المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الثلاثاء 9 تشرين الأول 2007

 

إنجيل القدّيس يوحنّا .28-20:12

وكانَ بَعضُ اليونانِيِّينَ في جُملَةِ الَّذينَ صَعِدوا إِلى أُورَشَليمَ لِلْعِبادَةِ مُدَّةَ العيد. فقَصَدوا إِلى فيلِبُّس، وكانَ مِن بَيتَ صَيدا في الجَليل، فقالوا له مُلتَمِسين: «يا سَيِّد، نُريدُ أَن نَرى يسوع». فذَهَبَ فيلِبُّس فأَخبَرَ أَنَدرواس، وذهَبَ أَندَرواس وفيلِبُّس فأَخبَرا يسوع. فأَجابَهما يسوع: «أَتَتِ السَّاعَةُ الَّتي فيها يُمَجَّدُ ابنُ الإِنسان. الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها. وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَراً كثيراً. مَن أَحَبَّ حياتَهُ فقَدَها ومَن رَغِبَ عنها في هذا العالَم حَفِظَها لِلحَياةِ الأَبَدِيَّة. مَن أَرادَ أَن يَخدُمَني، فَلْيَتْبَعْني وحَيثُ أَكونُ أَنا يَكونُ خادِمي ومَن خَدَمَني أَكرَمَهُ أَبي. الآنَ نَفْسي مُضطَرِبة، فماذا أَقول؟ يا أَبَتِ نَجِّني مِن تِلكَ السَّاعة. وما أَتَيتُ إِلَّا لِتلكَ السَّاعة. يا أَبتِ، مَجِّدِ اسمَكَ». فانطَلَقَ صَوتٌ مِنَ السَّماءِ يَقول: «قَد مَجَّدتُه وسَأُمَجِّدُه أَيضاً».

 

هل من أزمة صامتة بين عون و"حزب الله"؟

تحدثت صحيفة "الراي" الكويتية عن بوادر ازمة صامتة بين رئيس "التيار الوطني الحر" النائب العماد ميشال عون و"حزب الله"، مشيرا الى انه بعد خطاب الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله "لم يعد ممكنا الحديث عن اتجاهات غالبة للتوافق".

وقالت الصحيفة: "تركت ردود الفعل السياسية والحزبية المختلفة، لا سيما الصادرة عن أقطاب وشخصيات في قوى 14 آذار على الخطاب الذي ألقاه الامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله مساء الجمعة الفائت لمناسبة يوم القدس، انطباعات سلبية للغاية اقل ما يمكن ان توصف به انها ضاعفت مناخ التشاؤم حيال احتمالات التوصل الى توافق حول رئاسة الجمهورية في المرحلة الفاصلة عن جلسة 23 تشرين الاول الجاري. فهذه الردود التي لم تفاجئ المراقبين في الواقع، بدت انعكاسا طبيعيا لمستوى الاستفزاز الذي اثاره خطاب نصر الله في بعض نقاطه لدى قوى الغالبية لا سيما في نقطتين حساستين يغلب الاعتقاد ان نصرالله ذهب اليهما بنية رفع وتيرة التصعيد السياسي، فأثار كمّا هائلا من ردود الفعل عليه، ما جعل المراقبين يقولون انه فعل ذلك عمدا لاستدراج قوى 14 آذار الى ما كان يريده اي على طريقة "إقرع الباب يأتيك الجواب".

وهاتان النقطتان تتعلقان بمسألتي الاغتيالات وتعديل الدستور.

لا مؤشرات للتوافق: واشارت الصحيفة نقلا عن الاوساط الى ان ايا يكن الدافع لهذا التصعيد، فانه لم يعد ممكنا الحديث عن اتجاهات غالبة للتوافق بعد خطاب السيد نصرالله، لا بل ان الخشية الكبيرة هي ان تكون مبادرة بري الضحية الكبرى لهذا التصعيد. لكن في الوقت نفسه لا يزال من المبكر جدا نعي احتمالات التوافق في اللحظة الاخيرة، اذ من غير الواقعي في وضع كالوضع اللبناني استباق استحقاق خطير كهذا ونعي امكان التوصل الى تسوية قبل اكثر من اسبوعين من موعد الجلسة المحددة في 23 تشرين الاول.

وتقول هذه الاوساط ان من غير المستبعد ان تكون هناك اسباب تكتيكية وليست استراتيجية وراء اقتراح نصرالله المتعلق باعتماد استفتاء او استطلاع للرأي لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد، وان هذه الاسباب ترتبط حصرا باسترضاء حليف نصرالله، العماد ميشال عون، بعدما كادت العلاقة بينهما تشهد "توترا صامتا" في المرحلة الاخيرة. ذلك ان الاسبوع الفائت شهد تطورات لافتة في هذا السياق تمثلت في صدور تصريح عن العضو في كتلة نواب "حزب الله" حسين الحاج حسن (الاثنين الفائت) لمح فيه للمرة الاولى الى ان الحزب لم يسم مرشحه للرئاسة بعد، واصفا العماد عون بانه "مرشح توافقي لكنه ليس الوحيد"، وقد تم سحب هذا التصريح بعد ساعات كما وُزع نفي له. وتبين ان مفعول التصريح كان قد ترك اثرا سلبيا جدا لدى العماد عون لمسه زوار الرابية مباشرة انذاك.

تلميح: في ضوء ذلك جاء خطاب نصرالله الاخير بمثابة احتواء لمجمل هذا الموقف من خلال التلميح وليس التصريح بوضوح الى اسم عون عبر الحديث عن استفتاء ورسم بعض المواصفات التي ادرجها نصرالله في خانة التلميح الى عون. وتقول الاوساط ان هذا الامر يشكل سلاحا ذا حدين انه ربما يرضي عون بالحد الادنى المعقول في علاقته مع "حزب الله"، غير انه في المقابل ابرز التعقيدات الكبيرة التي تعترض اي توافق محتمل بين الغالبية والمعارضة على عون ومرشحي 14 آذار في آن واحد، ما يعني ان الاحتمال الطبيعي الذي سيتتبع هذه المعادلة هو تخلي الطرفين عن مرشحيهم ومحاولة الاتفاق على اسم من الفئة الثالثة المستقلة ما لم يتمسك كل منهما بمرشحه وتنفتح عندها كل الاحتمالات السلبية والصدامية".

 

نصر الله أحبط محاولة لإسقاطه من قبل تيار إيراني.. فتشدد سورياً

 "السياسة" - خاص: كشفت مصادر سياسية مطلعة ل¯"السياسة" أن الخطاب الأخير للأمين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله وما تضمنه من مواقف لافتة من مسألتي الاغتيالات والاستحقاق الرئاسي, لم يكن موجهاً إلى قوى 14 آذار وحلفائها الخارجيين فقط بل وجه رسائل عديدة إلى داخل قوى المعارضة اللبنانية وإلى داخل "حزب الله" نفسه. وعلمت "السياسة" أن تشدد نصر الله في الخطاب الأخير في دفاعه عن سورية وتبرئتها كلياً من الاغتيالات السياسية في لبنان, على عكس الموقف الإيراني الذي لم يمانع بالمطلق في قيام المحكمة الدولية, هذا التشدد يعبر حسب المعلومات عن خلافات داخل "حزب الله" بين تيارين كبيرين, يميل الأول بقيادة نصر الله إلى علاقة وثيقة بسورية من دون التأثير سلباً على العلاقة بإيران, وتيار ثانٍ إيراني بحت يعطي الأولوية في التبعية السياسية للولي الفقيه علي خامنئي وطاقمه السياسي الذي يقوده اليوم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. ويعتبر هذا التيار أن العلاقة مع سورية هي علاقة تكميلية تحكمها الضرورة بفعل الجوار الجغرافي.

وتؤكد المصادر أنه بعد حرب تموز 2006 جرت نقاشات واسعة داخل صفوف الحزب اتسمت بالحدة والعمق وتناولت الخيارات الستراتيجية للحزب وسبل استثمار نتائج تلك الحرب, لا سيما بعد مسارعة الرئيس السوري بشار الأسد إلى تبني "الانتصار" الذي حققه "حزب الله" على إسرائيل وإطلاقه الدعوة إلى حلفائه في لبنان لاستثمار ذلك بإسقاط سلطة 14 آذار وإحلال سلطة جديدة محلها, الأمر الذي عبرت عنه تظاهرات المعارضة واعتصامها وسط بيروت.

ولأن هذا التحرك فشل في تحقيق أهدافه فإنه ارتد على أصحابه, وقد كان نصر الله في طليعة المتحمسين لهذا التحرك في الشارع, والكل يذكر خطابه الانفعالي في 10 ديسمبر 2006 (تاريخ التظاهرة المليونية الثانية للمعارضة بعد تظاهرة الأول من ديسمبر). ومع بلوغ خطة نصر الله لإسقاط الحكومة اللبنانية بقرار سوري (وليس إيرانياً) الحائط المسدود انفجرت الخلافات داخل "حزب الله" واستدعى ذلك انعقاد مؤتمر قيادي داخلي عقد في الضاحية الجنوبية لبيروت وظل طي الكتمان. وكان نصر الله قد استبق المؤتمر بزيارة سرية إلى إيران لتوضيح موقفه خصوصاً بعد أن تبلغ استياء إيرانياً من انحيازه إلى الخط السوري.

وتضيف معلومات المصادر المطلعة أن نصر الله واجه معارضة من مكاتب بعض القيادات في الحزب, وأن البعض اقترح ترقيته إلى مركز فخري هو المرشد الأعلى للحزب مقابل تخليه عن منصب الأمانة العامة, وهو المركز الأساسي صاحب القرار الأول في الحزب, ورأس السلطة التنفيذية فيه.

كل هذه المحاولات فشلت واستطاع نصر الله إحباطها مستنداً إلى أمرين, الأول دعم إيراني ناله في زيارته الأخيرة إلى طهران, والثاني تأييد فئات واسعة من قيادات الحزب الوسطى والدنيا له, بالإضافة إلى ما يتمتع به من تأييد في صفوف جماهير الحزب والشيعة عموماً.

وتخلص المصادر إلى أن نصر الله في الخطاب الأخير كرس الانعطافة القوية التي يقوم بها الحزب نحو الخيار السوري في لبنان, وذهب إلى الحد الأقصى في الدفاع عن النظام السوري, ليس فقط في مسالة الاغتيالات, بل وأيضاً (وهذا هو الأخطر في رأي بعض المراقبين) في جعل إسرائيل طرفاً في الاستحقاق الرئاسي, ما يعني أن "حزب الله" سيتعامل في هذا الموضوع مع قوى 14 آذار على أنها قوى إسرائيلية.

 

استناداً إلى تقارير عن قوة استيعابه السريع في ضوء نتائج معركة نهر البارد

الحلف الأطلسي يوصي بدعم عادل للجيش اللبناني ليتمكن من تجريد الميليشيات المسلحة

 لندن - كتب حميد غريافي:السياسة

ازالت معركة نهر البارد في شمال لبنان بين الجيش اللبناني متواضع العدة والعدد بالنسبة لجيوش المنطقة المدججة بأحدث انواع الاسلحة المتطورة من طائرات وصواريخ والكترونيات واجهزة مراقبة لم يسبق لدقتها وفاعليتها مثيل وبين نحو الف مقاتل استشهادي صمموا على النصر او الموت حتى اخر واحد فيهم قاتل بعضهم القوات الاميركية في العراق والبعض الاخر شارك في عمليات ارهابية في بلده وفي اماكن اخرى من الشرق الاوسط واسيا الوسطى - ازالت هذه المعركة من القاموس العسكري الغربي وخصوصا الاوروبي الحديث اعتبار هذا الجيش اللبناني الصغير نسبة الى الجيوش المنخرطة منذ احداث نيويورك وواشنطن الارهابية عام 2001 في محاربة الارهاب في اماكن مختلفة من هذه المنطقة المحتقنة ومن العالم جيشا ثانويا مهملا لا حول له ولا قوة للذود عن بلده ومقاومة الجماعات الارهابية نفسها التي تقاتلها قوات التحالف الدولي وحلف شمال الاطلسي مجتمعة في كل من افغانستان والعراق عندما كشفت اوساط نيابية في مجلس النواب الاوروبي النقاب امس عن ان »مقارنة جرت على ارفع مستوى لخبراء عسكريين في الحلف الاطلسي بعد القضاء على عصابة شاكر العبسي المؤلفة من نحو الف ارهابي انتحاري من اشرس ما واجهته وتواجهه الجيوش الغربية والشرقية (الروس في الشيشان وبعض الجمهوريات المهتزة) وداخل العواصم نفسها (موسكو) بين حيثيات المعارك بين قوات لبنانية بدائية التسلح واكبر مجموعة من العناصر الارهابية جرى التعامل معها كتلة واحدة منذ بداية الحرب الدولية على الارهاب اكدت (المقارنة) ان النصر الحاسم الذي عجزت جيوش الغرب حتى الان عن تحقيقه في مسارح عملياتها ضد الارهابيين والذي حققه هذا الجيش اللبناني غير المتجانس اصلا سياسيا وطائفيا ومذهبيا وربما ثقافيا ايضا جعل قيادات حلف الاطلسي والجيوش الاخرى في العالم يبدون احتراما مفاجئا لهذا الجيش المعتبر من اصغر جيوش العالم الثالث واقلها تسليحا وينصحون بالانتباه الى قدراته القتالية التي حصل عليها في فترة لا تحتسب في حياة تكوين الجيوش اذ هو خارج لتوه من معتقل قضى فيه تحت الهيمنة السورية القمعية التي لا ترحم ثلاثين عاما تعرض خلالها للتهميش ومنع التسلح ولعب دوره الطبيعي في الانتشار على كامل ترابه الوطني وصولا الى حدوده الدولية التي تعمد الاحتلال السوري تسييبها امام العدو الاسرائيلي لايجاد المبرر لاطالة عمر احتلاله هذا«.

وكشف نائب في البرلمان الاوروبي يمثل حلف شمال الاطلسي في ستراسبورغ ل¯ »السياسة« امس النقاب عن ان هؤلاء الخبراء العسكريين الاطلسيين وضعوا في منتصف (سبتمبر) الفائت تقريرا دقيقا ومفصلا استنادا الى نتائج »حرب نهر البارد الارهابية« يطالب ب¯ »احتضان الجيش اللبناني الجديد وخصوصا الفرق الخاصة من مغاوير وقوات التحام واستكشاف ومراقبة التي تدربت في بعض دول الغرب مثلها مثل معظم جيوش العالم الثالث وبالتالي فان على القوى الدولية المحاربة للارهاب ان تنمي قدرات هذه الفرق عن طريق دعمها بالاسلحة المتطورة المطلوبة ومن بينها طائرات مقاتلة وصواريخ ارض - ارض ومعدات مراقبة ارضية وجوية كتلك التي تمتلكها جيوش اخرى في المنطقة لكن طاقة استيعابها لها محدودة جدا وبطيئة«.

ونقل النائب الاوروبي عن خبراء الاطلسي قولهم ان »هذا الجيش اللبناني بما قام به خلال الفترة الأخيرة وخصوصا في معارك نهر البارد ضد اضخم مجموعة من الارهابيين التي اتسمت بطابع حرب العصابات والشوارع وهي اصعب الحروب التي تواجهها الجيوش المهمة النظامية يمكن تنمية طاقاته على نطاق واسع ليكون باستطاعته على الاقل التصدي لتدفق الارهابيين الذين تختزنهم الدولة السورية المدرجة على لوائح الارهاب الدولية وقمعهم والقضاء عليهم كما فعل في نهر البارد الذي لو قيض للالف ارهابي من فتح - الاسلام ان انتقلوا الى اماكن اخرى في العراق مثلا او السعودية او اي دولة اوروبية لكانوا احدثوا فيها كوارث قد تكون اسوأ من تلك التي تلف العراق وافغانستان حاليا«.

وقال النائب ان خبراء الاطلسي العسكريين »ضمنوا تقريرهم المفصل والسري حتى الان حول كيفية تنمية قدرات الفرق القتالية المهمة في الجيش اللبناني اقتراحات مختلفة حول الاسلحة المطلوبة لها لتسهيل عملياتها في مكافحة الارهاب وخصوصا لتطبيق القرارات الدولية على الصعيد اللبناني الداخلي على المدى المتوسط ومن بينها قرار تجريد »حزب الله« والفصائل الفلسطينية المسلحة التي تزرعها سورية في مختلف المناطق اللبنانية مع تقديم مساندات لوجستية غربية لهذه الفرق في حال ثبوت قدرات اكبر مما هو متوقع لدى هذه الميليشيات الايرانية والسورية كما حدث في حرب تموز (يوليو) من العام الماضي عندما فاجأ مقاتلو »حزب الله« قوات الاحتياط الاسرائيلية غير المستعدة لخوض حروب عصابات وكما حدث ايضا في اسراع الغرب بمد هذه الفرق اللبنانية بالذخائر الفاعلة في معارك نهر البارد ما ادى الى حسمها بعد ذلك بأقل من ستة اسابيع«.

وقدر الخبراء العسكريون الاطلسيون »قدرة الجندي اللبناني من المغاوير او الفرق الخاصة الاخرى التي حسمت معركة البارد« بما لا يقل عن قدرة الجندي الاميركي او البريطاني او الاوروبي الاخر الذين يقاتلون الارهاب في العراق وافغانستان, لذلك وجب علينا تأمين المعدات والوسائل القتالية والدفاعية المؤمنة لهؤلاء الجنود اللبنانيين بنسبة عادلة تؤهلهم للعب دور جنودنا نفسه في مكافحة الارهاب في منطقة الشرق الاوسط خصوصا«.

 

 النائب الحريري وصل الى نيويورك ويلتقي بان كي مون غدا

وطنية -8/10/2007 (سياسة) وصل رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري عند الثانية من بعد ظهر اليوم بالتوقيت المحلي الى نيويورك، حيث بدأ زيارة تستمر يومين, ويقابل خلالها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وسفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي. ويلتقي النائب الحريري الليلة كلا من مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون القانونية نيكولا ميشال ومساعد الامين العام لشؤون حفظ السلام الجنرال جان ماري غينو.

كما يلتقي ليلا الموفد الدولي المكلف متابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن.

ويرافق النائب الحريري في زيارته وفد يضم نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري والنواب باسم السبع, غنوة جلول, غازي يوسف, باسم الشاب والنائب السابق غطاس خوري ومنسق تيار المستقبل في اميركا الشمالية رفيق البزري والمستشاران هاني حمود وامال مدللي.

 

 

 

تمهيداً للقــــــاء موسع على مستوى القيادات اجتماع ماروني في بكركي الخميس عشية الاستحقاق

رسالة قوية من صفير يضمنها توجيهات اساسيــة

المركزية - عشية دخول الاستحقاق الرئاسي مرحلة العد العكسي وفي ظل اجواء انقسام وشحن نفوس على المستوى الوطني عموما وفي الشارع المسيحي خصوصا دخلت الكنيسة المارونية على خط التهدئة انطلاقا من مخاوف وقلق عبّر عنهما البطريرك مار نصرالله بطرس صفير في عظاته وبيانات المطارنة الشهرية، وذلك من خلال توجيه دعوة الى لقاء ماروني في بكركي يوم الخميس المقبل على مستوى ممثلي الاحزاب واللقاءات المسيحية في فريقي الموالاة والمعارضة تمهيدا للقاء موسع لاحقا على مستوى القيادات.

وفي معلومات "المركزية" ان الاجتماع لن يكون لمجرد عرض افكار انما لتوجيه رسالة قوية من رأس الكنيسة المارونية من خلال هذا الاجتماع يضمنها توجيهات اساسية ومعينة في هذه المرحلة الدقيقة والمصيرية من تاريخ الوطن. واشارت المعلومات الى ان النائب البطريركي المطران سمير مظلوم تولى شخصياً يوم الجمعة والسبت الماضيين توجيه الدعوات الى كل من احزاب الكتائب، القوات اللبنانية، الاحرار والكتلة الوطنية وممثل عن لقاء قرنة شهوان من فريق 14 آذار والتيار الوطني الحر وتيار المردة من فريق 8 آذار. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "المركزية" فإن المشاركين هم: النائب جورج عدوان عن "القوات"، النائب ابراهيم كنعان عن "التيار الوطني الحر"، مروان صقر عن "الكتلة الوطنية"، الوزير نايلة معوض والنائب بطرس حرب عن قرنة شهوان فيما يتم التباحث في الاحزاب الاخرى عن الاسماء النهائية التي ستشارك.

وقد شكلت الترتيبات للقاء ورشة تشاور في بكركي اليوم بين البطريرك صفير وعدد من المطارنة في عدادهم المطران مظلوم، وكذلك اتصالات استمرت حتى الساعة بهدف انجاح اللقاء الذي، في حال انعقاده يشكل خطوة هي الاولى من نوعها منذ مدة على طريق لمّ الشمل والبحث عن صيغ تعزز خطوط التواصل بين اللبنانيين.

واشارت المعلومات بحسب ما ابلغ مصدر قيادي في 14 آذار الى ان الاتصالات اصطدمت بتحفظات معينة نتيجة شعور بالاستفراد لدى التيار الوطني الحر و "المردة" باعتبار انهما سيكونان اثنين في مواجهة ستة من فريق 14 آذار وانطلاقا من هذا المبدأ طلبا عقد اجتماعين منفصلين مع البطريرك احدهما لممثلي 8 آذار والآخر لممثلي 14 آذار على ان يشمل في المرحلة الاولى فريق الغالبية ثم المعارضة.

في هذا الوقت اكدت المصادر القيادية لـ "المركزية" ان ممثلي فريق 14 آذار ابدوا انفتاحا ورغبة فورية في الحضور الى الصرح البطريركي تلبية لدعوة البطريرك، وشددت على انهم سيتوجهون بروح الحوار والايجابية انطلاقا من مبادئ الحفاظ على سيادة ووحدة الوطن. واعتبرت انه حتى الساعة لم تحصل اي مشاورات بين الحلفاء في 14 آذار ورجحت ان تجري اتصالات بين هؤلاء في وقت لاحق للتباحث في مضمون اللقاء.

وعزت اوساط متابعة فكرة عقد اللقاء الى سلسلة الاجتماعات التي عقدتها اللجنة السياسية في الرابطة المارونية مع مختلف القيادات المسيحية والتي اسفرت في النتيجة عن ان لا مانع من الاجتماع على طاولة واحدة وان لا اشكالات حقيقية تحول دون التلاقي للتفاهم المسيحي في هذه المرحلة الحرجة في محاولة لخلق مناخ يعكس ارتياحا في الشارع المسيحي بعد اجواء التشنج والحديث عن استعدادات للتسلح والتدريبات العسكرية.

ووصفت الاوساط "اللقاء" في حال نجاحه بالخطوة البالغة الاهمية على الصعيدين السياسي والامني والتي من شأنها المساعدة على انجاز الاستحقاق في الموقع المسيحي الاول وتجنب التصادم والوقوع في المحظور الذي يخشاه الجميع.

 

 "الـ 1757 لا يقضّ مضاجع النظام السوري انما يقلق بشدة حلفائه في لبنان

جنبلاط: هل لا تزال مقولة عدم استخدام السلاح في الداخل صالحــــــة؟

المركزية - رأى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من دون ان يسميه مثابة تهديد مباشر بالقتل وباستمرار الاغتيالات السياسية التي يبدو ان افادة بعض الاطراف المحلية من استشهاد قوى 14 آذار يوازي ان لم يكن يفوق افادة النظام السوري لاعتبارات سياسية وعقائدية وامنية ولخدمة مشروع اقامة دولتها في لبنان ولو على جثث اللبنانيين ورغما عنهم، وسأل: هل لا تزال مقولة عدم استخدام السلاح في الداخل صالحة مع تلاحق كل عمليات الاغتيال التي تحصل، ام ان هذا السلاح استعمل وسهل لبعض العملاء السوريين القيام بعمليات الاغتيال؟ وجدد تمسكه بالثوابت الوطنية واتفاق الطائف واتفاق الهدنة مع اسرائيل ومقررات الحوار الاجماعية والنقاط السبع والقرارات الدولية من دون استثناء اضافة الى القرار 1757 الذي لا يقض فقط مضاجع النظام السوري انما يقلق بشدة على ما يبدو بعض حلفائه في لبنان.

كلام جنبلاط جاء في موقفه الاسبوعي لجريدة "الانباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي ينشر غدا مما جاء فيه: "الكذب ملح الرجال، انه فعلا كذلك، فعندما تنبري بعض الاحزاب للدفاع عن النظام السوري وتبرئته من الارتكابات والفظائع والاغتيالات السياسية في لبنان، وتسعى لتعمية الحقائق وقلب الوقائع فالكذب هو وصف ملطف لحقيقة الامر، لأن من يخفي القاتل ويحاول حمايته يكون اما متورطا في القتل او مستفيدا منه.

الكذب ملح الرجال، انه فعلا كذلك، لأن من يحاول تحوير الانظار عن لائحة القتل الطويلة التي مارسها النظام السوري بحق اللبنانيين من سليم اللوزي وكمال جنبلاط وبشير الجميل وحسن خالد ورينيه معوض الى سمير قصير وجورج حاوي الى كل شهداء انتفاضة الاستقلال هو كمن يشارك في كل هذه الجرائم.

ان استمرار بعض اللبنانيين بالتعرض للقتل، واستمرار البعض الآخر بالتفرج عليهم، لا بل توزيع الحلوى عند سقوط البعض من كبار الشهداء، هو اثبات حسي على ان الكذب هو ملح الرجال، وان بيانات الاستنكار الكلامي واللفظي، الجاهزة سلفا ربما، لا تكفي مع استمرار مسلسل الدم والاغتيال من دون هوادة.

ما هي هذه السخرية التي يتحدثون عنها إذ ان كل من انتقد النظام السوري قتلته اسرائيل وفق نظريتهم وهو ما يؤكد التحالف الموضوعي القائم بين النظام السوري واسرائيل، لا بل انه يعني تكليف سوريا لاسرائيل بقتل كل اعدائها. انه فعلا مثال التحليل السياسي السليم والمنطقي!

بالامس القريب، اطلّ احدهم ليقول ان اسرائيل هي المستفيد الاول من قتل قيادات 14 آذار، ولسنا في حاجة لمعرفة عدوانية اسرائيل التاريخية تجاه لبنان، ولكن هل ينسى هؤلاء ان تقرير براميرتس الاخير قال ان اغتيال الرئيس رفيق الحريري والاغتيالات الاخرى تمت على خلفية القرار 1559، وانه اكد ترابط الاغتيالات ببعضها البعض؟ فمن المعني بالقرار 1559؟ الا يفسر هذا المحاولات المشبوهة التي يقوم بها حزب الله على مشارف الانتخابات الرئاسية بالتخلي عن هذا القرار؟ الا يشترط حزب الله ان يكون الرئيس المقبل من الرافضين لقرارات الشرعية الدولية؟ الا يمهد ذلك، في حال الموافقة عليه بما يسمى الرئيس التوافقي، للتخلي عن كل القرارات الدولية وبما فيها القرار 1701 المتعلق بالجنوب والقرار 1757 المتعلق بالمحكمة الدولية؟

لقد تحدثوا عن اغتيال جبران تويني وبيار الجميل وانطوان غانم، فماذا عن اغتيال رفيق الحريري وباسل فليحان ووليد عيدو ومحاولة اغتيال مروان حمادة، هل ايضا المناطق التي تمت فيها الاغتيالات فيها حشود من اجهزة المخابرات كما يقولون؟ ومن اكثر من المخابرات السورية، وربما اجهزة امنية حزبية محلية اخرى، لها معرفة واسعة ودقيقة بكل المناطق اللبنانية والاحياء المختلفة؟ ألم يتم اغتيال وليد عيدو بعد صدور قرار مجلس الامن بإقرار المحكمة الدولية بعدما اقفلت بعض الجهات والاحزاب والمرجعيات المجلس النيابي اللبناني؟

اما قولهم ان قيام مئة محكمة لن يوقف القتل في لبنان فهو الرسالة الاوضح التي ارادوا بعثها بالاصالة عن انفسهم وبالوكالة عن نظام البحث الذي يبذلون قصارى جهدهم لحمايته والدفاع عنه على رغم كل ارتكاباته والذي سعوا طوال الشهور الفائتة لتعطيل كل مؤسسات الدولة خدمة لاهدافه، وها هم اليوم يواصلون مساعيهم التخريبية في ظل الاستحقاق الرئاسي لفرض الرئيس الذي يريدون والا لادخال البلاد في الفوضى والراغ.

لا يمكن النظر الى هذا الكلام الا أنه مثابة التهديد المباشر بالقتل وباستمرار الاغتيالات السياسية التي يبدو ان افادة بعض الاطراف المحلية من استشهادها يوازي ان لم يكن ربما يفوق فداحة النظام السوري لاعتبارات سياسية وعقائدية وأمنية ولخدمة مشروع اقامة دولتها في لبنان ولو على جثث اللبنانيين ورغما عنهم. فهل لا تزال مقولة عدم استخدام السلاح في الداخل صالحة مع تلاحق كل عمليات الاغتيال التي تحصل؟ ام ان هذا السلاح استعمل او سهل لبعض العملاء السوريين القيام بعمليات الاغتيال؟

لقد تبين ان كل التفاهمات التي حصلت في مقررات الحوار كانت كذبا ومناورات لكسب الوقت والمراهنة على حدوث متغيرات لتعطيل المسألة الاساسية وهي المحكمة الدولية. ان رفض القرار 1559 والتمسك بالسلاح صار خطرا على الوجود والصيغة اللبنانية وعلى جميع الاحرار والديموقراطميين في لبنان. هذا السلاح هو مجرد إمتداد للمخابرات السورية، والآن أصبحنا نفهم لماذا تقوم بعض المجموعات بالتدريب والتسلح.

لذلك، نحن متمسكون بالقرار 1559 الذي يتحدث بصراحة ووضوح ليس فقط عن الانسحاب السوري والانتخابات الرئاسية انما أيضا عن نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية. لقد آن الاوان للقبول بالاستراتيجية الدفاعية التي ينضوي فيها السلاح تحت أمرة الدولة، والا تسقط نهائيا مقولة المقاومة.

اما بالنسبة للاستحقاق الرئاسي، فسوف نبقى على موقفنا السياسي المرتكز الى حماية هذا الاستحقاق من المحاولات المشبوهة لخطفه مرة باقتراح الاستفتاء العددي الشعبي المباشر المناقض للصيغة اللبنانية ولاتفاق الطائف، ومرة ببدعة استطلاعات الرأي ومرة بالتهديد المباشر وبرسائل الوعيد، وكله بهدف السيطرة على الرئاسة الاولى والذهاب بها نحو المسارات التي تتلاءم مع اهداف البعض ومشاريعهم الخطيرة.

لن نقبل بخطف هذا الاستحقاق المفصلي، ولن نقبل باعادة انتاج الوصاية السورية من بوابة قصر بعبدا، فنحن وكل القوى السياسية امام الامتحان العسير، إما ان ننجح بإختيار رئيس يمثل طموحات اللبنانيين بالسيادة والحرية والاستقلال والديموقراطية والعدالة، وإما ان تستمر محاولات بعض القوى الشمولية بجر لبنان الى محاورها الاقليمية الشمولية. اننا متمسكون بثوابتنا الوطنية، اتفاق الطائف واتفاقية الهدنة مع اسرائيل وبمقررات الحوار الاجتماعية وبالنقاط السبع وبكل القرارات الدولية من دون استثناء من 1559 الى 1701 مرورا طبعا بالقرار 1680 بالاضافة الى القرار 1757 وهو قرار انشاء المحكمة الدولية التي لا تقضّ فقط مضاجع النظام السوري انما تقلق بشدة على ما يبدو بعض حلفائه في لبنان.

