المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الإثنين 26 تشرين الثاني 2007

 

إنجيل القدّيس لوقا .38-26:1

وفي الشَّهرِ السَّادِس، أَرسَلَ اللهُ الـمَلاكَ جِبرائيلَ إِلى مَدينَةٍ في الجَليلِ اسْمُها النَّاصِرَة، إِلى عَذْراءَ مَخْطوبَةٍ لِرَجُلٍ مِن بَيتِ داودَ اسمُهُ يوسُف، وَاسمُ العَذْراءِ مَريَم. فدَخَلَ إلَيها فَقال: «إفَرحي، أَيَّتُها الـمُمتَلِئَةُ نِعْمَةً، الرَّبُّ مَعَكِ». فداخَلَها لِهذا الكَلامِ اضطرابٌ شَديدٌ وسأَلَت نَفسَها ما مَعنى هذا السَّلام. فقالَ لها الـمَلاك: «لا تخافي يا مَريَم، فقد نِلتِ حُظوَةً عِندَ الله.فَستحمِلينَ وتَلِدينَ ابناً فسَمِّيهِ يَسوع. سَيكونُ عَظيماً وَابنَ العَلِيِّ يُدعى، وَيُوليه الرَّبُّ الإِلهُ عَرشَ أَبيه داود، ويَملِكُ على بَيتِ يَعقوبَ أَبَدَ الدَّهر، وَلَن يَكونَ لِمُلكِه نِهاية» فَقالَت مَريَمُ لِلمَلاك: «كَيفَ يَكونُ هذا وَلا أَعرِفُ رَجُلاً ؟» فأَجابَها الـمَلاك: «إِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ سَينزِلُ عَليكِ وقُدرَةَ العَلِيِّ تُظَلِّلَكِ، لِذلِكَ يَكونُ الـمَولودُ قُدُّوساً وَابنَ اللهِ يُدعى. وها إِنَّ نَسيبَتَكِ أَليصابات قد حَبِلَت هي أَيضاً بِابنٍ في شَيخوخَتِها، وهذا هو الشَّهرُ السَّادِسُ لِتِلكَ الَّتي كانَت تُدعى عاقِراً. فما مِن شَيءٍ يُعجِزُ الله». فَقالَت مَريَم: «أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُنْ لي بِحَسَبِ قَوْلِكَ». وَانصرَفَ الـمَلاكُ مِن عِندِها.

 

 

قداسة البابا دعا إلى الصلاة من أجل نجاحه وموسى أكد أن لا تطبيع إلا في إطار السلام الشامل

 سورية تشارك في انابوليس و"البعث" تحذر من "مرامي واشنطن" وزراء الخارجية العرب يعقدون اجتماعاً تنسيقياً قبل المؤتمر

القاهرة - دمشق - غزة - الفاتيكان - (الوكالات): قررت سورية رسميا أمس المشاركة في مؤتمر أنابوليس للسلام.

وأفاد مصدر سوري مطلع ان الوفد سيكون برئاسة معاون وزير الخارجية السوري فيصل المقداد. وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد اعلن سابقا ان دمشق تلقت »تأكيدات رسمية من الادارة الاميركية بادراج المسار السوري - الاسرائيلي على جدول اعمال المؤتمر. في الوقت نفسه حذرت صحيفة »البعث« الناطقة باسم الحزب الحاكم في سورية من »مرامي واشنطن« من المؤتمر ونبهت الى »المغريات او الضغوط الكبيرة التي قد تلوح بها الادارة الاميركية« في المؤتمر. وفي القاهرة قال الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى انه لا تطبيع مع اسرائيل الا في اطار السلام الشامل مبينا ان الذهاب الى انابوليس لا يعني حدوث تغيير في الموقف العربي ازاء المبادرة العربية للسلام. واضاف موسى للصحافيين لدى مغادرته القاهرة متوجها الى الولايات المتحدة ان الذهاب الى مؤتمر انابوليس »لا يعني حدوث تغيير في الموقف العربي وهو التطبيق الكامل للمبادرة العربية للسلام وانه لا تطبيع الا في اطار ما جاء في مبادرة السلام العربية اي في اطار السلام الشامل«. من ناحيته قال وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط في تصريح مماثل انه اجرى سلسلة اتصالات هاتفية قبل التوجه الى الولايات المتحدة الأميركية مع وزراء خارجية السعودية وسورية والولايات المتحدة والامين العام لجامعة الدول العربية للاتفاق على الصياغة النهائية في كيفية ادارة اجتماع أنابوليس.

واضاف ان الاتصالات تركزت على بحث شكل المشاركة العربية وجدول اعمال الاجتماعات والمسارات التي سيتم التركيز عليها سواء الفلسطيني او السوري او اللبناني وذكر ان وزراء الخارجية العرب المشاركين في المؤتمر سيعقدون في واشنطن اليوم اجتماعا من اجل التنسيق النهائي.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس »ان امامنا ثمانية اشهر, سنبذل كل جهودنا لتحقيق السلام خلال هذه الفترة«.

واضاف عباس الذي وصل امس الى قاعدة اندرز الجوية, انه توجه الى انابوليس »على أمل ان نصل الى حلول (...) اعتقد ان هناك فرصة ليست لنا فقط وانما ايضا للاسرائيليين, وعليهم استغلالها وان يفهموا ان الفرصة من أجلهم كما هي من أجلنا«. وفي الفاتيكان دعا البابا بنديكتوس السادس عشر امس المسيحيين للصلاة من اجل نجاح المؤتمر. وقال في كلمة ألقاها في ميدان القديس بطرس »يوم الثلاثاء القادم في أنابوليس في الولايات المتحدة يجتمع الاسرائيليون والفلسطينيون بمساعدة المجتمع الدولي بنية اعادة اطلاق المفاوضات التي تهدف الى الوصول الى حل عادل ونهائي للصراع الذي ادمى الاراضي المقدسة لمدة 60 عاما وجلب الدموع والعذابات للشعبين«. وأضاف »اطلب منكم الانضمام الى يوم الصلاة الذي أعلنه اليوم مجلس اساقفة الولايات المتحدة من اجل تحقق السلام في المنطقة العزيزة للغاية على قلوبنا حتى يعطي المشاركون في هذا الاجتماع المهم الحكمة والشجاعة«. وفي غزة دانت حركتا حماس والجهاد الاسلامي المؤتمر والمشاركة العربية فيه.

وقد وصف محمد الهندي وهو قيادي في حركة الجهاد الاسلامي في مؤتمر صحافي ان »كل الممثلين العرب والفلسطينيين في انابوليس هم شهود زور على حصار شعبنا«.وأضاف ان »مؤتمر انابوليس يقتصر على خطابات او بيان عام لا يتضمن اي تثبيت حول قضايا الصراع الاساسية القدس واللاجئين والارض وغيرها«.

كما اكد فوزي برهوم المتحدث باسم حماس, ان المقاومة حق شرعي بكافة اشكاله لابناء شعبنا الفلسطيني طالما ان هناك عدوانا اسرائيليا جاثما على الارض الفلسطينية«. واضاف »اننا في حماس يجب ان نؤكد على حق المقاومة ممارسة وفعلا وعملا حتى نقول للقاصي والداني اننا شعب أبي حر لا يرضى الظلم ولا أحد مكلف بشطب حق اي احد في المقاومة«.

 

ممثلو 14 آذار في أوروبا: السنيورة والحريري وجنبلاط أكثر "مارونية" من عون

الإعداد لمسيرة مليونية إلى بكركي دعماً للانتخاب بالنصف زائد واحد

 لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

تفسخت الجدران الرملية التي شيدتها سورية على عجل بين اطراف الشعب اللبناني بعد اجبارها على الانسحاب من لبنان في ابريل من العام 2005 على  اكتاف حلفائها وعملائها, ليتداعى القسم الاضخم منها بانتهاء وصايتها الحقيقية على البلاد بعد انتهاء ولاية اميل لحود الممددة وتفلت اصابعه عن بقايا »صلاحياته الدستورية« التي فقدها فعلا دستوريا وقانونيا وشعبيا منذ لحظة التمديد له عام .2004

وقال بيان مشترك صدر امس الاحد عن ممثلي قوى 14 اذار في كل من لندن وباريس وبلجيكا وتسلمت »السياسة« في العاصمة البريطانية نسخة عنه ان »تتابع الاحداث على الارض في لبنان اكد ان لحود فقد شرعية ولايته منذ التمديد له قبل ثلاث سنوات على يد بشار الاسد وانه لم يمارس اي صلاحية فاعلة له منذ ذلك التاريخ بل اقتصرت استمرارية بقائه على عرقلة قيام دولة ثورة الارز الديمقراطية السيادية الحرة, بعدما عزله المجتمع الدولي ووضعه في قمقم العمالة لسورية واقفل عليه حتى لفظ انفاسه الاخيرة في نهاية الاسبوع الماضي«.

السنيورة أكثر »مارونية« من عون!

وفيما دعا البيان الى ان »يكون في برنامج عمل اي رئيس جمهورية وحكومة جديدين اولوية احالة لحود الى المحاكمة بتهم الخيانة العظمى والتعامل مع العدو الذي سفك دماء خيرة سياسيي وزعماء لبنان, وهو سورية تحديدا, واحتلال القصر الجمهوري ووزارة الدفاع وارتكاب عشرات المجازر بحق مئات الضباط والجنود من الجيش اللبناني الذين مازالت قبورهم الجماعية تكتشف في اماكن مختلفة من البلاد« - وجه البيان الى رئيس الوزراء العسكري الاسبق ميشال عون تهمة »العودة مجددا الى تخريب ما تبقى من لبنان, والعمل على القضاء المبرح على المسيحيين فيه وعلى مواقعهم التاريخية وبينها رئاسة الجمهورية, تحت ستار التباكي عليهم والتلطي خلف مزاعم الدفاع عن مصالحهم« مؤكدا له (البيان) ان »فؤاد السنيورة وسعد الحريري ووليد جنبلاط هم اكثر »مارونية« منه اذا قيس المفهوم الماروني بالحفاظ على الاستقلال والسيادة والقرار الحر وان المسيحيين في لبنان لم يعودوا مستعجلين لانتخاب رئيس »توافقي« يكون له ول¯ »حزب الله« ولسورية وايران حصص متساوية فيه, طالما ان الثقة المسيحية وبالاخص المارونية في هؤلاء الزعماء السنة والدروز الثلاثة عميقة وطالما انهم لا يقطعون شعرة واحدة في حكم البلاد دون العودة الى بكركي والى رفاقهم المسيحيين في 14 اذار«.

وقال البيان الذي وقعه ثمانية عشر ممثلا لثورة الارز في العواصم الاوروبية الثلاث: »لقد وصلت للمسيحيين نصف حقوقهم الضائعة بسقوط لحود رمز الوصاية السورية - الايرانية - العونية في لبنان, وبتسلم حكومة 14 اذار صلاحياته الدستورية, وسيستعيدون النصف الاخر من هذه الحقوق عندما ستستتب لهم الامور الداخلية والدولية وينتخبون رئيسا للجمهورية من صفوفهم دون ان يكون لبشار الاسد ومحمود احمدي نجاد وحسن نصر الله وميشال عون اي امل في اي تعاطف له معهم خصوصا في المسائل المصيرية الجوهرية مثل تطبيق القرارات الدولية وفي طليعتها القرارين 1559 و1701 الداعيين الى تجريد »حزب الله« من سلاحة والقرار 1559 الداعي الى انشاء المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة زعماء لبنان«.

ونوه البيان باعلان النائب سمير فرنجية »احد كبار اركان ثورة الارز ومرشحيها الجديين للرئاسة ان قوى 14 اذار اتبعت خطة استرداد الرئاسة, على مرحلتين الاولى منهما كانت استعادة جزء من الرئاسة بخروج اميل لحود اخر رموز الوصاية السورية من القصر الجمهوري, والاخرى توحيد السلطة في قبضة واحدة (قبضة 14 اذار بواسطة حكومتها) للمرة الاولى منذ عام 2005« موعد انتهاء تلك الوصاية بالانسحاب السوري من البلاد.

وكرر البيان ما اعلنه فرنجية بأن »زمن التهديد والابتزاز قد انتهى« وان سورية و»حزب الله« وعون وحلفاءهم وعملاءهم لم يعد امامهم سوى »اعلان الافلاس« وانه »سيكون للبنان قريبا جدا رئيس للجمهورية فعلي واصيل وليس لادارة الازمة. والعالم سيطالب بالتصويت بالنصف زائد واحد, وحينذاك لن يشذ البطريرك الماروني نصر الله صفير الذي تعرض لاغرب واخطر عملية غش وتحايل بالنسبة للائحة اسماء مرشحيه للرئاسة عن هذه القاعدة بعدما ادرك سوء نوابا »حزب الله« وميشال عون وحلفائهما بالنسبة لاطاحة كرسي الرئاسة الاول من ايدي الطائفة المارونية«.

مسيرة مليونية الى بكركي

وفي هذا السياق نفسه دعا قادة مسيحيون في قوى 14 اذار في بيروت امس شارع ثورة الارز الى »مسيرة مليونية جديدة باتجاه الصرح البطريركي في بكركي تأييدا ودعما لمواقف البطريرك صفير الوطنية في وجه محاولات بعض المتطفلين على الطائفة المارونية امثال ميشال عون وسليمان فرنجية وبعض الشراذم المسيحية »السورية« المتبقية الذين يحاولون تتويج انفسهم بطاركة على الموارنة والمسيحيين والغاء دور بكركي صمام الامان الوحيد للمجتمعين المسيحي والوطني ولمطالبة البطريرك باعطاء الضوء الاخضر لثورة الارز لانتخاب الرئيس الموعود بأغلبية نواب الامة دون حواجز او عوائق, بعدما تبين ان عملاء سورية وايران لن يمنحوا ثلثهم المعطل المطلوب داخل مجلس النواب لانتخاب رئيس ينفذ مآربهم.

تعديل لائحة البطريرك

وقال احد قادة 14 اذار ل¯ »السياسة« في اتصال به من لندن امس ان »النصر الكاسح الذي حققته ثورة الارز على اعدائها الداخليين والخارجيين بفقدان رأسهم في قصر بعبدا وبرفض قادتها مشاركة هؤلاء في »رئيس توافقي« تكون حصتهم فيه كبيرة وقاتلة للدولة الديمقراطية الاستقلالية التي يعمل الشعب لقيامها, سيخول (النصر) قادة هذه الثورة حق ادخال تعديلات جوهرية على اسماء لائحة البطريرك صفير بمباركته ودعمه بحيث يخرج منها المرشحون »التوافقيون« الثلاثة او الاربعة الذين رفضهم حسن نصر الله بأوامر دمشق طهران, وميشال عون بسبب شغفه بحكم البلاد بالحديد والنار وسلاح »حزب الله« على حساب سلاح الجيش اللبناني وتجري العودة الى اسمي مرشحي 14 اذار بطرس حرب ونسيب لحود مع ادخال اسماء جديدة على اللائحة من قلب ثورة الارز, وهو امر لا يرفضه البطريرك اذ كان اعلن الاسبوع الماضي »انهم اذا ارادوا اضافة اسماء مرشحين.

أخرين على لائحة بكركي فليفعلوا« وقال: ان الامور بعد ليل 23 الجاري تغيرت جذريا ولم تعد في المسار الذي كانت عليه قبلة«.

وحول كشف نائب الحزب التقدمي الاشتراكي وائل ابو فاعور النقاب امس عن ان اميل لحود »سيقاضى على كل الجرائم والارتكابات التي قام بها خلال 18 عاما سواء في قضايا الاغتيالات (الحريري وقادة لبنان) او القضايا الدستورية او المالية وغيرهما«, قال قيادي 14 اذار ان »هذا الامر سيكون من اولويات برنامجي الرئيس والحكومة الجديدين ومتى استتبت الاوضاع وسارت في سياقها الصحيح في الفترة المقبلة, فإن 14 اذار سيكلف عددا من المحامين اللبنانيين الكبار, كما ان حركات ثورة الارز في العالم اكدت لنا انها ستكلف بدورها عددا من المحامين الدوليين لمقاضاة اميل لحود وسوقه الى القضاء في حال قصرت المحكمة الدولية عن اتهامه بالجرائم استنادا الى ادوار قادته الامنيين الاربعة المسجونين الان على خلفية مشاركتهم في تلك الجرائم«.

 

 لوحت بـ"جزرة التعاون" وهولت بـ"عصا التحذير"

إيران أنذرت دول الجوار بعدم التعاون العسكري مع أميركا

 وجهت ايران انذاراً الى دول الجوار, خاصة الدول العربية في ما يخص تعاونها مع الولايات المتحدة الاميركية في حال شن هجوم على منشآتها النووية وهو انذار تحاول طهران من خلاله التهويل على دول الجوار لحملها على منع الدول الغربية من استخدام اراضيها او مجالها الجوي لضرب ايران.

وافاد موقع »عصر ايران الاخباري« ان الانذار الايراني لدول الجوار كان رسمياً وصريحاً ونقل شفهياً, ولم يتم الكشف عن تفاصيله, لكن مصادر ايرانية ذكرت ان ايران ابلغت دول الجوار انها ستعتبرها دولا معادية في حال سمحت للولايات المتحدة باستخدام اراضيها او اجوائها في الحرب المحتملة, كما ان طهران ستشن هجوماً على الدول التي تساعد واشنطن في حربها ضد ايران انطلاقاً من مبدأ  »شرعية الدفاع عن النفس«.

واكدت ايران في رسالتها انها تعتقد بشكل جاد ان عليها ان تقيم علاقات ودية ومبنية على حسن الجوار والتفاهم والتعاون مع دول المنطقة لكن اذا ارادت بعض الدول ان تسلك اتجاها معاكساً للصداقة المشتركة فعليها الا تتوقع تعاملا وديا من ايران ,علماً انها أبدت احترامها لسياسات دول الجوار الخارجية في عقد الصداقة مع اي دولة, لكنها لن تسمح باستخدام امكانيات تلك الدول لضرب ايران.

في مقابل هذا الموقف, وفي سياق سياسة »العصا والجزرة« التي تعتمدها طهران اوردت صحيفة »ايران« الحكومية في مقال بعنوان »اداء الديبلوماسية الحميمة« عزم الحكومة الايرانية تعزيز العلاقات والصداقة مع العرب والدول العربية, وقالت الصحيفة ان الديبلوماسية النشيطة للحكومة تجاه دول الجوار خلال العامين الاخيرين لعبت دوراً مهماً في تعزيز العلاقات بين ايران وهذه الدول, مضيفة ان ثمة تزايداً كبيراً في زيارات المسؤولين الايرانيين لاسيما الرئيس احمدي نجاد ووزير خارجيته منوشهر متكي, وبموجب هذه الديبلوماسية اقتنعت دول الجوار بان البرنامج النووي الايراني هو للاغراض السلمية ولا يهدد دول الجوار.

وختمت الصحيفة بان مرحلة جديدة من الديبلوماسية الايرانية النشيطة والحميمة بدأت بالظهور بهدف تعزيز التعاون, ومنها زيارة الرئيس نجاد للبحرين ووزير خارجيته الى قطر والكويت. يذكر ان ايران كانت اعلنت على لسان قائد المنطقة الأولى للقوة البحرية فيها الادميرال ابراهيم اشكان الجهوزية الكاملة التي تتمتع بها القوات المسلحة للتصدي لأي تهديدات ضد ايران, كما اعلن القائد العام للقوات البحرية الايرانية الاميرال حبيب الله سياري ان بلاده تعد لاجراء مناورة ضخمة في خليج عمان اوائل العام المقبل لاختبار احدث الاسلحة نافياً ان تلجأ ايران الى اغلاق مضيق »هرمز« في حال نشوب مواجهة عسكرية مع الغرب.

