المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأربعاء 7 تشرين الثاني 2007

إنجيل القدّيس يوحنّا .13-9:17

إِنِّي أَدعو لَهم ولا أَدعو لِلعالَم بل لِمنَ وَهبتَهم لي لأَنَّهم لَكَ. وجَميعُ ما هو لي فهو لَكَ وما هو لَكَ فهو لي وقَد مُجِّدتُ فيهِم. لَستُ بَعدَ اليَومِ في العالَم وَأَمَّا هُم فلا يَزالونَ في العالَم وأَنا ذاهِبٌ إِليكَ. يا أَبَتِ القُدُّوس اِحفَظْهم بِاسمِكَ الَّذي وَهَبتَه لي لِيَكونوا واحِداً كما نَحنُ واحِد.لَمَّا كُنتُ معَهم حَفِظتُهم بِاسمِكَ الَّذي وَهَبتَه لي وسَهِرتُ فلَم يَهلِكْ مِنهُم أَحَدٌ إِلاَّ ابنُ الهَلاك فتَمَّ ما كُتِب. أَمَّا الآنَ فإِنِّي ذاهِبٌ إِلَيكَ. ولكِنِّي أَقولُ هذه الأَشياءَ وأَنا في العالَم لِيَكونَ فيهِم فَرَحي التَّامّ.

 

الحرائق تجتاح بلدات جبيل الساحلية وتطويق حريق كبير في بلاط

وطنية - 6/11/2007 (متفرقات) اجتاحت مساء اليوم سلسلة من الحرائق بلدات جبيل الساحلية، فقد شب حوالي السادسة من مساء اليوم حريق كبير في احراج وطى البان في بلدة بلاط - جبيل حيث شوهدت السنة النار من مسافات بعيدة وقد امتدت على مساحة 20 الف متر مربع واتت على اشجار الزيتون والسنديان وتهدد الخيم الزراعية البلاستيكية, ويعمل الجيش اللبناني بمؤازرة اطفائيات الدفاع المدني في جبيل على محاصرة النيران واخمادها. وافاد رئيس مركز الدفاع المدني في جبيل شكيب غانم انه تم تطويق الحريق في السابعة والنصف من هذا المساء وتعمل عناصر الدفاع المدني بمشاركة الجيش اللبناني على تبريده ومن المتوقع اخماده قبل منتصف الليل. وكان الدفاع المدني قد اخمد مساء حريقين في نهر ابراهيم قرب مفرق الكابلات وفي وادي الفيدار، واقتصرت اضرارهما على اشتعال الاعشاب اليابسة والاشجار الحرجية.

 

الجيش والدفاع المدني والاهالي تمكنوا من اخماد الحريق في قضاء زغرتا

وطنية - 6/11/2007 (سياسة) افادت مندوبة "الوكالة الوطنية للاعلام" فيرا يمين انه عند السادسة والنصف من مساء اليوم، تمكنت فرق الدفاع المدني بمؤازرة الجيش اللبناني من اخماد الحريق الكبير الذي امتد من منطقة وادي الريحان حتى تخوم جبل تربل في قضاء زغرتا - الزاوية، مرورا ببلدتي بيت عبيد وبيت عوكر، حيث تطوع الاهالي في مساعدة عناصر الجيش والدفاع المدني على اطفاء الحرائق التي لامست البيوت واتت على ما يوازي 400 الف متر من اشجار السنديان والزيتون وكروم العنب. وعند الثامنة مساء عمدت عناصر من الدفاع المدني الى تبريد الرماد والاشجار المحترقة كي لا يتجدد الحريق ليلا في حال استمر الطقس على ما هو عليه من حرارة مرتفعة ومصحوبة بالهواء الساخن.

 

احراج لبنان مجددا في مرمى السنة اللهب بفعل ارتفاع درجات الحرارة واشتداد الرياح

وطنية- 6/11/2007 (متفرقات) يستمر مسلسل الحرائق في مختلف المناطق اللبنانية بفعل ارتفاع الحرارة واشتداد سرعة الرياح، وفي هذا الاطار شب حريق عند الواحدة من بعد ظهر اليوم في منطقة وادي الريحان في بلدة اردة قضاء زغرتا, وعند الثانية استعرت النيران لتصل السنتها الى منطقة جبل عبيد وتخوم بلدة بيت عوكر, فسارع الاهالي الى مغادرة بيوتهم خوفا من الاختناق, وبحسب الاهالي فان الحريق اتى على مساحة 200 الف متر من الزيتون والسنديان, وبفعل انعدام وجود ممرات زراعية تعذر على فرق الدفاع المدني اطفاء الحرائق بالسرعة المطلوبة اضافة الى عدم توافرالعدة بسبب توزع الفرق على مناطق عدة. ووصلت عند الساعة الرابعة طوافة الى منطقة الحريق في ارده- بيت عبيد وبيت عوكر للمساعدة على اهماد النيران بعدما تعذر على الدفاع المدني اهمادها بفعل سرعة انتشارها. وقد هددت النيران الاهالي كونها امتدت الى داخل بلدة بيت عوكر وتكاد تهدد جبل تربل الذي يعتبر من اجمل المناطق الخضراء في لبنان. كذلك اندلع حريق في بلدة كفرحوره زغرتا اتى على مساحة 20 الف متر مربع من الزيتون والسنديان وعملت عناصر من الدفاع المدني على اهماده بالتعاون مع عناصر الجيش اللبناني وطالب اهالي البلدة باستقدام طوافة قبل امتداده الى الاماكن السكنية.

بتخنيه

واتى الحريق الذي شب في الحرج الواقع بين بلدتي بمريم - وبتخنيه على مساحات واسعة من الاراضي الزراعية والحرجية خصوصا اشجار الصنوبر, وساهمت الرياح في امتداد النيران الى مساحات واسعة, وعملت فرق الدفاع المدني المتواجدة في منطقة المتن الاعلى وبمساعدة سيارات الاطفاء من منطقة عالية على اخماد الحريق بمشاركة عناصر من الجيش اللبناني وطوافات الجيش المهجزة لاطفاء الحرائق. ومن المعروف ان هذه المنطقة والتي تعرف "بوادي لامارتين" هي من اكثر المناطق المزروعة بأشجار الصنوبر الذي يعتبر من اهم المصادر الاقتصادية لابناء المنطقة.

 

البطريرك صفير استقبل موفد النائب الحريري وسلامه وابو عاصي وهيئات

وطنية- 6/11/2007(سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير بعد ظهر اليوم في الصرح البطريركي في بكركي, مدير مكتب النائب سعد الحريري نادرالحريري موفدا من قبله. وكان البطريرك صفيراستقبل على التوالي:الوزير السابق يوسف سلامه, الامين العام لحزب الوطنيين الاحرار الدكتور الياس ابوعاصي،الامين العام السابق للرابطة المارونية الدكتور خليل كرم فالمحامي يوسف سعادة القيادي في تيار "المردة".

 

حسن التقى محفوض ورأس الاجتماع الدوري للمجلس المذهبي:نأمل بانتخاب رئيس بما يتلاءم وطموحـــــــات اللبنانيين

المركزية - أعرب المجلس المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز عن أمله بأن تتوّج الاتصالات السياسية والعربية والدولية بإجراء الانتخابات الرئاسية وفق الأصول وأن يتم انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية بما يتلاءم مع طموحات اللبنانيين وتطلعاتهم نحو قيام الدولة القوية القادرة، وأسف لانحدار لغة التخاطب السياسي إلى المستوى الذي يتجاوز حدود اختلاف الرأي والنقاش الواقعي.

عقد مجلس ادارة المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز اجتماعه الدوري برئاسة شيخ العقل نعيم حسن وأصدر البيان التالي:

أولا: توقف المجلس عند حركة الاتصالات السياسية والعربية والدولية الهادفة للمساعدة في إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري والساعية لمنع تعطيل هذه المحطة المفصلية في تاريخ لبنان من أي جهة أتت. وأعرب المجلس عن أمله بأن تتوّج هذه الاتصالات بإجراء الانتخابات الرئاسية وفق الأصول وأن يتم انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية بما يتلاءم مع طموحات اللبنانيين وتطلعاتهم نحو قيام الدولة القوية التي يستطيعون من خلالها العيش باستقرار وأمان بعيدا عن الخوف والقلق.

ثانيا: يُعرب المجلس عن قلقه البالغ لاستمرار مخيّم الاعتصام المفتوح في وسط بيروت على الرغم من اتساع مطالبة القيادات بإزالته، وارتفاع أصوات المتضررين في أرزاقهم وممتلكاتهم ضد بقائه، وانكشاف مدى سوء آثاره على تفاقم الأزمات الاقتصادية والمعيشية بل والوطنية، ما يدعو إلى المطالبة برفعه كأشارة إيجابية لباقي الشركاء في الوطن.

ثالثا: يبدي المجلس عميق أسفه إزاء انحدار لغة التخاطب السياسي إلى المستوى الذي يتجاوز حدود اختلاف الرأي والنقاش الواقعي. إن هذا المنحى يتنافر بشكل صارخ مع ما يتوجّب أن تحافظ عليه تقاليد المشاركة في الحياة السياسية والديموقراطية في لبنان.

إن سياسة التلاعب والتوجيه الإعلامي لا يمكن أن تطال في نهاية المطاف هامات قيادات وطنية راسخة في تاريخها اللبناني والعربي والدولي المعروف، بل إن من شأنها فقط أن تسيء إلى الذين اتخذوها نهجًا يوميا مخالفين بذلك أصول النقاش والخلاف السياسي الذي يتوجب أن يهدفا دومًا إلى خدمة المصلحة الوطنية العليا.

رابعا: إزاء مشهد رزوح غالبية الشعب اللبناني تحت وطأة العوائق الحائلة دون الدورة الناشطة لعجلة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، فإنه لا يسع المجلس إلا دعوة كافة الأطراف السياسية إلى العمل على فصل التجاذبات والخلافات السياسية عن الملف الاقتصادي منعا لمزيد من الانعكاسات السلبية عليه، والتي من شأنها أن تطال، بنتائجها الخطيرة، كل الشرائح اللبنانية من دون استثناء.

خامسا: يشكر المجلس جهود الحكومة و وزارة المهجرين والصندوق المركزي التي أثمرت القيام بدفع التعويضات المالية استكمالا للمصالحة التاريخية في كفرمتى، مما يشكل خطوة متقدمة للمضيّ قدُمًا باتجاه طي هذه الصفحة الأليمة والانتهاء من والانتهاء من ملفها نهائيا، خصوصًا إذا ما استكمل سعي الحكومة في هذا السبيل لإنجاز الملفات العالقة، لا سيما في عبيه وعين درافيل والبنيه وبريح وسواها.

استقبالات: وكان الشيخ حسن استقبل في دار الطائفة رئيس "حركة التغيير" المحامي ايلي محفوض الذي صرّح على الاثر: "ان سماحة شيخ العقل هو جزء من القيادات الروحية التي تدعم مسيرة "ثورة الارز" وتدعم المبادئ والمسلّمات التي تقودها قوى 14 آذار, والموضوع الرئاسي كان الاهم في البحث وكان هناك اتفاق كامل لجهة وجوب ان يتم هذا الاستحقاق في موعده دون اي ابطاء او تأخير, وسماحته متخوف لا شك على حياة النواب خصوصا وان مصير البلد بات معلقاً عليهم.

وتابع: "ان البعض يحاول استغلال الظروف الحالية اذ ان المؤشرات بدأت تدل على اقدام مخربين في محاولة لتعطيل هذا الاستحقاق بغية اما قطع الطريق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية عبر تشكيل حكومة غير دستورية وغير شرعية لتجسيد ارادة النظام السوري وهذا ما لا نقبل به، واما في اللجوء الى انتخاب رئيس له امتداداته السورية ما يعني قتل الشهداء الذين سقطوا بدءاً من محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة ووصولاً الى اغتيال النائب انطوان غانم مرة ثانية، لذا من غير المقبول التهاون بهذا الموضوع او الرضوخ للتهديد الحاصل اليوم والقبول برئيس امر واقع يمثل الارادة السورية".

اضاف: "الوزراء والنواب وقيادات 14 آذار بخطر ولكن هذا لن يمنع من الاستمرار حتى الوصول الى رئيس جمهورية يكون من قوى 14 آذار".

وقال محفوض: "لدينا ثقة كبيرة بقوى الامن الداخلي وبقيادة الجيش وخصوصا بعد البيان الاخير لها الذي اراح الاجواء. مشيرا الى انه ووفق القراءات السياسية يوجد سيناريو بشع لدى من يحاول تعطيل الاستحقاق الرئاسي ولا سيما النظام السوري لخلق اكبر عدد ممكن من البلبلة والتفجيرات لا تطال نواب وقيادات 14 آذار فحسب بل استهداف بعض المجمعات الكبيرة، داعيا لأن يكون كل مواطن خفير حتى الوصول الى الانتصار الكبير".

 

بري استقبل سفيري اميركا واليونان

عيتاني: لا بديـــــل عن التوافق

المركزية - استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري قبل ظهر اليوم في عين التينة السفير الاميركي في لبنان جيفري فيلتمان وعرض معه التطورات على مدى ساعة كاملة في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في حركة "امل" علي حمدان. وبعد اللقاء لم يشأ السفير الاميركي الادلاء بأي تصريح. ثم استقبل السفير اليوناني في لبنان بانوس كولوجيرو بولوس في حضور النائب علي بزي وحمدان وجرى عرض للتطورات في لبنان والعلاقات اللبنانية - اليونانية. وسلم السفير للرئيس بري رسالة عن رئيس البرلمان اليوناني ديمتريوس سيوفاس شكره فيها على تهنئته. واكد على تعزيز العلاقات بين البلدين وتطوير التعاون في البرلمان اليوناني ومجلس النواب اللبناني. واستقبل بعد الظهر الاب يوسف مونس فالنائب السابق بهاء الدين عيتاني الذي قال: "تشرفت بلقاء الرئيس بري، في هذه المحنة التي تمر بها البلاد، ومن الواضح للجميع ان البلاد امام خيارين اليوم، اما التوافق واما الفوضى والفراغ، ومن المؤكد نحن مع مبادرة الرئيس بري للوصول الى التوافق على اسم الرئيس العتيد، ونحن نثمر كل الجهود الكثيرة التي يبذلها جميع السياسيين، وغبطة البطريرك في سبيل الوصول الى هذا الوفاق.

ان الوفاق ليس جديدا على اللبنانيين الذين اختلفوا في السابق، وفي النهاية كان خيارهم التوافق بعد مل الحروب التي حصلت وشعار لا غالب ولا مغلوب هو شعار تاريخي عند اللبنانيين. ومن هذا المنطلق نقول لا شيء يعلو على التوافق، وان الديموقراطية والاصلاح الاعظم هو ما يتفق عليه اللبنانيون، وهو السبيل الى الخلاص. وابرق الرئيس بري الى رئيس البرلمان البولوني برونيسكو كورمورموسكي مهنئاً بانتخابه وتلقى برقية شكر من وزير العدل المغربي عبد الواحد الراضي.

 

السنيورة عـرض مع بيدرسون الاوضاع والتقى اللجنة الوطنية للحوار وسليم صفير

المركزية - عرض رئيس الحكومة فؤاد السنيورة بعد ظهر اليوم في السراي مع الممثل الخاص للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسون الاوضاع خصوصا في الجنوب في حضور المستشارين محمد شطح ورولا نور الدين. ثم استقبل رئيس مجلس ادارة بنك بيروت سليم صفير وعرض معه شؤون مصرفية. والتقى الدكتور محمد قبيسي الذي قدم له كتابه الاخير.

اللجنة الوطنية للحوار: وكان الرئيس السنيورة استقبل اللجنة الوطنية الاسلامية - المسيحية للحوار وهم حارس شهاب، محمد السماك، كميل منسى، عباس الحلبي، الدكتور علي الحسن، الدكتور ميشال عبس وجان سالمانيان.

بعد الاجتماع ادلى امين عام اللجنة الامير حارس شهاب بالتصريح الآتي: "الوقت يضيق، وقد دخلنا الاسبوع الحاسم وفي نهايته سيتقرر المسار الذي سيتبعه لبنان، بأكبر وفاق ممكن، فنستعيد البوصلة الوطنية التي اضعناها ونتمكن من الابحار بأمان وسط الاعاصير التي تشهدها المنطقة التي تحيط بنا، وإما الدخول في دائرة الخطر الشديد بعد إمعان الاحقاد في هدم دولة يصارع البعض للسيطرة عليها، مع ازدياد القلق على المصير عند المواطنين وتنامي الشعور لديهم بأن بقاء لبنان كدولة مرتبط بإتمام استحقاق رئاسة الجمهورية ضمن المهل ووفق الاصول الدستورية. إن عدم الانتخاب لا يشكل فقط ضربة لموقع المسيحيين في النظام السياسي، بل مدخلا لحال من الفوضى والخراب وعدم الاستقرار تطول الجميع.

لقد كان الاستحقاق الرئاسي من زملائي في اللجنة الوطنية المسيحية - الاسلامية للحوار وانا، مع دولة الرئيس السنيورة في صلب لقائنا اليوم، كذلك استشرفنا سبل إعطاء قوة دفع جديدة لمساعي الوفاق، عبر توسيع مروحة المشاورات المكثفة، وإعطاء أكبر فسحة ممكنة للقاءات الداخلية والمبادرات، ولا سيما مبادرة بكركي، حتى نخرج من فكرة لبنان الساحة المستباحة لصراعات الغير على أرضها، بعدما جال الموضوع اكثر من اللزوم على مختلف العواصم الاقليمية والعالمية.

نحن في حاجة ماسة الى رئيس يستعيد الجمهورية ويشيع جوا من المصالحة والثقة والطمأنينة بين اللبنانيين ويعزز أسس الحوار والتفاهم في ما بينهم ويرشدهم الى البحث عن حلول لقضاياهم الداخلية الخلافية.

ولقد لمسنا لدى دولة الرئيس السنيورة، وهو معروف بحكمته وحسن درايته، كل حرص على صون الدولة ومؤسساتها والعمل على اتمام لاستحقاق ليصبح منطلقا للاستقرار السياسي ولقيامة لبنان جديد نطمح كلنا للوصول اليه كي يستعيد مكانته ورسالته بين الامم".

 

 مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك يفتتح دورته الاثنين

 المركزية - صدر عن الامانة العامة لمجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان البيان الآتي: "يفتتح مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان دورته الحادية والاربعين يوم الاثنين 12 تشرين الثاني 2007، وذلك حسب المعلومات الآتية:

الموضوع: متابعة الدورة الاستثنائية "الكنيسة والتمويل" ومواضيع ادارية متنوعة.

الزمان: من الاثنين 12 حتى الخميس 15 تشرين الثاني 2007.

المكان: البطريركية المارونية - بكركي.

جدول اعمال يوم الاثنين 12 الجاري:

الجلسة الاولى: افتتاح (جلسة علنية مفتوحة للصحافة): 9،00 صلاة بدء الدورة.

كلمة الافتتاح لصاحب الغبطة نيافة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير الكلي الطوبى، رئيس المجلس.

كلمة السفير البابوي في لبنان المونسنيور لويجي غاتي.

عرض جدول اعمال الدورة ومنهجيتها.

الجلسة الثانية: شؤون ادارية (جلسة مغلقة).

منسق الجلسة: سيادة المطران رولان ابو جودة.

9،45 توجيه برقية الى قداسة البابا.

تقرير هيئة المجلس التنفيذية لسيادة المطران رولان ابو جودة.

عرض البيان المالي السنوي للمجلس للعام 2007، وإقرار موازنة العام 2008.

انشاء لجنة لصياغة البيان الختامي.

الصورة التذكارية.

11،00 استراحة.

الجلسة الثالثة: شؤون ادارية (جلسة مغلقة)

منسقة الجلسة حضرة الام دانيللا حرّوق.

11،30 نتائج عمل المتابعة والتنسيق بين الـ ONG في لبنان.

12،00 صندوق دعم التعليم في المدارس الكاثوليكية LEAF.

12،45 مشروع تخصيص نسبة مئوية من مداخيل الاوقاف لمساعدة المحتاجين.

13،30 صلاة الختام، البيان الصحفي الاول.

ملاحظة: ان جلسات الدورة مقفلة، ما عدا جلسة الافتتاح، ويصدر عن المؤتمرين يوميا بيان صحافي الاولى والنصف ظهرا. كذلك سيصدر في نهاية الدورة بيان ختامي وذلك يوم الخميس 15 الجاري في الاولى والنصف ظهرا.

 

السفير يوسف وصل الى بيروت وزارالرئيس السنيورة ويلتقى لاحقا رئيس مجلس النواب وعددا من القيادات

وطنية - 6/11/2007 (سياسة) وصل عند الثالثة من بعد ظهر اليوم الى مطار رفيق الحريري الدولي, مساعد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى السفير هشام يوسف في زيارة الى بيروت تستمر حتى الغد. ومن المطار انتقل السفير يوسف الى السراي الحكومي حيث استقبله رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في حضور مساعد الامين العام للجامعة العربية السفير عبد الحمن الصلح و المستشارين محمد شطح ورولا نور الدين. كما سيلتقي يوسف رئيس مجلس النواب نبيه بري وعددا من الشخصيات والقيادات السياسية اللبنانية. وكان في استقباله على ارض المطار ممثل وزارة الخارجية اللبنانية سليم بدورة والسفير الصلح والسيد ياسر عطوي المستشار في السفارة المصرية، ولم يدل يوسف بأي تصريح في المطار ، مشيرا الى "انه سيتحدث الى الصحافين بعد لقائه الرئيس السنيورة".

 

 الرئيس الجميل عرض التطورات مع راغاليني والسفير فيلتمان

وطنية- 6/11/2007 (سياسة)إستقبل الرئيس أمين الجميل في دارته في بكفيا عند الواحدة ظهر اليوم مدير دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الإيطالية سيزار راغاليني يرافقه السفير الإيطالي غابريال كيكيا. وحضر اللقاء مستشار الرئيس الدكتور سليم صايغ وعضو المكتب السياسي الكتائبي وليد فارس. وتم خلال اللقاء التباحث في ضرورة إتمام الإستحقاق الرئاسي وإيجاد مخرج للأزمة وتجنيب البلاد الفراغ.

