المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأحد 4 تشرين الثاني 2007

إنجيل القدّيس متّى .46-33:21

«إِسمَعوا مَثَلاً آخَر: غَرَسَ رَبُّ بَيتٍ كَرْماً فَسيَّجَه، وحفَرَ فيه مَعصَرَةً وبَنى بُرجاً، وآجَرَه بَعضَ الكرَّامين ثُمَّ سافَر. فلمَّا حانَ وَقتُ الثَّمَر، أَرسَلَ خَدمَه إِلى الكَرَّامينَ، لِيَأخُذوا ثَمَرَه. فأَمسَكَ الكرَّامونَ خَدَمَه فضرَبوا أَحدَهم، وقتَلوا غيرَه ورَجَموا الآخَر. فأَرسَلَ أَيضاً خَدَماً آخَرينَ أَكثرَ عَدداً مِنَ الأَوَّلينَ، ففَعلوا بِهِم مِثلَ ذلِك.

فأَرسَلَ إِليهِمِ ابنَه آخِرَ الأَمرِ وقال: «سيَهابونَ، ابْني». فلَمَّا رَأَى الكرَّامونَ الابنَ، قالَ بَعضُهم لِبَعض: «هُوَذا الوارِث، هَلُمَّ نَقتُلْهُ، ونَأخُذْ مِيراثَه». فأَمسَكوهُ وأَلقَوهُ في خارِجِ الكَرْمِ وقتَلوه. فماذا يَفعَلُ رَبُّ الكَرْمِ بِأُولئِكَ الكَرَّامينَ عِندَ عَودَتِه؟ » قالوا له: «يُهلِكُ هؤُلاءِ الأَشرارَ شَرَّ هَلاك، ويُؤجِرُ الكَرْمَ كَرَّامينَ آخَرينَ يُؤَدُّونَ إِليهِ الثَّمَرَ في وَقْتِه ». قالَ لَهم يسوع: «أَما قَرأتُم قَطُّ في الكُتُب: «الحَجَرُ الَّذي رذَلَهُ البنَّاؤُونَ هو الَّذي صارَ رَأسَ الزَّاوِيَة. من عِندِ الرَّبِّ كانَ ذلك وهو عَجَبٌ في أَعيُنِنا».

لِذلكَ أَقولُ لَكم: «إِنَّ مَلكوتَ اللهِ سَيُنزَعُ مِنْكُم، ويُعطى لأُمَّةٍ تُثمِرُ ثَمرَه. مَن وَقَعَ على هذا الحَجَرِ تَهَشَّم، ومَن وَقَعَ عَلَيه هذا الحَجَرُ حَطَّمَه ».فَلَمَّا سَمِعَ عُظَماءُ الكَهَنَةِ و الفِرِّيسيُّونَ أَمثالَه، أَدرَكوا أَنَّه يُعَرِّضُ بِهِم في كلامِه فحاولوا أَن يُمسِكوه، وَلكِنَّهم خافوا الجُموعَ لأَنَّها كانت تَعُدُّه نَبِيّاً.

 

   

لقاء عون – الحريري لم يُقدِّم أجوبة بل طرح أسئلة كبيرة

كتب المحلل السياسي: الأنوار

بيانٌ مشترك عن عقد الإجتماع، ثم بيان مشترك عن المرحلة الأولى منه، أما بعد اختتام الإجتماع فلا بيان مشتركاً. تلك كانت (الآلية الشكليَّة) للقاء بين العماد ميشال عون والنائب سعد الحريري، وفي ظل التسريبات عن الإجتماع هل يمكن إستكشاف ما حصل بالضبط? ينصح المراقبون برصد الأداء السياسي لكلٍّ من القطبين، بعد هذه الإجتماعات فالصمت يعني شيئاً، والتهدئة تعني شيئاً آخر، والتصعيد يعني أشياء. إن (الودّ المتبادل) الذي ساد إجتماعات باريس يعكس صورة إيجابيَّة بالشكل وليس بالمضمون، فالعماد عون كان يفاوض وهو يدرِك أنه سيقوِّم نتائج المفاوضات مع حلفائه: من الوزير سليمان فرنجيه إلى حزب الله إلى حركة أمل، وربما إلى آخرين. الأمر ذاته يُفتَرَض أن يقوم به النائب سعد الحريري: من أقطاب قوى 14 آذار إلى آخرين أيضاً. والسؤال الثاني الذي يبلور إحتمال النجاح أو عدمه في لقاءات باريس هو: هل ستُتابع هذه اللقاءات في بيروت? كيف? وأين? وعلى أي قاعدة? فإذا كانت الغاية من إختيار باريس، مكاناً للإجتماع (بعيداً) عن الضغوط الإعلاميَّة و(المخاطر الأمنيَّة) فكيف سيتم تفادي (الضغوط والمخاطر) في بيروت? وهل سيستلزم الأمر سفراً جديداً إلى باريس عند كل شاردة وواردة، وهل هناك متسّع للوقت أمام الحالة الإقتصادية المتردية التي تمّر بها البلاد?

لقد حقَّق التوجُّه إلى العاصمة الفرنسية (إنجازاً) بعيداً عن كل (الإنجازات) المتوقّعة، وهو أنه برهن للجميع أن جلسة الإنتخابات محفوفة بالمخاطر، فإذا كان لقاء قطبين غير مُتاح في بيروت فكيف بلقاء الثلثين من أعضاء مجلس النواب، أو النصف زائداً واحداً?

وهل تصل هذه المخاطرة إلى حدِّ القول إن العاصمة بيروت لم تعد مركزاً متاحاً للتفاوض والإنتخاب?

هذه الهواجس تفتح الباب على مصراعيه لطرح هواجس أخرى عن كيفيَّة إبقاء النواب سالمين إلى أن يحين موعد الجلسة، فماذا لو تعثَّرت الإنتخابات إلى ما بعد رأس السنة? هل يبقى نواب قوى 14 آذار (سجناء خمس نجوم)? الناس تُطالب القطبين بمواجهة التحديات الكبرى، الرئاسية منها والأمنية فمساحة الوطن التي لم تَعُد صالحة للقاء، فكيف سيتم التفاهم عن بُعد إذاً?

 

مؤتمر اسطنبول (اللبناني) و(أمر اليوم) الأميركي

رفيق خوري

ليس مؤتمر الجوار العراقي في اسطنبول سوى صورة مصغرة للأمم المتحدة. فلا الحضور يقتصر على وزراء الخارجية في دول الجوار العراقي. ولا الاجتماعات محصورة بجدول الأعمال الرسمي والوضع المعقد في العراق بتأثير الاحتلال الأميركي والتدخل الإقليمي في الشؤون العراقية الداخلية والصراعات المحلية على المال والسلطة. فضلاً عن أن ما يرافق عقده هو قرع طبول الحرب في أنقرة عبر التهديد بعملية عسكرية تركية في كردستان العراق ضد مقاتلي حزب العمال الكودستاني تزيد من تعقيد الوضع العراقي من دون أن تضمن حلاً للهموم التركية.

ذلك أن المؤتمر هو عملياً إثنان: واحد داخل القاعة ينتهي كالعادة ببيان يكرر فيه المجتمعون الحرص على استقلال العراق ووحدته وأمنه ودعم العملية السياسية فيه ومنع تسلل المسلحين الى العراق ومنه، ثم يبقى كل شيء حبراً على ورق وتستمر الصراعات والمداخلات وتبادل الاتهامات حول المسؤولية عن توظيف اللا أمن داخل العراق في أمن هذه أو تلك من الدول. وآخر على هامش المؤتمر، لكنه الأساس عبر مجموعة لقاءات للبحث في قضايا المنطقة. من اجتماع الخريف في أنابوليس حول الصراع العربي - الاسرائيلي الى خريف الاستحقاق الرئاسي في لبنان، مروراً بالعلاقات الإقليمية والدولية والملف النووي الايراني في ظل السباق بين ضربة أميركية لإيران وبين صفقة معها.

وكالعادة، فإن اللبنانيين يتطلعون بعين الى اللقاءات المفترضة بين وزير الخارجية الفرنسي كوشنير ونظيريه السوري المعلم والإيراني متكي، وبأخرى الى لقاء وزاري عربي - إقليمي - دولي لم تدع اليه سوريا للبحث في السبل المؤدية الى اتمام الاستحقاق الرئاسي.

ولا أحد يعرف ما الذي يمكن أن تنتهي اليه هذه اللقاءات. لكن وزيرة الخارجية الأميركية استبقت المحادثات بموقف قاطع ضد أية تسوية (تضع قوى 14 آذار في موقع يلزمها القبول إما بإجراءات مخالفة للدستور وإما بإجراءات تؤثر على برنامجها). وهي حددت مواصفات الرئيس الذي تريده وتدعمه واشنطن: (أن يدافع عن سيادة لبنان واستقلاله ويحترم قرارات مجلس الأمن ويعد بالمضي في تشكيل المحكمة الدولية). ثم أرفقت (أمر اليوم) الأميركي بالاشارة الى أنها ستبحث مع كوشنير في ضرورة توجيه (الرسالة المناسبة) الى مَن يعرقل ذلك. غير أن الناطق باسم الرئاسة الفرنسية أوحى في معرض النفي للخلاف مع أميركا، أن الموقف محكوم بمرحلتين: واحدة (توافقية) تمتد حتى موعد الجلسة النيابية في 12 الجاري، وأخرى (ننظر فيها مع أميركا كيف نعتزم إدارة المرحلة التالية).

ولا أحد يجهل ترجمة هذا الكلام في الواقع الى ضغوط لتلافي معركة على أرض لبنان ثم ضغوط لفرض معركة.

 

اسرار الصحف الصادرة صباح اليوم السبت 3 تشرين الثاني نوفمبر 2007

ورد في الصفحات الداخلية هذه الاسرار :

الاخبار :

قصر بسترس : استغربت مصادر دبلوماسية تأخر نشر مرسوم تعيين السفير بسام نعماني أميناً عاماً لوزارة الخارجية والمغتربين بالوكالة في الجريدة الرسمية، الأمر الذي يعطيه تفويضاً بالتوقيع على المعاملات الواردة الى الوزارة. ولفتت المصادر إلى أن النعماني كان قد استدعي لمدة شهر كي يقوم بمهمات الأمانة العامة، وأن الشهر شارف على الانتهاء، مشيرة الى أن الحكومة تنوي التجديد له في هذا الموقع شهرياً بانتظار تعيين أمين عام جديد بالأصالة بعد تأليف حكومة جديدة فور انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

انتقادات على الجانبين : لأول مرة منذ وقت طويل، توجه قيادات في المعارضة انتقادات إلى قيادي في تيار معارض على خلفية طريقة تقديمه وجهة نظر زعيمه السياسية والإضافات التي تجعلها غير مفهومة في بعض الأحيان، كما حصل خلال الساعات الماضية مع مرجع كبير قال إنه لم يفهم شيئاً من هذا القيادي الموفد إليه لشرح خلفية وأبعاد وتفاصيل لقاءات حساسة عقدت أخيراً.

من جهة ثانية، كرر النائب وليد جنبلاط انتقاداته للنائب سعد الحريري على طريقة إدارته الحوار الأخير مع عون، وأبلغ جنبلاط رأيه هذا إلى إعلاميين من الذين يجيدون نقل الكلام إلى الجهة المناسبة.

الكتائب وبعبدا ـ عاليه : تواجه الماكينة الانتخابيّة لحزب الكتائب في بعبدا ـــــ عاليه مشكلة عدم وجود مرشّح يستطيع أن يخوض معركة. وبحسب قيادي في الحزب، يتم طرح اسم نجل الشهيد أنطوان غانم، توفيق، لكن المشكلة تكمن في عمله منذ فترة في دولة قطر، وبالتالي انقطاعه عن التواصل مع القاعدة. وقال قيادي كتائبي إن أفضل الأمثولات نأخذها من الهزائم، وأهم أمثولة من هزيمة المتن هي: "عدم خوض معركة في وجه التيار الوطني الحرّ". لذلك فإنّه يرى وجوب تزكية مرشّح بالتوافق مع العماد عون كما فعلت القوات اللبنانيّة حين حصل التوافق على النائب بيار دكّاش.

جهاز مجهول المصدر للتشويش : كشفت مصادر واسعة الاطلاع أن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة باشر استخدام جهاز متنقل للتشويش تلقاه هبة من دولة أجنبية لحماية موكبه في تنقلاته، ولم يكشف السنيورة لأحد ولا لمجلس الوزراء عن الجهة التي وهبته الجهاز.

رغم رأي المحافظ : رغم اعتراض العديد من المعنيين على تجاوز صلاحيات محافظ بيروت ودوره ورأيه، وبينهم قيادات أرثوذكسية بيروتية معنية وعدد من أعضاء المجلس البلدي، قرر مجلس الوزراء، بناء على رأي رئيس بلدية بيروت عبد المنعم العريس، الطلب عبر رئاسة الحكومة إلى وزارة الداخلية مباشرة تنفيذ العديد من المشاريع الخاصة بمدينة بيروت من دون العودة إلى رأس السلطة التنفيذية بالنسبة إلى العاصمة وهو محافظ بيروت.

كان اللقاء عاصفاً أمس بين الرئيسين فؤاد السنيورة وسليم الحص الذي زاره لاطلاعه على مبادرته الداعية إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية عبر توسيع الحكومة الحالية. وعلم أن نقاشاً حاداً حصل بين السنيورة والحص الذي همّ بالخروج من اللقاء أربع مرات نتيجة استيائه من ردود السنيورة على مبادرته، خصوصاً عندما قال له بحدّة ما حرفيته: "إن حكومتي باقية وأنا الحَكَم سواء انتخبوا رئيساً للجمهورية أم لم ينتخبوا. وأنا باقٍ في السرايا". ورد الحص: "يا فؤاد طالما أنت مرتاح فنحن قلقون، أنا لم آتِ لأناقشك بدستورية الحكومة أو عدم دستوريتها، ولا تقل لي إن حكومتك منتخبة ديموقراطياً، مثلما يقول عنها الأميركيون، أين هي الديموقراطية؟ أليس حزب الله مَن أعطى لوليد جنبلاط 11 نائباً؟ وأي قانون جرت الانتخابات على أساسه حتى أنتج الأكثرية التي تقول إنها تؤيد حكومتك؟ فكّر في ما سيكون عليه مصير لبنان بعد عشرة أيام".

وذكرت المعلومات أن الحص همّ أكثر من مرة بمغادرة السرايا. وقد تجنّب الحص المرور بغرفة الصحافة في السرايا الحكومية لعدم الإدلاء بأي تصريح.

النهار :

اسرار الآلهة : يسعى رجل اعمال كان قد نجح في جمع الرئيس امين الجميل والعماد ميشال عون الى جمع العماد عون والدكتور سمير جعجع.

من المسوؤل : تردد ان مرجعاً دينياً أبدى انزعاجه الشديد من تأويلات وتفسيرات لمواقفه معتبرا انها لم تكن في محلها الصحيح.

لماذا : رصدت حركة اتصالات كثيفة قام بها عدد من السفراء لمعرفة حقيقة ما أدت اليه لقاءات العماد عون والنائب الحريري في باريس.

المستقبل :

استغربت مصادر فلسطينية رسمية حصول ممارسات "عنصرية" ضد أهالي نهر البارد بالرغم من التغطية التي قدّمت للدولة في معركتها وبالرغم من الشكوى الى الجهات اللبنانية الرسمية المعنية.

لا يخفي مرجع روحي بارز تخوّفه من خطوات "رعناء" يمكن أن يُقدم عليها فريق "المعارضة" لكنه يصرّ على حصول الاستحقاق "مهما كلف الأمر".

ذكرت مصادر ديبلوماسية أن الموقف الذي أعلنه رئيس النظام في بلد مجاور تأييداً لعمل عسكري ضد "مجموعة قومية" في الجوار، انعكس إحتقاناً على مستوى "الشارع" في بلده.

