المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار  يوم الجمعة 3 تشرين الثاني 2006

فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا اعمالكم الحسنة ويمجدوا اباكم الذي في السموات

 

الجوزو: بتنا تحت السيطرة الفارسية ولا نريد نصرهم

شن مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو حملة عنيفة على حزب الله وعلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من دون أن يسميه، وعلى نائبه الشيخ نعيم قاسم، وعلى كل من الرؤساء اميل لحود وعمر كرامي وسليم الحص والعماد ميشال عون والوزير السابق وئام وهاب من دون أن يوفر إيران.

وقال الجوزو أثناء استقباله في منزله في برجا وفداً من الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة النائب علاء ترو ناقلاً اليه «تحيات وليد جنبلاط تأييداً لتصريحاته وخطبه، ودعماً لمواقفه الوطنية والإسلامية في وجه هجمة المحور الإيراني ــ السوري» إن «حزب الله» أصبح كأنه يمثل الذات الإلهية. يحق لهم ان يشتموا كل الناس، وليس هناك وطني سواهم، ويصادرون العروبة وليس لهم من العروبة شيء، فالعملية هي فارسية مئة في المئة، اين هم من النضال والعروبة وأين كانوا عام 1985 عندما حرر المقاومون بيروت وكل لبنان؟». واضاف: «ايران لا تريد ان تترك مجالاً لأحد، لا لمصر وللسعودية ولا لاي دولة عربية اخرى للتحرك، في الماضي لم يكن السني يحاول ان يسنن الشيعي ولا الشيعي حاول ان يشيع السني، اما اليوم فهم يشترون الناس ويشترون المشايخ والعمائم ويحولوا ولاءها لأن الدولار هو الذي يتكلم هذه الايام. لماذا هذه الهجمة علينا على السنة؟». وتابع: «هناك هجمة غير طبيعية منهم، ليس على السنة فقط، بل على البلد كله وكان المستهدف دائماً في الماضي رئيس الوزراء، والآن رئيس الوزراء الحالي ومن لا يسير معهم هو خائن واميركي. اصبحنا تحت سيطرة الدولة الفارسية هذا غير منطقي، والنصر الذي يتحدثون عنه لا نريده، فمن اجل تحرير ثلاثة اسرى ندمر البلد بأكمله ونعود عشرين سنة الى الوراء».

وشكر الجوزو «وليد بك جنبلاط لأن تصريحه بالأمس كان مهماً، وعندما يتحدث فميزاته كبيرة جداً، وكل هؤلاء الصغار لا يواكبونه»، وخص بالذكر وهاب الذي «اسميه وئام الكذاب»، معرباً عن «حزنه» على الرئيس كرامي «لأنه اداة لخدمة اغراضهم، وكل همه ان يركب الكرسي، وتحوّل «والرئيس سليم الحص الى صوت من اصوات الباطل في البلد». كما انتقد الشيخ قاسم الذي «يعطي شهادات في الوطنية، فأين كان عندما كان هناك وطنيون على الارض، واين النصر الالهي بعدما عادت اسرائيل الى البلد؟». كما انتقد عون «الزعلان لأن ترميم الجسور تأخر، فتفضل واحضر جماعتك لإصلاحها». وعن ملاحظات رئيس الجمهورية على مسودة المحكمة الدولية قال: «يكاد المريب يقول خذوني»، مؤكداً: «سنظل نطالب بمحاكمة هؤلاء المجرمين».

(وطنية)عدد الخميس ٢ تشرين الثاني

 

صفير عرض الاوضاع مع سفير مصر والاشقر ووفد الجامعة الثقافية

فرعون: مساع خارجية وداخلية لايجاد الحلول وسنناقش على طاولة التشاور من دون التنازل عن الثوابت

المركزية - تحدث وزير الدولة لشؤون مجلس النواب ميشال فرعون عن مساع لايجاد حلول من الخارج ومن لبنان وستناقش اقتراحات الحلول على طاولة التشاور من دون اي تسوية او تنازل عن الثوابت والمبادىء المعروفة، ورأى ان الطريق سيكون مسدودا اذا لم نتوصل الى التفاهم. واعتبر ان الحل الحقيقي والوحيد هو التفاهم على انتخابات رئاسية مبكرة.

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الوزير فرعون وعرض معه الاوضاع العامة والمستجدات في البلاد. وبعد اللقاء الذي استمر نحو نصف الساعة قال فرعون: "لا يمكننا القول ان الاجواء في البلد اليوم هي اجواء تفاهم ووحدة، وانها اقرب الى التشنج والمواجهة انما هناك مساع لايجاد حلول من الخارج ومن لبنان وهذه الاقتراحات للحلول ستناقش على طاولة التشاور واكيد من دون اي تسوية او تنازل عن الثوابت المعروفة والمبادىء والتي هي "المحكمة الدولية والنقاط السبع ومؤتمر الدعم المالي للبنان، ومقررات طاولة الحوار ومسألة اخراج لبنان من تجاذبات الخلافات الاقليمية على الساحة الداخلية. والغريب ان هناك اطرافا يطالبون بتقصير ولاية النواب والتمسك بالتمديد لولاية (الرئيس) لحود ونسمع ايضا عن شلل المؤسسات وربط لبنان بمحاور وفي هذا الجو المشحون وبعد الحرب التي مرت هل يستطيع لبنان ان يتحمله؟

اضاف: طبعا هذا الجو سيؤدي الى طريق مسدود. والحل الوحيد برأيي يأتي عبر التفاهم حول اجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتفاهم من دون شروط مسبقة كي نجنب البلد هذه الاجواء خلال السنة المقبلة لان اية حكومة اليوم، أكانت جيدة او وحدة قبل الانتخابات الرئاسية نعرف كيف تتشنج الاجواء السياسية في البلد بأي محطة رئاسية.. وكلنا يعرف منذ العام 76 ولغاية اليوم كل محطة انتخابات هناك جو متشنج.

وشدد فرعون على ان الحل لتجنب البلد سنة من التجاذبات والمشكلات يكون عبر التفاهم من دون شروط مسبقة حول انتخابات رئاسية مبكرة.

* ألا تعتقد ان الرئيس نبيه بري وضع شروطا مسبقة للتشاور قبل الجلوس الى الطاولة؟

- الرئيس بري ربما وضع أجندة والبعض الآخر يضع توقيتا مهددا بالشارع وغيره. نحن نرى ان الطريق ستكون مسدودة اذا لم نتوصل الى التفاهم. مكررا كلامه عن "مساع للتفاهم لكن عمليا ولنجنب البلد هذا التشنج خلال سنة، التفاهم، والجلوس حول طاولة التشاور من دون شروط مسبقة، والكلام حول القضايا.. وقد يكون هناك كلام عن تقويم الحرب ايضا، لكننا نحن نتحدث عن المرحلة المقبلة، لان هناك استحقاقات ستصل في الشهرين المقبلين، والبلد يحتاج الى تطبيق هذه الاستحقاقات ومؤتمر الدعم المالي. والناس تنتظر من خلال هذا المؤتمر ان تكون هناك اجواء جديدة تساهم في النمو وفتح الملفات الاقتصادية.

* البعض يتحدث عن توسيع للحكومة فكيف ترون آلية توسيع الحكومة؟

- الكل منفتح على التشاور والحوار حول الحلول ولكن في اثناء الدخول في التفاصيل نرى ان الحل الحقيقي والوحيد هو التفاهم اساسا على انتخابات رئاسية مبكرة، وفي الاساس للاوجود لاي استحقاق رئاسي من دون تجاذب كبير في البلد وراهنا التجاذب موجود فهناك قسم مرتبط بالمحكمة الدولية وآخر بالاستحقاق الرئاسي.

* كيف ستتعاملون مع موضوع النزول الى الشارع؟

- فلنرى اولا المساعي لايجاد حلول ومن ثم لقاء التشاور ومسألة الشارع ضد الشارع تجعلنا نطرح سؤالا الى اين سيؤدي الشارع؟

* هل صحيح ما يقال انكم كقوى الاكثرية مستعدون للسير بمشروع حكومة الوحدة الوطنية معا التوافق على موضوع رئاسة الجمهورية اولا؟

- هناك انفتاح كلي على هذا الكلام وأن تحصل انتخابات رئاسية وبرنامج لحكومة جديدة وبيان وزاري لها للتفاهم على كل العناوين من دون التنازل عن اي من الثوابت التي تكلمنا عنها.

* هل هذا يعني ان لا حكومة وحدة وطنية قبل البحث في الاستحقاق الرئاسي؟

- لا احد يعطي موقفا مسبقا من هذا الموضوع لا سيما وأن هناك مساعٍ من لبنان وخارج لبنان، وهناك طاولة تشاور والاقتراحات المطروحة للحلول ستناقش على الطاولة ولا نريد اليوم الكلام عن شروط مسبقة انما الآراء والمواقف واضحة.

السفير المصري: وكان البطريرك صفير استقبل السفير المصري في لبنان حسين ضرار وعرض معه الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة. وبعد اللقاء الذي استمر نحو ثلثي الساعة قال ضرار: استعرضت مع صاحب الغبطة الاوضاع المستجدة في لبنان والعالم العربي وتطوراتها، خصوصا في التطورات الجارية على الساحة اللبنانية ولتشمل الساحة الفلسطينية والعراقية وكل المشاكل القائمة في المنطقة بالتركيز على الوضع في لبنان.

* في ظل الوضع السياسي المتأزم كيف تنظر مصر الى الوضع السياسي المتأزم في لبنان اليوم؟

- مصر تهتم باستقرار لبنان وبضرورة ان يتمتع باستقلاله وذاتيته بما يحقق اماني شعبه وبما يحقق استقراره كدولة شقيقة ضمن اسرة الدول العربية كلها في المنطقة.

* كيف تنظرون الى طاولة التشاور التي دعا اليها الرئيس بري؟

- نحن نؤيد التشاور ونؤيد الحوار، ونؤيد كل ما من شأنه ان يجمع اللبنانيين على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم السياسية للجلوس للحوار لأنها مسألة اساسية ومقبولة في كل الظروف، من شأنه ان يؤدي الى ان يعبّر الجميع عن مطالبهم وعن رغباتهم وعن هواجسهم وعن مخاوفهم وعن املهم. ويفسح في المجال كي يتوصل الجميع مع صدق النيات والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم الى ما من شأنه ان يلبي تطلعات الشعب اللبناني.

* كيف تنظر الى الذين يطالبون باستقالة الرئيس السنيورة وحكومته لا سيماوأنه كان لكم دور في الاتصالات اثناء حرب تموز مع الحكومة اللبنانية؟

- هذه المسائل داخلية، كان لنا دور واتصالات مع كل الاطراف من موقف مصر المؤيد للبنان. مع رئيس الحكومة ومع اطراف اخرى، والرئيس بري ووزير الخارجية ومع الكثيرين وذهبت للقاء الرئيس لحود، اجرينا اتصالات واسعة من اجل مصلحة لبنان ومن اجل المسؤولية التي تراها مصر في هذا الوضع.

* هل شعرت خلال اتصالاتك مع الاكثرية النيابية ورئيس الحكومة انهم يعملون لادخال القوات الدولية الى لبنان وللسيطرة الدولية على لبنان كما يقول البعض؟

- كل ما هو من شأنه ان يؤدي الى مصلحة البلد مرهون بقرار حكومته ووسائله الشرعية هي مسائل يقررها مَن يراها، والحققة كان هناك تعاون وثيق وقوي بين رئيس الحكومة ورئيس المجلس وتحت قيادة رئيس الجمهورية الموجود في رأس الدولة وايضا كان هناك ممثلون لجميع القوى الوطنية الذين اشرفوا على الجانب السياسي الذي توازى مع الملحمة البطولية للمقاومة في الجنوب والتي ادت الى هذا الوضع المشرف لتاريخ الصراع العربي الاسرائيل.

اضاف: يجب عدم اهدار هذا الوضع في خلافات داخلية من هنا وهناك على اشياء بسيطة. فمصلحة الشعب اللبناني ومستقبله والمسؤولية التاريخية تأتي اولا، وهذا ما ندعو اليه جميع الاطراف بالتساوي. الجميع قد يكون له وجهات نظر مختلفة، لكن على الجميع وهذا ما نتوقعه من قيادات على هذا المستوى والحس العالي من ان تتوصل الى ما يرنو اليه ملايين اللبنانيين في الخارج والداخل الى مستقبل بلدهم وأمنه.

حزب العمال اللبناني: بعدها استقبل البطريرك صفير وفدا من حزب العمال اللبناني برئاسة مارون الخولي بحضور عضوي المكتب السياسي للحزب فريد زينون وشربل ابي نادر.

ورأى الخولي بعد اللقاء ان على المسؤولين ان يضعوا اقتصادهم اولا على طاولة التشاور وأن يكون بندا اساسيا حتى نرحم الشعب اللبناني بمختلف شرائحه وقطاعاته الانتاجية من اجل الاستمرار والبقاء في بلد يحمل اكبر دَين عام في العالم قياسا على حجمه وأكثر من 70% من شعبه اصبح تحت خط الفقر.

وقال: ناقشنا مع صاحب الغبطة اوضاع الرابطة المارونية ومسألة النظام الداخلي المطروح على الهيئة العامة لإقراره حيث طلبنا من غبطته ان يتكون اعضاء المجلس التنفيذي للرابطة المارونية من الاكاديميين حتى يتسنى لهم اعادة تفعيل دورها في رسم استراتيجية مستقبلية تعيد حضور الطائفة المارونية في الكيان والادارات العامة والاقتصاد اللبناني.

الاشقر: والتقى البطريرك صفير السيد مسعود الاشقر الذي اوضح انه بحث مع البطريرك شؤونا وطنية وحياتية في مجال الصحة والتربية.

وقال الاشقر: زرنا بكركي لنؤكد اننا نؤيد مواقف صاحب الغبطة الوطنية وتحديدا في موضوع وزارة التربية اذ لا يجوز ان يبدأ عام دراسي وأن يتوجه مليون طالب لبناني الى المدارس والوزارة بلا مدير عام، ولم تقنعنا الاعذار التي وردت في بيان وزارة التربية خصوصا كلمة صدفة.

اضاف الاشقر: اخذت موافقة البطريرك للتحدث في موضوع حض المسيحيين على الدخول في مؤسسات الدولة كافة، خصوصا مؤسسة الجيش، المؤسسة الوطنية الاهم الضامنة للعيش المشترك والوحدة الوطنية.

وقال: بحثنا مع غبطته في موضوع المفقودين والموجودين في السجون السورية، والذين هناك اثباتات على وجودهم فيها.

وتحدثنا في موضوع العائلات اللبنانية الموجودة في اسرائيل منذ اكثر من 6 سنوات وضمان عودتهم بكرامة الى قراهم، وختم بالسؤال: ماذا فعلت الحكومة في هذين الموضوعين الاساسيين حتى اليوم؟

وفد الجامعة الثقافية: بعدها استقبل البطريرك صفير وفدا من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم.

ومن زوار بكركي ايضا النائب السابق منصور غانم البون ثم العميد المتقاعد ادونيس نعمة الذي استبقاه البطريرك الى مائدة بكركي.

 

عرض مع فيلتمان وبيدرسون للمستجدات الداخلية

عون رد على بوش: عليه عدم تقديم الدعم لحكومة لا تمثل شعبهـا ونأسف لانخراط أعلى المراجع في ادارته في ترويج معلومات مغلوطة عنا

المركزية - عرض رئيس تكتل "التغيير والاصلاح "النائب العماد ميشال عون مع السفير الاميركي جيفري فيلتمان لآخر المستجدات، وحضر اللقاء في دارة عون في الرابية مسؤول العلاقات السياسية في التيار الوطني الحر المهندس جبران باسيل. وتم في خلال اللقاء عرض لمضمون البيان الذي كان عون اصدره صباح اليوم ردا على تأكيد الرئيس الاميركي جورج بوش دعمه لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة. وظهرا استقبل عون ممثل الامين العام للامم المتحدة في لنان غير بيدرسون الذي ابلغ العماد عون رأيه بالنسبة الى الطلعات الجوية الاسرائيلية واطلعه على مضمون البيان الذي اصدره امس. واعتبر بيدرسون ان الحالة الامنية في لبنان ليست خطيرة وان هناك حالة ترقب.

رد على بوش: وكان صدر صباح اليوم بيان عن مكتب عون جاء فيه: "رداً على ما قاله الرئيس بوش عن دعمه المطلق لحكومة الرئيس السنيورة، أدلى دولة الرئيس العماد ميشال عون بالتصريح الآتي: من المؤسف أن تنخرط أعلى المراجع في الادارة الاميركية في ترويج معلومات مغلوطة عنا تقول إننا نحاول اعادة الوصاية السورية الى لبنان، ونحن من واجهنا وناضلنا من أجل تحرير لبنان من السوريين. نأمل أن يعي الأميركيون ماهية ومصدر هذه الشائعات، والتي لا تتعدى كونها مناورات وتزويرًا من قبل عملاء سوريا السابقين في لبنان الذين يحاولون الآن الابقاء على هيمنتهم على السلطة اللبنانية. إن تاريخ هؤلاء الذين يحاولون تشويه صورتنا في العواصم الاجنبية، فارغ إلا من الفساد والعمولة، بينما نحن، في المقابل، نمثل مصالح لبنان والشعب اللبناني فقط.

إننا نرفض مقولة أن يتحول النضال من أجل الحرية والسيادة والاستقلال الى شكل من اشكال العنصرية والكراهية تجاه الآخرين، ونسعى إلى الصداقة مع الجميع ونرفض كل أنواع التبعية لأي كان. كنا وسنبقى استقلاليين حقيقيين فعليين، ندير شؤوننا من دون أي ضغوط أو تدخلات خارجية، غربيةً كانت أم شرقية. إن سعينا الدؤوب ومسيرتنا نحو الديمقراطية الحق والحرية في لبنان، لن يعوقهما أي من هؤلاء الذين يريدون تشويه سمعتنا. بعد مضيّ سنة ونصف السنة، تبيّن أنّ حكومة السنيورة غير قادرة على القيام بأيّ اصلاح حقيقي وجاد ومثمر للشعب اللبناني، ولم تقم بأيّ انجاز ذي قيمة للمجتمع الدولي أو للإنسانية.

آن الأوان للإدارة الأميركية أن تعي أنّ قيام حكومة جديدة في لبنان يجب أن تنبع من الشعب اللبناني. وإذا كانت الولايات المتحدة ترغب فعلاً في إحلال الديمقراطية، عليها ألا تقدّم دعمها الى حكومة لا تمثّل شعبها، منبثقة من انتخابات تمّت بقانون انتخابي سوري الصنع، بل عليها العمل مع الجميع، جميع اللبنانيين، من أجل قيام حكومة منبثقة من الشعب اللبناني ومن أجل الشعب اللبناني بأكمله.

إنّ رغبة اللبنانيين في تغيير الحكومة الحالية التي لم تجلب الى لبنان سوى عدم الاستقرار والفساد، وأرهقت الشعب بالديون، واستبدالها بحكومة جديدة، ممثلة حقيقية لوحدة للشعب اللبناني، يجب ألا ينظر اليها بعين الشك والريبة بل بالعكس يجب التفاخر بها ودعمها.

هذه الرغبة تنبع من جذور القيم الاميركية، ومن اعلان الاستقلال الاميركي الذي يقول:

"نحن نؤمن بهذه القيم كحقائق، إن جميع الناس متساوون وانهم خلقوا متمتعين بحقوق أساسية لا يمكن انتزاعها، وهي حقهم في الحياة والحرية والتمتع بالسعادة. وللحفاظ على هذه الحقوق، على الحكومات التي تدير شؤون الشعوب أن تستمد الرضى من شعوبها، وعندما تصبح هذه الحكومات منافية لهذه المبادئ فمن حق الشعوب أن تغيّرها، أو تسقطها، وأن تقيم حكومات جديدة". بعد سلسلة طويلة من الانتهاكات، واستعمال طويل الأمد للأساليب السلطوية المستبدة نفسها، من حق الشعب، لا بل من واجبه، أن يطيح هذه الحكومة، ويؤمن حماة جددًا للاستقرار في المستقبل.

 

السنيورة تابع مع بيدرسون وسفيرة بريطانيا مسألة الخروقات الاسرائيلية

وعرض مع سفير الاتحاد الاوروبي تحضيرات باريس - 3

المركزية - عرض رئيس الحكومة فؤاد السنيورة قبل ظهر اليوم في السراي مع الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسون للتطورات.

وقال بيدرسون بعد اللقاء: اجرينا جولة افق، خصوصا في موضوع الخروقات الجوية الاسرائيلية، وكررت للرئيس السنيورة ما قلته في الامس بالنسبة لموضوع التشاور الذي سيعقد الاسبوع المقبل، وكيف يمكن الخروج بنتيجة من اجل وحدة لبنان.

السفيرة البريطانية: واستقبل الرئيس السنيورة السفيرة البريطانية في لبنان فرنسيس غاي وجرى عرض لمجمل التطورات اضافة الى العلاقات الثنائية.

بعد اللقاء قالت غاي: هذه زيارتي الاولى للرئيس السنيورة وبحثنا في مجموعة واسعة من المسائل، خصوصا تلك التي تشكل اهتماما وقلقا، ومنها المحكمة الدولية وتطبيق القرار 1701، والعلاقة بين لبنان وجيرانه، وبحثنا ايضا في مسألة الخروقات الجوية الاسرائيلية، وأثرنا هذه المسألة مع الحكومة الاسرائيلية ونحن سنتابعها.

السفير الاردني: كما التقى الرئيس السنيورة السفير الاردني في لبنان زياد المجالي وعرض معه العلاقات الثنائية، اضافة الى الاوضاع العامة.

بعد اللقاء قال المجالي: تشرفت بلقاء الرئيس السنيورة، ونقلت له تحيات جلالة الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء ووزير الخارجية الاردني، وأكدت له استمرار دعم الاردن للاشقاء في لبنان لما فيه مصلحتهم، وأنا آمل بتوثيق العلاقات الاردنية - اللبنانية، وتطرقنا الى بعض القضايا الثنائية وفي استمرار الدعم الاردني للبنان في المرحلة القادمة.

سفير الاتحاد الاوروبي: والتقى الرئيس السنيورة سفير الاتحاد الاوروبي في لبنان باتريك لوران وجرى عرض لمجمل التطورات والاوضاع الراهنة، والتحضير لانعقاد مؤتمر باريس - 3 نهاية كانون الثاني المقبل.

السفير الاندونيسي: ثم استقبل الرئيس السنيورة السفير الاندونيسي في لبنان عبد الله سيارواني في زيارة وداعية.

سفير اليابان: كما استقبل الرئيس السنيورة سفير اليابان في لبنان توكو ميتسو موراكامي في زيارة وداعية.

ماراتون بيروت: والتقى ايضا وفدا من جمعية "ماراتون بيروت" برئاسة مي الخليل يرافقها مدير عام الجمعية ماك نيكلسون ومسؤول الاعلام في الجمعية حسان محي الدين.

بعد اللقاء قالت الخليل: اطلعنا دولة الرئيس على آخر التحضيرات التي اصبحت جاهزة تحت عنوان "كرمالك يا لبنان"، وكان الرئيس السنيورة مشجعا كعادته للنشاطات التي نقوم بها، ونحن نؤكد على وقوف الحكومة اللبنانية المادي والمعنوي الى جانبنا، وسيشارك في هذا الماراتون اكثر من 44 دولة، كما اصبح عدد العدائين يفوق الألف في كل مراحل السباق. كما اطلعنا الرئيس السنيورة ايضا على افتتاح القرية الماراتونية في 22 تشرين الثاني المصادف في يوم عيد الاستقلال، وسيكون هناك مشاركة لعدد كبير من النجوم، وسنقول لكل العالم من خلال هذا المهرجان هذا هو لبنان الحضاري، لبنان الوحدة الوطنية.

وعرض الرئيس السنيورة مع النائب عبد اللطيف الزين الاوضاع العامة وشؤون انمائية جنوبية.

 

 بري استقبل سفير مصر وغانم ومخيبر ومرتضى

ضرار: استقرار لبنان ينسحب على المنطقة والأزمات المتفجرة في كل الاتجاهات

المركزية - اكد السفير المصري في لبنان حسين ضرار ان في استقرار لبنان استقرارا للمنطقة ككل، لافتا الى وجود ازمات متفجرة في كل الاتجاهات.

استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري ظهر اليوم في عين التينة السفير ضرار الذي قال بعد اللقاء: التقيت دولة الرئيس وتباحثنا في التطورات والتشاور المنتظر ان يبدأ الاسبوع المقبل والاتصالات الحثيثة التي يجريها مع الاطراف اللبنانية والدولية والخارجية ومع كل مَن يمكن ان ساعد في انجاح هذه المشاورات وفي عبور لبنان الى مرحلة الاستقرار بما يرضي جميع ابنائه.

* هناك كلام عن مبادرة او افكار سعودية لحل وسط للأزمة الداخلية فهل هناك تشاور او تبادل افكار بين السعودية ومصر في هذا السياق؟

- بالتأكيد هناك تبادل كما هناك تبادل مستمر مع لبنان ومع القيادات اللبنانية فهناك اتصال بالجميع. ان استقرار لبنان هو استقرار لنا جميعا.

اضاف: المرحلة حساسة وتستدعي التحسس اكثر من اي وقت مضى بالمسؤولية الوطنية والقومية والارتفاع الى مستوى التطلعات، وطمأنة هذا الشعب الشقيق وطمأنة الشعوب الشقيقة الاخرى والمنطقة بأسرها، فالمنطقة حساسة ونحن نرى الأزمات متفجرة في كل الاتجاهات، ولبنان يمثل الآن اولوية.

* الموضوع المطروح على جدول اعمال التشاور يوم الاثنين المقبل هو موضوع حكومة الوحدة الوطنية، هل تنصح مصر بتعديل حكومي في لبنان مثلا؟

- مصر لا تنصح بشيء، تنصح بالوحدة الوطنية وهذه النصيحة هي نصيحة كل مخلص للبنان، فالوحدة الوطنية في معناها بحد ذاته لا يرفضها احد.

وكان الرئيس بري استقبل رئيس شركة "اوكسيدنتل" العالمية للنفط السيد راي ايراني والدكتور مصطفى صوفي.

واستقبل بعد الظهر النائب غسان مخيبر فرئيس لجنة الادارة والعدل النائب روبير غانم وعرض معه شؤونا تشريعية.

كما استقبل السفير جهاد مرتضى.