السفير الاميركي

وإستقبل الرئيس الجميل عند الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم السفير الأميركي جيفري فيلتمان وتم خلال اللقاء البحث في الأوضاع العامة. وغادر فيلتمان من دون الإدلاء بأي تصريح.

 

توضيح من الامن العام :الاشكال بسبب افضلية المرور ولا خلاف شخصي

وطنية - 6/11/2007 (امن) صدر عن المديرية العامة للامن العام، البيان الآتي: "وقع بتاريخ 6/11/2007 اشكال بسبب افضلية المرور بين ضابط في الامن العام واللبناني ايلي غريب، وقد وضع القضاء العسكري يده على التحقيق الذي يجرى حاليا من قبل هذه المديرية، علما ان الحادثة غير مرتبطة بأي خلافات شخصية سابقة خلافا لما ورد في بعض وسائل الاعلام".

الرئيس بري استقبل السفيرين الاميركي واليوناني والاب مونس

عيتاني: خيار اللبنانيين التوافق والوفاق ليس بجديد عليهم

وطنية - 6/11/2007 (سياسة) استقبل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري قبل ظهر اليوم، في عين التينة، السفير الاميركي جيفري فيلتمان في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في حركة "أمل" علي حمدان واستمر الاجتماع ساعة كاملة لم يدل السفير فيلتمان بعدها بأي تصريح.

سفير اليونان

ثم استقبل السفير اليوناني في لبنان بانوس كولوجيروبولوس في حضور النائب علي بزي وحمدان وجرى عرض للتطورات في لبنان والعلاقات اللبنانية - اليونانية. وسلم السفير كولوجيروبولوس للرئيس بري رسالة من رئيس البرلمان اليوناني ديمتريوس سيوفاس شكره فيها على تهنئته، واكد تعزيز العلاقات بين البلدين وتطوير التعاون بين البرلمانين اليوناني واللبناني.

الاب مونس

واستقبل الرئيس بري بعد الظهر الاب يوسف مونس.

عيتاني

ثم استقبل النائب السابق بهاء الدين عيتاني الذي قال بعد اللقاء:" تشرفت بلقاء دولة الرئيس نبيه بري، في هذه المحنة التي تمر بها البلاد، ومن الواضح للجميع ان البلاد امام خيارين اليوم، اما التوافق واما الفوضى والفراغ، ومن المؤكد نحن مع مبادرة دولة الرئيس نبيه بري في سبيل الوصول الى التوافق على اسم الرئيس العتيد، ونحن نثمن كل الجهود الخيرة التي يبذلها جميع السياسيين، وغبطة البطريرك (مار نصرالله بطرس صفير) في سبيل الوصول الى هذا الوفاق".

اضاف: "ان الوفاق ليس بجديد على اللبنانيين الذين اختلفوا في السابق، وبالنهاية كان خيارهم التوافق بعد كل الحروب التي حصلت وشعار لا غالب ولا مغلوب هو شعار تاريخي عند اللبنانيين. ومن هذا المنطلق نقول لا شيء يعلو على التوافق، وان الديموقراطية والاصلاح هو ما يتفق عليه اللبنانيون، وهو السبيل الى الخلاص".

برقيتان

وابرق الرئيس بري الى رئيس البرلمان البولوني برونيسكو كومورموسكي مهنئا بانتخابه, وتلقى برقية شكر من وزير العدل المغربي عبد الواحد الراضي.

 

جعجع بحث مع موفد وزير الخارجية الايطالي في الاستحقاق الرئاسي: لن نقبل بأن يمر 25 تشرين الثاني دون انتخاب رئيس جديد للبنان

وطنية-6/11/2007(سياسة) استقبل رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع, في معراب مدير شؤون الشرق الاوسط والمتوسط موفد وزير الخارجية الايطالي الخاص سيزاريه راغالييني, وتم البحث في مسالة الاستحقاق الرئاسي, وحضر اللقاء السفير الايطالي غبريال كيكيا ومسؤول العلاقات الخارجية المحامي جوزف نعمه. اثر اللقاء الذي استمر ساعة كاملة غادر راغالييني دون الادلاء بأي تصريح. فيما نقل الدكتور جعجع أجواء اللقاء الذي تركز بشكل مباشر على الانتخابات الرئاسية,وقال انه أطلع "راغالييني" على كل الجهود المبذولة للوصول الى توافقٍ معين "ولكن الفريق الآخر لم يتجاوب وأصر على مرشحين اما من الحقبة السابقة واما لا يتمتعون بمواصفات رئيس الجمهورية". وجدد جعجع التأكيد على تعزيز الجهود "للتوصل الى تفاهمٍ ما مع أفرقاء 8 آذار ولكن في نهاية المطاف ومهما كانت الظروف لن نقبل بأن يمر موعد 25 تشرين الثاني دون انتخاب رئيس جديد للبنان".

 

الوزير فتفت: الجيش سيكون بجانب الشرعية المتمثلة بالحكومة والتسلح سيؤدي الى فتنة داخلية يتحمل "حزب الله" مسؤوليتها

وطنية- 6/11/2007 (سياسة) أكد وزير الشباب والرياضة الدكتور أحمد فتفت في حوار مباشر مع مغتربين لبنانيين عبر الغرفة الرسمية ل"تيار المستقبل" على ال"بال توك" ان "موقع رئاسة الجمهورية هو رمز لسيادة لبنان وعنصر أساسي للتوازن الداخلي, وأي فراغ في هذا الموقع مرفوض لأنه يخل بهذا التوازن". ولفت الى "ان ما يريده تيار المستقبل هو رئيس يمثل أكبر فئة من اللبنانيين، ولذلك سوف تصب كل الجهود في هذا المجال لوضع البلاد على الخط الصحيح".

وقال: "إننا في تيار المستقبل منفتحون على جميع الاطراف في خدمة مصلحة البلد، ولكن اذا استمرت المعارضة في أخذ البلاد نحو الفراغ الرئاسي فسنكون مضطرين مع حلفائنا الى انتخاب رئيس للجمهورية باكثرية النصف زائدا واحدا".

وردا على سؤال عما تعنيه المعارضة بأن الخيارات جاهزة وان "حزب الله" قد أعد العدة في حال انتخاب رئيس الجمهورية باكثرية النصف زائدا واحدا، قال: "إذا كان حزب الله يعد العدة من اجل مواجهة ديموقراطية ودستورية فأهلا وسهلا, أما إذا كان الاعداد من أجل تحرك في الشارع فقد أثبتت الاحداث عدم جدواها، كما أثبتت أن الشارع يقابله شارع. وإما اذا كان الاعداد لاشعال فتنة داخلية فسوف نتصدى لها ولن نقبل ابدا بتجاوز الدولة والمؤسسات الدستورية".

وشدد على "أن الجيش لن يقف على الحياد بل سيقف حيث يجب ان يقف، بجانب الشرعية المتمثلة في الحكومة".

وسئل الوزير فتفت هل هناك نية لترشيح النائب سعد الحريري لمنصب رئاسة لوزراء، فأجاب بأنه وزملاءه جميعا اعضاء في "تيار المستقبل"، "وهو تنظيم سياسي ديموقراطي برئاسة الشيخ سعد الحريري، وإن التيار يتخذ قراراته وفق ما تقتضيه مصلحة البلاد التي تأتي دوما ضمن أولويات التيار".

كما طمأن المشاركين الى أن "لا نية في تعديل الدستور من اجل انتخاب قائد الجيش رئيسا للبلاد".

ورد الوزير فتفت بالإيجاب على ما يشاع عن تسلح فئات لبنانية موالية ل"حزب الله"، لافتا الى "ان تلك المجموعات تدعي تجهيز نفسها للدفاع عن المقاومة، مع العلم انها لا تمت الى المقاومة بشيء. وان التريث في اتخاذ اي اجراءات بحق تلك المجموعات نابع من وضع مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات وتجنيبه الفتن".

وأعلن الوزير فتفت أن لديه معلومات أكدها مسؤولون أمنيون في مجلس الوزراء مفادها أن "حزب الله" يقوم بتسليح افراد من المعارضة لتكون هي الواجهة بدلا منه في اي مواجهة محتملة. واعتبر "ان هذا التسلح سيؤدي الى فتنة داخلية يتحمل حزب الله مسؤوليتها". كما شدد على "ان النظام السوري قد تأصل فيه الإرهاب وبات لا يكف عن ترهيب اللبنانيين بهدف اجبارهم على التنازل عن المحكمة الدولية". ودعا الى "مواجهة هذا بالإصرار والتمسك بالمحكمة دولية لأنها الضمان الوحيد لنحمي حقوقنا ولنوقف هذا النظام السوري عن ممارسة الإرهاب، والتي كان آخر فصولها التخطيط لإغتيال رئيس حكومة لبنان فؤاد السنيورة ورئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري".

وسأل الوزير فتفت "لماذا نستغرب ما يفعله النظام السوري بالشعب اللبناني من تنكيل وترهيب؟ فهذا النظام قد عذب شعبه وقتله. لقد أصبحنا على معرفة تامة بطريقة تفكير النظام السوري وعمله السياسي، فهو يلجأ الى تصفية كل من يعارضه، وفي مقدمهم كل من يعمل من اجل سيادة لبنان وشرعيته".

وختم مذكرا "بأن الديكتاتوريات قد انهارت أمام الديموقراطية، وقد انتهت الى مزبلة التاريخ. اما الأحرار الذين آمنوا بالحرية والديموقراطية فهم الذين نجحوا، وأنا واثق من أن الانتصار آت لا محالة".

 

الجغرافيا والإستحقاق الرئاسي لماذا نُصِح مكاري بالبقاء خارجاً?

كتب المحلل السياسي:الأنوار

هل دخل الإستحقاق الرئاسيّ في مرحلة بات يحتاج فيها إلى (خارطة طريق جغرافية) لإنجازه? بسرعة قياسيَّة إنتقل الجدل من (إشكالية النصاب) بالثلثين أو بالنصف زائداً واحداً إلى (إشكالية الجغرافيا)، أي أين ستُعقَد جلسة الإنتخاب. تلقائياً يأتي الجواب أن الجلسة يُفتَرَض أن تنعقد في مبنى مجلس النواب في ساحة النجمة. لكن هذه الفرصة تواجهها العقبات التالية: - قرار رئيس مجلس النواب بإقفال القاعة العامة ما لم يَدعُ هو شخصياً إلى الجلسة، وقد أثبت الرئيس بري أنّه قادرٌ على الإقفال حين عمد إلى إقفال البرلمان لدورتين عاديتين، أي لستة أشهر، وهذا ما لم يحدث إلا في الدول التي أعلنت الأحكام العُرفيَّة. - حتى لو حاول نواب 14 آذار النزول عنوةً الى مجلس النواب فإن مخاطر إنتقالهم من فندق فينيسيا إلى ساحة النجمة كبيرة جداً، كما ان هناك مخاطر تُحيط ببقية نواب قوى 14 آذار الذين لا يُقيمون في فينيسيا بل في منازلهم، وبعضهم في الخارج وحتى لو وصلوا الى البرلمان وانتخبوا رئيساً، فلا شيء يجعلهم مطمئنين إلى سلامة خروجهم من ساحة النجمة. واذا جرت عملية الانتخاب وحضور الرئيس المنتخب في اليوم ذاته، لإلقاء خطاب القَسَم، واداء اليمين الدستورية، فكيف سيصل الى ساحة النجمة إذا لم يكن نائباً?

لهذه الإعتبارات، يصعب انعقاد الجلسة في ساحة النجمة. وهنا يبدأ وضع خارطة الطريق، لكن المعروف في (عِلم الأمن) أن السريّة وعنصر المفاجأة عاملان لا بد من أخذهما بعين الإعتبار لنجاح الخطوة. وبهذا المعنى لا يُعقَل أن يُكشَف النقاب عن المكان منذ الآن، لكن الإحتمالات غير مستعصية، فهناك فندق فينيسيا حيث تنزل (أكثرية الأكثرية) وبالإمكان أن ينضم إليها الآخرون وعلى رأسهم نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الذي (نُصِح) بالبقاء خارج لبنان إلى حين موعد الجلسة، لأن المصادفات شاءت أن يكون الأكثر تهديداً بسبب دوره المحوري في إنجاز عملية الإنتخابات.

وتقول مصادر الأكثرية ان هذه الخطوة، إذا تمت، ستكون دستوريَّة مئة في المئة لأن أكثر من رئيس جرى إنتخابه خارج ساحة النجمة، فالرئيس الياس سركيس إنتُخِب في قصر منصور، والرئيس الياس الهراوي إنتُخب في فندق بارك أوتيل في شتورا، والرئيس رينيه معوض إنتُخب في مطار القليعات، والرئيس بشير الجميل إنتُخِب في ثكنة للجيش اللبناني في الفياضيَّة، وعليه فإن (الجغرافيا الرئاسيَّة) ستتحكَّم هذه المرة أيضاً بالإستحقاق الرئاسي

 

ديبلوماسية (الرسائل) وسياسة الخيار

رفيق خوري

لا سابق لكثافة (الرسائل) الموجهة الى سوريا في موضوع لبناني: الاستحقاق الرئاسي. بعضها يحمل توقيع واشنطن الباحثة عن (نصر سياسي) في لبنان ضمن لعبتها الواسعة في الشرق الأوسط، بصرف النظر عن الأحمال الثقيلة على كتفي الوطن الصغير المتعب. وبعضها الآخر يحمل توقيع باريس الباحثة عن توافق يحفظ رأس لبنان وقت تغيير الدول. وأحدثها رسالة أميركية - فرنسية - عربية وضعتها الوزيرة رايس على طاولة اللقاء الوزاري السباعي في اسطنبول وحددت (ما هو غير مقبول وما هو غير قابل للتفاوض). أما اللغة، فانها (حازمة) في ما هو معلن، و(ناعمة) في ما هو وراء الأبواب المغلقة. وأما شعار عدم التدخّل في الشؤون اللبنانية، فانه يحمل مفارقة مثلثة: من جهة دعوة دمشق الى عدم التدخّل، ومن جهة ثانية مطالبتها بالتدخّل لدفع حلفائها الى تسهيل الاستحقاق الرئاسي، ومن جهة ثالثة ممارسة الجميع أقصى حدّ من التدخّل، وسط الكلام على ترك الحرية للبنانيين. وكالعادة، فان القراءة في الرسائل لها وجهان: أولهما الاعتراف بدور محوري لسوريا بعد عامين على انسحابها من لبنان، بحيث أصبح الاستحقاق الرئاسي فرصة للثأر من القرار .1559 وثانيهما ان تشجيعها على أن تكون (طرفاً في الحلّ) يتضمن في الوقت نفسه اعتبارها (طرفاً في المشكلة) ووضعها في مواجهة المجتمع الدولي والعربي. وما اختبره أصحاب الرسائل هو صعوبة أن تسلم دمشق بالمعادلة التي مختصرها: أعطونا في لبنان وخذوا خارجه. لكن هناك مَن يوحي الآن أن تعديلاً طرأ على المعادلة. ففي الكواليس أحاديث عن أسماء من الوزن الخفيف يُقال إن التشاور العربي والأوروبي بدأ حولها. لا بل يُقال إنها قد تكون في حقيبة الرئيس ساركوزي الذي يلتقي اليوم الرئيس جورج بوش ولا أحد يعرف مَن يقنع مَن، وربما على الطاولة في أول اجتماع من نوعه بين الملك عبدالله والبابا بنديكتوس السادس عشر في الفاتيكان.

  صدّق أو لا تصدّق. ولكن، ماذا تتوقع القيادات اللبنانية حين تعجز عن التفاهم وتتخلى عن دورها في الخيار سوى أن يتقدم الآخرون الى موقع الخيار? وما هي الترجمة العملية للاهتمام العربي والدولي باتمام الاستحقاق الرئاسي واعتباره محطة على طريق الاستقرار في لبنان والمنطقة. أليست خطوة أبعد من (رسالة الأمل) التي بعث بها وزراء الخارجية الفرنسي والايطالي والاسباني الى الجميع عبر مقال مشترك? أليس أهم ما في المقال، بعد التذكير بالعيش المشترك الذي هو بتجربته (رسالة لبنان للشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط والعالم)، اختصار المواصفات المتعددة المطلوبة في الرئيس بعبارة واحدة معبرة: (انتخاب رئيس يعيد السلطة الى المنصب)?

 

غموض يكتنف مناورات «حزب الله» وأوروبا لن تسحب قواتها من «يونيفيل»

نيويورك , بيروت - راغدة درغام- الحياة  - 06/11/07//

انشغلت الأوساط السياسية في بيروت بتتبع أخبار المناورات الاسرائيلية على الحدود والمناورة المضادة التي نفذها «حزب الله» من دون أسلحة ظاهرة نهاية الأسبوع الماضي، وبرصد نتائج التحرك الفرنسي في اتجاه دمشق عبر زيارة موفدي الرئيس نيكولا ساركوزي، لمطالبتها بتسهيل إجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية في موعدها وتفادي الفراغ الرئاسي، قبيل مغادرة الرئيس الفرنسي الى واشنطن من أجل لقاء نظيره الأميركي جورج بوش اليوم، حيث سيبحثان في عدد من القضايا الدولية، وبينها الانتخابات في لبنان.

وتوقفت الأوساط المراقبة في بيروت أمام تسرب أنباء عن تنفيذ «حزب الله» مناورة قضت بتحريك آلاف من عناصره، من دون سلاح ظاهر في الجنوب، لممارسة «تمرين» على التصدي لاحتمال عدوان إسرائيلي، وللرد على مناورات إسرائيلية أجريت الاسبوع الماضي على الحدود مع لبنان.

وفيما أكد مصدر بارز في «حزب الله» لـ «الحياة» هذه الأنباء، وكذلك مسؤول الجنوب في المقاومة الإسلامية الشيخ حسن عز الدين لوكالة اسوشيتدبرس»، فإن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أوضح في تصريح ظهر أمس أن ما جرى «ليس إلا عملية محاكاة داخلية على الورق داخل غرف، لم تترجم على الأرض اللبنانية لا من قريب ولا من بعيد». وإذ اعتبر السنيورة ان «الأفعال والاستفزازات الاسرائيلية هي التي تؤدي الى ما نحن عليه»، أشار الى تنفيذ اسرائيل مناورات على الحدود الجنوبية وفي المناطق المحاذية للجولان السوري... «وهذا كله يعتبر عملاً استفزازياً»، متهماً اسرائيل بالمسؤولية عن «توتير الأجواء». وأكد السنيورة ان «الجيش اللبناني هو المكلف حماية لبنان والتصدي لاسرائيل».

وعلقت الناطقة باسم القوات الدولية (يونيفيل)، في جنوب لبنان ياسمينا يوزايان على هذه الأنباء قائلة: «إن السلطات اللبنانية نفت الخبر، ويونيفيل تؤكد ما ورد عن السلطات اللبنانية وتدعمه. وللقوات المسلحة اللبنانية المسؤولية الأولى في حفظ الأمن في جنوب لبنان، ومنها ضمان خلو المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني من أي عناصر مسلحة او سلاح غير مرخص». واختتمت: «تستمر يونيفيل في العمل، في شكل وثيق، لمساندة القوات المسلحة اللبنانية». كما نفت يوزايان كلاماً نسب في الصحافة اللبنانية الى قائد «يونيفيل»، وقوله خلال لقاءات في بيروت ان الدول الاوروبية المساهمة في «يونيفيل» ستسحب جنودها بسبب «التطورات على الأرض». وتضاربت المعلومات حول موضوع المناورات. وقالت مصادر ديبلوماسية دولية لـ «الحياة» انه في انتظار التأكد من طبيعة الأمور ومما حصل على الأرض، سواء في الجانب الإسرائيلي أو في الجانب اللبناني، فإن المعلومات الواردة تفيد بأن «ما جرى هو تمرين على الورق ولم تظهر تحركات على الأرض لآليات أو عتاد أو عناصر بشرية، وربما يكون تسريب النبأ نوعاً من البروباغندا لتوجيه رسالة مزدوجة لجمهور الحزب وللإسرائيليين بأنه على جاهزية تامة... لكن الأمور لم تحصل كما تم تقديمها للرأي العام».

وإذ استندت المصادر هذه الى تقارير «يونيفيل» والجيش اللبناني، فإن مصادر أخرى رسمية أكدت ما أوضحه المصدر البارز لـ «الحياة» بالقول ان أكثر من 10 آلاف عنصر من «حزب الله» ومناصريه شاركوا في المناورة التي ذُكر انها أُجريت بين يوم الجمعة الماضي ومساء الأحد، وأن الأهالي في بعض المناطق الجنوبية استفسروا من «حزب الله» بعدما أصابهم القلق من تحركاته فكان الجواب ان البحث جارٍ عن متسللين. وأشارت المصادر الرسمية ذاتها الى ان المناورة شملت اثنين من أحياء الضاحية الجنوبية أيضاً، لكنها لفتت الى أن القضية بقيت بعيدة من متناول الإعلام متسائلة عن السبب وراء تسريبها.

وتساءلت أوساط مراقبة عن مدى صلة المناورات بالأزمة السياسية الداخلية في ظل الضغوط الدولية المتصاعدة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده.

وكان المنسق العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون شدد على ان «مسألة تبادل الأسرى (لدى اسرائيل و «حزب الله») يجب ان تجد طريقها الى الحل السريع». ولفت الى «ان هناك مسألة خطيرة هي قضية التسلح التي يجب ان تتوقف نهائياً». وكشف ان «مفاوضات جدية جداً تجرى بين الوسيط الذي عينه الأمين العام للأمم المتحدة و «حزب الله» واسرائيل وليس من حقي أن أعلق عليها». والتقى بيدرسون وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ الذي ابلغه «ادانة لبنان وقلقه من الوتيرة المتصاعدة للخروق الجوية الاسرائيلية».

في غضون ذلك، أكدت الخارجية البريطانية على لسان ناطق باسمها ان لندن ستفتح الأبواب أمام دمشق وتطوّر العلاقات معها إن لعبت «ادواراً إيجابية» في لبنان وفلسطين والعراق. وقال الناطق باسم الوزارة باري مارستون في مقابلة مع «يونايتد برس إنترناشونال» أمس ان هناك «إمكان لإحداث نقلة نوعية في العلاقات البريطانية – السورية»، مبدياً استعداد بلاده «للترحيب بسورية وفتح الأبواب على مصراعيها أمامها اذا غيّرت أداءها في المنطقة في شكل عام ومارست تحركاً واضحاً لإنجاح الانتخابات اللبنانية». ونفى ان يكون مبعوث الحكومة البريطانية الذي زار لبنان أخيراً، مايكل وليامز التقى قيادة «حزب الله»، وشدد على حل لبناني في لبنان من دون تدخل أطراف من جواره.