اللواء :

يدرس مرجع كبير بعناية بالغة تحديد الموعد الجديد لجلسة انتخاب جديدة، بناء لاستشارات قانونية ودستورية لها صلة بالأيام العشرة الأخيرة··

يشعر أحد المرشحين من الأغلبية بحراجة لافتة، إزاء الاحتمال المتنامي بأبعاده عن السباق··

ابتاعت شخصيات من المعارضة والموالاة سيارات مصفحة خشية حدوث مفاجآت ترتبط بمصير الإستحقاق!

البيرق :

يواظب قطب سياسي منذ ايام على توجيه لوم وانتقادات لقطب حليف له لاسباب تتصل بقضية حساسة

البلد :

لاحظ ابناء بلدات جنوبية ان الطائرات الحربية الاسرائيلية ازدادت طلعاتها في شكل ملفت في الايم الخيرة

تردد ان لقاء العماد عون والنائب سمير فرنجية اقلق قوى المعارضة اكثر من لقاء عون الحريري

تبين ان المدير العام لمؤسسة رسمية كبرى كان يعمد من العام 2002 الى التلاعب بمحاضر رسمية ذات اهمية استثنائية بالتنسيق مع زميل له في مؤسسة مماثلة ومن دون علم المرجع الكبير الذي يتبع له الموظف المذكور

علم ان موظفا كبيرا في موقع كبير ضمن العديد من جداول الاعمال لمجلس الوزراء بنودا لها بعد خدماتي توظيفي تخص ابناءه واقاربه وابناء قريته من دون اطلاع مسؤوله المباشر عنه

لوحظ ان زعيما شماليا يمهد لعودته الى الساحة السياسية عيبر استئناف عمل مؤسساته الاجتماعية والخيرية

الشرق :

مشاورات داخلية واكبت دقائق لقاءات الحريري عون فهم منها ان استعدادات التفاهم قائمة ولكن بحذر شديد

اعلاميون عرب اعطت طريقة تعاطيهم مع اخبار الازمة السياسية في لبنان صورا مغايرة لما يصدر عن حكومات بلادهم

دبلوماسي عربي قلص من معدل جولاته السياسية التقليدية بما لاقءاته الاجتماعية عملا لا بنصيحة جهة رسمية ناشدته اعتماد الحيطة والحذر في هذا الظرف

السفير :

ابدى رئيس كتلة نيابية استياءه الشديد من موقف احد المرشحين للرئاسة وقال امام زواره كلاما عنيفا ضده

تردد ان شخصية بارزة ستعلن ترشحها للانتخابات الرئاسية خلال اليومين المقبلن بعدما احجمت عن ذلك طوال الفترة الماضية

مسؤول فلسطيني ينشط في كل الاتجاهات لثني قيادته عن قرار نقله من لبنان الى منصب دبلومايسي في الخارج

 

بيضون: يبدو ان المسؤولين لا يملكون تجاوز ارتباطاتهم الخارجية

ومدخل لبننة الاستحقاق هو مرجعية بكركي الوطنية التي يجب انجاحها

وطنية - 3/11/2007 (سياسة) رأى النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون، في تصريح اليوم، "ان المسؤولين اللبنانيين لا يركزون اليوم على ضرورة ملء الفراغ في الرئاسة بل يبدو انهم يبحثون في طريقة تنظيم هذا الفراغ". وقال: "البعض يهدد بحكومة ثانية واجراءات انقلابية والبعض الآخر يريد استمرار الوضع الحالي بمعنى ادارة الازمة من خلال الحكومة الحالية بانتظار تطورات اضافية، لكن الجميع على ما يبدو لا يملكون تجاوز ارتباطاتهم الخارجية والعمل على الوصول الى انتخاب رئيس من خلال العودة الى مبادىء العيش المشترك والدستور واتفاق الطائف".

وشدد بيضون على "ان المهلة الدستورية لانتخاب الرئيس هي شهر واحد وليست شهرين، وهذا الشهر انقضى ويتم اليوم استهلاك الايام الاضافية من دون تقدم فعلي بل المراوحة والاختباء وراء شعارات مبهمة وملتبسة ووراء سياسات لا تعتزم اكثر من تعطيل البلد والمؤسسات بدل ان تقوم بتسوية مقبولة من جميع الاطراف".

وأعاد "التأكيد أن المدخل الوحيد للبننة الاستحقاق هو مرجعية بكركي الوطنية التي يجب ان يعمل الجميع على نجاحها في وضع لائحة مرشحين يملكون المواصفات والمؤهلات القيادية وفرض هذه اللائحة على جميع الرؤوس الحامية التي تتحد اليوم على تأجيل او نسف الاستحقاق اما لخوفها من قيام الدولة واما بعجزها عن بناء الدولة، انما الجميع يؤكد اليوم على ان الاستحقاق الرئاسي اللبناني له بعد متعلق بالحضور والوجود المسيحي في المنطقة. ولذلك لا يجوز مطلقا القيام بأي خطوات لها انعكاسات سلبية اضافية على هذا الوجود. ومن هنا ايضا ضرورة ان ترى بكركي ان هذا الاستحقاق اخطر من ان يترك بين ايدي السياسيين الذين هم في الحالة اللبنانية بعيدون جدا عن المصالح الوطنية وعن مصالح الدولة فكيف بالوجود المسيحي في المنطقة".

واعتبر بيضون "ان احد ابرز مظاهر الازمة هو ان كل طائفة تحولت الى سفارة او بعثة تمثيلية لدولة اجنبية وان هذه الطوائف تعتبر مصالحها وارتباطاتها اكبر من البلد والدولة، وتاليا هنالك حاجة ماسة لانتخاب رئيس يعيد الاحجام الى طبيعتها ويجير الطوائف للوطن وليس للطموحات الشخصية او الخارجية وينهي عمليا وصاية الطوائف على الدولة ويعيد الاعتبار للدستور والنظام البرلماني". وختم بالقول: "ان المباحثات بين السياسيين ستأتي برئيس على قياس هؤلاء بينما الامل في مبادرة بكركي هي في الاتيان برئيس على قياس الدور اللبناني اي لبنان الرسالة وليس لبنان الصفقة".

 

فيروز قدمت اولى حفلات مسرحية "صح النوم" في جامعة عمان الاهلية-الاردن

وطنية - 3/11/2007 (متفرقات) افتتحت السيدة فيروز التاسعة من مساء امس اولى حفلات مسرحيتها "صح النوم" في جامعة عمان الاهلية في الاردن وسط اجراءات امنية مشددة، حيث تمتع جمهورها المتعطش لحضورها كممثلة على خشبة المسرح بآدائها التمثيلي للمرة الاولى منذ 28 عاما، اي منذ تقديمها لمسرحية بترا. ولقد غصت قاعة "أرينا" بالقادمين من كل حدب وصوب لمشاهدة "الست"، خصوصا من فلسطين المحتلة، في حين إمتلات "المقصورة الملكية" المخصصة للعائلة المالكة التي كان في مقدمها الاميرة عالية، وذلك بدعوة من جمعية "الايدي الواعدة" ويعود ريعه للفقراء .

وما ان ارتفع ستار المسرح عن المشهد الاول من المسرحية التي يعود ريعها للفقراء، وكانت فيروز او "قرنفل" لا تزال تدير ظهرها الى الجمهور مختفية خلف مظلتها البرتقالية الشهيرة التي حلت، حسب الرواية، مكان سطح بيتها "اللي هبط"، حتى وقف الحضور في القاعة جميعا يصفقون، اعرابا عن محبتهم العميقة وإحترامهم الشديد لهذه السيدة التي غيرت وجه الغناء العربي، والتي يتمسكون بها وبصوتها الاستثنائي ومدرسة فنها، كمن يعلن تمسكه بحقه في الرقي والجمال.

وما ان أستدارت ونطقت باول كلمة لها في هذا المشهد، حتى جنت القاعة تصفيقا وقبلات أرسلت في الهواء، لكن سرعان ما ران الانصات التام للمسرحية التي عرضت للمرة الاولى العام 1970 في معرض دمشق الدولي ثم في البيكاديللي - بيروت. وبادلت فيروز جمهورها الرائع محبته، فاجادت تمثيلا وبدت "قرنفل" في نسخة "صح النوم" اليوم، في غاية الظرف والخفة على المسرح. وحين غنت للوالي لكي يستمر في نومه ولتتمكن من سرقة "ختم الولاية" اغنيتها الشهيرة "يلا تنام" انفجر الكثيرون في بكاء عاطفي متأثر زادته فيروز بغنائها مقاطع اخرى من الاغنية نفسها.

وفي حين إمتلات قاعات الفنادق بنزلاء.."صح النوم" اي القادمين من فلسطين المحتلة وسوريا ولبنان لمشاهدة المسرحية، شهدت الفرقة "مطاردة" أفرادها من قبل المعجبين وخصوصا مجانين الست. خصوصا بعد ما استهدى هؤلاء الى مكان إقامتهم في ميريديان عمان، محاولين ان يعلموا اين تنزل فيروز وكل يحمل في يده هدية، عربون حب، يريد أيصالها لها باية طريقة . هذا وكانت الصحافة الاردنية، إحتفلت بوصول السيدة فيروز وفرقتها الى عمان يوميا، عبر مقالات وتحقيقات ثقافية في كل الجرائد خصوصا "الرأي " و"الدستور" و"العرب اليوم" و"الغد" اي صحف الفئة الاولى، لدرجة كان يمكنك ان تتوقع ثلاثة مواضيع كل يوم: الانتخابات التشريعية المقبلة في 20 تشرين الثاني، واخبار الملك في جولته الآسيوية الى الصين وغيرها، واخبار السيدة فيروز. ولقد حظيت الحفلة الأولى بتغطية تلفزيونية واسعة ولافتة من معظم الفضائيات الإخبارية. هذا وتعرض الليلة الحفلة الثانية والاخيرة من "صح النوم" التي بدت امس على مسرح ارينا.

 

المطران بشارة ترأس قداسا في ذكرى استشهاد القديس جرجس

وطنية - 3/11/2007 (متفرقات) احتفل راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران يوسف بشارة بالقداس الالهي في كنيسة مار جرجس في حملايا لمناسبة الذكرى ال 1700 لاستشهاد القديس جرجس بدعوة من لجنة مهرجانات مار جرجس في البلد، وبحضور فعاليات المنطقة وحشد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس القى المطران بشارة عظة تحدث فيها عن حياة القديس جرجس، مستخلصا "الامثولات والعبر من هذه الحياة"، ومشيرا الى "ان القديس جرجس ظل متمسكا بايمانه بالمسيح ومتنكرا لاوامر السلطة بالرغم من كل الاغراءات والمراكز". ودعا المسيحيين "الى التمسك برسالة الشهادة لايماننا لان الاغراءات التي تبعدنا عن المسيح وعن قيم الانجيل والكنيسة هي كثيرة في الاعلام في والراي العام وعلينا ان نكون راسخين بايماننا وبتعاليم كنيستنا".

وركز على دور الكنيسة المارونية، مؤكدا "ان الكنيسة لا تحيا الا بتضامن ابنائها وعلينا ان نكون متحدين ومتضامنين في ما بيننا وان نعمل يدا واحدة لخير الكنيسة والمجتمع والوطن". وبعد القداس افتتح المطران بشارة يرافقه الحضور معرض اللوحات الفنية العالمية للقديس جرجس في البيت الرعوي في البلدة.

 

على كفّ التأجيل

وكالات/بيروت المحشورة منذ أشهر في زاوية التهديد والوعيد وبيوم أين منه يوم الحشر، تنفَّست الصعداء وانفرجت أساريرها حين طالعتها صورة العماد ميشال عون والنائب سعد الحريري في صدر الصفحات الاولى من صحف أمس، وارتاحت أعصاب الشعوب اللبنانيَّة للابتسامة المتبادلة بالألوان الطبيعيَّة.

وأَمل كل مَنْ يهمه أمر لبنان أن تكون حوارات باريس بين زعيمي التيارين الكبيرين فاتحة خير بالنسبة الى الاستحقاق الرئاسي الذي رق عوده وأصابه النحول لكثرة ما تلاطمته الأمواج والأعاصير، ومفتاح الحل الذي تبحث عنه المبادرات الوفاقية والتوفيقيَّة دون طائل. أما عن تحليلات وتعليلات المعلِّقين المكحكحين والخبراء الستراتيجيين، وسجالات التوك شو ومقدميها المرحين، فحدِّث ولا حرج. فالحدث الباريسي سيملأ الشاشات الصغيرة خلال الساعات والأيام وربما الأسابيع المقبلة. في كل حال، لقاء عون والحريري في اجتماعات ثلاثة بعيداً من أعين الفضوليين والعسس في العاصمة اللبنانيّة، يشكل بكونه بذاته منعطفاً في أزمة تجرجرت طويلاً، واستراحة يحتاج اليها كل المتعاطين معضلة الانتخابات الرئاسيَّة. ولكن يرجعنا مرجوعنا الى المسألة الأهم التي دخلت كل البيوت اللبنانيَّة، والسؤال الذي أصبح همّاً عاماً محليّاً وعربيّاً ودوليّاً:

كيف نتفادى كأس تعطيل الاستحقاق والجلسات التي تؤجل من موعد الى آخر الى آخر المهلة الدستورية كما يرجح المحللون والستراتيجيون؟ وكيف نحول دون سقوط الوطن المكسور الظهر في لجة فراغ الحكم، والانتقال من هناك الى غابة الفوضى المرعبة؟ ما يهمُّ الناس اليوم أن يجيبهم مسؤول عن تساؤلاتهم، ويؤكّد لهم ان الانتخابات الرئاسيَّة ستكون في موعدها. وضمن المهلة الدستورية حتماً. وسيكون للبنان رئيس تاريخه الناصع هو برنامجه الفصيح والضمان الأكيد الذي يجعل أهل البلد ينامون ملء جفونهم عن شواردها... ذلك ان الندّابين والنوّاحين والمتضرّرين لم يتوقفوا عن العزف على وتر التيئيس، وتبشير الناس كل صباح ان "فخامة الفراغ" هو الذي سيتربَّع على الكرسي الرئاسي في قصر بعبدا. حيح ان الرئيس نبيه برّي لم يتراجع قيد أنملة عن تفاؤله، ولكنّ المرجّح والمتوقع ان تقتعد جلسة الثلثاء المقبل كفّ التأجيل... فيما تبقى كفُّ العفريت جاهزة.

 

السنيورة يلتقي مثقفين في السراي ويتحدث عن «الشحن السياسي» وأولوية الحجر والبشر

 مركز ثقافي في قلب بيروت ينتظر فضّ خيم الاعتصام

بيروت - محمد علي فرحات- الحياة     - 03/11/07//

بدا القصر الحكومي اللبناني أمس منشغلاً بشأن ثقافي، على رغم سخونة الأزمة السياسية قبل 22 يوماً من انتهاء ولاية رئيس الجمهورية الممددة، وتعثر المساعي المحلية والعربية والدولية للاتفاق على اسم الرئيس الجديد أو انتخابه من بين أسماء متعددة في جلسة للبرلمان يحضرها نواب الموالاة والمعارضة. 

الرئيس السنيورة، والوزير متري (الى يمينه) والسفير العماني. (علي سلطان) 

اللقاء في السراي العثماني المهيب الذي تشغله رئاسة مجلس الوزراء دعا إليه وزير الثقافة طارق متري وحضره عدد من المثقفين، بهدف إعلان مشروع إنشاء «دار الثقافة والفنون» في وسط بيروتK بهبة من حكومة سلطنة عمان> وجلس على المنصة مع وزير الثقافة كل من السفير العماني في بيروت محمد الجزمي ورئيس «مؤسسة غاية للتراث» المشرفة على المباراة الهندسية لمبنى الدار.