الكذب ملح الرجال، إنه فعلا كذلك، فلقد إنكشف القناع نهائيا عن ما يسمى "مقاومة".

 

 في احتفال تكريمي للمعلـــــم السرياني

افرام: لأنه علّمنـــــي حرفاً صرت حراً

بو حبيب: سنبقى في لبنان ندافع عن حقوقنا

لمركزية - أقامت الرابطة السريانية حفلا تكريميا في مقرها، في مناسبة اليوم العالمي للمعلم، حضره نائب رئيس الرابطة المارونية السفير الدكتور عبد الله بوحبيب، مدراء المدارس السريانية العاملة في لبنان ورؤساء مؤسسات وقيادة الرابطة.

وتحدث رئيس الرابطة حبيب إفرام في المناسبة فقال: "هي لفتة تكريمية من امين السر جورج شاهين ومبادرة نأمل في ان تعزز التواصل والتلاقي في زمن صعوبات وتحديات. نحن ننحني امام عطاء رسل وحاملي قضية تنشئة جيل، لأنكم علمتم الناس الحرف حتى صارت حرة، أن المعلم هو مفتاح الحرية والوعي والمعرفة، ولا عبد إلا الجاهل. نحن نشدد على دوركم الفاعل في تكوين وعي وطني ينغرز في الارض فلا نكون نخرج عقولا للتصدير، ولا حطبا لوقود الخلافات الداخلية، ولا مصفقين في بلاط مسؤول. كما الطلاب هكذا المستقبل.

ونحن في نهضة انتماء ضمن التنوع الوطني، وضمن الولاء التام للوطن، نسعى الى ابراز وجهنا الحضاري عبر الثقافة والكفر والاعلام والكلمة، وعبر اللحمة الاجتماعية. نحن لون محبب في وطن يتسع للجميع ولا افضلية فيه لأحد على آخر، جميعنا لبنانيون بقدر ما نحبه ونعطيه. وعلينا ان نعمل لإلغاء "النظرة الاقلوية لطوائف ست هي نصف العائلات المسيحية الروحية، والى مزيد من الانخراط في الشأن العام.

انتم في بيتكم، اهلا بكم، آملين في ان نبقى يدا واحدة خصوصا في مشاريعنا الاعلامية، التقرير اليومي والموقع الإلكتروني وفي مشروعنا الثقافي في المركز.

ثم القى مدير مدرسة مار سويريوس في المصيطبة عبد المسيح طرزي كلمة باسم المكرمين فقال: لكم شذا الكلام الذي يرتاح اليه النحل وهو يجني العسل. ما هو مكتوب في ذاكرتي ان هذه الرابطة لها موقع وذكرى مع ابناء هذه الطائفة في هذا الوطن وفي المغتربات وحيث تواجد السريان، ذكريات عميقة لها جذور لأكثر من ربع قرن من العطاء. لا نلتقي شخصا او نزور بيتا حتى بادرك بذكرياته ومعرفته لهذه الرابطة.

من شذا هذه الذكريات ومن عراقة هذا التاريخ ومن الحضور الفاعل لهذه المؤسسة، اني ادعو المخلصين كافة ان يلتزموا بعمل المؤسسات وأن يمدوا يد العون والمساعدة والدعم لتستطيع مثل هذه المؤسسات ان تخدم اهدافها وتحقق غاياتها وتثبت وجودها.

ايها الأعزاء، انني احسب اليوم ان هذا التكريم هو لكم وهو تقدير صادق لمعاني المهنة الحضارية والاجتماعية والتربوية والتعليمية بكل مراميها وغاياتها النبيلة. رئيس الرابطة السريانية الصديق حبيب افرام هو حاضر في نبض كل سرياني يواكب بمحبته وانتمائه وحرصه شجون وشؤون وافراح ابناء طائفته. هو الي تعلم وعلّم، كبر ولم يتكبّر، تعلم ولم يتذمر، اعطى ولم يتبجح. هو المسؤول القدوة والسديق المحب والانسان الرائع.. انه انسان مميز يحيا في صلب طائفته.

وكانت كلمة للسفير بو حبيب قال فيها: لغة الوطن هي السريانية، خصوصا لأنها لغة المسيح. لكننا اليوم متلهون في انفسنا بلبنان، ونخوض معارك ضارية وصعبة ومصيرية، ولقاؤنا اليوم في هذا الاحتفال التكريمي، وهذا المشروع الثقافي الجميل المتمثل بالمركز الثقافي السرياني والمكتبة تعطي الدافع لأي مسيحي في لبنان للدفاع عن وجوده وبقائه في هذا البلد. الهجرة من هذا البلد سهلة، وخصوصا كمسيحيين، لكن علينا البقاء هنا في هذا البلد لاننا منه وسنبقى فيه، ولهذا السبب نقاتل للبقاء في هذا البلد". مكتوب علينا أن نجاهد في سبيل البقاء، نحن لا ننوي السفر ولا الغربة، بل البقاء في هذا البلد والدفاع عن وجودنا فيه لانه حق لنا".

وفي نهاية الاحتفال أقيم حفل كوكتيل.

 

النائب حرب استقبل وفد "اتحاد الرابطات المسيحية": لتضافر جهود القوى السياسية لنتمكن من تجاوز الاستحقاق

حبيب افرام: نصر على اجراء الانتخابات وعلى عدم الفراغ

وطنية - 8/10/2007 (سياسة) استقبل النائب بطرس حرب مساء اليوم وفد اتحاد الرابطات المسيحية برئاسة الاستاذ حبيب افرام, وبحث معه التطورات الحاصلة.

وبعد اللقاء قال افرام: تشرفنا بلقاء النائب بطرس حرب من ضمن جولة يقوم بها وفد الرابطات المسيحية اللبنانية على مرشحي الرئاسة الاولى, وكانت لنا معه جولة في العمق حول اين نحن والى اين نتجه في هذا الوطن؟. ليس سرا اننا امام مفترق خطير, هناك قلق شعبي كبير على الجمهورية بأسرها, ونحن من الداعين للعودة الى الدستور ووجوب الحفاظ, كمسيحيين اولا وكلبنانيين على هذا الموقع الذي هو دور المسيحيين في الشرق, وهو موقع فوق كل اللبنانيين والمؤسسات والاحزاب ورمز وحدة البلاد وحامي الدستور.

اننا نصر على اجراء الانتخابات وعلى عدم الفراغ, وعلى ضرورة تفاهم المسيحيين اولا وعدم اللعب بالمصير ووقف شلال الهجرة وبعث الامل لدى اللبنانيين. كما نرى ان مجيء رئيس يجسد طموحات اللبنانيين, يشكل بابا لعودة الامور الى نصابها ومعالجة الاوضاع واحلال الوفاق بين اللبنانيين والى حكومة وحدة وطنية. والمنطقة مهددة بالحروب من ايران الى العراق وسوريا وفلسطين, فلنحصن وضعنا, وهذا ما تناولناه مع النائب حرب ولمسنا لديه اطلاعا وسعة تفهم وفهم لعمق القضية اللبنانية, وادراكا كبيرا لديه وارادة لانتصار لبنان وليس الاشخاص.

حرب.

ووصف النائب حرب اللقاء بأنه كان مناسبة لعرض الواقع اللبناني عموما والواقع المسيحي في اطار التحديات التي تواجه وحدة المجتمع اللبناي لكي يطمئن المسيحيون للغد في الاجواء المتطرفة المخيفة التي تطل علينا من وقت لآخر على يد بعض المنظمات الارهابية التي تزعم انها تعمل بإسم "الاسلام" وهي لا علاقة لها بالإسلام, فتحوله من دين اسلامي الى دين يعتمد العنف لا سمح الله.

واضاف: عرضنا للظروف التي تجتازها البلاد وللتصور في كيفية مواجهة التحديات التي تعترض سبيل اللبنانيين بغية تأكيد وحدة لبنان وتعزيز دور الدولة. فهمنا ان اتحاد الرابطات اطلق صرخة لدق ناقوس الخطر. صحيح ونحن نشاركهم في صرختهم وقد وجدوا هنا ابوابا مفتوحة, وفي كل مرة اتكلم بالشأن العام الفت النظر الى المخاطر الكبيرة التي يمكن ان يتعرض لها بلدنا في حال عدم استطاعتنا تحمل مسؤولياتنا والقيام بواجباتنا في ما يتعلق بالحفاظ على النظام الديمقراطي وانجاز الاستحقاق الرئاسي كما يجب ووفق الاصول الدستورية. والمخاوف التي تختلج في قلوب كل اللبنانيين وخصوصا لدى الروابط المسيحية هي في مكانها. وهذا ما يعزز نداءنا الذي نضمه الى صرختهم لتضافر جهود القوى السياسية لنتمكن من تجاوز الاستحقاق بما يعود بالخير على لبنان.

وعن الاجتماع المسيحي المقرر ان يتم في بكركي اجاب حرب: لقد اتصل بي منذ ايام سيادة المطران مظلوم بإسم غبطة البطريرك صفير ودعاني كممثل لنواب لقاء قرنة شهوان للمشاركة في لقاء سيعقد في بكركي يضم القوى السياسية المارونية او المسيحية. وكنا نتداول في الغاية المتوخاة وفي مستوى التمثيل في هذا اللقاء. وبعد ظهر اليوم بلغني خبر جديد بأنه قد اعيد النظر في الدعوة, وقد توجه على مرحلتين, وليس لدي معلومات واضحة حول الامر. واكتفي بالقول بأن لدى صاحب الغبطة نية باتخاذ مبادرة ما في هذا الظرف لإيجاد صيغة للتوجه الى المسيحيين بغاية تجاوز الاستحقاق المقبلة ومواجهة التحديات.

سئل: هل نصفها انها ستكون مشابهة للاجتماعات التي سبقت نهاية عهد الرئيس الجميل؟.

اجاب: لا استطيع استباق الامور قبل معرفة جدول الاعمال وشكل الاجتماع ومن سيكون حاضرا.

 

الوزيرة معوض:سنشارك في اجتماع بكركي وستكون ايدينا مفتوحة للجميع

السفير السوسري: ستأتي منظمات الى لبنان من اجل القيام بعدة مشاريع

وطنية - 8/10/2007(سياسة) استقبلت وزيرة الشؤون الاجتماعية السيدة نايلة معوض في الخامسة من عصر اليوم في منزلها في بعبدا سفير سويسرا فرنسوا باراس, وتم البحث في الاوضاع الراهنة. بعد الزيارة قالت الوزيرة معوض :" بحثنا في عدد من المواضيع وقمنا بجولة افق على الصعيد السياسي , خصوصا ان دولة سويسرا هي الدولة الراعية لعدة لقاءات على الصعيد الاقليمي وايضا على الصعيد اللبناني وجميعنا يعرف انه في مدينة لوزان هناك عدة اجتماعات بين اطراف سياسية لبنان , كما تطرقنا في الحديث حول الاستحقاق الرئاسي, وما هي وجهة النظر عن التوافق حول الاستحقاق, التوافق ليس على اشخاص , بقدر ما هو على البرنامج وعلى اي لبنان نريد, كما بحثنا في موضوع المؤسسة السويسرية التي تقوم رئيستها بجولة في لبنان حول امكانية اقامة تعاون بين المؤسسة ومؤسسات لبنان, وهذه المؤسسة السويسرية متخصصة في تمكين المرأة واعطاء فرص العمل وتقديم خدمات صحية وتربوية وايضا بناء قدرات للفتاة والمرأة لتتمكن من القيام باعمال تستفيد منها وتخرج من فقرها, وكما نعرف هذا الموضوع هو اهم رسالة لوزارة الشؤوت الاجتماعية اي مكافحة الفقر وبنوع خاص في الكثير من بلدان العالم نجد ان الفقر هو نسائي او انثوي وهذا لسؤ الحظ .

سئلت حول دعوة بكركي الى اجتماع مسيحي يوم الخميس المقبل؟

اجابت: اعتبر ان الاجتماع عندما يكون برعاية سيدنا غبطة البطريرك سيكون اجتماعا مفيدا جدا ومن الضروري ان نرى القيم التي نريد ان نبني عليها لبنان المسقل , ما هو المطلوب من الاستحقاق الرئاسي . اكيد يجب ان يحصل هذا الاستحقاق وضمن التواريخ الدستورية ولكن ايضا ما نريد من هذا الاستحقاق, ولنوضح ان هذا الاستحقاق ليس سبقا بين شخصيات المرشحين ولكنه سبق لاي لبنان نريد وباي طريقة يمكننا ان نطبق اتفاق الطائف , قرارات النقاط السبع , القرارات التي اتخذت بالاجماع حول طاولة الحوار , اضافة الى كل القرارات الدولية , واخر قرار هو 1701 واكيد نحن رحبنا وسنشارك وستكون ايدينا مفتوحة لكل القوى الموجودة من اجل الوصول الى توافق حول هذه القيم والقرارات وهذه الاتفاقيات التي وافقنا عليها بالاجماع.

سفير سويسرا

ثم تحدث السفير السويسري, فقال:" انا سعيد جدا بمقابلة الوزيرة معوض , اتيت لاقدم لها رئيسة مؤسسة سويسرية , وهذه مؤسسة تهتم بشؤون المرأة وخصوصا من الناحية الصحية وهي مؤسسة عالمية لها نشاطات مختلفة في عدد من البلدان وخصوصا في الهند, هدف المؤسسة تنوير المراة في حياتها اليومية خصوصا الموضوع الصحي وتطوير الناحية العملية عندها, كما تحدثنا عن المساعدات الاجتماعية التي قدمتها سويسرا خلال الحرب, واليوم هناك عدد من المنظمات غير الحكومية ستأتي الى لبنان من اجل القيام بعدد من المشاريع ".

 

اجتماع موسع لأعضاء المكتب السياسي والمجلس المركزي لحزب الكتائب

الرئيس الجميل تمنى على القيادات المارونية تلبية دعوةالبطريرك صفير: مبادرة الرئيس بري السبيل الوحيد لبلوغ الاهداف المنشودة في التوافق

نأمل انتخاب رئيس جديد على قاعدة اوسع مشاركة تتجاوزاكثرية الثلثين لان الحاجة ماسة لتوفير شبكة امان وحلول بديلة اذا لم ننجح في ذلك

وطنية - 8/10/2007 (سياسة) رحب الرئيس الاعلى للكتائب اللبنانية الرئيس امين الجميل بالمبادرة التي اطلقها البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير بدعوة القيادات والاحزاب المارونية الى اجتماع يعقد الخميس المقبل في بكركي، متمنيا "على الجميع من المدعوين تلبيتها وان يحملوا افكارا ومقترحات تؤدي الى تحقيق الحد الادنى من التوافق المسيحي حول الاستحقاق الرئاسي والتأسيس للمخارج والحلول التي تخرج البلاد من المأزق القائم".

وبعدما جدد الرئيس الجميل الدعوة الى استئناف الحوار انطلاقا من مبادرة الرئيس نبيه بري على انها "السبيل الوحيد لبلوغ الاهداف المنشودة في التوافق"، تمنى "ان يواكب المجتمع الدولي الحركة الداخلية لوقف كل الاختراقات والمداخلات والضغوط والتهديدات الخارجية طالما ان الجميع يعتبر ان القضية اللبنانية تجاوزت بأبعادها الحدود اللبنانية واضحت قضية اقليمية ودولية بامتياز".

وتمنى الرئيس الجميل في الاجتماع الموسع لأعضاء المكتب السياسي والمجلس المركزي الذي انعقد عصر اليوم برئاسته وخصص للبحث في قضايا سياسية وحزبية مختلفة، "انتخاب رئيس جديد للجمهورية على قاعدة اوسع مشاركة تتجاوز اكثرية الثلثين ذلك ان الحاجة ماسة لتوفير شبكة امان وحلول بديلة اذا لم ننجح في ذلك".

استهل الرئيس الاعلى للحزب الاجتماع بعرض سياسي مفصل تناول فيه التطورات الاخيرة على الساحة السياسية وما يتصل منها بالاستحقاق الرئاسي تحديدا، وقال: "ان البلد لا يزال يتخبط في ازمة سياسية لا بل وطنية خانقة وقد تأججت مع دنو الاستحقاق الرئاسي الذي يعني الوطن عموما والطائفة المارونية خصوصا، ولا يبدو ان في الافق ما يشير الى حلول او مخارج قريبة".

اضاف: "على هذه الخلفية التي تعانيها الساحة الوطنية ظهرت مبادرة البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير الجديدة التي قضت بدعوته الى جمع ممثلي القيادات المارونية يوم الخميس المقبل في بكركي في اوانها، وانني بالمناسبة ارحب كل الترحيب بهذه المبادرة، وان الكتائب ستكلف من يحضر ويشارك في الاجتماع ونتمنى ان يلبي جميع المدعوين هذه الدعوة مزودين بأفكار ومقترحات ايجابية من شأنها اولا ان تحقق الحد الادنى المطلوب من التوافق المسيحي حول هذا الاستحقاق؛ وثانيا ان تؤسس لحلول قادرة ان تخرج البلاد من المأزق الرئيسي الذي من شأنه ان يؤثر على مستقبل البلاد والدور المسيحي الفاعل من خلال موقع رئاسة الجمهورية تحديدا".

وقال الرئيس الجميل: "ان الحلول باتت ملحة وضرورية وقبل فوات الاوان، اذ لا يعقل ان تبقى اكثرية النواب في الاسر الاختياري او الاقامة الاجبارية او في المنفى، اضافة الى ان حياة ممثلي الامة مهددة بالقتل والتفجير بينما المجلس النيابي كان لفترة مقفلا والحياة السياسية مشلولة ومعطلة. والاخطر من ذلك كله ان بعض المسؤولين والسياسيين قد تأقلم مع الامر الواقع المأسوي وكأن شيئا لم يكن، وكأن وضع البلاد وحياة العباد على احسن ما يرام فيما تعيش البلاد وضعا لم تشهده اية دولة في العالم على مر التاريخ".

واضاف: "المؤسف في كل ما هو حاصل ان الآذان قد صمت على صرخات الهيئات الاقتصادية والعمالية واصحاب المؤسسات التي اقفلت والنداءات المخلصة والتي كان آخرها النداء الثامن لمجلس المطارنة الموارنة الذي دعا الى رفع الاساءة عن بيروت بعدما استنفد الاعتصام كامل اهدافه المعلنة على الاقل".

وقال الرئيس الجميل: "تداركا لما هو اسوأ نتمنى ان يستأنف الحوار الذي قام على مبادرة دولة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، طالما انها هي السبيل لبلوغ الاهداف المنشودة من قبل الجميع من كل المواقع والاطراف، على خلفية الرغبة بالعودة الى التلاقي والبناء والتفاهم على القواسم المشتركة. وان من شأن هذه المبادرة كما قلنا سابقا ان تقطع الطريق امام كل الطروحات والافكار التي تم تداولها في الآونة الاخيرة وخصوصا تلك التي تشكل انقلابا على الدستور وعلى الميثاق الوطني ووثيقة الوفاق وعلى كل الاعراف والتقاليد الدستورية التي تأسس عليها الكيان والتي ضمنت لعقود خلت من الزمن الانتظام الدستوري والاستقرار السياسي وكيفية انبثاق السلطة وتداولها بشكل دوري وفق الطرق الديموقراطية التي تميز بها لبنان".

وتابع: "ان نجاح هذه المبادرة بعناصرها الداخلية لا يقلل من حجم الآمال المعقودة ايضا على الدعم الدولي الذي حظي به لبنان لوقف كل اشكال الاختراقات والمداخلات والضغوط التي يتعرض لها لبنان دولة وحكومة وشعبا. ولا بد ان يواكب مجلس الامن الدولي كل مسعى داخلي من اجل مساعدتنا لتجاوز المحنة، طالما ان الجميع قد اقر بتجاوزها حدود لبنان وقدراته الداخلية حيث اضحت اقليمية ودولية بامتياز".

واضاف الرئيس الجميل: "لقد كان همنا الاول وما زال تفادي بلوغ الفراغ الدستوري ذلك اننا نصر على انتخاب الرئيس الجديد بأكبر مشاركة ممكنة وقد يكون الثلثان غير كاف للاتيان برئيس قوي وقادر على استعادة الدور وهيبة الموقع، واذا لم ننجح في ذلك فما هي شبكة الامان التي سنتكل عليها او الحلول البديلة لتجنب مخاطر هذا الفراغ مع قناعتنا جميعا بأننا نحن المسيحيين سندفع الثمن غاليا وغاليا جدا".

وقال: "لقد كان همنا الاساسي وما زال تفادي العنف، ذلك ان اللبناني وفي اي منطقة ولأية فئة انتمى هو من سيدفع الثمن. ومن الافضل ان نترك خلافاتنا في اطارها السياسي والسلمي ونتجنب كل ما يقودنا الى الشارع ليس لمنع الغوص مجددا في وجه من وجوه الحرب الاهلية بل من اجل قطع الطريق على القادرين على التسلل عبر خلافاتنا الى الداخل فيستفيدون منها لمآربهم التي تتناقض مع مصالحنا العليا".

وختم الرئيس الاعلى بالقول: "ان الكتائب كانت ولا تزال ركنا من اركان انتفاضة الاستقلال وثورة الارز وهي تعمل من اجل تحقيق اهدافها الوطنية. وهي سبق لها ان مدت اليد في اصعب الظروف فزرنا الرئيس نبيه بري غداة اغتيال الرفيق انطوان غانم، فكان اللقاء اشارة واضحة لاستئناف الحوار المؤدي الى اقامة حوار شفاف وبناء يقرب في وجهات النظر ويقلص الخلافات ويهدىء الساحات ويمهد الطريق الى المصالحة الشاملة التي ننشدها جميعنا".

 

المكتب الاعلامي للوزيرالسبع نفى مااوردته السفير عن فرار سجناء من فتح الاسلام:

ما جرى كان مجرد مقاومة واحتجاج على تفتيش روتيني لبعض الاجنحة في رومية

وطنية - 8/10/2008(سياسة) صدر عن المكتب الاعلامي لوزير الداخلية والبلديات حسن السبع البيان الآتي:" اوردت صحيفة "السفير" على صدر الصفحة الاولى من عددها الصادر اليوم خبرا حول "احباط عملية فرار واسعة من سجن رومية وتخطيط خلايا من تنظيم فتح الاسلام لاقتحام المقر العام لقوى الامن الداخلي".

يهم المكتب الاعلامي لوزير الداخلية والبلديات حسن السبع ان يؤكد ان ما تضمنه الخبرالمذكور من معطيات وروايات لا اساس له في الحقيقة الا في خيال كاتبه وهو عار من الصحة جملة وتفصيلا, عدا عن كونه مجهول الاهداف, ذلك ان حقيقة الامر لا تتعلق لا بعملية فرار ولا بكشف تحضيرات لعملية اقتحام لمقر المديرية العامة لقوى الامن الداخلي ولا لاي مقر آخر من مقراتها, حيث ان ما جرى ببساطة كان مجرد مقاومة واحتجاج من قبل بعض السجناء على تفتيش روتيني لبعض الاجنحة في سجن رومية. ان المكتب الاعلامي للوزير السبع , واذ يدعو وسائل الاعلام الى توخي الدقة والموضوعية في ما تنشر من اخبار والى استقاء الاحبار من مصادرها خصوصا ما يتعلق منها بالامور الامنية, انما يطرح تساءلات حول خلفيات نشر هكذا روايات في هذه الظروف بالذات".

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 8 تشرين الاول 2007

البيرق

جددت جهات عربية واقليمية مساعيها التوافقية بين عاصمتين متنازعتين .

الشرق

حزبي بارز رفض تبني ترشيح احد حلفائه في مناسبة عامة بعدما ابلغه انه من الأفضل انتظار الوقت المناشب لذلك .

مفارقة تزامنت مع خطاب السيد حسن نصرالله مساء الجمعة الفائت تمثلت باطلاق النار على مدى الوقت الذي استغرقته المناسبة .

سياسي شمالي رفض المشاركة شخصيا في لقاء جمع بعض اقطاب المعارضة بعد تفاقم خلافه مع احد ابرز الحاضرين وهو من منطقة الشمال .

البلد

تردد ان اجراءات امنية غير مسبوقة ستؤسس لقواعد العلاقة الامنية والعسكرية مع المخيمات الفلسطينية بدأت تعتمد في مخيم نهر البارد .

لوحظ ان حركة حماس لم تعد تنفي وجود مقاتلين لها في لبنان رغم تأكيد مسؤوليها في اوقات سابقة انه ليس لديها تنظيم عسكري .

رغم مرور اكثر من عام على حرب تموز لم ينجز الجسر القائم في منطقة وادي الزينة على الطريق الدولي بين صيدا وبيروت .

النهار

تستثني الحامية الحزبية لمخيم الاعتصام في وسط بيروت سيارات نواب المعارضة، من قرار منع المرور عبره الى ساحة النجمة.

لم يتمكن وزير من نقل مسؤول أمني من منطقته لأنه يحظى بدعم حزب نافذ.

تأخر تعيين القضاة في المحكمة ذات الطابع الدولي بسبب تدخّل أكثر من دولة في هذا التعيين ولا سيما روسيا واليابان.

السفير

أثناء إلقاء السفير الأميركي كلمته الأخيرة في المديرية العامة لقوى الأمن، انقسم الضباط الحاضرون بين مصفق بحرارة له من جهة وبين ممتنع أو مصفق بفتور من جهة ثانية!

احتجت جهة دبلوماسية على بيان مؤسسة أمنية تضمن إشارة إيجـابية لافتة للانتباه في موضوع سلاح المقاومة.

رفضت إسرائيل اقتراحاً دولياً جديداً يتعلق بموضوع الغجر.

تردد أن جهة في "اليونيفيل" تلقت إنذارات استدعت اتخاذ إجـراءات احتياطية في الآونة الأخيرة.

المستقبل

أكدت أوساط متّصلة بمرجع روحي بارز أنه سيقرن دعوته الى إكمال نصاب انتخاب الرئيس كواجب وطني بخطوة "عملية" سياسية لتدعيم توجهه.

لاحظ مراقبون أن المسؤول الأول في حزب يقود "المعارضة" وجه اتهامات الى دولة عربية كبرى في وقت تعلن المرجعية الإقليمية غير العربية للمسؤول أنها على تواصل مع الدولة العربية.

عتبرت مصادر مطّلعة أن التصعيد الأخير تزامن مع الحملة السورية على زيارة زعيم تيار أكثري الى دولة كبرى.

اللواء

يقوم رئيس دولة عربية بمساعٍ واتصالات متعددة الاتجاهات لترطيب الأجواء بين بيروت ودمشق واستعادة أجواء التضامن العربي!

أدى التباين الحاصل بين مرجع حكومي ومجلس رسمي حول كلفة نقل الأنقاض من الضاحية الى تجميد دفع مستحقات الملتزمين الذين التزموا عمليات رفع الأنقاض!

يعتبر قطب أكثري انه كلما اقترب رئيس حزب معارض من زواريب السياسة المحلية كلما خسرناه أكثر كرمز جهادي بارز في المنطقة·

الأخبار

*سافر المدير العام لقوى الأمن الداخلي، اللواء أشرف ريفي، على رأس وفد ضم أربعة ضباط من المديرية إلى باريس أمس، في زيارة لم يعلن عنها. ووصلوا إلى المطار وانتقلوا بواسطة سيارات خاصة إلى مقر إقامة، دون معرفة تفاصيل عن أهداف الزيارة وبرنامج العمل. علماً بأن النائب سعد الحريري سيكون قريباً في باريس، وسوف تعقد اجتماعات هدفها تسهيل حصول القوى الأمنية اللبنانية على دعم مالي ولوجستي من الولايات المتحدة والدول الغربية.

*في لقاء عقد في عاصمة أوروبية، جمع وفداً لبنانياً ومسؤولاً أوروبياً رفيعاً، جرى عرض مفصّل للتطورات الأخيرة على الساحة اللبنانية والنتائج السلبية المتوقعة لعدم إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، ولا سيما لجهة قيام حكومتين. فأكد المسؤول الأوروبي أن بلاده ستكون إلى جانب حكومة السنيورة، ورد رئيس الوفد اللبناني بالقول: أليس من مصلحتكم السعي لدى الولايات المتحدة والعالم أجمع لانتخاب رئيس جديد ضمن المهلة الدستورية، وخصوصاً إذا حسبتم أن قواتكم العاملة ضمن القوات الدولية في الجنوب ستكون على أرض الحكومة الثانية؟.

*لفتت المصادر الدبلوماسية العربية أخيراً حركةُ القيادات والوفود الفلسطينية الموحّدة التي جمعت ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت عباس زكي وممثلي الفصائل المنضوية تحت لواء المنظمة وممثلي الفصائل الأخرى التي تتزعمها حماس. وقال أحد الدبلوماسيين العرب، الذي عمل جاهداً على توحيد الصفوف الفلسطينية من أجل معالجة الوضع الناشئ في لبنان بعد معارك نهر البارد، إن بدء العمل الفلسطيني المشترك، هو الرد الأقوى لدرء الفتنة ولمواجهة مشاريع توزيع الفلسطينيين القاطنين في نهر البارد على المخيمات والمناطق الأخرى، والتي تشكل صفارة الحَكَم للبدء بتطبيق مشاريع التوطين.

*فسّرت مراجع سياسية ودبلوماسية الحركة الناشطة التي قام بها السفير البابوي، لويتشي غاتي، أخيراً، أنها جاءت ثمرة الحركة التي قادها البطريرك الماروني نصر الله صفير ووفد الرابطة المارونية في الفاتيكان، وخصوصاً أنهم سمعوا انتقادات فاتيكانية قاسية، دفعت مراكز القرار إلى التردد في القيام بأية مبادرة نتيجة الخلافات المسيحية ـــــ المسيحية الكبيرة القائمة على الساحة الداخلية.

 

حملة في الكونغرس الاميركي ضد تلزيم بناء السفارات الاميركية لممولي النائب ميشال عون

مخارنت/أثار عدد من أعضاء الكونغرس الاميركي مسألة تلزيم بناء السفارات الاميركية في الخارج ومدى ارتباط الفائزين بهذه الالتزامات التي تبلغ قيمتها مئات ملايين الدولارت بجهات سياسية في الشرق الأوسط مناوئة للسياسة الاميركية في المنطقة ومن بينهم النائب ميشال عون.

وانطلق الجدل الجديد في أروقة الكونغرس الأميركي في ظل معلومات عن قرب تلزيم بناء السفارة الاميركية الجديدة في المملكة العربية السعودية الى رجل الأعمال اللبناني وديع العبسي بقيمة تقارب المئة مليون دولار. ويثير ملف العبسي الجدال بين وزارتي الخزانة والخارجية وبعض مراكز القرار في البنتاغون والمخابرات والكونغرس، بعدما فتحت الادارة الأميركية تحقيقا واسعا في تلزيمه مع شركاء آخرين بناء مجمع السفارة الأميركية في بغداد الجاري تنفيذه حاليا، بقيمة 600 مليون دولار، شابته مخالفات كثيرة حسب مشرعين ورجال اختصاص، كان آخرهم قبل يومين النائب الديموقراطي توم لانتوس الذي وجه رسالة الى نائب وزيرة الخارجية الاميركية جون نيغروبونتي شكا فيها من "أوجه تقصير شركات المقاولات" التي تتولى بناء السفارة. وقال لانتوس وهو رئيس الشؤون الخارجية في مجلس النواب: "أوجه التقصير هذه تقوض الامن ومستويات المعيشة لنحو الف من موظفي الشؤون الخارجية وغيرهم من موظفي السفارة الذين سيعيشون في بغداد".

