المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 3 تشرين الثاني 2007

 

انجيل القدّيس متّى .32-28:21

ما رَأيُكم؟ كانَ لِرَجُلٍ ابنان. فدَنا مِنَ الأَوَّلِ وقالَ له: يا بُنَيَّ، اِذهَبِ اليَومَ واعمَلْ في الكَرْم فأَجابَه: لا أُريد. ولكِنَّه نَدِمَ بَعدَ ذلك فذَهَب . ودَنا مِنَ الآخَرِ وقالَ لَه مِثلَ ذلك. فَأَجابَ: ها إِنِّي ذاهبٌ يا سيِّد! ولكنَّه لم يَذهَبْ.  فأَيُّهما عَمِلَ بِمَشيئَةِ أَبيه؟ فقالوا: الأَوَّل. قالَ لَهم يسوع: الحَقَّ أَقولُ لكم: إِنَّ الجُباةَ والبَغايا يَتَقَدَّمونَكم إِلى مَلَكوتِ الله.  فَقَد جاءَكُم يوحَنَّا سالِكاً طريقَ البِرّ، فلَم تُؤمِنوا بِه، وأَمَّا العشَّارونَ والبَغايا فآمَنوا بِه. وأَنتُم رَأَيتُم ذلك، فلَم تَندَموا آخِرَ الأَمرِ فتُؤمِنوا بِه.

 

كوشنير ابلغ المعلم ضرورة انتخاب رئيس للبنان

الجمعة 2 نوفمبر - أ. ف. ب.

اسطنبول: قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير مساء الجمعة انه ابلغ نظيره السوري وليد المعلم بلهجة "واضحة وحازمة" ضرورة اجراء انتخابات الرئاسة في لبنان "وفقا للدستور تجنبا للسيناريو الاسوا والوقوع في الفراغ".  واضاف الوزير "لقد حذرت بشدة من حدوث فراغ سياسي في لبنان لان ذلك سيسيء الى سوريا ايضا (...) كما ان الاسرة الدولية لن تكون غير مبالية حيال هذا الامر (...) يجب احترام الدستور". واللقاء هو الاول من نوعه منذ العام 2004. وكانت فرنسا قررت مقاطعة كبار المسؤولين السوريين بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005. وتابع كوشنير امام بعض اركان مكتبه وعدد من الدبلوماسيين الفرنسيين ان وزير الخارجية السوري "اقترح عددا من النقاط لنوافق عليها اولها وجوب اجراء الانتخابات وفقا للدستور تجنبا للسيناريو الاسوا وضرورة ان يحظى الرئيس المقبل بتاييد اكبر عدد ممكن من اللبنانيين". وقال ان "فرنسا ليس لديها اي مرشح (...) لكن ستكون هناك لائحة يقدمها البطريرك (الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير) او اسماء يقدمها اخرون". وتابع كوشنير "بين النقاط ايضا عدم التدخل الخارجي في لبنان وعدم تهديد لبنان كما يجب ان لا تكون هناك اي اعتداءات. وستقيم سوريا علاقات دبلوماسية وتعين سفيرا لها بعد انتخابات الرئاسة". واكد ان المعلم "اعطى موافقته على هذه النقاط". واوضح كوشنير "ستكون هناك لقاءات اخرى لكنني استبعد ذلك في حال وقوع اعتداءات اخرى (...) اراهن على ان سوريا قادرة على التصرف بشكل مسؤول واذا جرت الانتخابات وفقا للدستور فان الجميع سيكون رابحا وضمنهم سوريا". وقال "نددنا بشدة وبوضوح بالاعتداءات في لبنان (...) اذا التزمت سوريا فان علاقاتنا ستصبح اقوى بكثير".

 

صفير عرض مع موفد الحريري وباسيل لنتائج لقاء الحريري - عـــون

السفير الايطالي : نستمر في الضغط على سوريا لتلعب دورا بنّاء في لبنان

المركزية - نتائج زيارة رئيس "كتلة المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري الى كل من السعودية ومصر وباريس واللقاءات التي عقدها لا سيما في باريس مع رئيس "تكتل الاصلاح والتغيير" النائب العماد ميشال عون ومساعد وزيرة الخارجية الاميركية دايفيد ولش، شكلت محور اللقاء الذي جمع البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير مع مدير مكتب النائب الحريري الشيخ نادر الحريري في الصرح البطريركي في بكركي موفدا من قبل رئيس "كتلة المستقبل" النيابية. وبعد اللقاء الذي استمر قرابة الساعة لم يشأ الحريري الادلاء بأي تصريح مكتفيا بالقول في دردشة مع الاعلاميين ان الزيارة تندرج في اطار التواصل المستمر بين قريطم وبكركي، واصفا اجواء اللقاء مع سيد الصرح بالايجابية. وأكد الحريري ان الاتصالات مستمرة مع سيد بكركي وخصوصا في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد. وعما اذا كان هناك من لقاء قريب بين البطريرك صفير والنائب الحريري قال: اللقاء وارد في اي لحظة ولكن حتى الساعة ليس هناك من موعد محدد. باسيل: بعدها استقبل البطريرك صفير مسؤول العلاقات السياسية في "التيار الوطني الحر" المهندس جبران باسيل موفدا من قبل النائب العماد ميشال عون لاطلاع البطريرك على نتائج واجواء اللقاء الذي جمع الحريري - عون في باريس. وقد رفض باسيل الادلاء بأي تصريح بعد اللقاء.

سفير ايطاليا: بعدها استقبل البطريرك صفير السفير الايطالي في لبنان غابريال كيكيا الذي قال بعد اللقاء: زيارتي الى الصرح هي دائما للاطلاع على مواقف البطريرك مع علمنا ان غبطته يلعب دورا اساسيا ويمكن ان يلعب دورا اساسيا في الوضع اللبناني الراهن، لقد ابلغت اليه مدى ثقتنا بشخصه وبالجهود التي يبذلها من اجل مقاربة الاستحقاق المقبل بجو من الاحترام المتبادل من قبل الفريقين ومن خلال التوافق، هذه هي رسالة وزير خارجية دولتي والحكومة الايطالية التي ننقلها بأمان، ونحن نعمل في هذا الاتجاه، ولكن بما ان سدة الرئاسة هي لماروني لأن النظام اللبناني ينص على ذلك فنحن جدا متعلقين بهذا النظام، وبالطبع فإن دور البطريرك مهم جدا في هذا الخصوص، وكررت امامه مدى تقديرنا لجهوده، ونحن لا ننفي وجود صعوبات، وخرجت من هذا الاجتماع مع البطريرك مرتاحا، وبعد كل لقاء معه ندرك ان هناك مَن يتابع الامور بحكمة وبالكثير من الخبرة وهو يمثل افضل تمثيل الطائفة المارونية والقَيَم المسيحية في لبنان وجزءا من العالم، لن ادخل في التفاصيل، فنحن لم نتطرق اليها، ولكنني اعرف ان البطريرك سيتابع عمله في الاتجاه الذي نتمناه من اجل مصلحة لبنان والمنطقة والمسيحيين اللبنانيين ومصلحتنا جميعا ايضا، لأن نجاح البطريرك في جهوده هو نجاحنا لأن بذلك سيشكل ضمانة اضافية للاستقرار في المنطقة وللاحترام المتبادل بين اللبنانيين الذي نتمسك به.

* هل هناك مبادرة معينة باتجاه سوريا للضغط عليها حول الاستحقاق؟

- لست على اطلاع بمبادرة معينة ولكن هناك تحركا قائما باتجاه سوريا مع الدول الاوروبية الباقية كفرنسا واسبانيا حيث زار وزراء خارجيتها لبنان اخيرا، نحن نستمر بالضغط من اجل ان تلعب سوريا دورا بنّاء في لبنان، وهذه هي مقاربتنا بالموضوع.

ابو رزق: اما رئيس "الحزب العمالي الديموقراطي" الياس ابو رزق فأشار بعد لقائه البطريرك صفير الى انه عرض لموضوع الاستحقاق الرئاسي من خلال ثلاث نقاط:

اولا - ضرورة الالتفاف حول بكركي لأنها المرجعية الوطنية المهمة والمرجعية الروحية العليا، ولأن البلد يمر في مرحلة دقيقة وخطيرة للغاية.

وثانيا - ان الفراغ في موقع رئاسة الجمهورية ممنوع، لأن الفراغ يعني الفوضى والفتنة والانفجار وتاليا زوال الوطن، ومن اجل تلافي هذا الفراغ المطلوب من جميع القيادات السياسية اللبنانية عموما والقيادات المسيحية خصوصا تقديم التنازلات الى الوطن والتخلي عن الانانيات والمصالح الشخصية في المرحلة الحاضرة. واعتبر ان انتخاب الرئيس بالنصف زائدا واحدا يشكل انقلابا على الوطن والدستور والفراغ هو حتما نهاية الوطن والدستور.

وثالثا: بما ان مجلس النواب غيّب نفسه واقفل ابوابه منذ اكثر من سنة وتخلى عن دوره ومهامه ومسؤولياته منعا للوقوع في الفراغ فقد دعوت غبطته بما يتحلى به من مسؤولية وحكمة وجرأة ان يبادر الى اتخاذ موقف ويبذل ما بوسعه من اجل انقاذ لبنان وأن يأخذ المبادرة عبر تسمية مرشح وفاقي لرئاسة الجمهورية، وبهذه الطريقة نمنع حصول الفراغ، وبهذه الحالة يكون غبطته اعاد الكرة الى ملعب عين التينة ومجلس النواب.

الوثيقة والدستور: بعدها استقبل صفير وفدا من لقاء الوثيقة والدستور ضم النائبين السابقين عثمان الدنا ومنيف الخطيب والسفير خليل الخليل. وبعد الاجتماع، وزع الوفد التصريح الآتي:

أكدنا لغبطة البطريرك ثقتنا الكاملة بالمرجعية الوطنية التي تمثلُها بكركي، ودورها الفاعل في توطيد وحدة الدولة، وإرساء الشراكة التوافقية في المسؤولية، على أساسِ الولاء المطلَق للبنان الحر، السيد، المستقل.

كما عبّرنا عن قلقنا الشديد من احتمال تكرار سابقة إفراغ سدة رئاسة الجمهورية وما ينتج عن ذلك من خلل بنيوي، وفوضى مدمرة، تجهِز على المؤسسات المعطلة منذُ أمد.

إن المهمةَ التي تنتظر الرئيس، توجب توافر مؤهلات خاصة، شخصية، لديه، في احدى ادق مراحل تاريخنا وأَصعبِها، فهو مدعو لأن يكون رمزاً لوحدة الشعب، ويقوده الى الخلاص، ويفترض فيه التجرد، والشفافية، الترفع عن الفئوية والاصطفاف التحزبي.

المطلوب رئيس يتمتع بالخبرة العملية، والحنكة السياسية، له تجربة ناجحة في الحكمِ، وثقافة الديموقراطية.

وقد ركزنا، في صورة خاصة، على أن يكون الرئيس قادراً على تجسيد الوفاق، بشخصه، وأدائه، مؤمناً بالمصالحةِ الصادقة، مطلعاً على اتفاقِ الطائف، ملتزماً اياه، نصاً وروحاً، فيعمل على تطبيقه بأمانة لاعادة بناءِ الدولةِ الحضاريّة. ان اتفاق الطائف، والدستور الذي جسد بنوده وإصلاحاته، هما اساس الصيغة اللبنانية، فيتحتم أن يتم اختيار رئيسٍ للجمهوريةِ، صالحٍ لتسلمِ الأمانة، وتأدية الرسالة. إن الصيغةَ اللبنانيةَ تمر بخطر مصيري، وعلى الجميع ان يستوعبوا ذلك، ويتحمّلوا مسؤولياتِهم. من جهته، اشار الشيخ روبير بولس بعد لقائه البطريرك صفير الى انه عرض موضوع الاستحقاق الرئاسي ولقاء الحريري - عون في باريس آملا في استمرار اللقاءات والحوارات من اجل انقاذ البلد. ومن الزوار ايضا النائب السابق كميل زيادة، ثم الدكتور ايلي كرامة.

 

لبنان: رايس تعارض اية "تسوية" مع المعارضة الموالية لسوريا وتشدد على وجوب انتخاب رئيس لبناني يلتزم بسيادة لبنان ودستوره

وكالات/شددت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الجمعة على وجوب انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية يلتزم الدستور, وعدم دفع الاكثرية المعارضة لسوريا نحو موقع يؤثر على برنامجها. وقالت رايس في الطائرة التي تقلها الى تركيا "يتحدثون كثيرا عن تسويات في هذا الوقت". واضافت "هناك الكثير من المحادثات الجارية. انه امر جيد جدا. ولكن اي رئيس (لبناني) يجب ان يلتزم احترام الدستور". وقالت "لا يجوز وضع الغالبية النيابية الممثلة بقوى 14 اذار في موقع تصبح معه ملزمة بالقبول اما باجراءات مخالفة للدستور واما باجراءات تؤثر على برنامجها". وستلتقي رايس السبت نظيرها الفرنسي برنار كوشنير على هامش اجتماع الدول المجاورة للعراق في اسطنبول. ومن المتوقع ان يلتقي كوشنير من جهته وزير الخارجية السوري وليد المعلم المشارك في المؤتمر ايضا. واوضحت رايس للصحافيين الذين يرافقونها في جولتها قبل توقف طائرتها في محطة في شانون في ايرلندا ان على الرئيس اللبناني العتيد "ان يدافع عن سيادة واستقلال لبنان وان يحترم قرارات مجلس الامن الدولي وان يعد بالمضي في تشكيل المحكمة" الدولية المكلفة محاكمة المتهمين بقتل رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري. ولم تذكر رايس اي اسم او اي مبادرة. واوضحت انها تنوي البحث مع كوشنير في ضرورة "توجيه الرسالة الجيدة".