 

البطريرك صفير ترأس قداس الاحد وعرض التطورات مع شخصيات زارته:

وطننا يشهد اوضاعا مصيرية انتقالية قد تقودنا الى الاستقرار او الى الفوضى

لذلك يطلب من أرباب الحل والربط والمسؤولين أن يبرهنوا عن رصانة ووطنية

تبؤ المراكز العالية ما كان يوما ارضاء للأنانية بل لخدمة الشعب

فعسى أن يلهم الله من يتوقون الى الرئاسة ان يتصرفوا بوحي هذه الحقائق

وطنية -25/11/2007 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي, عاونه فيه المطران شكرالله حرب والقيم البطريركي الخوري جوزف البواري, وحضره النائب الدكتور بيار دكاش, ورئيس الرابطة المارونية الدكتور جوزف طربيه والوزير السابق الشيخ وديع الخازن.

العظة

بعد الانجيل المقدس, ألقى البطريرك صفير عظة بعنوان "ليس عند الله امر مستحيل", تحدث فيها عما يعرف طقسيا بأحد البشارة أي بشارة العذراء مريم بأنها ستكون اما للرب يسوع ابن الله", جاء فيها: "هذا الأحد معروف طقسيا بأنه أحد البشارة، أي بشارة العذراء مريم بأنها ستكون أما للرب يسوع، ابن الله. وقد سرد انجيل القديس لوقا وقائع هذه البشارة، وأبان أن مولد يسوع سيتم بأعجوبة، بفعل الروح القدس، ودون وسيلة بشرية. وتعجبت مريم من قول الملاك، فاذا به يقول لها: "ليس عند الله أمر مستحيل". ورسم الملاك رسالة المسيح، وهي أنه سيملك على بيت يعقوب، ولن يكون لملكه انقضاء، وسيملك أيضا على عرش داود أبيه. وآمنت مريم بما قيل لها من قبل الرب. فقالت: "فليكن لي بحسب قولك". أجل ليس عند الله أمر مستحيل. علينا أن نصلي ليجري الاستحقاق الرئاسي، بحسب ما رسمه الدستور اللبناني. ونتابع الحديث عن العائلة والزواج المدني وما يخبئه من مخاطر للزوجين وللأولاد، وعن الزواج الكنسي وما يولي العائلة من استقرار، وما ينال المكرسين من عقوبات اذا تخطوا القوانين المرسومة، سائلين الله أن يحمي عائلاتنا من الآفات التي تترصدها.

1-الزواج المدني

يستطيع المسؤول المدني أيضا ان يحضر الاحتفال بهذا الزواج المدني الالزامي حضورا صحيحا، وهو في نيته أن يقوم باحتفال مدني. واذا لم يحتفل المتعاقدان بعدئذ بزواج ديني، أو اذا كان هناك مانع طبيعي أو كنسي يحول دون هذا الزواج، ان حضور المسؤول المدني، في الحالة الأولى، وهو ليس سيئا بحد ذاته، يمكنه أن يكون حضورا صحيحا لسبب نسبي خطير. وليس له ضميريا، خاصة في الحالة الثانية، أن يحضر هذا الزواج، واذا تبين له أن هناك سببا خطيرا جدا، على الرغم من كل شيء، فان الحكم في الأمر لا يعود الى الموظف المدني، بل الى الأسقف الأبرشي.

وبالنسبة الى الذين يعقدون، خلافا لذلك، بارادتهم زواجا مدنيا:

ا-ان الاكليريكيين الذين يكونون قد حاولوا عقد زواج مدني فقط، يحطون بذات الفعل عن وظيفتهم الكنسية، أي يفقدون فورا وظيفتهم الكنسية. ويطلب تدخل السلطة باعلان شغور الوظيفة وتثبيته. وتضاف الى ذلك عقوبة الحرم التي هي أخطر عقوبة بالنسبة الى الاكليريكيين، بالاضافة الى العقوبات الاختيارية المنصوص عنها على وجه عام كعقوبة الحرمان التي قد تذهب الى الحط عن الحالة الاكليريكية، اذا كان الاكليريكيون المذنبون لا يعطون اية اشارة تدل على ندم، ويتابعون زرع الشك في النفوس. ويقع الرهبان الذين ليسوا اكليريكيين تحت طائلة هذه العقوبات.

ب- ان الراهب الذي أبرز النذور المؤبدة، وحاول عقد زواج مدني فقط، يجب اعتباره بذات الفعل مطرودا من رهبانيته. وعلى الرئيس الأعلى، اثباتا بطريقة قانونية لحالة الطرد، وبعد أن يكون قد جمع الاثباتات مع مجلسه، أن يعلن اعلانا ثابتا هذا الواقع. ويخضع الراهب للحرم الكبير.

ج- والعلمانيون المرتبطون بزواج أول ديني، ويجرؤون على عقد زواج مدني فقط، تمكن معاقبتهم، وفقا للقانون، لتحاشي العثار أو التعويض عنه، وتحقيق الحالتين لاهوتيا وراعويا اللذين لا بد منهما لخير النفوس وخير المؤسسة الكنسية عينها، وتجب ممارسة السلطة الكنسية: "لبنيان قطيع المسيح في الحقيقة والقداسة".

ولا يجوز للمسؤول المدني أن يحضر الزواجات المشار اليها سابقا، لأنه ككل مؤمن مسيحي، وبخاصة بوصفه كاثوليكيا، ينعم بحق الضمير الباطني في اتباع أوامره الخاصة، وبامكانه أن يرفض أوامر السلطة العامة بتأكيده بانه لا يمكنه، لأسباب أدبية، أن بحضر هذه الزواجات المدنية، لأن المسألة تتعلق بخير أدبي أسمى من الخيور المادية. ويبدو من جهة ثانية أن له، استجابة لداعي الانصاف، أن يتجاوب وقوانين الدولة انسانيا، وحالات الذين، لأسباب ضميرية، يرفضون حضور زواجات تقود الى حالة تسر واضح صريح.

ان حضور المسؤول المدني الزواجات المشار اليها آنفا لا يمكن تبريره، سواء بادعاء حرية الآخر، أو بالاعتماد على ان القانون المدني يجيز ذلك ويقتضيه. وفي الواقع، بالنسبة الى الأعمال الشخصية، ان هناك مسؤولية أدبية ما من أحد بامكانه أن يتهرب منها، ويواجه لدى الله الدينونة عليها.

ان المسؤول المدني الذي يأبى أن يحضر الزواجات المدنية، يستجيب الى طلب الله، ويسهم بامتناعه عن ممارسة وظيفته، كخمير، في تقديس العالم، واظهار المسيح للناس، خاصة بشهادة حياته، واشعاع ايمانه، ورجائه، ومحبته.

2- لا سلطة للكنيسة على زواجات غير المؤمنين

وليس للكنيسة سلطة مباشرة على زواجات غير المؤمنين. والدولة هي التي تشرف عليها، ولا يمكنها القضاء على عدم الانحلال، ولا تغييرالحق الطبيعي. وهذا ينتج عنه أن الشرعية المدنية لا يمكنها فسخ الزواج الشرعي الذي يعقده غير المؤمنين. والكنيسة الكاثوليكية لم ترض أبدا بالطلاق، حتى بالنسبة الى الزواج الشرعي المعقود بين غير مؤمنين، لأنه، كما قيل، زواج غير قابل للحل من ذاته، ولا يحل الا بفعل الامتياز البولسي عندما يكون أحد الزوجين قد اهتدى، وألآخر يرفض أن يواصل العيش المشترك دون اهانة الخالق.

وانه لمعبر حقا أن يظهرالطلاق في تشريعات البلدان المسيحية والكاثوليكية في الوقت الذي تنهار فيه القيم الأخلاقية والمسيحية. الزواج المدني أولا، ثم الطلاق لاحقا، على ما قلنا، انحدر بالزواج الى أعماق الوثنية. ان فترة طويلة مداها عشرون قرنا مرت على المسيحية، وهي تفصل بين الطلاق الروماني واليهودي والطلاق المعاصر، الذي ظهر في البلدان الكاثوليكية، وادخل الطلاق على المجتمع الكاثوليكي، تحت ضغط التأثير العلماني العادي، وهذا ما يحدث تقريبا في كل بلدان العالم، وهدم عشرين قرنا من عمل دؤوب قامت به الكنيسة لتترجم في الواقع عقيدة الزواج التي أعلنها المسيح.

لسؤ الطالع اذن، ان مجمل التشريعات المدنية المعمول بها تعترف بالطلاق لأسباب مختلفة، ومجاراة لبعض لظروف. والطلاق هو انتقاص خطير من الشريعة الطبيعية، وجرح بليغ أصاب علامة العهد القائم بين المسيح والكنيسة.

3- آفة الطلاق

ويدل الاختبارعلى انه ما ان دخلت مؤسسة الطلاق شعبا أو دولة لمداواة حالات يزعم أنها مؤلمة، حتى عجزت عن السيطرة عليها، لا بل أسهمت في انتشارها وتعددها، بحيث انها نالت بعمق من ثبات الزواج القانوني، وطمأنينة الزوجين، فتسببت بأضرار كبيرة للزوج الأمين لسر الزواج، وقد رأى أنه مهجور، من دون وجه حق. وقد نالت هذه الأضرار أيضا الأولاد الذين هالهم انفصال والديهم، ولو لم يكن بينهما خلاف. وللطلاق، كما هو معلوم، تاثير معد، فهو يشجع في المجتمع على انتهاك الآداب وانحراف الأولاد القاصرين.

وهذه مسألة ضميرية يمكن أعضاء المجلس النيابي أن يكبوا عليها في مناسبة القيام بالتشريعات التي قد تكون لأصواتهم فيها قوة تقريرية لألغاء قانون الطلاق كليا. وبامكانهم أن يضعوا قدرتهم في خدمة القيم التي أبرزها تعليم الأحبار الأعظمين.

ان الكنيسة تعتبر، في الحقيقة، صالحة كل صيغة بامكانها أن تؤمن عمليا غايات الدولة، أي الخير العام. وعلى السلطة أن تعرب لأجل ذلك عن ارادة الشعب، وعلى النواب أن يعوا القيم الداخلية التي يحملها المواطنون، عبر تصويتهم، الى الحياة السياسية النيابية. ان المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني يؤكد في هذا المجال "جودة سلوك هذه الشعوب التي يشترك فيها غالبية المواطنين في ادارة الشأن العام في مناخ من الحرية. ويجب دائما الأخذ في الاعتبار الظروف الحقيقية لدى كل شعب، والصلابة الضرورية لدى السلطات العامة... ويمكن التفكير تفكيرا سليما بان مستقبل البشرية هو بين أيدي الذين بامكانهم أن ينقلوا الى الأجيال الطالعة أسباب حياة ورجاء.

لا يمكننا أن نشك في أن هناك اليوم، بمعونة نعمة الله، نوابا- وسيكون غدا نواب-، يعترفون بكرامة سر الزواج، الذي حجب بهاءه تعدد الزوجات، وآفة الطلاق، و"الحب الحر"، وما ينتج عنه من تشوهات تلغي شريعة الطلاق وتلك القوانين غير الأخلاقية التي غالبا ما تنتشر والتي تقود الى ادخال القلق الى العائلات، وتفتح المجال الى الرذيلة، لأنها في الحقيقة بذور عدم استقرار لدخولها بنشاط في داخل كل المجتمع. وفي الحكومات الديمقراطية التي ينتخب كل الشعب فيها بالمساواة من يقبض على السلطة، وحيث يسود الطلاق، يلجأ كثير من المؤمنين، بدافع من الحرية الفردية، الى هذا الطلاق مدنيا، ويعقدون أيضا، وفق القانون المدني، قرانا جديدا، يكون في الحقيقة على طرف نقيض وشريعة الرب، لأن رباط زواجهم القانوني يبقى غير قابل للانحلال.

الزواج المدني، والهجر، والطلاق، كل هذه تسيء الى العائلة وتعرض الأولاد للتشرد والضياع. لذلك وضعت الكنيسة تشريعات تنظم الزواج والوضع العائلي، وذلك لخير الزوجين والأولاد.واذا كان خير العائلة يقتضي تنظيما، فكم بالحري خير الوطن. ووطننا يشهد في هذه الأيام أوضاعا مصيرية. وقد أصبحنا في فترة انتقالية قد تقودنا الى الاستقرار، كما قد تقودنا الى الفوضى والاقتتال، لا سمح الله. لذلك يطلب من الجميع، وبخاصة من أرباب الحل والربط، وأصحاب المسؤولية، أن يبرهنوا عن رصانة وجدية ووطنية صادقة. وتبوء المراكز العالية ما كان يوما ارضاء للأنانية والمجد الباطل، بل لخدمة الشعب بما يوفر له صاحب السلطة من أمن واستقرار وعيش رخي كريم. فعسى أن يلهم الله من يتوقون بأنظارهم وقلوبهم الى تبؤ منصب رئاسة جمهورية لبنان أن يعوا هذه الحقائق البديهية، ويتصرفوا بوحيها. وكان الله في عون المؤمنين".

 

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم الاحد 25 تشرين الثاني نوفمبر 2007:

ورد في الصفحات الداخلية للصحف الاسرار الاتية :

النهار :

اسرار الآلهة : توقفت مصادر سياسية عند مغزى زيارة رئيس الاركان في الجيش للواء الحرس الجمهوري واعتبرتها بمثابة استعادة اللواء الى حضن المؤسسة العسكرية.

من المسوؤل : عاتب مسؤول اجنبي كبير ممثله في لبنان على "توريطه" في مواقف غير واقعية وغير موثّقة، متهماً إياه بالتأثر بجهة سياسية معينة.

لماذا : تبين أن نفي وزير الخارجية معرفته بتلقي لبنان دعوة الى مؤتمر أنابوليس، يعود الى عدم اطلاعه على كل البرقيات التي ترد على وزارته من الخارج!

المستقبل :

سئل ديبلوماسّي غربيّ عن سبب إعتراض قوى الأكثرية على أحد المرشّحين الواردة أسماؤهم في لائحة البطريرك فأجاب السائلين: شاهدوا "المنار" تعرفون السبب.

علّق ركنٌ سياسيّ على "مبادرة" إنتهت بتوقيت "ملزم" بالقول ساخراً انّ صاحبها ظهرَ على تقاطع إيراني ربّما من دون أن يدري!.

عُلم انّ لواء الحرس الجمهوري أُتبع مرحلياً إلى غرفة عمليات قيادة الجيش.

البلد :

تستعد الدوائر الرسمية التي ترفع صورة مسؤول كبير الى سحبها نهار غد بعد ان سرت تسميته بالمسؤول السابق

عقد امس الاول اجتماع امني في وزارة الدفاع حصره جميع المسؤولين عن الاجهزة الامنية وتقرر تنفيذ الخطة الامنية (ب) بعد اعلان رئيس المجلس النيابي تاجيل الجلسة

غاب رنين الهاتف عن غرف عمليات قوى الامن الداخلي في بيروت وباقي المحافظات ولم يسجل الرقم 112 أي طلب نجدة

 

الرئيس السنيورة تلقى اتصالا من الملك عبدالله الثاني

وطنية- 25/11/2007 (سياسة) تلقى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة اتصالا من الملك الأردني عبدالله الثاني، وكان عرض لأوضاع لبنان والمنطقة.

وأطلع الملك الأردني الرئيس السنيورة على معطيات آخر الاتصالات والاجتماعات التي أجراها المتعلقة بشؤون المنطقة.

 

بارود: دور البطريرك يحصن الساحة الداخلية

وطنية- 25/11/2007(سياسة) دعا المحامي زياد بارود الى "تحصين ساحتنا الداخلية"، مشيدا بدور البطريرك صفير "الذي يلعب هذا الدور الى اقصى حدود".

وشدد في حديث الى "صوت لبنان " على ضرورة ان " نسير بالمرحلة الانتقالية باتجاه الاستقرار بعيدا عن الجدل السياسي". وطالب بإعادة النظر بالكثير من الخيارات "لان المطلوب هو الاستقرار الذي يجب ان يكون الهدف الذي منه ننطلق". واعتبر "ان الكلام عن عملية الانتخاب بالنصف زائدا واحدا خرج من الدستور الى السياسة". ورأى انه على الرغم من "الهستيرية الدستورية لا نزال نعيش في إطار الدولة الدستورية". ودعا الى "اعادة نظر تقنية في موضوع الدستور كي لا يكون مصدرا لخلاف اللبنانيين ". واعتبر ان لبنان "اذا لم يبلغ بعد سن الرشد سيكون محكوما بالموت". وشدد على ان"المطلوب حاليا في هذه المرحلة رئيس للجمهورية يكن رئيس دولة ورمزا لوحدة الوطن في شكل كامل مع الحكومة كي يواكب المسائل الاشكالية ". وأكد ان هذه المرحلة هي "تأسيسية للبلد على المستويين المحلي والدولي".

 

جابر: من المعيب ان تبقى سدة رئاسة الجمهورية شاغرة

وطنية - 25/11/2007 (سياسة) لفت النائب السابق عماد جابر في تصريح اليوم، "الى ان ما نعيشه اليوم يتوجب على جميع القيادات اللبنانية ان تحزم امرها بالتوافق على اسم رئيس للبلاد، وعلى بكركي ان تعاود لعب دور ما في هذا الاطار، فمن المعيب ان تبقى سدة رئاسة الجمهورية شاغرة والحكومة مشلولة تغيب عنها طائفة باكملها وكانها تعيش في جزيرة منعزلة عن الوطن، رغم انها قدمت التضحيات والدماء في مقاومة العدو لتحرير الارض، فهل هكذا تكافا على دورها الوطني؟

ورحب ب"أي مسعى عربي او اوروبي لاعادة وصل ما انقطع، مطالبا الفرنسيين بالعودة للعب دور تقريب وجهات النظر بين اللبنانيين من اجل انتخاب رئيس للبلاد الجمعة المقبل". وقال: "ان من يراهن على تنفيذ القرار 1559 مخطىء، فهذا القرار طواه الزمن وسلاح المقاومة حاجة لبنانية لاستكمال تحرير الارض والاسرى، مطالبا "اميركا برفع ايديها عن التدخل في شؤون لبنان الخاصة"، منتقدا كلام "النائب ايلي كيروز الذي يؤجج نار الفتنة ويعتبر انتهاكا لاتفاق الطائف والسلم الاهلي".

واشاد جابر بقائد الجيش وضباطه وعناصره الذين يتحملون مسؤولية الدفاع عن الامن والاستقرار في ظل ما يمر به الوطن من ظروف صعبة، وهذا ليس جديدا على جيش قاتل اسرائيل مع المقاومة واباد فلول الارهاب في نهر البارد".

 

الشيخ كنج حرم المشاركة في تظاهرات تثير الحساسيات والاستفزازات

وطنية -25/11/2007(سياسة) أفتى المرجع الديني الشيعي في جبل لبنان الشيخ يوسف كنج "انه يحرم على اي مواطن من ابناء الطائفة الشيعية الكريمة المشاركة في اي من التظاهرات التي من شأنها اثارة النعرات والحساسيات وتوحي بالاستفزازات لا سيما في هذه الظروف الحرجة التي يشهدها وطننا لبنان، لان ذلك سيؤدي الى خراب الامور وزرع الفوضى، وكل من يشارك في هكذا مظاهر فهو خائن لوطنه"، ودعا"اهل السياسة للاسراع في إيصال رئيس للبلاد لان فراغ موقع الرئاسة الاولى مؤلم ومفجع لكل لبناني محب وسابقة خطيرة لم تشهدها البلاد من قبل، داعياالجميع للتوافق والتحابب والتعقل والتفكير في مصلحة الوطن لا في مصالح المتحاربين والمتصارعين على ارضنا وساحتنا".