كذلك وجهت انتقادات كبيرة لكيفية توظيف العاملين في السفارة في بغداد وصلت الى حد اتهام نواب اميركيين للشركة الكويتية الاولى للتجارة العامة والمقاولات المكلفة ادارة المشروع وتنفيذه بانها اوهمت العمال الفيليبينيين بانهم سيعملون في دبي ثم خطفتهم خطفا الى بغداد الامر الذي نفته الشركة في بيانات لاحقة كذلك نفت حصول اي تجاوزات.ويقوم عدد من أعضاء الكونغرس الأميركي بحملة على تلزيم بناء السفارات لوديع العبسي لانهم يؤكدون انه احد الممولين الرئيسيين للنائب ميشال عون رئيس كتلة التغيير والاصلاح المتحالف مع حزب الله. ومعلوم أن أصواتا في الكونغرس علت قبل ايام متهمة عون بأنه من "لاحسي الأحذية السورية" حسب التعبير الذي استخدمه النائب غاري أكرمان في خطابه أمام الكونغرس بمناسبة التصويت لمصلحة قانون جديد يفرض على سوريا وقف التدخل في شؤون لبنان ووقف حملة الارهاب ضد رموز قوى 14 آذار الاستقلالية في لبنان. 

 

البطريرك صفير استقبل الرئيس الصلح والسفيرين الالماني واليمني والاب قزي

ووجه رسالة الى الموارنة لمناسبة السنة الثانية لتطبيق مقررات المجمع : لكم في تاريخكم وتاريخ كنيستكم ما يحملكم على التشبث بالوطن المبنى معا

لا تستسملوا لليأس ولا تصغواالى المنادين بالتخويف لأنه يتناقض مع جوهر ايماننا

وطنية-8/10/2007(سياسة) وجه البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير, رسالة لمناسبة السنة الثانية لتطبيق مقررات المجمع البطريركي الماروني، الى الموارنة في لبنان وعالم الانتشار اللبناني والماروني، وجاء فيها:

"أطلعنا في حزيران الماضي، في ختام رياضتنا السنوية مع اخوتنا السادة الأساقفة، على مسيرة تطبيق مجمعنا البطريركي، وسررنا للجهد الذي بذل في الأبرشيات والرعايا والرهبانيات وفي مختلف المؤسسات التربوية من مدارس وجامعات ودور تنشئة، وتركزت الجهود على تقبل نصوص الملف الأول ودرسها ولا سيما انها تعالج موضوع هويتنا ودعوتها ورسالتها وانتشارها، كما على تقبل النصوص التي تعالج القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وجرت محاولات لتطبيق التوصيات والاقتراحات الواردة فيها، وفقا للروزنامة التي وزعتها أمانة المجمع ، وانطلقت ورشات عمل متعددة من وحي التوصيات، لأن نجاح المجمع ، كما ذكرنا اكثر من مرة، هو في تطبيقه، لئلا يبقى حبرا على ورق.

ونود في هذه السنة الثانية من مسيرة التطبيق ان نستحث منكم الهمم حتى تتابعوا ما بدأتموه، وان تفيدوا من الخبرات والمبادرات الناجحة حتى نعمل معا لما فيه خير كنيستنا.

وتركز روزنامة هذه السنة على المف الثاني الذي يتناول التجدد الراعوي والروحي على مستوى الهيكليات الكنسية من بطريركية وأبرشية ورعية، وعلى مستوى الأشخاص: الاكليروس والرهبان والعلمانيين، وعلى مستوى العائلة والشبيبة.

ولا يغيب عن بالنا ان التجدد هدف اساسي من أهداف المجمع لأن المؤسسات الكنسية تحتاج الى نهضة حتى يتناسق أداؤها مع الغايات التي أنشئت من أجلها، وحتى يزاح عنها ما لا يتلاءم وطبيعتها، انما الأهم هو تجدد الأشخاص لأنهم هم الذين يديرون هذه المؤسسات ويشرفون عليها من جهة، ومن جهة ثانية لأن الاشخاص، اذا ما اخضعوا ذواتهم وأعمالهم لتوجيهات الروح القدس، يستطيعون ان يعكسوا وجه المسيح ويكونوا له خداما صالحين في بنيان ملكوته، وما أحوجنا اليوم الى ان نتجند جميعنا وفي أي موقع كنا لنكون شهودا أوفياء لانجيل المسيح ولتعاليم الكنيسة لأن السيد المسيح يتكل علينا لنكون نور العالم والخميرة الصالحة فيه، ولا يمكن ان نكون نورا اذا لم نكن متحدين بالمسيح القائل: أنا نور العالم، انا الطريق والحق والحياة".

واذا ما انخرطنا جميعا في ورشة التجدد هذه، نكتشف هويتنا الحق ونلقي عنا الخوف ونتقوى بالرجاء، ونعيش رسالتنا بالرغم مما يحيط بنا من صعوبات.

لذلك ندعوكم أيها الأبناء والبنات الأحباء الى التجاوب العميق مع منهجية العمل المعتمدة التي توزعها الأمانة العامة للمجمع، وقد أطلعتنا عليها، ونود أن نلفت انتباهكم الى بعض ما ورد فيها تحقيقا لنجاحها:

- انشاء لجان مجمعية على مستوى الأبرشية والرهبانية والرعية لتسهر على مسيرة التطبيق.

- أهمية دور الكهنة والرهبان والراهبات في درس النصوص والتوصيات وايصالها الى المؤمنين.

- توزيع كتيبات النصوص على الحركات والمنظمات الرسولية لاعتمادها في برامج اجتماعاتهم.

- المواكبة الروحية وبخاصة بتلاوة صلاة تطبيق المجمع في قداس الأحد بعد المناولة شكرا للرب على نعمه والتزاما بالمسيرة المجمعية.

ان هذا المجهود الجماعي، اذا ما تعمم في كل الأبرشيات المارونية، هنا وفي بلدان الانتشار، يرسخنا في أصالتنا المارونية ويفسح لنا في المجال حتى ننظر الى المستقبل بثقة ورجاء، مستشفعين العذراء مريم وقديسينا ، ومستلهمين ثوابت ايماننا وكنيستنا.

واننا نتوجه بنوع خاص الى الشبيية التي هي مستقبل الكنيسة والوطن في آن، وندعوكم أيها الأحباء الى ترسيخ ايمانكم والتنبه الى الدور الذي يمكنكم ان تقوموا به لاستثمار طاقاتكم في بناء مجتمع سليم متضامن تغلبون فيه المصلحة العامة والقيم العائلية على كل المصالح الفئوية التي ترفق وتشرذم، ولكم في عائلاتكم الموطدة على المحبة والخدمة والتفاني خير عضد ومعين لتتجاوزا الصعوبات الراهنة، وتبنوا لكم مستقبلا يفتح أمامكم أبواب الأمل والرجاء. ان لكم في تاريخكم وتاريخ كنيستكم ما يحملكم على التشبث بالوطن الذي بنيناه مع سائر اللبنانيين، ولمتابعة حمل الرسالة التي انتدبنا لها الرب، فلا تستسملوا لليأس ولا تصغوا الى المنادين بالتخويف والتهميش، لأن ذلك يتناقض مع جوهر ايماننا وكيان لبنان، واننا على يقين بأن انخراطكم في المؤسسات والحركات الرعوية يتيح لكم فرصة التلاقي والعمل معا من وحي ايمانكم والتزامكم الكنسي والوطني.

واننا اذ نشكر لكل العاملين في ورشة المجمع جهودهم، سواء أكان على صعيد الأمانة العامة أم في مختلف اللجان، نستمطر عليكم جميعا نعم الرب وبركاته".

السفير اليمني

بعدها التقى البطريرك صفير السفير اليمني الجديد في لبنان فيصل بن امين ابوراس في زيارة بروتوكولية لمناسبة بدء مهامه في لبنان.

السفير الالماني

ثم التقى البطريرك صفير السفير الالماني في لبنان هانس يورغ هابر وعرض معه للعلاقات الثنائية بين البلدين.

الرئيس الصلح والخازن

والتقى كذلك الشيخ غسان الخازن فالرئيس رشيد الصلح.

الاب قزي

وظهرا التقى البطريرك طالب دعاوي القديسين في روما الاب بولس قزي الذي قدم للبطريرك قرار اللجنة اللاهوتية بخصوص الأخ اسطفان نعمة الصادر في 12 آذار 2007 بالاجماع الكامل وقرار لجنة الأطباء الخبراء حول الأعجوبة المنسوبة الى شفاعة الأخ اسطفان الصادر في 17 نيسان 2007 وحضر اللقاء نائب رئيس مؤسسة البطريرك الدويهي النقيب جوزف الرعيدي.

 

المجلس العالمي لثورة الارز أكد دعمه لقوى الأمن واللواء ريفي في ضبط التسلح وحذر من هرطقة ما يسمى سلاح المقاومة

وطنية - 8/10/2007 (سياسة) أعلن المجلس العالمي لثورة الأرز في بيان اليوم دعمه "لجهود وعمليات قوى الامن الداخلي بقيادة اللواء أشرف ريفي في ضبط التسلح والتدريب خارج الدولة اللبنانية، لافتا الى انه يجب وضع النقاط على الحروف للتصريح الذي أدلى به اللواء ريفي الى جريدة الديار وتناقلته معظم وسائل الاعلام في الأمور الآتية:

-أولا: إن قيام قوى الأمن بتوقيف كل من يتعاطى بالتدريب على السلاح ومنع انتشاره وبيعه ونقله هي عملية جيدة ومطلوبة لكي تقوم الدولة وننتهي من عهد التقاتل والمليشيات.

-ثانيا: إن بسط سلطة الدولة وحدها على الأراضي اللبنانية كافة بواسطة قواها الذاتية الشرعية والتي تمثل قوى الأمن الداخلي أحد أهم عناصرها هي عملية مشكورة لا بل أساسية لقيام الدولة.

-ثالثا: إن قيام قوى الأمن بواجباتها في توقيف المجرمين هي العملية الطبيعية والسهر على أمن وسلامة الناس هي المهمة الموكولة لهذه القوى، فلا منة عند القيام بالواجب، كما أن عدم القيام بهذا الواجب هو تقصير من قبل المسؤولين عن هذه القوى.

-رابعا: إن المجلس العالمي لثورة الأرز الذي يساهم في دعم مواقف الحكومة وسيادة لبنان دوليا يصر على أن القرارات التي تنفذها القوى الأمنية كافة ليست موضوعا شخصيا أو إستنسابيا يقوم به قادة هذه القوى بل هي تنفيذا بديهيا لقرارات الحكومة وسياستها، ومن هنا يأتي التأييد الدولي. ومساعدة قوى الأمن وغيرها من قوات الشرعية اللبنانية بالسلاح والتجهيز، كما حصل هذا الأسبوع عندما وقعت المساعدة الخاصة بقوى الأمن والتي بلغت قيمتها 60 مليون دولار أميركي، ما هو إلا نتيجة لهذا التأييد.

-خامسا: نعترض على ما جاء في التصريح للواء ريفي أو غيره من المسؤولين استثناء حزب أو فئة من عملية منع التسلح وعليه فإن جملة "ما عدا المقاومة" التي وردت في التصريح هي مرفوضة، وهي ضد اتفاق الطائف الذي اعتبر جزءا من الدستور من جهة أخرى، وضد القرارات الدولية وعلى رأسها القرار 1559 الذي يطالب بتجريد الكل من السلاح وأولهم "حزب الله"(...)

-سادسا: إن لبنان لم يعد يتحمل مثل هذا الكلام المبطن من قبل المسؤولين فيه وعلى الجميع الإدراك بأن هذا الوطن بكل قواه وبكل فئاته مجتمعا في كفة، و"حزب الله" المصادر لرأي وقرار الطائفة الشيعية (...) في الكفة الأخرى.

-سابعا: نقولها الى كل اللبنانيين والى غير اللبنانيين أن لبنان سيقوم رغما عن أنوف كثيرة، وأن دوره الريادي سيعود له مهما سعى المغرضون، وأن سلام الشرق والغرب يبدأ من السلام اللبناني الداخلي، وهذا لن يتم من دون جمع الأسلحة كلها، ومنع النظريات الهدامة الخرقاء

القاضي مزهر استمع إلى زوجة النائب الشهيد غانم ونجله وشخصين آخرين

وطنية - 8_10_2007 (قضاء) تابع قاضي التحقيق العسكري الأول رشيد مزهر تحقيقاته في قضية إغتيال النائب الشهيد أنطوان غانم والشهداء الذين سقطوا معه، واستمع إلى إفادة زوجة النائب غانم ونجله وصاحب الشركة التي استأجر غانم السيارة منها وصاحب السيارة المفخخة التي كانت سرقت في العام 1994.

 

اشرف ريفي: القوى الأمنية ستتصرف بحزم إزاء اي سلاح غير سلاح المقاومة

وكالات/كشف المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي أن عدد المتدربين من "التيار الوطني الحر" يبلغ المئات ويؤخذون الى مخيمات تدريب على دفعات تضم كل دفعة نحو عشرة أشخاص. وأوضح ريفي أن والد أحد الأفراد العونيين هو الذي سلّم قوى الأمن الداخلي القرص المدمج CD بالصورة والصوت حول خضوع ابنه للتدريب وانه فعل ذلك خشية على ابنه من عمليات التدريب. واشار ريفي في حديث لصحيفة "الديار" انه كان يتوقع ان يرد رئيس كتلة "التغيير والإصلاح" النائب العماد ميشال عون بالجوهر على أصل الموضوع وهو التدريبات التي تحصل بدل الذهاب الى القشور والشكليات". وعن احتمال رفع العماد عون دعوى قضائية ضده وضد المقدم وسام الحسن في موضوع ارهابيي "فتح الإسلام" ابدى ريفي استعداده لهذا الأمر، مطالبا العماد عون كرئيس لكتلة نيابية كبيرة بالمساعدة على تشكيل لجنة تحقيق برلمانية قضائية وامنية في هذا الموضوع. وتمنى ريفي على رئيس تكتل التغيير والإصلاح عدم تشويه الحقائق، ورأى ان ملف فتح الاسلام هو احد الانجازات المضيئة في سجل قوى الأمن، حيث قامت بكشف جريمة عين علق واتبعت ذلك بالتنسيق الكامل مع الجيش بمداهمة الشقق في طرابلس للقضاء على فتح الإسلام. وشدّد ريفي على ان القوى الأمنية ستتعامل مع أي سلاح على الأرض - غير سلاح المقاومة - على انه سلاح عدو وان القوى الأمنية ستتصرف بحزم إزاء اي سلاح غير شرعي وستلاحق المسؤولين عنه.

 

المفتي الجوزو:

الإستفتاء موضة سورية يلجأ إليها الحكم لمصادرة إرادة الشعب والإنتخابات بالثلثين بدعة يكذبها ما حدث مع إنتخاب الرئيس فرنجية بالنصف +1

وكالات/إعتبر مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو في تصريح اليوم، انهم "يتحدثون عن العمالة لأميركا، ويكثرون الثرثرة حول هذا الموضوع، ويتناسون او ينسون ان عملاء أميركا الحقيقيين هم أولئك الذين أدخلوا أميركا الى العراق وقاتلوا معها جنبا الى جنب أبناء جلدتهم واخوانهم في الدين غير عابئين بالعهود والمواثيق وبالشرف الوطني والعربي". أضاف: "حلفاء أميركا الحقيقيون هم حلفاء إيران الذين خانوا الأمة العربية خيانة تاريخية وكتبوا العار على أرض العراق وذبحوا وشردوا وقتلوا إخوانهم وأهلهم وشعبهم على مدى هذه الفترة السوداء من مأساة الامة، وسجلوا أبشع المواقف في خدمة المستعمر الأميركي - الصهيوني، حتى تسلموا الحكم وأصبحوا خدما للصهيونية في المنطقة". تابع "ان الاستفتاء موضة سورية يلجأ اليها الحكم لتزوير إرادة الشعب السوري في إختيار رئيس حيث لا حرية ولا ديموقراطية ولا كرامة لإنسان، وحيث المذابح البشعة. الاستفتاء كلمة تعبر عن مصادرة إرادة الشعب في اختيار الحاكم الذي يريده، ومن هنا نكره ان تسود هذه الكلمة الساحة اللبنانية، حفاظا على كرامة الانسان اللبناني وحريته وحفاظا على الديموقراطية. ثم ان سوريا ليست دولة ممانعة ولا إيران، فسوريا لم تطلق طلقة واحدة في اتجاه إسرائيل منذ ان احتلت الجولان، وإيران لم تدخل معركة واحدة دفاعا عن الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية والقدس الشريف، وكفى تجارة بقضية فلسطين". وقال: "ان المفاوضات بين سوريا وإيران مع أميركا، من فوق الطاولة وتحتها من أجل الحصول عى رضى إسرائيل ورضى أميركا، وتدخل إيران في العراق كان الى جانب فريق مذهبي وجانب أميركا ضد فريق مذهبي آخر يقاوم أميركا. أما بدعة الثلثين في انتخاب الرئيس فيكذبها ما حدث في الماضي حين انتخب الرئيس سليمان فرنجية عام 1970 بالنصف زائدا واحدا. فإما ان تكون تلك الانتخابات باطلة واما ان تكون دستورية، وهي دستورية نصا وروحا، القضية اليوم كما هي بالأمس. ثم لماذا يضيق "حزب الله" ذرعا بمن يوجه الاتهام الى سوريا في الاغتيالات التي حدثت على أرض لبنان؟ فإذا لم تكن سوريا هي التي قامت بذلك، فحلفاء سوريا على أرض لبنان، وتاريخ سوريا في الإغتيالات على أرض سوريا وأرض لبنان قديم جدا. لماذا يغضب بطل المقاومة والانتصار الإلهي، ويحاول إبعاد المسؤولية عن سوريا، وهو الذي يعرف تماما موقف سوريا من الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وكيف كانت مقدمات الاغتيال كثيرة، وكل التصريحات والاتهامات التي أطلقت بحقه ألا تشكل دليلا على النوايا والخبايا والانجازات السورية على أرض لبنان؟ كل ذلك ألا يعبر عن الحقد التاريخي الذي ظهر في المنطقة مع ظهور هذا الحكم الديكتاتوري العنصري المذهبي الكريه، كل ذلك ألم يكن تمهيدا للهزائم المتتالية التي تسبب فيها هذا الحكم أمام إسرائيل؟ ". 

 

الرئيس السنيورة بحث مع بيدرسون في التقرير عن ال1701 والتقى سفير الصين

وكالات/استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة قبل ظهر اليوم في السراي الكبير، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون الذي قال بعد اللقاء:"بحثنا مع الرئيس السنيورة في التحضيرات لتقرير جديد حول القرار 1701 سيقدم نهاية الشهر الحالي، وهو تقرير روتيني ونحن نحضر له بكل ما يتضمنه من مسائل."

سئل:هل يطبق القرار 1701 بشكل جيد في لبنان؟

أجاب:"هناك تقدم ولكن هناك أيضا أمورا يجب العمل عليها بشكل جيد أكثر."

سفير الصين

والتقى الرئيس السنيورة سفير الصين في لبنان ليو زيمينغ الذي قال بعد اللقاء:"استعرضنا العلاقات الثنائية، واطلعت من الرئيس السنيورة على الأوضاع السياسية الداخلية اللبنانية، وأكدت له موقف بلادي الداعم للاستقرار في لبنان."

 

"البلد": تحقيق اميركي حول ارسال وديع العبسي مبالغ مالية الى عون

وكالات/يتجه الكونغرس الاميركي لفتح تحقيق في تلزيم بناء السفارة الاميركية في السعودية لرجل الاعمال اللبناني وديع العبسي الذي بنى مع شركاء آخرين مجمع السفارة الاميركية في بغداد الجاري تنفيذه حالياً بقيمة 600 مليون دولار. وقد علمت جريدة "صدى البلد" ان عدد من اعضاء الكونغرس الاميركي يقوم بحملة على تلزيم بناء السفارات لوديع العبسي كما انهم يؤكدون ان العبسي هو احد الممولين الرئيسيين لرئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون.

وقد وصف عضو الكونغرس الاميركي غارلي اكرمان، احد ابرز صانعي قانون محاسبة سوريا النائب عون بـ"العميل السوري" في خطابه امام الكونغرس بمناسبة التصويت لمصلحة قانون جديد يفرض على سوريا وقف التدخل في شؤون لبنان. وتشير المعلومات الى ان تحقيقاً يجري حول ارسال العبسي مبالغ مالية طائلة الى العماد عون والى جهات سياسية لبنانية متهمة بالعمل على تقويض الاستقرار في لبنان. ويجري البحث في حقيقة الدور الذي يقوم به العبسي في لبنان بدعم من دولة خليجية وبعض الدول التي تدرجها واشنطن في عداد الدول التي تدعم الارهاب. المعلومات الواردة من العاصمة الاميركية ومن مصادر دبلوماسية اوروبية تشير الى ان هناك مجموعة من رجال الاعمال العرب يتوزعون بين العراق وسوريا ولبنان يعملون على تقويض الاستقرار في لبنان من خلال تمويل عدد من المجموعات السياسية والامنية. وقد تداعت قضية العلاقة بين ميشال عون و وديع العبسي وقد اثارتها صحيفة "الواشنطن بوست" على صفحتها الاولى وجريدة "الرأي العام الكويتية " امس. 

 

وزراء خارجية فرنسا واسبانيا وايطاليا مستعدون لزيارة لبنان هذا الشهر

وكالات/في إطار استمرار الجهود الأوروبية الداعمة لانتخاب رئيس جمهورية جديد للبنان في الموعد الدستوري، يدرس وزراء خارجية فرنسا برنار كوشنير وإسبانيا ميغيل أنخيل موراتينوس وإيطاليا ماسيمو داليما، التوجه الى بيروت في 19 الشهر الجاري، للمساعدة في إيجاد مخرج سياسي لتمرير الاستحقاق الرئاسي بهدوء. وعلمت «الحياة» من مصادر وزارية لبنانية رفيعة المستوى ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أُبلِغ استعداد الوزراء الأوروبيين الثلاثة المجيء الى بيروت، وأن القرار النهائي سيتخذونه في غضون ايام، مؤكدة ان الزيارة ستحصل في موعدها وقبل 23 الشهر الجاري، الموعد المحدد لعقد جلسة نيابية لانتخاب رئيس جديد للبنان. ولم تستبعد المصادر ذاتها ان تكون زيارة الوزراء الثلاثة على جدول أعمال المحادثات التي سيجريها رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري مع كوشنير الخميس المقبل في باريس، وهو في طريقه من نيويورك الى جدة لتمضية عطلة عيد الفطر مع عائلته، على ان يعود الى بيروت لمعاودة حواره مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وقالت المصادر الوزارية ان الوزراء الأوروبيين الثلاثة سيلتقون بري والسنيورة وقيادات في الأكثرية والمعارضة. وأضافت ان اهمية زيارتهم بيروت والتي ستتخللها جولة على القوات الدولية في الجنوب، تكمن في أن الوزراء الثلاثة يمثلون الدول الأوروبية الأكثر إسهاماً في «يونيفيل». وتابعت ان جولتهم على الجنوب تهدف الى تأكيد دور القوات الدولية في حفظ السلام جنوب الليطاني، تطبيقاً للقرار 1701، وتأتي في إطار دعم هذا الدور، خصوصاً في ظل المخاوف من عودة الوضع الى وراء بتأثير الارتدادات السلبية، في حال تعذر انتخاب الرئيس في الموعد الدستوري.

وأكدت المصادر ان الوزراء الثلاثة سيوجهون من خلال وجودهم في الجنوب، رسالة الى الداخل والخارج، تؤكد ان الاتحاد الأوروبي ملتزم، تطبيق القرار 1701، وأن القوات الدولية باقية في الجنوب بخلاف ما أخذ يشيعه البعض من وجود خطر على دورها ووجودها في آن، بسبب عدم إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده.

وأشارت ايضاً الى ان وجود الوزراء الثلاثة في بيروت يشكل رسالة مباشرة الى سوريا، يدعونها فيها الى تسهيل إجراء الانتخابات الرئاسية كأساس لمعاودة الحوار الأوروبي – السوري، اذ من دونه لا يمكن للعلاقة ان تستقيم إذا لم تتراجع. وأكدت المصادر رفض الاتحاد الأوروبي قيام حكومتين في لبنان بديلاً من انتخاب الرئيس، إضافة الى ان حضور الوزراء الثلاثة معاً رسالة أخرى الى دمشق فحواها عدم وجود تباينات في الموقف الأوروبي من الأزمة اللبنانية.

 

انطوان زهرا يرى في طرح السيد حسن نصر الله "رُقي من التهديد والتهويل"

وكالات/رأى عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب انطوان زهرا ان في طرح الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله هناك رُقيٌ في التهديد والتهويل معتبراً ان هذا الطرح هو لتعطيل الانتخابات الرئاسية. زهرا وفي حديث لتلفزيون الـ "LBC" اشار الى ان الاكثرية لا تخاف من الاحتكام الى الشعب من خلال استطلاع رأي مؤكداً ان اللعب في الدستور غير مقبول. وقد اكد النائب زهرا ان الذهاب برئاسة الجمهورية في هذا الاتجاه هي رسالة واضحة للمسيحيين: "اما ان توافقوا على رئيس جمهورية نختاره واما اذهبوا كي نحتكم الى الشعب ونحن نختار" مشيراً الى ان هذه الرسالة غير مقبولة من الناحية الوطنية.

 

فيلتمان وجّه إنذاراً لعون/واشنطن ستتخذ إجراءات ضد حلفاء «حزب الله»

 بيروت - «المحرر العربي»:  هل وجّه السفير الأميركي جيفري فيلتمان «إنذاراً» إلى رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون لكسر العلاقة القائمة بينه وبين «حزب الله» لأن هذه العلاقة تجاوزت نصوص ورقة التفاهم الموقعة بينه وبين الأمين العام للحزب حسن نصرالله إلى مسائل تعتبرها واشنطن «بالغة الحساسية والخطورة»؟ مصادر مطلعة تقول إن فيلتمان الذي عقد اجتماعاً مطولاً مع عون جرت خلاله مناقشة عدد من المسائل الراهنة، أوصل «الإنذار» بصورة سلسة، باعتبار أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات على مستوى عال من الحساسية، والفاعلية، ضد ذلك الحزب الذي تصنفه تنظيماً إرهابياً، وبطبيعة الحال ضد حلفائه. لكن نواباً في الأكثرية يعتبرون أن الجنرال لن يكون بحاجة إلى مثل ذلك «الإنذار» لأن عدم وصوله إلى الرئاسة، وهو المرجح، يعني فرط تلك العلاقة تلقائياً. وأشار هؤلاء النواب إلى أن السفير الأميركي أبلغ النائب عون أنه من المستحيل دعوته لزيارة واشنطن في ظل استمرار ارتباطه السياسي بـ «حزب الله». >

 

 وزير دولة لشؤون المحكمة الدولية

 بيروت - «المحرر العربي»:

 إذا سارت الأمور على ما يرام وانتخب رئيس للجمهورية، فإن استحداث حقيبة «وزير دولة لشؤون المحكمة الدولية» سيكون مسألة ضرورية... هذا ما تقوله جهات سياسية تشير إلى أن أفضل من يشغل ذلك المنصب هو وزير العدل الحالي شارل رزق، وهو دكتور في القانون، وقد تابع مسار المحكمة خطوة خطوة، ولعل الحقائق التي أصبحت في حوزته هي التي جعلته يبتعد عن رئيس الجمهورية إميل لحود الذي كانت تربطه معه علاقات وثيقة للغاية، ليصبح أقرب إلى اتجاهات 14 آذار، مع تركيزه اللافت على مسار المحكمة التي ستنظر في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري

 

 ذا وصلت الأزمة إلى طريق مسدود/فخامة الرئيس... سمير جعجع!

 بيروت - «المحرر العربي»:  «فخامة الرئيس سمير جعجع». هذه العبارة لن تكون مستبعدة إذا كان البديل هو الفراغ، وإذا بقي بعض النواب على موقفهم الرافض لانتخاب الرئيس بالنصف زائداً واحداً (محمد الصفدي، بهيج طبارة، بطرس حرب وروبير غانم...). ويقول أحد أقطاب قوى 14 آذار إن الاتجاه هو إلى إعطاء الأولوية لعدم ترك الموقع الرئاسي شاغراً، مع ما يترتب على ذلك من نتائج دراماتيكية على وضع الدولة نفسها. يضيف أن الأزمة الراهنة تتجه إلى الطريق المسدود لأن هناك من سيقطع الطريق على المشاورات والاتصالات التوافقية إن من خلال الضغط على جهات معينة أو من خلال اللجوء إلى حدث أمني خطير. وعلى هذا الأساس، فإن انتخاب الرئيس بأكثرية الحاضرين يعتبر إنجازاً سياسياً هاماً يتم تعزيزه باعتراف دولي بالنتائج. ويقول القطب إن رئيس الهيئة التنفيذية لـ «القوات اللبنانية» سمير جعجع متحمس جداً لفكرة قطع الطريق على الفراغ من خلال بعض الدراسات الدستورية المحلية والدولية التي تعتبر ملء مركز رئيس الدولة أولوية تعلو على أي أولوية أخرى، ولكن ليشير إلى أن النواب المتحفظين سيعودون حتماً عن موقفهم أمام دقة الوضع، وضرورة حماية الدولة، بحيث يكون الرئيس بالغالبية المطلقة تحصيلاً حاصلاً.