وفي نيويورك، نفت الحكومة الايرانية في رسالتين متطابقتين الى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، أن تكون قدمت أي دعم عسكري أو تدريبي الى «الجبهة الشعبية - القيادة العامة» لزعزعة استقرار لبنان. وجاءت الرسالتان رداً على ما جاء في تقرير الأمين العام بان كي - مون، بشأن تنفيذ القرار 1559 عن دور لكل من ايران وسورية في تسليح «حزب الله» وفصائل وميليشيات أخرى. وتزامنت الرسالتان مع انعقاد مجلس الأمن أمس في جلسة مغلقة للاستماع الى مبعوث الأمين العام الخاص المكلف مراقبة تنفيذ 1559، تيري رود لارسن، وخصوصاً ما ذكره عن تسريب السلاح عبر الحدود السورية - اللبنانية الى الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية وحول الانتخابات الرئاسية المفترض عقدها هذا الشهر.

وقال السفير الايراني محمد خازائي ان «الادعاءات» وجهت الى ايران «بدون أي أساس» وأن الحكومة الايرانية «ترفضها بشكل قاطع وتشدد على أنها لم تقدم للجبهة الشعبية أي دعم عسكري أو تدريبي، ولم ولن يتزعزع دعم ايران المطلق لاستقرار لبنان وأمنه. وستبقى ايران دائماً ضد أي توتر أو عدم استقرار في هذا البلد». وانتقد السفير الايراني الأمين العام، وقال ان تقاريره «ينبغي أن تتسم بالحياد وتلتزم بالحقائق وتستند الى أدلة ملموسة. ومن ثم، ينبغي للأمين العام أن يتوخى أقصى درجات اليقظة في ما يتصل بمحتويات تلك التقارير، منعاً لتحويلها الى ركيزة للادعاءات المضللة المتحيزة التي لا أساس لها من الصحة والتي يختلقها النظام الاسرائيلي ضد الآخرين». السفير الأميركي زلماي خليل زاد قال لدى مغادرته الجلسة ان الولايات المتحدة توافق على ما جاء في تقرير بان، ولفت الى ان الكثير من معلومات حول تسريب وتهريب الاسلحة الى أطراف في لبنان جاء في رسالة من رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة الى الأمين العام. وقال ان القرار 1559 يطلب نزع سلاح جميع الميليشيات

 

الأسد كان «صريحاً وواضحاً ومباشراً » في اجتماعه مع الموفدين الفرنسيين

باريس تنتظر تنفيذ دمشق «خريطة طريق» وضعتاها لإنجاز انتخابات الرئاسة اللبنانية

باريس - رندة تقي الدين - الحياة  - 06/11/07//

قال مصدر فرنسي مطلع على زيارة مبعوثي الرئيس الفرنسي الى دمشق، الأمين العام للرئاسة كلود غيان والمستشار الديبلوماسي جان دافيد ليفيت، ان اجتماعهما مع الرئيس السوري بشار الأسد كان ايجابياً ومن شأنه أن يحمل أخباراً جيدة للبنانيين، إذا تم تنفيذ «خريطة الطريق» التي وضعت بين الجانبين بشأن الاستحقاق الرئاسي في لبنان. وقال المصدر إن الأسد استقبل الوفد الفرنسي بمودة وصراحة وارتياح وعبّر عن سروره لاستقبال الموفدين اللذين سلّماه رسالة من الرئيس نيكولا ساركوزي، فحواها أن فرنسا لا تريد الاساءة للنظام السوري وأن الأولوية بالنسبة اليها هي استقرار لبنان.

وأضاف ان الوفد أكد ان هذا يمر عبر انتخابات الرئاسة، وأن لسورية دوراً تلعبه وفرنسا تعتمد عليها لكي تجري هذه الانتخابات في ظروف جيدة، وأن هذا يمثل شرطاً بالنسبة الى الجانب الفرنسي. وذكر المصدر أن الاسد كان صريحاً ومباشراً وواضحاً مما أثار تقدير غيان وليفيت، وقال إنه متفق مع فرنسا حول المبادئ وأن سورية مثل فرنسا لن تدخل بلعبة اسماء المرشحين للرئاسة في لبنان. وتابع ان الأسد أكد أن على الرئيس اللبناني الجديد العمل بثقة مع دمشق لأن العلاقة تاريخية وجغرافية بين البلدين.وأوضح الأسد أن سورية ستلعب دوراً ايجابياً مع فرنسا، عبر أصدقائها على الأرض كي يتوصل اللبنانيون الى مرشح توافقي، وأن الرئيس السوري كرر مراراً استخدام تعبير «رئيس توافقي».

ونقل المصدر عن الأسد قوله إن الكلام الأميركي عن سعي سورية الى إحلال الفوضى في لبنان لتتمكن من العودة والغاء المحكمة الدولية غير صحيح، وأن استقرار لبنان من مصلحة سورية وأن الجانب السوري يعرف تماماً انه أول من يدفع ثمن الفوضى في لبنان والأسرة الدولية ستحمّله مسؤولية ذلك. وذكر أن الرئيس السوري أكد انه «ليس من مصلحتنا أن تسود الفوضى في لبنان وأن تتعطل الانتخابات لأن ذلك سيكون مكلفاً بالنسبة إلينا». وقال المصدر إن الأسد التزم ممارسة تأثيره على أصدقائه للتوصل الى توافق، وان الفريق الفرنسي خرج من الاجتماع بانطباع ايجابي نظراً للصراحة والوضوح اللذين اتسم بهما الحديث، ونظراً لخلوه من أي محاذير، وانه تم الاتفاق على «خريطة طريق» للانتخابات الرئاسية، ولم يتخلله تطرق الى اسماء المرشحين لأن ذلك شأن لبناني، وأنه تم الاتفاق على ما يمكن لفرنسا أن تقوم به وما يمكن لسورية أن تقوم به، في اطار مسار يبقى لبنانياً بحتاً. وعما إذا كان هذا يعني معاودة الحوار مع سورية، قال المصدر ان الفريق الرئاسي اتفق مع الأسد على «خريطة طريق» سيرى إذا كانت ستحترم، لأن تنفيذها سيكون نقطة انطلاق للعلاقات السورية - الفرنسية، ولأن فرنسا ليست ساذجة وتترقب تنفيذ هذا الالتزام الايجابي. وحول ما إذا تناول اللقاء موضوع الاغتيالات والعنف في لبنان أجاب المصدر انه تم التطرق اليها. وتابع المصدر ان رئيس تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري تبلغ نتائج اللقاء من ليفيت ووصفه بأنه «مفيد للبنان»، كما وضع الجانب الفرنسي المسؤولين في المملكة العربية السعودية ومصر في صورة مسعاه

 

السبع يوقّع قانون الانتخابات الفرعية

الحياة- 06/11/07//

أعلن وزير الداخلية والبلديات اللبناني حسن السبع أنه وقع قانون الانتخابات الفرعية في بعبدا - عاليه لانتخاب خلف للنائب الشهيد أنطوان غانم، وأحاله على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة «الذي سيوقعه ويرسله الى رئيس الجمهورية» إميل لحود. وأوضح السبع بعدما شارك في اجتماع طارئ رأسه السنيورة خصص لدرس الإجراءات الكفيلة الحد من حوادث السير التي ذهب ضحيتها هذا العام اكثر من 830 شخصاً، بحسب احصاءات جمعية «يازا»، أنه سيطلب من قوى الأمن الداخلي التشدد في تطبيق قانون السير وضبط السيارات المخالفة، مؤكداً أنه سيتخذ تدابير تتعلق بشكاوى عن كيفية منح إجازات السوق، قائلاً: «نحن مررنا بتجارب خاصة في ما يتعلق بمستندات كانت تبرز في الخارج، وحين اكتشفت حالات تزوير وتلاعب في هذه المستندات صارت الدول الأخرى لا تعترف بالمستندات اللبنانية، ونحن لا نقبل أن تلقى رخصة السوق المصير ذاته».

 

مقاومة التطبّع مع لبنان

الياس حرفوش- الحياة  - 06/11/07//

الطبع يغلب التطبع، ليس في العلاقات بين الافراد فقط، بل في علاقات الدول ايضاً. تأمَّل الطريقة التي يتعاطى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع دول البلطيق المجاورة أو مع مناطق نفوذه القديمة في اوروبا الشرقية. فعلى رغم ان هذه الدول نالت استقلالها منذ ما يزيد على 15 سنة، من دون أن يكون ذلك بفضل كرم موسكو، بل بفضل انهيار الامبراطورية السوفياتية المتآكلة من داخلها، فإن بوتين لا يزال يعتبر أن الطبع يقضي أن تكون قرارات هذه الدول، الداخلية والخارجية، متناغمة مع المصلحة الروسية. وليس أدل على ذلك من التدخل في العمليات الانتخابية في الدول المجاورة، ومن الموقف المعارض لنشر الدرع الاميركي المضاد للصواريخ الذي تقترحه الولايات المتحدة في كل من بولندا وتشيكيا، عضوي حلف وارسو السابقين، فضلاً عن استخدام استقلال هذه الدول كورقة في عملية التفاوض الاميركي - الروسي.

سورية، جارة لبنان وشقيقته الكبرى، تنظر الى علاقتها بالاخ الصغير بالعين ذاتها. الطبع هنا يقارب عمره ربع قرن من «المشاركة» السورية شبه الدائمة في الخيارات السياسية اللبنانية، وفي مقدمها اختيار الشخص الذي يشغل المنصب الاول في الدولة. منذ انتخاب الرئيس الياس سركيس سنة 1976 لتنفيذ مضمون «الوثيقة الدستورية» التي شكلت الأساس لأول تدخل سياسي سوري في الاصلاحات اللبنانية، وحتى التمديد للرئيس الحالي اميل لحود سنة 2004، لم تغب «العين الساهرة» السورية عن هذا الخيار الاساسي في لبنان. لهذا السبب تجد دمشق الآن أن التطبع مع الواقع الجديد الذي أدى اليه هذا التمديد، بنتيجة القرار الدولي رقم 1559، أي واقع ترك اللبنانيين يختارون رئيسهم بأنفسهم، يحتاج منها الى مزيد من الوقت للتكيف معه، رغم مرور هذه السنوات الثلاث، وما خلّفته من انعكاسات مأسوية وما احدثته من شروخ، يخشى أن تصبح دائمة، في علاقات الشعبين.

المرة الوحيدة طوال ما يقارب ربع قرن من «المشاركة» في اختيار الرئيس اللبناني، التي كانت فيها دمشق غائبة عن هذا الدور المباشر، كانت مع انتخاب الرئيسين الشقيقين بشير وامين الجميل سنة 1982. في الحالة الاولى فرض القرار الاسرائيلي نفسه على مجلس النواب اللبناني. ثم جاء انتخاب الرئيس امين الجميل خلفاً لأخيه استكمالاً طبيعياً لتلك الحالة. لكن، وعلى الرغم من ذلك، استطاعت القيادة السورية في ظل الرئيس حافظ الاسد ووزير خارجيته ونائبه بعد ذلك عبدالحليم خدام أن تقيم علاقة طبيعية مع الرئيس امين الجميل، استمرت حتى اليوم الاخير من ولايته، لكن دمشق بذلت جهدها، خلال تلك الولاية، على استعادة مواقعها في الشأن اللبناني من خلال اعادة تركيب تحالفاتها الداخلية، التي شكلت عنصراً ضاغطاً ومعطلاً في معظم الاحيان لقرارات الرئيس اللبناني.

الوضع الجديد الذي تواجهه القيادة السورية الآن في تعاطيها مع الشأن الرئاسي اللبناني هو المعارضة العربية والدولية المعلنة لاستمرار الدور السابق، ومحاولة فرض هذه القوى الاقليمية والخارجية التطبع مع الواقع الجديد على دمشق، حيث الحنين الى الماضي لا يزال عامراً في القلوب. لكن ما يغيب كما يبدو عن دمشق أن دورها الماضي لم يكن محكوماً فقط بالعلاقة الثنائية بين سورية ولبنان، أو بعلاقة دمشق بـ «حلفائها» اللبنانيين الذين كانت تتغير اسماء تكتلاتهم بتغير الظروف. فقد كان الغطاء العربي والمظلة الدولية حاميتين لهذه «المشاركة» السورية في الخيارات اللبنانية. وفي احدى المراحل، وجدت القوات السورية نفسها متحالفة مع القوى المسيحية «الانعزالية» بلغة تلك الايام، في مواجهة المقاومة الفلسطينية في لبنان. ومع ذلك كانت التغطية العربية لدورها كفيلة بتيسير تلك المواجهة واعطائها بعد الضرورة العربية، وذلك بعد 6 سنوات فقط على «ايلول الاسود» الاردني والحملة العربية التي واجهته. وفي مرحلة ثانية كان لا بد لهذه القوات أن تقف في موقع المواجهة ضد دولة عربية وفي وجه حكم بعثي، لتضمن استمرار تلك التغطية لدورها اللبناني.

هذه التغطية هي المفقودة الآن، وهي اهم عناصر التغيير في العلاقة السورية - اللبنانية التي شهدت محطات كثيرة من الصعود والهبوط، ومن التحول الحاد عند منعطفات كثيرة في السنوات الثلاثين الماضية

 

الحكومة الأميركية تجمّد أرصدة "أبو وائل" وشقيق رامي مخلوف وحردان ووهاب

المستقبل :- واشنطن ـ ميساء زيدان

اسعد حردان، وئام وهاب، حافظ مخلوف ومحمد ناصيف خير بك (ابو وائل). اربعة اشخاص اضيفوا الى لائحة وزارة الخزانة الاميركية امس للافراد والكيانات المسماة، وفق الأمر التنفيذي 13441 للرئيس الاميركي جورج بوش الصادر في 1 اب (اغسطس) الماضي، والذي يجمد اموال وممتلكات في الولايات المتحدة لاشخاص وكيانات "يهددون سيادة لبنان ومسيرته الديموقراطية ويشاركون في العمل على اعادة السيطرة السورية على النظام السياسي اللبناني". ويمنع القرار المواطنين الاميركيين من التعامل التجاري والمالي مع الذين تجري تسميتهم.

وفي تعقيب على القرار، قال مصدر في وزارة الخارجية الأميركية ل"المستقبل"، ان اللائحة غير نهائية وقد تكون هناك لائحة اخرى بعد الانتخابات.

واكد مساعد وزير الخزانة لشؤون الارهاب والتمويل الاستخباراتي ستيورت ليفي ان "سوريا استخدمت كل الوسائل، من الرشوة والترهيب والعنف، لتقويض العملية السياسية الشرعية في لبنان"، معتبرا ان "قرار اليوم (امس) يشمل اربع اشخاص متورطين في مثل هذه الانشطة وهو بمثابة تحذير لآخرين مثلهم".

وقال قرار الخزانة الاميركية ان "النظام السوري يعمل عبر وكلاء له في لبنان على اعادة سيطرته على النظام السياسي اللبناني واضعاف حكومة الاكثرية من قوى 14 آذار، ويقوض السيادة والأمن اللبنانيين. وقد استخدم النظام هذا وسائل عدة لبلوغ هذه الاهداف، بما في ذلك رشوة سياسيين والترهيب والتدخل في اختيار رئيس جديد ودعم العنف وتقديم السلاح الى مليشيات ومجموعات ارهابية"، مشيرا الى ان "الاشخاص الاربعة الذين جرت تسميتهم اليوم (امس) عملوا على تقويض السيادة اللبنانية ودعم جهود النظام السوري للتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية".

وذكر القرار بأن "المخابرات السورية ساعدت حزب الله ومعارضين لبنانيين آخرين في تنظيم احتجاجات وتظاهرات تطالب باستقالة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة اللبنانية، والتي تزعم انها غير شرعية"، مشيرا الى ان "الاحتجاجات بدأت في كانون الاول (ديسمبر) 2006 في بيروت ولا زالت متواصلة الى اليوم". وتابع نص القرار قائلا "ان النظام السوري، اضافة الى ذلك، قدم اسلحة الى مليشيات لبنانية غير شرعية ومجموعات ارهابية فلسطينية. ويعتقد ان النظام السوري يهدد اللبنانيين الذين يدعون الى اقامة محكمة دولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري".

واعتبر القرار ان تسمية حردان ووهاب جاء وفق الامر التنفيذي 13441، والذي يفرض عقوبات على اشخاص يقوّضون سيادة لبنان والعملية الديموقراطية والمؤسسات. كما اعتبر ان تسمية محمد ناصيف جاءت وفق الامر التنفيذي 13338 الذي يستهدف اشخاصا وكيانات مشاركة في تصرفات الحكومة السورية التي تسبب مشاكل، والذي وقّعه الرئيس الأميركي في 11 ايار (مايو) 2004، ردًا على استمرار الحكومة السورية بدعم الارهاب الدولي واحتلالها لبنان، ومواصلة السعي لامتلاك اسلحة دمار شامل وبرامج صواريخ، وتقويض مجهود الولايات المتحدة والمحتمع الدولي في العراق.

وشرح قرار وزارة الخزانة المناصب التي يتولاها الاشخاص الاربعة واسباب تسميتهم على النحو التالي:

وزير العمل السابق والقيادي في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب اسعد حردان، المولود في 31 تموز (يوليو) 1951، والمقيم في راشيا الفخار/لبنان. في العام 2007، تلقى الحزب السوري القومي الاجتماعي اسلحة وتدريب عسكري من قبل سوريا وحزب الله. وقد عمل حردان مع مسؤولين سوريين للتأثير على السياسات اللبنانية في اطار المجهود السوري لتقويض السيادة اللبنانية. الوزير السابق وئام وهاب، المولود في 1964 والمقيم في الجاهلية/الشوف ـ لبنان، وهو وزير سابق في الحكومة اللبنانية (عرّفه القرار على انه نائب سابق)، عمل مع مسؤولين سوريين للتأثير على السياسات اللبنانية في اطار المجهود السوري لتقويض السيادة اللبنانية.

المسؤول البارز في الادارة العامة للاستخبارات السورية العقيد حافظ مخلوف، المولود في 1975 والمقيم في دمشق/سوريا، وهو مسؤول رفيع في مديرية المخابرات السورية العامة، وقد دعم إعادة تثبيت السيطرة السورية، او شارك في التدخل السوري في لبنان.

ومخلوف هو ابن خال الرئيس السوري بشار الاسد. وهو ايضا شقيق رامي مخلوف، رجل الاعمال السوري البارز والمتهم بقضايا فساد والمحاباة (الذي يعتقد انه يدير اموال آل الأسد).

مساعد نائب الرئيس السوري للشؤون الامنية اللواء محمد ناصيف خير بك (ابو وائل)، المولود في 5 اذار (مارس) 1937 والمقيم في دمشق. وحتى مطلع العام 2007، كان خير بك واحدا مع عدة مستشارين رئيسيين للرئيس السوري بشار الاسد. في مطلع العام 2006، عين خير بك مساعدا لنائب الرئيس للشؤون الامنية. في موقعه هذا، لعب خير بك دورا محوريا في متابعة سياسة سوريا لزعزعة لبنان وعلاقة سوريا مع منظمات ارهابية موصوفة، بما فيها "حزب الله". وفي مطلع العام 2006 ايضا، نسق خير بك العلاقة بين سوريا و"حزب الله"، خلال اجتماعات عادية مع الامين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله. خدم خير بك لفترة طويلة النظام السوري، كمستشار مقرب من الرئيس حافظ الاسد. وفي منتصف 1999، عينه الرئيس حافظ الاسد مساعدا لمدير مديرية المخابرات السورية العامة، وهو موقع خدم فيه حتى شباط 2006.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 6 تشرين الثاني 2007

البيرق

مسؤول انجز سلسلة قرارات حساسة ودقيقة سيوقع عليها في الوقت الذي يراه مناسبا .

الشرق

قطب معارض لا يجد حرجا في القول انه يراهن على انفراط عقد الموالاة في حال تقرر الانتقال الى عقد جلسة خارج مجلس النواب بنصاب النصف زائدا واحدا .

حزبي بارز اكد انه لن يكون بوسعه مهادنة خصومه بعدما انساقوا وراء ترجمة ما يطلب منهم حرفيا من خارج الحدود .

وزير سابق يتحرك على اساس ان مرجعا رسميا وعده بدعمه في معركة الانتخابات الرئاسية لكن ما ظهر من جانب الاخير يؤكد انه لا يطيق الاستماع اليه .

البلد

بدأ عدد من الوزراء غير النواب رغم الغاء جلسة 23 ت1 توضيب حقائبهم للسفر الى الخارج حفاظا على سلامتهم خصوصا وانهم كانوا محسوبين على مرجعية كبرى او على تيار موال .

تردد ان عددا من النواب سيلجأ الى مرجعية روحية بعدما كانوا اسمعوا هذه المرجعية او قطعوا وعدا بحضور الجلسة الرئاسية علما ان هذا الامر سيشكل صدمة غير مسبوقة نيابيا .

انهت مراجع قانونية دراسة دقيقة ودستورية لطلب حماية دولية محايدة وقد تم التباحث بالامر مع سفيرين معتمدين لكن الجواب لم يأت بعد على اساس انه سابقة وهو امر دقيق .

النهار

جمّدت دولة عربية عمل مكاتبها الاعلامية في الخارج ومنها بيروت بعدما انجزت المهمة التي انشئت من اجلها.

لم تبث بعد فضيحة مالية في سفارة لدى دولة عربية بارزة بقيمة مليون و100 الف دولار بعدما تلاعب محاسب السفارة في صياغة الشك بالحرف والرقم.

سجلت الاتصالات المتجددة لجمع قطبين من الغالبية والمعارضة تقدماً بارزاً، فيما لم تسجل تقدماً مماثلاً لجمع احدهما مع قطب آخر.

السفير

قال رئيس كتلة نيابية إنه تبلّغ من عدد من السفراء الأجانب بأن أمراً مهماً سيصدر بعد غد الخميس يتعلق بالموضوع الرئاسي.

مسؤول أمني زار تركيا الأسبوع الماضي بعيداً عن الإعلام وأجرى محادثات على هامش اجتماعات دول الجوار العراقي.