 

حزب الله علق على بيان البيت الابيض حول المطالبة بحكومة اتحاد وطني

تدخل سافر في شأن داخلي لبناني ويصل الى حد اعلان الوصاية الكاملة ننصح الحكم في لبنان بالاستماع الى رأي شعبه ونبض الشارع اللبناني

وطنية - 2/11/2006 (سياسة) إصدر "حزب الله" بيانا علق فيه على البيان الصادر عن البيت الابيض حول المطالبة الشعبية بحكومة اتحاد وطني والتطورات السياسية في لبنان، اعتبر فيه "ان الموقف لاميركي الاخير هو تدخل سافر في شأن داخلي لبناني يتعلق بخيارات الشعب اللبناني تجاه حكومته وسياستها يصل الى حد اعلان الوصاية الكاملة على اللبنانيين وحقهم في اختيار حكومتهم وشكلها وطبيعة ادارة بلدهم". واكد "ان رفض الولايات المتحدة الاميركية لمطلب حكومة وطنية تمثل مجمل مكونات الشعب اللبناني او اللجوء الى صناديق الاقتراع لحسم خلافات تقترب من حدود الأزمة الوطنية، هو تعبير صارخ عن رفض الخيار الديموقراطي الذي طالما استخدمته ادارة بوش شعار فارغ وخادع في لبنان والمنطقة، ومسارعة مكشوفة الى مساندة حكومات لا تتمتع بالتأييد الشعبي بقدر ما تتمتع برعاية المشروع الاميركي واستهدافاته المحلية والاقليمية". واضاف: "لقد جاء الموقف الاميركي المذكور في سياق عرقلة الحل الداخلي الذي دعت اليه الاطراف الساعية الى حل وطني شامل وفي سياق زج لبنان في صراع واشنطن ضد قوى ودول صديقة وشقيقة للبنان وشعبه، منها ايران وسوريا وتحويله الى حرب ادارة بوش ضد من تصنفهم في خانة اعدائها". وتابع: "إننا اذ ننصح القوة الممسكة بالحكم في لبنان بالاستماع الى رأي شعبها لا الى رأي بوش والاتصالات الى نبض الشارع اللبناني لا الى نبض البيت الابيض، فاننا نؤكد ان هذا الانتهاك الاميركي لسيادتنا الوطنية لن يرهب شعبنا او يمنعه من ممارسة حقوقه الدستورية كافة وعلى رأسها حق التظاهر والانتخاب واختيار حكومته، ولن يزيدنا الا اصرارا على أحقية مواقفنا في الدفاع عن السيادة والاستقلال في وجه الهمينة والوصاية الاميركية. فالشعب اللبناني، وفقا للدستور، هو مصدر السلطة والسيادة وليس البيت الابيض ولا اي قوة دولية او اجنبية أخرى".

 

المكتب الاعلامي للعماد عون رد على كلام الرئيس بوش

يؤسفنا أن تنخرط أعلى المراجع في الادارة الاميركية في ترويج معلومات مغلوطة عن إعادة الوصاية السورية تاريخ من يحاول تشويه صورتنا فارغ إلا من العمولة ومن واجب الشعب إطاحة الحكومة وتأمين حماة للاستقرار

وطنية- 2/11/2006 (سياسة) صدر عن المكتب الإعلامي للنائب العماد ميشال عون البيان الآتي: "ردا على ما قاله الرئيس (الاميركي جورج) بوش عن دعمه المطلق لحكومة الرئيس السنيورة، أدلى دولة الرئيس العماد ميشال عون بالتصريح الآتي: من المؤسف أن تنخرط أعلى المراجع في الادارة الاميركية في ترويج معلومات مغلوطة عنا تقول إننا نحاول اعادة الوصاية السورية الى لبنان، ونحن من واجهنا وناضلنا من أجل تحرير لبنان من السوريين. نأمل أن يعي الأميركيون ماهية هذه الشائعات ومصدرها، والتي لا تتعدى كونها مناورات وتزويرا من قبل عملاء سوريا السابقين في لبنان الذين يحاولون الآن الابقاء على هيمنتهم على السلطة اللبنانية. إن تاريخ هؤلاء الذين يحاولون تشويه صورتنا في العواصم الاجنبية، فارغ إلا من الفساد والعمولة، بينما نحن، في المقابل، نمثل مصالح لبنان والشعب اللبناني فقط. إننا نرفض مقولة أن يتحول النضال من أجل الحرية والسيادة والاستقلال الى شكل من اشكال العنصرية والكراهية تجاه الآخرين، ونسعى إلى الصداقة مع الجميع ونرفض كل أنواع التبعية لأي كان. كنا وسنبقى استقلاليين حقيقيين فعليين، ندير شؤوننا من دون أي ضغوط أو تدخلات خارجية، غربية كانت أم شرقية. إن سعينا الدؤوب ومسيرتنا نحو الديموقراطية الحق والحرية في لبنان، لن يعوقهما أي من هؤلاء الذين يريدون تشويه سمعتنا. بعد مضي سنة ونصف سنة، تبين أن حكومة السنيورة غير قادرة على القيام بأي اصلاح حقيقي وجاد ومثمر للشعب اللبناني، ولم تقم بأي انجاز ذي قيمة للمجتمع الدولي أو للانسانية. آن الأوان للادارة الأميركية أن تعي أن قيام حكومة جديدة في لبنان يجب أن تنبع من الشعب اللبناني.

وإذا كانت الولايات المتحدة ترغب فعلا في إحلال الديموقراطية، فعليها ألا تقدم دعمها الى حكومة لا تمثل شعبها، منبثقة من انتخابات تمت بقانون انتخابي سوري الصنع، بل عليها العمل مع الجميع، جميع اللبنانيين، من أجل قيام حكومة منبثقة من الشعب اللبناني ومن أجل الشعب اللبناني بأكمله. إن رغبة اللبنانيين في تغيير الحكومة الحالية التي لم تجلب الى لبنان سوى عدم الاستقرار والفساد، وأرهقت الشعب بالديون، واستبدالها بحكومة جديدة، ممثلة حقيقية لوحدة للشعب اللبناني، يجب ألا ينظر اليها بعين الشك والريبة، بل بالعكس يجب التفاخر بها ودعمها. هذه الرغبة تنبع من جذور القيم الاميركية، ومن اعلان الاستقلال الاميركي الذي يقول: "نحن نؤمن بهذه القيم كحقائق، إن جميع الناس متساوون وانهم خلقوا متمتعين بحقوق أساسية لا يمكن انتزاعها، وهي حقهم في الحياة والحرية والتمتع بالسعادة. وللحفاظ على هذه الحقوق، على الحكومات التي تدير شؤون الشعوب أن تستمد الرضى من شعوبها، وعندما تصبح هذه الحكومات منافية لهذه المبادئ فمن حق الشعوب أن تغيرها، أو تسقطها، وأن تقيم حكومات جديدة". بعد سلسلة طويلة من الانتهاكات، واستعمال طويل الأمد للأساليب السلطوية المستبدة نفسها، من حق الشعب، لا بل من واجبه، أن يطيح هذه الحكومة، ويؤمن حماة جددا للاستقرار في المستقبل".

 

القاضي خير بعد اجتماع مجلس القضاء الأعلى: لا أحد يفرض علينا جدول أعمال لا علم لنا به

وطنية- 2/11/2006 (قضاء) عقد مجلس القضاء الاعلى جلسة ظهر اليوم برئاسة القاضي الدكتور انطوان خير وحضور الاعضاء. وبعد الاجتماع صرح القاضي خير: "يهمني باسم مجلس القضاء الاعلى ان اوضح ان هذا المجلس هو الذي يضع جدول اعماله، فلا يفرض عليه جدول لا علم له به، ثم إن هذا المجلس يتمنى على وسائل الاعلام التحلي بالمناقبية التي تعرفها بالنسبة الى طريقة اذاعة الاخبار المتعلقة بالقضاء، ولدقة هذه الاخبار وصحتها. إن مجلس القضاء الاعلى هو الذي يمثل وحدة السلطة القضائية التي تعنى دون سواها بتقويم عمل القضاة وكفاءتهم، وذلك ضنا بالمصلحة العامة وبمصلحة المواطنين الذين همهم بالنتيجة ان تكون لهم العدالة التي يطمحون اليها، وهذا الهم هو هم مجلس القضاء الاعلى بالذات. وقد بحث المجلس في شؤون قضائية أخرى ليست للنشر". وسئل كيف ينظر الى السجال الدائر حول المحكمة الدولية، فأجاب: "لا علاقة لنا".

 

هيئات أهلية في كسروان طلبت الى السلطات الأمنية المختصة "التزام القوانين والطلب الى الجيش معالجة التجاوزات "

وطنية - 2/11/2006 (سياسة) عقدت هيئات معراب، غوسطا، درعون وبطحا في التيار "الوطني الحر" اجتماعا استثنائيا، وأصدرت على أثره البيان الآتي: "يبدو أن السلطة اللبنانية اكتشفت أخيرا أن مناطق معراب، غوسطا، دلبتا، والأرجح لاحقا جوارها باتت مرتعا للمشبوهين. فمنذ أيام يقوم عناصر بلباس قوى الأمن الداخلي، يتنقلون بسيارات مدنية ويعرفون عن أنفسهم بأنهم من شعبة المعلومات التابعة لسرية غزير -علما أن غوسطا تابعة لسرية جونية- يحملون معهم خرائط للمساكن ودون ابراز اوراق ثبوتية، بالسؤال وجمع المعلومات عن المواطنين العزل وعن أولادهم وسياراتهم ومكان عملهم وارقام هواتفهم وهوية زوارهم وينتهكون حرمات المنازل، من دون اي مسوغ قانوني وخلافا لأي قواعد واعراف قانونية فلا اسباب قضائية موجبة ولا اعلام مسبقا او مرافقة من المخاتير المعنيين، ومع انتفاء اي مبرر للتعاطي مع السكان كمشتبه بهم، فلا تلال المنطقة كهوف تورا بورا ولا قواعد تدريب للقاعدة في المنطقة. لذا ونظرا الى التطورات المستجدة، تداعت الهيئات الأهلية للاجتماع وأصدرت المقررات الاتية:

1- الرفض والاستنكار الشديد لتخطي القواعد والاعراف القانونية في عملية تبدو متعمدة لإزعاج المواطنين الآمنين واسترجاع التصرفات الميليشياوية المقيتة واعتبارهم مسبقا مشتبها بهم والتضييق عليهم.

2- ان من لم يستطع تقديم مشتبه به واحدا الى العدالة في سلسلة من الاغتيالات ومحاولات الاغتيال فاقت ال15 لن يظهر براعته بالتضييق على المواطنين العزل الآمنين في بيوتهم وقراهم.

3- التحذير من التمادي في أعمال قد تعتبر استفزازية، والطلب الى المواطنين ضبط النفس وعدم الانجرار للاستفزاز والى ردود فعل لا تحمد عقباها.

4- الطلب الى السلطات الأمنية المختصة التزام الأعراف والقوانين والطلب الى الجيش اللبناني المتمركز اصلا في المنطقة والمتمتع بثقة المواطنين الكاملة، ضبط الامور ومعالجة التجاوزات واستباق اي توتر.

5- الطلب الى المراجع السياسية سؤال المسؤولين الامنيين عن مبرر تصرفات مماثلة وهل باتت القوى الامنية شركة احصاءات مع تذكيرها بالقوانين المعمول بها ومتابعة التطورات. وفي ختام الاجتماع قررت الهيئات المجتمعة ابقاء لقاءاتها مفتوحة لمتابعة التطورات".

 

ارسلان: الادارة الاميركية تحاول الحلول مكان الحكومة اللبنانية المريضة والمطلوب تشكيل حكومة وحدة وطنية تقطع الطريق على سياسة الحروب الاهلية

وطنية- 2/11/2006 (سياسة) صدر عن رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" النائب السابق طلال ارسلان اليوم البيان الآتي: "مرة جديدة تتألق الادارة الاميركية عبر ناطقها الرسمي في محاولة إنقاذ مشروعها الذي ينازع في الشرق الاوسط، عبر الامعان في التدخل السافر في الشؤون الداخلية اللبنانية وعبر الاجهاز على سيادة لبنان من خلال رهن المؤسسات الدستورية لوصايتها. إن الادارة الاميركية فاقدة للصدقية في سياستها الخارجية كما في محاولاتها اليائسة لفرض ما يسمى بالديموقراطية بقوة السلاح والمخابرات ونشر الفوضى الخلاقة". اضاف: "ان تاريخ لبنان الحديث مر بحكومات حاولت فيها الادارات الاميركية المتعاقبة أمركة لبنان واخضاعه للمصالح الاسرائيلية وخطفه من محيطه العربي والقومي، وقد استطاع لبنان بفضل مقاومته وقواه الوطنية التصدي لها وافشال مخططاتها ودحر عملائها المحليين". وختم ارسلان بيانه: "إننا في المناسبة ندعو القوى السياسية الوطنية الى التصدي لمحاولة الادارة الاميركية الحلول محل الحكومة اللبنانية المريضة، عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية تقطع الطريق أمام سياسة الاغتيالات والحروب الاهلية التي تشكل الاختصاص الحصري للادارة الاميركية الحالية، والى اعادة لبنان الى خيارات استراتيجية تحميه من التحول الى عراق جديد والى مدخل للشرق الاوسط الجديد كما يريده صقور الادارة الاميركية".

 

الوزير صلوخ استقبل السفير الاميركي وطربيه

وطنية - 2/11/2006 (سياسة) استقبل وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ في العاشرة من قبل ظهر اليوم، سفير الولايات المتحدة الاميركية جيفري فيلتمان، واجريا جولة افق دولية واقليمية ومحلية. ولم يدل السفير فيلتمان بأي تصريح بعد الاجتماع. وكان الوزير صلوخ استقبل رئيس جمعية اتحاد المصارف العربية جوزيف طربيه.

 

اللبنانية الديموقراطية": نأسف لاصرار البعض على استعمال لغة الترهيب

وطنية- 2/11/2006 (سياسة) عقد المكتب السياسي ل"الحركة اللبنانية الديموقراطية" اجتماعه الدوري، ظهر اليوم، برئاسة رئيسه جاك تامر وحضور الاعضاء، وناقش المجتمعون الاوضاع على الساحة الداخلية، ونتيجة المداولات صدر البيان الاتي: "ان الحركة اللبنانية الديموقراطية توقفت بكثير من القلق والاستهجان امام تصاعد حدة الخطاب السياسي من جانب بعض الافرقاء الامر الذي يؤدي الى حالة احتقان تنذر بعواقب غير محمودة، وتدخل البلاد والعباد في دائرة الخطر الحقيقي، في الوقت الذي بات يدرك الجميع، وخصوصا الافرقاء المعنيين، بأن التشاور والحوار هما المدخل الصحيح والضامن للتفاهم والاتفاق على كل العناوين المطروحة من موضوع رئاسة الجمهورية حتى سلاح المقاومة". وأسفت الحركة "على اصرار البعض من استعمال لغة الترهيب بأخذ البلاد والسلم الاهلي الى اوضاع وظروف غير مامونة، وتحويل الصراع السياسي الى اشتباك مناطقي وطوائفي ومذهبي، في الوقت الذي بات هذا الواقع يضاعف من التداعيات المدمرة على الوضعين الاقتصادي والسياحي في ظل انخفاض معدلات النمو وتراجع حركة الوافدين من رؤوس اموال للاستثمار بسبب اهتزاز الثقة بالبلد".

وثمن المكتب السياسي للحركة اللبنانية الديموقراطية "مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري ومبادرته في سبيل جمع الشمل"، مؤكدا "ان الدعوة للتشاور تستحق من الجميع تجاوبا شاملا واجماعا على المشاركة، لان لا خيارات باقية ولا بد من التشاور والحوار من اجل تبريد حدة الاجواء الداخلية". كما ثمن "لمواقف الحكومة اللبنانية وشخصيا رئيسها فؤاد السنيورة الذي يستحق من الجميع مؤازرته كي يستطيع مواجهة التحديات وتعاظمها في الوقت الذي لا يمكن لاحد ان يذكر ويتجاهل دور هذه الحكومة ومواقف رئيسها".

 

اعلام رئيس "تيار التوحيد اللبناني" رد على المفتي الجوزو: تنقل بين الاجهزة المخابراتية طيلة حياته من مصر الى لبنان

وطنية - 2/11/2006 (سياسة) قال بيان صدر عن المكتب الاعلامي لرئيس تيار التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهاب "استمعنا بالامس الى مسلسل الفتنة اليومي الذي يتولى بطولته محمد علي الجوزو الملقب بالمفتي نيابة عن اولياء نعمته، وهو من تعود ان يغيب لسنوات عن الساحة ثم يعود ليظهر عندما تكون ظروف الفتنة قد توافرت، فخلال حرب الجبل نال المسيحيون منه ما نالوا من الشتائم عندما نصب نفسه محرضا على القتل في اقليم الخروب، وبعد الحرب مارس الشتيمة بحق من استقبلهم بالامس واطلق عليهم مختلف النعوت وكان يخص بشتيمته الاستاذ وليد جنبلاط والنائب علاء الدين ترو الذي كان يصفه بأوصاف نخجل من ذكرها، والان انتقل لتناول الاشراف الذين دافعوا عن لبنان وعروبته من مقاومين وحلفاء لهم عله يزيد غلته من مهاجمة الشرفاء، وهو الوضيع الذي تنقل بين الاجهزة المخابراتية طيلة حياته من مصر الى لبنان". اضاف البيان :" اما وصفه للوزير السابق وهاب بأنه يمارس الكذب، فهو وغيره يعرف ان وهاب لديه الجرأة ليقول كل ما يفكر به، وكل الشرفاء يعرفون انه ابعد ما يكون عن ذلك وهذا ليس بحاجة لشهادة شخص مثله نستطيع ان نقول عنه انه مكذبة حقيقية، فهو يتحدث عن السنة وهو ابعد ما يكون عما يمثله اهل السنة فهم في العراق وفلسطين وكل الامة مقاومون مناضلون يرفعون راية الاسلام عاليا في وجه المشروع الذي يستخدم الجوزو في لبنان، هذا المشروع الذي يقتل في العراق وفلسطين وافغانستان المسلمين ويسخر عمامة الجوزو في لبنان لتدافع عنه".

 

قداس للمجلس العام الماروني في مقابر رأس النبع في يوم تذكار الموتى

وطنية - 2/11/2006 (متفرقات) أعلن المجلس العام الماروني في بيان أنه أقام "في مناسبة يوم تذكار الموتى قداسا عن نفس الموتى في مقابر رأس النبع التابعة له، حضره الوزيران السابقان رئيس الرابطة المارونية ميشال إده، ورئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن، عميد المجلس ريمون روفائيل وأعضاء المجلس والمؤمنين. وترأس الصلاة المونسنيور ميشال عون، يعاونه لفيف من الكهنة، علما أن هذه المقابر يرقد فيها غالبية رؤساء الجمهورية السابقين من إميل إده وألفرد نقاش وبشاره الخوري وشارل الحلو ومعظم وجهاء الطائفة المارونية في بيروت".

 

الرئيس الحص علق على كلام للمفتي الجوزو أمام وفد من التقدمي: كأنما باتت الفتنة مطلبا والوقيعة بين فئات الشعب هدفا منشودا

وطنية - 2/11/2006 (سياسة) أوضح المكتب الإعلامي للرئيس الدكتور سليم الحص في بيان انه "صدر عن سماحة مفتي جبل لبنان الشيخ الدكتور محمد علي الجوزو أمام وفد من الحزب التقدمي الإشتراكي كلام مسيء الى الدكتور سليم الحص جاء فيه أن الرئيس الحص تحول الى "صوت من أصوات الباطل في البلد"، كما جاء فيه أن الرئيس الحص "يستقبل أشخاصا لا قيمة لهم في الميزان السياسي وهذه إساءة له ولنا جميعا". ورأى أنه "من المؤسف جدا أن يصدر مثل هذا الكلام المضلل عن مرجعية دينية ذات مقام معروف. صوت الباطل هو الصوت الذي لا يتورع عن إطلاق كلام شبه يومي من شأنه إفتعال الإثارة الفئوية بين أبناء الطائفة الواحدة. هذا هو الباطل بعينه. ثم إن الرئيس الحص يحمد الله على أن ميزانه السياسي في تحديد قيمة الناس الذين يلتقيهم مغاير كليا للميزان السياسي الذي يفتقد معايير الوحدة الوطنية والمصلحة القومية، كأنما باتت الفتنة مطلبا والوقيعة بين فئات الشعب الواحد هدفا منشودا كما باتت العصبية العمياء رائد أدعياء الرأي". ختم: "إن الرئيس الحص يتبرأ كليا من الخط الذي يسلكه المفتي الجوزو ويبشر به في الحياة العامة هذه الأيام، فهو خط أقل ما يقال فيه أنه غير بناء وطنيا".

 

 لحود اطلع من سعد على التحضيرات لدخول الجيش الى حي التعمير

سماحة: الرئيس حريص على ابقاء الادارة بعيدة عن التسييــس

المركزية - نقل الوزير السابق ميشال سماحة عن رئيس الجمهورية العماد اميل لحود حرصه على ابقاء الادارة اللبنانية بعيدة عن التسييس والمحاصصة وان تكون ركائز اي تعيينات مرتقبة هي الكفاءة والخبرة والولاء للوطن وليس للاشخاص والاحزاب. استقبل لحود اليوم الوزير السابق سماحة وأجرى معه جولة أفق تناولت التطورات السياسيّة الراهنة على مختلف الصعد المحليّة والإقليميّة والدوليّة. بعد اللقاء قال سماحة أنّ هذه التطورات المرتبطة بما يجري في المنطقة من مستجدات "تتطلب تنبيهُ اللبنانيين وحرصهم على تصليب وحدتهم الداخليّة وعدم اللجوء الى ما يؤذي هذه الوحدة لأنّها الضمانة الوحيدة لمنعة لبنان وديمومته".

وأضاف: "لا بد في هذا المجال من التوقف عند التعاطي الدولي مع الوضع اللبناني الداخلي ولاسيما التقارير التي تصدر عن الأمم المتحدة والتي تتناول في معظم الأحيان بشكل غير دقيق مسائل معينة وتحمّل أطرافاً مجهولة في الدولة اللبنانيّة مسؤولية الكلام عن خروقات لم تحصل. في حين أنّ هذه التقارير تتجاهل جوانب أخرى وأهمها الخروقات اليوميّة الإسرائيليّة التي لا يمكن أن تستمر، وإلا فإنّها سوف تعرَض الأمن والاستقرار في الجنوب للاهتزاز. وفهمت من فخامة الرئيس أنّ لبنان لا يمكنه أن يسَلم باستمرار الانتهاكات الإسرائيليّة وأنّ الأمم المتحدة مدعوة إلى مواجهة هذه الوقاحة الإسرائيليّة وتطبيق القرار 1701 لأنّ أيّ تطبيق جزئي لهذا القرار يؤدي عملياً إلى تعطيله في جوانب أخرى؟.

وتابع: "تصدر من حين إلى آخر مواقف وتصريحات مستغربة تتناول دور رئيس الجمهوريّة وصلاحياته الدستورية. ولا بد هنا من التشديد على وجوب احترام جميع الأطراف، سواء كانوا في الموالاة أو في المعارضة، للدستور ولصلاحيات رئيس الجمهوريّة، لأنّ عدم احترام الدستور والصلاحيات الرئاسيّة يشكل تجاوزاً للدستور لا يمكن أن يُقبل به أو أن يُكرّس خصوصاً في ما يتعلق بالمفاوضة في المعاهدات الدوليّة أو في ما خص المشاركة الدستوريّة في رعاية السلطة التنفيذية".

وقال سماحة: "أتوقف أيضاً عند الوضع الداخلي الذي وصل إلى درجة يتطلَب معها معالجة سريعة وجذرية حفاظاً على الوحدة الوطنية من جهة ومسيرة السلم الأهلي والوفاق الوطني من جهة أخرى. ونتطلع بكثير من الأمل إلى انطلاق عملية التشاور الأسبوع المقبل علها تحمل إيجابيات من شأنها التخفيف من حدّة الاحتقان السياسي الذي ينعكس سلباً على الوضع الاقتصادي الذي لا يجد ويا للأسف الرعاية المطلوبة على رغم أنّه الأساس في تمكين اللبنانيين من مواجهة الاستحقاقات المعيشيّة والاجتماعيّة الضاغطة. صحيح أنّ العمل السياسي مهم في بلد مثل لبنان، لكنّ معالجة الشؤون الاقتصاديّة والاجتماعيّة والتربويّة والصحية والإنسانيّة يجب أن تعطى أيضاً الأولوية. ونلاحظ بكل ألم أنّ الحكومة لا تولي هذه المسائل التي تتصل بالإنسان في لبنان، العناية التي تستحق".

وأوضح سماحة أنّه لمس من الرئيس لحود حرصاً على إبقاء الإدارة اللبنانيّة بعيدة عن التسييس والمحاصصة وأن تكون ركائز أيّ تعيينات مرتقبة هي الكفاءة والخبرة والولاء للوطن وليس للأشخاص والأحزاب.

سعد: واستقبل الرئيس لحود، الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب اسامة سعد على رأس وفد ضم أعضاء المكتب السياسي للتنظيم. وتم خلال اللقاء عرض الأوضاع العامة في البلاد عموماً وفي صيدا خصوصاً حيث أطلع النائب سعد رئيس الجمهوريّة على نتائج الاجتماعات التي عقدت تمهيداً لدخول الجيش اللبناني إلى حي التعمير في المدينة، ومواقف الأطراف المعنية بهذه الخطوة. كما تناول البحث حاجات مدينة صيدا.

بعد اللقاء، قال النائب سعد: "كانت مناسبة للوقوف على رأي فخامة الرئيس في كل المستجدات على الساحة اللبنانيّة حيث أكدنا على الدور الإيجابي الذي يقوم به فخامته في إشاعة أجواء الاستقرار والتماسك الوطني في لبنان، وبالتالي فإنّ حملة الافتراءات التي تقوم بها الأكثريّة ضد موقع الرئاسة، إنما تصب في سعيها الدائم للاستئثار بكل مواقع السلطة بدعم أميركي مشبوه. وفي الوقت نفسه يستغرب التصريحات الأميركيّة الأخيرة ومعها قوى الأكثريّة والتي تدعي أنّ القرارات الدولية تمنع الحق الدستوري لدى اللبنانيين في التعبير عن آرائهم ومواقفهم وهذه هرطقة ما بعدها هرطقة".

