المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأحد 1 تشرين الأول 2006

نستدينُ في الغالبِ من غدِنا لندفعَ دَيْنَ أمسِنَا.

 

أمر الأسد بتنفيذها لدى زيارة رئيس الحكومة اللبنانية دمشق

 خطة سورية لاغتيال السنيورة مسموما

 »السياسة« ¯ خاص:كشف مسؤول سوري رفيع المستوى امس ل¯ »السياسة« ان الرئيس بشار الاسد يخطط لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة خلال زيارته المرتقبة الى دمشق.

واكد المسؤول السوري الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان الاسد اعطى أوامره بتحضير نوع من السم القاتل يظهر مفعوله بعد ثلاثين يوما من تناوله ليتم دسه في اي طعام او شراب يتناوله السنيورة خلال تواجده في دمشق.ونصح المسؤول المقرب من القصر الرئاسي السوري الرئيس السنيورة بتجنب زيارة العاصمة السورية قبل ان تصدر المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري قرارها الاتهامي, مشيرا الى ان النظام السوري يخطط لتكليف رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة بعد التخلص من السنيورة على ان يتم اسناد حقيبتي الداخلية والدفاع لمقربين من زعيم »التيار الوطني الحر« النائب ميشال عون. وكشف المصدر ذاته عن ان الاسد مستاء جدا من بعض حلفائه في لبنان الذين انقلبوا عليه وباتوا لا يردون على الاتصالات التي تردهم من المسؤولين السوريين

 

يتخلله 50 برجاً للمراقبة و 4 مراكز تجميع للمعلومات بإشراف أميركي-أوروبي

 شريط إلكتروني على امتداد الحدود السورية-اللبنانية

 لندن-من حميد غريافي: السياسة

باشرت الدول الفاعلة في الاتحاد الأوروبي في بروكسل دراسة اقتراح غير رسمي طرحته القوى اللبنانية الداعمة لتيار »الرابع عشر من آذار« الحاكم في واشنطن وباريس, لإقامة شريط إلكتروني على امتداد الحدود اللبنانية-السورية من مزارع شبعا في أقصى الجنوب حتى معبر العريضة الساحلي في أقصى الشمال, على غرار الشريط الإلكتروني الفاصل الذي تقيمه إسرائيل مع لبنان أو ذلك التي تقيمه كوريا الجنوبية مع كوريا الشمالية, »وهما الشريطان الأكثر دقة وكفاءة في مراقبة الخروقات البرية في العالم« حسب مصدر أمني بريطاني.

وقال أحد قادة هذه القوى اللبنانية في العاصمة البلجيكية نقل إلى رئاسة الاتحاد الأوروبي من واشنطن هذا الاقتراح, أنه »يتضمن إقامة نحو 50 برجاً متطوراً للمراقبة شديد التحصين والتجهيز الإلكتروني على تلك الحدود البالغ طولها نحو 270 كيلومتراً, بمعدل برج واحد كل خمسة كيلومترات, متصل بعضها ببعض بأجهزة فائقة الدقة لمراقبة أي خرق لهذا الشريط في أي مكان«.

وكشف المسؤول اللبناني حامل الجنسية الأميركية والمدعوم من »أهم قوى ثورة الأرز داخل الكونغرس«, أن الأميركيين »مستعدون للمساهمة تقنياً ومادياً في إنشاء هذا الشريط العازل الذي قد تتجاوز كلفته المئة مليون دولار, إذ سيكون شريطاً مزدوجاً تفصل بين الواحد والآخر مساحة 50 متراً, يكونان موصولين بأربعة مراكز أساسية تقام بين الأبراج الخمسين لتلقي المعلومات, يديرها خبراء أوروبيون عسكريون وأمنيون ولبنانيون«.

وأكد الموفد اللبناني-الأميركي إلى العاصمة البلجيكية ل¯»السياسة« أمس في اتصال به من لندن, »أن البعثات الأمنية الألمانية التي تضم خبراء في مراقبة الحدود بين الدول من وزارتي الدفاع والداخلية الألمانيتين والمطعمة بخبراء أمنيين في هذا المجال من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا, والتي زار آخرها نقطة المصنع الحدودية الرئيسية بقيادة الشرطة الفيدرالية في برلين, تضع (البعثات) في حسبانها إنشاء الشريط الحدودي الإلكتروني العازل بين لبنان وسورية, قبل مبادرة القوى اللبنانية في الخارج لتقديم اقتراحها هذا, وقد علمنا من مسؤولين أمنيين كبار في رئاسة الاتحاد (الأوروبي) أن تلك البعثات قد تكون-إلى جانب بحثها في المعدات المطلوبة للمراقبة هناك- تضع أيضاً علامات في أماكن نشر هذا الشريط وإقامة الأبراج ومراكز تلقي المعلومات بينها«.

وأماط أحد كبار موظفي وزارة الداخلية اللبنانية في بيروت, من جهة أخرى أمس, اللثام عن »أن رأي الحكومة اللبنانية, وخصوصاً وزارتي الدفاع والداخلية, استقر على إقامة مكاتب للاستخبارات العسكرية ولفرع المعلومات في مديرية قوى الأمن الداخلي الذي أثار إنشاؤه ردود فعل قوية لدى حلفاء سورية وعملائها في لبنان وفي طليعتهم حزب الله وحركة أمل الشيعيان, في نقاط العبور الرسمية الأربع اللبنانية على حدود سورية في البقاع والشمال, في محاولة واضحة وحاسمة من حكومة السنيورة لمنع تكرار تصرفات جهاز الأمن العام بقيادة اللواء وفيق جزيني المتهم بالتغطية على تهريب الأسلحة والصواريخ والعناصر العسكرية والأمنية والإرهابية السورية إلى لبنان«.

وقال موظف الداخلية اللبنانية في اتصال أجرته به »السياسة« من لندن إن مشروع دمج الأجهزة الامنية اللبنانية عبر ربطها بعضها ببعض, مثل الأمن العام وشعبة الاستخبارات وأمن الدولة وشعبة معلومات قوى الأمن الداخلي, »حتمته الخروقات الهائلة في تلك الأجهزة التي كانت تسيطر عليها حتى الأمس القريب الوصاية السورية وعملاؤها اللبنانيون, والتي كانت معلوماتها تصل إلى الاستخبارات السورية في دمشق ربما قبل وصولها إلى وزارتي الدفاع والداخلية اللبنانيين, بل كان بعض المعلومات الخطيرة والحساسة يحجب عن المسؤولين اللبنانيين لصالح الجانب السوري«.

وأعرب الموظف اللبناني عن اعتقاده أن يكون موضوع ضبط الأجهزة اللبنانية الأمنية التي تحكمت بمقدرات الحكم والشعب اللبنانيين طوال نيف وخمسة عشر عاماً على غرار تحكم الأجهزة البعثية برقاب الشعب السوري طوال نيف وثلاثين عاماً, وبنفس الأساليب والوسائل, »قد حسم بشكل مبدئي من حكومة (فؤاد) السنيورة لصالح الدولة الديمقراطية القائمة على الرغم من استمرار وجود بعض الجيوب التي مازال يعشش فيها عملاء لسورية وحلفائها اللبنانيين, إلا أن المهم في الأمر أن معظم القيادات الجديدة لهذه الأجهزة باتت »لبنانية الهوية« ما عدا واحد فقط منها هو في طريقه إلى التغيير في وقت قريب«, وذلك في إشارة إلى مدير جهاز الأمن العام جزيني. وأكد موظف الداخلية اللبنانية أن السبب الآخر لعملية »النفض« التي حدثت داخل الأجهزة الأمنية اللبنانية هو أن بعض الدول المشاركة في قوات »اليونيفيل« الجديد مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا, اشترطت للمجيء إلى لبنان وجود جهة أمنية واحدة تابعة للدولة للتعاطي معها, بعدما اكتشفت أن هناك أكثر من سبعة أجهزة أمنية لبنانية في هذه الدولة الصغيرة كل منها »فاتح دكانا على حسابه لصالح الخارج«. وقال الموظف إن »الهدف مما تسعى إليه الحكومة اللبنانية الآن هو بلوغ مرحلة-رغم العقبات والصعوبات المفروضة من حزب الله وحركة أمل وتيارات وأحزاب ومجموعات عميلة لدمشق-يمكن القول معها إن الاستخبارات السورية وعملاءها هؤلاء أصيبوا بعمى المعلومات المطلوبة عن النظام اللبناني بقدر المستطاع والمتاح خصوصاً إذا تطور وجود الأمن الأوروبي داخل اليونيفيل لمساندة الدولة ومدها بالخبرات والمعدات والأجهزة المطلوبة لمثل هذا الهدف«.

 

 "حزب الله": جولات المراقبين الألمان على الحدود تجاوز "غير مقبول"

 الأكثرية اللبنانية تتهم عون بالعمل على إسقاط حكومة السنيورة

 بيروت - »السياسة«: فيما لا يزال موضع الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب محط اخذ ورد, حيث لم تلتزم اسرائيل بتحديد موعد نهائي لاتمام هذا الانسحاب, امل الناطق الرسمي باسم القوات الدولية المعززة في جنوب لبنان ميلوش شتروغر ان تنهي القوات الاسرائيلية انسحابها من الجنوب اليوم كما اعلن في اسرائيل. وقال "من الممكن ان يتم الانسحاب الاسرائيلي في هذا الموعد وما زلنا نعمل مع جميع الاطراف لتسهيل العملية وانجازها في اقرب وقت". وفي هذا الوقت تواصل السجال الداخلي وان بوتيرة اخف, واتهم وزير الصناعة والعمل بيار الجميل النائب ميشال عون بان ياخذ موقفا جديدا وليس قديما جديدا, ويقوم بحركة معينة باتجاه اسقاط هذه الحكومة منذ اللحظة لتشكيلها, علما انه كان مخيرا في مشاركته او عدمها. واشار وزير التنمية الادارية جان اوغاسبيان الى ان البلد يمر بمرحلة سياسية صعبة جدا والساحة السياسية تشهد انقسامات, وقال ليس صحيحا اتهام تيار معين بالاستفراد في اتخاذ القرارات, كما انه ليس صحيحا اتهام "تيار المستقبل" بالاستفراد بالقرار داخل 14 اذار, لان كل القرارات تتخذ بنتيجة مشاورات ولقاءات تحصل بين القيادات, ونتيجة اجماع حول المسائل المطروحة, وقال اذا اراد احد اتهامنا بالتفرد بالقرار فمن القرارات الهامة ايضا, قرار الحرب والسلم الذي اتخذه فريق معين واخذ البلد الى حرب.

من جهته اكد وزير الطاقة محمد فنيش ان تشكيل حكومة وحدة وطنية هو مشروع "حزب الله" للمرحلة المقبلة, مشيرا الى ان هذا ادنى مطلب امام اكثرية لا ترى سوى هيمنتها على السلطة, وقال: بعد الذي جرى من تطورات فان "حزب الله" يرى انه يجب جلوس القوى التمثيلية السياسية اللبنانية في حكومة وحدة وطنية لتكون منتدى الحوار الدائم في ادارة شؤون البلاد.

واكد فنيش ان جولة الوفد الالماني على المعابر الحدودية مع سورية هو تجاوز ويجب الا يحصل دون طلب الحكومة اللبنانية.

وقال: ان قوات "اليونيفيل" لا علاقة لها لا بالحدود البرية ولا بالحدود البحرية, واعتبر ان لدى الالمان الان فرصة لتبييض صفحتهم مع اسرائيل. وعن مصير السلاح قال فنيش: "ان اسباب وجوده احتلال الاراضي من اسرائيل. ثانيا قدرة الدولة اللبنانية وكيف نبنيها ونعزز وجوده لتكون الدولة القادرة. السلاح له اسبابه التي اذا انتفت لا مبرر لوجوده". وبالنسبة الى موقف "حزب الله" من اتفاق الطائف قال: "نحن كنا اول المنضوين عندما طبق. اذا كنا نملك رؤية مستقبلية لاصلاح النظام السياسي, هذا لا يعني الخروج عما اصبح دستورا ونحن نتعامل معه باحترام والتزام".

اما وزير الاشغال العامة والنقل محمد الصفدي فاعتبر "انَّ مسيرة بناء الدولة لن تتوقف مهما بلغت الصعاب". وقال: "ان المشروع الوحيد الذي يجمعُ اللبنانيين ويحميهم هو مشروع الدولة القوية بقوانينها وعدالتها وبثقة شعبها بها بقدر ما هي قوية بسلاحها". واضاف:"ان التحديات المطروحة علينا كبيرةٌ جدا, بدءا من تعزيز الحوار في مواجهة الغرائز والعصبيات مرورا باستعادة السيادة على كامل الاراضي اللبنانية وحماية الحدود وهذا يقتضي تطوير قدرات الجيش والقوى الامنية وتثبيت التفاهم حول المبادئ الاساسية التي حسمتها جولات الحوار الوطني".

في هذا الوقت قال النائب علي خريس ان "اسرائيل تعرقل تنفيذ القرار 1707 وتتجه في لبنان والمنطقة الى الاتجاه غير الصحيح الذي لن يكون لصالح احد من الاطراف لانه لا يمكن السكوت عن الخروقات والتي تتوجت باعادة المضخات المائية الى نبع الوزاني التي تجر المياه الى داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة". وحذر خريس "من رفع وتيرة السجال الداخلي وحدته وتجاوزه الخطوط السياسية الحمراء واعتماد لغات التهديد والتخوين", مشيرا الى ان "هذه اللغة لا تضمن عيش لبنان ووحدته وقوته لمواجهة اسرائيل التي هي المستفيد الوحيد من الفتنة الداخلية اللبنانية وان علاقات لبنان تحكمه موازين العداء لاسرائيل". الى ذلك رد وزير السياحة جو سركيس على الانتقادات التي اثيرت حول الكلام الذي اطلقه رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع من حاريصا, فقال: "اعتبر بعضهم ان الكلام عن عين الرمانة والاشرفية وقناة وبلة هو كلام من الحرب وكلام للميليشيات". واضاف: الم يكن هذا البعض في حينه ميليشا ايا كان دوره, وهل كان ليكتسب هذا البعض الصفة التي تبعده عن صفة الميليشيات لو لم نقف نحن كقوات مع حلفائنا في قوى 14 اذار في خانة التضامن والتأييد لتحرير الارض, ولو لم تتوحد في النظر الى عدو واحد هو اسرائيل. وتوجه سركيس الى المنتقدين قائلا: لولا شهداؤنا الذين سقطوا في الاشرفية وعين الرمانة وقناة وبلة وزحلة لابتلعت سورية لبنان وباعت القضية العربية بابخس الاثمان, ولما كان هناك من دور لاي مقاومة.

