أكياس رمل أو متاريس له؟!".

 

دولة فيلتمان ؟!

راجح الخوري/ليس من عادة السفراء الأميركيين ان يتحدثوا عن أحلامهم. وغالبا لا يملك العاملون في خدمة "الامبراطورية" وقتا كافيا للأحلام. لكن رجلاً مثل جيفري فيلتمان سيكون غريبا جدا، ان لم يكن مفعما بالاحلام. في مقدم هذه الاحلام تلك الساعة السعيدة التي ستحمله بعيدا عن بلد الغرائب والعجائب المسمى لبنان الذي حيّره وطلّع دينه كما يقال، وهو البلد الذي يسرع الخطى الآن للعودة الى صراعاته الداخلية وربما حروبه العبثية التي دمرته على امتداد ربع قرن، فلم يتعلم اهله درسا واحدا من هذا التاريخ الحافل بالمآسي.

نقول هذا الكلام، ربما لانه بات من الضروري اجراء تصحيح طفيف في التسميات المتعارف عليها في لبنان، فلربما لم يعد لائقا الآن ان نقول: "سعادة السفير الاميركي في عوكر"، بل "دولة الرئيس جيفري فيلتمان في كل لبنان"، وخصوصا بعدما اطلق السيد حسن نصرالله الشعار الذي يقول: "هذه حكومة فيلتمان".

ولكنها حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الذي حطم الرقم القياسي في الاستشارات النيابية الملزمة ونالت ثقة مجلس النواب بعدما تشكلت وفيها وزراء من "حزب الله" وحركة "امل". ولا ندري اين كان فيلتمان ولماذا لم يلاحظ "حزب الله" وجوده على رأس الحكومة منذ سنة ونيف، واذا كان قد لاحظ هذا الامر فلماذا لم يدفع وزراءه الى الاستقالة قبل الآن؟

لا حاجة الى الأجوبة فالتدقيق في شهادات حسن السلوك التي اسبغها نصرالله على الحكومة في الماضي، لا يحتاج الى اكثر من العودة الى ارشيف التصريحات وآخرها في 10 آب الماضي وقد حفل بالاشادة بالنقاط السبع التي وضعها السنيورة وشكلت محورا لتعديل القرار 1701.

في يوم "النصر الالهي" اختفى السنيورة ليحلّ فيلتمان مكانه على رأس الحكومة، ومنذ ذلك التاريخ صار "دم الحكومة" محللا، فالمعركة لا علاقة لها بالوحدة الوطنية وحكومتها، بل بالحاق الهزيمة بأميركا في لبنان على ما قال آية الله علي خامنئي، "ولا يمكن هزم الاميركيين في لبنان ان لم يكن رئيس حكومته اميركياً". تسقط الحكومة ان سقطت فتسقط معها امور كثيرة: المحكمة الدولية، القرار 1701 وباريس – 3، 14 آذار، ويقف التاريخ في ساحة الحرية صارخاً الى الوراء در.

 

بيان توضيحي للحزب القومي حول حادث بكفيا

وطنية 21/11/2006(سياسة)تعليقاً على ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول أسباب الإشكال الذي وقع في بكفيا بين أعضاء من الحزب السوري القومي الإجتماعي وعناصر كتائبية، أوضح مدير الدائرة الإعلامية في الحزب السوري القومي الاجتماعي معن حمية ما يلي: اثر شيوع نباً اغتيال النائب والوزير بيار الجميل، أصدر الحزب بياناً أدان فيه الجريمة ووضعها في سياق مخطط الفتنة الذي يستهدف لبنان. كما صدر موقف مماثل لكتلة نواب الحزب، تقدمت فيه بالتعزية من أسرة الوزير الجميل، ودعت إلى ضرورة كشف الجناة. وإذ نجدد إستنكارنا للجريمة التي أودت بحياة النائب والوزير الجميل، نستهجن قيام مجموعات تقودها بعض العناصر الموتورة بالاعتداء على مكتب الحزب القومي في بكفيا محاولة دخوله والعبث فيه بعد أن حطمت 3 سيارات للقوميين أمامه. كما أطلقت العناصر المذكورة أعيرة نارية باتجاه المكتب. ورغم ذلك، تمكن القوميون المتواجدون في المكتب من منع تلك العناصر من دخول إلى مكتب الحزب. كما وصلت على الفور قوة من الجيش اللبناني وطوقت الإشكال. إننا إذ نأسف لتجهيل السبب من قبل بعض وسائل الإعلام، فإننا نأمل من هذه الوسائل توخي الدقة في معلوماتها والرجوع إلى القوى الأمنية لمعرفة الحيثيات والأسباب. ونؤكد مجدداً على ضرورة ضبط النفس وعدم اللجوء إلى ممارسة الاستفزازات، لأنها لا تصب في مصلحة أي فريق، بل تخدم الجناة الذين يريدون أن تعم الفوضى في لبنان.