أضاف سعد: "في المناسبة أدعو قوى الأكثريّة إلى أن يكون صدرها رحباً لطروحات المعارضة من أجل معالجة الأزمات الخانقة في البلاد على المستويات الاقتصاديّة والاجتماعيّة، ومن أجل مواجهة التحديات والاستحقاقات الكبيرة التي تعصف بالمنطقة. وأنا على ثقة بأنّ الحقائق الموضوعيّة للواقع اللبناني سوف تفرض معادلات سياسيّة جديدة أعجبهم ذلك أم لم يعجبهم".

أبو ناضر: والتقى الرئيس لحود الرئيس السابق لمجلس إدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الدكتور موريس أبو ناضر وعرض معه شؤوناً اجتماعيّة وإنمائيّة.

رئيس مؤسسة ايطالية: كما استقبل في حضور الرئيس العام للرهبنة الكرملية الأب مخول فرحة، رئيس مؤسسة Arsenal de Paix الخيريّة الايطالية السيد ارنستو اوليفيرو الذي أطلع رئيس الجمهورية على المساعدات التي قدمتها مؤسسته الخيريّة لعدد كبير من المتضررين في العدوان الإسرائيلي الأخير،مشيراً إلى أنّه جال على الضاحية الجنوبيّة لبيروت واطلع على الأضرار التي لحقت بمبانيها.

كما التقى عدداً من المعنيين حيث أعرب عن استعداد المؤسسة لمعالجة عدد من الأطفال الجرحى والمصابين في تورينو على نفقة المؤسسة التي ستقدم مساعدات عينيّة بإشراف الرهبنة الكرملية والأخ نور وتلفزيون "تيلي لوميير".

وقد شكر الرئيس لحود السيد اوليفيرو على مبادرته التي تجسد تضامن الشعب الايطالي مع الشعب اللبناني، كما تؤكد على متانة العلاقات بين البلدين، التي تجلت من خلال مساهمة ايطاليا في القوات الدولية العاملة في الجنوب.

واخيرا التقى رئيس بلدية بشوات حمدان كيروز مع وفد من العائلة الذين شكروا رئيس الجمهوريّة على مواساتهم في وفاة المرحوم الشيخ حنا كيروز عم رئيس البلدية. وكان اللقاء مناسبة للبحث في عدد من مطالب بلدة بشوات التي سبق لرئيس الجمهوريّة أن أولاها اهتماماً ورعاية.

 

نصح القوى الممسكة بالحكم في لبنان بالانصات الى نبض الشارع اللبناني لا الى نبض البيت الابيــض

حزب الله: الانتهاك الاميركي لسيادتنا لن يرهب شعبنــا او يمنعه من التظاهــر والانتخاب واختيار حكومتــه

المركزية - وصف حزب الله بيان البيت الابيض بأنه تدخل سافر في شأن داخلي لبناني مؤكدا ان رفض الولايات المتحدة الاميركية لمطلب حكومة وحدة وطنية او اللجوء الى صناديق الاقتراع لحسم خلافات تقترب من حدود الازمة الوطنية، هو تعبير صارخ عن رفض الخيار الديموقراطي الذي طالما استخدمته ادارة بوش كشعار فارغ وخادع في لبنان والمنطقة. وأدرج الحزب الموقف الاميركي في سياق عرقلة الحل الداخلي الذي دعت اليه الاطراف الساعية الى حل وطني شامل. ونصح القوى الممسكة بالحكم في لبنان بالاستماع الى رأي شعبها لا الى رأي بوش والانصات الى نبض الشارع اللبناني لا الى نبض البيت الابيض. معتبرا ان الانتهاك الاميركي لسيادتنا الوطنية لن يرهب شعبنا او يمنعه من ممارسة حقوقه الدستورية وعلى رأسها حق التظاهر والانتخاب واختيار حكومته.

تعليقا على البيان الصادر عن البيت الابيض حول المطالبة الشعبية بحكومة اتحاد وطني والتطورات السياسية في لبنان، أصدر حزب الله البيان الآتي:

" ان الموقف الاميركي الاخير هو تدخل سافر في شأن داخلي لبناني يتعلق بخيارات الشعب اللبناني تجاه حكومته وسياستها يصل الى حد إعلان الوصاية الكاملة على اللبنانيين وحقهم في اختيار حكومتهم وشكلها وطبيعة ادارة بلدهم.  ان رفض الولايات المتحدة الاميركية لمطلب حكومة وطنية تمثل مجمل مكونات الشعب اللبناني او اللجوء الى صناديق الاقتراع لحسم خلافات تقترب من حدود الازمة الوطنية هو تعبير صارخ عن رفض الخيار الديموقراطي الذي طالما استخدمته ادارة بوش كشعار فارغ وخادع في لبنان والمنطقة ومسارعة مكشوفة الى مساندة حكومات لا تتمتع بالتأييد الشعبي بقدر ما تتمتع برعاية المشروع الاميركي واستهدافاته المحلية والاقليمية.  لقد جاء الموقف الاميركي المذكور في سياق عرقلة الحل الداخلي الذي دعت اليه الاطراف الساعية الى حل وطني شامل وفي سياق زج لبنان في صراع واشنطن ضد قوى ودول صديقة وشقيقة للبنان وشعبه، منها ايران وسوريا وتحويله الى ساحة في حرب ادارة بوش ضد من تصنفهم في خانة أعدائها.

اننا اذ ننصح القوى الممسكة بالحكم في لبنان بالاستماع الى رأي شعبها لا الى رأي بوش والانصات الى نبض الشارع اللبناني لا الى نبض البيت الابيض، فإننا نؤكد ان هذا الانتهاك الاميركي لسيادتنا الوطنية لن يرهب شعبنا او يمنعه من ممارسة حقوقه الدستورية كافة وعلى رأسها حق التظاهر والانتخاب واختيار حكومته، ولن يزيدنا الا اصرارا على احقية مواقفنا في الدفاع عن السيادة والاستقلال في وجه الهيمنة والوصاية الاميركية. فالشعب اللبناني، وفقا للدستور، هو مصدر السلطة والسيادة وليس البيت الابيض ولا اي قوة دولية او اجنبية أخرى."

 

 "قاد حرب الغاء في التسعينات بحجة مواجهة مشروع ميليشيوي"

الجميّل : بات واضحا لدينا ان للعماد عون شخصيتين وخطابيـن

المركزية - اكد وزير الصناعة بيار الجميّل انه اذا كان البعض يحاول اليوم ان يهدد بالنزول الى الشارع فنقول له ان الدولة ليست ضعيفة بل تتمتع بتمثيل شعبي ولديها عوامل القوة للمواجهة، كما ان الموجودين في الحكم لم يأتوا من عدم او بالباراشوت بل عانوا من تجارب قاسية جعلتهم اصلب في مواجهة المحن. ولفت ان اللبنانيين الذين تجمعوا في الرابع عشر من اذار 2005 ليهتفوا جميعا "لبنان اولا" قادرون اليوم مجددا على كسب الرهان ومواصلة النضال في سبيل لبنان السيد الحر والمستقل. الجميّل الذي كان يتحدث في خلال لقاء كتائبي حواري موسع قال: البعض يحاول بكل الوسائل ان يزرع في نفوس وعقول اللبنانيين منطق العجز عن بناء دولة وحكم انفسنا بأنفسنا ونظرية ان في البلد غالب ومغلوب، وإن فريقا معينا يجب ان يخاف من فريق آخر او على الاقل ان يكون في حمياته، وهذا المنطق خاطئ ومتآمر على الوطن ويجب كسره، لأن اللبنانيين قادرون على العيش معا وعلى حكم انفسهم وبناء دولة جامعة وقوية.

اضاف: ان البعض يحاول بطرق مختلفة ضرب مسيرة بناء الدولة وتقويض اسسها، ويطل على اللبنانيين بخطاب يدعي الحرص على الناس ومصالحهم ولكنه في حقيقة الامر يخفي اهدافا تآمرية واضحة لتحقيق طموحات شخصية. وقال: ليس صحيحا ما تسمعونه من الذين يدعون الحرص على الناس ومصالحهم وعلى حسن التمثيل الشعبي، لأنهم كانوا اول من ارتهن للخارج وضربوا عرض الحائط بكل القيَم ويحاولون اليوم مجددا بث التفرقة بين اللبنانيين. ان حرص هؤلاء ليس ابدا على لقمة العيش ومصالح الناس بل على مصالحهم الخاصة ولتحقيق هدف لم يعد خافيا وهو ضرب الدولة ومنع قيامها.

واذ حذر من محاولات الانقلاب على الدولة بطرق مختلفة كمثل تحريض الناس على الحكومة، اكد اننا لن نسمح لأحد باستغلال المطالب الاجتماعية لاسقاط الحكومة وضرب الاكثرية التي انبثقت عن الانتخابات النيابية.

وردا على سؤال قال: بات واضحا لدينا ان العماد عون يملك شخصيتين ويتحدث بخطابين، فهو يدعي في كل مناسبة احتكار التمثيل المسيحي في الانتخابات وفي الوقت ذاته ينتقد القانون الذي اجريت على اساسه، ويشكك في مجمل تمثيل الآخرين بموجب القانون ذاته.

اضاف: هو يهدد بتظاهرة دفاعا عن لقمة العيش وحق الشباب في البقاء في وطنهم وفي الوقت ذاته يتغاضى عن حرب عبثية ادخل لبنان فيها عنوة واوقفت الدورة الاقتصادية فيه وتسببت بتهجير الآلاف من اللبنانيين. يهدد بتظاهرة لإعادة بناء جسر مهدم ولا يسأل عن سبب تهديم الجسر او يحاسب من كان السبب الرئيس لهذا التهديم. قاد حرب الغاء في التسعينات بحجة مواجهة مشروع ميليشيوي وتوحيد السلاح في يد الدولة ويبرر اليوم لفريق متحالف معه ان يقود مشروع دويلة على حساب الدولة اللبنانية، اما تبرير العماد عون لبقاء السلاح في يد حزب الله واعتباره موقتا فيذكرنا بمقولة شهيرة كانت لازمة كل خطب مرحلة ما بعد التسعينات وهي ان الوجود السوري في لبنان موقت. وقال: "الواقع ان هناك خطة انقلابية تحاك باسم الجسر ولقمة العيش والسرقة والاهدار لكن المضمون هو منع قيام المحكمة الدولية والعودة الى المشروع السياسي لفترة الوجود السوري، فهل يحق لأي كان ان يأخذ الناس الى مغامرات متناقضة او فاشلة؟ والناس الذين رفعوا، على صليب المعاناة طوال 15 عاما من الهيمنة السورية، هل يقبلون مجددا ان يكونوا بلا ذاكرة ولا يحاسبوا؟"

اضاف: "اذا كان البعض يحاول اليوم ان يهدد بالنزول الى الشارع فنقول له ان الدولة ليست ضعيفة بل تتمتع بتمثيل شعبي يعطيها كل عوامل القوة للمواجهة، كما ان الموجودين في الحكم لم يأتوا من عدم او بالباراشوت بل عانوا من تجارب قاسية جعلتهم اصعب في مواجهة المحن، واللبنانيون الذين تجمعوا في الرابع عشر من آذار 2005 ليهتفوا جميعا "لبنان اولا" قادرون اليوم مجددا على كسب الرهان ومواصلة النضال في سبيل لبنان السيد الحر والمستقل، واذا اراد احدهم العودة مجددا الى مسيرة الاستقلال فأهلا وسهلا به لكننا بالتأكيد لن نسمح له ان يأخذ البلد الى موقع آخر يعيدنا الى حقبات تجهد جميعا لمحو آثارها ومعالجة تداعياتها".

 

 

عرض وبيدرسون لكلام لارسن عن دخول اسلحة الى لبنان

خليفة: احد ما في الحكومة ابلغه الامر من دون طرحـــه

المركزية - اعلن وزير الصحة الدكتور محمد جواد خليفة ان احدا في الحكومة ابلغ الامم المتحدة كلاما عن تهريب اسلحة الى لبنان من دون طرح الموضوع على الحكومة ما يعني انه يشارك في تغطية اعتداء محتمل على لبنان. واذا اشار الى خطورة الامر اعتبره كعملية انقلاب على القرار 1701 من قبل اطراف يظنون انه كان من الافضل صدور قرارات دولية اقسى من هذا القرار.

استقبل الوزير خليفة قبل ظهر اليوم ممثل الامين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون وعرض معه كل القضايا المطروحة على الساحة اللبنانية لجهة الخرق الاسرائيلي المستمر للقرار 1701 ولموضوع جلسة التشاور التي ستعقد يوم الاثنين المقبل.

بعد الاجتماع، قال الوزير خليفة: "بحثنا في مواضيع عدة وخصوصا تلك التي نتجت عن الاعتداء الاسرائيلي على لبنان والمتعلقة بالاوضاع الصحية، وتركز البحث على معرفة الاراء للخروج من الازمة الراهنة، وهناك اهتمام كبير ودعم وترقب لما سينتج عن جلسة التشاور.

ومن الطبيعي ان نتوقف عن بعض الكلام الذي صدر عن السيد لارسن، واشار فيه الى دخول او تهريب اسلحة الى لبنان، هذا الموضوع لا علم لمجلس الوزراء فيه وخصوصا ان الكلام الذي صدر نسبة الى الحكومة وقد نفى الرئيس السنيورة هذا الامر".

اضاف: "خطورة هذا الموضوع يتزامن مع التصريحات الصادرة عن اسرائيل التي تؤكد استمرار تحليق طيرانها فوق لبنان بحجة تهريب الاسلحة وهذا الكلام جدي. ويبدو ان احدا في الحكومة ابلغ الامم المتحدة او السيد لارسن كلاما عن تهريب اسلحة من دون طرح هذا الموضوع على الحكومة، ما يعني انه يشارك في تغطية اعتداء محتمل على لبنان. وهذا الامر بالغ الخطورة وسيتم البحث فيه من قبل الامم المتحدة وسيلتقي السيد بيدرسون الرئيس السنيورة لاستضاحة الامر. لقد توقفنا كثيرا امام هذا الموضوع خصوصا وانه يعتبر كعملية انقلاب على القرار 1701 من قبل اطراف يظنون انه كان من الافضل صدور قرارات دولية اقسى من هذا القرار.

كذلك بحثنا بأمور اخرى ابرزها المواضيع التي طرحها الرئيس بري لجهة توسيع الحكومة. والموضوع الذي يبدي الجميع اهتمامه به هو الحوار التشاوري والاعداد لقانون انتخابات لانه على المدى الطويل والمتوسط هو المخرج للبلد ولكل المأزق التي نمر بها حاليا.

* هل ابلغت من قبل السيد لارسن بموقف معين للامم المتحدة حول انتهاك اسرائيلي للقرار الدولي 1701؟

- طبعا هناك تخوف كبير من هذا الموضوع، وان الخروقات الدولية قد تبرر قيام احد ما بتكتيك معين في الجو، كإطلاق طائرة صغيرة مثلا او ما شابه خصوصا اذا ما سجل ان الامم المتحدة تراقب مئات الخروقات وقسم منها كان اكثر من خروقات كان هجوما فعندما تحلق ثمان طائرات على علو منخفض فوق العاصمة في ظل كلام مهد له، ومفاده انهم يمكن ان يستهدف اي مكان فيه اسلحة او تهرب من خلاله الاسلحة. فمعنى ذلك ان الاعتداء لا يزال قائما على لبنان. وهذا امر مخيف والامم المتحدة متفهمة لهذا الامر وتبذل كل الجهود لمعالجة هذا الموضوع.

 

 عندما نتكلم عن حكومة وحدة وطنية يجب البحث في الرئاسة الاولى

حمادة: ذاهبون الى التشاور بعقل منفتح ونيــــــات حسنــة

المركزية - رأى وزير الاتصالات مروان حمادة ان كل الشأن السياسي في لبنان مترابط بمعنى انه عندما نتكلم عن حكومة اتحاد وطني يجب ان نعرف ماذا سيحصل بالرئاسة الاولى، مؤكدا ان القرار متخذ بالذهاب الى التشاور وبعقل منفتح وبنيات حسنة.

واعتبر حمادة في اتصال الى برنامج "نهاركم سعيد" ان القرار متخذ بالذهاب الى التشاور وبعقل منفتح وبنيات حسنة والشيء الوحيد الذي تحفظنا عنه حتى عند الرئيس بري مع ترحيبنا مبادرته وتثمينها هو وضع الامور وكأنه انذار يتعلق بوقت معين هو سبعة ايام واذا لم نخضع في هذا الوقت لمطالب الفريق الذي نتحاور معه تقوم الدنيا ولا تقعد ونحن نرى كما قال الرئيس فؤاد السنيورة بالامس ان في ذلك حشر البلد واللبنانيين في وضع متوتر نستطيع ان نستغني عنه وتحل محله عودة جادة الى الحوار على اساس كل النقاط العالقة في النقاش ونحن لا نرفض البحث في حكومة الوحدة الوطنية ولكن يجب ان نتفاهم على مسمى الوحدة الوطنية، فالوحدة الوطنية ليست بإلحاق الوطن اللبناني بأي قوة اقليمية اخرى ولا طبعا بأي قوة دولية وهذا شرط اساسي ولكن ايضا عندنا ملاحظات على قضايا لم تحسم سابقا كقضية ازمة الحكم المتمثلة بالرئاسة الممددة وكذلك ضمن حكومة الوحدة الوطنية او كمقدمة لها التفاهم على امور اساسية كالاصلاح الاقتصادي والاجتماعي لأن من دونه لا نستطيع ان نطل على باريس-3 من دون حجج حقيقية لكي يأتي العالم ويساعدنا. ومن جهة ثانية الخطة الدفاعية للبنان كي لا نذهب نحن والجيش والجنوب واليونيفيل في مغامرات غير محسوبة الا من قبل سلطة لبنانية تعود اليها قرارات الحرب والسلم.

اضاف: "بالنسبة الى التشاور نحن ذاهبون بعقل منفتح وباستعداد للحوار وبعلاقة ممتازة مع الرئيس بري وبتحميله الآمال لأن يخرج لبنان بهذا التشاور واستطرادا الى حوار اوسع من المأزق الذي يحاول البعض دفعنا اليه.

وعن توقع قبول "حزب الله" بالتشاور في حال طرح مواضيع من خارج جدول اعمال بري قال: "لا اريد ان استبق جلسة الاثنين ولا ما سينجم عن اللقاء ومعروف انه عندما تلتقي الناس وجها لوجه الكثير من التشنجات التي تسبق ذلك على شاشات التلفزيون او على صفحات الصحف تخف كثيرا وانا شاهد مستمر لجلسات الحوار ورأيت ان الاجواء التي تسود في الداخل غير تلك التي تعلن في الخارج فلذلك لا ازال اعلق آمالا كبيرة بأن يسود التعقل وتزول التشنجات".

اضاف: "كل الشأن السياسي في لبنان مترابط بمعنى انه عندما نتكلم عن حكومة اتحاد وطني يجب ان نعرف ماذا يفسر هذا المسمى وان نعرف ماذا سيحصل بالرئاسة الاولى واي برنامج لهذه الحكومة وهل تبقي على البيان الوزاري السابق وشعرنا ان الفريق الاخر يريد ان يبقي البيان الوزاري السابق، وبالتالي تعديل ثم توسيع الحكومة بحيث يخرج ناس ويدخل ناس ونبقى على البيان نفسه لأنه يتضمن بعض الاشارات الى المقاومة؟ كل هذه الامور يلزمها حوار ومن المؤكد ان المتشاورين لن يجتمعوا لسبعة ايام متتالية وانما يجب ان يعود كل فريق الى قواعده وحلفائه".

وقال: "لذلك بنظري العلة الكبرى قبل جدول الاعمال في اجتماع الاثنين هي حشره من قبل فريق معين بإنذار هو مدة اسبوع، اما ميزته الكبرى انه على الاقل الرئيس بري عاد وجمع الاقطاب على الساحة اللبنانية".

وعن جلسة الحكومة اليوم موضوع الهيئة الناظمة ورفض الرئيس لحود له قال: انا استغرب افتعال رئاسة الجمهورية للازمة حيث لا ازمة لأن من صلاحيات وزير الاتصالات ان يطرح حسب القانون 431 للاتصالات تعيين هيئة ناظمة وكنت اود انه منذ العام 2002 عندما صدر هذا القانون ان يكون سبقني اسلافي وحلوا هذه المشكلة لأنه من دون هيئة ناظمة فكل قطاع الاتصالات لا ينتظم ولا يمكن ان يسيّس في اي وقت كي يقال بأننا اعطينا مثلا رخصا لشركات.

وأنا اؤكد انه منذ اتيت الى الحكومة لم تصدر رخصة واحدة من الوزارة وأنا اترك كل ذلك وكل موضوع الخصخصة اذا كان هناك من قرار في المجلس النيابي ان تكون هناك هيئة ناظمة التي هي هيئة مستقلة تأخذ من الوزير نحو 60 او 70 في المئة من صلاحياته فعندما تنشأ الهيئة الناظمة تزول تقريبا صلاحيات وزارة الاتصالات.

اضاف: ان مَن قرأ التقرير العائد للجنة الخاصة التي اقامت المباراة اعتذر ان اقول انهم جهلة وهذا ما سأقوله في مجلس الوزراء وبوجه الرئيس. في ما خص الاختصاصات هناك 12 مرشحا، لا يوجد بينهم اي من طائفتي.

فإذا اخذنا الجغرافيا السياسية للمرشحين نرى انه لا يوجد اي واحد يخص 14 اذار، ولكن عندهم كفايات بكل مدارس التليكوم العالية. واللجنة التي لم يكن لي علاقة بها هي لجنة مهنية وتحت اشراف وزارة التنمية الادارية.

ولفت حمادة الى وجود 12 مرشحا سنختار منهم خمسة ولا يستطيع الرئيس ان يقول احذفوها من جدول الاعمال او ضعوها على جدول الاعمال، وليسمح لنا الرئيس الذي عنده صلاحيات دستورية كرئيس جمهورية، ولكن الوزير مضطر بموجب القانون والدستور ان يرشح هو المرشحين للهيئة الناظمة وهذه هي اول هيئة ناظمة في تاريخ الجمهورية اللبنانية، ويجب ان نشكل هيئات ناظمة تشرف على كل شيء، هنا وفي الكهرباء وفي النقل وفي غيرها من الادارات العامة في البلد. وأنا اضع الاعتراضات التي صدرت في مجالها السياسي.

اضاف: الرئيس لا يريد تشكيلات قضائية كما اخّر التشكيلات الديبلوماسية كذلك يعطل تشكيلات المحافظين، وبالنتيجة نرى ان هناك تأخيرا متعمدا لكل شيء يُقترح وكأنه هو الذي يريد ان يفرض علينا بأن نأخذ القرار بأكثرية الثلثين.

 

 أبدى قلقه من انعكاس التصريح الاميركي على جلســـة الاثنيــن

بري ينتظر عودة الحريري وخوجه الـــى بيروت من السعوديــة

ليبحث في معطيات الوضع الحكومي ويشدد على وجوب نجاح التشاور

المركزية - قبل اربعة ايام بالضبط على محاولة قادة الحوار اللبنانيين اخراج البلاد من المأزق السياسي الذي تتخبط فيه على خلفية المواضيع والطروحات ، وكذلك على خلفية العدوان الاسرائيلي الاخير على لبنان وتداعياته السياسية، شهدت الساحة الداخلية حركة اتصالات ديبلوماسية كثيفة مع القيادات اللبنانية في وقت تواصل هذه القيادات التشاور في ما بينها من جهة واطلاق المواقف المتصلة بالجلسة التشاورية التي دعا اليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري الاثنين المقبل.

والبارز في الحركة الديبلوماسية هو تحرك السفير الاميركي لدى لبنان جيفري فيلتمان على القيادات في وقت ابدى العديد من القيادات خشية من التصريح الذي صدر أمس عن البيت الابيض في وقت لم يتحدد بعد موعد النزول الى الشارع لاسقاط الحكومة وفي وقت لم يتبين اي طرف بعد ما ستؤول اليه نتائج الجلسة التشاورية الاثنين المقبل.

واذ يبدو الموضوع الحكومي على نار البحث الجدي على خلفية التفاهم بالتأكيد، بحسب ما قال مصدر نيابي مشارك في الاتصالات التي تجرى، وعلى خلفية تفاهم على خطوات مقابلة كموضوع المحكمة الدولية من جهة والملف الرئاسي مجددا من جهة ثانية، كشفت مصادر مقربة من الرئيس بري لـ "المركزية" اليوم انه في انتظار عودة رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري الى بيروت في خلال الساعات المقبلة ليجتمع معه ويبحث في هذا الموضوع خصوصا وان المملكة العربية السعودية على خط المساعدة الداخلية المباشرة كما نقل الرئيس بري في اثناء زيارته الاخيرة لها وكذلك من خلال ما سيكون الحريري حمله معه من السعودية، في وقت ينتظر الجميع عودة السفير السعودي فوق العادة لدى لبنان عبد العزيز خوجه الى بيروت وهو الذي كان عقد الاسبوع الفائت اجتماعا مع الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله مدة اربع ساعات وكذلك مع رئيس التكتل الاصلاح والتغيير النائب العماد ميشال عون مدة ساعة ونصف الساعة بعيدا من الاضواء وتم في خلال الاجتماعين البحث في مخارج للوضع الراهن.

وقالت هذه المصادر ان الرئيس بري يخشى من ان يؤثر الموقف الاميركي على الجلسة التشاورية بحيث ان غياب احد الاقطاب باستثناء السيد نصر الله، قد يؤثر سلبا على التشاور في ذاته وكذلك على النتائج.

وكشفت المصادر نفسها ان الرئيس بري يبحث في تفاصيل المواضيع التي ستطرح في جلسة الاثنين من منطلق حرص شديد لمسه زواره في الايام الاخيرة على انجاح هذه الجلسة لانها مفتاح السير بالوضع الداخلي الى الامام لان اي انتكاسة تفتح الوضع مجددا على كل الاحتمالات في ظل حال من الصراع في المنطقة لم تتبلور نتائجه بعد، ما يعني حصول ارباكات على الساحة وعودة التباعد والانقسام في وقت تضم طاولة التشاور الجميع في اجواء في الداخل هي اكثر هدوءا بكثير من المواقف التي تطلق في الاعلام وتوحي بغير الاجواء التي تسود على الطاولة.