 

 لتفنيد اتهامات OTV بتمويل الإرهاب نهاد الغادري إلى واشنطن

 بيروت - «المحرر العربي»:  غادر الزميل نهاد الغادري رئيس التحرير بيروت إلى واشنطن بناء على نصيحة محاميه الأستاذ محمد العالم لتوضيح ما نشرته محطة OTV لصاحبها النائب ميشال عون حول علاقته بتمويل «فتح الإسلام». وكانت المحطة قد عرضت شريطاً مصوّّراً لمجهول مقنّع قالت إنه من «فتح الإسلام» زعم فيه أن الزميل الغادري موّل هذا التنظيم الإرهابي وأن للأمير بندر بن سلطان علاقة بالتمويل. وقد عقد الزميل الغادري مؤتمراً صحافياً تحدى فيه المحطة ومسؤوليها كشف المقنّع المفترض توقيفه فوراً لمعرفة من أرسله ومن يحميه. ووضع رئيس التحرير نفسه بتصرف القضاء اللبناني لكشف الحقيقة التي عرضت محطة OTV البرنامج تحت عنوانها. وقد قدّم مكتب الأستاذ محمد العالم الوكيل القانوني للزميل الغادري، دعواه أمام القضاء خلال الأسبوع الماضي، مدّعياً على المدير المسؤول عن البرامج السياسية في المحطة وكل من يظهره التحقيق شريكاً أو مسؤولاً بأربع جرائم هي: - ذم. - تحريض على القتل. - خبر كاذب. - تضليل التحقيق حول «فتح الإسلام» باختلاق جرائم وهمية. وقد أودعت الدعوى مكتب المدعي العام القاضي الأستاذ غسان عويدات لإجراء المقتضى القانوني

 

 بوش قد يضرب إيران في أي لحظة/اعتبار خامينئي قائداً عاماً للحرس الثوري

  واشنطن - «المحرر العربي»: يقول محللون قريبون من البيت الأبيض إن الرئيس جورج دبليو بوش «الشديد الاقتناع بضرورة وقف المنحى الاستراتيجي الراهن لنظام آيات الله»، قد يبادر في أي لحظة إلى إعطاء أوامره للقيادة المركزية في منطقة الشرق الأوسط بتوجيه ضربات جوية إلى «أهداف الفئة الأولى» في لائحة الأهداف الأميركية في إيران. ويرى المحللون أن سبب الاستعجال هو اتجاه الكونغرس إلى تبني مشروع قرار (يحمل الرقم 759) ينص على «حظر استخدام الموازنة في عمليات عسكرية داخل إيران أو في المياه الإيرانية». وتجدر الإشارة إلى أن تلك الأهداف تشمل القيادات الرئيسية في إيران، بدءاً من مرشد الجمهورية علي أكبر خامينئي ورئيس الجمهورية محمود أحمدي نجاد، إضافة إلى مؤسسات عسكرية وسياسية واقتصادية تعتبر بالغة الأهمية بالنسبة إلى النظام الإيراني نفسه، وإلى الأمن الاستراتيجي لذلك البلد. ويقول المحللون إن الرئيس بوش الذي دفع في اتجاه اعتبار الحرس الثوري مؤسسة إرهابية وإلى توسيع دائرة الأهداف كونه يعتبر أن آية الله خامينئي هو القائد العام للحرس الثوري، وبالتالي فهو من ضمن الأهداف المطلوبة.

 

لا دخان بلا نار

واشنطن - «المحرر العربي:

دولتان أوروبيتان على الأقل أبلغتا واشنطن أنهما على استعداد لإرسال وحدات عسكرية «متطورة» للانتشار على الحدود اللبنانية مع سورية، وذلك في إطار إجراءات خاصة بحماية الدولة في لبنان. مصادر ديبلوماسية غربية تؤكد أن هذا الموضوع يبحث الآن بجدية وعلى مستوى رفيع بين الولايات المتحدة وعواصم أوروبية وعربية. > خلال زيارة السفير الأميركي جيفري فيلتمان للرابية نهار الاثنين، حاول أحد الحضور «استدراج» هذا الأخير لمعرفة ما إذا كانت واشنطن يمكن أن تدعو رئيس التيار الوطني الحر النائب ميشال عون لزيارتها، على غرار رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط. جيفري كان يدفع الحديث في اتجاه آخر.

سفير دولة أوروبية عرفت بتراثها القانوني والسياسي قال لمرجع ديني بارز إنه، في مثل الحالة اللبنانية، فإن بالإمكان، وتفادياً للفراغ وتداعياته على بنية الدولة نفسها، انتخاب رئيس للجمهورية بأكثرية الأكثرية ودون الحاجة للغالبية المطلقة. السفير الذي أكد أن بلاده مستعدة للاعتراف برئيس ينتخب وفقاً لذلك، أعاد إلى الذاكرة أن الدول تعترف حتى بالانقلابات العسكرية، فكيف الحال إذا مارست غالبية نيابية حقها الدستوري..

في نظر نائب صديق للنائب ميشال المر أنه لولا خوف هذا الأخير على نجله وزير الدفاع الياس المر الذي نجا بأعجوبة في محاولة الاغتيال الأخيرة لكان وجوده في تكتل الإصلاح والتغيير مستحيلاً..

دولة عربية فاعلة أبلغت الولايات المتحدة بأنه سيكون لها موقف حاسم إذا ما تبين أن السياق الذي تأخذه التطورات في إقليم دارفور يرمي إلى فصل هذا الإقليم عن السودان.

رغم المذابح التي ينفذها تنظيم «القاعدة» في محافظة الأنبار في العراق، فإن معلومات بالغة الدقة تؤكد أن نفوذ التنظيم في هذه المحافظة تراجع إلى ما دون العشرين في المئة، وهو سيتراجع أكثر في المدى المنظور.

جهة سياسية لا تستبعد أن يكون هذا الذي حصل: الجبهة الشعبية - القيادة العامة هي التي خدعت عضو الشورى في تنظيم «فتح الإسلام» واستدرجته إلى مخيم البداوي على أساس تخبئته وحمايته، حتى إذا ما أصبح داخل المخيم قبض عليه وتم تسليمه للسلطات اللبنانية. الجهة عينها تقول إن القيادة العامة فعلت ذلك إما لهدف سياسي يتجاوز الحدود اللبنانية أو توخياً لتبرئة الموقوفين منها، وبينهم مسؤول هذا الفصيل في مخيم نهر البارد «أبو نبيل»، والذين تبين أنهم كانوا على علاقة بـ«فتح الإسلام».

معلومات عاصمة عربية تراقب بدقة التطورات الداخلية في المشرق العربي تؤكد أن إحدى الدول العربية ستشهد في الأشهر المقبلة تطورات خطيرة للغاية.

مصدر بارز في قوى 14 آذار أكد لـ«المحرر العربي» أنه سيتم تحديد المرشح «الوحيد» لهذه القوى قبل موعد جلسة مجلس النواب في 23 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري. أضاف إن روح التفاهم هي التي تسيطر على هذا الاتجاه.

عادت إلى القصر الجمهوري فكرة تشكيل حكومة برئاسة شخصية عسكرية إذا ما تعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو ما يعتبره الرئيس إميل لحود أمراً مفروغاً منه. لكن الطريف أن أحد الوزراء المستقيلين يلح على لحود بأن يبقى يمارس صلاحياته كرئيس للجمهورية بداعي الحفاظ على التوازن بين المؤسسات من دون أي اعتبار لأحكام الدستور.

 

لكن القرار الفعلي لدمشق/هل تضغط طهران على «حزب الله» بشأن الرئاسة؟

 بيروت - «المحرر العربي»:  قد يبدو السؤال غريباً للوهلة الأولى، ولكن كل شيء يخضع للعبة المصالح في هذه المرحلة (ودائماً): هل تضغط طهران على «حزب الله» لتمرير عملية انتخاب رئيس الجمهورية؟ أوساط سياسية تشير إلى أن عواصم أوروبية أبلغت الإيرانيين أنها قد تحد من الاتجاه الخاص بفرض عقوبات عليهم إذا ما حملوا «حزب الله» على الابتعاد عن الموقف السوري، وبالتالي «التفاعل» مع المشاورات الوفاقية التي تبذل حالياً من أجل عقد الجلسة الانتخابية في 23 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري والإتيان برئيس يتمتع بالصدقية الكافية. لكن الأوساط المذكورة تلفت إلى أنه في هذا الموضوع بالذات، والشديد الحساسية بالنسبة إلى دمشق، فإن القرار يعود للسوريين لا الإيرانيين إن في التسهيل أو في العرقلة.

 

 ديبلوماسي أميركي يصفه بأنه يشكل «مقتل الحزب الإيراني»..

 دخل لبنان معركة القرار 1559 الحاسمة مع رافضيه والمجتمع الدولي يدعم طرح جنبلاط ـــ جعجع لإنقاذ لبنان نهائياً

 لندن - واشنطن - «المحرر العربي»:  اتخذت الأزمة اللبنانية خلال الأيام الستة الماضية منحى جديداً مع بروز قرار مجلس الأمن الدولي 1559 الذي يعتبره حزب الله «سيفاً مصلتاً على رقاب اللبنانيين»، وتحديداً على رقبته هو لا غيره - حسب مسؤول العلاقات الدولية فيه نواف الموسوي أول من أمس في بيروت - بعدما نفذت سورية الشق المتعلق بها فيه في نيسان/ ابريل 2005 بسحب قواتها العسكرية والاستخبارية من لبنان، انطلاقاً من الشق المتعلق «بإجراء انتخابات رئاسية حرّة ونزيهة من دون تدخل خارجي»، وهو ما يبدو أنه سينفذ بالفعل قبل نهاية الشهر المقبل موعد انتخاب الرئيس اللبناني الجديد، وصولاً إلى الشق الأكثر تعقيداً وخطورة وهو تجريد حزب الله والميليشيات الفلسطينية من أسلحتها وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بلا أي منازع داخلي أو خارجي. ونقل ديبلوماسي لبناني في واشنطن أول من أمس عن أحد مستشاري وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس قوله: «إننا، مع أصدقائنا في لبنان، دخلنا الآن فعلاً معركة تطبيق القرار 1559 بالكامل الكفيل وحده بإخراج هذا البلد من محنته الطويلة، ومن دون كسب هذه المعركة ضد سورية وإيران عبر حزب الله، فإن الفوضى الراهنة ستظل سيدة الموقف هناك وتهدّد كل إنجازات ثورة الأرز الديموقراطية التي نقلت البلاد إلى مشارف الحرية واستعادة السيادة والاستقلال الحقيقيين، بعودة الوصايات الخارجية عليه، ومن هنا نطلق على هذا الصراع الراهن صفة «المعركة» لأن حزب الله وداعميه الإقليميين لن يستسلموا بسهولة لتطبيق هذا القرار الذي يزعم حسن نصرالله وجماعته أنه «سقط ودُفن في 14 آب/ أغسطس 2006» إثر «نصرهم الإلهي» على إسرائيل».

وقال مسؤول الخارجية الأميركية إن «إصرار المجتمع الدولي الذي ظهر خلال الأيام القليلة الماضية على تطبيق القرار 1559 لجهة نزع سلاح حزب الله والفصائل الفلسطينية المتطرفة العاملة في الظلّين السوري والإيراني في لبنان، لا يقل مستوىً عن إصراره على إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها وحسب الدستور اللبناني، لأن الأمرين مرتبطان بعضهما ببعض بقوة، إذ أن عملية هذا التطبيق متصلة اتصالاً عضوياً بمجيء رئيس لبناني قوي من قوى 14 آذار الحاكمة يعمد إلى وضع القرار 1559 في رأس جدول أعماله لإنقاذ لبنان، فور تحديث الجيش وقوى الأمن الداخلي اللبنانية، وهو ما عبّر عنه سفيرنا في بيروت (جفري فيلتمان) أول من أمس بقوله: «المهم الآن أن نبني جيشاً (لبنانياً) للمستقبل من أجل استقرار لبنان واستقلاله»، وهو «نقطة الرعب» التي تقض مضجع منفذي السياستين السورية والايرانية الذين وضعوا خلال الأيام القليلة الماضية وجوب إلغاء القرار 1559 كشرطهم الوحيد للمساهمة في تمرير الاستحقاق الرئاسي، ضاربين عرض الحائط بجميع حلفائهم وخصوصاً حليفهم الأقوى والأشد تأثيراً في شقّ الصف المسيحي ونشر الفوضى التي يسعون إليها، وهو ميشال عون الذي أدرك أخيراً أن هؤلاء مستعدّون للتخلي عنه مقابل ضمانات من رئيس جديد بإلغاء «القرار المخيف»، فحاول الخروج من تحت هيمنتهم بطرحه «مبادرة للحوار» كان حتى مطلع الأسبوع الماضي معارضاً لها عن طريق معارضته ضمناً «مبادرة برّي» التي أبعدته عن السباق الرئاسي نهائياً». ووصف الديبلوماسي الأميركي في الخارجية في واشنطن القرار 1559 بأنه «يشكل مقتل حزب الله» كما شكّل مقتل نظام بشار الأسد الذي أُجبر بموجبه على الانسحاب من لبنان، وبالتالي فإن تمسّك المجتمع الدولي والقوى الديموقراطية الحرّة الحاكمة في بيروت بتطبيقه هو المعبر الحقيقي والأساسي للبنان من فوضاه الآن إلى الاستقرار والتقاط الأنفاس لترسيخ الديموقراطية المطلوبة فيه تمهيداً للتمثّل بها في مختلف أرجاء منطقة الشرق الأوسط، بعد فقدان الأمل بالعراق».

 الطروحات الثلاثة!!

 ونقل الديبلوماسي اللبناني عن أوساط أخرى في مستشارية الأمن القومي وداخل الكونغرس الأميركيَّين «فحوى تقرير ديبلوماسي ورد إليهما من بيروت قبل أيام قليلة، يفصّل الوضع القائم داخل قوى 14 آذار حول موضوع الانتخابات الرئاسية على النحو التالي:

هناك ثلاثة طروحات - حسب حرفية التقرير - متداولة بين قادة تلك القوى تقوم على ما يلي:

1 - طرح مستبعد من وليد جنبلاط وسعد الدين الحريري وسمير جعجع بصورة محدّدة، يسعى إلى التسوية تحت ضغوط الترغيب والترهيب الإيرانية والسورية عن طريق التخلّي عن تطبيق القرار 1559 والاكتفاء ببروحيته الضعيفة الواردة في القرار 1701 مقابل الموافقة على رئيس جمهورية يُعطي ضمانات بإلغائه واستبعاده طوال فترة حكمه المقبلة.

2 - طرح ثان يتزعمه المرشحان «الرسميان» نسيب لحود وبطرس حرب وربما مرشحون آخرون لم يعلنوا بعد ترشّحهم، يقول «بانتخابنا أولاً ثم نرى بعد ذلك كيف يمكن تخريج عملية «تشريع» سلاح حزب الله عبر وضعه إلى جانب الجيش أو ما شابه.

3 - أما الطرح الثالث المدعوم من المجتمع الدولي والعالم العربي وغالبية الشعب اللبناني الحقيقية والاغتراب اللبناني في العالم، فهو طرح جنبلاط وجعجع وقوى أخرى داخل صفّهما يؤكد أن الانتخابات الرئاسية المقبلة المرتبطة بالقرار 1559 هي الفرصة الوحيدة المتبقية للبنان كي يخرج من دوامة فوضاه، وإذا ذهبت هذه الفرصة، فإنه حتماً سيعود إلى ما كان عليه قبل نهاية نيسان/ ابريل 2005 (موعد الانسحاب السوري من لبنان). وبمعنى آخر، فإن أي تراخ حيال تطبيق القرار 1559 الداعي إلى تجريد حزب الله من سلاحه، سيؤدي إلى بقاء الشعب اللبناني وقادته وجيشه أسرى الحزب وسلاحه، يفرض عليهم نهج حياتهم بالقوة، ويحدّد مواعيد حربه مع إسرائىل، بحيث يدمَّر لبنان تدميراً كاملاً»..

 

جـنــرال أحــــلام الــيـقـظـــة

داليا عبيد - النهار    

كالكثير من اللبنانيين، لم يعد بمقدوري إختيار مشاعري بعد أن إستوطنتني عادة الحزن، وأبت الرحيل. وقد إختبرت قوتها ونفوذها علي في ذلك الأربعاء الذي صار يشبه كل أيامنا، عند تلقي خبر حصول المجزرة الإرهابية في منطقة سن الفيل واستشهاد النائب أنطوان غانم مع مرافقيه وعدد من المواطنين.

أمام شاشة التلفاز، لم أستسلم للعجز بعد رؤيتي هذا المشهد بقدر ما استسلمت للأسف أمام الشاشة ذاتها عند سماعي تعليقات النائب ميشال عون لبرنامج "كلام الناس" على المجزرة وحديثه عن توظيفها سياسياً (وكأن الشهيد أنطوان غانم توفي بالذبحة القلبية ذاتها التي أشيع عن إصابته بها قبل عودته إلى بيروت) وإتهامه مُوظّفيها بالقتل. ولم يكتفِ النائب عون بذلك في اليوم الأليم الذي يتطلب الحد الأدنى من المسؤولية والحس الوطني بل ذهب إلى أبعد ليشير إلى وجود مقاعد مسروقة في مجلس النواب وليقول: إن مقتل نائب واحد لا يعطل البرلمان! على وقع هذه التصريحات التي تكررت بشكل أوتوماتيكي على ألسنة رفاق الجنرال، رأيت نفسي أدخل في أحلام اليقظة وسط جمع كبير جداً يقف أمام الجنرال مستمعاُ إلى خطاب جديد اللهجة أطلقه بعد تلقيه خبر استشهاد النائب أنطوان غانم.  إليكم ما قاله لنا في ذلك الخطاب - الحلم: أيها الشعب اللبناني، يا أبناء الحرية والسيادة والاستقلال، يا أبناء وطني،

أقف اليوم من على هذا المنبر لأقول لكم بأن بلدنا لبنان يمر بأزمة كبيرة تتطلب الشجاعة والحكمة للنأي به عن الزلازل المدمرة. فلأننا سوف ندافع عن لبنان ولأننا لن ننجّر الى الفتن وسنبرد الأجواء والنفوس(1) ولأن الاعتراف بالخطأ، مبكراً قبل أن تغرق السفينة، فضيلة، نقول لكم اليوم بأننا أخطأنا.

فالبرغم من إعاقة إنسياب الانتفاضة باقامة ما يسمى التحالف الرباعي وحرماننا من حقنا في الحصول على مقاعد وزارية تعكس قدرتنا التمثيلية في ظل ديموقراطية توافقية تسيٌر أمور البلد، ما كان علينا أن نغطي حزباُ يملك السلاح والمال ويقيم شبكات التنصت في بيروت والجنوب وغيره وينظم معسكرات التدريب لشباب في عمر الربيع وينقل مربعاته الأمنية ومناطقه العسكرية بين الضاحية الجنوبية والبقاع ومناطق الجنوب ككفرحونة والريحان.

أخــطأنا يا رفاقي وأصدقائي وأحبائي، فأنتم تعرفون جيداً بأنه وبالرغم من انسحاب الجيش السوري في نيسان 2005، فإن نظامه لن يهدأ له جفن قبل أن يغلف هواء لبنان الحر بطبقة عازلة شبيهة بطبقات القمع والتسلط والترهيب التي يعزل بها الشعب السوري، متعللاً بالهجمة الامبريالية الاستعمارية.

لا لم يخرج النظام السوري بعد من لبنان ولم يرحمنا سيف ارهابه القاطع، فبالأمس وقف وراء تنظيم فتح الاسلام الارهابي واليوم يخفي أصابع جريمة الاستحقاق الرئاسي في سن الفيل وراء تصريحات استنكارية باهتة.

يا شعب وطني، إن لبنان الرسالة يعني أن نعيش مع بعضنا بسلام على رغم اختلاف المعتقد وان تحريض المجتمع على التصادم هو تحريض استغلالي لمصالح ذاتية لا لمصلحة المجموعة(2)، لذلك أقول لكم وبكل صراحة أنه ما كان علينا أن ننجر إلى الاستيطان في وسط مدينة بيروت لكي لا يشل نصف اللبنانيين النصف الآخر، ولا كان علينا النزول إلى الشارع، نهار الثلاثاء الأسود، لإغراقه بالفوضى وإقفاله أمام المواطنين وإستفزازهم لكي لا يقتل نصف اللبنانيين النصف الآخر.

كما أخطأنا بالدخول في معركة الانتخابات الفرعية المتنية فغرقنا في استحضار المعارك والخنادق والبنادق لتدور فوق رحى المعركة الديموقراطية، وفي اطلاق حملة من التهديد والوعيد والتحريض مما أثار،  إلى جانب تهجم غيرنا على الأرمن، نعرات مذهبية كنا في غنى عنها في ذلك المساء المربك والمرتبك . كما كاد يتحول ليل الانتخاب إلى هدية حربية للنظام السوري أردنا إفتتاحها عندما دعونا أنصارنا إلى التجمّع أمام سرايا الجديدة للضغط على النتائج الرسمية.

يا شعب وطني، أنهم يريدوننا دائمًا متصادمين ومتضاربين حتى نؤمّن أمن غيرنا وحتى نكون لحماً للمدافع والبنادق والنار(3) لذلك نحن نعلن لكم اليوم بأن مبدأ الأنانية محرم وبأن يدنا للحوار ممدودة. فهو الحل الوحيد لحماية وطننا من تحويله إلى أداة لمسألة تخصيب الاورانيوم الايراني وإلى ساحة تموضع أحلاف وتنازع أطراف وتشتت نهائي لأحباب وأصحاب.

فهل الحوار بين اللبنانيين خط أحمر؟ وهل الحلول السلمية ممنوعة؟ وهل احترام الدستور والحفاظ على المؤسسات مرفوض؟ بالتأكيد لا لأننا نحرص على تكريس ثوابت لبنانية تعكس ارادة الشعب اللبناني لبناء دولة سيدة حرة مستقلة. إن جماهير انتفاضة الاستقلال، التي احتشدنا فيها وحشدنا لها في ربيع بيروت وفي كل عواصم العالم، تحتاج الى اعادة بناء الثقة بجدوى النضال. لذلك ما نقوله اليوم لن يبقى كلاماً بعد الآن فسوف نسحب خيامنا الفارغة من وسط بيروت وسوف نحج إلى مجلس النواب اللبناني في الخامس والعشرين من أيلول لازالة أهم معلم من معالم احتلال البعث للبنان. ولن نستبدله بجنرال ثانٍ كي لا يصير حكم الجنرالات عرفا وتسلم البلاد للعسكر وتشرع مسيرة الانقلابات. في ذلك النهار سنجلس إلى جانب الزملاء النواب، متخلين عن طموحاتنا الشخصية، مطلقين موقفنا الوطني لانتخاب رئيس للجمهورية سيادي، استقلالي وغير طائفي، ليصير رئيسا لكل الوطن.

عشتم وعاش لبنان.

أفقت من حلمي على دوي تصفيق خياليُ. جميلة هي الأحلام. ولكنها تبقى أحلام...

(1-2-3) هذه العبارات مأخوذة من خطابي النائب ميشال عون في 18و19 أيلول 2007 امام وفد من جبيل ووفد من أبناء بلدة العبادية.

داليا عبيد     

 

ليس للمعلومات أن تعلم ولا للمخابرات أن تدق الجرس !!

عمر حبنجر

الخميس المقبل، موعد مرتقب للقوى والأحزاب والتيارات والفعاليات المسيحية في بكركي، للتشاور في ملف الاستحقاق الرئاسي وسواها من النقاط الخلافية المستعصية، ومحاولة إنضاج تصورات مشتركة لحلول ملحّة، تجمّد التداعيات المتفاقمة للخلاف بين حزب الكتائب والقوات اللبنانية من جهة، وبين التيار الوطني الحر من جهة ثانية. وسيحضر اللقاء، ممثلون عن القوى والقيادات، وقد يحضر أقطاب اذا ما بدا أن التحضيرات تستوجب الحضور العالي المستوى. أبرز نقاط البحث الاستحقاق الرئاسي، والصراع المسيحي - المسيحي وضرورة الحفاظ على مهابة واحترام رئاسة الجمهورية، ومحاولة بلورة موقف تفاهمي بالحد الأدنى، قبل اجتماع وزراء خارجية فرنسا واسبانيا وايطاليا في 19 الجاري، حول طاولة الأزمة الرئاسية اللبنانية. ويبدو أن توقيفات عناصر التيار الوطني الحر، الذين نُشرت صورهم وهم يتدربون على السلاح في منطقة جبيل، عجّلت في فرض لزومية هذا الاجتماع، في ضوء تسليط الأضواء على حركة التدريب والتسليح، في المناطق التي كانت توصف بالشرقية، قبل أن يبلغ السيل الزبى، في هذه الأجواء اللبنانية والإقليمية العاصفة. وبالمناسبة تقول مصادر قريبة من جو بكركي، أن الحملة الشعواء على قوى الأمن الداخلي وجهاز معلوماتها فيما تهدف الى (القوطبة) على إجراءات تنوي هذه القوى اعتمادها بالتنسيق مع الجيش لمواجهة موجة (المولشة) المتفاقمة. ويبدو أن هناك معلومات تقدر الحجم العسكري لأحد التيارات بـ 8000 رجل، تدربوا على السلاح بشكل أو بآخر، وبمستويات متفاوتة من الاحتراف، ولهؤلاء مداخيل مالية ثابتة! وربما قيل إن هؤلاء مجرد حرّاس لقيادة التيار فيأتي الجواب، لماذا كل هذا الحشد من الحرّاس والمرافقين، طالما أن هناك قوى عسكرية وأمنية بحجم سرية لحماية المواكِب والمنازل وكل حركات وسكنات الشخصيات المستهدفة?

اللواء أشرف ريفي تحدث عن حملة مبرمجة من فريق سياسي معين، آسفاً لاستعمال البعض تعابير شارعية لا تليق بمكانته، ومعتبراً أن ما قامت به قوى الأمن مجرد إجراءات قانونية، وصرخة تحذيرية لتعي كل القوى الى أين تذهب بالشباب اللبناني.

ويقول مصدر حكومي، تعقيباً على الحملات المركزة على قوى الأمن الداخلي، وبالذات على فرع المعلومات، إن الشجرة المثمرة وحدها ترشق بالحجارة... وإن مشكلة (المخابرات) ونطيرتها (المعلومات)، أن بعض الجهات تريدها أن تبقى كخيال الصحارى، كما اعتادت أن تكونه في الحقبة السالفة، فلا جهاز المخابرات يستخبر ويُخبّر ويكون العين المفتوحة للجيش والدولة، ولا فرع المعلومات يعلم أكثر مما يجب أن يُعلم، ويدق الجرس، كلما شعر باقتراب ظلال الشر من الخط الأحمر.

ورداً على ما يقال عن ممارسات تتجاوز حد المنطق، قال المصدر الحكومي، إنها حكاية ابريق الزيت، هؤلاء الذين ينهالون بمطارق الاتهام والتحريض على الأجهزة الأمنية ملزمون باختراع ما يبرر لهم مثل هذه الحملات... وفي اعتقاد المصدر أن مثل هذه الحملات لن تتوقف قبل اجتياز محطة الاستحقاق الرئاسي القريبة، رغم اطلاق الموقوفين، لأن المطلوب بنظره إجهاض المساعي والجهود الهادفة الى تفعيل المؤسسات العسكرية والأمنية، كي يسهل القفز من فوق حيطها دائماً وغب الطلب، ولا تغدو بحجم الرهان عليها، كعمود فقري للدولة والسلطة، في مواجهة الحالات الأمنية أو العسكرية، المتسارعة النمو، على هامش المقاومة التي يمثلها حزب الله، أو في ظلالها...

 

 هذه هي (الحرب الضروس) بين الأكثرية والمعارضة

كتب المحلل السياسي - الأنوار

يقترب موعد الجلسة فيبتعد إحتمال إنعقادها، فالمواقف متباعدة الى حدّ الخلاف الجذري، وما لم يتحلحل في عامين، كيف سيتحلحل في اسبوعين? بدأت الطروحات تسقط الواحد تلو الآخر: نصابُ الثلثين الذي لا يتوافر إلاّ إذا سبقه الإتفاق على شخص الرئيس، مُستبعد، فلا إتفاق على شخص الرئيس. نصاب النصف زائد واحد متوافر، ولكن كيف سيحكم رئيس يقاطعه ثمانية وخمسون نائباً? إذا دعا الى استشارات نيابية ملزِمة، فكيف ستكون عليه هذه الإستشارات إذا قاطعها رئيس مجلس النواب وثمانية وخمسون نائباً، وبالتالي من سيشكّل حكومة العهد الاولى? المقاطعة له لن تكون مجرد مقاطعة بل تتجاوزها لتصير عصياناً، فكيف سيواجهه?  الوضع ليس نزهة على الإطلاق، فهو محفوفٌ بالمخاطر والأهوال والغموض، حتى ولو كان خيار النصف زائد واحد هو الوحيد المتبقي. في هذا المجال، ثمّة وجهة نظر تقول: بين خيار الفراغ وخيار النصف زائد واحد، لا مناص من السير في الخيار الثاني لأنه عندها يكون لدينا رئيس جديد وتكون المعركة على جبهته المتقدّمة، أما في حال الفراغ فمن يضمن عندها إمكانية إنتخاب رئيس لاحقاً?

ان المواجهة في الصفوف الأمامية، على جبهة الرئيس الجديد، تبقى أفضل حسب مصادر مطلعة بمئة مرّة من الصراع، في الصفوف الخلفية، على جبهة الفراغ.

بهذا المعنى، تبدو قوى الرابع عشر من آذار معنية الى أقصى الحدود بخيار الإنتخاب، فالفريق الآخر لا يعرض تسوية بل إستسلاماً لتلك القوى وتنازلاً عن كل الإنجازات التي حققتها; صحيحٌ ان الوضع مفتوحٌ على كل الإحتمالات لكنه كذلك منذ عامين ونصف عام وليس منذ شهرين، وإذا كانت المواجهة هي الاستراتيجية التي اعتُمِدت فحريٌّ أن تستمر لأننا وصلنا الى المئة متر الأخيرة.

ما هو المطلوب من قوى الرابع عشر من آذار? مصادر هذه القوى تقول ان المطلوب هو الخطوات التالية:

- حماية النواب الذين ستُلقى على عاتقهم مسؤولية إنتخاب الرئيس.

- التجاوب مع كل الطروحات التوافقية لئلا يُقال إن الأكثرية هي التي تُعرقِل أو ستُعرقِل، وصولاً الى الرابع والعشرين من تشرين الثاني.

- السير في الخيار الصعب، بعد ذلك التاريخ لقطع الطريق على سيناريوهات الفراغ.

هذه الخطوات هي الممر الإلزامي لإنتخاب رئيس جديد، ومَن يعتبر أن في الأمر مخاطرة أو مغامرة، فليتذكّر ان كل الخطوات التي اتُخذَت منذ عامين إلى اليوم كانت محفوفة بالمخاطر، ولو لم تُتّخذ لكنّا في وضع أسوأ بكثير ممّا نحن عليه.

 

 الاتحاد الأوروبي يرفض خيار الحكومتين ويتمسك ببقاء «يونيفيل»

لبنان: إستحقاق الرئاسة إلى الأيام العشرة الأخيرة

بيروت - الحياة  - 08/10/07//

في إطار استمرار الجهود الأوروبية الداعمة لانتخاب رئيس جمهورية جديد للبنان في الموعد الدستوري، لقطع الطريق على من يراهن على تعثّر تأمين انتقال هادئ للسلطة في هذا البلد، يدرس وزراء خارجية فرنسا برنار كوشنير وإسبانيا ميغيل أنخيل موراتينوس وإيطاليا ماسيمو داليما، التوجه الى بيروت في 19 الشهر الجاري، للمساعدة في إيجاد مخرج سياسي لتمرير الاستحقاق الرئاسي بهدوء، لأن البديل إقحام لبنان في فوضى تجره حتماً الى المجهول.

وعلمت «الحياة» من مصادر وزارية لبنانية رفيعة المستوى ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أُبلِغ استعداد الوزراء الأوروبيين الثلاثة المجيء الى بيروت، وأن القرار النهائي سيتخذونه في غضون ايام، مؤكدة ان الزيارة ستحصل في موعدها وقبل 23 الشهر الجاري، الموعد المحدد لعقد جلسة نيابية لانتخاب رئيس جديد للبنان.ولم تستبعد المصادر ذاتها ان تكون زيارة الوزراء الثلاثة على جدول أعمال المحادثات التي سيجريها رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري مع كوشنير الخميس المقبل في باريس، وهو في طريقه من نيويورك الى جدة لتمضية عطلة عيد الفطر مع عائلته، على ان يعود الى بيروت لمعاودة حواره مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وأفادت المصادر ذاتها بأن الاتصال الذي أجراه الحريري ببري بعد اقل من 24 ساعة على خطاب الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله في «يوم القدس»، جاء في محله، وأنه اراد منه طمأنة اللبنانيين الى مواصلة حواره مع رئيس المجلس، وأنه لن تكون هناك تداعيات سلبية للخطاب على الحوار الذي يبقي الآمال معقودة للتوافق على الرئيس.