 

محكمة الدولية ستستدعي فرنجية ومراد ووهاب وقنديل وقانصوة وأيوب وبعض مسؤولي حزب الله

 تقرير براميرتس النهائي سيتهم 14 سورياً   و17 لبنانياً بينهم الشرع وشوكتأوقرباء للحود

 لندن-كتب حميد غريافي:السياسة

أكد مصدر قضائي في بيروت أمس الاثنين أن رئيس لجنة التحقيق الدولية باغتيال رفيق الحريري سيرج براميرتس »قد يكون شارف على وضع اللمسات الأخيرة على تقريره النهائي في هذه الجريمة المفترض تقديمه إلى مجلس الأمن الشهر المقبل, وأن بعض أعضاء لجنته يعتقدون أن تقريره هذا سيتضمن اتهامات مباشرة تشكل القرار الظني الذي إليه ستستند المحكمة الدولية في استدعاء المتهمين أمامها«.

وأعرب المصدر القضائي عن ثقته بأن لبنان »لن يكون بأي حال من الأحوال مقراً للمحكمة الدولية بسبب الأوضاع المتأزمة فيه, كما أن قبرص التي ورد التلميح إليها كخيار آخر لم تعد واردة« , مؤكداً »أنها ستكون في إحدى عواصم الدول الاوروبية الواقعة على حوض المتوسط«.

وأكد المصدر القضائي استناداً إلى »جهات قريبة جداً من لجنة التحقيق« أن وزراء ونواباً سابقين ورؤساء أحزاب وإعلاميين كانت اللجنة استدعتهم إلى الاستجواب في مراحل سابقة, »ستكون اسماؤهم مشمولة بتقرير براميرتس الاتهامي كمشاركين أو مساعدين أو على علم مسبق بجريمة اغتيال الحريري والجرائم الأربع عشرة الأخرى, كما أن رئيس اللجنة سيقدم الخطوط العريضة لأدوارهم فيها دون إعلان التفاصيل الدقيقة«.

وقال المصدر إن الوزراء السابقين سليمان فرنجية وعبدالرحيم مراد ووئام وهاب والنائب السابق ناصر قنديل والأمين العام السابق للقيادة القطرية البعثية في لبنان عاصم قانصوة والصحافي شارل أيوب ناشر صحيفة »الديار« في بيروت وعددا من حلفاء سورية في لبنان المشار إليهم في وسائل الإعلام والأوساط السياسية على أنهم »عملاء للاستخبارات السورية«, سيكونون في طليعة المطلوبين للمحاكمة, بعدما كانت لجنتا ديتليف ميليس وبراميرتس استدعتهم إلى التحقيقات في أوقات سابقة«.

وذكر المصدر الأمني اللبناني ل¯»السياسة« في اتصال به من لندن أنه على عكس ما يجري الترويج له منذ أشهر عدة عن أن تحقيقات براميرتس لم تتوصل إلى شيء يؤكد مشاركة حزب الله في التحضير والمساهمة اللوجستية في الجريمة »فان تقريره النهائي المرتقب قد يعلن اسماء عدد من قادة الحزب ومن قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة سيكونون بمثابة متهمين أمام المحكمة الدولية«.

وقال إن تقديرات معاوني براميرتس يتوقعون أن توجه الشبهة باغتيال الحريري تحضيراً ومساندة وتنفيذاً وتغطية إلى ما بين أحد عشر وأربعة عشر متهماً سورياً في الهرميتين السياسية والأمنية, وأن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع وصهر الرئيس اللواء آصف شوكت مدير جهاز الاستخبارات العسكرية سيكونان من بين هؤلاء المتهمين«.

وذكر المصدر أن »أقرباء ومقربين حميمين من الرئيس اللبناني اميل لحود ستوجه إليهم تهم الضلوع بالجريمة بطرق مختلفة إلى جانب أكثر من 17 متهماً لبنانياً آخر بينهم قادة الأجهزة الأمنية الأربعة السابقون في عهد الوصاية السورية وضابطان برتبة عالية في قيادة الجيش«.