 

 المجلس الشيعي ايّد مبادرة بري وحكومة الوحدة الوطنية

لافتاً الــــــى ان الخطاب الحاد يفاقم الازمــــة

المركزية - ايّد المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري التشاورية لافتا الى ان الخطاب الحاد يفاقم الازمة وعلى السياسيين اشاعة مناخات التهدئة تمهيدا للوصول الى حكومة وحدة وطنية تنهض بالبلاد. عقد المجلس الشيعي إجتماعه الدوري بهيئتيه الشرعية والتنفيذية برئاسة نائب رئيسه الشيخ عبد الأمير قبلان، واستعرض المجتمعون "التطورات التي يمر بها لبنان والمخاطر الكبيرة التي يواجهها جراء السعي الدائم لفرض الإملاءات الأجنبية عليه وتحويل وتحوير دور قوات اليونيفل ومحاولة إخضاعه للمشروع الأميركي أسوة بما يجري في دول المنطقة، وذلك بإثارة الفتنة والتحريض ومحاولة الإخلال بالأمن، بالإضافة الى النهج المعتمد بالخطاب المتشنج والمتدني الذي يثير الإنقسام والشرذمة وبالتالي ضياع فرصة التشاور التي تشكل مخرجا لإيجاد الحلول الناجعة". في ختام الإجتماع، تلا عضو الهيئة الشرعية القاضي الشيخ علي الخطيب البيان الختامي الآتي:

"أولا: يعلن المجلس تأييده ودعمه لمبادرة دولة الرئيس نبيه بري ويدعو المعنيين الى التعاطي معها بإيجابية للخروج بالبلاد من الأزمات التي تعاني منها، ويرى أن اللبنانيين محكومون بالحوار والتشاور لحل خلافاتهم ومشكلاتهم رحمة بالوطن والمواطنين الذين يكفيهم ما عانوه من عدوان اسرائيلي إضافة إلى الأزمات الاقتصادية والإجتماعية المستمرة والمتفاقمة التي ترزح تحت عبئها البلاد والتي تحتاج الى تعاون الجميع لحلها. ثانيا: يعتبر المجلس أن الخطاب السياسي الحاد واللغة القاسية والنابية يفاقم من الأزمة السياسية وعلى السياسيين إشاعة مناخات التهدئة من خلال إعتماد الخطاب المعتدل والعودة الى ميثاق الشرف في التعاطي في ما بينهم لأن الاعتدال يقرب وجهات النظر ويعمق الإنصهار الوطني من خلال تقديم مصلحة الوطن على المصالح الخاصة.

ثالثا: يرى المجلس أن قيام حكومة وحدة وطنية يشكل خطوة صحيحة للخروج من الأزمة السياسية الراهنة لما تحققه من شراكة وطنية لمواجهة الاستحقاقات التي تنتظر اللبنانيين على الصعيدين الداخلي والدولي وهو مطلب محق يعود بالخير لهذا الوطن ولا تعطيل فيه لمشروع الدولة وعملها ولا تفشيل فيه للتحقيق الدولي لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وسائر الجرائم الاخرى. فهذا موقف ثابت عبر عنه المجلس منذ اللحظة الأولى لوقوع هذه الجرائم المدانة. وهنا يستنكر المجلس التدخل الأجنبي في شؤون لبنان الداخلية وخصوصا في موضوع بقاء أو تغيير الحكومة اللبنانية ويرى في ذلك انتهاكا سافرا للسيادة والاستقلال وتحريضا للبنانيين بعضهم على بعض. وسأل المجتمعون الحكومة هل أن ذلك في مصلحتها؟، داعين الجميع إلى رفض الاملاءات الخارجية حفاظا على سيادة لبنان واستقلاله وحريته. ويستنكر المجلس التصريحات المسيئة للمبعوث الدولي تيري رود لارسن التي تتنافى ودوره الدبلوماسي، ويرى فيها تحريضا وتبريرا لاستمرار العدوان الاسرائيلي، كما يطالب الحكومة بموقف واضح وصريح يدين هذه التصريحات.

رابعا: يذكر المجلس الحكومة بدعوته السابقة إلى اعلان حالة طوارئ اجتماعية لمواجهة تداعيات الحرب العدوانية ويطالبها بالإسراع في دفع التعويضات للمتضررين والمنكوبين بفعل العدوان الإسرائيلي ضد لبنان كي لا يشعر اللبنانيون بالمزيد من الأذى والظلم لأن ظلم العدو الإسرائيلي كان كافيا، ويحذر من تسييس هذا الملف لا سيما وان معظم الدول المانحة قدمت مشكورة المساعدات التي وعدت بها لبنان. كما يطالب الحكومة بالإسراع في إزالة آثار العدوان وترميم الطرقات والجسور حفاظا على أرواح المواطنين.

خامسا: ينظر المجلس بريبة الى الأحداث الأمنية المتتالية التي تتعرض لها البلاد ويدعو المسؤولين الى القيام بواجباتهم في حفظ الأمن وكشف المعتدين وانهاء التحقيقات في أحداث الرمل العالي والاعلان عن المرتكبين ومحاسبتهم. وتوقف المجلس عند المعلومات الخطيرة التي تحدثت عن عمليات إدخال أسلحة ومعدات حربية عبر مطار بيروت وضرورة توضيح الأمر واتخاذ الاجراءات اللازمة بما يعزز ثقة المواطنين بالأمن والاستقرار.

سادسا: إن المجلس يحذر من أي تحويل أو تحوير لدور قوات اليونيفيل ويحمل مجلس الأمن مسؤولية الانتهاكات الاسرائيلية المتكررة ضد لبنان وإصرار حكومة العدو وتحديها للقرارات الدولية خصوصا القرار 1701، في الوقت الذي نفذ فيه لبنان إلتزاماته في هذا المجال.

سابعا: يناشد المجلس الشعب العراقي تحكيم لغة العقل والحوار. وفي هذا الإطار يرى أن وثيقة مكة المكرمة تشكل انجازا لوقف شلال الدم وفرصة لبناء العراق الموحد السيد والمستقل، وبقاء الاحتلال إمعان في شرذمة العراق، ويرى أن خروج العراق من محنته مرهون بتوافق فئاته كافة.

ثامنا: توقف المجلس عند الأنباء الواردة عن استعدادات إسرائيلية لاجتياح غزة والمجازر الإسرائيلية اليومية والمستمرة ضد المدنيين الفلسطينيين، لذلك فإن المجلس يدعو الدول العربية والإسلامية الى تحمل مسؤولياتها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني ويناشد الأخوة الفلسطينيين الخروج من حالة الانقسام الداخلي للوقوف أمام الأخطار المحدقة.

وكان الشيخ قبلان ألقى كلمة قال فيها: "إن الوضع في لبنان صعب ويمر بإرهاصات كبيرة وكثيرة والشعب يعيش حالة ترقب وانتظار مخيف وتسعى أيادي الشر للعبث بالأمن وزرع الذعر، والكثير من المسؤولين يعيشون حالة عصبية قريبة من الجنون بحيث كادت أن تغيب المواقف العاقلة ولم يعد أحد يستمع اليها ولا يتجاوب معها. ونحن في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الذي يمثل ويجمع أكبر شريحة تمثيلية لأبنائنا ولأهلنا في هذا الوطن مما يفرض علينا مسؤولية أن نحمي لبنان ونحافظ عليه، فلبنان ليس ملكا لأحد بل هو ملك لكل مواطنيه ولشعبه. وإن تصرفات بعض السياسيين تدل على عصبية زائدة وبعيدة عن العقل، وان المجلس كبقية المؤسسات الدينية يتحمل عبئا كبيرا، ولا تقتصر مسؤوليته على أبناء الطائفة بل إنها مسؤولية عامة تشمل كل اللبنانيين بدون استثناء". أضاف: "نحن في المجلس نعلن تبنينا لما اقترحه دولة الرئيس نبيه بري بدعوته الى جلسة تشاور وطني مبتدئا بحكومة وحدة وطنية ومناقشة قانون الانتخاب، وان موضوع حكومة الوحدة الوطنية لا يعني بالضرورة إسقاطها بالقوة بل قد يكون الأمر مقتصرا على توسيعها وتطعيمها بشخصيات كفوءة تمثل معظم الفاعليات السياسية لأن العمل الذي يشارك فيه الجميع فيه إناره للعقول وتهدئة للنفوس.

إن المجلس قد أدان منذ اللحظة الأولى الجريمة البشعة التي أدت الى إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والإغتيالات التي سبقته أو أتت لاحقا، وكذلك محاولات الإغتيال، وطالب منذ ذلك الحين بضرورة الكشف عن مرتكبي ومخططي هذه الجرائم وتقديمهم الى المحاكمة وإنزال أشد العقوبات بهم، وقد تم تبني المحكمة ذات الطابع الدولي لتكشف عن أسباب وموجبات هذه الجرائم، محكمة نريدها نزيهة حتى تعطي النتيجة المرجوة على أن يكون إنشاؤها وفقا لأحكام الدستور وبالتوافق مع رئيسي الجمهورية والحكومة".

ورأى أن "ما سمعناه وصدر في اليومين الماضيين من تصريحات وتحديات وإساءة الى كل المواقع نعتبره إسفافا وإنحدارا بمستوى الخطاب السياسي الذي لم نكن يوما نتصور أن يصل الى هذا الحد ولا يشرف ما قيل تحت أي عنوان كان ولأي سبب كان حتى أن الشعب بدأ يسخر ويأسف لما يصدر عن ممثليه. يجب معالجة المشاكل بعيدا عن الحساسيات وعدم إلقاء الأحكام والتهم جزافا. إن ما اقترحه الرئيس بري من مشاورات حول قانون الإنتخابات الجديد يجب أن يرضي الجهات كافة والعقلاء منهم دون مس بالأساسيات، وندعو الجميع الى التوافق حول المسائل الخلافية دون تحد، وليكن ما يقوم به العدو الاسرائيلي من انتهاكات فاضحة فوق رؤوسنا عبرة ونحن نتلهى بخطاب مسيء وفي الوقت الذي يتربص بنا العدو الصهيوني ويتحدى القرارات الدولية، خصوصا القرار 1701، وذلك يكشف عن نياته، مع العلم انها ليست خافية على أحد. إننا نطالب قوات اليونيفيل التي جاءت للحفاظ على لبنان بأن تقوم بدورها لوضع حد للتجاوزات، وليس كما صرح بعض قادة دولها من أنها أتت لحماية اسرائيل، إنما يجب أن تكون لحماية لبنان بأرضه وسمائه وبحره من الاعتداءات والخروقات التي تقوم بها اسرائيل وبشكل وقح تحت أنظار العالم.

إننا نطالب الحكومة بأن تعمل بكل جهودها للتعويض على أصحاب المنازل المهدمة والمؤسسات التجارية جراء العدوان ومعالجة المشاكل والمسارعة في اعادة بناء وترميم الجسور والطرقات وتقديم المساعدات كي لا يشعر اللبنانيون بالمزيد من الأذى لأن ظلم إسرائيل كاف، لذلك على الحكومة أن تسير بتوجه صحيح لعلاج الأوضاع الإنمائية وإعادة الإعمار والعناية بالشؤون الاجتماعية والصحية والتربوية لأنه لا يجوز البقاء في حلقة مفرغة، ويتقاذف الجميع الاتهامات بالتقصير. أقول للجميع ارحموا هذا الشعب قبل أن يفرغ صبره ويتحرك من جديد ويجد نفسه مجبرا على النزول الى الشارع، لذلك نطالب بضبط الأعصاب والبعد عن التشنجات ونريد أن تسود الكلمة الطيبة وان نجتمع لما فيه خير هذا البلد، ولا نوافق على أي عمل ارتجالي يذهب بنا الى المجهول".

 

حزب الله» ورد الجميل

حسان حيدر - الحياة     - 02/11/06//

يقاتل «حزب الله» اسرائيل منذ نشأته في أواسط الثمانينات، وهو قاتلها حتى خرجت من لبنان في العام ألفين، ثم واصل قتالها معتبراً ان انسحابها ليس كاملاً وانه لا بد من استعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وأسرى لبنانيين وربما من جنسيات اخرى في سجونها. ثم عاد وحاربها في تموز (يوليو) الماضي ولا يزال يحتفظ بأسيرين يريد مبادلتهما. وهو يواصل القول ان معركته مع اسرائيل مفتوحة وانه لا بد من بقاء سلاحه لأن ذلك رادعها الوحيد عن استهداف لبنان. ولا يهم الحزب ان تكون المزارع والتلال لبنانية او سورية، او ان دمشق لا تريد الاعتراف رسميا بلبنانيتها، ذلك انه يرى تحالفا طبيعيا بين اعداء اسرائيل ويصنف سورية التي يمر سلاحه منها وعبرها في هذه الخانة، ولذا لا بأس إن استعاد هو ارضا لحليفه طالما ان بالامكان حل هذه المسألة بينهما لاحقا. كما ان استعادته ارضا من اسرائيل حتى لو كانت سورية تخدم الصورة التي بات يقدم نفسه بها باعتباره قوة اقليمية لها جمهورها «من المحيط الى الخليج» ولها رأيها في كل ما يجري من حولها في المناطق القريبة والبعيدة مثل فلسطين والعراق وافغانستان وحتى فنزويلا وكوبا والبرازيل وصولاً الى فيتنام. وهو اذا فعل فإنه يرد الجميل لدمشق التي طوعته ثم رعته منذ نعومة أظافره وجعلت منه منبراً لمخاطبة اسرائيل والاميركيين، ومن نفسها بوابة لكل ما يتعلق به حتى لو أتى من الحليف الآخر الايراني المتلهف للحلول محل العرب في الدفاع عن قضيتهم الاولى: القدس. وبالطبع فإن رد الجميل لسورية يأتي في وقته مع اقتراب استحقاق المحكمة الدولية التي لا يحتج عليها سوى حلفاء دمشق.

وأول من أمس، تحدث الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله من على شاشة تلفزيونه فبدأ حديثه بكلام يتردد في دمشق وطهران عن مشروع اميركي للمنطقة يهدف الى الهيمنة عليها وكيف ان هذا المشروع يواجه الفشل في كابول وبغداد وغزة وبيروت. وفي كل من هذه العواصم هناك قوى عميلة للاميركيين تأتمر بأمرهم وتنفذ رغباتهم على عكس رغبة شعوبها المقاومة. ولا تشذ حكومة لبنان في رأيه عن هذا التوصيف، فهي كانت تسعى منذ ما قبل اندلاع الحرب الاخيرة مع اسرائيل الى استقدام قوات متعددة الجنسية الى لبنان بموجب الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة لنزع سلاح الحزب، وعمدت خلال الحرب الى تهديده بإطالة أمدها ما لم يمتثل لشروط بينها نزع هذا السلاح. وبكلام آخر فان الفريق الحاكم في لبنان حاك مؤامرة الحرب الاخيرة مع الاميركيين والاسرائيليين، او على الاقل شارك في تنفيذها، لمحاولة التوصل الى نشر قوة دولية غير تابعة للامم المتحدة في كل لبنان، وخصوصاً على حدوده مع سورية، ثم اضطر بعد صمود الحزب الى القبول بتعزيز القوة الدولية في جنوب لبنان على ان تقتصر مهماتها على تلك المنطقة فحسب، ويحاول الآن تغيير المهمة الموكلة اليها. ويعني هذا الكلام، في أقل تقدير، اتهاماً بـ «الخيانة العظمى» للفريق الحاكم في بيروت، ويعني أيضاً ان ما ينطبق على الاسرائيليين والاميركيين ينطبق بالضرورة على الساعين الى تحقيق اهدافهم في لبنان وربما في المنطقة لأن «مؤامرة» حكومة فؤاد السنيورة تستهدف سورية ايضاً. ومن حارب اسرائيل لن يتردد في محاربة «عملائها». اي بكلام أوضح فإن الحزب لن يتردد في استخدام ترسانته في مواجهة «أزلام» اميركا في السرايا الحكومية. أليس هذا ما تفعله «طالبان» مع حكومة كرزاي وما يفعله ورثة الزرقاوي مع حكومة المالكي، فلماذا يشذ هو عن القاعدة؟

 

معلقاً على بيان البيت الأبيض/بري: ومن الحب ما قتل

النهار/ علق رئيس مجلس النواب نبيه بري مساء امس على البيان الصادر عن البيت الابيض قائلاً:

"ومن الحب ما قتل. أهو دفاع عن لبنان؟ ام دفع به الى الفوضى الخلاقة؟ أهو حرص على الحكومة؟ ام تحريض عليها؟ على كل نطمئن البيت الابيض الى ان لدى اللبنانيين من العراقة الديموقراطية ما يجعلهم يحتكمون الى الحوار والتشاور وليس الى نصائح حماة اسرائيل التي تخرق القرارات الدولية كل يوم وطائراتها لا تفارق اجواءنا ودائماً تحت سماء القرارات الدولية وآخرها القرار رقم 1701 من دون ان يصل هدير محركاتها الى اجواء البيت الابيض

 

الى سمير جعجع [2]

بقلم المحامي ايلي اسود (•)النهار

أخاطبك للمرة الثانية، بمحبة ومسؤولية، لأقول لك، وأنت اليوم في الواجهة، إنه لفتني في احد تصريحاتك قولك "كم من الجرائم ترتكب باسمكم أيها المسيحيون" وان المسيحيين أخذوا موقعهم على المستوى الاعلامي وعلى المستوى السياسي وفيما بعد على مستوى تركيبة الدولة ككل، وانك تعمل لمصلحة المسيحيين من خلال مصالحات واجتماعات بين حلفاء لبنانيين في غرف مقفلة، وان التمثيل المسيحي خلال الخمس عشرة سنة الماضية كان جزئياً ومحدوداً ومحلياً، وان الحكومة الحالية تعمل وفقاً للطروحات التي عمل لها المسيحيون طوال ثلاثين عاما، ثم كلامك الاخير عن مؤامرة واضطرابات.

عن الجرائم المشكوّ منها، أنت تعلم علم اليقين ان ما أصاب المسيحيين منها في نزاعاتهم بين بعضهم البعض التي جرتهم اليها قياداتهم، يفوق في هوله ما اصابهم من الآخرين، الأمر الذي ادى الى اضعافهم وشرذمتهم، مقدمة لتهميش دورهم السياسي، الذي لا يزال في انحدار مخيف، في ظلّ ما تسميه "الحكومة الاستقلالية الفعلية".

وعن موقع المسيحيين الآن، ففي الحقيقة انه موقع غائب تماما عن الاعلام وعن السياسة وعن الادارة وعن تركيبة الدولة ككل، اللهم باستثناء هندسة "المؤسسة اللبنانية للارسال" تغطية اعلامية يومية مفرطة لحزبك، في نشرات الاخبار وفي الحلقات السياسية.

اما العمل لمصلحة المسيحيين في غرف مقفلة، فالأجدى اشتراك جميع المعنيين المسيحيين في ايجاد الحلول، لئلا يقال ان احداً من الساسة المسيحيين قد استأثر مجددا بأي قرار مصيري من هذا النوع بعيدا عن الناس في غرف مقفلة.

عن رفع الحكومة الحالية شعار دافع عنه المسيحيون ثلاثين عاما، فان تركيبة الحكومة المبتورة تنفي ذلك، وازدواجيتها الملتبسة على الأخص، في الدفاع عن المقاومة والانتهاء منها في آن، وتجاهلها بالتالي لعبة التوازنات الدقيقة في البلاد، يجعلها مصدراً لأزمة وليس أداة حل.

وعن المؤامرة، فأننا كلنا متحدون في مقاومة أي عودة سورية الى لبنان.

ان التمثيل المسيحي الحالي، وعلى كل المستويات تمثيل ضعيف. ولا علاقة لهذا التراجع بالوجود السوري فحسب، بل بحروب المسيحيين في ما بينهم، وبانكفائهم عن المشاركة السياسية، بفعل ما أصابهم من ويلات متلاحقة، ولكن الحكم قرار وممارسة، فلا يجوز البكاء على الماضي وتناسي المسؤوليات الجسام لكل من كان مسؤولا سابقا، ولكل من هو موجود الآن من المسيحيين في سدة المسؤولية، اكانوا داخل الحكومة أم خارجها، عمّا آل اليه الوضع المسيحي برمته، أكان بالأمس أم اليوم.

ان القوات اللبنانية التي كانت حققت فوزا سياسيا كبيرا بانتخاب قائدها رئيسا للجمهورية عام 1982 اضحت اليوم شبه منسية، يقتصر تمثيلها على وزير، في حقيبة هامشية. أما المسيحيون الآخرون من جماعة القرنة، فحقائبهم لا لون لها ولا طعم، ولا يؤخذ بآرائهم طالما انهم أتوا على ظهور كتل نيابية أخرى.

وهنا لا يمكن التقليل من أهمية ما قاله غبطة البطريرك الماروني إبان الانتخابات النيابية الاخيرة، ان اكثر من ثلثي النواب المسيحيين يجري انتخابهم من طوائف اخرى.

ايام السوريين، كان المسيحيون، ويا للأسف، اكثر تمثيلا في الحكومة، ايلي حبيقة وزيرا للكهرباء، ميشال المر وزيرا للدفاع والداخلية، سليمان فرنجيه وزيرا للصحة الخ.. يومها كان يجمع ميشال المرّ اكثر من ستين نائباً في ديوانه، يوما في الاسبوع، وأكثر من نصف حلفائك الحاليين كانوا يحضرون تلك الاجتماعات، ويهللون فرحين بأبي الياس.

ثم، وانت الادرى، ان الخدع السياسية لا تستقيم، في بلد نظامه توافقي، كأن تقوم اكثرية نيابية بالعتالة على ظهور ناخبي "حزب الله" و"امل"، في المتن الجنوبي وفي البقاع، بعد ان تغدق عليهم الالتزامات والوعود، وان تطعن بتلك الوعود في ما بعد، وان تستمر الاكثرية رغم ذلك بالزعم انها لا تزال اكثرية.

في حالة كهذه، يجب الاحتكام مجددا الى الشعب بكل فئاته، كي يقول كلمته، حسما لهذه الفئة أو تلك.

ولكن ان تبقى هذه الحكومة مفتقدة شرعيتين، شيعية ومسيحية، فلا يجوز ان ترضى بذلك، ولو لم تكن أنت الممثل النيابي والشعبي الاقوى للمسيحيين، وأتمنى عليك ان تبادر الى سحب وزيرك، بعدما قررت انهاء مقاطعته الجلسات الحكومية، وان تطلب اجراء انتخابات نيابية مبكرة، وصولا الى دفع نوابك الى الاستقالة، كأداة ضغط لتحقيق هذا المطلب، وعندها فاما انك قادر على اعادتهم الى مواقعهم، بانتخاب عادل وشفاف، بإرادة المسيحيين وليس بإرادة الحلفاء، والا فإن كل عمل آخر تأتيه ضمن التركيبة الراهنة، في حال استمرارها، سيبقى ينعت بالتبعية، ولن ينتشل المسيحيين من التهميش اللاحق بهم.

ان القوات اللبنانية كانت دائما ابنة بيئتها، نشأت فيها، وتتفاعل معها، ولم تكن يوما في حاجة لدعم من آخرين، ولا يجوز أن يفسر اداؤها اليوم، وكأنها مزروعة من هؤلاء الآخرين في المجتمع المسيحي، خدمة لاهداف هؤلاء، وتحقيقا لمآربهم السياسية، مهما كانت صحة تلك الاهداف، ومهما كانت المنافع السياسية الناجمة عنها للمسيحيين كبيرة.

بمحبة واحترام كليين، أتمنى واطلب لك اطلالة مختلفة.

(•) نائب قائد القوات اللبنانية (1982 – 1985).

 

تقرير أنان أنصف المعتقلين في سوريا

المنظمة الدولية مهتمة والحكومات غير مبالية

كتب بيار عطاالله: النهار

على اهمية التقرير نصف السنوي للامين العام للامم المتحدة كوفي انان عن تطبيق القرار 1559 في ما يتصل بسيادة لبنان وسلامته الاقليمية واستقلاله السياسي، فان الجديد فيه هذه المرة، كان الاشارة الى قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية للمرة الاولى في الوثائق الصادرة عن الامانة العامة للامم المتحدة، والمتصلة بتطبيق القرار 1559 كشأن يعني المجتمع الدولي. وهذه الفقرة التي وردت في اطار الدعوة الى تطبيع العلاقات بين لبنان وسوريا، كانت صريحة في الطلب الى البلدين معالجة هذا الملف الانساني وقفله، خصوصا انه لا يشبه اي ملف اخر لناحية الوقائع الجرمية والادلة والبراهين والاثباتات التي تؤكد وجود المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية.

وجاء في تقرير الامين العام حرفيا: "اود ان ادعو سوريا ولبنان الى ان يعالجا في اتصالاتهما الثنائية مسألة المحتجزين اللبنانيين في السجون السورية". وفي هذه الدعوة يمكن الفهم بوضوح ان الامين العام يلقي بمسؤولية حل هذا الملف على عاتق الحكومتين السورية واللبنانية، فالاولى، اي السورية، تنفي وجود المعتقلين اللبنانيين لديها من قريب او بعيد، رغم عمليات الافراج المتكررة التي تمت خلال عهد الرئيس الراحل حافظ الاسد وخلفه الرئيس بشار الاسد.

ورغم الكم الكبير من الاثباتات والوقائع التي قدمها الاهالي ومنظمات حقوق الانسان اثباتا لوجود المعتقلين في الزنزانات السورية، ورغم الاكفان التي عادت من الاراضي السورية محملة جثث المعتقلين الذين قضوا تحت التعذيب امثال عادل عجوري ورضوان ابرهيم وغيرهما.

وكان اخر اثبات لوجود المعتقلين في سوريا، عندما ارسلت الامم المتحدة بناء على مطالبات الاهالي المعتصمين امام مقر "الاسكوا" ممثل المفوضية السامية لحقوق الانسان فرج فنيش الى العاصمة السورية للسؤال عن المعتقلين اللبنانيين هناك، فكان الجواب ان لا حل لهذه القضية الا في اطار حل شامل للعلاقات اللبنانية - السورية. وفي ذلك اعتراف كامل من الحكومة السورية بوجود اسرى لبنانيين لديها.