والتقى النائب اللبناني سعد الحريري, من ابرز زعماء الاكثرية, والنائب ميشال عون, من اركان المعارضة, في باريس مطولا الاربعاء والخميس في اطار الجهود الهادفة الى التوصل الى تسوية للازمة الرئاسية. واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية ان "لا علاقة لفرنسا بالمحادثات", مشيرة الى ان باريس تدعم "كل الجهود" الهادفة الى التوصل الى توافق "حول انتخاب رئيس يلقى اكبر قدر ممكن من التأييد ضمن المهل المحددة". وقال عون المرشح الى الانتخابات الرئاسية ان المحادثات لم تتطرق الى اسمي رئيسي الجمهورية والحكومة المقبلين, مشيرا الى احتمال عقد اجتماع آخر مع الحريري. وبدأت المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية ومدتها شهران في 24 ايلول/سبتمبر. ويفترض ان يعقد المجلس النيابي جلسة لانتخاب الرئيس الاثنين 12 تشرين الاول/اكتوبر, بعدما ارجئت هذه الجلسة مرتين حتى الآن منذ بداية المهلة نتيجة الازمة السياسية الحادة. وتنتهي المهلة الدستورية في 24 تشرين الثاني/نوفمبر.

 

 أبو فاعور يجزم انه لا تغيير نوعي في موضوع الاسماء المرشحة للرئاسة

وكالات/جدد عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب وائل ابو فاعور "الدعم الكامل والثقة الكاملة لرئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري"، مؤكدا في مداخلة الى "المؤسسة اللبنانية للارسال" انه "حيثما يحضر سعد الحريري تحضر معه ثوابت 14 آذار". وأضاف أبو فاعور: "لقاءات باريس كانت شكليا بين "المستقبل" و"التيار الوطني الحر"، لكن في المضمون كانت خطوة أولى للحوار بين "التيار" وقوى 14 آذار". وقال: "أجزم أنه لا تغيير نوعي في الاسماء المطروحة للرئاسة، فرئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون متمسك بحقه الديمقراطي في الترشح للرئاسة، ونحن متمسكون بمرشحينا". وعن احتمال حدوث لقاء بين عون ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط قال أبو فاعور: "لا مانع من حصول هذا اللقاء اذا سمحت الظروف الامنية بذلك"، مشيرا الى ان "حقوقنا كاملة وصلت الينا بمجرد حدوث اللقاء بين عون والحريري".

 

جعجع: عندما يفاوض الحريري قوى 14 آذار "أيديها في الماء البارد" ولقاؤه مع عون كان ايجابياً

وكالات/أكد رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع أن النائب سعد الحريري عندما يفاوض، تضع قوى 14 آذار "أيديها في الماء البارد"، لأنه يفاوض انطلاقا من ثوابت 14 آذار. ووصف الاجتماع بين رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري والنائب ميشال عون بـ"الايجابي". واعتبر انه يجب التحضير للاستحقاق الرئاسي بهذا الشكل، وليس عبر التهديد بالشر المستطير وبالويل والثبور وعظائم الأمور. جعجع، وأمام وفد من قرى الـ21 لجبة بشري، في حضور النائبين ستريدا جعجع وايلي كيروز، تمنى الدكتور جعجع على "حزب الله" أن يسمي علناً اسم مرشحه للرئاسة رافضاً طرح الاتفاق على اسم الرئيس، مؤكداً أن الجهة الوحيدة التي تسمي الرئيس هي المجلس النيابي. وأشار جعجع الى حكمة البطريرك صفير الذي امتنع عن تسمية مرشح لرئاسة الجمهورية، واستغرب إستفادة البعض من هذا الامر للمطالبة بتسمية الرئيس من قبل أطراف أخرى، مجددا القول "ان المجلس النيابي هو الوحيد الذي يملك حق تسميته".

ورأى جعجع أن طرح الانتخابات النيابية المبكرة هو ايصال البلد إلى الفراغ في موقع الرئاسة، متمنياً على الأجهزة الأمنية كشف الذين يحاولون تعطيل الانتخابات.

 

عدوان: هناك موقفا واضحا من قبل قوى 14 آذار مجتمعة بأن لا تعديل للدستور في أي ظرف كان

وكالات/استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بعد ظهر اليوم في السراي الكبير النائب جورج عدوان الذي قال على الأثر: "لقاؤنا اليوم مع الرئيس السنيورة كان لاستعراض آخر المستجدات المتعلقة بالانتخابات الرئاسية والتحضير الجاري للجلسة المدعو لها في 12 تشرين الثاني، كما تباحثنا في الأخبار والإشاعات التي تروج حول تصعيد ما قد يطال الشارع في الظروف الدقيقة التي يمر بها البلد وتصميم الحكومة والرئيس السنيورة على اتخاذ كل الإجراءات اللازمة حتى يمر هذا الاستحقاق ضمن ظروف أمنية طبيعية. وعلينا ألا ننسى أبدا أن لدينا جيش أظهر كل كفاءاته وقدراته، وكذلك قوى الأمن الداخلي، وبالتالي أتصور أن المواطنين يجب أن يكونوا مطمئنين كليا لجيشهم ولقواهم الأمنية لحفظ الأمن في المرحلة القادمة وعدم الأخذ لا بالتهديد ولا بالإشاعات التي تتخوف من مواجهات أو تصعيدات. نحن سنبقي كل الأبواب مشرعة بالنسبة للاستحقاق الرئاسي كي نتوصل إلى رئيس يحكم لبنان فعليا وانطلاقا من مبادئ واضحة وكل قوت يأتي له قراراته ومواقفه".

سئل: ما هو موقفكم مما يحكى عن تعديل دستوري؟

أجاب: أتصور أن هناك موقفا واضحا من قبل قوى 14 آذار مجتمعة بأن لا تعديل للدستور في أي ظرف كان. وأنا أضيف أن لا فائدة مما يحاوله البعض من وضع دراسات تقول أن حاكم مصرف لبنان لا يحتاج إلى تعديل دستوري للوصول إلى سدة الرئاسة، وحين يكون هناك اختلاف في الرأي فعلى مجلس النواب أن يفسر، نحن نعتبر أن حاكم مصرف لبنان يحتاج إلى تعديل دستوري لوصوله، وموقف رئيس الحكومة واضح بأنه لن يوقع على أي تعديل دستوري، كان هناك حديث معه في هذا الشأن وموقفه واضح، لن يوقع على أي تعديل دستوري.

سئل: ولكن توقيع رئيس الحكومة غير ضروري في حال أقر ثلثا النواب بالتعديل؟

أجاب: هذا صحيح ولكن قوى 14 آذار أخذت قرارها بعدم تعديل الدستور وبالتالي فإن الموضوع منه وغير مطروح.

سئل: في حين تتم اللقاءات في فرنسا ولبنان نجد تصعيدا من قبل القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي يرى البعض أنه بهدف عرقلة التسوية، فما ردكم؟

أجاب: الموقف واحد بين كتلة المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية، في كل مرة هذه الأقاويل تشاع وحين نأتي إلى التطبيق نجد أن هذه المقولات غير صحيحة. مواقفنا واحدة وربما هناك اختلاف في الأداء، لكل منا أسلوبه ولكن التوافق والتفاهم كامل في الجوهر ونحن في النهاية نريد رئيس جمهورية يدافع عما طالب الناس به في 14 آذار، بالأمس كانت ذكرى ولادة الرئيس رفيق الحريري، علينا ألا ننسى أن هناك رئيس حكومة استشهد من أجل مبادئ استقلالية ونحن لن نضحي بهذه المبادئ بسهولة.

سئل: ولكن الدكتور سمير جعجع قال أنه يرفض رئيس جمهورية يأتي بالاتفاق بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري؟

أجاب: الدكتور جعجع قال أننا في 14 آذار فوضنا النائب الحريري بالبحث باسمين هما النائب بطرس حرب والنائب السابق نسيب لحود وإن كان هناك أي طرح آخر فعلينا أن نعود ونجلس سوية كي نتفاهم حول هذا الطرح الآخر، إنما أؤكد لكم أنه لم يصلنا من المعارضة حتى الآن أي طرح آخر، ولا لزوم أن نؤكد أن لدينا مرشحين هما النائب بطرس حرب والنائب السابق نسيب لحود.

 

بري يرى ان المرحلة تتطلب جهداً مشتركاً مـن الجميع لملاقاتها

بيروت تتهيأ لحركة اتصالات تفعيلية للقاء باريس الاخير وعون والحريري يتحركان في اتجاه حلفائهما لوضعهما في الاجواء

المركزية - الانظار التي واكبت لقاء رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب العماد ميشال عون ورئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري عادت منذ مساء امس لتتجه الى بيروت وتحديداً الى مقرات حلفاء الزعيمين من اجل رصد حقيقة المواقف والردود على اجتماعات العاصمة الفرنسية وتبيان توجهات المرحلة المقبلة، خصوصا وان اللقاءات التي امتدت الى اكثر من اثنتي عشرة ساعة لم تقتصر فقط على كسر الجليد" مقدار ما هي تناولت سلة مواضيع في العمق انطلاقاً من توافقهما على العنوان العريض وهو وجوب انقاذ البلاد من الازمة التي تتخبط بها من باب اجراء الانتخابات الرئاسية.

وفي موازاة ارخاء هذا اللقاء شكلا وبانتظار بلورة صورة المضمون في خلال الايام المقبلة ظلالا ايجابية في المبدأ ايضا على الواقع الداخلي المأزوم، لم يتأخر الزعيمان اللبنانيان في التحرك في اتجاه الحلفاء لوضعهم في صورة الاجواء حيث اوفد العماد عون مسؤول العلاقات السياسية في التيار الوطني الحر المهندس جبران باسيل الى بكركي حيث التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير وراعي اللجنة الرباعية المارونية المطران سليم مظلوم وانتقل بعد ذلك الى عين التينة حيث التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري على ان يلتقي بعد ذلك قيادة "حزب الله" ومن ثم الوزير السابق سليمان فرنجية الذي تحادث هاتفياً اثناء وجوده في باريس ايضا مع العماد عون.

وكان النائب الحريري من جهته اوفد النائب السابق غطاس خوري الى الرئيس امين الجميل لوضعه في الاجواء واوفد مدير مكتبه السيد نادر الحريري قبل ظهر اليوم الى البطريرك صفير للغاية نفسها.

وفي معلومات لـ "المركزية" ان كلا من العماد عون والنائب الحريري سيزور بكركي للتشاور مع البطريرك صفير في تفاصيل المحادثات التي اجريت في باريس بالاجمال وفي الاستحقاق الرئاسي بنوع خاص باعتباره المحطة المفصلية الاقرب زمنياً في المرحلة الراهنة.

مصادر الغالبية: وابدت مصادر في الغالبية لـ "المركزية" اليوم ارتياحها لأي مسعى ولقاء ثنائي خصوصا اذا كان على مستوى العماد عون والنائب الحريري لافتة الى ان التفاصيل لاحقاً هي الاهم وان هناك ثوابت اساسية لقوى 14 آذار لا يجوز تحت اي ظرف من الظروف التنازل عنها حتى حيال مقولة ان مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، لأن هذه الثوابت قامت في وجه التحديات الاقليمية التي تهدد الكيان اللبناني والتي لا تزال سوريا تقودها.

واشارت هذه المصادر الى احتمال عقد لقاء موسع لقوى 14 آذار اذا دعت الحاجة الى ذلك لافتة الى ان اتصالات النائب الحريري المباشرة التي سيجريها في الايام المقبلة مع قيادات الغالبية قد تكون كافية لتحديد وجهة تعاطي قوى الغالبية مع المرحلة المقبلة.

اجواء بري: في موازاة ذلك، كشف مصدر مقرب من رئيس المجلس النيابي نبيه بري عنه قوله ان الاسبوع المقبل سوف يكون حاسماً في تقرير مسار الاستحقاق الرئاسي في لبنان.

اضاف: "ان المرحلة المقبلة تتطلب جهدا مشتركاً من قبل القيادات اللبنانية جميعها في الموالاة والمعارضة لمواكبة التطورات الاقليمية والدولية المنتظرة والتي يمكن ان تتأتى من اجتماع دول جوار العراق في اسطنبول حيث سيكون الموضوع اللبناني مطروحا بقوة، او عن لقاء الرئيسين الاميركي والفرنسي جورج بوش ونيكولا ساركوزي في السادس من الجاري والذي سيتناول ايضا لبنان والاستحقاق الرئاسي.

الى ذلك نفى المصدر علمه بعودة رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري الى بيروت وقال ان الاتصال الذي تلقاه الرئيس بري من الحريري كان من خارج البلاد وانهما اتفقا في خلاله على اللقاء في العاشر من الجاري اي قبل يومين من موعد انعقاد جلسة الاستحقاق التي دعا رئيس المجلس الى عقدها في 12 الجاري. كوندوليزا رايس: اما عى خط الاتصالات والمشاورات الاقليمية والدولية التي لها دور مرجح في مسار الاستحقاق الرئاسي وقبيل وصولها الى تركيا للمشاركة في مؤتمر دول الجوار العراقي، رفضت وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس المبادرات الدبلوماسية الجارية لحل الازمة السياسية اللبنانية ومعارضتها للتسويات مع المعارضة.  وقالت للصحافيين المرافقين خلال رحلتها الى انقرة "ان هناك الكثير من المحادثات الجارية حول الازمة اللبنانية وهذا امر جيد جدا، ولكن على أي رئيس لبناني منتخب ان يحترم الدستور ويدافع عن سيادة واستقلال لبنان وان يحترم قرارات مجلس الامن الدولي ويؤيد تشكيل المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري" على حد قولها. واضافت انها تنوي لقاء نظيرها الفرنسي برنار كوشنير في انقرة والتحدث معه حول ضرورة توجيه رسالة بأنه لا يجوز وضع الاغلبية النيابية (14 آذار) في موضع تصبح فيه ملزمة بقبول اجراءات مخالفة للدستور او تؤثر على برنامجها السياسي.