 

وزير اسرائيلي: "يجب تصفية نصرالله في اول فرصة"

 أ ف ب - 2006 / 9 / 30

 اعلن وزير البنى التحتية الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر اليوم السبت انه "لا بد من تصفية" الامين العام لحزب الله حسن نصرالله "في اول فرصة". وقال بن اليعازار في حديث لاذاعة الجيش الاسرائيلي "يجب تصفية نصرالله في اقرب فرصة, لانه يجسد الشر بالنسبة لنا وللمسلمين والمسيحيين". وتأتي تصريحات بن اليعازار, العضو في حزب العمل ووزير الدفاع سابقا, عشية انسحاب الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان المتوقع الاحد حسب مصادر لبنانية. وقد حذر مسؤولون سياسيون وعسكريون خلال الحرب على لبنان هذا الصيف من ان اسرائيل تستهدف زعيم حزب الله. وقالت وسائل الاعلام مرارا ان اسرائيل حاولت اغتياله خلال الهجوم الذي استمر بين منتصف تموز/يوليو ومنتصف اب/اغسطس. وتعرض المقر العام لحزب الله ومنزل زعيمه لقصف مركز باطنان من القنابل في غارات جوية على احياء بيروت الشيعية. من جانبه اعلن رئيس الوزراء ايهود اولمرت ان "قواعد التصرف العادية" التي يجب مراعاتها خلال اي نزاع مع العدو لا تنطبق على حزب الله "لانه منظمة ارهابية".

 

لبنان يتوقع انسحاب اسرائيل النهائي الاحد والجيش الاسرائيلي يبقي الوضع معلقا

 أ ف ب - 2006 / 9 / 30

 اكد لبنان السبت ان قوة الامم المتحدة (يونيفيل) ابلغته ان الجيش الاسرائيلي سينهي انسحابه من الجنوب اللبناني الاحد لكن الجيش الاسرائيلي لا يزال يرفض تحديد موعد نهائي لسحب قواته. وقال ناطق باسم الحكومة اللبنانية لوكالة فرانس برس السبت ان قائد قوة يونيفيل الجنرال الفرنسي آلان بيليغريني ابلغ رئيس الوزراء فؤاد السنيورة ان اسرائيل ستنجز انسحابها من لبنان الاحد. واوضح الناطق "الجنرال بيليغريني اتصل برئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة لابلاغه ان الجيش الاسرائيلي تعهد باستكمال انسحابه من جنوب لبنان الاحد". واكد ناطق باسم الجيش اللبناني لوكالة فرانس برس ان الجيش الاسرائيلي سينسحب الاحد من المواقع العشرة التي لا يزال يحتلها في الجنوب. وذكرت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي الجمعة ان الجيش الاسرائيلي سيستكمل انسحابه من جنوب لبنان بعد ظهر الاحد على ابعد تقدير قبل بدء الاحتفال بعيد الغفران (يوم كيبور) مع ان بعض المسائل لا تزال عالقة بالنسبة لاسلحة حزب الله. واوصت هيئة اركان الجيش الحكومة بتنفيذ الانسحاب معتبرة ان لا سبب يفرض ابقاء بضع مئات من الجنود في لبنان. لكن الجيش الاسرائيلي رفض السبت تحديد موعد واضح للانسحاب لاسباب امنية. وقالت ناطقة عسكرية السبت ان الجيش الاسرائيلي سينسحب الاحد من مناطق جديدة يحتلها في جنوب لبنان لتسليمها الى قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل), لكنها رفضت تحديد موعد الانسحاب الكامل, متعللة باسباب "امنية". واجرى السنيورة من جهة ثانية اتصالا هاتفيا ليل الجمعة مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس طلب منها خلاله "الضغط على اسرائيل للانسحاب من الجنوب تطبيقا للقرار 1701" الصادر عن مجلس الامن الدولي. ولا يزال الجيش الاسرائيلي يحتل عشرة مواقع في الجنوب اللبناني على طول الحدود رغم القرار الذي وضع حدا للعمليات القتالية في 14 اب/اغسطس. واعلن الجيش الاسرائيلي الاربعاء تعليق انسحابه من لبنان وطالب قوة الامم المتحدة بالتحرك لتجريد الحزب من سلاحه. وقال مسؤولون اسرائيليون ان اسرائيل تنتظر توضيحات حول ما سيقوم به الجيش اللبناني والقوة الدولية في حال رصد مقاتلين مسلحين من حزب الله في الجنوب. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس الثلاثاء ان الانسحاب "سيتم الجمعة او بداية الاسبوع المقبل". لكنه قال ان الطيران الاسرائيلي سيواصل تحليقه في الاجواء اللبنانية طالما لم تستعد اسرائيل الجنديين اللذين خطفهما حزب الله في 12 تموز/يوليو, ولم تتم مراقبة الحدود بين لبنان وسوريا باحكام لمنع وصول اسلحة الى حزب الله. وتجد القوة الدولية نفسها بين تفسيرات متناقضة من جانب اسرائيل ولبنان للقرار 1701. ويعتبر حزب الله وكذلك الحكومة اللبنانية ان دور القوة الدولية لا يقوم على تجريد الحزب من سلاحه, عكس ما تطالب به اسرائيل.

 

جنبلاط: نحن لم نأخذ شيئا من درب اهالي الجنوب او الضاحية ومن غير الضروري الآن فتح حسابات طائفية

 مصالحة جديدة في الشحار وكفرمتى تدفع ملف المهجرين الى الاقفال

قوى 14 آذار - 2006 / 9 / 30  سلك ملف المهجرين في الجبل خطوة عملية جديدة، فقد شهد قصر المختارة اليوم مصالحة بين المقيمين والمهجرين من ابناء منطقة الشحار الغربي وكفرمتى وذلك بعدما توفرت الاموال لإقفال هذا الملف.وقد تمت المصالحة برعاية رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط وفي حضور وزير المهجرين نعمة طعمة والنواب السادة: اكرم شهيب، فؤاد السعد، انطوان اندراوس، ايمن شقير، هنري حلو وفيصل الصايغ، اضافة الى المدير العام للمهرين احمد محمود. وفي المناسبة اشاد النائب جنبلاط بخطوة الدولة في توفير الاموال لاقفال الملف وقال: هناك اشاعات من بعض الاوساط المغرضة في بعض من الجنوب تقول بأننا نأخذ حقوق غيرنا. هذا امر غير صحيح انه هذا الموضوع هو حقنا كلبنانيين في ما يتعلق باستكمال ملف العودة والاعمار والاخلاءات والقرى والعائلات. وبالتالي ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وعد ووفى ونحن لم نأخذ شيئا من درب اهالي الجنوب او الضاحية. فالذي حصلنا عليه اتانا من الدول العربية الكريمة الخيرة من المملكة العربية السعودية، الكويت، الخليج. هم الذين ساعدونا وأتمنى الآن ان نترجم عمليا موضوع الشحار وبريح. ورفض جنبلاط التعليق على مؤتمر المهجرين الذي سيقيمه التيار الوطني الحر، معتبرا ان كل الارقام موجودة في الوزارة وواضحة، ومن غير الضروري الآن فتح حسابات طائفية او غيرها. وقال: مَن اخذ مستحقاته في الماضي نال حقه، وفي المستقبل كل ذي حق سينال حقه. من جهته، اعلن الوزير طعمة انه سيرأس الخميس المقبل اجتماعا في مبنى الوزارة لوضع آلية دفع التعويضات والمستحقات لأهالي الشحار. وكشف عن قرب التوصل الى حل بالنسبة الى بلدة بريح تمهيدا لإجراء المصالحة وختم الملف.

 

القوات اللبنانية تستعيد LBC...حقاً؟ 

السبت 30 سبتمبر –ايلاف/الياس يوسف من بيروت: هل استعاد حزب "القوات اللبنانية" بقيادة سمير جعجع محطة تلفزيون "المؤسسة اللبنانية للإرسال" حقاً؟ السؤال على كل شفة ولسان في بيروت بعدما صدرت صحيفة "الأخبار" الحديثة النشوء والشديدة الإلتصاق ب"حزب الله" وحلفاء النظام السوري في لبنان بعنوان مثير اليوم هو:"القوات اللبنانية تستعيد LBC، ماذا يجري في المؤسسة اللبنانية للإرسال؟".  وقد اتصلت "إيلاف" ووسائل إعلامية عدة بالمسؤولين في المحطة التلفزيونية وفي الحزب ، لكنهم جميعاً حرصوا على التكتم حيال ما جرى ويجري، أو لم يردوا على الاتصالات. رغم أن ثمة مؤشرات إلى أن ما أوردته الصحيفة يتضمن مقداراً من الصحة ، إن لم يكن من الدقة . وكان الإعلامي الزميل مارسيل غانم لمّح في برنامج تلفزيوني استضافه في محطة "نيو تي في" قبل أيام إلى أن ثمة ما يزعجه في المحطة التي يعمل فيها منذ أكثر من 12 عاماً، كما أن شقيقه مدير الأخبار والبرامج السياسية جورج غانم لم يكن على علم ببرمجة أكثر من برنامج سياسي في المحطة.  

رواية "الأخبار"

وجاء في "الأخبار": توقف برنامج «كلام الناس» على شاشة «إل.بي.سي.». مرسيل غانم في «اجازة»، تماماً مثل «إجازته» الاولى مطلع هذا العام. المسؤول الرسمي عن أخبار المحطة جورج غانم، لا يبدو مسؤولاً عن أي من أخبارها. وليد عبود يستعد للانتقال الى استعراض كلامي (توك شو) مسائي. والفريق الاعلامي في “الأرز” يتولى الاتصال بالمحررين وبمن هو مناوب، أما فرق العمل التقني والإخباري وحتى الإداري، فقد تبلغت أنها تتلقى أوامرها من غير اصحاب الامر في المؤسسة قانوناً، وأما رئيس مجلس الادارة المدير العام، بيار الضاهر، فهو على سفر وصمت ومنجم ألغام وأسرار وأخبار.. باختصار، “شيء ما” كبير يضرب “المؤسسة اللبنانية للإرسال”.

وضع يد، انقلاب، استعادة حق، مداهمة، تصحيح وضع... قد تكون مفردة «انتفاضة» هي الافضل لتوصيف ما يحصل في أدما، نظراً الى كونها الاكثر تماشياً مع تاريخ المؤسسة وتاريخ المعنيين بالحدث المستمر تدريجاً منذ نحو اسبوع. اي رقم تحمل «انتفاضة» سمير جعجع التلفزيونية على بيار الضاهر، في تاريخ المحطة؟ قد تكون الثامنة على أقل تقدير، ما عدا السهو والغلط. عشية خروجه من السجن، كان جعجع يتابع باهتمام وضع المؤسسة. كانت زوجته ستريدا مصدراً رئيسياً للأخبار: هذا معنا وهذا ضدنا، وهذا باعنا وهذا يعمل لمصلحة سورية وجماعتها.. إلى جانب آخرين ينقلون إليه معطيات عن الواقع المالي والاداري. وقبل ان يغادر الحكيم السجن ويسافر عبر المطار كانت الإشارات الاولى لسياسته، وكانت لائحة المدعوين لاستقباله ووداعه في المطار قد شملت المحظيين وأبعدت المغضوب عليهم، ولما اقلعت الطائرة بدأت الحكاية الصعبة.

قبل عودة جعجع من الخارج كانت الاتصالات قد بدأت بينه وبين الضاهر، وتولاها بشكل رئيسي انطوان الشويري الذي يبدو أن قسماً كبيراً من امواله يخص القوات نفسها، وهو تولى الاتفاق على تخصيص مبالغ شهرية لمصلحة الحكيم ومصاريفه الشخصية والحزبية المستجدة (يؤكد كثيرون ان هذه الاموال ليس لها اي علاقة بحسابات المؤسسة). ثم كانت هناك توقعات غير واضحة بالنسبة إلى مصير المحطة القانوني، بعدما تبيّن ان القانون الذي وفر الغطاء الشرعي للمحطة بعد سجن جعجع قد اقتضى شراء حصص وبيع حصص، بقي منها 49 في المئة لمجموعة بيار الضاهر (تضمّه وشقيقه مرسيل وزوجته رندا وشقيقاتها رلى وريما وإيمان اضافة الى روني جزار ممثلاً انطوان الشويري) مقابل 51 في المئة لعدد كبير من المستثمرين بينهم سياسيون ورجال اعمال أبرزهم عصام فارس ونجيب ميقاتي ونبيل البستاني وميشال ادة وميشال فرعون وصلاح عسيران وجورج فتال وجاك صراف ومروان خير الدين.

علماً بأن كلاً من هؤلاء يملك في القناة الفضائية نصف ما يملكه في الارضية، بينما بقي 49 في المئة من الفضائية موزعاً بين السعوديين صالح كامل والوليد بن طلال قبل ان يتملك الاخير الحصة المتبقية كاملة (49 في المئة). وهذا ترافق مع الاتفاق الذي عقدته القناة مع مؤسسة “الحياة” وصاحبها الامير السعودي خالد بن سلطان.

لكن جعجع كان يطلب التدقيق في اوضاع شركات إنتاج أسسها الضاهر خلال الفترة الماضية، وكان يحرص على نفي رواية منسوبة له ومفادها انه اضطر عام 1992 لأن يتنازل عن حصص القوات في المؤسسة مقابل اموال كان يحتاج إليها في تلك المرحلة، وانه بذلك تخلى عن كل حصص القوات في المحطة مقابل سعي الضاهر الى توسيع دائرة المساهمين فيها، وانه عندما وافق على ان يتولى الضاهر إيجاد المخرج السياسي والاداري للمحطة قبل توقيفه بأيام، لم يكن قد تنازل عن كامل حقوق القوات وأنه يملك من الوثائق ما يكفيه لرفع دعوى قضائية الآن، علماً بأن كل المساهمين في المحطة ينفون وجود اي اوراق قانونية تفيد جعجع في قضيتهم، وان الضاهر اكد لهم مراراً عدم وجود مثل هذه الاوراق.

