المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 14 تشرين الأول 2001

أَيُّ امرِئٍ مِنكُم إِذا كانَ لَه مِائةُ خروف فأَضاعَ واحِداً مِنها، لا يَترُكُ التِّسعَةَ والتِّسعينَ في البَرِّيَّة، ويَسْعى إِلى الضَّالِّ حتَّى يَجِدَه؟ فإِذا وَجدَه حَمَله على كَتِفَيهِ فَرِحاً، ورجَعَ بِه إِلى البَيت ودَعا الأَصدِقاءَ والجيرانَ وقالَ لَهم: إِفرَحوا معي، فَقد وَجَدتُ خَروفيَ الضَّالّ! (لوقا)

 

المكتب المركزي للتنسيق الوطني احيا ذكرى 13 تشرين

 الاب عبد الساتر: هنيئا لنا ان عرفنا عيش الشهادة

 عزام :نساند الحكومة وتطبيق القرار 1701

وطنية -13/10/2006(سياسة )احيا المكتب المركزي للتنسيق الوطني ذكرى الثالث عشر من تشرين الاول 1990 في قداس اقيم في كنيسة مار الياس انطلياس تخليدا لذكرى الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الكرامة والسيادة والحرية. ترأس القداس رئيس دير مار الياس الاب جوزف عبد الساتر وحضره الى اهالي الشهداء والمخطوفين النائب انطوان غانم ممثلا الرئيس امين الجميل، الوزير بيار الجميل،النائب عاطف مجدلاني ممثلا النائب سعد الحريري، النائب السابق كميل زياده ممثلا النائب نسيب لحود وحركة التجدد الديمقراطي، النائبان السابقان غبريال المر ,فارس سعيد، رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون،ادي ابي اللمع ممثلا حزب القوات اللبنانية، ممثل حزب الكتائب اللبنانية انطوان ريشا، ممثل حزب الكتلة الوطنية كلود كنعان،المحامي نعمة حرب ممثلا الشيخ بطرس حرب، رافي مادايان، رئيس المكتب المركزي روجيه عزام، المنسق العام للمكتب المركزي نجيب زوين، رئيس حزب السلام روجيه اده، الياس الزغبي، جوزيف مهنا، اسعد الراعي، ليون الحويك، رئيس حركة التغيير ايلي محفوض، رئيس لجنة تنفيذ القرار 1559انطوان نيسي، رئيس الحركة اللبنانية الحرة بسام آغا، ممثل حركة 24 تشرين محمد المغربي، عبدالله خوري، الدكتور نبيل حكيم ،اميل كنعان، بولس كنعان، سامي نادر اللواء عادل ساسين وحشد من المؤمنين.

الاب عبد الساتر بعد الانجيل المقدس القى الاب عبد الساتر عظة من وحي المناسبة قال :"شهداؤنا يخاطبوننا ويقولون لغتنا غير لغتكم ومحبتنا غير محبتكم ,عليكم ان تعينوا هذه الوحدة وهذه المحبة", مؤكدا "ان لبنان الجديد لن يكون مباحا لكل واحد بل فقط للذين ارتبطت اسماؤهم بسجل الحياةـ العمل"، ودعا الجميع الى "التوبة وليعد كل واحد الى ذاته وربه". اضاف :"وقفتنا في هذه الذبيحة يجب ان تكون وقفة ضمير ولنتخاطب بروح الشهداء فهنيئا لهم وهنيئا لنا ان عرفنا عيش الشهادة لان الشهادة الحقة هي استشهاد من نوع آخر" . وختم قائلا:"دماؤهم جعلتنا نجتمع للصلاة ونلتقي مع بعضنا البعض لكي نعود الى ذاتنا ونمجد الله بوحدتنا وتضحيتنا".

عزام والقى رئيس المكتب روجيه عزام كلمة بالمناسبة جاء فيها :"نجتمع اليوم لنصلي معا على نيةارواح شهداء الثالث عشر من تشرين الاول 1990, عسكريين ومدنيين, وقد سقطوا في ذلك اليوم المشؤوم حيث تعرضت منطقة بكاملها للقصف الجوي والبري المكثفين تلاه دخول جيش الاحتلال السوري الى المنطقة، لا سيما الى القصر الجمهوري ووزارة الدفاع الوطني.وقد تخللت العملية الارهابية هذه مجازر بحق العسكريين والمدنيين على السواء وحيث اجهز على المئات بعد اسرهم بدم بارد باطلاق النار على رؤوسهم . وهكذا تمت تصفية 117عسكريا في ضهر الوحش, قتلوا بطلقة نار على رأسهم وقد نقلت جثثهم الى الستشفى العسكري، 14مدنيا قتلوا في بسوس وبينهم قاصرون. 26 مدنيا وعسكريا جرت تصفيتهم في دير القلعة بيت مري, فضلا عن خطف الراهبين الانطونيين الابوين شرفان وابي خليل . المقبرة الجماعية للعسكريين التي تم اكتشافها مؤخرا في باحة وزارة الدفاع الوطني . ولا ننسى ايضا اسر العديد من المدنيين والعسكريين وما زالوا يقبعون في غياهب السجون السورية . ولم يكتفوا بل اكملوا جريمتهم باغتيال داني شمعون وعائلته.

وصمت المدفع ووقع الوطن تحت نير خمسة عشر عاما من الاحتلال البربري, لم يوقف قافلة الشهداء والمخطوفين فكان رمزي عيراني, وبيار بولس ,وبطرس خوند...وصولا الى شهداء ثورة الارز بدءا من الرئيس الحريري الى الصديق الشهيد جبران تويني .

خلال اكثر من 31 سنة من الحروب على لبنان, صمت المدفع مرة واحدة في السابق, وكان ذلك سنة 1976عندما اجتاح الجيش السوري كل الاراضي اللبنانية تحت راية ما سمي بقوات الردع العربية . اضاف عزام :"هناك بعض الاسئلة تطرح نفسها والاجوبة عليها معروفة من الجميع : في 13 تشرين هل كان باستطاعة الطيران السوري ان يقصف مناطق لبنانية او يدخل فقط الى الاجواء اللبنانية لو لم يستأذن الحكومة الاسرائيلية... الم يكن الاجتياح السوري الكامل والعلني للبنان سنة 1976 نتيجة لتفاهم سوري - اسرائيلي سمي آنذاك "بالخطوط الحمر " برا وبحرا وجوا, حيث رسمت الحكومة الاسرائيلية اطار حدود الاحتلال السوري للبنان ... كلنا يعلم ,العلم اليقين, ومن هم على رأس هؤلاء المجرمين . عهدنا على انفسنا اليوم ان نكف عن وصف الحروب على لبنان ,المستمرة منذ اكثر من 31 سنة بأنها حرب داخلية. ان كل الاختصار لهذه الحروب او اختزالها بأنها حرب اهلية, يشكل اهانة للشعب اللبناني بأكمله ولشهدائنا بصورة خاصة.

فليس اللبنانيون وحوشا لا شغل لها الا افتراس بعضهم البعض , وليس ال 150 الف شهيد هم ضحية اخوتهم في الوطن والانسانية . لا شك ان الحروب على لبنان اخذت طابعا اهليا في بعض مراحلها وكان لها ضحاياها, ولكنها شكلت النسبة الضئيلة من مجمل القتل والدمار , وفي كل الاحوال كانت دوافعها وكان سلاحها خارجا عن كل اطار وطني ومدفوعا من قوى خارجية وتخدم مصالح لا دخل لها بلبنان . علينا جميعا مسؤولين وسياسيين اعلاميين ورأي عام لبناني ان نكف عن التكلم عن "حرب اهلية ". فكل تحييد للمجرمين ومصادر الاجرام ...وكل تحية تصدر اليهم ...كل صداقة وكل مديح يشكل اهانة للشعب اللبناني وللشهداء. وتابع "بالله عليكم كيف تصفون من هو على استعداد للاعتراف باسرائيل ولا يعترف بلبنان .

من هو مستعد للتوقيع على معاهدة مع اسرائيل ويرفض التوقيع على لبنانية مزارع شبعا. ان من لا يستطيع الاعتراف بالآخر تكون العلة والعدة فيه لا في الآخرين.ان المكتب المركزي للتنسيق الوطني:يؤكد على وقوفه يدا واحدة مع كل لبناني، فردا او مجموعة او تنظيما او حزبا اختار طريق التحرير من الاحتلال السوري. يؤكد المكتب على اولوية السيادة واعادة بناء اسس الدولة من امن وقضاء نزيه كي يصار بعدها الى بناء الهيكلية الادارية للدولة كما الهيئة الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع الوطني اللبناني . يؤكد المكتب موقفه من مساندة الحكومة اللبنانية ومواقف المجتمع الدولي وتطبيق القرار 1701 وكل القرارات الدولية السابقة انطلاقا من القرار 1559. سيسعى المكتب مع مجمل القوى العاملة على خط السيادة والحرية، ولا سيما قوى 14 آذار، الى تحرير قصر بعبدا من رواسب الاحتلال السوري، والعمل على تحرير مئات الاسرى اللبنانيين من غياهب النظام السوري". وختم عزام "شهداؤنا، شهداء الوطن هم المنارة لطريقنا، هم الاساس والمحرك لنضالنا. شهداء 13 تشرين هم نموذج للعطاء من اجل لبنان ، لكنهم ايضا نموذج عن رفاق لهم سبقوهم ورفاق لحقوا بهم . يؤمن المكتب ان فجر لبنان قريب، وان كانت هذه المرحلة الانتقالية صعبة ومؤلمة".

 

قداس لراحة انفس شهداء 13 تشرين في كنيسة مار متر الاب متري

لا تدعوا موت الشهداء ذكرى بل اجعلوها عبرة

وطنية- 13/10/2006 (سياسة) أقيم مساء اليوم قداس احتفالي في كنيسة مار متر للروم الارثوذكس لراحة انفس شهداء 13 تشرين الأول في الأشرفية، حضره اللواء عصام أبو جمرة ممثلا النائب العماد ميشال عون بمشاركة منسق التيار في الأشرفية ميشال المتني ورئيس المجلس الماروني العام الوزير السابق وديع الخازن، معاون بطريرك السريان الكاثوليك المطران انطوان بيلوني، رئيس رابطة الروم الاورثوذكس نقولا غلام، سليم ابو الروس ممثلا مسعود الاشقر ومخاتير الأشرفية، رميل، الصيفي والمدور، اضافة الى فعاليات حزبية وسياسية وقضائية واجتماعية وأهالي الشهداء ومحازبين. الاب ديمتري بعد تلاوة الانجيل المقدس تلا الأب ديمتري عظة من وحي المناسبة وقال:"هم يبحثون عن حريتهم الخاصة دون أن يفهموا أنك رحيم وتحب الخطأة والتائبين . أحداث تمضي وأخرى تنتظرنا، لكن رغم كل هذه نحن ماضون في مسيرتنا، في كل مرة لا بد للانسان أن يقف وقفة انسان أو تأمل أو محاسبة، أن يقف ليفكر أو يتذكر أو يشعر وهذه كلها دلالة على انه حي، في الكنيسة نصلي نرفع العيون نحو الخالق الذي حررنا من نير العبودية وتركنا أسيادا نعمل ما نشاء وهذا صحيح لكن يجب ألا نستخدم حريتنا من أجل الشر بل لتكون فرصة لعمل أكبر وخدمة الآخر.

لقد حررنا مسيحنا من العبودية لا لكي نتلوى ونتلون، لا لكي ننحرف، لا لكي يكون خلاف بين الأخوة، لا لحب النفاق والسلطة والجهالة، فأم الرذائل هي الرغبة في التسلط والشر كل الشر يأتي من الجهالة والتكبر. لذلك يقدم لنا سيدنا المسيح ومخلصنا الدواء المناسب وهذا الدواء هو أن يحكم الواحد الآخر وهكذا نتفق من جديد، والحل ليس أن نقول للزاني انه زان ولا الى السارق أنه سارق بل يجب أن نرشده الى العفة، فالمحبة الحقيقية لا تتردد في أن تخدم لا أن تجرح .

النار تحرق لكن عندما تتحد بالشمع تذيبه وهكذا تقوى المحبة لتذيب وتلتهم كل تكبر وتعجرف وكل جهالة أكثر من النار فربنا لم يكتف بالقول أحبوا بعضكم بعضا بل قال اخدموا، قاصدا المحبة القوية. رفع عنا المسيح نير العبودية لكنه وضع على أكتافنا نيرا آخر هو نير المحبة الذي هو أقوى ولكن أخف وأعز.

المحبة هي الحرية الحقيقية التي لا تقيد ولا تحد فالمؤمن لا يعطيه الله هذه إلا بعد الموافقة الشخصية.الحرية كلمة يتناقلها الناس في ما بينهم حرية التعبير والعيش ولكن ما هي هذه الحرية وكيف وأين نجدها، المجاهد يضبط نفسه في كل شيء وهو مستعد لأن يقدم نفسه ودمه وروحه ويصبح شهيدا، من هنا المتاجرة بروح الشهداء حرام اذ هو يضحي بذاته حتى لا يؤذي الآخرين. وختم الاب ديمتري "خلاصة أقول لكم الحرية هي الحياة الأبدية الحرية هي الحقيقة التي تحرر والعلم لا يحققها ولا الشعارات التحررية في هذا العالم المستعبد بالخطيئة والموت والتاريخ.

هل تريدون تحقيق نظام السيادة والحرية فمسؤوليتنا ليست بمفهوم الشعارات السطحية فالله لم يخلقنا من أجل حرية انما خلقنا من أجل حالات فائضة منه وا من الماضي فالحقيقة واحدة والسيادة واحدة".

 

قداسان ل"التيار الوطني الحر" في ذكرى 13 تشرين في كسروان الفتوح

وطنية - 13/10/2006 (سياسة) أقام "التيار الوطني الحر" قضاء كسروان - الفتوح قداسين عصرا، تحت شعار "أنت لبناني، سيادي، حر، أمين على إرث الشهادة والنضال" وبمناسبة مرور 16 عاما على اجتياح 13 تشرين الاول. العقيبة وكانت كنيسة مار يوحنا المعمدان في العقيبة باستقبال بعض أهالي شهداء 13 تشرين ومنهم عائلة الشهيد المغوار بطرس الدكاش، ممثل النائب العماد ميشال عون النائبة جيلبيرت زوين، في حضور القيادي في "التيار الوطني الحر" آلان عون، رئيس بلدية العقيبة فوزي الدكاش ومختار البلدة شربل مطر. احتفل بالقداس كاهن رعية مار يوحنا المعمدان الأب يوسف قرقماز، الذي القى كلمة أمام المؤمنين أكد فيها "ان المرحلة التي نمر بها الآن تذكرنا بموت يسوع المسيح على الصليب استشهادا لخلاص الانسان عن الهلاك ومصالحته مع الله الأب. وبالمناسبة نحتفل بتذكار شهداء 13 تشرين، ونخص بالذكر الشهيد المغوار بطرس الدكاش". كما واستذكر الأب قرقماز مسيرة حياة الشهيد يوحنا المعمدان الذي "ختم حياته بالاستشهاد من أجل الحقيقة"، معتبرا شهداء 13 تشرين الاول "ما هم سوى محطة من محطات مسيرة الشهادة.

لذلك دفاعا عن لبنان الحر السيد والمستقل، ان حزن الناس لا بد أن يتحول فرحا وانتصارا وغد مشرق". جعيتا أما في جعيتا، فكان الاحتفال الثاني في كنيسة مار مارون عند السابعة مساء، مثل النائب العماد عون اللواء نديم لطيف، وحضور النائب يوسف خليل، رئيس اتحاد بلدية كسروان-الفتوح المحامي نهاد نوفل، رئيس بلدية جعيتا الاستاذ سمير بارود، رئيس نادي المغارة الرياضي غازي بارود، رئيس جمعية النهضة الأدبية جان صفير، الشيخ كلوفيس الخازن ومنسق قضاء كسروان-الفتوح في "التيار الوطني الحر" جوزف بارود". واحتفل بالقداس الخوري سمعان سعادة، الذي ألقى كلمة تساءل فيها: "يبقى السؤال الجوهري ونحن نذكر شهداءنا الأبرار الذين لولاهم لما كنا مجتمعين هنا في جو من الحرية، أي وطن نريد؟ أي وطن نريد أن نبني؟ انطلاقا من كلام الرب اليوم، أن نبني البيت على الصخر أم على الرمل". وختم قائلا: "قافلة من الشهداء، بل قوافل بأعز ما تملك دمائها من أجل بناء هذا الوطن، يا ربنا والهنا يسوع المسيح نصرخ اليك اليوم، ونحن نذكر الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن بناء هذا الوطن، وطن الايمان والانسان، ان تمن علينا بشفاعتهم بالحكمة الالهية لنعرف كيف نبني على الصخر".

 

العماد عون شارك في قداس احتفالي في ذكرى شهداء 13 تشرين في بسوس:

فلنحول هذه الذكرى إلى فرحة وطنية ببناء وطن يليق بهم وبالشهادة

وطنية - 13/10/2006 (سياسة) أقام "التيار الوطني الحر"، في ذكرى 13 تشرين، عددا من القداديس في المناطق اللبنانية، وشارك النائب العماد ميشال عون في قداس احتفالي، في بلدة بسوس، حيث قال: "قطعت وعدا عندما كنت في فرنسا للسيدة كارلا فغالي، أن زياراتي الأولى للشهداء ستكون في بسوس. صحيح أنني أتيت في العام الماضي إلى لبنان، ولكن لم أشارك في أي احتفال بذكراهم، وهذه المرة الأولى التي أحتفل فيها خارج إطار الاحتفال المركزي الذي نظمناه العام الماضي". أضاف: "بسوس بلدة مقاومة كانت على خط التماس، وأعتقد أنني كضابط في الجيش كنت مسؤولا عن هذه الجبهة. عايشتها في الأيام السوداء والصعبة، وأكبر جرح في ذكرياتي في الحرب هم الذين استشهدوا في بسوس من أبناء بسوس. لم يكونوا عسكرا، وبذلوا روحهم في سبيل لبنان. بالنسبة إلينا، كان ذاك اليوم مشؤوما، ولكن كما يقال لا يحمد على مكروه إلا الله الذي لا يحمد على مكروه سواه". وتابع: "من مصيبة 13 تشرين ولدت عندنا روحية مقاومة عمت كل الشعب اللبناني والاغتراب اللبناني. وبفضل هذه المسيرة النضالية، عدنا إلى لبنان، وكما وعدنا نحن نلتقي معكم تحت سماء حرة. مسيرتنا لم تنته بعد، فهناك أشياء كثيرة يجب أن نقوم بها حتى يصبح لبنان وطنا يليق بشهادة شهدائنا الذين بذلوا حياتهم في سبيلنا. نريد وطنا عادلا لا يقوم على الفساد، ويأخذ هموم المواطنين على حسابه ويساعدهم، وهي ليست الحال الآن. عدنا إلى هنا ورأينا الذين زحفوا أمام السوريين نفسهم، في مراكز الحكم لأن القوى الخارجية التي كانوا عملاء لها ما زالوا عملاء لها اليوم.

لذلك، مسيرتنا ستكمل، ونحن مطمئنون، فنحن أصحاب قضية وحق، وحقنا سنحصل عليه". ورأى أن "كل سياسات الزور والعنف تفشل في كل الأمكنة، وستفشل هنا. العنف السياسي ممنوع والتهميش ممنوع. نحن أبناء هذا الوطن المغروسون فيه، ونحن من سيوصله إلى شاطئ الأمان. صحيح أننا اليوم لا نريد أن نتحول إلى مناحة بعد ستة عشر عاما من المأساة. الذكرى يجب أن نعيشها بأجمل مظاهرها مع أرواح شهدائنا، والسبيل لتحويلها إلى فرحة وطنية هي أعمالنا الوطنية إذا كانت على مستوى تضحيتهم وبناء وطن يليق بهم وبالشهادة، فنكون بذلك نكرمهم ونفرح معهم بما تبقى لنا من سنوات في هذه الدنيا، ولاحقا في الآخرة لأنهم بالفعل قديسون. من يبذل نفسه في سبيل غيره هو قديس، وهو أجمل عطاء يمكن لإنسان أن يقدمه في حياته".