 

الاحرار: تقرير بان وثيقة اولويات العهد القادم وعدم المرونة والعناد يعنيان التواطؤ مع المحور السوري - الايراني

المركزية - اثنى "حزب الوطنيين الاحرار" على التقرير الاخير للامين العام للامم المتحدة بان كي مون حول تطبيق القرار 1701، واعتبره صالحاً لأن يكون "وثيقة اولويات العهد القادم والتزامات الرئيس العتيد". ورحب الحزب باللقاءات والاتصالات للتوصل الى انتخاب رئيس جديد للبلاد، لافتاً الى ان "عدم المرونة والعناد يعني التواطؤ مع المحور السوري - الايراني، وفي حال تهرّب النواب من القيام بواجبهم وقاطعوا جلسات الانتخاب فإن قوى 14 آذار لن تفعل سوى تلقف كرة النار لإنقاذ الاستحقاق وتفادي الفراغ. وابدى الحزب يقينه من ان بعض نواب الطرف الآخر "سيهبّون الى تلبية نداء الوطن إسقاطاً للحواجز والحجج الواهية".

عقد المجلس الأعلى للحزب اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الأعضاء، بعد الاجتماع صدر البيان الآتي:

1 - توقفنا أمام تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حول تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701 فرأينا فيه إحاطة شاملة بالمشكلات والإشكاليات التي تعيق إنجاز تنفيذ كل بنوده، بما فيها نزع سلاح المجموعات المسلحة، وتدفق السلاح عبر الحدود اللبنانية ـ السورية، واحتفاظ منظمتي "الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة" و "فتح ـ الانتفاضة" بمواقع عسكرية على طول هذه الحدود، ودخول عدد كبير من مقاتلي فتح الإسلام عبرها في صورة غير شرعية. ولقد كان لافتاً في التقرير صراحته بتحميله إيران وسوريا المسؤولية عن هذا الواقع ودعوتهما إلى الإقلاع عن السياسة التي يعتمدانها والتي تهدف إلى تقويض أمن لبنان واستقراره، وضبط الحدود الشمالية للبنان مع سوريا، للحؤول دون تهريب السلاح والذخائر والمواد الممنوعة. وشدد التقرير على وجوب وقف انتهاك إسرائيل السيادة اللبنانية، وتحرير السجناء اللبنانيين على أن يتم إطلاق الجنديين الإسرائيليين اللذين اختطفهما حزب الله في 12 تموز 2006. كذلك أعلن عدم تجاوب سوريا مع المبادرة الأممية للحصول على وثائق محددة في شأن مزارع شبعا، وانتهى إلى دعوة القادة اللبنانيين إلى تحمل مسؤولياتهم في تحقيق الوحدة والمصالحة من خلال حوار سياسي بناء يتيح انتخاب رئيس للجمهورية يحظى بأوسع قدر من القبول بما ينسجم مع أحكام الدستور وفي المهلة الزمنية المحددة ومن دون تدخل خارجي، محذراً من سيناريو ظهور إدارتين متنافستين أو الفراغ الدستوري.

إننا، إذ نقدر عالياً إهتمام الأسرة الدولية بلبنان وخصوصاً تقرير الأمين العام الذي يصلح أن يكون وثيقة تذكر بأولويات العهد القادم والتزامات الرئيس العتيد، نهيب بالشرعية الدولية وبالأشقاء والاصدقاء مواكبة الاستحقاق الرئاسي والدفع باتجاه إنجازه وفق الشروط التي ذكرها التقرير. ولن يكون ذلك ممكناً إلا برفع منسوب الضغوط على المحور السوري - الإيراني الذي يكتفي قادته بالعموميات الخادعة، فيما هم يعملون عكسها ويراهنون على مطواعية حلفائهم اللبنانيين التي قد تذهب إلى حد التلاعب بالسلم الأهلي، بعدما تسببوا بأفدح الخسائر جراء حرب العام الماضي التي تسببوا بها واستكملوها بالمعسكر الذي قطّع أوصال المدينة وشلّ الحركة الاقتصادية.

2 - نرحب بكل اللقاءات والإتصالات التي تتم تحت عنوان الحوار للوصول إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية وإخراج لبنان من عين الإعصار. ونرى في نفس الوقت إمكان توافر الفرصة أمام محاولة لبننة الاستحقاق إذا صدقت النيات على قاعدة التشبث بمرجعية الطائف وبنتائج الحوار اللبناني ـ اللبناني، والتزام العمل على تطبيق القرارات الدولية، وبإعادة تأكيد الثوابت الوطنية، وصولاً إلى الاتفاق على بعض التدابير التي من شأنها تبديد الهواجس وطمأنة الجميع، في إطار المؤسسات وعلى رأسها مجلس النواب المولج دستورياً مهمة انتخاب رئيس الجمهورية. وإذا تم التوافق على هذه الأمور باعتبارها رزمة واحدة يسهل انتخاب الرئيس وتنتفي التحفظات والطموحات الشخصية.

إما إذا ظل التشبث بالمواقف المعلنة والعناد وعدم المرونة سيد الموقف فذلك يعني التواطؤ مع المحور السوري - الإيراني الذي لا هم عنده إلا الدفاع عن مصالحه، وإبقاء لبنان ساحة مفتوحة للصراعات أملاً في إجهاض عمل المحكمة الدولية، وضرب المنجزات التي دفع اللبنانيون ثمنها دماء وخسائراً وآلاماً، مما قد يتيح لسوريا المشاركة في اختيار الرئيس تحت عنوان التوافق، مقدمة للانقضاض لاحقاً عليه ومحاولة إعادة هيمنتها على وطن الأرز، وهذا ما لن نرضى به أياً تكن الإعتبارات وبالغاً ما بلغت الضغوط. ولن نترك أحداً يغرر بنا أو يوقعنا في شرك الشعارات الوفاقية الكاذبة. ويظل الفيصل قيام النواب بواجباتهم في خدمة الوطن لا التخلف عنها ومقاطعته، وإلا فلن يبقى أمام قوى 14 آذار إلا تلقف كرة النار لانقاذ الاستحقاق، وتفادي الفراغ، الذي يدفع الوضع اللبناني إلى حافة العدم. وأمام هذا الهدف الأسمى تسقط كل المقولات وترجح كفة السيادة والسياديين. ويقيننا ان بين الذين نحن على خصومة سياسية معهم من سيهب إلى تلبية نداء الوطن مسقطاً كل الحواجز المصطنعة والحجج الواهية، ومعهم نعيد بناءه وطناً سيداً حراً موحداً تسوده العدالة والمساواة وحقوق الانسان".

 

سعيد لـ"المركزية": نتائج اللقاءات ستظهر في جلسة 12 تشرين وإذا هرّبوا النصاب سننتخب رئيسا من 14 اذار بالاكثرية المطلقة

المركزية - رحب النائب السابق الدكتور فارس سعيد بأي لقاء يحصل بين متباعدين معتبرا انه مكسب من اجل اتمام استحقاق رئاسة الجمهورية.

وأكد ان الثقة تأتي من السلوك ومن العبر. وقال: مهما كانت نقاط الاتفاق ونقاط الابتعاد فإن نتائج هذه اللقاءات ستظهر في 12 الجاري من خلال مشاركة النواب في جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب. وأكد سعيد لـ"المركزية" ان المطلوب من جميع الكتل النيابية معارضة كانت ام موالية ان تفعّل الحياة السياسية في لبنان وأن تأتي الى ساحة النجمة في 12/11/2007 بهدف عدم تهريب النصاب، وانتخاب رئيس للجمهورية. هذا هو المعيار الذي سيكشف اذا كانت هذه اللقاءات ناجحة ام غير ناجحة. اضاف: فالمطلوب ان يلتقي كل اللبنانيين على طاولة حوار واحدة. اما في المضمون فالعبرة بانتخاب رئيس جمهورية لتأمين انتقال هادئ للبنان من مرحلة الى مرحلة اخرى. ومن واجب نواب الامة، كل النواب المنتخبين عدم تهريب النصاب والمشاركة في جلسة 12 تشرين الثاني 2007.

وقال الدكتور سعيد ردا على سؤال: مهما سمعت لن اصدق الا اذا شارك نواب المعارضة في عدم تهريب النصاب، اما اذا لم يشاركوا وساهموا في تهريبه فسيتحملون مسؤولية كبرى امام التاريخ بأنهم ساهموا في انتقال المرحلة الانتخابية من مرحلة التوافق الى مرحلة المواجهة، وسيكونون مسؤولين في انزلاق لبنان الى مرحلة المواجهة السياسية لأن نواب الامة سيكملون الطريق بانتخاب رئيس للجمهورية على قاعدة الاكثرية المطلقة. وعن موقف البطريرك صفير بأنه لن يعترف برئيس غير توافقي فكيف اذن سينتخب الرئيس على قاعدة الاكثرية المطلقة قال الدكتور سعيد: ان الامور في خواتيمها.

* اي هل ستذهبون في خياركم ضد ارادة البطريرك صفير؟

- طبعا لا، ولكن الكنيسة المارونية هي التي طالبت من خلال نداء مجلس المطارنة الثامن ووضعت نواب الامة امام مسؤولياتهم في عدم تهريب النصاب والفراغ ينعكس على كل اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، وهو مرفوض من قبل الجميع، لكنني اعتقد وبكل وضوح بأننا لن نصل الى فراغ في لبنان وسيكون لنا رئيس قبل 24/11/2007 وهو عضو في 14 اذار.

وقال سعيد: الذي وعد العماد عون بتبنيه لسدة الرئاسة هو فريق 8 اذار، وبنى عون تحالفاته الانتخابية وكل سلوكه السياسي على قاعدة انه سيأتي يوم وهو يوم الاستحقاق الرئاسي وسيرى جميع الحلفاء، الذي دفع من رصيده ومن رصيد المسيحيين من اجلهم، سيبادلونه هذه الثقة وسينتخبونه رئيسا. فيرى اليوم انه خارج عن هذا الدعم من خلال الاشارات المباشرة وغير المباشرة التي تلقاها. فانفتاحه على قوى 14 اذار مرحب به ولكن قوى 14 اذار لم تعد العماد عون برئاسة الجمهورية. ولو ظل عون جزءا من 14 اذار في صيف الـ2005 لما كان غيره اليوم رئيسا.

 

"اجتماعات باريس كسحت الالغام من طريق عدم التوافق"

حمادة: نسبة الـ 70 في المئة بين عون والحريري رقم واقعي للمساحة التي قطعاها

المركزية - لفت وزير الاتصالات مروان حمادة الى ان نسبة السبعين في المئة التي اعطيت لحظوظ التوافق لا تشكل رقماً تفاؤلياً او تشاؤمياً وإنما رقم واقعي بالمساحة التي قطعها اجتماعا باريس بين رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" التائب العماد ميشال عون ورئيس "كتلة المستقبل" النائب سعد الحريري على طريق كسح الالغام وانتزاعها من طريق عدم حصول التوافق. واعتبر ان "أهم ما يجب الاتفاق عليه هو رفض الفراغ او الصدام في الشارع، ولا بد من ان نوفر رئيساً للبنان قبل الرابع والعشرين من الجاري قبل خطر الفراغ".

كلام الوزير حمادة جاء في حديث الى "صوت لبنان" قال فيه عن لقاءات باريس بين النائب سعد الحريري والعماد ميشال عون واين وصلنا في مسيرة البحث في التوافق: "الانطباع الاول هو الاطمئنان الى ان بعض الطريق قد قطع في اتجاه إنتاج اجواء اكثر وفاقية خصوصاً بالنسبة الى المواضيع الخلافية التي كانت قائمة والتي تفاقمت في خلال السنوات الماضية، وفي موضوع باريس ارى ان هذا الاجتماع كان بمثابة كاسحة الغام ربما لم تنظف كل الساحة ولكنها وسعت افق حل مرتقب في بيروت ولا مهرب من ان تتسع اللقاءات اولا ورقعة التفاهم ثانياً لكي نقول اننا وصلنا الى الهدف".

اضاف: "انا مطمئن الى ان الشيخ سعد الحريري كان ممثلا اميناً وصادقاً مئة في المئة لتطلعات الرابع عشر من آذار وامانيها ومبادئها وفي الوقت عينه ابدى الانفتاح الضروري لكي يستوعب ويلتقي مع العماد عون على اكثر من نقطة".

وعما اذا كان يتوقع ان تثمر هذه الحركة جلسة انتخابية في الثاني عشر من تشرين الجاري على اساس التوافق اوضح حمادة "أننا متجهون في الثاني عشر من تشرين الجاري الى مجلس النواب لعقد الجلسة، طبعاً هذه الجلسة قد تتعثر او لا تنعقد ونحن نتمنى ألا نقع مرة اخرى في افخاخ جلستي 25 ايلول و23 تشرين الاول ونضطر بالتالي للتطلع الى اجراء انتخاب بالنصف زائدا واحدا بعيدا من التفاهم الوطني الذي نسعى اليه من خلال الاجتماعات التي تعقد".