وأكدت المصادر ان مبادرة الحريري الى الاتصال ببري تهدف الى تصويب البحث بين الأكثرية والمعارضة باتجاه آخر، بحثاً عن مخرج توافقي للأزمة، على رغم ان المواقف التي صدرت عن نصر الله عادت توصد الأبواب في وجه التواصل بين بري والحريري، لما ترتب عليها من مزيد من الاحتقان السياسي، مشيرة الى ان تمسك الحريري بالحوار من اجل التوافق على الرئيس، كان بمثابة رد مباشر على التساؤلات التي طُرحت في شأن المواقف التي أعلنها الحريري من واشنطن، لجهة عدم تطرقه الى مسألتي الحوار والتوافق على الاستحقاق الرئاسي.

ولفتت الى ان الحريري اراد ان يوجه رسالة للمعارضة من خلال اتصاله ببري، فحواها انه ماض في الحوار ومستعد للحفاظ على الحد الأدنى من التهدئة، لأن ما يهمه الآن ألا ينقطع حبل التواصل، خصوصاً في ضوء ردود فعل عدد من قيادات 14 آذار على خطاب نصر الله.

واعتبرت ان اتصال الحريري ببري ساهم الى حد بعيد في تبريد الأجواء، وعدم دفع الأمور باتجاه مزيد من التصعيد السياسي، لا سيما أن ردود الفعل على الخطاب تميزت بتحييد بري عن السجال الذي تجدد بين الأكثرية وقيادات في «حزب الله»، وكأنها ماضية في قرارها الداعي الى الحوار.

لكن المصادر ذاتها تستبعد تقدماً على صعيد الاستحقاق الرئاسي، في حال بقيت الأجواء السياسية على حالها، ولم تتبدل لمصلحة الدخول الجدي في البحث عن رئيس توافقي. بالتالي، سيؤدي عدم تبدل الأجواء الى تكرار ما حصل في جلسة الانتخاب الأولى التي دعا إليها بري في 25 أيلول (سبتمبر) الماضي، خصوصاً ان أوساطاً سياسية متعددة أكدت لـ «الحياة» ان الأمور ستبقى على حالها، وأن شيئاً لن يتغير قبل 15 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، أي مع بدء احتساب الأيام العشرة الأخيرة من ولاية الرئيس اميل لحود، والتي سيبقى المجلس النيابي في حال انعقاد الى حين انتخاب الرئيس الجديد.

وبالعودة الى الزيارة المرتقبة للوزراء كوشنير وموراتينوس وداليما، والتي يفترض ان تسبقها زيارة خاطفة لبيروت يقوم بها وزير خارجية تركيا علي بابا جان، في إطار الجهود التركية باتجاه سورية، لدعوتها الى ممارسة نفوذها بطريقة ايجابية في الاستحقاق الرئاسي المقبل، لجلب الاستقرار الى لبنان، قالت المصادر الوزارية ان الوزراء الأوروبيين الثلاثة سيلتقون بري والسنيورة وقيادات في الأكثرية والمعارضة. وأضافت ان اهمية زيارتهم بيروت والتي ستتخللها جولة على القوات الدولية في الجنوب، تكمن في أن الوزراء الثلاثة يمثلون الدول الأوروبية الأكثر إسهاماً في «يونيفيل». وتابعت ان جولتهم على الجنوب تهدف الى تأكيد دور القوات الدولية في حفظ السلام جنوب الليطاني، تطبيقاً للقرار 1701، وتأتي في إطار دعم هذا الدور، خصوصاً في ظل المخاوف من عودة الوضع الى وراء بتأثير الارتدادات السلبية، في حال تعذر انتخاب الرئيس في الموعد الدستوري.

وأكدت المصادر ان الوزراء الثلاثة سيوجهون من خلال وجودهم في الجنوب، رسالة الى الداخل والخارج، تؤكد ان الاتحاد الأوروبي ملتزم، تطبيق القرار 1701، وأن القوات الدولية باقية في الجنوب بخلاف ما أخذ يشيعه البعض من وجود خطر على دورها ووجودها في آن، بسبب عدم إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده.

وأشارت ايضاً الى ان وجود الوزراء الثلاثة في بيروت يشكل رسالة مباشرة الى سورية، يدعونها فيها الى تسهيل إجراء الانتخابات الرئاسية كأساس لمعاودة الحوار الأوروبي – السوري، اذ من دونه لا يمكن للعلاقة ان تستقيم إذا لم تتراجع. وأكدت المصادر رفض الاتحاد الأوروبي قيام حكومتين في لبنان بديلاً من انتخاب الرئيس، إضافة الى ان حضور الوزراء الثلاثة معاً رسالة أخرى الى دمشق فحواها عدم وجود تباينات في الموقف الأوروبي من الأزمة اللبنانية.

الى ذلك، استمرت أمس ردود الفعل على خطاب نصر الله، واعتبر السنيورة في خطاب ألقاه في حفلة إفطار أقامتها جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت غروب أول من أمس، ان «العمل لتبرئة القاتل لا يليق بالالتزام الذي نشترك في حمله، وأملنا خاب بالمواقف من الاغتيالات السياسية والتفجيرات الأمنية، لأنها تتجاهل الشراكة وتتعمد التعطيل وزرع الانقسام». وتطرق السنيورة الى استمرار اعتصام المعارضة في الوسط التجاري لبيروت، وسأل» «كيف لا يحزن أحدنا لحزن أخيه ولا يتألم لمصابه ويوغل في الضغط على أهل بيروت، وعلى جميع اللبنانيين من خلال الاستمرار في الاعتصام في وسطها لنحو سنة»، مؤكداً الإصرار على ان يحصل الاستحقاق الرئاسي في موعده

 

العقاب الشديد

غسان شربل -الحياة - 08/10/07//

تستمع الى أهل الشرق الاوسط يتحدثون. تشعر للوهلة الاولى انهم اقوياء. بعضهم يملك ترسانات جدية. وارادة صلبة في القتال. وسياسات تُبطن استعداداً لوقفات انتحارية. وحين تدقق النظر ترى ان ملامح القوة تخفي خوفاً عظيماً او قلقاً عميقا. تشم رائحة الخوف. دول خائفة على استقرارها او وحدتها. خوف أنظمة وشعوب وإثنيات وطوائف ومذاهب. إحباطات قديمة وجديدة تغذي ميل الجمر القديم الى معاودة الالتهاب.

تعرض نظام الامن والاستقرار في الشرق الاوسط لعقاب شديد أطاح ركائزه. رؤية الدبابة الاميركية تقتلع تمثال صدام حسين ونظامه زلزال غير مسبوق في تاريخ المنطقة الحديث. حديث الولايات المتحدة عن شرق اوسط جديد بدءاً من نموذج عراقي ديموقراطي أعطى الغزو صورة الهجوم الشامل. ادارة ما بعد إسقاط النظام حولت المغامرة الاميركية عقاباً شديداً للعراق برمته وللتوازنات التي كان نظام صدام جزءاً منها. خافت دول المنطقة. الانتصار الاميركي بدا أكبر من قدرة أهل الجوار على الاحتمال. بعض الخائفين اتخذ قراراً باستنزاف الانتصار الاميركي. يمكن القول ان ايران وسورية أنزلتا عقاباً شديداً بالاميركيين في العراق.

انفرط عقد العراق. تصرف الشيعة بمنطق من واتته الفرصة للثأر من عقاب شديد مزمن. رأى السنة في النظام الجديد عقاباً شديداً يتجاوز مسألة الإقرار بالحقائق السكانية. اعتبر الاكراد غياب مطرقة الحكم المركزي فرصة ذهبية للطلاق ولطي صفحة قدرة بغداد على جعل العقاب الشديد سياسة ثابتة في التعامل معهم.

لم يكن العراق المسرح الوحيد لممارسات العقاب الشديد بغض النظر عن صحتها وملابسات حدوثها. القرار 1559 لمجلس الأمن الدولي عشية التمديد للرئيس اميل لحود كان من قماشة العقاب الشديد. طالب كل القوات الاجنبية بالانسحاب كما طالب بحل كل الميليشيات وبسط سيطرة الحكومة اللبنانية على كامل أراضيها. بالنسبة الى سورية و «حزب الله» والتنظيمات الفلسطينية المسلحة في لبنان كان القرار عقاباً غير مسبوق وأكبر من القدرة على الاحتمال.

كان اغتيال الرئيس رفيق الحريري عقاباً شديداً للبنان ولنهج الحريري وعلاقاته وطائفته. وجاء الرد اللبناني والعربي والدولي صارما. لم تترك الضغوط الدولية لدمشق غير خيار وحيد هو سحب قواتها من لبنان. انسحبت دمشق بعدما أدمنت على مدار عقود إدارة الشأن اللبناني وخسرت ورقة أساسية في لعبة احجام الادوار الاقليمية. وجاء تشكيل المحكمة الدولية في سياق نهج العقاب الشديد الذي كان غاب في اغتيالات سابقة.

عاقب «حزب الله» اسرائيل على مماطلتها في اطلاق الاسرى. ردت بعدوان تدميري واسع على تجاوزه الخط الازرق ومزارع شبعا. عاقبها بتهديد صاروخي للعمق الاسرائيلي. أرغمها على تجرع سم وقف النار على دوي صواريخه. هذه المرة جاء العقاب الدولي شديداً لـ «حزب الله» وداعميه. اسم العقاب القرار 1701. حرمان الحزب من حق الاقامة على حدود اسرائيل ومن القدرة على تحريك الجبهة ولو في عمليات تذكير محلية واقليمية دفع الحزب الى الداخل. صار موضوع سلاح المقاومة جزءاً من الجدل اليومي. بات نصف الشعب على الاقل يطالب بأن تحتكر الدولة وحدها قرار الحرب والسلم. لقد خطف القرار الدولي جبهة جنوب لبنان من اللاعبين المحليين والاقليميين. انه عقاب شديد بعد انسحاب سورية من لبنان وفي ضوء استمرار التوتر الإيراني - الأميركي.

كانت آثار العقاب الشديد واضحة في تصريحات سعد الحريري في واشنطن. وكانت واضحة ايضاً في حديث السيد حسن نصرالله عن الاغتيالات والمحكمة الدولية. حجم الخسارات يضاعف المرارات ويغري احيانا بالمزيد من الخسارات. غياب القدرة الفعلية على هضم الخسارات السابقة ينذر بمعاقبة البلد بعدما عاقبت الاحداث أبرز الاطراف فيه. آثار العقاب الشديد تظهر ايضا في تصريحات وليد جنبلاط وسمير جعجع. ثمة مخاوف متزايدة من ان يكون لبنان موعوداً بعقاب شديد جديد لا باستحقاق رئاسي. بنزاع طويل الأمد فيه وعليه بعد إحكام ربط انقسامه الداخلي بمعسكرات تتخطاه.

هذا من دون ان ننسى ان «حماس» وبغض النظر عن الملابسات والتبريرات أنزلت بالسلطة الفلسطينية والموضوع الفلسطيني برمته عقاباً شديداً لا يحتاج الى دليل. والخوف هو ان تفضي الضربات المتبادلة في الحرائق المفتوحة الى استنتاج اميركي مفاده ان ترتيب المنطقة يحتاج الى عقاب شديد من قماشة توجيه ضربة قاصمة الى ايران. وسيكون العقاب شديداً لإيران والمنطقة معاً

 

تجمع العلماء المسلمين": الردود على كلام السيد نصرالله مخيبة للامال

وفجيعة البعض باتهام اسرائيل تعبر عن حقد دفين ضد سوريا والعروبة

وطنية- 8/10/2007 (سياسة) اصدر "تجمع العلماء المسلمين" بيانا اعتبر فيه "ان ردود الفعل من قوى الرابع عشر من شباط على كلام سماحة السيد حسن نصرالله جاءت مخيبة للامال ومؤكدة على ان هذه الفريق لا يريد وفاقا ويتجه بانحدار سريع نحو الفتنة تنفيذا لمخطط اميركي في القضاء على المقاومة ولو كانت النتيجة القضاء على الوطن". اضاف البيان:"اننا في تجمع العلماء المسلمين نعلن تأيدنا للطرح الذي قدمه سماحة السيد حسن الله لانه طرح موضوعي ومنطقي يخرج البلد من ازمته، فاذا كان صحيحا ما يتهم به كل فريق الفريق الاخر حول ارتباطه بمحور اقليمي او دولي, فساعتئذ لا مجال امامنا للخروج من تأثير هذه المحاور سوى اللجوء الى الشعب الذي هو في الاساس وبحسب النظام الديموقراطي مصدر كل السلطات والذي لا يمكن اتهامه بالانتماء الى هذا المحور ام ذلك.

اننا نعتبر ان فجيعة البعض باتهام الكيان الصهيوني بعلميات الاغتيال والتفجيرات تعبر عن حقد دفين ضد سوريا والعرب والعروبة ولا تعبر عن منطق مقبول في التحقيق يفترض وضع كل الشهبات على الطاولة". واعتبر البيان "ان ما طرحه سماحة السيد حسن نصرالله هو ان لا يكون التحقيق اعورا لا يرى سو متهم واحد, في حين ان هناك اكثر من متهم يغفل عنهم هذا التحقيق ومن اهمهم الموساد الاسرائيلي والمخابرات المركزية الاميركية. ان هذه الثورة المحمومة لتبرئة هؤلاء والدفاع عنهم تجعلنا نشك في النوايا التي يمكن ان تصل الى حد اتفاق ضمني معهم للمساهمة في القضاء على النظام السوري والثمن هو تسلطهم على لبنان".

وختم البيان:" اننا نعلن وقوفنا الى جانب المقاومة وكل الشرفاء في الساحة اللبنانية والعربية في وجه مخططات الادارتين الاميركية والصهيونية, وكما كان النصر حليفنا في تموز فكذلك سيكون حليفنا في المعارك الاخرى لان زمن الهزائم ولى وجاء زمن الانتصارات".

 

النائب العماد عون التقى الامين العام للحزب الشيوعي وسفير بلجيكا

حداده: لبنان أهم من الرئاسة والحفاظ على هواجس المواطنين أهم منها

وطنية - 8/10/2007 (سياسة) التقى رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون الأمين العام للحزب الشيوعي خالد حداده، في حضور عضو اللجنة المركزية في التيار الوطني الحر جبران باسيل. وتمنى حدادة إثر اللقاء "ان يطاول مس من الوحي قوى السياسة والزعامات، التي بدلا من ان تسعى الى تثبيت عيد فطر حقيقي، تحاول استدراج التدخلات الخارجية الى الحياة السياسية اللبنانية". وأشار الى "ان لبنان أهم من الرئاسة، والحفاظ على هواجس المواطنين أهم منها أيضا، وان الكيان الوطني أهم من بعض النصوص الدستورية والتواريخ المفروضة في هذه النصوص". وأضاف: "ان البلد ذاهب نحو استحقاق خطير اذا ما بقي الأمر بيد من يصعدون ويتحاورون". وكان النائب عون قد التقى صباحا السفير البلجيكي ستيفان دولوكير في حضور عضوي اللجنة المركزية في التيار ميشال دو شدرفيان وسيمون ابي رميا.

 

القاضي عويدات استجوب 7 موقوفين متهمين بأحداث نهر البارد

وطنية - 8/10/2007 (قضاء) تابع قاضي التحقيق العدلي في احداث نهر البارد القاضي غسان عويدات تحقيقاته فأستجوب سبعة موقوفين كان اصدر مذكرات وجاهية بتوقيفهم في وقت سابق

 

النائب الحاج حسن: هناك من يدفع بالامور الى حالة تصادمية لخدمة أميركا

ردود 14 شباط على كلام السيد نصرالله مليئة بافتراءات لم ترد في الخطاب

وطنية- 8/10/2007 (سياسة) أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسين الحاج حسن، خلال احتفال تأبيني في قصرنبا- بعلبك، "أن هناك من يدفع بالامور الى حالة تصادمية ويسعى الى خدمة المصالح الاميركية - الاسرائيلية فيما المعارضة تدعو الى التوافق حتى اخر لحظة". وحمل النائب الحاج حسن جزء من "فريق 14 شباط مسؤولية ما يمكن ان تصل اليه الامور في لبنان". وراى "ان اجوبة وردود قيادات 14 شباط كانت مليئة بالافتراءات التي لم ترد بخطاب الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، وكانت مليئة بالتوتر والالفاظ غير اللائقة والعنتريات". واضاف: "عندما تحدث السيد عن الانتخابات الرئاسية طرح التوافق ومبادرة الرئيس بري، وقد أعلنت المعارضة عن موافقتها وتأييدها لها، فيما لم يعلن فريق 14 شباط حتى الان الموافقة على المبادرة، بل اعلن موفد - رئيس اللقاء الديموقراطي - النائب وليد جنبلاط الى البطريرك الماروني الكاردينال مر نصرالله بطرس - صفير ان مشروعين سياسيين في لبنان لا يلتقيان، فهل يريد جنبلاط التوافق، ومن اميركا قال- رئيس كتكلة "المستقبل" النائب - سعد الحريري نريد رئيسا من 14 اذار، فهل يريد التوافق، وما دلالات هذا التصريح من اميركا"؟ وسأل النائب الحاج حسن "إذا لم نستطع التوافق، هل يبقى البلد في حالة من التوتر، وانتخاب رئيس بالنصف زائدا واحدا هو هدف اميركي - اسرائيلي يعمل عليه البعض بعلم او دون علم، مباشرة او غير مباشرة، بوكالة او بدون وكالة". وفي رد على النائب وليد جنبلاط قال: "ما هي الرسالة التي وصلتهم؟ اذا كانت تتعلق بالمحكمة الدولية والاتهام لاسرائيل، فهل وصلت به الامور الى تبرئة اميركا من التأثير على مجريات التحقيق في المحكمة".

 

التيار الشيعي الحر" اقام مجلس عزاء في ذكرى استشهاد الامام علي

وطنية - 8/10/2007 (سياسة) اقام "التيار الشيعي الحر" مجلس عزاء في ذكرى استشهاد الامام علي بن ابي طالب عليه السلام في منطقة النبعة تحدث فيه رئيس التيار الشيخ محمد الحاج حسن الذي دعا الى "الاقتداء بسيرة الامام وزهده وورعه وتقواه والاعتبار منه". واعتبر "أن حزب الله باستراتيجيته الحالية ليس من مصلحته انتخاب رئيس حر يحمي الدستور ويطبق القانون، بل مصلحته خلق كل مناخات الاضطراب ومنع انتخاب رئيس للجمهورية". ورأى "ان ايران اليوم تحاول السيطرة الكاملة على الشارع العراقي وتقوية فئة على فئة لتكون اللاعب الابرز في أي مفاوضات في المنطقة".

انصار "التيار الشيعي"

في مجال آخر، انتقد انصار "التيار الشيعي الحر" في بيان اليوم خطاب الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، واعتبروا "ان السيد نصر الله كتب في خطابه صك البراءة لدمشق واعوانها من دم الشهداء اللبنانيين". ودعا البيان "الشعب اللبناني على اختلاف طوائفه وانتماءاته والشيعة فيه بشكل خاص الى فتح العيون والآذان جيدا بغية احباط كل ما يخطط له في دمشق وطهران وأروقة حزب الله ضد لبنان وضد مستقبله وسيادته واستقلاله".

 

الوزير رزق اتخذ صفة الادعاء الشخصي في حق جريدة "الأخبار"

وطنية-8/10/2007 (قضاء) أفاد المكتب الإعلامي لوزارة العدل في بيان اليوم، أن وزير العدل الدكتور شارل رزق تقدم بشكوى مباشرة أمام محكمة الاستئناف في بيروت، الغرفة الناظرة في جرائم المطبوعات، اتخذ فيها صفة الادعاء الشخصي في حق جريدة "الأخبار" الممثلة برئيس مجلس إدارة الجريدة إبراهيم الأمين والمدير المسؤول نادر صباغ بجرائم القدح والذم وبث الخبر الكاذب والتحقير. ولفت المكتب إلى أن وزير العدل ادعى على كل من يظهره التحقيق فاعلا أو متدخلا أو محرضا، طالبا إلزام المدعى عليهم أو من يظهره التحقيق بالتكافل والتضامن في ما بينهم أن يدفعوا مبلغا قدره 300 ألف دولار أميركي، أو ما يعادل هذا المبلغ بالليرة اللبنانية بتاريخ الدفع، تعويضا للأضرار المادية والمعنوية المباشرة وغير المباشرة التي لحقت به من جراء نشر جريدة الأخبار مقال إبراهيم الأمين في عددها الرقم 348 بتاريخ الاثنين 8 تشرين الأول 2007 الصفحة الثانية. وأشار المكتب إلى أن وزير العدل تقدم بالشكوى بصفته الشخصية، وقد أوضح أن شكواه مستقلة عن أي إجراء وادعاء قد يتخذه الحق العام في هذا الموضوع.

 

الرابطات المسيحية: اللجوء الى السلاح لحل الخلافات من المحرمات الوطنية

خطر الفراغ الدستوري الناتج من عدم الانتخاب ينذر باتساع الضائقة الاقتصادية

وطنية-8/10/2007(سياسة) عقد اتحاد الرابطات والمجالس اللبنانية المسيحية اجتماعا برئاسة رئيس الرابطة المارونية الدكتور جوزف طربيه وحضور رؤساء الروابط وممثلي المجالس المنضوية تحت لوائه. ولفت الاتحاد في بيان اصدره الى ان الدكتور طربيه وضع المجتمعين في اجواء الزيارة التي قام بها على رأس وفد من المجلس التنفيذي للرابطة المارونية الى روما، واللقاءات التي اجراها في الفاتيكان مع كبار المسؤولين فيه، كما نقل الى المجتمعين حرص الكرسي الرسولي على سيادة لبنان واستقلاله واستقراره، وضرورة قيام حالة وفاقية تنسحب على جميع الاستحقاقات المصيرية، واشار الى ان الفاتيكان يوظف دبلوماسيته الفاعلة لبلوغ هذا الهدف، كذلك عرض الدكتور طربيه نتائج المحادثات التي اجراءها وفد الرابطة مع رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي, مثمنا الدور الباني الذي تضطلع به بلاده حيال لبنان عبر مشاركتها في القوات الدولية في الجنوب والمساعدات التي تقدمها للدولة بقطاعيها الرسمي والاهلي.

ولفت البيان الى ان المجتمعين بحثوا في الوضع الراهن في لبنان من مختلف جوانبه، والاجواء السياسية والاعلامية التي تواكب الاستحقاق الرئاسي, وخلصوا "الى ضرورة العمل من اجل ملاقاة المساعي المبذولة على غير صعيد ولا سيما من الكرسي الرسولي وبكركي والمرجعيات اللبنانية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة ووفق الاصول الدستورية بتوافق اللبنانيين، لان اجراء الانتخابات في موعدها ووفق الاليات الدستورية المعتمدة يفتح الباب امام تقدم الاستقرار السياسي الذي يتوق اليه اللبنانيون ويشكل ممرا الزاميا للاستقرار العام وخصوصا الامني والاقتصادي".

وتابع:" يعاني اللبنانيون ضائقة اقتصادية خانقة من جراء الغلاء المستشري وارتفاع معدلات البطالة وتقلص فرص العمل، واستمرار نزيف الهجرة, مما اضعف لبنان في حيويته الاقتصادية وافقده فرص الافادة من الازدهار الاقتصادي نتيجة فوائض السيولة في المنطقة، وان خطر الفراغ الدستوري الناتج عن عدم اجراء الانتخابات الرئاسية في مواعيدها ووفاقا للدستور، ينذر باتساع الضائقة الاقتصادية ويضع البلاد على حافة المجهول، ويفتح باب الانقسامات السياسية على مصراعيه، وعندما يختلف الطرفان السياسيان الرئيسيان في البلاد ويتناقضان بحدة ينبغي مقاربة الخلاف بروح الحوار البناء من اجل تقريب المسافات واعادة اكتشاف المصالح المشتركة للفرقاء وهي عديدة, وتذليل العوائق التي ما زالت تحول دون عودة لبنان الى دورة حياته الطبيعية وانتظام عمل مؤسساته الدستورية التي ينبغي ان تكون محصنة ضد الخلل والفراغ".

كما علق الاتحاد على الانباء عن وجود معكسرات تدريب لعدد من القوى السياسية الموالية والمعارضة وتوزيع السلاح على المحازيين, فراى "ان الاوان قد حان بعد التجارب المؤلمة التي مر بها لبنان طوال سنوات الحرب للاقلاع عن الاحتكام الى السلاح وحصر استخدامه بالقوى الامنية الشرعية من جيش وقوى امن داخلي".

كما اعلن المجتمعون "ان اللجوء الى السلاح لحل الخلافات السياسية هو من المحرمات الوطنية" ودعا الاتحاد اللبنانيين عموما والمسيحيين خصوصا "الى الاتعاظ من عبر الماضي والاتحاد على يقين من ان القوى السياسية على اختلافها تعي دقة الوضع وخطورته، وبانها لن تنزلق في اتجاه مايريده اعداء الاستقرار في لبنان, ويأمل ان تتغلب الارادة اللبنانية الجامعة على محاولات ايقاظ الفتن والنعرات واسباب الفرقة من اجل تثبيت دعائم الوحدة الوطنية, وتوطيد ارادة العيش المشترك في لبنان الواحد لكل ابنائه".

 

رامبو والصبايا

عـماد مـــوســـى

الاثنين 8 اكتوبر 2007

قامت قيامة أهل المراجل  ولم تقعد على خلفية توقيف شابين من التيار الوطني الحر كانوا ضمن مجموعة تتدرب على حماية الوطن من ميليشيات المقدم وسام الحسن ، وصار على قوى الأمن أن تقدّم إعتذاراتها إلى الغضب الساطع  سعادة العميد شامل موزايا الذي اشرأب وهدّد بالويل والثبور وعظائم الأمور في لحظة ميكروفونية نادرة ولاقاه إلى ميدان التحدي المحامي ابراهيم كنعان الذي خرطش سلاح القانون وراح يمشط شمالاً ويميناً. تعددت الروايات  وتشعبت حول قصة رامبو والصبايا ، فالقيادي في التيار ألن عون قال في تصريح بليغ "صحيح أن السلاح حقيقي لكن الشباب يتسلون" وشهر إبن الجنرال الروحي  الدكتور نبيل نقولا سيف دون كيشوت ملوحاً به ضد اللواء ريفي والمقدم الحسن ولو واجهه الوزير حسن السبع في تلك الأمسية لما طلع الصباح عليه.

وخرج من هيئة أركان التيار من يقول إن الصور التي وُزّعت على الإعلام قديمة وكأن التدريب على قتال الشوارع كان مباحاً قبل سنة وحُرّم قبل أسبوع بالتمام والكمال. ولعل أهضم تفسير لصور رامبو والصبايا أن هؤلاء هم من المتطوعين لحماية الجنرال. واو. ومتى أصبح الجنرال يعتمد على  من هنّ بجمال "زينا" وسحر قوامها لرد الخطر عنه؟ ومتى أصبح جهاز حماية الجنرال نسخة طبق الأصل عن جهاز حماية العقيد القذافي؟

كل فرد، وكل نائب من سرايا التيار طلع بتفسير: واحد لم يرَ لا تدريبات ولا سلاح والقصة مفبركة ( نسي عويناته في المطعم) وواحد أكد  أن المتدربين نالوا ترخيصاً، وأسلحتهم مرخصة، والمنقل إن وُجِد أيضاً مرخّص. وواحد وجد بنشر صور التدريبات إستهدافاً سياسياً. وواحد إستغرب أن يشكل  سبعة أو ثمانية شباب خلية أمنية! وكأن الخلية تتألف من 700 عنصر! ومهما يكن من أمر هؤلاء الصبية "طرّيقي" البوزات مثل رامبو وأشباهه، المأخوذين بأفلام الأكشن  فهل كان على اللواء أشرف ريفي أن يقلّدهم أوسمة الشجاعة على إنهاء مناوراتهم الصبيانية بنجاح منقطع النظير؟ أو أن يقف على خاطر أولياء أمرهم السياسي. وبدلاً من أن يجد منظرو التغيير والإصلاح  سيناريو يقبله المنطق  إنبرى نجم التيار الساطع  متوعداً بأنه  سيلاحق من وزّع الصور من اللواء ريفي وطلوع، ومن اللواء ونزول حتى رتبة عريف درّاج. وكأن النجم ـ الفتى لا يتذكر من عَرَض الصورة المفبركة على محطة المنار في لقاء متلفز مع "سميي" عماد مرمل في كانون الثاني مما يدعو إلى التساؤل هل الجنرال من بيت فرفور أو من بيت عون؟ ورامبو من بيت مين بلا زغرة من الصبايا؟

 

لبنان ومنظور حزب الله : تقدمية .. بمفعول رجعي! 

إياد أبو شقرا (الشرق الأوسط) ، الاثنين 8 اكتوبر 2007

استوقفتني عبارة للصحافي الأميركي ـ اللبناني مايكل يونغ استهل بها تعليقه على كتاب «أصوات حزب الله: كلمات السيد حسن نصر الله» الذي نشر في صحيفة «التايمز» اللندنية يوم أول من أمس السبت. إذ قال يونغ «من الغرابة أن يحظى حزب الله (اللبناني) بتبني قطاع واسع من اليسار العالمي، لكن ليس سراً السبب في رضى العلمانيين المفترض بهم دعم القيم الإنسانية ضد القمع النيو كولونيالي على حزب اوتوقراطي ديني وثيق الصلة بكل من نظام رجال الدين في إيران والنظام السلطوي في سورية ـ والكلام ما زال ليونغ ـ. فالجانبان (أي حزب الله ومن يدعمه من اليساريين) يتشاركان في عدائهما للولايات المتحدة وإسرائيل بسبب القضية الفلسطينية». طبعاً، يونغ لم يكتشف البارود بملاحظاته هذه. لكنه اختار هذه الكلمات ليقدّم بها قراءته الناقدة، التي أنهاها بعبارة أقسى بكثير، هي أن الكتاب "يتكلّم عن عقل متفوق ومنهجي (عقل السيد حسن نصر الله) يدير اللعبة، لكنه يتكلم أيضاً عن رجل يقود رعيته إلى متاهة ليس لها منافذ».

بالأمس في ذكرى «يوم القدس»، وسط العد التنازلي لاستحقاق رئاسة الجمهورية في لبنان، وللمؤتمر الشرق أوسطي الموعود الذي يتوقع أن تشكل القضية الفلسطينية محوراً أساسياً فيه، اختار السيد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، أن يعلن موقف الحزب... بصوته وصورته، وليس عبر نوابه والناطقين الآخرين باسمه. لكن إذا كان اللبنانيون قد توقعوا من الأمين العام نقلة راديكالية باتجاه الحل، فإنهم سمعوا منه تأكيداً متجدداً لما غدا «ثوابت» الحزب. وهي ثوابت تتردد بصورة شبه يومية إما من شخصياته، أو أدواته، أو من القيادة السورية ووسائل إعلامها السورية واللبنانية، أو القيادة الإيرانية ووسائل إعلامها الإيرانية واللبنانية.

