المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار  يم الثلاثاء 17 تشرين الأول 2006

مَن كانَ أَميناً على القَليل، كانَ أَميناً على الكثيرِ أَيضاً. ومَن كانَ خائِناً في القَليل كانَ خائِناً في الكَثيرِ أَيضاً.

فَإِذا لم تَكونوا أُمَناء على المالِ الحَرام،فعَلى الخَيرِ الحَقِّ مَن يَأَتَمِنُكم ؟ وإِذا لم تكونوا أُمَناءَ على ما لَيسَ لَكم، فمَن يُعطيكُم ما لَكم؟ (لوقا)

 

صفير تلقى اتصالا من بيدرسون والتقى شخصيات روحية

جنبلاط من بكركي: اصحاب التصريحات الصبيانية يريدون تناسي يوم المصالحة التاريخية في الجبل

المركزية - اكد رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط على العلاقة التاريخية مع بكركي، مذكرا مَن "تناسوا يوم المصالحة التاريخية في الجبل بقرع الاجراس في القرى كافة ومتمنيا ان تقرع قريبا في كفرمتى وعبيه وبريح بمساعدة الدولة وبركة البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير.

في زيارة مفاجئة لم يعلن عنها وصل النائب جنبلاط الى الصرح البطريركي في بكركي ظهر اليوم يرافقه النائبان وائل ابو فاعور وفيصل الصايغ حيث استقبلهم البطريرك صفير وعرض معهم للاوضاع والمستجدات. بعد اللقاء قال جنبلاط: "رغم غياب قسري نتيجة الاحداث الامنية، لكن بقي التواصل الفكري والسياسي والعلاقة مع هذا الصرح الخيّر، فبعد هذا الغياب جئت لاؤكد هذه العلاقة التاريخية واذكر الذين يتناسون في هذا اليوم الكبير انه في الرابع والخامس من آب من العام 2001 عندما زار البطريرك صفير الجبل ومعه رسخنا وأكدنا المصالحة التاريخية في الجبل وقرعت الاجراس، كل الأجراس آنذاك في الجبل، وبقي قريبا ان شاء الله ان يقرع الجرس في كفرمتى وعبيه وبريح بمساعدة الدولة اللبنانية والبركة الحقيقية الالهية لغبطة البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، وهذا هو الهدف من زيارتي اليوم وان شاء الله سنزوره تقليديا على عيد الميلاد لا اكثر ولا أقل".

* هل هناك من يعكر صفو هذه المصالحة؟

- ابدا، أبدا، لكن سمعت بعض من التصريحات الصبيانية حول الأجراس ولكن يبدو انهم يريدون ان يتناسوا هذا اليوم التاريخي عندما كان الصفاء تحت وقع الاجراس في الجبل حيث كان الصفاء الحقيقي والمصالحة الحقيقية، والافضل تذكير الذين يريدون محو هذا اليوم التاريخي.

ثم استقبل البطريرك صفير على التوالي النائب السابق فريد الخازن، المطرانين المنتخبين على أبرشيتي دمشق والبرازيل سمير نصار وادغار ماضي، ثم وفدا من الكنيسة البروتستانتية في فرنسا.

وتلقى اتصالا هاتفيا من الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة غير بيدرسون.

 

فضل الله : قوة الامم المتحدة في لبنان تحمي اسرائيل

 رويترز - 2006 / 10 / 16

 قال آية الله محمد حسين فضل الله المرجع الشيعي الاعلى في لبنان يوم الاثنين ان قوة الامم المتحدة المعززة على حدود لبنان موجودة فقط لحماية اسرائيل. وأضاف المرجع الشيعي الاعلى ان قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة لا تفعل سوى القليل لوقف الانتهاكات الاسرائيلية وحث اللبنانيين على التصرف بحذر حيال قوة حفظ السلام الدولية المؤقتة في لبنان (يونيفيل). وجاء في بيان لفضل الله "ان اتساع نطاق الخروقات الاسرائيلية في الجنوب وبقية الاجواء اللبنانية وتكرارها على مرأى ومسمع من قوات اليونيفيل التي لا تتدخل لمنع هذه الخروقات ولا تحرك ساكنا في وجه اسرائيل يؤكد ان هذه القوات جاءت لحماية اسرائيل لا لحماية لبنان خصوصا انها لا تتعاون تعاونا فعليا مع الجيش اللبناني."وأضاف "ولذلك فمن حق اللبنانيين أن يرسموا أكثر من علامة استفهام حول دورها وأن يكونوا على حذر حيالها ليتم التصرف معها بما يحمي الامن والسلام اللبناني أولا واخر." وأنهى قرار للامم المتحدة حربا استمرت أكثر من شهر بين اسرائيل ومقاتلي حزب الله اللبناني الشيعي يوم 14 اغسطس اب. ودعا القرار الى نشر قوات للامم المتحدة قوامها 15 الف جندي اضافة الى عدد مماثل من قوات الجيش اللبناني في جنوب لبنان الذي يمثل الشيعة معظم سكانه.

وانسحبت قوات الجيش الاسرائيلي من كل انحاء الجنوب اللبناني تقريبا في الاول من اكتوبر تشرين الاول لكن المقاتلات الاسرائيلية تواصل التحليق فوق لبنان. ويقول لبنان ويونيفيل ان تحليق الطيران الاسرائيلي انتهاك للسيادة اللبنانية وخرق لقرار الامم المتحدة. لكن اسرائيل تقول ان تحليق مقاتلاتها سيستمر للمساعدة في ضمان عدم وصول الاسلحة الى حزب الله من سوريا.

ولم تنسحب اسرائيل من منطقة صغيرة بالجنوب اللبناني تقع عند منطقة الحدود بين لبنان والاراضي التي استولت عليها اسرائيل من سوريا عام 1967.

ويهدد لبنان منذ ذلك الحين برفع شكوى الى مجلس الامن الدولي ما لم تنسحب اسرائيل من الجزء اللبناني من قرية الغجر. وربطت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل بين قرار برلين بارسال قوة بحرية للحيلولة دون اعادة تسلح حزب الله عن طريق البحر "ومسؤولية المانيا الخاصة عن حق اسرائيل في الوجود". وتثير تصريحات من هذا القبيل استياء كثير من المسؤولين والسياسيين اللبنانيين.

 

قوة الامم المتحدة بلبنان تأخذ تهديد القاعدة على محمل الجد

رويترز - 2006 / 10 / 16

 تأخذ قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في لبنان التهديد الذي وجهه ايمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة على محمل الجد حين وصف أفرادها قبل شهر بأنهم "أعداء الاسلام" فيما تشكك في قدرة التنظيم على شن ضربة قوية. وتسير مهمة قوة المنظمة الدولية الموسعة المعروفة باسم يونيفيل 2 بسلاسة نسبيا حتى الان حيث يسلم مقاتلو حزب الله السيطرة على معاقلهم في الجنوب لقوات الامم المتحدة والجيش اللبناني كما انسحبت القوات الاسرائيلية من جميع القرى باستثناء قرية واحدة. لكن خطر قيام متشددين اسلاميين بهجوم لا يزال قائما بالنسبة لقوة اليونيفيل التي جرى تعزيزها بقوات معظمها اوروبية منذ أوقفت هدنة الحرب التي خاضتها اسرائيل ضد مقاتلي حزب الله في 14 اغسطس اب. وتنضم قوات من دول اسلامية ايضا لقوة الامم المتحدة.

وقال مسؤول من جماعة اسلامية غير لبنانية "الوجود الكبير للقوات الغربية في اليونيفيل قد يجعلها هدفا مغريا لتنظيم القاعدة أو لاحدى الجماعات المرتبطة بها." وأضاف المسؤول الذي لا تتبنى جماعته نداءات تنظيم القاعدة لشن هجمات عالمية على المصالح الغربية "بيانات بعض الدول التي تفيد بأن قوة اليونيفيل موجودة لحماية اسرائيل تعطيهم مبررا ما لنقل حربهم الى لبنان." وأثارت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل انتقادات في لبنان الشهر الماضي لربطها بين قرار برلين ارسال قوات بحرية لمنع اعادة تسلح حزب الله عن طريق البحر "بالمسؤولية الخاصة عن حق اسرائيل في الوجود" التي تقع على عاتق المانيا. ولم تكن لادانة الظواهري لقوة اليونيفيل أصداء على الصعيد المحلي منذ جرى بثها في 11 سبتمبر ايلول لكن القوات البرية البالغ قوامها 5200 فرد والفرقة التي تقودها المانيا التي تتولى حراسة الساحل لم تتجاهلها.

وقال الاميرال اندرياس كراوزه يوم الاحد حين تولت قوة المهام الالمانية المسؤولية "نأخذ كل تهديد على محمل الجد."وقال توماس يانش ربان فرقاطة ألمانية للصحفيين ان أسوأ السيناريوهات تنطوي على هجوم "بعبوة محمولة جوا" أو بزورق سريع مدجج بالمتفجرات.ومضى يقول "هذا حدث للبحرية الامريكية في اليمن" مشيرا الى تفجير المدمرة الامريكية كول عام 2000. وأضاف أن مثل هذا الهجوم "ممكن تصوره في هذه المنطقة البحرية لكنني أعتقد أننا سنكون مستعدين جيدا." وقال مصدر أمني في الامم المتحدة ان قوات اليونيفيل اتخذت اجراءات وقائية على الارض غير أنه لم تتم زيادة درجة التأهب منذ تصريحات الظواهري. وتقول الحكومة اللبنانية المسؤولة عن ضمان أمن قوة اليونيفيل ان متعاطفين مع تنظيم القاعدة نشطون في لبنان غير أنه لم يحدث أن هددت جماعة قوة حفظ السلام بشكل خاص.

وقال وزير الداخلية اللبناني بالوكالة احمد فتفت في مقابلة مع رويترز يوم السبت ان ما قاله الظواهري ربما يكون خطيرا لانه رجل خطير لكن هذه الجماعات تحتاج الى قاعدة اجتماعية لتعمل من خلالها وهي لا تتمتع بهذا في الجنوب الذي يغلب على سكانه الشيعة. وفي الوقت الحالي تستطيع قوة اليونيفيل أن تشعر بالارتياح بسبب حاجة اسرائيل ولبنان وحزب الله لفترة استقرار في الجنوب بعد الحرب التي استمرت لاكثر من شهر وبدأت في 12 يوليو تموز. ويجب أن يعيد حزب الله تنظيم نفسه عسكريا ويساعد السكان على اعادة بناء منازلهم التي دمرت. وليست لدى الحكومة الاسرائيلية التي تتعرض لانتقادات لطريقة تعاملها مع الحرب رغبة في خوض حرب أخرى. وقبل حزب الله على مضض قوة اليونيفيل 2 فيما حذرها بالا تحاول نزع سلاحه أو "التجسس" على مقاتليه او الانتشار على امتداد الحدود السورية التي كانت المدخل الرئيسي لاسلحته فيما مضى. وستكون جماعة حزب الله الشيعية التي تدعمها سوريا وايران صارمة على الارجح في مواجهة أي متشددين سنة يسعون الى تحجيم دورها على أرضها بشن هجمات ضد قوات اليونيفيل.

وقال فتفت ان حزب الله عمل قبل الحرب عن كثب مع السلطات اللبنانية ضد الجماعات التي تسير على نهج القاعدة. وأضاف فتفت أنه تم اعتقال أعضاء أربع من هذه الجماعات في لبنان هذا العام منها واحدة خططت لتفجير قطارات في المانيا وشخص خطط مع شركاء له عبر الانترنت لتفجير نفق في نيويورك. ومضى يقول ان الجماعات الاربع غير مرتبطة ببعضها البعض وان مخطط شن هجوم في المانيا كان بدائيا من الناحية الفنية.وقال فتفت ان منطقة طرابلس بشمال لبنان ومخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين وأجزاء من سهل البقاع الجنوبي هي مناطق يمكن أن يكتسب فيها تنظيم القاعدة دعما.وقال باتريك هايني المحلل في المجموعة الدولية لمعالجة الازمات ان مدينة طرابلس الواقعة بشمال البلاد معقل للسنة لكن كثيرا من الاسلاميين هناك أقرب الى المملكة العربية السعودية منهم الى تنظيم القاعدة كما أنهم ينخرطون في السياسة المحلية بشكل متزايد. ويشير هايني الى أن التشدد السني كان أكثر وضوحا في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين البعيدة عن أيدي الجيش اللبناني.

وقال دبلوماسي اوروبي تشارك بلاده ضمن قوة اليونيفيل ان سوريا قد تلعب دورا مفسدا مستغلة الجماعات الاسلامية الفلسطينية أو السنية لشن هجمات على القوات الاجنبية. وتقول دمشق انها تكافح تنظيم القاعدة ولا ترعاه. وقال المصدر الامني بالامم المتحدة ان التهديد من قبل هذه الجماعات السنية المتشددة لا يمكن تجاهله بالرغم من الصعوبات التي ستواجهها في تنظيم هجوم مدمر.

 

لن نمنح شرف الرد على الردود السلبيـة وسنتعاطى بإيجابية مع النقد العلمي

هاشم: عون قبل 15 تشرين كان الزعيم الاقوى اما بعده اصبح الزعيم الاوحد

الرسالة ارتقت بالفرد الى مستوى المواطنيـة

المركزية - اعتبر عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب عباس هاشم ان العماد ميشال عون اقترح في خطابه المسلمات والثوابت الوطنية التي تسمح قيام الدولة المدنية الحديثة، الدولة الحضارية والعادلة، التي ترتقي بالفرد الى مستوى المواطنية الحقة. وأضاف في حديث الى "المركزية": تطرق العماد عون وبكل وضوح الى طبيعة ادارة النظام اللبناني داخليا واقليميا ودوليا ولأول مرة نسمع مَن يتحدث عن العلاقات العربية عموما والسورية بشكل خاص في اطار نظام الحكم وليس ببيان. ورأى هاشم ان عون تحدث بإسهاب عن الديموقراطية ومفهومها، كما عن الليبرالية المعقلنة وتعاطى مع لبنان السيد المستقل بشكل كي لا يكون جائزة ترضية او ساحة للتجاذبات او للمؤتمرات لأي كان. عون ارتقى بلبنان الى مستوى الرسالة وليس الى مستوى ما هو قائم اليوم في النظام.

وقال: انه لبنان الجديد، النموذج الحقيقي لكيفية صياغة الدول خارج نطاق الوصايات المتعددة قريبة كانت ام بعيدة. اما بالنسبة الى التعليقات والردود على الخطاب فهي جاءت لتؤكد صوابية هذا الخيار بمعنى انه قزّم المتسلطين المستفيدين من الدعم الخارجي وارتقى بالتفاهمات الى مستوى الاستحقاق الجدي. وردا على ما قيل ان الخطاب هو بمثابة برنامج رئاسي قال هاشم: فليكن برنامج رئاسي ومَن لديه الجرأة فليتعاطى مع الخطاب من ناحية المضمون وليس النيات. ولكن ما نود الاشارة اليه هو ان يوم 15 تشرين هو يوم تاريخي في تاريخ لبنان الحديث، انها الثورة الحقيقية التي قام بها الشرفاء، فلنعترف ايضا بأنه قبل 15 تشرين كان عون الزعيم الاقوى والآن بعد 15 تشرين اصبح الزعيم الأوحد. من هنا نرى ان الاكثرية بدأت باستدعاء الاحتياطي الاستراتيجي بعد ما اصابها من انهيارات عديدة وآخرها ما ورد على لسان الوزير الصفدي حيث لم يتلكأ عن فضح التركيبات والمحاصصات ناهيك عن ما جرى في ملف المهجرين وصولا الى اللقاءات السرية والعلنية مع مَن يشككون بشرعيته. وأخيراً نصل الى ما لا تحمد عقباه اي ما سمي بالعمليات الامنية والتي اطلق عليها الـIMIRGA. لبنان مع الرئيس عون لن يكون الا خارج نطاق كل حروب الوصايات لذا نتفاءل خيرا بلبنان الجديد والذي حقا لن يشارك به كل مَن ساهم بما يتخبط به لبنان اليوم، لن نمنح شرف الرد على اي من الردود السلبية وسنتعاطى بكل ايجابية مع النقد المضموني العلمي للرسالة ولن نتطلع لمَن يهتم بالتعليق على المزاجيات والنيات.

 

التغيير والإصلاح" اعلن تبنيه الكامل لخطاب العماد عون وعاهد اللبنانيين باكمال المسيرة حتى قيام الدولة العادلة النائب كنعان: يهمنا التلاقي على مستوى الشعب لنصل الى مشاركة وتوازن الحكومة مسؤولة في هذا البلد عن وضع البيان الوزاري موضع التنفيذ

وطنية - 16/10/2006 (سياسة) عقد "تكتل التغيير والإصلاح" اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب العماد ميشال عون في منزله في الرابية، ودرس التطورات الراهنة داخليا وإقليميا، وأصدر بيانا تلاه النائب ابراهيم كنعان، اكد فيه اعلان التكتل "تبنيه الكامل لما ورد في خطاب رئيسه العماد ميشال عون أمس في مناسبة الثالث عشر من تشرين الأول، باعتباره خريطة إنقاذ وخلاص من الأزمة التي تعانيها البلاد على مختلف الصعد، لا سيما طرحه حكومة الوحدة الوطنية ثم وضع قانون انتخابي عادل تليه انتخابات نيابية مبكرة ينبثق منها مجلس نيابي ذو صفة تمثيلية واقعية يتولى انتخاب رئيس جديد للجمهورية". اضاف: "يعتبر التكتل أن خريطة الإنقاذ هي الفرصة الأخيرة والمحك الحاسم لاختبار مدى صدق النيات لإخراج الوطن من محنته وقيام الدولة العصرية المستقرة على مسلمات وثوابت وطنية راسخة توفر الاستقرار للبلاد على الصعيدين الداخلي والخارجي، وتتيح للبنان مجال استعادة دوره الرائد والفاعل في محيطه العربي والعالم، وتحول، مرة أولى وأخيرة، دون الحروب والهزات التي يتعرض لها بين الحين والآخر". واشار الى إن التكتل "إذ يستنكر الحوادث الأمنية المتمثلة في إطلاق القذائف على المراكز الأمنية وآخرها إطلاق ثلاث قذائف على مبنى العسيلي في وسط بيروت، يسأل وزارة الداخلية عن نتائج التحقيقات التي جرت في هذا الصدد وأسباب التقصير في كشف مرتكب واحد وإحالته على القضاء قطعا للطريق أمام شائعات التخويف والتهويل والاتهامات غير المسندة إلى وقائع والتي تثير أجواء القلق والاستقرار في البلاد". وختم قائلا: "يتوجه التكتل بالشكر والتقدير والاعتزاز إلى الشعب اللبناني الذي هب من مختلف المناطق اللبنانية، متحديا الأمطار والعواصف للمشاركة في المهرجان الذي دعا إليه "التيار الوطني الحر" وعلى رغم الدعوة إلى إرجائه، معاهدا شعب لبنان على إكمال المسيرة حتى قيام الدولة العصرية العادلة والقادرة على مواجهة كل التحديات والاستحقاقات الداخلية والخارجية". ثم أجاب على أسئلة الصحافيين:

سئل: تضمن بيان 14 شباط من قريطم اشارة الى إمكان فتح حوار مع كل الأفرقاء. هل أنتم مستعدون للحوار معهم؟ اجاب: "طرح العماد ميشال عون طروحات تبناها تكتل "التغيير والاصلاح" وهذا مشروع مستقل وكامل، يبدأ من قيام الدولة والسلطة مرورا بالعلاقات مع الخارج وتطبيق القرار 1701 وصولا الى القضاء والاقتصاد والتنمية والأمن في لبنان. فهو طرح كل المسائل وهذه أكبر مادة حوارية يمكن أن يتقدم بها طرف سياسي اليوم. ونحن نطرح على هذا الأساس لنبني الدولة المنتظرة مع الشعب اللبناني، لا سيما بعد خروج سوريا من لبنان".

سئل: النائب وليد جنبلاط وصف اليوم مطالبة العماد عون بأجراس الكنائس بالصبيانية؟ اجاب: "نعرف أن الأجراس ترمز في لبنان الى أمر هام وخصوصا عند المسيحيين. فعندما نتحدث عن جرس يعني هذا للامان والطمأنينة والسلام. وهذا الوصف ليس في مستوى من يطالب بها".

سئل: هو يعتبر أن الأجراس قرعت عام 2000؟ اجاب: "يجب أن نسأل أهل الجبل أين قرعت الأجراس. ما يهمنا هو التلاقي على مستوى الشعب لنصل الى مشاركة وتوازن واحترام متبادل. هذا الموضوع يحتاج الى قدر كبير من المسؤولية".

سئل: رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ثمن خطاب النائب العماد عون واعتبر أن مطالبه تصب في اطار عمل الحكومة؟ اجاب: "هذه بادرة خير أن يقال إن هناك مواقف إيجابية من طرح العماد عون الذي لم يغير طرحه. لكن العبرة في التنفيذ وليس بالطرح. نحن نعرف أن الحكومة مسؤولة في هذا البلد الديموقراطي عن وضع البيان الوزاري موضع التنفيذ. وإذا كان رئيس الوزراء يعتبر أن هناك بنودا مشتركة، فعلينا أن نضع آلية للتنفيذ. اللبنانيون يريدون الإنقاذ والخلاص والجدية والمتابعة وليس فقط المواقف".