وفاجأ رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الحضور، فتحدث عن «ظروف الشحن السياسي المؤسفة التي تمنع تحقق الرؤى المستقبلية». وقال «ان لبنان ليس مجرد مطاعم ودور للسهر بل هو مركز ثقافي وحضاري يتجدد من خلال مؤسسات». وأشار الى طرحه أفكاراً محددة في هذا المجال على عدد من البلدان العربية، فمولت دولة قطر إنشاء المكتبة الوطنية (في مبنى كلية الحقوق في بيروت)، سلطنة عُمان إنشاء «دار الثقافة والفنون». واعتبر اللقاء مع المثقفين اللبنانيين مناسبة للتعرف إلى اقتراحاتهم لعمل الدار وتأكيداً لالتزام الحكومتين العُمانية واللبنانية بالمشروع. وأعلن السنيورة أنه، إضافة الى المكتبة والدار، هناك اتصال بمسؤولين عرب لتمويل متحف للفن الحديث وآخر للفن الإسلامي في وسط بيروت، باعتباره مكان تلاقي اللبنانيين في عاصمتهم.

ورأى رئيس الحكومة اللبنانية في اللقاء حسماً للنقاش المعهود حول أولوية الحجر أو البشر في البناء، لأن تفاعلهما ضروري في مؤسسات تبرز صورة لبنان كبلد للاعتدال وللتفاعل الحضاري. يذكر ان «دار الثقافة والفنون – المركز اللبناني العماني» تقرر إنشاؤها مع قبول مجلس الوزراء اللبناني الهبة العمانية. ولكن، بعد ايام من إقرارها، بدأ اعتصام المعارضة في وسط بيروت بما فيه المكان المخصص لإنشاء مبنى الدار، ما دعا الى تأخير البناء، وتلك خسارة ثقافية تضاف الى الخسارات التي تلحقها خيم الاعتصام بالاقتصاد اللبناني. والمكان الذي ستنشأ فيه الدار مساحته المخصصة للبناء 3800 متر مربع في الموقع الشرقي الجنوبي المجاور لساحة رياض الصلح. استغرق اللقاء في السراي الحكومي حوالى ساعتين، وقدم بعض المثقفين اقتراحاتهم لعمل الدار، ووعد آخرون بإرسال ما يقترحون الى وزارة الثقافة

 

أرفع لقاء سوري - فرنسي منذ اغتيال الحريري ... ورايس تسعى إلى توسيع «الاجتماع الخماسي» ...

كوشنير والمعلم يصوغان «ورقة توافقية» من ست نقاط تتضمن دعم رئيس لبناني يؤمن بـ«التطبيع» مع دمشق

اسطنبول - ابراهيم حميدي -- الحياة - 03/11/07//

قالت مصادر سورية رفيعة المستوى لـ «الحياة» أمس إن الاجتماعين، المغلق والموسع، بين وزيري الخارجية السوري وليد المعلم والفرنسي بيرنار كوشنير أسفرا عن صوغ «ورقة توافقية» في شأن حل الأزمة اللبنانية تتضمن ست نقاط بينها «دعم البلدين اي رئيس جديد ينتخب بالغالبية وبموافقة معظم الاطراف» ورفض «أي فيتو يمنع التوافق» اضافة الى استعداد باريس لدعم رئيس «يؤمن بعلاقة طبيعية» مع دمشق.  

وقال المعلم رداً على سؤال لـ «الحياة» إن «المشكلة ليست في دمشق، بل في واشنطن التي تقف ضد مرشح توافقي وضد الحوار بين اللبنانيين وضد المبادرات الخيرة بما فيها اللقاء» بين رئيسي كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري وتكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون في باريس. وذلك في رد غير مباشر على تحذيرات وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس من «أي خطوة ديبلوماسية من شأنها ان تقدم تنازلات للمعارضة اللبنانية الموالية لسورية من أجل حل الأزمة السياسية في لبنان».  وكان موضوع لبنان احد المحاور الاساسية في «الاجتماع المغلق» بين المعلم ووزير الخارجية الالماني فرانك شتاينماير واللقاء مع الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ووزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الاوسط كيم هاولز. كما كانت الأزمة اللبنانية، أحد المواضيع في اللقاء السريع بين معاون وزير الخارجية السوري أحمد عرنوس وديفيد ساترفيلد مستشار الوزيرة الاميركية لشؤون العراق الذي تناول «توقعات» اميركا من دمشق في الأزمات العراقية واللبنانية والفلسطينية.

وعقد المعلم وكوشنير بعد ظهر أمس «جلستي عمل»، في أول لقاء بين وزيري خارجية سورية وفرنسا منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في شباط (فبراير) 2005، وذلك على هامش المؤتمر الموسع لوزراء خارجية دول جوار العراق. وعلم ان الأيام المقبلة ستشهد «ديبلوماسية هاتفية مكثفة» بين المعلم وكوشنير.

بدأت محادثات الوزيرين بجلسة مغلقة استمرت 40 دقيقة، وانضم اليها المبعوث الفرنسي جاد كلود كوسران والسفير السابق في بيروت برنارد إيميه وعرنوس ومديرة ادارة الاعلام في الخارجية السورية بشرى كنفاني ومدير المكاتب الخاصة بسام الصباغ. واستمرت الجلسة الموسعة حوالي ثلاثة ارباع الساعة.

وأوضحت مصادر رفيعة المستوى ان المعلم ابلغ كوشنير، في ختام اللقاء، انه سيخبر الصحافة بالنقاط التوافقية بينهما التي تنص على الآتي: «أولاً، مرشح توافقي يجري انتخابه في موعده ووفق الأصول الدستورية. ثانياً، وجوب عدم قبول أي فيتو يمنع التوافق. ثالثاً، لا سورية ولا فرنسا لديهما اسماء لمرشحين للرئاسة. رابعاً، الحل يجب ان يكون لبنانياً من دون تدخل خارجي. خامساً، أي طرف في لبنان أو خارجه يقف في مواجهة أي مرشح توافقي يعني انه ضد وحدة لبنان ولا يريد الاستقرار والأمن فيه. سادساً، الرئيس الجديد الذي سيتم انتخابه بالغالبية وبموافقة معظم الاطراف، سيتم دعمه من سورية وفرنسا». وزاد المعلم اليها ان باريس ستدعم «رئيساً يوحد اللبنانيين ويؤمن بعلاقات طبيعية مع سورية».

في المقابل، قالت مصادر فرنسية ان كوشنير كان «حازماً إزاء لبنان وضرورة عدم عرقلة سورية لأي توافق»، وان استمرار الحوار مرتبط بالهدوء في لبنان. وأوضحت المصادر ان المعلم «كان حازماً ايضاً بوجوب عدم توجيه أي اتهام في شأن الاغتيالات من دون توفر دليل ملموس». وقال المعلم: «كانت هناك أزمة بين البلدين. والآن، كل طرف يراقب الآخر ليراقب تطبيق ما يتفق عليه».

وسألت «الحياة» المعلم اذا كان كوشنير طلب منه الضغط على المعارضة لقبول رئيس من قوى 14 آذار، فأجاب: «اذا كان الهدف ان نضغط على طرف لبناني لقبول ما يريده الطرف الآخر، فهذا وهم. سورية لن تفعل والمعارضة لن تقبل بذلك لأن لديها قواعد شعبية يجب ان تحترمها. لن نضغط على أحد لأن المبدأ هو عدم التدخل في شؤون لبنان».

كوشنير يحذر

ونقلت وكالة «فرانس برس» عن كوشنير لاحقا، انه ابلغ المعلم بلهجة «واضحة وحازمة» ضرورة اجراء انتخابات الرئاسة في لبنان «وفقا للدستور تجنبا للسيناريو الاسوأ والوقوع في الفراغ».وقال الوزير الفرنسي: « حذرت بشدة من حدوث فراغ سياسي في لبنان لان ذلك سيسيء الى سورية ايضا... كما ان الاسرة الدولية لن تكون غير مبالية حيال هذا الامر... يجب احترام الدستور».

في موازاة ذلك، علم ان الجانب الاميركي بدأ أمس بالعمل على «توسيع الاجتماع الخماسي» المقرر عقده بعد ظهر اليوم لمناقشة الأزمة اللبنانية. وقالت مصادر إن رايس تسعى الى ان يضم اللقاء دولاً أخرى في مجلس الامن بحيث يشمل وزراء آخرين مع رايس وكوشنير ووزراء خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل ومصر أحمد ابو الغيط وتركيا علي باباجان، بهدف «حشد دعم دولي للموقف الاميركي من الأزمة اللبنانية».

وكان المعلم أعلن في لقاء مع الصحافيين السوريين ان المحادثات مع كوشنير تناولت ايضاً الوضع في العراق، و «أكدنا وحدة العراق ارضاً وشعباً وضرورة تحقيق المصالحة الوطنية ونبذ العنف الذي يستهدف المدنيين ومؤسساتهم. كما تحدثنا عن دور الحكومة العراقية والولايات المتحدة والمجتمع الدولي في تقديم الدعم في شأن اللاجئين العراقيين في سورية والاردن»، مشيراً الى ان اللقاء تناول ايضا المؤتمر الدولي للسلام حيث كانت هناك «وجهات النظر ليست متطابقة». وأضاف المعلم ان كوشنير «يرى ان اجتماع انابوليس مهم وفرصة للتقدم على المسار الفلسطيني ويرغب بحضور سورية، بينما وجهة نظري ان سورية ستحضر وتلعب دوراً بناء في حال ادرجت قضية الجولان على جدول الاعمال. اذا لم تدرج، فإن سورية لن تعرقل اي تقدم حقيقي باتجاه حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة»، مشيراً الى ان «اتفاقا» جرى على تعزيز العلاقات السورية - الفرنسية في مختلف المجالات واستمرار الاتصالات لأنه «لا مصلحة ان تبقى فرنسا في جفاء مع سورية

 

لقاء جديد بين عون والجميل ومساع لفتح خط الرابية - معـراب

المركزية - علمت "المركزية" ان وفد الترويكا الاوروبية الذي زار لبنان اخيراً وضم وزراء خارجية فرنسا برنار كوشنير وايطاليا ماسيمو داليما واسبانيا ميغيل انخل موراتينوس عازم على توجيه نداء الى اللبنانيين من خلال رسالة مشتركة يوقعونها وتنشر في عدد من الصحف المحلية والاقليمية والاوروبية الواسعة الانتشار. رسالة نداء: وأشارت المعلومات الى ان الرسالة - النداء تتضمن تحذيرا من خطورة ما آلت اليه الاوضاع في لبنان وتنبيها الى مغبّة حصول فراغ جراء عدم انتخاب رئيس للجمهورية في المواعيد الدستورية وما قد يستتبع ذلك من محاذير وأخطار تهدد الوطن برمّته وبكل افرقائه المتنازعين من دون استثناء وعندها لا يعود ينفع الندم، وتركز الرسالة النداء على وجوب انقاذ الاستحقاق قبل فوات الاوان ومساعدة اللبنانيين في تمرير الانتخابات من بين المطبّات والافخاخ التي تنصب لها بهدف الاطاحة بالاستحقاق واحلال الفوضى مكان النظام، وضرورة اتفاقهم في اقصى سرعة ممكنة وتعزيز وحدتهم لان فيها فقط يكمن الخلاص وانقاذ لبنان من المجهول. وتضيف المعلومات ان الرسالة - النداء ستتضمن في متنها دعوة الى الافرقاء اللبنانيين كافة لضرورة أبعاد الساحة الداخلية عن الصراعات الخارجية والاقليمية التي تتقاذفها المصالح الخاصة وتستعملها كوقود لاشعال فتنة حين ترتأي ذلك، ووجوب عدم ربط هذا الاستحقاق المفصلي في تاريخ الوطن بالأجندات الاقليمية والدولية بحيث يأتي لبنانيا محضاً ولمصلحة لبنان ومستقبله فقط.

ووصفت المعلومات الرسالة - النداء بناقوس الخطر الاخير الذي تقرعه الدول المهتمة بمصلحة لبنان وشؤون ابنائه والتي تعمل من خلال وزرائها وسفرائها على اكثر من صعيد محلي ودولي لخلاصه من براثن الشرّ والمصطادين في الماء العكر خدمة لمصالح فئوية ضيقة، قبل الوقوع في المحظور وحلول الكارثة التي لن تكون حتماً لصالح اللبنانيين.

ابعاد الاستحقاق عن التدخلات: وتأتي الخطوة الاوروبية المشار اليها، وفق معلومات مستقاة من مصادر ديبلوماسية عربية في أوروبا في أعقاب الاتصالات المكثفة التي جرت على هامش مؤتمر دول الجوار للعراق المنعقد منذ يوم امس في اسطنبول وابرزها لقاء الوزير الفرنسي كوشنير بنظيره السوري وليد المعلم الذي تطرق تفصيلا الى الوضع اللبناني والاستحقاق الرئاسي وضرورة حصوله في موعده الدستوري من دون اي تدخل خارجي وفرض أسماء او وضع فيتوات على أخرى، واستباقا للقمة الفرنسية - الاميركية المتوقعة في 6 الجاري بين الرئيسين الاميركي جورج بوش والفرنسي نيكولا ساركوزي والتي سيشكل الملف اللبناني احد أبرز مواضيع البحث فيها. لقاءات باريس: ويأتي هذا الموقف الاوروبي اللافت بالتزامن مع خطوة لبنانية مهمة سجلت على الصعيد الداخلي وتجلـّت بالاجتماعات الباريسية بين رئيسي كتلتي "التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون و"المستقبل" النائب سعد الحريري في باريس والتي عكست اجواء جد ايجابية وتركت اصداء مريحة وحركت ديناميكية جديدة في الوضع اللبناني عموما بحيث زخمت مبادرتي بكركي والرئيس نبيه بري خصوصا بعد البيان المشترك الذي أعقب اللقاءات والذي وزعه مكتبا الحريري وعون والاعلان عن توافق واسع على شريحة كبيرة من نقاط الاختلاف والقضايا العالقة واستكمال البحث فيها من خلال اجتماعات بين ممثلين عن الطرفين تعقد لاحقا في بيروت. وتترقب الاوساط السياسية في بيروت مسلسل لقاءات على جانب كبير من الاهمية في خلال الايام القليلة المقبلة بعدما وضع العماد عون والنائب الحريري، كل من جانبه حلفاءه في أجواء اجتماعات باريس ونقلاها عبر موفدين عنهما الى البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الذي أبدى ارتياحا للخطوة. كما ان العماد عون اجرى اتصالا لافتا بالرئيس الاعلى لحزب الكتائب امين الجميل وضعه فيه في صورة مداولات باريس.

لقاء جديد لعون والحريري: وعلمت "المركزية" في هذا السياق ان اتفاقا تم بين الرجلين لعقد لقاء في خلال الساعات الثماني والاربعين المقبلة لم يعلن مكانه وزمانه للاعتبارات الامنية المعروفة.

وفي المقلب الآخر، تتكثف الاتصالات لترتيب لقاء بين عون ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بعدما توقفت الاتصالات التي جرت في الماضي على خط الرابية - معراب وقادها آنذاك النائب في كتلة "التغيير والاصلاح" نعمة الله ابي نصر والقيادي في التيار الوطني الحر آلان عون من جانب العماد عون وعضو كتلة القوات اللبنانية النائب ايلي كيروز والسيد انطوان شويري من جانب الدكتور جعجع.

وابلغت مصادر متابعة الى "المركزية" ان خط الاتصالات هذا أعيد فتحه اخيرا لاعادة تحريك مشروع عقد اللقاء وان رجل الاعمال اللبناني جوزف غصوب الذي ساهم في جمع عون - الجميل دخل على الخط مجددا لترتيب لقاء عون - جعجع الذي قد يعقد في بكركي ويهنىء الاجواء لتمرير الاستحقاق الرئاسي بهدوء.