فعلى أرض الواقع، لا تباشير لتحوّل محسوس بالنسبة للاعتصام في قلب بيروت، ولا لوقف التجييش السياسي والإعلامي، ولا للتسليح والتدريب العسكري، ولا لخطط الاختراق الطائفي الممنهج. الخيار العلني الأول كما اقترحه السيد نصر الله على الأكثرية البرلمانية والموالاة هو «التوافق».

«التوافق» هنا كلمة تعني «تقاسم» منصب رئيس الجمهورية الذي بمجرد انتخابه ستصبح الحكومة من الناحية الدستورية في وضع المستقيلة حكماً. وبذا يسقط من يد الأكثرية البرلمانية ـ الممنوعة من مزاولة حقها الانتخابي داخل البرلمان ـ، آخر أوراق السلطة.

بلغة أكثر بساطة، ستفقد الموالاة أو الأكثرية إذ ذاك غالبيتها داخل مجلس الوزراء نتيجة استقالة الحكومة، في حين تحتفظ المعارضة برئاسة مجلس النواب (المعطِّلة لجلسات البرلمان)، مضافاً إليها رئيس جمهورية مرضيّ عنه من قبل المعارضة ومن يقف خلفها من القوى الإقليمية، وجيش فعلي لـ «حزب الله» أقوى من الجيش اللبناني النظامي.

«التوافق» بالنسبة لنصر الله أيضاً، كما قال، توافق على شخص من دون الحاجة إلى التوافق على برنامج، وهذا أمر ـ لعمري ـ لا يخلو من غموض.

فالمعارضة، وعلى رأسها حزب الله، تتهم الموالاة أصلاً بأنها عميلة لواشنطن وتل أبيب، وتصوّر بعض قادتها على أنهم «حاخامات»، وتعتبر الحكومة الحالية برئاسة فؤاد السنيورة بأنها «حكومة (السفير الأميركي جيفري) فيلتمان» ... فهل يؤدي انتخاب شخص ما، كائناً من كان، إلى تصفية القلوب وزرع الثقة وكبح «العملاء» وتثبيت الاستقرار في البلاد؟ أي «سوبرمان» هذا سينجح في طمأنة النظام السوري إلى نزاهة المحكمة الدولية التي ستنظر في جريمة اغتيال رفيق الحريري وغيرها من الجرائم التي اتهم السيد حسن نصر الله بالأمس إسرائيل بارتكابها، أو في إراحة بال البيت الأبيض إلى أن سلاح حزب الله لن يستخدم إلا للدفاع عن سماء لبنان وأرضه.. نصف المحروقة؟

أي أفلاطون .. أي بسمارك .. سيسوقه قدره العاثر إلى قصر الرئاسة ـ إذا دخله حياً ـ قادر على إرضاء الشراذم الطائفية اللبنانية التي تعرّضت على امتداد ثلاثة عقود لهيمنة الميليشيات ومغامرات «العسكر» النابوليوني وسطوة الدولة الأمنية وعملية غسل الأدمغة الإلهية؟

الخيار الثاني عند السيد نصر الله هو إجراء انتخابات رئاسية، لمرة واحدة عبر اقتراع شعبي مباشر، أو استفتاء الرأي العام عبر وكالات متخصصة موثوقة (!). وهذا الطرح بالمناسبة ليس جديداً من السيد، وهو يدرك قبل غيره أنه يحمل في طياته طابع التهديد والابتزاز أكثر منه طابع المخرج الديمقراطي المنطقي.

نعم .. السيد نصر الله يفهم أكثر من أي شخص تماماً مرتكز «التعددية» الطائفية، لأن هذا المرتكز كان سلاحه المعتمد لإسقاط الحكومة الحالية. وهو بعمله مع الرئيس نبيه بري على سحب الوزراء الشيعة من الحكومة كان يهدف لإلغاء دستوريتها بحجة افتقارها لتمثيل طائفة أساسية من طوائف البلاد. وبالفعل ما أن استقال الوزراء الشيعة حتى أخذ «حزب الله» وحركة «أمل» يصفان الحكومة بأنها فاقدة للشرعية وغير دستورية وغير ميثاقية.

فيا ترى لو وقفت طائفة رئيسية في البلاد بنسبة 80% إلى 90% ضد مرشح معيّن حاز في الاقتراع على 55% من مجموع الأصوات الشعبية، كيف سيتصرّف السيد نصر الله؟

هل سيعتبر انتخابه حالة غير ميثاقية وغير دستورية .. أم أن للطائفة الشيعية الكريمة وحدها حق «الفيتو» بينما لا حق مماثلاً للطوائف الأخرى؟

جانب آخر يستحق التوقف عنده .. هو هل يريد السيد نصر الله حقاً إجراء اقتراع شعبي في الوقت الذي تحتكر فئة واحدة من اللبنانيين السلاح .. أم أنه على استعداد لنزع سلاح حزب الله قبل الشروع في التحضير للانتخابات؟

وهل يجوز إجراء انتخابات بينما لا يوجد رقابة على مصادر تمويل الأحزاب (داخلياً وخارجياً) وسبل إنفاقها؟

وهل من العدالة إجراء انتخابات شعبية عندما ينحسر بعض الشعب؟ عندما تمتد طوائف على حساب طوائف أخرى تسد أمام أبنائها سبل الرزق فيهاجرون بلا عودة؟

ونصل إلى نقطة مثيرة أخرى أثارها السيد نصر الله في خطابه عن الاغتيالات.

السيد اتهم إسرائيل بارتكابها، وبصراحة، لا يحق لأحد تبرئة إسرائيل من ارتكاب جرائم سياسية، لاسيما إذا ما اخذنا في الحساب سوابقها العديدة سواء في لبنان أو تونس أو داخل الأراضي الفلسطينية. ولكن في المقابل، من قلة الموضوعية حصر التهم بإسرائيل، إذا كانت هناك أيضاً سوابق لجهات عربية يعرفها السيد نصر الله ونعرفها جميعاً. وأخوتنا الفلسطينيون بالخصوص أدرى من غيرهم بأن العديد من الاغتيالات التي طاولت قيادات فلسطينية في كل أنحاء العالم نفذتها أيد عربية، بل وفلسطينية مثل «أبو نضال». ثم أن لبنان شهد منذ عام 1977 عندما تولّت أجهزة الأمن السورية الشقيقة (بداية ضمن قوات الردع العربية) مهام الأمن فيه سلسلة من الاغتيالات البشعة لشخصيات بارزة، ومع ذلك ظل معظمها من دون كشف أو عقاب. وهو ما جعل البعض يتهمون دمشق على الأقل بالتقصير والتقاعس، إن لم يكن بالتورط في هذه الاغتيالات.

أكثر من هذا، إذا كان السيد نصر الله قد قرّر أخيراً أن يحسن الظن بساسة الموالاة.. ويقرّر أنهم على مسافة عداء كافية مع إسرائيل لتبرير إقدامها على قتلهم، ألا يستغرب يا ترى لماذا تعفّ الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ـ ما غيرها ـ عن تصفية نواب ووزراء سابقين ومناضلين أشداء في المعارضة يهددونها يومياً من على المنابر .. لكنهم مع ذلك يسرحون ويمرحون في ربوع الوطن من دون خوف أو حراسة؟!

لبنان اليوم، ومعه المنطقة على مفترق طرق خطير. وهو يزداد خطورة عندما تغيب عن الأذهان عمداً أو سهواً حقائق لا مفر من مواجهتها.

إن الشعارات الديماغوجية من أدعياء العروبة والنضال لن تحرر فلسطين .. ولن تخيف إسرائيل، بل ستدفع المنطقة باتجاه الصيغ الفيدرالية كحل وحيد معقول للتعايش. وكلما سمح بعض الانتقائيين في «تقدميتهم» لأنفسهم بمواصلة تخدير الجماهير فإنهم سيعطلون قدرتها على التفكير السليم، وعلى الشك، وعلى السعي العنيد إلى الحقيقة.

 

الوزير حمادة : نواجه خبرة اجرامية كبيرة ولا تقصير امنيا لبنانيا

السيد نصرالله اعطى سوريا اجازة للقتل بذريعة ان اسرائيل تقوم بذلك

تغيير الدستور لا يجوز اعتباطيا والفراغ ليس واردا والنصف +1 ابغض الحلال

جنبلاط لم يرفض التوافق بل التسوية القائمة على التخلي عن معايير الدولة

وطنية - 8/10/2007 (سياسة) أكد وزير الاتصالات مروان حمادة، في حديث الى محطة "الجديد" التلفزيونية، مساء أمس، أنه تخطى نفسيا وجسديا حادثة محاولة اغتياله، لافتا إلى "أن العزاء الكبير لآل أبو كروم لانه كان الشهيد الاول لهذه المسيرة الطويلة المدموغة بالدماء"، متمنيا "أن يتوقف هذا المسلسل الجهنمي الذي أطاح آخر ما أطاح النائب الشهيد الزميل أنطوان غانم".

وقال: "لا بد من تقسيم الاغتيالات الى قسمين: قسم كبير منها جرى في عهد الوصاية السورية الكاملة، ومنها تحديدا جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب الشهيد باسل فليحان وما تلاها من اغتيال لسمير قصير وجورج حاوي، ووقتها كانت لا تزال الاجهزة الامنية هي نفسها. وجرى القسم الآخر من الاغتيالات في فترة تفجر الحقد السوري على 14 آذار بسبب الانسحاب من لبنان. وفي الوقت نفسه، لم تكن الاجهزة الامنية استعادت عافيتها من أنامل وتسلل الاجهزة السابقة".

أضاف: "إن السلطة تتولى الآن مسؤولية التحقيقات بالتعاون مع لجنة التحقيق الدولية، ولا تقصير امنيا لبنانيا، بل نحن نواجه خبرة اجرامية كبيرة ومهنية عالية في مجال الاغتيالات، وبنية تحتية مفتوحة على العمق السوري تفسح في المجال أمام هذه الاغتيالات بأن تجري في هذا الشكل".

ودعا الى "اعادة قراءة تقارير لجنة التحقيق الدولية منذ انشائها، وخصوصا آخر تقارير القاضي سيرج برامرتس، وهي بدأت تدل على الجهة المصدرة للاغتيالات في لبنان، واقترن هذا التوجه بمجموعة من الادلة الاولية مبنية على الاسباب التي ادت الى هذه الاغتيالات والى التعاطي العام من الاطراف على اختلافها مع الاغتيالات وما تبعها بمطالبة بلجنة تحقيق ثم احراز المحكمة الدولية. والظن الاولي الذي كان اكيدا وجاء نتيجة تهديدات مباشرة اتتنا من الرئيس السوري بشار الاسد عبر الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ثم عبر الاجهزة المحسوبة على هذا الطرف".

وتابع: "تحدثت مع الرئيس امين الجميل مرارا منذ تصريحه عن عدم ارتياحه الى نتائج التحقيق في جريمة اغتيال النائب الشهيد بيار الجميل. والتحقيق لم يتوصل بعد الى نتائج نستطيع ان نعتبرها مرضية لا لعائلة الشهيد ولا لرفاقه ولا لكل 14 آذار. ومما زاد في شكوكنا ان السيارة التي تفضلت سوريا واهدتها الينا في حجة انها ضبطتها على طريق حلب وانها قد تكون ال"هوندا سي آر في"، تبين ألا علاقة لها بالسيارة التي استعملها المجرمون، بل هي هدية مفخخة جديدة. وهذا زاد في الشكوك، لأن سوريا ارادت ان تظهر التعاون الكامل مع التحقيق، علما اننا لم نكن على معرفة بهذه السيارة".

وأشار إلى أن الرئيس الجميل اجتمع بالقاضي برامرتس، وهو ينتظر تقدم التحقيق اكثر، وهذا حقه"، مذكرا بمضي ثلاثة أعوام على محاولة اغتياله، وقال: "الكثير من الادلة اختفت في تلك المرحلة، لكن هناك مسعى جديدا لانه مثلما قال الرئيس الجميل في تصريح له أمس، المنطقة التي جرت فيها جريمة اغتيال بيار، كما جريمة اغتيال النائب غانم، هي منطقة كانت ولا تزال مفخخة ببقايا الاجهزة الاستخبارية السورية".

وسأل: "أليست المربعات الامنية والمخيمات خارج المخيمات والقواعد الفلسطينية اسميا السورية فعليا كلها تحت سيطرة سوريا او حلفائها؟ اليس معظم الطاقم السياسي الحاكم محروم من التنقل في الوقت الذي يتنقل الباقون بكل حرية كأن الامان موجود عليهم، والتطمينات اتت اليهم ممن يقترف الجرائم. كل ذلك يطرح تساؤلات اساسية وردت في تقارير القاضي برامرتس". ودعا الوزير حمادة إلى "انتظار تقارير لجنة التحقيق نهاية السنة وقيام المحكمة الدولية وتعيين المدعي العام"، متسائل: "أليست هذه الحملة الكبيرة التي قادتها سوريا في الداخل وبالتعطيل في مجلس الامن، دليلا اضافيا على من اقترف الجريمة، وهو يخاف ان يمثل في قفص الاهتمام في هولندا؟".

وعن اتهام الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله اسرائيل باغتيال الشخصيات في قوى 14 آذار، قال: "احترنا مع السيد نصر الله او مع اعلامه، تارة نحن عملاء اسرائيل واميركا، وطورا نحن اهداف وضحايا الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية. نحن لا نبرىء اسرائيل، والتحقيق توسع الى كل المصادر المحتملة كالاصولية التكفيرية، وهناك تحقيقات جرت في هذا الاتجاه، وكذلك المصادر الاسرائيلية ومصادر عربية اخرى ومصادر دولية. وطبعا، يبقى معظم التحقيق لاسباب واقعية تتعلق بأسباب الجريمة وطرق اقترافها بالاجهزة السورية. ارتكب السيد نصر الله ارتكب خطأ كبيرا، لا اريد ان اسميه خطيئة، لانه بذلك اعطى اجازة للقتل لمن يريد ان يستمر في القتل بحجة ان اسرائيل تقوم بذلك، ولا حول ولا قوة لنا. كنا ننتظر من السيد نصر الله، وفاتحناه منذ عامين، بأننا نطلب منه التدخل لدى سوريا لتكف عن هذه الممارسات. وفي لقاءات طويلة بينه وبين النائب وليد جنبلاط في حضور وزير الإعلام غازي العريضي، وفي لقاء بينه وبيني، تحدثنا عن الامر، وهو لم يبرىء سوريا ولم يتهمها، لكن قال لننتظر الادلة. اما اليوم مع اقتراب المحكمة الدولية والنتائج النهائية للتحقيق الدولي فيطالعنا السيد نصر الله بموضوع اسرائيل".

وقال: "أتمنى ألف مرة ان تكون اسرائيل قد استهدفتني، ويحز في نفسي ان يكون شقيق في دمشق، مع ان هذا النظام شمولي مكروه حتى من شعبه، هو الذي استهدفني. ويهمني أن أرى (رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود) اولمرت في قفص الاتهام وليس آصف شوكت وبشار الاسد. ولكن هذا الامر يجب ان يكون مبنيا على براهين وادلة، ولا يكون اجازة لاستمرار القتل". اضاف: "السيد نصر الله لا يزال يريد تغطية سوريا، ويا للاسف تغطية القاتل. لانه لو كان الامر كما وصفه هو، واتمنى ان يكون هكذا وان يتوجه التحقيق الى احتمال آخر، فلماذا اعتكف الوزراء بعد اغتيال النائب جبران تويني؟ ولماذا استقالتهم عند التوجه الى مجلس الامن لطلب قيام المحكمة؟ هذه اسئلة اساسية وسياسية، لكن الاغتيال سياسي وليس لاسباب عاطفية او مالية".

وتابع: "اذا كان النظام السوري بريئا، لا يستطيع احد في لجنة التحقيق الدولية ان يركب ملفا له، ومن غير الممكن ان يأخذ هذا الملف مجراه امام محكمة دولية سيختار قضاتها من دول حيادية تماما، كالسويد والنروج وربما جنوب افريقيا، ودول صديقة لدولة سوريا. لكن ما زاد في الشبهات وجعلها تصل الى مرتبة التأكيد، الموقف السوري من المحكمة الدولية وهذه الاستماتة من حلفاء سوريا في لبنان. واذا كانت اسرائيل هي الفاعلة فليدعوا المحكمة تصل اليها".

واشار الى "القرار 1757 الذي انشأ المحكمة الدولية بعدما استقال الوزراء واغلق مجلس النواب واغلق المجال امام معاهدة بين لبنان والامم المتحدة، ربما كانت خففت من المواد الواردة في هذا القرار"، متسائلا: "الم يحظ هذا القرار باجماع الدول؟ الم تصوت الى جانبه كل دول العالم، بما فيها روسيا والصين؟".

وعن حديث السيد نصر الله عن مصادفة الاغتيالات مع القرارات الدولية او الخطوات المرتبطة في المحكمة، قال: "اسأل السيد نصر الله هل عند محاولة اغتيالي كانت هناك محكمة دولية ام كان هناك تمديد للرئيس اميل لحود والجنرالات الذين يتحكمون بالبلد، وكانت سوريا موجودة؟ هل عند اغتيال الرئيس الحريري وباسل فليحان والشهداء الاثنين والعشرين في 14 شباط 2005، كانت هناك محكمة دولية او كان قد طمس كل شيء لولا تحقيق دولي اولي تحدث عن ضرورة تحقيق متقدم؟. كذلك الامر بالنسبة الى سمير قصير وجورج حاوي ومحاولتي اغتيال الوزير الياس المر ومي شدياق. طلبنا المحكمة الدولية عندما طفح الكيل. لكن هل يخرج الوزراء بدل ان يكونوا معنا في المطالبة بالحق واحقاق العدالة، ويهربون من الحكومة اولا، ثم من الحوار وما اتفقنا عليه بالاجماع ويستقيلون من الحكومة ويغلقون مجلس النواب؟".

ولفت إلى أن "كلام السيد نصر الله مردود وغير مقبول"، متمنيا "أن تكون اسرائيل اقترفت هذه الجرائم، لكن لا يستطيع احد ان يقنعنا بأن ليس لسوريا يد اساسية بسبب موقف حلفائها من التحقيق والمحكمة". وعن زيارة النائب سعد الحريري لواشنطن وما قيل عن أن كلامه نعي للقاءاته مع رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، ذكر الوزير حمادة ب"ان النائب الحريري اتصل بالامس بالرئيس بري في جنيف، واتفقا على مواصلة الاتصالات فور عودتهما من الخارج". وقال: "لا الرئيس بري ولا النائب الحريري ولا الرئيس فؤاد السنيورة ولا نحن ولا (الرئيس) اميل لحود في استطاعتهم تغيير الدستور، بل هناك قواعد لتغييره. وليس هناك في لبنان من امكان لتغيير عشوائي او اعتباطي للدستور كما طرح السيد نصر الله. هذا امر يجب ان نضعه جانبا وليس في يد الموالاة ولا المعارضة. ومن الطبيعي ان يطرح النائب الحريري مرشحي 14 آذار كمرشحي توافق، وهما نسيب لحود وبطرس حرب. من يرى فيهما مرشحين صداميين ليقل لنا لماذا وعلام يبني ذلك؟ هل هما من اصحاب السوابق المليشيوية او الصدامية؟ اليسا من البرلمانيين الكبار؟ وهما يمثلان المسيحيين ولديهما قدرة على اعادة الوهج لرئاسة الجمهورية وعلى تواصل مع الرئيس بري وحتى مع "حزب الله" وبقية المعارضة".

وعما اشيع عن طرح النائب الحريري ترشيح النائب روبير غانم في واشنطن، قال: "النائب روبير غانم صديقي منذ 40 عاما، وهو عضو في 14 آذار، ووقع على كل العرائض التي وجهت الى الامم المتحدة او الى رئيس مجلس النواب. لم نسرب هذا الكلام الى الصحيفة التي نشرته، كما ان ما اشيع لم ينتج بلبلة في 14 آذار، بل دل على بلبلة في صفوف 8 آذار".

سئل: هل صحيح ان النائب غانم غير مقبول من النائب جنبلاط ومن الدكتور سمير جعجع؟ اجاب: "لم يضع احد فيتو على احد، ولكن من قدم ترشيحه باسم 14 آذار هما نسيب لحود وبطرس حرب. ننتظر ربما آخرين، وآنذاك لكل حادث حديث".

واشار الى ان "الهدف من التسريب جعل البلبلة قائمة بين مسيحيي 14 آذار، وخصوصا الموارنة للايحاء بأن الاختيار وقع على شخص معين، وان بقية المرشحين هم للاستعمال وللاستغلال، لكن الامر ليس كذلك. نحن متمسكون بنسيب لحود و(النائب) بطرس حرب، ولم يطرح (النائب) الحريري اي اسم في مباحثاته مع الاميركيين، وما اتفقنا عليه في آخر اجتماع لقيادات 14 آذار في قريطم قبل توجه النائب الحريري الى اميركا، ومنها إلى فرنسا ثم السعودية، اننا لن نطرح وخصوصا مع الاميركيين والاوروبيين اسم اي مرشح".

وعما اذا كانت الغالبية قد اخذت ضوءا للسير بالنصف زائدا واحدا، قال: "لم نطلب ضوءا اخضر من الاميركيين، وقناعتنا بان الدستور اللبناني يفسح في المجال في نهاية المطاف كأبغض الحلال، وكحل نهائي، ان نعتمد النصف زائدا واحدا بدل الفوضى او الفراغ او الحكومتين. وهذا قرار لن يتنازل عنه احد. انه ليس راهنا موضع تنفيذ لكنه ليس موضع تنازل. ما طرحه النائب الحريري هو ضمانات لدولة لبنان، وطلب مزيدا من السلاح للدولة وللجيش تحديدا حتى لا يلعب احد بين الجيش وقوى الامن، والتعجيل في المحكمة الدولية لوضع حد نهائي لهذا المسلسل الجهنمي".

وانتقد الوزير حمادة "التهديد والتهويل بالاحتلال والتكسير وكل المنطق الانقلابي، خصوصا لدى المعارضين الصغار"، وقال: "هؤلاء يهددون يوميا بأن الفراغ افضل من الانتخاب بالنصف زائدا واحدا، في حين ان الفراغ لا يبقى فراغا بل يملؤه احد. في العام 1988، ملأت الحكومتان الفراغ، وادى ذلك الى ما سمي بحرب تحرير، ثم ما عرف بحرب الالغاء وبحروب بين الشرقية والغربية، وصولا الى اتفاق الطائف، لكن بعد عام ونصف العام من المآسي. لذلك ان المجهول والفراغ هما الاخطر، ويعنيان فتح الباب امام مزيد من الاغتيالات لالغاء الغالبية. ومنذ لحظة انتهاء الانتخابات والخطة هي الغاء هذه الغالبية بكل الوسائل. لذلك لن نذهب الى ما بعد 24 تشرين الثاني من دون رئيس. المسيحيون والموارنة يريدون رئيسا، وكذلك لا يريد المسلمون ان يقبضوا على زمام الحكم ولا يريدون العودة الى كلام على تعديلات دستورية غير معقولة وغير منطقية وغير ممكنة، كالتي طرحها السيد نصر الله".

وسأل: "هل هناك بلد ينتخب رئيسا على اساس استطلاعات الرأي؟ اما بالنسبة الى الانتخاب المباشر من الشعب، فتعني تحول لبنان الى نظام رئاسي، وان نسمح لجميع المواطنين مقيمين ومغتربين بالانتخاب. ولا احد يجب ان يدعي ان لديه غالبية عددية، ولعبة الهيمنة لعبها يا للاسف على التوالي الدروز في القرنين ال17 وال18، ثم الموارنة و"طلعت في رأسهم"، ثم السنة بدعم بعض الانظمة العربية او تحت مظلة المقاومة الفلسطينية. واليوم هناك شريحة تدعي ذلك. والحقيقة ان سلاح العدد ليس في يد احد في لبنان"".

سئل: هل الارجحية للنصف زائدا واحدا او لرئيس توافقي او للفراغ؟

اجاب: "الاولوية للتوافق وللحوار وصولا الى شاطىء الامان، مع طرحنا مرشحين نعتبرهما وفاقيين. والفراغ ليس واردا عندنا، والنصف زائدا واحدا ابغض الحلال، لكن لن نترك الرئاسة تضمحل".

سئل: ما هو السيناريو لأبغض الحلال، خصوصا ان المعارضة لن تعترف به وسط مخاطر الفوضى؟

اجاب: "نحن لن نعود للفوضى الامنية وهي ليست واردة لدينا، وليس لدينا مربع امني. نحن نتطلع الى تدبير دستوري قبل نهاية الولاية لئلا يذهبوا بنا الى الفراغ لان سوريا لا تريد رئيسا او هي تريد رئيسا مواليا لها. قضية العودة الى بروفايل اميل لحود لن تكون. نريد رئيسا وفاقيا لبنانيا عربيا ديموقراطيا. الشرعية ستكون غالبة. ولن يستطيع احد ان يغلب بمنطق اقفال مجلس النواب والاغتيالات واقفال طريق بعبدا".

سئل: هل انتم في موقع الرفض للتسوية؟

قال: "النائب جنبلاط لم يرفض التوافق، بل رفض التسوية بمعنى اذا كانت التسوية هي التخلي عن كل معايير قيام الدولة اللبنانية وعودتها فهذا لا يستأهل ولا يستحق ان نضحي من اجله. والقضية ليست قضية اسماء، بل خيار بين عودة الدولة الى التعافي والتماسك والتوحد، ولا نقول بالغاء الطرف الآخر ولا نهدد بسحب سلاح المقاومة بالقوة، بل ندعو إلى حوار حول الموضوع. وفي النهاية، يجب ان تكون هناك دولة واحدة وسلاح واحد وجيش واحد وقضاء واحد، لا دولة متوزعة الصلاحيات بين المناطق والقوى السياسية. هذا هو الفارق بين التوافق حول لبنان واحد لا 10 لبنانات، وبين التسوية على استمرار الوضع الحالي: المربعات وقرار الحرب والسلم واقامة بنى تحتية لا علاقة لها بالدولة".

وعن زيارة النائب جنبلاط لواشنطن، قال : "النائب جنبلاط سيزور واشنطن بعد عرة ايام، وهو مدعو الى القاء محاضرة، وسيلتقي في واشنطن وفي نيويورك عددا من الشخصيات الكبيرة والرفيعة".

وعن ملف التسلح، أشار إلى ان "كل المعلومات التي وضعت امام مجلس الوزراء اخذت على محمل الجد، منها ما يتعلق ب"حزب الله" ليس كمقاومة بل كتنظيم يوزع السلاح على عدد من المليشيات التي تتغطى بعباءة المقاومة. وبالنتيجة، يجري تفريخ 20 ميليشيا، لنعود الى ما قبل الطائف. والتقرير تحدث عن تدريبات لحماية شخصية وشركات امنية لدى تيار "المستقبل"، لكنه ذكر انها من دون سلاح، وان بعض الافراد في بيروت اشترى سلاحا فرديا بعد احداث 23 و25 كانون الثاني.

وكذلك، سجلت في الجبل نزعة تسلح، وخاف الناس بعد ما حصل في الناعمة وصوفر، لكن المسألة توقفت نهائيا بأمر من النائب جنبلاط. ولم توجه القوى الامنية من مخابرات وفرع المعلومات، اتهاما الى "القوات اللبنانية"، تحدثوا عن الحزب القومي والتيار الوطني الحر وعن 800 مسلح. وشكل تكامل هذه المعلومات مادة في مجلس الوزراء لنتخذ قرارا تجاه الجميع. ونحن لا نريد ان نعود الى الفترة بين العامين 1973 و1975 عندما تفرج الجميع على التسلح وعلى توزيع الفلسطينيين السلاح على الميليشيات، كما يجري الآن بالنسبة الى المقاومة. ولما كان الفريق المسيحي يتسلح بذريعة ان الفلسطينيين انشأوا دولة داخل الدولة".

 

الرئيس بري شارك في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي في جنيف

وتحدث الى وسائل اعلام لبنانية وأجنبية عن الاوضاع والاستحقاق الرئاسي: لا أزال آمل أن مبادرتي ستأخذ طريقها الى النجاح رغم كل ما يحكى

أي ثنائية في لبنان تؤدي الى الخراب والرئيس الاقوى هو التوافقي

اتفقت والنائب الحريري على مواصلة ما باشرناه بعد العودة الى بيروت

يكفي أن يكون الرئيس العتيد لبنانيا حقيقيا لتتوافر فيه كل الصفات

وطنية- 8/10/2007 (سياسة) قال رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري في حوار مع عدد من وسائل الاعلام اللبنانية والعربية والاجنبية في جنيف انه "لا يزال يأمل خيرا بأن مبادرته ستأخذ طريقها الى النجاح، وانه متيقن، رغم كل ما يحكى ويشاع، ورغم الاجواء السلبية في اليومين الأخيرين، أن اللبنانيين في الوقت الصعب يعودون الى لبنانيتهم الصافية مئة في المئة". وأعلن أنه اتفق بعد الاتصال الذي تلقاه من النائب سعد الحريري على أن يواصلا ما كانا قد باشراه بعد عودتهما الى بيروت، وان رئيس "تيار المستقبل" أبلغه "أن ما كنا قد تكلمنا معا حوله لا يزال هو هو، وأنا سائر في الطريق نفسه، أي طريق التوافق، وان الرئيس التوافقي هو الاقوى".

وسئل خلال حديث الى تلفزيون ال NBN: أين وصلت الاتصالات بينكم وبين النائب سعد الحريري؟

أجاب: "بعد زيارة الاخ الشيخ سعد الحريري للولايات المتحدة، وابان اتصالاته هناك، كنت وصلت لحضور مؤتمر البرلمانيين الدوليين في جنيف، وبالفعل تلقيت اتصالا منه وأطلعني على أجواء زيارته لهناك، وأعتقد أن بعض التصريحات تعطي معاني أكثر مما حصل بحسب ما عبر لي، وكان الكلام صريحا ان ما نحن في صده في لبنان سنواصله عند عودته وعند عودتي الى بيروت ان شاء الله".

سئل: هل ستبدأون بطرح الاسماء بعد عودتكم الى بيروت في المرحلة المقبلة؟

اجاب: "بالنتيجة طبعا".

سئل: هل تبلغتم أي موقف جديد بالنسبة الى الاميركيين حول الاستحقاق الرئاسي؟

أجاب: "لم نبحث في هذا الامر خلال الاتصال بيني وبين الشيخ سعد، لكن الامر المطمئن انه قال إن ما نحن في صدده وما كنا قد تكلمنا معا حوله لا يزال هو هو، وأنا سائر في الطريق نفسه، اي طريق التوافق".

سئل: هل ما زلتم على تفاؤلكم بانتخاب رئيس في جلسة 23 الجاري؟

اجاب: "دائما تفاءلوا بالخير تجدوه. ان شاء الله. هذا لا يتوقف علي وحدي، بل على اطراف عديدين، لا بل لا يتوقف علي وعلى سعد الحريري فقط، بل على اطراف عديدين في لبنان. على كل القيادات اللبنانية ان تجتمع او ان تجمع على امر ما. بالنتيجة المبادرة هي التوافق على شخص رئيس، إذا لا بد من ان يحصل توافق من اكثر من طرف او طرفين او ثلاثة".