 

 

موسكو مستاءة لعودة الاغتيالات السياسية  وسولانا يدين الجريمة الجبانة

 واشنطن تدعو الى الرد بإقرار عاجل للمحكمة الدولية... وباريس مصرة على ملاحقة القتلة

 عواصم - الوكالات: اعلنت الولايات المتحدة الاميركية انها تعتبر اغتيال الوزير المسيحي اللبناني بيار الجميل »عملا ارهابيا«.وقال نيكولاس بيرنز وكيل وزارة الخارجية الاميركي تعليقا على الاغتيال »انه يوم حزين للغاية بالنسبة للبنان. لقد صدمنا جراء هذا الاغتيال. ونعتبره من أعمال الارهاب وننظر اليه بوصفه من أعمال الترهيب«. وقال بيرنز انه ينبغي على كل الدول ان تصطف وراء حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة لاعتراض الذين يحاولون تقسيم لبنان. وقال بيرنز »اننا نعتقد انه من المهم للغاية ألا يستطيع الذين يريدون تقسيم لبنان ويستخدمون العنف لزعزعة استقرار الموقف السياسي تحقيق اي نجاح«. واضاف »سنقدم التأييد الكامل لحكومة السنيورة في الايام والاسابيع المقبلة لندعم هذه الحكومة وندعم استمرارها«.

من جانبه قال السفير الاميركي لدى الامم المتحدة جون بولتون ان اغتيال وزير الصناعة اللبناني يظهر ضرورة تشكيل المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.

وقال بولتون للصحافيين "اننا امام ما يبدو عملية اغتيال ارهابية في بيروت" موضحا "هذا يظهر لماذا نحن بحاجة الى تشكيل محكمة في اقرب وقت ممكن".

وقال بولتون: " قدمنا الدعم للقوى الديمقراطية في لبنان ضد الاغتيالات ذات الدوافع السياسية.. تلك ليست طريقة لتغيير حكومة".

وأضاف: " لهذا نحن في حاجة إلى إقامة المحكمة في أسرع وقت ممكن كما أن ذلك هو السبب الذي يؤكد أنه من الصواب توسيع صلاحيات التحقيق الذي يقوده سيرج بيراميرتس وهو كذلك سبب يؤكد حاجة المحكمة لمرونة (من أجل ملاحقة) مرتكبي الاغتيالات السياسية الاخرى".

ومن المتوقع أن يقر مجلس الامن الدولي إنشاء محكمة تابعة للامم المتحدة لكي يمثل أمامها المسؤولون عن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري وكذلك 14 جريمة اغتيال أخرى لشخصيات عرفت بتوجهاتها المعارضة لسورية. وقال بولتون إن إطلاق النار على الجميل ومن ثم مقتله يشكل " نقطة تحول" في تاريخ لبنان وإنه يتعين على الامم المتحدة أن تحث دول منطقة الشرق الاوسط على دعم الديمقراطية في لبنان وحكومة فؤاد السنيورة. واعتبر بولتون أن الرأي القائل بأن "دفع عملية انشاء محكمة دولية للتحقيق في حادث اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري قد يقوض من استقرار لبنان في الوقت الراهن" خطأ فادح, مشيرا إلى أن تقويض الاستقرار يتمثل في قتل اللبنانيين وقادتهم السياسيين وليس البحث عن العدالة .

وفي باريس وصف وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي اغتيال وزير الصناعة اللبناني بانه "محاولة جديدة لزعزعة استقرار لبنان" وذلك في تصريح امام الجمعية الوطنية.

وقال دوست بلازي في كلمة امام الجمعية الوطنية "امام هذه المحاولة الجديدة لزعزعة استقرار لبنان, ترغب فرنسا في القول للشعب اللبناني الى اي حد نرغب في ان نكافح لكي يحافظ على سيادته واستقلاله". وبعيد ذلك, دان الرئيس الفرنسي جاك شيراك في بيان "الاعتداء الشنيع" ضد بيار الجميل وعبر عن رغبته في ان تتم "ملاحقة ومعاقبة" القتلة.

وقال شيراك "ان كل لبنان مصاب بهذه المأساة الرهيبة, وفرنسا على يقين بان الرغبة في الاستقلال والحرية والديمقراطية لدى اللبنانيين ستكون اقوى. انها تقف الى جانب لبنان من اجل التطبيق الكامل لقرارات مجلس الامن لا سيما ذلك المتعلق بتشكيل محكمة ذات طابع دولي".