اضاف: "الثاني عشر قد لا يكون نقطة اللارجوع بالنسبة الى الوطن لأن لبنان اهم من كل الجلسات ومن كل الترشيحات ولكن ايضا لأن لبنان هو الاهم لا بد من ان نوفر له رئيساً قبل الرابع والعشرين من هذا الشهر اي قبل الوقوع في الفراغ، ولو كانت هناك بعض الافكار التي تأتي من هنا وهناك والفكرة التي طرحها الرئيس سليم الحص بتوسيع الحكومة لتحل محل الرئاسة ولو الى حين، اي الى حين التوافق على رئيس انا لا ارى ان في ذلك حلا منطقياً وواقعياً لأنه لربما يلتقي مع من يريد ان يبقي الوضع اللبناني معلقاً الى حين جلاء الوضع الاقليمي والعبور من مؤتمر اسطنبول الى قمة بوش - ساركوزي الى مجلس الامن حيث ستبحث مجددا العقوبات على ايران، ويبقى اذا الوضع اللبناني اكثر من اي وقت مضى مرتبطاً بتطورات اقليمية لا نريد ان نبقى رهائن لها".

هل يمكن القول ان الوضع ذاهب باتجاه عدم القبول بالفراغ وثانيا السير بالنصف زائداً واحداً في حال عدم التوافق قال حمادة: "ان اهم ما يجب ان نتفق عليه بين بعضنا البعض هو لا للفراغ ولا للصدام في الشارع. وبين هاتين الممانعتين اظن ان المجال مفتوح إما للتفاهم والوفاق وإما للانتخاب الديموقراطي البرلماني العادي الذي لا بد من ان ننساق اليه ولا نختاره وفقاً للدستور اللبناني".

؟هل صحيح ان البحث في باريس تناول التشكيلة الحكومية وسلة متكاملة حول التسوية المرتقبة؟

- ان البحث في باريس لم يدخل في تفاصيل هذه الامور ولكن لا بد من انه تطرق الى مجمل السلة التي لا بد من ان ترافق انتخاب الرئيس اذا كان الموضوع موضوع التوافق على الرئيس، فقد يقتضي رئيساً من 14 آذار حكومة من نوع معين ومسار سياسي الى صياغة بيان حكومي ومن ثم يجري الاتفاق لاحقاً على قانون للانتخاب وكل ذلك، نعم تم التطرق في باريس الى كل هذه المواضيع التي سيواجهها رئيس الجمهورية العتيد في اللحظة الاولى التي يتسلم فيها مقاليد الحكم.

وهل يتوقع ان تثمر هذه المساعي التوافق على رئيس وان كان من خارج قوى الرابع عشر من آذار قال: "نحن منذ البداية قلنا ان مرشحينا هما من ذوي الصفات التوافقية بامتياز اي الاستاذ نسيب لحود والشيخ بطرس حرب ولا نرى سبباً للذهاب بعيدا عن هذين الاسمين على ان نتفاهم مع الشركاء الآخرين على السلة التي كانت ربما على طاولة محادثات باريس، بالتالي لا مجال ولا نزعة اليوم عند 14 آذار الى التخلي عن المرشحين وحتى ما بعد لقاءات باريس".

* اي نسبة تعطي لحظوظ التوافق في ضوء ما جرى في باريس؟

- ربما ما قيل في الصحف اليوم عن 60 او 70 في المئة كنت من الذين وافقوا بعض الزملاء الصحافيين على هذا الرقم الذي ليس رقم تفاؤل او تشاؤم وهو رقم واقعي بالمساحة التي قطعها الزعيمان على طريق كسح الالغام وانتزاعها من طريق عدم حصول التوافق ولا نزال هنا.

اضاف: "سمعت الاستاذ جبران باسيل وقال انه ربما يصل الفريقان الى مئة في المئة ثم تتخربط الامور صحيح، ولكن لم نصل بعد الى المئة في المئة ولكن هناك ربما مقاربة واقعية صريحة جدية وبجو من الروح الوطنية العليا للسبعين في المئة من المواضيع التي تبين ان هناك تطابقاً بين العماد عون والرابع عشر من آذار عليها وهذا طبيعي لأن العماد عون اصلاً نحن نعتبر انه كان في صلب وقلب الرابع عشر من آذار وبالتالي لا نرى لماذا لا يعود الى هذه الروحية ولا نقول انه سينتقل بسحر ساحر لكن الامر معقول".

 

زار الجميل في اطار التشاور مع القيادات

سلام: متفائل بالتوصل الى ما يريح لبنـان

المركزية - ابدى النائب السابق تمام سلام تفاؤله بإمكان توصل القيادات اللبنانية الى ما يريح لبنان ويعطيه املا جديدا، متمنياً ان تدرك الشخصية التي سيتم التوافق عليها للرئاسة اهمية المفصل التاريخي وتكون على مستواه. إستقبل الرئيس الاعلى لحزب الكتائب أمين الجميل في دارته في بكفيا عند العاشرة والنصف قبل ظهر اليوم النائب السابق سلام وتم خلال اللقاء البحث في الأوضاع العامة. بعد اللقاء قال سلام: لقائي اليوم بفخامة الرئيس أمين الجميل يأتي في ظرف يتطلب التواصل والتشاور مع القيادات اللبنانية، خصوصا أننا في وسط محادثات ومباحثات للتوصل الى مخرج في موضوع إنتخابات رئاسة الجمهورية. أمامنا عشرة أيام حاسمة، لنتمكن من أن نحقق ما يصبو اليه كل لبناني اليوم من تلاق وتوافق بين قياداته وقواه السياسية، ولكي لا نفوت فرصة إنتخاب رئيس جديد للجمهورية. هذه الفرصة التي ستشكل مدخلا لولوج قضايا مهمة وكبيرة، علينا نحن كلبنانيين أن نهتم بها ونتوصل الى حلها. المثل الشائع يقول" ما حك جلدك مثل ظفرك" ونحن نعلم والجميع يعلم، أنه في إطار، إستحقاق إنتخابات رئاسة الجمهورية هناك قوى مؤثرة خارجية، لها كما كان في الماضي وزنها ومكانتها في التأثير على مجرى الأمور في مواجهة هذا الإستحقاق. ولا شك أن لهذه القوى من دول وغيرها، مصالحها وهي في المقدمة وهي عديدة ومتشابكة ومتداخلة في وسط الصراع الإقليمي القائم. ومن البديهي عندما تقدم مصالحها أن نسعى نحن كلبنانيين الى تقديم مصلحتنا الذاتية اللبنانية والوطنية، وإذا ما تم ذلك فأنا واثق وبمساع حثيثة، لمسنا وتابعنا منها في لقاء الرئيس نبيه بري والنائب السعد الحريري، وانا ممن يتابعون مواقف الرئيس أمين الجميل التي تصب أيضا في إتجاه السعي الى إيجاد توافق لإنجاز هذه المهمة. من هنا كان اليوم لقائي مع الرئيس الجميل وتبادلنا الكثير من الأفكار والآراء، ومع إدراكي الكامل للصعوبات الكبيرة الكامنة اليوم من حول هذا الإستحقاق، أقول وبكل تواضع أنني متفائل على مستوى أن تتمكن القيادات اللبنانية والقوى السياسية في الايام العشرة الحاسمة من التوصل الى ما يريح لبنان واللبنانيين ويعطيهم أملا جديدا.

*ما هي المعطيات التي تتحدث عنها والتي تجعلك متفائلا؟

- أبرز المعطيات أن الجميع خبر ولمس أن التصعيد والتصادم لا يجديان نفعا ولا يؤتيان نتيجة طيبة، بل يساهمان في تعيمق الخلاف بين القيادات والقوى السياسية. اما العنصر الآخر فهو أنه تم في الماضي التوصل الى الكثير من القضايا والتوافق من حولها في مؤتمر الحوار ولقاءات التشاور التي تمت، وهي جاهزة لمعاودة البحث فيها وتفعيلها.

اضاف: "لايمكن ان يتعافى لبنان إذا كان في تكوينه السياسي منقوصاً من مركز أساسي فيه هو رئاسة الجمهورية. هذا النقص يشكل ضعفا في بنية وتكوين الوطن والدولة.

هناك من يقول إذا لم تحصل إنتخابات ستقع الواقعة وسيخرب البلد، في رأيي أن الكلام في هذا الإتجاه كاف ليحفزنا جميعا على بذل جهد مميز لكي تتوصل القوى والقيادة السياسية الى توافق لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية.

* هل أنتم متفائلون بحصول إنتخاب في 12 الجاري؟

- هي عشرة أيام حاسمة، ولا يمكن تجاوزها والمطلوب أن نصل فيها الى نتائج طيبة.

* هل تكونت لديكم معطيات عن إجتماع النائب ميشال عون مع النائب سعد الحريري بالأمس؟

- ما رشح عنه ان الأجواء هدأت، وهذا مطلوب لتكوين حد أدنى من أرضية تواصل في المباحثات والمشاورات. ولا يعتقدن أحد أن كل الأمور حلت وكل القضايا تم الإتفاق عليها في هذا اللقاء، فلا يمكن ان نطلب من هكذا لقاء أكثر مما حصل، ولربما تفرج لنا الأيام المقبلة عن نتائج إيجابية وهذا ما نأمله.

* هناك حديث يدور في الأوساط الصحافية بأن الرئيس الجميل هو من أحد المرشحين بقوة لرئاسة الجمهورية ما رأيك؟

- المرشح الأقوى في هذه الإنتخابات هو المرشح التوافقي. والمرشح التوافقي لا يعني بالضرورة أن لا التزام ولا لون ولا حجم له. المرشح التوافقي هو من تتفق وتتوافق عليه القيادات. والرئيس الجميل هو في صلب هذا المسعى التوافقي وأنا كما لمست منه يضع إنجاز هذا الإستحقاق توافقيا ويقدمه على ذاته، ولا يخلط بين هذا وذاك. الإستحقاق يتطلب من الجميع الترفع والزهد عن كل المناصب في مقابل إحقاق هذا الإستحقاق. والرئيس الجميل في تحركه في الأيام الماضية أعطى نموذجا بانه مستعد لأن يبذل كل الجهد. وإذا ما توصلت القيادات الى توافق فلا بد أن يستقر ذلك على إسم معين وعلى شخصية معينة. ونتمنى لهذه الشخصية أن تدرك أهمية هذا المفصل التاريخي وأن تكون على مستواه.

* هل أنت مع الإنتخاب بالنصف زائد واحد إذا لم يتوافر نصاب الثلثين؟

- لست مع الذين يطالبون بأي موقف فيه تحد أو قهر أو تفرد من فئة وقوة سياسية أو تجمع سياسي ضد فئة أو قوة أو تجمع آخر. أنا مع الوفاق ولست مع الإصرار على هذا الشرط أو ذاك. والوفاق لا يتطلب شروطا بل تقديمات، وبرأيي بقدر ما هناك إستعداد عند القوى السياسية لهذه التقديمات بقدر ما نصل الى الوفاق، وفي هذا الإطار لا مكان للتحدي وللنصف زائد واحد وغيره.

 

نقل ترحيب جنبلاط بلقاءات الحريري - عون لأن منطق القطيعة مرفوض"

ريّان الاشقر: الكرة الآن في ملعب عون لحصول لقاء مع جنبــــــلاط

المركزية - رحّب رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط بلقاءات الحريري - عون الاخيرة في باريس، هذا الموقف ونقل عنه امين عام منظمة الشباب التقدمي ريان الاشقر الذي وصف هذه اللقاءات بالايجابية كأي لقاءات تحصل بين القيادات اللبنانية لأن منطق القطيعة مرفوض لدينا كحزب اشتراكي.

واشار الاشقر عن احتمال حصول لقاء قريب بين جنبلاط والنائب العماد ميشال عون الى ان الكرة الآن موجودة في ملعب الاخير.

وقال الاشقر في حديث الى "المركزية" ردا على سؤال عن هدف لقاء المنظمات الشبابية الطلابية النائب جنبلاط امس في كليمنصو: "لقاء الامس اتى ضمن سلسلة لقاءات يقوم بها مسؤولو المنظمات الشبابية لقوى 14 آذار على القيادات الاساسية في 14 آذار، ونحن سبق ان التقينا الدكتور سمير جعجع والرئيس امين الجميل، وكان نقاش في العمق عن المرحلة المقبلة والاستحقاق الرئاسي حيث اكد لنا رئيس الحزب توحّد 14 آذار حول هذه المرحلة وتحديداً التسوية المطروحة، وشدد لنا على ان لا تسوية على حساب دماء الشهداء منذ 14 شباط لغاية اليوم، وكذلك الامر عدم التفريط تضحيات 14 آذار وهذا الامر طمأن الجميع، وتم الاتفاق كذلك على لقاء قريب في خلال فترة الاستحقاق الرئاسي". وعن لقاءات الحريري - عون الاخيرة في باريس قال الاشقر: "لم نتبلغ ما نتج عن هذه اللقاءات وما يمكن قوله ان جنبلاط وصف هذا اللقاءات بالايجابي كأي لقاء يحصل بين القيادات اللبنانية لأن منطق القطيعة مرفوض لدينا كحزب اشتراكي ولدى جنبلاط، واللقاء من حيث الشكل امر مهم ويبقى المضمون". واشار الى ان اهمية اللقاء بالنسبة لنا هي الحفاظ على ثوابت 14 آذار، لافتاً الى ان اي تسوية ستطرح لا بد ان تأخذ في الاعتبار التضحيات ودماء الشهداء. وعن إمكان حصول اي لقاء قريب بين النائب جنبلاط والجنرال عون قال: "في الاسبوعين الفائتين تحدد لقاءان الا ان الجنرال عون اعتذر في المرة الاولى لدواع امنية، وفي المرة الثانية بحجة ان رئيس الحزب يهاجم حلفاءه وهذا ما اضطره الى إلغاء اللقاء"، معتبرا ان الكرة الآن هي في ملعب الجنرال عون حول احتمال حصول لقاء جديد. ورأى انه في حال لم تتم اي تسوية على برنامج سياسي فإن قوى 14 آذار ستأخذ خيارها والانتخاب بالنصف زائداً واحداً.