 

البطريرك صفير: يؤلمنا ان يكون المسيحيون في لبنان منقسمين على ذواتهم واي بلد في العالم لا يمكن ان ينهض الا اذا تضافر ابناؤه 

وكالات - 2006 / 10 / 13

 اسف البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير لأن ينشئ لبنان اجيالا من المتعلمين الشبان ولا يمكنه ان يستوعبهم ولا ان يوجد لهم عملا يفيدون به بلدهم لكنه امل في ان تتغير الحال ويعود اللبنانيون الى اصالتهم ليعملوا معا ويتضافروا في سبيل انهاض وطنهم من الكبوة التي تورط فيها. وقال: يؤلمنا ان يكون المسيحيون في لبنان منقسمين على ذواتهم فئات فئات ولكن اي بلد لا يمكن ان ينهض الا اذا تضافر ابناؤه وعولوا على بعضهم البعض في انهاض هذا البلد.

كلام البطريرك صفير جاء في خلال استقباله وفدا من الجامعة الانطونية برئاسة رئيس الجامعة الاب انطوان راجح الذي القى كلمة قال فيها: ابانا ورئيسنا صاحب الغبطة والنيافة، لا عجب في ان تفتتح جامعتكم الانطونية سنتها الجامعية الجديدة بالحج الى الصرح البطريركي، موئلها الروحي وقبلة رسالتها. فهذه الجامعة الحريصة على دورها، كأية مؤسسة جامعية وطنية، على مد جسور، غير قابلة للقصف، بين العقل والايمان، بين مستجدات العلم وانجيلنا ذي الحقيقة اللازمانية والتأثير الدائم الراهنية، هذه الجامعة حريصة ايضا على ان يبقى حضنها الكنسي الكاثوليكي منبتا للتشبث الماروني بلبنان وقيم الايمان والحرية والكرامة.

جئنا نشكر لكم ايفادكم سيادة المطران سمعان عطالله ممثلا عنكم في حفل تخرج الفوج الثامن من طلابنا، دورة الرئيس الياس الهراوي، حيث كانت لنا وقفة وفاء للرئيس الراحل الذي اعطى جامعتنا منذ احدى عشرة سنة ترخيصها الصحيح. وجئنا نطلب بركتكم لسنة جامعية آية في الصعوبة والحساسية، ليس فقط لأنها تأتي غداة زلزال الحرب وهي تاليا مرشحة لتلقي هزاته الارتدادية، بل ايضا لأن هذه الهزات مرشحة للتفاعل، في احضان الجامعة، مع توترات متراكمة ناجمة عن حال الارباك السياسي والفكري بل الوجودي الذي يعتمل في نفوس الشبان والشابات اللبنانيين عامة والمسيحيين بشكل خاص.

اننا اذ نضرع الى الرب ان يمشي على امواج هذا الوطن فيهدأ ويطمئن كل مَن فيه، نعمل، مع المعاونين النبلاء، كي نطور لدى طلابنا سلوكيات سياسية بل مواطنية سليمة تقيم الانزلاق الى الببغائية والعنف، ونعوّل على حكمتكم في الاسهام في جعل آلام مجتمعنا الحالية آلام مخاض خلاصية.

ورد البطريرك صفير بكلمة رحب فيها بالوفد وقال: ان ما يؤسفنا في هذه الايام خصوصا ان الكثيرين من الشبان الذين يتخرجون من الجامعات ولا يجدون عملا في لبنان يضطرون الى الذهاب اما الى البلدان العربية اما الى اوروبا او الى ابعد من ذلك، والخبرة تدل الى ان الذين يذهبون الى البلدان العربية يعودون الى لبنان وكذلك الى اوروبا ولكن لن يذهب الى اوستراليا مثلا او الى الولايات المتحدة الاميركية او كندا فيصعب عليه المجيء ويستقر هناك هو وعائلته، وينتهي لبنان، ان شاء الله لا ينتهي، ولكن هذا مؤلم ان ينشئ لبنان اجيالا من المتعلمين الشبان ولا يمكنه ان يستوعبهم ولا ان يوجد لهم عملا يفيدون فيه بلدهم ويفيدون به من جاورهم من بلدان.

اضاف: لكن نأمل في ان تتغير الحال وأن يعود اللبنانيون الى اصالتهم لكي يعملوا معا ويتضافروا في سبيل انهاض وطنهم من الكبوة التي تورط فيها، ويؤلمنا ان يكون المسيحيون في لبنان منقسمين على ذواتهم فئات فئات، ولكن اي بلد في العالم لا يمكن ان ينهض الا اذا تضافر ابناؤه وعولوا على بعضهم البعض في انهاض هذا البلد، ونسأل الله بشفاعة العذراء مريم ان يعطينا جميعا ان نعوّل بعضنا على البعض الآخر ونتكاتف في سبيل انهاض بلدنا ليبقى لبنان بلد الايمان والحرية والمعرفة والسلام.

خليل: بعدها استقبل البطريرك صفير عضو كتلة التغيير والاصلاح النائب يوسف خليل الذي قال بعد اللقاء: ان كل زيارة نقوم بها الى هذا الصرح الكريم نعدها فرصة ذهبية نتزود فيها بالقوة الروحية والحكمة والرأي السديد، وهي في الواقع مناسبة لشرح افكارنا والتأكيد على مبادئنا وخطنا الوطني السليم، ولا بد هنا من التعبير عما يساورنا من هواجس وما يعتمل في نفوسنا من آلام هي آلام الشعب كله والوطن كله.

اضاف: نحن لا نطمح الى اي موقع من مواقع السلطة ولا نبغي من مواقعنا الا الخير لهذا الوطن الحبيب، وما يثير انفعالنا احيانا هو هذا الكم من المظالم التي تصيب ابناءنا اكانت من صنع الحاكم او من صنع الظروف.

وسأل: اين هي المساعدات الاجتماعية؟ مَن يسدد اقساط اولادنا المدرسية؟ مَن يدفع فواتير الاستشفاء والكهرباء والدواء؟ مَن يساعد اليتيم ومَن يسد عوز المحتاجين؟ هذه كلها اثقال يرزح تحتها شعبنا وبعض اولياء الامر منصرف الى هم آخر وشأن آخر". وقال: ان الاعمار واصلاح ما تصدع ليس اولية ازاء معاناة الانسان في لبنان، ان هذا الانسان لهو اهم من الشريعة وأهم من القوانين، ومَن يجعل القانون حائلا دون تنفيذ احكام العدالة سيطاله حكم العدالة ولو بعد حين.

الاحدب: بعدها استقبل البطريرك صفير النائب مصباح الاحدب الذي قال بعد اللقاء: الزيارة نشكر غبطته على وجوده الدائم في المراحل المفصلية التي تطال البلد وتقديرا لمواقفه الوطنية الثابتة والتي هي على مستوى المقام التاريخي للوطن، وتناولنا الاوضاع العامة ونقول ان اليوم هناك ظروفا ايجابية دوليا بدأت تطرح بالنسبة للبنان وهذا ما ينعكس عبر الزيارة الاخيرة للرئيس بري الى الخليج والجو الايجابي الذي نقله اضافة الى الكلام الاوروبي الذي نسمعه ومن المواقع الاخرى ايضا، وهذا ما يجب ان يترجم داخليا عبر التهدئة على كل المستويات والا تكون التهدئة على قاعدة التهدئة بالتهديد، فمن غير المقبول ان تكون هنالك حملات تطال او تخوّن رئيس الحكومة لأنه اعطى حديثا صحافيا الى جريدة اميركية او قال ان الولايات المتحدة هي دولة صديقة، وشدد الاحدب على ضرورة استثمار الاجواء الايجابية و"يجب ان نعمل جميعا على ما هو متاح اليوم في اقامة دولة لبنانية ذات سيادة لأن هذا الامر هو لمصلحة الجميع لذلك اكرر انه يجب العمل على التهدئة التي يجب ان لا تكون عبر التهدئة السياسية وبالمقابل شحن للرأي العام اللبناني.

ثم التقى النائب هنري حلو وعرض معه الاوضاع والمستجدات، كما استقبل الدكتور داوود الصايغ، ثم الوزير السابق دميانوس قطار الذي اكتفى بالقول "ان الزيارة لأخذ بركة غبطته وكانت جولة افق حول كافة المواضيع المطروحة".

 

الوزير المر استقبل وزير الدفاع الاسباني في الرابية: للمشاركين في "اليونيفل" مصلحة في دعم جيشنا وتقويته الوزير الونسو: زيارتنا لدعم أواصر التعاون بين حكومتينا

وطنية - 13/10/2006 (سياسة) استقبل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني المحامي الياس المر، في منزله في الرابية، وزير الدفاع الاسباني خوسيه انطونيو ألونسو على رأس وفد من وزارة الدفاع الاسبانية يرافقهما السفير الاسباني ميغيل بينوزا بيريا. بعد اللقاء، أكد الوزير الاسباني دعم بلاده "لمساندة الجيش اللبناني في مهمته تطبيق القرار 1701. وان اسبانيا ستكون محايدة، ولن تنحاز لأي طرف في اطار تطبيق هذا القرار"، مجددا دعم بلاده "للحكومة اللبنانية على بسط سلطتها على كل الاراضي اللبنانية، خصوصا في الجنوب". وأكد "أن هذه الزيارة لتأكيد دعم كل أواصر التعاون بين حكومتينا, والمساعدات المتبادلة وكل التعاون للمحافظة على الهدنة ووقف اطلاق النار وتقديم كل المساعدات والتدريب اللازم، وكل شيء ممكن".

من جهته، شكر الوزير المر "زيارة وزير الدفاع الاسباني للبنان ودعمه وارسال جنودهم من خلال قوات "اليونيفل" الموجودة في جنوب لبنان، خصوصا ان اسبانيا من الدول الاولى والاساسية التي اتخذت قرارا بارسال جنودها الى جنوب لبنان ضمن قوات اليونيفل". وفي ما خص التعاون بين الجيشين اللبناني والاسباني والقوة الاساسية الموجودة في الجنوب، قال: "هناك غرفة عمليات مشتركة بيننا وبينهم، تقوم بكل الاعمال على الارض. وهناك تنسيق كامل بين الجيشين ضمن غرفة عمليات موحدة مع الامم المتحدة، وهذه الاعمال تضم الاعمال العسكرية واعمال الامن العسكري للحفاظ على الامن العسكري المنتشر في الجنوب، وهو عمل تقليدي لدى الجيوش". سئل: هل ستساعد اسبانيا الجيش اللبناني؟ اجاب: "كما قلت امس الولايات المتحدة الاميركية سترسل قريبا اول 300 آلية كومندوس وتتبعهم 700 اخرى ليصبح العدد ألف آلية. كما قدمت بلجيكا هبة للجيش اللبناني من آليات ومدافع وذخيرة، وقبلت الهبة وأرسلت الى مجلس الوزراء.

كما يحضر الفرنسيون والالمان لائحة من لوازم الجيش لتقويته بمعدات حديثة، واعتقد ان لكل الدول المشاركة في "اليونيفل" في المرحلة المقبلة مصلحة في دعم الجيش اللبناني، لان مجرد تقويته لحماية حدوده والحفاظ على الامن في الجنوب يريح هذه القوات لتعود الى بلادها بأمان واطمئنان". سئل: هل ما سيرسل الى الجيش اللبناني يعادل كفاءة سلاح اسرائيل وقادر على صد أي عدوان اسرائيلي؟ اجاب: "تقدمنا من الحكومة اللبنانية لشراء قواعد صواريخ مضادة للطائرات وأخرى مضاده للمدرعات لنتمكن من حماية حدودنا، وكي لا تحول أي ذرائع دون قيام الجيش اللبناني بمهامه". بعد ذلك، تبادل الوزيران الهدايا التذكارية والدروع.

 

"دعم اللبنانيين المعتقلين والمنفيين" في ذكرى 13 تشرين: نحتاج اليوم الى مواجهة المشاكل العالقة مع وسوريا بجرأة وشفافية

وطنية - 13/10/2006 (سياسية) أصدرت هيئة "دعم اللبنانيين المعتقلين والمنفيين" بيانا في ذكرى 13 تشرين أشارت فيه الى انه "بعد مرور سنة ونصف على الاعتصام الذي بدأ في الـ 11 من نيسان 2005، ورغم المروحة الواسعة من التأييد السياسي الرسمي والشعبي لهذا الملف لم نتوصل حتى الان الى تحقيق مطلب الاهل بتشكيل لجنة دولية لكشف حقيقة مصير اللبنانيين الذين تم اعتقالهم على يد القوات السورية في لبنان ثم تم تحويلهم الى السجون السرية في سوريا".

وأملت "بدور فاعل واساسي للقضاء اللبناني في كشف تفاصيل هذه الجريمة المستمرة ضد الانسانية، ولا سيما بعد خروج الجيش السوري من لبنان". وثمنت الهيئة "غاليا الخطوة الشجاعة التي قامت بها قيادة الجيش اللبناني عندما قررت نبش المقبرة الجماعية في اليرزة واعادة الاعتبار لاحد عشر بطلا، مؤسسة بذلك لما يجب ان يكون عليه التعاطي الرسمي من اجل الوصول الى حل شامل لقضية آلاف اللبنانيين ضحايا الاخفاءالقسري".

وقالت: "صحيح ان البعض من المعتقلين لم يصل الى سوريا بسبب وفاته تحت التعذيب في مراكز الاعتقال السورية داخل الاراضي اللبنانية كعنجر وشتورا والاميركان ومار مارون والبوريفاج وغيرها، لكن حقيقة انهم لم يصلوا الى سوريا وخروج الجيش السوري من لبنان في نيسان 2005 لا تلغي ابدا المسؤولية التاريخية والقانونية لارتكاب القوات السورية هذه الجريمة ضد الانسانية".

أضافت: "الكل يتكلم اليوم عن السلام وشروط هذا السلام مع اسرائيل، وكان آخر التصريحات ما ذكره الرئيس السوري بشار الاسد في هذا الخصوص، لكن ما نطرحه اليوم هو ماذا في شأن السلام مع سوريا وما هي شروطه. نحن في حاجة اليوم اكثر من أي وقت مضى الى الخروج من التكاذب ومواجهة المشاكل العالقة بين لبنان وسوريا بجرأة تامة وشفافية، واهم شرط من شروط السلام مع سوريا هو كشف مصير اللبنانيين الذين اعتقلتهم قواتها في لبنان ثم نكرت وجودهم ومصيرهم".

وختمت: "اما في قضية الضباط والعسكريين الذين استقالوا او سرحوا بالاكراه بعد 13 تشرين الاول عام 1990، فكان مؤسفا حقا جواب الرئيس فؤاد السنيورة الذي قال انه لا يمكن الجزم بممارسة أي ضغوط على العسكريين، فأمامه وامام الرأي العام نؤكد حصول التسريح بالاكراه ومن دون وجه حق ونضع في تصرفه واحدة من العديد من القضايا وهي قضية الرقيب اول نادر صافي الذي سرح من الخدمة بالاكراه واعتبر في مذكرة التسريح انه كان في الخدمة الفعلية في الوقت الذي كان فيه معتقلا في السجن في سوريا".

 

حزب الطاشناق شكر فرنسا على مواقفها الداعمة للقضية الارمنية

وطنية - 13/10/2006 (سياسة) وزعت اللجنة المركزية لحزب الطاشناق بيانا قالت فيه: "لمناسبة تبني المجلس النيابي الفرنسي أمس اقتراح قانون ينص على معاقبة كل من ينكر واقع إبادة الأرمن بالسجن سنة واحدة وغرامة تبلغ 45 ألف أورو، تحيي اللجنة المركزية لحزب الطاشناق في لبنان هذه الخطوة المهمة التي جاءت تكملة للقانون الصادر عام 2001، والذي يعترف بإبادة الأرمن الجماعية عام 1915". ورأت اللجنة انه بتبني الجمعية الوطنية الفرنسية هذا القرار إنما تخطو مسيرة متابعة القضية الارمنية خطوة أخرى إلى الأمام بفضل الشرفاء الذين آمنوا بعدالة هذه القضية الإنسانية، متجاهلين التهديد والوعيد التركيين وسياسة الترهيب والتهويل التي تتبعها تركيا بهدف إرغام فرنسا على العدول عن قرارها. لكن رغم التصاريح والتحذيرات التركية التي أكدت أن العلاقات الفرنسية - التركية والمصالح الفرنسية في تركيا قد تتعرض لأذى دائم، أعادت فرنسا تأكيد دفاعها عن القضايا والحقوق الإنسانية عموما، والقضية الارمنية خصوصا".

كما رحبت بكلام الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي قال قبل أيام من عاصمة جمهورية أرمينيا يريفان، انه على تركيا أن تعترف بارتكاب مجازر إبادة في حق الأرمن قبل أن تتمكن من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وان كل دولة تكبر باعترافها بالمآسي والأخطاء التي ارتكبتها. ورأت أن علاقة الصداقة بين الأرمن والفرنسيين ازدادت عمقا ومتانة"، مشيرة إلى "أن الأرمن في كل أنحاء العالم يشعرون بالامتنان والفخر لمواقف فرنسا والرئيس الفرنسي المشرفة، لا سيما حضه تركيا على الإقرار بالجوانب المظلمة في تاريخها، وذلك من اجل مصلحتها هي، ومصلحة جميع الساعين إلى إرساء قواعد نظام عالمي جديد مبني على الحق والعدالة والحرية".

 

النائب جنبلاط عرض الاوضاع مع بيدرسن والتقى سفير تشيكيا

وطنية -13/10/2006 (سياسة)التقى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط في قصر المختارة مساء اليوم، السفيرالتشيكي في لبنان بان شيجاك يرافقه القائم باعمال السفارة ميكال يارجابيك. ثم التقى النائب جنبلاط الممثل الشخصي للامين العام الامم المتحدة في لبنان غير بدرسن وعرض معه الاوضاع السياسية الراهنة

 

الرئيس بري الى جنيف على رأس وفد نيابي للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي

وطنية - 13/10/2006 (سياسة) يغادر رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري غدا الى جنيف على رأس وفد نيابي يضم النواب: عبد اللطيف الزين، غنوة جلول وايلي عون، للمشاركة في اعمال الدورة ال115 للجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي التي تنعقد بين 16 و18 الحالي في مركز المؤتمرات الدولية في جنيف. ويسبق بدء اعمال الدورة اجتماع للمجموعة البرلمانية العربية المشاركة لاقرار البند الاستعجالي المقترح للمناقشة المتعلق بمساعدة لبنان في ضوء العدوان الاسرائيلي الاخير خصوصا لجهة اعادة اعمار ما هدمه هذا العدوان. ويعقد الرئيس بري على هامش اعمال اجتماعات الاتحاد البلماني الدولي سلسلة لقاءات مع عدد من رؤساء البرلمانات العربية والاجنبية لشرح الموقف اللبناني من التطورات في ضوء الحرب الاسرائيلية على لبنان وتداعياتها. وتعقد اللجان الدائمة للاتحاد اجتماعات خلال الدورة تتناول المواضيع المدرجة على جدول اعمالها، ويشارك النائب الزين عن المجلس النيابي اللبناني في اعمال اللجنة الاولى الدائمة للسلام والامن الدوليين. كما تشارك النائبة جلول في اجتماعات اللجنة الثانية الدائمة للتنمية المستدامة والتمويل والتجارة، والنائب عون في اللجنة الثالثة الدائمة للديموقراطية وحقوق الانسان. ويشارك الامين العام للشؤون الخارجية في مجلس النواب بلال شرارة في اجتماعات جمعية الامناء العامين للبرلمانات الدولية.