وفي لندن قالت وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت انها "مصدومة" باغتيال بيار الجميل الذي قتل امس الثلاثاء في اعتداء في ضاحية بيروت الشمالية. وقالت بيكيت في مؤتمر صحافي مشترك في لندن مع نظيرتها الاسرائيلية تسيبي ليفني "اننا بطبيعة الحال ندين ذلك. نحن مصدومون. هناك في لبنان ما يكفي من المشكلات". من جانبها اعلنت وزارة الخارجية الروسية ان موسكو تدين "استئناف الاغتيالات السياسية" في لبنان وقال ميخائيل كامينين المتحدث باسم الخارجية الروسية في بيان ان "استئناف ممارسة الاغتيالات السياسية في لبنان بعد فترة من الهدوء النسبي تثير لدينا قلقا شديدا".

كما اعرب الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا عن "صدمته" من عملية اغتيال الوزير اللبناني "الجبانة" معتبرا ان لبنان يدفع مجددا "ثمنا باهظا لارادته في العيش في سلام واستقلال". واكد سولانا في بيان "صدمت عندما بلغني خبر اغتيال بيار الجميل وزير الصناعة في الجمهورية اللبنانية" واضاف "لا بد من العثور على المسؤولين عن هذا الاغتيال الجبان ومعاقبتهم". وقال سولانا ان "لبنان يدفع مجددا ثمنا باهظا لارادته في العيش بسلام واستقلال. احيي باسمي وباسم الاتحاد الاوروبي شجاعة وعزيمة كل الذين يعملون على استقلال لبنان وسيادته ووحدته".

 

مع بدء تحرك "حزب الله" وحلفائه بعد ظهر أمس.. كل أدوات المعركة في لبنان وضعت في أماكنها تحركات عسكرية "وخريطة طريق" سورية لعملائها

 لندن-كتب حميد غريافي:السياسة

لم يعد مستبعداً على الإطلاق أن يصحو اللبنانيون في أحد أصباح هذا الاسبوع على ما يذكرهم بالحرب اللبنانية التي اندلعت عام 1975 من أصوات الرشاشات والمدافع والصواريخ والانفجارات التي حولت بلدهم طوال خمسة عشر عاماً إلى أتون مشتعل ودمار شبه كامل, إذا ما استمر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وقادة حزبه من رجال الدين المتطرفين وحليفهم العماد ميشال عون الذي »ختم« تلك الحرب ببصماته الدموية »بحرب التحرير« التي قذفت به إلى فرنسا طيلة خمس عشرة سنة عاد بعدها ليستأنفها ولكن هذه المرة ضد الدولة اللبنانية نفسها وضد الشعب الذي حماه بصدره من فوهات الدبابات السورية التي اجتاحته في نهاية المطاف-إذا ما استمرا في اندفاعهما لتفجير البلد.

وتتراقص أشباح هذه الحرب الجديدة التي يضع نظام دمشق كل ما بقي له من عزم ومؤامرات لتفجيرها انتقاماً من إهانة »ثورة الأرز« التي لحقت به في ابريل من العام الماضي من جراء إجباره على سحب جيشه وهيمنته الطويلة والمريرة على لبنان, والتي استبدلها بهيمنة أخرى لصيقة به يضطلع بقيادتها حليفه الإيراني حزب الله بعدما دججه بالسلاح حتى أسنانه-تتراقص أمام أنظار ومخيلات اللبنانيين لتقض مضاجعهم وتجعلهم نهباً لكل طارئ دخيل أو عميل لم يتمكن النظام الديمقراطي الحر الجديد القائم اليوم من القضاء عليه, مضيعاً عشرات الفرص متقاعساً عن اتخاذ المواقف الحاسمة في وجه المتآمرين والقتلة, في أغرب قوقعة انهزامية لم يفهم أحد أسبابها أو دوافعها في الوقت الذي هو فيه في ذروة نصره وتحرير بلاده واستعادة سيادتها وكرامتها, وفيما العالم يقف متراصاً إلى جانبه.