 

الشيخ قاسم: نعمل للتوافق وعدم الاستجابة يؤجل الحل الى ما شاء الله

ازمة ثقة بين المعارضة والموالاة والعماد عون هو نقطة الارتكاز

وطنية- 25/11/2007(سياسة) اعتبر نائب الامين العام ل "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في كلمة خلال حفل تأبيني في قاعة السيدة الحوراء (ع) ـ الغبيري "ان مؤتمر انابوليس خالٍ تماماً من أي مكسب للفلسطينيين ، وهو عبارة عن تظاهرة إعلامية سياسية لمصلحة إسرائيل ، حيث قالت وزيرة الخارجية "ليفني" وبكل صراحة : المسألة لا تكمن فيما ستعطيه إسرائيل للفلسطينيين ، بل في تحديد الدول العربية التي ستنضمّ إلى القطار ومحرّكه أنابوليس ، وهذا يعني أن أنابوليس مسار تطبيعي مجاني لخدمة إسرائيل ، من أجل أن يرتاح أولمرت قليلاً بعد الهزيمة النكراء التي أصابته في لبنان ، وبعد انخفاض شعبيته وقدراته ، وبعد الانهيارات التي أصابت الاسرائيليين وأعادتهم إلى الوراء ، وذكرتنا بلحظات الاحتلال الاسرائيلي في سنة 1948 ، حيث عاد المشروع الاسرائيلي إلى الوراء من دون حدود ومن دون مشروعية ، وتحرّك الفلسطينيون للمطالبة بحقوقهم ، وقدموا التضحيات الكبيرة الماثلة أمام الرأي العام العالمي بشكل واضح ".

اضاف:"هذا المؤتمر ليس فيه شيء لمصلحة الفلسطينيين ، وهو تعويم لبعض الشخصيات والقيادات ، وهو محاولة من أجل إضفاء المزيد من العطاء لاسرائيل على حساب الفلسطينيين ، لكن أملنا كبير بحيوية الشعب الفلسطيني وتصميمه على استعادة أرضه ، ولا نعتقد أن هذا المؤتمر سيُعطي الكثير لأن الاساس هو ما يحصل على الارض في فلسطين ، وليس ما يتّفق عليه بعض القابعين على عروشهم وكراسيّهم ممّن لم يقدّموا للقضية الفلسطينية الشيء المطلوب".

ورأى "أن أمريكا فشلت في تسويق مشروعها في لبنان ، وفي الضغط من أجل أن تكون وصية كاملة على لبنان ، وحصلت عدة انتكاسات واضحة للعيان ، أبرزها الانتكاسة الامريكية الاولى في الهزيمة الاسرائيلية بتصفية المقاومة ونزع سلاحها في لبنان في تموز 2006 ، والهزيمة الثانية بعجز جماعتها من جماعة 14 شباط من أن يحقّقوا مساراً سياسياً يخدم المشروع الامريكي ، والهزيمة الثالثة تمثّلت في الوصول إلى الاستحقاق الرئاسي من دون الالتزام بالشروط الامريكية ، والهزائم الامريكية في لبنان تتالى بحمد الله تعالى بسبب وجود هذا الشعب الأبيّ المقاوم الطاهر ، الذي صمد أمام اسرائيل وهو مستعدّ للصمود أمام مشاريع الهيمنة والسيطرة والوصاية على لبنان".

وقال:" لقد سمعنا عدة مرات من المسؤولين الامريكيين تدخلاً سافراً في الشؤون اللبنانية ، ويعتب علينا البعض عندما نقول أن أمريكا تتدخل في لبنان ! إذا كانت كل وزارة الخارجية الامريكية والرئيس بوش أصبحوا يقرأون الدستور اللبناني ويفسّرونه ، ويعطون التعليمات ويتدخلون في التفاصيل والجزئيات ، ويضعون مواصفات رئيس الجمهورية ، ويشترطون عليه ما يريدون ، ألا يُعتبر هذا تدخّلاً أمريكياً . بالامس قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية بأنه يريد رئيساً يؤيّد القرارات الدولية ، إذاً هذا هو شرطه للرئيس الذي يقبل به ، وإلا إذا لم يتحقق هذا الشرط فإنه سيُعطِّل انتخاب الرئيس ، إذاً إعلموا أن تعطيل التوافق الذي حصل في لبنان ومنع انتخاب رئيس للجمهورية في الموعد المقرر هو هذا التدخل الامريكي الذي حاول أن يُملي شروطه ، وعندما عجز أفشَل التوافق وأفشَل انتخاب الرئيس ". تابع قائلا:" نحن اليوم أمام انتهاء ولاية الرئيس لحود ، وهنا لا بد أن نوجّه تحية كبيرة للرئيس المقاوم ، الذي عمل بما يُمليه عليه ضميره ووطنيته ، وكان إلى جانب المقاومة ، يعني إلى جانب لبنان السيد المستقل ، وصمد إلى آخر لحظة من ولايته مدافعاً عن الدستور اللبناني وملتزماً بالضوابط والاحكام التي وردت فيه من دون أن يخترقها ، وهذه مكرمة كبيرة تُسجّل له ، وقد غادر عندما انتهت مهمّته وقد كان شريفاً في موقعه كما كان شريفاً في مغادرته عندما انتهت صلاحيته في موقع الرئاسة .

مع انتهاء ولاية الرئيس لحود ، يعني أن لبنان دخل في فراغ مزدوج ، الفراغ الاول فراغ الحكومة ، لأنها حكومة غير دستورية وغير ميثاقية وغير شرعية ، خرجت منها طائفة بكاملها ، وبالتالي يُعتبر الاستمرار فيها غير ذي صفة ، وهي لا تُمثّل أحكام الدستور ولا تنسجم مع صيغة العيش المشترك ، ولا مع إعطاء التمثيل الحقيقي للطوائف والمواقع الدور المطلوب ، والفراغ الثاني هو انتهاء ولاية رئيس الجمهورية وعدم انتخاب رئيس جديد ، إذاً نحن أمام فراغ مزدوج رئاسية وحكومي ، وعندما يقول البعض أن الحكومة اللا شرعية تقوم مقام رئيس الجمهورية ، هذا يصلح لو كانت الحكومة دستورية وقانونية وشرعية ، عندها يمكنها أن تحلّ بشكل مؤقت إلى حين انتخاب الرئيس ، أما وهي مطعون بشرعيتها ، فلا هي موجودة حتى تتمكن من الحكم ، ولا هي قادرة أن تحلّ محل رئاسة الجمهورية ، إذاً لبنان اليوم يُعاني من هذا الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية وفي موقع الحكومة ، أي أنه من دون سلطة تنفيذية .

عندما طرحنا في السابق أن يكون هناك حكومة وحدة وطنية قبل أن نصل إلى الاستحقاق الرئاسي ، اتّهمونا أن الحكومة تريد أن تُصادر موقع الرئاسة ، واتّهمونا أن الحكومة هي محاولة لعدم انتخاب رئيس ، وكنا نقول لهم أن هذه الحكومة تُمهِّد لبناء الثقة بين أعضائها لتُسهِّل انتخابات الرئاسة ، فإذا تعثّرت لأي سبب من الاسباب لا يكون هناك فراغ في البلد . ها قد وصلنا إلى الفراغ ، وفريق السلطة كان يسوِّف دائماً ويُقطّع الوقت خلال سنة كاملة تقريباً ، مُعتقداً أنه إذا جاء وقت انتخابات الرئاسة يستطيع أن يفرض الرئيس الذي يريده ، فكنا كلما طرحنا عليهم حلاً رفضوه ، وهم يتأملون أن يصلوا إلى الاستحقاق الرئاسي ، وقلنا لهم أيضاً أن الاستحقاق الرئاسي لا يمكن أن يتمّ إلا بانتخاب الثلثين . يا جماعة 14 شباط لا تضيِّعوا الفرص ولا تضيّعوا الوقت ، ففي نهاية المطاف أنتم مُلزمون بالدستور الذي يقول بانتخاب الرئاسة وفق حضور الثلثين في المجلس النيابي ، يعني أنكم بحاجة للتفاهم مع المعارضة ، فلا الموالاة تستطيع أن تنتخب وحدها ، ولا المعارضة تستطيع أن تنتخب وحدها ، وهذا ما حفظه الدستور بشكل مباشر عندما أقرّ الانتخاب بالثلثين من أجل أن يحمي المشاركة في البلد ومن أجل أن يحمي القدرة على تمثيل كل القوى الفاعلة ، ومع ذلك رفضتم الالتزام بصيغة الطائف، وحاولتم الترويج لحلول غير دستورية، فأوصلتم البلد إلى هذا المأزق الذي يعيش فيه.

لماذا لا يُناقش هذا الفريق الطروحات التي تُقدّمه المعارضة، فمن اللحظة الاولى كنا نسمع منهم رفضاً لكل شيء، يعني وضعوا أمامهم مشروعاً واحداً اسمه اختيار رئيس منهم كيفما كان ، وكنا نقول لهم تعالوا إلى أفكار مبدعة ومعقولها، للنناقشها علنا نتلاقى في منتصف الطريق، رفضوا حكومة الوحدة الوطنية ، رفضوا النقاش التوافقي المنطقي ، رفضوا مبادرة العماد عون بمجرد أن أطلقها، لم يقولوا أنهم سيفكرون فيها أو يغيّرون ويبدلون بعض نقاطها ، هم رفضوها مباشرة لأنهم لا يريدون الحوار ولا يريدون النقاش ، نحن نحمّل فريق السلطة اللاشرعية مسؤولية عدم انتخاب رئيس جمهورية في الوقت المحدد ، لأننا على استعداد دائم للوصول إلى الحل . وسأكون صريحاً معكم أكثر ، هناك أزمة ثقة في البلد بين المعارضة والموالاة ، سببتها الموالاة بسلوكياتها وأدائها ، لأنه من لم يعالج مسألة خروج طائفة من الحكومة ، وهدد مرارا وتكراراً بالاستفراد بالسلطة ولو بالانتخاب بالنصف زائد واحد خارج الدستور ، ومن تمسّك بأسماء مرشحين ولم يتراجع عنهم، ومن لم يلتزم بالاتفاقات السابقة التي عقدناها عندما وجد أن مصلحته الخاصة في الخروج من الاتفاقات والمواثيق ، كيف لنا أن نطمئن له في أن يختار رئيساً منه، يمثِّله ويحمل رؤيته طالما أن التجربة كانت مرة جداً معه . هم الذي أوصلوا البلد إلى الفراغ ، وهم الذين يجب أن يطمئنونا نحن كمعارضة ، نحن الذين نحتاج للطمأنة وليسوا هم ، لأن تاريخنا يُثبت أننا شرفاء ، ونقدم التضحيات للوطن , ونتحمّل مرارات من أجل الوحدة الوطنية ، وندعو دائماً إلى التوافق وإلى المشاركة، وهم دائماً يردون بأن لا للمشاركة ولا للوحدة ولا للتعاون الداخلي ولا لاستقلال لبنان بشكل عملي.

إذاً نحن من هو بحاجة للطمأنة ، وبالتالي يجب أن يكون الاختيار للرئيس مبنياً على قواعد أساسية لا بد منها، فنحن نريد رئيساً يؤمن بالشراكة الوطنية ، ويؤمن بحق الدفاع عن الارض، ويحمي شعبه ومكتسباته، وأن تكون له حيثية مسيحية ووطنية يستطيع من خلالها أن يُطل على الناس ، وأن يكون صاحب موقف يلتزم بما تعهّد به ، هذه الصفات هي ما تطمئن الجميع، وبكل صراحة فالرئاسة ليست حصة لطائفة أو جماعة، الرئاسة هي مدماك نهضة وتوازن لبنان، لذا نحن بحاجة لهذا الرئيس الذي يتميّز بهذه المواصفات ولا نريد رئيساً كيفما كان .

لقد سمعنا من عدة أشخاص من جماعة 14 شباط انتقادات علنية وواضحة بإشكالهم على الاتفاق المعقود بين حزب الله والتيار الوطني الحر ، لأنهم لا يريدون الالتزام بمضمون هذا الاتفاق ، بل أكثر من هذا، أنا أعتقد أنه لو فاجأتهم إحدى وسائل الاعلام بالسؤال عن بند واحد من وثيقة التفاهم فلن يتمكنوا من ذكر بند واحد فقط ، لأنهم لم يقرأوه، بل رفضوه لأنه في العنوان يوجد كلمة تفاهم ، وهم لا يريدون أن يكون هناك تفاهم بين هاتين القوتين الكبيرتين في لبنان ، لأنه تفاهم مبني على قواعد يعطِّل مشروعية "فرِّق تسدّ"، ويؤدي في نهاية المطاف إلى خلل كبير في خطّتهم وأدائهم ، وإلا فهذا التفاهم موجود أمام الرأي العام ، وما فيه هو لمصلحة لبنان ويخدم الوحدة الوطنية ، وهذا التفاهم تميّز لأول مرة بين تفاهمات واتفاقات كثيرة حصلت بين عدة أطراف أنه التفاهم الذي وقّعته القيادة والتزمته القاعدة ، هذا أول تفاهم يترسّخ في ضمير كل واحد من عناصر الطرفين ، ويدخل إلى المواقع الشعبية المختلفة ، من هنا هم يخشَون من هذا التفاهم ، وقد قلنا مراراً تعالوا والتحقوا به وانضموا إليه ، وتعالوا نؤدي دور الشراكة في الالتزامات المشتركة، هم يهربون ويحاولون وضع التهم هنا وهناك ، وهم يعلمون تماماً أن حرية لبنان مدينة لحزب الله، وأن سمعة ومكانة لبنان في العالم مدينة للمقاومة ، وأن الشرف كل الشرف أن يتفقوا مع هذا الحزب وأن يتعاونوا مع هذا التيار، وأن يكونوا جزءاً لا يتجزأ من هذا التفاهم الشريف الذي عُقد لمصلحة لبنان والشعب اللبناني .

ليكن واضحاً، لا داعي لاضاعة المزيد من الوقت ، فمسار الحل أصبح واضحاً ومعروفاً ، إذ أن موقف الجنرال عون هو نقطة ارتكاز أساسية لأي حلّ، ومن دون العودة إلى نقطة الارتكاز هذه لا إمكانية لتجاوز هذا الموقع الاساسي في البلد وهذا التمثيل الشعبي الواسع، وكل محاولة لتجاوزه هي وهم وعبثية وتضييع للفرص، فمن أراد حلاً للبنان عليه أن يجمع بين المعارضة والموالاة من خلال اختيار الرئيس التوافقي، ولا جدوى من الاصرار على الحلول الفئوية التي لن تنفع ولن تُجدي، وأقول لكم أكثر من هذا:

ما سنصل إليه من اتفاق بعد سنة أو سنتين هو الذي يمكن أن نصل إليه بعد اسبوع أو اسبوعين ، وهو الذي يمكن أن نصل إليه بعد يوم أو يومين ، ولذا مهما حاولوا ومهما سوّفوا فمسار الحل معروف ، الحل هو التوافق ونقطة الارتكاز هي العماد عون ، ويجب أن يعودوا إلى هذا الخط فمن غيره لا إمكانية لاستفراد لبنان ولا أخذه إلى الوصاية الاجنبية ولا لقهره بكل التهديدات التي تأتي من كل العالم ، لأننا مصممون على حماية بلدنا وعلى حماية هذا الاستحقاق لأهله ومستحقيه الذين يحملون الجدارة لقيادة لبنان نحو برّ الامان . آن لنا أن يكون خيارنا خياراً وطنياً بعيداً عن الفئوية والطائفية والوصاية الاجنبية والضغوطات التي تحاول أن تتحكم بلبنان . لو كان هناك نقطة دم عند هؤلاء الذين يدّعون السيادة للبنان ، لوقفوا بوجه أمريكا عندما قالت بأنها حجزت على أموال البعض ، هي تتدخل لتهدد وتُرسل الرسائل السرية والعلنية من أجل أن تُنجز استحقاقا ًيجعل لبنان ممراً للشرق الاوسط الجديد ، لن يكون لبنان ممراً للشرق الاوسط الجديد ، وسيبقى لبنان السيد الحر المستقل الذي يرفع رأسه عالياً ، وقد جربوا ومهما جربوا سيصلون إلى النتيجة نفسها.

اعلموا أن الاستقواء بالامريكي وبغيره لا ينفع ، لأن القواعد الشعبية تريد لبنان الحر المستقل، والتوافق عندما يحصل على الرئيس يفتح كل الابواب الايجابية الاخرى، لأن التوافق يفتح الباب على حكومة الوحدة الواطنية ، وحكومة الوحدة تفتح الباب على نقاش الاستقرار السياسية والاقتصادي والاجتماعي والامني، وهذا النقاش يفتح الملفات الداخلية من أجل معالجتها ، إذاً نبدأ بسكة الحل من خلال التوافق ، ونبدأ بإعادة الثقة فيما بيننا ونحتكم إلى الدستور في كل الصلاحيات التي تكون لكل طرف.

نحن نعتبر أن الاجابة مطلوبة من جماعة 14 شباط، وحرام عليكم أن تُطيلوا أمد الحل، لأن استجابتكم تضع الحل على السكة فوراً، وعدم استجابتكم يعطّل الحل ويؤجله إلى ما شاء الله. هنا نؤكد مجددا أن المعارضة في الموقع الجدي للعمل التوافقي ، وهي أيضاً في الموقع الثابت والقوي والمطمئن لحماية لبنان من الانزلاق نحو التفرد أو الوصاية، فلا يُتعب أحد نفسه بالمراهنة ، لا على التطورات الدولية ولا التطورات الاقليمية ، نحن شعب مصممون أن نسترد بلدنا إلى حضن أبنائه، ولن نجعله لقمة بيد أحد مهما حاولوا، ومن نجح في مقاومة غطرسة اسرائيل، ينجح في حماية استقلال بلده السياسية بالطرق السياسية والشعبية لأن ما نمثّله كمعارضة هو أغلبية ساحقة من الشعب اللبناني ، ونحن نعلم أنه في الطرف الشعبي عند الموالاة من يصرخ ويريد الاتفاق مع شركاء الوطن ، فتعالوا نستغل هذه الفرصة ، فإذا كنتم جادين بإمكاننا أن نُنجز الاستحقاق خلال اسبوع وإلا ستطول المدة، والناس يعلمون أنكم مسؤولون عنها، فإذا قال البعض: لكن سيكون الرئيس من الطرف الآخر، نقول بأن من كان وطنياً هو ليس طرفاً آخر، ومن كان يلتزم الدستور هو ليس طرفاً آخر. لقد شبعنا كلاماً عن الضمانات، شبعنا تطمينات غير دستورية وغير واقعية، نريد من خلال الدستور أن ننتخب رئيساً توافقيا، نحن حاضرون فهل أنتم حاضرون؟".

 

قصَّة المرحلة الأخيرة ما قبل الفراغ (الموفدين الليليين والسريين) عند الرئيس لحود

كتب المحلل السياسي: الأنوار

كم كان من الافضل على الرئيس السابق العماد اميل لحود ان يغادر قصر بعبدا منتصف ليل 23-24 تشرين الثاني بصمت وعلى وقع موسيقى الحرس الجمهوري، لكنه أبى إلا ان يُنهي اللحظات الاخيرة من عهده بالصراخ. فقد ذُهل مشاهدو المحطات الارضية والفضائيات، بالرئيس السابق يصرخ بأعلى صوته ضد أميركا وفرنسا ويُهدِّد بالويل والثبور وعظائم الامور من ان في لبنان رجال اقوياء. نعم يا (فخامة السابق)، في لبنان رجال اقوياء، ولهذا فإن الشعب اللبناني مطمئن اليهم، أكثر اطمئناناً من عهدِك.

من هنا إلى أين?

الجمهوريَّة حزينة، فرمزُ وحدتها مقفل، للمرة الأولى في تاريخ لبنان، وكرسي الرئاسة شاغرة، فما هي السيناريوهات المطروحة?

على رغم قساوة ما حدث، فإن ما يُخفِّف من وَقعه إنه لم يكن مفاجئاً لأنه كان من السيناريوهات المُعدَّة، وربما كان السيناريو الأكثر واقعيَّة.

كيف تحضَّر المسؤولون له?