وزير في دولة قريبة من لبنان تسلم طلباً من أحد الأحزاب اللبنانية لإقامة مؤتمره السنوي على أراضي هذه الدولة لأسباب أمنية.

المستقبل

قالت أوساط عربية إن هدف وجود مدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية هشام يوسف في بيروت هو استطلاع مدى حصول تقدم حول الرئاسة في حال زيارة لعمرو موسى الى لبنان.

يناقش مجلس الأمن الدولي الوضع في الشرق الأوسط ومن ضمنه التطورات في لبنان في جلسة خاصة في 21 تشرين الثاني الجاري.

أكدت أوساط غربية أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حرص على إرسال موفدين للقاء الرئيس السوري قبل الموقف المشترك الذي ستحدده القمة الأميركية ـ الفرنسية غداً الأربعاء حول الرئاسة.

اللواء

فهم من مصدر مطلع أن إجتماعات باريس بين قطبين نيابيين حسمت على نحو قاطع مسألة إستبعاد مرشح المعارضة عن الرئاسة!

وصف مرجع كبير "التصريحات والمواقف التصعيدية" بأنها ضرب من اللعب في الوقت الضائع··

يتفق غير مصدر على التأكيد أن فرص مرشح من الأكثرية للرئاسة باتت شبه معدومة··

الأخبار

كشف قيادي ماروني في قوى 14 آذار أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قرّر نقل الملف اللبناني من وزارة الخارجية الفرنسية الى الإليزيه، ووضعه تحت إشرافه الشخصي المباشر. وأضاف أن هذا القرار ظهر واضحاً من خلال تكليف مستشاره الشخصي السفير الفرنسي السابق في واشنطن جان دافيد ليفيت - المعروف بعلاقاته الوثيقة بالإدارة الأميركية عشية لقائه المنتظر مع الرئيس الأميركي جورج بوش - ليكون عضواً في الوفد الفرنسي الذي زار دمشق مع الأمين العام لرئاسة الجمهورية كلود غيان.

واعتبر القيادي انه لو لم يكن الرئيس ساركوزي قد تلقى عبر وزير خارجيته الكثير من الضمانات السورية لما "طحش" وكلف موفدَيه القيام بهذه المهمة العاجلة لدى الرئيس السوري بشار الأسد قبل ساعات على القمة الفرنسية - الأميركية.

نقل عن أحد أقطاب الأكثرية أن الأجواء الدولية التي باتت تتحكم بالاستحقاق الرئاسي دفنت التوافق المزعوم ووضعت شاهداً كبيراً على قبره. وقال بلهجة متشفية: "لن يكون في مقدور أحد من اللاعبين في الداخل والمنطقة إزاحة هذا الشاهد خلال الأيام الفاصلة عن نهاية المهلة الدستورية ونهاية الولاية الممددة للرئيس إميل لحود".

توقع أحد أركان فريق 14 آذار أن تكون المحادثات الإقليمية والدولية الأخيرة، خصوصاً بعد لقاءات اسطنبول، قد أسقطت كل الأسماء المدرجة في لائحة المرشحين للاستحقاق الذين تناولتهم وسائل الإعلام، معتبراً أن اللقاءات اللبنانية الثنائية والثلاثية التي عقدت كانت من قبيل المناورات. وتوقع المصدر نفسه ظهور أسماء جديدة "لم تخطر على بال أحد" حتى الآن.

قالت مراجع أمنية مطلعة إنها تبذل جهوداً لمتابعة بعض المعلومات التي توافرت من مصادر أمنية واستخبارية، في الداخل والخارج، في شأن احتمال وقوع عمليات اغتيال جديدة أو أعمال مخلة بالأمن، من دون أن تتوصل الى معطيات ملموسة، مرجحة أن هذه "المعلومات" مبنية على قراءات سياسية.

نقل عن دبلوماسي أوروبي قوله في لقاء جمعه مع عدد من السياسيين أن الأمور أفلتت من أيدي اللبنانيين إلى حد بعيد، معرباً عن خشيته من أن يكون القادة اللبنانيون قد باتوا، عن قصد أو غير قصد، أبطال لعبة كبيرة أحد أطرافها يرفض أن تكون الواجهة الشرقية للبحر المتوسط من غزة إلى اللاذقية مروراً ببيروت ساحة للحضور السوري - الإيراني.

بدأ تيار "المستقبل" حملة منظّمة (بالتنسيق مع جهاز أمني معروف بعلاقته بالتيار) على قوى سياسية وشعبية صيداوية، على خلفية قضية مكب النفايات، مستخدماً التحريض المذهبي، عبر إشاعة أن أمر حل هذه القضية قد أوكل الى الهيئة الإيرانية ضمن ما يوصف بأنه "غزوة التشيّع" للمدينة.

 

مجلس الامن لانتخابات لبنانية حرة

وكالات/أكد مجلس الامن، في بيان صحافي اصدره في ختام مناقشة للتقرير السادس عن تطبيق القرار 1559، وجوب اجراء انتخابات رئاسية حرة وعادلة بموجب احكام الدستور اللبناني من دون تدخل خارجي. وجاء في البيان الذي تلاه رئيس مجلس الامن لهذا الشهر المندوب الاندونيسي لدى الامم المتحدة مارتي م. ماتاليغادا: "يجدد اعضاء مجلس الامن تأكيد التقرير الفصلي السادس للامين العام عن تطبيق القرار 1559 (2004) ويرحبون به. ويؤكدون مجددا دعمهم القوي لسلامة لبنان الاقليمية وسيادته واستقلاله ضمن حدوده المعترف بها دوليا، وتحت السلطة الوحيدة والحصرية للحكومة اللبنانية. ويدعون الى اجراء انتخابات رئاسية حرة وعادلة بموجب احكام الدستور اللبناني، ومن دون تدخل او تأثير خارجي. ويجددون دعوة جميع الاطراف الى الحوار الوطني. ويؤكد اعضاء مجلس الامن مجددا دعمهم القوي للامين العام ومبعوثه الخاص في جهودهما الهادفة الى المساعدة على تطبيق القرار 1559 وتسهيله". وفي وقت سابق، عقد مجلس الامن جلسة مغلقة استمع خلالها الى عرض للمبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة المكلف تطبيق القرار 1559 تيري رود – لارسن. وناقش المجلس التقرير الفصلي السادس للأمين العام بان كي – مون في شأن تطبيق هذا القرار.

خليل زاد

في ختام الجلسة، صرّح المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة، السفير زلماي خليل زاد، للصحافيين "استمع أعضاء مجلس الأمن هذا الصباح إلى عرض السيد رود - لارسن في شأن تطبيق القرار 1559. ندعم العناصر الأساسية الواردة في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة".

وإذ عدّد المسائل الرئيسية الواردة في التقرير، شدّد على "وجوب إجراء انتخابات رئاسية بموجب الأحكام والمهل الدستورية، ومن دون تدخّل أو تأثير خارجي. في الديموقراطية، يمكن انتخاب الرئيس بالغالبية. نأمل في انتخاب رئيس جديد من دون أي تدخل". وإذ شاطر خليل زاد الأمين العام قلقه من عدم رحيل الرئيس اميل لحود، كما يُفترَض فيه أن يفعل، منتصف ليل 23 تشرين الثاني، تاريخ انتهاء ولايته، ومن تأليف حكومة ثانية، لفت إلى أن "هذه النتائج لن تكون مقبولة لدى المجتمع الدولي". وذكّر أنه "من المهم أن تكون الانتخابات الرئاسية حرة وعادلة وتتم ضمن المهل المنصوص عليها، لأن مستقبل لبنان مهم للبنانيين وللمنطقة أيضاً". وقال: "يتحدّث بعضهم عن رئيس توافقي، وآخرون عن رئيس منتخب بغالبية الثلثين. إنني أنقل وجهات نظر ديموقراطيات عدّة تعتبر أنه يمكن انتخاب رئيس بالغالبية. والدستور اللبناني يجيز ذلك".

وسألت "النهار" خليل زاد عن رأيه في مسألة السلاح الذي يُنقَل إلى لبنان، فأجاب: "يجب إدانة كل جهد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في لبنان أياً كانت الدولة أو الطرف الإقليمي الذي يقف وراءه. يذكر التقرير أن أسلحة تعبر الحدود، وهناك أيضاً معلومات مقلقة من رئيس الوزراء اللبناني (فؤاد السنيورة) عن الدعم الذي قُدِّم إلى المجموعة المسلّحة "فتح الإسلام". لقد أثنى عدد كبير من الدول الأعضاء على الجهود التي بذلها الجيش اللبناني لضبط الوضع. ينص القرار 1559 والقرارات الأخرى على نزع سلاح الميليشيات، ويجب تسليم الأسلحة إلى الحكومة اللبنانية المنتخبة".

رود - لارسن

وأكد رود - لارسن أنّ "كل أعضاء مجلس الأمن يعون أهمية اجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية ضمن المهل الدستورية. من المهم أن يثير الأمين العام واعضاء المجلس ايضاً هذه المسألة، لانه اذا لم تحصل انتخابات رئاسية، هناك خطر ان يجد لبنان نفسه امام فراغ دستوري في السلطة او تأليف حكومتين متنافستين تشكك كل منهما في الشرعية الدستورية للاخرى. لن يكون هذا خبراً ساراً للبنان".

وعن سؤال هل ناقش مجلس الامن الرسالة التي وجهتها ايران في 2 تشرين الثاني بنسختين متطابقتين الى كل من الامين العام ورئيس المجلس والتي ترفض فيها "رفضاً قاطعاً المزاعم غير الصحيحة الواردة في التقرير عن تطبيق القرار 1559"، قال رود – لارسن لـ"النهار" انه "لم تطرح هذه المسألة". لكنه حذّر من انه "في حال عدم حصول الانتخابات الرئاسية، قد تحصل تطورات سيئة. آمل في ان يتصرف كل الفاعلين الاساسيين بطريقة مسؤولة كي تحصل الانتخابات". ووضع حداً للتكهنات ملاحظاً "بسرور ان اعضاء مجلس الامن عبّروا اليوم (امس) من خلال البيان الصحافي، عن دعمهم القوي للامين العام ومبعوثه الخاص لتطبيق القرار 1559". واعلن ايضاً انه يواصل مهمته وتفويضه.

الجعفري

وصرّح المندوبي السوري لدى الامم المتحدة، السفير بشار الجعفري لـ"النهار" بأن دمشق "وجهت اليوم (امس) رسالة جديدة ذات طابع تقني، الى الامين العام ومجلس الامن تتضمن لائحة شاملة بالاجتماعات الـ17 التي عقدت على مستوى رفيع جداً بين مسؤولين لبنانيين وسوريين منذ عام 2005. وقد حصلت هذه الاجتماعات في لبنان او في سوريا. وتهدف الى تبادل الخبرات ووجهات النظر، والتعاون لتعزيز ضبط الحدود بين البلدين، وتسوية الخلافات الحدودية بين لبنان وسوريا". ورداً على سؤال عن انطباعاته عن المناقشات التي جرت في شأن تطبيق القرار 1559 والبيان الصحافي الذي انبثق منها، قال: "البيان متوازن. لقد تركت الرئاسة الاندونيسية للمجلس بصماتها على البيان. كان عمل مجلس الامن اليوم (امس) اكثر توازناً واتزاناً واعتدالاً من السابق في التحليل السياسي لما يجري وفي اللغة التي اعتمدها في موضوع تطبيق القرار 1559".

الرسالة الايرانية

وابلغت الحكومة الايرانية الى الامين العام ورئيس مجلس الامن رفضها لما اسمته "ادعاءات الممثل الخاص للامين العام". وشددت على انها "لم تقدم للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة على الاطلاق اي دعم عسكري او تدريبي، ولم ولن يتزعزع دعم ايران المطلق لاستقرار لبنان وأمنه".

وقالت ان "تلك الادعاءات المأخوذة من مصادر اسرائيلية، تجسد احدث مثال للمحاولات المعتمدة من جانب النظام الاسرائيلي لصرف انظار المجتمع الدولي عن سياساته وممارساته العدوانية وغير المشروعة تجاه لبنان واطراف آخرين في المنطقة وخصوصاً تجاه الشعب الفلسطيني الاعزل.

وشددت الرسالة الايرانية على "ضرورة ان يتوخى الامين العام اقصى درجات اليقظة ويستند الى ادلة ملموسة في تقاريره المتصلة بقضايا السلام والامن منعاً لتحويلها ركيزة للادعاءات المنحازة التي لا اساس لها من الصحة والتي يختلقها النظام الاسرائيلي".

 

سأل عن اجتماع خلدة والمعلومات حول إشعال مخيم برج البراجنة

جنبلاط يحذر من مهمة تخريبية تنفّذ على مشارف الانتخابات: آن الأوان لإعادة الاعتبار للدستور وقيام الدولة القوية القادرة

المستقبل - الثلاثاء 6 تشرين الثاني 2007 -

الشوف ـ "المستقبل"

تخوّف رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط من "وجود مخاطر امنية متزايدة مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي"، متسائلاً: "هل ثمة شاكر عبسي جديد يتولى تنظيم هذه المهمة التخريبية وتنفيذها على مشارف الانتخابات الرئاسية؟". ونوه "بالموقف الذي صدر عن قيادة الجيش"، متسائلاً "عن الإجتماع الذي عقد في أحد قصور خلدة وهل كان هدفه كما قيل بحث الأوضاع السياسية، أم أنه بحث في سبل السيطرة على الطريق الساحلي بالتوازي مع ما أشير اليه من تخريب مرتقب في بعض المخيمات الفلسطينية؟". وقال في موقفه الاسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب "التقدمي الاشتراكي" ينشر اليوم: "مع بدء العد العكسي للمواعيد الدستورية المتصلة بالانتخابات الرئاسية اللبنانية تتزايد المخاطر الأمنية التي قد تأخذ أشكالا متنوعة مماثلة لأحداث نهر البارد أو مختلفة عنها بهدف تقويض الاستقرار الداخلي والدفع بإتجاه التعطيل مجددا، وهي السياسة التي إعتمدت طوال الفترة الماضية من النظام السوري وأعوانه في لبنان".

وسأل "عن صحة المعلومات التي قيل انها وردت قبل أحداث نهر البارد وأشارت إلى حرية الحركة التي كان يتنقل بها شاكر العبسي من مخيم برج البراجنة إلى وادي الزينة ثم نهر البارد بعدما كان دخل إلى لبنان من سوريا عبر قوسايا، فهل كانت الأجهزة الأمنية على علم بهذه الحركة وبهذه المعلومات، وهل عدم تحركها كان هفوة أم غفلة غير مقصودة؟ وهل نحن اليوم على مشارف تكرار تجربة نهر البارد مرة ثانية إنما في مخيم برج البراجنة ما سيضع الجيش مرة جديدة امام تجربة صعبة تلحق به خسائر كبيرة من الممكن تفاديها؟".

اضاف: "هل سيكون ثمة شاكر عبسي جديد يتولى تنظيم هذه المهمة التخريبية وتنفيذها على مشارف الانتخابات الرئاسية؟ وما صحة المعلومات عن محاولات حثيثة تجري لاشعال مخيم برج البراجنة وتصفية الوجود الفتحاوي والقرار الفلسطيني المستقل؟ وماذا عن محاولات تفجير الاوضاع في مخيمات فلسطينية أخرى بهدف إحلال وجود فلسطيني موالي للنظام السوري؟ وهل ثمة قوة تنفيذية يجري الاعداد لها على طريقة غزة؟ وهل صحيح أن النظام السوري أنجز إصدار نحو ألف جواز سفر لكوادر القيادة العامة وفصائلها وعناصرها تحت مسمى منظمة التحرير لتسهيل تنقلها بين لبنان وسوريا؟ وما هو إرتباط هذه المعلومات باستمرار الاستعدادات لعقد مؤتمر الرفض في دمشق في مواجهة مؤتمر أنابوليس؟ وكيف سينعكس كل ذلك على الوضع السياسي والأمني في لبنان؟".

واعتبر أنه "من الواضح أن القوى التي إلتزمت على طاولة الحوار معالجة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات ثم داخلها قد تخلت عن وعودها، كما تخلت عن كل إلتزاماتها الأخرى لأن تنفيذ تلك الالتزامات يفقد حليفها النظام السوري الأوراق التخريبية التي يملكها في لبنان، ويسقط قدرته على التحكم بموازين المعادلات الداخلية التي سعى طوال الأشهر الماضية الى قلبها وتغييرها بالقوة".

وتساءل: "ماذا عن الإجتماع الذي عقد في أحد قصور خلده وقيل انه لبحث الأوضاع السياسية، فهل كان هدفه كذلك فعلا أم أنه بحث في سبل السيطرة على الطريق الساحلي بالتوازي مع ما أشير اليه من تخريب مرتقب في بعض المخيمات الفلسطينية التي يراد على ما يبدو تحويلها إلى مستنقعات؟ فالتوقيت المشبوه قبيل الاستحقاق الرئاسي واضحة أهدافه وهي تعطيل هذا الاستحقاق لاسيما مع بلوغ الضغط الدولي أوجه على النظام السوري".

ونوه "بالموقف الذي صدر عن قيادة الجيش والذي أكد إحترام قائد الجيش للدستور وأحكامه وأنه غير مرشح لأي منصب"، معتبرا أنه "يصب في الرؤية التي كررناها مرارا وهي ضرورة عدم المس بالدستور كمبدأ عام، وليس كموقف من شخص ربما كان يراد له أن يأتي في ظل أزمة كبرى أو إنفجار ضخم يخطط له النظام السوري وحلفاؤه في لبنان". وختم: "نحن في إنتظار أن تتبلور خطة حماية المؤسسات وتنفذ لتأمين الاستحقاق الرئاسي وفق الاصول الدستورية. لقد آن الأوان لاعادة الاعتبار للدستور اللبناني على كل المستويات بهدف إعادة إحياء المؤسسات التي لا انتظام للحياة السياسية والدستورية الا من خلالها ولا قيام للدولة القوية القادرة الا عبرها. نحن متمسكون بمشروع الدولة لأنها الوحيدة القادرة على حماية جميع اللبنانيين وتبديد هواجسهم ومخاوفهم".

 

القمة الأميركية - الفرنسية تتجه إلى تغطية الانتخابات في أي شكل

ةكالات/رفعت فرنسا الى اقصى الدرجات سعيها لدى سوريا لاقناعها بالاضطلاع بدور يسهل اجراء الانتخابات الرئاسية في المهلة الدستورية الملحوظة في الدستور. واراد الرئيس فرنسوا ساركوزي ان يؤكد مباشرة للرئيس بشار الاسد مدى اهتمامه بامرار الاستحقاق الرئاسي من دون اي تباطؤ، او تأخير درءا للاخطار التي يمكن ان تنشأ اذا لم تجر الانتخابات قبل 24 من الشهر الجاري. ولاحظت مصادر ديبلوماسية ان ساركوزي لم يكتف بلقاء وزير خارجية بلاده برنار كوشنير وسوريا وليد المعلم في اسطنبول والرسالة التحذيرية التي ابلغه اياها بشأن "عدم التدخل" في الانتخابات الرئاسية في لبنان و"عدم الترهيب"، وقد كشف الwمسؤول الفرنسي ذلك في تصريح صحافي ولم تبق المسألة غير معلنة وفقا للاصول الديبلوماسية التي تجاوزتها ايضا اللهجة المتبعة. واللافت ان المعلم تحدث عن اتفاق من 6 نقاط ابرزها المجيء برئيس توافقي، وان ليس لسوريا ولا لفرنسا مرشح معين. كذلك لفت حرص الرئيس ساركوزي على ايفاد مبعوثين يعتبران ركنين رئيسيين في قصر الاليزيه الى دمشق هما الامين العام للرئاسة كلود غيان ومستشاره الديبلوماسي جان دافيد لوفيت للتركيز على الموضوع نفسه، مع التذكير بان غيان كان التقى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز قبل اسبوعين وعرض معه التعقيدات المحيطة بالانتخابات الرئاسية ومواضيع اخرى. ومن جهته التقى لوفيت في باريس اواسط الاسبوع الماضي مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش في اطار التنسيق بين الاميركيين والفرنسيين في الشأن

اللبناني.

ولفتت الى ان ساركوزي تعمد ارسال رسالة الى الرئيس السوري بشار الاسد ولم يكتف بالرسالة التي تبلغها المعلم من كوشنير في اسطنبول.

واشارت مصادر لبنانية واسعة الاطلاع الى ان الاصرار الفرنسي لا يدل على الاهتمام بلبنان والخوف عليه فحسب من اضطرابات جديدة سياسية وامنية بل هو لمنع توسع القتال الى المنطقة، وايضا لان اي تجاوب سوري لم يسجل في اتجاه فرنسا حتى امس ووفقا لمعلومات ديبلوماسية تبلغها عدد من المسؤولين والنواب اللبنانيين من قوى 14 آذار. لكن المصادر لم تستبعد حصول تغيير ما بثمن ما في مستوى العلاقات السورية بفرنسا واعادة الحيوية لها التي تراجعت في شكل ملحوظ منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

وسألت عن السبب الكامن وراء الموقف السوري وسبب تريثها في التجاوب مع الطلب الفرنسي الملح عدم التدخل في الانتخابات الرئاسية والطلب الى حلفائها تسهيل العملية الانتخابية. واشارت الى ان المعلومات والاجواء المتوافرة من باريس والتي تبلغتها واشنطن تفيد ان الجواب السوري غير عملي وغير محدد بل هو عام ويدور في فلك الرئيس التوافقي، وليس هناك من مرشح معين تؤيده او ترفضه، والسعي هو الى اجراء الانتخابات بهذا التوجه اذا كان المطلوب وحدة لبنان والمحافظة على استقلاله وامنه. وقالت ان طبيعة هذا الموقف دفعت بساركوزي الى ارسال غيان ولوفيت بعد اقل من 48 ساعة الى دمشق، وترتدي زيارة الاخيرين اهميتها من كونها تأتي ايضا قبل ثلاثة ايام من القمة الاميركية – الفرنسية التي تبدأ اليوم في واشنطن.

وافادت ان كوشنير يؤيد مجيء رئيس توافقي فيما لوفيت يؤيد فكرة ان تنتخب الاكثرية النيابية رئيسا للجمهورية في اي حال.