ومنذ احتدام السجال السياسي الداخلي بعد 14 آذار/مارس، كان هناك ميل واضح لدى الفريق المشرف على المحطة لأن تكون سياسياً اقرب الى هذا الخيار. لكن هناك من شعر بأن هناك من يريد إعادتها الى “واقع حزبي”، وتطور الكلام حتى بعد عودة جعجع واتخاذ إجراءات امنية خاصة استدعت إعادة توظيف قواتيين سابقين في المؤسسة الامنية الخاصة بالمحطة، وصولاً الى شكوى كثيرين من ان القوات تريد تحويل المحطة الى “ثكنة” وأن الامر بدأ ينعكس على الأخبار وعلى البرامج السياسية، وصولاً الى ان جعجع قبل برواية زوجته وقرر عدم التعامل مع فريق من العاملين في الاخبار والبرامج السياسية، وصولاً الى أنه امتنع عن إجراء الحوار الأول معه بعد عودته الى لبنان مع مرسيل غانم وفضل قناة “المستقبل”، ليتطور الأمر لاحقاً الى نقاش حول من يفضله جعجع وبدا أنه أقرب الى الزميلة مي شدياق. وبعدما تعرضت الاخيرة لمحاولة اغتيال كان النقاش الاولي معها حول برنامج نصف سياسي قد حسم لمصلحة انها سوف تحظى ببرنامج سياسي مستقل. لكن الامر كان يحتدم في مكان آخر، حيث الصراع على البرامج وعلى الضيوف من نوع لم تشهده المحطات الزميلة من قبل، “كلام الناس” و“بكل جرأة” و“الحدث” اضافة الى “نهاركم سعيد”. علماً بأن السيطرة المبدئية لفريق جعجع قد حققت تقدماً كبيراً، من مي الى وليد عبود الى مروان متني المشرف على “الحدث” والذي أعاد تموضعه في الفترة الاخيرة وتولى مع الاداري حاتم حاتم ادارة جانب من علاقات المحطة بالقوى السياسية ولا سيما مع حزب الله.

ولما حاول الضاهر ضبط الامر بدأت الاشارات العملية المناقضة تأتيه من اكثر من جانب. نشرة يومية عن أخبار واستقبالات جعجع الى جانب حديث يومي له. تقنيون يعطلون محاولة بث مباشر لاحتفالات العونيين. وآخرون يقطعون بشكل غير مهني تقارير واردة في نشرات الأخبار تخص معارضي القوات ولا سيما في الشارع المسيحي. ثم عمل على زرع عدد كبير من الموظفين غير الموالين للضاهر في أقسام مختلفة من المحطة. وهمس بإمكانية معاقبة المحطة من خلال تقليص الحصة الاعلانية التي يشرف عليها الشويري الذي بدا اقرب الى جعجع من الضاهر.

فجأة شعر الضاهر بأن الامور تلامس حدوداً خطرة. كان البحث جارياً حول بث “المقايضة الكبرى” الوثائقي الخاص بعملية تبادل الاسرى بين حزب الله وإسرائيل. رفض جعجع وفريقه داخل المحطة عرض الوثائقي لأنه “يعطي شرعية لموقف حزب الله من النقاش حول الاستراتجية الدفاعية” وحصل جدل آخر حول عرض البرنامح مرتين. وفي هذه الفترة شعر بيار الضاهر بأن الارض تهتز من تحته، وهو الذي واجه اختبارات قاسية سابقاً قرر الهجوم وأعلن ما يشبه “الانتفاضة” وأبلغ جميع العاملين بأن المؤسسة غير مملوكة من القوات وأنها لا تنطق باسم القوات. ثم عيّن على الاثر جورج غانم مديراً للأخبار دون ان يصدر مذكرة رسمية بذلك.

لكن تطورات مع بعد الحرب الإسرائيلية وقصف الطائرات الإسرائيلية محطة ارسال تابعة للمحطة وتراجع العائدات خلال الاشهر الثلاثة الماضية ترك أثره الكبير. واصل جعجع هجومه وأبدى رغبة في كسر قرارات الضاهر. وبدأ فريقه الخاص يعمل على تحرير مديرية الاخبار والبرامج السياسية عملاً بالامر الواقع الذي تعوّد عليه الحكيم سابقاً، وأن يرد على الانتفاضة بمثلها. فلم يعد يحترم احد الهرمية وصارت الامور تتجه صوب تعقيدات من نوع مختلف.

فيما كان السفير الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان يتابع المعركة من جانب آخر بالضغط على الضاهر وبالعمل لتوسيع هامش القوات داخل المحطة، وحيث كان جعجع يعمل على اختيار مقربين منه للإشراف على جميع البرامج. كان هو قد ارسل بطلب نوفل ضو من أجل تعيينه ناطقاً اعلامياً باسمه. رفض الاخير وطلب منصباً حزبياً في منطقة كسروان، وأن يكون له دور مباشر داخل المحطة، حاله حال وليد عبود الذي انتقل الى البرامج المسائية بالتعاون مع “النهار”، فيما كانت هناك معركة الضيوف بوجه مرسيل غانم، تمهيداً لإحراجه فإخراجه من المحطة. وفي هذه الفترة كان الضاهر كعادته كثير السفر. وهو الذي ابلغ قبل شهور عدة بضرورة التحوط امنياً، فكثف من سفره، وصارت الشائعات تكثر حول نيته فتح قناة خاصة في دبي او انه يعمل على إنتاج خاص مع “الحياة” او آخرين. بينما يواصل جعجع مد نفوذه داخل المحطة، وكان مهرجان حريصا هو المحطة الابرز في المعركة المفتوحة. وفي اتصال ببيار الضاهر قال لـ“الأخبار”: "مرسيل غانم لم يترك المؤسسة. لم يحصل أي استيلاء للقوات، والحوارات متوقفة مع جعجع حول الوضع كله".

تاريخ العلاقة

بعد تأسيس سريع في 23 آب/ أغسطس 1985، برعاية الياس حبيقة وصولانج الجميل وسمير جعجع وكريم بقرادوني، لم يلبث الاول ان جرد انتفاضته الاولى على المحطة، في شكل تزامن مع حركته الانقلابية الشهيرة في 9 أيار من ذلك العام. فانتقل التلفزيون الى اجواء «الاتفاق الثلاثي»، ليظل فيه نحو اشهر، انتهت بالانتفاضة الثانية التي قادها جعجع ضد حبيقة في 15 كانون الثاني/ديسمبر 1986.

بعدها بدا تلفزيون “القوات” متجهاً الى حقبة من الاستقرار بقيادة جعجع وإدارة «بيارو» كما يسمي القواتيون الشيخ بيار الضاهر. لكن قلاقل 10 آب/أغسطس من العام 1986 كادت تلامس مقر المؤسسة في دار المعلمين سابقاً في صربا ـــ جونيه. يومها قامت مجموعات من المتململين من قيادة جعجع بحركة اعتراضية مسلحة، لم تلبث ان اجهضت بعد مواجهة عسكرية في حرم المحطة نفسها.

بعد 10 آب/ أغسطس 86 ارتاحت “أل بي سي” 6 سنوات كاملة افتقد خلالها كثيرون الراحة. انتهت ولاية أمين الجميل بفراغ رئاسي، جاء ميشال عون رئيساً للحكومة، اندلعت اولى الحروب المسيحية في 14 آذار، ثم الحرب المسيحية الكبرى في 31 كانون الثاني/يناير 1990. اجتاح السوريون المناطق الشرقية في 13 تشرين الأول من العام نفسه، قامت “سلطة الطائف”، والمحطة القواتية على استقرار داخلي، وسط العواصف الخارجية.

منتصف العام 1992 كان جعجع في بداية معاناته مع السلطة وممانعته لها. سقطت حكومة عمر كرامي في 6 أيار، جاء رشيد الصلح، وتقرر إجراء انتخابات نيابية مبكرة ومفاجئة. وقف جعجع مع القوى المسيحية المقاطعة، وتحولت المحطة منبراً للمواجهة، فوقعت محاولة الانتفاضة الرابعة.

ليل 23 ـــ 24 تموز /يوليو 1992، استفاقت وزارتا التربية والاشغال العامة على ضرورة استعادة املاكهما في الكرنتينا (المجلس الحربي) وفي صربا (مقر أل بي سي)، اضافة الى ممتلكات رسمية اخرى من بيت الدين وبعقلين وسواهما. صباح اليوم التالي كانت “اللبنانية للإرسال” تنقل من صربا الى أدما، من دون انقطاع البث ولا حتى ثانية واحدة.

عامان من الاستقرار النسبي في المركز الجديد المشترى نقداً من «الصندوق الوطني» التابع للقوات، وبداية تمايزات سياسية وإدارية بين جعجع والضاهر حول المؤسسة والوضع العام الأداء والمواقف. تمايزات انعكست اكثر من مرة داخل المحطة: ترك ايلي صليبي الاخبار ليحل محله جاك واكيم فترة وجيزة.

تبدل الكثير من المذيعين والمذيعات والمسؤولين وصولاً حتى استقالة الضاهر نفسه سنة 1993، ومسارعة جعجع الى تعيين مدير مكتبه، ابراهيم اليازجي، مسؤولاً عن التلفزيون. لكن اسابيع قليلة كانت كافية لاستدراك الوضع، عاد «بيارو» وعاد التعايش الحتمي الصعب.

في 27 شباط/فبراير 1994 انفجرت كنيسة سيدة النجاة في ذوق مكايل. اتهم وليد جنبلاط سمير جعجع بارتكاب الجريمة. في 10 آذار/مارس طوّق جعجع في غدراس. وفي 23 منه أصدرت حكومة رفيق الحريري قرارها بحل القوات وإسكات الاعلام المرئي والمسموع. صعد بيارو الى جعجع حاملاً سؤالاً واحداً: ماذا أفعل بالتلفزيون؟

أجابه رفيقه القديم: “شو ما بدك، بس خلص المؤسسة”. طرح الضاهر امكان الاستعانة بسليمان فرنجية، وافق جعجع. بعد اسابيع ذهب جعجع الى اليرزة معتقلاً، وذهبت المحطة الى فرنجية لاجئة محمية. بعد شهرين على اعتقال جعجع في 21 نيسان/ أبريل 1994، صدر القانون 382/94، تنظيم الاعلام المرئي والمسموع. ألغيت كل المؤسسات السابقة، وأنشئت اخرى جديدة، بينها واحدة نالت ترخيصاً تلفزيونياً فئة أولى، باسم «المؤسسة اللبنانية للإرسال انترناشيونال». المساهمون اكثرية مطلقة لفريق بيار الضاهر، اضافة الى نسب اخرى لعصام فارس وفرنجية ونبيل البستاني وميشال اده وآخرين كثر. أقلعت المحطة في الاجواء السياسية المفروضة، وبدت مرتاحة في تكيفها الجديد، بالوجوه ذاتها والاسماء ذاتها، لكن بلغة مغايرة، غالباً مناقضة، وأحياناً مزايدة.

وفي هذه الاثناء قيل إن تمويلاً معيناً ظلت تؤمنه المحطة، إن مباشرة او بواسطة مؤسسات انطوان شويري الاعلانية الشقيقة، لمصلحة ستريدا جعجع، الى ان اطل صيف 1998، انتخابات بلدية شهدت تقارب جعجع مع الحريري في بيروت، فانفجرت فجأة سيارة مفخخة في منطقة الدورة منتصف حزيران واقتيد الضاهر والشويري وآخرون الى التحقيق.

النتيجة: وقف تمويل جعجع، إشراف سياسي مباشر على المحطة، وتبديلات في بعض الوجوه. لم يطل الأمر اكثر من اشهر قصيرة. خريف 1998 جاء إميل لحود الى الرئاسة، اصطفت المؤسسة على خط بعبدا وعادت الامور الى نصابها، حتى 27 تموز/ يوليو 2005 تاريخ خروج جعجع من السجن.

 

الحرب مع حزب الله قد تتجدد في غضون ثلاثة اشهر 

السبت 30 سبتمبر - أ. ف. ب.

 القدس: أثار وزير البنى التحتية الاسرائيلي بنيامين بن اليعازر العضو في الحكومة الامنية اليوم احتمال تجدد المعارك مع حزب الله الشيعي اللبناني "في غضون ثلاثة الى اربعة اشهر". وقال بن اليعازر لاذاعة الجيش الاسرائيلي "انطباعي هو ان الحرب يمكن ان تتجدد في لبنان في غضون ثلاثة الى اربعة اشهر".  واضاف ان "الترتيبات التي وضعت لجنوب لبنان بعد الانسحاب الاسرائيلي لن تصمد". واوضح بن اليعازر وزير الدفاع العمالي السابق ان "حزب الله سينتهز الفرصة لتعزيز صفوفه بدون علم الجيش اللبناني والجنود الاجانب المنتشرين في جنوب لبنان".

 

شيراك: على تركيا الاعتراف بمجازرها للانضمام للاتحاد الاوروبي 

السبت 30 سبتمبر - أ. ف. ب.

 يريفان: اعتبر الرئيس الفرنسي جاك شيراك اليوم في يريفان ان تركيا يجب ان تعترف بارتكاب مجازر ابادة في حق الارمن قبل ان تتمكن من الانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي لمعرفة ما اذا كان ينبغي على تركيا الاعتراف بان المجازر التي تعرض لها الارمن ظل الامبراطورية العثمانية بين 1915 و1917 هي مجازر ابادة، قال شيراك "بصراحة نعم اظن ذلك". واضاف شيراك الذي يقوم بزيارة دولة تستمر يومين الى ارمينيا "كل دولة تشمخ باعترافها بالمآسي والاخطاء التي ارتكبتها". وتابع "عندما يتعلق الامر ايضا بالاندماج في مجموعة تتبنى الانتماء الى مجتمع واحد والايمان بالقيم نفسها، اعتقد ان تركيا يمكنها ان تستنتج العبر بالنظر الى تاريخها وتقاليدها العميقة وثقافتها التي هي ايضا ثقافة انسانية". وسأل الرئيس الفرنسي "هل يمكننا القول ان المانيا التي اعترفت بالمحرقة فقدت من مصداقيتها؟"، مضيفا بالعكس "لقد كبرت". وتابع "يمكن قول ذلك بالنسبة الى فرنسا وعدد كبير آخر من الدول". ودشن الرئيس الفرنسي السبت "ساحة فرنسا" في وسط العاصمة الارمنية يريفان، معبرا عن "تأثره" بالزيارة التي يقوم بها وهي اول زيارة دولة لرئيس فرنسي الى ارمينيا. ودشن شيراك الذي رافقته زوجته برناديت ووفد فرنسي كبير الساحة التي تحيط بها الاشجار في حضور الاف الاشخاص الذين كانوا يلوحون باعلام ارمنية وفرنسية. وعلى وقع التصفيق، تحدث شيراك عن "ساحة فرنسا التي ارغب ان تكون ايضا ساحة السلام"، معربا عن رغبته بان يلي "زمن السلام" زمن الخلاف حول ناغورني قره باخ، وهو جيب تسكنه غالبية ارمنية انشق عن اذربيجان بعد نزاع دام بدأ في نهاية الثمانينات.