الحريري - نصرالله: وفي جانب آخر، كشفت مصادر سياسية جنوبية قريبة من "حزب الله" عن مشروع لقاء مرتقب بين الحريري والامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله يتم التحضير له بعيدا من الاضواء وهو في حال نجاحه يساعد على جلاء الصورة الملتبسة ويساهم في حلحلة بعض العقد التي تحول دون التلاقي والتوافق.

وساطة بشارة: وعلى خط آخر، علمت "المركزية" من مصادر مطلعة ان النائب العربي عزمي بشارة الذي استقال من الكنيست الاسرائيلي بسبب مضايقات تعرض لها نتيجة مواقفه واتصالات بمسؤولين عرب وزياراته الى عدد من العواصم العربية، يقوم بوساطة بين حزب الله ورئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط لإعادة ترتيب الاوضاع والعلاقات المأزومة بين الطرفين ووضع حد لحال العداء القائمة بين الطرفين والتي تستعر عند كل اختلاف في وجهات النظر. وتضيف المصادر ان بشارة يبدي حرصاً شديداً على ان تبقى مساعيه واتصالاته سرية لضمان نجاحها وعدم دخول اصحاب الايادي السوداء على الخط لتعكيرها، علما ان عددا من قيادات المعارضة عقد اخيرا اجتماعات مع السيد حسن نصرالله وتم البحث في التطورات الاخيرة. في هذا الوقت، يواصل النائب الحريري الموجود في باريس اتصالاته الهادفة الى ارساء اسس التفاهم بشأن الاستحقاق على ان يعود الى بيروت في وقت قريب لاستئناف اجتماعاته مع الرئيس نبيه بري التي تصب في خانة انضاج الظروف لإجراء الانتخابات الرئاسية. في موازاة ذلك، تشهد الايام القليلة المقبلة حركة اتصالاته كثيفة يتولاها عدد من السياسيين في المعارضة والموالاة بهدف انقاذ الاستحقاق وتجنب الوقوع في الفراغ الذي في حال حصوله سيترك تداعيات وخيمة على الوضع اللبناني.

 

نرفض تعديل الدستور والسنيورة لن يوقع مرسومه

عــــدوان: عون ليس مرشح بري ولا حزب الله

المركزية - رأى نائب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية النائب جورج عدوان ان لبنان على مفترق اساسي ولا يمكن ان نترك الوطن ساحة مواجهة ولذلك يجب ابعاده عن المصالح والصراعات الاقليمية والا فإن لبنان مهدد بالانهيار. واعتبر انه من المعيب بعد كل التجارب التي مرت بلبنان ان نتطلع الى ماذا سيحصل في مؤتمر اسطنبول لمعرفة مستقبل الاستحقاق الرئاسي. واشار عدوان الى ان هناك اسئلة محورية يجب طرحها وهي هل نريد لبنان بلد مواجهة؟ هل نرغب في تنفيذ القرارات الدولية؟ وما هو مصير سلاح "حزب الله"؟ وهل من امكان لبناء الدولة؟

وشدد عدوان في حديث الى برنامج "صالون السبت" من اذاعة "صوت لبنان" على ان "ما من شيء اسمه الفراغ في الدستور اللبناني بل هناك حكومة شرعية تستلم مهام الرئيس في حال عدم انتخاب رئيس جديد، مؤكدا رفض تعديل الدستور ومشيرا الى ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لن يوقع اي مرسوم لتعديله.

ونوّه عدوان بممارسة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على الصعيد الوطني، مشددا على انه من الظلم التعرض له. وشدد على ان الجيش هو الفريق المسؤول عن تنفيذ الامن وسيكون حاسما في وجه مَن يفكر في ان يهدد الاستقرار، معتبرا اياه مسؤولية كبيرة.

وقال: ان الرئيس السنيورة سيمارس صلاحياته باعطاء الاوامر حتى الدقيقة الاخيرة واذا رأى ان البلاد في خطر يجب اعلان حال الطوارئ، واذا رأى ان هناك اي تهديد للسلم الاهلي يجب ان يعطي اوامر واضحة.

وسأل: ما هي مهمة الجيش والقوى الامنية، انها تحديدا حفظ الحدود وحفظ الامن القومي، وتاليا على الجيش قبل حصول اي تهديد للامن القومي ان يعمل على منع ذلك. وقال: ان مَن سيهزّ الاستقرار سيهز له الجيش عظامه لأنه سيكون حازما وحاسما في موضوع اللعب في السلم الاهلي.

ورأى ان الاعتصام ادخل حزب الله في زواريب بيروت وهو الذي يشكل شريحة عريضة من الطائفة الشيعية.

وقال: ان من المهم جدا ان يقوم حزب الله بتطبيع وضعه ودعاه الى اتباع الحرص والدقة في خطابه لأن نبرة الخطاب يكاد ان يكون لها وقع اكبر من استعمال السلاح.

ورأى ان قوى الرابع عشر من اذار ارتكبت سلسلة من الاخطاء منها عدم اشراك النائب ميشال عون في الحكومة والتحالف الرباعي.

وأكد عدوان ان ما من تعديل للدستور، مشددا على ان قوى الرابع عشر من اذار وبعد نقاش مستفيض في منزل الرئيس امين الجميّل اتفقت على انها لن توافق على تعديل الدستور ولن تسير بذلك، وأكد ان الرئيس السنيورة لن يوقّع اي مرسوم لتعديل الدستور.

وأعلن ان ما من تباينات في صفوف قوى الرابع عشر من اذار بل طرق تعبير مختلفة، وإن الايام المقبلة ستؤكد ذلك للجميع.

واعتبر ان ما من شيء يدعى مبادرة بكركي الا ان هناك مسعى بهدفين، الاول ممنوع ان ينتقل الاختلاف السياسي الى الشارع والثاني الا يؤدي الخلاف الى الاتيان برئيس ماروني ضعيف.

وعما اذا كان يحمل المرشحون روبير غانم، جان عبيد، ميشال اده، فارس بويز وشارل رزق مبادئ 14 اذار وتاليا يمكن ان يقبلوا بواحد منهم بدل مرشحيهم قال عدوان: انا لا اسمح لنفسي بأن اصنّف الناس، فمَن يصنّفهم هو المجلس النيابي، وهناك اناس يجب ان تأخذ حقها، فشخص مثل شارل رزق بممارسته ومواقفه تجاه المحكمة والامور التي مارسها في العدلية وبالتشكيلات ومحاولته تصحيح هذه الامور فإن ممارساته لا تبعد عن مبادئ 14 اذار.

وأكد ان هدف القرار 1701 هو منع لبنان من ان يكون ساحة.

ورأى ان سلاح حزب الله شأن لبناني - لبناني ولن نقبل ان يشاركنا احد بطريقة حله، الا ان سلاح الحزب يجب ان يكون بين ايدي الدولة اللبنانية ونحن معه مسؤولون عن بناء الدولة القوية القادرة. وعما اذا كانت الغالبية تملك نصاب النصف زائدا واحدا، اكد عدوان ذلك وقال: "شوي" اكثر والايام المقبلة ستثبت صحة اقوالي. وعن مرشحي المعارضة للرئاسة قال: الرئيس نبيه بري اوضح ان النائب عون ليس مرشحه، وهو على تنسيق مع السوريين ومرشحه هو الذي توافق عليه سوريا. اما حزب الله فمرشحه ليس النائب عون، الا ان هذا الشخص يبدو انه لم يعد له الرغبة في المتابعة.

واعتبر ان اللقاءات الثنائية بين عون وجعجع امر اكثر من طبيعي.

ورأى ان المسيحيين دفعوا مع بداية الحرب في العام 1975 الدمار والتهجير والشهداء للمحافظة على استقلال لبنان وحريته ورفع الوصايات عنه، وتاليا الدور الفاعل لهم يكون في ان تنتصر هذه المسيرة التاريخية للمسيحيين والاتيان برئيس يؤيد ثورة الارز ويشدد على لبنان دولة واحدة، لافتا الى انه وفي جو من الصراحة يبحث في خلال لقاءاته مع النائب عون والمخاطر التي تحيط بالرئاسة وعدم نقل الصراعات الى الشارع وكذلك ما يحكى عن التدريب والتسلح.

وشدد على ان الانقلاب على الطائف غير ممكن ونحن ضد اي تعديل عليه وهناك تفاهم بالالتزام الكلي بالاتفاق وتطبيقه.

وأعلن عدوان ان جلسة الانتخاب في الثاني عشر من الشهر الجاري ستعقد الا ان الانتخاب لن يحصل اذا لم يتوفر الثلثان، وعلى ضوء تصرف الآخرين في هذه الجلسة سنتخذ الخطوات المقبلة. وقال: ليلغِ الجميع من حساباته انه من الممكن ان نصل الى الرابع والعشرين من تشرين الثاني من دون انتخاب رئيس للجمهورية، وسأل: هل ادّى الاعتصام في وسط بيروت وتخريب الاقتصاد نتائجه فإذا حصل ذلك ممكن ان تمنع الخطوات التي يحكى عنها من انتخاب رئيس للجمهورية.

وأعلن عدوان ان المحكمة آتية وقريبة وسيفاجأ الكثيرون بالمعطيات التي ستكون امامها، وقال انها ستكون الرادع لوقف الاغتيالات.

عارف العبد: من جهته قال مستشار رئيس الحكومة عارف العبد ردا على ما نسب من كلام عن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في خلال لقائه الرئيس سليم الحص من ان حكومته باقية وإنه الحكم سواء انتخبوا رئيسا للجمهورية ام لم ينتخبوا ان الجميع يعلمون انه من غير الممكن ان يقول رئيس الحكومة هذا الكلام مشددا على ان الرئيس السنيورة يعد العدة والساعة لتسليم الامانة الدستورية الى الرئيس المنتخب ولا يمكن ان يفكر ان يخالف الدستور ولن يبقى لحظة واحدة. وأشار الى ان رئاسة مجلس الوزراء أعدّت كتابا عن انجازات الحكومة الحاضرة سيصدر في خلال الاسبوعين المقبلين.

 

 قبلان: العالم العربي محكوم بمزاجية رايس

 المركزية - رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ان العالم العربي محكوم بمزاجية وزيرة خارجية أميركا رايس التي تملي على الكثيرين ما ينبغي عليهم فعله، وكأن هؤلاء لم يبلغوا سن الرشد ولا يملكون زمام أمرهم وكأن كراسي السلطة والحكم تسيطر على أصحابها فيصدرون مواقف غريبة اسيرة لاستمرارهم في مواقعهم ومناصبهم ، فهذه المواقف تجافي الحقيقة وتنافي اجماع وتوجهات الشعوب العربية التي تأبى الخضوع لإرادة الاجنبي.

واكد في الدرس اليومي ان التعاون مع الأخيار ينتج مجتمعا خيرا وكريما ومعافى تنعم فيه الشعوب بالخير والعزة أما التواصل مع الأشرار فانه ينتج مجتمعا سيئا وعدوانيا وفاسدا تخضع فيه الشعوب الى الذل والهوان، لذلك يجب على المنخرطين في العمل السياسي ان يحسموا أمرهم في التحالف مع الأشرار او الأبرار واتخاذ مواقع لهم أما في مشروع الخير او في مشروع الشر. ودعا السياسيين في لبنان الى العمل لخلاص الشعب مما يتخبط به من أزمات وإنقاذ البلاد من الاتهامات التي أفسحت المجال امام الأجانب حتى يتدخلوا في كل صغيرة وكبيرة، ونطالب أصحاب الشأن والتدبير معالجة مشكلة الرئاسة حتى نريح البلاد من الهموم والشجون والعواصف القادمة إلينا من كل جهة، فبامكاننا ان نزيل العقبات والخروج بحل لكل ألازمات اذا تواصلنا وتحاورنا واعدنا الثقة ببعضنا وتوافقنا على انتخاب رئيس جديد وفق الدستور والمسلمات الوطنية فلا نغرد خارج سربنا ولا نستورد الحلول من الخارج، فبامكاننا معالجة الأمور وإنتاج حل وطني اذا ابتعدنا عن التشنجات وعملنا على تفعيل التواصل واستكمال اللقاءات الثنائية لتكون ثلاثية ورباعية حتى تشمل الجميع ونصل إلى توافق ينهي الأزمة السياسية . وعلى السياسيين ان يضعوا مصلحة العباد والبلاد فوق كل اعتبار ويعيدوا جسور التعاون لان اللبنانيين أخوة وأهل .أما الأجانب فإنهم يريدون مصلحتهم وعلينا ان نعمل مصلحتنا.

 

وفد ايطالي في لبنان دعماً للتنمية في كفرمتى

 المركزية - يصل وفد من محافظة "ليتشه" الايطالية الى لبنان غدا برئاسة رئيس تجمع بلديات "غريشه سالينتينو"، رئيس بلدية مارتينيانو المتآخية مع بلدية كفرمتى لويجي سيرجو، وعضوية مدير القسم الثقافي في البلدية انطونيو تومازي، مسؤول المشاريع الانمائية فينيشو روسو، وسيرافق الوفد الامين العام للمركز الايطالي العربي - الصداقة في ايطاليا الدكتور طلال خريس ورئيس بلدية كفرمتى فؤاد خداج.

وسيعلن خداج في مؤتمر صحافي يعقده الثانية بعد ظهر الاثنين عن مشروع رياضي في كفرمتى، كما سيكون للوفد لقاءات عديدة خاصة بالمسائل التنموية.

وصرّح سيرجو في لقاء صحافي في بلدة "مارتينيانو" الايطالية قبل توجهه الى لبنان، "ان المشاريع التي تحققت بنجاح حتى اليوم في لبنان تدل الى عزم ايطاليا وشعبها على الوقوف الى جانب الشعب اللبناني مهما اشتدت المصاعب وان ما تقوم به القوات الايطالية في جنوب لبنان اليوم من نشاطات بينها ازالة القنابل العنقودية وحل العديد من الصعوبات التي يواجهها اهل الجنوب يدل على هذه الارادة المخلصة في تحقيق السلم والاستقرار في بلد الارز الصديق".

بدوره، اكد خريس "ان منظمته كما فعلت في الماضي ستستمر بالقيام بمبادرات تضامنية منها التآخي بين المدن والبلدات الايطالية مع لبنان، وخطوات كهذه يمكنها تحقيق التقارب بين الشعوب وفهم معاناتها وكما في كفرمتى ستقام مبادرات مماثلة في المناطق اللبنانية كافة".

 

 حرب يـــــدعو الى رئيس قادر على التعاطي مع الجميع ويرعى النظام اللبناني

المركزية - أكد المرشح لرئاسة الجمهورية النائب بطرس حرب ان الاهتمام الدولي بالشأن اللبناني يرتدي مبادرات ايجابية لمساعدة اللبنانيين على الحفاظ على حقهم في تقرير مستقبلهم واختيار المسؤولين عنهم، وقال: في الماضي مر لبنان بمراحل كان التدخل الأجنبي يصادر القرار اللبناني، وتمارس وصاية عليه.

وقال النائب حرب في حديث خاص لقناة "أبو ظبي" الفضائية وجريدة "الإتحاد" انه يطمح الى رؤية العالم الصديق يمد يد المساعدة إلى اللبنانيين لتمكينهم من اجتياز المرحلة الانتخابية، وهم منذ فترة طويلة كانوا يخضعون للوصايات التي تفرض عليهم القرارات، ولكن في هذه الفترة الاستقلالية، عليهم هم ان يقرروا بأنفسهم مستقبلهم ويختاروا مسؤوليهم، رغم التجاذبات والاحتقانات ورواسب الماضي، التي كلها تنعكس على التعاطي السياسي وتخرج في بعض الاحيان عن الاصول الديمقراطية التي ترعى وتنظم الخلافات. وأضاف: على اللبنانيين عدم الاتكال على الآخرين لحل مشاكلهم، وعليهم القيام بواجبهم ان يتحملوا مسؤولياتهم ويترفعوا عن حساسياتهم وعن انانياتهم وفئوياتهم وان يتطلعوا الى مصلحة الوطن ككل، وان يعملوا لكي يؤمنوا مصلحة لبنان التي هي الاهم، لان الجميع يرحلون ويبقى لبنان، ويجب ان يكون الهدف كيفية تعزيز وجود هذا البلد ونظامه الديمقراطي في تأمين الحريات وحقوق المواطنين ومستقبل مستقر للاجيال الطالعة ليعيشوا في كرامة، ولا يتعرضوا لما تعرضنا له نحن خلال مأساتنا المزمنة.