 

النائب الخازن: التعيينات الأخيرة تؤكد منطق المحاصصة والتواصل بين العماد عون وبكركي هو دائما على احسن حال

وطنية - 13/10/2006 (سياسة) اعتبر عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب فريد الخازن، في حديث الى تلفزيون "أن.بي.أن" أن "التواصل بين العماد ميشال عون وبكركي كان دائما على أحسن حال، والعلاقات بين الكنيسة المارونية وتكتل التغيير ثابتة وواضحة". وأشار الى أن "الوضع المسيحي بتلاوينه المتعددة طبيعي، يجب أن يعمم على باقي الطوائف، لأن التنوع حالة صحية". ولاحظ ان "التعيينات الأخيرة المتفق عليها بين الرئيسين لحود والسنيورة تؤكد منطق المحاصصة التي تعود عليها اللبنانيون". ورأى أن "من تنعم سابقا بنعيم السلطة يبدو أنه يريد التنعم بها اليوم أيضا، وبالشكل ذاته الذي إعتادوا عليه". وأشار الى أن "لبنان لا يمكنه أن يكون مركزا لسياسة المحاور، يجب أن نتخطى آثار مرحلة ما بعد الحرب بوحدتنا عبر ترميم عامل الثقة وبوسيلة الحوار". وطالب بالتعويضات لقرى كسروان التي "تضررت جراء الحرب الاخيرة لتسوية ملف الحرب اللبنانية نهائيا".

 

النائب سليم عون: بناء الدولة يكون عبر تأليف حكومة جديدة تدعو الى اجراء انتخابات نيابية وفق قانون انتخاب عادل

وطنية - 13/10/2006 (سياسة) رأى عضو "تكتل التغيير والاصلاح" النائب سليم عون، في حديث الى تلفزيون "المنار"، ان "بناء الدولة يكون بإعادة تكوين السلطة عبر تأليف حكومة جديدة تدعو الى اجراء انتخابات نيابية وفق قانون انتخاب عادل". ولفت الى ان "حكومة الوحدة الوطنية هي بديل من طاولة الحوار". وردا على حديث الرئيس أمين الجميل لجريدة "الاخبار"، أشار الى ان "الجميل كان من اشد المنتقدين للرئيس العماد ميشال عون عندما أيد قانون محاسبة سوريا واستعادة سيادة لبنان، وكان حلفاؤه ضد القرار الدولي 1559". ولاحظ ان "اي شخص يشتم العماد عون ، يتحول الى محلل استراتيجي، عند الشباطيين". واكد ان "الفرز في لبنان سياسي وليس طائفيا، على الرغم ان "التيار الوطني الحر" يمثل الاكثرية المسيحية . وطالب ب"إجراء انتخابات نيابية مبكرة، فهي الاختبار الحقيقي لاثبات العكس". وقال: "ان انتصارات "الاكثرية "موجودة على شاشة التلفزيون فقط، لقد ذكرونا بأحمد سعيد" . وتساءل: "كيف اتفق "الشباطيون" على التشكيلات الديلوماسية مع الذي يعتبرونه رأس النظام الأمني وحامي قتلة الرئيس رفيق الحريري".واعتبر ان "خطاب الرئيس عون في 15 تشرين الاول سيكون طريق الحل".

 

حزب "الاتحاد": شعبنا لن يرضى بعودة جديدة لاتفاق 17 أيار ورموزه

وطنية - 13/10/2006 (سياسة) انتقد حزب "الاتحاد" في بيان، الرئيس السابق امين الجميل لرفضه تشكيل حكومة اتحاد وطني تضم الوزير السابق عبد الرحيم مراد، واعتبر انه "بعد النصر الكبير الذي حققته المقاومة البطلة على العدو الاسرائيلي، وبعد هذا الثبات من اللبنانيين على دعمهم للمقاومة ورفضهم للفتنة التي حاول اشعالها فريق كوندوليزا رايس في لبنان وفي مقدمهم الرئيس الجميل، جاء موقفه تعبيرا عن رفضه لهذه الحقبة الوطنية العروبية التي استطاعت فيها المقاومة بدعم هذه القوى ان تستعد ليوم النصر العظيم". وأكد "ان شعبنا لن يرضى بعودة جديدة لاتفاق 17 ايار ورموزه مهما كانت درجة التعامل، بين رموز الرهان من اللبنانيين على الصهاينة في البيت الابيض، فالسيدة رايس وفريقها اللبناني وفي مقدمهم الرئيس الجميل واقعون تحت وقع صدمة انتصار المقاومة على العدو الاسرائيلي، فأخذ الجميل يعبر عن هذا الفريق ومن خشيتهم عودة الشخصيات الوطنية الشريفة للمشاركة في حكومة اتحاد وطني تحصن الساحة الوطنية من الانجرار الى فتنة داخلية يعمل لها اصحاب النفوس الصغيرة".

 

لجنة الاعلام في "التيارالوطني" ردت على "مناشير مسيئة": لا تتاجروا بدم الشهداء وتقتلوا أرواحهم مرة جديدة

وطنية- 13/10/2006 (سياسة) أصدرت لجنة الاعلام في "التيار الوطني الحر" البيان الآتي: "ردا على ما تم توزيعه من مناشير تسيء الى العماد عون والى التيار الوطني في بعض المناطق، صدر عن لجنة الاعلام في التيار ما يأتي: تغير الزمن لكن الأساليب بقيت نفسها. بالأمس منع وقمع واضطهاد وسجن للمناضلين وتدنيس للحرمات والمقدسات، وخصوصا في ذكرى 13 تشرين. واليوم طفيليون وانتهازيون لم تكن الشاشات التي تفرد لهم يوميا تمر على أي من وجوههم، في ما مضى، حتى في مناسبة اجتماعية أو مناشير وبيانات تلقى في المناطق أو تنشر في الصحف الهدف منها الإساءة إلى قدسية الذكرى التي تعني لبنان بأسره وليس فقط التيار الوطني الحر. حين قلنا إن زمن الوصاية ما زال قائما ولكن بوجوه جديدة لم نكن على خطأ. فباسم أهالي الشهداء ورحمة بأنفس الشهداء في عليائهم نقول: لا تتاجروا بدم هؤلاء الشهداء وتقتلوا أرواحهم مرة جديدة بعد. عيب!"

 

لقاء سياسي في منزل النائب سكرية عرض الاوضاع والمستجدات: تأكيد على كشف قتلة الرئيس الحريري وتحصين الوحدة الوطنية

وطنية - 13/10/2006 (سياسة) عقد في منزل النائب الدكتور اسماعيل سكرية لقاء سياسي، شارك فيه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ورئيس معهد الدراسات الناصرية عاطف ادريس وحشد من الشخصيات الناصرية والوطنية من بيروت. وتناول الحاضرون مسائل سياسية حوارية، "لامست جوانب الوضع السياسي العام والاقليمي المتأزم وتأثيراته على الساحة اللبنانية، خصوصا الداخلية وآلية تنفيذ القرار 1701 ومحاولة اسرائيل التنصل من التزاماتها امام المجتمع الدولي برفضها الانسحاب من الاراضي اللبنانية ومزارع شبعا وتسليم خارطة الالغام ومبادلة الاسرى".

واكد الحاضرون على الوحدة الوطنية وضرورة تحصينها، خصوصا "ان بيروت كانت عبر تاريخها بوابة العروبة وحصنا للوحدة وان ثقافتها السياسية كانت دائما، هي ثقافة العروبة والمقاومة المناضلة من اجل الحرية والتحرير". كما اكد الحاضرون ان استشهاد الرئيس الحريري كان خسارة وطنية وقومية وللمقاومة لما كان يمثله الرئيس الشهيد من حضور سياسي دولي وعربي، ساهم دائما في دعم المقاومة وتعميم ثقافة التحرير الى جانب سعيه الدائم الى تحقيق التنمية الاقتصادية في دولة معاصرة. واعتبر الحاضرون ان كشف قتلة الرئيس الحريري سيبقى مطلبا وطنيا يساعد في ترسيخ الاستقرار والوحدة الوطنية. ورأى الحاضرون ان مبادرة الرئيس بري وزيارته للمملكة العربية السعودية، تعبير عن رغبة اللبنانيين وتطلعهم الى دور عربي ايجابي ينهي الغطرسة الاسرائيلية ويدعم الحوار والمشاركة السياسية لكل اطياف المجتمع اللبناني بتكويناته السياسية للمساهمة في بناء دولة جميع اللبنانيين على اسس من العدالة والثوابت الوطنية والقومية، وصولا الى حكومة اتحاد وطني لمواجهة الاستحقاقات السياسية والاجتماعية.

 

الشيخ النابلسي: البعض يستقوي بالعامل الأميركي لتحقيق مآرب طائفية وفئوية

وطنية - 13/10/2006 (سياسة) رأى رئيس هيئة علماء جبل عامل الشيخ عفيف النابلسي "إن الذهنية الطائفية تعيق أي تقدم على مستوى بناء دولة حقيقية في لبنان. وهي بالتالي تعمق التناقضات الإجتماعية والصراعات السياسية وهذا للأسف ما نراه اليوم على الساحة اللبنانية. فكل القضايا يتم مقاربتها من زوايا طائفية ووفق معايير ملية وليس على أساس وطني. لقد أخذت عجلة التطييف تتحرك بسرعة فيما نرى تراجعا للخطاب الوطني الجامع والموحد". اضاف:" في الوقت الذي ما زالت فيه الضغوطات تمارس على لبنان لفرض واقع يحقق رغبات إسرائيل وأميركا، فإننا لا نرى المسؤولين يتحركون في إطار وعي هذه المخاطر.

ولا نجد سياسة تكاملية شمولية لدرء أي إعتداء جديد. في حين نرى تماهيا من قبل مسؤولين لبنانيين مع السياسة الأميركية ورغبة في أن تمارس السياسة الأميركية إرادتها على كل مفاصل الحياة في لبنان. ولهذا فإننا نرى البعض يفكر مجددا بإدخال العامل الأميركي بقوة إلى لبنان والإستقواء به لتحقيق مآرب طائفية أو فئوية". ورأى النابلسي "اذا كان هناك من فرصة للوحدة وإعادة بناء لبنان وفق ما يبتغيه معظم اللبنانيين، فإن زمن ما بعد الحرب الأخيرة هو فرصة لكسر الفواصل والحواجز النفسية والطائفية والتفكير جديا بوضع أسس بناء دولة واحدة وجامعة تبقي لبنان في موقع المقاومة والإقتدار العسكري وتجعله أيضا في الصدارة على مستوى إنتاج الوعي الوطني وثقافة العيش المشترك والتواصل الإنساني خصوصا مع تمادي ظاهرة العنف الطائفي والتعصب المذهبي".

 

قداس تذكاري للرهبانية الانطونية الاحد لمناسبة تغييب الأبوين شرفان وأبي خليل

وطنية-13/10/2006 (متفرقات) دعت الرهبانية الأنطونية المارونية، لمناسبة مرور 16 عاما على تغييب الابوين البير شرفان وسليمان أبي خليل في دير القلعة-بيت مري في 14 تشرين الاول 1990، إلى مشاركتها مع الأهل والأصدقاء في القداس التذكاري السنوي الذي سيحتفل به الرئيس العام للرهبانية الأباتي بولس تنوري، عند الحادية عشرة من قبل ظهر الأحد المقبل في دير مار روكز في الدكوانة. وطلبت الرهبانية مشاركتها الصلاة من أجل جميع الشهداء والمعتقلين والأسرى ومن أجل التضامن بين الدول والسلام في لبنان والعالم.

 

الأحرار دعا إلى طي صفحة عودة المهجرين نهائياً واعتماد المعايير نفسها في دفع التعويضات

وكالات- 2006 / 10 / 13

 جدد حزب الوطنيين الاحرار دعوته الى احلال قضية عودة المهجرين رأس الاولويات والاسراع في تأمين مستلزماتها المالية داعيا الى استكمال المصالحات وطي صفحتها نهائيا واعتماد المعايير نفسها في دفع التعويضات وادراج التطاول على بكركي في خانة استهداف الثوابت الوطنية ورأى في التهجمات والانتقادات استمرارا للنهج الذي تم تكريسه في ظل الهيمنة السورية وتوقف عند ذكرى 13 تشرين 1990 مؤكدا انه مناسبة للتأمل في الاسباب التي ادت اليها والانحناء امام تضحيات الذين قضوا في سبيل الوطن، ودعا الجميع الى محاسبة الذات في ضوء جردة بالمواقف والتي التشبث بالثوابت.

عقد المجلس الاعلى للحزب اجتماعه الاسبوعي برئاسة رئيسه دوري شمعون وحضور الاعضاء. بعد الاجتماع صدر البيان الآتي:

1- نرفض ان تختصر عودة المهجرين او يتم استيعاب نقمتهم نتيجة معاناتهم بالهمروجة الاعلامية التي تصبح مثابة فشة خلق او تنفيس كبت متراكم. ونجدد دعوتنا الملحة الى احلالها رأس الاولويات والاسراع اخيرا في تأمين مستلزماتها المالية. كذلك ندعو جميع المعنيين الى استكمال المصالحات وطي صفحتها نهائيا. ونؤكد انه لم يعد جائزا ولا مقبولا بعد اليوم التذرع بوضع الخزينة او تقديم اي عذر آخر لتبرير عدم قيام الحكومة بواجباتها تجاه المهجرين، اذ ان من شأن ذلك اطلاق اشارات ورسائل ترتد سلبا على الوحدة الوطنية وعلى مفهوم دولة القانون. ومن هنا مطالبتنا المتكررة بضرورة الكيل بكيل واحد واعتماد المعايير نفسها في دفع التعويضات عملا بمبدأ المساواة بين المواطنين، هذا اذا لم نقل ان العدل يقضي بدفع مبالغ اضافية للمهجرين الذين تكبدوا خسائر فادحة لا تزال تجر ذيولها منذ اكثر من ربع قرن.

2- ندرج التطاول، بين الحين والآخر، على بكركي في خانة استهداف الثوابت الوطنية كونها خط الدفاع التاريخي الاول عنها، وفي مقدم هذه الثوابت السيادة والاستقلال والعيش المشترك والمشاركة المتوازنة في ادارة شؤون الوطن. ونرى في التهجمات والانتقادات استمرارا للنهج الذي تمّ تكريسه في ظل الهيمنة السورية حيث كان المطلوب من بكركي وسيدها ليس السكوت عن الممارسات الظالمة للبنان وللتيار السيادي فقط انما ايضا بإظهار الرضى عنها وكأنها خدمة او مطلب. ونلفت الى "التسعيرة" التي كانت معتمدة لمكافأة الذين يتولون الهجوم على الصرح وعلى غبطة البطريرك والتي كان المسيحيون عموما والموارنة خصوصا ينالون المكافأة الاغلى. الا ان الاحداث اثبتت عدم جدوى هذه الاساليب اذ ظلت بكركي ثابتة على مواقفها التي تتوخى مصلحة لبنان العليا ومصلحة اللبنانيين على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم. وسيظل صوت سيدها يدوي ومعه صوت جميع الشرفاء حتى زوال الغيمة السوداء نهاية عن لبنان ليعود سيدا حرا مستقلا، تسوده العدالة والمساواة بعيدا عن التهميش وعن الغبن وعن الاستقواء والاستعلاء.

3- تصادف اليوم الذكرى السادسة عشرة لعملية 13 تشرين 1990، وهي مناسبة للتأمل في الاسباب التي ادت اليها والانحناء امام تضحيات الذين قضوا في سبيل الوطن كما حلموا به وطنا سيدا لا يحكمه الا ابناؤه وطنا حرا ناجز الاستقلال يرفض التبعية والهيمنة والوصاية. وندعو الجميع الى محاسبة الذات في ضوء جردة بالمواقف والى التشبث بالثوابت ليس من باب المجاملات اللفظية انما بالحرص على مضمونها وبالعمل على تحقيقه. ونعتبر ان الحد الادنى الذي يرضى عنه الشهداء الذين سقطوا ذلك اليوم والذي يبلسم جروح اهلهم ومحبيهم هو الخلاص نهائيا من التبعية والهيمنة، وان الضمان الاقوى لذلك هو الوحدة الوطنية على اساس الثوابت والمسلمات وان اقصر طريق هو ترسيم الحدود واقامة علاقات ديبلوماسية مع سوريا، واقدام الاخيرة على تحرير المحتجزين اللبنانيين لديها والتزام عدم التدخل في شؤون لبنان.

اخيرا ندعو المحازبين والاصدقاء الى المشاركة في القداس الذي نقيمه لراحة انفس الشهداء داني وزوجته انغريد وطفليهما طارق وجوليان وذلك السبت 21 الجاري الخامسة عصرا في كنيسة مار انطونيوس - السوديكو.

 

الجدل الداخلي متواصل في كندا حول الحرب الاخيرة في لبنان

أ ف ب - 2006 / 10 / 13

 اتهم رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر معظم المرشحين الى رئاسة الحزب الليبرالي بانهم يتخذون موقفا مسبقا عدائيا لاسرائيل, ما اثار استياء قادة هذا الحزب. وكان هاربر يتحدث في اطار جدل حول النزاع الذي حصل في لبنان الصيف الماضي بين حزب الله واسرائيل بدأه مايكل اينياتييف, المرشح الاوفر حظا لرئاسة ابرز حزب كندي معارض. ووصف اينياتييف قصف الطيران الاسرائيلي لبلدة قانا في جنوب لبنان الذي تسبب بمقتل ثلاثين شخصا بينهم 16 طفلا في نهاية تموز/يوليو, بانه "جريمة حرب". وردا على سؤال عن هذا الموضوع, قال رئيس الوزراء انه لا يشاطر اينياتييف هذا الرأي, مضيفا "هذا يتطابق مع الموقف المناهض لاسرائيل الذي يعتمده عمليا كل المرشحين لادارة الحزب الليبرالي". وجاء هذا التعليق في مؤتمر صحافي مخصص لموضوع آخر تماما, الا انه تسبب بردود فعل من المرشحين المعنيين. وبين هؤلاء, بوب راي, رئيس الوزراء السابق لمقاطعة اونتاريو الذي اعتبر ان كلام هاربر "مخجل", متهما اياه باللجوء الى خطط فئوية دنيئة, طالبا منه سحبه. واعلن وزير البيئة السابق ستيفان ديون من جهته انه شعر "بالاهانة" آخذا على هاربر محاولته تقسيم المجموعات الكندية المختلفة.

وكانت تصريحات اينياتييف تسببت من جهتها بردود فعل عنيفة بين المنظمات في المجموعة اليهودية, وباستقالة احدى المسؤولات عن حملته الانتخابية في تورنتو. ويعتبر اينياتييف الاوفر حظا للحلول محل رئيس الوزراء الكندي السابق بول مارتن على راس الحزب الليبرالي. وتخلى مارتن عن رئاسة الحزب بعد هزيمته في مواجهة هاربر في كانون الثاني/يناير الماضي.

 

إضاءة شموع في ذكرى استشهاد داني شمعون وعائلته

المستقبل - الجمعة 13 تشرين الأول 2006 - العدد 2415 - شؤون لبنانية - صفحة 5

لمناسبة ذكرى استشهاد داني شمعون وعائلته: انغرد، طارق وجوليان، دعت مفوضية الشوف في "حزب الوطنيين الاحرار" كل المحازبين والاصدقاء والاوفياء لدماء شهداء لبنان، الى المشاركة في سهرة اضاءة شموع عن نية الشهداء، في السابعة من مساء غد السبت في ساحة الشهيد داني شمعون ـ دير القمر. ويتخلل السهرة كلمات سياسية

 

المكسيك تحقق في مزاعم عن تمويل لـ"حزب الله"

المستقبل - الجمعة 13 تشرين الأول 2006 - العدد 2415 - شؤون لبنانية - صفحة 6

ذكرت صحيفتان مكسيكيتان امس ان محققين مكسيكيين واميركيين يحققون في شأن مجموعة في المكسيك يعتقدون انها تموّل "حزب الله". واشارت صحيفة "ال أونيفرسال" اليومية الى ان المكسيك بدأت التحقيق قبل ثلاثة اشهر بطلب من الولايات المتحدة التي تساعد فيه، فيما ذكرت صحيفة "ملينيو" ان الخلية المزعومة يشتبه في انها تموّل "حزب الله" ولا تخطط لهجمات بنفسها. واوضحت "ملينيو" ان مكتب وزير العدل في المكسيك أعد قائمة بأسماء اشخاص وشركات يعتقد انهم قدموا اموالا لدعم "حزب الله". الا انها لم تذكر اسماء. وامتنع الناطق باسم الرئاسة روبن أجيلار عن التعليق على التقارير. (رويترز

 

لماذا ألغى "حزب الله" الاستعراض شبه العسكري في يوم القدس؟

المستقبل - الجمعة 13 تشرين الأول 2006 -قاسم قصير

أثار القرار الذي اتخذه "حزب الله" بالغاء "الاستعراض شبه العسكري" الذي كان يقيمه آخر يوم جمعة من شهر رمضان والاستعاضة عنه باحتفالات سياسية في المناطق، الكثير من علامات الاستفهام والتساؤلات في الأوساط السياسية والديبلوماسية والاعلامية. فما هي الأسباب الحقيقية التي تكمن وراء هذا القرار؟ وهل لذلك علاقة بالمتغيرات الحاصلة بعد صدور القرار 1701؟ وما هي انعكاساته المستقبلية؟

دلالات يوم القدس

من المعروف انه منذ حوالي عشرين سنة تقريباً، يحيي "حزب الله" يوم القدس في يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان تلبية لدعوة مؤسس الجمهورية الاسلامية الايرانية الامام الخميني وللتأكيد على أهمية القدس والقضية الفلسطينية في المشروع السياسي والجهادي والفكري للحزب. وتطورت الانشطة التي يقيمها الحزب في هذه المناسبة من تظاهرات شعبية واحتفالات وأنشطة فكرية وإعلامية، الى مناسبة سنوية مهمة ينتظرها المراقبون لمعرفة رؤية "حزب الله" حول مختلف التطورات المحلية والاقليمية والدولية.