 

لم يتم التفاهم بين الحريري و14 آذار على اتفاق مع عون"

زهرا: اي نقاط تشكل ارضية اتفاق مع المعارضة مرحّب بها

المركزية - أكّد عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب أنطوان زهرا ان التفاهم بين رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري و"14 آذار" لم يتمّ على اتفاق يمكن أن يتوصل إليه مع رئيس تكتّل "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون. واعتبر في حديث الى موقع الكتروني ان لقاء العماد عون والنائب الحريري، هو لقاء ثنائي، مقرر مسبقًا، وليس تفاوضيًا بين فريق "14 آذار" والمعارضة. فالحريري يلتقي عون بصفته الشخصية والسياسية، ولم يتم التفاهم بينه وبين "14 آذار" على اتفاق يمكن أن يتوصل إليه مع عون؛ هذا ونعلم أن رأيه سيكون ملتزمًا بثوابت وروحية 14 آذار". واكد ان ليس لدى فريق 14 آذار ادنى شك بالمنطلقات التي يتكلم بها الحريري، وذلك دون الحاجة الى التنسيق معه. وأشار الى ان اي سلة نقاط يحملها الحريري يمكن ان تشكل ارضية اتفاق مع المعارضة ستكون موضع بحث وترحيب. واذ اكد ان نتائج الإجتماعات لم تظهر بعد، قال: "ان قناعاتنا في "14 آذار" لم تتغير ولم تتزحزح، وإذا كان هناك من تغيير في الموقع، (ولا يؤخذ عليه)، فهو لدى العماد عون، وجاء نتيحة قراءة واقعية لنتائج تحالفاته". ورأى ان جعجع غير مرشح للرئاسة اليوم لأنه خارج لتوّه من السجن، وهو في حالة إعادة بناء حزب سياسي وموقف وموقع سياسي، وليس بحاجة لأن يضع نفسه في موقف خصومة انتخابية مع أي فريق آخر؛ والهم الأساسي الآن هو الهم الوطني الجامع، كما أن جعجع ليس مجرد شخص، إنما هو رئيس هيئة تنفيذية لحزب، والإستمرارية في هذا الحزب كفيلة لإيصاله أو إيصال غيره إلى سدة الحكم إذا كان الأداء جيدًا".

وشدد على ان اجراءات حماية مشددة اتخذت لحماية النائب ستريدا جعجع إضافةً إلى جميع أعضاء الكتلة "القواتية"، لأن الخطر يتهددنا جميعاً؛ أما بالنسبة إلى المعطيات بشأن محاولة اغتيال جعجع، فهي ليست معطياتنا الخاصة، إنما الأجهزة الأمنية هي التي زودتنا بها، وهي على علم بالجهات الخارجية التي تقف وراءها، وبالعملاء الداخليين المنفذين للمخططات، وهي تدرج هذه المعلومات في ملف المحكمة الدولية".

 

حداد عرض مع السفير الاميركي للمستجدات الاقتصادية وأطلع بعثة صندوق النقد الدولي على جهود خفض العجز والدين العام

المركزية - بحث وزير الاقتصاد والتجارة سامي حداد مساء أمس في السراي مع السفير الاميركي جيفري فيلتمان في الاوضاع الاقتصادية الراهنة في لبنان ومستجداتها. كذلك تم البحث في عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، ومنها المساعدة التقنية التي تقدمها الولايات المتحدة الى لبنان على صعيد انضمامه الى منظمة التجارة العالمية wTo وإزالة العراقيل من عملية الانضمام وما توصل اليه فريق العمل اللبناني الخاص من خطوات حتى الآن.

وشرح الوزير حداد نتائج زيارته الاخيرة لواشنطن حيث شارك في الاجتماعات السنوية التي عقدت هناك لصندوق النقد والبنك الدوليين يومي 20 و21 من الشهر الفائت، وما لمسه من دعم لجهود الحكومة اللبنانية الرامية الى التخفيف من الاعباء الاقتصادية وإعادة النهوض مجدداً.

وفد صندوق النقد الدولي: وكان الوزير حداد استقبل بعثة صندوق النقد الدولي التي تزور لبنان راهناً برئاسة المستشار في الصندوق إدوار غاردنر.

وتهدف الزيارة الى الاطلاع على الاوضاع الاقتصادية في لبنان، خصوصاً لجهة المراحل التي قطعها برنامج (إيبكا) الذي يقدمه الصندوق الى لبنان منذ شهر نيسان الفائت وهذا البرنامج مخصص للبلدان التي تعرضت للكوارث او الحروب. واطلع الوفد على المؤشرات الاقتصادية في لبنان التي تدخل ضمن هذا البرنامج.

وأطلع الوزير حداد الوفد على الجهود التي تبذل على صعيد خفض العجز ومعالجة المديونية العامة، ملمحاً الى ان معالجة وضع عدد من القطاعات التي ترهق الخزينة من شأنه ان يساعد في التخفيف من هذه الاعباء ولا سيما قطاع الكهرباء وزيادة الطاقة الانتاجية الاضافية التي يحتاج اليها لبنان والتي من شأنها ان تحقق النمو الاقتصادي، مشدداً على ان زيادة هذه الطاقة تكون على عاتق القطاع الخاص. كذلك تحدث عن جهود لبنان للانضمام الى منظمة التجارة العالمية وعن نتائج زيارته لواشنطن وما سمعه من دعم للبنان إن على مستوى المسؤولين في مختلف البلدان المانحة أو مسؤولي صندوق النقد والبنك الدوليين.

 

اطلع من الحص على مبادرته والتقى المنسق الخاص للامم المتحدة

السنيورة: لقاء عون - الحريري خطوة جيدة ونريد متابعتها ويجب ان نستمر في المحاولة وشد العزيمة

المركزية - وصف رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لقاء النائب العماد ميشال عون والنائب سعد الحريري بأنها خطوة جيدة ونريد متابعتها.

وفي دردشة مع الصحافيين سئل عن تفاؤله بالمرحلة المقبلة قال: يجب ان نستمر في المحاولة وفي شد العزيمة ولا احد يتكهن ماذا سيحصل، ولكن يجب الاستمرار في العمل لأن كل بحصة تسند خابية. وردا على سؤال عن كلام وزير الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس حول مواصفات رئيس الجمهورية وتأثير ذلك على التشاور القائم قال: ان الجميع يصرح ويجب ترك مجال للامور لكي تسير الى الامام.

واستقبل الرئيس السنيورة في السراي الرئيس سليم الحص الذي اطلعه على مبادرته وجرى عرض لآخر التطورات والاوضاع الراهنة.

والتقى المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسون يرافقه نائب المفوض العام "للاونروا" في لبنان فيليبو غراندي الذي اوضح انه جرى عرض لأوضاع اللاجئين الفلسطينيين لا سيما اوضاع مخيم نهر البارد، بعد عودة عدد كبير من العائلات الى المخيم الجديد، والتمكن من تأمين مساكن مؤقتة لنحو 200 عائلة.

ورأس الرئيس السنيورة اجتماعا حضرته عقيلته السيدة هدى، قائد سرية السجون العقيد الياس سعادة، الرائد جوني داغر، الرائد موسى كرنيب وعن رئاسة الحكومة السيدة نزيهة الامين. وخصص الاجتماع للبحث في اوضاع السجون وسبل تحسين اوضاعها، على ان يتم رفع تقرير مفصل بهذا الشأن الى الرئيس السنيورة.

وكان الرئس السنيورة القى كلمة خلال لقاء نظمه وزير الثقافة طارق متري في السراي مع مثقفين واعلاميين وناشطين في الشأن الثقافي للتشاور في النظام العملي والدور الوظيفي لبناء دار الثقافة والفنون في وسط بيروت بهبة من حكومة سلطنة عمان. وجاء في كلمته: اشكر للوزير متري اعطاءه هذه المبادرة لكم وله للتشاور في موضوع في غاية الاهمية كلنا ندركه، واحيانا ظروف الشحن السياسي والضغط والتوترات تمنعنا عن ان نرى بوضوح طريق المستقبل، وفي النهاية ليس مطاعم وسهر، لبنان في عيوننا وعيونكم اكثر من ذلك بكثير، ولا شك ان هذه الفرصة بدأت بحلم وهو كيف نسترجع دور لبنان الحضاري والثقافي بعد 30 سنة من الحروب والمشكلات والتي لا يزال منها بعض التوترات قائم، ولبنان سيسترجع هذا الدور من خلال المؤسسات ونخلق مؤسسات نحن بحاجة لها وتشكل جوانب حقيقية للنهضة الثقافية واستنهاض المثقفين في لبنان، وقد بدأنا بطرح افكار محددة على عدد من الاشقاء العرب وانطلقنا بطرح فكرة اعادة انشاء المكتبة الوطنية في وسط بيروت، وقد تبنى ذلك امير قطر وما زالت التحضيرات لهذا الموضوع، وفي هذا المشروع والمشروع الذي نتكلم عنه اليوم اصبح البناء الى شيء من الانجاز، ولكن ضاع منا وقت بسبب المشكلات التي نمر بها، فمشروع المكتبة الوطنية قررت الحكومة اللبنانية ان يكون في الصنائع مكان كلية الحقوق السابق في الجامعة اللبنانية ويمكن الافادة من حديقة الصنائع لكي تكون فعليا مركزا لكل الاعمال الثقافة اضافة الى ان تكون المكتبة كالقمر الذي يضيء في كافة انحاء لبنان بهذه الجهود التي تبذل لإنشاء المكتبات الحديثة. هذا هو الحلم الذي بدأنا به وانطلقنا منه.

الامر الثاني هو الزيارة التي قمت بها الى السلطان قابوس وطرحت عليه مشروع بناء دار الثقافة ولم احتج لطرح الموضوع الا 5 دقائق فتبناه، وأنا اطلق تحية شكر وتقدير للسلطان قابوس على تبنيه لهذا المركز اللبناني العماني للثقافة والفنون في وسط بيروت، وبعدما قررنا على المكان اذ بالاعتصام بدأ في وسط بيروت منذ نحو سنة وقد اخذ من عمر المشروع وعمر لبنان سنة ناهيك عن التداعيات لهذا الاعتصام على كل الاصعدة الثقافية والحضارية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، وجلستنا اليوم هي للتأكيد على التزامَين الاول التزام سلطنة عمان والسلطان قابوس، والثاني التزام الحكومة اللبنانية بأنها مستمرة بهذا المشروع، وهذا المشروع يعبر عن التزام اللبنانيين بأن لبنان هو مركز للحضارة والثقافة في المنطقة، ونحن نريد صنع هذا المشروع من خلال التشاور معكم والمشاركة في صياغته ووضعه في الاطار الذي يمكن ان يتحقق، لقد تكلمنا مع اكثر من مسؤول عربي عن مشروع متحف للفن الحديث والفن الاسلامي لكي يكون ايضا في وسط بيروت الذي هو دليل للعيش المشترك في لبنان، فهل العيش المشترك قصة قليلة، هذا العيش المشترك لم يعد حاجة لبنان بل حاجة عربية واسلامية ودولية ويجب ان ندرك نحن ماذا في يدنا ولا نضيعه، نحن لدينا ف هذا الموضوع حقيقة كبرى لأن نستطيع ان نغني البلد بعد 30 سنة من الدمار والتخريب، نحن نستطيع ان نبني وننتهي من كلام آخر، مثل الحجر قبل البشر، فالبشر والحجر يتفاعلن سوية من اجل ان ننشئ شيئا يبقى ويكون مهماز لكل الجهد الذي نبذله لكي يعود لبنان الذي نريد، لبنان كما نحلم به، بلد ثقافة وحضارة وتفاعل، هذا لبنان الذي اردناه ولبنان الذي ندافع عنه.

نحن نريد في تشاورنا معكم ان نعرف الطريق الذي نسلكه، ومهما كانت المصاعب لا شيء يستعصي على الادارة.

 

كيف يحقق عون «حلمه في خدمة لبنان»؟ ما نفع التاريخ إذا لم نتعلم من أخطائنا ؟

أمير طاهري  - الشرق الأوسط

http://www.asharqalawsat.com/leader.asp?section=3&issue=10566&article=443947

هذا هو السؤال الذي سيفعل الجنرال السابق ميشيل عون خيرا إذا ما تأمل فيه وهو على رقعة الشطرنج اللبنانية كرهينة لصراع القوة الإقليمية للجمهورية الإسلامية ضد الولايات المتحدة. وفي وقت مبكر من الأسبوع الحالي أرسل الرئيس محمود أحمدي نجاد وزير خارجيته منوشهر متقي إلى دمشق حاملا رسالة واحدة: طهران تريد عون لا غيره كرئيس مقبل للبنان. وإذ يعتقد احمدي نجاد انه يدفع الولايات المتحدة إلى تراجع عبر رقعة الشطرنج من أفغانستان الى العراق مرورا بحوض بحر الخزر وشرق المتوسط، فانه يأمل بأن نجاحا كبيرا في لبنان يمكن أن يعزز آفاق فوزه بأغلبية في الانتخابات العامة الإيرانية في الربيع المقبل.

ويعتقد أحمدي نجاد أن أسلافه في الرئاسة قد قللوا إلى حد كبير من شأن قوة الولايات المتحدة وأقاموا سياساتهم على جهود لكسب قبول واشنطن. أما هو فيهدف، من ناحية أخرى، إلى تحقيق نصر كامل، خصوصا في وقت تواجه فيه ما يعتبره إدارة بوش المحتضرة هجوما يوميا تقريبا داخل الولايات المتحدة نفسها.