وأعرب النائب حرب عن قلقه ازاء تمادي الاطراف السياسية في التجاذبات دون الاخذ في عين الاعتبار المهلة الزمنية الضاغطة، وصولاً الى المرحلة التي تقع فيها البلاد في الفراغ الرئاسي، مع ما لذلك من انعكاسات سلبية على تركيبة لبنان السياسية الدقيقة، ولكنه تمنى على جميع الاطراف الاخذ بعين الاعتبار ان الوقت ضاغط ولعبة "شفير الهاوية" السياسية قد تدفع بالبلد الى الهاوية، ويجب على الكل تفادي ذلك، حيث ان المعطيات باتت واضحة وهي الاتفاق على رئيس قادر عندما يصل الى الرئاسة ان يتعاطى مع كل الاطراف بشكل ابوي وان يرعى النظام اللبناني كرمز للوحدة الوطنية وساهر على احكام الدستور، وحريص على نقل لبنان من مرحلة الظلام الى مرحلة الامل والنور ومستقبل الاجيال.

وقال: علينا ان لا ننسى ان لبنان هو بلد غير معزول عن العالم، وفي الماضي كان العالم ياخذ القرار عنه، واللبنانيون ينفذوه، اما اليوم فان المطلوب من اللبنانيين ان يأخذوا قرارهم بانفسهم، غير انهم غير معزولين عن التأثير والعوامل والتجاذبات في المنطقة والعالم، وهذه العناصر تؤثر على مسار الامور في لبنان وتعرقل بالتالي عملية الصراع والمصالح على ارض لبنان وتعطل الوفاق وان هناك انفتاحاً وارتباطاً مع الخارج يؤثر على قراره، وان المطلوب من الرئيس المقبل ان يعزز الانتماء الوطني على حساب الانتماءات الخارجية مع العلم بان الجميع لا يرغب في ان يكون لبنان منعزلاً ومنغلقاً، بل العكس نريده ان يبقى يحافظ على التراث من هذا الانفتاح الفكري والثقافي والسياسي، ولكن يجب ان تكون هناك حدوداً بين الانفتاح والتبعية.

ورداً على سؤال، قال النائب حرب: لبنان دولة صغيرة وموجودة في هذه المنطقة الحساسة، ويجب ان تكون علاقاته بسوريا طبيعية وجيدة، ومن الطبيعي ان يكون الرئيس المقبل يؤمن بالعلاقة مع سوريا كما ورد في البيان الذي صدر عن اجتماع وزيري الخارجية الفرنسي برنار كوشنير والسوري وليد المعلم، وبالتالي ان يكون الرئيس مؤمناً بهذه العلاقة ومصمماً على معالجة المشكلة على اسس من الاستقلال والسيادة وحرية القرار السياسي والمصالح المشتركة القائمة بين البلدين، لان استمرار العلاقة اللبنانية - السورية على ما عليه الآن مضرة للبلدين، ومعالجة هذه العلاقة بما لا يعيد لبنان الى عهد الوصاية ويعزز سيادة واستقلال لبنان، والرغبة اللبنانية في التعاون مع السوريين هي ما يجب ان يعمل عليها.

وطالب برئيس مدرك لعملية الصراع الدولي القائم، يأخذ بعين الاعتبار الامور وان يقرأ جيداً السياسة ويكون على مستوى من الثقافة السياسية، لكي يستطيع التمييز بين تصارع المصالح الدولية ويحسن ادارة شؤون البلاد بما لا يعود بالضرر على لبنان، ويأخذ بعين الاعتبار العناصر الدولية التي يجب ان لا تكون عنصراً ضاغطاً لاخذ اي قرار ضد مصلحة الوطن، وباختصار فان مصلحة لبنان يجب ان تكون الاولى وعلى الرئيس ان يتعامل مع العلاقة مع سوريا ومع الغرب وخاصة مع اميركا بما يحفظ مصلحة لبنان وسيادته ولا يأخذ بعين الاعتبار العناصر الخارجية التي تؤثر على الوطن.

ورأى ان لبنان بحاجة الى رئيس يدرك كيف يتعاطى مع الآخرين، ويؤمن بالرأي الآخر المخالف لرأيه ويحسن ادارة هذا الخلاف اذا كان مخالفاً له، ويؤمن بوحدة لبنان كأساس ولديه تصور كيف بحل مشكلة سلاح "حزب الله" في اطار وحدة لبنان، دون ادخال البلد في صراع داخلي، ويكون بامكانه اعادة بناء الدولة.

وقال :ان الرئيس المطلوب هو الذي يؤمن بان لبنان لا يقوم على غلبة احد على آخر، وان يكون هذا البلد توافقياً، ومن يكون لديه مثل هذا الايمان بامكانه التفتيش عن قواسم مشتركة وموحدة لكيفية حل المشاكل.

وحمل على أعداء لبنان دون ان يسميهم، وقال: ان هؤلاء لهم مصلحة في عدم رؤية لبنان دولة موحدة ومستقلة وسيدة على ارضها، وهم لا يرغبون في رؤية صيغة العيش المشترك والاقرار بان لبنان دولة مستقلة جديدة وتستحق الحياة، وان الشعب اللبناني يستحق ان يمارس حقه في تقرير مستقبله ومصيره، وهؤلاء اعداء لبنان ولكل منهم مشروعه الخاص لتفتيت لبنان او تجزئة هذا البلد واقامة امارات بداخله ضمن الدولة وعلى حسابها ووحدة شعبها. وأشار الى ان نجاح المسيرة في كيفية اجراء الانتخابات الرئاسية تؤشر إلى صورة مستقبل لبنان، والفشل في ذلك يضع البلاد في حالة الخطر، ويجب ان تنصب الجهود على ايجاد اشخاص يتمتعون بالمواصفات المطلوبة لقيادة البلاد في المرحلة المقبلة الدقيقة والخطيرة لمستقبل البلاد بدلاً من التلهي في الخلافات لاعطاء اللبنانيين الفرصة لبناء الدولة.

وقال: انا لا اعتبر ان مجرد انتمائي لقوى 14 آذار يسقط حقي بأن أكون رئيساً توافقياً، ولا انتماء عون او اي شخص آخر الى 8 آذار يسقط حقه في ان يوصف بانه مرشحاً توافقياً والمهم عدم الانطلاق من الاسم بل من تاريخ الشخص المقارب من المواصفات المطلوبة التي تفرضها الحاجة الى المستقبل

 

سمير فرنجيه: الانتخاب بالنصف زائداً واحداً هو عمل دستوري

وكالات/شدد النائب سمير فرنجيه على ان ثمة قرارا في 14 آذار يؤكد أن سوريا ليست شريكا في القرار الوطني اللبناني، مشيرا الى انه في حال رفعت سوريا يدها عن المعارضة فالاتفاق مع الرئيس بري سيكون اكيدا، وقال: "التوافق الداخلي مطلوب وضروري، ولكن اذا كان التوافق هو لإعادة سوريا بشكل او بآخر كشريك في القرار اللبناني فهذا امر مرفوض". واكد فرنجيه في حديث الى اذاعة "لبنان الحر" ان العلاقة التي تربط قوى 14 آذار بالخارج تختلف كليا عن العلاقة التي تربط حزب الله بإيران وسوريا، وقال: "الولايات المتحدة مثلا لا تقوم بتسليح ميليشيا معينة بل تقوم بتسليح الجيش اللبناني، فيما ايران تمدّ حزب الله بالصواريخ لتحويل لبنان ساحة لمحاربة الآخرين". وشدد على انه في حال اراد حزب الله معارضة التوافق، فهو يدفع بإتجاه الفراغ، مشيرا الى ان "قرار الفراغ ومن ثم الفوضى في لبنان هو بمثابة قرار تفجيري للمنطقة، هو ما سيؤثر على السوريين وعلى المنطقة بأكملها". وعن لقاء الحريري-عون اشار فرنجيه الى ان ثمة محاولات للبننة الاستحقاق وهذا اللقاء جرى من ضمن هذا السياق، مؤكدا ان التوافق الداخلي قادر على حماية لبنان من الصراعات الخارجية. واكد ان قوى 14 آذار لا تحاول العودة بالعماد ميشال عون الى صفوفها، معتبرا ان قرار اعادة الوصل والحوار صدر عن عون نفسه، الذي اتخذ خطوة غير متوقعة وبالتالي ايجابية ومفيدة للبنان.

وشدد فرنجيه على ان الانتخاب بالنصف زائداً واحداً هو عمل دستوري، مطالبا عدم التعاطي مع الدستور بطريقة انتقائية واستنسابية ووفق المصالح الذاتية، وذكر بالابتكار الذي طرحه السيد حسن نصرالله عن استخدام مؤسسات استطلاعية للإتيان برئيس للجمهورية.

 

هؤلاء يسهلون جرائم الأسد في لبنان

الشراع/نحن نظن ان سعد الحريري فضّل ان يعلن عن محاولات اغتياله وفؤاد السنيورة من القاهرة تحديداً.. وليس من بيروت، لأنه كاد ان ييأس من امكانية تغيير موقف واحد مجرد واحد سواء من قوى الوفاء لبشار الاسد، او حليفها دكتور القوة الثالثة، او رديفها العائد منفياً من باريس، لينفي كل ما عداه، فربما كان الاعلان من بيروت مثلاً اقل فاعلية، بل هو ربما فرصة لاعدائه كي يسقطوا عليه اتهام إجهاض الحوار الداخلي سواء مع الرئيس نبيه بري او داخل الصرح البطريركي.

يعلن سعد الحريري الموقف من القاهرة، بأن صهر بشار الأسد آصف شوكت، ارسل مجموعة سيارات مفخخة، وربما فخخها في مكان ما من لبنان، لتقتله وتقتل فؤاد السنيورة.. وغيرهما كوليد جنبلاط وسمير جعجع وستريدا جعجع وأحمد فتفت وسمير فرنجية وكل نائب في 14 آذار/مارس وكل وزير فيها بل وكل وزير باق في الحكومة، وكل سياسي او إعلامي او مثقف يرى رأيها.

أراد سعد الحريري ان يتحدث من على منبر عربي كبير بعد خروجه من مقابلة مهمة مع الرئيس حسني مبارك، ليكشف مخطط نظام الاسد المستمر للتخلص من الاغلبية النيابية والوزارية.. ولم يبق على فرصة انتخاب رئيس جديد للجمهورية وفق الدستور سوى ايام قليلة. لو تحدث عن المخطط من اميركا التي عاد منها مؤخراً لقالت القوى السالفة الذكر، ان الاستخبارات الاميركية هي التي زودته بالمعلومات بقصد تهيئة المناخ لضربة عسكرية اميركية - او صهيونية ضد نظام الأسد العائلي. لو تحدث سعد الحريري عن مخطط اغتياله والرئيس السنيورة من باريس حيث قابل رئيسها نيكولا ساركوزي ووزير خارجيتها برنار كوشنير، لقيل ان هدف هذا الاعلان هو تحريض الاتحاد الاوروبي من اهم دولة على قطع كل صلة مع نظام الأسد بالشقيق والصهر..

لو تحدث سعد الحريري عن مخطط اغتياله والسنيورة من الرياض او جدة حيث التقى مسؤولي المملكة العربية السعودية، لقيل من قوى الوفاء لبشار وقوة الدكتور الثالثة وقوة العائد من المنفى لينفي كل ما عداه.. وربما من غيرها، إن سعد الحريري يريد قطع الطريق على أي محاولة او أمل او رهان على مصالحة سعودية مع نظام الأسد العائلي. لكن سعد الحريري اعلن عن المخطط الارهابي الذي أعده آصف شوكت، بتكليف من بشار وماهر الأسد لقتله، وقتل رئيس وزراء لبنان من القاهرة، حيث لا يستطيع احد لا في دمشق ولا من اتباعها من قوى الوفاء لبشار وحليفها دكتور القوة الثالثة والعائد من المنفى لينفي الآخرين، التشكيك بالدور المصري الحاضن لسوريا.. كما للبنان وفلسطين عبر كل هذه المحن التي تمر بها هذه الدول. فقد بات معروفاً ان الرئيس حسني مبارك ولدى استقباله بشار الأسد بعد اغتياله الرئيس الشهيد رفيق الحريري قال له: اسمع يا بشار انا أبوك موصّاني بيك.. اذا كنت اللي قتلت الرجل، قل لي علشان ألاقي طريقة نخرجك بيها من الموضوع..ورغم معلومات مصر المهمة عن دور عائلة الاسد في القرار والتخطيط لقتل الحريري الا انها رفعت منذ بدء التداعيات الخطيرة اثر اغتيال الشهيد شعار: لا نريد تحويل سوريا الى عراق آخر..لكن بشار استغل الحرص المصري على سوريا الى فرض مشروع لتحويل لبنان كله الى عراق آخر استناداً الى جماعته في لبنان.

إذن، لهذا  السبب لم يكشف سعد الحريري عن مخطط عائلة الأسد ضد زعيم الاغلبية النيابية وضد رئيس الحكومة وضد القيادات الوطنية وضد الوزراء والنواب والمفكرين والاعلاميين والمستقلين.. من بيروت.

 لماذا ليس من بيروت؟

كما  قلنا.. لأن تبرئة بشار الأسد وعائلته ونظامه جاهزة عند قوى الوفاء له، وحليفها الدكتور، والعائد من المنفى.

حسن نصر الله اعلن وسيعلن ان الذي كان يخطط لاغتيال الحريري والسنيورة وجنبلاط وجعجع وستريدا وسمير فرنجية واحمد فتفت وكل وزير ونائب واعلامي ومستقل وصاحب رأي.. هو الاستخبارات الصهيونية.. حتى لو ذهب انصاره للاحتفال بقتل الحريري كما احتفلوا بقتل جبران تويني وبيار الجميل ووليد عيدو وانطوان غانم..صاحب القوة الثالثة الدكتور الموعود، سيقول لا يجوز توجيه التهمة الى احد إلا بعد انتهاء التحقيقات دون ان يغفل ان عليه ان يضيف الآن ان الاستخبارات الصهيونية هي التي تقتل في لبنان التـزاماً بحلفه مع نصر الله وحزبه وسيده في دمشق.

العائد من المنفى سيقول ان سوريا خرجت من لبنان، وان هناك تقصيراً من اجهزة الامن لأنها لم تعتقل احداً من الذين ارتكبوا الجرائم حتى الآن.

اما رئيس مجلس النواب، فإنه سيسارع لإصدار نعي رسمي، مشبع بالعواطف الصادقة التي يجيد التعبير بها بلغة عربية قشيبة.

اميل لحود اعتبر ان جريمة قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري ((رذالة)) وبعض جماعات سوريا قالت ان سعد الحريري هو المستفيد من اغتيال والده، والاثنان الآن اميل لحود وجماعات بشار في لبنان جاهزون لتعابير جديدة اذا قتل آصف شوكت سعد الحريري وفؤاد السنيورة والقادة الآخرين.

لذا يستمر آصف شوكت وبشار الاسد وشقيقه وآخرون، بإرتكاب الجرائم السياسية الارهابية ضد قادة لبنان، طالما هناك من يغطي على هذه الجرائم في لبنان.

لم يعد اللبنانيون يأملون ان يدين أي من هؤلاء سواء نصر الله او حليفه الدكتور او حليفه العائد جرائم استخبارات الاسد ضد قادة الوطن.