وعمد الحزب خلال السنوات العشر الأخيرة الى تحويل هذه المناسبة الى "استعراض للقوى النظامية وشبه العسكرية والشعبية" التي يمتلكها. وكانت الاحتفالات المركزية تنتقل من منطقة الى أخرى. وفي العام الماضي اقام الحزب أضخم وأكبر استعراض شبه عسكري شارك فيه الآلاف من عناصره وكوادره وقوات التعبئة وعشرات الآلاف من المواطنين في ظل طقس ماطر. وتحول خطاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله آنذاك الى حملة قوية ضد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة تيري ـ رود لارسن وتقرير المحقق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي الالماني ديتليف ميليس ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وشكل هذا الاحتفال منعطفاً في علاقات الحزب برئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط، الذي اعتبر الاحتفال تأكيداً للتحالف السياسي بين "حزب الله" والنظام السوري.

الغاء الاستعراض

لكن ما الذي دفع "حزب الله" هذا العام الى إلغاء الاستعراض شبه العسكري والاكتفاء باحتفالات سياسية وشعبية في مختلف المناطق؟ من المعلوم ان الحزب لم يكن يتخذ القرار بإلغاء هذه الاحتفالات مهما كانت الظروف الأمنية والسياسية قاسية وقد تكون المرة الوحيدة التي الغي فيها الاحتفال في احدى السنوات قبل تحرير الجنوب بعد تبلغ قيادة الحزب معلومات عن احتمال قيام اسرائيل بعمل عسكري يستهدف المشاركين في الاحتفال.

وتحل المناسبة هذا العام في ظل أوضاع أمنية وسياسية وميدانية مستجدة وناتجة عن العدوان الاسرائيلي الأخير. قد يكون صحيحاً ان "حزب الله" حقق انتصاراً عسكرياً كبيراً في مواجهة الجيش الاسرائيلي، لكن الحزب ولبنان دفعا تضحيات كبيرة في مختلف المجالات، كما أن مؤسسات الحزب السياسية والاعلامية ومراكزه القيادية والثقافية قد تم تدميرها بشكل كامل، إضافة الى الجهود الكبيرة التي بذلتها قطاعات التعبئة والقوى النظامية والعسكرية للحزب خلال العدوان وما بعده، كل ذلك وضع الحزب امام تحديات كبيرة لإعادة ترتيب أوضاعه.

وقد يكون صحيحاً ان المهرجان الشعبي الحاشد الذي اقامه الحزب في الثاني والعشرين من أيلول الماضي قد شكل استعراضاً لقوة الحزب السياسية والشعبية وحمّل الحزب اعباء كبيرة، إلا أن الإعداد لاستعراض شبه عسكري يتطلب جهوداً مكثفة واستعدادات وتدريبات تحتاج لأكثر من شهرين. تضاف الى ذلك المسألة الأمنية التي فرضت نفسها على أداء الحزب خلال العدوان وما بعده، فتحركات السيد نصر الله أصبحت تجري وفق إجراءات أمنية غير تقليدية، كذلك فإن حماية الحشود الكبيرة خلال الاحتفال تتطلب الآلاف من عناصر التعبئة، كما أن "حزب الله" حرص (حسبما جاء في البيان الرسمي حول إلغاء الاستعراض) "على التخفيف عن جماهيره" والتي قدمت الكثير من التضحيات. هذه هي بعض الأسباب العملية والمعلنة التي قد تكون وراء الغاء الاستعراض شبه العسكري، وان كان ذلك لا ينفي بعض الدلالات والأبعاد السياسية في ظل التطورات التي يمر بها لبنان والمنطقة في المرحلة الراهنة والجهود التي تبذل للتهدئة الداخلية قبل انتهاء شهر رمضان.

الانعكاسات المستقبلية

والسؤال الذي يطرح أخيراً: ما هي الانعكاسات المستقبلية لإلغاء هذا الاستعراض على "دور حزب الله" و"المقاومة الاسلامية"، وخصوصاً الجانب العسكري وعلى صعيد الموقف من القضية الفلسطينية؟

في البيان الرسمي الذي أصدره، أكد "حزب الله" "أهمية يوم القدس والاستمرار بالالتزام الوطني والقومي والانساني تجاه القضية الفلسطينية". إذاً، فان الحزب سيبقى ملتزماً سياسياً وفكرياً وعملياً بدعم النضال الفلسطيني، لكن التطورات الميدانية التي نتجت عن العدوان الاسرائيلي وأدت الى انتشار 15 ألف جندي لبناني في الجنوب والآلاف من عناصر القوات الدولية ستفرض على الحزب أداءً عسكرياً وميدانياً جديداً. كما أن الحزب أصبح تحت المراقبة الدولية والاقليمية في أدائه العسكري والميداني، اضافة الى استهداف اسرائيل لقياداته وكوادره. كل هذه المعطيات ستضع "حزب الله" أمام أداء ميداني جديد في المرحلة المقبلة، وإلغاء الاستعراض شبه العسكري قد يكون مؤشراً مهماً في هذا المجال. وإن كان على المراقبين أن لا يبنوا على هذا القرار مؤشرات نهائية، فحزب الله عودنا دائماً على المفاجآت واعتماد أساليب جديدة في أدائه، وقد نكون في المرحلة المقبلة أمام شكل جديد من عمل الحزب وكيفية تحقيقه لأهدافه السياسية والجهادية.

 

سنة على 13 ت1: "عونيون" بلا عون وعون في "حرب الإلغاء"

المستقبل - الجمعة 13 تشرين الأول 2006 - قبل 16 سنة، خرج العماد ميشال عون من القصر الجمهوري في بعبدا الى السفارة الفرنسية في مار تقلا الحازمية ليفاوض على وقف لاطلاق النار.  هو لم يعد الى القصر. الجيش السوري سبقه الى هناك، بعد ان نجحت عمليته العسكرية التي قادها نظرياً قائد الجيش آنذاك العماد اميل لحود.

وبذلك انتهت ظاهرة عون في القصر الجمهوري بعد خوضه حربين، الاولى ضد الجيش السوري سماها "حرب التحرير" والثانية ضد "القوات اللبنانية" سماها "حرب الالغاء". عاد عون الى لبنان في 7 أيار 2005. خاض الانتخابات متحالفاً مع قوى 13 تشرين اول 1990. في البداية ظن "قدامى مناصريه" ان المسألة لن تتخطى "تكتيكات" انتخابية. لاحقاً أدركوا ان المسألة أبعد من مرحلة عابرة، فهي على ما يبدو محطة حاسمة. يطل عون على اللبنانيين، حالياً، من الموقع الذي انتهى فيه. هو نسي "حرب التحرير" ليستعيد فقط معادلات "حرب الالغاء".

في "حرب الالغاء" كان النظام السوري حليفاً لعون، وكان كل المتعاونين مع هذا النظام مع عون.

ظلّ عون سنوات يناضل ليؤكد ان "القوات اللبنانية" هي من شنّت عليه "حرب الالغاء". عودته الى لبنان قدمت الادلة انه شخصية يستحيل ان تتعب في "حرب الغاء" متواصلة.

... للعٍبرة

في العام 2003، نشر "التيار الوطني الحر" ما سماه كتاب سوريا الأسود في لبنان، حيث قدم كل ما يلزم من أدلة ان النظام السوري هو من تسبب بإشعال الحرب في لبنان، حتى يتمكن من الدخول الى بلاد الأرز واحتلالها.

ناشطون سابقون في "الحركة العونية"، ولمناسبة الذكرى 16 لواقعة 13 تشرين أول 1990، وجهوا الى عون هذا الكتاب "عله يتوقف عن تسويق منحاه الجديد لمصلحة النظام السوري من خلال القول إن سوريا خرجت من لبنان لأن سوريا تحاول أن تعيد التاريخ ذاته، وفي ما يأتي أبرز الوقائع الواردة في الكتاب:

من الخطاب الذي ألقاه الرئيس السوري السابق حافظ الأسد على مدرج جامعة دمشق في 20 تموز 1976 مبرراً اجتياح قواته للبنان

"سوريا ولبنان عبر التاريخ بلد واحد، وشعب واحد وهذا الأمر يجب ان يدركه الجميع...

ومن أجل هذا قدمنا السلاح والذخائر، وقررنا ان ندخل تحت عنوان جيش التحرير الفلسطيني، وبدأ هذا الجيش بالدخول الى لبنان ولا أحد يعرف هذا أبداً، لم نأخذ رأي الأحزاب الوطنية ولا غيرها ولم نأخذ أذنا من أحد...".

في السابع من نيسان سنة 1995 كشف ديبلوماسي اسرائيلي سابق ان رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اسحق رابين اعطى سوريا موافقته الخطية عام 1976 على دخول قواتها الى لبنان.

ونقلت الصحيفة حرفيا عن سفير اسرائيل السابق في بريطانيا جدعون رفايل: ان رابين وافق على دخول القوات السورية في رسالة وجهها الى العاهل الاردني في 28 نيسان 1976 ولا تزال محفوظة في ارشيف رئاسة الوزراء في اسرائيل(...)".

* 26/8/1973: استعداد لاشعال الحرب، اعلن الرئيس السوري حافظ الأسد ان لبنان وسوريا بلد واحد وشعب واحد وحكومتان...

* 10/9/1975: اقتحمت قوات"الصاعقة" السورية قرية دير عشاش في شمال لبنان وهجرت اهاليها وذبحت ثلاثة رهبان...

* 11/9/1975: هاجمت الصاعقة السورية وقوات البعث بلدة بيت ملات وقتلت سبعة من ابنائها وخطفت عشرة...

* 26/9/1975: اتهمت صحيفة "الاهرام" المصرية، سوريا بالتدخل في لبنان ومحاولة فرض زعامة حزب البعث السوري على لبنان بالقوة...

* 9/10/1975: هاجمت قوات "الصاعقة" السورية القادمة عبر الحدود السورية بلدة تل عباس في عكار وقتلت 15 من ابنائها وجرحت العشرات واحرقت الكنيسة في محاولة لاشعال نيران الحروب الطائفية بين اللبنانيين...

* 2/11/1975: دخل لواء سوري كامل من القوات الخاصة السورية الى لبنان عبر البقاع...

* 7/1/1976: أعلن نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام في تصريح الى صحيفة "الرأي العام" الكويتية أن "لبنان جزء من سوريا وسوف نعيده وينبغي ان يكون ذلك واضحاً"...

* 15/1//1976: دخل لواء من جيش التحرير الفلسطيني ـ قوات اليرموك التابعة لقيادة الجيش السوري الى منطقة البقاع واشتبكت مع بعض مواقع الجيش اللبناني التي كانت موجودة في المنطقة...

* 19/1/1976: دخل المزيد من قوات لواء اليرموك التابع لسوريا مع عناصر مسلحة أخرى تابعة لمنظمة "الصاعقة" الى منطقة الشمال وشرعت في مهاجمة مخافر الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي الموجودة في المنطقة بالتعاون مع المنظمات الفلسطينية المسلحة...

* 21/1/1976: اجتاح لواء اليرموك وقوات "الصاعقة" التابعان للقيادة السورية بلدة الدامور المسيحية في ساحل الشوف وهجرت اهاليها بالكامل وقتلت العشرات منهم ودمرت البلدة تماماً، وعبثاً حاول الزعيم الدرزي كمال جنبلاط وقف الهجوم ومنع المذبحة، لكن محاولاته ذهبت سدى امام اصرار القيادة السورية على الفرز الطائفي واشعال نيران الحرب الأهلية بين اللبنانيين...

* 5/3/1976: طوقت قوات "الصاعقة" السورية مدينتي القبيات وعندقت في عكار ـ شمال لبنان، وقصفتها بالمدفعية الثقيلة والهاون... في الوقت الذي كانت توزع فيه بيانات وهمية عن نداءات استغاثة صادرة عن أهالي البلدتين تطلب تدخل القوات السورية للمساعدة...

* 4/4/1976: أعلن الزعيم كمال جنبلاط ذهوله لاجتياح الجيش السوري بعض المناطق اللبنانية دون ان تكون لوجوده أي طابع شرعي...

* 5/4/1976: اعلن قائد القوات اللبنانية بشير الجميل أن "الاطراف المتنازعة في لبنان كانت على وشك التوصل الى اتفاق لحل المشكلة اللبنانية، عندما تدخلت القوات السورية وأضاعت الفرصة وقلبت الأوضاع رأساً على عقب"...

* 31/5/1976: دخلت مدرعات سورية تابعة للجيش السوري النظامي وللمرة الأولى منطقة عكار في شمال لبنان...

 

"13تشرين" تدعو الى التكاتف لإبقاء الوطن لبنانياً بامتياز

دعت "حركة 13 تشرين" في بيان أصدرته أمس، الى "التكاتف معا لإبقاء هذا الوطن لبنانيا بامتياز". وقالت: "جبل لبنان هو قلب لبنان النابض.. وبعد النزيف الدامي الذي اصاب ابناءه في 13 تشرين حيث قدموا بكل بطولة وشهامة ارواحهم وأرزاقهم وحياة اطفالهم فداء عن هذا الوطن الذي آمنوا به، ها نحن اليوم وفي هذا التاريخ بالذات نتذكر الوقفة البطولية لأبناء الجبل الذين دافعوا بشراسة ضد الاحتلال السوري الذي اجتاح ارضنا وحكمها لمدة خمس عشرة سنة..، وبقي ابناء الجبل، وبالرغم من الخسارة الدامية التي لحقت بهم، متمسكين بإيمانهم بأن الحرية والاستقلال هما سيكونان بمعونة إلهية". وتساءلت: "اذا ما كانت تلك الدماء التي سُفكت في الماضي من اجل تلك الحرية والاستقلال قد ذهبت سدى بسبب ما نشهده اليوم من تشرذم وتفرقة وانقسامات بين زعماء هذا الوطن، ومن تحالفات هنا وهناك لم تكن ترضى بها دماء الشهداء؟". وتخوفت من "ان تكون كل المواقف السياسية المتخذة تنبع من مصالح فردية ولا تصب في خانة المصلحة الوطنية".ودعت "الجميع الى الوقوف وقفة اكرام وصلاة لشهدائنا الابطال الذين رووا بدمائهم تراب هذا الوطن".

 

فرنجية يطلب من "المردة" حمل علم العونيين أيضاً

أعلن رئيس "تيار المردة" النائب السابق سليمان فرجية أننا و"التيار الوطني الحر" نكمل بعضنا". وقال ردا على سؤال حول مشاركة "المردة" في مهرجان "التيار الوطني الحر" بذكرى 13 تشرين: "أتمنى على كل ناسنا واهلنا ان يحملوا علم "التيار الوطني الحر" الى جانب علم "المردة"، لاننا نكمل بعضنا ونحن ذاهبون لنظهر فعليا مدى حجمنا ومدى حجم "التيار الوطني" وليس لتكبير ارقامنا إعلاميا".

قداس الذكرى

دعا المنسق العام لـ"المكتب المركزي للتنسيق الوطني" نجيب زوين عشية القداس الذي يقيمه المكتب اليوم لمناسبة 13 تشرين الأول الى "محاكمة سوريا على ارتكابها هذه الجريمة".

وأوضح في اتصال لـ"المستقبل"، "أن القداس يهدف الى الصلاة لراحة أنفس الشهداء، وليس مهرجاناً، لذلك الموضوع لا يتعلق بعدد المشاركين بل بمن سيشارك". وإذ لفت الى أن "قاعة الكنيسة تتسع لنحو 1200 كرسي"، أشار الى أنه "لا يمكن التكهن بعدد الذين سيشاركون، قد تمتلئ القاعة أو قد تفيض بالحضور أو غير ذلك".

وعن الحضور، أكد "أن التجاوب القوي من أهالي الشهداء وكافة قوى "ثورة الأرز" وتجمع 14 آذار إيجابي، لأن الذكرى تعنيهم، وتعني كل من يناضل لتحرير لبنان من بقايا السوريين فيه." ولفت الى أن الدعوة "لم توجه الى الرسميين، بل الى كل المواطنين الذين كانوا في رحم المقاومة وقاتلوا ضد السوريين، والى كل من يعرف معنى السيادة والكرامة ومعنى 14 آذار." وأشار الى ان اختيار كنيسة مار الياس انطلياس له دلالة خاصة "فهذه الكنيسة تابعة للرهبنة الأنطونية التي دفعت ثمناً باختطاف راهبين أنطونيين من دير القلعة في بيت مري، اضافة الى أن "أهميتها التاريخية وموقعها يشكلان عاملين إضافيين".

وعمن يلقي كلمة المكتب، أجاب: "هذا الموضوع تعرفونه بعد القداس". ويترأس الذبيحة الإلهية التي ستقام في كنيسة مار الياس ـ أنطلياس، كاهن الرعية الأب جوزف عبد الساتر في السادسة مساء اليوم. وكان "مكتب التنسيق" جدد دعوته للمشاركة في القداس، في بيان وزعه امس، وحيا فيه زوين "شهداء 13 تشرين، عسكريين ومدنيين". وقال: "عشية الذكرى السادسة عشرة للمجزرة الرهيبة التي ارتكبها النظام السوري في 13 تشرين الأول 1990، ينحني المكتب إجلالاً واحتراماً أمام أرواح الشهداء من عسكريين ومدنيين، وأمام آلاف المعوقين والجرحى"، مطالباً بـ"رفع الصوت عالياً لكشف مصير المفقودين والمخطوفين كافة الموجودين في السجون السورية".  اضاف: "لن ننسى أبدا إرادة التحرير والمقاومة وجسامة التضحيات التي دفعها الشعب اللبناني طيلة 15 عاما، والتي لم يستطع الاحتلال خنقها، فعادت وانفجرت بأحلى معانيها في 14 آذار 2005 بتعبير شعبي فريد في التاريخ اللبناني".

 

قصة جوني سالم ناصيف

عون تحت مرمى مناصريه سابقاً

وزّع ناشطون سابقون في الحركة "العونية"، على شبكة الانترنت، فيلماً يأخذ على العماد ميشال عون التخلي عن القضية التي حاربوا من اجلها وقدموا الشهداء في سبيلها واضاعوا" سجناء في السجون السورية كرمى لاستمرار النضال من اجل الشعارات والمبادئ التي آمنوا بها. يبدأ الفيلم بتحديد ما حصل يوم 13 تشرين اول 1990، حين اجتاحت القوات السورية المناطق التي كانت بعهدة العماد عون، مرتكبة عدداً من المجازر على اكثر من محور، وآسرة عدداً كبيراً من الاشخاص. ثم يروي الفيلم قصة فيوليت ناصيف مع ابنها جوني سالم ناصيف المعتقل في سوريا، حيث تمكنت بعد مائة شفاعة وشفاعة من رؤيته هناك لدقيقتين، قبل ان تبعد عن رؤيته نهائياً.