سئل: هناك من قال إن خطاب العماد عون رئاسي. فهل فتح العماد عون معركة الرئاسة فعليا بخطابه امس؟ اجاب: "كل طرف له الحق في أن يصف البيان كما يريد. بالنسبة لنا، كان علينا طرح مضمون جديد لمستقبل لبنان يتضمن حلولا واقتراحات، من أجل قيام دولة ديموقراطية في لبنان. انطلاقا من هنا، لن نختلف على التسميات والمطلوب أن نصل من خلال هذا الخطاب الى حلول لإزالة الهواجس المستقبلية"

 

مفتي صور: الديانات السماوية تدعو الى الاخوة ونحن بحاجة الى التلاقي

وطنية - 16/10/2006 (متفرقات) اعتبر مفتي صور الشيخ محمد دالي بلطة ان "الاسلام لم يقم على العنف كما صوروه في الغرب، وان كلام البابا كان متسرعا حول القرآن الكريم". واكد الشيخ دالي بلطة في ندوة في منتدى صور الثقافي، "طبيعة الدين الاسلامي الداعية الى التسامح والمحبة". وقال: "اما عن الجهاد الذي حدث والفتوحات الاسلامية فقد كانت ضمن مبرر الدفاع عن النفس. واية اخطاء ارتكبت لا يمكن ان تكون في صلب العقيدة الايمانية". وتناول في كلامه الآيات الداعية الى الدفاع عن النفس، او الى التسامح، ورد على الاتهامات التي سبقت حول العنف في الاسلام، مشيرا الى ان "ما يأتي من اي نظام او حاكم من انحراف فليس من الاسلام بشيء". وقال: "ان الديانات السماوية السمحاء تدعو الى الاخوة الانسانية ونحن بأشد الحاجة الى التلاقي والحياة الكريمة".

 

المهندس ديب رد على تصريح النائب جنبلاط في بكركي: المهجرون يتحرقون شوقا لسماع ألاجراس الاسيرة تقرع

وطنية - 16/10/2006 (سياسة) رد المهندس حكمت ديب في بيان اليوم، على تصريح النائب وليد جنبلاط إثر لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، جاء فيه: "عرفنا وعرف اللبنانيون النائب وليد جنبلاط شخصية متلونة ومتقلبة، كما عهدناه مهرجا وبهلوانا في السياسة. عهدناه أيضا زئبقيا متملصا الى ما هناك من صفات "مركنتينية" لا ينكرها. لكننا لم نعرفه مشتت الفهم، منعدم التمييز بين الحقائق والأوهام، مستخفا بعقل اللبنانيين ومستغبيا معظمهم. هكذا كان في تصريحه من على منبر الصرح البطريركي بعد لقائه البطريرك الماروني، وبالأخص حين وصف التصاريح التي تناولت أجراس الكنائس في قرى الجبل وبلداته المهجرة بالصبيانية.

نعم إن عددا من الأجراس لم يعد بعد الى الكنائس والأديرة التي سبيت وهدمت واستبيحت، والنائب وليد جنبلاط يعرف تمام المعرفة أين هي تلك الأجراس، وقد تعامل معها بنفسه على أنها غنائم حرب وما يزال يخفيها ويضع يده عليها تشفيا وانتقاما، هو الذي يدعي المصالحة وعلاقات الود والمحبة مع بكركي وسيدها، فيظهر على الشاشة وجها وفي الخفاء وجها آخر. أما حديثه عن عودة المهجرين الى قراهم وتعاطيه مع المسألة بفوقية ومكابرة، وكأن العائدين عائدون الى إمارة جنبلاطية أو الى إقطاعية إشتراكية مسيجة، فهو حديث خال من أي مضمون حقيقي، وهذا دأبه منذ 16 عاما من الابتزاز والمتاجرة وتحقيق الثراء من المال العام ومستحقات المهجر المحتاج. في أي حال من تراه يؤخر العودة ويعمل على تعطيلها؟ ومن تراه يستيقظ على موقف وينام على آخر؟ أهو المهجر نفسه أم هو سيد المختارة؟ المتصالح والمتحالف مع خصوم الأمس كلهم ما عدا أهلنا أبناء البلدات والقرى المهجرة، حيث لم تتعد نسبة العائدين ال 17 % بعد 16 عاما من السلم المزعوم، وإنفاق 2400 مليار ليرة من المال العام المبدد بالاختلاس والفساد وسوء الإدارة؟ إنها حقائق يدركها الكبير والصغير من أبناء الجبل المهجرين وكلهم يتحرقون شوقا ليسمعوا أجراس العودة تقرع. تلك الأجراس التاريخية والأصلية الأسيرة الباقية على ضمير المعتذر على مساومته على روح والده الشهيد والمتعالي على دماء من ذبحوا انتقاما لجريمة كان يعرف دون سواه ومنذ اللحظة الأولى مرتكبيها الحقيقيين الذين حالفهم وآخاهم وقاسمهم المكاسب لما يزيد على ربع قرن. أليس هذا ما باح به في مقابلاته الفضائية المتكررة؟ أم تراه كعادته ينكر أرضيا ما يكون صرح به فضائيا؟".

 

النائب جنبلاط في موقفه الاسبوعي الى جريدة "الانباء" : لتعزيز صفوف الخط السيادي في وجه محاولات الاطباق على الطائف

وطنية - 16/10/2006 (سياسة) أدلى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط بموقفه الاسبوعي لجريدة "الانباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي ينشر غدا، قال فيه: "يبدو ان امطار الخريف قد أتت بالرحمة على شهداء 13 تشرين الذين تناستهم ورقة التفاهم، فلم يصدق الوعد الالهي هذه المرة ولم يتم تثبيت النصر الالهي الذي يتم الاحتفال به على انقاض الخراب والدمار. فالتفاهمات الثنائية التي لا ترتكز الى اتفاق الطائف كاطار سياسي ودستوري جامع يؤكد على الشراكة الوطنية، تعني عدم الالتزام بالصيغة القائمة في لبنان حاليا والتي تطلب الوصول اليها الكثير من التضحيات. من هنا تبرز الحاجة الى تعزيز صفوف الخط السيادي والاستقلالي الذي تمثله قوى 14 آذار في وجه كل محاولات الاطباق على الطائف بما يعنيه من صيغة وتجربة ومؤسسات دستورية وسياسية، وبما يعنيه ايضا من نهائية لبنان وعروبته وحريته وديموقراطيته. للتذكير فقط، لقد حظي هذا الاتفاق برعاية ودعم البطريرك صفير الذي أدرك منذ البداية محاولات تعطيل الشراكة الوطنية التي عدنا وكرسناها في المصالحة التاريخية في الجبل والتي تؤكد الرغبة المشتركة بالعيش الواحد. من هنا، تبرز اهمية التواصل مع البطريرك والقوى الديموقراطية الاخرى التي تتشارك في رؤيتها الموحدة الى مستقبل لبنان مع حفاظها الاكيد على تنوعها وهامش حريتها وهذا ما يميز قوى 14 آذار في وجه القوى الاخرى ذات الطابع الاحادي القبضات الفولاذية. اننا امام مرحلة حساسة فاصلة عن جملة من الاستحقاقات الاقتصادية على مشارف انعقاد مؤتمر بيروت - 1، وطبعا استحقاق المحكمة الدولية التي ستعطي الكلمة الفصل في شكل التطورات المقبلة وتداعياتها الاساسية على لبنان، وهذا ما يبرر المحاولات التخريبية المتنقلة التي نشهدها في الايام الاخيرة، ولكن الاكيد ان عقارب الساعة لن تعود الى الوراء".

 

القاضي عيد استجوب اللواء جميل السيد في حضور وكيله

وطنية - 16/10/2006 (قضاء) استجوب قاضي التحقيق العدلي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري القاضي الياس عيد بعد ظهر اليوم، اللواء جميل السيد في حضور وكيله المحامي اكرم عازوري

 

"أمل" و"حزب الله": تعويضات المباني المهدمة في الضاحية لا تتناسب مع الحد المطلوب لاعادة الاعمار أو لشراء بديل

وطنية- 16/10/2006 (سياسة) أعلنت حركة "امل" و"حزب الله" في بيان أصداره "ان ما قرره دولة الرئيس فؤاد السنيورة في مؤتمره الصحافي الاخير حول التعويضات للمباني المهدمة في الضاحية الجنوبية لا يتناسب مع الحد المطلوب لتأمين اعادة اعمار الابنية التي تهدمت او لشراء بديل سكني، خصوصا ان المبلغ المعلن شمل تعويض جميع الموجودات بما في ذلك الفرش والاثاث". ورأت الحركة والحزب في هذا القرار "تجاهل حجم الخسائر التي اصابت المواطنين بالاضافة الى الاعتراض على تقسيم المبلغ على دفعتين بما يجعل تأمين البديل متعذرا ويزيد من الاعباء، اضافة الى وجود ملاحظات على بعض الاليات التفصيلية والتي تزيد الامور تعقيدا، مع الاشارة الى ان المداولة مع دولته حول هذا الموضوع كانت في غير هذا الاتجاه".

 

بدء التحقيق في الدعوى ضد صحيفة الاخبار في 3 تشرين الثاني

وطنية - 16/10/2006 (قضاء) حدد قاضي التحقيق الاول في بيروت القاضي عبد الرحيم حمود الثالث من تشرين الثاني المقبل موعدا لمباشرة التحقيق في دعوى القاضيين رالف رياشي وشكري صادر والحق العام ضد صحيفة "الاخبار" لما نشرته من قدح وذم وتحقير ومس بكرامة القضاة في مقال كتبه انطون الخوري حرب

 

النائب المر التقى الرئيس بري في جنيف ويعود غدا الى بيروت

وطنية-16/10/2006 (سياسة) يصل صباح غد الثلاثاء الى بيروت النائب ميشال المر بعد زيارة قصيرة الى العاصمة الفرنسية، وكان قد انتقل الى جنيف حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري الموجود هناك، وعرض معه آخر المستجدات. وتأتي عودة النائب المر الى بيروت غدا بالتزامن مع وصول الوفد البرلماني الفرنسي برئاسة عضو مجلس الشيوخ رئيس لجنة الصداقة البرلمانية الفرنسية - اللبنانية أدريان غوتيون، حيث يقيم النائب المر مأدبة عشاء تكريما للوفد الفرنسي، في حضور عدد من الوزراء والنواب وذلك بصفته رئيس لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية الفرنسية.

 

الوطني الحر" أحيا ذكرى 13 تشرين الاول بقداس في مونتريال- كندا

وطنية-16/10/2006 (متفرقات) أحيا المجلس الأعلى ل"التيار الوطني الحر" أمس في كندا برئاسة الأستاذ حمدي حجازي، ذكرى شهداء 13 تشرين الاول1990 وشهداء كل لبنان والمفقودين والمسجونين في السجون السورية بقداس وجناز في كاتدرائية مار مارون في مونتريال. إحتفل بالقداس راعي أبرشية كندا المارونية المطران يوسف الخوري الذي ألقى عظة من وحي المناسبة، وعاونه في القداس الأب سامي فرح. وقد شارك في القداس ممثلون عن الكتائب اللبنانية، القوات اللبنانية، الأحرار، الشيوعي اللبناني، اتحاد الشباب اللبناني الكندي، وغيرهم من ممثلي الجمعيات وحشد كبير من أبناء الجالية اللبنانية في مونتريال. وبعد القداس، عقد لقاء في صالون الكاتدرائية.

 

"الحكومة الراهنة تملك ثقة المجتمع الدولي الذي ارسل 15 الف جندي الى الجنوب"

شمعون: خطاب عون ليس جديدا ولم يظهر النيات الحسنة

المركزية - لم ير رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون ان في خطاب رئيس التيار الوطني الحر النائب العماد ميشال عون اي جديد معتبرا انه لم يخترع البارود، كما انه لم يظهر النيات الحسنه وهو آخر من يحق له الكلام على الشجاعة والوفاء.

وقال شمعون في حديث الى برنامج "نهاركم سعيد" من المؤسسة اللبنانية للارسال: ان المكتوب يقرأ من عنوانه وعندما يقول في نهاية الامر "اذهبوا لاجلس مكانكم" فأين تكون التهدئة، واللافت كذلك في خطابه التحدث عن الشجاعة والوفاء وتاليا هو آخر من يحق له التكلم عن هذين الموضوعين، والعماد عون لم يخترع شيئا جديدا، وفي المبدأ يتوجب، ان يكون هناك توافق وليس تهجما، وسأل ما هو المطلوب؟ فعلينا ان نكون ايجابيون مع الحكم الراهن وليس انتقاده، وأعتقد ان ما حصل أمس الواضح منه انه مشروع لرئاسة الجمهورية وإظهار مدى القدرة على التغيير في حال وصل العماد عون الى الرئاسة.

أضاف: ليس هناك اي نيات حسنة بل هناك عملية التوصل الى الثلث المعطل للقرارات التي لا يراها صائبة، لافتا الى ان حلفاء العماد عون هم الذين لا يريدون انشاء المحكمة الدولية والذين يريدون عرقلتها لان مصلحة سوريا تقضي هذا الشيء، وعلى الرغم من بعض التطمينات حول تطبيق القرار 1701 ، هناك حديث لا يتماشى مع الواقع الحاصل.

"وردا على سؤال عن غياب الحديث عن المحكمة الدولية من قبل المراقبين قال شمعون، هذا الغياب مقصود وهذا الامر يزعج شركاء عون السياسيين، فهو كان تحالف مع حلفاء طبيعيين شركاء له في المسيرة، واليوم الحلفاء الجدد هم الذين كان يهاجموننا عندما كنا في بعبدا.

أضاف: منذ البداية طالبنا بتمثيل ديبلوماسي مع سوريا عندما كانت قرنة شهوان، وهذا ليس بأمر جديد، والعماد عون لا يريد الطائف بل يريد التغيير لافتا الى انه ليس هناك اي مانع لبحث تعديلات في الطائف ولكن ليس في الوقت الراهن، بل عندما تهدأ الامور على الساحة اللبنانية وعندما يتوفر الجو لانشاء برلمان جديد ليكون المجال كبير بوجود رئيس جمهورية جديد.

وعن حكومة الاتحاد الوطني قال: الاولويات التي وضعها العماد عون عن حكومة وحدة وطنية أمر مستحيل، والثلث المطالب به من قبلهم ليس موجودا ولا في اي ديموقراطية. ونحن كأكثرية سنرفض هذا الامر، واذ لفت شمعون الى انه اذا كان قانون الانتخاب وهمي قال: فإن إنتخاب العماد عون كنائب في البرلمان هو انتخاب وهمي.

وبالنسبة الى الحديث عن ان الحكومة فئوية وأنها تسخر أموال الدولة والشعب اعتبر شمعون ان هذه الحكومة ورثت عن الوزارات السابقة رواسب 30 سنة من الحروب والاحتلالات الغريبة وهي ليست ساحرة لان تغيّر الاسود الى الابيض، وهي تحاول تاليا التغيير قدر الامكان، لافتا الى ان الحكومة الراهنة تملك ثقة المجتمع الدولي الذي ارسل 15 الف جندي الى جنوب لبنان وساعد في إعادة إعمار وترميم الوطن.

 

 عطا الله: العودة الى الحوار مسألة ضرورية وعون ناقض تأييده

عندما أعلن انه مع بقاء سلاح أحد الافرقاء وان موقتا

المركزية - انتقد أمين سر "حركة اليسار الديموقراطي" النائب الياس عطا الله الخطاب الحاد لبعض الجهات وقال: ان النائب العماد ميشال عون الذي أيد القرار 1701 ناقضه فورا بإعلانه تأييد بقاء سلاح أحد الاطراف وان بصفة موقتة كما قال!...وفي حديث متلفز رأى عطا الله ان الخطاب الحاد الذي يطلقه بعضهم في قوى 8 آذار لا مرتكزات له وقال: لو شئنا في 14 آذار، ان نكرر 14 شباط الماضي، بحشد مليون شخص لدعم الحكومة والاستقلال لمواجهة خطة النظام السوري الذي يبشرنا ان لبنان سيذهب نحو الهاوية لكنا فعلنا ذلك. نريد حلولا ونريد إخراج لبنان من أزمته فالوضع الامني المستجد وآخره استهداف وسط بيروت يكمل صورة التصعيد السياسي.

أضاف: إننا في حركة 14 آذار، وفي إجتماع الامس، قلنا ان لا حل للقضايا في لبنان وإنتاج ثوابت تحت سقف الطائف، بما فيها مسألة السلاح، تكون كلها بالحوار. نحن مع فتح حوار مع المختلفين معهم. العودة الى الحوار مسألة ضرورية ويجب ان يكون مسؤولا وعلينا الافادة من تجربة الحوار السابق. اي نثبت ما نتفق عليه. الحوار السابق أنتج توافقات مهمة لكن موافقة البعض كانت شكلية. ويجب وضع آلية تنفيذية لما يتم الاتفاق عليه. ان هيئة الحوار لا علاقة لها بالحكومة فالحكومة مكان العمل التنفيذي، وهيئة الحوار لمقاربة القضايا الكبرى وهذه قمة الديموقراطية. لكن ما حصل ان بعض الموافقات كانت شكلية والبعض غادر الحوار الى حرب استغلتها اسرائيل بالتأكيد وبعدما كان البحث يدور حول الاستراتيجية الدفاعية طبقوا رأيهم بهذه الاستراتيجية والجميع شهد النتيجة التي وصل اليها البلد. وشدد عطا الله على تطبيق اتفاق الطائف وقال: يجب تشريع الآليات التي ينص عليها وأبرزها الوصول الى برلمان خارج القيد الطائفي وإيجاد مجلس الشيوخ. ان المس بأسس الطائف يهدد أسس الجمهورية نفسها. وان أهم مسألة هي تطبيق الطائف فهذا الاتفاق يتضمن في جوهره ويختصر كل القرارات الدولية المتعلقة بلبنان. هذا الاتفاق بات دستور لبنان ويجب التزامه وهو ينص على ان لا سلاح غير سلاح الشرعية. والحكومة تسعى وتتقدم في معالجة مسألة مزارع شبعا وما من مبرر لبقاء حالات استثنائية. واستهجن عطا الله بشدة ما ورد في خطاب العماد عون عن بقاء سلاح أحد الافرقاء.

ورأى عطا الله ان هناك ايجابية في موقف العماد عون من القرار الدولي 1701، لكنه ناقضه على الفور عندما أعلن انه مع بقاء السلاح وان كان ذلك، كما قال، بصفة موقتة، وقال ايضا الاشارة الى موضوع سوريا ايجابية لكنه لم يشر الى التدخلات السورية والعرقلة والتحريض ونحن لا نبرئ النظام السوري مما نشهده من حوادث أمنية. لكن اللافت ان العماد عون لم يشر ابدا الى المحكمة الدولية. ونحن لا نتفق معه ابدا بتشريع السلاح. لماذا سلاح موقت؟ يجب تطبيق الدستور والطائف وكل السلاح بيد الدولة. لقد كان لافتا لوم الحكومة انها لم تلتحق بحرب ليست طرفا في اتخاذ القرار بشأنها، قال لماذا لم تلتحق بالحرب التي جرت مع ان الحكومة لعبت دور المقاومة السياسية الكبيرة دفاعا عن لبنان وحققت نجاحات كبيرة. ان استهداف الحكومة مسألة تثير الريبة. كذلك استهداف اليونيفل التي لا يتورع النظام السوري عن مهاجمتها على الدوام.

ان دور اليونيفل محدد بدقة في القرار 1701، إنها تدعم الجيش اللبناني في بسط السيادة وحماية الاستقلال ومؤازرة الجيش حتى يصبح الجهة اللبنانية الوحيدة القادرة على الدفاع عن حدود الوطن. هذه هي وظيفة القوات الدولية والقرار واضح ان لا سلاح جنوب الليطاني غير سلاح الشرعية واليونيفل. اما شمال الليطاني فكل لبناني يطرح السؤال عن موجبات بقاء السلاح بأيدي طرف معين.

وشدد عطا الله على ان تقوم اليونيفل بحراسة اجواء لبنان ومنع الطيران الاسرائيلي من إختراقه وكذلك مراقبة الحدود، فمن يريد ادخال الاسلحة الـ "ت.ن.ت" الى لبنان ليقف ويعلن ذلك لكل اللبنانيين.

وتمنى ان يكون ما نقله الوزير الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس عن دعم النظام السوري للقرار 1701 دقيق، لان ما لمسه كل لبناني من النظام السوري مغاير فبالامس السيد حسن نصر الله تحدث عن 20 الف صاروخ من أين؟ وقال بشار الاسد ان ما من احد يحول دون دخول السلاح الى لبنان. ما نريده من النظام السوري هو علاقات طبيعية مع لبنان. إقامة سفارة وعلاقات ديبلوماسية وسفراء وترسيم حدود بدءا من شبعا وتحويل الحدود الى حدود سلام. فيما حقيقة موقف النظام السوري زعزعة الوضع في لبنان لاثبات نظرية سورية ان ليس بقدرة اللبنانيين حكم بلادهم. ونبه عطا الله من اي توافق مع النظام السوري على حساب مصالح لبنان. وأيد الانفراج بالعلاقات العربية على امل في ان يكون هدفه منع تدخل النظام السوري بالشأن اللبناني. كذلك تمنى ان تكون "عيدية" الرئيس نبيه بري إنضاج ظروف حوار داخلي مثمر يعالج المسائل الخلافية بمسؤولية.