وتم التوصل الى وقف لاطلاق النار في 1994، الا ان الوضع لا يزال متوترا.

وقال الرئيس الفرنسي "اريد ان اؤمن بان زمن السلام قد حل. اريد ان اؤمن بذلك لانني اعرف ثمن الحرب". وحضر الحفل المغني الفرنسي من اصل ارمني شارل ازنافور والممثلة لين رينو والمغنية من اصل يوناني نانا موسكوري. وقال شيراك "انني اكتشفت ارض ارمينيا بتأثر كبير"، مشيدا "بالتاريخ البطولي والمضطرب للشعب الارمني الذي يعود الى اقدم عهود التاريخ". وقال نظيره الارمني روبرت كوتشاريان من جهته ان "صداقتنا صمدت عبر الزمن"، واصفا فرنسا ب"الشريك الجدير بالثقة على الساحتين الدولية والاوروبية". ووصل شيراك مساء الجمعة الى ارمينيا ووضع صباح السبت اكليلا من الزهر عند نصب تسيتسيرناكبربد التذكاري المقام احياء لذكرى ضحايا ابادة الارمن (1915-1917). واصبحت فرنسا التي تعد نحو 400 الف مواطن من اصل ارمني، اول دولة اوروبية تعترف بابادة الارمن، بمصادقتها على قانون 29 كانون الثاني(يناير) 2001 من دون توجيه التهمة مباشرة الى الاتراك. ومن المتوقع ان تقدم الكتلة الاشتراكية في الجمعية الوطنية الفرنسية اقتراح قانون في 12 تشرين الاول(اكتوبر) يعتبر نفي حصول الابادة الارمنية جريمة تستحق العقاب بالسجن لمدة سنة وبدفع غرامة قيمتها 45 الف يورو. ويثير هذا النص جدلا في الطبقة السياسية الفرنسية، وغضبا في تركيا. وقال شيراك تعليقا على هذا الاقتراح، ان قانون 2001 حول الاعتراف بالابادة الارمنية "يفرض نفسه على الجميع" في فرنسا، بينما النص المذكور "يندرج في خانة الجدل". واضاف ان "القانون الفرنسي يدين كل استفزاز على التمييز وعلى الكراهية والعنف العنصريين. هذا يدل على ان فرنسا اعترفت بالماساة الارمنية بشكل كامل، وكل ما تبقى يندرج في اطار الجدل اكثر منه في اطار الحقائق القانونية".

 

الوزير الجميل: العماد عون يعمل لاسقاط الحكومة منذ تشكيلها

وطنية- 2006 / 9 / 30

 قال وزير الصناعة بيار الجميل في حديث الى اذاعة "لبنان الحر" ، وتعليقا على الموقف المرتقب اليوم للنائب العماد ميشال عون : "ان العماد عون يقوم بحركة معينة باتجاه اسقاط هذه الحكومة من اللحظة الاولى لتشكيلها, علما انه كان مخيرا في المشاركة او عدمها في الحكومة وهو من اختار عدم الدخول فيها".

واضاف "من حقه ان يدعو الناس الى الذهاب في اتجاه اسقاط الحكومة او عدم اسقاطها, كما ان من حقه طرح برنامج كيفية التحرك السياسي وانه من حق الافرقاء الباقين الدفاع عن بقاء الدولة وعن خياراتهم السياسية".

وقال:" لو يساعدوننا على العمل لمصلحة المواطن من خلال بناء دولة قوية تؤمن له المساعدات والخدمات والانتقال من حالة تردد الى حالة ثبات يكونون بذلك يخدمون المواطن".

 

بيان مجلس الأمن

المستقبل - السبت 30 أيلول 2006 - أصدر مجلس الأمن بعد الاستماع إلى المحقق الدولي سيرج براميرتس البيان الآتي:تلقى أعضاء مجلس الأمن ايجازاً اليوم (أمس) من المفوض السيّد سيرج براميرتس حول التقرير الخامس للجنة التحقيق الدولية المستقلة في اغتيال رئيس الوزراء السابق في لبنان رفيق الحريري. رحّب أعضاء مجلس الأمن بالتقرير وأثنوا على العمل المحترف الرائع للسيّد براميرتس وفريقه. تشجع أعضاء مجلس الأمن باستنتاجات التقرير بأن تقدماً قد تحقق في كل ميادين التحقيق.

جدّد أعضاء مجلس الأمن دعمهم الراسخ للجنة ودورها المركزي في تحديد منفذي ومنظمي ورعاة اغتيال رئيس الوزراء السابق للبنان رفيق الحريري بحيث يمكن سوقهم للعدالة.

كذلك جدد أعضاء مجلس الأمن دعمهم للجنة في مدّ المزيد من المساعدة التقنية للسلطات اللبنانية في تحقيقها في هجمات أخرى نُفذت في لبنان منذ 1 تشرين الأول (اكتوبر) 2004، بما يتوافق مع تفويضها المؤسس بقرارات مجلس الأمن. وهم على أهبّة الاستعداد لمساعدة اللجنة حين الضرورة.

 

أنباء عن استيلاء "حزب الله"

على أسلحة إسرائيلية

المستقبل - السبت 30 أيلول 2006 - العدد 2402 - شؤون لبنانية - صفحة 7

كشفت مصادر امنية اسرائيلية امس عن ان وحدات خاصة من مقاتلي "حزب الله" تسللت ليل الاربعاء الخميس الى داخل الاراضي المحتلة في شمال فلسطين بالقرب من مستوطنة "شوميرا" على الحدود اللبنانية الشمالية واستولت على كميات ضخمة من الاسلحة والعتاد وعادوا به الى الاراضى اللبنانية. واوضحت المصادر ان المنطقة التي وقعت بها العملية هي نفس المنطقة التي تمكن فيها مقاتلو "حزب الله" من قتل ثمانية جنود اسرائيليين واسر اثنين اخرين في الثانى عشر من تموز الماضي. واضافت ان الاسلحة الاسرائيلية التي تم الاستيلاء عليها تشمل صواريخ من طراز "لاو" واسلحة مضادة للدبابات والغاما والعديد من الاسلحة والعتاد المتطور. واشارت المصادر الى ان قوات الاحتلال اقامت نقاط تفتيش عديدة في منطقة مروحين في الجنوب اللبناني وحققت مع بعض القرويين اللبنانيين حول عملية الاقتحام التي نفذها "حزب الله" في المنطقة".

 

تباينات الشارع المسيحي اللبناني

الجزيرة-مقدم الحلقة: ليلى الشيخلي

ضيوف الحلقة:

- وهبي قاطيشه/ قيادي في حزب القوات اللبنانية

- جوزيف أبو فاضل/ كاتب ومحلل سياسي

- بول سالم/ أستاذ علوم سياسية

تاريخ الحلقة: 25/9/2006

- مدى تجانس الشارع المسيحي اللبناني

- إمكانية تحقيق التوافق في المؤسسة الرئاسية اللبنانية

ليلى الشيخلي: حياكم الله، نتوقف في هذه الحلقة عند التباينات في الشارع المسيحي في لبنان على ضوء الخطاب الذي ألقاه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ونطرح في حلقتنا تساؤلين اثنين، إلى أي مدى وصلت حدة الاستقطاب في الشارع المسيحي اللبناني في ظل التطورات الأخيرة في البلاد؟ وكيف يمكن لمسيحيي لبنان استعادة دورهم في السلطة السياسية من خلال التوافق على مؤسسة الرئاسة؟ الخطاب الذي ألقاه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أمام عشرات الآلاف من مناصريه في قداس أقيم لراحة نفس قتلى الحزب الذين سقطوا في الحرب الأهلية اللبنانية أخذ طابع المظاهرة المسيحية التي طرحت وبقوة موضوع رئاسة الجمهورية والجدل الحاد الذي ظل يدور حوله منذ فترة ليست بالقصيرة.

مدى تجانس الشارع المسيحي اللبناني

[سمير جعجع - رئيس حزب القوات اللبنانية: نحن نقول نعتز بانتمائنا للبنان وبصداقتنا للعالم أجمع.

نصر الدين اللواتي: نحن.. يشير بها سمير جعجع إلى الجمع المتدافع أمامه وإلى نفسه وإلى آخرين مازالوا يتطلعون إلى شخصية مسيحية كاريزمية تعيد إلى الطائفة ذكرى القيادات التاريخية، لكن هذه النحن المدوية لم تجد بعد على الخريطة المسيحية اسما واحدا يعبر عنها بل أسماء شتى باعدت بينها المواقف والأحداث والمحاصصة في وظائف الدولة ومناصبها وتتوزع خارطة التمثيل المسيحي الحزبي في لبنان بين من أسعفتهم التحالفات ومن قلصت آمالهم على التيار الوطني الحر الذي يقوده ميشيل عون وحزب القوات اللبناني الذي يقوده سمير جعجع وتنظيم المردة بقيادة سليمان فرجيه وحزب الوطنيين الأحرار لدوري شمعون والكتلة الوطنية لكارلوس أده، خمسة عشر عاما على اتفاق الطائف الذي أعاد ترتيب التمثيل الطائفي في لبنان وأزمة تمديد لرئيس الجمهورية إميل لحود لم يبدو أنها جعلت المسيحيين في لبنان أكثر يقينا بشأن منزلتهم في ساحة القرار السياسي، ففي المواعيد الحاسمة التي عبرها لبنان إثر الحرب كان جليا أن نظام الرئاسات الثلاث الشيعية والسنية والمسيحية بقي يخاطب اللبنانيين طيلة فترة بصوتين فقط ورئاستين فحسب وسط شعور من قبل فئة غير قليلة من المسيحيين بالتهميش أو ما اعتبره البعض إحباط المنقسمين، المنقسمين بشأن التحالفات والموقف من سوريا ومن سلاح حزب الله ومن شخص رئيس الجمهورية، أصوات مسيحية اعتبرت أن مرد التهميش مجازفة الموارنة أنفسهم باستهداف شخص الرئيس إميل لحود بعد التمديد له فانتقد وأضعف وتحول شخصه من رمز إلى مجرد سؤال على طاولة الحوار الوطني يمضي أم لا يمضي، لكن تباعد المواقف المارونية بشأن البديل أدى إلى إبقاء إميل لحود رئيسا ولكن مقاطعا من قبل سفراء الدول الكبرى وضعيفا إلى درجة لم ير معها الأمين العام للأمم المتحدة ضروريا أن يتوقف في قصر بعبدة وهو يعبر العاصمة اللبنانية، ما جعل مجلس المطارنة الذي يرأسه البطريرك مار نصر الله صفير يقول أن الفترة الحالية جعلت المسيحيين يشعرون أن مشاركتهم في مصير البلد أصبحت هامشية نتيجة غياب دور الرئاسة الأولى وافتقادها الهيبة والفاعلية، مع ذلك تثار الأسئلة عن مآل حالة الاستقطاب في شارع مسيحي أصبح يحمل قيادييه مسؤولية إلحاق الطائفة إما بالقرار السني أو بالموقف الشيعي.

ليلى الشيخلي: ومعنا في هذه الحلقة من بيروت وهبي قاطيشه القيادي في القوات اللبنانية والكاتب والمحلل السياسي جوزيف أبو فاضل وعبر الهاتف من بيروت أستاذ العلوم السياسية الدكتور بول سالم، أهلا بكم جميعا، نبدأ معك وهبي قاطيشه، يعني لنبدأ من النحن التي جاءت في التقرير، هل نحن أمام كيان مسيحي متجانس في هذه المرحلة؟

الكيان المسيحي لم يكن يوما متجانسا، فالشارع المسيحي متنوع إنما يتصف بذاتية معينة، وهو سيادي منذ تأسيس الكيان اللبناني عام 1920

وهبي قاطيشه

وهبي قاطيشه- قيادي في حزب القوات اللبنانية: لم يكن يوما الكيان المسيحي متجانسا كما نشهد في الأحزاب الشمولية العالمية أو العربية، الشارع المسيحي شارع متنوع، إنما يتصف بذاتية معينة.. هذا الشارع هو سيادي منذ تأسس هذا الكيان اللبناني عام 1920، هو سيادي أي يؤمن بلبنان أولا منذ أن تأسس هذا الكيان، إنما شاهدنا في الآونة الأخيرة محاولة بعض السياسيين لنقل هذا الشارع إلى هدف غير.. أو بالأحرى إلى مكان غير مكانه الطبيعي الذي يؤمن بالحرية والسيادة والاستقلال وما شاهدناه بالأمس ليس سوى عودة إلى الذات من قبل هذا الشارع عندما أدرك أن بعض القياديين يأخذونه إلى غير مكانه الطبيعي، ما شاهدناه بالأمس في قداس حريصة وهذه الجماهير المحتشدة هو عودة إلى الذات التي فقدها منذ أكثر من عام.

ليلى الشيخلي: جوزيف أبو فاضل هل رأيتم هذه العودة إلى الذات في خطاب جعجع؟

جوزيف أبو فاضل - كاتب ومحلل سياسي: سيدتي أنا كنت أنتظر من الدكتور سمير جعجع أن يكون خطابه شموليا وأن يتحدث بالأزمة الاقتصادية وأن يعني يحق له ولغيره أن يحلم بإقالة الرئيس إميل لحود ولكن لا أرى اليوم يعني أنه هذا الأمر هو الأمر الطارئ وهو الأولوية في البلاد، فالرئيس لحود موجود بقوة القانون وتحالفات الدكتور سمير جعجع يعني الذي خرج من السجن وهو قد ظُلم نتيجة تحالفاته مع تيار الحريري وتيار الأستاذ وليد جنبلاط ومن ثم بوصاية غازي كنعان وحكمت الشهابي وعبد الحليم خدام، الدكتور سمير جعجع اليوم يتحالف مع هؤلاء ويقول إنه ضد سوريا ويقول إن الرئيس لحود هو إنتاج سوري، الرئيس لحود بالطبع هو حليف لسوريا لكن الدكتور جعجع هو ملحق بهذه الأكثرية وهو ليس له رأي فإذ إن السيدة كوندوليزا رايس عندما أتت إلى لبنان اجتمعت بالسيد سعد الدين الحريري وبالنائب وليد جنبلاط ولم تجتمع مع الدكتور سمير جعجع وبالتالي عندما أتت السيدة رايس مجددا إلى السفارة الأميركية في عوقر اجتمعت مع الجميع باستثناء الدكتور سمير جعجع وأيضا كذلك الأمر.. يعني الدكتور سمير جعجع يعني يفرض نفسه اليوم ويقول أيها المسيحيون لكن الجماهير المحتشدة ونحن نعلم أن هؤلاء لديهم شهداء كثر من.. الشهداء..