نبدأ من رأس الهرم:

الرئيس السابق إميل لحود ومنذ إعتبر أن الحكومة غير شرعيَّة وغير ميثاقيَّة وغير دستوريَّة، كان ألمح أكثر من مرة أنه في حال عدم التمكن من إنتخاب رئيس فإن لديه (خيارات دستورية سيلجأ الى واحد منها). هنا بدأ كثيرون في محاولة دفعه، وربما توريطه، في أقصى الخيارات، منهم مَن شجعه على البقاء في قصر بعبدا طالما أن الرئيس السنيورة موجود في السرايا، ومنهم مَن شجعه على تشكيل حكومة برئاسة شخصيَّة سنيَّة، ومنهم مَن نصحه بتشكيل حكومة إنتقاليَّة برئاسة شخصيَّة مارونيَّة، في الأسبوعين الأخيرين كَثُر الزوار الليليون والسريَّون: نائب ووزير سابق حمل إليه رسالة دعم لأي خطوة يُقدِم عليها، مقرب جداً من أحد أقطاب المعارضة حمل إليه إستعداد القطب المذكور تحمُّل مسؤولية ترؤس حكومة إنتقالية. لم يكن الرئيس لحود يتأخر في الجواب السلبي، فهو في قرارة نفسه يشعر بمرارةٍ من حلفائه، فَهُم في العامين الأخيرين لم يشأوا الإلتقاء به في قصر بعبدا ولا في أي مكان آخر، فاللقاءات الأسبوعيَّة بينه وبين رئيس مجلس النواب إنقطعت، ربما إعتقد الحلفاء أن البلاد لن تصل إلى الفراغ، ولكن عندما إقترب هذا الإحتمال سارع موفدو الحلفاء للقائه لكنه إشترط عليهم عقد مؤتمر في قصر بعبدا لمناشدته إتخاذ الخطوة التي يرغبون في أن يتخذها، وحين لم يفعلوا قام بخطوة الحد الأدنى. على مستوى الحكومة، طمأن رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري البطريرك الماروني إلى أن الحكومة ستقوم بتصريف الأعمال في الحد الأدنى بحيث لا تتخذ قرارات هي من مهام حكومة أصيلة تتمتع بكافة تمثيل القوى السياسيَّة والطوائف، ولا يُستبعَد في هذا المجال أن يقوم الرئيس السنيورة بزيارة بكركي لهذه الغاية ولنا مفاتحة صريحة مع الرئيس السنيورة لاحقاً. يبقى إن صمَّام الأمان هو قائد الجيش والقيادة والمؤسَّسة ككل، فهي اليوم أمام الإمتحان الثاني بعد إمتحان نهر البارد، وفي أمر اليوم إلى العسكريين بمناسبة عيد الإستقلال، حدَّد قائد الجيش الخطوات التي يُزمِع القيام بها.

ماذا بعد? كل هذه التطمينات لا تُغني عن مضاعفة الجهد لإنتخاب رئيس، فعدم الإضطراب السياسي وإستبعاد المشاكل الأمنية يبقيان هشَّين إذا ما تمَّ تطبيع الوضع على أساس الفراغ القائم، وعليه فإن المؤشِّرات تدل على أن الجانب الأميركي، وبعد تعثُّر المبادرة الفرنسيَّة، سيضع ثقله بعد مؤتمر أنابوليس الأسبوع المقبل، لإعادة قطار الإستحقاق إلى سكته، وقد يكون في الشهور المقبلة

 

(ستاتيكو) خطر وأسئلة خطيرة

رفيق خوري

لا شيء يرش الملح على الجرح أكثر من التباري في حساب الأرباح والخسائر لهذا الطرف أو ذاك في وطن خاسر. ولا أحد، مهما كابر وحاول تلطيف الواقع الخطر، يستطيع تجاهل الأسئلة التي تحيِّر اللبنانيين القلقين والخائفين: هل كان الخوف من الفراغ الرئاسي قناعاً لإخفاء موقف مختلف? هل كان الوصول الى الفراغ خطوة قاد اليها تراكم أخطاء تاكتيكية أم جزءاً من خطة استراتيجية? هل عاد لبنان من جديد ورقة على طاولة صفقة إقليمية - دولية، بعد عامين من تكرار القول إن زمن الصفقات على حساب لبنان ولّى? وهل انتهت الشكوى من تهميش الدور المسيحي الى واقع الخوف من تغييب الدور المسيحي? الأجوبة متناقضة بالطبع. وليس أصعب من قطع الشك باليقين عبر الغرق في التفاصيل سوى قطعه بالاطمئنان الى خطاب الذين يعدون باجتراح معجزة من العجز عن التوافق. فما فعله أكثر من طرف داخلي وخارجي هو تحقيق المعادلة التي قوامها أن الأزمة أفضل من الحل السيئ. وليس الحل السيئ في نظر كل طرف الا الحل الذي لا يلائمه، وإن كان ملائماً للبنان. وهذا ما اكتشفه وفد الترويكا الأوروبية والأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام للجامعة العربية الذين عجزوا عن إقناع أشباه الآلهة في بيروت بالتخلي عن المصالح الضيقة وتقديم التنازلات المتبادلة من أجل المصلحة الوطنية، وداخوا من الدوران في عواصم عدة تجيد سياسة الفصل الكامل بين القول والفعل. ولم يبق امامهم سوى دعوتنا الى تجنب التقاتل والفوضى.

ولا أحد يعرف ان كان تخوف واشنطن من الانفجار وكلام طهران على اقتراب لبنان من (حرب اهلية) هو في باب التحذير او في باب التبشير. لكن الكل يعرف ان من الصعب الحفاظ على (ستاتيكو) الفراغ الرئاسي) وان تصور البعض ان حكومة الرئيس فؤاد السنيورة يمكن ان تكون (للصيف والضيف وغدرات الزمان) على حد المثل الشعبي. فالرهان على (ستاتيكو) يدوم شهوراً هو رهان على مجهول خارجي ومعلوم محلي قابل للتبدل. والحديث عن انتخاب رئيس خلال اسابيع قليلة هو رهان على ما ليس ولم يكن أصلاً في يدنا. أليس العرب ذاهبين بالاجماع الى مؤتمر انابوليس، في حين ان اصواتاً ترتفع في لبنان بالرفض?

نقطة الضوء في هذا الظلام هي ضمان الأمن على يد الجيش. ولكن ماذا عن الاقتصاد والتوازن السياسي والوزن الوطني وهموم الناس اليومية.

 

عون يدعو الفعاليات المسيحية الى لقاءات في الرابية للتشاور بأخطار الفراغ الدستوري

الأنوار/دعا رئيس تكتل (التغيير والاصلاح) النائب العماد ميشال عون الشخصيات المسيحية السياسية والروحية والاقتصادية والاعلامية الى لقاءات تعقد في دارته في الرابية ايام الاثنين والثلاثاء والاربعاء للتشاور في المستجدات والاخطار المحدقة نتيجة الفراغ الدستوري. وأهاب بالجميع تحمّل مسؤولياتهم من اجل انقاذ الوطن. صدر عن المكتب الاعلامي للعماد عون الآتي: (نظرا للاوضاع السياسية الاستثنائية الناجمة عن الفراغ الحاصل في رئاسة الجمهورية وادعاء حكومة غير ميثاقية وغير دستورية وغير شرعية تسلمها مقاليد الحكم في البلاد خلافا للاعراف والدستور والوفاق، وضربا لتجربة العيش الواحد وامتهانا للصيغة والميثاق.

(ونتيجة للتهديد الحاصل للكيان اللبناني وصيغته الفريدة بتغييب المسيحيين عن الحكم والسلطة بشكل كامل للمرة الاولى، دعا العماد ميشال عون جميع الشخصيات المسيحية السياسية والروحية والاقتصادية من رؤساء جمهورية سابقين ووزراء ونواب سابقين وحاليين، ورؤساء احزاب وفعاليات سياسية ورؤساء روابط ونقابات وفاعليات اعلامية ودبلوماسية وفكرية الى لقاءات تعقد في منزله في الرابية ايام الاثنين والثلاثاء والاربعاء من الساعة العاشرة حتى الاولى ظهرا، ومن الساعة الرابعة حتى السابعة مساء، وذلك للتشاور حول المستجدات وبحث كافة الاحتمالات والاخطار المحدقة نتيجة الفراغ القائم وصولا الى استخلاص المواقف المناسبة.

(ان العماد ميشال عون يهيب بالجميع تحمل مسؤولياتهم والتعالي فوق الحساسيات والصغائر من اجل انقاذ الوطن واعادة الاعتبار للصيغة والميثاق والحفاظ على صورة لبنان الرسالة، لبنان التعددي بشقيه المسيحي والمسلم).

زيارة بكركي

من ناحية أخرى، صدر عن لجنة الاعلام في التيار الوطني الحر البيان الآتي: في ظل الفراغ القائم والمشكلة الدستورية التي يعاني منها لبنان واللذين أدت اليهما سياسة فؤاد السنيورة وحلفائه في قوى السلطة بعد رفضهم كل الاقتراحات والمبادرات الإنقاذية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية فاجأ السيد فؤاد السنيورة اللبنانيين بزيارة للصرح البطريركي في صباح اليوم الأول للفراغ الدستوري الذي دخل فيه لبنان للمرة الأولى في تاريخه، وكأنه يقول للبنانيين، بمن فيهم سيد بكركي، إنه احتل الموقع المسيحي الأول وإنه الآمر الناهي والحاكم بأمره. إن التيار الوطني الحر كما كل اللبنانيين يستنكر الزيارة في توقيتها والاستقبال برمزيته لما يشكلان من تطبيع للأمر الواقع وتخطٍ لأبسط الأعراف والتقاليد 

 

الرئيس بري اتصل بوزير الخارجية الايراني وعرض معه التطورات

وطنية - 25/11/2007 (سياسة) اجرى رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري اتصالا بوزير الخارجية الايراني منوشهر متكي، وعرض معه التطورات والجهود المبذولة في شأن الاستحقاق الرئاسي.

 

الوزير رزق: لعدم إعطاء الفراغ الرئاسي أهمية أكثر مما يستحق

وطنية - 25/11/2007 (سياسة) دعا وزير العدل الدكتور شارل رزق، في مداخلة مع برنامج "المجالس بالأمانات" من إذاعة "صوت لبنان"، إلى "عدم إعطاء الفراغ الرئاسي الحاصل أهمية أكثر مما يستحق"، مشيرا إلى "أن الرئاسة الأولى شاغرة عمليا منذ أكثر من سنة ولم تكن المعارضة تولي موقع الرئاسة الأهمية الكافية بل ركزت كل اهتمامها لتحالفها مع العماد ميشال عون غير مكترثة بالرئيس لحود".

وذكر الوزير رزق ب"سابقة حصلت في العام 1988"، لافتا إلى "وجود رئاسة جماعية بعد الفراغ"، مشيرا إلى "أن مجلس الوزراء يضم عشرة وزراء مسيحيين وهم الأكثرية، ما من شأنه إزالة خوف المسيحيين من طغيان المسلمين عليهم". وقال: "إن خوف المسيحيين من الإتيان برئيس "كيفما كان" يورطهم على مدى السنوات الست القادمة، يجب أن يكون أكبر من خوفهم من الفراغ المؤقت الحاصل اليوم في رأس هرم السلطة".

ولفت الوزير رزق إلى "أن أكبر الخاسرين اليوم هو النظام السياسي اللبناني الذي يعيش انهيارا شبه كامل بدليل الاقتراحات المختلفة ومنها مبادرة البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير الذي اضطر مرغما إلى وضع لائحة للخروج من الوضع الصعب". وقال: "إن هذا الأمر يشكل هرطقة دستورية، مشددا على أن رئاسة الجمهورية ليست للموارنة بل هي لجميع اللبنانيين وكذلك رئاسة المجلس النيابي ليس فقط للشيعة رغم أن رئيس المجلس النيابي هو شيعي وكذلك الأمر بالنسبة لرئاسة الحكومة؛ وسوى ذلك من الاقتراحات أن فلانا مارونيا يعين رئيس الجمهورية وفلانا سنيا يعين رئيس الحكومة شرط أن يلتزم هذا الأخير بالمحكمة الدولية، وقد صدمني هذا الأمر وكأن المحكمة الدولية وجدت للسنة".

وأضاف: "لقد أنشئت هذه المحكمة بهدف إحقاق الحق والعدل، وأن الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو خسارة كبيرة ليس فقط للسنة بل لجميع اللبنانيين بكل طوائفهم كما هي الحال بالنسبة للنائب الراحل أنطوان غانم والوزير بيار الجميل وجبران تويني وسمير قصير وجورج حاوي، وإن هذه الاقتراحات خارجة عن المنطق والدستور وتدل على أن الوطن يعاني حالا من الانهيار". وقال الوزير رزق: "لقد خسرت بكركي كثيرا"، لافتا إلى "تعاطي رجال السياسة بالدين وتعاطي رجال الدين بالسياسة فأصبح رجال الدين في مأزق والسياسيون في مأزق أيضا".

ولفت إلى "أن الموضوع اللبناني أصبح موضوعا دوليا بامتياز"، وقال: "إن المبادرة الفرنسية المشكورة فشلت لسببين، الأول لأنها جاءت في وقت غير ملائم وهدفها التقرب من سوريا ومحاولة حثها على الخروج من المحور الإيراني، والثاني أن فرنسا لا تملك أن تعطي لسوريا تنازلات إلا في لبنان، الأمر الذي حكم مسبقا مساعي بكركي بالفشل وبالتالي أفرغ لائحة البطريرك من جديتها". وأضاف: "من هنا كانت لافتة البرودة لا بل السخرية في تعاطي الأميركيين، وغيرهم من العارفين اللبنانيين وغير اللبنانيين مع المساعي الأوروبية ولم يعطوا هذه المساعي أهمية أكبر مما تستحق".

مؤتمر أنابوليس

وتحدث الوزير رزق عن "هدفين لمؤتمر أنابوليس، الأول معلن وهو يفتح الآفاق للأخذ والعطاء بين كل الأطراف وإطلاق العمل الدبلوماسي والإطار الدولي الواسع لتكريس منطق الدولتين الفلسطينية من جهة والإسرائيلية في فلسطين من جهة ثانية، والجميع يعلم أن العقدة ومكمن الداء هو موقف إسرائيل بالذات قبل أن يكون الموقف الفلسطيني، والهدف الثاني غير المعلن والحقيقي لمؤتمر أنابوليس هو إنشاء تكتل لتجييش قوى عربية وإسلامية واسعة ومدعومة إقليميا لمواجهة صعود دولة جديدة هي إيران كدولة إقليمية تستعد للدخول في النادي النووي". أضاف: "من هنا يأتي الدور المركزي المفصلي لسوريا في أنابوليس وأهمية اشتراكها في هذا المؤتمر والذي يضعها على مفترق طريق. وهذا المؤتمر يشكل البداية في السعي الذي تقوده الولايات المتحدة لشق التحالف السوري ـ الإيراني".

وقال: "إن ما تقوم به سوريا في أنابوليس يترتب عليه نتائج كثيرة في المنطقة وعلى الوضع اللبناني، وأن الولايات المتحدة وحدها تستطيع أن تعطي سوريا وأن تأخذ منها و"أنابوليس" هي المكان المناسب والبداية". وعن الترجمة العملية لمؤتمر "أنابوليس" في لبنان، قال الوزير رزق: "لن تحقق سوريا أي مكاسب في الجولان أو في لبنان أو أي مكان آخر إلا عن طريق الولايات المتحدة الأميركية، والأمر قد يطول لذلك أخشى بكل أسف أن يبقى لبنان لفترة طويلة في الثلاجة وأن يظل الوضع الحكومي كما هو وأن تبقى الرئاسة شاغرة علما أنها كذلك منذ زمن طويل ولن يأتي الحل إلا في الإطار المرسوم في أنابوليس وليس في الأطر المحلية مثل لائحة البطريرك صفير أو غيرها من الاقتراحات".

الحكومة في خطر

ونبه الوزير رزق إلى "الأخطار المحدقة بالحكومة"، لافتا إلى "أنها لم تكن يوما في خطر الاغتيالات بقدر ما هي اليوم". وشدد على أن الحكومة الحالية "ليست حكومة تصريف أعمال بل هي حكومة بالمعنى الكامل"، مذكرا "بأن الدستور ينص على أن الحكومة لا تستقيل إلا عند انتخاب الرئيس العتيد، وبالتالي فهي في وضعنا الراهن تتولى مجتمعة صلاحية رئاسة الجمهورية كاملة".

وأشار وزير العدل إلى "أن لبنان منقسم اليوم إلى لبنانين"، لافتا إلى "الجدار الحديدي المجاور للسراي الحكومي". وإذ أعلن أنه ضد الفيدرالية في المبدأ سأل، لكن أليست الفيدرالية أفضل من التقسيم القائم حاليا"؟

وخلص إلى أنها "صيغة توحيدية للدول المنقسمة، وبين التقسيم والفيدرالية فإن الفيدرالية أفضل".

وعما قيل عن الحوار الذي جرى بينه وبين البطريرك صفير حول من أتوا إلى غبطته يقولون إن إنشاء المحكمة الدولية يجعل من الوزير رزق مرشحا غير توافقي، أجاب: "يؤلمني كمواطن مهما كانت طائفتي أن يصبح موضوع المحكمة الدولية موضع مساومة سياسية لمن أنشأها، ونقطة سلبية ضده بدل أن تكون إيجابية لصالحه. أنا ضميري مرتاح لما قمت به". قلت لغبطة البطريرك: "يقولون لك يا سيدنا إن شارل رزق ليس مرشحا توافقيا لأنه أنشأ المحكمة الدولية". فهؤلاء يجب أن تقفل أبواب بكركي بوجههم لأن بكركي علمتنا ممارسة الوصايا العشر.. وفي مقدمها " لا تقتل " .. والقاتل يجب أن يحاكم". وأنا انطلقت في القيام بالمحكمة ليس من كوني وزيرا للعدل فقط، بل من كوني مواطنا مؤمنا ومعنيا بالحفاظ على الحياة وهذا يجعلني توافقيا بامتياز أكثر من غيري... ولقد آن الأوان لإخراج موضوع المحكمة الدولية من التجاذب السياسي واعتبارها مؤسسة دولية".

سئل: هل المحكمة الدولية هي التي أبعدته عن لائحة البطريرك صفير؟

أجاب: "إن المحكمة الدولية إن كانت أبعدتني عن الرئاسة فهذا لا أهمية له ولكن لو لم أسع إلى قيامها لكنت عندها بعيدا عن ممارسة مسؤولياتي وفق ضميري وقناعاتي الوطنية رغم الضغوط المختلفة التي تعرضت لها ولما استطعت المحافظة على احترامي لذاتي واحترام الناس والرأي العام اللبناني الذي هو مرجعي ولا قوة لي إلا الرأي العام". وختم قائلا: "لم أخسر الرئاسة ولم أربحها، لأن ما من أحد ربح الرئاسة أو خسرها حتى الآن لكنني ربحت راحة الضمير وهذا أهم من الرئاسة بكثير. أما إذا كان غيري يفضل الرئاسة على راحة الضمير فهذا شأنه".

 

وهاب: اذا لم يكن عون رئيسا فلن يكون الا الفراغ القاتل فليوفروه على البلد

الطائف صنع لكي يبقى لبنان خاضعا للوصاية وليس له امكانية للعيش بعد اليوم

وطنية- 25/11/2007 (سياسة) تحدث رئيس "تيار التوحيد اللبناني" وئام وهاب خلال اجتماع لمسؤولي المفوضيات في المناطق في دارته في الجاهلية عن الاوضاع السياسية في البلاد، وقال:" تعرضنا كتيار توحيدي في بداية عملنا للالغاء، ولقد فشلت كل هذه المحاولات، وجربوا كل الاساليب ولم ينجحوا وبعدها انتقلنا الى صناعة الاحداث في الجبل، وخلال الفترة الاخيرة لم نكن ندافع عن أنفسنا وعن وجودنا بل كنا نصنع الحدث ونجحنا في ذلك ووضعنا حدا لكل التصرفات الهادفة الى تقسيم لبنان وإقامة الكانتونات واقتطاع المناطق، واقتنعوا ان اقتطاع اي منطقة ستنفجر بصاحبها من الداخل والذي سيقوم باي خطة تقسيمية لا مستقبل له وصمودنا قلب المعادلات واخذ لبنان باتجاه التهدئة الحالية وتبدد "الرؤوس" واتجاهات النصف زائدا واحدا". ورحب وهاب بمبادرة النائب وليد جنبلاط الاخيرة "لتهدئة الاوضاع في الجبل وتحديدا لجهة تمييز نفسه عن الافرقاء الآخرين في 14آذار".