اللبنانيون يأملون ان يكون هناك ذرة من صدقية، ذرة من ضمير، ذرة من اخلاق، ذرة من وطنية، ذرة من ايمان بالله،.. توخز اياً من هؤلاء كي يقولوا لبشار وعصاباته.. كفى. او على الأقل الا يذهب احدهم للاحتفال بالخلاص من قيادي وطني مستقل، ويذهب احدهم الى المرآة ليسألها هل أكتفي بإشباع غليلي من حقدي على رفيق الحريري الذي اسقطني في انتخابات نيابية امام امرأة. جرائم الاستخبارات السورية في لبنان ضد قياداته لها وجهان ثابتان:

الوجه الاول: ان هناك قراراً عائلياً من بيت الأسد باستعادة الوصاية على لبنان بأي ثمن حتى بالتحالف مع اسرائيل واميركا فكيف ايران وحماس، وحتى بكل الجرائم التي لا يتصورها انسان. الوجه الآخر: ان هناك في لبنان من هو مستعد لتغطية كل هذه الجرائم، مهما كان السقوط الاخلاقي والارتهان المصلحي، والتفريط الوطني.. وتحت أعلى درجة من الحقد اللاإنساني.

 

من اللقاءات الى المشكلة الأعمق

علي حماده

بين اجتماعات باريس بين النائبين سعد الحريري وميشال عون، واجتماعات اسطنبول في شقها اللبناني، بدأت صورة الواقع اللبناني تتكون على المستويين الداخلي والخارجي، في محطتها الرئاسية المقبلة التي ستعكس مستقبل لبنان. فمن لقاءات باريس اللبنانية نستخلص بعضاً من الايجابية، مصدرها اولاً اللقاء في ذاته، وثانياً مضمون المحادثات الذي لم يقتصر على مسألة الرئاسة، وانما تعداها الى عرض المرحلة السابقة كلها، وتحليل يتناول الاخطار الفعلية لما يمكن ان يتعرض له لبنان اذا ما دخل في الفراغ، او انجر اللبنانيون الى صدام لا يختلف اثنان في هذا العالم على ان النظام السوري يعمل له بلا كلل. لكن لقاءات الحريري – عون تحتاج في ما تحتاج، الى خلاصات مشتركة يخرج بها الطرفان حول مفهوم الدولة، والرئاسة، ووحدة البلاد، والسلم الاهلي على المدى الابعد. من هنا صعوبة حصر الرهان بما حصل في باريس، على اهميته، لان العبرة تبقى في مدى استطاعة عون الخروج تماماً من اصحاب المشروع الآخر الذي يمثل في نهاية الامر نقيض معنى الكيان اللبناني.

في اسطنبول الصورة مختلفة تماماً، فالطرف السوري هو في قلب المشكلة اللبنانية مستعيناً بأدوات مستعدة لفعل اي شيء من اجل المشروع السوري التدميري، وقد دلت التجربة على انها قوى في معظمها هامشية طابعها مخابراتي بحت، وهي في النتيجة عاجزة عن العوم في البيئة اللبنانية من دون احتضان "حزب ولاية الفقيه" اللبناني لها. وهو يغذيها ويحميها استناداً الى امساكه بالقرار الشيعي، وباقامته كياناً شبه مستقل على مستويات عدة. وهنا دخل في حقيقة الازمة اللبنانية التي يمثلها "حزب ولاية الفقيه" المستتبع لمشروع اقليمي خارجي، والعامل ضمن اجندة تتعدى الاطار اللبناني بصفتها ذراعاً لجمهورية ايران الاسلامية، وموقعاً متقدماً لها في قلب المشرق العربي، وعلى شواطئ البحر الابيض المتوسط.

وهذه هي المشكلة الاهم التي يتعين على اللبنانيين ان يتعاملوا معها، لكون الحزب المذكور ممسكاً بالتمثيل الشيعي، مما يعقّد امر التعامل معه. فعلى رغم ان "حزب ولاية الفقيه" يشكل جزءاً لا يتجزأ من هيكلية النظام في ايران، فإن عديده لبناني، من هنا صعوبة المقاربة ضمن واقع شديد الحساسية طائفياً ومذهبياً.

ان المجتمع الدولي مدعو الى التعامل بحزم بالغ مع التحدي السوري الدائم. والغالبية الساحقة من اللبنانيين مدعوة الى اشعار اي قوة في البلاد، مهما عظم شأنها بأنه لا يمكنها ان تفرض امراً واقعاً على الآخرين، يهددهم ويهدد الكيان اللبناني برمته فضلاً عن تهديه التوازنات الدقيقة في البلاد. فلبنان لجميع اللبنانيين بالتساوي، ولا يمكن فئة ان تقيم دولة فوق الدولة، او ان يكون لها جيشها الخاص بحيث تكون قادرة على توريط البلاد بأسرها في مغامرات كارثية على غرار مغامرة 12 تموز 2006. وليس معقولاً ان يكون هناك طرف في البلاد يعمل على تكوين بيئة تعيش في غربة ثقافية، وايديولوجية، واقتصادية، وقيمية، واجتماعية عن البيئة اللبنانية التعددية، المنفتحة والمترابطة في نظام مصالحها في ظل النظام الديموقراطي.

ان التحدي التاريخي اللبناني يكمن في العودة بـ"حزب ولاية الفقيه" من ايرانيته الغريبة الى لبنانية اهله الاصيلة. قد حان الوقت لنقاش في العمق مع هذا الحزب قبل ان يستعصي ترميم الصورة اللبنانية.

 

فخ التمديد - فخ الفراغ

وليد شقير - الحياة - 02/11/07//

قبل 4 أشهر من صدور قرار مجلس الأمن الرقم 1559 قال سفير عربي في لبنان لمحدثيه، عندما توقعوا، بين الاحتمالات العديدة في شأن الاستحقاق الرئاسي، التمديد للرئيس اميل لحود: «سيكون ذلك الخطأ بذاته. ستسقط سورية في هذه الحال في الفخ الذي يُنصَب لها. والمكتوب يقرأ من عنوانه». كان حديث السفير العربي هذا في شهر أيار (مايو) من عام 2004، أي قبل شهر من قمة الرئيسين الاميركي جورج بوش، والفرنسي جاك شيراك في النورماندي، والتي تنسب معظم القراءات للأحداث اليها انها أطلقت آلية العمل للتوصل الى القرار 1559، وقبل 4 أشهر من قرار دمشق التمديد للحود الذي حصل في 3 أيلول (سبتمبر) من العام نفسه، متحدية القرار الدولي الذي صدر قبل يومين، في 1 أيلول.

تكفي أحداث السنوات الثلاث ونيف الماضية، التي هزت لبنان والمنطقة، للتأكد من أن سورية سقطت في ذلك الفخ. فالسفير العربي الذي غادر لبنان لتمثيل بلاده في إحدى الدول الكبرى، كان استدل في رأيه، بالمواقف الأميركية والأوروبية التي كانت تصدر إزاء سورية وتعتبر وجودها في لبنان احتلالاً وتتحدث عن انسحابها.

وعلى رغم ان سورية استطاعت في ميزان الربح والخسارة ان تعوّض عن خسائر الفخ، والأفخاخ التي تلته ووقعت فيها، عبر تحالفها الاستراتيجي مع طهران، وعبر دعمها العمليات ضد الاحتلال الاميركي في العراق، وتحالفها مع حركة «حماس» على الصعيد الفلسطيني وعبر تبنيها التصدي لإسرائيل، سياسياً وعملانياً وعسكرياً، في حرب تموز (يوليو) العام 2006، ثم عبر نجاحها في تقسيم السلطة السياسية في لبنان ورعايتها الانقسام السياسي الحاد فيه لمنع قيام سلطة متفلتة من قاعدة الانصياع لها، فإن الكثير مما خططت له لم تنجح في تحقيقه، مقابل تحسينها مواقعها.

ثمة من ساعد دمشق على الذهاب الى الفخ الأول، ثم الى الأفخاخ التي تلت. فعند التمديد، هناك من زيّن للقيادة السورية، من بعض الأوساط الأميركية حتى، إمكان المقايضة عليه، ببيع واشنطن دوراً سورياً في التهدئة في العراق لأن هذا ما يهم إدارة بوش، لكن الأخيرة رفضت الشراء. وثمة من زيّن لدمشق أن تداعيات اغتيال الرئيس رفيق الحريري قابلة للاحتواء، لكن العكس هو الذي حصل. بل ان القيادة السورية اعتبرت القرار 1559 تافهاً ثم أعلنت انها نفذته. وثمة من زيّن لها ان حلفاءها في لبنان سيُسقطون الفريق الحاكم بعد نتيجة انتخابات 2005 خلال بضعة أسابيع، بعد حرب تموز وهو ما لم يحصل. وثمة من أقنعها الى درجة اليقين لدى إعلان القيادة فيها أن روسيا ستحول دون إقرار قيام المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، بالفيتو في مجلس الأمن، فصدر القرار ليضاف الى سلسلة قرارات هي الأكثر عدداً في شأن دولة عضو في الأمم المتحدة خلال 3 سنوات.

وكلما اقنع بعض حلفاء دمشق أنفسهم بأن المحكمة لن ترى النور، كلما جرى استعجال إجراءات تشكيلها. ومن المؤكد ان ثمة من يزيّن لسورية الآن قرار إحداث فراغ في الرئاسة اللبنانية، والقدرة على التحكم بالوضع في حال حصول هذا الفراغ.

والأفخاخ التي ستنجم عن هذا الفخ الكبير الجديد، ستطلق فصلاً جديداً من الصراع حول لبنان يزيد من انكشاف سورية الذي حصل بعد التمديد.

وقد يكون في حسابات من يعتبرون ان ظروف سورية الإقليمية والدولية مختلفة عن ظروف التمديد، وأن تحالفها الاستراتيجي مع إيران يمكِّنها من مواجهة الضغوط عليها في حال تسببها في إحداث الفراغ الرئاسي. ان الوقوع في هذا الفخ في العام 2007، يتطلب حسابات مختلفة عن حسابات فخ العام 2004. فالسنوات الثلاث التي مرّت تسببت بأضرار على لبنان وبخصومات عميقة لسورية مع أطراف المجتمع الدولي. الوحيد الذي لم يصبه الضرر من هذا الفخ هو الرئيس اميل لحود لأنه لم يكن لديه شيء يخسره. ستتضاعف الخسارة على لبنان من الفخ الجديد، اضافة الى الخسائر التي ستصيب سورية على المديين القريب والمتوسط إزاء عدم إجراء الانتخابات «في موعدها». لكن الجديد ان الحليف الرئيس لسورية في لبنان، وهو «حزب الله»، لديه الكثير ليخسره مع انتهاء صلاحية مظلة لحود للدور السوري في لبنان، فثمة من يسعى، على الصعيد الدولي الى تحميله مسؤولية هذا الفراغ بالاشتراك مع سورية

 

حتى لا يقال لو فعلت بكركي

باسكال مونان     

بعض اللبنانيين ما عاد يتصوّر شيئاً إسمه الاستحقاق. صار مرادفاً لولادة قيصريّة أو لصداع في رأس الوطن في أحسن الأحوال. صار مصنعاً لرياح تهبّ على الوطن، تذكّر أهله بأن بلدهم مصاب بترقّق العظم وانه معرّض للانكسار في اية لحظة. صار كذلك مصنعا لمهاجرين جدد. تخاف الناس من المستقبل المغطّى بسواد الحاضر فتختار الحلّ الاسهل: تأشيرة هجرة وحقيبة سفر، وذكريات الوطن الأخضر (كان أخضر) يحملها اللبناني المهاجر معه الى آخر زوايا الدنيا، الى الأمبراطورية اللبنانية التي لا تغيب عنها الشمس. في كل بلدان العالم الديموقراطي ينتظر الناس استحقاقهم الرئاسي ليكونوا شاهدين وفاعلين في صراع برامج ومشاريع ورؤى يؤمّن تداول السلطة، وليكونوا صنّاع رؤساء يولدون في صناديق

الاقتراع لا من الروح القدس أو كلمة السر.

اما عندنا في لبنان فهو مناسبة اضافية نظهر فيها للعالم اننا راسخون في هذا الشرق السعيد، وتعلّمنا منه بدل ان نعلّمه الممارسة الديموقراطية. نستحضر في كل استحقاق كل عصبيّاتنا وحساباتنا، ونتمترس في خنادق متقابلة، ونحوّل في مواجهاتنا الدستور الى خرقة بالية عندما تقرأ المعارضة مواده بنظاراتها وتقرأها الموالاة بنظاراتها، وعندما يتساوى رأي ادمون رزق وحسن الرفاعي مع رأي نائب ومحلّل سياسي يسكنان الشاشة، زادهما القانوني قراءة بسيطة لتعليقات الصحف والمجلات.

نفهم ان لبنان يمشي على الجمر، وانه لا سمح الله قد نترحّم على الجمر اذا تابعنا السير في اتجاه حقل الألغام بعيون مفتوحة ترى ولا تبصر. ولأنّ الأمر كذلك علينا ان نفتّش عن وسيلة تسمح بأن يُحكم لبنان بالحكمة على ما كان يقول ابو الدستور ميشال شيحا.

لست من الذين يحبّذون تعاطي رجال الدين في أمور السياسة. إلا اننا في لبنان، ولا أخال احداً لا يتّفق معي على أن البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير يمكن ان يشكّل رأس الحكمة المطلوبة. ولذلك فهو مطالب بأن يهجم على الاستحقاق. لم يعد الظرف يسمح بأن يستمع سيّد بكركي الى كلمة فريقي الموالاة والمعارضة، صار مطالباً بأن يُسمعهما كلمته، فالجميع يقدرون بكركي، وأكثريتهم تقول انها تسير خلفها في ما تريد.

قُل يا سيّد كلمتك واتّكل على الله. قل ما تريد. سمِّ إن شئت رغم تجربتك المرّة سابقاً. لم تعد عظات الأحد تكفي ولا البيانات الشهرية لمجلس المطارنة، ولا الاكتفاء بسرد المواصفات المفروضة في الرئيس. ولم تعد الاجتماعات التي يُقرأ مكتوبها من عنوانها تجدي. لم يعد الخيار بين المرشّحين، صار بين الوطن واللا وطن. لم تعد الأمور خيارات سياسيّة بين مشروعين، صارت بين أن يبقى لبنان أو لا يبقى. قل لهم: من حقّ الناس ان تكون لها حساباتها. ومن حقها ان تكون حساباتها قبل حساباتكم. من حقها أن تعيش في وطن وألا تصدّر ابناءها الى ارض الله الواسعة. من حقّها الا يكون الهمّ رفيقها في كل لحظة، من حقّها ان تصرخ في وجهكم: كفى. سيدي، وحدَه صوتك يمكن ان يكون مصنعاً للآمال عند اللبنانيين. أنت لست الأكثرية ولست المعارضة، لست المحور الأميركي - الغربي ولا المحور السوري-الايراني. أنت لبنان ولهذا أُعطي مجده لك. لا تريد الناس ان تستقيل من المواجهة، وانت ما عوّدتنا على الاستقالة. تريد كلمة يمكن ان تعيد القرار لبنانياً، فيكون لنا رئيس لا يخجل مستقبله من ماضيه و حاضره. انت مطالب بهذا القرار حتى لا يقع الفراغ، وحتى لا يقول قائل يوماً: لو فعلت بكركي.

باسكال مونان (مدير قسم الاعلام والتواصل في جامعة القديس يوسف)      

 

في ظل استفحال الأزمة اللبنانية وخطر الفتنة ومع صراع "حماس"

على السلطة في فلسطين وتزامناً مع الدور السوري التخريبي

ماذا يجري بين مخيَّم برج البراجنة و"ضاحيته"؟

المستقبل - السبت 3 تشرين الثاني 2007 - نصير الأسعد

لأن الوضع في لبنان خطير، ولأن أي معلومة عن خطر كامن في مكان ما يمكن أن يفاقم المشكلات الأمنيّة يجب أن تُكشف، فإن ما يجري في الآونة الأخيرة بين مخيّم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين من ناحية وجواره اللبناني من ناحية ثانية، لا بدّ أن يتمّ إستعراضه كشفاً لخطط الفتنة واستدراكاً لها في آن.