سئل: احياء الحديث عن القرار 1559، كيف تنظرون اليه في ظل الاستحقاق الرئاسي؟

اجاب: "هذه أصبحت فزاعة سخيفة. عندما يحصل انتخاب رئيس جمهورية، بقية المواضيع تكون ضمن القرار 1701. هؤلاء يتفلسفون علينا في موضوع القرار 1559. يكفي ان نقرأ بتمعن القرار 1701، لنرى أن مقدمة هذا القرار تشير الى القرار 1559، وبالتالي اصبح مضمون هذا الموضوع المتعلق باستراتيجية المقاومة وبسلاح المقاومة في لبنان يأتي ضمن اطار القرار 1701. لا احد في لبنان، وانا اعلنت ذلك في بعلبك واعلنه الان مرة اخرى، لا احد ضد القرار 1701. فلماذا يجب ان نخلق مشكلة من الارقام؟ لماذا نحاول ان نجمع ارقاما الان؟ في رأيي أنه بعد التوافق على انتخاب رئيس الجمهورية يكون القرار 1559 قد استنفد غاياته".

وردا على اسئلة عدد من وسائل الاعلام اللبنانية والعربية والاجنبية عن كيفية جمع رئيس الجمهورية المقبل لكل المواصفات المطلوبة: "يكفي أن يكون لبنانيا حقيقيا كي تتوافر فيه كل الصفات".

سئل: هناك من يقول ان الرئيس بري يريد القيام بصفقة شيعية سنية مع "تيار المستقبل"؟

اجاب: "لست في هذا الوارد ولا يمكنني ان اكون في هذا الوارد. في لبنان لا يمكن إلا ان ينجح التوافق بين جميع الاطراف. ان اي ثنائية، وهذا ما جرى منذ عام 1860، حتى ما قبل الاستقلال اللبناني، اي ثنائية لا يمكن ان تؤدي الا الى الخراب في لبنان. الامر الوحيد الذي ينجح هو التوافق، والرئيس الاقوى هو الرئيس التوافقي، ولبنان لا يمكن ان يحظى بازدهار على مر العصور الا عندما يكون هناك توافق بين جميع الفئات، وهذا لا يعني انه يجب الا يكون هناك دائما وحدة بين المسلمين المسيحيين. لنبان هو هذه الفسيفساء وهذه التعددية وهذه الموضوعية ضمن التنوع اللبناني الواحد، وبغير ذلك يكون لبنان كطبيعة ولكن لا يكون لبنان كانسان".

سئل: لكن هناك اغتيالات وانقساما سياسيا وثقافيا واخلاقيا على الطريق، وتتغذى هذه الانقسامات من اطماع خارجية ومن صراعات داخلية. هل يمكن لمبادرة نبيه بري ان تقف امام كل هذا؟

اجاب: "الحقيقة انني تقدمت بمبادرات عدة مع اطراف لبنانيين وعرب ودوليين عدة، وعندما لم يحالفنا الحظ أردت أن تكون هناك مبادرة لبنانية مئة في المئة. هذه المبادرة الاخيرة التي تقدمت بها خلال مهرجان بعلبك في ذكرى تغييب الامام الصدر هي مبادرة لبنانية مئة في المئة، ولقد حظيت حتى الآن برضى كل الناس من دون استثناء. وآخر احصاء في لبنان، حتى وفقا للطوائف، أثبت أنه لا يوجد طائفة واحدة أعطت هذه المبادرة اقل من خمسين او 55 في المئة، والبعض اعطاها تسعين في المئة و97 و99، ولكن ليس هناك من طائفة صغيرة ام كبيرة اعطتها تحت الخمسين. كذلك اوروبا كلها ايدت المبادرة وكذلك الفاتيكان. اما بالنسبة للولايات المتحدة الاميركية فانني اشعر بأنها مع المبادرة وضد المبادرة وعلى الحياد".

سئل: ماذا يعني ذلك؟

اجاب: "يعني انني ما زلت قلقا من تشجيع أي طرف في لبنان ليحاول ان يستفيد من هذا الامر ومن التدخلات الدولية، فيخرج عن هذا الاطار التوافقي، لان لبنان عندئذ يحترق ويكون في خطر شديد. ما زالت آمل خيرا بان المبادرة ستأخذ طريقها الى النجاح ان شاء الله، وانا متيقن بالرغم من كل ما يحكى وما يشاع، وبالرغم من الاجواء السلبية التي وردتني خلال هذين اليومين عن بعض الاطراف الذين قالوا كلمة من هنا وكلمة من هناك، أن اللبنانيين في الوقت الصعب يعودون الى لبنانيتهم الصافية مئة في المئة".

وحول الكلام عن القرار 1559 قال: "لا أدري لماذا يتكلمون. كأن هذا القرار يجب ان يكون سيفا مصلتا على لبنان، وكأن القرار 1559 اصبح كتابا مقدسا لا سمح الله عند العض ضد اللبنانيين. الامر بمنتهى البساطة. هذا القرار الظالم بحق لبنان هو بالاساس تدخل في الشؤون الداخلية للبنان، ومع ذلك نص على ثلاثة امور:

الامر الاول خروج القوات السورية من لبنان، وقد حصل ذلك. الامر الثاني انتخاب رئيس جمهورية في لبنان لانهم ضد التمديد كما قالوا، ولم يكونوا ضده قبلا، ولكن هكذا قالوا. والامر الثالث هو الذي يتعلق باستراتيجية المقاومة وبسلاحها. وإذا لم يحصل انتخاب بالتوافق بالنسبة الى رئاسة الجمهورية يبقى موضوع واحد لم يناقش هو موضوع استراتيجية المقاومة وسلاحها، وهذا الموضوع كان اللبنانيون يحاورون حوله في آذار 2006 عندما دعيت الى مؤتمر حوار، وكان هذا آخر البنود الذي نحاور بشأنه، وكنا في خطوات متقدمة. أتت بعد ذلك الحرب الاسرائيلية على لبنان في تموز 2006، ما الذي حصل؟ صدر قرار عن مجلس الامن الدولي هو القرار 1701 وفي متن هذا القرار تحديد اشارات الى القرارات السابقة ومنها القرار 1559 والقرار 1701 الذي يعالج موضوع المقاومة من منطلق تحرير باقي الاراضي اللبنانية. اذا عندما ننتخب رئيس جمهورية يصبح القرار 1559 غير ذي موضوع، لأن موضوعه الاخير يصبح ضمن إطار القرار 1701. ما هي المشكلة إذا؟ ولماذا الآن يقولون بالويل والثبور وعظائم الامور؟ هذا كلام يستغل الامور الداخلية للتفرقة بين اللبنانيين، ونحن غير متفرقين. نحن مع القرار 1701 ومع تطبيقه بحرفيته، وبالتالي ليس من حاجة الى تهديد. ولبنان تعود ان يتحمل التهديدات ولن يمر عليه ذلك".

سئل: يقولون ان نبيه بري هو الشخصية الاولى في العالم العربي؟

اجاب: "هل هذا مديح ام ماذا؟

قيل له: "طبعا مديح".

أجاب: "لا أعتقد هذا الامر. انا مواطن لبناني ادعي، لا بل ازعم انني انتمي الى لبنانيتي اولا وثانيا وثالثا، والى عروبتي احد عشر كوكبا وهذا شرف لي ان اكون مواطنا عربيا لا اكثر ولا اقل".

اجتماعات الاتحاد البرلماني

وكان الرئيس بري والوفد النيابي الذي يضم النائبين عبد اللطيف الزين وآغوب بقرادونيان قد شاركوا في افتتاح اعمال الدورة 117 للاتحاد البرلماني الدولي في مبنى الامم المتحدة في جنيف ظهر اليوم، برئاسة رئيس الاتحاد فرناندو كاسيني. وحضر الى جانب الوفد اللبناني سفيرا لبنان في سويسرا حسن رمال والامم المتحدة في جنيف نجلاء عساكر.

وقد صوت الاتحاد على اقتراحين، الاول من ايران والبحرين عن العراق والثاني من اندونيسيا عن الوضع في مينامار. وفاز الاقتراح الثاني كبند طارىء على اعمال الدورة.

وعلى هامش اعمال المؤتمر البرلماني الدولي، اجتمع الرئيس بري بكاسيني وعرض معه الشؤون التي تهم الاتحاد والتطورات.

واجمعت برلمانات الدول الاسلامية في اجتماع المجموعة البرلمانية الاسلامية الذي عقد قبل ظهر اليوم في مبنى الامم المتحدة في جنيف قبل افتتاح اعمال الدورة 117 للاتحاد البرلماني الدولي، على ان يترأس الرئيس بري الاجتماع الذي ناقش الاقتراح الايراني البحريني الموحد عن العراق في ضوء موقف الكونغرس الاميركي الاخير الذي دعا الى تقسيم العراق، وقد تبنت المجموعة العربية الاقتراح في اجتماعها امس.

وقال الرئيس بري: "ان الموضوع الديموقراطي والانساني الطارىء والملح هو ما يتعلق بالاقتراح المطروح. وانني اطرح السؤال التالي: كيف يجوز لسلطة تشريعية، أية سلطة تشريعية، ان تتدخل في شؤون السلطة التنفيذية؟ وفي هذا الاطار اريد ان اقول لماذا يتدخل الكونغرس الاميركي في حق من حقوق السلطة التنفيذية، مع العلم ان ليس هناك من حق لاية سلطة تنفيذية او تشريعية في اي بلد ان تتكلم حول حق من حقوق بلد آخر؟ كيف يمكن لاي برلمان في العالم ان يقول انني اريد تقسيم هذا البلد او ذاك البلد، هذا الامر يخيفني الان ويخيف اي بلد عربي او اي بلد مسلم. اية ديموقراطية هذه التي ترفعها علما من الاعلام الان كي نصل الى أمر آخر".

اضاف: "هذا الامر في منتهى الخطورة تماما، ان يأتي الكونغرس الاميركي، مع الاحترام للسيدة رئيسته التي قامت بزيارتنا في لبنان وكانت لنا احاديث مهمة في بداية توليها للسلطة التشريعية، ان تأتي وتتخذ قرارا في الكونغرس الاميركي بتقسيم اي بلد، فكيف الحال اذا كان يتعلق بتقسيم العراق. تقسيم العراق ايها السادة ممثلو الشعوب الاسلامية، هو تقسيم للعالم الاسلامي وخلق اسرائيليات في كل العالم الاسلامي، هذا الموضوع اكثر من خطير ويمس جوهر لا بل اسس النظم الديموقراطية في العالم. النظام الديموقراطي كلنا نعرفه منذ زمن مونتسكيو اذا لم يكن قبل ذلك، هو فصل بين السلطات، السلطة التشريعية شيء والسلطة التنفيذية شيء آخر، التعاون بين السلطات. انا لا ادري كيف يمكن ان يتقبل أي برلمان في العالم او اية دولة في العالم من برلمان آخر، ان يطالب بتقسيم هذه الدولة؟ هل يستطيع ان يتخذ برلمان في دولة قرارا بتقسيم بلاده فكيف الحال ان يأتي هذا التقسيم من الخارج؟".

وفي ضوء النقاش، تقرر الاجتماع مع رئيس البرلمان الاندونيسي لاخذ موقف موحد من البرلمانات الاسلامية حول الاقتراح المقدم في شأن العراق، مع العلم ان اندونيسيا كانت تقدمت باقتراح كبند طارىء عن الديموقراطية في مانيمار. وكذلك تقدمت بريطانيا باقتراح حول التغيرات المناخية. واقترح عدد من الوفود سحب الاقتراح الاندونيسي لتقوية حظوظ تبني الاقتراح الايراني - البحريني حول العراق في اجتماع الاتحاد البرلماني الدولي كبند طارىء.

وبعد اجتماع المجموعة البرلمانية الاسلامية، عقد اجتماع بين الرئيس بري ورئيس مجلس الشورى الايراني غلام حداد عادل انضم اليه لاحقا رئيس البرلمان الاندونيسي اغونغ لاكسونو والوفد البرلماني البحريني والامين العام للاتحاد البرلماني العربي نور الدين بوشكوج. وكانت المجموعة العربية عقدت امس اجتماعا حضره الوفد البرلماني اللبناني المرافق للرئيس بري ويضم النائبين الزين وبقرادونيان، وناقش المجتمعون الاقتراحين المقدمين من البحرين وايران حول العراق ووحدته لا سيما في ضوء ماصدر مؤخرا عن الكونغرس الاميركي. وبعد مداخلات الوفود المشاركة، تقرر دمج الاقتراحين في اقتراح واحد تبنته المجموعة العربية ليكون البند الطارىء في اعمال مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي.

 

 

تكتل"التغيير والاصلاح": مواقف الموالاة تؤشر الى نية مبيتة لخرق الدستور

نحذر السلطة من استخدام أدواتها الأمنية لقمع الحريات الحزبية والفردية

النائب كنعان : اللواء ريفي يتجاوز صلاحياته ويرتكب جرم إفشاء معلومات

لالتزام الدستور فالمناورات لا تجوز في السياسة ونحن منفتحون على كل لقاء

وطنية - 8/10/2007 (سياسة) عقد تكتل "التغيير والإصلاح" اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب العماد ميشال عون في منزله في الرابية، وتدارس الأوضاع العامة في البلاد. وعلى الأثر، صدر عن المجتمعين بيان تلاه النائب ابراهيم كنعان، جاء فيه:

"أولا: يرى التكتل أن المواقف التصعيدية الصادرة عن فريق الموالاة خلال عطلة نهاية الأسبوع، والتي أسقطت جو التهدئة قبيل نهاية شهر رمضان المبارك، والحدة التي اتسمت بها، إنما تهدف الى ضرب المساعي والمبادرات التوافقية، وتؤشر الى نية مبيتة للسير في خرق الدستور والعرف والميثاق بانتخاب رئيس من طرف واحد بالنصف زائدا واحدا أو بمن حضر.

لذلك، يحذر التكتل فريق الموالاة من الإقدام على هذه الخطوة المتهورة التي تدفع بالبلاد الى ما هو أشد خطرا من الفراغ الدستوري والفوضى العارمة والصدام الذي لا يفيد منه سوى أصحاب المشاريع التقسيمية في الداخل والمنطقة، مما يسقط صيغة العيش المشترك ولبنان الرسالة التي شدد عليها قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في الإرشاد الرسولي الخاص بلبنان.

ثانيا: في السياق عينه، وفي إطار التصعيد وتوتير الأجواء والتمهيد لافتعال أحداث أمنية وتقويض المساعي الوفاقية، يضع التكتل الحملة التي استهدفت "التيار الوطني الحر" باختلاق أخبار كاذبة وتلفيق اتهامات وتوقيف ناشطين على خلفية الزعم بإجراء تدريبات على السلاح، أثبت القضاء بطلانها بإطلاقه سراح الناشطين من هذا التيار.

إن التكتل إذ يسجل موقف القضاء اللبناني في هذا الشأن، يحذر السلطة من استخدام أدواتها الأمنية المعروفة لقمع الحريات الحزبية والفردية والعامة والدفع بموظفين عسكريين في الإدارة العامة إلى جرم إفشاء معلومات وتجاوز صلاحياتهم المنصوص عنها في القوانين والأنظمة المرعية الإجراء تسويغا لما قد تقدم عليه في إطار نهجها الاستئثاري التفردي الخطير.

ثالثا: حيال كارثة موجة الحرائق التي اجتاحت مناطق لبنانية عدة وأوقعت الأضرار والخسائر الفادحة بالأملاك العامة والخاصة، يطالب التكتل بتأليف لجنة تحقيق قضائية نيابية مشتركة للتحقيق في أسباب هذه الحرائق، وكذلك أسباب النقص في وسائل مواجهتها، وتقصير وزارة الداخلية في توفير هذه الوسائل والإمكانات، رغم تكرار هذه الكوارث موسميا. كذلك يطالب التكتل بتأليف لجنة لمعاينة الأضرار التي ألمت بمزارعي التفاح في جرود جبيل وكسروان والجبل والشمال والبقاع والجنوب، وإقرار التعويضات العاجلة والعادلة لهم لفقدانهم موسما يعولون عليه في معيشتهم ولقمة عائلاتهم".

حوار

ثم رد النائب كنعان على اسئلة الاعلاميين فسئل :كيف ترد على حديث اللواء أشرف ريفي لجريدة "الديار" يوم أمس، والذي أصر فيه على أن هناك تدريبا على السلاح في "التيار الوطني الحر" ذاكرا الأعداد؟

أجاب: "رد عليه القضاء، وكذلك أنا كان لي رد في جريدة "الديار" اليوم. وقلنا إن مشكلة اللواء ريفي ليست مع "التيار الوطني الحر" بل مع القضاء. أنا لا أفهم كيف أن موظفا كبيرا رفيع المستوى مثل اللواء ريفي، الذي من المفترض الا يكون عنده مواقف سياسية أو انفعالات، يتجاوز قرارا قضائيا وأصول المحاكمات الجزائية وقانون المطبوعات، ويقوم بإفشاء أولا سرية التحقيق ويخرقه، وثانيا يصدر قرارا عن المدعي العام. جميعنا ينتظر التحقيق، إذا كانت هناك أي مخالفة، نحن لا نغطي مخالفين. أما إذا كان القضاء أطلق سراح شباب وشابات "التيار الوطني الحر"، وقال إنه من جاج الى فغال لا وجود لهذه الاتهامات التي يتهموننا بها، فماذا يكون يفعل عندها اللواء ريفي؟ إنه يتجاوز صلاحياته ويرتكب جرم اسمه جرم إفشاء معلومات، ويتحول الى طرف سياسي في وقت هو على رأس جهاز أمني مهم جدا، علما أننا نعتبر أن هذا الجهاز مستحدث في شكل غير قانوني وغير شرعي، وهذا موضوع آخر.

إذا، أعتقد أن الرد أتى من القضاء ونحن نحتكم الى القضاء، وجيد أن في لبنان ما زال هناك قضاة حتى يشعر اللبنانيون بالأمان، وكي تكون هناك حقيقة إنصاف وعدالة ودولة في لبنان".

سئل: تحدثت عن نية مبيتة عند الأكثرية لانتخاب رئيس بالنصف زائدا واحدا، وحتى الآن موقف المعارضة من مواجهة تصعيد كهذا ليس واضحا بعد؟

أجاب: "موقف التيار الوطني الحر وتكتل التغيير والإصلاح واضح جدا. الانتخاب بالثلثين لأنه موقف دستوري وميثاقي، ولسنا نحن من اخترعناه. شرحنا في المرة السابقة أن هذا الأمر حصل حتى قبل الاستقلال، سنة 1926 من أيام الانتداب الفرنسي، كيف أن ميشال شيحا وقتها بحث الموضوع مع قانونيين وحتى مع المندوب السامي، لعملية اختيار رئيس الجمهورية، وأن يكون هناك الثلثين على الأقل".

وقال: "نحن مع الدستور والميثاق ومع عدم جعل الاستحقاق الرئاسي استحقاقا تقسيميا صداميا بين اللبنانيين، بل على العكس نحن مع أن يكون مخرجا وحلا لأزمة سياسية دستورية مستمرة منذ أكثر من سنتين، وقامت على خلفية عدم التفاهم بين اللبنانيين، وعبر التحالف الرباعي المشؤوم الذي أوصلنا في النهاية الى هذه الحال. لذلك، المطلوب اليوم بدل أن نفتش عما ستقوم به المعارضة وغير المعارضة، علينا أن نقول إن المناورات لا تجوز في السياسة الآن لا من هذا الطرف ولا من غيره. علينا جميعا أن نلتزم دستورنا وميثاقنا، وبالتوافق اليوم. فهل يؤدي نسف الجسور كما يحصل اليوم الى توافق؟".

سئل: هل وصلتكم معلومات عن نتائج لقاءات النائب سعد الحريري مع الرئيس الأميركي جورج بوش في نيويورك؟

أجاب: "كلا، لم تصلنا بعد النتائج، إنما كنا نتمنى قبل سفر النائب سعد الحريري ان يتمكن من تكوين تصور عما تريده المعارضة أو تصور لبناني- لبناني مشترك، لتسويقه في عاصمة قرار كالولايات المتحدة الأميركية وفي العواصم الآخرى التي سيزورها النائب الحريري. أما اليوم فماذا سيسوق النائب الحريري؟ أكيد أفكاره وأفكار الأكثرية. المطلوب اليوم أن تكون هنالك أفكار لبنانية مشتركة ورؤية لبنانية. وعندما نخرج الى عواصم القرار والمجتمع الدولي علينا أن نكون موحدين، لا أن نسوق لمشاريع مختلفة، لأن هذا أيضا سيعيدنا الى ما كنا عليه في الماضي، بمعنى تغذية التناقض والانقسامات بين اللبنانيين. هل هذا ما يؤمن مشروع الدولة؟ هل هذا يحمي السيادة؟ هل هذا يحمي الديموقراطية؟ هل هذا يخرجنا من الحل؟ أكيد لا".

سئل: هل تتوقعون زيارة النائب الحريري للرابية بعد عودته الى بيروت؟

أجاب: "بحكم الواجب والمسؤولية الكبيرة والخطر الذي نشعر به مع جميع المواطنين اللبنانيين، لا يمكننا الا أن نقول إننا منفتحون على كل لقاء. هذا الموضوع أساسي عند العماد عون وعندما اتصل به النائب سعد الحريري أكد على الأمر، وعندما أطلق مبادرته أيضا أكد عليه، إنما "إيد وحدة ما بتزقف".

سئل: بقراءة موضوعية، كيف تقرأون الخطاب الأخير للأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله؟

أجاب: "هناك ايجابيات في خطاب السيد حسن نصر الله، أولا تركيزه على التوافق. ثانيا رفضه التخوين فهو اعتبر أن الموالاة ليست حليفة لاسرائيل وأن الجميع مستهدف. طرح أفكارا ربما هي موضع خلاف بين اللبنانيين، طرح تعديل الدستور واستفتاء أو استطلاع. هذا جيد ويمكن أننا نتفق معه أو لا نتفق، ولكن هل يجوز أنه إذا أردنا التوافق، وإذا أردنا أن نقوم بحال وسطية في البلد ونصنع مشروعا إنقاذيا في لبنان، فيتم الحديث فورا بالسوري والإيراين والتخوين. ما أقوله إنه لا أحد مثل الآخر في لبنان، لا نحن ك"حزب الله" ولا "حزب الله" كتيار المستقبل، ولا تيار المستقبل كالحزب الاشتراكي. ليس من المفروض أن نكون مثل بعضنا البعض. يجب أن يكون هناك تنوع في الآراء، ولكن إذا رفضنا بعضنا بهذا الشكل ووضعنا بعضنا خارج النظام وخارج الاطار اللبناني وهذا أخطر، كيف سنتوصل الى تفاهم في نهاية المطاف؟. كانوا ينتقدون السيد نصر الله، أنه في فترة ما كان لدى "حزب الله" موقف من أن الموالاة هم حلفاء لأعداء لبنان، اليوم كان هناك شيء مميز بالكلام، في مسألة أن الجميع لبنانيون.

لا أحد يقول أن نعدل الدستور غدا، ولكن الا يحق لأحد أن يطرح أي شيء في هذا البلد الا ويصبح سوريا وايرانيا وأميركيا وسعوديا واسرائيليا؟".

وقال: "إذا أردتم حقيقة صنع في لبنان يجب أن يتكلم اللبنانيون مع بعضهم البعض. إذا أردتم صنع في لبنان، يجب أن تعرفوا ماذا يريد الشعب اللبناني. إذا أردتم صنع في لبنان لا تخافوا من الناس، ولا من الاستطلاعات. لا تخافوا من أي شيء. لا نعدل الدستور ولكن إذا استمزجنا رأي الناس، فلما لا؟ كيف تكون ديموقراطية ولعبة النظام اليوم هي التحايل على إرادة الشعب، إن كان في تقسيم الدوائر الانتخابية وإن كان في طريقة تركيب اللوائح وإن كان بعملية اختيار الرئيس. إذا كان اليوم هدف الموجود هو التحايل على إرادة الشعب، كيف نكون نفتش عن توافق وديموقراطية؟

سئل: هل الموالاة وحدها من ترتكب الأخطاء أم أن المعارضة أيضا تتحمل قسما من هذه الأخطاء؟

أجاب: "الجميع يخطىء ومن لا يعمل لا يخطىء، ولكن اليوم "غلطة عن غلطة بتفرق". هنالك ضرورة للتوافق، من الذي يقول إن التوافق خيانة، نحن؟ من الذي يقول إن التسوية خيانة، نحن؟ من الذي يقول سننتخب بالنصف زائدا واحدا، نحن؟ من ألغى المجلس الدستوري؟... هذا شيء أساسي. لذلك، المطلوب أن يلتقي اللبنانيون، وأن يفهم منا المجتمع الدولي كلمة واحدة، أننا نريد بلدنا، نريد أن يكون النظام السياسي اللبناني موحدا. نريد أن تستمر مؤسساتنا الدستورية، نريد أن يبقى الجيش جيشا، قوى الأمن قوى أمن تحفظ أمن جميع اللبنانيين والا تتحول الى أداة كما تحولت في الماضي أيام الوصاية السورية، ورأينا النتيجة. السياسيون نقلوا البارودة ودفع المنفذون الثمن.

لذلك هذه رسالة أيضا، علينا أن نتعظ من الماضي. لا أحد يحمي الا القانون وهذا الكلام موجه الى ضباط قوى الأمن، على قدر التزامكم القانون على قدر ما أنتم في حماية، فلا تهتموا للسياسيين ولرغباتهم".

سئل: هل يؤيد "التيار الوطني الحر" إجراء استفتاء شعبي حول سلاح المقاومة؟

أجاب: "لم لا؟. إذا أردنا وضع الاستفتاء الشعبي نقول إن هناك إجماع شعبي على عملية أن يكون هناك سلاح واحد، إنما نريد معالجة أسبابه، فمعالجة الأسباب توصلنا الى حل كل المشاكل. نحن مجمعون على أن هذا السلاح يجب أن يكون بيد الدولة ولكن نريد معالجة أسبابه ولهذا السبب هناك القرار 1701. ولذلك، هناك تفاهم أقيم على خلفية معالجة الأسباب والهواجس وكل شيء. أما وأننا لا نريد أن نسمع شيئا، ساعة نقول لهم ضعوا سلاحكم خارج التداول وانتخبونا ونحن معكم، وعندما تنتهي الانتخابات، يقال سلاحكم نريده غدا. "هذا لعب أولاد". هناك عملية بلد ومصير شعب، هذا السلاح والوضع المعقد والوصاية التي كانت موجودة، لسنا نحن من يتحمل مسؤوليتها. علينا أن نسعى مع بعضنا البعض لنرى كيف سنحمي هذا البلد ونخرج من هذا الوضع الذي نحن فيه، وهذه استراتيجية الجنرال ميشال عون".

 

الباحث والمفكر السياسي اللبناني يرى وجوب احتواء سلاح "حزب الله" فلا يكون سلاحا بيد فئة معينة

 سليمان تقي الدين: "أمراء الطوائف" يهيجون الجمهور ليحافظوا على مواقعهم وكل الأمور تشير إلى أننا في مسار تصادمي

 بيروت - صبحي الدبيسي:

رأى الباحث والمفكر السياسي سليمان تقي الدين, ان لبنان »لم يوفق بعد الى بناء الدولة, لان المشكلات التي يعاني منها, تحتاج الى ادوات لمعالجتها, والاداة الرئيسية للمعالجة هي الدولة, لكننا لم نبن بعد الدولة الجامعة التي تمثل جميع اللبنانيين», معتبرا ان »المشكلات تفجرت بعد الخروج السوري, حيث وجد اللبنانيون ان عليهم ادارة امورهم بانفسهم, وهناك مسائل خلافية في ما بينهم, وكانهم ذاهبون الى مسار تصادمي". وشدد على "ان تطبيق اتفاق "الطائف" بما في ذلك »مجلس الشيوخ« يشكل ضمانة اساسية يمكن معها الحديث عن تجاوز الحال الطائفية. وبالتالي افساح المجال لقيام نظام ديمقراطي حقيقي, فالكل شركاء في هذا الخلل«.

كلام تقي الدين جاء في سياق حوار اجرته معه "السياسة" اتهم فيه "بعض القوى الاقليمية والدولية بانها ما زالت تعمل لخربطة الوضع في لبنان, وان بعض اللبنانيين يسهلون مهمة هذا التدخل الخارجي", متسائلا "ماذا يمنع اللبنانيين من الجلوس الى طاولة مفاوضات وحوار حقيقي ليتوافقوا في موضوع رئاسة الجمهورية", متهما "امراء الطوائف بتهييج الجمهور وتعبئته للاحتفاظ بمواقعهم«.

وراى تقي الدين "ان العلاقة بين لبنان وسورية يجب ان تكون بين دولتين, وليس بين احزاب وجهات وفئات معينة", معترفا بوجود »خطا في مسيرة العلاقات اللبنانية ¯ السورية, وان سورية في السنوات الثلاثين الماضية ادارت الازمة اللبنانية على طريقة الوصاية ولم تدرها على طريقة بناء الدولة المستقلة", ومقترحا "معالجة موضوع سلاح المقاومة بسياسة الاحتواء الوطني, كان يدمج السلاح في مشروع وطني والا يكون سلاحا في يد فئة معينة".

واكد "ان الفريقين السياسيين يتنازعان على السلطة وليس هناك من تصور لبناء حلول توحيدية للوطن ولمشروع بناء الدولة", معتبرا ان "العدوان الاسرائيلي الاخير على سورية سيناريو استكشافي لدور اسرائيل في عملية ضرب ايران وما هي خطوط العبور الاقرب لهذه المهمة".

وابدى تقي الدين تشاؤما ازاء امكانية ايجاد حل للازمة الراهنة, "نظرا للدور الاميركي الذي يعتبر المناخ اللبناني جزءا من مكاسبه في المنطقة, ولا يريد ل¯»حزب الله« وللمعارضة تحقيق اي انجاز, لانه اذا ما حصل فراغ في الرئاسة, فان لبنان قد يتعرض لهزات امنية, تطيح بدور المسيحيين في الشرق الاوسط", وقال: "السعودية وايران تخشيان من امكانية اندلاع نزاع مذهبي سني-شيعي, والاميركيون ما زالوا يسعون لمنع حصول تسوية".

وفيما يلي نص الحوار:

* اية دولة, لاي شعب, واي لبنان, في ظل هذا الخلاف القائم بين السياسيين, والى اين تتجه الرياح السياسية على ابواب الاستحقاق الرئاسي?

o المشكلة الحقيقية, اننا لم نوفق بعد الى بناء الدولة في لبنان, والمشكلات التي نواجهها, بدءا من المشكلة الامنية في الجنوب وسلاح المقاومة, ومشكلة العلاقات السورية ¯ اللبنانية, وهي مشكلة حقيقية, او علاقات الطوائف بعضها ببعض فضلا عن المشكلات الاقتصادية والاجتماعية. كل هذه المشكلات تحتاج الى اداة لمعالجتها, والاداة الرئيسية للمعالجة هي الدولة.

كذلك نعاني مشكلة النظرة الى المسالة الدفاعية في الجنوب وكانها مسالة طائفة معينة فيما الاخرون لهم راي اخر فيها. والعلاقة اللبنانية ¯ السورية وكأن فريقا من اللبنانيين يريد ان يحلها على طريقة معينة, وفريقا اخر يرى عكس ذلك,  وفي المسائل السلطوية: الشراكة والعلاقات والتوازنات الطائفية ايضا لكل فئة رأيها ونظرتها في الحكم... وفي ادارة شؤون الحكم, اذا كل هذه المشكلات تتمحور عند نقطة اساسية, اننا لم نبنِ الدولة الجامعة التي تمثل جميع اللبنانيين, والتي عليها ان تتصرف, في الامن الوطني وفي الدفاع, وفي العلاقات الخارجية وفي السياسات الاقتصادية والاجتماعية وتشكل اطارا لمشاركة اللبنانيين.