وقال: "نحن طلاب هدوء وأمن في الجبل، والمطلوب من الاجهزة الامنية ان تفعل دورها وان تقمع اي محاولة للاعتداء على الناس واقامة الحواجز الطيارة واعمال المراقبة". وعن الاوضاع الحالية، قال وهاب: "استمرار الاوضاع الحالية على ما هي عليه الآن مرتبط بالخارج فاذا حصل تطور ما في مؤتمر انابوليس او في الخارج قد تستمر الامور في المراوحة وقد نصل الى تسوية مؤقتة ومعينة للوضع اللبناني، اما اذا خرج انابوليس بدون اي نتائج فان الاميركيين سيعيدون ترتيب أوضاعهم في لبنان عبر امر عمليات جديد لفريق 14 شباط ودفعه للانتخاب بالنصف زائدا واحدا وهذا لن تقبل به المعارضة". وعن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، قال وهاب: "هذه الحكومة ساقطة ، ومنذ 15 سنة والسنيورة يقوم بنهب اللبنانيين، وليستمر بنهبهم لاسابيع او ايام فليس من مشكلة، ولكن اذا اتخذ اي اجراء لجهة اصدار المراسيم او تعيين موظفين فالمعارضة ستكون خلال ساعات في الشارع لاسقاطه بالقوة. وليس هناك من خلاف على تسيير امور الناس ولكن اذا تجاوز ذلك فالمعارضة ستسقطه فورا". اما بالنسبة الى رئاسة الجمهورية، فقال: "هناك من يحمل العماد عون المسؤولية لانه استعاد القرار السياسي على الساحة المسيحية، فيما كان المطلوب تقاسم الساحة المسيحية من قبل بعض الناس، وأحد المرشحين الرئاسيين تم رفضه من قبل سعد الحريري لانه ناقش "الوالد"، منذ 5 سنوات ، فهل هذه هي المعايير لانتخاب رئيس للجمهورية، ولنحول الجمهورية اللبنانية الى نظام ملكي كما كان يعيش سعد الحريري، وكل من دخل بنقاش مع الوالد حسب سعد الحريري، علينا ان نخرجه من لبنان. وما هذه الخفة، لكن ميشال عون اثبت انه قادر على استعادة المبادرة، والمعارضة ليس لديها سوى العماد عون للرئاسة. ونصيحتنا ل 14 آذار وكي لا يعودوا ويمشوا فالعماد عون بعد 7 أشهر، فلنوفر على البلد هذه الفترة من الفراغ القاتل لانه بعد 7 أشهر سيمشي فريق 14 شباط بالعماد عون للرئاسة، واذا لم يكن ميشال عون رئيسا للجمهورية فلن يكون الا الفراغ الذي سيطول عندها كثيرا، واذا طال الفراغ فالامر لن يعود يتعلق برئاسة الجمهورية فقط بل سيطال اتفاق الطائف وهذا الاتفاق سقط، وبعد الفراغ يجب ان نبحث بكل شيء بما فيه اتفاق الطائف الذي اثبت انه غير قادر على المساعدة في ادارة شؤون البلاد وهو صنع بالاساس لكي يبقى لبنان خاضعا للوصاية وليس له امكانية للعيش بعد اليوم".

 

خاطفون ورهينة

الياس حرفوش- الحياة  - 25/11/07//

تستطيع أن تأخذ شخصاً كرهينة لأن قدره العاثر دفعه الى طريقك. كما يمكنك أن تحتجز بلداً بكامله، لأن ظروفه التعيسة وضعت مصيره بين يديك. في كل الحالات تتشابه قوانين الخطف واحتجاز الرهائن، سواء أكانوا اشخاصاً أم بلداناً. الشرط الأساسي أن يكون رهينتك ضعيفاً من دون حيلة وأن تكون قدرتك على المساومة وقبض الثمن مقابل اطلاقه من أسره غير قابلة للتراجع او للمهادنة.

لبنان هو حالياً بين الدول التي يمكن وصفها بالرهينة. قَدَره أن ضعفه السياسي وتفككه الداخلي حوّلاه الى ضحية نموذجية، يمكن الاستفراد به والمساومة على مصيره والقضاء على الاصول السياسية والدستورية التي ترعى أموره. ولا يحتاج الخاطف في سبيل ذلك سوى الى الخروج على قواعد السلوك السياسي المتعارف عليها وإلى اللجوء الى قدراته المسلحة في سبيل «اقناع» المترددين والمشككين بقدرته على التعطيل والإجهاز على المؤسسات، الى أن يسير الحل السياسي على السكة التي يريدها. بماذا غير ذلك يمكن وصف حال الشلل المتعمدة المفروضة على المؤسسات اللبنانية الرئيسية، وخصوصاً منها الحكومة والمجلس النيابي، وهو الشلل الذي أدى الى الفراغ الحالي في المقعد الاول في الدولة وإلى الخلاف الحاد حول شرعية حكومة فؤاد السنيورة وصلاحياتها؟ وبماذا غير فرض شروط الاستسلام على هذا الرهينة المسكين يمكن وصف المطالب التعجيزية المعروضة لإخراجه من مأزقه؟

لقد تميزت المرحلة التي امتدت على مدى العام الماضي بنيّة معلنة في خطف العمل السياسي ونقله من مجال الممارسة حسب الاصول المتعارف عليها في الانظمة الديموقراطية الى ضرب هذه الاصول والاجهاز عليها، واللجوء الى وسائل اخرى من العمل «البرلماني»، تقوم على الاستنكاف عن الممارسة والمطالبة العلنية بحق «التعطيل». وكل ذلك تحت شعار نظيف يدعو الى احترام اصول المشاركة وضرورة الالتزام بالنصاب، فيما القائمون على التعطيل هم الذين ينسحبون من المؤسسات ويحولون دون المشاركة ويعطلون النصاب، نتيجة امتناعهم عن حضور الجلسات لانتخاب رئيس جديد للبلاد، وذلك على رغم القواعد الدستورية التي تفرض عليهم هذا الحضور.

الضابط الوحيد الذي «ينظم» عملية خطف الرهائن واحتجازهم والمساومة عليهم هو ضابط اخلاقي. الى أي حد يسير الخاطف في تهديده بالقتل اذا لم يقبض الثمن الذي يريده مقابل اطلاق رهينته؟ وهل تفرض عليه هذه الاخلاق التراجع اذا كانت نتيجة فعلته هي الموت المحتم لضحيته؟ هذه الاخلاق هي في حقيقة الأمر ما يراهن عليه كثيرون الآن اذا كان هناك أمل في افلات المؤسسات المخطوفة والمشلولة من حالتها الراهنة واستعادتها اصول العمل الديموقراطي السليم. اخلاق الخاطف وقدرته على التراجع أو المساومة قبل الاجهاز الكامل على الضحية.

في زمن سابق حصل شيء من هذا. كانت تجربة الخطف لا تزال «بدائية». لكن «المدرسة» التي كان يتخرج فيها الخاطفون لا تزال ابوابها مفتوحة والكفاءات تترك صفوفها حاملة شهادات تنبئ بمستقبل بارز. في ذلك الزمن كان اجانب يمرون بالبلد، منهم من كان يمر على سبيل الصداقة وحب الربوع، ومنهم من كان متعاطفاً مع قضايا وطنية. على رغم ذلك لم تشفع لهم هذه العواطف، فانتهوا رهائن، وغابوا في الأقبية سنوات قبل ان يصل الثمن الذي كان مطلوباً للافراج عنهم والذي كان يؤدي عادة الى مبادرة «انسانية» تطلق سراحهم في مكتب رسمي، للتأكيد على أن الوساطة نجحت والثمن وصل! المحظوظون وحدهم من بين الرهائن كانت هذه نهايتهم. غير أن آخرين ماتوا في الاقبية قبل أن تنجح الوساطة ويصل الثمن.

شيء من هذا نشهده الآن، انما على مستوى أكثر تقدماً ومهنية، ومغلفاً بعبارات الحرص على الوطنية والرغبة الحارة في مواجهة المشاريع الامبريالية. الا أن الغرض من وراء الخطف لا يزال هو ذاته. لا افراج عن الوطن ومؤسساته ولا عودة به الى سلوك سياسي سوي قبل وصول الثمن الى العواصم المعروفة... وبيروت ليست في كل حال واحدة منها

 

فرص ضائعة أوصلت إلى الفراغ

عبدالله اسكندر-  الحياة  - 25/11/07//

الفراغ في سدة الرئاسة اللبنانية ليس مفاجئاً. إنه حصيلة للأعوام السابقة، خصوصا التسعة من ولاية الرئيس السابق اميل لحود. عهد الرئيس الراحل الياس الهراوي، والذي امتدّ هو ايضاً تسعة أعوام، شكل التجربة الاولى للجمهورية الثانية في ظل اتفاق الطائف. خصوصاً لجهة إعادة اللحمة الى أوصال الدولة ومؤسساتها، والتي تجزأت خلال سنوات الحرب الأهلية. كان لهذه التجربة عثراتها الكثيرة، لكنها انتهت بإيجابية واحدة على الأقل. وهي ان لبنان لم يكن مهدداً بانقسام كبير، وربما بانفجار، كما هو حاصل اليوم. تأسيسا على السلم الأهلي الذي ارساه اتفاق الطائف، وإعادة بعض الانتظام الى الحياة السياسية في نهاية ولاية الهراوي، جاء انتخاب لحود العام 1989. فتعزز أمل عند بعضهم، وقناعة لدى آخرين، بأن الرئيس الجديد القادم من المؤسسة العسكرية الجامعة للبنانيين، سيكمل مهمة استعادة الدولة لما سلبته منها سنوات الحرب والفوضى، وإعادة اللحمة بين اللبنانيين على أساس قواسم مشتركة، ومعايير دستورية موحدة يخضع لها الجميع، استناداً الى حيادية الدولة في النزاعات السياسية، من جهة. ومن جهة أخرى، السهر على التطبيق الدقيق للدستور، بحيث لا يكون تفسيره يختلف باختلاف الطرف الذي ينتفع من هذا التفسير. وكان يُفترض ايضاً ان يمثل عهد لحود استعادة العلاقات المتوازنة مع الخارج، مستفيداً من الزخم الداخلي الذي جاء به، ومن الثقة التي محضه اياها الحكم السوري، بما يقلل من احتمال تفسيرات العداء لدمشق.

لكن الفرص الضائعة في هذا الاتجاه بدأت منذ خطاب القسم الأول، قبل تسعة أعوام. إذ توجه منذ البداية الى تحطيم الطبقة السياسية المحلية. وهذا الموقف جعل اي قوة داخلية خاوية ما لم تخضع لحسابات الإدارة السورية، عبر أجهزتها الامنية وامتداداتها في جسم الدولة الهشة. وهذا الموقف جعل من النهوض الاقتصادي وجهود التنمية حرثاً في البحر، لأنها تخرج احيانا عن هذه الحسابات. فالتهميش السياسي والاستخفاف بجهد التنمية، وهما اللذان بدأت ارهاصاتهما في عهد الهراوي، أديا الى نشوء انقسام في العمق جرى التعبير عنه بالتعايش المستحيل مع السياسيين، والذين كان من ابرزهم رفيق الحريري.

ومع تحرير الجنوب، توافرت فرصة جديدة من اجل ان يكون لحود رمزاً لاستعادة الدولة، عبر مؤسساتها الأمنية والإدارية، لجنوب الوطن بعد رحيل الاحتلال الاسرائيلي. وبدلاً من إطلاق ورشة في هذا الشأن، منح الجنوب الى مؤسسات «حزب الله»، ليوسع الأخير سيطرته الأمنية وسطوته السياسية على قسم من البلد وعلى الأطراف السياسيين الآخرين في الجنوب. بما زاد من تهميشهم وألحقهم باستراتيجية الحزب. وفي موازاة ذلك، رهن الدولة، وبعد التحرير، الى ما سمي استراتيجية المقاومة، أي إعطاء الحزب الأولوية المطلقة في خطط الدولة. أي انه انحاز انحيازاً سافراً الى طرف في موضوع أثار لدى اللبنانيين الاختلاف. ومن دون ان يأخذ في الاعتبار أن قضية المقاومة، بعد التحرير، لم تعد مسألة ارض محتلة وإنما تتعلق بميزان القوى بين الطوائف وهواجسها. وان الالتصاق أكثر فأكثر بتبريرات المقاومة يزيد حدة الانقسام الداخلي والتبرم المتزايد من الادارة السورية للبنان، والتي تضبط الحركة السياسية فيه على وقع حساباتها الخاصة.

ولأن السنوات الست من العهد الاول للحود كانت كذلك، لم تجد دمشق افضل من التمديد له. وهنا اضاع ايضا فرصة أخرى. ليس برفض التمديد، وإنما باستخلاص دروس المرحلة السابقة، لجهة إعادة التوازن الى الحياة السياسية، وإعادة النظر في قانون الانتخاب على نحو ينتج عنه مجلس نيابي جديد يعكس الوضع الجديد في البلد. لكن لحود، ومعه «حزب الله» المستفيد الاول من غياب التوازن وتقديم مصلحة الدولة، اعتبر ان التمديد فرصة لاتمام القضاء على التركيبة السياسية في البلد، وإلحاقه نهائياً باستراتيجية المقاومة. وهذا ما يحول لبنان من بلد مستقل وسيد، يعمل بموجب مؤسسات يحكمها الدستور وتوزيع السلطات، الى هيئة منحازة الى طرف أهلي وإلى ملحق بمصلحة الإدارة السورية. وفي هذا الاطار صدر القرار الدولي الرقم 1559، بعدما بدا ان التمديد، وإن بتعديل دستوري، هو انتهاك للسيادة وإخضاع الدولة لحسابات مواجهة مع وجهة نظر سياسية. وبات لحود الذي رفض أخذ هذا القرار في الاعتبار، سواء لعدم إدراك مضمونه او سواء للإمعان في وضع نفسه في مواجهة قسم متزايد الاتساع من اللبنانيين، أسير هذا الوضع، داخلياً وخارجياً. فجمهوره ومؤيدوه من لون واحد، وعلاقات لبنان الدولية تقتصر على سورية، وفي بعض المناسبات قطر. ومع اغتيال الحريري، تكرس هذا الواقع. لأن لحود لم يفعل ما كان ينبغي ان يفعله رئيس جمهورية عند اغتيال رئيس حكومة سابق، سواء لجهة التعامل مع التحقيق او لجهة المضاعفات السياسية للجريمة في الجو الملتهب الذي كان يعيشه لبنان.

أي أن لحود أضاع كل الفرص التي سنحت له ليكون رئيسا لجميع اللبنانيين، اي توافقيا. وغياب هذا التوافق الذي طبع عهده ترك آثاراً عميقة في الداخل واستمر حتى نهاية الولاية... ولذلك حصل الفراغ في سدة الرئاسة

 

قال للوفد الأوروبي أنه يتشاور مع «حزب الله» حولهما ...

عون أبلغ الترويكا أن لديه مرشحَيْن توافقيين وأطلق مبادرته فيما كان الحريري ينتظر موفده

بيروت- الحياة - 25/11/07//

نفت مصادر أوروبية في بيروت ما أبلغه رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون لأعضاء في تكتله النيابي من أن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير طلب منه أن يسمي الرئيس التوافقي في مقابل عزوفه شخصياً عن الترشح. وقالت لـ «الحياة» ان حقيقة ما حصل هو ان وزراء الترويكا الأوروبية (كوشنير، ووزير الخارجية الاسباني ميغيل انخل موراتينوس والايطالي ماسيمو داليما) الذين زاروا بيروت أخيراً، أعربوا أثناء اجتماعهم مع رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري عن تشاؤمهم من امكان الوصول الى تسوية في شأن الرئيس التوافقي. لكن الحريري أخذ الكلام شارحاً بعض تفاصيل ما حصل في اجتماعه الأخير مع عون خصوصاً لجهة إقناعه بعدم الترشح لمصلحة رئيس توافقي «خصوصاً ان علينا كالآخرين مسؤولية مشتركة في انقاذ البلد».

وأضافت المصادر ان عون اقتنع بما عرضه عليه الحريري لكنه سأل عن الضمانات فأجابه الحريري «أنا حاضر لنبحث في كل الأمور ولا أظن في أننا سنواجه مشكلة». وردَّ عون كما قالت المصادر نفسها: «أنا لست شاطراً في مسألة التفاوض على الضمانات وسأكلف شخصاً للتفاوض وسيقوم بزيارتك قريباً». إلا أن عون لم يوفد أحداً. وكشفت المصادر أن وفد الترويكا بادر فور مغادرته قريطم وقبل صعوده الى السيارة الى الاتصال بعون للاستفسار منه عما سمعه من الحريري.

وبعد دقائق عاد الوفد لإبلاغ الحريري بأن عون موافق على عزوفه عن الترشح وأن لديه اسمين توافقيين لكنه يتريث في الكشف عنهما الى حين الانتهاء من مراجعة الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله في شأنهما. وبالنسبة الى سؤال عون عن الضمانات التي يريدها في مقابل عزوفه عن الترشح لا سيما أن الحريري لا يزال ينتظر موفده لمناقشتها معه، أكد عون أنه سيرسل اليه ورقة تتضمن الضمانات التي يطالب فيها. وفيما كان الحريري ينتظر وصول موفد عون ليسلمه ورقة بالضمانات، فوجئ به يطرح مبادرته، وذلك أثناء اجتماع قوى 14 آذار، وهي مبادرة ظهرت على أنها ليست مطروحة للتفاوض «خصوصاً أن عون توجه الى الأكثرية بلغة عسكرية» عندما حدد الساعة 22 من ليل أمس آخر مهلة للقبول بها. وعلى صعيد آخر استغرب النواب في «تكتل التغيير والإصلاح» الذين حضروا أمس الى ساحة النجمة رد فعل قيادات 14 آذار على مبادرة عون. وكان أحدهم قال لزميل له في الأكثرية: «ان عون قرر التخلي عن أغلى ما عنده. والآن ماذا تريدون منه، في إشارة الى تنحيه عن الترشح لرئاسة الجمهورية.

 

الأسعد: النفاق طغى على الوفاق ومن أولى ضحاياه رصيد بكركي

أدلى الرئيس كامل الاسعد بالتصريح الآتي: "لقد طغى النفاق على الوفاق والدجل على الخجل وكان من اولى ضحايا ذلك رصيد بكركي وصدقيتها. ولو كنت قادرا على الذهاب الى غبطة البطريرك لكنت طلبت اليه الا يدخل في لعبة الاسماء الا بعد توقيع المتعهدين من كتل ومراجع نيابية خطيا على موافقتهم، ولما كنا وصلنا الى هذه النتيجة التي جعلت الصدام والخصام يطغيان على الوفاق والوئام".

 

اللجنة العالمية للـ1559 تطالب بالتحقيق مع لحود في الاغتيالات

أصدرت "اللجنة العالمية لتنفيذ القرار 1559" بياناً ابدت فيه ارتياحها الى مغادرة الرئيس السابق اميل لحود قصر بعبدا"، داعية لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري والجرائم الاخرى الى مساءلته عن الاغتيالات السياسية وملفات المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية والعسكريين والمدنيين الذين قتلوا عام 1990”. ومما جاء في البيان: "فرض لحود رئيساً بين عامي 2004 و2007. وفي عهده اغتيلت ست شخصيات سياسية، وبقيت غرفة العمليات المشتركة بين النظام السوري وحزب الله فاعلة. وبما انه كان المشرف الاعلى على السياسة اللبنانية آنذاك، يجب مساءلته فوراً عن الجرائم الارهابية التي وقعت في تلك الفترة (...)، وعن جرائم خطف ناشطين سياسيين وترهيبهم وقتلهم بين عامي 1998 و2007". ودعت اللجنة اهالي ضحايا الجرائم المذكورة وعائلاتهم الى إبلاغ لجنة التحقيق بكل ما لديهم لكي يكون "التحقيق مع لحود شاملاً".