وجاءت رسالة احمدي نجاد الصارمة في وقت يتوجه فيه الرئيس السوري بشار الأسد إلى مساومة يمكن أن يتخلى فيها حلفاؤه وزبائنه اللبنانيون عن عون لصالح «مرشح الإجماع» كما اقترح رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وحسب تحليل أحمدي نجاد فان سوريا، وهي الآن دولة زبونة فعليا للجمهورية الإسلامية، تحاول الإبقاء على خيار تغيير المواقف مفتوحا. وإحدى طرق إعاقة ذلك الخيار هو التزام سوريا بمجابهة مباشرة وواضحة مع الولايات المتحدة وحلفائها العرب حول من يتعين أن يكون رئيس لبنان المقبل. والرجل الذي يحتمل إلى حد كبير أن يثير مثل هذه المجابهة هو عون الذي يمكن أن يرقى انتخابه إلى هزيمة واضحة للأغلبية اللبنانية الحالية التي يتزعمها رئيس الوزراء فؤاد السنيورة وتدعمها الولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة.

ونقلت تقارير عن متقي قوله للرئيس السوري بعد محادثات مع وزير الخارجية وليد المعلم ان «زعامتنا تريد عون».

والفكرة هي أن طهران لا تريد فقط تحقيق الفوز في لبنان وإنما تصر على إلحاق أقصى الإذلال بـ«الشيطان الأكبر» الأميركي.

ولكن ما الذي يتعين على عون فعله؟

أصبح الجنرال السابق في أواخر الثمانينات بيدقا في صراع قوة آخر في لبنان، وفي ذلك الوقت يحث العراق مدعوما من فرنسا ضد سوريا مدعومة من الجمهورية الإسلامية. وأتذكر فرانسوا ليوتار، وزير دفاع فرنسا، وهو يثني على عون كـ«عسكري يكرس حياته دفاعا عن الحضارة الغربية ضد علماء الدين البرابرة في طهران». غير انه بحلول عام 1990 وبعد الغزو العراقي للكويت كان وصف «البربري» قد أطلق على صدام حسين، ممول عون لما يقرب من عقد. وتعين على عون أن يقلل من طموحه المعلن لا في تحرير دمشق فحسب وإنما طهران أيضا من «مضطهديهم» للتركيز على مسعاه لضمان منفى في فرنسا.

وإذ عانى لفترة زادت على العقد، وهي أسوأ عقوبة لأي شخص لديه أدنى المشاعر الوطنية، فان عون لم يخف ندمه على دفعه إلى صراع القوة الإقليمي بعيدا عن رؤيته. إذن لماذا جعل الجنرال السابق نفسه يدفع إلى ما يبدو تكرارا دقيقا تقريبا لصراع السلطة ذاته الذي أدى إلى إذلاله ونفيه؟

واحد من الأسباب يكمن في أن عون يعتقد أن احمدي نجاد أقوى وأعقل من صدام حسين ولن يتورط في نزاع مفتوح مع الولايات المتحدة. تحقيق انتصار إيراني واضح في لبنان ربما يجبر الولايات المتحدة على تقليص طموحها الإقليمي وربما إحياء فكرة «المساومة الكبرى» مع الملالي التي ستمنح إيران بموجبها منطقة نفوذ خاصة بها في الشرق الأوسط. وفي هذه الحالة ستمكن عون من تعزيز وضعه كرئيس للبنان وحليف موثوق فيه لدى الأطراف اللبنانية المرتبطة بإيران.

ثمة إجابة أخرى تكمن في تقديرات عون المبالغ فيها لعبقريته في التعامل الاستراتيجي مع الصديق والعدو. ربما يعتقد انه بمجرد استقراره في قصر بعبدا، المقر الرسمي للرئاسة اللبنانية، سيتمكن من النأي بنفسه عن إيران ويصبح أكثر قربا من الاتحاد الأوروبي وربما الولايات المتحدة.

طبقا للطريقة التي تتشكل بها التطورات في لبنان، ستكون لانتخابات الرئاسة أهمية تتجاوز أبعادها الحقيقية ومن المحتمل أن تنتهي إلى أربعة احتمالات. أولا، انتصار احمدي نجاد من خلال فرض عون رئيسا للبنان. ثانيا، نجاح الولايات المتحدة وحلفائها العرب في فرض خيار الأغلبية الموالية للغرب. ثالثا، منع البرلمان الحالي من انتخاب أي شخص إلا بسبب فشله في الوصول إلى نصاب قانوني او بسبب اغتيال عدد كاف من نواب الأغلبية على نحو أصبح معه البرلمان عاجزا عن اتخاذ قرار. أخيرا، موافقة الأغلبية والمعارضة الموالية لإيران على مرشح بالإجماع والسماح باستمرار النظام المعمول به، على الرغم من الطريقة المتعسرة.

بوسع عون المساعدة في هذا الخيار، فبامكانه ان يبدأ باستبعاد ترشيحه لتصبح إيران بذلك دون جهة تنفذ أجندتها. وباستبعاد ترشيحه سيعزز عون من موقف سوريا في المفاوضات مع النظام الخميني في طهران. وسيصبح بوسع الرئيس بشار الأسد، المعروف بمعارضته لترشح عون، الإصرار على سياسته المفضلة القائمة على أساس البحث عن مرشح توافق عليه الأطراف بالإجماع.

ربما يثير عون غضب احمدي نجاد، لكنه من المحتمل أيضا ان يوحد الطائفة المسيحية ويكسب شهرة في دمشق، بل من المحتمل أيضا أن يحسّن صورته في الغرب ووسط الدول العربية المعتدلة. باستثناء احمدي نجاد، الذي يفكر بطريقة على نحو أوسع بكثير مما يتصور عون، ليس هناك من يريد اندلاع حرب أهلية في لبنان، حتى الرئيس بشار الأسد. عندما تحدث قبل عشر سنوات في منفاه كان يحلم عون بـ«فرصة أخرى لخدمة لبنان». التاريخ منحه هذه الفرصة بالفعل، فبوسعه خدمة لبنان من خلال رفضه ان يصبح أداة انقسام وشقاق وحرب أهلية تستخدم بواسطة قوة خارجية لها طموحات لا علاقة لها بمصالح الشعب اللبناني.

 

عقدة الخلاف على خيارات انتحارية

رفيق خوري

معركة الرئاسة لا تزال على محور الطريق الى قصر بعبدا. فالسؤال الذي يأكل في صحون الناس، ونحن على مسافة ثلاثة أسابيع من نهاية المهلة الدستورية، هو: رئيس أو لا رئيس? تسمي بكركي أو لا تسمي? والأجوبة متضاربة، وإن كانت المواقف المعلنة في الداخل والخارج تلتقي على شعار واحد: ضرورة إتمام الاستحقاق الدستوري. وأقل الكلام هو ما يدور على مرحلة ما بعد الرئاسة وما يسمى عادة تحديات (اليوم التالي). وهي تحديات تبدأ بالتفاهم على (رزمة واحدة) تجمع الرئاسة والحكومة والحقائب والحصص والبيان الوزاري، ولا تنتهي بالخيارات الأساسية المختلف عليها. لكن البيان الصادر بنص واحد عن كل من العماد ميشال عون والنائب سعد الحريري أوحى أن البحث في اجتماعات باريس بينهما بدأ من تحديات (اليوم التالي). أي من (الظروف الخطيرة السياسية والأمنية والاقتصادية، وبناء الدولة السيدة الحرة المستقلة)، مع التشديد على إنجاز الاستحقاق الرئاسي (وفق الدستور من دون أي تدخل خارجي). أما قضية (اليوم الأول) وهي اختيار الرئيس، فإنها متروكة لمحادثات لاحقة في بيروت، حيث التشاور مع الحلفاء، والوقوف على رأي بكركي، ومعاودة الحوار بين الرئيس نبيه بري والحريري. وأما التدخل الخارجي، فإنه أمر واقع، سواء كان في باب الدعم للخيار اللبناني أو في باب التأثير فيه. ولا شيء يحد منه سوى تحلي اللبنانيين بمزيج من (الوطنية والحكمة) على حد التعبير الذي استخدمه الوزير فؤاد بطرس بعد لقاء البطريرك صفير. والمقاربة التي اعتمدها عون والحريري هي الخطوة الصحيحة وليست وضعاً للعربة أمام الحصان. فالتوافق على رئيس يتطلب التوافق على الحد الأدنى من الخيارات الأساسية. لكن الخيارات الأساسية المختلف عليها نوعان: واحد لا بد منه لبناء الدولة السيدة الحرة المستقلة. وآخر لا حاجة اليه لأنه أكبر من لبنان ودوره وقدرته على التحمل.

الأول ما ليس صحيحاً ان البحث فيه يبدأ من الصفر. وهو بالطبع ما جرى التوافق عليه في مؤتمر الحوار الوطني، وتطبيق اتفاق الطائف نصاً وروحاً، والتعامل مع قرارات مجلس الأمن المتعلقة بلبنان. والثاني ما على (أجندة) الآخرين. وهو عملياً نوع من الخيارات (الانتحارية) بالنسبة الينا. إذ ليس من المصلحة الوطنية العليا أن يكون الوطن الصغير (الخط الأمامي) في معركة بين مشروعين أكبر منا: الشرق الأوسط الواسع الذي تعمل له أميركا، والشرق الأوسط الاسلامي الذي تطمح ايران الى قيادته ومن هنا نبدأ.

 

اجتماعا الساعات السبع بين الحريري وعون: هل بدأت ملامح ورقة تفاهم جديدة

كتب المحلل السياسي - الأنوار

إجتماع باريس بين القطبين النائب سعد الحريري والعماد ميشال عون كان شرطه الأول عدم حضور صهر العماد عون جبران باسيل. وهذا اللقاء، على تأخره، ليس هو الإجتماع الحاسم بالنسبة إلى الإستحقاق الرئاسي، بل يمكن القول إن الحسم قد سبقه وتبلَّغ مضمونه (مَن يعنيهم أمر الترشُّح). كيف تمَّ ذلك? العماد ميشال عون الذي سمّى نفسه (الملك، فلماذا يصنع الملوك)، جاء مَن يُبلغه أن دولةً معنيَّة بالإستحقاق الرئاسي، لم توافق على أن يكون رئيساً للجمهورية، فَهِم الرسالة ولم تُفاجئه كثيراً خصوصاً أن حلفاءِهِ لم يلفظوا إسمه جهاراً بصفته مرشحهم الرسمي، هذا التطور إعتبره رئيس تكتّل التغيير والإصلاح محطة حاسمة في الإستحقاق، فإذا كان حلفاؤه لا يريدونه رئيساً فلماذا (يعتب) على الخصوم? عند هذا الحد وكعادته نضجت بسرعة مسألة لقاء باريس بينه وبين النائب سعد الحريري، وبدء الحوار أفضل بكثير من القطيعة، والعماد عون يعرف متى يقطفها في سياسة التغييرات.  دخل الرجلان إلى إجتماعين الأول ثلاث ساعات والثاني أربع ساعات، وسجّل المحاضر النائبان فريد مكاري وغسان مخيبر وطُلِب منهما بعد الإجتماعين ضبط المحاضر وتوقيعها أمام الحريري وعون كي لا يُصار إلى تغيير بند أو كلمة. الرجلان مثقلان بالتراكمات والملاحظات المتبادَلة، لكنهما يدركان أن الآمال المعلقة على إجتماعاتهما أكبر بكثير من الآمال التي عُلِّقت على لقاءات عين التينة ولقاءات بكركي، خصوصاً أن اجتماعات باريس كانت مواكَبَة أميركياً من خلال الموفد ديفيد ولش، وفرنسياً من خلال جان كلود كوسران. وذكرت مصادر مطلعة ان التفاهم أكد توصل العماد عون إلى الإقتناع بأنه لم يعد هناك من إمكانية ليكون (الملك) وإن واجبه المساهمة في (صنع الملك)? تمّ البحث مطوّلاً بين القطبين على الحصص في حكومة ما بعد الاستحقاق الرئاسي، وان يكون لعون حصة الملك..

هنا يبدو اللقاء مهماً، لكن ما هو أهمّ منه (الأجندة) التي يتعهد الرئيس العتيد السير فيها وقد قال العماد عون صراحة للحريري بأنه لا يمكنه القبول إطلاقاً بمبدأ النصف زائداً واحداً، بل يقبل بالبحث مع أركانه بإسم مرشح آخر، وهذا ما لم يلاق صدى إيجابياً من طرف الحريري، والتي يُفتَرَض أن تُتَرجم بداية عهده في البيان الوزاري للحكومة الجديدة.