وقال: ان معالجة الوضع اللناني يجب ان يبدأ برأس الهرم بإنهاء الوضع الشاذ لوديعة النظام السوري في قصر بعبدا وبعد ذلك بشكل طبيعي يتم تشكيل حكومة جديدة. ورأى ان التوافق المطلوب بالنسبة لرئاسة الجمهورية يجب ان يصل الى حالة ترضي وتلبي رغبات البطريرك صفير، ليكن هناك سلة أسماء لاشخاص برموز الدفاع عن الدستور والاستقلال والسيادة يكون ذلك ايجابيا.

ولفت عطا الله الى ما تضمنه برنامج التيار الوطني الحر من ان المعارضة لا يجوز ان تشارك في الحكومة فلماذا لا يلتزم عون النظام الداخلي لحزبه، ولا بل يقاتل من اجل الدخول الى حكومة هو من رفض الدخول بها يوم تشكيلها. وأكد ان الخط الاحمر الذي تضعه الاكثرية هو منع الاقلية التحكم بقرار البلد لتعطيله عبر تمكينها من الاستئثار بالثلث المعطل. الاكثرية لا تقبل ابدا إعطاء الفيتو للاقلية لان ذلك سيمنع التشارك مع المجتمع الدولي في ايجاد أسس المحكمة الدولية وإطلاقها.

وقال: ان احد أسباب مطالبتهم بذلك هو رفضهم قيام محكمة دولية تحقق بالجرائم الكبرى التي انزلت بلبنان وهددت وجوده. أليس لافتا ان خطابا طويلا للعماد عون بالامس يبشر بالكثير ولا يأت على ذكر إغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني؟ وإعتبر عطا الله ان الاولويات يجب ان تكون الآن لانهاء الملف الجنوبي، استعادة مزارع شبعا وتحرير الاسرى وإعمار الجنوب الى إطلاق جديد لعملية إعادة البناء والاعمار والتوقف امام ضرورة الاصلاح السياسي في لبنان. هذا هو جدول أعمال الاكثرية، جدول أعمال 14 آذار التي تدعم بقوة الحكومة رئاسة الرئيس فؤاد السنيورة. وشدد على ان كل المساعدات والهبات يجب ان تسلم للدولة وللكشف على الاضرار ايضا للدولة وإعتماد معايير متوازنة وشفافة في التعويض على المتضرر الذي يجب ان يتسلم حقه مباشرة من السلطة. وتناول موقف نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر الذي تراجع عن توقيع مرسوم المناقلات القضائية، فدعا الى احترام مجلس القضاء الاعلى واحترام استقلاليته، ورأى ان ما يثير السخرية، في ان يتم الديث عن كيدية من قبل رئيس الجمهورية حيال مجلس القضاء الاعلى فيما الكيدية مجسدة هناك في بعبدا.

 

 حديث لتثبيت شرعية الاستلام والتسلم في دار الطائفة الدرزية

ومصادر مقرّبة تنفي وتدعو الى العودة الى البيان الاخيـــر

المركزية - ردت مصادر مقرّبة جدا من الشيخ بهجت غيث على تصاريح توالت في الفترة الاخيرة في صحف عدة عن محاولة ايجاد مسعى توافقي بين شيخ عقل الطائفة الدرزية الاسبق الشيخ بهجت غيث ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط معلنة ان اي تفسير او تأويل للبيان الاخير الذي صدر عن دار الطائفة الدرزية بتاريخ 23/9/2006 هو بمثابة كلام مغلوط وغير دقيق.

وقالت المصادر في حديث الى "المركزية"، تعليق مهام دار الطائفة من قبل الشيخ غيث هو دليل واضح على تنحّي الشيخ غيث عن مشيخة العقل باعتبار ألا مرجعية أعلى من مرجعية مشيخة عقل الطائفة تقدم اليها الاستقالة وتاليا الشيخ غيث لم يعلن يوما انه أقصى عن منصبه او همّش دوره طوال فترة توليه مهام الطائفة وهو حاز من خلال اعماله والمثابرة على تنمية شؤون الطائفة على احترام وتقدير ابناء الطائفة وهو ليس بحاجة تاليا الى تكريم او احتفال.

واذ لفت المصدر الى ان الهدف الاساسي من هذه الاقاويل هو محاولة توسيع الشرخ الحاصل داخل الطائفة وتاليا التقليل من احترام منصب شيخ العقل لانه ليس هناك من مرجعية أعلى يستطيع من خلالها الشيخ غيث تقديم استقالته اليها، واعتبرت المصادر كذلك ان استمرار الحديث عن هذا الموضوع هو لتثبيت شرعية الاستلام والتسلم وهذا الامر ليس بوارد. واشارت المصادر نفسها في هذا السياق ان مضمون البيان الاخير تضمن قرار قضى بعدم مشاركة الشيخ غيث بأي عمل نتج عن قانون تنظيم شؤون الطائفة الذي قضى بانتخاب اعضاء المجلس وتعيين شيخ جديد لمشيحة عقل الطائفة الدرزية. وقالت: نحن على مسافة واحدة من الجميع وما يحصل اليوم داخل الطائفة الدرزية ليس واقعيا ونحن منذ البدء كنا على حياد ولن نقف مع فريق ضد الآخر ولن نشارك في الوقت نفسه.ودعت المصادر مَن يحاول تشويه مقام الشيخ غيث الى الكف عن الكلام بأمور عارية عن الصحة. وهي اذ تنفي هذه الاقاويل تؤكد على انه ليس هناك اي مجال للحديث حول الاستلام والتسلم.

 

اكد ان تجميد مرسوم التشكيــلات القضائية يعني تجميد القضاء

رزق تمنى على المر لو انه استقى معلوماته من المرجع المختص

لتبين ان مخاوفه على الطائفة المارونية لا اساس لها

المركزية - استغرب وزير العدل الدكتور شارل رزق تراجع وزير الدفاع الوطني الياس المر عن توقيع مرسوم التشكيلات القضائية. واذ شكر له اهتمامه بالطائفة المارونية تمنى لو انه استقى معلوماته من المرجع المختص في شؤون القضاء، لتبين ان مخاوفه على الطائفة المارونية لا اساس لها. واكد ان تجميد المرسوم يعني تجميد القضاء.

عقد الوزير رزق مؤتمراً صحافياً بعد ظهر اليوم حضره رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي انطوان خير، ردّ فيه على تراجع دولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع عن توقيع مرسوم المناقلات والتعيينات القضائية، فقال: بعد قراءة البيان الصادر عن دولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، أريد أن أوجّه له الشكر لأنه منحني فرصة لأؤكّد له صداقتي ومحبتي. وأؤكّد له أننا قد نختلف في الرأي لكنّ ذلك لا يؤثّر على الإطلاق على المودة والاحترام على الصعيد الشخصي، إلا أن الصداقة شيء والمسؤوليات شيء آخر. كما أشكر حرصه على الطائفة المارونية، ولا بد من شكره كونه أعطاني مناسبة لتوضيح مسألة المناقلات والتعيينات القضائية التي تختلف هذه المرّة عما كانت عليه في السابق. وقد يكون ذلك سبباً لبعض الانزعاجات التي يُعبَّرُ عنها من هنا وهناك.

أضاف رزق: أقول هذا الكلام وإلى جانبي رئيس مجلس القضاء الأعلى الرئيس أنطوان خير الذي أشكره أيضاً على وقوفه إلى جانبي وهذا يؤكد اني كوزير مع مجلس القضاء الأعلى وهنا لا بد من توضيح الأمور التالية :

أولاً: إن الكلام هو التزام، فعندما نُوجّه كلاماً نقول فيه إن المناقلات والتعيينات القضائية هضمت حقوق طائفة من الطوائف، علينا أن نُعلّلَ ذلك، إذ ليس بهذه الطريقة يتم الحديث ويعالج موضوع استغرق شهرين من العمل الدؤوب من قبل مجلس القضاء الأعلى المؤلف من عشرة قضاة هم القيّمون على القضاء اللبناني وسهروا ودرسوا ملفات كل القضاة ملفاً ملفاً والبالغ عددهم نحو 470 قاضياً تمهيداً لتوزيعهم في التعيينات.

وقال الوزير رزق: لا يجوز بسهولة وعبر جملة سريعة معالجة موضوع بهذه الخطورة، لذلك فإنني أنتظر وننتظر جميعاً من وزير الدفاع أن يعلل تصريحه ويقدّم التوضيحات والتفاصيل والوقائع حول ما قاله وهذا من حقّنا وحق جميع القضاة والرأي العام أيضاً.

ثانياً: عند ورود هذه التفاصيل من وزير الدفاع سوف أطلب من مجلس القضاء الأعلى أن يقدم التوضيحات والحقائق وبعيداً كل البعد عن المهاترات وردود الفعل، بهدف تنوير الرأي العام اللبناني.

ثالثاً: من حق الجميع والرأي العام أن يعلموا أنه وبعد وضع مرسوم المناقلات والتعيينات القضائية الذي حَظي بتوقيعي وتوقيع وزير الدفاع قبل أن يَسْحَبَ توقيعه وأيضاً توقيع رئيس الحكومة ويصبح في القصر الجمهوري، فإن مجلس القضاء الأعلى رفع يده عن هذا الملف، فالمجلس لم يعد باستطاعته قانوناً أن يعيد النظر في ما قدّمه وكل ما يحصل الآن هو تجميد المناقلات والتعيينات القضائية من قِبَلِ من يجمّدها، ليصبح كآلة تسير إلى الأمام أو تتوقف أما العودة إلى الوراء فهذا أمر مستحيل.

وأوضح الوزير رزق إن تجميد هذا المرسوم يعني تجميد القضاء، وهنا أترك للرأي العام أن يحكم بما يعنيه ذلك بالنسبة إلى حقوق المواطنين ومصالح الناس، واؤكد أن هذا التجميد لا يطاول العمل اليومي للقضاة فحسب، بل يطاول أيضاً كل ما يخطط مجلس القضاء الأعلى للقيام به، وهو البدء بتطهير القضاء اللبناني وتخليص هذا القضاء من قضاة لا يستحقون البقاء فيه.

وذكر الوزير رزق بأن مجلس القضاء الأعلى وأثناء درس المناقلات والتعيينات القضائية كانت هذه الدراسة بمثابة الغربلة أو التوطئة لعملية إعادة النظر في أوضاع بعض القضاة للتخلّص منهم وفقاً للقانون والأنظمة.

وأكّد الوزير رزق أنه يخاطب الرأي العام الذي سيُطلعه على كل تفاصيل هذا الموضوع الشائك والمتعلق بسلطة القضاء، وقال: أكتفي الآن بأن اطلع الرأي العام على النواحي القانونية احتراماً لحضرة رئيس مجلس القضاء الأعلى المْوِجود إلى جانبي كي لا احرجه بمواضيع غير قانونية، ولكنّ هذه المواضيع غير القانونية واردة وإنني مستعد في مرحلة مقبلة أن أعرض إلى الرأي العام وللجميع الضغوطات والمحاولات التي مورست هنا وهنالك للتسلل في القضاء من أجل التأثير في هذه التشكيلات. وقال وزير العدل الدكتور شارل رزق: قد تكون الانتقادات التي تأتينا من هنا وهناك سببها المحاولات التي بذلناها لوقف وإبعاد محاولات التسلّل إلى القضاء.

وأضاف: لسوء الحظ إنني أعلم أن بعض القضاة الذين لم يحظوا كما كانوا يتمنون بترقيات أو تحسين أوضاعهم ماذا يفعلون اليوم واحداً واحداً، وأعدهم إذا استمروا بهذه المناورات بأن إحالتهم على هيئة التفتيش القضائي قريبة. وختم وزير العدل شاكراً الإعلام الذي يبقى صلة الوصل بين وزارة العدل والقضاء من جهة والرأي العام من جهة ثانية مذكّراً بأن الرأي العام يبقى دائماً مصدر السلطات ومصدر القوة ومرجعنا الأول والأخير.

 

أولمرت: قرار بإسقاط السنيورة لسوريا مع "حزب الله"

"النهار قبل يومين من بدئه زيارة لروسيا سيبحث خلالها في الملف النووي الإيراني، حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي أيهود اولمرت مما رآه خطراً نووياً ينطلق من كوريا الشمالية ويصل إلى ايران وتنظيم "القاعدة"، وربما إلى "حزب الله". وهاجم الرئيس السوري بشار الأسد قائلا انه يسعى مع "حزب الله" إلى إسقاط الحكومة اللبنانية، وقلل فرص لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس.وأكد أولمرت في الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء الاسرائيلي ان ايران تشكل تهديداً استراتيجياً للدولة العبرية، وثمة مخاوف اسرائيلية ودولية من وصول السلاح النووي إلى "اطراف آخرين في المنطقة مثل حزب الله". ولفت الى ان "من يتسامح في المسألة الكورية سيجد نفسه أمام سلاح نووي في إيران، وفي النهاية أيضا أمام سلاح نووي في أيدي القاعدة".وعن سوريا قال: "ليس مصادفة بأن هناك قراراً سورياً مع حزب الله اسقاط رئيس الوزراء اللبناني (فؤاد) السنيورة. وعلى جميع المهتمين بسلامة الأسد والذين يتوقون الى السلام الذي يعرضه، أن يتذكروا أن هذا هو الأسد نفسه الذي يسعى الى اسقاط السنيورة، وهذا الأسد نفسه الذي علينا أن نسير معه في عملية سياسية بينما (رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس") خالد مشعل موجود لديه ويعمل بحرية".وطلب من الجيش الاسرائيلي تزويده أدلة على وجود عمليات تهريب أسلحة من سوريا إلى "حزب الله"، فأبلغ اليه رئيس قسم الدراسات في شعبة الاستخبارات العسكرية يوسي بيدتس ان "هناك أدلة قاطعة" على ذلك.

كذلك أعلن أولمرت انه لن يلتقي عباس لأن الأخير "لا يبدو مهتماً بالامر" ويربطه بإطلاق المعتقلين الفلسطينيين.

 

الجيش الاسرائيلي: لا عمليات تفتيش عن أسلحة "حزب الله" جنوب الليطاني

"النهار قال ضابط في الجيش الاسرائيلي ان الجيش اللبناني لا يجري عمليات تفتيش عن اسلحة "حزب الله" في منطقة جنوب لبنان. ونقلت صحيفة "هآرتس" الصادرة امس عن ضباط في الجيش الاسرائيلي قولهم انه لا يوجد حضور مسلح لمقاتلي "حزب الله" في جنوب لبنان لكن الحزب ما يزال يحتفظ بمواقع عسكرية له جنوب نهر الليطاني وبمخازن يخبىء اسلحة فيها. واضاف الضباط الاسرائيليون ان التعاون بين الجيش الاسرائيلي وقوات "اليونيفيل الدولية والجيش اللبناني "معقول" رغم عدم بذل الاخيرين جهودا للبحث عن مخابىء اسلحة لحزب الله". وقال هؤلاء الضباط انه في حال مرر الجيش الاسرائيلي معلومات للجيش اللبناني بواسطة اليونيفيل حول نشاط لحزب الله فان ضباط الجيش اللبناني غالباً ما يبلغون مسؤولي "حزب الله" بنيتهم تفتيش موقع كي لا تقع صدامات بين الطرفين.واضاف الضباط انه بموجب التفاهمات التي اتفق عليها الجيش الاسرائيلي مع الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل قبل الانسحاب من جنوب لبنان قبل اسبوعين فان لبنان التزم اجراء دوريات في جنوب لبنان وفقاً لمعلومات يزودها الجيش الاسرائيلي. ونقلت "هآرتس" عن المتحدث باسم قوات "اليونيفيل" في لبنان الكسندر ايفانكو قوله ان كل شكوى يتقدم بها الجانب الاسرائيلي يتم معالجتها فورا ويتم التداول في ما اذا كان سيتوجه الى الموقع التابع لحزب الله دورية لبنانية او دورية تابعة لليونيفيل أو دورية مشتركة. ويخشى الجيش الاسرائيلي ان يكون الهدوء الذي يحافظ عليه "حزب الله" هو سياسة "سبات" استعداداً لمواجهة عسكرية محتملة في المستقبل يكرر الاسرائيليون الحديث عنها منذ وقف اطلاق النار وانتهاء حرب لبنان الثانية. من جهة اخرى اعتبر الضباط الاسرائيليون ان الوضع عند الحدود اللبنانية السورية أصعب رغم نشر الجيش اللبناني 8600 من جنوده على طول الحدود حيث تعتبر اسرائيل ان تمرير أسلحة من سورية للبنان ما يزال مستمراً. (يو بي أي)

 

رسالة تهديد من سورية إلى فتفت والسنيورة 

بيروت – وكالات : 16/10/2006 

 كشف وزير الداخلية اللبناني بالوكالة احمد فتفت عن تلقيه رسالة تهديد من سورية تضمن تحذيرات له ولرئيس الوزراء فؤاد السنيورة . وأوضح فتفت في مقابلة مع وكالة رويترز انه تلقى رسالة في الآونة الأخيرة من أحد المقربين من السوريين ابلغه فيها بان عليه وعلى رئيس الوزراء فؤاد السنيورة -الانتباه-. واوضح فتفت أن الرسالة تقول إن السوريين غاضبون اكثر من فترة ما قبل الرابع عشر من فبراير 2005- تاريخ اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري. ولم يوضح فتفت ما الذي أثار دمشق لكن التوتر تزايد في الاسابيع الاخيرة وسط انتقادات سورية لحكومة السنيورة حيث قالت انها حكومة تمثل فئة من اللبنانيين وليس كل اللبنانيين وتخدم مصالح اسرائيل. وقال فتفت انه واثق من ان سورية لا زال لديها مرشدون في لبنان على الرغم من سحب قواتها في ابريل نيسان من العام الماضي. وقال فتفت إن سورية مصممة على زعزعة استقرار لبنان حيث القوى الامنية ليست قوية بما فيه الكفاية لمنع المزيد من محاولات الاغتيال المحتملة. واضاف الاجهزة الامنية اللبنانية الان اقوى ولكن ليس بما فيه الكفاية للسيطرة على كل شيء. وقال انه يبدو أن محاولة اغتيال ضابط رفيع في مخابرات قوى الامن الداخلي الشهر الماضي كانت رسالة سياسية على علاقة بالتحقيق (في اغتيال الحريري). وقال فتفت ردا على سؤال حول ما اذا كانت سورية تحاول زعزعة استقرار لبنان -نعم ... يفعلون ذلك بوضوح انه ليس تمويها. واستشهد فتفت بما قال انها مطالب للرئيس السوري بشار الأسد بتغيير الحكومة في بيروت. وتساءل فتفت هو رئيس دولة أخرى فما هي علاقته بهذا الامر- مشيرا الى ان سورية لا زالت ترفض إقامة علاقات دبلوماسية أو ترسيم الحدود مع لبنان. وقال الوزير نحن لا نسعى لتغيير النظام في سورية اذ أن ذلك لا يخصنا. مهمتنا هي دفع سوريا لقبول لبنان كدولة وليس اكثر. وقال فتفت إن دور قوى الامن الداخلي التي تقع تحت امرة وزارته اصبح اوسع منذ انتقال الجيش اللبناني للقيام بمهامه الجديدة في الجنوب عقب الهدنة التي اوقفت 34 يوما من الحرب بين اسرائيل ومقاتلي حزب الله في 14 اغسطس/ اب. وأضاف - إن قوى الامن الداخلي لديها الان 24 الف رجل اي بزيادة 45 بالمئة عما كانت عليه خلال الشهور الثمانية عشر المنصرمة لكن هناك فقط 11 الف بندقية. ومن المتوقع ان تساعد دول عربية وغربية بتزويد قوى الامن الداخلي بالاسلحة والسيارات ومعدات أخرى. وأشار فتفت إلى أن الامارات العربية المتحدة زودت قوى الامن الداخلي بمئات السيارات مضيفا -حتى قبل شهر مضى لم يكن 40 مركزا من مراكز الشرطة يملك سيارات. وقال فتفت الذي عين مؤقتا في منصب وزير الداخلية قبل اشهر ان سورية أغضبها التقدم الذي أحرزته الحكومة المدعومة من الغرب. واضطرت سورية الى انهاء 29 عاما من وجودها العسكري في لبنان عقب مقتل الحريري تحت وطأة تظاهرات في شوارع بيروت وضغوط دولية لكن العلاقات بين البلدين لم تتحسن كثيرا.

 

 العاهل السعودي استقبل السنيورة في مكة 

الأحد 15 أكتوبر  أ. ف. ب.