ويسأل الفيلم، اي موقف ستتخذه فيوليت ناصيف التي تناشد ان تستعيد ابنها، بعدما سمعت عون يقول ان ليس له معتقلون في السجون السورية؟. وانتهى الفيلم الى تأنيب الشعب الذي لا يزال مع عون، على قاعدة تأليه الشخص، غاضاً الطرف عن "انحرافات الجنرال".

 

إلى السيد حسن نصرالله

بقلم المحامي ايلي أسود (•)

 "يوم المظلوم على الظالم اشدّ من يوم الظالم على المظلوم".الامام علي بن ابي طالب

عن نتائج معركة "صفين"، وما انتهت اليه بعد ذلك من تسلط معاوية، يقول الشيخ رشيد رضا صاحب "المنار"، "لقد حوّل معاوية شكل الحكومة الاسلامية الى حكومة شخصية استبدادية، جعلت مصالح الأمة، كالمال، يرثه الاقرب، فالاقرب الى المالك، وان كرهت الأمة كلها، فكان هذا أصل جميع مصائب الأمة الاسلامية".ويقول المفكر الفلسطيني الدكتور وليد قمحاوي ما يلي: "... استطاع معاوية بن أبي سفيان ان يجعل الوطن العربي ملكا يتوارثه الابناء والأحفاد، وكأنه اقطاعية كبيرة، وشعبه قطيع ضخم من العبيد". من ظلم ما بعده ظلم، حملت راية استرداد حقوق مهدورة، بطول وعرض العالمين العربي والاسلامي وعرضهما، ولكنك كنت وما زلت تحمل على منكبيك شؤون طائفة ووطن ومقاومة وشجونها. رأيت بأم العين وبوضوح، ان العدو الحقيقي هو اسرائيل، ومن هو وراء اسرائيل، ومن هو وراء وراء اسرائيل. علمت ان الحروب بالواسطة التي اجتاحت الوطن، كان الجميع دون استثناء وقوداً لها، ومن ثم ضحاياها، وان سوريا التي انزلقت الى الداخل اللبناني بمباركة اقليمية ودولية، ولا سيما اميركية، ارتكبت وخالفت وامتهنت، ولكنها هي الاخرى ضحية بشكل ما للعبة جارها الاقليمي، المدعوم مباشرة من الولايات المتحدة.

لقد عرفت ان لعبة الكبار تبدأ وتنتهي بنزال مباشر مع العدو الاسرائيلي، وليس عبر ازقة بيروت والمناطق اللبنانية، وان الفلسطيني أكان داخل المخيمات، ام خارجها، أم في فلسطين، رغم تجاوزاته الفادحة التي نالت من سيادة لبنان، هو الآخر ضحية الظلم الذي ألحقته به الدولة العبرية، ومن وراءها.

دخلت مرغماً عنك نعمة الحكومة، وأنت لم تردها، ولم تطلبها، لا لنفسك، ولا لحزبك. فلم تعرف التسويات، ولا الوساطات، والا الشفاعات، ولا الصفقات، ولا المال الحرام. كنت على هامش جانبي لادارات ومؤسسات فاسدة ومفسدة، وأنت القادر المقتدر، لم تمدّ يدك يوماً على مال حرام، أو تراجع بالتزام، أو بوظيفة، من امور الدنيا الفانية. لم نعرف سوى أن لك منزلا متواضعاً، وليس لك بالتأكيد حساب مصرفي، لا أنت ولا معاونوك. لم ترَ القصور سوى في أفلام وروايات. كنت وما زلت لبنانياً تحول من مواطن مدني، الى قائد مقدام، واع، وحذر، نظم طائفته ورفعها، من مرتبة الحرمان، الى رتبة المقاومة، دون ان تتلوث بما تلوث به آخرون، من داخل طائفتك، أو من خارجها. وبعد، ان انتصارك المدوّي قد أصاب في الكثير مقتلاً، وزعزع أسساً وانظمة، في الداخل والخارج. ان اسطورة صمود المقاومين اضحت ملكا للتاريخ، تضاف الى مآثر صمود ابناء صور القدامى وسواها أمام المحتل الغاصب. ومن حقك أن تسأل وتتساءل ليس فقط لمن تهدي هذا الانتصار، بل مع من تريد ان تجلس، وما كان دور هؤلاء طوال الحرب المشؤومة، وما سبقها.

حسنا فعلت بادارة ظهرك الى كل من ينتقدك اليوم، ولكن كان الأجدى لك ربما ان تضع صفيحة معدنية تقيك شر طعنات الظهر، التي أودت عبر التاريخ، بأئمة يتمتعون بالتقوى والورع، وأنت على هذا التاريخ بشاهد حيّ.

صمود مقاتليك غيّر المعادلة، فانقلب المنتقدون مرحبين، وفشل غداء رايس مع اصدقائها المرتكبين، الذين تمسكوا، ولو متأخرين، بطلب وقف اطلاق النار دون شروط، بعدما انقضت المهل المعطاة، لحذفك ومقاتليك من المعادلة، لتخرج شعوب العالم بأسرها طالبة من بوش الضغط على اولمرت لوقف مجازره في لبنان. بئس السياسيين الذين يساهمون معك انسانيا، وأذنابهم مدعوسة من الخارج، لا حول لهم ولا قوة سوى في ترداد يائس ومملّ، لمقولة نزع سلاح "حزب الله"، والعدو جاثم، والبنادق لم تصمت حتى الآن. وحده وزير الدفاع الياس المر انبرى ليقول، ان استراتيجية دفاع واضحة المعالم ومتفقا عليها، تجعل "حزب الله" يعطي الدولة سلاح المقاومة وهي تعرف حينها كيف تدافع عن ابنائها، وعن حدودها، وعن اجوائها. والاّ، فكيف يمكن ان يعطى سلاح صاروخي لدولة، منطقها الانهزام والتبعية، وممنوع عليها التسلح الدفاعي، أكان سلاحاً صاروخياً، أم خلافه، كي تستطيع الامساك على الأرض، بحق الدفاع الشرعي، المعطى لدول العالم قاطبة؟ فكيف يحق لاسرائيل ان تتسلح بالطائرات والصواريخ، ولا يسمح لدولة لبنان الاّ ان تقتني ناقلة جند وما شابه، من اسلحة خفيفة ومتوسطة، على سبيل المثال؟ وفي انتظار ذلك، أكمل ادارة ظهرك للداخل السياسي، وانطلق في اعمار ما تهدّم من مناطق منكوبة، ولا تحذر سكاكين الغدر في ظهرك التي يبدو انها مقتصرة على التنك فقط، وعلى الثرثرة التافهة أمام شاشات التلفزة، التي لا تغني عن جوع، أو عن حاجة.حفظك الله، وشكراً لك على تزويدنا نحن اللبنانيين، جرعة كرامة.

(•) نائب قائد "القوات اللبنانية" 1982 – 1985

 

حذار الانزلاق وعواقبه

بقلم المحامي سليم العازار(•)

كل الدساتير والقوانين، وحتى الأديان المنزلة او الموحى بها، انما تهدف بالنتيجة، حسب اختصاصها، اما الى تأمين حرية الانسان وعيشه الكريم في مجتمعه في هذه الدنيا، واما الى رجائه وخلاصه في الآخرة، فإذا ما انحرف القيّمون عليها الشرعيون عن تطبيق تلك الغاية الشريفة المنشودة، تطبيقاً صحيحاً، كان هنالك مجال لبروز فروع او حركات من داخلها، اصلاحية او تصحيحية، متطرفة احياناً وقد تصل الى درجة الثورة، ولكنها مفيدة في كل حال على المدى الطويل، وان بطريقة غير مباشرة، لتلك المجتمعات او المؤسسات.

والامثلة على ذلك كثيرة عبر التاريخ، نكتفي منها بالاشارة الى ما سمي في اوروبا في القرن السادس عشر الانتفاضة الاصلاحية (La Réforme) على يد الراهب الالماني لوثر، التي نشأت، والحق يقال، كردة فعل على تجاوزات، كان بعض امراء الكنيسة الكاثوليكية الشرعية ورؤسائها يقومون بها آنذاك، فأدّت تلك الانتفاضة من بعد الى تحسين وضع الكنيسة الشرعية ذاتها والى اختفاء تلك التجاوزرات، ونشير ايضاً الى الثورة الفرنسية سنة 1789 والثورة البلشفية في روسيا سنة 1917 والثورة في اواخر القرن الماضي في رومانيا التي ادت الى سحل الرئيس تشاوشيسكو وزوجته، وكل هذه الثورات، على فظاعتها وشراستها، تجد مبرراً لها في الظلم الذي كان سائداً في مجتمعات تلك البلدان، وفي ما نتج لاحقاً منها، بعد هدوئها وزوالها، من تأمين لعدالة اكثر للافراد والجماعات، ونؤكد ان الظلم قد يولّد في النهاية لدى الاحرار الانفجار.

صحيح ان لبنان، بالنظر الى تاريخه وجغرافيته وتركيبته السوسيولوجية المميزة، وبالتحديد نظراً الى طوائفه ومذاهبه المتعددة والمختلفة، يتمتع باستقرار سياسي وسلم اهلي يُحسد عليهما، اذ لا وجود لمثلهما في الدول المجاورة ذات الاكثرية الطائفية المعينة والملحوظة – وربما كان ذلك، الحسنة الوحيدة المتأتية من النظام الطائفي – فلبنان محصّن تحصيناً منيعاً ضد الثورات والانقلابات التي في حال نجاحها، قد تُخلّ بالتوازن الطائفي، وتالياً بالاستقرار السياسي الذي يصعب عندئذ ان يدوم، اذ لا بد من ان يكون قائد الثورة او الانقلاب من طائفة معينة، وقد تستفيد طائفته من ذلك، شاء ام ابى، فتقوى به على حساب باقي الطوائف.

على ان ما جعلني اغوص في التأمل في هذا الموضوع وافكر في امكان اللجوء مع ذلك، الى حل استثنائي موقّت، ولو اتّسم بالعنف، للازمة اللبنانية المستعصية والمميتة التي يتخبط فيها الحكم والحكومة على مدى زمن طويل دون ان يلوح في الافق اي مخرج او بصيص من النور، والتي لا يمكن ان تدوم اكثر مما دامت، والا زال لبنان مع الوقت كياناً ونظاماً، هو ما يأتي:

لقد قرأت بامعان في الصفحة 14 من عدد جريدة "الاخبار" الصادر في 29 ايلول 2006 مقالاً قيماً لكاتبه السيد امين حطيط، العميد الركن السابق في الجيش، عدّد في كل ما ارتكبته حكومة الاكثرية من خطايا واخطاء، فأقنعني بكلامه ولا يسعني ضميرياً الا ان اهنئه عليه، وطبعاً، لن اعيد الآن كل ما اورده من مآخذ على الاكثرية الحاكمة، وان هي واقعة في محلها، على انه لا بد لي من ان اذكر بأهمها:

1 – لقد خرقت حكومة الاكثرية قصداً وعمداً الدستور، وبشكل واضح وصريح، اذ الغت عملياً المجلس الدستوري المنصوص عليه وجوباً في المادة 19 من الدستور، ومنعته من النظر في الطعون الانتخابية المقدمة اليه منذ قرابة سنة ونصف، وبديهي القول ان مثل هذا الخرق للدستور يستوجب محاكمة الحكومة امام المجلس الاعلى المنصوص عليه في المادة 80 من الدستور.

2 – لقد فازت الحكومة بأكثرية المقاعد النيابية في الانتخابات عن طريق الغشّ والخداع، اذ تحالفت مع "حزب الله" وحركة "امل"، وادّعت في بيانها الوزاري انها تؤيد المقاومة، ولما نالت مبتغاها انقلبت على حليفيها الكبيرين، ثم تنكّرت للمقاومة، ولكنها بقيت تعبّر متذاكيةً عن رأيها المزدوج بلسانين مختلفين، احدهما تنطق به في الخارج ارضاء للأجانب الذين يدعمونها، وثانيهما في الداخل امتصاصاً للنقمة الشعبية، ما أمكنها ذلك، وبموقفها المشار اليه وبتلقيها المساندة ضمناً من بعض الانظمة العربية، شجعت اسرائيل، التي أقرت بذلك علناً، كما شجعت ايضا من هم وراءها، على شنّ عدوان على "حزب الله" امتداداً الى كل لبنان.

ولا بدّ من التذكير بأن القاعدة القانونية والشرعية، المطبقة منذ العهد الروماني حتى أيامنا هذه تقول بأن الغش يفسد كل شيء ويبطله (fraus omnia corrumpit) وفي الدول العريقة فعلا في الديموقراطية، فانه يتحتم عندئذ اجراء انتخابات جديدة مبكرة على اساس قانون عادل، لمعرفة اين تقف في الواقع الأكثرية الشعبية الصحيحة، ناهيك عن ان الانتخابات الاخيرة، المزيفة، والقائمة على تحالف يشوبه الغش والكذب، انما جرت على اساس قانون غازي كنعان السوري على زمن الوصاية، ومع ذلك وافقت حكومة الاكثرية على اعتماده تأمينا لمصالحها الذاتية، رغم انها تتنكر له لفظاً فقط، اذ هي بارعة باتقان الازدواجية.

3 – لن أتكلم في الوقت الحاضر على الفساد المالي المستشري، الذي يئنّ منه كل الشعب ويقال عنه انه "فالج، فلا تعالج"، ولا سيما اذا اقتصرت المعالجة على الطرق السطحية غير المجدية، والمثل يقول ان الشيء الوسخ يلزمه لتنظيفه مخباط قوي، وهو غير متوافر الآن.

ازاء هذه المآخذ الخطيرة والجوهرية، الدستورية والقانونية والسياسية والمنافية للتعامل الاخلاقي، ماذا تجيب الاكثرية الحاكمة سعيداً؟ انها تقول انها متشبثة بموقفها وباقية في محلها ما دامت الاكثرية النيابية تدعمها، وان كانت مزيفة، أي "عتزة ولو طارت!".

فكيف السبيل اذا، للخروج من هذا المأزق؟

فالحكومة اللبنانية الحالية لا تقبل بتأليف حكومة اتحاد وطني، وهي تزعم انه مطلب محق يراد به باطل، وهي لا تنفذ على الأرض ما صار الاتفاق عليه في لجنة الحوار، فلم تنزع مثلاً من الفلسطينيين سلاحهم الموجود خارج المخيمات رغم انه سقط برصاصهم قتيل من الجيش، وهي مستمرة في المراوغة، وهي في واد واكثرية الشعب في واد آخر. فهل يبقى عندئذ من مخرج لهذا الطريق المسدود غير الانتخابات النيابية المبكرة والنزيهة على أساس قانون عادل يتيح لكل الفئات الشعبية أن تتمثل من خلاله تمثيلا صحيحا فينبثق منه مجلس نيابي، وينبثق من المجلس حكومة تمثل الاكثرية حقيقة وايضا رئيس للجمهورية يرضى به معظم الشعب؟

ان تعنت حكومة الاكثرية الحالية، الفاقدة شرعيتها على الارض، سوف يوصلها مع الوقت، من حيث تدري او لا تدري، الى حافة الهاوية، وربما الى الانزلاق حتى اعماقها، حيث لا ينفع الندم، اذ ان النقمة الشعبية عليها تتكاثر يوما بعد يوم لدى كل الطوائف والمذاهب، فلا تعود عندئذ الثورة في لبنان صعبة أو متعذرة في مثل هذه الحالة، تماما كما حصل سنة 1943 ضد السلطة الفرنسية المنتدبة، بل واكثر، اذ زاد الآن وعي الشعب، او كما حصل ايضا سنة 1952، اذ ارغم الحكم والحكومة على الاستقالة تحت وطأة الاضرابات والتظاهرات الشعبية، رغم انهما كانا يحظيان بتأييد ستة وستين نائباً من أصل سبعة وسبعين، فللضرورة احكام خاصة لا تتقيّد الا بالقانون الطبيعي الذي هو اقوى من كل القوانين المكتوبة، فحذار الانزلاق.

(•) عضو المجلس الدستوري سابقاً

 

جنود الجنرال الأوفياء: كيف تعاملت معهم السلطة؟

غسان سعود - الأخبار

سقط هدف الاجتياح. لم يقضِ 13 تشرين على العونيين، بل كان أشبه بولادة عونية ثانية. ولادة جيل قال عنه أحد الكتّاب الفرنسيين لبيار رفول، إنه جيل عون. حوّل هذا الجيل ذلك اليوم إلى ذكرى، واخترع منها ثقافة ترى في عسكريّي 13 تشرين المؤيدين لعون أبطالاً شبه خرافيين. وتحوّل شهداء ذلك اليوم من جهة، وفؤاد عون وكرم مصوبع وعامر شهاب وفايز كرم وصلاح منصور وفؤاد الأشقر وتوفيق ضومط ومئات العسكريين الذين أُرغموا على الاستقالة من جهة أخرى، إلى رموز عونية تحيطها هالة هائلة من التقدير. ووفق الثقافة العونية، أصبح كل العسكريين الذين خرجوا أو أُخرجوا من الخدمة بين عامي 1990 و1993 نماذج نضالية، لا يجوز التشكيك بعظمتها. وعلى رغم هذه الثقافة العونية، يقول المعنيّون، كرّرت السلطة السلوك الغريب. فبينما كان بعض السياسيين يعتذر مباشرة أو غير مباشرة عن أخطاء السنوات الماضية، اختارت الأكثرية النيابية والوزارية الراهنة، أن توقّع مرة أخرى على اجتياح معنوي للثقافة العونية ورموزها. فبعدما تقدم عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان بسؤال إلى الحكومة عن إجبار بعض الضباط والعسكريين على تقديم استقالتهم بطرق غير مشروعة بعد أحداث 13 تشرين، جاء الجواب أنه «لا يُمكن الجزم سلباً أو إيجاباً في ممارسة أية ضغوط على الضباط والعسكريين الذين وقّعوا على استقالتهم من سجن مزة أو من خارج لبنان أو بعد تشكيلهم بشكل انتقامي». وهذا أمر غير مفهوم، بحسب العميد فايز كرم، وخصوصاً أن القانون لا يجيز توقيع الأوراق الإدارية في السجن، إضافة إلى أن عدم توقيع الاستقالة كان سيدفع السلطة السياسية وفقاً للقانون إلى إقالتهم.

وفي التفاصيل: دخل الجيش السوري إلى وزارة الدفاع في اليرزة، وقبض على أبرز الضباط واختطفهم مع عشرات الجنود اللبنانيين ونقلهم إلى مقر قيادة الاستخبارات السورية في عنجر ومنها إلى المعتقلات السورية، وسط أجواء احتفالية عند بعض اللبنانيين. ويروي العميدان فؤاد الأشقر وفايز كرم أنهما نُقلا برفقة عددٍ من الضباط إلى سجن المزة. وصدر القانون 27/90 الذي نصّت مادته الأولى على «إعطاء الحق لكل ضابط في الجيش أن يتقدم باستقالته خلال ثلاثة أشهر من تاريخ نشر القانون». لكنهما لم يطّلعا عليه إلا قبل ستة أيام من انتهاء مهلته القانونية. ووقّعا على استقالتهم في مكتب رئيس سجن المزة العميد بختيار، بحضور العقيد اللبناني أحمد شديد، من دون أن يطّلعوا على تفاصيل القانون، أو على الوضع السياسي في لبنان. وكتبوا بالقرب من التوقيع، وفقاً للعرف، «المزة» إلى جانب التاريخ في أسفل الورقة. وبعد أقل من عشرة أيام في 11 ـ 3 ـ 1991 أُطلقوا، وكان في استقبالهم في عنجر وزير الدفاع السابق ميشال المر. وفوراً بادر الضباط إلى الكلام معه في شأن المرسوم، والاستقالات التي وقّعوها. فوعد المر بمعالجة المسألة. وبعد بضعة أيام، صعد الأشقر إلى مكتب وزير الدفاع في اليرزة، وطلب سحب استقالته، واضعاً طلب العودة عن الاستقالة على مكتب الوزير وخرج. لكن سرعان ما تبلغ المرسوم 1111/91 المتضمن قبول استقالة بعض الضباط في الجيش، من دون دفع التعويضات للذين خدموا أقل من خمس وعشرين سنة، ما دفع الأشقر إلى اللجوء إلى مجلس شورى الدولة. وعام 1998 حصل على حكم بإلغاء التسريح وإعادته الى الخدمة، ولكنه لم ينفّذ حتى اليوم. وكان الأشقر وكرم جدّدا الطلب بعد عودتهما مع العماد عون من فرنسا. لكنهما فوجئا برد الرئيس السنيورة المستند إلى رأي وزارة الدفاع. هذا الجواب الحكومي يكشف، بحسب النائب كنعان، «أن ثورة الأرز وشعارات السيادة والاستقلال كانت مجرد مواد استعملت للحفاظ على المواقع في السلطة». هكذا هي ذهنية السلطة من وجهة نظر العونيين وثقافتهم. وهم لذلك يجعلون من 13 تشرين عنواناً لمرحلة لم تنتهِ بعد، ولا تنتهي، ربما، إلا باستعادة ما فُقد في تشرين الأول 1990.