"فصائل سوريّا" و"تحرّشاتها"

منذ مدّة غير بعيدة، حدثت مشكلات ظاهرها فردي بين مجموعات فلسطينية داخل المخيم ومواطنين لبنانيين في محيط هذا المخيّم، فسجّلت اعتداءات على أنواعها من جانب مجموعات فلسطينيّة. لكن لدى التدقيق في هويّة تلك المجموعات، تبيّن أنّها تنتمي الى الفصائل التابعة للنظام السوريّ أي "الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة" بزعامة أحمد جبريل، و"فتح الانتفاضة" التي خرجت منها عصابة "فتح الاسلام" بزعامة شاكر العبسي، و"المجلس الثوري" الذي "كان" بزعامة صبري البنّا (أبو نضال).

مع تراكُم الحوادث ذات الظاهر الفرديّ، خرجت قبل أيّام قليلة في محيط المخيّم تظاهرة لبنانية ذُكر أنّها ناهزت ثلاثة آلاف متظاهر لاستنكار الاعتداءات الآتية من المخيّم ضدّ اللبنانيين. غير أنّ اللافت كان أن المتظاهرين وهم من الشيعة بدوا "معبّئين" بعنوان أنّ الفلسطينيين ـ السنّة ـ يخطّطون لمقاتلة الشيعة. وبما أنّ الأمر يحتاج الى عنوان سياسي يجري التصويب عليه لتحميله التهمة، فـ"بسحر ساحر" تمّ اختيار حركة "فتح" للمهاجمة فاتُّهمت بالتسلّح في هذه المنطقة.

يُفترض انّ "حزب الله" وهو الآمر الناهي في الضاحية الجنوبية لبيروت يعرفُ مَنْ هي الجهات المعتدية، ويُفترض أيضاً أنّه يعرف أنّ "فصائل سوريّا" مكلّفة بمهمة تفجيريّة في اللحظة "المناسبة". ومع ذلك، يبدو الحزب وقد ترك المجال لـ"الغرائز" المذهبية، وترك المجال للتصويب العشوائيّ باتجاه "فتح".

فتنة شيعيّة ـ سنّية بعنوان فلسطيني؟

هذه المعلومات كانت في اليومين الماضيَين موضعَ نقاش لبناني، وموضعَ تشاور لبناني ـ فلسطيني.

ثمّة اتفاق على أنّ المعلومات "مقلقة" بالفعل. وقد طُرحت أسئلةٌ كثيرة عن مرامي هذه الحوادث المفتَعَلة، وعن مغزى مواكبة "حزب الله" لهذه الحوادث.

هل ثمّة بعد نهر البارد ـ 1 نهر بارد ـ 2؟ وإذا كان نهر البارد ـ 1 مشروع فتنة سنّية ـ سنّية قد فشل، هل برج البراجنة مشروع لفتنة شيعيّة ـ سنّية؟ ولما كان يُقال باستمرار أنّ الفتنة الشيعيّة ـ السنّية ممنوعة هل ثمّة فتنة شيعيّة ـ سنّية بعنوان فلسطيني على "الضفّة" السنّية؟ هل هناك خطّة لتوريط الجيش في حرب ثانية أم أنّ "المطروح" هو إحكام سيطرة "فصائل سوريّا" و"حزب الله" على المخيّم أم خطة لتهجير المخيّم أو تدميره؟

مما لا شكّ فيه أن الأسئلة الآنفة تعكس قلقاً سياسيّاً ـ أمنيّاً على صلة بـ"إحتمالات" الوضع اللبناني الداخليّ في ضوء الأزمة السياسيّة المشتعلة حالياً.

"حماس" و"مؤتمر الخريف"

بيدَ أنّ ما لا شك فيه أيضاً أن للمعطيات جانباً فلسطينياً ـ فلسطينياً وإقليميّاً.

من المعروف أنّ حركة "حماس" نفّذت في غزّة في حزيران الماضي إنقلاباً على السلطة الفلسطينيّة ورئيسها محمود عباس (أبو مازن)، وصدرت في الأيّام الماضية تصريحات حمساوية تهدّد بـ"الزحف" على رام الله مقرّ أبو مازن وقيادة "فتح" في الضفة الغربيّة. ومن المعروف أيضاً أن "حماس" تخوض صراعاً على السلطة وتسعى الى أن تكون "البديل".

كذلك، من المعروف أن مؤتمراً دوليّاً للسلام مدعوّ الى الانعقاد في كانون الأول المقبل وأنّ "حماس" تعارضُه وتعدُّ لـ"مؤتمر وطني فلسطيني" في دمشق بالتنسيق مع النظام السوريّ وباحتضانه، ليعلنَ هذا المؤتمر نفسه بديلاً من القيادة الفلسطينية سلطةً ومنظمة تحرير.

فإذا أُخذ هذا المعطى في الاعتبار، أي أنّ ثمة نزاعاً مع الشرعية وعليها تخوضه "حماس"، يصبح ما يجري بينَ مخيّم برج البراجنة ومحيطه "مؤشّراً"... أي نقلُ هذا النزاع الى مخيّمات لبنان.

"قوّة تنفيذية" و3 مخيّمات

يتزامن ذلك مع تردد معلومات عن توجّه مِن شقّين لدى "حماس" في لبنان. الشقّ الأول هو تشكيل وتجهيز قوّة على غرار "القوة التنفيذية" في قطاع غزة. والثاني هوَ السيطرة بواسطة هذه القوّة على ثلاثة مخيّمات: مخيّم البدّاوي شمالاً بعد أن صار المخيّم "الوحيد" في الشمال في ضوء ما آلت إليه أوضاع نهر البارد، ومخيّما الميّة وميّة والبرج الشمالي جنوباً وهما المخيّمان اللذان تعني السيطرة عليهما السيطرة على الطريق الدولية وإمكان قطعها في أيّ توقيت.

أبو مازن: الموقف الصلب ولاجئو لبنان

طبعاً، ليس خافياً تأسيساً على المعلومات التي تتردّد عن توجّه "حماس"، أنّ رهان "حماس" ينعقد أساساً على أخطاء سياسيّة تقترفها السلطة الفلسطينية برئاسة أبو مازن، لتقديم أساس سياسيّ "متكامل" للإنقلاب على السلطة، كما ينعقدُ الرهان على أنّ السلطة ستفرّط باللاجئين الفلسطينيين وبحقّ العودة.

غيرَ أنّ هذا الرهان يصطدم بالموقف الصلب للرئيس عبّاس وقيادة "فتح" ومنظمة التحرير. أكدّ أبو مازن أن لا مشاركة فلسطينيّة في "مؤتمر الخريف" بأيّ ثمن. وأبلغ الولايات المتحدة أنّ عليها "كفالة" النتائج سلفاً. وشدّد على أنّ القيادة الفلسطينيّة لن تقبل إلا بأن تُبتّ قضايا الحلّ النهائيّ بسرعة. وطلب توسيع الدعوات لتشمل دولاً مؤيّدة للحقّ الفلسطينيّ (الهند وإفريقيا الجنوبيّة وماليزيا وأندونيسيا والبرازيل). وطالب بدعوة سوريّا ولبنان الى المؤتمر. وأصرّ على طرح موضوع اللاجئين، ابتداءً من لاجئي لبنان، مستنداً الى ما جرى في نهر البارد وما يخطط لمخيّمات أخرى ليُطالب بإنقاذ فلسطينيي لبنان من الصراع اللبنانيّ ـ اللبنانيّ والصراع الإقليميّ على أرض لبنان.

لذلك، ولأن "حماس" لا تستطيع تقديم أساس سياسيّ "مقنع" لإنقلابها، على الأقلّ قبلَ اتضاح مآل "مؤتمر الخريف"، ولأنّ النظام السوريّ قد يكون في صدد "التريّث" في فتح إشتباك آخر مع المجتمع الدوليّ والنظام العربيّ إنطلاقاً من "الملفّ الفلسطينيّ"، ولأن الاستجابة لـ"حماس" لن تكون وازنة خاصة في غياب الأساس السياسيّ ـ الوطنيّ، تفيد المعلومات أنّ "مؤتمر دمشق" قد يؤجَّل الى ما بعد "مؤتمر الخريف" فلا يسبقه أو يتزامن معه. لكنّ ما يجري في لبنان مستمرّ مع ذلك.

خطورة "الاستخدام المركّب" للمخيّمات

عند هذا الحدّ وإذ تكتمل "الصورة"، فإنّ ما ينبغي تسليط الضوء عليه هو خطورة "الاستخدام المركّب" للمخيّمات الفلسطينية في لبنان.

ثمّة جانب لبنانيّ: الفوضى والفتنة المذهبية وتدمير العلاقة اللبنانيّة ـ الفلسطينيّة في نهاية المطاف.

وثمّة جانبٌ فلسطيني: إيجاد أمر واقع يعزل الشعب الفلسطيني في لبنان عن مرجعيّته الشرعيّة كما حصل في غزة، وإقتتال فلسطيني ـ فلسطيني في محاولة لخلق إزدواجية تمثيل.

وثمّة جانب إقليميّ: إضافة عامل آخر الى الإشتباك السوريّ ـ الدوليّ والايرانيّ ـ الدوليّ بما يجعل من لبنان ساحة مواجهة مثقلة بـ"الملفات".

من هنا، فإنّ ما يجري حالياً بينَ مخيّم برج البراجنة ومحيطه اللبنانيّ ـ الشيعيّ، ينطوي على أخطار كبيرة "مركّبة"، ما يستدعي الإنتباه ومطالبة "حزب الله" بتحمّل مسؤوليّة جدّية لا "مواكبة" ما يجري، ودعوة الأمن اللبنانيّ الى اليقظة، ووضع هذه المعطيات التي تتعلّق بشعبَين... ودولتَين مستهدفَتين في عهدة الشرعيّتين العربيّة والدوليّة وبسرعة.

 

عضو "اللقاء الديمقراطي" كشف لـ "السياسة" خطة تشكيل "سرايا الدفاع عن المقاومة"

الحجار: "حزب الله" أفقر اللبنانيين بالحرب والاعتصام واليوم يوزع عليهم السلاح والمال لإشعال حرب أهلية

بيروت - صبحي الدبيسي: السياسة

كشف عضو »اللقاء الديموقراطي« النائب محمد الحجار أن »حزب الله« أعد خطة لإشعال فتنة في منطقة إقليم الخروب وفي كل لبنان يتولى تنفيذها النائب السابق وئام وهّاب في الجبل, والنائب السابق عبدالرحيم مراد في البقاع والعماد ميشال عون في جبيل وكسروان والداعية فتحي يكن في الشمال والوزير السابق سليمان فرنجية في زغرتا-الزاوية, مشيراً إلى أن هذه الفتنة قد تنطلق شرارتها فور انتخاب الأكثرية رئيس جمهورية بالنصف زائد واحد, وهذا ما أشار إليه العماد عون بالانقلاب المرتقب, ويهدد به قادة حزب الله بشكل يومي.

ووضع الحجار كلام النائب السابق زاهر الخطيب عن إنشاء ما يسمى »سرايا الدفاع عن المقاومة« في منطقة الإقليم في عهدة »حزب الله« وفي عهدة الدولة اللبنانية, مطالباً الجيش والأجهزة الأمنية القيام بحملة مداهمات بحثاً عن هذا السلاح المعد للفتنة بأوامر واضحة ومحددة من النظام السوري.

وأكد الحجار في حديث ل¯«السياسة« أن النظام في سورية لن يسمح لحلفائه بتمرير الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس يمثل إرادة اللبنانيين ويحافظ على منجزات ثورة الأرز, وقال: »من حق 14 آذار الانتخاب بالنصف زائد واحد, والإتيان برئيس يكون قادراً على وضع خطة الوصول إلى الحقيقة ومحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتنفيذ القرارات الدولية وحماية اتفاق الطائف«.

وتعليقاً على ما كشفه النائب سعد الحريري عن المؤامرة التي كانت تخطط لاغتياله واغتيال الرئيس فؤاد السنيورة قال الحجار: »إن هذا الأمر يندرج في إطار حملة الترهيب وحملة الإلغاء الجسدي التي يقوم بها النظام السوري كما حدث مع الرئيس الحريري ومع قادة 14 آذار«.

وهنا نص الحديث:

  ما حقيقة توزيع السلاح في منطقة إقليم الخروب, ولماذا إقليم الخروب بالتحديد?

  المشكلة ليست فقط في إقليم الخروب, الأمر يتعدى منطقة الإقليم إلى كل المناطق اللبنانية, ولكن بأدوات مختلفة. في البقاع, وفي الجبل, والشمال وجبيل وكسروان يجري الآن توزيع السلاح في كل المناطق اللبنانية لخلق ميليشيات, وبرأيي هذه ميليشيات حرب أهلية, الهدف منها إيجاد مزيد من أجواء الشحن, والتوتر الداخلي, الذي سيؤدي في نهاية الأمر إلى التصادم, إذا استمر العمل كما هو جارٍ حالياً. الفريق الذي يقوم بتسليح هذه الجماعات هو »حزب الله«, لأهداف أصبحت واضحة ومعروفة... وبعد عملية إفقار الناس التي قام بها »حزب الله«, بالحرب والاعتصامات التي نفذها, وقد أشار إلى ذلك كبار قادته (لو كنا نعلم بأن نتائج الحرب هكذا لما فكرنا بخطف الجنديين) قياساً لحجم التدمير الذي حصل وتجاوز 16 بليون دولار أميركي بآثاره المباشرة وغير المباشرة. بحسب تقارير الأمم المتحدة... عدا عن الأضرار التي نتجت عن الاعتصام واحتلال الوسط التجاري الذي أدى إلى خسائر بلايين الدولارات, بالإضافة إلى التوتير اليومي من جراء التوتير السياسي ومحاولات تضييع الاستحقاق الرئاسي التي تقوم بها قوى »8 آذار« وفي مقدمها »حزب الله«, الذي يواصل خطواته لتفقير الناس, كي يستطيع تنفيذ مخططه, بعد أن تحول من حزب يقاتل العدو الإسرائيلي, إلى حزب ضاغط على الداخل اللبناني بهذه الطريقة. نقول ذلك من حرصنا على المقاومة وعلى سمعة المقاومة التي تصدت في مرحلة معينة للعدو الإسرائيلي.

مال وسلاح

هذه المعلومات تقول: إنه من باب استغلال الوضع الاجتماعي السيّئ لبعض الناس سواء في إقليم الخروب أو في أية منطقة أخرى حرك الحزب أدواته في كل المناطق, لتوزيع المال والسلاح على بعض صغار النفوس, ففي إقليم الخروب يتولى النائب السابق زاهر الخطيب هذه المهمة, بالإضافة إلى أشخاص آخرين, وفي البقاع يقوم بهذه العملية النائب السابق عبدالرحيم مراد, وفي الشمال, الداعية فتحي يكن. وفي جبيل كسروان النائب ميشال عون وفي زغرتا الوزير السابق سليمان فرنجية. ولعل الأدلة التي وضعت بيد الإعلام, تعد دليلاً واضحاً على تورط عون في هذا الموضوع... وهناك »طرابيش« كثيرة تتولى هذا الموضوع والهدف واحد... كل ذلك يجري تحت عنوان تأليف »سرايا« للدفاع عن المقاومة زوراً وبهتاناً. وهنا أقول: كنت في مقابلة تلفزيونية مع نائب حزب الله نوار الساحلي, وعندما تكلمت عما يجري في الإقليم تحت اسم سرايا الدفاع عن المقاومة علق على الموضوع بأن المقاومة ليست بحاجة لسرايا للدفاع عنها, وليست بحاجة لمن يدافع عنها. هذا الأمر أضعه برسم ما يجري حالياً, خاصة أن النائب السابق زاهر الخطيب ورداً على ما أثرته عبر الإعلام أكد أنه يقوم بتشكيل سرايا للدفاع عن المقاومة في منطقة إقليم... يجب أن نعرف إذا كان كلام النائب الساحلي هو الصحيح, أم كلام النائب السابق زاهر الخطيب هو الأصح.