  مكة (السعودية): استقبل العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز مساء اليوم رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة في قصر الصفا في مكة المكرمة. وذكرت وكالة الانباء السعودية الرسمية ان العاهل السعودي ورئيس الوزراء اللبناني بحثا "الاوضاع الراهنة في لبنان الشقيق". وهي الزيارة الثانية للسنيورة الى السعودية منذ العاشر من ايلول(سبتمبر) حيث جاء ليقدم شكره على "الدعم السياسي والمادي الذي قدمته المملكة العربية السعودية خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان وما زالت تقدمه حتى الان"، كما صرح حينها. وكان الملك عبد الله التقى في التاسع من تشرين الاول(اكتوبر) الجاري رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الذي زار المملكة لطلب المساعدة على حل الخلافات الداخلية والعلاقات المتأزمة مع سوريا على ما افادت الوكالة السعودية.

وقدمت السعودية الى لبنان مساعدة تتجاوز قيمتها 500 مليون دولار ووضعت وديعة في مصرف لبنان بقيمة مليار دولار، وذلك اثر الهجوم الاسرائيلي الذي تعرض له لبنان بين 12 تموز(يوليو) و14 اب(اغسطس). كما قرر الملك عبد الله تحمل نفقات تسجيل الطلاب اللبنانيين في المدارس الرسمية للعام الدراسي 2006-2007.

خادم الحرمين الشريفين  يتلقى اتصالا من الرئيس المصري

  من جهة ثانية تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود اتصالا هاتفيا مساء اليوم من الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية . وجرى خلال الاتصال بحث تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الفلسطينية بالإضافة إلى الأوضاع على الصعيدين الإقليمي والدولي . كما تم استعرض العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين .

 

المر يرفض توقيع مرسوم التشكيلات القضائية "لإخلال بحق الموارنة"

صدر ليل أمس عن مكتب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني الياس المر البيان الآتي:

"تأكيدا من دولة الرئيس الياس المر لتسهيل شؤون المواطنين، واحتراما لقرار أعضاء مجلس القضاء الاعلى الذي أتى بالاجماع في ما يخص التشكيلات القضائية، وقع بصفته وزيرا للدفاع مرسوم هذه التشكيلات فور وروده اليه تجنبا لأي تأخير او عرقلة. إلا أنه، بعدما تلقى العديد من المراجعات من مرجعيات وطنية تبين وجود اخلال فاضح في حق الطائفة المارونية، وحفاظا على مراعاة التوازن الطائفي والوطني وخصوصا في مسألة حساسة كهذه، يعلن دولة الرئيس الياس المر رفضه لمشروع المرسوم في الشكل والمضمون".

ويشار في هذا المجال الى ان مرسوم التشكيلات القضائية اقترن حتى الآن بتوقيعي وزير العدل شارل رزق ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، ويشكل رفض الوزير المر توقيعه اول عقبة جوهرية في طريقه قبل ان يصل الى رئيس الجمهورية اميل لحود.

 

موراتينوس: سوريا ستتعاون لتطبيق القرار 1701

دمشق – "النهار":صرح وزير الخارجية الاسباني ميغل انخل موراتينوس، في ختام زيارة لدمشق، بأن سوريا جزء من الحل في الشرق الاوسط وليست جزءاً من المشكلة، مبدياً ارتياحه الى محادثاته مع الرئيس بشار الاسد والمسؤولين السوريين. وقال في مؤتمر صحافي عقده في مطار دمشق الدولي قبل سفره: "ان زيارتي لسوريا كانت مثمرة جداً وهي تعبر عن سياسة السير معاً لتسهيل بعض آفاق تحقيق السلام الشامل في المنطقة باكملها، واعتقد انني كما سبق لي ان اخبرتكم في آب الماضي، ان الطريق الوحيدة لتحقيق السلام في هذه المنطقة من وجهة نظر الديبلوماسية الاسبانية، هي استمرار الحوار واجراء الاتصالات مع الاطراف الرئيسيين". واضاف: "انا مقتنع تماماً بأن سوريا هي جزء من الحل وليست جزءاً من المشكلة، وتريد تحقيق السلام في المنطقة، وان الطريق الوحيد للنجاح ولتحقيق هذا الهدف هو المحادثات والحوار والمناقشات للتغلب على المواضيع المعلقة التي لا تزال تؤثر على استقرار المنطقة". وامل ان تعمل "سوريا والاتحاد الاوروبي دوماً معاً، ولدينا كل الرغبة في ان تكون سوريا اقرب بكثير من الاتحاد الاوروبي".وعن لبنان، قال: "لقد ناقشنا الوضع في لبنان، وكما تعلمون فإن اسبانيا تشارك في قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان "اليونيفيل" وتلقينا رداً ايجابياً جداً من السلطات السورية بأنها تريد ان تتعاون بطريقة بناءة في تطبيق قرار مجلس الامن 1701، وسنتعاون في مختلف المجالات كي نجعل الوضع في لبنان وضعاً ناجحاً".

وتحدث عن مناقشة قضية "اشراك مسار آخر في الشرق الاوسط، لتسهيل بعض الترتيبات لحل المسألة الفلسطينية – الاسرائيلية"، ملاحظاً انه "لن يكون هناك سلام نهائي في الشرق الاوسط ما لم يكن هناك حل للعلاقة السورية – الاسرائيلية". وقال: "نحن في حاجة الى سلام شامل، ويجب ان يشارك جميع الاطراف في اجندة السلام وان اصدقائي السوريين الاعزاء الرئيس بشار (الاسد) والوزير (وليد) المعلم وكل من تحدثت معهم نقلوا الي رغبتهم الحقيقية وارادتهم للسير قدماً بطريقة ايجابية وبنّاءة".

 

تقتلوا مسيحيي العراق حتى لا تستحقوا نار جهنم ويل لكم يا قتلة كهنة هياكل كنيسة المسيح،

"النهار الاب بولس اسكندر، شهيداً عراقياً جديداً من كنيسة المسيح، قتلوه لان بابا روما قال ما لا يؤمن به هذا الكاهن وما رفضته الكنيسة المشرقية التي منذ مئات السنين تشارك الاسلام وباقي الديانات في العراق حقها الالهي في المواطنية وفي حرية المعتقد وفي وطن لا طائفي ولا مذهبي. لذلك نقول، لا تقتلوا مسيحيي العراق، فالمسيحيون في العراق كانوا وسيبقون مجد الانسان وعزته وكرامته وحريته وديموقراطيته، انهم الطيب والبخور بل هم البلسم والترياق من اجل انسان مميز ومتميز ومن اجل عراق عظيم سيد حر مستقل. العراق وطنهم ووطن كنيستهم منذ مئات السنين ولن يهجّرهم منه اصحاب احقاد دميمة موبوءة. كفى ايها الذين تأخذون من الاسلام غطاء لاجرامكم، فالاسلام براء منكم، عودوا الى قرآنكم ونبيكم ودينكم، فهو دين تسامح وسماح ومحبة، واذكروا كل يوم "اقرب الناس اليكم من قالوا انا نصارى..." وان قتل النصارى تماماً كقتل المسلمين غير خاضع لاي تفسير وتأويل، اسبابه جهل وحقد او مؤامرة اجنبي على شعب ووطن ونتيجته نار جهنم.

الدكتور نصر عودة/  رئيس حركة رسل الوحدة / وحدة الكنيسة المشرقية

 

لبنان: من بيت أبي ضُربت 

الإثنين 16 أكتوبر - الشرق الاوسط اللندنية - إياد أبو شقرا

يوم 20 آب/ أغسطس 1940، وقف الزعيم البريطاني ونستون تشرتشل في البرلمان ليحيّي شهداء بلاده في ما عرف بـ«معركة بريطانيا» إبان الحرب العالمية الثانية، خاطباً:

Never was so much owed by so many to so few

«لم يسبق أن كانت كثرة ساحقة مدينة بهذا القدر الجليل من الفضل إلى قلة قليلة». وفي لبنان، مع تمني دوام السلامة والصحة للرئيسين نبيه برّي وفؤاد السنيورة، أقول إنه قلما كان اللبنانيون ـ سواء ادركوا ذلك أم لم يدركوا ـ مدينين لرجلين بقدر ما هم مدينون لرئيس مجلس برلمانهم ورئيس حكومتهم. فالرئيسان برّي والسنيورة قادا سفينة الحكم في لبنان إبان «حرب الـ33 يوماً» في الصيف الماضي، بأقصى درجات الالتزام والمسؤولية والوطنية، في سبيل الحفاظ على مؤسسات السلطة وسيادة البلاد، بينما كان العدوان الإسرائيلي يزرع الموت والدمار فوق كامل التراب اللبناني، والمجتمع الدولي يقف عاجزاً عن كبح جماحه... أو إقناع القوى الداعمة له بوقف المجزرة المتمادية. وارتضى الرجلان تحمل ضغوط التوسط بصبر وشجاعة، وتصرفا بحكمة ورجولة في نقل المواقف وتشذيبها وتليينها، إلى أن تيسّر بعد مخاض عسير التوصل إلى وقف لإطلاق النار. تحقق ذلك بعد صمود مشهود لأبطال المقاومة... وخسائر فادحة في أرواح الأبرياء والبنى التحتية، دفعت حتى قائد المقاومة السيد حسن نصر الله إلى القول صراحة أن حزبه («حزب الله») لو كان يدري ما ستجره عملية أسر الجنديين الإسرائيليين من خسائر على لبنان لما كان أقدم عليها.

وانطوت ـ ولو مؤقتاً ـ صفحة العدوان حاملةً نتائج سياسية قد لا تكون مستساغة لفريق واسع من اللبنانيين، وكشفت لكل لبناني عاقل عمق أزمة الثقة التي تخيم بثقلها على واقعه السياسي.

ففريق الأكثرية البرلمانية، الذي بوغت بقرار «حزب الله»، شنّ عملية عسكرية عبر «الخط الأزرق»، قبل «نعي» جلسات «الحوار الوطني»، ورغم رد إسرائيل البشع في قطاع غزة على خطف أحد جنودها، اعتبر من حقه مساءلة «حزب الله» عن انتهاكه «المسؤولية الجماعية» في السلطة، لا سيما أن للحزب وزيرين في الحكومة. أما الحزب فاعتبر في البداية أن البيان الوزاري، الذي ارتضى بالمشاركة في الحكومة على أساسه «يدعم صراحةً حقه في المقاومة».

طبعاً هذه، النقطة المثيرة للجدل تعيدنا إلى تاريخ فجر الإسلام قبيل غزوة بدر الكبرى. فحينذاك تعهّد الأنصار للمهاجرين بالحماية والدعم، لكن لم يكن هناك تفاهم أو اتفاق على دعمهم، في حال قرر المهاجرون الانتقال من الدفاع إلى الهجوم.

ولذا عندما اتخذ قرار اعتراض عير قريش، وقف الرسول صلى الله عليه وسلم أمام أصحابه من المهاجرين والأنصار ليشاورهم في الأمر. فوجه وجهه نحو الأنصار قائلا: «أشيروا عليّ أيها الناس..»، فوقف سعد بن معاذ سيد الأوس قائلا: «والله لكأنك تريدنا يا رسول الله؟ فأجاب الرسول: «أجل»، فقال سعد: «يا رسول الله.. لقد آمنا بك، وصدّقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا.. فامض يا رسول الله لما أردت، فنحن معك.. ووالذي بعثك بالحق، لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، وما تخلّف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا.. انا لصُبر في الحرب، صدق في اللقاء.. ولعلّ الله يريك ما تقرّ به عينك... فسر بنا على بركة الله». فسرّ الرسول صلى الله عليه وسلم وقال للمسلمين: «سيروا وأبشروا، فان الله وعدني احدى الطائفتين.. والله لكأني أنظر الى مصرع القوم».

القصد من سوق هذه المحاورة أن النبي صلى عليه وسلم أدرك بعظمته الاختلاف بين النصرة في حالة الدفاع والنصرة في حالة المبادأة في الغزو، وقدّر جسامة المسؤولية في جرّ النصير إلى معركة سيدفع فيها ثمناً قد يكون باهظاً.

والمشكلة مع «حزب الله» ـ على صعيد حساباته السياسية ـ أنه ارتأى أن خير وسائل الدفاع الهجوم. ولقطع الطريق على أي شكل من أشكال المساءلة، التي يمكن أن تضعف موقفه السياسي، فتح معركة إعلامية وسياسية شرسة مع من يفترض أنهم شركاء في الوطن... وإن كان لا يعتبرهم حلفاء. وبلغت الأمور حد توجيه تهم الخيانة والتآمر و«الطعن بالظهر» لأركان الحكومة من فريق الأكثرية البرلمانية «بينما كانت المواجهات مع العدو دائرة».

ومن ثم انتقل لإعلان نفسه «منتصراً» في تلك الحرب، بحيث يتيح له «الانتصار»:

ـ الانفراد بتحديد معايير الوطنية والصمود والتخاذل والخيانة.

ـ رفض أي حوار مع الآخرين إلا بشروطه (كمنتصر).

ـ الاحتفاظ لنفسه بحق التغيير من الشارع انطلاقاً من اعتباره الأغلبية البرلمانية الحالية «وهمية»... حصلت على ما حصلت عليه من مقاعد في البرلمان «بالخديعة والكذب».

ـ استغلال المناسبات الدينية وملتقيات التأبين والتبريكات منابر للقصف السياسي.

ـ مواصلة بناء شبكة تحالفات وشن حملات «اختراقية» للطوائف، ولعب دور الحاضن للقوى التي خسرت نفوذها على الساحة اللبنانية منذ الانسحاب العسكري السوري، وذلك انطلاقا من موقعه الاستراتيجي داخل التركيبة الطائفية للبنان، واستفادة من الحالة الفئوية في المنطقة.

هذا الخيار من قبل «حزب الله»، المغطّى مسيحياً بالتيار العوني «التيار الوطني الحر» وفي الساحة السنيّة بـ«الاختراقات»، التي تسير في ظلها كل الفئات المتضررة من «مرحلة» رفيق الحريري، أفرز ـ كما نرى ـ حالة استقطاب وتشنّج تهدد اليوم وحدة لبنان، كما لم تتهدّد من قبل. والعمل جارٍ على قدم ساق لتفجير الوضع الحكومي بعد نهاية شهر رمضان المبارك ـ وهو خيار معلن محلياً وإقليمياً، ومن ثم هزّ المؤسسات السلطة الشرعية لخلق واقع سياسي جديد في لبنان، مطلوب استثماره على الصعيد الإقليمي أيضاً.

مجدّداً، من هذه الخلفية الخطيرة، جاءت المحاولة الإنقاذية من نبيه برّي بمباركة فؤاد السنيورة... صاحبي المصلحة الحقيقيين في المحافظة على المؤسسات ومن ثم المحافظة على سلامة البلد.

برّي وعد اللبنانيين في الأسبوع الماضي بـ«عيدية» في نهاية رمضان، تبدّد أجواء التشنج وتعيد وصل ما انقطع. والأطراف الفاعلة في فريق الأكثرية استقبلت المحاولة بإيجابية فرحبّت بالمساعي الحميدة وهدّأت خطابها، غير أن الهدنة التي دعت إليها محاولة برّي سرعان ما تعرّضت للنقض من معسكر تحالف «حزب الله ـ عون».

الظاهر أن تحالف «حزب الله ـ عون» يشعر اليوم بأنه تمكّن من استعادة زمام المبادرة في الشارع السياسي، وبالتالي، ما عاد يرضى بتعايش لا يشكل فيه حجر الرحى. وهو يشعر أيضاً بأن أي تهدئة أو هدنة قد تفقد حملته ضد الحكومة زخمها، وعليه فأي تخفيف من حدة التوتير الاستقطابي السياسي يمكن أن يتيح للبنانيين التفكير في الحالة التي آلت إليها البلاد بعد «النصر الإلهي» بشيء من التروّي والعقلانية... وهذا أمر يدخل عنده في خانة المحظورات. فهل يصمد تفاؤل الرئيس برّي بعدما ضُرب من بيت أبيه؟ وهل يبتعد لبنان عن شفير الهاوية في اللحظة الأخيرة؟

مصلحة لبنان في أن تكون الإجابتان «نعم»، ولكن...

 

سولانا يعتزم زيارة لبنان في 25 من الجاري

المستقبل - الاثنين 16 تشرين الأول 2006 - علمت "المستقبل" أن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، يرغب زيارة لبنان في الخامس والعشرين من تشرين الأول الجاري.وتهدف الزيارة إلى البحث مع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في تطورات الوضع اللبناني وتنفيذ القرار 1701 والدور الأوروبي في الموضوع، والعلاقات اللبنانية ـ الأوروبية، وذلك استناداً إلى مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع.

 

المئات يحيون ذكرى استشهاد داني شمعون في دير القمر

و"الأحرار" يمنع "التيار الحر" من وضع أكاليل على المدفن

المستقبل - الاثنين 16 تشرين الأول 2006 - الشوف ـ عمّار زين الدين

حقق "حزب الوطنيين الاحرار" في الذكرى الـ16 لاستشهاد رئيسه السابق داني شمعون وعائلته اختراقًا شعبيًا وسياسيًا كبيراً على مستوى الساحة المسيحية تحديداً، معيداً بذلك وهجًا كان افتقده منذ اغتيال داني، اذ وعلى الرغم من الطقس العاصف الذي سيطر على الطبيعة، استطاع حشد طاقة كثيفة من عناصره ومناصريه وصلوا الى ساحة الشهيد داني شمعون في دير القمر بالمئات من مناطق لبنانية مختلفة وهم يحملون رايات الحزب والاعلام اللبنانية وصور داني ودوري شمعون واللافتات ويرددون شعارات وهتافات وطنية وسياسية منوّعة تشدد على استقلال لبنان وسيادته وحريته، وقد غصّت بهم ساحة دير القمر والشارع الرئيسي.

وشكل هذا الحشد غير المتوقع رداً سريعًا على مهرجان "التيار الوطني الحر" الذي كان من المزمع اقامته. كما جاء ذلك اثر ما أسماه البعض في دير القمر "خطف" هذه الذكرى وتحويلها لمصلحة "التيار الوطني" عبر محاولتهم في اليوم نفسه استباق مهرجان "الاحرار" بالقيام بوضع اكاليل من الزهر على مدفن داني شمعون، فكان رد حزب "الاحرار" باقفال مداخل المدفن والقول بأن "دماء داني ليست للمتاجرة ولا لعملاء سوريا في لبنان"، في ظل احتقان كاد ان يُحدث مشكلة كبيرة لولا الغاء "التيار" لهذه الخطوة.

وتقدم الحضور في الحشد الكثيف الذي تحوّل من مسيرة شموع بمناسبة الذكرى الـ16 لاغتيال داني شمعون الى ما يشبه المهرجان الضخم، رئيس "حزب الوطنيين الاحرار" دوري شمعون، وفد من معتمدية الحزب التقدمي الاشتراكي في الشوف، وفد من "القوات اللبنانية" وممثل النائب جورج عدوان بيار عدوان، ممثلون عن نواب المنطقة، النائب السابق جورج ديب نعمة، وفد من نادي روتاري الشوف، وعدد كبير من رؤساء البلديات والشخصيات والفاعليات السياسية والاجتماعية والاهالي.

وسبق انطلاق المسيرة احتفال في الساحة الرئيسية ألقيت خلاله كلمات لكل من رامي نعيم ووكيل الامانة العامة لمفوضية الشوف في حزب "الاحرار" الدكتور ريمون مرهج والشاعر يوسف الغية.

شمعون

واخيرا تحدث مسؤول حزب "الاحرار" في الشوف كميل دوري شمعون، وقال: "ستة عشر عاما مرت على استشهادك يا داني، يا من رفضت ان تترك عائلتك واصدقاءك ومحبيك الذين كانوا يقاومون معك من اجل لبنان لأنك فضلت الصمود على الفرار امام وحشية جيوش الاحتلال. انت الذي مثلت طموحات اجيال من اللبنانيين الاحرار. ان الجبناء الذين اغتالوك ايها النمر الحر مع عائلتك هم انفسهم من اغتالوا كمال جنبلاط، المفتي حسن خالد، بشير الجميل، رفيق الحريري، وصديقك جبران تويني واغتالوا كل من حلم بلبنان الحر السيد والموحد".

اضاف: "لقد كان الرئيس شمعون اول من دعا الى ابعاد الجبل عن الصراعات لانه كان الادرى بخصوصيات هذا الجبل، ومن بعده تابعت يا داني العلاقة الحميمة مع صديقك وليد، وعملتم معًا لاعادة لحمة الجبل. وعندما حمل الرئيس دوري مشعل قيادة حزب الوطنيين الاحرار كان همه الاول ولا يزال اعادة المياه الى مجاريها في كل قرية من قرى الشوف والجبل. في ذكراك يا داني، نطلب من الجميع ان يقاربوا ملف المهجرين من الناحية الانسانية المحقة وان يبعدوا مصالحهم الشخصية والسياسية عن هذا الملف لأن الجبل بأمس الحاجة الى شبابه والى اعادة الحياة له. وفي هذه المناسبة أدعو الجميع الى الحفاظ على المبادئ التي استشهد من اجلها داني شمعون وهي استقلال لبنان، حرية لبنان، سيادة لبنان ووحدة الجبل الذي يحتضن ترابه داني شمعون وعائلته كما يحتضن الكبير كميل نمر شمعون. لقد آمن داني شمعون بلبنان القوي الموحد البعيد عن أخطار الطائفية، كما آمن بالعلمنة وبتكافؤ الفرص لجميع ابنائه. وفي هذه المناسبة ايضا، لا بد ان نحيي ارواح شهداء ثورة الارز وارواح كل الشهداء الذين سقطوا دفاعًا عن لبنان وخصوصًا شهداء 13 تشرين، ولا يمكننا ان ننسى الشهداء الاحياء الذين لا يزالون يقبعون في السجون السورية. واخيرا، عهدا يا داني، يا انغريد، يا طارق ويا جوليان ان نعمل لتثبيت روح المحبة والثقة بين جميع ابناء هذا الوطن وان نعمل مع كل رفاق 14 آذار لتحقيق لبنان الذي كنت دائما تحلم به يا "ريس"".