هذه المشكلات كلها تفجرت بعد خروج السوريين من لبنان لاسباب عدة اهمها, ان لبنان كان خلال 15 سنة في الحضن السوري, وتحت وصايته. فوجد اللبنانيون بعد خروج سورية ان عليهم ادارة شؤونهم بانفسهم, في ظل مسائل خلافية كبيرة, انقسموا حولها مجددا, وللاسف الشديد لا نجد القيادات على مستوى المرحلة, كرجالات دولة يستطيعون ان يستكشفوا نقاط التلاقي بين اللبنانيين, ليعالجوا المشكلات بروح وفاقية بدلا من الذهاب الى مسار تصادمي.

مساوئ النظام الطائفي

* هل يفهم من كلامك ان لبنان دولة غير قابلة للحياة وغير قادرة ان تحكم نفسها بنفسها, وهل هناك مجال لقيام دولة مركزية كسائر الدول في العالم?

o الجواب البديهي "نعم", شرط ان يكون اللبنانيون لبنانيين, بمعنى ان يكونوا متساوين بالحقوق والواجبات, لكن نظامنا الطائفي خلق تفاوتا بين الطوائف والمجموعات, وخلف امتيازات لبعض الفئات وحرمانا للفئات الاخرى, وحول المؤسسات الدستورية الى مؤسسات مذهبية وشخصن هذه المؤسسات بما يعقد المشكلة اللبنانية.

نعم يستطيع اللبنانيون ان يحكموا انفسهم, شرط ان يبنوا قاعدة مواطنية, على اساس التساوي في الحقوق والواجبات, هذا ما وعد به "الطائف", عندما قال يجب تخطي الطائفية بعد سنتين من اقرار الاصلاحات السياسية والدستورية ومن انتخاب اول مجلس نيابي على اساس المناصفة, تطمينا للمجموعات الطائفية. وبالتالي تطبيق "الطائف" بكل مفاصله بما في ذلك »مجلس الشيوخ« يشكل ضمانة اساسية يمكن معها الحديث عن تجاوز الحال الطائفية, ويفسح المجال لقيام نظام ديمقراطي حقيقي, الاكثرية تحكم والاقلية تعارض... للاسف ليس هذا  واقع الحال عندنا, لاننا في نظام سلطوي تتقاذفه المجموعات الطائفية وتتصرف على اساس ادوارها المذهبية وليس على اساس المعايير الديموقراطية.

* كيف ترى المشكلة في لبنان, في الطائفية ام في "الطائف"?

o المشكلة في الطائفية: ف¯"الطائف" اصلا قدم لنا نظرية لبناء الدولة, لم يتم تحقيق الجزء الاساسي منها لقد تم انجاز التسوية بما يتعلق بتوازنات السلطة, ولا سيما السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية, اما الاصلاحات الاساسية في "الطائف" التي تمهد لخلق مناخات جدية وافقية بين اللبنانيين وتطويرية واصلاحية للنظام السياسي فلم يتحقق منها شيء. مثال ذلك اللامركزية الادارية, وهي مسالة مهمة لراحة الجماعات واشعارها بالطمانينة في مناطقها ولتقريب مسالة التنمية منها, وموضوع التنمية المتوازنة والاصلاح الاداري ودور المجلس الاقتصادي الاجتماعي والسلطة القضائية المستقلة.

* من برايك الجهة التي لا تريد تطبيق "الطائف"?

o لا نستطيع ان نحمل جهة بعينها هذا الخلل, الكل شركاء في هذه الازمة القائمة في لبنان, ولا تقع المسؤولية على فريق معين. المسالة هي شراكة بين جميع الفئات التي كل واحدة منها تحاول ان »تشد اللحاف« الى جانبها, يجب ان تتواضع تلك القوى السياسية وان تفكر بمصير اللبنانيين وان تتهيب من مصير الحرب ومسار الحرب الاهلية وتجاربها المريرة وان تقبل على الاصلاح في سبيل ايجاد خطة لبناء هذه الدولة. فخارج الدولة لا مجال للحياة لاية فئة من اللبنانيين.

* البعض يتهم امراء الطوائف بتاجيج الخلافات بين طوائفهم للابقاء على امتيازاتهم, هل المشكلة داخلية ام ان للتدخلات الخارجية دورا اساسيا في تاجيج الصراعات الداخلية?

o كلنا يتذكر ان البعض في الحرب الاهلية كان يتذكر حروب الاخرين على ارضنا, لا شك ان المسالة الفلسطينية والمسالة القومية والصراعات الاقليمية لعبت دورا كبيرا في الحرب الاهلية, ولا شك ان القوى الدولية والاقليمية ما تزال تلعب دورا كبيرا ومهما, لكن المسؤولية هنا تبقى على اللبنانيين الذين يسهلون هذه المهمة لقوى الخارج, فلو اقدم اللبنانيون على تنفيذ مخطط بناء دولة متساوية الحقوق والواجبات بين اللبنانيين, لما كان للخارج مثل هذا الدور. لناخذ مثلا على ذلك, معركة رئاسة الجمهورية اذا تواضع اللبنانيون وجلسوا الى طاولة مفاوضات وحوار حقيقي, وتوافقوا على ان الحكم يجب ان يكون شراكة في ما بينهم, والقوى المنقسمة في البلد تكاد تكون متوازية, فاذا من المفترض ان لا خيار لاي منهم ان يجرب وسائل القوة لقهر ارادة الاخر, بل ان يتشاركوا لحل هذه المشكلة. لكن القوى السياسية الان مجموعة امراء وطوائف تهيج الجمهور للاحتفاظ بمواقعها السياسية ولتنفيذ ارائها السياسية, بالاضافة الى العناد والمكابرة.

علاقات بين دولتين

* ما السبيل لاقامة علاقات صحية وصحيحة مع سورية?

o اللبنانيون لا يريدون الا علاقات طبيعية مع سورية, لا يريدون العداء معها, لان العلاقة بين لبنان وسورية يجب ان تكون بين دولتين وليس بين احزاب وجهات وفئات مهما كانت. لذا يجب ان يتوجه اللبنانيون الى بناء علاقات ثقة بين لبنان وسورية تقوم على احترام استقلال كل من البلدين ¯ لان العلاقة السورية  ¯ اللبنانية اليوم لا يحكمها قوانين, بل تحكمها المصالح السياسية لكل الفرقاء.

* عندما يتهم الرئيس السوري فريقا من اللبنانيين بانهم »منتج اسرائيلي«, ما الضامن اذن لهذه العلاقات التي تتحدث عنها?

o هنالك خطا في مسيرة العلاقات السورية ¯ اللبنانية, فمنذ نشأة البلدين هناك علاقات غير سوية, والمسؤولية مشتركة فالخلاف لا ينشأ من جهة واحدة. في فترة من الفترات كان لبنان يشكل موئلا لبعض قوى المعارضة للنظم  السورية المتعددة, كان في سورية حكام يريدون التدخل المباشر في الشؤون اللبنانية. هذه الازمة تاريخية لان سورية ادارت لبنان على طريقة الوصاية, ولم تدره لبناء دولة مستقلة لبنانية واورثتنا مشكلات, قومت فرقاء على فرقاء اخرين, وقد انقلب البعض عليها اخيرا بحكم التحولات السياسية الجارية في المنطقة.

* البعض يعتقد ان الدخول الايراني الى جانب سورية و»حزب الله« بالتحديد هو الذي قلب المعادلة لجهة استقواء فريق على اخر, من خلال التمسك بالسلاح والعمل على اقامة دولة ضمن الدولة?

o مشكلتنا في لبنان اننا نرى الامور بخواتيمها وبنتائجها قبل ان نعالج اسبابها. ظاهرة المقاومة وسلاح المقاومة انتجت منذ عشرات السنوات بسبب الفراغ الذي اوجدته الدولة اللبنانية نتيجة اهمالها لموضوع الجنوب, وللسياسة الدفاعية, نشات المقاومة وحققت انجازات وطنية كبيرة, والان ناتي لنقول للمقاومة ان سلاحكم مناقض لمفهوم الدولة الواحدة ولاحتكار الدولة للسلاح, هذه حقيقة, ولكن كيف نعالج تلك المشكلة, هل نعالجها بصدام ام نعالجها بسياسة الاحتواء الوطني. المطلوب اذا احتواء هذا السلاح في مشروع وطني, ان لا يكون سلاحا في يد فئة طائفية معينة, او اداة من ادوات الخارج للداخل اللبناني.

* لكن »حزب الله« يرفض حتى مجرد البحث في موضوع السلاح, فمع من نقيم حوارا?

o لا اعتقد ان احدا يحق له ان يرفض الحوار, و»حزب الله« اعلن ان مسالة السلاح قابلة للحوار, وان السلاح ليس مؤبدا, ولا يمكن لاحد ان يقول هذا الكلام, الا ويكون قد لجأ الى موضوع تقسيمي, منفصل عن مشروع لبنان ومشروع الدولة. »حزب الله« يطالب بسياسة دفاعية تؤمن الدفاع عن الجنوب, ومستعد للحوار في موضوع السلاح. وهذه المسالة حيوية وجدية وضرورية. يجب ان يقبل اللبنانيون على بناء سياسة دفاعية لاستيعاب هذا السلاح.

* ما ملاحظاتك على اداء فريقي الصراع اللبناني?

o المشكلة المطروحة هي ان هناك صراعا على السلطة بين الفريقين وليس هناك تصور لبناء حلول توحيدية للوطن ولمشروع بناء الدولة. الكل يكابر بشعارات تكاد تكون لا علاقة لها بالمواطنين, السيادة والاستقلال, والمحور الايراني, والمحور الاميركي واسرائيل والجميع يتجاهل ويتناسى مشكلة الناس الحياتية ومشكلتهم الاقتصادية ومشكلة الهجرة والبطالة, والتعليم, ومشكلة حقوق المواطنين في المشاركة السياسية, ومشكلة قانون عصري للانتخاب, وقانون يؤمن السلطة القضائية المستقلة والعدالة.

لبنان ورقة أميركية

* الى ماذا يؤشرالخرق الاخير الذي نفذه الطيران الاسرائيلي للاجواء السورية?

o المنطقة الان في تنافس حاد وفي سباق بين الحرب والسلم, وفي لحظات يرتفع منسوب الحرب الاقليمية, ثم ينخفض, لذلك الاستنفار العسكري السائد في المنطقة اقليميا ودوليا يولد ضغوطا باتجاه بعض الحلول السياسية. وما حصل في الايام القليلة الماضية هو محاولة اسرائيلية لاستكشاف واستطلاع الامكانات السورية بعدما قيل عن حصول دمشق على اسلحة حديثة  وان سورية تستعد لعمل عسكري ما. والبعض يقول ان الاختراق الاسرائيلي للاجواء السورية قد يكون نوعا من سيناريو استكشافي واستطلاعي لدور اسرائيل في امكان ضرب ايران وما هي خطوط العبور الاقرب لمثل هذه المهمة.

* ما دور الوساطات والموفدين .وبتقديرك هل يعبر لبنان هذه المرحلة الدقيقة بسلام دون مشاكل?

o للاسف حتى اللحظة انا متشائم من امكانية ان يتفق الفرقاء على التسوية السياسية الراهنة, بالنظر للدور الاميركي, الذي يعتبر الموقع السياسي اللبناني جزءا من اوراق القوة التي لديه, ويعتبر الفريق الحاكم صديقا له ويعتبر التجربة اللبنانية والمناخ اللبناني جزءا من مكاسبه في المنطقة, في حين اذا درسنا المنطقة في العمق ليست كذلك. الا ان الاميركيين ينظرون للمنطقة على هذا النحو ويمارسون هذه الضغوط, ولا يريدون ل¯»حزب الله« وللمعارضة ان تحقق اي انجاز معنوي بهذا المعنى وبالتالي يمارسون لعبة تعطيل الحلول السياسية, في حين ان هناك ضغوطا اوروبية جدية كبيرة جدا ستكشف خطورة المصير اللبناني اذا ما حصل خلل اساسي بالنسبة للرئاسة سواء بالفراغ او بحصول انتخابات غير مبنية على قواعد دستورية فلبنان هو المنطقة التي يمكن ان تتعرض الى هزات امنية وقد تطيح بدور المسيحيين في الشرق الاوسط فلبنان اصبح مع الاسف الشديد بعد ظاهرة "فتح الاسلام" احدى جبهات الارهاب الممتدة الى اوروبا وهناك خطوط تماس, والاوروبيون يتيهيبون من هذا الموضوع, فضلا عن ان السعودية وايران تخشيان امكانية اندلاع نزاع مذهبي سني-شيعي ... كل هذه الدول تقوم بمبادرات لاحتواء الازمة في لبنان لايجاد مخرج على اساس التوافق, لكن الاميركيين ما زالوا يضغطون لمنع ايجاد مثل هذه التسوية.

* هل طمأنك حديث الرئيس بري الاخير?

o طمأنني بانه لا يزال يسعى الى ملاقاة هذه المبادرات التي تحدثت عنها محليا ودوليا, وطمانني لانه يصر على مسالة الوفاق, والوفاق في رئاسة الجمهورية مهم جدا, لان رئيس الجمهورية في لبنان ليس له صلاحيات تنفيذية, فمن طبيعة اي رئيس جمهورية سيأتي ان يكون وفاقيا, له دور الحكم بين المؤسسات, ودور الراعي لهذه المؤسسات وليس سلطة تنفيذية.

* اخيرا كيف تتصور الحلول?

o اريد توجيه نداء حار الى اللبنانيين, الامور الجارية من صراعات لا تستحق كل هذه المعاناة, لان القضايا السياسية المختلف عليها لا تستحق كل ذلك, فماذا يمكن رئيس الجمهورية ان يفعل, ماذا يمكن له ان يغير من معادلات ومن معطيات, ومعركة الرئاسة لا تحتاج لمثل هذه المدة, ليفكر اللبنانيون اكثر فاكثر بمصير بلدهم, وان ياتوا الى تسوية كمدخل لاشاعة اجواء تهدوية في البلد, اشاعة مناخ وفاقي يمكننا من بحث مشكلاتنا, التي لا احد ينكرها, بروح من الحرية والنزاهة, وبالتالي نستطيع ان نقبل على مشروع بناء الدولة لكل اللبنانيين.

 

جبهتا الهضبة المحتلة على أهبة الدخول في مواجهة عسكرية

 إسرائيل تسخّن الجولان استعدادا لـ "حرب جماعية" وسورية تستثمر التصعيد في خلط أوراق إقليمية

 القاهرة - محمد ابو الفضل: السياسة

انتهى فصل الصيف, ولم تقع الحرب على الجبهة السورية, برغم قرع طبولها في اسرائيل وغيرها من الدوائر الاقليمية. ولا يعني ذلك استبعادها تماما, فهناك اوساط سياسية متعددة تعتقد انها واقعة لا محالة, لان غالبية المؤشرات والتحركات الاسرائيلية تدعم احتمال الحرب, لاسباب تكتيكية وربما ستراتيجية. وقد افادت تقارير مختلفة ان المجلس الوزاري المصغر الاسرائيلي عقد ستة اجتماعات في اغسطس الماضي لمناقشة سيناريوهات المجابهة المحتملة مع سورية. وتعمدت الدولة العبرية التضخيم من حجم الاستعدادات العسكرية السورية, لتبرير تحركاتها ومناوراتها ووضع خصمها تحت ضغوط متواصلة. لذلك بدات تنتقل جبهة الجولان من الهدوء الحذر الى التسخين, واخذت معادلتها الامنية تتغير وتاخذ اتجاهات غير معهودة, وجاءت الغارة الجوية التي شنتها مقاتلات اسرائيلية على احد المواقع السورية في السادس من سبتمبر لتزيد هذه المعادلة تعقيدا.

واخيرا سادت تخمينات وتكهنات وتوقعات عدة بشان الحرب المحتملة بين سورية واسرائيل, وكان الخلاف الرئيسي في نظر كثير من المراقبين يكمن في من يمسك بزمام المبادرة. ففي الوقت الذي ذهبت بعض التقديرات العسكرية الى ان اسرائيل ستقوم بالضربة الاولى, استنادا لميراث طويل في الحروب التي كسبتها, لم تستبعد بعض الاوساط الامنية اقدام سورية على خطوة من هذا النوع, سواء بسبب الضغوط والاستفزازات السياسية,او لاعتبارات وحسابات عسكرية, او حتى رغبة في خلط الاوراق الاقليمية والهروب من استحقاقات قاسية.

انسداد أفق المفاوضات

لكن الواقع ان هناك مجموعة من الاسباب ادت الى اظهار المشهد على انه قاب قوسين او ادنى من الانزلاق الى الهاوية العسكرية, ابرزها طبيعة المعادلة التي تقوم بين اسرائيل وسورية, فهي من المعادلات الرياضية الصفرية التي يمثل مكسب اي طرف فيها خسارة مؤكدة للطرف المقابل. وفي معظم الاحيان تكون فرص حلولها السلمية ضعيفة. كما ان ارتفاع درجة الجهوزية المسلحة بطريقة لافتة على كل جانب تعزز هذا التوجه, خصوصًا ان كلا منهما لديه اعتقاد جازم بأن الاخر يمثل اكثر التهديدات الامنية خطورة على امنه. ناهيك عن تباين التوجهات السياسية وتباعدها بصورة واضحة حيال مجموعة كبيرة من قضايا المنطقة

ويفسح انسداد افق المفاوضات لاسترداد الاراضي السورية سلما المجال امام الطريق العسكري, فاذا كانت دمشق نجحت في الحفاظ على برودة جبهة الجولان طوال العقود الماضية, فان الموقف الان يبدو صعبا, في ظل اعلان اسرائيل صراحة عدم قبولها التفاوض مع سورية على اساس القرارات الدولية التي تفرض عليها انسحابا تاما, وتسكين الجبهة اللبنانية بعد تعزيز قوات اليونيفل في الجنوب, وتجربة »حزب الله« وما خلفته من ايجابيات في الذهنية العربية, مما يفرض على سورية ان تكون على المستوي ذاته.

لذلك اصبح الموقف صعبا امام القيادة السورية على صعيدي السلم والحرب. فالمؤشرات الحالية على مستوي السلام لا تتواءم اطلاقا مع التطلعات السورية. وتؤكد خبرات التجارب التفاوضية ان الوقت يعمل لمصلحة اسرائيل ومن يراجع القرارات والمحادثات والاجتماعات في هذا الاطار يتيقن من هذه الحقيقة. كما ان الزاوية المحشورة داخلها دمشق لا تشي بامكان ممارسة اي ضغوط اقليمية او دولية على اسرائيل لحثها على القبول بصيغة عادلة للسلام. بمعنى ان الامور معقدة بما لا يسمح لدمشق بالوصول لتسوية سياسية مرضية.

اما عسكريا, فيكشف ميزان القوي ميلا واضحا لمصلحة اسرائيل, وان اي حرب نظامية تخوضها سورية ستتعرض فيها لخسائر كبيرة. وحتى المقارنة بتجربة حزب الله صعبة لسببين اساسيين: الاول, ارتفاع درجة الاستعدادات الامنية الاسرائيلية والقيام بعملية مراجعة واسعة للاخطاء التي وقعت فيها خلالها حرب يوليو ,2006 والتالى اختلاف البيئة او الفضاء الذي سوف تدور فيه المعركة المحتملة. ففي الجولان وما حولها تملك اسرائيل اوراقا كثيرة للتحكم, بعكس ما حدث في جنوب لبنان, حيث قامت قوات »حزب الله« بتكبيد اسرائيل خسائر مادية ومعنوية فادحة.

وتستند ركائز التسخين من الناحية الاسرائيلية الى نتائج حرب لبنان في صيف العام الماضي وما افضت اليه من تداعيات سلبية على المؤسسة العسكرية التي تعد الذراع الاقوى في الدولة العبرية, الامر الذي احدث لغطا واسعا داخل الكثير من هياكلها وفرض ضرورة اعادة الاعتبار لهيبتها التي اهتزت في نظر جهات متعددة . وبالتالي يمكن ان تكون الساحة السورية الارحب والاوسع ميدانا مناسبا لتحقيق هذا الهدف. كما ان لدى القيادة الاسرائيلية رغبة كبيرة في اجهاض القدرات العسكرية السورية قبل استفحالها وصعوبة السيطرة عليها, ومن ثم عدم استبعاد التعرض لمفاجات على غرار ما ظهرت تجلياته في حرب لبنان. وفي هذا الاطار بدات آلة الدعاية الاسرائيلية تروج لعلاقات عسكرية متينة بين سورية وكل من ايران وروسيا وكوريا الشمالية. وجاءت الغارة الجوية الاجهاضية الاخيرة اعتمادا على هذه المزاعم.

سببان للتصعيد

اما ركائز التسخين على الصعيد السوري فتعتمد على زيادة نطاق الاستهداف الخارجي وتعدد اوراق الضغط في ايدي الجهات التي تقوم بهذا الدور, والتي ترفع من قيمة توجيه ضربة عسكرية تزعزع النظام السوري. وهو ما يفرض الاستعداد وتدعيم القدرات التسليحية, وفي حالة الاصرار ستكون التكاليف باهظة لجميع الاطراف وفي مقدمتها اسرائيل. وبالتالي من الواجب تهيئة المسرح وعدم الركون للوسائل التفاوضية فقط. بالاضافة الى ان تعمد رفع الحرارة من قبل سورية يعني شيئين مهمين: الاول, مزيد من التعقيد للترتيبات الاميركية التي تواجه معضلات صعبة في العراق والمنطقة برمتها. والثانى, تعطيل المبادرات العربية السلمية التي لا تتوافق مع المصالح الحالية لسورية, فالتصعيد على جبهة الجولان لا يتناسب بالطبع مع مؤشرات التهدئة التي تتكفل بعض الدول العربية بتقديمها من حين لاخر.

واتخذت ملامح التصعيد الاسرائيلي بدورها جملة من الملامح العملية في الاونة الاخيرة. منها القيام بمناورات واسعة في هضبة الجولان في اغسطس الماضي. وذكرت صحيفة "هآرتس" ان رئيس الوزراء ايهود اولمرت ووزير دفاعه ايهود باراك استمعا في 14 سبتمبر اثناء زيارتهما قيادة المنطقة الشمالية, لاستعراض استخباري عن الجبهة السورية, اكد ان القوات السورية في الجولان لا تزال في انتشار دفاعي. وافادت الصحيفة ان الولايات المتحدة لم تنقل لاسرائيل رسائل خاصة في الموضوع السوري, رغم التخوف من اشتعال مواجهة عسكرية في الشمال.

واكد باراك ان كل وحدات الجيش الاسرائيلي تدربت في هذه المناورات ل¯  تتمكن من مواجهة اي طارىء. ومع ان هناك تباينا في تفسير الغارة الاخيرة على سورية وخلفياتها العسكرية والسياسية, فان القيادة الاسرائيلية حاولت ابلاغ دمشق انها على علم بجهود تطوير ترسانتها الصاروخية, وان طائراتها قادرة على الوصول لاهداف في العمق السوري.

هذه التطورات تزامنت مع اعلان اسرائيل خطة عسكرية جديدة لبناء وتطوير قواتها المسلحة, عمادها الاستعداد الكافي لخوض حرب ضد سورية. وحدد موشيه كابلينسكي نائب رئيس الاركان ثلاثة اهداف محورية لهذه الخطة التي تبدا من 2008 وحتى 2013 . اولها, تعزيز القوات البرية لتمكينها من السيطرة بسرعة على ارض المعركة عبر المناورة وسرعة الحركة. وثانيها, تحسين التفوق النوعي للقوات البحرية وتعزيز سيطرة اسرائيل على سواحلها. والهدف الثالث, تقوية الذراع الطويلة لسلاح الجو والفضاء لتامين السيطرة المطلقة. ونصح عوزي عراد رئيس مركز "هرتسليا متعدد الاتجاهات" ورئيس قسم الابحاث في "الموساد" سابقا, ان تتجه اسرائيل الى الردع النووي البحرى, بحيث تقوم قوتها البحرية على غواصات تحمل صواريخ باليستية اسوة ببريطانيا.واعلن باراك ان اسرائيل ستزود بانظمة فعالة مضادة للصواريخ, وعند نشوب نزاع " عليها نقل الحرب الى معسكر العدو والانتصار بشكل واضح مع اقل خسائر ممكنة في الصفوف الخلفية", كل هذه الاجتهادات وغيرها تعطي اهمية كبيرة لتطوير سلاح البر, الذي سيكون له دور اساسي في الحروب المقبلة.

ومعروف ان العقيدة العسكرية الاسرائيلية كانت تعطي افضلية مطلقة لسلاح الجو, انطلاقا من اقتناع بانه سيكون له دور حاسم في حروب المستقبل.

والغيت وحدات برية كثيرة واصبحت مهام سلاح البر هامشية, لكن العقيدة الجديدة تقتضي زيادة موازنة هذا السلاح بدءا من العام المقبل. فهناك تقديرات ذهبت الى حد التاكيد على ان الاهمال سيؤدي الى ازمة خطيرة في المنظومة التسليحية, واشارت ورش العمل الداخلية التي اجرتها هيئة الاركان الاسرائيلية الى ان ثمة انقلابا في سلم الاولويات الخاص بالوحدات القتالية يمنح المشاه والقوات البرية اولوية متقدمة, بعد ان جرى تقليص موازنتها في السنوات الماضية لمصلحة الطيران الحربي.

الحروب الائتلافية

وتنطوي المكونات التي ظهرت مما تسرب حول الاجتهادات الجارية لبلورة عقيدة امنية جديدة, على مؤشرين مهمين. الاول, ضرورة العودة الى ما اسمته صحيفة "هآرت¯س" في 25 اغسطس الماضي ب¯ "الحروب الائتلافية" التي تقوم على مشاركة اكثر من دولة ضد طرف يشكل تهديدا لاسرائيل. الامر الذي يعني تلاشي الاخطاء التي وقعت اثناء حرب لبنان , حيث دفعت اطراف اقليمية ودولية مختلفة اسرائيل الى اتجاه شن هجوم كاسح على »حزب الل¯ه«, وتهيئة الاجواء العسكرية للاستمرار والظروف السياسية المناسبة للخروج, مما عرضها لانتقادات حادة لاحقا. ومن المفيد ان تعمل اسرائيل على الدخول في حرب جماعية , بما يوفر لها غطاء اكثر تماسكا ويحقق لها جملة من الفوائد والاهداف السياسية, التي خسرتها بسبب اصرارها على القتال علانية بمفردها.

والمؤشر الثاني, يتعلق بارتفاع حصة الموازنة العسكرية التي لا تتوقف على الموارد الاسرائيلية ,لان الولايات المتحدة اعلنت زيادة مساعداتها للدولة العبرية في السنوات العشر المقبلة من 24 بليون دولار الى اكثر من 30 بليون دولار لضمان التفوق النوعي في المنطقة, ما يؤكد ان ما تردد حول تقليص الاعتماد على اسرائيل في الستراتيجية الاميركية غير وارد في المستقبل, وانها سوف تكون معرضة لتهديدات اكبر. لذلك يمكن ان تتقارب التوجهات والحسابات السياسية المشتركة وليس العكس, في عدد من القضايا والازمات الاقليمية .

وبات واضحا ان التطورات العسكرية على الساحة السورية تسير بوتيرة متناغمة مع نظيرتها السياسية. فالتوترات التي تواجهها دمشق مع عدد من الاطراف الاقليمية والدولية انعكست بشكل واضح على الميدان العسكري. وظهرت ملامح متباينة تحمل سورية مباشرة اوزار الاوضاع الماساوية في العراق ولبنان وفلسطين . وبدات الالة الاسرائيلية والاميركية تدفع بقوة نحو الربط بين سورية وعدد من الدول المسماة بمحور الشر, وابرزها ايران وكوريا الشمالية. واذا كانت العلاقة بين دمشق وطهران تفاصيلها المعلنة كثيرة, فالجديد هو الزج بكوريا.

 فقد نقلت محطة "فوكس نيوز" اخيرا عن بعض المصادر ان بحوزة المخابرات المركزية الاميركية ادلة على تقديم كوريا مساعدة لسورية لتطوير برامج نووية لاغراض تسليحية, وانها باعت دمشق اواخر اغسطس الماضي منشاة نووية. وذكرت المحطة ان الملف وضع تحت اسم"المرج" في المخابرات الاسرائيلية ويتطرق لتفاصيل حول ارسال كوريا اختصاصيين وعلماء في التقنيات النووية الى سورية. وترافقت هذه المعطيات والاشارات مع رفع جزء مهم من الغطاء العربي عن سورية, مما اوصل الامر للبدء في العد التنازلي لحدوث مواجهة كبيرة بين سورية واسرائيل.

لكن بعد الاقتراب من حافة الهاوية عادت اسرائيل خلال الايام الماضية لتدخل تعديلا مفاجئا على تكتيكاتها نحو سورية, حيث ظهرت نبرات ايجابية على لسان عدد من مسؤوليتها, تبدو بعيدة عن السياق العام من الشد والتصعيد الذي اخذت معالمه اتجاهات خطيرة في الجولان, وثمة اجتهادات مختلفة لتفسير هذا التغيير. اهمها, جولة كوندوليزا رايس في المنطقة لازالة جزء من المطبات التي تعتري مؤتمر السلام الدولي المتوقع انعقاده في منتصف نوفمبر المقبل في الولايات المتحدة. لان مواصلة التصعيد الاسرائيلي ستعطي مبررات وذرائع للدول العربية المترددة لمقاطعته. وبالتالي افشال واحدة من المحاولات الاميركية لاستعادة السيطرة على الامور التي افلتت اجزاء كبيرة منها واصبح من الصعوبة الامساك بها.

كما ان الرسائل السياسية والعسكرية التي هدفت اسرائيل لتوصيلها حققت اغراضها تقريبا على الناحية السورية. وهو ما بدا واضحا في الصمت الذي خيم على دمشق عقب الغارة الجوية مباشرة. فضلا عن الرغبة في فتح طاقة امل امام سورية, لان اسناد ظهرها للحائط سوف يؤدي الى تداعيات سلبية كبيرة في عدد من القضايا الاقليمية الشائكة.

وفي كل الاحوال, هناك معادلة امنية جديدة تشكلت في الجولان السوري. فسواء استمرت اسرائيل على منوالها التصعيدي او مددت خيوط السلام, فالاوضاع على الهضبة ستظل قلقة. لان اسرائيل كرست جانبا من قدراتها التسليحية هناك بصورة لافتة, كشفتها المناورات التي بداتها في التاسع عشر من سبتمبر. وهي المناورات الثانية في الهضبة في غضون شهر. ولم تعلن بوضوح عن استعدادها  للانسحاب الكامل منها. وهو اهم مطلب سوري لاية تسوية سياسية محتملة. باضافة الى ان ارتفاع حدة التوتر في المنطقة باكملها يرفع بالضرورة حرارة الاجواء الساخنة اصلا, ويجعل التغير الظاهر في المعادلة الامنية الخاصة بالجولان مقدمة لتغيرات اوسع اتية.