هذا على الجانب السوري، اما عند الطرف اللبناني، اي الحكومة التي يفترض بها ان تتولى الدفاع عن مواطنيها واستعادتهم الى الوطن، فالتهرب من المسؤولية والقاء التهم جزافا واستغلال قضية المعتقلين موسميا في الصراع مع النظام السوري هي عنوان التحرك الرسمي اللبناني، فيما يفترض بالحكومة ان تتولى ادارة هذا الملف بطريقة قانونية واضحة تبدأ من تفعيل اللجنة المشتركة السورية – اللبنانية في شكل جدي وصولا الى الطلب من الامم المتحدة التحرك رسميا لملاحقة القضية، لكن شيئا من هذا لم يحدث، وقامت الأمم المتحدة منفردة بما يتوجب القيام به، وبعد زيارة الامين العام المساعد للامين العام للامم المتحدة ابرهيم غمبري لأهالي المعتقلين ووعده لهم بأن يتابع كوفي انان الموضوع عن كثب، اعلنت المنظمة الدولية على لسان احد كبار مسؤوليها، ان تشكيل لجنة مشتركة لبنانية - سورية لمتابعة الموضوع خطوة ايجابية، "ولكن من المفيد ان يلي ذلك تشكيل لجان واجراءات عملية على اعلى المستويات".

 خطوة منتظرة

المدير التنفيذي لـ"مؤسسة حقوق الانسان والحق الانساني" وائل خير وصف ما ورد في تقرير الامين العام للامم المتحدة بأنه خطوة ايجابية يجب التوقف عندها. اما المسؤول عن "لجنة دعم المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية" غازي عاد فأوضح ان المعلومات المتوافرة لدى الاهالي تشير الى اهتمام كبير توليه الامم المتحدة لهذا الملف. واشار الى ان الاهالي كانوا ينتظرون ان يرد موضوع المعتقلين في بنود القرار 1559، وما ذكر عن قضية المعتقلين في التقرير الاخير ليس الا استجابة لمطلب رئيسي لدى الاهالي الذين يعتبرون ان الانسحاب السوري من لبنان واستعادة لبنان لسيادته خطوة تبقى ناقصة ما دامت المعتقلات السورية تضم لبنانيين اعتقلوا دون وجه حق. واعاد غازي عاد التذكير بشهادته امام لجنة حقوق الانسان في الامم المتحدة، وفيها حرفيا :" ان القوات السورية في لبنان لا تملك اي مسوغ قانوني لاعتقال المواطنين اللبنانيين ونقلهم الى معتقلاتها، وأن هذا الفعل استنادا الى احكام القانون الدولي يعتبر من جرائم الاعتقالات الاعتباطية، ويشكل انتهاكا مباشرا لأحكام الاعلان العالمي لحماية المواطنين من الاختفاءات القسرية الذي اعتمدته الامم المتحدة في جلستها العامة عام 1992. ولقد وصفت هذه المعاهدة الاختفاءات القسرية على الشكل الآتي: كل شخص خطف او اعتقل اوقف رغما عن ارادته (...) ثم تعمد المجموعة او القوة المسؤولة عن هذا الجرم الى اخفاء كل اثر لمكان وجود هذا الشخص المخطوف ورفض تقديم اي معلومات عن مصيره او الاعتراف بان هذا الشخص قد فقد حريته، مما يعرضه لان يصبح خارج اي حماية قانونية".

ولكن لا السلطات السورية اعترفت بمسؤوليتها ولا الحكومات اللبنانية، وآخرها الحالية، اهتمت بالتعامل مع هذه المسألة في شكل جدي اسوة بتعاملها اللامسؤول مع الكثير من القضايا السيادية، علما ان ملف المعتقلين في السجون السورية اصبح موضع اجماع كل اللبنانيين من الاكثرية الى المعارضة.

وشرح عاد انه ناقش خلال زيارته للامم المتحدة قبل مدة مع مبعوث الامين العام تيري رود – لارسن قضية المعتقلين، ووعده الاخير خيرا، الا ان عاد لا يخفي ان الاشارة الى القضية "لم تكن على قدر ما تمناه الاهالي الذين ارادوا نصا واضحا، علما ان لجنة حقوق الانسان في المنظمة تملك كل المعلومات الموثقة عن المعتقلين ومن قضى منهم تحت التعذيب ومن لا يزال معتقلا، وثمة اعترافات من السفارات الديبلوماسية حول العالم بوجود لبنانيين لديهم".

الا انه رغم الملاحظات فإن الاهالي ولجان حقوق الانسان العاملة معهم يذكرون كوفي انان "بالخير لأنه سأل عن احبائهم وتذكرهم"، وفي ذلك رد على رغبة الحكومة السورية في تسييس المسألة وربطها بالنزاعات بين البلدين.

واعتبر عاد ان ما قامت به القوات السورية في لبنان من خطف "يمثل اكبر انتهاك للسيادة اللبنانية لأن هذا الفعل شكل تعطيلا لعمل النظام القضائي اللبناني، والقوات السورية مارست الخطف واصدار الاحكام، وهذا ما تعنيه الامم المتحدة بالمطالبة بتسوية هذه القضية لما تمثله من عدوان على لبنان".

الاهالي عاتبون على الجميع، من الحكومة الى المعارضة والاكثرية وحتى الدول الصديقة للبنان، وفي مقدمها فرنسا المطلعة جيدا على ملف المعتقلين وكانت لها اسهامات كبيرة فيه اثمرت انفراجات عن عشرات منهم. لكن فرنسا والدول الاوروبية كان عليها الاقتداء بالامم المتحدة، وعلى الاقل، مساءلة نائب الرئيس السوري المنشق عبد الحليم خدام الذي نفى وجود معتقلين لبنانيين في السجون السورية او علمه بهذه القضية الانسانية.

 

لا لسجن "باسدران لبنان"

علي حماده - النهار

هناك ابتزاز يمارسه "باسدران لبنان" على خيارات اللبنانيين الديموقراطية، وبالتالي على مستقبل هذا الوطن، وقد عبّر عنه السيد حسن نصرالله في مقابلته التلفزيونية الاخيرة بكثير من الثقة بأنه مقدم على حكم لبنان واللبنانيين على النحو الذي يحكم به بيئته، او على النحو الذي يجعل لبنان مع الوقت سجناً كبيراً يحرسه "باسدران لبنان" العاملون في سياق مشروع الهيمنة الايرانية على المشرق العربي من البصرة الى غزة مرورا بسوريا ولبنان. في هذا المشروع الكل سجين في السجن الايراني الكبير الذي يحاول ان يضع يده على المشرق العربي بالدم في العراق، وبالابتزاز والتهديد في لبنان، وبالتواطؤ في سوريا، وبتدفيع الفلسطينيين فاتورة دم باهظة.

هذا هو الوجه الحقيقي لـ"حزب الله" الانقلابي الساعي الى ضرب التركيبة اللبنانية، وصولا الى اختراق البيئات اللبنانية المختلفة، وتطويعها تارة بالمال، وطوراً بالتهديد، وتارة ثالثة بالنزول الى الشارع. وقد كان للشغب الشديد التنظيم الذي مارسه الحزب في "البيروتين" غداة برنامج تلفزيوني ربيع هذه السنة طعم المقدمة لما يبشرنا به "باسدران لبنان" اذا لم يقدّم اليه الاستقلاليون خاضعين، خانعين وأذلاء، استقلالهم وحرياتهم وكراماتهم ومستقبل اولادهم على طبق من ذهب، فيتنازلون عن الاسمى في حياة الاوطان: الحرية والكرامة، مثلما يتنازلون عما يميز لبنان في هذا الشرق: النظام الديموقراطي والتعددية والخصوصية عقيدة وثقافة واجتماعا.

ان اعلان السيد حسن نصرالله الساعة الصفر للنزول الى الشارع، هو دعوة صريحة الى الاستقلاليين، والى التنوع اللبناني للخضوع من دون شروط إلى منطق السلاح والشغب، وتغليب الدولة فوق الدولة بسلاحها الخارج على الشرعية. ودعوة الى التسليم بنتائج مسبقة للانقلاب المعلن على لبنان الاستقلال لحساب النظام السوري المقبل على محكمة دولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ويأتي متناغما مع "حركة" إميل لحود في ما خص المحكمة الدولية. انها محاولة انقلاب صريحة ولن يحول دونها "التشاور" لأن القرار متخذ لـ"احتلال" حياة اللبنانيين عنوة بعدما دمروها في حرب تموز 2006 الكارثية.

ان قوى الرابع عشر من آذار وأهلها لا يملكون ترف التعامل بضعف مع هذا التهديد التاريخي بالطرق والوسائل التي اعتمدت حتى الآن، اي الخضوع الى الابتزاز والانسحاب امام الخوف، لأن المطروح علينا اليوم هو قيام سجن "الباسدران" مكان لبنان الحر، السيد، المستقل والتعددي. لذلك واجب 14 آذار رفض الخضوع الى منطق حلفاء قتلة رفيق الحريري وباسل فليحان وسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني، حلفاء الهيمنة والاحتلال السوري. في إختصار مرفوض الاستسلام.

فلنحتكم الى شعبنا الحر، الى شعب الاستقلال والحرية ليقول لا مدوية لدولة "باسدران لبنان".

 

فرصة ذهبية على "قنبلة"؟!

راجح الخوري - النهار

اذاً، يمكن الافتراض انه لم يعد امام اللبنانيين الا ثلاثة ايام للدخول في مرحلة العد العكسي التي تبدأ يوم الاثنين المقبل، فإما يتم الاتفاق على "حكومة الوحدة الوطنية"، او تنطلق "ساعة الصفر" يوم الاثنين الذي يليه فتقوم التظاهرات في الشوارع وامام البرلمان والسرايا وكل مؤسسات الدولة ويكون ربما، ما لا تعلمون.

هذه هي الصورة التي ترتسم في اذهان عامة الناس السعداء في هذا البلد التاعس، وهم يستعدون اليوم للدخول في "عطلة" نهاية الاسبوع، ولا يعرفون ما اذا كان عليهم الاستلقاء والتقاط الانفاس، ام الركض من جديد "لتخزين" الحليب لأطفالهم والمواد الاستهلاكية للأيام الآتية، ولا مانع من تفقّد الملاجئ اذا توافرت؟ او تحضير زوايا البيوت على الاقل تحسباً، فقد تعلّم اللبناني كثيراً من الدروس في ربع قرن من الزمان.

ولكنه اسبوع "الفرصة الذهبية" على ما وصفه الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله. وهذا الوصف تحديداً حضّ الناس على ان يسألوا في سرهم: واذا لم يتم التقاط هذه الفرصة وفشلت مبادرة الرئيس نبيه بري "التشاورية"، فماذا بعد "الذهب"، وماذا بعد الاثنين الموافق رقم الشؤم اي "13" تشرين الثاني، وماذا ما بعد ما بعد ذلك التاريخ؟

يطرح اللبنانيون هذه الاسئلة، ليس انطلاقاً من تحديد نصرالله "ساعة الصفر"، ولا من وصول "اسبوع الفرصة الذهبية"، والوقت سريع الذوبان، بل انطلاقاً من منسوب الاحتقان المتزايد بين الاكثرية التي تدعم "حكومة المقاومة السياسية" على ما قال الرئيس بري، وتحالف "حزب الله" و"التيار العوني" وحلفاء سوريا الذين يلصقون بالحكومة كل النعوت، ويكيلون لها كل الاتهامات والظلامات طبعاً، مطالبين بـ"حكومة وحدة وطنية"، وليس في البلاد من معالم هذه الوحدة مقدار حبة خردل.

واذا كان نصرالله قد حرص على القول ان التحرك سيتم بالوسائل "السلمية الديموقراطية الدستورية"، وان لا خوف من حرب اهلية او فتنة مذهبية، فإن اللبنانيين لم ينسوا بعد حرص الرئيس بري على تكرار الاعراب عن مخاوفه من خطورة الوضع، وفي هذا السياق كان قال قبل يومين:

"المعارضة قررت النزول الى الشارع وقد جاءت مبادرتي لتؤجل تحركها. وانا اعتقد ان ما من طرف، مهما كان منظماً ومنضبطاً، يستطيع التحكم بالشارع، وكل التجارب القريبة و البعيدة اثبتت ذلك... وانني متمسك بالحوار خشية الوصول الى الفراغ".

يبدو هذا الكلام موجهاً تماماً الى "حزب الله"، الذي يدأب على القول انه يعرف كيف يضبط تحركات شارعه، وكيف يمنع حصول ما يمكن ان يؤدي الى ما لا تحمد عقباه. فإذا اضفنا الى خوف بري اشارة نصرالله في لقائه التلفزيوني الى "مسألة كواتم الصوت"، وفي البلاد الخارجة من زمن الهيمنة المديد والممنوعة من اعادة بناء نفسها امنياً وسط الجزر والدوقيات، غابات طويلة عريضة من كواتم الصوت.

ثم اذا تذكرنا مسلسل "الاينيرغا المتدحرجة" وكان آخرها امس وهي صريحة لا تحتاج الى الكتمان بل الى ايصال الرسائل متفجرة.

اذا اخذنا كل هذا وعطفناه على استفاضة نصرالله في الحديث عن المؤامرة التي تستهدف لبنان وتريد جرّ ابنائه الى الفتنة، فإن ذلك يدفع الى القول:

ان اسبوع "الفرصة الذهبية" ينام عملياً فوق قنبلة لا يعرف احد كيف تنفجر والى اين يمكن ان يؤدي انفجارها. والامر هنا يشبه افلام الاثارة القصوى:

الرئيس بري عاكف على فكفكة القنبلة التي ينطلق عدها العكسي سريعاً. وهو غارق في الحيرة. ابو مصطفى يتصبب عرقاً. البنسة في يد ومفك البراغي في اليد الاخرى: ماذا اقطع، الشريط "الاصفر"؟ لا يا قبّاري. الشريط "الاخضر"؟ كيف هالحكي؟ الشريط "البرتقالي"؟ ولكنه يشرقط! الشريط "الازرق" ولو؟ والعداد راكض ولحظات الانفجار الماحق تقترب... ولماذا لا اقطع شرايين يدي امام هذه الاحجية التي تتخذ اسماً تبسيطياً ومثيراً ومحقاً في انشائيته على الاقل وهو "حكومة الوحدة الوطنية"؟

يا دولة الرئيس،

لا داعي لان يقطع احد شرايينه، فمن من اللبنانيين لا يموت في الانفجار [وسلامة قلبك دولة الرئيس] يموت في الكمد والقهر في وقت ينزلق الوطن اكثر فأكثر نحو الفقر والديون والفوضى والتناقضات والتناحر والتشاطر والجوع نعم الجوع، والعطش والعتمة، والظلاميات السياسية التي لا توصف.

لا، لا يستطيع "حزب الله" وحلفاؤه الحديث عن "وحدة وطنية" تقتصر على الحكومة في وقت يصر فيه على استبعاد موضوع "الازمة الرئاسية" الناجمة عن التمديد القسري لولاية الرئيس اميل لحود، وهو تمديد اخذ البلاد الى كل هذه الكوارث، وآخر فصولها مذكرة لحود لفركشة المحكمة الدولية.

ان ابسط قواعد المنطق والمصلحة الوطنية، تفرض ان تكون الازمة الرئاسية هي المدخل الى الحل. والكل مع الرئيس بري في مطالبته بحل لا بتنفيس الاحتقان، ولا حل الا بالذهاب مباشرة الى "التحاور" او "التشاور" في سياق "خلوة وطنية مفتوحة" [بلا قنابل ولا عد عكسي] تدرس كل الازمات التي يواجهها لبنان، من أزمة الرئاسة الى مسألة الحكومة وصولاً الى امتلاك الجميع "الكل الضامن"بدلاً من "الثلث المعطّل".

لقد كان واضحاً تماماً ان نصرالله فتح كثيراً من الابواب ولو نصف فتحة او ربع فتحة حتى، على امكانات الحوار والتفاهم، ربما لانه يعرف ضمناً ان النزول الى الشوارع وسط الظروف والكمائن والالغام والكواتم التي اشار اليها، انما يشكل فتحاً للأبواب على رياح قد تبعثر آنية البيت وتدمره ايضاً.

لذلك ليس على بري ان يقطع شرايينه اذا لم يهتد الى الشريط الملائم لوقف القنبلة الموقوتة، ففي وسعه ان يطلب من الجميع ان يساعدوه في القاء القنبلة الى خارج المكان، الا اذا كانوا ذاهبين الى الانتحار!

 

الرئيس لحود و«الأمانة» 

الأربعاء 1 نوفمبر - الحياة اللندنية

 رندة تقي الدين

هل يتذكر اللبنانيون أقوال الرئيس اللبناني العماد اميل لحود يوم توفي الرئيس حافظ الأسد، حيث ذكر ان الرئيس السوري اتصل به قبل وفاته قائلاً له: «سلمتك الأمانة، سلمتك لبنان وأنا ذاهب مرتاح».

فماذا فعل لحود بهذه الأمانة سوى التمديد القسري لرئاسته وتعديل الدستور؟ وبعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ورفاقه والنائب الشاب باسل فليحان والشهيدين الزميلين سمير قصير وجبران تويني وجورج حاوي ومحاولتي الاغتيال اللتين كادتا توديان بحياة الوزير مروان حماده والزميلة مي شدياق، فهو لا يبالي بالقرار 1595 ويريد الآن عرقلة قيام محاكمة دولية للمجرمين. فهل هذه هي الأمانة التي تسلمها من سورية، لأن المحكمة الدولية على وشك أن تولد والحقيقة على وشك أن تظهر؟

أي بلد ديموقراطي يرفض فيه رئيس الجمهورية محاكمة مجرمين اغتالوا رئيس حكومته لأنه عمل من أجل استقلال بلده واغتالوا صحافيين وسياسيين ناضلوا من أجل حرية الكلمة والسيادة والكرامة؟ وما هو سبب عرقلة الرئيس لحود لانشاء المحكمة الدولية؟ فملاحظات الرئيس اللبناني حول المحكمة توحي بالتخوف والقلق لدى من سلموه الأمانة من نتائج التحقيق الدولي.

ووزير العدل اللبناني شارل رزق، وهو صديق الرئيس لحود، أظهر وفاءه للدستور ولوطنه وللقوانين الدولية، وطالب بتفادي هرطقة قانونية. فكيف يناقض الرئيس اللبناني وزيره والقانون الدولي والقرار 1595 والأسرة الدولية بأكملها؟ وكيف يرفض حق الشعب اللبناني في معرفة الحقيقة بشأن الجرائم النكراء التي ارتكبت سنة 2005 والتي قد تستمر إن لم يضع لها القانون الدولي والمحكمة الدولية حداً؟

ومن سلم لحود أمانة عرقلة هذه المحكمة، في حين أن مؤتمر الحوار الوطني في آذار (مارس) الماضي، وافق عليها بالاجماع وكذلك فعل مجلس الوزراء ورئيسه؟

وفي هذا اليوم الحزين، الذي يصادف ذكرى عيد ميلاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري (1 تشرين الثاني/ نوفمبر) الذي اغتيل وهو في الستين من عمره، كيف يقبل اللبنانيون أن تمر كل هذه الجرائم النكراء من دون عقاب؟ وكيف يقبل المواطن العربي أن تحدث جرائم بهذا الحجم وتدفن الحقيقة معها؟

والواقع أن الرئيس اللبناني الذي رفض القرار الدولي الرقم 1559 شرعية التمديد لولايته، يقود البلد الى مرحلة جديدة من التأزم، وهي مرحلة خطيرة. ولبنان بحاجة إلى أوضاع أفضل تمكنه من الاستفادة من جهوزية الأسرة الدولية لدعمه ومساعدته اقتصادياً، ولكن يبدو أن الرئيس لحود، مثلما فعل بعد مؤتمر «باريس 2»، يريد تعطيل المحكمة الدولية و «باريس 3» وكل ما يمكن أن يخرج البلد من أزمته.

فهل بدأ لحود مسيرة إعادة الأمانة لمن سلمه الحكم؟

إن عرقلة المحكمة الدولية ورفض محاكمة المجرمين سيفتحان مجدداً وجدياً معركة ازاحة لحود عن الرئاسة، وهي المعركة التي كانت قد أُجلت. وليس من حق أحد أن يمس بطلب لبناني مشروع، وهو معرفة الحقيقة حول الجرائم التي قتلت مناضلي الحرية والسيادة، وهو مطلب أكدته قرارات صدرت عن مجلس الأمن ووافقت عليها الأسرة الدولية بأكملها. فهل يقبل اللبنانيون أن يهدر دم شهدائهم بسبب هرطقات قانونية؟ وهل يريد رأس الهرم الحاكم في لبنان أن تقول الأسرة الدولية إن لبنان يتخوف من الحقيقة؟ إن القاضي سيرج براميرتز قام بعمل مهني ودقيق، مستنداً الى براهين وأدلة، وذلك بعيداً عن الأضواء والصحافة. ومن مقر عمله في «مونتي فيردي» في لبنان، حقق وعمل متجنباً أي لقاء مع أي سياسي غربي أو شرقي، وكان يكتفي بمقابلة من يحتاجهم لتحقيقه ولعمله. ولا أحد يعرف ماذا في جعبة براميرتز، لكنّ المذنب والذين نفذوا الجرائم مدركون لذنبهم وقلقون من نتائج التحقيقات. فهذه التحقيقات تسير بشكل طبيعي، شئنا أم أبينا، والمحكمة الدولية آتية. ومع أن محاولات عرقلتها كبيرة، فإن الأسرة الدولية عازمة على معاقبة المجرمين.

 

جس نبض أم أكثر؟

سحر بعاصيري - النهار

المبادرة اللافتة التي اتخذها رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير بارسال كبير مستشاريه الى دمشق قبل يومين للقاء الرئيس بشار الاسد تطرح سؤالا يتجاوز الكلام على تحوّل في السياسة البريطانية: هل تكون هذه الزيارة خطوة اولى في اتجاه تحوّل اميركي حيال دمشق؟

لا شك في ان للمبادرة بعدها البريطاني الخاص. فعلى رغم اصرار مكتب بلير على ان لا تغيير في الاستراتيجيا المتبعة مع سوريا، فقد تعهد بلير نفسه قبل شهر ان يوجه معظم جهوده في الفترة المتبقية له في الحكم لتحقيق اختراق في عملية السلام وهو يعمل بطبيعة الحال لمحاولة تهدئة العراق من اجله ومن اجل شريكه وحليفه الرئيس جورج بوش.

تردد، باللغة الديبلوماسية، ان بلير يريد ان يعرف استعدادات سوريا للاضطلاع بدور ايجابي في ازمات المنطقة من العراق الى فلسطين. وتردد رسميا ان بلير يريد تذكير سوريا بانها قادرة دائما على الاختيار بين "ان تتعاون أو لا تتعاون".

لكن عندما يكون الموفد كبير مستشاريه نايجل شينوالد ويأتي الى سوريا بعد عزلة غربية لها بدأت منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري ويلتقي الاسد في اول اتصال على هذا المستوى منذ الحرب الاميركية على العراق في 2003، فالارجح ان الهدف يتجاوز تكرار المواقف السابقة.

ثم عندما يكون شينوالد هو المكلف العلاقات عبر الاطلسي ويجري اتصالات منتظمة مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ومستشار الامن القومي ستيفن هادلي والسياسي الذي يتردد اسمه بقوة لتولي منصب سفير بريطانيا في واشنطن، فالارجح ان هدف الزيارة يتجاوز بريطانيا.

هذا في الشكل. أما في المضمون، فيصعب ان يكون تحرك بلير معزولاً عن المناخ العام في أوروبا وأميركا. المسؤولون الاوروبيون بدأوا منذ الحرب الاسرائيلية الاخيرة على لبنان يعيدون النظر في موقفهم من سوريا ويولون أهمية كبرى فكرة ابعادها عن ايران. وبالفعل قام مسؤولون من اسبانيا وايطاليا والمانيا بزيارات لدمشق وكذلك زارها أخيرا وفد من البرلمان الاوروبي حذر من مخاطر تجاهلها في اية جهود سلمية اقليمية.

أما في أميركا، فقد أدت التوقعات ان توحي مجموعة العمل حول العراق التي يرأسها جيمس بايكر قريباً بفتح حوار مع سوريا وايران، الى اطلاق مناقشة جدية في شأن الانفتاح على سوريا وخصوصا مع تزايد الزخم لتغيير جذري في السياسة المتبعة في العراق للخروج من الورطة. وهذا توجه يعّبر عنه "الواقعيون" في الحزب الجمهوري ويتلخص بما قاله أخيرا السفير السابق لدى دمشق ادوارد جيرجيان: "في كل التحديات الرئيسية التي نواجهها في الشرق الاوسط -العراق، الصراع العربي الاسرائيلي، دور "حزب الله" و"حماس" ، ايران - تكون الامور أكثر تعقيدا من دون تعاون سوريا". ويذهب بعض المسؤولين السابقين والمحللين الى حد القول إن التهديد الجدي الوحيد لاميركا في المنطقة هو ايران ويجب فتح حوار استراتيجي مع الاسد لابعاده عنها خصوصا، كما يقولون ان نظامه لا يزال متماسكا.

كثيرون يتوقعون مرونة ما من بوش حيال سوريا بعد الانتخابات النصفية للكونغرس هذا الشهر وقد قرأوا في تسهيل البيت الابيض الشهر الماضي لقاء لبايكر والمعلم في نيويورك اشارة في هذا الاتجاه.

لا يزال من المبكر الكلام على تحوّل اميركي حيال سوريا. ولكن يبدو ان واشنطن باتت أكثر انفتاحا على هذا الاحتمال وانها بدأت من خلال مبادرة بلير مرحلة جس نبض جدي لسوريا يصعب الا يكون فيها عروض بفوائد تعود عليها اذا ما تعاونت. أما النتيجة فمسألة اخرى.