 

من الباب الصغير

علي حماده     

في التاريخ رجال يخرجون من الباب العريض، يصعدون ادراج معبد التاريخ  ليجلسوا في مقاعد الكبار. وثمة آخرون يخرجون تحت جنح الظلام  من الباب الصغير، لينزلقوا في جحور معتمة يختبئون فيها من نظرات الناس ومن حكم التاريخ!

 هذه الصورة، او ما يشابهها،  فرضت نفسها منتصف ليل 23-24 تشرين الثاني، بانتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود الممددة بدماء الاحرار والاستقلاليين، وبالقهر والآلام التي وزعها العهد الاسود على اللبنانيين على مدى تسع سنين، ولم يبخل عليهم  بقيادتهم مباشرة نحو جمهورية الفراغ، والكيان المعلق، والحرب الكامنة! ولكن مع انسدال ستارة ذلك العهد الاسود، استمرت المشكلة كاملة: فقد استقر الفراغ في سدة الرئاسة مهددا الكيان نفسه، وبقيت البلاد معلقة بين فكي الكماشة السورية والايرانية. كما بقيت عقدة الخطر الاساس الذي يمثله مشروع فئوي ضخم على الكيان اللبناني، أكثر رسوخا من أي وقت مضى.

فالفراغ في الرئاسة هو انعكاس امين للواقع الحالي في لبنان: كيان معلق في انتظار "البازار الكبير" الاقليمي – الدولي الذي ترتسم معالمه في الافق، مع ما يستتبع ذلك من احتمالات حدوث انزلاق خطر نحو نزاع اقليمي سيترجم الى نزاع على ارض لبنان، وبلحم اللبنانيين. ولعل الحديث عن مسؤولية اقليمية – دولية في رسوخ هذا الواقع، لا يلغي قطعا الاشارة الى المسوؤلية الكبرى التي يتحملها اللبنانيون انفسهم في بلوغ وطنهم هذا المبلغ من الانحدار والتشتت.

بالامس، وفي مناسبة اجتماعية، سألتني سيدة مسيحية متحزبة  لزعيم "كاريزمي" عن مدى مسؤولية اللبنانيين جميعا في غلبة التدخلات الاجنبية على القرار الوطني المستقل، وذهبت لتقول لي: "لا سوريا ولا ايران ولا اميركا ولا اوروبا. وحده لبنان يجب ان يكون مصدر القرار هنا". فلم اجد للرد على هذه الفكرة النقيّة سوى تذكيرها بأن استدعاء التدخل الخارجي  من جهة  يدفع الجهة  الاخرى الى استدعاء تدخل مقابل. ورسمت لها صورة البيت الواحد الذي يتقاتل فيه شقيقان، وفي لحظة معينة يقوم احد الاخوين  بطلب معونة احد الجيران، فيتدخل الاخير في النزاع. وفي المقابل يلجأ الثاني الى طلب مساعدة جار آخر لاستعادة توازنه. وهكذا يصير الخلاف نزاعاً يتداخل فيه المحلي والخارجي على حد سواء!

هذا هو لبنان، وهذه هي مسؤولية اللبنانيين الحصرية التي لا يشاركهم فيها احد من الخارج مهما تعاظمت نياته التهريبية على غرار النظام في سوريا. فلو لم يكن لهذا النظام موطئ قدم في لبنان، ما كان ليكون بهذه الفاعلية السلبية في لبنان.ولو لم تكن للمشروع الامبراطوري الايراني "سواعد" لبنانية يستخدمها في توسيع مداه الحيوي والاستراتيجي، لما كنا لنخشى هبوب الرياح الدولية على ايران التي تنذر بتحويل لبنان ساحة حرب ايرانية - اسرائيلية للمرة الثانية بعد حرب تموز 2006. ان خطاب "حزب ولاية الفقيه" يعيب على الاستقلاليين دعم المجتمع الدولي والمنظمات الدولية، فضلا عن الشرعية العربية، معتبرا ان الخيار الاستقلالي هو مجرد انعكاس لمشروع أجنبي معادٍ. ولكن هل سأل لبنانيو الحزب أنفسهم مرة واحدة عن حجم الضرر الذي يولّده التشبث بسلاح خاص تعود امرته الى الخارج على وحدة النسيج الوطني؟ وهل تساءل لبنانيو الحزب ايضا عن حجم الخوف الذي يثيره امتلاك جهة سلاحا، مهما قيل في وطنيته ومشروعيته، يظل سلاحا فئويا سيستخدم في الداخل عاجلا ام آجلا؟ ان انقاذ الكيان يعتمد على اللبنانيين اولا واخيراً. ومسؤولية "حزب ولاية الفقيه" مركزية قبل ان يتحول الموقت دائماً. وقبل ان يتداعى الوطن نهائيا فيخرج لبنان الكيان من الباب الصغير على صورة الذي خرج ليل 23 – 24 تشرين الثاني.  

 

ديبلوماسي عربي في الأمم المتحدة لـ "السياسة

 2008 عام ضرب النووي الإيراني ونزع سلاح حزب الله وتقسيم العراق

 نيويورك - "السياسة": وصف ديبلوماسي عربي في الأمم المتحدة في نيويورك العام المقبل ب¯ »عام نزع سلاح ايران النووي والصاروخي وعام تطبيق القرار 1559 الداعي الى نزع سلاح حزب الله في لبنان, وعام تقسيم العراق الى ثلاث كونفدراليات شيعية وسنية وكردية, حيث قد يكون اسوأ الاعوام التي مرت على الشرق الاوسط منذ سنين طويلة«. واورد الديبلوماسي الى »السياسة« معلومات »مستقاة من جهات دولية« عدة تؤكد ان اسرائيل »هي التي ستضطلع بمهمتي ضرب المواقع النووية والصاروخية الايرانية منعاً للنظام الايراني القائم من امتلاك اسلحة الدمار الشامل الموجهة اصلاً نحو الدولة العبرية, وضرب هيكلية حزب الله في البقاع اللبناني والقضاء على بناه العسكرية وان الاميركيين المنتشرين في مياه الخليج العربي وفي الدول المحيطة بايران, سيقتصر دورهم في هاتين الحربين على المساندة اذا اقتضت الحاجة وعلى محاولة صد الصواريخ الايرانية قبل عبورها مياه الخليج باتجاه دول النفط الخليجية واسرائيل وتزويد الاسرائيليين بما يحتاجونه خلال المعارك«. ونقل الديبلوماسي عن دراسة وضعها خبراء في »الحروب الخاطفة« في وزارة الدفاع الاميركي (البنتاغون) في واشنطن تأكيدهم على ان »اسرائيل الاكثر خبرة من الولايات المتحدة في الحروب الخاطفة والأكثر دقة في حسمها بسرعة وفاعلية هي ايضا الاكثر جاهزية لضرب ايران وقصم ظهر حزب الله وانهاء دوريهما في ان يكونا شرطيي الخليج وشرق البحر المتوسط عبر بسط وهجيهما العسكريين المتطورين على دول مجلس التعاون الخليجي في الشرق وعلى المستوطنات الاسرائيلية في الجليل الاعلى اللبناني باستمرار, اضافة الى امكانية استخدام الايرانيين المناطق الشمالية الساحلية السورية لنصب صواريخ ذات مديات بعيدة تهدد على الاقل خمس او ست دول اوروبية واقعة على المتوسط«.

واكدت معلومات الديبلوماسي العربي ان تركيز الامم المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا والمانيا وبريطانيا خلال الاشهر الستة الفائتة على محاولة اقفال الملف النووي الايراني سلما ومن دون حروب كما حدث مع كوريا الشمالية التي اقفلت مفاعلاتها ومواقع تخصيبها اليورانيوم »يعطي انطباعا بأن كيل العالم طفح من تهديدات النظام الايراني باستخدام القوة ومن مغامرات حزب الله مدفوعا منها ضد اسرائيل والنظام الديمقراطي الحاكم في لبنان خصوصا وان مجلس الامن بات اكثر استعدادا لفرض عقوبات مؤلمة جدا على طهران وايجاد الطريقة المناسبة لتطبيق القرار 1559 إذ أصر الامين العام للمنظمة الدولية بان كي مون بكل صراحة في الرابع والعشرين من الشهر الماضي في تقريره الموسمي عن مصير تطبيق هذا القرار على ان »نزع سلاح حزب الله في نهاية المطاف وفقا لمقتضيات اتفاق الطائف لا يزال يمثل عنصرا رئيسيا في استعادة لبنان لسيادته الكاملة وسلامة اراضيه واستقلاله السياسي.. وانا احض على تجديد الحوار السياسي (في لبنان) كي يؤكد كل الاطراف فيه التزامهم نزع سلاح الميليشيات اللبنانية بما فيها حزب الله استجابة لبنود القرار 1559«.

وذكر الديبلوماسي العربي ل¯ »السياسة« انه »حسب الخبراء العسكريين الاميركيين والاوروبيين فان المناورات العسكرية الاضخم في تاريخ اسرائيل التي جرت خلال الاسابيع الستة الماضية في الجولان السوري ثم على الحدود اللبنانية وشارك فيها نحو خمسين الف ضابط وجندي و300 دبابة و100 هليكوبتر و40 مقاتلة جوية قد تكون المناورات الاخيرة قبل تسديد ضربة الى حزب الله في تزامن حميم مع نهاية استعدادات سلاح الجو العبري لمهاجمة إيران بعدما امن طرقات عبوره الجوي اليها: شمالاً عبر سورية (التي فشلت دفاعاتها الجوية في التصدي للعملية الاسرائيلية على موقع نووي قرب دير الزور في سبتمبر الماضي) مروراً باجواء منطقة الحكم الذاتي الكردية في شمال العراق, وعبر تركيا وشرقا عبر قطر ومن قواعد بحرية اميركية تنسق مع الاسرائيليين وتقدم لهم التسهيلات المطلوبة«.

وقال الديبلوماسي ان »ضرب حزب الله مجدداً في محاولة اسرائيلية للقضاء على بناه العسكرية بشكل مبرح, بات اكثر تقبلاً لدى غالبية اللبنانيين التي وقفت الى جانبه في حرب تموز (يوليو) من العام الماضي و»كافأها« بشن حرب سياسية عليها لقلب نظامها الحاكم بعدما حول سلاحه من الجنوب الى الداخل, كما بات شبه طلب ملح لدى الكثير من الشعوب الاسلامية السنية في المنطقة التي كانت هي الاخرى أيدته ودعمته في حربه مع اسرائيل الا انها الآن تريد الخلاص منه بعدما ثبتت اهدافه النهائية في احتلال كل لبنان وبسط الهيمنة الايرانية عليه في قلب العالم السني وعلى حدود الدولة العبرية«.

 

 زوّر الصور على طريقة جنرال الرابية: "معسكر" وهّاب لأبطال التاي بوكسينغ وليس ل"القوات"

أكّد الأمين العام للاتحاد اللبناني للتاي بوكسينغ سامي قبلاوي في حديث لصحيفة "الأخبار" أن عدداً من الصور التي عرضها رئيس "تيار التوحيد" الوزير السابق وئام وهاب يوم الثلاثاء الماضي تعود لمخيّم تدريبي أقامه الاتحاد، وشارك فيه عدد من المدربين والأبطال، بينهم عنصر في المديرية العامة للأمن العام وآخر من المديرية العامة للأمن الداخلي. وأوضح قبلاوي أن هذين العنصرين شاركا في المخيم الذي أقيم في بلدة معاصر الشوف يومي التاسع والعاشر من حزيران الماضي، بعدما تقدّم الاتحاد بطلب من المديريتين المذكورتين حصل بعده العنصران على الإذن اللازم للمشاركة في مخيم تدريبي مدني. وقال: "إن هدف المخيم كان الإعداد العالي للياقة البدنية للمدربين والأبطال، إضافة إلى رفع قدراتهم في مجال الدفاع عن النفس". وأكّد قبلاوي أن الاتحاد أبلغ مديرية المخابرات في الجيش والمديرية العامة للأمن الداخلي بحقيقة الصور التي تعنيه والتي عرضها وهاب، وذلك لرفع المسؤولية عن الرياضيين اللبنانيين. وبعد ذلك عقد الاتحاد مؤتمراً صحافياً يوم الأربعاء الفائت لتوضيح الحقيقة.

وهاب يتراجع: صور نشرت خطأً

من ناحية أخرى، وفي اتصال مع "الأخبار" أكّد وهاب أن عدداً من الصور التي عرضها في مؤتمره الصحافي، "جرى نشرها عن طريق الخطأ، ولا علاقة لمن ظهروا فيها بالمسلحين الذين بانوا في القسم الثاني من الصور، وهم إما يحملون السلاح أو يقفون قرب المدفع أو بجانب الآلية العسكرية". وقال وهاب: "إن صور تدريب التاي بوكسينغ كانت، إلى جانب صور المسلحين، موجودة على القرص المدمج الذي جرى نسخه وتوزيعه على الصحافيين".

وكان نائب رئيس الاتحاد اللبناني للتاي بوكسينغ عبد الرحمن قمبريس قد عقد مؤتمراً صحافياً يوم الأربعاء الماضي أوضح فيه "أن بعض الصور التي أبرزت في المؤتمر الصحافي (لوهاب) تعود إلى دورة رياضية أقامها الاتحاد اللبناني للتاي بوكسينغ في منطقة معاصر الشوف، ولا علاقة لها بتدريبات عسكرية، لا من قريب ولا من بعيد، كما لا علاقة لها بأي تنظيم أو نشاط حزبي أو سياسي لأي فريق كان".

وأمس، أصدرت عائلة المواطن شربل جورج بولطّوف بياناً نفت فيه أن يكون ابنها قد شارك في مخيم تدريبي على السلاح لدى أي طرف سياسي. يذكر أن وهاب قال في مؤتمره الصحافي إن شربل بو لطوف هو الشاب الذي ظهر في إحدى الصور حاملاً بندقية كلاشنيكوف ومرتدياً سترة مرقطة. وأضاف بيان عائلة بولطوف أن ابنها "كان في زيارة إلى خاله في منطقة الشمال برفقة بعض الأقرباء الذين جاؤوا إلى لبنان من أستراليا في زيارة سياحية، وأُخذت الصورة التذكارية الاستعراضية له بدافع الهواية". وأكّدت العائلة أن ابنها "لا ينتمي إلى أي حزب سياسي ولا يحمل السلاح".

 

 أيها النواب ليتكم تقرأون وتفهمـون

بقلم مروان اسكندر

تشهد المنطقة طفرة نفطية وإنشائية لم يشهد العالم العربي مثلها في تاريخه الحديث.

إمارة دبي تصبح بقراراتها وشجاعة القيمين على شأنها الدولة المدينية الأولى المعولمة على صعيد دولي. كل أسبوع لدى دبي حدث ونشاط يستقطب انتباهاً إقليمياً ودولياً، وكل يوم يبلغ حجم تداولات سوق دبي المالي ما تحققه معاملات البورصة في لبنان طوال السنة.

وأبو ظبي البلد المتمتع بإرث الشيخ زايد من الحكمة وبُعد النظر ودعم الانماء عربياً، أصبح لديها احتياط مالي يقرب من تريليون دولار، وهي تملكت أسهماً في مؤسسات مالية دولية كبرى، وعبرت حديثاً عن مراجعتها لسياسة الاحتفاظ بالدولار كعملة رئيسية للاحتياط، فكان هنالك خوف واضح لدى السلطات الأميركية من هذا التوجه، وبادرت دول كالصين الى البحث مع المسؤولين في أبو ظبي والسعودية في سياسة مشتركة للحفاظ على قيم المحافظ الاستثمارية المتأتية من فوائض تصدير المنتجات الصناعية من الصين، أو منتجات النفط من دول الخليج.

في هذا المناخ، وربما بسببه، زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إيران للبحث مع المسؤولين الكبار فيها في موضوع توفير وقود للمفاعل النووي السلمي، وفي الوقت ذاته يبحث في سبل التعاون لتطوير موارد الغاز في إيران التي لديها ثاني أضخم احتياط في العالم بعد روسيا، واحتياطات إيران لا تزال غير مستغلة، في حين أن دولة قطر المتمتعة بثالث أكبر احتياط للغاز في العالم عجّلت في برامجها التطويرية وأصبحت بعد روسيا وهولندا ثالثة كبرى الدول المصدرة للغاز السائل في العالم .

وها هو بوتين يتحرك نحو السعودية، يزورها ومن ثم يدعو ملكها لزيارة روسيا. وبوتين قطع عهداً بتحديث إدارة الحكم الروسي وتطوير قدرات بلده للمواجهة عالميا سواء على الصعيد العسكري أو الاقتصادي، وقد أصبحت روسيا تنعم باحتياط نقدي يفوق اﻟ 500 مليار دولار، وصادراتها النفطية والغازية تؤمن لها ما يوازي هذا المبلغ سنويا، علماً بأن روسيا بلد حيوي لصادرات الخشب، والحديد، والألومينيوم، والذهب، والألماس.

روسيا كانت بعيدة عن إيران والسعودية بسبب نظامها الشيوعي، ولا يجوز أن ننسى أن الروس حاولوا ضم إيران الى الدول التابعة للكتلة الشيوعية عام 1952، فتدخل الأميركيون بقوة لإخراجهم وحماية مصالحهم النفطية مع البريطانيين في إيران.

اليوم الصورة الجيوسياسية الاقتصادية مختلفة كثيراً عما كانت في السبعينات والتسعينات. فروسيا أصبحت أهم دولة مصدرة للنفط والغاز الى أوروبا الغربية، والسعودية أصبحت أكبر دولة مصدرة للنفط سواء الى جنوب شرق آسيا، وأوروبا الغربية أو الولايات المتحدة.

وإذا توصل الروس الى عقد اتفاقات تطوير لموارد الغاز والنفط مع إيران، ووثقوا علاقاتهم مع السعودية، يصبح تكتل روسيا - إيران - السعودية أهم بكثير من تأثير منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبيك" حالياً.

وربما لهذا السبب بالذات لم تظهر روسيا حماسة للإنخراط في عضوية "أوبيك"، ذلك أن الروس يشعرون بأن مقاصدهم تختلف الى حد بعيد عما تريده فنزويلا أو نيجيريا، أو حتى الكويت الدولة الحصيفة والمعتدلة. وهم يريدون دوراً قيادياً ككتلة بالغة الأهمية، سواء لمنطقة الشرق الأوسط أو للاقتصاد العالمي والسلام الدولي.

والإتفاقات على سياسات الطاقة ومشاريعها، سواء منها الطاقة الناتجة من مشتقات النفط، أو المفاعلات النووية، وقد أعلنت روسيا أن الوقود النووي للمفاعل الايراني أصبح جاهزًا، لها أبعاد دولية كبيرة الأهمية. والبلدان الرئيسية في الشرق الأوسط المهمة لهذا التعاون أو المهتمة بنتائجه تشمل، بالاضافة الى ايران والسعودية، الكويت والإمارات العربية المتحدة والعراق - بعد انسحاب القوات الأجنبية منه - وتركيا البلد الذي ينمو بسرعة وينوّع صناعاته وقدراته ويستقطب ملايين السياح، الذين هم على ازدياد متسارع لأن شواطىء تركيا لا يضاهيها في جاذبيتها سوى شواطىء كرواتيا.