ويلتقي موقفه هذا مع موقف وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الذي كشف عنه المعلم بعدما تبين له من خلال حديثه معها "انها تريد رئيسا وفقا للمواصفات الاميركية"، بينما اصر هو على "مواصفات الرئيس التوافقي".

واعربت عن تخوفها من ان تؤدي القمة الاميركية – الفرنسية الى تبني فرنسا موقف رايس، خصوصا بعدما عجزت باريس حتى الآن عن اقناع دمشق بتليين موقفها، واصبحت في وضع لا تحسد عليه، فهي لا ترضي واشنطن ولا ترضي دمشق في وقت واحد، وقد خدعت فرنسا التي كانت تظن ان الانتخابات ستحصل في 12 من الشهر الجاري وتبين لها ان الاتصالات لذلك لم تنضج بعد بل تستوجب المزيد من المشاورات، لان ما يجري حاليا ليس الاتفاق على رئيس محايد فحسب بل ايضا على رئيس حكومة وتوزيع الحقائب على الكتل الرئيسية لئلا يواجه الرئيس الجديد عقبات تجعله عاجزا عن الانطلاق في بداية عهده.

ولم تقلل من اهمية بيان وزراء خارجية فرنسا وايطاليا واسبانيا الذي شدد على ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية وتجنيب لبنان اي فوضى تؤدي الى سقوط نموذج التعايش الديني والحضاري الذي يكاد يكون الوحيد من نوعه ليس في الشرق الاوسط بل ربما في العالم، اضافة الى الاخطار التي تحدق بامن قوة "اليونيفيل" التي تشارك فيها تلك الدول بكثافة، والتخوف ازداد مع المناورات الاسرائيلية على الحدود وفي الاجواء وتصدي "حزب الله" لها بخطة من المكاتب حددت طريقة الرد والتصدي.

 

الخوف من توازن الرعب يدفع إلى التوافق

سلاح حديث ومناطق توتّر من طرابلس إلى بيروت

هيام القصيفي     

مع بدء العد العكسي لجلسة 12 تشرين الثاني، او ما بعدها بقليل، تخيم على اللبنانيين هواجس الحرب واحلام السلم، وتتعدد السيناريوات المتداولة في اوساط القيادات السياسية وكواليسها.

وثمة اعتقاد راسخ لدى بعض المحاورين على خط اللقاءات المعارضة والموالاة، ان الانتخابات ستحصل حتماً لاعتبارات اقليمية بعد اتفاق اقليمي ودولي بُلّغ في الساعات الاخيرة الى المعنيين. ومن المعطيات التي استوجبت الاتفاق المبدئي على اجراء الانتخابات جنوح المنطقة كلها نحو الحرب، بدءا من باكستان الى ايران وتركيا، من دون ان ننسى التطورات الامنية بين اسرائيل والفلسطينيين وتزايد الحديث عن انتشار السلاح بكثافة في لبنان، مما ينذر بأوخم العواقب. في حين ان الولايات المتحدة لا تريد ان يمر الاستحقاق الرئاسي من دون انتخاب توافقي بالحد الادنى، لئلا يتحول لبنان "دفرسوار"، يمكن النفاذ منه اذا ما تطورت اوضاع المنطقة نحو الحرب. وايران تريد في المقابل وضعا لبناني مستقرا، لا يشغل "حزب الله" في الرمال الداخلية المتحركة، من اجل ان يكون متفرغا لاي مواجهة مع اسرائيل او حتى مع الولايات المتحدة خارج الحدود اللبنانية. وفقا لذلك يمكن احتمال التوافق ان يغلب تحت ضغط المجتمع الدولي لاجراء الاستحقاق الرئاسي في مواعيده الدستورية، مع العلم ان لقاءات باريس التي عقدتها شخصيات نيابية في المدة الاخيرة، خارج اطار لقاءي النائب ميشال عون والنائب سعد الحريري، طرحت امكان توسيع لائحة المرشحين التوافقيين، من اجل ابقاء باب الاحتمالات مفتوحا على كل الخيارات. وفي هذا الاطار اعيد البحث في سلسلة اسماء بارزة من اعضاء في "لقاء قرنة شهوان" سابقا ومن الرابطة المارونية، وبعضها قريب من البطريرك الماروني، ومن الاكثرية على السواء، لتكون في اللائحة التوافقية التي يمكن استعجال البحث فيها خلال الايام العشرة الاخيرة.

في المقابل ثمة اوساط في الاكثرية لا تزال ترجح انها ذاهبة الى خيار النصف زائد واحد اذا تعذر الوصول الى رئيس توافقي، مراهنة على رفض النائب عون الاسماء التوافقية، حتى لو قبل بها الرئيس نبيه بري و"حزب الله". ولكن هذا الانتخاب لن يكون الا في اليوم الاخير من المهلة الدستورية، لاحباط اي محاولة التفاف يقوم بها رئيس الجمهورية اميل لحود في الايام العشرة الاخيرة من ولايته، وإن كان لا يحق له دستوريا تأليف حكومة جديدة وتسليمها مهماته. مع العلم ان الاكثرية تسحب في اعتمادها هذا الخيار البساط الانتخابي من يد رئيس مجلس النواب في شكل تام بعد انقضاء المهل، ومع العلم ايضا ان النائب السابق نسيب لحود لا يزال متقدما ليكون رئيس هذا الخيار. وتقول قوى المعارضة انه مدعوم بقوة من رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، بعد اتفاق استراتيجي بينهما على مرحلة ما بعد الرئاسة، تتعلق بشراكة كاملة في الحكم والتركيبة الحكومية والادارية.

وتعتقد قوى الاكثرية المؤيدة لخيار النصف زائد واحد ان رئيس هذا الخيار، سيحظى بدعم عربي ودولي، ولا مفر من ان يحظى بدعم البطريرك الماروني، الذي لا بد ان يتعاطى وهذا الانتخاب على قاعدة الامر الواقع، تماما مثلما حصل مع التمديد مرتين لرئيسي الجمهورية الياس الهراوي واميل لحود. وثمة مسلمة اساسية تقول بها الاكثرية وهي ان القصر الجمهوري لن يكون مقرا للرئيس الجديد، وان اقامة الرئيس في قصر بعبدا ستكون محكومة بما سيقدم عليه الرئيس لحود وبالتطورات الاقليمية، لان الاكثرية تعتقد ان القوى الشيعية ستبقى محافظة على توازن عقلاني، ولن تقوم باي خطوة متهورة من خلال تشكيل حكومة ثانية او انتخاب رئيس للجمهورية في المقابل.

لا تعتقد قوى المعارضة في المقابل ان الاكثرية يمكن ان تنتخب رئيسا للجمهورية وإن على قاعدة النصف زائد واحد. بل انها لا تزال على ثقة بان الخيار المفضل لواشنطن، لا يزال بقاء حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، لانه يبقى خيارا شرعيا ودستوريا، لا يتعرض لضغوط دولية او عربية، وهو يحظى بدعم دولي واوروبي لم يتزعزع. وهذا الخيار هو الذي يشكل مصدر قلق للفريق المسيحي المعارض وبعض شخصيات 14 آذار المسيحية، التي تخشى ان تبقى البلاد محكومة برأسين سني هو رئيس الحكومة، وشيعي هو رئيس مجلس النواب، في حين يغيب الدور المسيحي في انتظار بلورة الوضع الاقليمي، وهذا امر غير محكوم باي مهلة مما يبرر التخوف من طولها الى ما لانهاية.

و لم يتضح بعد حتى اليوم اي سيناريو محتمل تقوم به المعارضة على الصعيد السياسي وكل ما جرى تداوله حتى الان سلسلة خيارت امنية يجري البحث فيها دوريا لمعرفة احتمالات نجاحها.

الخيارات الامنية

يغلب طابع الهاجس الامني على احاديث الامنيين والسياسيين على السواء، لكونه مرتبطا مباشرة باحتمال اخفاق التوافق او حتى الانتخاب على قاعدة النصف زائد واحد. وبحسب مصادر امنية قريبة من الاكثرية ثمة بحث جدي بين مختلف القوى الامنية والسياسية يقوم على مبدأ "تنظيم الفراغ" اي بما معناه التواصل مع القوى السياسية كافة للحد من انفلات الوضع الامني في شكل لا يعود معه ممكنا لجمه واعادة الهدوء الى البلاد.

تتحدث هذه المصادر عن معلومات امنية موثقة عن انتشار السلاح على كل الاراضي اللبنانية، وعن استمرار العمل بمخيمات التدريب التابعة للمعارضة. وبحسب هذه القوى يختلف "توازن الرعب" بين الاكثرية والمعارضة من منطقة الى اخرى.

ففي الجبل لا يشكل معارضو رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط اي خطر استثنائي، وعناصر الحزب التقدمي الاشتركي قادرون على حسم الوضع، ضد مناصري الوزير السابق وئام وهاب في الشوف، ومناصري الوزير السابق زاهر الخطيب في اقليم الخروب. مع العلم ان ثمة بقعة امنية لا يستهان بها في منطقة عاليه تابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي يمكن ان تشكل ثغرة امنية واسعة لمصلحة المعارضة.

في المقابل استعادت القوى الموالية لسوريا، في طرابلس، بحسب المصادر الامنية القريبة من الاكثرية، عناصر قوتها وبدأت تسجل بقوة حركة استقدام اسلحة وتوزيع اموال بكميات كبيرة، في المنية والميناء وابي سمرا وباب التبانة، ورصدت هذه المصادر تحركات بارزة لشخصيات سياسية معروفة في تلك المنطقة، ومعروفة علاقتها بسوريا، في طرابلس والكورة. لكن في اعتقاد هذه المصادر ان تلك الحركة التي تنفلش في بعض احياء طرابلس، ستواجه بمقاومة كبيرة من قوى الاكثرية التي تسجل حضورا قويا ومتفوقا في المنطقة، وان كانت معلومات امنية تتحدث عن توازن بين القوتين، وان تقدم الاكثرية على المعارضة كان في فترة سابقة مع تطور احداث نهر البارد، حيث طغى شعور رافض لقوى الموالاة لسوريا. اما حاليا فاستعادت قوى الموالاة لسوريا قوتها معززة بتوزيع كميات كبيرة من الاموال، ومعززة ايضا بوجود اصولي لافت.

اما في بيروت فتختلف الحال، لكون ساحات المواجهة تمتد من العاصمة الى ساحل جبل لبنان.

ففي العاصمة، ثمة "اتفاق جنتلمان"، لكنه عقد تحت ضغط امني كبير، بعدم التعرض للسرايا الحكومية. فالسرايا ستكون محمية بقوة ولن يسمح الجيش ابدا بالتعرض لها، تماما كما عدد من المراكز ذات الحساسية البالغة. في المقابل تعتقد الاوساط الامنية القريبة من الاكثرية، ان السرايا لن تمس نظرا الى ان المعارضة الشيعية تحديدا تعرف خطورة امتداد اي احتكاك له طابع سني - شيعي، ليس الى كل لبنان بل الى المنطقة برمتها.

لكن هذا لا يعني ان المعارضة الشيعية اذا حوصرت في الزاوية نتيجة الانتخاب بالنصف زائد واحد، ستقف مكتوفة. ومن هذا المنطلق جاء تحذير النائب جنبلاط، مما يحضر في منطقة برج البراجنة، لكونها نقطة التقاء امنية فلسطينية - لبنانية مدعومة من سوريا، بحسب المصادر الامنية، تتصل بمطار بيروت وبالبقع الامنية المتاخمة له. وفي اعتقادها ان شرارة اي احتكاك قد تنطلق بدءا من محاولة احتلال اي وزارة لها طابع حساس، مع علمها المسبق ان "حزب الله" سيكون متيقظا لمثل هذه الخطوة، ولن يدخل مثلا وزارة الداخلية الموجودة في العمق السني لبيروت، وسيكتفي بوضع اليد على الوزارات التي تدخل امنيا في النطاق الجغرافي لقوى المعارضة.

وتؤكد المصادر الامنية ان الصراع السني - الشيعي سيكون المظلة التي تحكم اي تحرك للمعارضة بشقها الشيعي،.من دون ان تقلل من اي احتمال امني، ولا سيما بعد المناورة العسكرية التي قال "حزب الله" انه قام بها في الجنوب، والتي اعتبرتها الاكثرية رسالة الى الداخل اللبناني، وليس الى واشنطن، في حين يبقى الخوف من الاحتكاك المسيحي - المسيحي نتيجة عمليات التدريب وانتشار الاسلحة. الا ان المعلومات الامنية تؤكد في المقابل ان ثمة ضبطا امنيا موثوقا به للحركة في الشارع المسيحي. وعلى رغم مخيمات التدريب التي لا يعترف بها "التيار الوطني الحر"، ثمة مراجعة واعية لاي عمل قد ينجر اليه عناصر "التيار" في المناطق المسيحية، وقد انحسر في شكل ملحوظ الحديث عن تحركات امنية داخل المناطق المسيحية، وظهر وعي تدريجي لخطورة الانجرار الى اي نوع من الاحتكاكات الامنية.

المعارضة وخطة الاكثرية

تدرك المعارضة ان الجيش لن يقف مؤيدا لا لتحركها ولا لتحرك قوى 14 آذار حتى لو حدث فراغ امني او انتخب رئيس بالنصف زائد واحد، لكن معلومات المعارضة الامنية تتحدث عن حركة امنية تقوم بها الموالاة في اكثر من منطقة. واذا كانت القوى الامنية على اختلافها تعترف بانتشار السلاح الحديث الطراز في كل المناطق اللبنانية، والذي يتسرب من سوريا بكميات كبيرة، فان المعارضة تتهم قوى الاكثرية باقامة معسكرات تدريب في مناطقها من الشوف الى عاليه وعكار وجرود جبيل وصولا الى الاردن. وتتحدث عن مجموعات امنية تذهب دوريا الى الاردن لتدريب مجموعات تابعة لـ"تيار المستقبل"، وعن شحنات سلاح تصل دوريا عبر المطار. وفي اعتقادها ان سيناريو الاكثرية يقضي باحكام السيطرة من جهتين، الاولى من ناحية بيروت الشمالية لجهة الخط الساحلي الممتد من سن الفيل الى عين الرمانة، ومن ناحية بيروت الغربية الممتدة الى المتحف ووسط بيروت. 

 

"هآرتس": هل نقبل بإيران نووية إذا تحوَّلت دولة مسلمة معتدلة ؟

رنده حيدر/ من النهار

رأى المعلق السياسي في صحيفة"هآرتس" عكيفا ألدار أمس أن الشرق الأوسط يشهد صراعاً بين القوى المتطرفة والقوى المعتدلة تحت غطاء الخلاف على السلاح النووي الإيراني وكتب: "كيف تستطيع دولة تمتلك منذ أعوام طويلة القنبلة النووية تعبئة العالم بجانبها في الحرب التي تخوضها ضد دولة مجاورة تصر على الحصول على السلاح النووي؟ وبماذا يرد السياسيون الاسرائيليون على من يسألهم لماذا ممنوع على ايران الحصول على سلاح تمتلكه دول مجاورة أخرى مثل باكستان والهند؟ الجواب المعهود ان اسرائيل الدولة الوحيدة في العالم التي يقول الرئيس الإيراني علناً أنه يريد القضاء عليها...

لكن السؤال ما هي سياسة اسرائيل و(الولايات المتحدة) من المشروع النووي الايراني في حال خسر أحمدي نجاد الانتخابات المقبلة وحل محله رئيس أكثر حكمة وأعلن اعتراف ايران بحق اسرائيل في الوجود ضمن حدود الرابع من حزيران 1967؟ هل ستتحول ايران دولة مسلمة معتدلة مثل باكستان يسمح لها بإنتاج السلاح النووي؟ في الماضي كان يحكم ايران صديقنا الشاه بعده جاء آيات الله الذين بعناهم أفضل سلاحنا الى ان تعقدت الأمور. الأنظمة تتغير، لكن السلاح النووي يبقى الى الأبد.

ذكرت التقارير الأجنبية أن اسرائيل قصفت مفاعلاً نووياً سورياً قيد الإنشاء. وقيل ان الولايات المتحدة وافقت على الهجوم وشجعت اسرائيل على التعدي على سيادة دمشق. تنضوي سوريا ضمن "محور الشر" بسبب قربها من ايران وتدخلها في لبنان واهمالها المتعمد لمنع تسلل العناصر المتطرفة المناهضة لأميركا الى العراق. ولكن كما هو معروف في العالم والشرق الأوسط في صورة خاصة قد يتحول الزعيم المكروه بين ليلة وضحاها حبيب الجماهير. ولكن ماذا ستكون سياسة اسرائيل والولايات المتحدة تجاه السلاح النووي السوري في حال أعلن الأسد استعداده وقف تدخله في لبنان واغلاق حدوده مع العراق؟

زيارة واحدة قام بها أنور السادات قبل 30 عاماً حولته من العدو رقم واحد الى بطل السلام... وكيف سيتصرف العالم الحر مع باكستان في حال وقع سلاحها النووي في أيدي الاسلاميين؟ هل سيصار الى احتلال أسلام أباد؟ قال لي ملك الأردن الملك عبد الله أنه خلال أشهر او في وقت قصير ستبدأ غالبية دول المنطقة بتطوير طاقة نووية. وشدد على ان منشآت بلاده ستكون مفتوحة أمام الرقابة الدولية، ولم يشأ ان يضيف "بعكس اسرائيل". السؤال المطروح ليس ما اذا كان الشرق الأوسط سيتحول منطقة نووية وانما متى سيحدث ذلك؟

ان هدف الوقوف ضد السلاح النووي الايراني والسوري وربما غداً المصري والأردني تحويل الإنتباه عن المشكلة الحقيقة في الشرق الأوسط: الصراع على الهيمنة في المنطقة بين المعسكر الديني المتطرف، وبين الكتلة المعتدلة البراغماتية... لدى انتهاء النزاع العربي الاسرائيلي يجب نزع السلاح النووي من كل الشرق الأوسط".

 

إعلان "حزب الله" عن "المناورة" هل هو تحد لوفد "الترويكا" أم أنه جواب سلبي من النظام السوري على محاولة الانفتاح الأوروبية؟

معاني بقاء الرياض والقاهرة خارج المشهد السوري

المستقبل - الثلاثاء 6 تشرين الثاني 2007 - فارس خشّان

في ظاهر الحال، يبدو النظام السوري في أفضل أحواله هذه الأيام، فها هي أوروبا، من البوابة الفرنسية المؤثرة، تنفتح عليه وبموافقة الولايات المتحدة الاميركية، فيما حلفاؤه في لبنان يستعيدون زمام المبادرة، سواء على مستوى استعداداتهم التخريبية من خلال المعلومات التي تتوالى عن التحضيرات العسكرية الميدانية، ام على مستوى إعلان "حزب الله" إعادة إمساكه بجنوب نهر الليطاني بما يحوّل قوات الطوارئ الدولية والجيش اللبناني الى "خيال صحراء" ويودي بالقرار 1701.

وفي ظاهر الحال أيضا، أن دمشق نجحت في الإستراتيجية التي اعتمدتها حيال لبنان، فأعادت جذب المجتمع الدولي إليها بعدما كانت تعاني من قطيعة شبه شاملة مارسها صانعو القرار 1559، كما أنها وبالتعاون مع إيران حوّلت القوات الدولية العاملة في الجنوب من حرس للحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية الى رهائن تعمل دولهم لتحريرهم، وبهذا المعنى يندرج ما أعلنه "حزب الله" عن مناورة "غير مرئية"(!).

ولكن هل الحقائق العميقة تتشابه مع ظاهر الحال هذا؟

لا يملك أي سياسي في لبنان قدرة على ادعاء معرفة ما يقوم به الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في دمشق، ولكن ليس بينهم من يجهل البعد الحقيقي للسلوكيات الفرنسية الجديدة والمفاجئة، ذلك أن "الفلسفة" التي يعتنقها قصر الإليزيه منذ مدة تقوم على معادلة "تحرير" الواقع اللبناني من الواقع الشرق الأوسطي وتاليا وجوب النظر الى لبنان على أساس أنه قيمة قائمة بذاتها يفترض عدم دمجها ضمن المشاكل التي تعصف بالعراق وفلسطين، وهذا يستلزم أن يتم فصل سوريا عن إيران، وخصوصا ان الملف السوري بات جاهزا للمفاوضة، بعدما ضاقت عليه الأمور من كل اتجاه، وتاليًا هو جاهز للعطاء كما هو جاهز لسياسة "عليّ وعلى أعدائي يارب".

إلا ان الولايات المتحدة الأميركية التي اختبرت دمشق جيدا، بدءاً بالعام 2003 لا تجاري فرنسا في اعتقاداتها، ولكنها لا تستطيع ان تقف في وجه نيتها "رمي الطابة" في الملعب السوري، لأن المطلوب منها كثير في المرحلة المقبلة.

وعلى هذا الأساس، يمكن القول ان الرئيس ساركوزي ينتهج تجاه سوريا السلوكية نفسها التي انتهجها تجاه الزعيم الليبي معمر القذافي في قضية الممرضات البلغاريات، بحيث عرض الإنفتاح الكامل على النظام الليبي مقابل الإفراج عن الممرضات، وكان ما كان.

وهذا يعني أن ساركوزي ينطلق من خلفية استراتيجية تقول إن لبنان هو أسير لدى النظام السوري، ولا بد من مقايضة حريته بثمن يتصل بوجودية بشار الأسد بالتحديد، الأمر الذي يتقاطع مع إرادة إسرائيلية ثابتة ومستمرة.

وبالفعل، دخلت الولايات المتحدة الأميركية على الخط الفرنسي، بحيث سحبت الحجة من النظام السوري، فكان اللقاء بين وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ونظيرها السوري وليد المعلم في اسطنبول، حيث تمّ نقل رسالة تتناغم كليا مع الرسالة الفرنسية.

إذاً، هذا المسعى الفرنسي أفقه الإنتاجية تتمحور حول قدرة النظام السوري على العطاء في لبنان، فإن أفرج عن الحرية الأسيرة لديه كان به وإن لم يفعل فإن القمة الفرنسية ـ الاميركية عليها التكفل بالبدائل، إنطلاقاً من نظرية تقول إن لم تنفع سياسة الجزرة فلا بد من سياسة العصا.