وفيما كشف زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بطريقة »أسرع من البرق« الأسبوع الماضي خلال لقاء تلفزيوني من قصره في المختارة المقيم فيه »جبرا« عن عمليات »نصب صواريخ« لم يشأ أن يسمي صاحبها وهو طبعاً »حزب الله« أكدت تقارير أمنية أجنبية ولبنانية-لم يشأ ايضاً وزيرا الداخلية أحمد فتفت والدفاع الياس المر ولنفس أسباب جنبلاط المجهولة-المعلومة تسميتها-توزيع آلاف الأسلحة الرشاشة وقاذفات آر.بي.جي والقنابل اليدوية وأنواع أخرى قديمة وحديثة على »أشبال المقاومة الإلهية« الذين سيشكلون ظهير مظاهرات الفوضى والتخريب »السلمية« التي باتت جاهزة للانطلاق حسب نصر الله السبت الماضي, والتي ستتخفى تحت اللباس البرتقالي الذي منح التيار العوني حزب الله حصرية تصنيعه في طهران, إذ أماطت تلك التقارير اللثام عن وصول أكثر من 25 ألف قميص وعلم برتقالي اللون من إيران عبر سورية ومنها إلى لبنان في أوائل هذا الشهر, وهي »من نفس نوع قماش« أعلام حزب الله الخضراء في تدقيق بسيط بها.

العمال والمجنسون السوريون

وقالت التقارير إن آلاف الجنود السوريين من الاحتياط الذين دخلوا لبنان »شرعياً« تحت أنف وزير الداخلية دون تدقيق أو تحقيق منذ نهاية حرب إسرائيل على لبنان في لباس العمال »المساكين«, تلقوا الأسبوع الماضي »خريطة طريق« توزعهم على التظاهرات والتحاقهم بها, كما أن آلاف المجنسين على يد ميشال المر الملتصق بالعماد عون كظله, باشروا الالتحاق بجماعة التيار العوني, وفي جعبهم القمصان والأعلام البرتقالية التي سيشهرونها في وجه حكومة السنيورة التي مازالت حتى الآن ترفل باللون الرمادي دون أن تقرر بعد إلى من »ستنضم« لشدة حيادية و»وداعة« و»سلمية« رئيسها المستمر في هذه »الحشرة« المصيرية في اجتماعاته الاقتصادية تمهيداً لباريس-3 الذي يعتقد أنه سيأتيه بالمن والسلوى إذا انعقد, وهو لن ينعقد بالطبع إذا اطيحت حكومته في شارع الغوغاء.

وأعرب تقرير أوروبي استخباري ورد من بيروت أمس الثلاثاء عن »تشاؤم كبير حيال الإجراءات السرية التي تتخذها جماعات سورية في لبنان بقيادة حزب الله للسيطرة على مفاصل العاصمة والمناطق ومحاصرتها والتسلل إليها إذا حدث تراخ في صفوف القوى الأمنية والجيش«, ناقلاً عن أجهزة أمنية لبنانية وثيقة الاطلاع تأكيدها »نزول السلاح إلى المعركة« ومخاوفها من »اندلاع معارك مسلحة بين القوى الغوغائية المدفوعة داخل صفوف المتظاهرين والعسكر اللبناني«. وقال التقرير إن هناك بوادر تحرك في مناطق »8 آذار« بدءا من بعد ظهر اليوم (أمس الثلاثاء).العودة للتخزين!!

ونقل التقرير عن اوساط حزبية داخل »14 آذار« قولها ان تعليمات صدرت الى المواطنين في »المناطق الحرة« (غير الواقعة تحت هيمنة عملاء سورية) دعتهم الى »تخزين مواد غذائية وطبية والمحروقات مثل البنزين والمازوت والغاز لفترة تكفي عدة اسابيع«, فيما حولت بعض تلك الاحزاب »سيارات من ذات الدفع الرباعي وشاحنات نقل صغيرة (فانات) الى سيارات اسعاف, وزعتها على مكاتبها وقواعدها المستحدثة على طول السلسلة الغربية من لبنان والساحل الممتد على منحدراتها, والمشرفة على سهل البقاع مكان ثقل حزب الله وجماعاته«.

وكشفت التقرير الاورربي النقاب عن ان »مجموعات مسلحة تابعة لأحزاب »14 آذار« عاودت السيطرة على المرتفعات الجبلية تلك بعدما كانت تخلت عنها في منتصف الثمانينات, والتي شهدت معارك عسكرية عنيفة بين قوات الميليشيات اليمينية من جهة والجيش السوري والميليشيات اليسارية التابعة له طوال سنوات انتهت باحتلال السوريين القصر الجمهوري في المنطقة المسيحية عام 1990«.