ثلاث فئات

يُضاف إلى العسكريين الذين استشهدوا وأسروا وفقدوا في 13 تشرين، ثلاث فئات من الضباط والعسكريين الذين تعرضوا للضغوط. ويطالب التيار الوطني الحر اليوم بإنصافهم. قدمت الفئة الأولى استقالتها عنوة في السجون السورية. أمّا الفئة الثانية فأرسلت استقالتها من خارج الأراضي اللبنانية، نتيجة ضغوط تعرضت لها، فأعطي العسكريون مأذونيات لمغادرة الأراضي اللبنانية بعدما أُفهِموا بعدم الرغبة بوجودهم. وكانوا مخيّرين بين رفض الاستقالة والعودة إلى لبنان ليُسجنوا، أو رفض الاستقالة وعدم العود، أو تقديم الاستقالة.

أما الفئة الثالثة، وهي الأوسع، فتتألف من الذين بقوا في مراكز خدمتهم، وتلقوا أبشع أنواع الضغوط والتهديدات، حتى أجبروا بطريقة غير مباشرة على الاستقالة. ويُقدر عددهم بالمئات.

«باعة متجوّلون»

اعتبر العماد عون في رسالته الصوتية الأولى، أن 13 تشرين جريمة دولية ارتكبت في حق لبنان، وأن ذاكرة الشعب لن تجف. وفي العدد 11 من النشرة اللبنانية، قال بتاريخ 10/10/1997: في 13 تشرين تمت في لبنان أكبر عملية قرصنة دولية إقليمية... تجمّع العالم في أكبر حلف حديث تحت شعار «تحرير الكويت من الاحتلال العراقي»، وفي الوقت نفسه، أُعطي الضوء الأخضر لسوريا لاحتلال لبنان. وبعد سنة، كتب عون في الذكرى نفسها، أن «نواب الطائف هم أنفسهم نواب 17 أيار، جمهرة من الباعة المتجوّلين يتنقّلون من سوق إلى سوق لعرض بضائعهم وخدماتهم بأي ثمن... وفي الذكرى العاشرة لذلك اليوم، أكد عون أن «لا معنى للصفح ما لم يعترف المجرم بجريمته ويطلب الغفران».

 

ذكرى 13 تشرين: «وحياة اللي راحوا»

يُحيي التيار الوطني الحر يوم الأحد المقبل مهرجاناً في ذكرى 13 تشرين. مهرجان يعني بشكل أساسي كلّ الذين خسروا في ذلك اليوم والداً أو ابناً أو زوجاً. لكنّه يعني أيضاً اللبنانيين الذين ضاع حلمهم فجأة، وما زالوا يبحثون عن سبل استعادته لم تقرع لهم الأجراس، ولم تنثر الورود، ولم يرقص الشباب بنعوشهم الملفوفة بالعلم اللبناني في ساحات البلدات، ولم يُقلدوا أوسمة الشهادة. دفنتهم السلطة السياسية على عجل. قبضت الأمهات والزوجات على أنفاسهن، ولم يبكين «الأبطال» إلا في السرّ. أخبرن أولادهنّ روايات أخرى، قدّموا سبباً آخر لوفاة أزواجهنّ. غاب معظمهن عن القداديس التي كان يقيمها التيار الوطني الحر سنوياً، خوفاً من غضب المسؤولين السياسيين وحقدهم وانتقامهم مادياً ومعنوياً. إحدى الأمهات ودّعت في ذلك اليوم ولدين «قرّرا المواجهة وعدم التوقيع على تسليم وطنهما». تحتفظ بقليل من تراب قبرهما، تحيطه بصور القديسين، تلمع عيناها، وتقول «كل من وقّع ورقة رسمية طوال الستة عشر عاماً الماضية، ويتكلم اليوم عن السيادة، عليه أن يذهب إلى المقبرة، ويركع أمام ضريح ولديّ ويطلب الغفران». تبحث بين صور ولديها، وتؤكد أن على أيدي الحاكمين دماً، هو دم ولديها. تنفعل فجأة، تعدّد أسماء «المجرمين ــ السياسيين»، وتسأل السيدة الستينية عن معنى كل ما يقولونه بعد كل الذي فعلوه. تتردد قليلاً، ثم تقسم بالله وتؤكد أنها لن تنسى كيف أطلق البعض النار ابتهاجاً، وكيف منعوها من وداع ولديها. تدعو الله ألّا يوفّقهم، وأن يذيقهم المرّ الذي ذاقته. في مكان آخر، تبتسم الزوجات لإخفاء الغصة والدموع، ويتهرّبن من الإجابة. يرفضن الكلام احتراماً لقرار قيادة الجيش. لكنّ أبناءهنّ يكشفون عفوياً بعضاً من كثير. يقولون: والدنا البطل الحقيقي للاستقلال. نحن قدّمنا أغلى ما لدينا فداءً للحرية والسيادة والاستقلال بينما كان الآخرون يؤيدون الاحتلال.

كان يُفترض، بحسبهم، أن تنصف الدولة أبناءها، لا أن تستمر في تشويه تضحيتهم وخصوصاً بعد الخروج السوري من لبنان. كان يفترض، وفقاً للأبناء، أن يتوجه قياديّو 14 آذار إلى أضرحتهم، وأن يمسحوا بتراب المدافن الذلّ عن جباههم. كان يُفترض بـ«حكومة الحرية والسيادة والاستقلال» أن تبادر فور تسلمها السلطة، مرة أخرى، إلى تكريم الرائد جورج زعرب، والنقيب ألبير طنوس، والملازم أول جورج سلهم والرقباء إبراهيم عيد وشعلان البيطار وحنا أبو ملهب وأكرم حنا وفادي عبد الكريم وجورج شمعون وريمون حدشيتي وفريد فريحة وجوزف راشد ونبيل فارس وبسام شاهين ومئات الآخرين من لواءي الأنصار واللوجستي والمدرسة الحربية وفوج المغاوير والحرس الجمهوري. هؤلاء الذين «دفعوا الثمن، ثمن رفض الدخول السوري إلى بعبدا. في وقت أجمعت فيه الطبقة السياسية على اختيار السوري بديلاً من العماد عون».

أقسى ما في المشهد بعد الخروج السوري من لبنان، بالنسبة إلى عائلات شهداء 13 تشرين، عدم إعادة النظر في ما حصل في ذلك اليوم، وعدم استدعاء أحد للتحقيق، أو المطالبة بإنشاء محكمة دولية أو عربية أو محلية للنظر في انتهاكات حقوق الانسان التي حصلت في ذلك اليوم، باستثناء التيار الوطني الحر وبعض المؤسسات الإنسانية.

وتسجل مراجع حقوق الإنسان معاني كثيرة للثالث عشر من تشرين، تبدأ من الإفادات الطبية عن 73 جثة عسكري لبناني قتلوا بإطلاق النار على رؤوسهم من الخلف، وبعضهم كان معصوب العينين ومقيّد اليدين، فيما آخرون ذبحوا بالسكاكين وشوّهت جثثهم. ولا تنتهي الانتهاكات باختفاء عشرات المدنيين، وأبرزهم الراهبان الأنطونيان ألبير شرفان وسليمان أبي خليل، وأفراد عائلتي صياح وصادر في بلدة بسوس. أما إعلامياً، فأجمعت الصحف على انتهاء العماد عون وانكساره، وتخلي المواطنين عنه، واتهامه بالهروب تاركاً جيشه يخوض المعركة. الحكومة الانتقالية

تتّكئ ابنة أحد شهداء 13 تشرين على ذراع والدتها، لتستعيد المشهد. كانت آنذاك في الرابعة من عمرها. تمسّكت بخصر والدها، رجته ألا يرحل، لكنه خرج... ولم يعد. حتى شهيداً لم يعد إلى المنزل. تتحدّث عن رغبتها في التقاط بعض من قطرات دمه، أو تمرير أصابعها بين شعر رأسه. تقول إنها كانت تقترب في تظاهرات التيار من العسكريين، لتخبرهم أن والدها استشهد من أجلهم ومن أجل الحرية والسيادة والاستقلال، وأن موقعهم يجب أن يكون إلى جانب الطلاب المتظاهرين، وليس في أي مكان آخر.

روي الكثير باسم تلك العائلات. استفزّها كثيراً القائلون لها إنّ الجنرال ترك رجاله في المعركة وخرج. تغضب من هذه العبارات، وتؤكّد أن خيار رجالها كان خيار الجنرال، وهم قدّموا أرواحهم مقتنعين بعظمة الواجب الذي يؤدّونه.

كان يُفترض بالثالث عشر من تشرين، وفقاً لأحد المخططين لتنفيذ الهجوم، أن ينهي الحالة العونية. ويشبهه بما حصل في الثالث عشر من تموز 2006: هدير طائرات حربية، قصف عشوائي، صمت دولي، تغطية محلية للعدوان بحجج مختلفة، آلة تحاول سحق شعب. فدولياً، أعلن مارك ديلون، يومها، باسم وزارة خارجية الولايات المتحدة الأميركية، معارضة العمل العسكري. أوري لوبراني، منسق الأنشطة الإسرائيلية في لبنان، أكد أن إسرائيل لا تقبل بتدخل عسكري سوري ضد عون، فيما أكدت فرنسا أن ليس ثمة ضوء أخضر دولي لعملية عسكرية. أمّا داخلياً، فكانت القوات اللبنانية تتابع أعمال القنص والقصف المدفعي والصاروخي، فيما توزعت المواقف الأخرى بين تأييد العمل العسكري السوري والسكوت عنه. حصل الاجتياح، دخل السوريون إلى قصر بعبدا ووزارة الدفاع، وسط موافقة وتواطؤ من الطبقة السياسية التي تناوبت على السلطة منذ ذلك اليوم.

عن المعركة، يقول العماد عون إنه كان قادراً على الهروب منها، والمشاركة في الحكم كأن شيئاً لم يحدث. لكن الموضوع، بحسب عون، لم يكن صراعاً على السلطة بل صراع على الوطن حيث لا يجوز الاستسلام لا شكلاً ولا جوهراً كما كان يطلب منه. وغالباً ما يردد أن ظروف المعركة كانت تقتضي أن يعرف الإنسان كيف يخسر لكي يكون أهلاً للربح. وتقول إحدى بنات الجنرال، إن والدهنّ ضمّهنّ إلى صدره عندما التقوا في السفارة الفرنسية، ثم ابتسم قائلاً: «نحن سنرتاح، لكنّ الناس سيتعبون». ويؤكد أنه أصر على كلمة استسلام لا تفاهم في النداء الأخير. من منطلق قانوني، لأنه سُحق بالقوة وكي لا يقع في خطأ تفسير الحدث.

يُذكّر السياسي الذي شارك في التخطيط للهجوم بقول كثيرين إن «التمرد» انتهى، وإن مرحلة من تاريخ لبنان قد ولّت. يستشهد برسالة الرئيس سليم الحص في اليوم نفسه، التي اعتبر فيها «أن صفحة تمرد ميشال عون طويت إلى غير رجعة». وكذلك قول الرئيس الياس الهراوي «إن العملية العسكرية أنجزت بسرعة، وقامت خلالها قوى الشرعية اللبنانية بمساندة مشكورة من القوات العربية السورية الشقيقة بواجبها المقدس من أجل حماية الدولة والمؤسسات». لكن العونيين كان لهم رأي آخر. فكتب المنسق العام للتيار الوطني الحر الدكتور بيار رفول في مذكراته ذلك اليوم: «لقد أزاحوا المتمرد على الإذلال والخنوع والقهر والظّلم ليتربّعوا هم أذناباً للمحتلّ ويخلدوا رموزاً للخيانة والعمالة والدناءة. لكنهم خسئوا لأن مسيرة التمرد، مسيرة التحرير مستمرّة، حصرمة في عيونهم وشوكة في خواصرهم، حتى النصر وإعادة الحقّ إلى أصحابه».

ومنذ ذلك الحين، بدأت عند العونيين مرحلة أخرى، عبّروا خلالها بأشكال مختلفة عن رفضهم الانسجام مع «الاحتلال السوري في لبنان» أو مع «السلطة العميلة له». ومن 22 تشرين الثاني 1990، بدأوا التحرك عبر تغطية الجدران في الشمال وبيروت وجبل لبنان بالشعارات العونية، قبل أن يفاجئوا الجميع في ليلة عيد الميلاد عام 1990، بتظاهرة سيارة ضخمة اتجهت نحو السفارة الفرنسية في الحازمية. ورغم كل محاولات تفريقهم، أوصل المتظاهرون صوتهم الى العماد عون، هاتفين له ومطلقين عنان أبواق سياراتهم بزمور «الجنرال» الذي أصبح كابوساً جديداً للسلطة اللبنانية، الأمر الذي دفعها الى إصدار قرار لا سابق له بمنع «الزمور» الشهير. ومن الزمور والصورة، مروراً بالمنشور والعمل الجامعي، وصولاً إلى التحرير، حقق العونيون وعدهم رغم الضربات الموجعة ورغم استهزاء السياسيين بأهدافهم. تبتسم الصبية، ابنة أحد الشهداء، وتقول «انتصرنا على 13 تشرين، سحقَنا العالم ولم نوقّع، أثبتنا أن 13 تشرين خسارة من دون ندم، وذل للرابحين».

تلفزيون و«بينغ وبونغ»

يقول اللواء عصام أبو جمرة إنه لم يصدق في صباح 13 تشرين أن «العالم كله تخلّى عنهم» وأن «كل شيء قد انتهى». وتؤكد كلودين عون، ابنة العماد عون، أن «كل نهار عاشته بعد ذلك اليوم كان إضافياً، لقد عشت كل الخوف الذي يسبق الرحيل». أما الرئيس السابق لفرع الأمن العسكري في استخبارات الجيش العميد فؤاد أشقر فيشير إلى شعور بالذل والانكسار. ويلفت إلى أن أبشع لحظة في حياته حين نزع النجوم عن كتفيه مع دخول الضابط السوري إلى مكتبه.

طلب الجنرالات من السفير الفرنسي تزويدهم طاولة «Ping pong» وانشغلوا بمتابعة الأخبار عبر التلفاز والصحف اللبنانية اليومية. ولجأ العماد عون إلى قراءة القاموس الفرنسي ليملأ وقته، وتسجيل رسائل صوتية إلى زوجته وبناته، إلى جانب كتابة مذكراته.

وفي إحدى ردوده على ابنته كلودين، يقول العماد عون: «على رغم صعوبات هذه المرحلة السوداء في تاريخنا، اعلمي أن المساعدة على خلاص لبنان تكون في نشاطاتكم ووجودكم وحتى في منفاكم. وإذا خلص لبنان تكونون قد شاركتم في تحريره، وإن سقط فسيرتاح ضميركم لأنكم بذلتم كل جهد ممكن في سبيل الواجب المقدس».

لاحقاً، في السابع والعشرين من آب، اجتمع مجلس النواب وأقرّ قانوناً فرض على الجنرالات الانتقال إلى فرنسا لمدة خمس سنوات. وفي اليوم التالي، حضرَ إلى السفارة مجموعة من المدنيين الفرنسيين يرافقهم جنرال فرنسي يدعى روندو، أبلغوا الموجودين خطة الانتقال إلى فرنسا. وانتقلوا في اليوم نفسه إلى شاطئ golden beach، ومنه عبر ثلاثة قوارب سريعة إلى باخرة عسكرية فرنسية متوقفة خارج المياه الإقليمية اسمها «أنكتيل» نقلتهم إلى قبرص حيث كانت طائرة فرنسية خاصة في انتظارهم. وفي فرنسا، توزع بعض اللبنانيين على الطريق بين المطار و«فيلا غابي» حيث استقر العماد عون رافعين شعار «الجنرال عون شرف فرنسا»، وهي العبارة التي قالها الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران في 13 تشرين.

عدد الجمعة ١٣ تشرين الأول

 

4 آذار... فقط

زياد الرحباني - الأخبار

كان على رئيس تيار المستقبل، الشيخ سعد، وفي أول ردوده على المقاومة بعد وقف إطلاق النار، وخلال شهر رمضان وفي إفطار، ولو وَقَعَ في شهر أيلول لا في شهر آذار، وكيفما كان رأيه بما هو إنتصار، وهو الميّال الى مجموعة الناي المذبوح والثكلى والدمار، كان عليه ألاّ يُخطئ فَيُفلِت منه سِرُّ الأسرارِ، فيقول في عقر قريطم-الدار:"إن هذه الحكومة، حكومة 14 آذار..." ويتابع. مع أنها الحقيقة، ونحن نعرفها، أمّا قوى آذار فحسمتها حتى قبل إغتيال الشهيد الحريري، وفي الوقت نفسه تستعجلُ المحكمة الدولية لهذه الحقيقة... هل يجوز أن تكون الحكومة، حكومة قوى 14 آذار؟ طيب وماذا يفعل الباقون؟ المواطنون يعني؟ من المسؤول عنهم؟ ما العمل؟ كيف يتدبرون شؤونهم؟ دعونا من المعارضة، فهي تابعة لسوريا وإيران! المواطنون في الشقق المتبقية، السواد الأعظم على بياض!؟ وخاصة الذين لاحظوا أن هذه الحكومة لا تعمل يبدو الاّ خلال شهر آذار؟ ماذا عن الأشهر المتبقية؟ ماذا عن آب مثلا! من يمثله في الحكومة؟ أم أنه تابع للجيش؟ هل يعقل أن تكون حكومتنا، حكومتهم عفواً، لا تعمل الاّ في آذار ولا تدير الاّ مرجعيون؟!عدد الجمعة ١٣ تشرين الأول

 

الجميّل: القراران 1559 و1701 أعطيا لبنان ما لم يكن يحلم به

نقولا ناصيف - الأخبار

يكاد يكون الرئيس أمين الجميل أكثر مَن خَبِر العلاقة بواشنطن حسنات ومساوئ. في سنة اجتمع بالرئيس الأميركي رونالد ريغان ثلاث مرات، في تشرين الأول 1982 وتموز وكانون الأول 1983. ولم يسبق لمسؤول لبناني، قبله وبعده، أن حظي باهتمام كهذا. آنذاك اضطلع السفير في بيروت روبرت ديلون ثم ريجينالد بارثولوميو بالدور الذي يضطلع به الآن خلفهما جيفري فيلتمان. وكان ثمة دور في الظلّ للسفير موريس درايبر الذي لعب دور الوسيط في المفاوضات اللبنانية ــ الإسرائيلية. كان مشاة البحرية الأميركية في بيروت، والضبّاط الأميركيون في غرفة عمليات عسكرية في وزارة الدفاع الوطني في اليرزة، والأسطول في عرض البحر. وكان كذلك مظليون فرنسيون وجنود إيطاليون. ثم انهار كل هذا تباعاً عندما انقلب الأميركيون على أنفسهم: من الالتصاق بلبنان إلى تجاهله تماماً ونعته بـ«الطاعون» على لسان وزير الخارجية الأميركي جورج شولتز، ثم إلقاء هذا البلد في الفكّ السوري.