بعد ذلك، انطلقت مسيرة الشموع من ساحة داني شمعون وسط البلدة باتجاه مدفنه الى المنشية في آخر البلدة، حيث تم انارة الشموع على المدفن ووضع الاكاليل والورود.

 

الأرجح والأنجح

زياد الرحباني - الأخبار

هل سمعت في حياتك يا "مخايل"، ببيت من طابق واحد ينهار؟ أبداً. يُقال عن بيت كهذا أنه تداعى، يُقال، هَوى أو هَبَطَ، وذلك نسبةً لِصِغَرِ حَجمه، فالهبوط يعني التساوي الفوري بالأرض. أمّا "الصروح" التي تَعلو تدريجاً وتتابع صعودها على مَرِّ العقود وعلى الملأ وعلى إغراقنا أرضاً حتى الإبادة أحياناً، فلم يعُد منذ آخر سَكرة لـ"يلتسين" عام 1991 شيء يواجهها. السماء زرقاء في أعلى الصرح. حتى السحاب هو تحته، وثاني أوكسيد الكربون، ولِمَ لا، فهو يقوِّي المناعة في أميركا اللاتينية. إن الصرح يتجه نحو السماوات، أي أبعد ما يمكن عن الأرض كالقديس الرجيم وهنا ورطته. إنَّ طموح الصرح هو من نوع مجاورة السماء والتَشَبُّه بالعُلُو بالعليِّ العظيم (أستَغفِرُهُ الله) والإبتعاد عن الأرض وإزدرائها بما عليها من بشر ضمناً لِصِغَرِ أحجامهم بالنظرة إليهم من عُلىَ و"عَلِ"، هذا الصرح يا "مخايل" هو أرجح وأنجح ما يمكنه أن ينهار!كما أنَّ إنهياره أطول من هبوط منزل في "نيو-أورلينز"، أطول وعلى مراحل، متقاربة جدًا صحيح، لكنها كالدفعات المتماسكة المدكوكة التي بقدر ما هي رافضة للإنهيار، تنهار! إن إنهيار هذا الوهم الطويل مدوٍّ ومرعب حتى لأعدائه، هو الذي أدمن "الأخضر واليابِسَة" في مرحلة صعوده، يأبى إلاّ أن يطالهما وهو ينهار سبحان الله. دعهم يصعدون بعد يا "مخايل". إن تدعيمهم له أصبح هندسياً، لمبالغتهم في الصعود، بالِغَ التعقيد لمصلحة الإنهيار، فهو يستفز قانون الطبيعة. إن المجهول الأكبر المسمّى "تنظيم القاعدة" حاول تسريع الإنهيار، فتحدى الفيزياء هو الآخر، إذ إعتمد مبدأ إختراق أبراجهم "أفقيًا"، علماً بأن الأديان السماوية على إختلافها "عمودية" الوجهة وتوصي بالصبر وتلتقي على الصيام، فأرجوكم وإلى حينه: صوموا تَصُحّوا وأصبروا. إن الله مع الصابرين. عدد الاثنين ١٦ تشرين الأول

 

منهج السذاجة «المكيافيلية» في السياسة

جورج قرم * الأخبار

في خضم المناقشات والتجاذبات التي نعانيها في لبنان، وخاصة منذ استصدار مجلس الأمن القرار الشهير (1559) في شأن لبنان الذي فتح الباب على مصراعيه لزعزعة استقرار البلاد، يبدو أن بعض السياسيين والمحللين اعتمدوا في شكل نهائي منهج السذاجة المطلقة في قراءة التطورات الإقليمية والدولية والتعامل مع تأثيراتها على مصير منطقة الشرق الأوسط. وقد أصبحت هذه القراءة الساذجة منهجاً حديدياً متحجراً يحول دون ممارسة العقل النقدي والقراءة المتأنية البعيدة النظر. والحقيقة أن هذا المنهج ليس بالجديد في لبنان، بل تمتد جذوره إلى تأسيس النظام الطائفي في نصف القرن التاسع عشر مترافقاً مع تدخل القوى الإقليمية والدولية الكبرى في حياة اللبنانيين بجميع أوجهها.

ما هي المكونات الأساسية لهذا المنهج الذي شهدنا أيضاً اعتماده خلال الحرب الشعواء التي عصفت بلبنان بين 1975-1990؟ هذا ما سنستعرضه هنا سعياً إلى تغيير هذا المنهج المؤدي الى عدم التفكير ورفض ممارسة العقل النقدي ما يؤدي بدوره دائماً إلى أشد الضرر بلبنان.

من أهم سمات هذا المنهج الانبهار بكلام الدول الغربية أو الشرقية الكبرى والاعتقاد بأنه في مكانة الكلام المنزل والصادق. فإذا قالت الحكومة الأميركية بأنها تعمل لأجل نشر الديموقراطية في الشرق الأوسط، نؤمن بهذا الكلام إيماناً مطلقاً ونُعجب به، وإذا قالت فرنسا، كما كانت الحال في الماضي، بأنها آتية إلى لبنان لحماية المسيحيين (1861) أو أنها أسست لبنان الكبير ترضيةً للمسيحيين، فنحن نؤمن بهذا الكلام إيماناً أعمى، وكأن الدول الغربية الكبرى هي جميعها جمعيات خيرية تعمل لمصلحة البلدان المستضعفة. وإذا قالت الولايات المتحدة إن حماس وحزب اللّه هما من المنظمات الإرهابية وعلى قدم المساواة مع الحركات الجهادية والتكفيرية، فنأخذ فوراً بعين الاعتبار هذا الطرح للمطالبة بنزع سلاح حزب اللّه. وإذا قالت الولايات المتحدة بأنها ستعمل حتماً لإيجاد حل للنزاع العربي الإسرائيلي وتأتينا بخريطة طريق جديدة، فنحن نأخذ هذا القول على أنه قول صادق وأن الأمور ستسير قريباً إلى الأحسن في المنطقة بفضل جهود أميركية جديدة.

وعودة إلى اجتياح إسرائيل للبنان عام 1982، فقد اعتقد الكثير من اللبنانيين بالسذاجة المطلقة أن الدولة العبرية آتية الى لبنان لإنقاذ اللبنانيين من أعمال الفلسطينيين وهيمنتهم على لبنان وأنها ستنسحب بعد تحرير البلاد ومن دون قبض أي ثمن. وفي المنطق نفسه، فإن أهل السذاجة رأوا أن غزو العراق بحجة وجود أسلحة الدمار الشامل والتخلص من الديكتاتورية كان عملاً من أجل المصلحة العامة الإقليمية والدولية، وهلمّ جرّا من اعتبار كلام الدول الكبرى كلاماً مقدساً ينمّ فقط عن الحرص على السلام العالمي والخير العام. وهذه المدرسة نفسها، إذا سمعت كلاماً من دول إقليمية مهمة مثل إيران، على ضرورة إزالة إسرائيل لإحلال السلام في المنطقة، فهي ستؤمن فعلاً بأن هذا الإعلان يهدد استقرار المنطقة وأنه كلام غير مقبول على الإطلاق، متناسيةً أن الجدل الكلامي هو في صلب الحرب النفسية التي تميّز دائماً السياسة الدولية، وخاصة في منطقتنا، وأن من يصعّد كلامياً لا ينوي بالضرورة الدخول في حالة حرب، بل ربما العكس هو الصحيح.

ويمكن إعطاء المئات من الأمثلة من هذا النوع التي تدل على أن منهج السذاجة ينطلق في نظرته هذه الى أن الدول الكبرى، وخاصة الغربية منها، هي بمثابة جمعيات خيرية، وبالتالي ليست لها خطط مبنية على ما تعتقد بأنه مصالحها الحيوية الضيقة والتي تلبِّسها لباس المفردات عن الديموقراطية وحقوق الإنسان، وأن الحياة الدولية منقسمة فعلاً الى قوى الشر، وهي القوى التي تحددها هذه الدول الكبرى الغربية، وقوى الخير والحداثة والحضارة المتمثلة في الدول الغربية.

ومن اللافت للنظر أن منهج السذاجة يعتبر فعلاً أن هناك «مجتمعاً دولياً» يتجسّد في شكل حصري في قرارات مجلس الأمن، من دون أي تحليل لميزان القوى داخل مجلس الأمن وأروقة الأمم المتحدة. وهو يعتقد أيضاً بأن أي تقرير صادر عن الأمم المتحدة هو أيضاً مثل الكتاب المنزل لكون الأمم المتحدة تجسّد «الإرادة الدولية»، فلا يمكن أن تدخل هذه المنظمة طرفاً في أي نزاع أو أن تكون مطيّة للدول الكبرى، كما حصل على سبيل المثال في اختراع «الخطّ الأزرق» عند انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000 لقضم مساحات واسعة من الأراضي اللبنانية وإبقاء منطقة مزارع شبعا خارج الحدود اللبنانية، خلافاً لخط الحدود المعترف بها دولياً وفي اتفاق الهدنة مع إسرائيل.

واللافت للنظر في منهج السذاجة أنه ينقلب فجأة إلى منهج مكيافيلي واقعي عندما يصطدم بالانتقادات الشديدة. فنرى عندئذ أنصار السذاجة يتحولون إلى أصحاب النظرة العميقة الاستراتيجية والتكتيكية في آن معاً. فهم يردّون على منتقديهم بحجة مزدوجة. الأولى تدّعي بأنه لا بد من المضي في خطط الدول الكبرى لأنها خطط لا تُقهر والوقوف ضدها يجلب المصاعب والبلاء على البلاد. لذلك يجب أن نمارس «الواقعية» وألاّ نتهرب من المسؤولية في أحلام وخيالات بعيدة عن الواقع. أما الثانية، وهي بطبيعة الحال الأكثر سذاجة، فهي تقول بأن على لبنان أن يستفيد من التغيّرات الدولية وأن يستغلّ ويوظّف سياسات الدول الكبرى لمصلحته، وكأن الذكاء اللبناني الخارق في السياسة المحلية والدولية والتكتكة والباطنية والتزلّف والمآدب مع كبار القوم من صانعي القرار في العالم ستجعل من الدول الكبرى ومن إسرائيل وفرنسا مطيّة لذوي الكفاءة من أهل هذا المنهج.

وقد رأينا نتائج هذه المدرسة الفكرية وممارساتها في جميع الفتن التي دخلت بها البلاد في تاريخها المعاصر من فتنة 1840-1860، إلى فتنة 1958، الى فتنة 1975-1990، إلى الأوضاع المأساوية التي نعيشها اليوم منذ صدور القرار 1559 الذي أعطى إسرائيل الذريعة للتهجم على لبنان في الشكل الهمجي المخالف لكل مبادىء الأمم المتحدة والذي تعرضنا له في صيف هذا العام، وهي تدّعي بأنها تطبّق القرار 1559 الذي عجزت الحكومة اللبنانية عن تطبيقه بنزع سلاح الميليشيات. والمشكلة طبعاً أن هذه المدرسة ترفض الدخول في حوار جدّي مع من يقول بأن على لبنان أن يحتاط من مشاريع الهيمنة الغربية على المنطقة، وأن لا يقبل بتعديات إسرائيل المتواصلة على سيادة لبنان، برّاً وبحراً وجوّاً، وهي تجسّد أطماعاً تاريخية لهذا الكيان بتدمير لبنان أو تفتيته ووضع اليد على مياهه والأراضي الخصبة في الجنوب.

ومما يزيد المشكلة صعوبة أن أهل هذا المنهج هم جزء من مدرسة فكرية عربية ترى أن الطريقة الوحيدة للحصول على السلام والحق العربي من إسرائيل أو الولايات المتحدة المتمركزة عسكرياً وسياسياً في المنطقة بكثافة والمحتلة للعراق، هي المزيد من التنازلات أمام المحور الأميركي ــ الإسرائيلي، بل، أكثر من ذلك، الانخراط في صميم هذا المحور. وهو منطق تلتبس عنده النتائج والأسباب، ولا يفرّق بينها في تحليل الوضع المأزوم في المنطقة المتميز بالممارسات القمعية المتواصلة الناتجة من الاحتلالات الأميركية والإسرائيلية. فيدخل بالتالي في المنهج الأميركي ــ الإسرائيلي في التفكير الاستراتيجي الذي يعتقد بأن الإرهاب في شكل عام ومن دون التفريق بين الأنواع المختلفة من أعمال العنف هو السبب الوحيد لعدم الاستقرار في المنطقة وعدم نشر الديموقراطية، ولا يرى بالتالي أن العنف هو نتيجة الاحتلالات وسياسة القوة والهيمنة والقمع وليس العكس.

وقد دخل أيضاً الكثير من أهل السذاجة اللبنانيين والعرب أو المسلمين في الاعتقاد بأن المشكلة الرئيسية هي مشكلة حضارات وثقافات وأديان، وأنها ليست مشكلة حق وقانون وعدل مبنية على مبادىء ثابتة وراسخة بما فيها القانون الدولي. فبدلاً من أن نطالب نحن العرب بوقفة جماعية وجريئة بحقوقنا الشرعية، ندخل في جدالات لا نهاية لها في الهويات والخصوصيات والثقافات ضمن المنطق الأعوج الذي أُسس منذ نهاية الحرب الباردة حول صراع الحضارات الذي حلّ محل الصراع السياسي والزمني والموضوعي، المبني على تحقيق سيادة الحق والعدالة في الميدان الدولي.

ومن المؤسف حقاً أن يكون الكثير من العرب واللبنانيين، من صانعي القرار والمفكرين والإعلاميين، قد قبلوا بمقولة حرب الحضارات والمقولة المعاكسة بضرورة العمل من أجل حوار الحضارات التي انطلقت من إيران في عهد الرئيس خاتمي، بدلاً من الوقفة الجماعية بين كل العرب لتأكيد تمسكنا بمبادىء الشرعية الدولية المتمثلة في موضوع فلسطين بقرارات معروفة من الجميع، وفي موضوع الشرق الأوسط بالمبادىء العامة المعروفة أيضاً التي لا تقر بالحروب الاستباقية كما شنّتها الولايات المتحدة على العراق بحجج واهية وكاذبة. ونحن اليوم عرباً ولبنانيين نستنكف بصمت مطبق عن الدفاع عن المبادىء الأساسية الدولية للقضايا التي تخصنا، بل أكثر من ذلك، نقبل بأن يصدر من الأمم المتحدة تقارير منحازة تماماً إلى إسرائيل أو منحازة إلى فئة من اللبنانيين من دون رفع الاحتجاج رسمياً، وكذلك بأن تصدر قرارات لا تحترم مبادىء شرعة حقوق الإنسان، وبالتالي تجعلها في طي النسيان بفعل استصدار قرارات عشوائية تضرّ بالمصالح العربية ونسكت عنها.

وعلى الرغم من أن لدينا في مجلس الأمن دولتين كبيرتين لهما حق النقض، وهما الصين وروسيا، فإن تشتت وتبعثر المجموعة العربية، وصمتها في معظم الأحيان، هي من العوامل التي لا تساعد هاتين الدولتين على العمل من أجل احترام حقوقنا لدى مجلس الأمن، إلا عندما يتوحد الصوت العربي ويقف وقفة واحدة متواصلة. وفي غياب مثل هذا الموقف في معظم المناسبات والظروف، فلا يمكن أن نطالب الصين وروسيا بأن يكونا «ملكيين أكثر من الملك»، ناهيك عن الوضع اللبناني الحرج حيث الانقسام الحاد في الرأي تجاه الموقف من إسرائيل وسلاح المقاومة يحول دون وقوف أية دولة غربية كبيرة إلى جانبنا. ويمكن أن نرى كيف أن الصين وروسيا تقفان في وجه الولايات المتحدة وأوروبا في موضوع الملف النووي الإيراني لأن الإيرانيين موحّدون في حكومتهم للتصدي للموقف الغربي.

إلى متى ستبقى مجموعة مهمة من اللبنانيين والعرب وما تبقّى من السلطة الفلسطينية تعمل، بوعي أو من دون وعي، من أجل مساعدة مشروع الهيمنة الأميركية ــ الإسرائيلية في المنطقة، وبالتالي زيادة عدم الاستقرار وابتعاد موعد سلام مبني على احترام الحق ومبادىء العدل التي من دونها ليس من سلام حقيقي؟ هذا في الحقيقة يتطلّب بذل المزيد من الجهود السياسية الفكرية، ليس فقط على الصعيد اللبناني، إنما أيضاً على صعيد العالم العربي، لتغيير المناخ العام وخلق دائرة قناعات تتوسع بالتدريج في محاور عديدة من المسائل الكبرى التي تقسم العرب واللبنانيين في ما بينهم.

ومن هذه المسائل الموقف من دولة إسرائيل وسياسة المهادنة على جميع الأصعدة، الكلامية منها في شكل خاص، إذ إن الصعيد العسكري بات مقفولاً منذ قبول الدول العربية جماعياً، ومنها سوريا، الحل السلمي «خياراً استراتيجياً». وفي هذا الإطار، لا بد من وضع الضغوط المعنوية والأخلاقية والأدبية على الحكومات العربية والإعلام العربي لكي تتخذ المواقف المبدئية الصلبة الخاصة بتطبيق مبادىء القانون الدولي وقواعد الإنسانية في ما خص الوضع الفلسطيني واللبناني والجولان السوري المحتل، وبحيث تصبح هذه القضية محورية في العلاقة مع الولايات المتحدة، ما قد يتطلب استدعاء السفراء في ظروف معينة أو تجميد أو تخفيف علاقات ثقافية واجتماعية أو موقف جماعي من بعض تقارير الأمم المتحدة المنحازة إلى إسرائيل، إلى آخره من هذه المواقف التي لا تفتح الباب لأي نوع من المغامرة العسكرية.

ولا بد هنا أيضاً من خلق المناخ الضاغط على الحكومات العربية والنخبة الإعلامية العربية لكي تبتعد من اللعب البشع بالمشاعر الطائفية والمذهبية في المنطقة والكفّ أيضاً عن زجّ القضايا الدينية والمذهبية والعرقية في المواقف من الوضع الإقليمي المأزوم. وإذا كانت أميركا وإسرائيل وأوروبا تلجأ في شكل متزايد إلى الطروحات الدينية والعرقية الطابع لتبرير سياساتها، وإذا كان الكيان الصهيوني مبنياً بالأساس على تلك المقولات، فإننا نحن العرب لا نحتاج إليها لأنه لو كان الغزاة في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق من الديانة الإسلامية أو البوذية أو الهندوسية، لكنّا قد حاربناهم بالشدّة نفسها. ولذلك لا يمكن تبرير احتلال الأراضي باعتبارات حضارية ودينية، وكذلك الأمر في ما يتعلّق بمقاومة هذه الاحتلالات بحجج حضارية ودينية. وهذا ما يُضعف الموقف العربي وفي شكل خاص المقاومتين اللبنانية والفلسطينية وكذلك المقاومة العراقية للاحتلالات.

علينا في الحقيقة الولوج إلى حالة جديدة من الجرأة المعنوية والفكرية تُخرج نزاعات الشرق الأوسط من دائرة الكلام الثرثار على الحضارات والثقافات والأديان لإعادته إلى إطاره الزمني الصحيح ألا وهو احتلال ثم احتلال ثم احتلال... بغض النظر عن عرق أو دين أو مذهب الغزاة والمحتلين والعابثين بحقوقنا.

 

غابت الإشارة إلى الطائف وإلى المحكمة الدولية..

وقال ما لم يقله "حزب الله" في "مشروع" تغيير السلطة

"خارطة طريق" عون تقطع الطريق على مساعي برّي

المستقبل - الاثنين 16 تشرين الأول 2006 - نصير الأسعد

استطاع "حزب الله" في 22 أيلول الماضي أن ينظّم مهرجاناً يعتدّ به تحت مسمّى "النصر الإلهي". لكن الجنرال ميشال عون لم ينجح في 15 تشرين الأول في تنظيم مهرجان يعتدّ به فاستعان بـ"مخرج إلهي" لإلغائه.قال الجنرال كلاماً تقنياً لتبرير إلغاء المهرجان، فتحدث عن انقطاع الكهرباء وعن تعطل آليات الصوت. ومع ذلك ليس هذا هو الأساس في "تقويم" ما قاله الجنرال.

بيان رئاسي محشو بعموميات

فبالنسبة إلى البيان الذي تلاه أمام الاحتفال "المنتقل" إلى الرابية، يمكن بداية تسجيل عدد من الملاحظات الرئيسية.