ليلى الشيخلي: طيب هذه الجملة بالتحديد أيها المسيحيون، يعني كيف يستقيم هذا بول سالم.. دكتور بول سالم مع خطاب الوحدة الوطنية؟

الملفت للنظر أن القادة المسيحيين الأساسيين اليوم هم بين خيارين إما تحالف مع السنة أو تحالف مع الشيعة وهذا أمر جديد لم تألفه الحياة السياسية في لبنان

بول سالم

بول سالم - أستاذ علوم سياسية - بيروت: يعني يوجد ربما إيجابيات وسلبيات في الحالة التي نشاهدها اليوم، يعني أولا من الملفت أن القادة المسيحيين الأساسيين اليوم هم بين خيارين إما تحالف مع السنة سياسيا أو التحالف مع الشيعة وهذا ربما أمر جديد في السياسة اللبنانية.. جديد في هذه المرحلة وأمر له إيجابيته في التركيبة اللبنانية لأنه في السابق ربما كانت الطوائف تتقوقع كليا ضد طوائف أخرى بالأخص بين المسيحيين والمسلمين عامة، فيوجد ظاهرة اليوم أن المسيحيين اقتنعوا اقتناعا كليا أنه لابد من تحالف أساسي مع أطراف مسلمين كما أن المسلمين سنة وشيعة ودروز اقتنعوا أيضا أن لا مجال للإنفراد في القرار ويوجد ضرورة لتحالف مع أطراف مسيحية أما من ناحية..

ليلى الشيخلي: طيب ما تأثير هذه التحالفات إذا سمحت لي على الدور المسيحي في السياسة اللبنانية؟

بول سالم: يعني المسيحيين ولا شك يعني يبحثون على استرجاع شيء من مكانتهم.. شيء من دورهم، اتفاق الطائف أضعف منصب رئاسي في الجمهورية ولكن الرؤساء الذين توالوا على الرئاسة في لبنان أيام الوجود السوري وربما حتى اليوم لم يكونوا وهذا يعني وصف عملي لم يكونوا يمثلوا تيار مسيحي سياسي واسع وكانوا بشكل عام يعني أتوا بسبب تحالفاتهم بينما الرئيس الحريري.. الشهيد الحرير أو نبيه بري أو وليد جنبلاط أو السيد حسن نصر الله فعلاً يمثلون تيارات كبيرة، أما اليوم فبين ميشيل عون وسمير جعجع بحذف الألقاب وبعض القادة يحاولون أن يعني يستنهضوا قواعد مسيحية ونحن يعني تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية أقل من سنة ويحاولون أن يعني يصورون تيارهم أنه هو الأقوى في الشارع المسيحي علماً أن القرار بالنهاية في موضوع الرئاسة في لبنان سيرتبط بالوضع اللبناني والإقليمي كما نعلم.

ليلى الشيخلي: طيب هو هذا منصب الرئاسة هو بالتحديد يعني قدتني ربما إلى المحور الثاني في هذه الحلقة واللي أريد أن أتحدث عنه التباين حول تمثيل المسيحيين سياسياً في لبنان أدى إلى ما بات يعرف بشل مؤسسة الرئاسة الواجهة التمثيلية للمسيحيين في إدارة الدولة، الزميل غسان بن جدو كان قد التقى في أغسطس الماضي بالعماد ميشيل عون زعيم التيار الوطني الحر وسأله حول هذا الأمر، لنستمع.

ميشيل عون - زعيم التيار الوطني الحر: أنا لست أقلية، أنا أكثرية ساحقة ولي حق المثيل المسيحي بصرف النظر عن فكري العلماني الذي أسعى إلى تطبيقه في المستقبل ولكن لغاية الآن أنا أمثل المسيحيين وليس أي شخص آخر.

إمكانية تحقيق التوافق في المؤسسة الرئاسية اللبنانية

غسان بن جدو: ماذا تقول للمسيحيين الذين يقال إنهم الآن باتوا يخشون مرحلة ما بعد الحرب؟

ميشيل عون: المسيحيين لهم دور وعندهم موقع، عندهم موقع رئاسة الجمهورية، هذه الأقلية الأكثرية القائمة هي عطلت الموقع المسيحي برئاسة الجمهورية ورفضت يكون في ممثل للمسيحيين في رئاسة الجمهورية، بأحملهم كل المسؤولية لغياب الموقع.

ليلى الشيخلي: إذاً وهبي قاطيشه أليست المصلحة حالياً تقتضي الوقوف خلف ميشيل عون برأيك كما يقول هو؟

وهبي قاطيشه: لا أعتقد عندما يقول الجنرال عون بأن هذه الأقلية المسيحية عطلت دور رئيس الجمهورية.. دور رئيس الجمهورية معطل من عام 1990 عندما خضع لحكم الوصايا السورية منذ 15 عاماً وهذا لم يكن من ذنب المسيحيين خاصة أن الجنرال عون كان في المنفى والدكتور سمير جعجع كان في السجن، إذاً تعطيل موقع رئاسة الجمهورية سببه بالأساس الوجود السوري في لبنان وعندما مُدد للرئيس لحود تمدد هذا التعطل مع التمديد للرئيس لحود ولا يمكن إعادة التوازن إلى الدولة اللبنانية بين المسيحيين والمسلمين إلا بتصحيح هذا الخطأ الأساسي، إنما أنا أعجب للذي ينتقد خطاب الدكتور جعجع السياسي ويقول لماذا لا يبدأ بالاقتصاد؟ ما بالأساس الأزمة الاقتصادية متأتية من الأزمة السياسية وينتقد لماذا يتحالف مع هؤلاء اللي ضد سوريا؟ نحن لا نتحالف ضد سوريا إنما ضد النظام الذي يعمل.. ضد النظام السوري الذي يعمل ضد النظام اللبناني والشعب اللبناني، لذلك خطاب الدكتور سمير جعجع كان سياسي بامتياز، خطاب رجل دولة وللمستقبل يخطط كيف يجب أن تكون الدولة اللبنانية وكيف يمكن إصلاحها، كيف يمكن بناء الدولة ومن أين نبدأ خاصة منصب رئاسة الجمهورية لإصلاح الخلل وإعادة التوازن إلى..

ليلى الشيخلي: والقضية هنا هو من هو البديل؟ يعني عندما نتحدث عن منصب الرئاسة هل هناك بديل تقدمونه؟

وهبي قاطيشه: طبعاًَ هناك الطائفة المارونية غنية بالطاقات، لا يمكن لأحد أن يقول إما أنا أكون رئيساً لهذا البلد وإما لن يكون هناك بلد..

ليلى الشيخلي: إذاً انتم مستعدون لقد انتخابات جديدة، هل لديكم شروط مثلاً لذلك تضعونها؟

وهبي قاطيشه: ما دخل الانتخابات النيابي بانتخابات الرئاسة؟ نحن نخطط لانتخابات رئاسية جديدة، عندما ننتخب رئيس جديد يتغير الوضع جذرياً في لبنان على كل المستويات لأن مفتاح التوازن في لبنان هو الرئاسات الثلاث نحن الرئاسة الأولى مغيبة بالنسبة للمسيحيين لذلك نصر على تغيير رئيس الجمهورية كأفضلية أولى سياسياً للوصول إلى هذا التوازن.

ليلى الشيخلي: وهذا التغييب يعني يعتبر خطير بالنسبة للمسيحيين جوزيف أبو فاصل، ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه البطريرك في هذا الخصوص؟

جوزيف أبو فاضل: سيدتي أنا أستغرب بعض قياديين القوات اللبنانية الذين يعتبرون أن هناك ثلاث رئاسات في لبنان، أول شيء يعني يجب أن يكون على علم بهذا الموضوع.. أي شخص يجب عليه الإطلاع على هذا الأمر بأن هناك في لبنان رئيسين للمؤسستين، رئيس المؤسسة النيابية ورئيس مؤسسة مجلس الوزراء وهناك رئيس للدولة.. هذا أولاً، ليس هناك ثلاث رؤساء في لبنان، إنما في الأمر الثاني.. الأمر الثاني هو أن قسم من اللبنانيين اليوم مع قسم من السوريين وقسم من اللبنانيين حلفاء مع سوريين آخرين، إذاً في لبنان لا يوجد يعني أشخاص ليس لهم طعم أو لون، أما في حين أن نأتي إلى خطاب أو نتكلم عن هكذا موضوع يجب أن نبحث أولاً بالتمثيل النيابي.. التمثيل النيابي القانون السوري الذي وضعه غازي كنعان مع الرئيس الحريري ومع وليد بك جنبلاط هذا القانون أعطى ميشيل عون الأكثرية المسيحية وميشيل عون ومع هذا الربح يدعو الجنرال عون الجميع في لبنان إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة ومن ثم فليأتي من يأتي رئيس جمهورية إذا ما كان هناك من تغيير لفخامة الرئيس لحود، إنما الوضع في لبنان أولاً هناك نقيد ونقيد للشيء ذاته، يعني في حين في عام 1990 وفي التسعينات الدكتور سمير جعجع رفض الدخول في الحكومة على أنه على أن حجم القوات هو أكبر من وزير، أما اليوم فهو ارتضى أن يكون وزيراً للسياحة وهي نصف وزارة تعتبر للمسيحيين، المسيحيين في لبنان هم موظفين لدى الشيخ سعد الدين الحريري، الشيخ سعد الدين الحريري ليس طه حسين أو سعيد عال، هذا رجل مال ورجل اقتصاد ورجل أعمار، هم ماذا يفعلون معه؟ ماذا سيعطيهم مقابل هذا الشيء؟ هل يمكن إفراغ الرئاسة المسيحية من أجل كرمة لعيون فولان أو فولان؟ فلنتفق على البديل ومن ثم نتكلم، يعني هل يعقل أن يكون السنيون في لبنان.. الطائفة السنية الكريمة قد اختارت زعيمها الشيخ سعد الدين الحريري والدروز كذلك والشيعة اختاروا حزب الله والرئيس بري والجنرال ميشيل عون وسليمان بك فرجاية والأسسكيف لديهم الأكثرية المسيحية الساحقة ونسأل لماذا لا يُعطى لفلان أو علان؟ بمجرد أن يطرح العماد عون نفسه كرئيس للجمهورية أصبح بالدرجة الأولى والباقيين يأتون من بعده إذا قُسمت الدرجة إذا قسمت مئوياً على جماعة..

ليلى الشيخلي: طيب لنطرح هذا على دكتور بول سالم، يعني ما رأيك دكتور بول سام ما هي المشكلة ما العائق في سبيل تحقيق ذلك برأيك؟

بول سالم: يعني فعلاً اللي عم بيقولوا يعني يوجد وجهة نظر يعني لبنان نظام مزيج بين نظام طائفي حيث تمثل الطوائف بزعمائها ونظام ديمقراطي له مؤسسات وفصل السلطات ويحاول أن يكون ديمقراطياً بشكل توافقي والانتخابات الرئاسية في التاريخ اللبناني يعني تنوعت بين انتخابات حيث كان يوجد زعيم ماروني واضح وكان يأتي إلى رئاسة الجمهورية وبين حالة نادرة وأنا أتكلم قبل الحرب الأهلية وقبل الوجود السوري وكل هذه المراحل، عندما يستطيع زعيم ماروني أن يحصل على ائتلاف بين ائتلاف مسيحي وسني وشيعي غيره في المجلس النيابي ليكون مرشحا توافقيا لأن الانتخابات هي من قبل المجلس النيابي إلى رئاسة الجمهورية ويجوز الوجهان في التاريخ اللبناني وفي التجربة اللبنانية ويجوز أن يكون المسيحي ممثل زعيم مسيحي بالمعنى الحقيقي أو بزعيم مسيحي وبالوقت ذاته يحظى بتوافق لأن النظام اللبناني هو نظام توافقي وفعلا العماد عون طرح هذه القضية بعد الانتخابات النيابية الماضية ولا يوجد وجهة حق مهمة أن هذه الانتخابات التي جرت بقانون انتخابي سيئ جدا ولكن على مساوئه أتي العماد عون بأكثرية مهمة في الجمهور المسيحي ولكن ساءت على علاقاته أو تم استبعاده أو يعني الذي حصل ليس ربما متفق عليه ولكن وصلنا إلى حالة تباعد كبير بين العماد عون وحلفائه السابقين في تيار 14 آذار..

ليلى الشيخلي: إذا وهبي قاطيشه..

بول سالم: وإلى هذا الطريق المسدود بين وجود زعيم مسيحي قوي ولكن غياب هذا التوافق أو الإجماع حول رئاسته وهذا اللي وضع البلد في أزمة.

ليلى الشيخلي: يعني هل هناك.. يعني إذا هناك منطق فيما يقوله ميشيل، عون ما رأيك؟

وهبي قاطيشه: أولا أنا أرفض الكلام الذي صدر عن الصديق الصحفي بأن المسيحيين هم موظفون عند سعد الحريري أو غيره لأن تاريخيا المسيحيون لم يكونوا يوما موظفين عند أحد حتى عند دول كبرى ودول أكبر وأكبر وأكبر، ثانيا عندما يقول أن هناك رئيس واحد في لبنان نعتبر أن هناك رئيس واحد في لبنان إنما لماذا نقول للرئيس السنيورة دولة الرئيس وللرئيس بري دولة الرئيس، ثالثا الرئيس الواحد في لبنان الذي هو رئيس للبنان يجب أن يكون نتيجة إرادة جميع اللبنانيين أو معظم اللبنانيين، لذلك لا يمكن لأي ماروني يقول أنا الأحق في هذا المنصب لأني أمتلك أكبر نسبة من الشارع وعليكم أن تقبلوا بي، هو بحاجة إلى تحالف أو إقناع الكثير من بقية الطوائف سواء كانوا سنة أو دروز أو شيعة ليكون 65 منتخب ليصبح رئيسا خاصة وأن الأخ يقول إن هناك رئيس واحد في لبنان يجب أن يكون نتاج جميع هذه الطوائف وليس كبقية الطوائف نتاج أكثرية أو أغلبية طائفية ضمن هذه الطائفة.