إن هؤلاء العناصر الذين يعملون تحت عنوان حماية المقاومة يُعطى لهم بدل راتب يتراوح ما بين 400 دولار و600 دولار أميركي في الشهر بحسب الوضع العسكري لكل عنصر, ويقسمون إلى مجموعات مؤلفة من 5 إلى 10 عناصر, ويتم نقلهم إلى معسكرات تدريب في الضاحية الجنوبية في مواقع تابعة لحزب الله, ومنهم من يتم نقلهم إلى جرود بريتال, أو إلى جرود النبي شيت حيث معسكرات التدريب التابعة لحزب الله, فيتم تدريبهم على كل أنواع الأسلحة والمتفجرات والرصد الأمني وقتال الشوارع, ونملك معلومات موثقة في هذا الأمر, ولا نقول ذلك من باب التجني على أحد.. وبعد الانتهاء من التدريبات يعاد توزيع هذه العناصر على خلايا ومربعات أمنية داخل قراهم, وكل مربع يخضع لشخص يكون مسؤولاً عنه, ومنذ فترة شهر تقريباً تم توزيع السلاح على هؤلاء العناصر, منذ ما يقارب الأسبوع ثم تسليمهم الثياب العسكرية.

كذلك علمنا أن هذه العناصر قد تبلغت تعليمات بعدم المشاكسة وتسليم السلاح الذي بحوزتهم في حال تمت مداهمتهم من قبل الأجهزة الأمنية وهم سيتكفلون بإعادته إليهم على اعتباره سلاحاً للمقاومة, هذه السياسة, سياسة خلق الميليشيات هي فقط لتحويل سلاح »حزب الله« من مواجهة العدو الإسرائيلي إلى الداخل اللبناني, مما يزيد في شحن النفوس وتوتير الأجواء ويؤدي إلى خلق فتن, كما سيؤدي إلى مشاكل وصدامات. لا أتصور أن أحداً سيكون بمنأى عن خطرها وخاصة »حزب الله«.

  هل تتخوف من وقوع حوادث دامية في قرى إقليم الخروب?

  طبعاً أهالي الإقليم على درجة عالية من الوعي, والإقليم معروف بانتمائه السياسي, ويدعم بأكثرية سكانه قوى »14 آذار«, ويؤيد تحالف النائبين سعد الحريري ووليد جنبلاط, كما كانت الحال مع تحالف النائب جنبلاط والرئيس رفيق الحريري. ولكن على الرغم من ذلك, وعندما توجد هذه العناصر المشبوهة في ساحة الإقليم, يزداد القلق عند الناس من حصول مشاكل أمنية, في حال صدرت الأوامر بتنفيذ المخطط الذي جرى إعداده ضمن المنطقة الواحدة, وضمن الطائفة الواحدة, لا بل ضمن المذهب الواحد, هناك تخوف من قيام هذا العناصر بافتعال مشاكل في قرى الإقليم نحن بغنى عنها.

اجيتاح السراي

  ماذا يستفيد »حزب الله« من الفتنة السنية-السنية في الإقليم, وهل الهدف من تسليح أبناء الإقليم السيطرة على الطريق الساحلي من جسر الأولي حتى السعديات?

  خطة »حزب الله«, أشار إليها قادته وعملاء المخابرات السورية في لبنان من خلال التهديدات اليومية ضد »14 آذار«, بأنه إذا جرى انتخاب رئيس للجمهورية »بالنصف زائد واحد«, سيكون هناك  خطة انقلابية لا يمكن أن تخطر ببال أحد, بحسب كلام النائب ميشال عون منذ أيام باللجوء إلى تحريك الشارع الموالي لسورية للاقتصاص من فريق الأكثرية, إضافة إلى عودة نغمة اجتياح السراي الحكومي والوزارات والإدارات العامة, تماماً كما حصل في 23 يناير الماضي, وفي جامعة بيروت العربية في الخامس والعشرين من الشهر نفسه, والذي أدى إلى خلق مشاكل في كل المناطق اللبنانية, ولعل هذه العناصر والزمر التي يتم تدريبها في القرى, هي التي ستتولى عنصر المباغتة وافتعال المشاكل لإعطاء صورة للرأي العام الخارجي أن هناك رفضاً شعبياً لما يمكن أن تقوم به »14 آذار«, وربما هذا الأمر يؤدي إلى شيء أساسي لدى أولياء أمر »حزب الله«, أعني بهم النظامين السوري والإيراني أن لبنان سيغرق في حال جرى انتخاب رئيس »بالنصف زائد واحد« بالفوضى, وبالتالي لا حل للوضع في لبنان إلا بعودة الوصاية السورية, وإعادة وضع لبنان مجدداً تحت الحكم السوري بعد التخلص من جميع قياداته الوطنية, وذلك ليثبتوا للعالم العربي وللعالم أن سورية وحدها قادرة على حفظ الأمن في لبنان.

  كيف ستواجه »14 آذار« هذا المخطط الانقلابي?

  هذا التحذير الذي أطلقته وأعدت تأكيده لجريدتكم »السياسة«, هو إشارة للمعنيين في »حزب الله« وفي الدولة, لذلك على »حزب الله« التأكد من أن ما يقوم به سيؤدي إلى ضياع البلد وإلى خراب لبنان, وهذا الخراب سيصيب »حزب الله« كما سيصيب الآخرين, وأيضاً يجب على الدولة القيام بكامل واجباتها لمنع الفتنة, والبدء بحملة مداهمات ضد هؤلاء العناصر والزمر ومصادرة كل أنواع السلاح الذي بحوزتهم وفضح مخططهم أمام الرأي العام اللبناني, وتنفيذ العقاب العادل بحقهم, لأننا لا نسمح بامتلاك السلاح خارج إطار الدولة الشرعية وخارج إطار المؤسسات الأمنية اللبنانية. سلاح »حزب الله« ما زال موضع خلاف ولا بد من استئناف الحوار لتحديد مستقبله ودوره وكيفية الاستفادة منه عن طريق تسليمه للدولة التي هي صاحبة الحق في امتلاك السلاح.

  في ظل هذه الأجواء المتوترة التي أشرت إليها, هل هناك انتخابات رئاسية في جلسة 12 الجاري, أم سيتم الذهاب إلى »النصف زائد واحد«?

  كما هو معروف, نحن في خطابنا السياسي كفريق »14 آذار« ومن خلال عملنا اليومي الذي يترجم خطابنا السياسي إلى واقع ملموس, ندعو للحوار وللتوافق وللتلاقي ما بين مختلف الأفرقاء اللبنانيين الذين يهمهم وحدة لبنان واستمرار البلد والكيان, الاستحقاق الرئاسي في هذه الفترة المصيرية والدقيقة والخطيرة جداً في التاريخ اللبناني, يأخذ طابعاً استثنائياً من حيث الرمزية الكيانية والميثاقية. ونعلم أن النظام السوري تحديداً يرفض حصول هذا الاستحقاق ما لم يتأكد بأن الاستحقاق سيؤمن له رئيساً للجمهورية على شاكلة أميل لحود, والشعب يرفض الإتيان برئيس شبيه لأميل لحود, يكون للنظام السوري الحصة الكبيرة فيه.

نحن نريد رئيساً لا يكون على عداء مع سورية وليس من مصلحتنا ذلك, ولكن يجب أن يتعامل مع سورية من موقع الند للند, من موقع احترام النظام الديموقراطي اللبناني, وفرادة لبنان في هذه المنطقة بنظامه وطريقة عيش أبنائه, ومع ذلك نعلم أن النظام السوري يمارس ضغطاً كبيراً جداً على حلفائه, وينفذ عبر عملائه الحملات الواحدة تلو الأخرى لترهيبنا وتخويفنا, والكل يعرف حملة الاغتيالات التي تطال كل قادة »14 آذار«.

كل الأمور تجري لتثنينا عن إنجاز هذا الاستحقاق بشكل نكون فيه بمأمن من أن الرئيس الذي سيأتي سيحافظ على مسيرة ثورة الأرز, التي انطلقت انتفاضتها في »14 آذار« بعيد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه, لذلك نحرص على المجيء برئيس يكمل هذه المسيرة, وليصون حرية واستقلال هذا الوطن, في كل نقاشاتنا, وانطلاقاً من خطابنا السياسي نقول للأطراف الآخرين في قوى »8 آذار« وتحديداً »حزب الله« وحركة »أمل« و«التيار الوطني الحرّ«, تعالوا للنقاش والتلاقي, واضعين مصلحة لبنان أولاً, فوق أي مصلحة أخرى, إذا استطعنا الوصول في هذا الأمر إلى الخواتم المنتظرة نكون فعلاً قد حققنا إنجازاً كبيراً للبنان وإذا لم نتمكن من ذلك فهناك حق دستوري كفله الدستور لنا, هذا الحق المكرس موجود في المادة ,49 التي تتحدث عن أكثرية الثلثين في الجلسة الأولى, و«النصف زائد واحد« في الدورة الثانية, سنمارس هذا الحق كي لا نسمح في الفراغ.

نريد الحقيقة

ولكن إذا استطعنا أن نتوصل إلى توافق حول رئيس, لديه رؤية سياسية, ويستطيع مع الحكومة التي ستؤلف لاحقاً وضع خطة عمل المرحلة القادمة والقائمة برأينا على عدة أمور أساسية هي: موضوع المحكمة والعدالة يعني الوصول إلى الحقيقة في قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري, وإنزال العقاب العادل بحقهم, وتحقيق العدالة بكل الجرائم التي أعقبت ذلك, بالإضافة إلى موضوع القرارات الدولية, واتفاق »الطائف« ومجموعة من العناوين التي يجب التوافق حولها لتكون برنامج عمل المرحلة القادمة لتحمي مسيرة الاستقلال وتثبت دعائم الدولة المستقلة, وأنا أعلم أن حصول التوافق مرهون بشروط وظروف موضوعية, وهذه الشروط والظروف الموضوعية تنصب بشكل مباشر حول سماح النظام السوري لحلفائه في لبنان بتمرير الاستحقاق.

أقول ذلك وبكل حسرة, لأننا نتمنى لو أننا في ما بيننا كلبنانيين, نتناقش وحدنا ونصل إلى ما نريد الاتفاق بشأنه دون أي تدخل خارجي, ولكن للأسف هذا هو واقع الحال لأن التوافق الذي نتحدث عنه ينتظر إشارة من النظام السوري لجماعة »8 آذار«, كي يسمحوا لهم بتمرير هذا الاستحقاق, ومن شروط التوافق أيضاً إيقاف مسلسل القتل والترهيب والاغتيالات التي تمارس ضد قوى 14 آذار وضد نوابه وكل ذلك يستلزم ضغطاً عربياً ودولياً يمارس على النظام السوري, كي يسمح بتمرير الاستحقاق تمهيداً للوصول إلى وفاق داخلي.

  لماذا لم يحصل هذا الضغط على سورية رغم كل الاتصالات التي تقومون بها سواء من خلال زيارات النائب سعد الحريري أو من خلال الاتصالات التي أجراها النائب جنبلاط في واشنطن?

  نحن نعلم أن في موازين القوى المحلية والدولية هناك لعبة الأمم والمصالح التي يتم العمل بمقتضاها ما بين الدول, ربما أخرت لعبة الأمم ولعبة المصالح هذا الأمر, أو أخرت الضغط الفعلي الذي يجب أن يمارس على النظام السوري لتمرير هذا الاستحقاق. وكل المؤشرات تدل على أن هناك قراراً عربياً-أوروبياً-أميركياً بإنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده, في المرحلة الماضية لم يكن الضغط كافياً ولو كان كافياً لكنا انتهينا في جلسة 23 الماضي, الآن زيارة أحمد أبوالغيط وزير الخارجية المصري للبنان وزيارة جان كلود كوسران إلى سورية والزيارات المتوقعة للوزير عمر سليمان وغيره, أعتقد بأن كل ذلك يجري لإبلاغ النظام السوري رسالة واضحة كي يسمح بحصول الاستحقاق الرئاسي اللبناني وإلا سيكون لهذا الأمر عواقب وخيمة على هذا النظام في حال لم يستجب لإرادة اللبنانيين أولاً والمجتمع العربي ثانياً والمجتمع الدولي ثالثاً.

  كيف تفسر زيارة النائب وليد جنبلاط ِإلى السراي ولقاءه بالرئيس فؤاد السنيورة واعتباره السراي »قلعة« وطنية مثل قلعة راشيا?

  النائب جنبلاط من موقعه السياسي والوطني والقيادي في قوى »14 آذار«, أراد أن يقول للرئيس فؤاد السنيورة »نحن معك«, ومع الشرعية الدستورية الممثلة بمجلس الوزراء وبرئيسه, أراد أن يقول له نحن معك في وقفتك التي وقفتها في المرحلة الماضية, منذ محاولة اجتياح السراي الحكومي في ديسمبر من العام المنصرم وحتى الآن, وأراد أن يقول له نحن معك في كل المواقف التي تدافع فيها عن سيادة لبنان واستقلال لبنان عن المؤسسات الدستورية في لبنان, وأراد أن يقول للآخرين أن المؤسسات الشرعية الدستورية يحميها وليد جنبلاط وسعد الحريري وقوى »14 آذار«, وهذا الشعب الذي يقف وراء هذه القيادات, لن يسمح بتقويض هذه المؤسسات وهذه الشرعية, أو المس بها, وأراد أن يقول لمن يهدد ويتوعد أن هذا الأمر لن يفيد بشيء, نحن ثابتون على مواقفنا, ثابتون في إيماننا, ثابتون في طريق استعادة كامل حرية واستقلال هذا البلد مهما كلف الثمن ومهما طال الزمن.

  ما تعليقك على ما ذكره النائب الحريري في القاهرة بأن هناك مؤامرة كان يعدها رئيس جهاز المخابرات في النظام السوري آصف شوكت لاغتياله والرئيس فؤاد السنيورة?

  هذا ما سمعته بالفعل من النائب الحريري, وفقاً لمعلومات مؤكدة كانت في متناوله, فكشف عن خطة أعدّها النظام السوري لاغتياله والرئيس السنيورة. وكما قال الحريري, الذي كان يريد هذه المؤامرة هو اللواء آصف شوكت رئيس الاستخبارات العسكرية السورية. وبرأيي  هذا الأمر يندرج في إطار حملة الترهيب والطريقة التي يتعاطى بها النظام السوري مع اللبنانيين, وحملة الإلغاء الجسدي, يعني استبدال النقاش السياسي الهادئ بالإلغاء الجسدي كما فعل مع الرئيس الحريري وقادة »14 آذار«, وهذه هي اللغة الوحيدة التي يفهمها, لا يريد حواراً ولا نقاشاً ولا خطاباً هادئاً ولا تلاقياً, من يقل له إنك أخطأت في هذا المكان, يعتبره خصماً ويتعامل معه من موقع العدو, للأسف هذه ليست سورية التي نتمنى أن نكون معها على تلاقٍ وحوار واتفاق, تبقى سورية بوابتنا الأساسية إلى الداخل العربي, نتمنى بأن يعود هذا النظام إلى رشده, وأن يتصرف مع اللبنانيين تصرف الأخ مع أخيه فعلاً تصرف الشقيق مع الشقيق فعلاً وأن يقتنع بأن هذا الشقيق قد وصل إلى سن الرشد وأنه قادر على اختيار طريقه واختيار مستقبله بنفسه.