يمكن القول بادئ ذي بدء ان عون قدّم بيان ترشيحه إلى الرئاسة الأولى، من دون أن يعلن ذلك صراحة، متضمناً افكاراً عامة يستطيع "أي" مرشح رئاسي أن يتقدم بها.. أي لا جديد استثنائياً فيها. بيد ان السؤال الذي يُطرح هو الآتي: هل لم يكن عون مرشحاً رئاسياً قبل 15 تشرين الأول ليسارع إلى إعلان ترشيحه في هذا التاريخ؟. والسؤال الثاني الذي يليه هو ماذا كان الجنرال "يفعل" إذاً طيلة العام المنصرم ولماذا كل الاستعراضات و"الشقلبات" والعنتريات خلال هذه الفترة؟

غياب الطائف.. والمحكمة الدولية

على ان اللافت في البيان المحشوّ بأفكار عامة ليس فيها أي جديد، كان الحديث عن الدور السوري في لبنان بوصفه من الماضي في وقت لا يزال اللبنانيون يصارعون من أجل تثبيت استقلالهم "من" سوريا، وكان كذلك غياب الإشارة إلى أمرين رئيسيين. الأول هو اتفاق الطائف الذي كان ولا يزال يمثّل مرجعية العيش المشترك بين اللبنانيين، مما يدل على ان عون لا يزال على موقفه الرافض لهذا الاتفاق ـ التسوية ولا يزال يتحيّن الفرص للانقضاض على الطائف لا بل يعدّ للانقلاب عليه متى قدّر ان ميزان القوى يساعده على ذلك. أما الأمر الثاني الذي غابت الإشارة إليه فهو المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وسائر جرائم الاغتيال الاخرى. واللافت هنا ان عون استذكر واستحضر كل النقاط التي تبنّاها مؤتمر الحوار الوطني "السابق" ما عدا هذه النقطة. وهو تحدّث عن العلاقات الديبلوماسية مع سوريا وعن تثبيت لبنانية مزارع شبعا وترسيم كل الحدود اللبنانية ـ السورية وعن السلاح الفلسطيني.. لكنه اكتفى في هذه النقطة بالحديث عن "كشف الحقيقة" بالنسبة إلى كل الجرائم.

ان كثيرين ممن تابعوا خطاب عون أمس، علّقوا عليه بسؤال: ما هي الفروق بين هذا الخطاب وبرنامج الحكومة التي يدعو إلى إسقاطها طالما انه يستعيد مضامين برنامج الحكومة؟ هؤلاء ممن علّقوا موحين بأن لا فرق يذكر في هذا المجال، ليسوا مخطئين في اعتبار ان ليس في ما طرحه الجنرال أي مسوّغ لمطالبته بسقوط الحكومة بما انه يتبنى العناوين نفسها، إضافة إلى تأكيده على قرارات الشرعية الدولية ووحدة الدولة ومرجعية الدولة. لكن غياب الإشارة إلى المحكمة الدولية، إذا اعتُبر غياب الإشارة إلى اتفاق الطائف "طبيعياً" بالنسبة إلى من كان في الأصل ضدّ هذا الاتفاق، يُعتبر إسقاطاً لبند أساسي تحقق حوله إجماع سابقاً.. الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول الأسباب الكامنة وراء اعتراضاته على قيام محكمة دولية، إذا رُبط إسقاطه الإشارة إلى هذا الموضوع بحديثه التلفزيوني الأخير عندما اعترض على قيامها قبل انتهاء التحقيق، بالرغم من معرفته ان نتائج التحقيق الدولي يجب أن تحال عليها.

حكومة فانتخابات فرئاسة

لكن الأهم في ما قاله عون أمس، يتعلق بـ"خارطة الطريق" التي رسمها للوضع السياسي الداخلي.

في هذا المجال، طالب عون بقيام "حكومة اتحاد وطني" تقرّ قانون انتخاب جديداً، ثم بانتخابات نيابية مبكّرة تنتج مجلساً نيابياً يقوم بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

لا شك ان "خارطة الطريق" هذه تكشف الهدف من وراء المطالبة بما يسمّى "حكومة وحدة وطنية". ليست "حكومة الوحدة" المطروحة، بهدف تحقيق "المشاركة"، ولا بهدف الاشتراك في "القرارات الكبرى" كما كان تحالف "حزب الله" وعون يكرّر منذ فترة. ان الحكومة المقترحة، هي إذاً حكومة انتقالية تشرف على انتخابات مبكّرة بقانون جديد لينتخب المجلس المنبثق عنها رئيس الجمهورية. ولا مجال للشكّ في ان الحكومة الانتقالية المطروحة تحت مسمّى "الوحدة الوطنية"، هي الخطوة الأولى في مسار تغيير السلطة قبل الأوان الدستوري الديموقراطي، إغراقاً للبنان في استحقاق داهم "يلهيه" عن استحقاقات كبرى. ولا مجال للشكّ تالياً في ان الحكومة الانتقالية المطروحة هي بأفق تعطيل ليس المسار الديموقراطي الدستوري وحسب، بل تعطيل إمكانية تسوية متكاملة بين الفرقاء في أفق منظور.

ماذا يقول "حزب الله" بخارطة حليفه؟

هل ثمة "اختلاف" بين عون و"حزب الله" في هذا الموضوع؟

في الظاهر "المباشر"، يبدو بالفعل ان ثمة إختلافاً، لان "حزب الله" يتناول ما يسمّيه "حكومة الوحدة" في سياق سياسي آخر. حتى في الفترة التي تبنّى "حزب الله" فيها شعار الانتخابات النيابية المبكرة، كان يطرح الانتخابات المبكرة بديلاً من "حكومة الوحدة الوطنية"، إذا تعذّر التوافق على قيامها. وكثيرون يتذكرون ان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، في كانون الأول من العام الماضي، أثناء الاعتكاف الشهير لوزراء الحزب و"أمل" على خلفية الموقف من المحكمة الدولية وتوسيع صلاحياتها بعد جريمة اغتيال النائب الشهيد جبران تويني، "خيّر" الأكثرية آنذاك بين القبول بحكومة "وحدة" والقبول بانتخابات مبكرة.. وذلك قبل الحوار الذي دعا إليه الرئيس نبيه بري في الثاني من آذار الماضي. وآنذاك أيضاً يتذكر كثيرون ان السيد نصرالله عندما لم يتوصل المتحاورون إلى اتفاق بشأن رئاسة الجمهورية، طرح بقاء الحال على ما هي عليه، أي الحكومة والرئيس معاً إلى حين موعد الانتخابات الرئاسية. وخلال كل المرحلة المنصرمة، تجنّب "حزب الله" الحديث عن "إسقاط" الحكومة حتى في لحظات اقتراب خطابه من التعبئة حول إسقاط الحكومة.

لذلك، فإن السؤال موجه إلى "حزب الله" بعد خطاب الجنرال عون: هل هو "اجتهاده" الشخصي أم انه مكلّف بكشف القطبة المخفيّة أم ماذا؟

14 آذار: رئاسة فحكومة فانتخابات

يُطرح هذا السؤال بالعلاقة مع أمرين اثنين رئيسيين:

الأول هو ان لفريق 14 آذار "خارطة طريق" مختلفة تبدأ برئاسة الجمهورية ولا تنتهي بها كخارطة عون. فحركة 14 آذار تعتبر ان البداية هي انتخاب رئيس للجمهورية الآن ومن دون إبطاء، تماماً لأن الرئيس الحالي إميل لحود هو المعلَم الوحيد في السلطة المتبقيّ من مرحلة الوصاية السورية، ولأن الويلات على لبنان جرّها التمديد السوري القسري له، ولأن بقاءه يعطّل الدور المسيحي في الشراكة الوطنية، ولأن الالتزام بالشرعيتين الدستورية اللبنانية، والدولية، يفترض تنحيته عن الموقع الأول في السلطة. وعليه، فإن "خارطة طريق" الرابع عشر من آذار هي: رئيس جديد فحكومة فانتخابات.

برّي وفكرة التسوية

أما الثاني فهو ان الرئيس برّي في صدد مبادرة أبدى تفاؤلاً نسبياً بشأنها. ولمّا كان "الحد الأقصى" المنطقي لهذه المبادرة هو تسوية حول رئاسة الجمهورية والحكومة معاً، وحدّها "الأدنى" تفكيك التشنّج السياسي، فإن "خارطة الطريق" العونية، خاصة إذا كانت مدعومة من "حزب الله"، انما تقطع الطريق على مبادرة برّي.

ان "خارطة طريق" حركة 14 آذار يمكن أن تلتقي في لحظة مناسبة مع مشروع تسوية "قد" يكون برّي في صدد تحضيره. صحيح ان رئاسة الجمهورية هي أولوية الحركة الاستقلالية اللبنانية، لكنها في لحظة معينة "قد" توافق على سلة متكاملة إذا كانت لهذه "السلّة" ضمانات على غير صعيد. في المقابل، فإن "خارطة الطريق" الأخرى ليس فقط تتناقض في الأولويات، لكنها على النقيض مباشرة من فكرة التسوية وتحمل معنى انقلابياً مباشراً.

هكذا إذاً، يقفل شهر رمضان المبارك ـ الذي لم ينتهِ بعد ـ على مشروعين سياسيين متناقضين في العديد من المضامين، تعبّر عن تناقضهما خارطتا طريق مختلفتان.

لا اكتشاف في القول ان مهمة الرئيس برّي الحوارية بعد رمضان ستكون "شاقة"، بالضبط لان التقريب بين أولويات متعارضة عملية شاقة في حدّ ذاتها، لكن لا أمل غيرها في "الميدان".

نصيحة أسديت للجنرال

وتبقى مسألة أخيرة. فقد توقّف المراقبون أمس عند "الهدوء الشكلي" في خطاب الجنرال. وتبيّن للمراقبين ان وراء هذا الهدوء نصيحة أسديت إلى عون من مقرّبين جداً، مفادها ان اطلالاتك الإعلامية الأخيرة كانت "كارثية" ولا بدّ من تغيير "أسلوب" الخطاب. لكن ثمة من رأى ان الناصحين لفتوه إلى ان كافة القوى المتخاصمة في صدد تهدئة فلماذا تكون يا جنرال التصادميّ الوحيد؟ وبهذا المعنى، يُسجل للرئيس بري "فضل" غير مباشر هنا، لجهة تعميمه مناخ تهدئة.. وتفاؤل بعيديّة "ما" في الفطر السعيد. لكن.. ورد في خطاب عون تحميله الحكومة مسؤولية ما "قد يحصل" من أحداث. هل هذا صدفة في يوم التفجير الامني بواسطة قذائف "الانيرغا" في وسط بيروت؟ وهل انخفاض "اللهجة" يتزامن مع توتير امنيّ سوريّ يريد الجنرال تحميله للحكومة؟!.

 

قرر عقد مؤتمر "باريس - 3" لدعم لبنان في 15 كانون الثاني المقبل

مجلس الوزراء شدد على وجوب اتخاذ تدابير امنية

واطلع على نتائج زيارة السنيورة الى السعودية

المركزية - اطلع مجلس الوزراء من الرئيس فؤاد السنيورة على نتائج زيارته للسعودية، وشدد على وجوب اتخاذ تدابير امنية والتعجيل في تركيب نظام مراقبة بصرية واطلع على تقرير وزير المال حول وضع المالية العام خلال العام 2006 في فترة ما بعد حرب تموز.

وأعلن ان موعد انعقاد المؤتمر الدولي لدعم لبنان في باريس هو في 15 كانون الثاني 2007.

عقد مجلس الوزراء جلسة استثنائية قبل ظهر اليوم برئاسة الرئيس السنيورة وحضور الوزراء وخصصت الجلسة للملف الاقتصادي المالي تمهيدا لعقد مؤتمر الدول الداعمة للبنان.

بعد الجلسة تلا الوزير اوغاسابيان البيان الآتي: عقد مجلس الوزراء جلسة خاصة في حضور ورئاسة رئيس مجلس الوزراء والسادة الوزراء الذين غاب منهم عن الجلسة الورزاء: الياس المر وطراد حمادة وطلال الساحلي وغازي العريضي وخالد قباني.

في مستهل الجلسة وضع دولة رئيس مجلس الوزراء المجلس في اجواء زيارته الى المملكة العربية السعودية حيث ابدى جلالة الملك عبد الله دعمه الكامل لاستقرار لبنان واستعداده للمساعدة في كل القضايا اللبنانية ومنها استعادة مزارع شبعا والاسرى اللبنانيين والدعم الاقتصادي، كما اجتمع دولة الرئيس مع رئيس وزراء ماليزيا وأكد على العلاقات الجيدة مع ماليزيا ودورها في مساعدة لبنان منذ ما قبل مؤتمر باريس - 2، وأبدى رئيس وزراء ماليزيا كل استعداد لمساعدة لبنان على مستوى المشاركة في قوات اليونيفيل وفي مؤتمر دعم لبنان. كذلك التقى برئيس جمهورية بنغلادش التي سترسل قوات للمشاركة في اليونيفيل.

في الموضوع الامني، حدث العديد من الحوادث الامنية اخيرا وأكد دولة الرئيس ان هذا الامر يستهدف كل لبنان وخصوصا اذا استهدف العصب الاقتصادي وما لذلك من مضاعفات على الاستثمارات والسياحة، فلا يجوز ضرب لقمة عيش اللبنانيين عشية الاعياد، وأكد على ضرورة اتخاذ تدابير امنية والتعجيل في تركيب نظام مراقبة بصرية.

وبحث المجلس ايضا في موضوع المساعدات لمنطقة الضاحية الجنوبية بعد دراسة اللجنة المتخصصة بالأضرار، وانطلاقا من دراسة وافية للشقق المتضررة في الضاحية المسجلة في الدوائر العقارية اخذ بالاعتبار معدل مساحة الشقق وكلفة البناء مع الاخذ في الاعتبار المساحات المشتركة والمرائب من جهة اولى وامكانات الدولة والمساعدات المتوفرة من جهة ثانية. وتقرر اعطاء مبلغ 80 مليون ليرة كمساعدة عن كل شقة، والمبلغ سيدفع مباشرة لصاحب الشقة بأسرع وقت، مع التأكيد على بدء دفع المساعدات لذوي الشهداء، ويجب على المتضررين تقديم طلباتهم الى وزارة المهجرين ومجلس الجنوب، وسيصار الى وضع حلول للتعويض على المحلات التجارية والمؤسسات الصناعية وغيرها.

ثم شرح معالي وزير الداخلية حيثيات الحوادث الامنية الاخيرة وأشار الى انه من حوالى اسبوع تعرضت ثكنة الحلو لقذائف ENERGA هي نفسها التي اصابت المبنى في ساحة رياض الصلح، والانطباع ان هناك مجموعة واحدة تقوم بكل ذلك للتأثير على الاستقرار السياسي والامني والمعيشي للمواطنين، والأرجح كان المقصود الوسط التجاري، ونتيجة هذه الحوادث المتكررة ستتخذ تدابير لسد الثغرات الامنية لمنع تكرار هذه الحوادث عبر تسيير دوريات امنية كثيفة، كما اكد على انه سيصار الى عقد اجتماعات تنسيقية في وزارة الدفاع لتكثيف التعاون بين مختلف الاجهزة الامنية. وأكد على ضرورة وجود كاميرات مراقبة، والمطلوب ايضا تأمين آليات وتجهيزات وأسلحة اضافية الى القوى الامنية.

وبحث المجلس في موضوع حقوق مهجري الجبل وسائر المناطق اللبنانية وأكد وجوب تأمين احتياجاتهم وحقوقهم المشروعة كما اكد مجلس الوزراء وجوب ايلاء هذا الموضوع اهتماما كبيرا وتأمين الاموال اللازمة لحل هذه القضية نهائيا.

ثم عرض معالي وزير المال تقريره حول المالية العام خلال العام 2006 في فترة ما بعد حرب تموز وقال: خلال السنة الماضية عملت الحكومة اللبنانية جاهدة على اعادة التوازن الى المالية العامة فتمكنت من تحسين مستويات الفائض الاولي ولجم العجز الاجمالي للموازنة والخزينة والتخفيف من وتيرة نمو الدين العام خصوصا بعد الحوادث السياسية والامنية التي شهدها لبنان في العام 2005، ونجحت الحكومة في تعزيز الاستقرار المالي والنقدي وتجلى ذلك في التحسن الملموس الذي طرأ على الفائض الاولي الاجمالي ويعود ذلك الى الجهود التي بذلت لرفع مستوى الايرادات عن طريق تحسين الجباية وحض المؤسسات والمصالح العامة على اجراء التحويلات بشكل دوري ومنتظم الى الخزينة، كما عمدت الحكومة الى ضبط وبرمجة النفقات لا سيما النفقات من خارج خدمة الدين العام.

والتحسن الذي طرأ على مؤشرات المالية العامة قبل بدء الحرب رافقه تحسن مماثل على صعيد ادارة الدين العام. ان حوادث تموز قد افشلت الجهود التي كانت تسعى الحكومة من خلالها الى تحقيق مزيد من الاستقرار المالي والاقتصادي، كما ان الدمار الهائل والخسائر البشرية والمادية التي خلفتها الحرب ستؤدي الى تراجع كبير في معدلات النمو الاقتصادي والى ارتفاع مستوى الانفاق العام، ولكن بالرغم من ذلك فإن السياسات المالية المعتمدة لن تسمح بأن يتعرض لبنان الى ازمة مالية او ازمة ميزان مدفوعات، واللبنانيون قادرون على حل مشاكلهم المالية بالتعاون مع اشقائهم واصدقائهم بالرغم من التحديات الكبيرة على اساس مبادرتهم الجدية لإجراء الاصلاحات الاقتصادية والمالية الضرورية. ويجب ان يستفيد لبنان من جو العطف العربي والدولي.

السنيورة: بدوره قال رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ان مجلس الوزراء تطرق اليوم الى موضوع المؤتمر العربي والدولي لمساعدة لبنان وفي ضوء الاتصالات التي قمنا بها في اكثر من بلد ومع اكثر من مسؤول عربي ودولي، تبين لنا ان هناك حاجة وادراكا واستعدادا من قبل العديد من دول العالم للمشاركة في هذا المؤتمر. وبالنسبة الى بالمكان والزمان فبعد كل المشاورات التي اجريناها استقر الرأي، وهذا هو القرار الذي اتخذه مجلس الوزراء اليوم، بأن مكان المؤتمر سيكون في باريس وسيكون باريس - 3 وسيكون زمانه 15 كانون الثاني 2007، اي في منتصف شهر كانون الثاني من العام المقبل، أي بعد ثلاثة اشهر من تاريخنا اليوم.

وتباحثنا ايضا مع الرئيس شيراك الذي ابدى استعداده لان تكون باريس مكان انعقاد هذا المؤتمر واستعداده ايضا للمساعدة وللمعاونة في عملية الاتصالات وايجاد كل الاجواء الملائمة من اجل مشاركة فاعلة ومهمة على كل المستويات الضرورية للقيام بذلك. هذا ما تم اقراره اليوم في هذا الصدد.

* الا يشكل اختيار باريس احراجا لرئيس الجمهورية؟

- تباحثت مع فخامة الرئيس هذا الصباح وتم التوافق على ان المطلوب هو ان يعقد المؤتمر، ونحن بحاجة لان نبذل نبذل كل جهد ممكن من اجل عقد هذا المؤتمر وتاليا الموضوع الآن يجب ان ننظر اليه من هذه الزاوية وهي مصلحة لبنان واعتقد ان للجميع مدرك ان هناك مصلحة لعقد هذا المؤتمر لتحقيق هذا الغرض.

* متى تم بت هذا الامر نهائيا، وتحديدا الموعد، هل كانت الاتصالات كثيفة ، هل هناك دول اخرى حيث تردد انه يمكن عقده في دولة عربية؟

- كل ذلك جرى التداول به، وتاليا نحن نعمل وليس ضروريا ان نأخذ في كل شيء موافقة من وسائل الاعلام.

* هل الاجواء السياسية باتت مهيأة لاستقبال المؤتمر، ولعقده خصوصا وان البعض يتحدث عن تصعيد كبير يمكن ان يحصل؟

- علينا ان نتقي الله في البلد ونتقي الله في اللبنانيين. اللبنانيون يريدون ان يعيشوا ويؤمنوا مستقبل اولادهم. التصعيد السياسي وتوتير الاجواء لا يمكن ولن يأتي برغيف خبز واحد اطلاقا. على العكس من ذلك. ما يمكن ان يتوافر لنا من دعم وامكانات نضيّعها بتوتير الاجواء . لذلك علينا ان نتطلع الآن الى مصلحتنا وطبيعي يجب ان نميز بين التوتير وايجاد المناخات الملائمة حيث ان البعض ايضا يعبّر عن توتره بشكل غير مسؤول ، وبين المعارضة الديموقراطية، ونحن على استعداد لبذل كل جهد ممكن - وهذا ليس منّة من احد بل واجه ب اي حكومة ان نخلق كل الاجواء الملائمة للتعبير لكل فرد في لبنان عن رأيه بطريقة ديموقراطية بعيدة عن التوتير واحداث المشكلات وبعيدة عن الاجواء التي تؤدي في النهاية الى غير مصلحة لبنان واللبنانيين. اللبنانيون يريدون العيش وترتيب امكانات فرص عملهم في البلد لا ان نجلس طيلة اليوم ونأخذ حقن توتير وكأن اللبناني بات مدمنا على التوتير، حقنة يستعملها كل يوم كي يحافظ على نسبة معينة من التوتر. فهذا لا يخلق فرص عمل ولا يحسن مجالات عيش اللبنانيين ولا يستطيع ان يحافظ على الامن. لا يحقق شيئا على الاطلاق. كل ما يحققه هو مزيد من التدهور ولبنان دفع كثيرا على مدى 30 سنة من الحروب والاجتياحات والاحتلالات والتوترات وآخرها الاجتياح الاسرائيلي الاخير.