ليلى الشيخلي: إذا يعني ماذا ترى برأيك جوزيف أبو فاضل العائق الآن؟

جوزيف أبو فاضل: سيدتي يجب أولا الاقتناع بأن الحق للأقوى والحق للأفضل، هذه بطبيعة الوضع الديمقراطي، اليوم.. يعني بالأمس سعى غبطة البطريرك الماروني إلى الطائف وهو والدكتور سمير جعجع للتخلص من العماد ميشيل عون بالتحالف مع السوريين وقد توفقوا يومها ولكنهم لم يتوافقوا باتفاق الطائف باعتبار أن رئيس جمهورية قد جردوه من صلاحيته وهو رئيس الدولة وهو رئيس كل المؤسسات وليس كما يتكلم حضرة العميد، هو رئيس الدولة لا دولة رئيس ولا أي دولة، هو رئيس الدولة هناك مؤسسات وهو يرأس الدولة كلها، إذاً أصبح لرئيس جمهورية بعد أن جرد من صلاحياته ثلاثة أمور، يعلق الأوسمة ويصدر قوانين العفو الخاصة ويستقبل السفراء أوراق اعتماد السفراء، لا يملك رئيس الجمهورية في لبنان كما يتفضل حضرة العميد والدكتور بول سالم يعرف هذا الأمر إذا كان حضرة العميد لا يريد أن يقر بذلك ربما لمصلحة سياسية الحل بحكومة اتحاد وطني، لماذا نخاف من حكومة اتحاد وطني طالما نحن نعول على إنقاذ لبنان؟ هل يعقل بعد هذه الحرب الدامية ألا نتكلم مع السيد حسن نصر الله والرئيس نبيه بري حول حكومة اتحاد وطني؟ أين الأموال؟ الإغاثات قد سرقت، يجب محاسبة من سرق الأموال والإغاثات، الأموال ترسل من قطر ومن السعودية..

ليلى الشيخلي: طيب أريد..

جوزيف أبو فاضل: ومن الكويت ولا أحد يعرف أين تذهب الأموال.

ليلى الشيخلي: أريد أن أختم ربما مع الدكتور بول سالم إلى أي حد ما نراه الآن على الساحة السياسية المسيحية بالتحديد مدفوع بطموحات شخصية أكثر مما هو مدفوع بأهداف وطنية أسمى؟

بول سالم: يعني أولا أنا بدي أقول إنه نحن بهذه المرحلة فعلا بالأخص بعد هذه الحرب الدامية على لبنان بحاجة إلى قسط كبير من الهدوء يعني من السياسيين ومن المعلقين برأيي الشخصي، هذا يعني التنافر ويعني التوتر الذي يحدث لا يخدم مصلحة لبنان ولبنان يمر بأزمة كبيرة وكبيرة جدا وكلنا لبنانيون وكلنا نريد مصلحة لبنان وربما يوجد وجهات نظر مختلفة فهذه يعني ملاحظة على الهامش، أما موضوع الطموحات الشخصية أولا يعني نحن فعلا بمرحلة تسبق انتخابات رئاسية وربما هذه الانتخابات الرئاسية من أهم الانتخابات الرئاسية في تاريخ لبنان الحديث لأنها محورية تأتي بعد انسحاب السوريين، تأتي بعد اغتيال الرئيس الحريري، تأتي بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان وتأتي ضمن إطار 1701 وفعلا لها أهمية كبرى وربما من حق السياسيين الموارنة المتنافسين على الرئاسة أن يتنافسوا ولكن هذا أمر طبيعي وربما قسم من التوتر له علاقة بهذا الشيء ولكني أظن أيضا أنه يوجد تنوع أو تباعد في وجهات النظر بالمضمون السياسي، يعني يوجد البعض له موقف من بعض الأطراف السياسيين الآخرين وربما تم التعبير عن هذا الشيء في حلقة اليوم، ربما البعض عنده موقف من الموقف الأميركي والموقف السوري وإلى ما هنالك ولكن ليس من مصلحة لبنان أن نؤجج وأن يعني نكب الزيت على النار بالأخص نحن بحاجة إلى يعني جمع الشمل، جمع الشمل ربما يعني قد يعني يأتي عبر..

ليلى الشيخلي: وربما هذه يعني ربما هذه أفضل كلمة نختم بها حلقة اليوم، هذه جاءت أيضا في المظاهرتين، وردت في مظاهرة الضاحية الجنوبية ووردت أيضا في مظاهرة حريصة، شكرا لكم نهاية هذه الحلقة من برنامج ما وراء الخبر بإشراف نزار ضو النعيم، نشكر ضيوفنا الكرام، نشكر وهبي قاطيشه ونشكر جوزيف أبو فاضل والدكتور بول سالم، بإمكانكم كالمعتاد المساهمة في اختيار مواضيع الحلقات القادمة بإرسالها على عنواننا الإلكتروني indepth@aljazeera.net غدا إن شاء الله قراءة جديدة في ما وراء خبر جديد، في أمان الله.

 

عقبات أمام الـ1701

الياس حرفوش     الحياة     - 30/09/06//

من البديهي القول ان التطبيق الكامل للقرار الدولي 1701 لا يمكن أن يكتب له النجاح اذا لم يتوفر حسن النية الضروري من جانب الطرفين الاساسيين في النزاع الاخير، أي «حزب الله» واسرائيل. فهذا القرار الذي تمت صياغته اساسا، وفي الذهن تمكين الدولة اللبنانية من استعادة سلطاتها على كامل ارضها، مثلما تكون عادة مهمات الدول، قد يجد في هذه الاستعادة نفسها عناصر التفجير التي تؤدي الى انهياره.

بداية المشكلة تكمن في قراءتين مختلفتين لما يهدف اليه القرار 1701. اسرائيل تقرأ استعادة السيادة اللبنانية من المنظور الذي يخدم مصلحتها. فهي لا تتردد في التأكيد على لسان مسؤوليها ووسائل اعلامها، أن فهمها للقرار الدولي يتجه الى آفاق وشروط لا توافق عليها حتى الدول الأكثر حماسا لتطبيقه، وفي مقدمتها مثلا فرنسا. قراءة اسرائيل ان القرار 1701 يفترض نزع سلاح «حزب الله» من الجنوب، حتى ما كان منه غير ظاهر، كما هي الحال الآن، وفرض وضع أمني على الحدود، لا يختلف كثيرا عن الوضع القائم على الجبهات المصرية والاردنية والسورية، ما يعني تنفيذ هدنة كاملة، ولو غير معلنة، لا تختلف في طبيعتها كثيرا عن حالة السلام الكامل. بكلام آخر، تعتبر اسرائيل أن عملية 12 تموز (يوليو) لا يمكن أن تكون قابلة للتكرار، وأن عجز «اليونيفيل» عن تنفيذ ذلك يمكن أن يؤدي الى قيام اسرائيل بهذه المهمة. وفي هذا الاطار لا تصح الاستهانة بالمناوشات الجارية على الحدود بين «مدنيين» من «حزب الله» والقوات الاسرائيلية، التي أدت الى جدل عسكري في اسرائيل حول طرق الرد عليها، دفع برئيس الاركان دان حالوتس الى التأكيد أن الرد في المرة المقبلة سيكون بإطلاق النار على المتظاهرين!

في الجانب الآخر، أبدى «حزب الله» منذ صدور القرار تحفظاته عليه، وان كان وزيراه وافقا في الجلسة الحكومية على صياغته، بعد أن اتفقت الحكومة مع تلك التحفظات. غير ان الحزب لم يتردد في التشكيك، منذ ذلك الوقت، في اهداف القرار والتبعات التي ستتعين على تنفيذه بالكامل. من تلك التحفظات ما يتعلق اساسا بمصير سلاح الحزب وبمراقبة خطوط الامدادات. واذا كان قد تبين أن الخطوط البحرية والجوية سهلة المراقبة ولن يكون في مقدور «حزب الله» الاعتراض كثيرا على ضبطها، فان الامر يبدو اكثر صعوبة وحساسية بالنسبة الى الخطوط البرية، التي تعني بشكل محدد نقاط الحدود مع سورية. اما بالنسبة الى قضية سلاح الحزب، التي يشكل التعاطي معها عقدة العقد بالنسبة الى القوة الدولية، فان اقتراح احالة الاشكالات المتعلقة بها الى الجيش اللبناني كي يتعاطى مع اية مظاهر مسلحة ظاهرة، يخلق ارضية خصبة للجدل حول دور الجيش تذكَّر بمحطات سابقة خلال الحرب، أدت بفئات بين صفوفه الى التشكيك في الأوامر أو حتى التمرد عليها.

في موازاة ذلك، هناك تحفظ «حزب الله» على التوجه السياسي لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة. ومن البديهي أن ينعكس هذا التحفظ على موقف الحزب من الاوامر التي يتلقاها الجيش في الجنوب. صحيح أن هناك تناغما الى الآن بين القيادة العسكرية وبين الحزب الذي كرر أكثر من مرة ثقته بها، وهو أمر يتصل ايضا كما لا يخفى بالتناغم السياسي بين الحزب ورئيس الجمهورية، الا أن الجيش يتلقى اوامره دستورياً من مجلس الوزراء ومن وزير الدفاع، وهو ما يعيد المسألة الى المربع الاول، أي الى انعكاسات أي تشكيك من قبل «حزب الله» في السياسة الحكومية، ومن ضمنها السياسة الدفاعية كما برز من مواقفه الاخيرة، في دور الجيش اللبناني المفترض في الجنوب وعلى الحدود الدولية، كما يقتضي الـ1701.

خلاصة الامر انه قرار دون تنفيذه عقبات كثيرة، قد يكون الخارجي منها هو الاقل صعوبة. من هنا لا يلام المشككون في نجاح فرص هذا القرار وفي قدرة بنوده على خلق وضع أمني قابل للحياة في الجنوب. طبعا قد يقال إن دولا كثيرة ربطت نفوذها وسمعتها (!) بنجاح الـ1701. ولكن ذكريات لبنان الاليمة مع «المتعددة» لا تترك مجالات كثيرة للتفاؤل. ألم يحصل الأمر نفسه في الثمانينات من القرن الماضي مع «الردع» العربي و «المتعدد» الدولي، من دون أن يكون الوضع الداخلي على حالة الحدة والانقسام اللتين يشهدهما الآن؟

 

 

النائب سعد الحريري استقبل السفير الفرنسي واسرة الشهيد عون ووفدا من نادي "الانصار"

وطنية-30/9/2006(سياسة) استقبل رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري قبل ظهر اليوم في قريطم السفير الفرنسي في لبنان بيرنار ايمييه وعرض معه الأوضاع العامة والتطورات. ثم استقبل النائب الحريري وفدا من أسرة الشهيد الرقيب أول شهاب عون الذي استشهد خلال محاولة اغتيال المقدم سمير شحادة, وقد شكره الوفد على مواساته باستشهاد عون. كما استقبل النائب سعد الحريري بعد ظهر اليوم، في قريطم، وفدا من نادي "الانصار الرياضي" برئاسة نائب رئيس النادي كريم دياب، وذلك قبيل توجه لاعبي فريق الانصار الى الكويت للمشاركة في دوري أبطال العرب التي ستقام في السادس من الشهر المقبل في الكويت. وتمنى النائب الحريري لأعضاء النادي التوفيق في مهمتهم مثنيا على الجهود التي يبذلها نادي الانصار للنهوض بالكرة اللبنانية.

 

باتل وقف عرابا لطفل من رحبة-عكار

وطنية-30/9/2006(متفرقات) قام السفير الاميركي الاسبق فنسنت باتل بزيارة خاصة الى بلدة رحبة - عكار حيث وقف عرابا للطفل جيفري بسام عطية الذي احتفل بتنصيره خلال قداس احتفالي في كنيسة مار الياس في بلدة جبرايل عكار بمشاركة النواب عبدالله حنا وهادي حبيش ورياض رحال وممثل عن الوزيرة نايلة معوض والقاضي عبدالله بيطار وحشد من الاهل والاصدقاء .

 

العماد عون رعى المؤتمر العام لمهجري الجبل " عودة الحق" في المعهد الانطوني

وطنية : 29/9/2006 (سياسة) أكد رئيس التيار الوطني الحر النائب العماد ميشال عون:" ان الخلاف مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة هو خلاف على الاداء السيء للبلاد والتصرف غير الشرعي التي تدار به البلاد, حتى تحولت الدولة الى مافيا " مشددا على وجود خلافات لم تعد مقبولة, وأهمها مقاطعة رئيس الجمهورية, ولا شرعية الوزير أحمد فتفت, الذي أصبح "بدل عن حاضر" وتهميش فئة كبيرة من اللبنانيين" , مؤكدا "أن الوضع السياسي الحالي في البلاد لا يمكن أن يساعد على بناء وطن ".

كلام العماد عون جاء خلال المؤتمر العام المخصص لمهجري الجبل, الذي عقد في المدرسة الأنطونية في بعبدا بعد ظهر اليوم, بحضور رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال إرسلان, النائب علي عمار, نواب كتلة الإصلاح والتغير , النائب هاكوب بقرادونيان عن حزب الطاشناق, رئيس الكتلة الشعبية إيلي سكاف, النائب بيار دكاش , الوزير السابق اللواء عصام أبو جمرا, وفد من قيادة حركة أمل برئاسة طلال حاطوم, اللواء نديم لطيف, الرئيس يوسف سعد الله الخوري, رئيس دير الأنطونية الأب سركيس طبر, الأباتي حنا سليم وعدد من المحازبين.

بداية النشيد الوطني اللبناني ثم كلمة مهجري الجبل القاها فادي حداد اشار فيها الى "ان نسبة العودة الى الجبل لم تتجاوز في أفضل الأحوال 20% لغاية العام 2003, وإذا ما ذكرنا بان الحرب انتهت في العام 1990, وبأن وزارة المهجرين أنشئت في العام 1993, فإن ذلك يكفي بذاته ويوفر البحث ويؤشر على الفشل الذريع والإخفاق المريب الذي واجهته الدولة على هذا الصعيد".