وبهذا المعنى، يمكن اعتبار الإنفتاح الفرنسي على النظام السوري هو إبداء رغبة أخيرة من المجتمع الدولي بحل الإشكاليات العالقة مع دمشق بالحوار وليس بالقوة، الأمر الذي يتوافق مع تطلعات روسيا والصين العضوين الدائمين في مجلس الأمن، اي أصحاب حق الفيتو على أي مشروع يمكن ان تتوصل اليه واشنطن وباريس في مرحلة ما قبل انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، كما في المرحلة التي ستلي الفراغ الرئاسي أو ملئه بواسطة النصف زائداً واحداً.

وتعرف فرنسا وإيطاليا وإسبانيا أن إعلان "حزب الله" عن مناورة سرية(!) أجراها مقاتلوه في جنوب نهر الليطاني، لا علاقة له مطلقاً بالمناورات الإسرائيلية بل هو مرتبط ارتباطاً وثيقاً بما قاله وفد الترويكا الاوروبية في بيروت عن القدرات الهائلة التي تحمي "اليونيفيل" في لبنان، بعيدا من مقولة الأسر الواجب فكه بدفع أثمان على حساب حرية لبنان واستقلاله واستقراره، كما أنه رسالة ايرانية مباشرة الى المجتمع الدولي عمومًا والى فرنسا خصوصًا بأن لا قيمة لمحاولة فصل دمشق عن طهران، فقوة دمشق الحالية في لبنان إنما هي مستمدة من الورقة الإيرانية التي تحمل اسم "حزب الله"، وتاليًا فإن من يفكر بدفع الثمن لدمشق عليه ان يفكر تلقائيًا بدفع الثمن لطهران، الامر الذي لا تخفيه دمشق مطلقًا، بحيث لا تتوانى عن دعوة من يدعوها الى اتباع المسار السلمي الى الإعتراف بايران دولة إقليمية كبرى.

على أي حال، ماذا بعد هذا الإنفتاح الفرنسي على النظام السوري؟

لا أحد يملك أجوبة حاسمة عن هذا السؤال المحوري، ولكن في المقابل يلفت الجميع الى مفارقة مهمة جدا حصلت في اسطنبول، ففيما اجتمع برنار كوشنير وكوندوليزا رايس بوليد المعلم، كان الحدث الأقوى في عدم حصول أي لقاء بين المعلم ووزير الخارجية السعودي سعود الفيصل كما مع وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط.

وفي اعتقاد مجموعة من العارفين، فإن قراءة الأمور بدقة لا متناهية تفترض قراءة هذا الموقف العربي من النظام السوري.

ويشير هؤلاء الى ان مفتاح باب الراحة السورية هو عربي بامتياز وليس فرنسيًا او اميركيًا، كيف ذلك؟

يقولون إنه في الجزء الأخير من العام 2005 إشتدت الضغوط الأميركية ـ الاوروبية على النظام السوري بمناسبة بدء ظهور الحقائق المتصلة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولكن كل ذلك لم يثمر، لأن الرياض والقاهرة تدخلتا بقوة لمصلحة دمشق، فما كان إلا ان تراجعت اوروبا وواشنطن الى حدود ما طلبه وأصر عليه السعوديون والمصريون، مما مكّن النظام السوري من استنقاذ نفسه وفرض شروطه على لجنة التحقيق الدولية التي رد رئيسها آنذاك ديتليف ميليس بالإستقالة الإحتجاجية. ويشير هؤلاء الى ان خروج الرياض والقاهرة من صورة الجمع مع دمشق في اسطنبول هي المؤشر الدقيق على ان الإنفتاح الفرنسي على النظام السوري ليس سوى مرحلة أخيرة من محاولات الإستيعاب قبل اللجوء الى التصعيد في التعاطي معها.

ولكن هل تستجيب دمشق لسياسة الإنفتاح الأوروبية؟

ثمة من يرجو ذلك، اعتقاداً منه ان الإنتخابات الرئاسية في لبنان كانت مناسبة للقطيعة الدولية مع دمشق وبالتالي عليها الإفادة من فرصة التصحيح التي تقدمها لها الإنتخابات الرئاسية الحالية. ولكن في المقابل، هناك من يعتقد ان نظام دمشق سيقرأ هذا الإنفتاح على طريقة انتصار لاستراتيجية التشدد، فيلجأ الى فرض مرحلة جديدة من المواجهة لأن هدفه الاول والأخير إسقاط المحكمة الدولية التي مولتها باريس بستة ملايين دولار، اي بما يتفوق على المساهمة الاميركية (خمسة ملايين دولار) كتمهيد لإعادة بسط النفوذ الفوقي على لبنان. على اي حال، الجواب السوري يفترض ألا يتأخر كثيراً، والبعض يعتقد ان الجواب السلبي أعلنه "حزب الله" عندما قال للمجتمع الدولي: تباً لك، لقد استعدنا زمام الأمور في جنوب نهر الليطاني

 

المناورة العسكرية المفترضة: استخدام الداخل لابتزاز الخارج

المستقبل - الثلاثاء 6 تشرين الثاني 2007 - خالد العلي

حتى إشعار آخر نفذ "حزب الله" خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي مناورات عسكرية من غير سلاح في منطقة الجنوب امتداداً حتى البقاع الغربي، وقد أشرف عليها الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله من غير أن يصدر أي شيء رسمي عن الحزب بل اكتفى بتسريب خبر عملاني ـ سياسي إلى بعض وسائل الإعلام، ما لبثت أن اعتمدته وسائل إعلام الحزب باعتباره خبراً صحافياً. الا انها زادت التحليلات حوله من خلال خبراء عسكريين مقربين من الحزب جعل من المناورة المفترضة أضخم مناورة عسكرية في تاريخ "حزب الله" و"أذهلت قيادة القوات الدولية العاملة في الجنوب" وهي التي نفت أية إمكانية لقيام مناورة في أماكن انتشارها.

مصادر سياسية على معرفة ببعض جوانب التكتيكات العسكرية، استبعدت إمكانية إجراء مناورة عسكرية على امتداد المناطق التي تنتشر فيها قوات الطوارئ الدولية وألوية عديدة من الجيش اللبناني من غير معرفة هاتين الجهتين المفترض إمساكهما بالأرض بعد مرور أكثر من سنة على انتشارهم جنوباً.

وإذا كانت المناورة المفترضة قد جرت بلا سلاح أو عناصر مسلحة وشملت الآلاف من المشاركين، كما ذكر إعلام "حزب الله" ولم تشعر بها أية جهة دولية أو محلية أو عدوة، فإن في الأمر ما يشبه المناورة لكن ذات طبيعة سياسية تستهدف كل الاحتياط التهديدي للمعارضة على الرغم من حرص الحزب على القول انها ـ أي المناورة ـ تستهدف كل أنواع التهديدات الاسرائيلية.. لكن الحزب استدرك ليقول "انها رسالة للصديق الذي يجب ان يفهم ان المقاومة جاهزة..".

وتنظر المصادر إلى المناورة العسكرية، سواء كانت مفترضة أم حقيقية، على انها تجاوز جديد لكل التفاهمات التي جرت بعد صدور القرار 1701 والذي ـ كما يعرف "حزب الله" ـ لا يسمح بأي وجود أو نشاط عسكري على أرض الجنوب حتى نهر الليطاني، إنما الإمرة لقوات "اليونيفيل" والجيش اللبناني، فكيف لـ"حزب الله" ان يخترق القرار الدولي علناً ويعطي ذرائع ربما لاسرائيل لتنفيذ عدوان جديد مشابه لما جرى في تموز ما قبل الماضي؟، فضلاً عن زج لبنان في مواجهة المجتمع الدولي على قاعدة وجود أطراف مثل "حزب الله" سبق ان أعلن موافقته على القرار 1701 والآن يعمل على خرقه بعدما خرقه على مستوى إعادة التسلح، وهو الأمر الذي دانه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في معرض حديثه عن تطبيق ذلك القرار.. فهل سيتحمل الحزب مغبة التلاعب بالقرارات الدولية ومفاعيلها ومسؤولية ما يمكن ان يتأتى عن هكذا مسلك؟!.

وتشير المصادر إلى حالة الاستعداء التي يمارسها "حزب الله" تجاه قوات "اليونيفيل"... فقد يكون من حقه الحذر تجاه أي قوة أجنبية، الا ان الحزب وفي معرض تبريره للمناورة الحقيقية أو المفترضة ـ اتهم بعض قوات الطوارئ "بمساعدة اسرائيل على امتلاك صورة أكثر وضوحاً عن حركة المقاومة وانتشارها وطريقة عملها بعد فشل عدوان تموز"، الأمر الذي يضع تلك القوات في الموقع المهدد عملياً من جهات مقربة من الحزب أو تدور في فلكه أو تستغل مثل هذه المواقف للتعرض لها.

وتتوقف المصادر امام ما أعلنه إعلام "حزب الله" عن المناورة التي "حاكت عملية دفاعية شاملة بوجه حرب اسرائيلية على لبنان وعلى سوريا!!!". فها هو الحزب مجدداً يتحرك بالتأكيد على قاعدة التنسيق مع سوريا في حال تعرضت لأي عدوان أو في حال طلبت دمشق من الحزب دوراً عسكرياً ما لأغراض سورية أو اقليمية تصل إلى الجمهورية الاسلامية ما يضع لبنان مجدداً تحت سندان دمشق ومطرقة طهران وأتون "حزب الله".

وتستغرب المصادر كيف يصف إعلام الحزب المناورة بالعسكرية ويقول "انه لم يكن بالامكان مشاهدة اية عناصر مسلحة"، ويزيد "ان المناورة التي جرت بطريقة سرية للغاية قد أذهلت القوات الدولية التي اصيبت بصدمة ازاء طريقة عمل المقاومة.."، فيما قيادة تلك القوات نفت وأكدت حرصها والقوات المسلحة اللبنانية على "حفظ الأمن جنوب لبنان وضمان خلو المنطقة من أي عناصر مسلحة أو سلاح غير مرخص.."، فهل يمكن التعاطي مع عشرات الآلاف من عناصر القوات الدولية واللبنانية بهذه الخفة وبالتالي مع الدول التي أوفدت تلك العناصر؟!.

وبانتظار وضوح الصورة أكثر، وما اذا كانت المناورة قد جرت على الأرض أو على الورق، فإن المصادر تجزم ان للمناورة أغراضاً سياسية تتعلق باللحظة الراهنة التي على صلة بالاستحقاق الرئاسي، ولا سيما باتجاه الأوروبيين الذين يشكلون السواد الأعظم من قوات "اليونيفيل"، فبعد مواقفهم الحاسمة بوجوب إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها وخارج اطار العرقلة أو الضغط أو التدخل السوري، بالإضافة إلى مواقفهم الحاسمة تجاه تسريع قيام المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، جاءت مناورة "حزب الله" لتشكل مرحلة متقدمة من ابتزاز الأوروبيين والضغط عليهم وبإشارات سورية لتخريب واستكمال مرحلة الانقلاب على المؤسسات، حيث يصر الحزب على ممارسة دور من يملك دولة داخل الدولة غير عابئ بدقة وخطورة المرحلة التي يمر بها لبنان.

 

"حزب الله": تصريحات رايس في اسطنبول كشفت أنها تمارس سلطة الوصاية على لبنان

المستقبل - الثلاثاء 6 تشرين الثاني 2007 -

أعلن "حزب الله" انه "لا يمكن ربط مناورات المقاومة بأي استحقاق او مواعيد دستورية". ودعا الى "عدم التهويل بفتنة او فوضى او حرب أهلية".

وندد بتصريحات وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في اسطنبول ورأى أنها "كشفت بكلامها انها تمارس سلطة الوصاية على لبنان"، وكرر اتهامه الولايات المتحدة الاميركية بمنع توافق اللبنانيين على رئيس للجمهورية، معتبرا "ان الادوات المحلية للادارة الاميركية اصبحت غير قادرة على اتخاذ القرار لذلك تدخلت الادارة الاميركية مباشرة واصبحت هي من يصرح بما كانت تعلنه أدواتها في لبنان".

* قال الوزير المستقيل محمد فنيش في لقاء حواري في صور: "لقد اصبح جليا للجميع ان من يمنع التوافق بين اللبنانيين على رئيس جمهورية هي الولايات المتحدة الاميركية، وان وزيرة الخارجية الاميركية كشفت بكلامها الاخير في اسطنبول انها تمارس سلطة الوصاية على لبنان، وان سفيرها (جيفري فيلتمان) عبر عن مواقف إدارته بما هو مسموح وما هو غير مسموح من تحالفات بين القوى اللبنانية، وهذا يدل على ان الادوات المحلية للإدارة الاميركية اصبحت غير قادرة على اتخاذ القرار لذلك تدخلت الادارة الاميركية مباشرة واصبحت هي من يصرح بما كان يعلنه ادواتها في لبنان".

واستغرب "صمت فريق السلطة عما يجري من مناورات عسكرية يجريها العدو على الحدود مع لبنان وكأن هذه المناورات والتهديدات والانتهاكات الصهيونية لا تعنيهم". * اعتبر عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الحاج حسن أن موقف رايس "هو تدخل سافر في الشؤون الداخلية اللبنانية وتحريض لقوى 14 شباط على رفض التوافق والشراكة بين اللبنانيين ودعوة لهذا الفريق للذهاب في طريق الفتنة والتباعد والشقاق بين اللبنانيين وهذا ما تخطط له أميركا".

وطالب في كلمة له في بعلبك "الفريق الحاكم، إن كان يجرؤ بموقف واضح من هذا التصريح الذي يعني أن الأميركيين يريدون فرض رئيس من 14 شباط وتعطيل الحوار"، ودعا العرب والأوروبيين الى"موقف واحد لكبح جماح الأميركيين في لبنان ووقف مخطط الفتنة والشقاق بين اللبنانيين"، مبديا الأسف "لأن بعض الدول العربية في مؤتمر اسطنبول قبلت أن تخاطب اللبنانيين بالخطاب الأميركي نفسه".

وندد بما وصفه بـ "التهديدات الأميركية التي طاولت عدداً من النواب والسياسيين اللبنانيين"، وانتقد "سكوت حكومة السنيورة اللاشرعية ودعاة السيادة والحرية والاستقلال عن هذه التهديدات". وقال:"أن جزءاً أساسياً من 14شباط متفق مع هذه التهديدات من أجل مشروعه المضر كثيراً بلبنان والذي لا يخرجه من أزمته إلا رئيس توافقي وحكومة وحدة وطنية".

* أعلن عضو الكتلة النائب حسن فضل الله، في مداخلة تلفزيونية أمس، ردا على سؤال عن المناورة التي اجرتها المقاومة، الى "ان أي حدث او إجراء معين تقوم به المقاومة هو إجراء اختصاصي لا تعليق عليه ولن ندخل في تفاصيله ولا بد من تركه لجهة الاختصاص مع العلم انه لم يصدر اي إعلان رسمي عن المقاومة في خصوص هذا الموضوع".

وعما اذا كانت هذه المناورات تحمل اي رسالة الى الداخل تتعلق بالخيارات الممكن اللجوء اليها في حال تم انتخاب الرئيس بالنصف زائداً واحداً قال: "الجانب الإسرائيلي ليس منتظراً الاستحقاق الرئاسي او المواعيد الدستورية كي يمارس عدوانه على لبنان والمقاومة ايضا في خلال حركتها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وفي استعداداتها لا تربط هذا الامر بأي استحقاق او مواعيد دستورية".

أضاف: "على مستوى الداخل لا أحد يهوّل على اللبنانيين بفتنة او فوضى أو حرب أهلية، وفما يحصل هو مشروع اميركي عبّرت عنه وزيرة الخارجية الاميركية بوضوح وحددت برنامج عمل للافرقاء "حلفائها"، وإذا كانت لديهم الرغبة في السير بهذا المشروع يعبّرون بذلك عن انفسهم كأدوات بمشروع اميركي وما نطالب به هو التوافق وهذا امر ليس تعجيزياً". وقال: "لم نسمع يوماً أي تعليق من الامم المتحدة او السلطة الموجودة عن الخروق الإسرائيلية لسماء لبنان، وهل من احد يعرف اذا كانت المناورات الاسرائيلية هي مناورات فقط او تمهيد لعدوان؟"، وقال: "ان المقاومة ستكون على جهوزية كاملة ونتمنى ان يملك الجيش اللبناني لقدرات المانعة لمثل هذه الخروق واي تهديد للارض اللبنانية".  * رأى مسؤول العلاقات الدولية في "حزب الله" نواف الموسوي "ان لقاء العماد ميشال عون بالنائب سعد الحريري أستفزّ مسيحيي فريق 14 شباط وراحوا يطلقون التهديدات تلو الأخرى ويمكن رد بعض هذه التصريحات الى خلفية أميركية". ودعا في حديث إلى إذاعة "صوت الغد" من وصفهم بـ"المشككين" بالثقة بين العماد ميشال عون و"حزب الله" إلى أن "ي خيطوا بغير هالمسلّة".

واعتبر ان انتخاب رئيس بالنصف زائداً واحداً "سرقة لموقع رئاسة الجمهورية وبالتالي تعيين منتحل صفة يتحوّل الى موظف لدى "تيار المستقبل" او لدى السفير الأميركي في لبنان". * قال مسؤول منطقة الجنوب في الحزب الشيخ نبيل قاووق، في كلمة له في بلدة دردغيا: "كلما اقتربنا من الاستحقاق الرئاسي اكتشف الاميركيون انهم لا يستطيعون ان يأتوا برئيس دستوري يلتزم بنزع سلاح المقاومة". موضحا"ان المعارضة تقترب شيئا فشيئا من موعد 24 تشرين الثاني لتكون هذه المحطة المصيرية نهاية عهد الاستئثار والتحكم، لانه بعد 24 تشرين الثاني لن يكون الحكم في لبنان عند هذا الفريق غير الشرعي وغير الدستوري، وبالتالي سنكون عندها في مرحلة جديدة، وسيكتشف الاميركيون ان لبنان ليس الساحة المناسبة لتحقيق الانتصار".

 

إسرائيل تحذر "حزب الله" من "استفزازها مجدداً" وتطالب لبنان بتطبيق القرارات الدولية

المستقبل - الثلاثاء 6 تشرين الثاني 2007 - حذر مصدر سياسي إسرائيلي امس من معاودة "حزب الله" إلى "استفزاز" إسرائيل "مجدداً"، على اثر أنباء عن قيام الحزب بمناورات عسكرية في جنوب لبنان، فيما طالب مصدر عسكري إسرائيلي حكومة لبنان بتطبيق قراري مجلس الأمن 1559 و1701.

وقال المصدر السياسي الإسرائيلي ليونايتد برس انترناشونال، طالبا عدم ذكر هويته، "إننا لا نتطرق لهذه الأنباء (عن مناورات حزب الله) فهذه شؤون داخلية لبنانية ويتوجب على لبنان معالجة أمرها". وأضاف المصدر السياسي أنه "في صيف العام الماضي تلقى" حزب الله" ضربة بحيث لا يفترض به الآن أن يحاول ثانية استفزاز إسرائيل"، في إشارة إلى الهجوم الذي نفذه مقاتلو الحزب في 12 تموز/ يوليو من العام الماضي وأسره جنديين إسرائيليين خلاله، واندلعت في أعقابه حرب لبنان الثانية. بدوره، شدد مصدر عسكري إسرائيلي في اتصال مع يونايتد برس انترناشونال، وطلب أيضاً عدم ذكر اسمه، أنه "على حكومة لبنان معالجة الموضوع وعليها أن تفرض سيادتها على أراضيها". وكان المصدران يعقبان على تقرير نشرته صحيفة "الأخبار" اللبنانية امس وأفادت فيه بأن الآلاف من مقاتلي "حزب الله" نفذوا خلال الأيام الثلاثة الماضية أضخم مناورة عسكرية في تاريخ "حزب الله"، تحت أعين قوات الجيش الإسرائيلي وقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، وأن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله تولى الإشراف شخصياً على المناورة، التي شاركت فيها جميع القطع العسكرية والأمنية واللوجستية التابعة للحزب. وقال المصدر العسكري الإسرائيلي إن "هذا التقرير يدل على أنه ما زالت هناك في لبنان دولة داخل دولة ونحن نرى بأن على حكومة لبنان تنفيذ قراري مجلس الأمن الدولي رقم 1559 و1701بخصوص لبنان".

ولفت إلى أن "القرارات الدولية تؤكد على أنه لا يفترض بأن يمارس "حزب الله" نشاطا عسكريا في المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني".

وتساءل المصدر العسكري "ما هو الهدف من هذا التقرير وما الذي يريد "حزب الله" تحقيقه من وراء مثل هذا التحقيق؟ هل يريد صرف الأنظار عما تسبب به خلال الحرب الأخيرة؟".

من جهة أخرى، عبّر ضباط إسرائيليون في الاحتياط عن قلقهم من التقرير حول مناورات حزب الله في جنوب لبنان. وقال اللواء في الاحتياط أيال بن رؤوفين، الذي كان قائد الطابور الشمالي في الجيش الإسرائيلي على إسرائيل الرد بشكل ما على هذه المناورات.

ونقل موقع معاريف الالكتروني عن بن رؤوفين قوله إنه "علينا أن نحاذر من أن نكون نعامة وإلا فإن النتائج ستكون كارثية للغاية". لكن بن رؤوفين أضاف أن "ليس لدي معلومات محددة حول المناورات الكبيرة، مثلما نشر في وسائل الإعلام، لكن إذا جرت هذه المناورات فعلا فإن على إسرائيل إعطاء تحذيرات مناسبة فقد جلسنا سنوات على الجدار لكي نفهم ما أهمية ذلك". ودعا الضابط الإسرائيلي إلى "مراقبة واضحة لما يحدث في الجانب الآخر والتأكد من أن كل تجاوز لخط أحمر سيجر رداً". وتطرق بن رؤوفين إلى انتشار قوات الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" في جنوب لبنان، لكنه قال إنه "لا توجد توقعات كبيرة في إسرائيل من اليونيفيل، لكن هناك قوات الجيش اللبناني التي انتشرت بجنوب لبنان ومسؤوليه منع تعاظم قوة حزب الله موجودة بأيديهم".