* لكن هناك شريحة كبيرة من اللبنانيين الهوة باتت كبيرة بينها وبين الحكومة؟

- هذا رأيك انت ونحن نعتقد ان هناك شريحة أكر من اللبنانيين ترى في الحكومة انها تعبر بشكل كبير حتى انني سمعت امس الجنرال عون، الغالبية الساحقة من طروحاته هي مستوحاة حرفيا مما تقوم الحكومة بتنفيذه وتاليا اذا اخذنا البيان الوزاري وما نقوم به وما نصرح به قبل الحكومة وخلال الحكومة، كل هذا الكلام، ليس هناك على الاطلاق اي فروقات في الطروحات ولذلك نحن نثمن الموقف والكلام الذي قاله الجنرال عون، ونعتبر ان من حقه ان يطالب بتغيير الحكومة او تطعم، وانا احترمه على ذلك. لكن تعرفون ما ذكر في الدستور حرفيا وفي التفاف الطائف عن حكومة الوفاق الوطني ثم هناك امور كثيرة يجب تحقيقها قبل ان نصل الى حكومة الوفاق الوطني لا ان نقفز قفزة في المجهول. والكلام اننا نعيش الآن في الفراغ هو كلام غير دقيق وتعرفون جميعا ماذا حققت الحكومة على مدى الاشهر الماضية ولا سيما الاشهر التي كنا نعيش فيها خلال فترة الحرب.

نحن نثمن ونؤيد ما قاله الجنرال عون والذي يتفق بشكل كبير جدا مع ما تقوله وتعمل به الحكومة اللبنانية.

* لم تلتزموا بالبيان الوزاري؟

- ايضا من حقه ان يقول ذلك، لكنه يعرف اننا نسير حسب التزامات هذا البيان.

وقال: ذكرت اكثر من مرة ان من حق كل شخص المطالبة بالتحقيق ونتسلم الملفات وتاليا اذا كان لديه اي شكوى يقدمها ويتم التحقيق فيها، لا مشكلة عندنا على الاطلاق. واكرر التأكيد انه ليس هناك من أمر نخاف منه او نعاب عليه على الاطلاق. يهمنا العمل لمصلحة البلد وتحقيق ما يخدم مصلحة اللبنانيين. اذا كان هناك اشخاص يريدون فتح ملفات "كويس" سأبذل كل الجهد اللازم والحكومة ستبذل كل الجهد اللازم للنظر في كل هذه الملفات لكن يجب ان تبقى اعيننا مسلطة على المستقبل يجب ان لا نضيع في متاهات الماضي، والا نكون خسرنا الماضي ولم نفعل شيئا للمستقبل.

* تحضير موعد مؤتمر باريس في 25 كانون، هل نفهم ايضا مشاركة دولية لاطالة عمر الحكومة خصوصا وان هناك حديثا عن مساع لتشكيل حكومة وحدة وطنية؟

- لا علاقة لذلك بالكلام الذي تقولنه. العالم ليس لديهم فقط لبنان يفكرون به لديهم مئات المشكلات والقضايا. عندما يذهب المرء الى الخارج يرى كيف تعمل الناس وكيف تبرمج امورها واجتماعاتها وتاليا ان مؤتمرا من هذا النوع لا يمكن ان يتم قبل 15 كانون الثاني وهذا ناتج عن بحث مستفيض مع اغلبية الفرقاء الذين نراهم. وفي المناسبة، اضافة الى الاجتماعات التي قمت بها في المملكة العربية السعودية امس واجتماعي الى جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز والموقف المتضامن والمؤيد للبنان، اجتمعت مع رئيس الوزراء الماليزي وكان هناك استعداد مستمر لدعم لبنان وهم شاركوا في ايام الرئيس الشهيد- رفيق الحريري في مؤتمر باريس - 2 وفي تقديم دعم مالي للبنان عبر مصرف لبنان وعبر الاكتتاب بسندات خزينة سابقة، ولا يزالون ملتزمين بالدعم وأمس أكد لي الرئيس عبد الله بدوي ان ماليزيا وهي بلد نعتز بصداقته ونعتز بالتقدم الذي حققته على مدى سنوات، وهي تعتبر مثال علينا ان نستفيد من هذه التجربة الغنية جدا على مصير التقدم والازدهار - ملتزمة بالدعم للبنان، وستشارك في القوة الدولية.

اضافة الى ذلك تحدثت اليوم خلال جلسة مجلس الوزراء مع سيادة الرئيس بوتين حول عدد من المواضيع والقضايا التي تهمنا وموضوع الجنوب وغيره، وأكد لي ان روسيا سوف تشارك في مؤتمر باريس - 3.

وردا على سؤال قال: قلت كلاما شديد الوضوح وارجو ان يؤخذ بكل تمعن انني مع كل واحد يريد ان يعبّر عن رأيه ضمن ما تسمح به القوانين. وقد عبرت عن هذا الكلام عندما وقفت الى جانب الرئيس طوني بلير قلت انني اعتز وارفع رأسي بالذين وقفوا واعتصموا وعبّروا عن رأيهم ضد هذه الزيارة.

أضاف: علينا ان لا نسأل فقط اللبنانيين بل ايضا القطاعات الانتاجية، من الفئات العمالية من الفئات الانتاجية وغيرها من رجال الاعمال والتجار والصناعيين والزراعيين واصحاب الفنادق، يجب ان نسألهم راينا، علينا ان نرى ايضا ماذا يريدون، انهم يريدون حالة من الاستقرار في البلد ليس في الامكان خلق فرصة عمل اضافية شبابنا يهاجرون لانهم يجدون ان فرصة المستقبل امامهم تضيع لان الجو متوتر.

* عدد كبير من اللبنانيين يشعر بالجهد الذي تبذله الحكومة على الصعيد المالي والاقتصادي والديبلوماسي ولكن الناس لا تشعر بجهد في الموضوع الامني وهناك تخوف حقيقي؟

- طبيعي، نحن الآن في الموضوع الامني، أكان في قوى الامن الداخلي او الجيش يجب ان ننظر اليه كعملية مستمرة وتصاعدية واعتقد اننا نتقدم حقيقة في هذا الشأن ولا نتأخر والجهد الذي يبذل من أجل تعزيز قوى الامن الداخلي والجيش بالمعدات وبالتدريب وبالمعنويات كله مستمر يجب ان ندرك ان هذا الفريق الذي يهمه القيام بهذه الاعمال ماذا تكون النتيجة؟ لماذا ارادوا ذلك؟ ارادوا ارسال رسالة توتير للاجواء وضرب الثقة بالاقتصاد خصوصا اننا على ابواب الاعياد ليقول للعام بأسره لا تأتوا الى لبنان. والهدف هو ايقاف عمل كل المؤسسات الاقتصادية والسياحية ومحاولة ارباكها والوصول الى وضع سيء. هذا لا يصيب هذه المؤسسات بل لقمة عيش كل مواطن، لا يعتقدن احد انه يصيب عددا من المحال في وسط بيروت، ابدا، هذا العمل يصيب لقمة عيش كل مواطن من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب من الشرق الى الغرب. انه يخرق سفينة يستقلها جميع اللبنانيين. هذا الموضوع لا يصيب فقط مجموعة، نحن نقوم بكل عمل يؤدي الى تعزيز قدراتنا الامنية، واليوم تم البحث في الموضوع. في الماضي بحثنا موضوع تركيب كاميرات وحصل حديث وكلام كثير فأرجئ، الايام تثبت ان الوسائل المعتمدة تتغير والطرق التي يمكن ان تعتمد الضبط يجب ان تتغير تبعا لهذا التغيير وهذا الموضوع سيكون من ضمن المواضيع التي سنبتها في جلسة الخميس او الاسبوع المقبل.

* هل سيترك لبنان بعد هذه الحرب لينهض مجددا؟

- بداية يجب ان ننطلق من ماذا نريد نحن، اذا اردنا ان نقف على رأي كل واحد ماذا يريد وهذا راضٍ وهذا غير راضي فهذا كلام لا يوصل الى اي مكان. في النهاية ماذا نريد كلبنانيين، نريد ان نعزز الاستقرار ووضعنا الاقتصادي وتاليا نود ان نجد الادوات التي ينبغي علينا ان تكون لدينا من اجل تحقيق هذا المؤتمر. هناك مخاطر معينة، نعم، علينا ان نبحث عن كيفية معالجتها والحد من اثرها. هذا الامر الذي يجب ان نقوم به.

* يؤخذ على تيار المستقبل انه منذ 8 اشهر وضع وزيرا بالوكالة باعتباره حصة له فلماذا رغم كل الظروف الامنية لم يتم الاتفاق حتى الآن على وزير اصيل؟

- اعتقد انني ذكرت امامكم انه يوم 12 تموز تباحثت مع فخامة الرئيس بهذا الشأن وقبل ان تأتينا الاخبار حول ما جرى في الجنوب وتاليا عندما حصل ما حصل وضعت الامور على حدة وأنا اثرت الآن الموضوع مرة ثانية مع فخامة الرئيس وسنتجه ان شاء الله الى اتخاذ القرار المناسب من اجل ملء الفراغ.

وعن موعد القرار قال: شرحت الموضوع بالنسبة الى وزارة الداخلية ولكن تحديد الموعد تعرفونه في وقته.

* بالعودة الى زيارتكم الى السعودية، هل التقت في مكان ما مع ما كان بحثه الرئيس نبيه بري؟

- طبيعي، لكن السؤال هو هل تعرفين ماذا جرى مع الرئيس بري؟ نحن متفقان بشكل كامل انا والرئيس بري.

* "عالعيدية"؟

- هذا الموضوع يلزمه تروٍّ.

* بماذا تبشر اللبنانيين بعد زيارتك الى السعودية؟

- لا ابشرهم بشيء، انا ابشر دائما بأننا سنعمل اكثر ونبني البلد ونتعاون جميعا. اعتقد انه تم التطرق الى كل ما ينبغي التطرق اليه في خلال الزيارة.

اضاف: انتهز المناسبة لأتوجه الى جميع اللبنانيين، يوم السبت عقدت مؤتمرا صحافيا واستنادا الى كل التشاور الذي جرى مع اعضاء مجلس الوزراء، فإن الآلية الآن بالنسبة الى دفع المساعدات الى ذوي الشهداء والجرحى والذين اصيبوا بإعاقات تنفذ راهنا ويجري تقديم الطلبات عبر مجلس الجنوب وعبر صندوق المهجرين والوزارة ويتم الدفع مباشرة اليهم وأتمنى على جميع الاشخاص المعنيين التسريع بالعملية لتستكمل في اسرع وقت ممكن.

وتابع: بالنسبة الى آلية المساعداتن في قرى الجنوب فهي تسير بشكل طبيعي وبإمكان اي كان تقديم الطلب اللازم اكان منزله او متجره مدمرا بالكامل او متضررا.

هذه الآلية نشرت، وجميع هذه المعلومات موجودة الآن على الموقع الإلكتروني على شبكة الانترنت للهيئة العليا للإغاثة ويجري تعميمها في شكل مستمر ليعرف كل شخص اي معلومة حول اي قرش صرف ولمَن وكيف وكافة التفاصيل بالاضافة الى تقرير عن عمل هيئة الاغاثة في خلال الفترة الماضية. بالنسبة الى يوم السبت الماضي فقد تشاورنا وأعلنّا عن المبالغ بالنسبة الى الوحدات السكنية، ولا يزال هناك الوحدات التجارية وما هو متعلق بالمساعدات للمؤسسات الاقتصادية.

ذكرت منذ اليوم الاول ان هذا الامر هو تماما ككمية من الخيوط المتشابكة جدا ونحاول ان نحل كل خيط بخيط استنادا الى كل المعطيات اللازمة. هناك مجموعة من المعلومات التي نأمل ان يصار الى استكمالها وايضا تلك التي يقدمها المتضررون من خلال مصارفهم والمعلومات المتاحة لتتكوّن لدينا صورة متكاملة عن هذا الموضوع. نحن نقول ان هذه مساعدات وليست تعويضا، نعرف ان كل الناس تضررت ولا يمكن مهما دفعنا من مساعدات ان نعوض عن شهيد سقط او جريح تعذب او اصابات لدى بعض الناس او حتى عن منزل ليس فقط مجرد منزل بل جملة من الذكريات التي لا يمكن تعويضها، ولكن ما نقوم به هو من خلال المساعدات التي تجمعت لدينا ونقول "جزا الله الوسعة كل خير" اذا كان من امكانية اكبر، فيكون يوم سعيد بالنسبة الي ان اتمكن من مساعدة ابناء بلدي الذين تضرروا واستشهدوا وعانوا الامرّين بمساعدات اضافية، لكن طبيعي ان ما نقوم به هو من ضمن المتاجر لدينا، ومن خلال البحث في جلسة مجلس الوزراء اليوم تطرقنا الى الموضوع المتعلق بصندوق المهجرين ومجلس الجنوب وأنا تباحثت في هذا الامر مع الرئيس بري ومع المعنيين في الصندوق بوجوب ايجاد حل نهائي للموضوع وهو من ضمن الاصلاحات التي ينبغي ان نتقدم بها للمؤتمر الذي سنعقده. حتما سنضطر الى الاستدانة من اجل دفع هذه المبالغ التي تم اقرار مشروع قانون بها في مجلس النواب بمبلغ 500 مليون دولار اميركي هو 300 مليون دولار اميركي لصندوق المهجرين و200 مليون لمجلس الجنوب وهذا يكون كفيلاً بإقفال هذين الملفين في شكل نهائي. المال سنوفره بالاقتراض والدين الاضافي لكن يجب ان نقفل هذه الملفات والا تبقى امور معلقة تزيد الآلام والعذابات لدى اللبنانيين. اردت ان اقول لكم هذه الاشياء وسنلتقي قبل العيد ان شاء الله.

* ماذا عن الدورة الاستثنائية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لجامعة الدول العربية على المستوى الوزاري؟

- هناك عدد من الوزراء العرب المشاركين ونحن نحرص على ان تتم هذه الاجتماعات في لبنانوهو اعلان عن الاشقاء العرب انهم متضامنون مع لبنان ويقفون الى جانبه وهذا الامر هو الذي سيسهل علينا الامور بالاضافة الى ارادتنا وعزيمتنا.

السنيورة: ولدى دخوله الى الجلسة سئل الرئيس السنيورة: هل تعتقد ان الخطة المالية تسرع في عقد المؤتمر؟

- هذا عرض جيد، لكي نعرف جميعا الوضع المالي والاقتصادي، ومن الممكن ان تأخذ قرارا اليوم بتحديد موعد المؤتمر.

* هل ستبحثون في الوضع الامني في البلاد؟

- سنتطرق الى هذا الموضوع.

* كيف كانت الزيارة التي قمت بها الى المملكة العربية السعودية؟

- الزيارة كانت جيدة جدا، وأنا لم اجتمع خلالها فقط مع جلالة الملك عبد الله والذي هو داعم لكل ما له علاقة بلبنان اكان على صعيد دعم اتفاق الطائف او ما له علاقة بجمع الشمل في لبنان، كما انه داعم للاقتصاد اللبناني ولعقد مؤتمر لدعم لبنان، وأيضا من اجل معالجة كل النتائج التي اسفرت عنها الحرب التي شنت عليه. واجتمع مع رئيس الوزراء الماليزي ليل امس، وكان اجتماعا جيدا ومالزيا داعمة ايضاً للبنان.

* هل اقترب موعد العيدية؟

- كل يوم هناك عيدية.

* هناك اشخاص يدعونك الى الحذر من اجل الانتباه الى نفسك ومن بينهم المسؤولين السياسيين.

- انا رجل مؤمن والحمد لله وهناك حديث للرسول يقول: "واعلم ان ما اصابك ما كان ليخطئك. وما اخطأك ما كان ليصيبك". انا رجل مؤمن وأعرف في النهاية ان ما اقوم به هو لصالح لبنان ولصالح اللبنانيين وأنا لا اخشى في الحق شيئا.

فنيش: وردا على سؤال حول كلام قائد الجيش العماد ميشال سليمان الاخير قال وزير الطاقة محمد فنيش: كلام قائد الجيش كلام انسان وطني وملتزم يدرك مهمة الجيش وطبيعة العدو. ويتحدث بلغة واقعية تجعل من قرارات الجيش والمقاومة في اتجاه واحد لمواجهة خطر الاحتلال الاسرائيلي والاعتداءات الاسرائيلية.

 

المعارضة أكدت أن التغيير يجب أن يأتي من خارج النظام

 "إعلان دمشق": لا أمل في إجراء إصلاحات سياسية في سورية

 دمشق - رويترز : اعلن متحدث باسم لجنة متابعة »اعلان دمشق« التي تأسست العام الماضي كتجمع معارض ينادي بالديمقراطية بأنها فقدت الامل في اجراء أي اصلاح سياسي في سورية ما دام حزب البعث في الحكم. وقال صفوان عكاش عضو لجنة المتابعة والتنسيق ل¯ »اعلان دمشق« للتغيير الوطني الديمقراطي "لم يعد لدينا أي أمل باجراء أي اصلاح في هذا النظام.. انه نظام عصي على الاصلاح". وأكد عكاش "ان هذا الاستنتاج توصل اليه تقريبا كافة الاطراف العربية والدولية التي تحاول مساعدة سورية في محاولات الاصلاح حيث أصبح من اللازم ان يأتي التغيير من خارج النظام ولكن داخل سورية".وأضاف عكاش بان أجهزة الامن السورية منعت أمس مؤتمراً صحافياً للجنة متابعة »اعلان دمشق« بمناسبة مرور عام على اطلاقه كان من المفترض اقامته في مقر منتدى الاتاسي المحظور في دمشق. وقال عكاش "لم نستغرب ذلك ضمن المناخ السياسي الحالي في البلاد لكنه لن يمنعنا من متابعة عملنا ونشاطنا في التغيير الديمقراطي السلمي في سورية".

وأصدرت لجنة متابعة »اعلان دمشق« بيانا بهذه المناسبة يقول بأنه يجب على الناشطين السياسيين الاستمرار في العمل على تحقيق أهداف اعلان دمشق بالاعتماد على الاحتجاج والعمل السلمي للتغيير.ودعا البيان الى تحويل سورية "من النظام الشمولي وتسلط الاجهزة الامنية والحزب الواحد الى الدولة الديمقراطية القائمة على التعددية وارادة المواطنين الاحرار".

وقال البيان بأنه يجب المحافظة على وحدة الاراضي السورية مع "ايجاد حل ديمقراطي عادل للقضية الكردية وضمان حقوق الاقليات القومية الاخرى" في اشارة الى الاف من الاكراد الذين يقولون بأنهم محرومون من الجنسية السورية. وكان أسس »اعلان دمشق« في العام الماضي نخبة من المعارضين السياسيين الذين يعيشون داخل سورية ومنهم الكاتب البارز ميشيل كيلو الذي يقبع في السجن منذ أشهر بعد توقيعه على بيان ينادي باعادة النظر في العلاقات السورية اللبنانية. وقال عكاش "اذا كان النظام مصرا على ان تكون علاقاته سيئة مع لبنان فنحن مصرون على علاقات جيدة".

وكان اعلان دمشق ضم الى موقعيه جهات معارضة في المنفى منها جماعة الاخوان المسلمين وحركة العدالة والبناء الاسلاميتين الى جانب التيار الديمقراطي السوري.

 

 وزيرة الشؤون الاجتماعية اللبنانية أكدت أن حكومة الرئيس السنيورة هي التي أنقذت البلاد

 نائلة معوض لـ"السياسة": احذر عون من محاولة انقلابية غير ديمقراطية ضد الحكومة

 بيروت - من صبحي الدبيسي:السياسة 17/10/2006

أكدت وزيرة الشؤون الإجتماعية نائلة معوض أن هذه الحكومة باعتراف رئيس مجلس النواب نبيه بري هي التي أنقذت لبنان وإن النقاط السبع التي طرحها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة شكلت إجماعاً وطنياً سمح لنا بإقامة خرق ديبلوماسي حقيقي.