 

واشنطن بعد الانتخابات النصفية: عيون على العراق وسوريا والسنيورة

نقولا ناصيف - الأخبار

على أهمية تطورات الساعات الـ48 الأخيرة التي تنذر بأكثر من تصعيد الى حدّ يحمل على الخشية من تفلّت الوضع من أيدي اللاعبين المحليين، بدت جهات واسعة الاطّلاع، وثيقة الصلة بأكثر من ديبلوماسي في سفارة دولة كبرى في لبنان، معنية بمتابعة تطورات الانتخابات النصفية الأميركية في 7 تشرين الثاني لاختيار أعضاء مجلس النواب وثلث مجلس الشيوخ في الثلاثاء الأول من هذا الشهر. وتعتقد هذه الجهات أن انتقال السلطة في الكونغرس الأميركي، بمجلسيه، من شأنه التأثير في مسار السياسة الشرق أوسطية للرئيس جورج بوش في المناطق الأكثر سخونة، وهي العراق وفلسطين ولبنان، أضف الى ذلك المسار الذي تسلكه العلاقات الأميركية ـ الإيرانية والأميركية ـ السورية والمفتوح على احتمالات مختلفة. واستناداً الى معطيات توافرت لديها من تقارير ديبلوماسية أميركية، خلصت الجهات الواسعة الاطلاع الى تسجيل ملاحظات، منها:

1ـــ لن تكون السيطرة المريحة للديموقراطيين على مجلس النواب مصدر إقلاق لبوش وسياسته الخارجية التي لن تصطدم بعقبات أساسية من لجنة الشؤون الخارجية (يُتوقع أن يترأسها توماس لانتوس). إذ من خلالها تمر عادة الضغوط المحتملة على إدارة بوش. ومع أن الديموقراطيين يتصرّفون تبعاً لطريقة إحصاء الأصوات الوافرة التي سيحصلون عليها قياساً بخصومهم الجمهوريين، فإن في صفوفهم مَن يعتقد أن لجنة الشؤون الخارجية هي المجرى الرئيسي للسياسة الخارجية، وان بين هؤلاء مَن يرى أن للخروج من العراق طرقاً سهلة. ورغم كونه ديموقراطياً، يوصف لانتوس، وهو نائب كاليفورنيا ذو الجذور الأوروبية الشرقية، بأنه يقف الى يمين بوش والمحافظين الجدد نظراً الى تأييده الشديد للصهيونية. وكان قد زار لبنان قبل أشهر واجتمع بمسؤولين حكوميين، مستثنياً رئيس الجمهورية إميل لحود. أما بالنسبة الى مجلس الشيوخ، فيبدو التكهّن بمَن سيترأس لجنة الشؤون الخارجية أمراً غامضاً. وإذا فاز الديموقراطيون يتردّد أن المرشح الأوفر حظاً لترؤسها هو جوزف بايدن. في المقابل فإن خسارة الجمهوريين الثلث المنتخب في مجلس الشيوخ سيؤول، وبحسب التقرير الديبلوماسي، الى تحوّل السياسة الشرق أوسطية لبوش «بطّة عرجاء». على أن التقرير لا يجزم بخسارتهم.

2 ــــــ يحاول مسؤولون أميركيون التحوّط باكراً لصدمة تغييرات محتملة في الشرق الأوسط والتخفيف من وقعها، وأولها وأهمها في العراق. وهم يعترفون منذ الآن بأن الإدارة في صدد تغيير سياستها. وعكس جانباً من ذلك المؤتمر المشترك الذي عقده السفير الأميركي في بغداد زلماي خليل زاد، وقائد قوات التحالف في العراق الجنرال جورج كيسي الأسبوع المنصرم، إذ يقتضي أن يُنظر الى خروج محتمل على أنه بداية «استراتيجيا خروج» تعتمد، كما يقول مسؤول في الخارجية الأميركية، على فرضية «أن العراقيين عندما يستوعبون أننا سنغادر يبدأون بالسيطرة على مقدراتهم وأخذ مصيرهم على عاتقهم الذاتي».

3 ــــ يعتقد مسؤولون أميركيون أن التطور المرتقب في الكونغرس يوفّر قوة معنوية للدول المعنية في الشرق الأوسط. فالأنظمة الصعبة كسوريا، يقول التقرير الديبلوماسي، ستضطر أن تستنتج أن عليها انتظار خروج بوش من الرئاسة بعد سنتين، مطلع 2009، كما أن الدول العربية الحليفة للأميركيين كالسعودية ومصر التي تعتمد أحياناً «أجندة حرة» تعدّ العدة أيضاً لمرحلة ما بعد الرئيس الأميركي الحالي. ويشير التقرير الديبلوماسي الى أن «مبدأ التخطّي» الذي يعوّل عليه الديموقراطيون وهم على أهبة استعادة الكونغرس يشكّل أساساً لسياسة خارجية جديدة في المنطقة بلا مواجهات.

4 ـــــ يظل الملف الإيراني، في حساب الجمهوريين والديموقراطيين على السواء، مثار مناقشة مفتوحة، وخصوصاً أن الطرفين يريان أن «الخطر الإيراني»، الموصول بتصاعد قوة الشيعة في العراق ولبنان، قد دفع دولاً عربية سنّية الى إعادة النظر إيجابياً في دعم السياسة الشرق أوسطية لبوش. وهذا ما يصح خصوصاً، استناداً الى التقرير الديبلوماسي، على دولتي الإمارات العربية المتحدة والبحرين اللتين تحاولان تعزيز التقارب مع واشنطن بسبب تنامي الخطر الإيراني. يصحّ الأمر كذلك، وفق ما يُنقل عن مسؤولين حكوميين أميركيين، على السعودية، الدولة الخليجية الأقوى، التي تبدو غير محصّنة وتبحث عن وسائل جديدة تحد من وطأة التنامي المتزايد للنفوذ الشيعي في المنطقة.

5 ـــــ يشكّل الموقف من سوريا أحد المرتكزات الديبلوماسية الرئيسية في مقاربة استقرار المنطقة. وتبعاً لما ينسبه التقرير الديبلوماسي الى مسؤولين في الخارجية الأميركية، يواجه الرئيس بشار الأسد «علاقات صعبة» مع دول عربية عديدة بسبب تحالفه مع إيران والذي يؤدي باستمرار الى تصعيد «حزب الله» استفزازه لإسرائيل، ولم يكن الأمر ليحصل لو أن والده الراحل الرئيس حافظ الأسد هو الذي يحكم سوريا. وإذ يلمس المسؤولون الأميركيون أنفسهم عتباً عربياً على دمشق، يلاحظون أن دولاً أوروبية تسعى الى تطبيع علاقاتها بها من خلال تسلّح الدول هذه بحجة يرفضها الأميركيون، وهي أن «علاقات جيدة» بسوريا تفضي الى نتائج مجدية نظراً الى فاعلية دورها في العراق ولبنان وفلسطين، بالإضافة الى إيران. أما الحجة المقابلة التي يقول بها الأميركيون لدحض الأدعاء الأوروبي، فهي أنه ليس في وسع سوريا أن تكون صاحبة سلطة تقريرية في الملفات هذه من غير أن تحظى بدعم واشنطن. الأمر الذي لن تمنحها إياه إدارة بوش.

والواقع أن القرار 1559 قاد الى تناوب أدوار السيطرة على النقاط الساخنة في المنطقة. قبله كان النفوذ لسوريا في العراق ولبنان وفلسطين، وبعده أضحى في عهدة إيران.

على أن التقرير الديبلوماسي ينسب كذلك الى «مصادر مطلعة جداً» أن بوش يفكر في زيادة الضغوط على سوريا لخشيته من أن تعمد الى بثّ فوضى في لبنان تدفع بالحكومة التي يرأسها «حليف رئيسي للغرب» ـ بحسب ما يورد التقرير ـ هو الرئيس فؤاد السنيورة الى خارج السلطة. وتُعبّر هذه الخشية عن مخاوف أميركية جدية من إمكان نجاح الرئيس السوري في تجاوز الإرتباك الحالي الذي تواجهه الحكومة اللبنانية إلى الإيقاع بها وإسقاطها. ويقترن التأييد الأميركي غير المشروط لحكومة السنيورة بالعمل على إنجاح مهمة القوة الدولية المعزّزة في جنوب لبنان تنفيذاً للقرار 1701. وهذان الهدفان، في رأي واشنطن، هما السبيل الفعلي الى تحقيق استقرار في لبنان.

ووفق ما يورده التقرير على لسان مسؤولين في الخارجية الأميركية، فإن واشنطن ربما وجدت وجهاً جديداً لعقوبات إضافية على نظام الأسد يقضي بفرض حصار على السلاح المرسل الى سوريا، الأمر الذي ينعكس ضغطاً موازياً على إيران نظراً الى العلاقات الوثيقة بين الدولتين. ويلاحظ هؤلاء أن مواصلة إسرائيل طلعاتها الجوية في الأجواء اللبنانية وصولاً الى الحدود اللبنانية ـ السورية يُضعف قوة الحكومة اللبنانية وفاعليتها، ويُدخل عامل التوتر الى دور القوة الدولية المعزّزة المعنية بإنهاء الإنسحاب الإسرائيلي من كل الأراضي اللبنانية ووقف انتهاك السيادة اللبنانية. وترافقت هذه الانتهاكات مع تحليق طائرات إسرائيلية فوق سفن فرنسية وألمانية قبالة الشاطئ اللبناني، ولم تحترم إسرائيل غضبة الأوروبيين المشاركين في القوة الدولية المعزّزة من جراء هذا التصرّف الذي يُعدّ مخالفة صريحة لقرار وقف النار. وربطت الأمر بإطلاق جندييها اللذين لا يزالان أسيرين لدى «حزب الله».

عدد الخميس ٢ تشرين الثاني

 

بعد حرب انتزاع آخر الصلاحيات، هل تطرح بكركي مداورة الرئاسات؟

جان عزيز-الأخبار

ثمة نقطة أخيرة ــ أو أولى ــ لم يذكرها بيان مجلس المطارنة أمس، مع أن العارفين بلغة بكركي، وزوارها المسائيين، يؤكدون أن النقطة المضمرة، تكاد تشكل السبب الرئيسي والدافع الأول للتغيير الواضح في لهجة النقاط المعلنة. إذ بعد الأسابيع الثلاثة الماضية، ونتيجة بروز ملفات كبيرة ثلاثة، طرح في بكركي من قبل أكثر من زائر وموضع ثقة، السؤال: ماذا سيبقي نهج الأكثرية من نظام توافق «الطائف»، ومن موقع الرئاسة فيه وصلاحياته؟

وزير سابق من طارحي السؤال يبدأ حديثه بالقول: لننس إميل لحود، ولنسلم بضرورة رحيله في أسرع وقت ممكن، لكن ماذا يفعل الآخرون في هذا الوقت الرئاسي المضاف والمستقطع، الذي يتحملون هم مسؤولية إقراره واستمراره حتى اللحظة؟

ويفتح الوزير القانوني سجل القضايا الثلاث موضع السؤال: توقيع رئيس الجمهورية للمراسيم، المعاهدات الدولية، وجدول اعمال مجلس الوزراء.

ويفتح معها «كتاب» الدستور على فصله الرابع، ليلاحظ قبل التفصيل عنواناً: «السلطة الاجرائية ــ أولاً: رئيس الجمهورية». إذاً فالرئيس جزء من هذه السلطة، لا بل هو أولها شكلاً واعتباراً وأصولاً. ثم يقرأ المادة 54: «مقررات رئيس الجمهورية يجب أن يشترك معه في التوقيع عليها...». «يكفي هذا القدر» يقول. ثمة «مقررات» يصدرها الرئيس، وتوقيعه عليها إشعار بأنه قرر ووافق وأصدر. ومجالات هذه الصلاحية تحددها القوانين، ومنها على سبيل المثال المناقلات القضائية.

وليس صحيحاً أن توقيعه عليها شكلي، لأنه لو أراد «مؤسسو» نظامنا الدستوري ذلك، لجعلوا منطوق هذه المادة مماثلاً لما أوردته المادتان 56 و57، من إمكان صدور مرسوم أو قانون من دون توقيع رئيس الجمهورية، في حالة الرد وإعادة الإقرار، وضمن المهل التي تفصلها المادتان المذكورتان. بينما المادة 54 لم تنص على الآلية نفسها، بل اكدت على صلاحية «التوقيع» وصفة «المقررات». فجأة تأتي الأكثرية الحالية، بالتهويل الإعلامي والسياسي والدولي وحتى الأمني، لتفرض خرقاً للدستور، عبر محاولة انتزاع مرسوم المناقلات القضائية، أو انتزاع «توقيع» الرئيس عليه.

ويعود الوزير المستقل الى المادة 52: «يتولى رئيس الجمهورية المفاوضة في عقد المعاهدات الدولية وابرامها...» يكفي أيضاً. فما هي مسودة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، إن لم تكن معاهدة دولية؟ والا فليخرجوها بقرار من مجلس الأمن تحت أحكام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ولينتهوا. لكن في خلاف هذا الاحتمال، إنها معاهدة دولية، يبدأ التفاوض في شأنها مع رئيس الجمهورية حصراً. أصلاً ها هو قرار مجلس شورى الدولة القاضي برد مراجعة جميل السيد في البروتوكول الموقع بين الحكومة اللبنانية والأمم المتحدة في حزيران 2005، حول عمل لجنة التحقيق، يفتي بأن البرتوكول المذكور يتمتع بصفة «معاهدة دولية»، فكيف للمحكمة بنظامها وقيامها وآلياتها، ألا تكون معاهدة؟

لكن الأكثرية تقول إن الأمر أقر في الحكومة وعلى طاولة الحوار، وحصل مرة واحدة على الأقل في حضور لحود؟ يجيب الوزير: اعود لأؤكد، فلننس لحود، الموضوع المطروح: ماذا يبقى من النظام؟ لنسلم ان لحود أخطأ، هل نشرع الخطأ ونجعله القاعدة؟

وينتقل الى الفقرة 6 من المادة 64، حول صلاحيات رئيس مجلس الوزراء: «يدعو مجلس الوزراء الى الانعقاد ويضع جدول اعماله، ويطلع رئيس الجمهورية والوزراء مسبقاً على المواضيع...».

ماذا تعني هذه الـ«يطلع»؟ مجرد لائحة عناوين، كتلك التي تنشر في الصحف؟ معيب هذا الكلام. ثم ماذا لو كان الموضوع غير مكتمل أو ملتبساً أو ملغوماً، كما حال الهيئة الناظمة للاتصالات، موضوع ازمة جلسة اليوم، هل يكتفي رئيس الجمهورية بقراءة عنوان الموضوع ويبصم؟

يقفل القارئ الوزير «الكتاب»، ويسأل: ماذا يبقى من رئاسة الجمهورية اذا ما انتزعت هذه الصلاحيات الثلاث، توقيع المرسوم عبر فرض المناقلات القضائية، والمفاوضة لإبرام المعاهدات الدولية عبر هذا الشكل من امرار المحاكمة الدولية، وجدول اعمال مجلس الوزراء عبر تقطيع الهيئة الناظمة لضمان تعيين شخص محسوب على الأكثرية؟ ويكشف الوزير السابق نفسه ان في ادراج بكركي عدداً كبيراً من الاقتراحات المارونية، لنظام سياسي دستوري جديد، ليس الا نظام «الطائف» نفسه، مع تعديل بسيط: تبادل الرئاسات، او على الاقل مداورتها. ويؤكد ان اكثر من صوت تحدث في صالون الصرح هذه الايام، عن ضرورة طرح السؤال، ولو من باب الاستنكار: اذا كان هذا تصوركم لتوازن السلطات وتعاونها، فلماذا لا نتفق اذن على التبادل او المداورة؟

لكن أليست سلة القضايا المذكورة كلها مرتبطة بوجود اميل لحود في قصر بعبدا، وبطريقة وجوده هناك واستمراره خرقاً للدستور؟ يجيب الوزير نفسه: وهل المسيحيون هم من يتحملون مسؤولية هذا الوجود؟ وهل هم من اختار استمراره؟ والاهم الاهم، من يضمن ان الاداء الدستوري الحالي، لا يتحول اعرافاً جديدة خارجة عن الدستور وخارقة للميثاق، بعد رحيل لحود، بما يفسر عدم انزعاج الأكثرية من بقاء لحود بالذات؟

لننس اميل لحود، يختم الوزير القارئ، ولننظر الى مقتضيات الميثاق، وليتذكر كل منهم ثوابته والمبادئ، بعيداً عن الكيديات، صيف العام 1991، حاول الياس الهراوي، رحمه الله، وهو الرئيس المعيّن من السلطة نفسها التي عيّنت لحود، تغيير حكومة عمر كرامي، ذهب الى دمشق ساعياً، قبل ان يقطع عليه الطريق حسين الحسيني، يومها خرج احد الاقطاب المعارضين الحاليين على الإعلام، حاملاً الدستور، سائلاً عن معاني كلمات «رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن»، و«القائد الاعلى للقوات المسلحة»، و«عندما يقبض رئيس الجمهورية على ازمة الحكومة»، وسواها من مضامين الدستور «الرئاسية»، فهل تغير الكتاب، ام الاقطاب، ام الحساب؟

عدد الخميس ٢ تشرين الثاني

 

الوضع المسيحي إلى أين؟ ولماذا رفض صفير تقديم «عيدية» للمسيحيين؟(1)

جورج شاهين- الأخبار

لا يختلف اثنان في توصيف ضعف المشاركة والحضور المسيحيَّين على الساحة السياسية وفي مواقع الحكم. أما التباين، اذا وجد، فهو على مستوى تحديد الأسباب التي أدت بالوضع المسيحي إلى ما هو عليه اليوم، سواء برضى من يعنيهم الأمر، أو بعجز معترف به أو غير معترف،

وفي محاولة للتدليل على بعض الإشارات التي تعطي صورة واضحة عن المسافة التي باتت قائمة بين القيادات والأحزاب والتيارات والكتل النيابية المسيحية، وسوء العلاقات المتبادلة في ما بينها، وانعدام أي تنسيق على أي مستوى كان، لمعالجة شأن وطني عام أو مسيحي خاص، من جهة، أو على مستوى العلاقات بين المسيحيين وشركائهم في الوطن من جهة أخرى، تظهر حصيلة الجولة التي قام بها وفد من الرابطات المسيحية على عدد من المرجعيات الرسمية ورؤساء الأحزاب والتيارات والقيادات الروحية من كل طوائف لبنان.

أحد أعضاء الوفد تحدث إلى «الأخبار» عن بعض الوقائع، فقال: «في ضوء ما هو قائم من أجواء تشنج في البلاد، وعلى خلفية الاحتقان في الشارع اللبناني، وما آل إليه الواقع المسيحي، اتخذنا قراراً بالقيام بجولة على القيادات السياسية والروحية المسيحية واللبنانية، سعياً إلى ترطيب الأجواء والتأكيد على الثوابت، فشملت جولتنا رئيس الجمهورية، الرئيس الأعلى لحزب الكتائب، رئيس تكتل الإصلاح والتغيير، رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية، رئيس تيار المردة، الوزيرة نائلة معوض، وبطاركة الموارنة والأرمن الكاثوليك والأرثوذوكس ومتروبوليت بيروت للروم الأرثوذوكس ورؤساء الأقليات، قبل التوسع في اتجاه القيادات الإسلامية لتشمل مفتي الجمهورية، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، رئيس الحكومة ووزير الداخلية بالوكالة، وقبل الحرب الأمين العام لـ«حزب الله». فما الحصيلة؟

على المستوى المسيحي، ومن دون الدخول في كثير من التفاصيل، الوضع غير جيد ومقلق، فأزمة الثقة بين القادة المسيحيين بلغت مداها الأقصى، وفقدان الحوار والتواصل سمة المرحلة بين الجميع تقريباً، حتى المتحالفون منهم ينصبون الفخاخ والكمائن لبعضهم، اذا سمحت لهم الظروف بذلك، في السر وفي العلن. ولذلك نادراً ما يلتقون أو يتشاورون في ملف، ولو تجاوز في حجمه وأهميته كل اشكال التحالفات السياسية المرحلية بين موالاة ومعارضة. يتباهون بتحالفاتهم مع «اعداء الأمس»، ويتجاوزون كل ما كان قائماً من حواجز اصطناعية أو حقيقية، ولا يتفاهمون مع بعضهم، ولو كانوا من «رفاق الأمس».

أضاف: «تمنينا على البطريرك صفير تنظيم «عيدية» للبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً، فيجمع في بكركي، وحول جدول اعمال يضم القواسم المشتركة «البديهية» والتي لا يختلف حولها اثنان، القادة المسيحيين الأساسيين. فبدا لنا معتذراً بلباقة متناهية، متردداً للغاية ومتخوفاً سلفاً من النتائج قياساً على تجارب الماضي، من ايام عون وجعجع، وقبلها بين جعجع وحبيقة، وصولاً الى ما بين فرنجية ومعوض، وكأنه لا مجال للبحث في هذا «المشروع المستحيل» بكل ابعاده».

وعن أوضاع المسيحيين في الدولة، يقول صاحب الجولة: سألنا الجميع تقريباً، أين نحن في الدولة؟ في المؤسسات والادارات، وهل تدركون اننا بتنا غائبين عن البعض منها نهائياً؟

فأجاب احد الذين زرناهم: «نسعى جاهدين الى استعادة ما فقدناه، لكن المشكلة ان الادارة السنية ــ الشيعية للبلد قطعت الطريق على الكثير من المواقع، فباتت بعيدة المنال، وبات الأمر لدى المتحكمين اليوم باللعبة الادارية رهن المعادلة التي تقول: ما لنا لنا، وما لكم لكم ولنا!». فيما اكتفى آخرون بالجواب المكرر: «المشكلة في غياب رئاسة الجمهورية من المعادلة الرئاسية التقريرية». لكن الوزراء المسيحيين مناصفة في مجلس الوزراء حيث القرار، وزائد واحد بعد استقالة الوزير السبع، وهم مهابون ولهم تحالفاتهم من ضمن الأكثرية الحاكمة!؟ فقال احدهم: «العدد في مجلس الوزراء لا يحتسب على أصابع اليد، ولا بواسطة الآلة الحاسبة، والأرقام باتت وجهة نظر!».وعن رئاسة الجمهورية يقول صاحب الهواجس المسيحية إن الوفد سأل محاوريه: لماذا لا نحسم مرشحنا لرئاسة الجمهورية عند طرح الملف على مؤتمر الحوار؟اجاب أحدهم: ولماذا عند اختيار الرئيس الماروني يتعطل منطق الرجل القوي أو الأكثر تمثيلاً، على عكس المنطق عينه الذي يحكم تسمية الرئيس الشيعي لمجلس النواب أو الرئيس السني لرئاسة الحكومة؟ ولماذا البحث جار لدى زعيم الأكثرية عن الماروني الضعيف، أو الأضعف حتى، ليمرره رئيسا؟ واذا سمحت لهم الظروف لا سمح الله! الا يأتون بالموظف؟!.(غداً: تساؤلات على المستوى الوطني)عدد الخميس ٢ تشرين الثاني

 

وصول 164 جنديا اسبانيا للانضمام الى اليونيفيل

وطنية2/11/2006(متفرقات) وصل الى مطار رفيق الحريري الدولي مساء اليوم 164 جنديا اسبانيا على متن طائرة عسكرية وسينضمون الى القوة الاسبانية العاملة في اطار قوات اليونيفيل المعززة في جنوب لبنان

 

مصحح وزير الدفاع الالماني وصل الى بيروت وعقد خلوة قصيرة مع الوزير المر

وطنية-2/11/2006(سياسة) وصل الى مطار "رفيق الحريري الدولي - بيروت" الثامنة والنصف مساء، وزير الدفاع الالماني فرانس جوزف جانغ مع وفد مرافق آتيا من برلين على متن طائرة خاصة، لتفقد الوحدة الالمانية العاملة ضمن قوات "اليونيفيل" المنتشرة قبالة الشاطىء اللبناني، كما يلتقي رئيس مجلس الوزراء الاستاذ فؤاد السنيورة ووزير الدفاع الياس المر قبل مغادرته ظهر غد متوجها الى تل ابيب. وكان في استقباله على ارض المطار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر، ممثل قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيس الاركان اللواء الركن شوقي المصري، السفير الالماني في لبنان ماريوس هات وعدد من الضباط في الوحدة الالمانية في لبنان واركان السفارة. وفور وصوله الى الباحة الخارجية للمطار، توجه الى الصالة الرئيسية حيث عقد خلوة قصيرة مع الوزير المرثم قدمت له ثلة من الجيش اللبناني التحية الرسمية.

 

واشنطن تدعم إرسال قوات عربية للمشاركة في "يونيفيل"

 كل أسلحة التفجير وضعت على الطاولة في لبنان والجيش يتأهب لإحباط "الانقلاب السوري"

 لندن-كتب حميد غريافي: بلغت التعبئة السياسية المرفقة »بعضلات« أمنية في لبنان أعلى ذراها خلال الساعات الست والثلاثين الماضية, بحيث أخرجت كل الأسلحة السياسية إلى الشارع ووضعت كل الفئات الداخلية والداعمة لها من الخارج لأول مرة أوراقها مكشوفة على الطاولة, وبدأ اصطفاف »الجحافل المتصارعة« يتخذ شكله النهائي استعداداً »لمعركة الحسم« التي طالما بشر بها نظام بشار الأسد منذ سحب قواته ومعظم استخباراته قسراً من الأراضي اللبنانية قبل نحو 18 شهراً, والتي أعلن الأمين العام »لحزب الله« السيد حسن نصر الله الثلاثاء الفائت تفاصيل خطتها, واختصرها اعداؤه في قوى 14 آذار وفي واشنطن ب¯»محاولة انقلاب على الدولة« جرى تحديد »انفجارها« في الثالث عشر من هذا الشهر, أي بعد عشرة أيام من الآن.

وفي مقابل »إعلان الانقلاب« الصريح هذا من قبل »المندوب السياسي السوري-الإيراني الجديد في لبنان« كما وصفه ديبلوماسي أميركي في واشنطن أمس, اصطفت »جيوش« الطرف الآخر الحاكم في بيروت بشكل دقيق ومنظم لمواجهة هجمة الانقلاب هذه, وأعلن وزيرا الداخلية والدفاع أحمد فتفت والياس المر من جهتهما »خطة الصمود والتصدي«: إذ فيما قال الأول إن »دور القوى الأمنية اللبنانية (حيال ما هو متوقع في الشارع من اضطرابات) مقتصر على حماية المواطنين«, كان الآخر (المر) أكثر تحديداً و»تهديداً« بقوله إن »الجيش سيتصدى بشدة لأي محاولة شغب أو قطع طرقات, خصوصاً حول المقرات الرسمية (قصرا الحكومة ورئاسة الجمهورية بالأخص), وأن هناك 20 ألف جندي في بيروت (يقفون على أهبة الاستعداد) لمنع الشغب وحماية الحريات (كانت »السياسة« أول من ذكر أول من أمس الاربعاء أن الحكومة اتخذت قرار المواجهة وباشرت تعزيز قواها العسكرية الأمنية), وأن من سيحاول تدمير العاصمة بالشغب سينفذ لعبة إسرائيل ويطعن الجيش في الظهر«.