ثم تحدث السيد سيزار أبي خليل "وعرض لجداول مفصلة عن العودة والأموال التي دفعت فيها, والهدر والفرق في التعويضات المدفوعة للعائدين مقابل تلك المدفوعة للمقيمين, إضافة الى عدد التعويضات عن إخلاءات لغير مستحقيها, مما جعل الأموال المدفوعة تصل الى أكثر من مليار ونصف المليار دولار, لإعادة 20 % من مهجري الجبل فقط.

ثم تحدث منسق لجنة العودة لأهالي بلدة "عبيه" المهندس أنطوان بستاني, فكشف عن الخطوات التي قامت بها عائلات "عبيه" لإسترداد حقوقهم والعودة اليها منذ حصول التهجير وحتى الآن, دون التوصل الى أي نتيجة في ظل الحجج التي كانت تقدم للأهالي من وقت لآخر والقى مختار بلدة المطلة السابق غازي عيد كلمة تحدث فيها عن الاخلاءات في البلدة بالرغم من تهديم كل مساكنها وبيوتها باستثناء الدير الذي تحول الى زريبة للحيوانات حيث سجل 241 وحدة اخلاء في الدير على ان يكون القبص نتيجة مساومة مقابل قبص 125حصة كانت من حق المهجرين اصلا.

وتحدث الياس خليل من بلدة بريج الذي استرجع مجازر البلدة التي بدأت في 22اب 1977عندما تعرضت كنيسة البلدة لهجوم بالرشاشات في اثناء الاحتفال بقداس الهي فسقط 11شهيدا. ثم في العام 1982 عندما حصلت حرب الجبل وتهجر جميع المسيحيين,وما زال ابناء البلدة خارجها رغم كل المحاولات

ثم تحدث المهندس بسام نصرالله عن هيئة قضاء صيدا الزهراني مشيرا الى ارتباط هذا الموضوع بالانتخابات النيابية والاطراف التي تقودها وتتحكم بها. بعد ذلك القى المهندس بول نجم كلمة لجنة المهجرين في التيار الوطني الحر واعلن عن انشاء مكتب العودة بصفة هيئة من هيئات التيار الوطني الحر ومهمته متابعة الملف بكل جوانيه السياسية والقانونية والاجتماعية والانسانية والذي يتألف من ثلاثة قطاعات:

-1 المساعدة القانونية والادارية. -2 المساعدة الهندسية والتقنية -3 المساعدة الاجتماعية والصحية ارسلان بعدها تحدث الامير طلال ارسلان فقال: "عندي ثقة بان كل من اتى الى هذا اللقاء من تلقاء قلبه وعقله ووجدانه وارادته وقلقه وحرصه يختزن قدرا كبيرا من الصدق. الصدق الذي يحتاجه وطننا اللبناني المفدى لان الاوطان لا تبنى بالنفاق والتكاذب، ولا تبنى بالمخادعة والمناورة كما هي القاعدة السائدة، للاسف الشديد في زماننا الرديء هذا. ومن الشؤون الوطنية الخطيرة التي حرمت من الحد الادنى من الصدق، وشحنت بالقدر الاعلى من التكاذب والسرقة وسوء الائتمان والظلم والوقاحة والتواطؤ شأن التهجير والمهجرين هذه الماساة الوطنية الكبرى التي ستطبع تاريخنا لاجيال واجيال واجيال.

ولان اول الحقيقة كلمة صدق حسبنا الاعتراف بان عبارة "وزارة المهجرين" ليست اكثر من خطأ شائع لان الحقيقة هي وجود مغارة للمهجرين مغارة بكل معنى الكلمة، الداخل اليها مفقود والخارج منها مولود، تدخل المطالب المحقة فتختفي وتتآكل في الدهاليز وتتحول الى مغانم عند اصحاب القرار واتباعهم ومحاسيبهم. ان السيرة الذاتية لمغارة المهجرين والمبالغ الطائلة التي وضعت في تصرفها والتصرف المعيب الذي حصل بهذه المبالغ بما يضخم من احجم الثروات غير المشروعة التي تكدست من خلال الحرب ومما يعطي الاولوية للمحسوبيات وللتسويات السياسية - المصلحية التي تندرج في اطار التجارة السياسية.

ان السيرة الذاتية لهذه المغارة تؤكد بما لا يقبل الشك ان الهدف لم يكن يوما توفير عودة وطنية كريمة بالفعل لا بالقول. بل كان الهدف من الاساس تحقيق اكبر قدر من الاستثمار والاستغلال على حساب المهجرين ومأساتهم في سياق تنفيذ عودتهم الى بيوتهم، العودة التي تشكل احدى مرتكزات التوافق الوطني الذي اقر في الطائف. منذ البدء ونحن نعترض على الطريقة التي يدار فيها ملف المهجرين بدءا من كونها تزدري بكرامة الانسان اللبناني المنكوب وتزيد في مأساته وتخضعه لشتى انواع الضغوط والابتزاز من قبل اصحاب القرار اولا، ومن قبل اصحاب الوساطات والكلمة المسموعة ثانيا وكأنه لا يكفي المهجر نكبته بل هم عرضوه لنكبة اضافية.

هذا من جهة ومن جهة ثانية كانوا وما زالوا يضربون عرض الحائط بمطالبنا بوجوب ان تكون عودة المهجرين من خلال ورشة وطنية عامة تشارك فيها وزارات ومؤسسات الدولة ذات الصلة المباشرة باعادة النشاط الى دورة الحياة والعمران في المناطق التي اصيبت بالتهجر المشؤوم خلال الحرب الاهلية. يعني ذلك ان فكرة حصر موضصوع حل مشكلة المهجرين عبر وزارة مختصة هو في حد ذاته خطيئة وطنية - سياسية - اجتاعية - ثقافية ارتكبت اي الخطيئة من خلال العقلية السياسية السائدة والتي لا ترى في الانسان اللبناني مواطنا بالمعنى الحقوقي - السيادي - الاجتماعي، وانما مجرد فرد تابع لحالة يتشكل منها عدد من المصافي التي يمر فيها هذا اللبناني المعذب قبل ان يصل الى حالة تشبه المواطنية. بمعنى آخر جاء تشكيل مغارة المهجرين وصندوقها الاسود في سياق بناء منظومة المجالس والصناديق الخاضعة للمحاصصة هذه المحاصصة التي تشكل اسوأ واقرف انواع الاقطاع السياسي والمالي، بقدر ما تجسد حالة من العبودية المقنعة التي يحاولون فرضها على الانسان وايهامه في الوقت ذاته بانه حر. الرئيس رفيق الحريري قدر كلفة عودة المهجرين 450 مليون دولار وقد صرف مليارا و600 مليونا حتى قبل سنتين وعاد 17% من المهجرين وقد تركت الوزارة وكان فيها 260 الف طلب منجز.

ان متابعة عمل مغارة المهجرين على مدى السنوات الماضية هو ابرز دليل على الماساة الاضافية التي حلت بعشرات الالوف من العائلات المنكوبة اصلا مأساة الاذلال والاخضاع. هذه العقلية التي تحكمت بادارة مغارة المهجرين تسببت بكل هذه المماطلة وهذا التسويف وادت في النهاية الى ان العودة لم تشمل اكثر من 17 في المئة من المهجرين.

انها عودة تسويات وليست عودة وطنية كريمة على قاعدة حقوق المواطنة. كنا نلاحظ ذلك ايضا حين كانت تجري مصالحات اذ غالبا ما كنا نستبعد عنها وهذا شرف لنا ربما كان ذلك عقوبة لنا لاننا تسببنا بالتهجير وشاركنا في الحرب الاهلية وفي تدمير بلدنا وفي تكوين ثروات شخصية لا تأكلها النيران واما الذين كانوا يحضرون حفلات المصالحات فيمثلون قوى السلام والمحبة والتآخي واللاعنف واحترام القوانين والمؤسسات والسلم الاهلي وهم انفسهم الذين يبشروننا اليوم بالدولة القوية القادرة. ان سياسة الاستبعاد المنهجي للشرائح المسالمة والحريصة على السلم الاهلي عملا...لا قولا فقط...تنزع بالكامل اية مصداقية عن المصالحات وتكشف النقاب عن التزييف والخداع والاستغلال لمأساة المهجرين .

ما قيمة مصالحات لا تقوم على الاعتراف بالذنب .وما قيمة الاعتراف بالذنب ان لم يترجم بسلوك جديد مغاير تماما لمنطق العنف والهيمنة والاحتكار والتجارة السياسية من يضمن ان يأتي يوم, غدا,او بعد سنة او اكثر ,يقولون فيه ان مواقفهم في العام 2006 كانت خاطئة...من يضمن ذلك؟ يقولون للناس ايها الناس ضعوا ثقتكم بالدولة, دولتنا التي نبنيها لتكون قوية قادرة. لن اجيب على هذا الكلام ساكتفي بنقل ما جاء على لسان سعادة سفير الاتحاد الاوروبي السيد باتريك رينو الذي صرح قبل امس للنهار قائلا:"اؤمن كثيرا بلنان وشبابه لكن لا ارى ولا حتى خيال دولة قانون في الافق" ماذا يعني ها الكلام؟ يعني ان لبنان يعيش في ظل دولة مافيا وان هذه الدولة ليست ديموقراطية، وان الدولة غير الديموقراطية هي دولة ديكتاتورية وان الديكتاتورية في لبنان متعددة الاوجه والاشكال. وان الدولة كما يجري بناؤها ليست عادلة طالما انها ليست دولة قانون. وبغياب دولة القانون تغيب العدالة وبغياب العدالة لا يمكن بناء دولة قوية قادرة.

عليهم ان يهدأوا ان المنطق القائل لاكثرية الشعب: خيطوا بغير هالمسلة هو منطق تفجيري ينسف السلم الاهلي مع هكذا منطق لا يمكن بناء دولة قانون او ديموقراطية او سلم اهلي. المطلوب هو التخلي الكامل عن هذه العقلية التسلطية المستكبرة المستأثرة الهدامة. انني ادعو الجميع الى قراءة ما قاله سفير الاتحاد الاوروبي والى التمعن بهذا الكلام الصادر عن شخص يحب لبنان ولانه يحب لبنان لا يصدق السلطة الغبية التي تقول بدولة القانون وتعمل بمنطق المافيا. دولة الرئيس، لو سمع منكم قادة الرأي ولبوا دعوتكم في تشرين الثاني 2004 لعقد مؤتمر وطني لترتيب اوضاع البيت اللبناني بعد الانسحاب السوري، لكان لبنان قد تلافي الكثير من الويلات التي حلت وتحل به. تلك الدعوة كم عبرت عن بعد نظر واقدام في السياسة من منطق اعطاء الاولوية للسلم الاهلي بين اللبنبانيين. لقد ضيع عباقرة السياسية تلك الفرصة ثم ضيعوا فرصة اطلاق ورشة بناء دولة القانون وهم يثابرون بالنفاق والمكابرة حتى قال لهم السفير الاوروبي هذا الكلام وهو يهم بمغادرة الاراضي اللبنانية.

من الطبيعي ان يخوض كل الوطنيين المؤمنين بدولة القانون غمار الكفاح الديموقراطي الى جانبكم يا جنرال، يا من ترفعتم عن الصغائر والتجارة السياسية اولى الصغائر واعطيتم الاولوية لوحدة المجتمع اللبناني فكان ميثاق المبادىء الذي يحل اسم "ورقة التفاهم" والتي اثبتت الحرب انها امتن و اصلب واصح من كل التعهدات التي يطلقونها والاتفاقات التي يخطونها ويرفعونها شعارا ويدوسونها عملا قوة ورقة التفاهم من صدقها واول الحقيقة كلمة صدق. والصدق نقيض التكاذب السافل. ان المصالحات الفوقية لا تعالج جرحا عميقا كجرح التهجير وماساة المهجرين وحدها المصالحات على المستوى الاجتماعي ذات الالتزامات في السلوك هي التي تليق برهبة المأساة. بوجودكم يا دولة الرئيس يا رجل السلم الاهلي والنزاهة ومعكم احرار لبنان المؤمنون بدولة القانون والديموقراطية يمكن تحقيق طموحات اللبنانيين وفي مقدمتهم حاملي درح التهجير".

واخيرا تحدث العماد عون وقال ,اهلاً وسهلاً بكم في هذا اللقاء حول موضوع المهجرين في الجبل وفي مختلف البقاع اللبنانية، لأن المهجرين ليسوا فقط في الجبل. ولو خصصنا الجبل في هذا اللقاء، لكننا نفكر أيضاً بالمهجرين في البقاع الأخرى. اليوم، تكلمنا عما هو كائن في لبنان فقط، ولكن لنا لقاء قريب في 15 تشرين الأول القادم سنتكلم فيه عما يجب أن يكون وليس عما هو كائن، والفرق شاسع بين لبنان الحالي وبين ما نطمح إليه، فالجميع مدعوون تحت شعار العلم اللبناني في تلك الذكرى، ذكرى 13 تشرين التي سقط فيها شهداء كثر للفاع عن لبنان، إذ لم يكن يومها التيار الوطني الحر موجوداً سياسياً بل فكرياً، ولذلك شعار العلم اللبناني هو الذي سيرفع في ذلك اليوم. نهار البارحة مساء حضرنا إفطاراً، وكان الجو جميلاً جداً، وهو يمثل بالفعل اجتماعياً جميع شرائح المجتمع اللبناني. مع روعة هذا المشهد الذي يعبر عن التعايش والمحبة واللقاء، هناك شيء آخر.

تكلم دولة الرئيس وأثار بعض النقاط وأود أن أوضحها الآن، وهي ليست واردة في كلمتي المكتوبة. تكلم دولة الرئيس فقال أن الاختلاف في الرأي مقدس، ونحن لا ننتقد حق الاختلاف ونحن الذين قاتلنا في سبيل هذا الحق، ونحن لا نختلف معه أو مع غيره في حق الاختلاف. فكل مجتمع تعددي، سواء كان تعدده طتئفياً أو سياسياً، يحترم ويقدس حق الاختلاف. ولكن الواقع نحن مختلفون مع دولة الرئيس، وهناك خلافات سببها الأداء السيء للحكم في لبنان ويجب أن يفهم الجميع هذا الوضع. لماذا نحن مختلفون؟

في كل دولة ونظام هناك مراجع قوانونية يمارس من خلالها الحكم، وكل تجاوز للسلطة وكل تجاوز للنفوذ، وكل قرار تعسفي يخرج شرعية الدولة ويضعها في شرعية المافيا. فخلافنا إذاً هو الأداء الحكومي خارج إطار الدستور والقوانين وتجاوز كل هذه المرجعيات، بدءاً بتأليف الحكومة الذي جرى على أساس أكثرية وأقلية.