وفي بنود هذه الأجندة تنفيذ القرارات الدوليَّة، وفي طليعتها القرار 1559 والقرار 1701، والسير بالمحكمة الخاصة ذات الطابع الدولي وبت مصير سلاح حزب الله. هذه البنود يُخشى أن تُعيد النقاش الى النقطة الصفر خصوصاً أنها متشابكة ومتداخلة بين ما هو محليّ وبين ما هو عربيّ وإقليميّ وبين ما هو دولي، لأن الدول التي ترتاب في تنفيذ واحدٍ من هذه البنود، لماذا ستعمد الى تسهيل إجراء الإنتخابات، أما إذا وَضعت العصي في دواليب إجراء الانتخابات، فما هي القوة أو الجهة التي ستضغط عليها لسحب عراقيلهاما زلنا في بداية الطريق، علماً أنّنا إقتربنا من خط النهاية في مهلة الإستحقاق. فكيف سيتم التوفيق بين تراكم الملفات وضِيق الوقت

إنه اللغز الكبير، وليس بيد أحد من الأقطاب في لبنان كلمة السرّ

 

حكاية جنرال لاهث خلف الرئاسة: الأسرار الكاملة لعلاقة عون بالسوريين

*عون أمام الكونغرس الأميركي: سوريا تقضي على كل لبناني يتجرأ على معارضتها.. ولا يمكن الفصل بين النظام السوري والإرهاب

*اتهم عون سوريا بقتل شخصيات عديدة من دون أن يقدم إثباتاً عكس ما يطالب به اليوم لإدانة دمشق في الجرائم المرتكبة حالياً

*طالب عون بترافق الانسحاب السوري مع نزع سلاح العناصر المسلحة في لبنان خشية بقاء أدوات الإرهاب المرتبطة بالاستخبارات السورية

*عاد عون عام 2005 من أميركا والفاتيكان من دون دعم ترشيحه للانتخابات الرئاسية فاتخذ قراراً انتحارياً بتوقيع اتفاق مع حزب الله

*حمّل عون حكومة السنيورة مسؤولية الفساد متناسياً انها أخذت كل قراراتها بمشاركة حليفيه حزب الله وأمل

*لا يمكن محاربة الفساد قبل الخروج السوري التام من لبنان والحد من تلاعب إيران به عبر حزب الله

*تلقى عون خلال ترؤسه الحكومة الانتقالية شيكاً من ياسر عرفات بقيمة 14 مليون دولار و6 ملايين دولار من صدام شهرياً حوّل قسماً منها إلى باريس

*لماذا لا يعلن عون عن ثروته كما طلب جوني عبدو؟

*إشاعات عن ان إيران وسوريا وحزب الله الممولون الجدد لعون لهذا عليه التزام أهدافهم

*عون رفض المحكمة الدولية قبل ان تقر في مجلس الأمن لازدرائه بدماء الشهداء وخيانته أسس الوطن وتواطئه مع النظام السوري

*أرسل بشار الأسد سيارة مصفحة إلى صهر عون جبران باسيل عبر سليمان فرنجية

*هل يملك عون الشجاعة ليقلب 180 درجة؟

*لبنان الغد بغنى عن خدماته بعد الأذى الذي تسبب به

أصدر المركز اللبناني للإعلام CLI وثيقة رصدت مواقف والمسار السياسي لرئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون تحت عنوان (عون - ازدواجية المسار) ترتكز، كما يقول المركز، على سلسلة أبحاث واستطلاعات حول سيرة رجل أثرت أفعاله على مسيرة الحروب في لبنان وعليه.

ويبرر المركز إصداره هذه الوثيقة التي تؤكد انه يتحمل مسؤولية صدقية كل الشهادات الواردة فيها، برغبته بكشف الحقيقة الكامنة وراء مواقف عون سابقاً وحاضراً بعدما وجد ان الاضرار التي ألحقها عون بلبنان منذ عودته إلى البلد في 7 أيار/مايو 2005 جسيمة للغاية

(الشراع) تنشر الوثيقة في حلقتين، الأولى تتناول أسرار علاقة الجنرال بسوريا ومصدر أمواله وتحالفاته المشبوهة وأسباب استخدامه خطاب الفساد في حملته على حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، أما الحلقة الثانية فتسلط الضوء على مسيرة عون السياسية والعسكرية منذ توليه قيادة الجيش عام 1984 حتى نفيه إلى باريس عام 1988 وصفقة عودته إلى لبنان مجدداً التي أبرمها مع بشار الأسد.

وفي ما يلي الحلقة الأولى.

ليس هذا بالتناقض الأول..

قلة هم رجال السياسية الذين ناقضوا أنفسهم بهذا القدر من العلانية والوضوح. مرة أخرى، يتعرض الرأي العام اللبناني للإهانة والاحتقار. فلنذكّر ببعض المقتطفات من تأكيدات الكلمة الشهيرة التي ألقاها ميشال عون في 18 أيلول/سبتمبر 2003 أمام الكونغرس الاميركي. بالفعل، لم ينفك الجنرال، منذ عودته من فرنسا، يكرر ويصرّ في الادعاء انه ما من إثباتات على تورّط نظام دمشق في الجرائم المرتكبة حالياً في لبنان. ولكن هل كان لديه إثباتات حين كان يقول:

على مدى سبعة وعشرين عاماً، لعب نظام دمشق دور الإطفائي مشعل النار في آن. فسوريا تضرم النار بهدف منح نفسها حجة لإخمادها و- بالتالي - تبرير استمرار احتلالها للبنان. وكل لبناني يتجرأ على معارضة الهيمنة السورية أو مقاومتها يتم القضاء عليه بكل بساطة..

خلال السبعينيات والثمانينات، كان لبنان الضحية الأولى للإرهاب السوري. وقد كان ذلك من الأسباب الأولى الدافعة في 1978 إلى إدراج اسم سوريا في طليعة لائحة الدول الداعمة للإرهاب الصادرة عن وزارة الخارجية الأميركية..

لا يمكن منطقياً الفصل بين النظام السوري والإرهاب. بالفعل، تؤمن سوريا ملاذاً لعدد من المنظمات الإرهابية وتدير عملياتها وتستخدم لبنان المحتل كحقل التدريب والعمليات الاساسي. تماماً كمنظمة إجرام منظم تعتمد الخوف والتهويل والعنف كأدوات ضغط لشراء صمت الأخيار والشرفاء. يستخدم النظام السوري هذه المنظمات الإرهابية أدوات ضغط في استراتيجية سياسية خارجية أكسبت سوريا موقف ((عدم طرح أي أسئلة)) من قبل العالم الحرّ خلال فترة احتلالها للبنان واضطهادها للشعب اللبناني.

وأكد الجنرال: ان الاقتراح الذي يتردد صداه في بعض الأوساط بأن مهمة تفكيك المنظمات الإرهابية يمكن أن توكل إلى هذه الأنظمة تمثل قمة في السذاجة والجنون..

فضلاً عن ذلك، لا ننسى ان الطبيعة غير الشرعية لهذه الأنظمة والمنظمات من شأنها أن تسمح لها بإعادة الهيكلة والظهور مجدداً وبسرعة وسهولة بأشكال مختلفة تماماً، وهي مستعدة للقيام بعمليات مستخدمة قدراتها كاملة. (وكأن ميشال عون كان يتوقع ويصف المشروع السوري المتمثل بعصابة فتح الإسلام في مخيم نهر البارد). ليست الحرب على الإرهاب بخيار استراتيجي للنظام السوري الذي يدعي محاربة الإرهاب، بل انها مجرد خيار تكتيكي مؤقت يهدف إلى تهرّب سوريا من تحمل مسؤولية الدور المركزي الذي اضطلعت به في رعاية الإرهاب خلال العقود الثلاثة الأخيرة. لا ننسى ان حلفاء سوريا وهم الحلفاء الحاليون للعماد عون كانوا مسؤولين عن الاعتداء على السفارة الأميركية وثكنة المارينـز والذي أودى بحياة مئات اللبنانيين والأميركيين..

يتحدث عون عن الضحايا الذين اغتالهم النظام السوري فيعود ويؤكد في غياب أي محاكمة أو إثباتات قانونية كما يطالب اليوم:

تشمل لائحة الضحايا اللبنانيين أسماء من أطياف مختلفة ممن تجرأوا على فتح قنوات حوار حقيقية معي خلال ترؤسي للحكومة اللبنانية الانتقالية. (يُعنى هنا النائب ناظم القادري ومفتي الجمهورية الشيخ حسن خالد).ويتابع العماد عون قائلاً:

تمّ اغتيال رئيسين للجمهورية يمكن تصويرهما بسهولة على أنهما يرفضان الخضوع لأوامر المهولين السوريين، وذلك فور انتخابهما. (ويعني هنا بالطبع بشير الجميل ورينيه معوض). يذهب عون الى أبعد من ذلك في الكشف عن الحقائق اذ يتهم سوريا بالتسبب بحرب طائفية في لبنان واغتيال كل من لم يخضع لمخططها:

منذ ان تدخل النظام السوري مباشرة في لبنان، حرّض اللبنانيين بوضوح ضد بعضهم البعض وعلى كافة المستويات، لقد تم اغتيال عدد من الشخصيات اللبنانية التي كشفت ورفضت هذه المخططات السورية المشؤومة الهادفة لتعزيز ((نزاع داخلي)) ضحى هؤلاء الوطنيون اللبنانيون بأنفسهم على مذبح السلام اذ اختاروا الاضطلاع بدور فاعل في مد الجسور بين النقاط التي يختلف حولها اللبنانيون وحل هذه المشاكل، مما كان يتعارض مباشرة وخطط سوريا الفاسدة..

وكأن عون كان يذكر زملاء اولئك الذين بدأت دمشق باغتيالهم منذ العام 2004 حين قال: سفراء وصحافين كبار وشخصيات سياسية ودينية من مختلف المراكز ممن تجرؤا على معارضة سوريا كانوا يتعرضون للاغتيال والتعذيب والسجن او القتل، يضاف الى هؤلاء الآلاف من اللبنانيين الذين قضوا في مجازر لا تحصى طوال اشهر متتالية من القصف المدفعي السوري للمناطق المدنية الى جانب التفجيرات والسيارات المفخخة..

كما اكد الجنرال انه وفي زمن الاحتلال السوري قضى انتشار الفساد على نطاق واسع على الاقتصاد اللبناني..

وكأنه كان يتحدث عن الاحداث الجارية على الساحة اللبنانية منذ انسحاب الجيش النظامي السوري من لبنان في نيسان/ابريل 2005، أكد العماد عون امام الكونغرس الاميركي في 2003 عكس ما لم ينفك يدعيه منذ عودته من منفاه الفرنسي في ما يتعلق برحيل الجيش السوري.

بعيد انسحاب سوري، هناك احتمال كبير بأن يخلف النظام السوري وراءه عدداً من أدوات الارهاب والدمار المتوافرة لديه بالاضافة الى جهاز استخباراته الميليشياوي لذا، من الضروري ان يترافق الانسحاب السوري ونزع سلاح العناصر المسلحة كافة بشكل كامل.

محاولة استكشاف اخيرة قبل ان يرمي نفسه في احضان حزب الله

واذ قيدت يداه نتيجة لالتزامه السوري، حاول العماد عون حشد الدعم الغربي ودعم الفاتيكان لطموحاته الرئاسية، ففي خريف 2005، وبعد بضعة اشهر من اول انتخابات حرة منذ اكثر من 33 عاماً، زار عون الولايات المتحدة، كان يأمل ان يستشعر موقف الادارة الاميركية حيال مشاريعه الشخصية - الرئاسة - في لبنان، لم يكن موقف الادارة غامضاً البتة، لم يستقبل عون أي مسؤول في الخارجية الاميركية رغم تمديد اقامته، فقد قابل عون عضوين فقط من مجلس الشيوخ الذين خطّا وأوجدا قانون محاسبة سوريا، هما السناتور ايليوت انغل واليانور روس - ليتنن، انتقد انغل عون بشدة خلال اجتماعهما على تحالفه الجديد مع دمشق في باريس، مذكراً اياه مدى الدعم الذي قدمه انغل للتوصل الى قانون محاسبة سوريا الذي يستنكر المخططات السورية في لبنان.

بعد ذلك، توجه عون الى الفاتيكان وبقي هناك مدة اسبوعين آملاً بلقاء بعض المسؤولين وحتى البابا نفسه، لكن احداً لم يستقبله، وقد انتهى به ان اجتمع بالكاردينال موسى داوود رئيس الكنيسة الشرقية، عاد عون الى لبنان قبل الميلاد بعدة ايام، صفر اليدين، ادت خيبته إلى اتخاذه قراراً شبيهاً بالانتحاري، ففي 6 شباط/فبراير 2006 وفي ذكرى تولي الخميني السلطة في ايران وقع عون على اتفاقه الشهير مع امين عام حزب الله حسن نصر الله.

وبذلك اصبحت لائحة حلفاء عون الجدد تضم اسماء مثل ميشال المر، حزب البعث السوري، حزب الله، امل، الحزب القومي السوري، اميل لحود، عمر كرامي، ناصر قنديل ووئام وهاب.. هذه الظاهرة اثارت الغضب في صفوف مناصري عون، وهذا الغضب مصيره ان يتفاقم.

ذريعة الفساد

وفي عملية تهدف الى التضليل، لن ينفك الجنرال من محاولة تمويه ارتباطاته الجديدة مع سوريا وحزب الله، اراد الحفاظ على صورته كرجل نزيه يناضل في سبيل سيادة واستقلال لبنان، فاعتمد خطاباً نظيفاً وظف فيه مسألة الفساد حجة اساسية.

اتخذ عون من الفساد سلاحاً يهاجم به حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وفي الحقيقة كان قد عم الفساد في لبنان منذ اندلاع حرب 1975، ان لم يكن قبل ذلك، وقد تحول هنا الوباء الى كارثة باحتلال الجيش السوري للبنان في 13 تشرين الاول/اكتوبر 1990.

حمّل عون حكومة السنيورة مسؤولية فساد ثلاثين عاماً، متناسياً ان هذه الحكومة نفسها - حتى كانون الاول/ديسمبر 2006 قد اخذت جميع قراراتها بمشاركة كل من امل وحزب الله في جلساتها وهما حليفاه.

في 9 شباط/فبراير 1996 قدرت صحيفة ((لوفيغارو)) الفرنسية سرقة النظام السوري للخزينة اللبنانية بـ 5, 4 مليار دولار سنوياً منذ 1994 كان اللبنانيون على علم بالابتزاز والسرقة الذي كان يمارسها النظام السوري في المطار والمرفأ وكازينو لبنان ومرافق اخرى.