وقال ضابط احتياط آخر يحمل رتبة لواء "يتوجب التدقيق فيما إذا كان جهاز الأمن الإسرائيلي قد راقب هذه المناورات، فحزب الله لم يضعف وهذه حقيقة، إنه آخذ بالتعاظم ويحظر على إسرائيل الموافقة على هذا الوضع ويتوجب الرد من خلال عمل عسكري وإلا فإن اللقاء (يقصد مواجهة عسكرية) معهم في المستقبل ستكون صعبة". (يو بي أي)

 

"اليونيفيل" تنفي التقارير الإعلامية عن سحب أوروبا لجنودها وتصف مناورات "حزب الله" العسكرية بالمزعومة

المستقبل - الثلاثاء 6 تشرين الثاني 2007 - فادي البردان

عقّبت القوات الدولية المعززة العاملة جنوب الليطاني بلسان الناطقة باسمها ياسمينا يومزيان على أما أوردته جريدتا "السفير" و"الأخبار" اليوم، وقالت "فيما يتعلق بالخبر الذي نشرته "السفير" نقلاً عن مصادر لم تسمها تدّعي أن القائد العام "لليونيفيل" أبلغ في لقاءاته في بيروت أن الدول الأوروبية المساهمة في "اليونيفيل" قد تسحب جنودها بسبب التطورات على الأرض، يهمنا أن ننفي نفياً قاطعاً التقرير ونشدد بأن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة".

وأضافت: "ان الدول الـ48 المساهمة في "الطوارئ" تبقى مصممة وملتزمة أكثر من أي وقت مضى باستمرار مساهمتها في "اليونيفيل" للمساعدة على ضمان الأمن والاستقرار في جنوب لبنان". أما فيما يتعلق بما نشرته صحيفة "الأخبار" حول مناورات لحزب الله، فقالت بومزيان: "لقد نفت السلطات اللبنانية الخبر الوارد في "الأخبار" حول مناورات عسكرية مزعومة لحزب الله في الجنوب". وأضافت: "إن موقف السلطات اللبنانية تدعمه تقارير وحدات "اليونيفيل" المنتشرة على الأرض، وأن القوات المسلحة اللبنانية هي المسؤولة الأولى عن الأمن في جنوب لبنان، ومنها ضمان خلو المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق والليطاني من أي وجود مسلح وأسلحة غير مرخص لها"، أضافت: "وفي هذا الاطار تعمل "اليونيفيل" بشكل وثيق لمساعدة القوات المسلحة اللبنانية".

 

بيدرسون: مفاوضات جدية تجري بين "حزب الله" وإسرائيل لتبادل الأسرى

 بيروت - »السياسة«: كشف المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون أن مفاوضات جدية تجري حول تبادل الأسرى بين الوسيط الذي عينه الأمين العام للأمم المتحدة وكل من "حزب الله" وإسرائيل, رافضاً التعليق عما أشيع عن وفاة الأسيرين الإسرائيليين لدى "حزب الله".

وأشار بيدرسون إلى أنه نقل إلى وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ الذي التقاه أمس رسالة واضحة مفادها وجوب احترام القرار 1701 نصاً وروحاً, وهذه من مسؤولية كل الأطراف في لبنان كما هي من مسؤولية إسرائيل. ورأى أن الخروقات الإسرائيلية الأخيرة تمثل انتهاكاً جدياً للقرار 1701, لافتاً إلى أنه تبلغ احتجاجاً لبنانياً على هذه الخروقات.

 

وئام وهاب يهدد بقطع طريق الشوف

 بيروت - »السياسة«: رد المكتب الإعلامي لتيار التوحيد اللبناني الذي يترأسه الوزير السابق وئام وهاب على كلام المرشح الرئاسي النائب بطرس حرب بأن الموالاة متجهة لانتخاب رئيس بالنصف زائد واحد في بيت الدين. ورأى أن بيت الدين مقطوعة على رئيس سيكون انتخابه سبباً لفتنة كبيرة بين اللبنانيين, ناصحاً النائب حرب بإجراء الانتخابات إذا كان متحمساً للنصف زائد واحد في أحد منتجعات البترون لا في الشوف.

وأشار "التوحيد" إلى أن النائب وليد جنبلاط أعقل من توريط الشوف في هكذا خطوة تقسيمية.

 

يرى أن "الجامعة العربية" أهم قوة يمكن التعويل عليها للخروج من المآزق في فلسطين ولبنان والعراق

الباحث وجيه كوثراني يتوقع للبنان رئيسا توافقيا يدير الأزمة:تنفيذ الـ 1559 بالقوة حرب أهلية... إسرائيل حاولت وفشلت

 بيروت ¯  صبحي الدبيسي: السياسة

رأى المؤرخ والباحث الاجتماعي اللبناني وجيه كوثراني أن الوجه الأساسي لأزمة لبنان مرتبط بثلاث قوى أساسية متصارعة تتمثل أولاً: بقوة الولايات المتحدة وسياسة المحافظين الجدد ويعبر عنهم الرئيس بوش وثانياً: الأصولية الإيرانية, ما يسمى بقوة الممانعة وثالثاً: الجهادية السلفية التكفيرية التي يقودها  »القاعدة«, مقترحاً تشكيل قوة عالمية ثالثة تلعب أوروبا والعرب دوراً أساسياً فيها من خلال ما يسمى ب¯»المتوسطية« التي ستكون بديلاً عن »الشرق أوسطية«, الأميركية.

ورجح كوثراني في حديث ل¯"السياسة" احتمال التوصل إلى رئيس توافقي للبنان يدير الأزمة, بانتظار مستقبل الصراع الإيراني ¯ الأميركي والنتائج التي سيتوصل إليها مؤتمر الخريف والحلول الذي سيقدمها للصراع العربي ¯ الإسرائيلي, معتبراً أن هذا الرئيس لن يكون من فريق 8 آذار ولا من فريق "14 آذار«, وإن الحوار بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب سعد الحريري ضروري, وقد يؤسس لتسوية من شأنها امتصاص التشنج القائم الذي كاد أن يؤدي إلى فتنة سنية ¯ شيعية". وأكد أن من مصلحة إيران إجراء الاستحقاق الرئاسي, لأنها لا تريد أن تدفع بالأمور إلى هذه الفتنة". محذرا من خطورة تطبيق القرار 1559 بالقوة, والذي ينص على نزع سلاح "حزب الله", لأنه سيؤدي حكماً إلى حرب أهلية.

 وسأل: "من المسؤول عن حصر المقاومة في حزب الله? ولماذا كانت الطوائف الأخرى راضية عن هذا الأمر?".

  كيف تقرأ ما يجري في المنطقة بشكل عام, وما مدى انعكاساته على لبنان?

  الوجه الأساسي لأزمة لبنان, وأزمة المنطقة, يكمن في البعد العالمي, وهو الإطار العام والأساس من دون أن نغفل خصوصيات لبنان وخصوصيات المنطقة ولكن لنبدأ برسم خطوط الصراع الدولي التي تتلخص بثلاث قوى أساسية متصارعة, تتحكم بآليات الصراع, وتنعكس سياساتها على الداخل العربي, وبالتالي على الداخل اللبناني وتتمثل أولاً: بقوة الولايات المتحدة, كقوة عالمية تديرها الآن مع الأسف قوى محافظة, أعني بهم »المحافظين الجدد« المتحالفين على مستوى المصلحة, وعلى مستوى الثقافة والإيديولوجيا مع الأصولية اليهودية, وهذه القوة العالمية تتحكم بجزء كبير من الصراع, وهذا ما عبر عنه الرئيس جورج بوش, وهناك شبكة مصالح منها, بيع السلاح, تجارة السلاح, البترول, بالإضافة إلى شبكة مصالح مرتبطة بشركات الأمن الخاصة, وهي شبكة معقدة عالمياً وتدار من الولايات المتحدة.

القوة الثانية, يسميها بعض المسلمين بقوة "الممانعة", في مواجهة هذه السياسة, وتتمثل بالأصولية الإيرانية, ذات الايديولوجيا الفارسية. وتعبر عن نفسها باسم القومية تارة, والعدالة تارة أخرى, ولقد استفادت من الصراع العربي ¯ الإسرائيلي, واستطاعت أن تعبئ بعض القوى إلى جانبها. القوة الثالثة, التي تربك الجميع, وتخلط الأوراق هي ما يمكن أن نسميها ¯ الجهادية السلفية ¯ التكفيرية والتي تقودها "القاعدة". وهذه القوى الثلاث تتحكم بالعالم, وتشطب القوى الأخرى البديلة. وكلنا يعرف أن في أوروبا قوىً ديمقراطية ناشطة مؤيدة لحركات التحرر الوطني, ومؤيدة لشعوب العالم الثالث, هذه القوى الديمقراطية موجودة, لكنها مشطوبة لأسباب عدة تدور حول سؤال واحد يتعلق بالأوروبيين والعرب, لماذا هذا التراجع للحركة الديمقراطية في أوروبا بعد أن كانت ناهضة وبارزة ومؤثرة, خاصة بالنسبة لقضية فلسطين?

الممانعة والسلفية

القوى الديمقراطية العربية أصبحت مهمشة أكثر, لدرجة أن هناك شرخاً بين هذه القوى الديمقراطية العربية, إما عن طريق الالتحاق بالممانعة الإيرانية, أو بالجهادية السلفية القائمة. هذا في الإطار العام على مستوى الصراع في العالم, أما خلاصنا نحن كعرب وكلبنانيين, فهو مرتبط بالقوى العربية النظامية بين الدول العربية, وتحديداً »جامعة الدول العربية«, وهي أهم قوة ممكن الرهان عليها للخروج من المآزق المختلفة في الدول العربية, سواء مأزق التنمية, أو مأزق الصراع العربي ¯ الإسرائيلي أو المأزق بين "حماس" و"فتح", والأزمة اللبنانية والأزمة العراقية. كل هذا كان ممكناً لو كان هناك قوة عربية فاعلة ومؤثرة تتمثل إما بأقطاب دول كالمملكة العربية السعودية ومصر, أو بمنظومة جامعة الدول العربية كقوة متجانسة وقوية, تستخدم طاقات الدول العربية, الاقتصاد والبترول, وسياسات الاستثمار. يعني هناك أدوات قوة مفقودة, وللأسف, هناك فراغ عربي. فمن يملأه? للأسف هذا الفراغ يُملأ بالمشروع الإيراني, وبالمشروع الإرهابي للإيديولوجية الجهادية, وهذه القوة أثبتت في العراق مربكة ومؤثرة في مسار الأزمة.

  هل تعتبر موقع فرنسا تراجعياً برغم كل الجهود التي تبذلها?

  تعاني أوروبا أزمة علاقات داخلية, بين أقطابها ودولها الأساسية, هناك قوتان في إطار الاتحاد الأوروبي غير متجانستين: فرنسا وبريطانيا, إلى جانب عامل آخر, يجعل من الاتحاد الأوروبي قوة هامشية, أو قوة مساندة للقوة الأميركية, ما يؤكد بأن أوروبا أصبحت فعلاً قارة تشيخ وتحتاج إلى عملية تجديد في بناها الاقتصادية والتكنولوجية, العسكرية. الولايات المتحدة هي أقوى دولة اقتصادياً وعسكرياً, وأوروبا إلى حد ما ضعيفة ربما بسبب تناقضاتها الداخلية أو بسبب ضعفها البنيوي لناحية اقتصادياتها وتكنولوجيتها. وهي تحاول أن تتحرك ضمن هذا الهامش الذي لا نراه مؤثراً. برأيي يجب أن تتشكل بوادر »قوة ثالثة« عالمية تلعب أوروبا فيها دوراً رئيسياً, والعرب يمكن أن يكون لهم أيضاً دور أساسي بالتعاون مع أوروبا وذلك عبر تشكيلات عديدة, منها تشكيلة البحر الأبيض المتوسط, أو ما يسمى »بالمتوسطية«, التي يمكن أن تكون بديلاً عن »الشرق أوسطية« الأميركية". هذه الستراتيجيات البديلة, لم يُفكر بها جيداً, وبرأيي هذه الأفكار مطروحة, لكنها تحتاج إلى خطوات تنفيذية, وأنا لست ستراتيجياً ولست اقتصادياً حتى أطرح البدائل لكن من منظار توجه تاريخي مستقبلي أعتقد أن هذه القوة العربية ¯ الأوروبية ممكن أن تلعب دوراً أساسياً بالاستقلال عن المحور الأميركي, وتساهم في حل المشاكل الداخلية في المجتمعات العربية والإسلامية.

  أين موقع لبنان, بين كل ما يجري?

  مشكلة لبنان, تاريخية ومزمنة, هذه المشكلة ناتجة عن أدوار متعاقبة لعبها لبنان في الساحة العربية. فمنذ أن نال استقلاله في مرحلة الميثاق في العام ,1943 ولبنان متنازع عليه دولياً وعربياً. ذلك أن السياسات الغربية كامتداد لحركة الاستعمار بقيت تتعامل مع لبنان كساحة ومختبر, أما الجانب العربي وفقاً للقوى التي مرت على الساحة العربية, بدءاً من الناصرية إلى المقاومة الفلسطينية, والدور السوري, تعاملوا أيضاً مع هذا الكيان الجديد الذي اسمه لبنان كساحة. لم يستطع لبنان بكونه دولة صغيرة ومتشكلة حديثاً, أن يفلت من نزاعات المنطقة, ونزاعات العالم, فكل نزاعات المنطقة ونزاعات العالم تتجسد فيه, من خلال وجود أزمة بنيوية وأزمة تاريخية مزمنة.

وكي لا نضع اللوم فقط على الخارج, هناك مشكلة داخلية, تتمثل بتركيبة الدولة اللبنانية. هذه التركيبة الطوائفية, وبحسب علم الاجتماع السياسي لا بد للدولة من أن يكون لها اندماج وطني, ولا بد لها من شعب واحد, مؤمن بأساسيات وطنية, المشكلة أن هذه الأساسيات لم تحظ باجماع توافق, يعني مسألة الهوية العربية في لبنان, انتقلت من العرف القائل لبنان ذو وجه عربي إلى »لبنان عربي« ذي هوية عامة. لكن كيف تترجم الهوية العربية, لا على مستوى الانتماء اللفظي فحسب إنما على مستوى السياسيات والستراتيجيات والثقافات, ولهذا السبب ممكن أن تنفجر أية أزمة على مستوى المنطقة أو على مستوى العالم, وأن تؤثر على لبنان ويعود اللبنانيون إلى نقطة البداية. ونقطة البداية هي اي هوية للبنان وأي دور للبنان. قد يختلف اللاعبون, إذا استعرضنا القوى الأساسية التي لعبت أدواراً في الجواب عن سؤال أي هوية للبنان, نبدأ بقراءة المارونية السياسية أولاً, السنية السياسية ثانياً, الشيعية السياسية ثالثاً.

يعني في كل مرحلة كان لطائفة من الطوائف, دور البطولة أو الدور الأول في مسار الأزمة اللبنانية. والسؤال هل يبقى لبنان مرتهناً لهذه اللعبة, لعبة توجهات الطوائف المتباينة والمختلفة والتي تتقاطع مع ستراتيجيات المنطقة? وهل كتب على لبنان أن يبقى مرتهناً لهذا القانون المهيمن والسائد? وهل تستمر هذه الهيمنة, هيمنة هذا العرف بأن كل أزمة في المنطقة قد تؤدي إلى انقسام في الداخل اللبناني? هذه فعلاً مشكلة أساسية. وبرأيي حلها ستراتيجي, والآن أصبحت مقتنعاً بعد كل هذه التجارب بالحياد الايجابي للبنان. وقد يستغرب البعض ويتساءل عن عروبة لبنان وعن دور لبنان والجواب أيضاً, لا بد أن يترافق هذا الحياد الايجابي مع تجانس عربي, مع منظومة عربية يكون لها دورها الإقليمي الفاعل, ويكون لها دورها العالمي. وهنا نعود بالسؤال إلى القوة العربية المهمشة, وطالما بقيت هذه القوة العربية مهمشة في السياسات الدولية والسياسات العالمية, لا يستطيع لبنان إلا أن يلتحق بالمحاور. كوضع سورية اليوم, أو بالخط الإسلامي كوضع إيران اليوم. المشكلة إذا بقي المحور العربي غائباً عن الفعالية السياسية العالمية, يبقى لبنان بمأزق. مأزق أمام تحوله إلى صراعات داخلية, ومأزق أن يطالب بعض اللبنانيين بالحياد الايجابي للبنان مع مظلة دولية.

المظلة الدولية والحياد الايجابي يحتاجان إلى قوة عربية فاعلة. الآن تحاول السعودية ومصر أن تلعبا هذا الدور, ولكن بشكل خجول وتحت مظلة أميركية, ولا بد أن تتحرر القوة العربية من الهيمنة الأميركية.

  بتقديرك حياد لبنان في الماضي كان عاملاً إيجابياً?

  لقد كسر هذا الحياد في العام 1956 عندما دخلنا في مشروع حرب أهلية وما سمي بثورة 1958 وللاسباب التي تكلمنا عنها, أي دور للبنان? لقد كان العالم منقسماً بما سمي بالحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي والغرب. وفي المنطقة العربية كانت الناصرية و»حلف بغداد«. يومذاك غلبت سياسة الرئيس كميل شمعون التحالف الغربي, على المد العروبي الناصري فانعكست الأزمة العربية إلى صراع مسلح في الداخل اللبناني.

  هل يتجاوز لبنان مأزق الاستحقاق الرئاسي بسلام?

  هناك احتمالان, والآن أرجح الاحتمال التالي: أن يصار إلى الاتفاق على رئيس توافقي, يقيم هدنة ويدير أزمة لسنوات قد تكون قصيرة وطويلة وفقاً لمستقبل الصراع الإيراني ¯ الأميركي, وللمؤتمر الموعود العتيد بما يسمى بمؤتمر الخريف, وهناك دول كالسعودية بدأت تشكك بجدواه. وبتقديري قد يأتي رئيس يدير الأزمة, لأن المشكلة في المنطقة كبيرة, مشكلة الصراع العربي ¯ الإسرائيلي, ومشكلة "فتح" و"حماس" ومشكلة سلاح "حزب الله" ومشكلة المحكمة الدولية. فالرهان أن يأتي رئيس للجمهورية ليحل كل هذه المشاكل صعب, لذلك قد ينتخب رئيس وسطي لا من فريق 8 آذار ولا من فريق 14 آذار يعلق حل هذه المشكلات ريثما يوجد لها تسوية إقليمية.

  وماذا عن استئناف الحوار بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري هل يكسر حالة الجمود ويؤسس للتوافق الذي تتحدث عنه?

  طبعاً هذا الحوار قد يؤسس إلى تسوية, ولكن هذه التسوية يجب التنبه إلى عدم انزلاقها في ثنائية سنية ¯ شيعية على حساب طوائف أخرى. وبالتالي فإن ديناميات السياسة في لبنان ممسوكة من زعامة هاتين الطائفتين أو من أحزاب سائدة في الطائفتين, كي لا نلغي هامش كل طائفة. الطائفة السنية عندها هامشها والطائفة الشيعية لديها هامشها أيضاً. طبعاً شيء إيجابي أن يلتقي الشيخ سعد مع الرئيس بري لأن لقاءهما استطاع امتصاص التشنج الذي كان قائماً والذي كان مقدراً له أن يلعب دوراً خطيراً في الحياة الاجتماعية السياسية في لبنان ولأول مرة في لبنان المعاصر تتخذ الطائفية اللبنانية, طابع الصراع السني ¯ الشيعي, فيما كان الصراع في الماضي مسيحياً ¯ إسلامياً, وقد يكون لهذا الأمر انعكاسات خطيرة على مستوى المنطقة العربية.

  عندما زار الرئيس بري بكركي جرى الحديث عن ثنائية مارونية ¯ شيعية, واليوم يدور الحديث عن ثنائية شيعية ¯ سنية, لماذا كلما التقى قطبان سياسيان من طائفتين مختلفتين يجري الحديث عن الثنائيات?

  هذا مرده إلى حساسية الطوائف وهي ليست جديدة, بل قديمة في تاريخ لبنان المعاصر, مفهوم الدولة في الثقافة السياسية في لبنان, هو مجموعة سلطات موزعة كحصص على الطوائف. فأي حركة لطائفة معينة تخل في التوازن وتثير حساسيات الطوائف الأخرى, مع الأسف تكوين لبنان قام طائفياً. السؤال الذي يطرحه الباحث الاجتماعي, هل نستمر في هذا المنطق الطائفي للميثاق, أم نطوره, الميثاق الوطني في البداية تأسس وفق ثنائية سنية ¯ مارونية, ثم تطور المجتمع الديموغرافي في لبنان, وعندما تطورت الطائفة الشيعية ديموغرافياً واقتصادياً وعلمياً اختل هذا التوازن, إلى أن استقر هذا الوضع في اتفاق "الطائف" بوجود ثلاثية طائفية مارونية ¯ سنية ¯ شيعية, قائمة على توزيع الرئاسات الثلاث, لكنها لا تلغي الطوائف الأخرى. فجرى تحسين وضع رئاسة المجلس النيابي لمصلحة الطائفة الشيعية وتحسين وضع مجلس الوزراء لمصلحة الطائفة السنية على حساب تقليص صلاحيات رئاسة الجمهورية المارونية.

  بعض الفئات الشيعية وفي مقدمها "حزب الله" لا تعتبر اتفاق "الطائف" ملبياً لطموحاتها, وتطمح إلى أبعد من ذلك?

  يجب أن نميز لدى "حزب الله" بين مستويين, مستوى النظرية والعقيدة, ومستوى البراغماتية السياسية, وقد أشرت إلى ذلك في كتابي الأخير.

نلاحظ فعلاً أن هناك مستويين في الخطاب الإيديولوجي العقائدي لتعبئة الطاقة الثورية عند الشباب, كما هو حال »الحزب السوري القومي الاجتماعي« المرتكز لإيديولوجيا وعقيدة تتجاوز الموضوع اللبناني, وتعبئ محازبيها على أساس العقيدة, لكن في الممارسة السياسية التي تخضع لاعتبارات براغماتية "حزب الله" شأن الأحزاب الطائفية الأخرى يمارس السياسة بمنطقها اللبناني. لذلك عندما انحسرت المقاومة بعد »حرب تموز« وطرح موضوع سلاح "حزب الله" على طاولة البحث تركز الأداء السياسي ل¯"حزب الله" على المعركة السياسية الداخلية في لبنان بمنطق الطوائف وبمنطق الميثاق اللبناني, عندما استقال الوزراء الخمسة, قالوا أن لا سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك, وهذا موجود في الدستور وهو نص ميثاقي, "حزب الله" يمارس السياسة من وحي هذا النص.