بصرف النظر عن حقيقة هذه الأكثرية أو الأقلية، في لبنان يقوم النظام على التوافق الطائفي، وكل طائفتين تتفقان ضد الثالثة يمكن أن يخرجاها من السلطة، فهل هذه هي مشروعية السلطة في لبنان؟ لا يجوز حذف طائفة باتفاق طائفتين، وهذا خلل كبير ما زال مستمراً ويضع هذه الحكومة خارج إطار الشرعية التوافقية التي قام عليها اتفاق الطائف. هناك خلل دستوري في قلب مجلس النواب، وهنا أريد أن ألفت نظر الزملاء النواب، بأية صفة يستطيع المراقب أن يحذف المراقب وخاصة أن هناك منع لهذا الأمر في الدستور نفسه؟

مقاطعة رئيس الجمهورية مخالفة للدستور، فلا تقوم الدولة برؤساء "عياري" حتى ولو كان هناك خلاف سياسي. هناك خرق للدستور بوزير غير شرعي للداخلية. سواء كنا في الأقلية أو الأكثرية لا يجوز خرق القوانين في هذا الشكل. لا شرعية للوزير أحمد فتفت في وزارة الداخلية لأنه "بدل عن حاضر" كما أسميته وليس "بدل عن ضائع". وإداؤه في الوزارة غير شرعي أيضاً لأنه يتجاوز القوانين وقد أسقط له مجلس الشورى جميع قرارات التعيين ولم يحترم أحكام مجلس الشورى.

لقد شكل جهازاً معلوماتياً جديداً لا ينص عليه القانون ولا يمكن تأسيسه إلا بقرار عن مجلس الوزراء ولا يزال. أنا أستغرب هذه التسويات مع وزير غير شرعي، لقد سقطت شرعية الحكومة منذ أمد طويل. إذاً ليس هناك خلاف في الرأي والتقدير بل خلاف على ممارسات غير قانونية وغير شرعية في الحكم. ولا يعلمنا أحد احترام حق الاختلاف لأننا نقدس حق الاختلاف ومن خلال هذا الحق يتقدم المجنمع ويتطور وبدونه سنقع في أنظمة الفكر الواحد ونحن ضد هذا الأمر. إذاً ما يقال عن تهميش المسيحيين في الحكم هو تهميش إرادي واعي وهذا يشكل مخالفة جسيمة في المجتمع التوافقي. ولماذا هذا التمادي؟ هل هناك رغبة في إثارة المسيحيين حتى يطالبوا بالفيدرالية، ونحن نستميت في سبيل الوحدة؟ وهل نريد تقسيم البلد؟

هل يجوز أن تستمر السلطة في استفزاز جميع المطالبين بشكل قانوني بإصلاح الوضع القائم؟ النقطة الثالثة التي أود إجابة رئيس الحكومة عنها هي "استكمال المشاركة باستكمال تطبيق الطائف"؟ أود أن أسأل الجميع: هل أعطيت له الحصرية في تطبيق الطائف أم أن تطبيقه يكون بمشاركة الجميع؟ هذه خروقات في التفكير ينجم عنها خروقات في التنفيذ وتعطي جواً سيئاً لوحدة البلد وللبنية السياسية فيه. نستطيع أن ننتقل إلى النظام الأكثري والأقلي، ولكن بعيداً عن النظام الطائفي، عندما يصبح السجال سياسياً على برامج سياسية-اقتصادية وبين أحزاب تتمثل فيها جميع الطوائفـ عندئذ يمكن أن ننتقل من النظام التوافقي إلى النظام الأكثري المعمول به في الأنظمة الديمقراطية، ولكن لغاية الوصول إلى هذه المرحلة التي نسعى إليها ونثقف شبابنا على هذا الانتقال من الطائفية إلى المواطنية فمن الإلزامي على رئيس الحكومة والأكثرية والأقلية احترام النظام القائم والعمل بموجباته وإلا نتهمهم مباشرة لأنهم يعملون مباشرة للتصادم والتقسيم. منذ سنة وشهرين ويومين تكلمت على قضية الموقوفين في سوريا وقضية اللاجئين في إسرائيل وقضية المهجرين اللاجئين في وطنهم.

بالنسبة للأولى طالبنا بالعمل على تحرير الموقوفين، وقد أخذت الحكومة على عاتقها في البيان الوزاري وليس على طاولة الحوار لأن لديها لجنة تتعاطى بهذه القضية. ومرت هذه المدة ولم نر أي عمل قامت به الحكومة لتحرير هؤلاء، كما نأخذ على الحكومة السورية ربطها هذا الموضوع بتحسين العلاقات مع الحكومة اللبنانية. إن هذا الموضوع إنساني بحت ولا يجب أن يخضع للاعتبارات السياسية وإذا أرادت بالفعل الصداقة مع الشعب اللبناني على الحكومة السورية أن تلجأ منفردة إلى تحرير ما تبقى لديها من موقوفين. لا نعلم كم بقي لديها وكم مات منهم في السجون أو كم لم يصل إليها، لذلك بإمكانها أيضاً أن تعطينا المعلومات عن بعض المعلومات كي نبحث عن الذين لم يصلوا إليها في المقابر الجماعية التي ما زالت في لبنان.

اما قضية اللاجئين إلى إسرائيل فقد توصلنا في ورقة التفاهم إلى دعوة هؤلاء للعودة، وقد أصبح جيلاً منهم يتعلم العبرية وليس لغتهم الأم، ودعونا الأبرياء للعودة، لأن الذين هربوا خوفاً ولم يرتكبوا أي جرم يمكن أن يعفوا من العقوبة، وحاولنا وضع آلية لتمريرهم بسرعة أمام القضاء.

إعتبرناهم كـ "أبو العينين"، فتجاوبت معنا بعض الأجهزة ولم تتجاوب معنا السلطة لوضع جدول تاريخي وأرادت أن توقفهم مجدداً وتخيفهم لمنعهم من العودة. هذا ليس عمل دولة مسؤولة تسهر على مفقوديها وعلى الذين هربوا عن أرضها، مع العلم أن ملف الشريط الحدودي كملف المهجرين طلبت فيه تحقيقاً نيابياً- قضائياً فقد بدأ عام 1975، وكما عودت الجميع إن أية قضية مثارة يجب أن تصل إلى خاتمة وسنبدأ التحقيق بأنفسنا لأن الدولة لم تعط البعد الكامل لهذا الطلب ولا يمكن كتابة التاريخ كما هو مكتوب حالياً لأنه مزور ونريد كتابة التاريخ بجميع حقائقه.

نصل الآن إلى قضية المهجرين، ويبدو أن المؤتمر قبل أن ينعقد حقق الكثير من الفوائد. قيل لنا أن المصالحة تمت اليوم وسيتم الدفع نهار الإثنين، وهذه أخبار مفرحة. ولكن هذا الموضوع هو استكمال، إذ لا يمكن أن يغير شيء من مؤتمر اليوم لأن الأمر يتعلق بالسرقة وبالإذلال الذي تعرضوا له؟، فالعودة السياسية لم تكن مقبولة إطلاقاً وما زالت مرفوضة بالشكل الذي تتم فيه. سمعنا أنه تمت مصالحة أو مصالحتين، هذه ليس مصالحات، فالمصالحات الفوقية ليست مصالحة. يجب أن تجري المصالحة بإجراء نقد ذاتي تاريخي بالأحداث التي حصلت ومن صنع المداخلات، وإجراء اعتذار علني وشامل من أصحاب الضحايا.

المصالحة لا تتم برفع الأيدي ولا تتم بالصلاة عن نفس الضحايا، بل بالاعتذار العلني كي يجوز الغفران. الغفران لا يجوز في الأديان دون اعتذار. فحتى المسيح لم يغفر لأحد اللصين لأنه لم يعتذر. نحن مع الصلحة والغفران، نحن نقدس العيش المشترك ونعيشه بكل جوارحنا ولكن للوصول إلى هذه المرحلة يجب غسل النفوس من الحقد والكراهية والألم. نحن نغار على عدم تكرار هذا الخطأ التاريخي في المستقبل، وهناك سوابق غير جيدة فخلال مرحلة الأحداث حدثت ثلاث أمور مرّة في الشوف:

أحداث الدامور، الأحداث التي تلت اغتيال كمال بك جنبلاط، إضافة إلى حرب 1983، وقد نتج عن هذه الأحداث أكثر من 3000 قتيل، وهؤلاء كانوا من المطمئنين للحركة الجنبلاطية والاشتراكية. لا يكفي التقبيل ورفع الأيدي في ساحة البرج لتحقيق المصالحة. وهناك قضية ثانية مهمة جداً، ففي الضمير الجماعي للمسيحي هناك رمزية الجرس: الجرس هو الذي ينادي المؤمنين للصلاة، الجرس هو الذي ينادي للمشاركة في الأفراح، الجرس هو الذي يدعو للمشاركة بالأتراح، ومختلف هذه المشاركات لا تتم فقط بين المسيحيين فقط.

إنها للمسيحيين وأصدقائهم في القرى وفي كل مكان. فكيف تتم الصلحة وهذه الرموز لا نعلم أين وضعت؟ هل كانت مدافع؟ بالتأكيد كلا، فالأجراس لا ترمز إلا للعلاقات الطيبة بين الناس والمؤمنين. لذلك إن الاتفاق الذي تم منذ عشر سنوات لإعادة هذه الرموز فلماذا لم ينفذ حتى الآن؟ ولماذا لم تعد الأجراس إلى كنائسها وأديرتها. الموضوع الأخير ضمن هذه الأفكار، أحب أن أقول بأن الأمن ليس مسيحياً ولا درزياً ولا إسلامياً بشقيه السني والشيعي. الأمن إما أن يكون لبنانياً وطنياً أو لا يكون لأننا لا نقدر أن نعيش بدوائر متلاصقة ومقفلة بسبب خوفنا من بعضنا البعض. لم يكلفنا شيء نسج العلاقة مع حزب الله والجميع يعرفون مدى الطمنأنينة الذين ينعمون بها في أماكن التواجد بين المواطنين وقد أصبحوا واحداً في هذا الموضوع، ولم يكلفنا الأمر لا مليار وخمسمئة مليون ولا نصف دولار.

إن الذين ذهبوا إلى القرى وشرحوا وحاضروا دفعوا ثمن البنزين من جيوبهم وليس من خزينة الدولة، ولأن الموضوع كان صادقاً دخل في قلوب الناس وسبقونا إلى التلاقي والمحبة والوئام. كيف سيكون هناك عودة فيها أمن إجتماعي عندما يقول أحد زعماء الجبل خلال الانتخابات الأخيرة يوم 12 حزيران 2005: "إذا نجح ميشال عون في الانتخابات فستحصل حرب أهلية". هل هذه هي الديمقراطية وهل هذه هي سلطة الدولة على جميع الأراضي اللبنانية؟

يقومون بأخطاء ويعتذرون ويكررون الأخطاء فهل حقل تجارب مخبرية في هذا المجتمع؟. أحدهم اعتذر من والده لأنه خانه وتصالح مع قاتليه لمدة 30 سنة، ولكن الذين قتلوا بسبب اغتيال والده هل اعتذر منهم؟ لا نريد إثارة أحقاد ولكن نريد أن نجد مصطلحات إنسانية سليمة للتعاطي في جميع الشؤون. نعرف كيف نغسل الخطأ وكيف نستعيد أسس الحياة بسلام وطمأنينة. هناك دائماً أحداث منها السيء ومنها الجديد، ولكن تعاطينا معها يؤثر في مسارها. فإما أن يزيد من جودة ما هو جيد أو العكس يحصل اذا كان التعاطي سيئاً فنجعل الجيد سيئاً والسيء أكثر سوءاً. من هذا المنطلق نحن نتعاطى مع الأمور ونبدي عليها ملاحظات إذ آن لنا أن نعود الى ميثاق اجتماعي وطريقة عيش ونموذج من الحياة. وإذا أردنا أن نحافظ على التسامح ضمن مجتمعنا يجب احترام خصوصيات الآخر.

فمع من يكون التسامح اذا ألغينا الآخر؟ بين ملغى وآخر موجود؟ لذلك يجب الدفاع عن التسامح لإنقاذه من الابادة من قبل بعض افراد المجتمع. أمام هذا الواقع طالبنا بمحاربة الفساد ولم يستمع الينا أحد. لكننا اليوم أظهرنا الى العلن بعض الوثائق لما حدث في صندوق المهجرين وهذا من واجبنا كنواب وكمسؤولين عن المجتمع. لذلك نطلب من الحكومة اللبنانية ان تحيل هذا الملف الى القضاء، ومن المدعي العام التمييزي أن يعتبر إخباراً كل ما جاء من معلومات في هذا اللقاء. ونظراً لأهمية هذا الملف وما سيليه من ملفات أخرى، نطلب من الحكومة إنشاء محكمة خاصة للنظر في قضايا الفساد اذ ستكون لنا اجتماعات أخرى لعرض ملفات أخرى. الوضع السياسي القائم حالياً لا يمكن أن يساعد على بناء وطن اذا بقيت الحالة على ما هي عليه الآن. لدينا ملف إعمار وتعويضات كثيرة، فمن هي الخلية التي تساعد على الانماء والاعمار؟ البلدية. للبلديات ما يقارب ال800 مليار ليرة فليتفضلوا وليعطوا البلديات اموالها المصادرة من التبرعات ما قيمته 800 ملياراً ليبدأ الانماء المتوازن على جميع الأراضي اللبنانية. وسأوجه دعوة للبلديات في المستقبل الى لقاء حول هذا الموضوع.

نحن اليوم أمام تجربة قاسية بين الحكومة والقضاء والمعارضة. فهل سيكون القضاء مستقلاً وكفوءاً ونزيهاً؟ هذا هو السؤال العملي المطروح أمام الرأي العام وجميع دول الأرض. وأريد أن أنهي كلامي بنكتة قالها لي أحدهم وانتقلت الى أحد الاعلاميين. قال لي " طالب بقوات دولية الى الشوف لفرض سلطة الدولة واعادة المهجرين. نتمنى أن يأخذ المؤتمر فعاليته أمام البرلمانيين والمسؤولين لأن ما يمكن إصلاحه الآن قد يتعذر إصلاحه غداً.