في الوقت الحاضر، يضم تحالف 14 آذار/مارس الافرقاء اللبنانيين الذين لطالما ناضلوا ضد الوجود السوري، كما يضم هؤلاء الذين انقلبوا ضد الاحتلال وممارساته المتعسفة.

اما الرجل الذي مثل صورة المقاوم بين 1988 و1990، فقد تحالف مع هذا النظام الفاسد، الذي ما زال يرتكب الجرائم ضد لبنان وشعبه، ويتحكم بالبلد من خلال عملائه واستخباراته، ومن احدث وأوقح جرائمه تركيبة ((فتح الاسلام)) في داخل مخيم نهر البارد في الشمال واعتداءاته على الجيش اللبناني.

لا يمكن محاربة الفساد جدياً قبل الخروج السوري التام وقبل الحد من تلاعب ايران بلبنان عبر حزب الله، فالدولة اللبنانية، بالتأكيد بحاجة الى اصلاح جذري في قطاعاتها الامنية، القضائية الادارية وغيرها، لكن الشروع في ذلك غير ممكن طالما ان شريحة كبيرة من المجتمع اللبناني تساق ايديولوجياً وسياسياً وعسكرياً من قبل طهران، فمن الظاهر ان ايران عازمة على الاستيلاء على لبنان من خلال حزب الله، ولا مجال للتعاطي مع مشاريع الاصلاح تحت التهديد بالاجتياح الخارجي.

من غير المعقول ان تحمل حكومة السنيورة - البعيدة عن الكمال - مسؤولية الدمار والاجرام والظلم الذي تعرض له لبنان من قبل النظام السوري، الذي بات حليفاً لعون.

ومن المستحيل خدعة الرأي العام اللبناني بمحاولة تمويه اجرام النظام السوري بقضية الفساد.

ولنتذكر يوم الاحتلال السوري في 31 تشرين الاول/اكتوبر 1990، حين قامت سوريا حليفة عون اليوم وحزب الله و8 آذار/مارس باغتيال 117 جندياً لبنانياً في ضهر الوحش، جردوا هؤلاء الجنود من السلاح وقيدت ايديهم وراء ظهورهم، وأطلق الرصاص على رؤوسهم من الوراء، (بشهادة من طبيب في المستشفى العسكري، وهو لبناني ارمني). ولنتذكر ايضاً كيف، ساهمت وحدات الجيش الموالية لسوريا، بقيادة العماد اميل لحود آنذاك وحليف عون الآن، في تأمين الغطاء للاحتلال السوري في 13 تشرين الاول/اكتوبر.

الأنا الفوقية.. ارفع شأناً من شارل ديغول!

يستهل شارل ديغول مقدمة مذكراته الشهيرة بهذه الجملة التي باتت مشهورة، لطالما تكوّن لديّ تصوّر معيّن لفرنسا.. اما العماد عون فقد اطلق على الكتاب الذي اصدره في فرنسا في نهاية ايار/مايو 2007 العنوان التالي: رؤية معينة للبنان.

عشية عودة عون الى لبنان، قال له صحافي فرنسي: جنرال ستعود الى لبنان كما عاد الجنرال ديغول الى باريس في 1945.

فرد عليه: ((اجل، ولكن ديغول عاد الى باريس برفقة جيوش اجنبية اما نا فعائد مع اللبنانيين.

وفي مقابلة مع الصحافية سكارليت حداد في Lorient Le Jour في 17 ايار/مايو 2007 قال عون: اعتقد انه محكوم عليّ بالفوز في المعارك المستحيلة في حين ان الممكن مطال من الجميع!.. يتميز طبع عون بعدم ثقته بالآخرين، فهو يعتبر نفسه موهوباً على قدر يسمح له القيام بمهمات لا احد غيره يقوى عليها.

في تصريح صدر مؤخراً في 16 تموز/يوليو 2007 قال الجنرال:

انا هو مفتاح الحل.. انا هو الجسر الوحيد بين الاطراف اللبنانية

.. انا هو المرشح الوحيد غير المرتهن للدول الاجنبية.

العواقب

اموال الجنرال

كثير من الاشاعات والروايات تدور حول مصدر اموال الجنرال عون، فالبعض ينسبها الى هبات شعبية قدمت له خلال فترة حرب التحرير، والبعض الآخر يقدر مصادر اخرى.

وللحق، لم تلمس حكومة عون الانتقالية 1988 - 1990 الخزينة اللبنانية، والا لكانت سوريا وحلفاؤها فعلت ما بوسعها لتثبت ذلك والاعلان عنه بكثافة، اما الحقيقة فهي كالتالي. صحيح ان عون تلقى دعماً مالياً كبيراً من الشعب اللبناني في حرب التحرير، لكن هذه المبالغ لم تكن بالطائلة، حين رد عون على القصف المدفعي السوري تقاطعت عمليته هذه مع مصالح لاعبين عربيين على ساحة الشرق الاوسط، اصبح عون عملياً حليفاً لكل من ياسر عرفات عدو حافظ الاسد اللدود، ولصدام حسين في العراق، الذي كان منافساً لحزب البعث السوري، وهكذا كان اول  شيك استلمه عون من عرفات قيمته 14 مليون دولار، اما صدام فكان يرسل شهرياً 6 ملايين دولار، وحول عون قسماً من هذا المبلغ الى فرنسا، ومكث الباقي في لبنان ليصبح جزءاً من الاموال التي تفاوضت حولها دمشق عبر فايز قزي وأمثاله.

كان من الممكن جداً لجميع هذه المبالغ، هبات الشعب اللبناني والاموال العربية، ان تساهم في تحرير لبنان من الاحتلال السوري، انها في الحقيقة ملك الشعب اللبناني الذي يعاني من حروب النظام السوري عليه منذ اكثر من 32 سنة.

آنياً تسود اشاعات جديدة تتكلم عن مصادر اموال عون الحالية الآتية من ايران وسوريا وحزب الله، فمجرد قبوله هذه المبالغ يعني انه التـزم بأهداف ممولية، ومن هذا المنطلق يصح ان نتذكر طلب جوني عبدو مدير استخبارات الجيش اللبناني السابق من عون ان يعلن عن قيمة ثروته.

التورط والإنـزلاق

هل من لبناني - بقواه الذهنية الكاملة - يستطيع ان يشكك بالدور المجرم المدمر الذي لعبته سوريا ضد لبنان وشعبه؟ هل من مسؤول او محلل سياسي، بغض النظر عن انتمائه الحزبي او الايديولوجي، يستطيع ان يشك بالدور الذي لعبه نظام دمشق في التحضير والتدبير والتنفيذ لعمليات الاغتيال التي طالت شخصيات لبنانية استقلالية؟

من سليم اللوزي الى رياض طه، سمير قصير وجبران تويني.. من كمال جنبلاط الى المفتي حسن خالد، بشير الجميل رينيه معوض، رفيق الحريري، بيار امين الجميل.. من مجزرة القاع الى مجزرة الدامور وباب التبانة في طرابلس، الى بيت ملات وعين علق..

دخلت ايران الخمينية الى الساحة اللبنانية، من خلال انضمامها الى البرامج السورية في لبنان، مع احمدي نجاد على رأس السلطة في طهران تحوّل لبنان الى جبهة عمليات عسكرية، هدفها تحويل وتخفيف الضغط عن ايران وحماية برنامجها للأسلحة النووية.

أعطي الامر الالهي لحزب الله كي يشعل جبهة جنوب لبنان مع اسرائيل في 12 تموز/يوليو 2006 كان للسيد حسن نصر الله، امين عام حزب الله زيارتان الى دمشق قبل اشعال الحرب، في الزيارة الاولى التقى السيد علي اكبر رفسنجاني (الرئيس الاسبق لايران) وفي الثانية بعد اسبوع الرئيس احمدي نجاد.

كما شهد احد مسؤولي المجلس العالمي لثورة الارز بضعة ايام قبل 12 تموز/يوليو في حديث على الهاتف مع احد مسؤولي المركز اللبناني للاعلام، لقد اكد انه نتج عن هذين اللقاءين القرار بإشعال جبهة جنوب لبنان لتخفيف الضغط الدولي عن طهران.

كان رد المجتمع الدولي على هذه العملية سريعاً جداً، تجندت عدة  دول من العالم وأرسلت جنود (اليونيفيل) لمؤازرة الجيش اللبناني في انشاء سد منيع يمنع تكرار هذه التجربة التي كلفت لبنان غالياً، اما هدف المجتمع الدولي فكان منع تكرار مثل هذه العمليات العسكرية والتصادم بين ايران واسرائيل من خلال حزب الله والارض اللبنانية.

بعد الفصل بين حزب الله واسرائيل بقرار وتصرف دولي، ارتأت ايران ان تطلب من حزب الله التوجه الى الداخل اللبناني، من هنا وبعد مرور شهر رمضان في تشرين الاول/نوفمبر 2006 اعلن قرار حزب الله بعمله على تسلم السلطة بلسان حليفه الرئيس نبيه بري فكل العمليات الفاشلة من اعتصامات في الوسط التجاري الى محاولات قطع الطرقات في 23 كانون الثاني/يناير 2007 الى المطالبة بالثلث المعطل في ما يسميه حزب الله حكومة اتحاد وطني ليست سوى محاولات يائسة للانقضاض على الحكم في لبنان بعد تعطيل رئاسة الجمهورية والمجلس النيابي.

ان حلف يمين الولاء من حزب الله الى الإمام خامنئي في بعلبك في 30 حزيران/يونيو 1989، كما مشروع دستور جمهورية لبنان الاسلامية الذي حضر في طهران سنة 1986 ليسا سوى بعض مظاهر الولاء الكامل السياسي والعسكري والديني من قبل حزب الله لوليه الايراني، وقد كرس الرئيس أحمدي نجاد هذه التطلعات بقوله علناً ان ايران ولبنان يشكلان جسماً واحداً.

من الصعب التصور ان هناك موقفاً اكثر ايلاماً لمصلحة لبنان وشعبه من موقف العماد ميشال عون المساند علناً للاجرام السوري والطموحات الايرانية، لم يكن لايران وسوريا وحزب الله ان يحلموا بأن يأتي يوم يقوم فيه زعيم مسيحي بمصادرة اصوات المجتمع المسيحي اللبناني ويجيرها لبرامج وطموحات هذا التحالف المدمر. ان النجاح (غير الوارد) لمثل هذا المسار لا بد ان يؤدي الى تدمير لبنان الوطن على رأس مواطنيه.

من الازدراء بدم الشهداء الى الخيانة

لم تخف تصريحات عون المؤيدة للمحكمة الدولية- قبل ان تقر من قبل مجلس الامن - موقفه الاعتراضي حيالها، فرفضه للمحكمة، بغض النظر عن الاسباب (الاسباب لم يعلن عنها) ينم عن شيئين معيبين:

الاول هو عدم المبالاة والازدراء، بدماء الشهداء اللبنانيين - الذين يناهز عددهم الخمسين - سقطوا في سبيل قضية مقاومة الاحتلال السوري للوطن، الثاني هو انعكاس لخيانته اسس الوطن وتواطئه مع النظام السوري، عندما اعلن موقفه الحيادي حيال 16 تفجيراً واغتيالاً، وحيال الجرائم التي ترتكب ضد الجيش اللبناني في القاعدة السورية التي اسمها نهر البارد، قلما شهد اللبنانيون على هكذا نوع من التعالي في المواقف السياسية التي تروج من خلال حملة مرادها تضليل الحقائق.

لنلق الضوء على احدى القصص التي تفضح الوجه الآخر لهؤلاء القياديين المزعومين الذين يمارسون ألعابهم التخريبية وسياساتهم الخاطئة، ففي ايار/مايو 2007 بعث بشار الاسد بسيارة (Audi) مصفحة كهدية لجبران باسيل، صهر الجنرال عون وقد اوصل هذه الهدية له سليمان فرنجية حليف عون الحالي، وحليف دمشق المعلن.

الواجبات والمصالح

على السياسيين المحيطين بميشال عون - باستثناء المقربين من حزب الله ان يحتكموا مجدداً الى ضميرهم وواجبهم تجاه شعبهم ووطنهم، لا يجوز ترك نظام بشار الاسد يفلت من العقاب ويمعن في الاغتيالات والتفجيرات التي ينفذها في المناطق اللبنانية التي ترفض الإذعان لمشاريعه.

بدأ الرأي العام اللبناني يتحول بشكل كبير تجاه المجموعات السيادية، مبتعداً عن الخدع التي رفعها الجنرال في مواقفه، يتقاطع واجبهم الانساني والوطني لمرة مع مصالحهم الانتخابية، اذا ما ارادوا فعلاً المحافظة على مقاعدهم في الانتخابات المقبلة، عليهم الابتعاد عن المغامرة الجامحة التي يقودها ميشال عون والافادة من الفرصة المتوافرة لديهم التي لن تدوم الى الابد.. فالابتعاد الواضح عن السبل الملتوية التي يسير عليها زعيمهم سيكسبهم شعبية شخصية من شأنها ان تحدد لهم مساراً شخصياً مستقلاً بدلاً من الارتباط بزعماء شعبويين.

اما بالنسبة لميشال عون وهو قائد اوركسترا هذا البازار السياسي المدمر للبنان وشعبه، فلم يعد لديه الخيار، عليه ان ينسحب من المأزق الذي ورط نفسه به وان يقلب 180 درجة، أيملك الشجاعة على ذلك؟ في أي حال، ولحسن الحظ، فكل الأذى الذي سببه عون للبنان قد حصل، لبنان الغد بغنى عن خدمات الجنرال عون.

يتبع