 

تطوير الفكر السياسي

برأيي يوجد مأزق أمام "حزب الله", إذا أراد أن يتحول إلى حزب شيعي ¯ لبناني, لا بأس كونه مثل حركة "أمل" والحزب التقدمي الاشتراكي, و"تيار المستقبل", وأنا لست مع هذا التوجه لبنانياً. ولكن هذا واقع الحال. "حزب الله" عندما يختار هذا التوجه السياسي, لا بد له من خلفية إيديولوجية وهذه الخليفة الإيديولوجية لا تكمن في عقيدة الخميني, التي تقول بولاية الفقيه المطلقة, وإنما يمكن أن تجد خلفيتها الثقافية والإيديولوجية عند تيار فكري شيعي واسع وهذا ما حاولت إبرازه في دراساتي وهو تيار الإصلاحية الشيعية الذي يمتد من السيد عبدالحسين شرف الدين, والسيد محسن الأمين والسيد موسى الصدر, والشيخ محمد مهدي شمس الدين, ولا بد أن تكون خلفية "حزب الله" الثقافية الإيديولوجية في هذا الفكر الإصلاحي الشيعي, وليس في ذاك الفكر الأصولي في قم. البعض يعتقد أن ولاية الفقيه, هي كل الشيعة, في حين هي اجتهاد خميني وهي من الاجتهادات الشيعية التي تجد في إيران من يعارضها, لكي لا نقول بأنها إيرانية بالمعنى القومي المطلق. هناك قسم كبير من الإصلاحيين من أصحاب الشأن في إيران, وقسم كبير من المراجع الشيعية لا توافق على منطق ولاية الفقيه. "حزب الله" باعتقادي من خلال حركة التاريخ ليس حزباً جامداً. فيه قيادات ذكية لا بد أن تجتهد لتطوير هذا الفكر, وقد نلاحظ أنهم في كل أدائهم السياسي لا يتحدثون عن ولاية الفقيه إطلاقاً وإنما كل النقاش السياسي ينصب على الدلالات اللبنانية, في المعركة السياسية.

  إذا كان "حزب الله" بعد »حرب تموز« لم يستطع إسقاط الحكومة التي اتهمها بالعمالة, ماذا استفاد من اعتصامه في ساحة رياض الصلح, وماذا بقي من رصيده الشعبي?

  رصيد "حزب الله" الأول, هو معنويات الصمود الذي يطلق عليه اسم النصر, فعلاً معطيات هذا النصر ما زالت متوفرة في تصديه للعدوان الإسرائيلي وفي المعنويات التي كسبها من هذه المعركة, التي تم توظيفها لبنانياً عبر جمهوره العريض, كما تم توظيفها عربياً وفلسطينيا في معادلة الصراع مع إسرائيل والتصدي لها. فمن هذه الناحية له جمهوره, ويجعل من هذا النصر معترفاً به حتى من إسرائيل نفسها.

أما الخسائر التي يتكبدها "حزب الله", فهي خسائر على مستوى الوطن, والتي نجمت عن تدمير البنى التحتية في لبنان جسور طرقات, اقتصاد, الخسائر البشرية والمادية, هذه الخسائر يحاول "حزب الله" أن يقلل من أهميتها عن طريق المساعدات المالية بهدف أن يتحول إلى بديل عن الدولة, وتمرير هذه المساعدات من خلال مؤسسات يسيطر عليها, كما يحاول توظيف الخسائر الكارثية التي مني بها أهل الجنوب من خلال كسب معركة السياسة الداخلية. وهذه المعركة تتحمل أوزارها كل الطوائف وليس "حزب الله", لأن كل الطوائف تكرس منطق الحصص الطائفية. وطالما الدولة قائمة على منطق الحصص الطائفية, كل طائفة ستجد نفسها مغبونة في شيء ما. المشكلة في لبنان, ان اي طائفة تشعر بالحرمان فان وسيلتها للمطالبة هي الطائفية. وهنا أتقن "حزب الله" هذه اللعبة وهي لعبة قديمة شأنه شأن حركة "أمل" وأي حزب سني, وأي حزب ماروني تبقى مشكلة الخلفية العقائدية, وهي ليست أساسية عند الشيعة, ولكنها أساسية عند "حزب الله", لذلك يجب أن نميز بين الجمهور الشيعي ل¯"حزب الله" والنواة الحزبية فيه. هذه النواة تؤمن بولاية الفقيه ولكن ليس بالضرورة أن يؤمن الجمهور الشيعي ب¯"حزب الله" فهو يقلد على مستوى العبادات أي مرجع تقليد موثوق به الآن, السيستاني هو المرجع التقليدي الأهم عند الشيعة اللبنانيين وعند الشيعة العراقيين. وهو لا يقول بولاية الفقيه العامة, بل يختلف مع الخامنئي في هذه المسألة. ولا يؤمن بسياسة الحكم باسم الدين وآخر كتاب صدر له عبارة عن مجموعة أحكام تؤكد أنه ضد أن يستلم المراجع وأن يحكم باسم الدين.

  رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بعث برسائل إلى عدد من رؤساء وملوك العالم طالباً إليهم الوقوف إلى جانب لبنان ودعمه ضد هيمنة النظام السوري ومحاولاته تعطيل الاستحقاق الرئاسي ما رأيك في ذلك?

  أنا لا أتابع سياسة الكواليس, وليس لدي فكرة عن المعلومات التي يملكها جنبلاط بأن النظام السوري سيمنع الانتخابات الرئاسية, ليس من مصلحة أحد منع إجراء هذا الاستحقاق وكل الدول من إيران إلى الولايات المتحدة مع انتخاب رئيس توافقي إذا كانت سورية تريد خربطة الانتخابات فإن من مصلحة إيران أن تحصل الانتخابات, وهي لا تريد أن تدفع الأمور في لبنان حكماً إلى الفتنة المذهبية السنية ¯ الشيعية ولا تريد أن تدفع إلى فراغ دستوري. فإذا كان هذا هو الموقف الإيراني تصبح المشكلة بين إيران وسورية. وبالتالي فإنها ستضغط على سورية لتمرير هذا الاستحقاق. أنا أميل إلى الاعتقاد بأن يتوافق اللبنانيون على رئيس يدير الأزمة, لا أن يطبق القرار 1559 لأن تطبيق هذا القرار بالعنف يعني حرباً أهلية. يعني نزع سلاح "حزب الله". من ينزع سلاح "حزب الله"? لقد حاولت إسرائيل ولم تستطع. وحتى القوات الدولية ليس من مهامها نزع سلاح "حزب الله". نعم هناك أزمة سلاح "حزب الله" التي تشكل مأزقاً بكل معنى الكلمة, مأزقاً لبنانياً عربياً.

  كيف السبيل إلى حلها من وجهة نظرك?

  إذا حصل نوع من تسوية أميركية ¯ إيرانية وحصلت تباشير حلول للدولة الفلسطينية, وحل النزاع بين "حماس" و"فتح" وتهدئة الوضع في العراق نسبياً, ثم إجراء انتخابات جديدة في إيران, يتم فيها تهميش المتشددين الإيرانيين ويتقدم فيها الإصلاحيون وقد بدأوا, فإن المعادلة الداخلية ستتغير وسيكون "حزب الله" أمام مواجهة هذا الضغط, وبرأيي سيلجأ إلى تغيير ستراتيجيته.

لبنان بحاجة إلى دولة علمانية تلغى فيها بشكل تدريجي الطائفية السياسية مع تبدل في العقلية نحو العلمنة. وأنا مع هذا التوجه.

  إذا ما حصل هذا التحول الذي أشرت إليه, هل سيسلم "حزب الله" سلاحه إلى الدولة?

   هذه هي معضلة "حزب الله" وهي جزء من معضلة كل الطوائف في لبنان. مثلاً عندما اكتشف مجلس المطارنة أن أعداد السنة في »الدرك« أكبر من عدد الموارنة حصل لغط حول هذا الموضوع. هذه مشكلة ديموغرافية يجب العمل على التخلص منها, فإذا أرادوا ضم عناصر "حزب الله" إلى الجيش قد تقول جهات ما بأن ذلك سيزيد من أعداد الشيعة في الجيش ويكون ذلك خطرا على الديموغرافيا في الدولة. أزمة لبنان ليست أزمة حزب وطائفة هناك أزمة بنيوية في التركيبة اللبنانية.

فمن المسؤول أن تكون المقاومة محصورة في "حزب الله"? طبعاً يتهم النظام السوري بأنه حصر المقاومة ب¯"حزب الله". نعم النظام السوري لعب هذا الدور, ولكن الطوائف الأخرى كانت راضية عن هذا الموضوع. طالما أن هناك حزباً في طائفة معينة يقاتل عن الطوائف الأخرى, أيضاً الطوائف الأخرى استقالت عن المطالبة بحقها في المقاومة. وأصبح هناك نوع من الطوائف المتخصصة في لبنان: الشيعة مقاومة, السنة تنمية, الموارنة سيادة وكأن السيادة لا تهم لا الشيعة ولا السنة وكذلك الأمر بالنسبة للمقاومة والتنمية وهذا خطأ مميت ليس فقط على مستوى الطوائف نفسها بل على مستوى الدولة

 

الشيخ قاسم: لم نسمع من فريق 14 شباط اعتراضات على المناورات الاسرائيلية والمقاومة في موقع الجهوزية دائما ولا نفي او اثبات لما تقوم به

الرئيس الذي نريده نعلن عنه في اللحظة المناسبة والانتخاب بالثلثين غير دستوري

وطنية - 6/11/2007(سياسة) اوضح نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في حديث تلفزيوني على قناة "او تي في" ان اسرائيل قامت بمناورة عسكرية ضخمة جدا ضمت حوالي 50 الف جندي وضابط من رتب مختلفة ومن كل القطع ولم تكن هذه المناورة جبهة محدودة او مكان مخصص وانما هي مناورة كيانية , تعني الكيان الاسرائيلي بالكامل, حيث شارك في المناورة مطار بن غوريون بأخلاء الطائرات وما شابه, والجبهة الداخلية كانت لها مشاركتها المعينة, فرأينا كما اطلع الناس ان هذه المناورة الضخمة لها دلالات ومعاني, وبالتالي ليست مجرد تقوية لبعض قطاعات والوية القوات, انما هي استعدادات لحرب كبيرة يمكن ان تكون في المستقبل, انا لا اقول انها حرب حالية وآنية, لكن هذا المستوى من المناورات للتأكيد على الجهوزية وسلطت كل وسائل الاعلام الاسرائيلية وبعض الوسائل المحلية الضوء على المناروات الضخمة.

اما فيما يتعلق بالمقاومة فهي دائما في موقع الجهوزية ولسنا في وارد تفسير ادائها بأي تصرف من التصرفات, ولا نفي او اثبات ما تقوم به, فالمقاومة عمل دائم في مواجهة الاحتلال والعدوان. واذا كان هناك من سؤال او استفسار فمن المفروض ان يوجه الى من يفعل الاخطار والتهديدات ضد لبنان, اعني اسرائيل ومن وراءها, ويجب ان تكون الانظار موجهة الى الجهود اللازمة للقيام بالخطوات العملية والجدية في كيفية مواجهة هذه الاخطار.

وتساءل : هل يعقل ان تكون هناك مناورات اسرائيلية ضخمة تضم خمسين الفا على حدود لبنان وتشكل تهديدا حقيقيا للبنان, والطيرات الاسرائيلي كثف طلعاته للجو بشكل غير عادي وهذه تقارير الامم المتحدة والجيش اللبناني تذكر حجم الطلعات الجوية, ولا نسمع من في فريق 14 شباط اعتراضات او انتقادات او صراخ, ولا يكون هناك اجتماع طارىء للحكومة غير الشرعية من اجل ان تناقش هذه الازمة المستجدة في لبنان, انما كل الانصراف نحو امور داخلية لها علاقة "بالحرتقات" والتركيز على من يربح على من, والاستعانة بالقوى الدولية بدل العودة الى الخيار الشعبي والى المؤسسات الدستورية, هذا برسم الجميع, كان من المفترض ان هذه المناورات الاسرائيلية ان تحدث ضجة غير عادية في لبنان وتستلزم رسالة من الرئيس السنيورة الى الامم المتحدة, تستلزم اجتماعا لمجلس الوزراء, وتستلزم استنفارات بقرار سياسي, تستلتزم صراخا على المستوى الدولي, لانه في النهاية هذا الحجم من المناورات ينذر بخطر ما سواء اكان قريبا او بعيدا, صحيح اننا نقول ان هذا الخطر قد لا يكون قريبا لكن من يدري ربما تقوم اسرائيل بأعمال مباغته في بعض الاحيان.

وحول ما اذا كان حزب الله قد ابلغ البطريركية المارونية ان الجنرال ميشال عون هو مرشح يمكن ان يكون توافقيا ويمكن ان يدعمه الحزب ؟ قال الشيخ قاسم:"طالما اننا لم نعلن بشكل علني وصريح عن اسم مرشحنا فهذا يعني اننا نرى مصلحة في عدم الاعلان, قد تكون المصلحة ليست من جهتنا فقط, وانما قد تكون من جهة المرشح ايضا, وقد يكون بالتفاهم معه بحيث اننا لسنا مضطرين ان نعلن شيئا لا نرى مصلحة في اعلانه الا في وقته المحدد, وبالتالي لو افترضنا جدلا ان هناك رسائل سرية وجلسات خاصة مع البطريركية او غيرها, فكونها سرية فهي ليست للاعلان, وانا لن اؤكد ولن انفي لان ما يجري في المجالس بطريقة كولسة يبقى في المجالس سواء اكان سلبا او ايجابا, وعليه نحن نحتفظ بموقفنا الذي يقول بأن الرئيس الذي نريده سنعلن عنه في اللحظة المناسبة التي نعتقد ان الوقت فيها قد حان للاعلان عنه وما زلنا من رسائل نريد ان نوصلها لاصحاب الشأن هو الذي يسهل بشكل طبيعي من دون الاعلان عنها.

واعتبر الشيخ قاسم " ان رئيس الجمهورية هو الذي يسهل اختيار الحكومة, فاذا كان الرئيس غير توافقي , فهذا يعني انه يمكن ان يختار حكومة لا تمثل الاطراف الموجودة في البلد ويتفاهم هو والاكثرية النيابية على طبيعة حكومة لا تجسد هذا الوفاق . نحن نعتبر ان المدخل الاساسي والكبير لرئيس الجمهورية هو ان يحمي الوفاق بأختياره اولا وبتسهيل اختيار حكومة وحدة وطنية ثانيا , وبعد ذلك كل التفاصيل تجري من خلال الحكومة. الرئيس مقيد باختيار الرئيس المكلف، وليس عندنا مشكلة بأي رئيس حكومة يمكن أن يكلف ومن الطبيعي أن يكون رئيس الحكومة من الأغلبية النيابية، هذا أمر مفروغ منه، ولكن عند تشكيل الوزراء هناك رأي لرئيس الجمهورية، وبالتالي هو سيوقع على مرسوم التشكيل، ومن هنا تأتي شراكته ليحمي التوافق وهنا دوره الأساسي.

أما بشأن موضوع الحكومة الوطنية، فالواضح ان الرئيس بري بادر الى اقتراح باتجاه الاستحقاق الرئاسي بغض النظر عن حكومة الوحدة الوطنية، ونحن وافقنا على هذه المبادرة لعدة أسباب:السبب الأول ان الوقت أصبح داهما، وبالتالي الاصرار على حكومة الوحدة الوطنية سيكون مجرد وضع عراقيل لأن الطرف الآخر لا يريد أن يستجيب، ومرور الوقت عامل غير ايجابي، الأمر الثاني اننا نريد أن نزيل المخاوف التي نشأت عند البعض بأننا نريد حكومة الوحدة الوطنية كبديل عن الرئاسة، حيث ذكر البعض ان حكومة الوحدة الوطنية ستجعلنا نعطل استحقاق الرئاسة من خلال الاصرار على الرفض، فقلنا:نحن نوافق على إلغاء حكومة الوحدة الوطنية ابتداء، وقلنا تعالوا نجسد التوافق من خلال الرئيس، فوجدنا ان هذا الأمر يزيل التباسا معينا عند بعض الأطراف، الأمر الثالث أننا رأينا ان هذا النوع من التنازل يثبت للرأي العام المحلي والاقليمي والدولي بما لا يقبل الشك، ان المعارضة ايجابية وانها حاضرة لتقدم التنازلات إذا كان الامر يتعلق بمصلحة لبنان، ونحن في الواقع قدمنا هذا التنازل لهذه الاعتبارات المختلفة على قاعدة أن ندخل الى الحل، وأعلنا أننا نوافق على مبادرة الرئيس بري بالرئيس التوافقي، وأكثر من هذا ففي مبادرة الرئيس بري اشتراط النقاش بإسم الرئيس مرتبط بالموافقة على الطرف الآخر على القبول بنصاب الثلثين، مع ذلك لم يضع الرئيس بري هذه المسألة عقبة، ولم يربطها بالاعلان الرسمي من الطرف الآخر، فدخل مباشرة في موضوع الأسماء، ونحن وافقنا أيضا أن يكون هناك دخول في مسألة الأسماء، لاحظنا ان التسويف قائم في الحديث عن الأسماء، يعني ان الأمور ذهبت الى المواصفات والاحتمالات والتوجهات السياسية والآراء، وكلنا يعلم ان كل شخص في لبنان مجرد أن تذكر اسمه، تعلم ما هي توجهاته السياسية وما يفعل وما لا يفعل، فلا حاجة لإضاعة الوقت، ليس عندنا في لبنان رئيس جمهورية صاحب مشروع رئاسي يوافقون عليه، نعم لديه رؤية سياسية تساعد في أن يكون جزءا من الخط الذي سوف يسلكه البلد، هذا طبيعي، لكنه معروف عند الجميع، وحتى انه يمكن أخذ التزامات علنية إذا كان هناك حاجة معينة لبعض القواعد. على هذا الأساس تنازلاتنا كانت في تقديرنا لمصلحة لبنان، والآن كل العالم يعرف ان المعارضة ايجابية وان الموالاة سلبية، وان المعارضة تريد الحل أما الفريق الآخر فهو الذي يتوتر ويصرخ ويتوعد ويريد أن يخالف الدستور، نحن التزامنا بمنهج التوافق وهذا من مستلزماته أن نتنازل عن حكومة الوحدة الوطنية للأسباب التي ذكرتها.

ورأى ان تأجيل الجلسة النيابية في السابق كان بناء على اتفاق وهذا حصل، فإذا حصل اتفاق يحصل تأجيل، وإذا لم يحصل اتفاق على التأجيل، نحن نظن انها ستكون بطريقة استعراضية كما هو متوقع فيما لو لم تؤجل. وإذا أرادوا الاقدام على خطوة معينة أعتقد أنهم سيقدمون عليها بعد 14 تشرين الثاني وليس قبله، ليستندوا الى كلمة حكما في الدستور ويبرروا لأنفسهم أن حكما تعني كيفما كان، وفي جميع دساتير العالم لا يوجد أن كلمة "حكما" تعني كيفما كان، لأن رئيس المجلس موجود وهو حاضر للدعوة وجلسة النصاب يجب أن تكون بالثلثين سواء انعقدت في المجلس النيابي أو خارجه، وبالتالي رئيس المجلس يبدي كل استعداد للدعوة المتكررة، لكن اذا لم يحضر الثلثان ماذا يفعل، من هنا

أي إجراء ليس فيه ثلثين لا يعتبر دستوريا وهو غير شرعي، واحتمال أن يذهبوا الى النصف زائد واحد احتمال وارد، وإذا أردت أن تعرف عليك أن تتابع التصريحات والأوامر الاميركية فالاشارة تأتي من هناك وليس من الراغبين بالحل من جماعة 14شباط ولا من المتوترين، كلاهما الآن خارج دائرة القرار النهائي، آمل أن يتوفق عقال 14شباط لضغط يساعد على الحل، والأكيد الأكيد الحل فيه مصلحة لكل الناس في 14شباط من قيادات وقواعد ما عدا الموتورين الذين يعودون الى أحجامهم، وآمل أن يتوفق من يلعب لعبة لبنان وليس من يلعب لعبة الأحجام.

وأكد الشيخ قاسم أن المعارضة موحدة، وأترك التفاصيل لما بعد انسداد الأفق، فلا نريد أن نستبق الأمور، ولا نريد أن نتهم لا بالتهديد ولا بالتهويل، مسارنا توافقي وسنبذل له كل الجهود، ولذا باركنا لقاءات الجنرال عون مع سعد الحريري ومع الرئيس أمين الجميل، ونبارك كل اللقاءات التي يمكن أن تحصل، كما باركنا لقاء الرئيس بري مع سعد الحريري، نحن حريصون على كل أنواع التفاهم التي تحصل، علها تهيئ للتوافق إن شاء الله تعالى".

 

حزب الله" علق على القرار الاميركي بتجميد اموال المعارضين اللبنانيين: اساءة الى حق الشعوب في المقاومة ووسام شرف لمناهضي السياسة الاميركية

وطنية - 6/11/2007 (سياسة) اصدر "حزب الله" بيانا، علق فيه على القرار الاميركي بتجميد اموال عدد من المعارضين اللبنانيين، جاء فيه:

"طالعتنا الادارة الاميركية بقرار هو ليس الاول ولن يكون الاخير، ينضم الى سلسلة قرارات لها علاقة بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول وبالاساءة الى حرية الشعوب وحقها في المقاومة والمعارضة. ويهمنا ان نؤكد على تجميد اموال عدد من المعارضين للحكومة غيرالشرعية بسبب موقفهم السياسي وانتمائهم الوطني، يشكل وسام شرف لجميع المناهضين للسياسة الاميركية، وهو يعبر عن الصورة الحقيقية لنشر الديموقراطية الاميركية لدى الشعوب التي تتمثل بالاساءة الوقحة الى حركة المواطنين في المعارضة والاحتجاج والتعبير عن الرأي بحرية، ولذلك ندعو القوى الحية في العالم العربي والاسلامي ان تأخذ الدروس والعبر من هذا السلوك الاميركي الدكتاتوري السافر. ان ما يستدعي التوقف عنده، وما يدعو للادانة، هو قبول السلطة في لبنان الوصاية والحماية الاميركيين والتعاطي الاميركي معها على انها سلطة باسم الاحتلال الاميركي في لبنان".