وقال التقرير ان »امدادات بشرية ومعدات دفاعية ارسلت الى المناطق ذات الكثافات المسيحية والسنية والدرزية القريبة والملاصقة لوهج هيمنة حزب الله في البقاع والجنوب, وان اوامر صدرت الى بعض وحدات الجيش اللبناني المتمركز فيها او بالقرب منها بالدفاع عنها ومد سكانها بالسلاح في حال تعرضهم للخطر«.

وشبه التقرير ما يجري في مختلف لبنان خلف ستار الاحتقان السياسي العلني بأنه »خلايا نحل عسكرية تعمل منذ مطلع سبتمبر الماضي اثر اظهار حزب الله نواياه علنا بأن خطوته التالية »بعد نصره العسكري الالهي« على اسرائيل هي تحقيق الانتصار السياسي, وهو ايضا ما اعلنه بشار الاسد في »خطبة النصر« التي ألقاها في اعقاب حرب تموز - آب الماضيين«.

وفيما ابدى واضعو التقرير الاوروبي »املهم« في الا يصل اي انفجار داخلي الى حدود الحرب الاهلية الشاملة بسبب المتغيرات الجذرية التي حصلت على الارض بعد انتهاء تلك الحرب ونزول 15 ألفاً من القوات الدولية, ووضع المجتمع الدولي لبنان تحت مظلته, الا انهم وصفوا الوضع ب¯»الدقيق جدا« اذ ان »شرارة واحدة تذهب باتجاه القوات الدولية ستشعل كل المناطق لأنه عندئذ سيضطر مجلس الامن لحماية هذه القوات, وقد لا يتأخر في تعزيزها فورا بعدد مضاعف«.

وقال التقرير »ان الاسرائيليين الذين يجرون منذ نهاية الاسبوع الماضي مناورات عسكرية واسعة على طول حدودهم مع لبنان, من البحر حتى جبل الشيخ, يبدو انهم لن يقفوا مكتوفي الايدي يتفرجون على انزلاق الحكم اللبناني الجديد المدعوم من الغرب الى ايدي اعدائهم السوريين والايرانيين«.

 

أكد أن الاتصالات البريطانية الأميركية مع النظام السوري "لن تثمر"

 خدام: "حزب الله" و"أمل" يخططان لـ"انقلاب" بدعم إيراني

 بروكسل - يو.بي.أي: قال نائب الرئيس السوري السابق المنشق عبد الحليم خدام ان الاتصالات التي اجرتها بريطانيا والولايات المتحدة اخيرا مع النظام في دمشق لم تشكل »صدمة« لجبهة الخلاص الوطني المعارضة التي يقودها, ورأى انها »لن تثمر«, متهما ايران بإطلاق عملية »تشيع« في سورية«. وقال خدام في مقابلة مع »يونايتد إنترناشيونال«: »اعتقد ان زيارة المستشار البريطاني نايجل شاينوولد الى دمشق تأتي من خلال الرغبة في استطلاع امكانية تغيير النظام لسلوكه وهنا يكمن الخطأ, لأن السلوك ينتجه النظام وطبيعة النظام الديكتاتورية الفردية لا يمكن الا ان تنتج سلوكا عدوانيا في داخل البلد وخارجه«.

وكان شاينوولد اجرى مباحثات مع مسؤولين سوريين في دمشق خلال الشهر الجاري حول موقف سورية من التطورات بالمنطقة.

وأضاف خدام الذي انشق اواخر العام الماضي وأسس »جبهة الخلاص« مع المراقب العام لجماعة »الاخوان المسلمين« علي صدر الدين البيانوني ومعارضين آخرين ان المسألة »هي مسألة هذا النظام وهل هو نظام طبيعي او غير طبيعي, فإنا كان النظام طبيعيا فعلى بريطانيا ان تعيد النظر بتاريخها وتعتذر من النازية«. وأعرب عن اعتقاده بأن الذين »نصحوا رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير كي يقوم بهذه المبادرة يعرفون طبيعة النظام لكن توقعوا ان مثل هذا الاتصال قد يأتيهم بشيء جديد وسبق للحكومة البريطانية ان اتصلت مرات كثيرة بالنظام وسبق ان اجتمع بلير مع بشار الأسد وسمع منه كلاما جيدا غير انه لم ينفذ شيئا منه«. وقال »هذا الامر حدث مع الاسبان ومع الطليان ومع الأميركان, والمشكلة ان نظام الرئيس بشار الأسد وضع مصالح سورية على الرف وهو يبحث عن مصالحه ويعتقد ان ارتماءه بأحضان ايران وقبوله ان يجعل من سورية حلقة في ستراتيجيتها يضمن له الحماية وان طهران ستستخدم حزب الله لتفجير الوضع في لبنان من اجل حمايته«, مشددا على ان الاتصالات البريطانية والاميركية مع النظام في دمشق »لم تشكل صدمة لجبهة الخلاص لأننا واثقون من ان هذه الاتصالات لن تثمر شيئا«.