ولمست أوساط ديبلوماسية عربية وغربية في تصريحات وزير الدفاع هذه, ولأول مرة منذ »حرب التحرير« التي شنها رئيس الوزراء العسكري الأسبق العماد عون في أواخر الثمانينات على الجيش السوري في لبنان, »تهديداً مباشراً لحزب الله وجماعات سورية في لبنان باستخدام الجيش, ولكن بطريقة معكوسة هذه المرة, ضد عون نفسه وحلفائه على الساحة اللبنانية«, كما لمست فيها, وفي تصريح رئيس الحكومة الأربعاء الفائت حول محاولة هؤلاء اللجوء إلى »سياسة حافة الهاوية« وقوله »لا يظنن أحد أنه سيخرج منتصراً من أي معركة شارعية« امتداداً حميماً لتحذيرات وزارة الخارجية الأميركية أول من أمس بأن »واشنطن ستدعم الحكومة اللبنانية سياسياً وديبلوماسياً واقتصادياً ولا نريد للآخرين (سورية وإيران) التدخل في سياسة لبنان الداخلية«, خصوصاً وأن تصريحات حسن نصر الله جعلت الولايات المتحدة قلقة من نوايا حزب الله«.

واعتبر مسؤول في وزارة الخارجية البريطانية في لندن أمس عن شؤون بلاده الخارجية المتعلقة بلبنان وسورية, أن »لا بد من استخدام المبضع بعد الآن لفقء الدمل اللبناني من قيحه السوري-الإيراني قبل أن يستفحل ويصبح لبنان عاجزاً عن مداواته بالمسكنات. وعلى الرغم من الانطباع السائد بأن في هذا البلد دولة في قلب الدولة وأقوى منها, فإننا على يقين من تحذير وزير الدفاع اللبناني (الياس المر) أول من أمس (الأربعاء) ب¯»ألا يستخفن أحد بقدرة الجيش على حماية الدولة والشعب اللبناني«, ليس بعيداً عن الواقع, ونأمل ألا تصل الأمور إلى أي استفزاز للجيش والقوى الأمنية الأخرى«.

ورأى المسؤول البريطاني في »توقيت« تصريحات نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شيمون بيريس الأربعاء عن أن »إسرائيل لن تتوقف عن طلعاتها الجوية فوق لبنان إلا بعد نزع سلاح حزب الله الذي يحاول تحويل هذا البلد« إلى تابع شيعي مثل إيران, (...) وإننا على استعداد لتحقيق السلام مع لبنان بعد عملية نزع هذا السلاح«, (رأى فيها) »دخولاً إسرائيلياً على خط ما يحدث في لبنان للإيحاء إلى الداخل والخارج بأن الدولة العبرية ما زالت لاعباً قوياً في المنطقة وهي مستعدة للسلام إذا أقدم المجتمع الدولي على قطع ذراع إيران الطويلة (حزب الله) فيه«.

حزب الله وسورية في الفخ?

وقال المسؤول البريطاني ل¯»السياسة« أن سورية وحزب الله »قد يكونان وقعا في شر استعجالهما فتح معركة الحسم مع الحكم الديمقراطي الجديد في لبنان المدعوم بقوة من المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة وفرنسا ومن الدول العربية وفي طليعتها المملكة العربية السعودية ومصر, وسقطا في الفخ المنصوب لهما من كل هذه الاطراف«.

وأعرب المسؤول عن اعتقاده »أن النظام السوري الذي يبني سياسة انتقامه من النظام اللبناني الجديد على »عملية الوقت« التي يتقن استخدامها منذ نيف وثلاثة عقود من الزمن, فوجئ بنفاد هذا الوقت بشكل مغاير لأمانيه وخططه, ما اضطره إلى شن هجومه الوقائي هذا عبر حزب الله وحلفائه وعملائه من اللبنانيين, دافعه إلى ذلك أربع خطوات ملحة وطارئة هي:

استعادة السلطة في لبنان إلى قبضته الحديدية بالواسطة هذه المرة قبل أن تحتويه نهائياً القبضة الأميركية.

نسف فكرة المحكمة الدولية لمحاكمة جماعاته المتهمة باغتيال الحريري.

نسف القرار 1701 في بداية تطبيقه قبل تحول القوات الدولية الجديدة في لبنان إلى قوات متعددة الجنسية كما في كوسوفو وافغانستان للقضاء على حلفائه وعملائه وآخر مواقعه فيه.

نسف خطة تسليح الجيش اللبناني ورفع عديده وتنقيته من العناصر التي تحمل مبادئه (النظام السوري) وعقيدته البعثية الهدامة, قبل أن يصبح قادراً وفعالاً في تطبيق القرارات الدولية وخصوصاً »القرار 1559 و1701 اللذين يكمن فيهما خلاص لبنان وسلامته«.

تأثيرات زيارة جنبلاط

وفي نفس دوامة تصاعد التأزم إلى سقوفها العليا في لبنان, كشفت مصادر من قيادات »ثورة الأرز« في واشنطن ل¯»السياسة« أمس النقاب عن أن لقاءات زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في العاصمة الأميركية هذا الأسبوع وبالأخص مع نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني »كانت أهم اجتماعات عقدت مع زعيم لبناني منذ قيام الدولة الجديدة الديمقراطية في بيروت قبل نحو عام ونصف العام, إذ أن الزعيم الدرزي استطاع وضع الاصبع الأميركي بشكل هو الأدق على الجرح اللبناني سواء بالنسبة للتدخلين السوري والإيراني في لبنان ودور حزب الله السلبي حيال قيام الدولة الحقيقية بدفع منهما, أو بالنسبة للسياسة الإسرائيلية الغبية التي تمارس ضد لبنان والمفضية في كل أبعادها إلى تقوية »محور الشر« هذا بدلاً من إضعافه«

وقالت المصادر نقلاً عن مقربين من تشيني أنه »قد يكون بات أكثر اقتناعاً وتصميماً على القيام بخطوات فورية لحماية حكم ثورة الأرز في لبنان من هجمتي سورية وإيران, وأن تحويل قوات اليونيفيل إلى قوات متعددة الجنسية بموجب قرار جديد لمجلس الأمن تحت البند السابع (استخدام القوة) وإرسال قوات إضافية إلى الأراضي اللبنانية, بات أمراً محتملاً جداً لدى نائب الرئيس الأميركي«.

وذكرت المصادر أنه من المحتمل جداً أن »تحيي الإدارة الأميركية فكرة إرسال قوات عربية من مصر والمغرب والأردن والمملكة العربية السعودية للمشاركة في القوات متعددة الجنسية إلى لبنان, خلال الأسبوعين المقبلين«, غير مستبعدة قيام وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس أو وزير الدفاع دونالد رامسفيلد بجولة عربية لهذا الغرض بالذات.

 

 فرنسا تجدد دعمها لحكومة السنيورة

 باريس-د.ب.أ: أصدرت الحكومة الفرنسية امس تحذيرا ضد أي محاولات لزعزعة استقرار لبنان لكنها قالت إنه لا يوجد لديها معلومات حول وجود مؤامرة للاطاحة بالحكومة في بيروت حسبما تعتقد الولايات المتحدة. وقال دينس سيمونو المتحدث باسم الخارجية الفرنسية في باريس إن "فرنسا تؤكد مجددا دعمها لحكومة (رئيس الوزراء اللبناني) فؤاد السنيورة وجهودها لاستقرار لبنان والسماح بالاعمار السريع للبلاد".

لكن سيمونو أضاف أن باريس لا تملك "أي عناصر محددة تتعلق بخطط لها هذه الطبيعة".

 

 عون: حان الوقت لتدرك واشنطن رغبة اللبنانيين بحكومة جديدة

 حزب الله وبري هاجما البيت الأبيض: دفاع عن لبنان أم دفع به إلى الفوضى?!

 بيروت ¯ »السياسة«:رفض وزير الطاقة والمياه محمد فنيش ما صدر عن البيت الأبيض حول تخطيط سورية وإيران و"حزب الله" وحلفائهم في لبنان لإسقاط حكومة الرئيس فؤاد السنيورة, وقال إن الموقف الأميركي غير مقبول لأنه يناقض كل المزاعم الأميركية حول مسألة الديمقراطية على حد قوله.

ورأى فنيش أن موقف البيت الأبيض هو تدخل في الشؤون اللبنانية, وأن الإدارة الأميركية تمارس المزيد من الضغوطات على البلد لدفعه نحو الفتن أو لتحريض قوى على قوى أخرى وهذا يضع الكثير من علامات الاستفهام حول المزاعم الأميركية بالحرص على لبنان.

من جانبه رد رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون على بيان البيت الأبيض, معتبراً أن هناك سوء فهم ومعلومات خاطئة بأن من حارب طويلاً وبجهد لاستقلال لبنان عن سورية يحاول اليوم إعادة السيطرة السورية على لبنان.

وقال عون: "نطالب بصداقة الجميع ونرفض الخضوع لأحد", مشيراً إلى "أننا نعالج قضايانا دون تدخلات خارجية إن من الشرق أو من الغرب", لافتاً إلى "أنه بعد سنة ونصف السنة في الحكم لم تستطع حكومة الرئيس فؤاد السنيورة أن تأتي بأي إصلاح للشعب اللبناني", مشدداً على "أنه حان الوقت للإدارة الأميركية أن تعي أن الرغبة بحكومة جديدة صادرة عن الشعب اللبناني وبالتالي إذا كانت الولايات المتحدة تريد إرساء الديموقراطية في لبنان, عليها أن تمنع تأييدها لحكومة لا تمثل فعلاً, وإنما جاءت كنتيجة لقانون انتخابي فرضته سورية".

كما علق رئيس مجلس النواب نبيه بري على بيان البيت الأبيض وقال: ومن الحب ما قتل, أهو دفاع عن لبنان? أم دفع به إلى الفوضى الخلاقة? أهو حرص على الحكومة, أم تحريض عليها?

وأضاف: نطمئن البيت الأبيض إلى أن لدى اللبنانيين من العراقة الديمقراطية ما يجعلهم يحتكمون إلى الحوار والتشاور وليس إلى نصائح حماة إسرائيل التي تخرق القرارات الدولية كل يوم دون أن يصل هدير محركاتها إلى أجواء البيت الأبيض.

الى ذلك أكد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى تأييده لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري ودعا المعنيين الى التعاطي معها بإيجابية للخروج بالبلاد من الأزمات التي تعاني منها, واعتبر أن الخطاب السياسي الحاد واللغة القاسية يفاقم من الأزمة السياسية وعلى السياسيين إشاعة مناخات التهدئة من خلال اعتماد الخطاب المعتدل والعودة الى ميثاق الشرف في التعاطي في ما بينهم لأن الاعتدال يقرب وجهات النظر ويعمق الانصهار الوطني من خلال تقديم مصلحة الوطن على المصالح الخاصة.

ورأى المجلس أن قيام حكومة وحدة وطنية يشكل خطوة صحيحة للخروج من الأزمة السياسية الراهنة لما تحققه من شراكة وطنية لمواجهة الاستحقاقات التي تنتظر اللبنانيين على الصعيدين الداخلي والدولي وهو مطلب محق يعود بالخير لهذا الوطن ولا تعطيل فيه لمشروع الدولة وعملها ولا تفشيل فيه للتحقيق الدولي لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه وسائر الجرائم الاخرى. فهذا موقف ثابت عبر عنه المجلس منذ اللحظة الأولى لوقوع هذه الجرائم المدانة. واستنكر المجلس التدخل الأجنبي في شؤون لبنان الداخلية وخصوصا في موضوع بقاء أو تغيير الحكومة اللبنانية ويرى في ذلك انتهاكا سافرا للسيادة والاستقلال وتحريضا للبنانيين بعضهم على بعض.

 

النائب الحريري تشاور هاتفيا من باريس مع الوزير الجميل وجعجع ويلتقي غدا النائب جنبلاط لمتابعة المشاورات بين أركان "14آذار"

وطنية - 2/11/2006 (سياسة) أجرى رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري اتصالا هاتفيا مطولا من مقر إقامته في باريس مع رئيس "الهيئة التنفيذية" في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، بحثا خلاله في الوضع السياسي العام في لبنان والتحديات التي يواجهها، واستكمال الاجراءات المطلوبة لإنشاء المحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وتنفيذ القرار 1701، وموضوع مؤتمر باريس-3. كما بحثا في الاحتمالات المختلفة التي قد تشهدها المرحلة المقبلة. وأجرى النائب الحريري اتصالا بوزير الصناعة بيار الجميل، وتشاور معه في مختلف المواضيع المطروحة على الساحة اللبنانية والوضع السياسي العام. ويلتقي النائب الحريري غدا في باريس رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط لمتابعة المشاورات الجارية بين أركان قوى "14آذار" في شأن الاحتمالات كافة والاجراءات الكفيلة بمواجهتها.

 

المر: الجيش سيتصدى لأعمال الشغب ويمنع الاخلال بالأمن

 الحكومة خاضت معركة شرسة لمنع أي تنازل

النهار - 2006 / 11 / 2

 أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر "ان الجيش سيتصدى لأعمال الشغب ويمنع الاعتداء على المؤسسات العامة والخاصة وقطع الطرق التي هي ملك الشعب". واشرا الى "اننا سائرون بالمحكمة الدولية ونرفض استثناء الجرائم الـ 14"، مشيدا بأداء الحكومة "التي قاومت خلال الحرب الاخيرة وخاضت معركة شرسة لمنع اي تنازل تتهم به اليوم".

كلام المر ورد في برنامج "الاستحقاق" الذي يقدمه الزميل علي حماده على شاشة "المستقبل". وقال ان الوزراء لم يتسلموا اي مسودة رسمية لمشروع المحكمة الدولية، وانه لا يريد تحصيل حقه في المحكمة، بل المطلوب ان تمنع المزيد من العمليات الارهابية. واوضح انه ليس مع ان تكون المحكمة في لبنان، "بسبب صعوبة تأمين الحماية للقضاة وطمأنتهم الى اصدار الحكم دون ان يتعرضوا للتهديد بالقتل. وان هدف المحكمة الدولية هو حماية القضاة اللبنانيين والدوليين، علما ان لديها صلاحية استدعاء اي شخص غير لبناني يثبت تورطه، في حين ان القضاء اللبناني لا يستطيع ذلك، ومن المهم ايضا ابعادها عن الصراع الداخلي عند كل شهادة او موقف. والمحكمة الدولية ضمان لمستقبل لبنان، ومستقبل اولادنا ليس رهنا لأي شخص لا تعجبه مواقفنا. اما من يفتعل السجالات الداخلية فليتفضل بالجلوس مكان من قتل وعائلاتهم. وفي نهاية المطاف المراكز زائلة ومن لديه اهداف سياسية وفواتير يسددها لفريق ما فليسمح لنا. هذا دمنا وحياتنا، ولا يزايدوا علينا".

واعلن انه لا يوافق على استثناء الجرائم الـ 14 من المحكمة الدولية. وسأل: "كيف يحق لي ان اتصرف بدم مروان حماده وجبران تويني واستثنيهما من المحاكمة امام المحكمة الدولية؟ ولماذا استثناء جريمة واحدة من بين السلسلة التي ارتكبت من مروان حماده الى جبران تويني؟ لماذا الخوف من المحكمة الدولية اذا كان المرء بريئا؟ في المطلق، ملاحظات رئيس الجمهورية اميل لحود ليست مرفوضة ولا مقبولة. ولكن لا يمكن القبول بتجزئة ملف الجرائم الـ 14".

وشكك في ان يعمد رئيس الجمهورية الى افشال تشكيل المحكمة الدولية استنادا الى المادة 52 من الدستور. وناشده "تحصيل حق الشهداء الذين سقطوا فلا تتعطل المحكمة الدولية على يده، فيبدأ تشكيلها لتأخذ الامور مسارها الطبيعي".

وكشف ان "الاجهزة الامنية لم تتوصل الى اي خيط في هذا الموضوع، ومن الاجدى ترك الامر للمحكمة الدولية التي قد تحصّل حقوق الشهداء".

سائرون بالمحكمة الدولية

وعن مسؤولية لحود قال: "ان الجميع يعلم كيف كانت الامور تسير خلال الحقبة السابقة، وان الرؤساء الثاثة كانت تسمح لهم اشياء وتمنع عنهم اخرى، والاجهزة كانت بإمرة غير لبنانية، والرئيس (رفيق) الحريري كان يقول اننا جميعاً مظلومون. وعند طرح الموضوع في مجلس الوزراء سيناقش بكل ايجابية و"سنطحش" به الى الآخر، ونحن مسؤولون عن تحصيل حقوق من استشهدوا، فهل نخون من قتل ودمّر منزله؟".

وسأل "من يتاجر بملف المحكمة الدولية ان يضع نفسه مكان الضحايا الذين استهدفتهم الانفجارات، وما الجرم الذي ارتكبوه كي يستحقوا هذا المصير".

واكد "ان مخابرات الجيش والقضاء العسكري لم يتوصلا الى اي دليل او خيط في محاولة اغتياله، "وتالياً لا بد من المحكمة الدولية".

واعتبر ان جريمته هي انه اراد امناً لبنانياً، "وان من لا يريدون امناً لبنانياً للبنان هم اكثر من جهة تتشابك مصالحهم، من الارهاب الى المخدرات".

وشدد على انه اخذ عهداً على نفسه الا يستبق التحقيق او يطلق احكاماً مسبقة، وهو ينتظر المحكمة الدولية، مشيراً الى "بعض الممارسات التي جرت معي خلال ترؤسي وزارة الداخلية، من الضباط السوريين بدءاً من رستم غزالة الى آخرين كانوا على الارض".

وتحدث عن معلومات وردته من الاستخبارات الايطالية بواسطة المدير العام للامن العام آنذاك اللواء جميل السيد عن تفجير السفارة الايطالية في بيروت, واحيلت المعلومات على الامن الداخلي وجرى توقيف المشبوهين واعتقلت شبكة من 20 شخصاً. ثم توفي الموقوف اسماعيل الخطيب في السجن الذي لا اعرفه ولا علاقة لي به، وكان موقوفاً بقرار من النيابة العامة، وانا لم اكن محققاً. كنت في زيارة للوزير (السابق) سليمان فرنجية ملبياً دعوته الى الغداء، وبلغني ان الخطيب توفي في السجن بوعكة صحية. واذ بي افاجأ ليلاً في عنجر بتظاهرة تحلل دمي وتطالب بقتلي، كأنني انا المحقق والمسؤول عن اعتقال هذا الشخص، حقي ان أسأل كوزير سابق للداخلية كيف تسير تظاهرة اصولية في عنجر فجأة وتمر امام مكتب رستم غزالي، ولا اعتبر انه لم تكن هناك "قبة باط"؟ ولماذا جرى الباسي موضوع لا دخل لي به؟ ومن قتل اسماعيل الخطيب؟ اطلب من اهله واقربائه البحث عن سبب وفاته. وليس صدفة ان يصل الوضع الى ما هو عليه بين 2000 و2004".

"الجيش سيتصدّى للمشاغبين"

وعن مصير الحكومة والمطالبة باستقالتها والاحتكام الى الشارع والصدام بين اللبنانيين قال انه لا يقلل من حجم الوضع ودقته، وان حرية التعبير والتظاهر والاعتصام مقدسة في لبنان؟وذكر بان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله اعتبر ان الشغب والسلاح ممنوعات، وانطلق من هنا للاشارة الى "دور الجيش في 8 آذار و14 آذار 2005 عندما كان السوريون في لبنان وملايين اللبنانيين في الشارع، وأمنت قيادة الجيش حرية التعبير للجميع في الشارع، وتمكن الجيش من ضبط الامور. اما اليوم، فاذا كانت قوى الامن تشكل حساسية معينة، فان الجيش سيواكب التظاهرات وقوى الامن تؤمن السير، والجيش هو ضامن الحريات والاستقلال والاستقرار وسيمنع اي شغب قد يسببه في البلد موسوسون هدفهم التخريب. وايا يكن حجم الشغب، فهو ليس اكبر من الجيش. ولا خطر من انقسام الجيش بدءاً من 14 آذار 2005، فقد وقف على مسافة واحدة من الجميع. وهو سيقوم بواجباته دون ان تطلب منه الحكومة ذلك". ولفت الى "ان محاصرة المؤسسات الرسمية وقطع الطرق امر مرفوض. ففي 14 آذار 2005 عندما كان هناك توجه الى اسقاط رئاسة الجمهورية في الشارع اجتمعنا بأركان قيادة الجيش وقررنا حماية الرئاسة لأنها ملك للشعب. لدينا 15 الف جندي في الجنوب و20 الفاً من القوات الخاصة في بيروت، وعديد الجيش 60 الفاً. وهو سيتصدى لكل مشاغب يريد كسر لوح زجاج. واطمئن المواطنين وادعوهم الى عدم العيش في حال ذعر، فالجيش قوي وهو من كل فئات الشعب ومن واجباته حمايته، ونحن سنحمي التظاهرات ولن نحمي المندسين الذين قد يكون بينهم عملاء لاسرائيل. لدى قيادة الجيش خطة واضحة لمواجهة اي شغب واي اعتداء على المؤسسات الرسمية والخاصة وحماية الحريات الفردية والملكيات الخاصة والعامة.

ان الطرق ملك الشعب وليست ملكاً لفريق دون آخر. وقطع طريق مجلس النواب والسرايا سنتعامل معه بشدة، وننصح بالا يعمد احد الى هذه اللعبة وطعن الجيش في الظهر في الوقت الذي يواجه فيه اسرائيل".

ونفى ان يكون موالياً لأي فريق، بل انه "من الفريق الذي دفع دماً لبقاء لبنان".

الحكومة قاومت

وعن موضوع الحكومة، قال "ان تركيبة لبنان التوافقية القائمة على التوازن تمنع اي فريق من الغاء الآخر في الشارع او غيره (...) والتاريخ يعيد نفسه. اما مقولة الثلث المعطّل او الضامن فهي ضمان ضد من ولمصلحة من؟ انا ارفض ان يضمنني احد".

واشار الى انه مع ادخال "التيار الوطني الحر" والطاشناق الى الحكومة". وقال: "منذ ان بدأت الحرب في 12 تموز الى اليوم هذه الحكومة ضمنت استقلال لبنان، وانا كنت شاهداً على مرحلة المفاوضات التي قام بها الرئيس فؤاد السنيورة وفريقه. لست الآن في صدد الدفاع عنه ولا حمايته، لكن اداء رئيس الحكومة كان لافتاً خلال 33 يوماً، وبدءاً من استصدار القرار 1701 الذي وردتنا مسودته وعدّلت مرات، الى ان اصبح في صيغته الحالية. وكان الرئيس نبيه بري مطلعاً على كل التفاصيل. وانا كنت شاهداً على المفاوضات مع الفريق الدولي والاميركيين والفرنسيين. عندما قرأ الرئيس السنيورة القرار 1701 قال لي: اشعر بأنني مذلول مع هذا القرار، رغم انه واجه الدول التي حصّلت الشروط الاسرائيلية فيه".

واضاف: "عندما كان ديفيد ولش مجتمعاً معنا في السرايا وخرج، قال: ان المفاوضات التي يقوم بها رئيس الحكومة اللبنانية ستؤدي الى تدمير لبنان. ولم نكترث لتصريح المسؤول الاميركي، انا كنت شاهداً ولكن لوجه الحق وللتاريخ اقول ان هذه الحكومة قاومت وخاضت معركة شرسة لمنع اي تنازل تتهم به اليوم. وكل كلام على التخوين ظلم في حق هذا الرجل (الرئيس السنيورة) القومي العربي الذي قاوم اسرائيل عن اقتناع وادى واجباته في تحصيل حقوق لبنان ايام المجتمع الدولي".

وعن تعديل الحكومة او توسيعها قال المر "ان التشاور الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري يستحق فرصة، لاننا امام احد خيارين، اما التشاور وامام الشارع، واذا كان موضوع التعديل ادخال التيار الوطني الحر والطاشناق والوزير الياس سكاف فأنا ارحب بهذه الفكرة ولو كانت على حسابي. ومن المهم التعامل مع التشاور بطريقة جدية، ولنمنح الرئيس نبيه بري الفرصة اللازمة. اما اذا لم يصل التشاور الى حل فعندها يصبح الاعتصام والتظاهر واردين، فيدخل البلد، بدلاً من حكومة وحدة وطنية، الى قسمة وطنية دون ان يكون هناك مبرر لذلك (...) علينا الانتباه، فالاعتصام يستدرج اعتصاماً مقابلا ولكن لا شيء يخيف، وقيادة الجيش قادرة على التعامل مع الوضع مع ان هذا المشهد مؤسف ومؤلم وليس هذا ما ينتظره اللبنانيون بعد الحرب وعلى ابواب الشتاء".

 

جعجع ينصح "حزب الله" بوعي خطورة المرحلة ويحذر من تحوله الى "جيش المهدي" في شوارع بيروت

 المستقبل - 2006 / 11 / 3

 أكد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع أن خلفيات ردات الفعل التي أعقبت زيارته لمفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيذ قباني هي "سياسية وتعبر عن إفلاس أصحابها"، ودعا الى فتح ملفات جرائم الاغتيال التي حصلت في لبنان خلال العقود الثلاثة الأخيرة، ولفت الى أن الدعوات الى تشكيل حكومة وحدة وطنية هدفها امتلاك الثلث المعطل "وهو ما لن نسمح به".

وأعلن الاستعداد للمشاركة في لقاء التشاور الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري "بانفتاح وايجابية"، لكنه رفض "منطق تحديد المهل وفرض جدول الأعمال"، وكشف عن إمكانية إشراك رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون في الحكومة، لكنه رفض رفضاً قاطعاً إعطاء المطالبين بالتعديل الحكومي الثلث المعطل، وقال: "هذا موقفي وموقف حلفائي"، وسأل: "هل من المنطق بحث مدة ولاية المجلس النيابي الحالي وترك مسألة ولاية اميل لحود الممددة؟"، مؤكداً تمسكه وحلفائه بانتخاب رئيس للجمهورية من قوى 14 آذار، وقال: "أيهما منطقي أكثر، أن تتحكم الأكثرية بالأقلية أم العكس؟".

ورأى أن النزول الى الشارع في هذا الوقت "يستبطن مخاطر عدة"، وأشار الى "مخطط لدى حلفاء سوريا لضرب الاستقرار لتعطيل مهمة القوات الدولية والمحكمة الدولية"، وحذر "حزب الله" من "ان يتحول الى جيش المهدي في شوارع بيروت"، وطالبه بوعي دقة المرحلة وخطورتها محلياً واقليمياً. مشيراً الى أن لقوى 14 آذار شارع أيضاً.