ان الرؤية المستقبلية واسعة وغنية الى درجة يظن معها المراقب في لبنان أن اللبنانيين فقدوا القدرة على تفهم رؤية كهذه. فالاهتمامات اللبنانية تنصب على معايير شخصية لتولي رئاسة الجمهورية ومطالب مقابلة لتأليف الوزارة، وليس هناك من أدرك أن الصورة أوسع من ذلك سوى سعد الحريري الذي قصد بوتين حديثاً وكان قصده صيف 2006 خلال الحرب وأقنعه بعد عزوف بالمطالبة بإتفاق لوقف النار في لبنان. حضرة السياسيين، رجاء انظروا الى أبعد من مصالحكم. أنظروا الى لبنان خاسر لشبابه، لا يوفّر العلم للجيل الجديد على المستويات المطلوبة، ولا يمارس الديموقراطية بأي شكل متناسب مع مفهومها الأخلاقي .

أنظروا الى لبنان يتآكل نفسه، ويغرق في الوحول والمنطقة تعج بالفرص، وللبنان حظوة لدى أوروبا وروسيا يكاد يضيعها دونما استشعار لفداحة الخسارة!

 

 مؤشرات لدخول لبنان مرحلة اللاحسم الدولي الإقليمي: تهدئة بلا رئيس

ثريا شاهين

النتائج التي ستفضي إليها جلسة المجلس النيابي في الثلاثين من تشرين الثاني الحالي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، ستحمل في طيّاتها أبعاداً كبيرة، وستحدّد ملامح المرحلة المقبلة التي ستحكم الوضع اللبناني إذا ما تم الانتخاب، وإذا لم يتم.

وعلى الرغم من الاخراج السياسي للتعامل مع العراقيل الموجودة، وإعلان كل الأفرقاء انهم لا يزالون يفسحون في المجال أمام التوافق، بالتوازي مع إعلان واشنطن وباريس استكمال الجهود توصلاً إلى انتخاب الرئيس في أقرب فرصة فان مصادر ديبلوماسية عربية معتمدة لدى عاصمة فاعلة، تبدي قلقها الشديد حيال القبول الدولي بتجاوز المهلة الدستورية لوجود الرئيس الجديد في قصر بعبدا، ولو ان المساعي ستستكمل لتأمين انتخابه عبر التوافق ومجالاته. ولو ان الإحباط سُجلّ، لدى أكثر من طرف دولي أوروبي وروسي فضلاً عن الأميركي، من جراء تعذر وصول المبادرات إلى تقدم، معتبرين ان اطرافاً محليين يعتقدون انهم أكبر من الوطن وأكبر من أن يأخذوا بالاعتبار مبادراتهم التي توصل إلى حماية البلد وسط الأخطار الاقليمية والدولية المحدقة، والتي كانت الفكرة الأساسية وراء مبادرتها، هي منع الفراغ في سدّة الرئاسة الأولى.

انطلاقاً من انه لا يجوز ان يبقى لبنان من دون رئيس في خضم الاستحقاقات المحيطة. كما ان علامات الاستفهام تناولت السبب الكامن وراء إدراج الجولان السوري المحتل في جدول أعمال المؤتمر الدولي حول السلام في الشرق الأوسط في أنابوليس الذي سينعقد الثلاثاء والاربعاء المقبلين، من دون تمرير الانتخابات الرئاسية في لبنان، مع العلم ان الجهد الدولي ربط دعوة سوريا إلى المؤتمر وإدراج الجولان على جدول أعماله بتعاونها الجدي والأكيد لإتمام انتخاب الرئيس في لبنان.

ومع ان قيادات لبنانية بارزة، تلقت خلال الساعات القليلة الماضية تطمينات أميركية مباشرة بأن لا تراجع دولياً حول إبقاء لبنان بكل تفاصيل قضيته أولوية دولية، وخصوصاً موضوع انتخاب الرئيس وان الإصرار الدولي باقٍ في حجمه ومعدله المرتفع لإجراء الانتخاب، فان المصادر، تفيد أن هناك احتمالات ثلاثة بسبب إعطاء المجتمع الدولي مزيداً من الوقت أمام التوافق وعدم حسم الموقف منتصف الأسبوع الماضي كما كان متوقعاً.

واشنطن تجهد لإنجاح المؤتمر

الاحتمال الأول: يقول بأن الاهتمام الدولي المباشر بالرئاسة سيستأنف بعد انتهاء أنابوليس التي ترغب الولايات المتحدة صاحبة الدعوة لعقده، في إنجاحه الذي يتطلب منها تخطي بعض الشروط التي كانت قد وضعتها حيال مشاركة بعض الدول. ومن الضروري ان ينتظر الاستحقاق الرئاسي انتهاء المؤتمر، ما دامت المبادرة الفرنسية لم تتوصل إلى نهاية جيدة، والوقت الفاصل عن الموتمر كان داهماً.

لذلك تعتبر جلسة الجمعة المقبل مفصلية، وتعطي أكثر من مؤشر بحيث انه إذا تم التوافق يعني ان مؤتمر أنابوليس كان فرصة لحصول توافق أميركي ـ سوري حول تمرير الرئاسة، وان لم يحصل الانتخاب، يعني ان الوضع اللبناني دخل مرحلة اخرى جديدة.

والاحتمال الثاني وهو الأكثر ترجيحاً، هو صعوبة حصول التوافق على الرئيس الجديد خلال جلسة الجمعة، وبالتالي، سيعكس هذا الاحتمال، عدم وجود حسم دولي ـ إقليمي حيال الموضوع اللبناني، وسيكون ذلك كنتيجة حتمية لعدم الحسم على مستوى قضايا المنطقة العالقة أو لعدم القدرة على ذلك، وسيجر ذلك لبنان إلى توافق داخلي بدعم دولي على التهدئة، وترك الأمور عالقة من دون حسم. وسيؤدي حصول ذلك إلى "ستاتيكو" قد يطول أو يقصر في الزمن بحسب التطورات الدولية ـ الإقليمية ويجعل لبنان من دون رئيس للجمهورية لوقت معين مع ما يحمله الأمر من إمكان وجود معطيات غير مستقرة وغير إيجابية لوضعه طيلة هذا الوقت.

اما الاحتمال الثالث: فهو التهيئة لإيجاد كل العناصر المؤاتية لإتمام تفاهم أو اتفاق، أو صفقة ما دولية ـ إقليمية من مؤثراتها إذا لم يتم التوافق على انتخاب الرئيس الجمعة، ترك هذا الأمر إلى حين وجود ظروف دولية ـ إقليمية أفضل ويستفيد لبنان من أي حوار دولي ـ إقليمي أو رخاء في العلاقات ما بين هذين الطرفين، منعاً لان تكون البلاد ساحة لصراعهما. لكن في الوقت نفسه، لا بد للقادة اللبنانيين وللحكومة اللبنانية من بذل جهد إضافي لإبقاء لبنان بعيداً عن أي صفقات تعقد على حساب مصلحته العليا.

مؤشرات مقلقة لكنها غير كافية لصفقة

وتؤكد هذه المصادر ان المؤشرات الموجودة لا تعتبر كافية للقول ان هناك تفاهماً غير معلن أو صفقة ستتم. والأرجح ان هناك تهدئة بشكل أو بآخر، كما انه من المستبعد جداً أن يتم أي تفاهم دولي ـ اقليمي مباشر أو غير مباشر، على حساب لبنان، ولن يكون هناك تراجع عن استكمال المنحى الاستقلالي والسيادي الذي يتم، على الرغم من عدم لجوء الأكثرية إلى الانتخاب بالنصف زائداً واحداً، وعدم اعتبار المجتمع الدولي ان ذلك هو الحل الوحيد، لكن من دون إسقاطه من خارطة الحسابات، كما انه لن يكون هناك عودة بلبنان إلى الوراء، وبالطريقة التي تمت في السابق.

وتبعاً لذلك، لا تنفي المصادر وجود مؤشرات مقلقة، إلا انها ليست كافية للاعتبار انها مكوّنات واقعية لصفقة ما.

ومن الأهمية بمكان، ان كل احتمال من هذه الاحتمالات له نتيجة مختلفة عن الأخرى بالنسبة إلى الوضع اللبناني كذلك الأمر بالنسبة إلى مفاعيل مؤتمر انابوليس والمنحى الذي ستسلكه التطورات في ضوء مواقف الدول المشاركة وطروحاتها وفي ضوء اللقاءات الجانبية التي ستعقد على هامشه، لاسيما تلك التي لن تكون معلنة، بما في ذلك الوساطات والجهود والمساعي في أكثر من اتجاه. ومن الضروري ان يكون للبنان تمثيل فاعل في المؤتمر، بحيث يكون حاضراً في منبر دولي لاعادة إطلاق السلام من جديد، بعدما تعثرت مفاعيل مؤتمر مدريد للسلام في المنطقة الذي عقد في العام 1991، وحضوره يمكنه من التنبه لأي تطوّر، ودرء مخاطر أي تفاهمات كما يمكنه أن يثبت دوره المرتقب في المنطقة والمستفيد من أي تحالفات جديدة أو فك تحالفات تقليدية في المنطقة أو حصول تعديلات أو تغييرات محددة حيالها، لكي يطوي صفحة انه بامكان أي طرف التعامل مع لبنان كبلد يتكبد دائماً الخسائر والأثمان ولكي يضع حداً نهائياً لذلك.

وتلفت المصادر إلى وجود عناصر لمتغيرات وتعديلات يجب تقويمها لدرس مدى ثباتها أو اعتبارها مرحلية عشية انعقاد المؤتمر، فهناك جدّية اسرائيلية باستئناف المفاوضات على المسار السوري ـ الإسرائيلي ويقابل ذلك من الجانب السوري تخفيف الضغوط أمنياً في العراق حيث تراجعت أعمال التفجيرات بالتعاون مع الجانب الايراني، كذلك في الأراضي الفلسطينية وتوج ذلك بالتراجع لدى منظمة "حماس" عن الاجتماع الذي كان مقرراً أن تعقده للفصائل التي تتأثر بالنفوذ السوري. وقد قابلت واشنطن الجدية الإسرائيلية هذه برضا.

ثلاثة مواضيع في انابوليس

وبالتالي، فإن جدول أعمال انابوليس تضمن ثلاثة مواضيع أمكن من خلالها بحث الجولان السوري المحتل، وهي:

ـ المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية وإعادة إطلاقها.

ـ البُعد الاقتصادي للسلام في المنطقة.

ـ السلام الشامل، ويشتمل هذا الجزء على بحث المسارين السوري واللبناني مع إسرائيل، لأن السلام لن يكون شاملاً من دونهما، وسيطرح العرب المدعوين لدى نقاش هذا البند، تنفيذ المبادرة العربية للسلام لحل شامل ودائم للنزاع العربي ـ الإسرائيلي، وهي المبادرة التي أعادت قمة الرياض العربية تفعيلها، وتبعاً لهذا الجزء يمكن لسوريا طرح قضيتها، كما يمكن لبنان طرح قضاياه، وجهوزيته التامة للمؤتمر تبدو محورية.

 

المفتي الجوزو: مبروك للشعب تحرره من كابوس كبير ونريد رئيس جمهورية شريفا حكيما لا يضحي بلبنان

وكالات/اعتبر مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في بيان اليوم أن "يوم خروج لحود من قصر بعبدا هو يوم تاريخي"،وقال:" لم أجد إنسانا أساء إلى نفسه وطائفته ووطنه بالقدر الذي اساء فيه هذا الرجل، كانت الطائفة المارونية تشعر بالعار والخزي والخجل بوجود هذا الرجل في قصر بعبدا. الشعب كله فرح بخروجه من القصر لأنه كان رمزا للتبعية والاستزلام للنظام السوري، ينفذ رغباته بأسلوب حاقد إلى درجة ارتكابه أعمالا إجرامية كثيرة في حق الوطن، ليس أقساها وأكثرها بشاعة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في عهده".

أضاف: "لم يضع لبنة واحدة في إعادة إعمار لبنان، ولكنه فرح باغتيال الرجل التاريخي الوحيد الذي أعاد إعمار لبنان بأسلوب حضاري متطور. جريمة العصر تمت في عهده ثم استمرت سلسلة الاغتيالات، اغتيال قادة لبنان ورجاله واحدا تلو الآخر، وكان حليفا وفيا لحلفاء سوريا الذين فرحوا فرحا شديدا باغتيال الرجل الكبير، وأقاموا الاحتفالات في 8 آذار وفاء للأيدي التي شاركت في اغتيال الرجل".

وتابع: "كان الحليف الأكبر في الحقد والكره والتحريض حزب الله الذي كان يختبىء وراء شعار المقاومة ليغطي ما يقوم به هو وحلفاؤه في ريف دمشق ضد أمن لبنان واستقراره، وكان خطف الأسيرين الصهيونيين حركة تمثيلية من أجل أن يقال أن الحزب يقوم بأعمال بطولية ضد إسرائيل، فكانت حرب تموز وكان الدمار والخراب الذي تحول نصرا إلهيا يختبىء وراءه الحزب والرئيس لحود".

وقال المفتي الجوزو: "للحقيقة أن الرجل ختم حياته السياسية بموقف جيد عندما خرج من القصر ولم يرتكب حماقة من الحماقات التي كان الحزب وحلفاؤه الصغار يحرضونه عليها. هذه المكرمة الوحيدة تذكر له وأضفى فيها لنصائح الناصحين حتى لا يسيء إلى المنصب أكثر مما أساء. مبروك للشعب اللبناني تحرره من تاريخ أسود وكابوس كبير كان يجثم على صدر لبنان. الآن نريد رئيسا للجمهورية شريفا نظيفا عاقلا متزنا حكيما لا يضحي بلبنان من أجل أن يحقق مصالح الآخرين على أرضه. طبعا، الشعب اللبناني يتطلع إلى محاكمة عادلة لهذا الرجل وعهده". أضاف: "يقول الله عز وجل "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب"، ولا بد من أن تقتص العدالة من جميع المجرمين القتلة، لصوص المغارة. لو جمعنا هؤلاء الحاقدين جميعا ووضعناهم في كفة ووضعنا الرئيس الحريري في كفة لرجحنا كفة الحريري لأن أحدا من الحاقدين لم يشق طريقا واحدا في لبنان بينما قام الحريري بمعجزة كبرى عندما أعاد لبنان إلى مكانه وبناه من جديد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن الشاطىء الغربي حتى حدود سوريا وداخلها". وختم مفتي جبل لبنان: "مبروك للبنان، مبروك للشعب اللبناني. سنختار رئيسا جديدا يكون أفضل بألف مرة من ذلك الرئيس غير المأسوف عليه. لقد كان صورة بشعة من صور النظام الديكتاتوري الإرهابي القاتل المجاور للبنان. لقد خرج الحريري من دنيا الناس كبيرا جدا وخرج القتلة صغارا جدا".

 

حاخام إسرائيلي يشن هجوما على العرب الدروز 

الأحد 25 نوفمبر -ايلاف

أسامة العيسة من القدس : شن رجل دين يهودي هجوما حادا ضد العرب الدروز سكان دولة إسرائيل، مطالبا بإعادة النظر فيما اسماه التحالف اليهودي مع الدروز.ودعا الراب شموئيل الياهو، حاخام مدينة صفد، إلى إعادة تقييم للعلاقة بين إسرائيل والدروز، وذلك في نشرة وزعت على الكنس اليهودية.وعرف الياهو بمواقفه التي توصف بالعنصرية ضد العرب وغير اليهود، وتصدر في السنوات الأخيرة العناوين الصحافية اكثر مرة على خلفية مواقفه هذه.وجاءت تصريحات الياهو هذه، بعد ما شهدته قرية البقيعة الفلسطينية، الواقعة شمال إسرائيل، من احداث بين سكان القرية ومعظمهم من الدروز، وجنود الاحتلال، والمستوطنين اليهود في مستوطنة البقيعة الجديدة المقامة على اراضي صودرت منهم سابقا.

وتفجرت الأحداث على خلفية وضع برج للهواتف الخلوية في أحد بيوت المستوطنين اليهود القريب من قرية البقيعة، مما حدا بشبان القرية إلى مهاجمة منزل المستوطن وتحطيم البرج، ووقعت إحدى الشرطيات أسيرة لدى الشبان الغاضبين لعدة ساعات خلال اقتحام قوات الجيش للقرية. وقال الياهو، بان كثيرا من الدروز يسمحون لأنفسهم بالتصويت في الكنيست لصالح حزب بلد، وهو الحزب الذي أسسه عضو الكنيست السابق الدكتور عزمي بشارة، الذي ترك البلاد، على خلفية ملاحقته بتهمة مساعدة العدو في زمن الحرب، والمقصود تقديم مساعدات لحركة حماس وحزب الله. واشار الياهو "نحن بحاجة إلى إعادة النظر في تحالفنا مع الدروز، الذي يصوتون لحزب بلد، ويحرقون منازل يهودية في البقيعة، ويتخذون شرطية أسيرة"، في إشارة إلى الأحداث الأخيرة التي وقعت في البقيعة. وقال الياهو بان ما اسماه تحالف الدروز مع إسرائيل، جاء بسبب قوة إسرائيل، وليس بسبب نوايا الدروز الطيبة. وتزعم إسرائيل بوجود ما تسميه "حلف الدم" بين اليهود والدروز، الذين فرضت عليهم الخدمة الإجبارية في الجيش الإسرائيلي، في حين تعتبر الحركات الوطنية العربية في إسرائيل، هذه المزاعم من قبيل السياسة التي تهدف الى فصل الدروز عن عروبتهم ووطنيتهم الفلسطينية.

وصعد الحاخام من هجومه ليشمل النظام القضائي في إسرائيل الذي قال بأنه عجز عن تطبيق القانون على الدروز، بعد احداث البقيعة. وذهب الحاخام بعيدا إلى الماضي، ليشير إلى الزلزال الذي ضرب صفد ومدن فلسطينية أخرى، في زمن الانتداب البريطاني، ليقول، بان الزلزال الذي احدث أضرارا جسيمة في صفد، واوقع العديد من الضحايا، لم يجعل الدروز يتصرفون بما يجب كجيران. واضاف "عندما وقع الزلزال في صفد، لم يقدم لنا الجيران الدروز أية مساعدة، بل جاؤوا إلى صفد من اجل السلب والقتل والتدنيس". وحسب الحاخام، فانه رغم ما يعتبره موقفا غير أخلاقي من قبل الدروز الا انه عند قيام دولة إسرائيل في عام 1948، مدت هذه الدولة يديها الى الدروز وسمحت لهم بدخول الجيش الإسرائيلي والصعود في مراتب الجيش الى اعلى مستويات القيادة".  وقال حاخام صفد "يجب ان لا تغيب عنا الحقيقة بان الدروز دائما يدعمون القوي، والمشكلة ليست عندهم وانما عندنا ويجب ان نعيد النظر في تحالفنا معهم".

وكان المدعي العام الإسرائيلي فتح تحقيقا قبل خمس سنوات، مع الحاخام الياهو، بعد أوصاف أطلقها على العرب سكان مدينة صفد. ويذكر بان مدينة صفد الفلسطينية سقطت بأيدي الإسرائيليين في عام 1948، وتم تشريد سكانها العرب، ولم يبق منهم الى عدد قليل، ومن اشهر سكان المدينة الذين تحولوا الى لاجئين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن).

 

 

فتفت: عون خارج التسوية والفراغ مخرج قبل النصف زائد واحداً

لا للحرب لكن السلاح يحضر في 24 ساعة

المسيرة 25/11/2007

إملاء اسم رئيس توافقي وتعيينه لسنتين مديرًا للأزمة مخرج لن تقبل به أكثرية 14 آذار، واسم المرشح النائب ميشال عون خارج أي تسوية لأنه طرف مرتبط ارتباطاً وثيقاً بحزب الله ومشروعه الشمولي. أما فخامة الفراغ فقد يكون مخرجًا وإخراجًا لسيناريو الانتخاب بالنصف زائد واحدًا.

في مشهد ضبابي متشنج وانتظار يقطع الأنفاس حتى ظهر الجمعة 23 تشرين الثاني، كيف يرسم الوزير أحمد فتفت مشهد 24 تشرين الثاني، ربع الساعة الأخير، وما بعده؟

في زيارة قد تكون الأخيرة له في السراي الحكومي قبل استقالة الحكومة وتشكيل أخرى كان هذا الحديث.