وتساءل خدام »ماذا يطلب البريطانيون والاميركيون من بشار الأسد? المساعدة في العراق, دعنا نتحدث بصراحة, ماذا يستطيع بشار الأسد ان يساعدهم في العراق في ظل الصراع المذهبي الدموي وحالة الانقسام بين الشيعة والسنة? كما ان المناطق المحاذية لسورية مناطق يتجه فيها الولاء باتجاهين: قسم باتجاه الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين والقسم الآخر باتجاه تنظيم القاعدة«.

وقال عن الرئيس السوري »يلعب ورقة إيهام الغرب بأنه قادر على التأثير في العراق«.

ورفض إعطاء اي تفاصيل عن اللقاء الذي عقده مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز اثناء زيارته السعودية لأداء مناسك العمرة, وقال »لا اريد ان اتحدث عن علاقاتي واتصالاتي مع اي بلد عربي او اجنبي, وانا اجري هذه الاتصالات من اجل مصلحة الامة العربية ومن اجل مصلحة سورية, وبالتالي فإن الحديث عن مثل هذه المواضيع برأي لا يفيد«.

غير انه اشار الى ان اتصالاته »مستمرة مع الرياض بعد لقائه العاهل السعودي«, وقال »السعودية ساندت سورية في كل الظروف وقدمت لها مساعدات سياسية وعسكرية ومالية وشكلت شريكا سياسيا في المنطقة كلها من خلال الدعم والمساندة وليس هناك بلد عربي لم يحصل بشكل او بآخر على دعم من السعودية, ومن الطبيعي ان تعمل الرياض على ضمان مصالح العرب وضمان استقرارهم«.

وحول الانتقادات التي وجهها للسفير الايراني في دمشق وما كان يقصد من وراء اتهامه بممارسة نشاطات لا تتناسب مع صفته الديبلوماسية, قال خدام »السفير في اي بلد له حدود يجب الا تتجاوز ما هو متعارف عليه في الاتفاقات الدولية, غير ان السفير الايراني في دمشق لا يتصرف كسفير, يعني ليس هناك مسؤول سوري بمن فيهم رئيس الوزراء يده مطلقة في العمل داخل سورية كالسفير الايراني, هو يستغل حالة الفقر الموجودة في البلاد ويأتي الى منطقة ويقول ان الصحابي فلان ابن فلان مر بها ويجب ان نبني فيها مقاما فيبني مقاما وحوزة ويوزع اموالا على بعض الفقراء وهو عمل يريد من ورائه بناء حزب ايراني في سورية عبر ما يمكن ان تسمى عملية التشيع«. واتهم خدام السفير الايراني في دمشق »بتأسيس فتنة في البلاد خصوصا ان هناك توترات طائفية بالعراق وفي لبنان ومناخا طائفيا في سورية الامر الذي سيدفع الى قيام حالة من التطرف الاصولي سورية بغنى عنها لأن سورية والمسلمين بحاجة للوحدة وليسوا بحاجة الى التنافر«. كما اتهم الرئيس السوري بأنه سيعمل على تفجير الوضع الامني في لبنان لأنه يعتقد ان حرق لبنان سيخلق وضعا جديدا »يجعل قضية التحقيق الدولي (في قضية اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري) في الدرجة الثانية او الثالثة.. لأنه يعرف انه سيدان في قضية اغتيال الحريري«. واعتبر استقالة وزراء »حزب الله« وحركة »امل« من الحكومة اللبنانية« خروجا على روح اتفاق الطائف وجاءت بضغط من النظام السوري دعم بضغط ايراني ايضا«. وقال ان تهديد »حزب الله« وحركة »امل« بالنزول الى الشارع يعني »انهما يخططان للانقلاب, وهذا الانقلاب اذا حدث لن يبقى لبنان