يقول الجميل عندما يُسأل عن مقارنة تجربته عامي 1982 ــ 1984 بواقع الدور الأميركي في لبنان حالياً بأن الأمر ينبغي ألا يؤخذ كالسابق على أنه رهان على واشنطن، بل يعتقد أن ثمة ما يمكن أن تلتقي عليه قوى 14 آذار وواشنطن:

ــ أن الأميركيين منحوا لبنان ما لم يكن في وسعه أن يتوقعه يوماً، ولا حتى أن يحلم به، بعد السنوات الطويلة من الوصاية السورية: القرار 1559 الذي أخرج الجيش السوري واستخباراته العسكرية من كل الأراضي اللبنانية وأنهى سيطرة دمشق على لبنان، والقرار 1701 الذي أقفل نهائياً بوابة الفوضى والصراع العسكري عند الحدود اللبنانية ــ الإسرائيلية وأدى كذلك مع نشر الجيش اللبناني والقوة الدولية في الجنوب إلى منع أي وجود مسلح خارج الشرعية اللبنانية.

ــ أن الأميركيين لا يقفون مع فريق أو حزب أو طائفة أو جهة لبنانية ضد أخرى، وإنما يدعمون أولئك المنادين بسيادة لبنان واستقلاله. وهم بذلك يعتبرون أنفسهم حلفاء القوى الاستقلالية ويساعدونها على تحقيق الأهداف التي قال بها القراران 1559 و1701. والمقصود إخراج لبنان من دائرة الصراع الإسرائيلي ــ السوري على أراضيه، وفي الوقت نفسه تعطيل الأسباب التي تمكّن كلاًّ من هاتين الدولتين من ممارسة نفوذهما في لبنان. ولا يبدّد ذلك، لدى الرئيس السابق للجمهورية، مخاوفه من تصاعد وطأة النفوذ الخارجي ودخول لبنان مجدّداً في دائرة صراعات إقليمية: محور إسرائيلي ــ إيراني، بعد محور إسرائيلي ــ سوري، ومن قبله محور إسرائيلي ــ فلسطيني.

ويعتقد الرئيس السابق أن من الضروري مقاربة المشكلات والحلول انطلاقاً من القرارين 1559 و1701 من جهة، وإعادة الاعتبار الى المسؤولية اللبنانية في إدارة الوضع الداخلي. وهو يشير الى الملاحظات الآتية:

1 ــ إن معارضته تغيير حكومة الرئيس فؤاد السنيورة ملازمة لمعارضته أي حكومة جديدة تمنح المعارضة ثلثاً معطلاً في مجلس الوزراء، والذي هو في رأيه «ثلث ناسف» لاستمرار الحكومة وقراراتها وليس معطلاً فحسب، والأحرى ألا يُعطى أي فريق حق النقض في مجلس الوزراء، وخصوصاً في مواجهة غالبية لانتزاع السلطة منها.

ويستعيد في هذا الإطار تجربة حكومة الاتحاد الوطني العشرية برئاسة الرئيس الراحل رشيد كرامي بين أعوام 1984 و1988 التي اضطرت بعد عام 1986 الى ابتكار فكرة «المراسيم الجوّالة» تفادياً لتعطيل آلة الحكم. كان التأثير السوري طاغياً على الحكومة العشرية بأن منح كلاًّ من أقطابها، ولا سيما رمزاها الحادان في معارضة الجميل نبيه بري ووليد جنبلاط، حق النقض. ونجحت دمشق في منع التئام الحكومة أكثر من سنتين ونصف سنة، ولم يرضها بعد اغتيال رئيسها المستقيل أن يعمد الرئيس سليم الحص الى تعويمها.

على نحو إمساك دمشق آنذاك بأكثر من الثلث المعطل في حكومة كرامي، يجد الجميل أن من الخطأ تخويل أي فريق لبناني لعب دور كهذا بذريعة إحداث توازن سياسي جديد، فينتهي الأمر بضرب استمرار الحكم.

2 ــ مهما تكن الاجتهادات التي يسوقها المعارضون في حملتهم على حكومة السنيورة طلباً لإسقاطها، فإن امتلاكها غالبية الثلثين في مجلس الوزراء حق دستوري ومشروع تستمدّه من كونها منبثقة من الأكثرية البرلمانية. وما دامت تمثل فريق الأكثرية فهي التي تحكم. مع ذلك فإن المرات التي لجأت فيها الى التصويت في مجلس الوزراء نادرة، اعتقاداً منها بالحاجة الى إدارة توافقية للصراع السياسي، وكذلك لآلية اتخاذ القرارات في السلطة التنفيذية.

ويرى الجميل أيضاً أن تسليم فريق 14 آذار بالتوافق يقتضي ألا يحرمه ما يسميه «حزام الأمان» الذي هو إمساكه بثلثي مجلس الوزراء لحماية موقعه كأكثرية حاكمة، والحؤول دون الوقوف عقبة في طريق إدارته الحكم.

ويلاحظ في ما تنص عليه المادة 69 من الدستور عن إمكان استقالة الحكومة إذا فقدت أكثر من ثلث أعضائها، سبباً ضمنياً لتبرير مطالبة البعض بالسيطرة على أكثر من الثلث المعطل الذي يعني، في نهاية المطاف، تجريد الغالبية من ثلثي مقاعد الحكومة. والواقع، يقول الجميل، أن المعارضة تريد من الحصول على الثلث المعطل الذي لا ينص عليه الدستور، تكريس عُرف دستوري في ممارسة سياسية.

3 ــ ليس ما يبرر انقلاب العماد ميشال عون على مواقفه قبل حرب 12 تموز. فحتى عشية هذه الحرب، يضيف الجميل، كان عون طرفاً متعاوناً في مؤتمر الحوار الوطني، ومعارضاً في مجلس النواب من غير أن يطعن في شرعيته، أو في شرعية حكومة السنيورة، ولم يكن يطالب بإسقاطها. بل ذهب الى حد إعلانه بعد اجتماع بالنائب سعد الحريري، الى أنه يلتقي وإياه على 98 في المئة من المواضيع. ويميّز الرئيس السابق للجمهورية بين نتائج ما أفضت اليه الحرب الإسرائيلية في الجنوب، ومسار اللعبة السياسية في الداخل. عدد الجمعة ١٣ تشرين الأول

 

الأرمن يتظاهرون مجدداً... من أجل الشرف والكرامة

زحف المواطنون اللبنانيّون من أصل أرمني أمس من منطقة برج حمود ومحيطها إلى قلب العاصمة، ليلبّوا دعوة شباب حزب الطاشناق وجمعية طلاب زافاريان، برفض المشاركة التركية في قوات «اليونيفيل».

وفيما كانت أغاني فيروز وجوليا تملأ أجواء ساحة الشهداء، وصلت الشخصيات الممثلة للتيارات الحزبية. فحضر أمين عام حزب الطاشناق هوفيك مختاريان والوزراء السابقون بشارة مرهج وسيبوه هوفنانيان وجاك جوخاداريان وآلان طابوريان، بالإضافة إلى النواب أغوب بقرادونيان وإدغار معلوف وميشال دوشاداريان وسليم عون وعباس هاشم. لم تتغيّر الشعارات واللافتات عن التحركات السابقة التي نظّمها «الطاشناق»، لكن اللافت كان رفع بعض المشاركين للأعلام الفرنسية، ومنهم ريبيكا التي تقول إنّ «البرلمان الفرنسي أصدر اليوم قراراً بمعاقبة كل شخص لا يعترف بالمجازر التركية بحق الشعب الأرمني». أما يولاند، التي اكتفت بوضع العلم اللبناني على كتفيها، فتخاف من سكوت الشعب الأرمني كما فعل الشعب التركي، فقالت «إن شاء الله ما يسكت الأرمن منشان البترول والمياه». لا يتبدّل شيء في خطاب المشاركين؛ سرد لتاريخ تركيا والمجازر التي ارتكبها الأتراك، عرض للعلاقات التركية السيّئة بجوارها، الإشارة إلى العلاقة الجيدة التي تجمع تركيا بإسرائيل... شارك العديد من طلاب المدارس والنوادي والجمعيات الأرمنية. وتقول تامي إن إدارة مدرستها لم تجبر أحداً على المشاركة، لكن معظم التلامذة أتوا من تلقاء أنفسهم، «هيدي قضية إنسانية ووطنية لازم نشارك فيها كلنا». موقف موحّد أطلقه المشاركون، «حتى لو وصلوا ودنّسوا تراب لبنان، نحن مستمّرون برفض مشاركتهم في قوات حفظ السلام».

على إيقاع النشيدين الوطنيين اللبناني والأرمني، اللذين عزفتهما كشافة الهومنتمن، تمّ وضع أكاليل من الزهر على تمثال الشهداء تكريماً للذين أبادهم الأتراك في لبنان. ثم ألقى خاجاك بالويان كلمة قسم الشباب في حزب الطاشناق، فقال إن القوات التركية لا تملك الشروط الأساسية لتكون بين الدول المشاركة في حفظ السلام، مشيراً إلى عدم حيادية تركيا ودعمها لإسرائيل، ولافتاً إلى السجل الإجرامي التركي، وقال «كيف يمكن للحكومة اللبنانية أن تقبل بتواجد قوات حليفة للعدو على أرضنا؟». واستنكر بالويان تجاهل الدولة اللبنانية لمطالب الأرمن، فقال «نؤكد لمن تجاهل مطلبنا أننا مستمرون بهذا المطلب حتى تصحيح الخطأ، وغير آبهين بالصعوبات مهما كبرت أو تنوّعت».

أما النائب أغوب بقرادونيان، فألقى كلمة ارتجالية باللغة الأرمنية. وأبرز ما جاء فيها «إن هذه التحركات ليست ضد الحكومة اللبنانية بهدف إسقاطها كما تشيع بعض الأطراف اللبنانية». وقال «لا يفهمون أن الصوت الأرمني يغيّر البلد، وهذه غلطة جماعية تجاه الموقف الأرمني». وفي حديث مع «الأخبار»، قال بقرادونيان إن التظاهرات والتحركات ستتواصل لحين تحقيق مطلب الطائفة الأرمنية، بما يتوافق مع الدستور والقانون اللبناني. وأشار إلى قبول السنيورة بالقوات التركية لصعوبة وجود قوات مسلمة تتولّى المشاركة في اليونيفيل.

 

اسرار ضرب قوى الامن: هل بدأ كشفُ الجرائم?

كتب المحلل السياسي: الأنوار

كلُّ الانجازات الوطنية تذهب سدى إذا تزعزع الوضع الامني الداخلي، وكل الآمال تتبخَّر إذا عدنا الى عبوة هنا أو قذيفة هناك. عاد المحقق الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الحريري سيرج برامرتس الى بيروت ليجري جولة جديدة من التحقيقات تمهيداً لضم نتائجها الى تقريره الذي سيُقدِّمه في الخامس عشر من كانون الاول المقبل. التقرير سيتضمن اسماء وآخر ما توصلت اليه التحقيقات، كما ان صدوره سيتزامن مع تشكيل المحكمة الخاصة ذات الطابع الدولي التي ستنظر في جريمة الحريري وفي الجرائم الثلاث عشرة التي اعقبتها. إذاً ما الرابط بين تحقيقات برامرتس وبين التفجيرات والاعتداءات التي تستهدف مراكز ومقرّات قوى الامن الداخلي? * * * تقول المعلومات ان شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي امسكت بخيوط على جانب كبير من الأهمية من شأنها كشف إحدى جرائم الاغتيال التي وقعت في قلب العاصمة، ولأن الجرائم الأربع عشرة مترابطة فإن الخيوط المكتشفة ستؤدي الى كشف خيوط الجرائم الاخرى. وتتابع المعلومات ان احد المشاركين في جريمة اغتيال احدى الشخصيات الحزبية البارزة، تمكَّن من الإفلات من متعقِّبيه وأصبح خارج الاراضي اللبنانية، وبعد وقت قصير من تمكنه من المغادرة بدأت عمليات الاعتداء على مراكز قوى الامن الداخلي.

 وتكشف المعلومات ان قيادة قوى الامن الداخلي ترصد مخططاً لاستهدافها: قيادة وضباطاً ومراكز، وان الاعتداءات المرتقبة سترتفع وتيرتها مع اقتراب انشاء المحكمة ومع اقتراب موعد تقرير برامرتس.

حيال هذا الواقع، ماذا يمكن فعله? لا بد لقيادة قوى الامن الداخلي ان تأخذ كل تدابير الحيطة والحذر لأن رؤوسها (في الدق) كما يُقال. ولا بد للحكومة ان تكشف للرأي العام هذا المخطط الخبيث الذي تتزامن عودته مع بدء العام الدراسي، وايُّ خلل امني سيكون من شأنه ضرب السنة الدراسية. كما ان تقرير برامرتس المقبل وانشاء المحكمة الدولية سيتزامنان مع موسم الاعياد وعطلة نهاية السنة، وقد يجد المجرمون الفرصة سانحة لضرب الوضع الداخلي لأن الضربة تكون موجعة وأكثر ايلاماً في موسم الاعياد. الصورة ليست مشرقة لكن يجب ان نأخذها كما هي لندعو الحكومة أو تحديداً رئيسها فؤاد السنيورة الى التعاطي معها بالمقتضى الذي يراه ملائماً، والتعاطي معها ليس امراً مستعصياً خصوصا ان المحاولات الحثيثة للعودة بالوضع الى ما كان عليه من تدهور، ضُبِطت بعض خيوطه ولا بد من التعاطي معها بجدية مطلقة، فأي إهمال حيالها قد يؤدي الى كارثة، وهذا ما لا يرتضيه احد.

 

تبصر في وطنية التيار 

حسام عيتاني - السفير

 المهللون لمهرجان التيار الوطني الحر يوم الأحد المقبل ينسبون اليه كل الصفات الايجابية. هم أحرار في تقييمهم لمواقف النائب ميشال عون الحالية وخصوصا تفاهمه مع حزب الله وحملته على حكومة فؤاد السنيورة، وفي اعتبار التيار القوة المسيحية الابرز والاقدر على أداء دور صمام الامان في زمن الاحتقان المذهبي.

يقف المهللون في صف تفاهم مار مخايل ويدورون في فلكه. لكنهم إذ يتنبأون بضخامة الحشد التي ستقلب معايير المهرجانات السابقة وخصوصا على الساحة المسيحية وتحديدا مهرجان القوات اللبنانية في باحة باسيليك حاريصا، طالما ألا مجال للتنافس ولا للمقارنة مع مهرجان الطرف <المُتَفاهم> معه في الضاحية الجنوبية يتجاهلون تماما مناسبة المهرجان، وهذا ما لا يفعله أصحابه. فذكرى الثالث عشر من تشرين الاول ,1990 أي تاريخ <إنهاء حالة التمرد> التي قادها العماد ميشال عون، على السلطة الشرعية (اذا استعرنا تعابير تلك المرحلة)، لم تكتسب بعد تعريفاً موحداً حتى بين الطرفين المتفاهمين. فالتيار يرى فيها فاجعة قضت على مشروع بشّر عون به ولقي استحساناً من جانب من الشارع المسيحي. في المقابل، يؤرخ كثير من اللبنانيين نهاية الحرب الاهلية بالثالث عشر من تشرين الاول ذاك. وكثير من اللبنانيين، لا يرون في إخراج عون من قصر بعبدا، على الرغم من الممارسات التي رافقت تلك العملية وأعقبتها، إلا الثمن الضروري الذي لم يكن من بديل عنه لوضع حد لحروب تداخلت ببعضها ولم يعد في الوسع، بعد قرابة العام على التوصل الى اتفاق الطائف، إلا إنهاؤها على ذلك النحو الدموي والشنيع. أما التطبيق المنحاز والجائر لاتفاق الطائف، فيتحمل عون، بالتكافل والتضامن مع شريكه اللدود سمير جعجع، مسؤولية رئيسة عنه لتدميرهما عناصر القوة المسيحية والجيش اللبناني في حربهما المجنونة، بحيث اختل التوازن الذي وضع الطائف على افتراض وجوده ودوره في حسن تنفيذ البنود، خصوصا الميثاقية منها.

هل أعاد عون النظر في الخيارات السياسية التي اتخذها أثناء وجوده في بعبدا؟ هل أعاد تقييم الموقف الذي تبناه من مصالحة تاريخية بين اللبنانيين تمثلت في الطائف، برغم كل ما فيه من نواقص وشوائب؟ هل تأمّل في عِبَر الحربين اللتين شنهما والنتائج التي جلبتاها على المسيحيين واللبنانيين عموما، ومنها ترسيخ النفوذ السوري طوال خمسة عشر عاما؟

الاسئلة ذاتها يمكن طرحها على من يدافعون عن التفاهم وعون والتحالف معه، بفضل تمتعه بالحيثيات التي نقلته من موقع الى موقع ملوحين له بإمكان (مجرد إمكان) تأييده في الترشح لرئاسة الجمهورية، وهم الذين كانوا يوجهون اليه الاتهامات المتنوعة، ومنها على سبيل المثال، المسؤولية عن مجزرة التلامذة في منطقة الاونيسكو يوم اندلاع حرب التحرير الظافرة (وهي ذكرى أخرى لم يتخل <التيار> عن الاحتفال بها).

في زعمنا ان أي قدر من المراجعة لم يحصل. فهذا ماض يجب أن يمضي من دون إمعان نظر، فيما تصفق حشود المريدين والمؤيدين والحلفاء لدعواته الى معارك جديدة، مُطالباً الآخرين بإعلان توبتهم عما سلف، فيما لا تصح توبة لا يكون هو أول مُعلنيها. اذا رغب المرء بالتحلي بحسن النية، لقال ان زعيم <التيار الوطني> منسجم مع ذاته ومع حلفائه الذين باتوا يوصفون <بالقوى السيادية الحقيقية> (بسبب انصياع القوى الأخرى الى الوصاية الجديدة)، من خلال الإصرار على تشكيل حكومة وحدة وطنية يتمتعون فيها بالثلث المعطل. أما ما غاب عن بالهم فهو ان الحكومة الحالية معطلة من دون ثلث معطل، وشاهد الاثبات موجود في حملات <المتفاهمين> عليها وعلى عجزها وفسادها وتلكئها في أداء واجباتها. أما اذا انخفضت درجة حسن النية، لرأى الناظر في خطابات ميشال عون وفي مؤتمراته الصحافية ملامح تحريض مذهبي وطائفي صريح يماهي بين <الفساد> وبين التحالف بين تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي. يمكن أن تُنسب الى التحالف هذا شتى أنواع المثالب والتجاوزات على المال العام والانتظام السياسي والاداري في لبنان ما بعد الطائف. وهذه تجاوزات لم يمر الزمن عليها بعد. لكن هل تكفي السلبيات هذه كمبرر لإطلاق حملة من التحريض الطائفي، ام ان الأجدى هو إبقاء الحديث في شأن الفساد الذي لم يكن العديد من حلفاء <التيار> الجدد بعيدين عنه؟ هذا من دون الحديث عن أن رائحة الاعداد لانقلاب جديد على الطائف قد بدأت تنتشر، من دون أن يتاج لهذا الاتفاق التعس أن يطبق بصورته الأولى ولو لمرة واحدة. واسمحوا لنا ألا نكون راسخي الاقتناع بحرص عون على الدولة ومصالحها واستقرارها. ولا ان نكون من المتفائلين بمهرجانات تقام في ذكرى المجازر والحروب. ولا في خطاب يدعي الوطنية من دون أن يعلن تحمله لتبعات ما جلبه على الوطن من نكبات. ولا في المطالبة بثلث معطل في بلد لا يسير فيه شيء أصلا، بحيث تصبح المطالبة هذه نوعاً من تعطيل الدولة كمقدمة لبنائها. في النهاية، نسلم للتيار انه <حر> بالمعنى الذي يضعه خارج نطاق المحاسبة والمسؤولية، كغيره من القوى اللبنانية. أما انه <وطني> فهذا مما يجدر التبصر فيه.