وقال في حوار خاص أجرته معه قناة "نيو.تي.في"، أمس، في مقر إقامته في الأرز، رداً على سؤال عن سبب تقصير الأجهزة الأمنية اللبنانية في كشف مرتكبي التفجيرات ومطلقي القذائف على ثكنات قوى الأمن: "إن سبب ذلك يعود إلى ثلاث نقاط، الأجهزة الأمنية لا تزال في طور البناء والتجهيز بعد زمن الوصاية وهو أمر يحتاج إلى وقت، وان الفاعلين محترفون وفي كل دول العالم يوجد جريمة منظمة يستغرق كشفها وقتاً، والسبب الثالث هو استمرار وجود اختراقات في القوى الأمنية لها ارتباطات مع جهات غير لبنانية أو لا تريد خيراً بلبنان"، مذكّراً بالإشكالات التي واجهت وزير الداخلية بالوكالة أحمد فتفت مع أحد المديرين العامين وبقاء مشكلة السلاح الفلسطيني من دون حل.

وعما إذا كان وزير الداخلية مقصراً في أداء مهامه، قال: "ان يكون وزير الداخلية مقصراً خير من أن يكون متواطئاً كما كان يحصل، نحن لا نغطي أحداً لكن المشكلة الأساس هي بقاء لبنان ومع الاختراقات".

زيارة المفتي

وعن الحملة التي أعقبت زيارته إلى المفتي قباني، قال: "هذا الموقع وصاحبه ليس شخصاً طارئاً بل هو موقع له احترامه في كافة الأوساط، أما الادعاء بـ"تاريخ" سمير جعجع. إذن، فلننظر إلى التاريخ الحقيقي لكل الموجودين من دون تزوير، مئة ألف قتيل لبناني، من قتلهم هل "القوّات" هي من فعل ذلك؟، أنا مستعد لفتح كل الملفات".

أضاف: "شرف لي زيارة المفتي، لكن الغريب كيف أن الادعاءات تطرح وتسوّق من دون إحساس بالمسؤولية، وهنا أسأل هل من المصلحة والمنطق إثارة تاريخ الحرب الآن ونكء الجراح، المشكلة هنا أنك إذا تركتهم من دون ردّ يصدقون ما يدّعون. ثم على المستوى الشخصي، وعلى افتراض صحة الأحكام التي صدرت بحقي، وهي غير صحيحة، فأنا أمضيت 11 سنة في السجن، أنا أؤكد ان ما يطرح هو لغايات سياسية وليس لأي هدف آخر".

وذكّر أن الرئيس عمر كرامي "أرسل في العام 2000 موفداً إلى (النائب) ستريدا جعجع وفاوضها على أنه في حال دعمت القوات كرامي في الانتخابات فثمة امكانية للتعاون، وهو أمر تكرر في العام 2005 على وعد بإصدار "عفو خاص" بعد "الوقوف على خاطر" آل كرامي".

وإذ لفت إلى الدعوات التي انهالت لفتح ملفه القضائي وإعادة محاكمته، طالب جعجع بـ"فتح كافة ملفات الحرب والاغتيالات في لبنان، بدءاً من معروف سعد، كمال جنبلاط، بشير الجميل ورشيد كرامي قطعاً"، ودعا إلى "الكفّ عن المتاجرة بدم الشهيد كرامي"، واصفاً أصحاب هذه الدعوات بـ"المفلسين".

وعما إذا كان يحمل شيئاً في صدره ضد حلفائه السياسيين الذين شاركوا في سجنه سابقاً قال: "المهم أنهم اعترفوا بالضغوط التي مورست عليهم آنذاك، ولي الشرف أن أضع يدي بيد (النائب) سعد الحريري الذي سُئل في أحد الإفطارات الرمضانية عن هذا الموضوع، فردّ على السائل بالقول: مَن من الحاضرين هنا لم يشارك في الحرب بشكل أو بآخر، المهم أن ننطلق للمستقبل".

ونفى ما تردد عن ان النائب الحريري هو مَن نسَّق زيارته للمفتي أو أن يكون انتقل بسيارة الحريري الخاصة من دارة قريطم إلى دار الفتوى، وقال: "كانت زيارتي للمفتي مفاجئة وهي مفاجأة سارة لي وله"، ضارباً مقارنة بين "الأصوات التي انتقدت الزيارة وسيل المواقف التي باركتها على أساس تمتين الوحدة الوطنية والعيش الواحد".

المشاركة في التشاور

وعن استعداده للمشاركة في اللقاء التشاوري الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري قال: "نحن كقوات لبنانية وكقوى 14 آذار، حسمنا أمرنا بأننا مستعدون للحوار والتشاور الى أبعد حدود، لكن ما فوجئنا به أن غيرنا غير مستعد وليس نحن. فالسيد حسن نصر الله قال بشكل واضح نريد "الثلث المعطل" في هذه الحكومة، إما ان تعطونا اياه وإلا "فنفرجيكم". فعملياً هكذا وصلت الأمور اليوم الى محل تطرح فيه كما هي. فهذه الطريقة مرفوضة، لأن هذا ليس منطق حوار أو تشاور".

أضاف: "تطرح كلمات وعناوين كبيرة، حكومة وحدة وطنية، مشاركة، لكنها تعابير جيدة سوف تؤدي الى أشياء سيئة، فالموضوع ليس موضوع حكومة وحدة وطنية. إذا كان المطروح إشراك النائب ميشال عون في الحكومة، فليكن، لكن ليس هذا الذي يريدونه فالسيد حسن قال بشكل واضح، المطلوب ثلث زائد واحد.. لدينا مجموعة معطيات واضحة أمام الكل، موضوعنا موضوع تحسين أداء الحكومة ولدينا طرح سياسي، ولن نقبل ان يأتي أحد ويقول إنه يريد ان يغير هذا المشروع السياسي ومسار البلد وإلا سوف أتحرك والله يساعدكم".

سئل: أنتم في 14 آذار تظاهرتهم وأسقطتم حكومة كرامي فلماذا تنكرون هذا الحق على فريق آخر؟، فأجاب: "نحن لا ننكر هذا الحق على أحد، لكنني أريد أن أذكر الجميع انه في سنة 2005 تظاهرنا لأجل خروج السوري من لبنان ولنزع النظام الأمني والاتيان مكانه بنظام ديموقراطي، نزل كل الشعب باستثناء قلة".

سئل: لماذا تتهمون الآخرين بأنهم يخضعون لمحور سوري ـ ايراني ويخضعون للخارج وترفضون هذا الكلام عليكم، أجاب: "هذا الكلام غير صحيح، عندما كان الأميركيون مع سوريا لم نكن معها، وعندما تركوا سوريا وأصبحوا مع لبنان حصل نوع من الانسجام السياسي، بينما غيرنا الذي يمشي مع السوريين كانوا يقولون لا نريد فلاناً رئيساً، لكن من بعد موافقة السوريين يغيرون موقفهم، لأن السوريين قالوا، هذا هو الفرق. اليوم ما هي المشكلة إذا دعمت أميركا حكومة الرئيس السنيورة، فهذا لا يعني ان السنيورة اصبح عميلاً، هناك مشروع أميركي، يتلاءم مع مصالحنا نرحب به والعكس صحيح. لا نقبل بالوصاية فهذا أبعد ما يكون، بالمبدأ لا نقبل".

وإذ أكد أن "سياسة الصراحة دائماً هي التي تؤدي إلى نتيجة"، قال: "أولاً كل المنطق الذي يطرح في البلد مرفوض سبعة أيام وثمانية أيام، نحن سنشارك في الحوار وكأننا لم نسمع شيئا، نحن لن نقطع الأمل سوف نحاول لآخر لحظة أن نتوصل إلى تفاهم ما عن طريق هذا التشاور. إذا كانت القصة إشراك العماد عون في الحكومة فهو أمر يبحث، أما إذا كانت قصة ثلث معطل فمرفوض، لكي يكونوا على بيّنة، وأقول بكل مسؤولية هذا امر غير قابل للبحث، فكيف تريد أن تعطي ثلثاً معطلاً للفريق الذي لديه طروح تتناقض 180 درجة مع طروحاتنا ويريد العودة بالبلد إلى ما كان عليه في السابق. وللأسف فإن أحد الأحزاب اللبنانية يوزع الأسلحة على بعض المجموعات الفلسطينية الخارجة عن منظمة التحرير، فيصير عكس ما اتفقنا عليه في الحوار. ثم انه من المعيب طرح موضوع الانتخابات النيابية المبكرة، يعني تقصير ولاية المجلس النيابي، فهل من المنطق أن نبحث في تقصير ولاية هذا المجلس ولا نقبل بتقصير ولاية رئيس الجمهورية الذي نعرف كلنا انها ممددة قسراً؟. المجلس النيابي على الأقل يمثل لكن رئيس الجمهورية لا يمثل أحداً. وإذا كان النزول إلى الشارع سيجري ضمن القوانين المرعية الإجراء فهو حق، لكن بالمقابل سيكون من حقنا نحن أيضاً، فالشغب في لبنان ممنوع والأجهزة الأمنية موجودة وصامدة ومحافظة على النظام وعلى الوطن، ولا يفكر أحد انه يستطيع ان يجعلها لا تقوم بواجباتها، فتكون حساباته خاطئة وأتمنى عكس ذلك. أنا لا أعتقد أن هذه الأجهزة سوف تحشر، لدينا من الإرادة والخبرة والتجربة والشعبية والامكانيات الشرعية ما يكفي كي نقدر على أن لا نجعل هذه العملية تخرج عن اطارها الديموقراطي، أتمنى أن لا يغلطوا في حساباتهم".

"جيش المهدي"

سئل: ماذا لو لم يتوصل التشاور الى نتيجة، هل ستنزلون الى الشارع في مقابل شارع، فقال: "من موقع الصداقة لـ"حزب الله" أخشى ان مسألة الشارع غير مضمونة، وأن يتحول حزب الله الى "جيش المهدي" آخر في شوارع بيروت. نحن مع كل ألمنا من بقاء لحود في بعبدا، عندما رأينا ان مسألة النزول الى الشارع ستؤدي الى غير المطلوب منها، عزفنا عنها، أنا أدعو الى التمعن بهذا ونحن في حال اضطررنا سنستعمل الشارع أيضاً في حال تم استخدامه، اذا استخدم الشارع يستخدم بسلام، أما اذا استخدم لغير ذلك فالقوى الأمنية ستقوم بعملها".

وأكد "أننا نقدر "حزب الله"، لكن الخوف أن تجر "البُوَط" (الجماعات الموالية سوريا)، الحزب الى ما لا يحمد عقباه"، وذكر بالتظاهرات "تحت شعارات مطلبية وتحولت الى أعمال شغب وشعارات مثل "نعيماً" يا جبران" وغيرها من الهتافات المذهبية". ولفت إلى أن نصر الله استنكر ذلك في جلسات الحوار. ولفت الى "التوجه الاقليمي الجدي لخربطة الأوضاع في لبنان". وقال: "حزب الله صادق في ما يطرح لكن قد يُستغل أي تحرك ويؤدي الى ما لا يحمد عقباه. وثمة محاولة جدية لضرب الاستقرار في لبنان، حزب الله لا يهدف لذلك لكن غيره يريده".

المبادرة السعودية

سئل: هل من مبادرة سعودية لتجنيب لبنان الأزمة، فقال: "ليست مبادرة بالمعنى الحرفي، لكن مجرد تحرك، نحن ندعو بالخير لأي تحرك لكن من الصعب أن ينجح في هذه الظروف. نحن ندرك ما الذي يجري وماذا تحضر الأطراف الأخرى وما يجري اقليمياً، ثمة طرفان على الأرض: حزب الله، وحلفاء سوريا وكل طرف له تحركه على الساحة. فريق حلفاء سوريا عنده خطة واضحة لعرقلة الأوضاع وهزَّ الاستقرار على قاعدة القوات الدولية والمحكمة الدولية. وبالتالي المستهدف الأول هو الحكومة المسؤولة عن متابعة هذه الملفات".

وسأل: "هل مصادفة هجوم لحود على المحكمة الدولية واجتماع حلفاء سوريا للتنسيق اليوم (أمس). والكل يعلم ان المحكمة الدولية قرار دولي وليست معاهدة. وليست مصادفة عرقلة لحود للتشكيلات القضائية والهيئة الناظمة للاتصالات، وتزامن كل ذلك، مع دعوات اسقاط الحكومة وأكثر من ذلك تحديد مهلة معينة لذلك".

وعن مهلة السبعة أيام، سأل جعجع نصر الله: "لطالما أَدنتَ الاستكبار الأميركي الذي يفرض شروطاً، فهل اذا جاء الفرض منك مقبول ومن غيرك مرفوض؟"، ولفت الى "شكوك" تساوره حول مسايرة "حزب الله" لسوريا في بعض المواقف "خصوصاً مع التطورات التي تشهدها المنطقة تمهيداً لاحتمال وقوع معركة كبرى ستحصل في الشرق الأوسط، ومن الظلم أن تبدأ بلبنان".

القوات متعددة الجنسية

وعن اتهام نصر الله لـ14 آذار بالسعي لتحويل "اليونيفيل" الى قوات متعددة الجنسية، قال: "هذا ليس اتهاماً، أنا سبق وطالبت بأن يندرج موضوع القوات الدولية تحت الفصل السابع لمنع الخروق الاسرائيلية حصراً وليس لتعيين مخاتير وبلديات. الحديث عن القوات الدولية ومتعددة الجنسية فيه كثير من الاستسهال وكأن المجتمع الدولي ينتظر الأوامر من لبنان للتنفيذ، ما نريده هو قوات في الجنوب فقط لا أكثر. ما يشاع أن مهمة هذه القوات هي نزع سلاح حزب الله غير صحيح، مع بقاء مطالبتنا بحصر السلاح بالشرعية فقط، وهو ما رددناه مراراً في الحوار ونطالب بتنفيذه بالسياسة وليس عبر طريق آخر".

ولفت الى تطور مهم في نوعية الرد على الخروق الاسرائيلية ضد لبنان "في السابق كانت الخروق تقابل برد عسكري محدود، أما الآن فالدبابات الفرنسية والبارجات الألمانية حتى الولايات المتحدة باتت تظهر انزعاجها من الخروق الاسرائيلية ضد لبنان". وطرح الاشكالية التالية "عندنا أسرى في سوريا أكثر من الأسرى في اسرائيل فهل نأتي بأسلحة ونقاتل سوريا، كيف نحررهم، وأي ثمن أقل تكلفة وطنياً. ما نقوله: لا أحد يحل محل الدولة في حل كافة المشاكل والأزمات".

وأعلن أن "لا وجود لأزمة ثقة بين 14 آذار وحزب الله، بل خلاف في وجهات النظر، نحن نقدرهم ونحترمهم لكن نرى أن لبنان ليس جزءاً من محور خارجي، بل الأولوية للمصلحة الوطنية حصراً".

انجازات 14 آذار وإخفاقاتها

قيل له: البعض يرى ان إنجازات 14 اذار هي اخراج الجيش السوري من لبنان، وتلا ذلك عدد من الاخفاقات، فهل لا تزال هذه الحركة مؤهلة لقيادة البلد؟، فقال: "لن أتحدث في هذا الموضوع الآن، فنحن الآن على أبواب مواجهة كبرى، طبعاً عندنا بعض الهفوات لكن ليس الوقت للحديث عنها بل لانقاذ البلد. الآخرون لم يتركوا لنا مجالاً لانجاز شيء؛ من الاغتيالات، إلى المحكمة الدولية ومقاطعة الحكومة إلى الحوار ومنها مباشرة إلى الحرب وبعدها مباشرة إلى الدعوة لاسقاط الحكومة"، مؤكداً ان "الفترة الأخيرة أثبتت ان حسابات الفريق الآخر غير صحيحة وغير دقيقة".

قيل له: كأنك تضع لاءات مسبقة قبل جلسة التشاور؟، فقال: "نعم، نحن لن نعطي ما لا ينبغي اعطاؤه، انتخابات مبكرة غير ممكن، ثلث معطل غير ممكن، استباق الأحداث لا يفيد، نحن انتظرنا 15 سنة في السجون والاضطهاد حتى وصلنا، نعم لاعتماد الديموقراطية والعمل السياسي ولا لتحطيم التاريخ".

رئاسة الجمهورية

وعن قوله سابقاً "لن يكون رئيس للجمهورية من خارج 14 آذار"، قال: "نعم، نحن الأكثرية. المنطق السياسي للأمور هو حصول تحالفات انتخابية لخوض الانتخابات تسبق النتائج، وقد حصلت الانتخابات وكانت حرة وديموقراطية، لكن مع قانون أعور، وهنا ثمة من يقول هناك تهميش حصل في الشمال مثلاً، لكن الصحيح أيضاً هو ان ثمة تهميشاً حصل في كسروان وجبيل والجنوب والبقاع أيضاً"، ولفت إلى العقبات التقنية التي تحول دون اجراء الانتخابات في الوقت الحالي بدءاً بالقانون وصولاً إلى الهيئة المشرفة عليها والتي قد تستغرق نحو سنة ونصف.

وإذ أكد الإصرار على التمسك بانتخاب رئيس من 14 آذار، قال: "من غير الوارد حصول فراغ في المؤسسات الدستورية، ومسألة تأمين الثلثين في مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية هي مجرد بدعة غير دستورية لا أصل لها ولا ذكر لها في الدستور".

قيل له: إذا أصرّ برّي على تأمين 86 نائباً لاجراء الانتخابات، قال: "نحن نكنّ للرئيس برّي كل الاحترام، لكن النص الدستوري يلزمه بترؤس الجلسة أو من يمثله أو الأكبر سناً لتمرير الانتخاب". وسأل "أيهما منطقي أكثر: أن تتحكم الأكثرية بالأقلية أم العكس؟".

سئل: يتداول بخمسة أسماء للرئاسة وهي: ميشال عون، ميشال سليمان، رياض سلامة، جان عبيد وشارل رزق، فأجاب: "الأمر متروك لوقته، وهناك مرشحون آخرون".

وعن البرنامج الرئاسي الذي طرحه النائب ميشال عون في الاحتفال الأخير لـ"التيار الوطني الحرّ"، قال: "البرنامج شيء والواقع شيء آخر، متأكد ان عون ليس مع ولاية الفقيه، لكنه يجلس في مكان ليس له، ومن الممكن أن يكون الانسان في توجه وعلى هامش تحركه تستفيد دعوات ومواقف معينة".

سئل: هل لا يزال مرشحو 14 آذار للرئاسة: نايلة معوض، بطرس حرب ونسيب لحود، قال: "لن أسمّي، ممكن هم وغيرهم".

الوضع المسيحي

عن المواقف التي تشدد على وجود غبن وتغييب للمسيحيين في السلطة، قال: "هذا الغبن مستمر منذ 15 سنة، لكن التوازن يحصل بداية في تصحيح موضوع رئاسة الجمهورية"، ولفت الى أن موضوع التشكيلات الديبلوماسية "كانت متوقفة على توقيع رئيس الجمهورية ما غيَّب مرشحين مسيحيين لقوى 14 آذار".

أضاف: "فليسمع لنا النائب عون في كلامه عن الأكثرية المسيحية، اذا كانت الانتخابات صحيحة فالأكثرية ليست وهمية، وإن كانت مزورة فكل الأكثريات مزورة"، وأبدى الاستعداد لاجراء الانتخابات في أي منطقة مسيحية لمعرفة مدى الشعبية لكل تيار. وضرب مثلاً نتائج الانتخابات الطلابية في الجامعات ومؤشراتها ودلالاتها.

وختم متوجهاً الى نصرالله بالقول: "عرفتك وأكنّ لك كل تقدير، وأرى فيك قيمة انسانية كبرى، وأتوجه اليك كصديق، غير صحيح ما أشيع عن معرفتي المسبقة بالحرب الاسرائيلية على لبنان، بل كنت أقرأ معطيات واستشفّ المستقبل وهذا ما طرحته في الحوار، وأقول: لا حظوظ لخطتكم المطروحة بالنجاح. وإذا لم تغير خطتك فهذا أمر نحترمه، لكن لا أحد يستطيع ان يحجز التاريخ، وأتمنى عليه تجنب الشارع، فالنزول الى الشارع يضبط في البداية ولا تعرف نهايته".

وتوجه الى اللبنانيين بالقول: "لا تخافوا، وإن كان أمامنا أسابيع أو أشهر قد تكون مضطربة، ومهما حصل لن نضيع مكتسبات ثورة الأرز، ونحن لن نألو جهداً للتوصل الى تفاهم والمحافظة على السلم لكننا لن نفرط بالمكتسبات والمجلس النيابي والحكومة. وأطلب منهم الهدوء والتفاؤل بالمستقبل لأن الظروف قد تضطرنا الى تكرار ما حصل في 14 آذار، فالتاريخ لا يعود الى الوراء ولن يعود الآن".

 

مبارك أكد التلاقي مع بوتين في قراءته لحلول أزمات الشرق الأوسط

 قمة روسية-مصرية في موسكو ركزت على تعزيز التعاون العسكري والنووي

 موسكو-الوكالات: استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس في الكرملين الرئيس المصري حسني مبارك الذي بدأ زيارة تستمر ثلاثة ايام لروسيا يجري خلالها مباحثات تتعلق بالخصوص بالتعاون في المجالين النووي والعسكري. وقال بوتين لدى استقباله نظيره المصري "اننا سعداء حقيقة بزيارة اصدقائنا القدامى لروسيا" واضاف "ان مصر هي شريك تقليدي ومقرب جدا. وعلاقاتنا ما انفكت تنمو". من جانبه قال مبارك "انا سعيد بالالتقاء بالرئيس بوتين صديقي. واني اشعر بعلاقة قوية جدا بيننا" واضاف "كنا دائما نرغب في تطوير علاقاتنا مع روسيا". وأعلن الرئيس مبارك أن مشاوراته مع بوتين أكدت تلاقي المواقف المصرية الروسية تجاه القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك خاصة تجاه الوضع في الشرق الاوسط والمشكلة الفلسطينية والوضع في لبنان والعراق ودارفور والقرن الافريقي .

وأشار الى أن هذه المشاورات أكدت أيضا تمسك الجانبين بمواصلة التنسيق السياسي وزيادة التعاون الثنائي في مختلف المجالات كالطاقة والاستخدامات السلمية للطاقة النووية والاتصالات والاستثمار والتجارة والسياحة وغيرها من المجالات

وقد تثير هذه الزيارة قلق واشنطن التي لا تؤيد مبيعات الاسلحة الروسية لزبائن جدد وتقوم العلاقات بين البلدين في جانب على صورتي الرجلين القويين اللتين يظهر بهما الرئيسان بوتين ومبارك اللذان سبق ان التقيا في موسكوفي 2004 وفي القاهرة في .2005

وذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية أن الزعيمين بحثا العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها في كافة المجالات وخاصة الاقتصادية.

وعقب جلسة محادثات القمة الثنائية, انضم أعضاء الوفدين حيث جرت مباحثات موسعة بين الوفدين .

وقال بوتين ان "مصر من اولويات سياساتنا الخارجية وهي من أبرز شركاء روسيا البارزين في العالم العربي "... مشيرا الى أنه سيتم خلال هذا الاجتماع التركيز على بحث العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها.

وقدم مبارك الشكر للرئيس بوتين على الاستقبال الحار الذي لقيه في العاصمة الروسية وقال انني اشعر بالسعادة عندما ازور موسكو والتقى بالرئيس فلاديمير بوتين . واكد حرصه على العلاقات الثنائية وتقويتها في كافة المجالات وخاصة في المجالات الاقتصادية .

وأشار الرئيس المصري في كلمته في بداية الجلسة الموسعة الى لقائه صباح امس برؤساء كبريات الشركات وعدد من رجال الاعمال الروس ... وقال اننا بحثنا معهم العديد من الموضوعات المتعلقة بالتعاون ومنها اقامة منطقة صناعية روسية في مصر لدعم التعاون في مجالات الادوية والصناعات المغذية والسيارات والبترول والغاز والصناعات الاخرى .

واكد مبارك ان التعاون المصري الروسي يزداد نشاطا خلال هذه الفترة خاصة وان مصر لها تاريخ طويل في العلاقات مع روسيا . وقال اننا نعمل الان على زيادة تنشيط العلاقات بين البلدين وخاصة فيما يتعلق بزيادة التبادل التجاري .

وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية انه تم خلال اللقاء بحث علاقات التعاون الثنائى بين مصر وروسيا في مختلف المجالات وخاصة الاقتصادية والتجارية وكذلك كيفية زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين والتعاون في مجالات البترول والطاقة والغاز والصناعات الاخرى وامكانية سماح الجانب الروسي بنفاذ بعض السلع المصرية الى الاسواق الروسية .

كما تم التطرق الى ما تم احرازه من تقدم بالنسبة للمفاوضات الجارية بين مصر وروسيا لانشاء منطقة تجارة حرة , وكذلك بحث التعاون في المجال السياحي وتهيئة السبل الكفيلة بزيادة اعداد السائحين الروس الى مصر.

وأوضح مبارك أن زيارته الحالية لروسيا تأتي في إطار الحرص المتبادل على استمرار التشاور والتنسيق بين الجانب الروسي على مختلف القضايا الاقليمية والدولية وسبل دفع علاقات الصداقة والتعاون المصري الروسي لافاق جديدة .

وأعرب عن سعادته بلقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لما له ولروسيا الاتحادية من تأثير ومكانة على الساحة الدولية وفي منطقة الشرق الأوسط .

وقال " إن زياتي إلى موسكو عام 2004 وزيارة الرئيس بوتين للقاهرة العام الماضي قد أعطت دفعة قوية للعلاقات الثنائية فيما بيننا , وقد أكدت مشاورات اليوم (امس) مع الرئيس بوتين رغبتنا المشتركة في الحفاظ على هذه الدفعة القوية والبناء على ما حققناه من نجاح في تطوير العلاقات خلال العامين الماضيين " .

كما أعرب الرئيس مبارك عن سعادته باتفاق مواقف روسيا ومصر على أن جهود عملية السلام تمثل جوهر مشكلات وأزمات الشرق الأوسط ...مضيفا أن الحاجة تدعو الآن إلى تحرك دولي عاجل وجاد يعيد إطلاق جهود السلام بدءا بالمسار الفلسطيني الإسرائيلي يطرح أفقا سياسيا جديدا ويتيح العودة لتنفيذ خطة خريطة الطريق .

وتابع الرئيس مبارك " إن لقائي مع الرئيس بوتين يزيد من ثقتي في مستقبل العلاقات المصرية الروسية وفي قدرتنا على العمل سويا من أجل تعزيز التعاون فيما بيننا والإسهام البناء في تحقيق سلام واستقرار الشرق الأوسط والحفاظ على السلم والأمن الدوليين " .

وأشار الرئيس مبارك إلى أنه اتفق مع الرئيس بوتين أن يتوقف في مصر في أول زيارة له إلى منطقة الشرق الأوسط .