هل نبارك للبنان واللبنانيين بالرئيس التوافقي؟

-لا. لا الأمور غير واضحة حتى الآن. فلو اتفقنا على الاسم، لكن الإخراج غير مقبول ولا يجوز أن يملى علينا اسم واحد.

إذاً على أي أساس تصرّح قيادات من 14 آذار أن الرئيس التوافقي، أي ميشال اده، قادر على حماية السلم الأهلي؟

-أي رئيس قد يأتي ضامن للسلم الأهلي.

يبدو أنك متحفظ على الاسم؟

-إذا اتُفق على سيناريو انتخابه لست سنوات يتحمل خلالها مسؤولياته كاملة نكون أمام واقع سليم، أما ما يحكى عن سيناريو انتخابه لسنتين فقط، فهذا أمر آخر ومرفوض منا.

ما سرّبته الصحف إذاً عن تعهد من المرشح ميشال اده بالاستقالة بعد الانتخابات النيابية أي بعد سنتين حقيقي؟

-هناك شائعات كثيرة. لكن الأكيد أن اتفاقاً سياسيًا متكاملاً يجب أن ينجز، وإذا كانت هذه التسريبات غير حقيقية يجب أن ينفيها المرشح ميشال اده، لأننا لن نقبل أن يدير الأزمة لسنتين أخريين، ونحن أكيدون أن الأزمة ستتفاقم خلال السنتين المقبلتين وسندخل في صراع انتخابي منذ الآن فيكون الوضع أسوأ بكثير. انتخاب رئيس لسنتين لا أراه إلا حقناً للأزمة.

وما هو الحل النهائي ما دامت أنصاف الحلول غير نافعة بعد الآن؟

-نحن نريد حلاً جديًا، يتمثل برئيس جمهورية قوي قادر على حكم البلاد خلال 6 سنوات، وأي طرح آخر لانتخاب رئيس موقت لمدة سنتين في رأيي هو دخول في الفراغ.

إلى أي مدى نجح السوري حتى الآن بأن يكون الناخب الأقوى للرئيس؟ ولماذا لم تنجح الضغوط الدولية لا سيما الفرنسية والأميركية في تغيير هذا الواقع؟

-الاتصالات الفرنسية المستمرة بالسوري دلالة واضحة الى مدى تأثير الأخير السلبي على الاستحقاق الرئاسي واختيار الرئيس العتيد. من الواضح أن الدور السوري ما زال حتى هذه اللحظة سلبيًا.

إذا انتخب رئيس يوم الجمعة الساعة الواحدة، كيف ترى المشهد السياسي بعد ذلك؟

-سنواجه بالطبع أزمة تأليف الحكومة، وستكون مرحلة صعبة وطويلة وستترافق مع تصعيد أمني كما أعتقد. فالاغتيالات كما يبدو من خلال الجو الضاغط على البلد لن تتوقف. من الواضح أن هناك نية للإفادة من الاغتيالات السابقة وإثارة تصعيد أمني إضافي.

هل نحن بعد مأزق الرئاسة أمام مأزق الحكومة؟

-إذا توصلنا حقاً الى رئيس توافقي وأقنع كل الأطراف لا أعتقد بأننا سنكون أمام مأزق حكومي. لكن إذا أحس فريق أن هذا الرئيس جاء بإملاء أو ضغط من أحد، وأنا هنا أتكلم عن الإخراج وليس عن الاسم، سنكون أمام أزمة حكومة بالتأكيد.

العماد عون صرح اليوم، لي الرئاسة ولكم الحكومة والثلث المعطل لم يعد مطلبًا بل نصف الحكومة الضامن؟

-لهذا السبب ترون أن الأمور تتعرقل أكثر. فهم لا يحق لهم بنصف الحكومة، فإذا كنا نبحث عن حكومة وطنية حقيقية ليس أمامنا إلا الشكل الذي طرحه الرئيس السنيورة أي 17 + 13، فهو الحل المثالي شرط أن يتضمن برنامجًا سياسيًا متفقاً عليه. المسألة ليست تقاسم حصص بل علينا أن نتفق على بيان وزاري، أي على مشروع سياسي متكامل، وهذا أهم من الأعداد والحصص.

هل يمكن أن نعود الى نسخة البيان الوزاري السابقة والاعتراف بحق حزب الله والمقاومة بالتسلح مثلاً؟

-مجرد وصول رئيس جديد يحتم تشكيل حكومة جديدة وبياناً وزاريًا جديدًا. دعونا لا نستبق الأمور. على طاولة الحوار طرحت مخارج كثيرة لمسألة السلاح، لكن سلاح المقاومة أمر وسلاح حزب الله أمر آخر. فسلاح حزب الله الموزع على ميليشيات في الداخل وأطراف سياسية داخلية هو سلاح ميليشيوي، لكن سلاح المقاومة الموجه ضد إسرائيل فيمكن أن نسعى خلال خطة استراتيجية أن يكون في عهدة الجيش اللبناني ويصبح قرار الحرب والسلم للسلطة السياسية والجيش اللبناني.

حكومة الرئيس السنيورة أتمت مراسم الوداع، لكن يبدو أنها مغادرة فعلاً خصوصًا مع الكلام الذي نسب للسفير الأميركي فيلتمان على خيار بقائها والفراغ الهادئ؟

-هناك تصريح رسمي للسفير فيلتمان بهذا الموضوع؟ أنا لم أقرأ ولم أسمع هذا الكلام. الدس والشائعات كثيرة في البلد، وأنا لا ألتزم إلا بالكلام الرسمي، علمًا بأنني ضد هذا الطرح وأنا مع انتخاب رئيس لفترة دستورية كاملة لست سنوات وإدارة البلد في شكل دستوري سليم. فور انتخاب رئيس للجمهورية، صبيحة اليوم الثاني يزوره رئيس الحكومة ويقدم استقالة حكومته لتصبح بعدها حكومة تصريف أعمال الى حين تشكيل حكومة جديدة. أما في حال تعذر انتخاب رئيس وشغور المنصب، عندها تتولى الحكومة مهمة تصريف الأعمال وبالوكالة تتولى صلاحيات الرئيس طيلة مدة الفراغ الى حين انتخاب رئيس جديد.

هل اسم الرئيس السنيورة عائد مع الرئيس الجديد؟

-هذا الموضوع يعود الى قرار الأكثرية النيابية التي تسمي اسم رئيس الحكومة. فبعد الاستشارات النيابية الملزمة، يلتزم رئيس الجمهورية برغبة الأكثرية النيابية.

الأكثرية النيابية لم تتمكن من تسمية رئيس للجمهورية. فكيف ستتمكن بعد الرئيس التوافقي من تسمية رئيس الحكومة؟

-في مسألة رئيس الجمهورية الأمر مختلف، واستعملت المعارضة بندًا في الدستور ولو كان منافٍياً للدستور أن الدورة الأولى للانتخاب تتطلب أغلبية الثلثين، والأكثرية النيابية لا تملك الثلثين، بينما في رئاسة الحكومة تكفي الأكثرية العادية لتسمية رئيس بكل سهولة. موضوع رئيس الحكومة أسهل بكثير.

الأمور عندكم دائمًا أسهل وتتعقد وتصعب دائمًا لدى الموارنة. ما هذا القدر؟

-الموارنة يصعبونها على ذواتهم. فلو اجتمعوا واتخذوا القرار باختيار رئيس لما كان بإمكان أحد مخالفتهم.

ومن هو المعرقل بين الموارنة في رأيك؟

-كل الجو السياسي الماروني معرقل، والرأي العام الماروني غير متفق. قد يكون هذا المشهد صحيًا أكثر سياسيًا، ولكن في التركيبة السياسية والوضع الحالي في لبنان أعتقد بأن الأمر لا يساعد على إيجاد حل، ومجرد اللجوء الى غبطة البطريرك صفير دليل على تعذر إيجاد حل فيما الحل الأمثل كان يجب أن يولد من الجو السياسي الماروني الجامع الذي يجبر سائر الطوائف السياسية في لبنان على المشي خلفه. غبطة البطريرك تصرف بحكمة لإيجاد مخرج في إطار ضمانات، وحتى هذه الضمانات التي قطعت له لم تُحترم، ووضعه لائحة الأسماء منح الباحثين عن حل مادة وركيزة يمكن الانطلاق منها.

هل الرئيس إميل لحود سيترك القصر في رأيك غدًا؟

-بالتأكيد ليس أمامه خيار آخر.

قبل أن يودع وجه ضربة قاسية لكم في الشمال باتهام العناصر التي منحتموها العفو عن أحداث الضنية انها عادت وحاربت الجيش في نهر البارد؟

-هذا كذب وكذب وكذب. أتحداه أن يعطي اسمًا واحدًا من أسماء الذين صدر العفو عنهم في مجلس النواب وأطلق سراحهم وهو اليوم مطلوب في معركة نهر البارد. للأسف أننا نتعامل مع رئيس جمهورية كاذب. سبق وسمعنا هذه الشائعات، وأهالي المعفى عنهم عقدوا مؤتمرًا صحافيًا وأكدوا أن أيًا من أبنائهم لم يشارك في معركة البارد، وطالبوا بفضح الأسماء إذا ما كانت بحوزة الجهات الرسمية. في كل الأحوال، من ارتكبوا جرمًا في أحداث الضنية حوكموا، ومنهم ممن لم يرتكبوا جرمًا بقوا قيد التحقيق ست سنوات. في كل الأحوال، أنا لا أدافع عنهم ولا أتبناهم، بل أنا ضد طرحهم السياسي كاملاً وطرقهم في العمل، هم بالنسبة لي خصوم سياسيون وكلامهم في الحقيقة كلام مفتن وكاذب.

المقربون من الرئيس لحود ومن عايشوه في ولايته أكدوا أنه ظُلم. فهل أنتم من ظلمه؟

-الظلم الكبير الكبير هو الذي لحق بلبنان طيلة تسع سنوات في ظل عهد الرئيس لحود. ما من إنجاز حققه إميل لحود في عهده ولو نسب الى نفسه إنجاز تحرير الجنوب. إميل لحود دمّر الحياة السياسية اللبنانية وقضى على الحياة البرلمانية في خطة تحضيرية لإنهاء لبنان. وما يحصل اليوم هو استكمال لما فعله لحود، وقبوله بتعطيل المجلس النيابي وتعطيل الرقابة والتشريع. وما طرح الحل بتعيين رئيس جديد للجمهورية اليوم إلا تكملة لإلغاء النظام البرلماني الديمقراطي. ففي الواقع سيناريو التوافق المطروح ليس سوى تعيين للرئيس، وهذا ما نرفضه.

لا يبدو أن الخيارات كبيرة أمام أكثرية 14 آذار، فإما الرئيس التوافقي المعيّن وإما القبول بالرئيس ميشال عون وإما الفراغ. مجال المناورة أصبح ضيقاً جدًا. ماذا ستختارون؟

-الدستور منحنا خيار انتخاب الرئيس بالنصف زائد واحدًا، فإذا لم يتأمن نصاب الثلثين في الدورة الأولى ينتخب الرئيس بالدورة الثانية بالنصف زائد واحدًا. لكننا لم نلجأ بعد الى هذه الورقة السياسية لأنها خيار سياسي قد يترتب عليه مسؤوليات كبيرة. لذا هناك أقطاب عدة في قوى 14 آذار تتردد حتى الآن في اعتماد هذه الورقة الأخيرة. أمامنا الوقت.

أي وقت ما دامت المهلة الدستورية تنتهي في 24 تشرين الثاني؟

-ليس بالضرورة. وإذا دخلنا الفراغ وانتخبنا بعد 24 بيوم أو يومين ما الذي يحصل؟

إذاً لماذا الخوف من الفراغ؟

-لأن الفراغ يضع المسيحيين في حالة سيئة جدًا ويعطّل دورهم. كما يسهّل أي محاولة للفتنة ويسمح البعض لأنفسهم أمام غياب أي سلطة للسعي الى الاستيلاء على أملاك الدولة والمؤسسات. الفراغ قد يؤدي الى فتنة مذهبية وتهور في الشارع.

الى أي مدى الأفرقاء المتنازعون بين معارضة وأكثرية مستعدون للمضي في سياسة حافة الهاوية والحرب الأهلية؟

-من طرفنا كأكثرية ليس لدينا أي نية بالتصادم أو الحرب الأهلية، ونعتبر أن الأمن مسؤولية الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. أما إذا كان لدى الطرف الآخر النية بالدخول في فتنة وتنفيذ التهديدات التي سمعناها، فلا أعتقد بأن الأمر سيكون سهلاً عليهم، خصوصًا وأنهم يعرفون أن كل الأطراف في لبنان قادرون على استعمال الشارع. لكن الفرق الكبير بيننا أن الأكثرية تشعر بأنها أم الصبي ومستعدة للتنازل دفاعًا عن هذا البلد، أما الآخرون فمصالحهم تقتضي لتحقيقها إحراق البلد. التاريخ سيحاكم هؤلاء والشعب اللبناني لن يغفر لهم.

من هنا نفهم كلام الوزير وليد جنبلاط عن التنازل وعدم الانجرار الى معركة على حساب دم اللبنانيين لأنكم أم الصبي. فهل ينسحب هذا الكلام على كل أفرقاء 14 آذار؟ أم هو تكتيك لرمي كرة العرقلة في ملعب المعارضة وبالتحديد العماد عون؟

-معنى هذا التنازل يجب أن يناقش داخل 14 آذار ومدى حجمه، فإذا كنا نتبنى رئيسًا ونتخطى مشكلة الاسم، يكون التنازل مفهومًا لمصلحة لائحة البطريرك صفير، أما إذا كانت الخطة تفريغاً للرئاسة واستقالة بعد سنتين تحضيرًا لمجيء رئيس يسترجع مواقع سورية، فنكون أمام واقع خطير وخطة لإفراغ الرئاسة وخطفها بعد سنتين.

اعتاد اللبنانيون على التنازل والاستسلام للضغط السوري في ربع الساعة الأخير، ومعركة التمديد للرئيس لحود درس قاسٍ لم ينسَه اللبنانيون. قبلتم بالتمديد رغم الدعم الدولي والقرار 1559، ولِنتم خوفاً من حرق لبنان؟

-لكننا وقفنا ثلاث سنوات وقاومنا وناضلنا ودفعنا الثمن غاليًا. اللين الذي أبديناه في التمديد مغاير للموقف الآن، ولنكن صريحين، الانقسام المسيحي لا يساعد اليوم.

العماد عون لن يرضى إلا بالرئاسة. الكل بات يعرف، وهو قال أنا الملك صانع الملوك؟

-لكنه ليس رئيسًا توافقيًا.

هو يحمل الحل التوافقي؟

-أولاً نحن نعتبر أنه جزء من المعارضة، وآخر تصريح له بذلك البارحة عندما ربط نفسه كليًا بحزب الله، وهذا دليل أنه طرف وليس بأي شكل من الأشكال مرشحًا توافقيًا. ثانيًا، تاريخيًا إذا عدنا الى فترة استلام العماد عون للسلطة ورئاسة الحكومة العسكرية الانتقالية، نرى قراءة سلبية أدت الى ما أدت إليه من حروب وويلات. تاريخ العماد عون وممارساته تحكم عليه. فعندما تسلم سلطة الحكومة الانتقالية كانت مهمتها التحضير للانتخابات الرئاسية كما فعل الجنرال فؤاد الشهاب، أما العماد عون فاستمر بالحكم وحاول إلغاء المجلس النيابي والاستيلاء على كامل السلطة. من هنا خطورة أي حل مع العماد عون، ونرى باقي الأسماء أكثر توافقاً.

عندما تستقيل الحكومة، ماذا سيحل بأمن الوزراء اليوم؟ من سيحميكم من الاغتيال؟

-طالما أن الحكومة تسيّر الأعمال يبقى الوضع الأمني ذاته، أما بعد انتهاء مهمة الوزراء، فيصبح كل وزير سابق مسؤولاً عن أمنه. الدولة مسؤولة عنهم كوزراء، وعندما يعودون مواطنين عاديين تحميهم كمواطنين في بيوتهم.

بعد الاستحقاق الرئاسي، هل سيتحرر وسط بيروت في رأيك ويفك الحصار عن السراي الحكومي؟

-في رأيي سيرفع الحصار عن وسط بيروت والسراي، لكن الحصار سيبقى على البلد، لأن الحصار بالذهنية السياسية وخياراتها الإقليمية باقٍ، وهي لن تقبل إلا بأخذ لبنان الى حكم شمولي.

هل هذه الذهنية ستبقى قائمة حتى ما بعد مؤتمر أنابوليس وامكان تحقيقه لحل شرق أوسطي؟

-نحن دائمًا نربط مصيرنا بتقرير أو قرار أو مؤتمر نظرًا للظروف الصعبة التي نعيشها، فنمنح أنفسنا فسحة أمل. أنا لا أتوقع شيئاً من مؤتمر أنابوليس. بالتأكيد سيساوم على وضعنا، لكنني لا أعتقد أن هذا المؤتمر سيجلب لنا "منّ السماء"، فنحن طرف ثانوي لأنه سيعالج القضية الفلسطينية بالدرجة الأولى.

هناك عودة لكلام عن تسوية أميركية ـ سورية في الأفق؟

-بل عن تسوية وضوء أخضر لتوافق سوري ـ إسرائيلي، فإذا قرأنا الصحافة الإسرائيلية يتضح لنا مدى التغطية الإسرائيلية للنظام السوري وحرص المخابرات والجيش الإسرائيلي على استمرار بشار الأسد في الحكم لأنه يضمن لإسرائيل استقرارًا رائعًا في الجولان منذ 34 عامًا، وأي تفجير أو مشاكل بين الفريقين محصورة دائمًا بجبهة الجنوب. إذاً مشكلتنا هي بالتوافق السوري ـ الإسرائيلي وليس بالتوافق السوري ـ الأميركي.

إلام يشير انتقال خلايا شاكر العبسي الى بيروت مع معلومات عن مخازن أسلحة لها هنا؟

-هذا الموضوع نفته قوى الأمن، وربما هي محاولة لبدء الفتنة في بيروت، حتى أن "شام برس" مصرة أن تشيع أنني اجتمعت في 5 تشرين الثاني بشاكر العبسي، وهذا كلام كاذب. في كل الأحوال، إذا كان شاكر العبسي على قيد الحياة، فالكل يعرف من حلفاؤه ومن حاول حمايته ومنع الجيش من دخول مخيم نهر البارد، واعتبار ذلك خطاً أحمر محظورًا على الجيش اللبناني بتخطيه وإلا...

لماذا لم نسمع شيئاً عن مصير العبسي؟

-لست وزيرًا أمنيًا مختصًا، ولم نسمع في مجلس الوزراء أي معلومات إضافية عن مصيره. لكن من دون شك من استعمله في البارد يمكن أن يستعمله مرة أخرى وفي مكان آخر من لبنان.

هل ترى أن سائر الأطراف متسلحون للحرب؟

-الحرب ذهنية وليست تحضيرًا كافيًا بالسلاح. ومتى دخل الكل في نفقها لا يعود بالإمكان إيقافها. السلاح يحضر في 24 ساعة وليس عائقاً.

هل كميات السلاح التي وصلت الى مطار بيروت هي لميليشيات 14 آذار؟

-سلاح المطار نشرت أوراقه الرسمية في الصحف اليوم، وهو سلاح لقوى الأمن الداخلي، وصل رسميًا وفي شكل قانوني. وكل ما قيل زورًا عن هذا السلاح فضيحة لقائليه تمامًا كما كلام الرئيس لحود. ففي تقارير مخابرات الجيش اللبناني معلومات واضحة تفيد أن طرف المعارضة وحده في لبنان هو الذي يتدرب ويتسلح على يد حزب الله تحضيرًا لخوض صراع داخلي. أما جواب قائد الجيش البارحة فكان رائعًا، عندما أكد أن أي سلاح يوجه ضد الداخل هو سلاح خائن، وأعتقد بأن موقف قائد الجيش هذا يحدد المسؤوليات ويضع النقاط على الحروف.