 

اليوم الذكرى 16 لإخراج عون من قصر بعبدا 

ايلاف/الجمعة 13 أكتوبر

إيلي الحاج من بيروت: تحل اليوم الذكرى السادسة عشرة  للإطاحة بالجنرال ميشال عون وإخراجه عنوة من القصر الجمهوري في بعبدا ذات 13 تشرين الأول/ أكتوبر 1990 تحت وطأة قصف جوي وبري سوري كثيف وتقدم لوحدات عسكرية سورية لبنانية كان على رأسها الجنرال إميل لحود الذي عينته قائداً للجيش آنذاك حكومة الرئيس سليم الحص الأولى في عهد رئيس الجمهورية الراحل الياس الهراوي، وفي المناسبة يقام عند السادسة مساء اليوم الجمعة احتفال ديني في إنطلياس تكريماً لضحايا تلك المعركة العسكريين والمدنيين ينظمه "المكتب المركزي للتنسيق الوطني" الذي كان ينظم أواخر التسعينات الحركة الشعبية المؤيدة للجنرال عون ، والمعارض حالياً لسياسات الجنرال وتحالفاته بدءأ من تحالفه مع "حزب الله" الموالي لإيران وسورية، في نظر المعترضين، إلى الأحزاب والشخصيات السياسية التي لا تزال شديدة الإلتصاق بالنظام الحاكم في دمشق في ما يشبه "انقلاباً على الذات والمبادىء". في المقابل ينظم أنصار عون وحلفاؤه احتفالاً خطابياً في الذكرى نفسها على "إستاد ميشال المر" الذي يمتد على مساحة 30 ألف متر مربع في الدورة الأحد المقبل ( كانت "إيلاف" أول من كتب عن قرب وقوع انشقاق في "التيار العوني" الأمر الذي أثار استياء مسؤولين في ذلك التيار حينها).

ويتحدث منظمو المهرجان العوني عن ربع مليون مشارك سيحضرون الأحد، لكن مسألة الأعداد في المناسبات السياسية في لبنان فيها نظر. ولو أُخذ بالأعداد التي يطرحها منظمو كل مهرجان لوجب أن يتجاوز عدد سكان لبنان أضعاف عددهم الفعلي.

16 عاماً إلى الوراء 

ولعلّ تقريراً أصدرته اليوم "النشرة" وهي وكالة متخصصة توزع على عدد محصور من النخبة عن حال المسيحيين السياسي في لبنان يلقي أضواء كاشفة على الأوضاع المحيطة بمناسبة 13 تشرين الأول/ أكتوبر ، الأليمة لكثيرين:     

" دار الوضع المسيحي دورة كاملة حول نفسه ليعود الى الحال التي كان فيها مطلع التسعينات وبداية "مرحلة الطائف":

انقسام سياسي حاد وتنازع بين مركزي استقطاب رئيسيين: العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع.  تعذر الاتفاق بينهما لينخفض سقف الطموحات الى حدود "تنظيم الخلاف"  ... خروج الوضع عن سيطرة المرجعية المارونية الدينية في بكركي...  مناقشات وانقسامات في النخب الفكرية والسياسية حول خيارات المرحلة ذات الطبيعة المفصلية أمس واليوم.

مما لا شك فيه ان القيادات المسيحية تتحمّل مسؤولية في ما أصاب وضع هذه الطائفة من وهن وضعف، وان المسيحيين دفعوا ولا  يزالون ثمن صراعاتهم وخلافاتهم التي أدت الى تشتيت صفوفهم وطاقاتهم وأتاحت قبل ١٥ عاما الدخول العسكري والسياسي السوري الى ما كان يعرف ب "المناطق الشرقية"  وحرف اتفاق الطائف عن مساره الأصيل والاخلال بالتوازن الوطني في بعديه السياسي والطائفي، وابعاد القيادات الى المنفى الخارجي او السجن الداخلي و "تصحير" الحياة السياسية، ومصادرة الحريات، الخ...  مما تسبب  في حال احباط عامة وموجة "هجرة واسعة" هي الموجة الثالثة بعد موجتين في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي،  مع فارق ان موجة التسعينات غلبت عليها الأسباب السياسية بينما كانت  الحرب والوضع الاقتصادي سببين مباشرين للهجرة سابقا.

وجد البطريرك الماروني نصرالله صفير نفسه أمام مهمة تاريخية شاقة.  كان عليه بادىء الأمر ان يملأ الفراغ الناجم عن غياب القيادات والزعامات السياسية وان يعيد صياغة الوضع المسيحي "المبعثر" ويمسك بناصية الموقف الوطني   ... نقطة التحوّل كانت عام ٢٠٠٠ مع صدور البيان الأول الشهير عن مجلس المطارنة الموارنة الذي فتح ملف الوجود العسكري السوري في لبنان من منطلق ان الانسحاب الاسرائيلي ذلك العام أطلق العد العكسي للانسحاب السوري. بعد هذا " البيان  النداء"  الذي  كان بمثابة الطلقة الأولى في" انتفاضة الاستقلال"  لاحقا، عرفت الساحة المسيحية تجربة سياسية فريدة تمثلت في قيام "لقاء قرنة شهوان" الذي ضم كوكبة من الشخصيات السياسية تحت مظلة بكركي ورعايتها. وكان اللقاء بمثابة مكتب سياسي لبكركي ونجح في تعبئة الفراغ وفي تأدية دور "بدل من ضائع"، الى ان وقعت الأحداث والتحوّلات الكبرى عام ألفين وخمسة.

في موازاة الانسحاب العسكري  السوري وبعده، عاد عون وجعجع الى المسرح السياسي وانحسر تلقائيا دور بكركي وحضورها السياسي، وانهارت تجربة "قرنة شهوان" تحت وطأة الانتخابات النيابية وما رافقها من ظروف وملابسات و "تحالف رباعي"  ( ضم "حزب الله" وتيار "المستقبل" وحركة "أمل" والحزب التقدمي الإشتراكي) من خارج اطار ١٤ آذار/مارس وعلى أساس قانون عام ٢٠٠٠ ، ومن دون اقرار قانون العفو العام الذي أخرج جعجع بموجبه لاحقاً من السجن.

 وفي ظل مناخ مسيحي من الذهول والصدمة حيال استمرار النهج الذي كان متبعا في زمن الوصاية السورية وما حمل من تهميش لدور المسيحيين وانتقاص من حقوقهم وتمثيلهم والحد من مشاركتهم في الحكم والمؤسسات، حصل رد فعل مسيحي عارم أفاد منه الجنرال عون الذي كرست الانتخابات زعامته المسيحية باعتراف من البطريرك صفير، فيما كان" لقاء قرنة شهوان" في أبرز رموزه من "ضحايا" رد الفعل هذا. وحصل هذا التبدل في المشهد السياسي في وقت كان الدكتور جعجع في السجن ولم تتح له فرصة خوض الانتخابات والتحكم في مجرياتها.

رغم ان عون خرج من الانتخابات وفي حوزته ثاني أكبر  كتلة نيابية بعد كتلة" المستقبل"، ظل خارج الحكومة التي عكست نتائج الانتخابات وتحالفها الرباعي. الانتخابات والحكومة أعلنتا خروج عون من تحالف "قوى ١٤ آذار/مارس" ووقوعه في شبه عزلة سياسية، ولكن لم يتأخر الوقت حتى حدث تبدل جديد في المشهد السياسي وخلط أوراق.

ففي ٦ شباط/ فبراير الماضي أعلن "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" ورقة تفاقم بينهما من كنيسة مار مخايل في الشياح. هذا  "التفاهم" الذي أعلن نهاية " التحالف الرباعي" اعتُبر مقدمة من مقدمات ثنائية شيعية – مارونية وكسر عزلة  الجنرال على المستوى السياسي وعزلة الشيعة على المستوى الوطني (الطائفي)  بعدما صوّرت أحداث عام ٢٠٠٥ كل الطوائف في مكان والطائفة الشيعية في مكان آخر.

14شباط/ فبراير التأمت قيادات  "قوى١٤ آذار/ مارس"  في ساحة الشهداء في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، تتشابك أيدي سعد الحريري ووليد جنبلاط وسميرجعجع ويقول كل منهم آلمته. كان هذا أول مؤشر الى ان جعجع هو المرتكز المسيحي الأقوى في تحالف ١٤ آذار/مارس الذي سماه بعضهم منذ ذلك اليوم ب "تحالف ١٤ شباط/فبراير"، أو بكلمة أخرى تكرس جعجع زعيما ل "مسيحيي ١٤ آذار/مارس" ليستقر هذا التحالف على "سيبة ثلاثية"  قوامها الحريري - جنبلاط - جعجع.

ومن مؤتمر الحوار الذي تعثر عند موضوع رئاسة الجمهورية الى حرب تموز/ يوليو ( بين إسرائيل و"حزب الله")  التي أطاحت الحوار وسلطت الضوء على "سلاح حزب الله"، مسافة زمنية قصيرة ولكنها حافلة بالمتغيّرات الكبيرة التي كان منها اتساع الشرخ السياسي بين المسيحيين بالتلازم مع اتساع الهوة وقيام فرز حاد في كل لبنان.   وفي ظل محورين كبيرين: محور الأكثرية بزعامة تيار " المستقبل"، ومحور الأقلية ونواته "حزب الله" –" التيار الوطني الحر"، تكرس الافتراق والانشطار السياسي على الساحة المسيحية بين تيارين واتجاهين على وقع جدل سياسي يدور في الكواليس والدوائر المقفلة ولا يتسرّب منه الا القلي، ولكنه قليل يكفي لمعرفة حجم الخلاف الذي هو أعمق وأكثر حدة من الخلاف الذي حصل حول "اتفاق الطائف" .

الأولويات... والكرسي

وكشف الجدل في الأروقة المسيحية خلافا على الأولويات: هناك من لا يزال يعطي أولوية ل "معركة السيادة" التي لم تنته فصولا بعد ما دامت العودة السورية الى لبنان لا تزال ممكنة في شكل أو آخر عبر نفوذ سياسي أو أمني، وما دامت هناك فرصة دولية نادرة متاحة للبنان يجب التقاطها وملاقاتها والتفاعل ايجابا معها...  وهناك من يعطي أولوية ل "معركة المشاركة والتوازن" بعدما أصبحت "سورية في سورية" وباتت العودة السورية تستخدم "فزاعة" وبعدما استمر، رغم الخروج السوري، الخلل في التوازن ونهج الهيمنة والاستئثار...

هناك من يرى ان الخلل في التوازن ناجم عن غياب رئاسة الجمهورية والعزلة التي تعانيها، وبالتالي فإن الخطوة الأولى لتصحيح الوضع تكون في انتخاب رئيس جديد ... وهناك من يرى ان الخلل يكمن في مجلس الوزراء، مركز القرار وصاحب السلطة التنفيذية، وان التصحيح يبدأ من تغيير حكومي يعيد صياغة الأحجام والتوازنات، ولاحقا "قانون جديد للانتخابات" يتيح التمثيل الشعبي الصحيح والمتوازن...

هناك من يرى خطورة محدقة بمشروع الدولة ما دامت "دولة حزب الله" مستمرة وظل محتفظا بسلاحه، وما دام "حزب الله" باقياً  امتدادا محليا لمحور اقليمي يبدأ بطهران ويمر في دمشق وغزة ... وهناك من يحدد مصدر الخطر في عدم قيام الدولة المتوازنة والعادلة والضامنة لحقوق ومصالح وأوضاع الطوائف والجماعات مادام النهج الأكثري معتمدا على حساب النهج التوافقي، وما دامت الأكثرية على ارتباط بمشاريع ووصايات بديلة.

هناك من يرى ان تحالف الجنرال عون-  السيد حسن نصرالله يساهم في ربط لبنان بالمحور السوري  الايراني، وهناك من يرى ان هذا "التفاهم"  يشكل عامل استقرار داخلي وحماية للمسيحيين ويحوّل الانقسام اللبناني من طائفي الى سياسي... وهناك من يرى ان "الشيعية السياسية المسلحة" هي المشكلة اليوم، وهناك من يرى ان "السنية السياسية

المهيمنة" هي المشكلة... والاختلاف يكاد يغطي كل المساحة السياسية الى حد ان المساحة المشتركة تتقلص وتتلاشى الى حدها الأدنى، والصراع سيشتد كلما اقترب موعد الاستحقاق الرئاسي الذي هو العنوان الحقيقي لمعركة الحكومة، وتتخلله عروض قوة في معركة اعادة تحديد الأحجام والأوزان السياسية.

قبل أسابيع أحيا حزب " القوات اللبنانية" ذكرى شهدائها في مهرجان حاشد وتحت رعاية بكركي...  ويوم الأحد سيكون ل "التيار الوطني الحر" مهرجانه. وما بين المهرجانين كان بيان مجلس الأساقفة الموارنة الذي  فهم منه عدم تحبيذ المطالبة ب" حكومة الوحدة الوطنية" والتشكيك بأهدافها وخلفياتها.

في تقديرات اوساط "التيار" ان مهرجان ١٥ تشرين الأول/أكتوبر في ساحل المتن الشمالي سيحضره الآلاف وسيكون حجم المشاركة فيه "مفاجئا ويفوق التوقعات"،  وسيشكل "ردا بليغا على كل ما يقال عن تراجع في شعبية الجنرال وعن نزوح سياسي مسيحي من ضفة الى أخرى، كما سيكون بمثابة استفتاء شعبي على سياسة الجنرال وخياراته الجديدة، وسيعلن تجديد الثقة الشعبية به وتجديد التفويض الشعبي المعطى له".

وفي تقدير اوساط مراقبة ان المهرجان سيكون حاشدا وان" التيار الوطني الحر" أفاد من جملة عوامل لإقامة هذا الحشد:  المناسبة ( ١٣ تشرين الأول/ أكتوبر) عزيزة على قلوب العونيين وهي في أساس تكوين التيار الذي يضع عودة الجنرال الى القصر الرئاسي في  بعبدا هدفاً سياسيا "ثأرياً"... ، والحض على الرد على مهرجان " القوات اللبنانية" في حريصا، مضافا اليه بيان بكركي الذي أيقظ مشاعر وعصبيات نائمة لدى العونيين، الى درجة ان مهرجان ١٥ تشرين/ أكتوبر بات موجها الى الداخل المسيحي ومدرجا في سياق الصراع المفتوح على الساحة المسيحية، قرارا وتمثيلا وزعامة، أكثر مما هو استفتاء على سياسات وخيارات وتحالفات خارج نطاق هذه الساحة. ولكن سواء  كان المهرجان استفتاء على الزعامة أو على "السياسة"، فإن نجاحه سيشير الى ان العماد عون نجح في الحفاظ على "جمهوره" رغم الخيارات والتحالفات التي عقدها وتحديدا مع" حزب الله" وهي خيارات مكلفة وتنطوي على أخطار سياسية وشعبية لأنها غير مألوفة في البيئة السياسية المسيحية، ولا تنسجم مع المفاهيم والسلوكيات التي نشأ ودرج عليها المجتمع المسيحي في العقود الثلاثة الماضية.

وبعد مهرجان حزب" القوات اللبنانية" ومهرجان" التيار الوطني الحر" تكتمل حلقة المهرجانات  بمهرجان حزب الكتائب في عيد تأسيسه ال ٧٠  .. وهذه المهرجانات في ظاهرها علامة تنوّع وحيوية ودينامية على الساحة المسيحية، وفي باطنها ليست دليل "صحة وعافية" ولا تعكس "تنوّعا في الوحدة" ، بل تعكس "دينامية تشرذم" واحتكام الى الشارع الذي يزداد تأججا وتوترا...  وهذه الخلافات المتجددة، وهذه العودة الى ذي بدء هي الآن سبب رئيسي من أسباب "الإحباط" المتجدد والمتمادي عند المسيحيين. 

وانها لمفارقة حقا  ألا يخرج المسيحيون من دائرة الاحباط رغم خروج سورية العسكري من لبنان وخروج لبنان من عصر الوصاية... وان يشكوا هؤلاء من خلافات قادتهم وتناحرهم بعدما كانوا أمضوا ١٥ سنة وهم يطالبون بعودتهم وينتظرونهم بفارغ الصبر ويعللون النفس ويعلقون الآمال.

١٥ سنة ومسيحيو لبنان المحبطون يطالبون بخروج سورية وعودة قادتهم. خرجت سوريا وعاد القادة، والاحباط ما يزال موجودا.  جزء من المشكلة عندهم، جزء من المسؤولية يتحمّلونها، ولكن بالتأكيد ليس كل المشكلة وليس كل المسؤولية".

 

رأفة بشهداء 13  تشرين

أهالي شهداء 13 تشرين

13 تشرين 1990 تاريخ مشرّف لشعب لبنان العظيم، فلماذا تحوّله يا جنرال في العام 2006 الى تاريخ مذّل وتستبدل السيادة والحرية والاستقلال بالمواربة والتلوّن والاستغلال؟

أوَنسيت شرف البزة المرقّطة الذي إنتهكه الضابط اللبناني الهوية والسورية الانتماء اميل لحود وزمرته، فرحت تتفاخر بالانتماء وإياه الى المدرسة نفسها؟ وتدافع عن بقائه في سدّة الرئاسة كمفوض سامٍ من الباب السوري العالي؟

لقد أسقطْت القناع بيديك يا جنرال، وكشفت لنا عن عقَدك السلطوية المرضية. فصُدمنا – نحن من أحببناك حتى العبادة وتحملنا في سبيلك كل ظلم وقمع واضطهاد، وتكشّف لنا منذ عودتك الملتبسة اننا كنا نسير خلف مارد من ورق. مارد يستبسل في سبيل العودة الى قصر بعبدا، وإن دخله مطأطأ الرأس يترنّح فوق جثث اللبنانيين بعد أن خرج منه في 13 تشرين 1990 على جثث أبطالنا الشهداء مُهرولاً الى السفارة الفرنسية ليصمد في احضان السفير ألآ !!!

من سيشاركك في جريمة تحويلك ذكرى 13 تشرين المقدسة الى مهزلة هذا العام: نظيرك في القيادة اميل لحود؟ او في الرئاسة سليم الحص؟ او في النيابة ماريشال المتن ميشال المر؟ او البطريرك سليمان والامير ارسلان؟ او الشاب الوسيم نجاح وكيم والفتى النجيب زاهر الخطيب؟ ربما تعوّل على المنتجات السورية الجديدة كوئام وهاب والقديمة كمعن بشّور، فتستبدل بهم مكتب التنسيق الوطني وحركة التغيير، وروجيه اده وبسام خضر آغا والياس الزغبي وعدداً كبيراً من كوادر التيار في الانتشار!

ماذا ستزمجر على المنبر: هل ستقنعنا أن ما زرعته في 13 تشرين 1990 أنجب نصراً إلهياً في 14 اب 006 ؟ هل ستسترسل بتبييض تاريخ حزب الله وسيده، فتجدد القول إن تاريخهم مشرّف منذ العام 1982، ولم يدخلوا في اي حرب اهلية. إذ إن حرب إقليم التفاح كانت تدور بين الصرب والكروات؟ أم ستسترجع شجاعتك خطيباً في بيت الشعب فترفض إحتكار نصرالله للمقاومة كما فعل جعجع، مذكّراً أن سوق الغرب وبسوس قبل بنت جبيل ومارون الراس؟

هل ستجرؤ على مفاتشة سوريا حول مصير ابطال 13 تشرين المعتقلين لديها وتستعين بحلفائكما المشتركين، أم تكتفي "بمراجعة التجربة السابقة لتلافي ما علق بها من أخطاء وشوائب وثغر"، كما جاء حرفياً في وثيقة التفاهم مع حزب الله؟

هل ستنفض الغبار عن طرحك "الجيش هو الحل" الذي تحت لوائه حاربنا ميليشيا القوات اللبنانية أم ستؤكّد أن المقاومة الاسلامية هي الحل؟

جنرال... هل لَتركتنا نعيش على أطلال 13 تشرين 1990 ونحلم بدولة سيدة مستقلة علمانية؟ واتخذ لك من 8 اذار 2005 او 6 شباط 2006 محطة نضالية في تاريخك السياسي الجديد المجيد!!!