كلام معوض جاء في سياق حوار سياسي شامل أجرته معها "السياسة" تناولت فيه دور وزارة الشؤون الاجتماعية, وردت على حملات الإفتراءات التي تناولتها في موضوع الإغاثة وتوزيع الحصص التموينية على النازحين خلال الحرب, مؤكدة أن من يملك شكوى ملموسة وجدية حول هذا الموضوع عليه التقدم بها لدى القضاء المختص وهي (أي معوض) تكون من أول الداعمين لأنها لا تقبل أن تستخدم المساعدات في غير محلها. الوزيرة معوض وفي معرض ردها على مهرجان 13 تشرين الذي يقيمه العماد ميشال عون, ذكرت بأن أحد أسباب اغتيال الرئيس رينيه معوض في حينه لأنه رفض اقتحام القصر الجمهوري والقضاء على ظاهرة العماد عون, مؤكدة ما جرى في لبنان هي حرب الآخرين على أرضه. وفي معرض ردها على مهرجان الانتصار ل¯"حزب الله" تساءلت: "حزب الله" انتصر على من?

وحول الوضع الحكومي أشارت معوض إلى أن التسوية يجب أن تبدأ باستقالة رئيس الجمهورية أميل لحود ومن ثم قيام حكومة وفاق وطني. منبهة أن أي محاولة للفريق الآخر قد تؤثر عليه سلباً, لأن 8 آذار ساهم بصنع 14 آذار. وحول موقف بكركي الجديد رأت معوض أن بكركي على قناعة بأن وراء المطالبين باستقالة الحكومة إرادة سورية للوصول إلى فراغ دستوري, ولفتت إلى أن قوى 14 آذار بصدد التحضير لمباردة جديدة لإخراج لبنان من المآزق الذي يتخبط به. أما بالنسبة للأَضرار التي لحقت بلبنان جراء الحرب فقالت أن الفاتورة الإجتماعية للحرب على لبنان كبيرة جداً وإن 40 في المئة من احتياجات للبنان لإعادة الإعمار البنيوي وصلت حتى الآن من الدول العربية, وإن العودة ضرورية للحوار الذي بات يتطلب مناخاً وطنياً ومعالجة لكل المشاكل. وفي ما يلي نص الحوار:

المهرجان الذي دعا إليه العماد عون بمناسبة ذكرى 13 تشرين الأول 1990 عندما تم إخراجه من قصر بعبدا وتم ترحيله إلى فرنسا, كيف تلاقى حلفاء سورية معه على الاحتفال بهذه المناسبة لا سيما وأن غالبيتهم كانوا من أشد المحمسين لإقصائه عن الساحة السياسية. ماذا غير هذا الاحتفال وهل هو لاستعادة شعبية العماد التي بدأت تتهاوى خاصة وأنه هدد بحصول شيء ما بعد هذا التاريخ?

بما يختص ب¯13 تشرين, من حق الجنرال الاحتفال بهذه المناسبة فنحن مع حرية من يريد أن يعارض ومن يريد أن يوالي. من وجهة نظرنا فإن هذه الذكرى ضيعت أسبابها التاريخية لأن كثير من المشاركين فيها كانوا من أبطال 13 تشرين. وهنا نحب أن نذكر أن أحد أسباب اغتيال الرئيس رينيه معوض في حينه, لأنه رفض اقتحام القصر الجمهوري عندما كان العماد عون متحصناً فيه, وهذا الموضوع من وجهة نظره يحل بالوفاق الوطني والطرق الديبلوماسية وعندما تم انتخاب الرئيس إلياس الهراوي اتخذ القرار السوري بإزاحة العماد عون وحصل ما حصل في 13 تشرين.. طبعاً ما حصل كان نهاراً أسوداً في تاريخ لبنان حيث قتل خيرة ضباط الجيش اللبناني وكانت أيديهم مكبلة خلف ظهورهم, هذه ذكرى أليمة وكنا نتمنى ألا توظف في خدمة الحور الإيراني-السوري. هذا من جهة, من جهة ثانية بقدر ما يسمح للعماد عون إقامة مهرجان معارض وديموقراطي بقدر ما نحذر من محاولة استعمال الشارع لمحاولة انقلابية غير ديمقراطية على الحكومة, وبهذا تصل البلد إلى شارع مقابل شارع وهنا لدينا ملاحظات عديدة على أداء العماد عون, خاصة بالنسبة لمؤتمر الجبل الذي دعا إليه منذ فترة بغض النظر عن خلافنا معه على الأداء السياسي وما هي إلا محاولة لاسترجاع بالغرائز ما يخسره بالسياسة...

بعد انتهاء الحرب كانت الناس تتوقع عملية نقد بناء لما جرى وإعادة البحث بواقع لبنان لكن فوجئ الشعب اللبناني بتحول البلد إلى معسكرين: "حزب الله" وحلفاؤه من جهة والحكومة وفريق 14 آذار من جهة ثانية, وأصبحت المطالبة بتغيير الحكومة أمراً ملحاً وكأنها هي التي شنت حرباً على لبنان. لم حصل ذلك وما هو مأخذ "حزب الله" على هذه الحكومة?

نحن أيضاً كنا نتوقع حصول عملية نقد لما حصل وبالنتيجة لبنان دفع ثمناً كبيراً في هذه الحرب وهذه الحرب كانت حرباً استباقية بين محورين: محور سوري-إيراني من جهة وإسرائيل ومن معها من جهة ثانية, والأكيد أن هذه الحرب كانت حرب الآخرين على أرضنا ولا تمت بصلة للمصالح الوطنية, نحن لم نكن نتوقع الهجوم على الحكومة, لأن هذه الحكومة باعتراف الرئيس بري هي التي أنقذت لبنان, إذا اعتبرنا أن العدوان الإسرائيلي على لبنان كانت لها أهداف وأحبطت هذه الأهداف ولم يسمح لإسرائيل بأن تنتصر, هذا لا يعني بأن لبنان انتصر لعدة عوامل منها الصمود العسكري للمقاومين الذين تصدوا للعدوان والاجماع الوطني الذي قام بوجه إسرائيل وقدرة الحكومة ورئيسها فؤاد السنيورة على طرح النقاط السبع التي شكلت الإجماع الوطني بعد الإجماع العربي الذي سمح لنا بإقامة خرق ديبلوماسي حقيقي, كل هذه المفاصل لو نقص واحد منها لكنا ذهبنا إلى مزيد من الخراب. هذه الحكومة التي قاومت سياسياً شاهدنا مباشرة ما بعد الحرب كيف تغير خطاب الآخرين بعد وقف إطلاق النار وبعد خطاب الرئيس السوري بشار الأسد, إن الذي ينتصر عسكرياً يجب أن يحصد نتيجة هذا الإنتصار. نحن سألنا "حزب الله": انتصر على من? كما جاء على لسان الصحافي المرحوم سمير قصير عسكر على مين?.. بما معناه, هل المقصود بعد الحرب محاولة تقوية المحور الإيراني-السوري. بكل بساطة لبنان حصلت فيه حرب استباقية بين محورين على أرضه بوجه المحور الإسرائيلي, كل اللبنانيين اجتمعوا واعتبروا إسرائيل عدوة ولن نقبل بدخول إسرائيل على المعادلة الداخلية, وهذا الموقف الذي يشكل إجماعاً عند اللبنانيين, كنا نتمنى على الفريق الآخر عدم إقحام المحور الإيراني-السوري في الشأن اللبناني, لا بل يجب أن يقابل بالرفض أيضاً واستخدام لبنان كأرض لمصالح هذا المحور أيضاً مرفوض بإجماع اللبنانيين وهذا هو المطلوب. ولا بد من تسوية لبنانية حقيقية للخروج من المأزق الموجود به وهو رئاسة الجمهورية. التسوية اللبنانية تتطلب تغيير رئيس الجمهورية أولاً ومن ثم حكومة وفاق وطني وانتخابات نيابية, أما إذا كان مطلوباً تقوية المحور الإيراني-السوري في لبنان ليبقى لبنان ساحة لصراع الآخرين على أرضه لمصالح إيران النووية والقوة الإقليمية على حساب لبنان أو لمصالح النظام السوري لمنع قيام المحكمة الدولية وخراب لبنان, نحن لا نوافق على أي شيء من هذا الموضوع لأنه يؤدي إلى مزيد من إضعاف الدولة, مزيد من الشرخ في الدولة, ونحن نعتبر أن الدولة هي الضمانة لكل اللبنانيين.

هل أصبحت استقالة رئيس الجمهورية ممكنة?

أما أن ننظر كقوى سياسية من أي طرف كان إلى الوضع ككل ونقول هذا الوضع مضر للبنان بغض النظر من هو الرابح ومن هو الخاسر عندها مطلوب تسوية لبنانية لبنانية للخروج من الأزمة وهذا يتطلب بداية استقالة رئيس الجمهورية وتبين من كرم أخلاقه بأنه باقٍ ومستمر في السلطة بقرار من الرئيس بشار الأسد. المطروح تسوية لبنانية لبنانية يتم فيها استقالة رئيس الجمهورية وانتخاب رئيس جديد ومن ثم حكومة وفاق وطني وانتخابات نيابية, التزام الجميع بالدولة وب¯"الطائف" واعتراف الجميع بهذه المؤسسات, أو يتولى كل فريق تحسين مواقعه وتبقى المواعيد الدستورية تحتم التغييرات وأول هذه الإستحقاات تغيير رئيس الجمهورية. عندها ستبقى الحكومة إلى ما بعد استقالة رئيس الجمهورية..

لتغيير رئيس الجمهورية أنتم بحاجة لأكثرية الثلثين, إما أن تتوافقوا مع كتلة العماد عون أو التوافق مع كتلة الرئيس بري في حال تعذر توافقكم مع كتلة نواب "حزب الله", فمن هو المهيأ أكثر للتوافق معه من هذه القوى?

برأيي ليس المطروح الآن التعاون الثنائي مع أي من الكتل, المطلوب تسوية لبنانية-لبنانية, اليوم الرئيس بري يقوم بدور محوري أساسي في هذا الموضوع, دور جامع تحت سقف المؤسسات لننتظر ما سيقوم به بعد زيارته للسعودية ونتمنى ألا يتحول الصراع إلى صراع في الشارع لا نقول ذلك خوفاً من أي شيء, نحن واثقون من تحركاتنا و14 آذار أتت بعد 8 آذار وأي محاولة ل¯8 آذار جديد سينتج 14 آذار, من هذا المنطلق نقول أن الشارع ليس ملكاً لأحد ونم إحساسنا الوطني, لأن لبنان لا يتحمل المزيد من التشنجات وبالعكس يجب أن نسعى لإعادة بناء مؤسساتنا وبناء اقتصادنا وإحياء الحركة الإقتصادية لمجتمع دمر بكامله وهذا لا يتم بإضعاف الدولة ومنع اللبنانيين من قيام نقد بناء, هذا يتم بتسوية لبنانية-لبنانية بالاعتماد على الدولة والدولة والدولة..

الذي يفرض الوفاق الوطني اللبناني ليس بإلحاق لبنان بهذا المحور أو ذاك بل بالتزام الجميع ب¯"الطائف" وتحييد لبنان من سياسة المحاور التي دمرت لبنان على مر التاريخ..

أعلنتم من زغرتا موقفاً سياسياً هاماً دافعتهم فيه عن بكركي, هل يأتي ذلك من خلال ترسيخ زعامتكم في الشمال بوجه الوزير السابق سليمان فرنجية أم أنها رسالة ما يجب إبلاغها لمن يريد?

نحن انطلاقاً من الثوابت والالتزام بلبنان السيد الحر المستقل والالتزام بدولة "الطائف" وهو أكبر ضمانة للوحدة الوطنية وعدم السماح لأي فريق أن يجر لبنان إلى مغامرات والتزام لبنان بناء الدولة دولة الطائف وطبعاً التأكيد على أن الكنيسة المارونية ليست شجرة مشمش, كل ما كان لأحد مصالح شخصية أو مصالح ضيقة يستطيع أن يمسها بسوء, الكنيسة المارونية ليست مكسر عصا لأحد.

لماذا تميز بيان مجلس المطارنة الموارنة هذه المرة بموقف متشدد عن المواقف السابقة?

قد تكون قراءة بكركي أن هناك محاولات جدية للوصول إلى شلل دستوري على مستوى المؤسسات وأن تكون قناعة بكركي أن وراء بعض المطالبين بتغيير الحكومة إرادة سورية للوصول إلى فراغ دستوري وإلى شلل دستوري وقد تكون قناعة بكركي إذا سقطت الحكومة من دون تفاهم بين اللبنانيين لا إمكانية لإقامة حكومة جديدة نكون قد وصلنا بعد حرب دمرت لبنان إلى واقع.. شلل على المستوى الدستوري يمنع تنفيذ حقيقي للقرار 1701 ويمنع إقامة المحكمة الدولية ويعيق إقامة مؤتمر لبنان-1 المقرر عقده قبل آخر هذه السنة. لأننا بحاجة ماسة لهذا المؤتمر وليكن بعلم الجميع نحن ولغاية الآن لم نحصل إلا على 40 في المئة من حجم المساعدات التي نحن بحاجة إليها لإعادة إعمار لبنان وليس للخروج من الأزمة الإقتصادية. وانطلاقاً من هنا أتصور أن حرص بكركي هو على عدم تحول لبنان إلى ساحة مدمرة وحرصها على الحفاظ على المؤسسات جعلها تتخذ هذا الموقف.

ما هي خطة فريق 14 آذار الجديدة وعلى ماذا تستندون في لقاءاتكم وطروحاتكم? هل ستستمرون في مرحلة ردود الفعل أم ستنتقلون إلى المواجهة? وما هي مبادرتكم الجديدة?

قوى 14 آذار بصدد تحضير مبادرة بدأت تظهر من خلال التواصل مع كافة القيادات السياسية والاجتماعية نتيجة هذا التواصل نقوم بإعاد خطة متكاملة لإخراج لبنان من المأزق الموضوع فيه, ولكن من دون أي شك 14 آذار لديها مشروع واضح وهو بناء الدولة والحفاظ على استقلال وسيادة لبنان وإخراج لبنان من أن يتحول ساحة لأي محور خارجي وهي إعادة إعمار لبنان, أما الفريق الآخر فهو في حالة ردة الفعل وأنا أسأل ما هو مشروعه سوى الشتائم والكلام غير اللائق برجالات السياسة.

ما كلفة الفاتورة الإجتماعية للحرب على لبنان, وهل لديك أرقاماً محددة حول هذا الموضوع? وما هو حجم الكارثة التي أصابت البلد?

بالنسبة للدمار هناك تقرير وزع من قبل رئاسة مجلس الوزراء يبين حجم الدمار الكبير الذي أصاب لبنان وبإمكانك الحصول عليه. أما من الناحية الاجتماعية فإن وزارة الشؤون تقوم بإعداد دراسات حول نتائج الحرب وانعكاساتها على اللبنانيين. الدراسة الأولى تتناول وضع المرأة في الجنوب وفي المناطق التي كانت تحت العدوان الإسرائيلي. وفي هذا السياق قدم لنا البنك الدولي مئة ألف دولار لإجراء مثل هذه الدراسات لأن الكارثة الإجتماعية لم تطل فقط المناطق الموجودة تحت العدوان لكنها طاولت كل المناطق اللبنانية, وهذا واضح بالنسبة لعدد المصانع المدمرة, وعدد المؤسسات التي تهدمت جراء القصف وهناك العديد من المؤسسات لم تصب بأذى لكنها توقفت عن العمل, فضلاً عن موسم الاصطياف الذي كان ينتظره اللبنانيون وكان متوقعاً أن يعطي مردوداً بقيمة 3 بليون دولار وكما هو معروف فالمال السياحي يذهب مباشرة إلى كل طبقات المجتمع اللبناني. لذلك لم تتكون لدينا فكرة واضحة بعد.. عن حجم الدمار بشكل دقيق. علماً بأننا كنا ننتظر أن يبلغ حجم النمو ما نسبته 7 في المئة اليوم وبعد الذي جرى أصبحت نسبة النمو 5 تحت الصفر وبدلاً من أن يكون النمو إيجابياً أصبح النمو سلبياً وحتى الآن لم نجر دراسات دقيقة عن خسارة المزارعين وقيمة المحاصيل الزراعية التي أتلفتها الحرب لأن 40 في المئة من الشعب اللبناني يعيش من الزراعة, إما مباشرة أو بطريقة غير مباشرة, وفي هذا الوقت نقوم بالإتصالات مع الأخوة العرب لشراء المحاصيل الزراعية من تفاح وزيتون وزيت. وبالإضافة إلى البساتين التي احترقت في الحرب لم يستطع المزارعون حتى الآن الذهاب لتفقد أرزاقهم خوفاً من القنابل العنقودية التي زرعتها إسرائيل في كل المناطق التي كانت هدفاً لعملياتها العسكرية. من دون أن ننسى أصحاب المشاريع الصغيرة وهناك أرقام مخيفة في هذا الصدد. وهناك مثلاً أكثر من خمسة آلاف صياد سمك ما زالوا عاطلين عن العمل والعمال المياومين وسائقي التاكسي والسيارات العمومية.

ذكرت في سياق الحوار أن 40 في المئة فقط من المساعدات العربية وصلت حتى الآن, هل لديك فكرة عن حجم هذه المساعدات وكم تبلغ قيمتها?

لم أذكر 40 في المئة قلت أن الدمار كبير جداً يشمل كل القطاعات, دمار في المنازل السكنية, دمار في الجسور والمؤسسات وفي عدة مناطق وحتى الآن إذا أردنا أن نقدم التزاماً رسمياً ملموساً مع بدء ورشة الإعمار هناك 40 في المئة من حاجات إعادة الإعمار البنيوي حتى الآن وصلت من الدول العربية, ولا يسعنا إلا أن نحيي المبادرات العربية التي تجلت في هذه الكارثة هذا التضامن الذي تجلى سياسياً من خلال اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في لبنان وإيفاد وزيرين منهم إلى نيويورك لمساعدة الحكومة على الإنجاز الديبلوماسي الذي تحقق كما أن الشعوب العربية ليست أكبر قدر من الحاجات التي أرسلت إلى كافة المناطق اللبنانية واليوم يتم توزيع الإغاثات في كل لبنان, دون أن ننسى مبادرة جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي غطى كافة الرسوم المدرسية في التعليم الرسمي في كل لبنان ولا أريد الدخول في تفاصيل كل المساعدات, الإمارات مثلاً تقوم بعملية بناء وإعادة تأهيل كل مدارس الجنوب حكومية وغير حكومية. وباستطاعتي القول أن عملية الدمار البنيوي بدأت.

على ذكر الإغاثة اتهمتكم بعض الجهات بتحويل المساعدات والإغاثات إلى غير مكانها وأكثر من ذلك قيل أن هناك هدراً وبيع حصص تموينية وما شابه ذلك, فما هي معلوماتك عن هذا الموضوع?

الإتهام موجه إلى الوزارة أم إلى هيئة الإغاثة? يهمني ورداً على هذا السؤال أو أوضح مسألتين بكثير من الصراحة والشفافية, في أول أسبوع من العدوان على لبنان وأمام الحجم الكبير لهذا العدوان اتخذ مجلس الوزراء قرارين: حصر العمليات الإغاثية فقط للجنة العليا للإغاثة, قرار حصر كل المساعدات الطبية من أدوية ومواد استشفائية من اختصاص وزارة الصحة, كما حصر كل المساعدات المالية في حساب واحد في مصرف, وفي هذا الموضوع فإن وزارة الشؤون لم تتدخل في أي عملية إغاثية, وزارة الشؤون كان دورها أثناء العدوان وحتى الآن التنسيق بين القطاع الأهلي والقطاع غير الحكومي. مثلاً: مدرسة يوجد فيها نازحون من مناطق بيروتية تتولى الاهتمام بها أربع جمعيات أهلية ومدارس أخرى لا يهتم بها أحد, نحن كان دورنا التنسيق بين المنظمات الأهلية, بين الجامعات خاصة الأميركية والقديس يوسف اللتين قامتا بدور أساسي خلاف فترة الحرب, اليوم جامعة القديس يوسف ترسل أسبوعياً فريقاً طبياً إلى قرى الجنوب. باختصار كان دورنا تنسيقياً بين القطاع الأهلي اللبناني والقطاع الأهلي غير اللبناني. وبين القطاع الأهلي ووكالات الأمم المتحدة. كما أعددنا برنامجاً ألكترونياً للتنسيق بين الجمعيات وبرامج دراسات ترفيهية للإطفال. نحن وبقرار من مجلس الوزراء لمن نتدخل بأمور الإغاثة بشكل مباشر, وهذا القرار تأسس على العجز البنيوي الموجود في وزارة الشؤون الإجتماعية نتيجة ولسوء الحظ منذ العام 1994 وحتى اليوم تاريخ إنشاء وزارة الشؤون لم يعمل مع الأسف لبناء وزارة للشؤون الاجتماعية وإدارة للشؤون الاجتماعية, ما أدى إلى أن إدارة الشؤون الاجتماعية بحالتها الحاضرة لم يكن لديها قدرة على مواجهة عدوان من هذا النوع وتلبية حاجيات مليون نازح من الشعب اللبناني. هذا هو المسبب الأساسي الذي طرح في مجلس الوزراء وجعل القرارات تصدر بهذا الشكل, كانت الأولوية لدينا تأمين حاجات عدد كبير من النازحين يوازي ربع أو ثلث الشعب اللبناني وهذه أول مرة لبنان يعيش لبنان لبنان عدوان إسرائيل بهذا الحجم وهذا هو العدوان السابع الذي تشنه إسرائيل على لبنان. وهنا لا بد من توجيه تحية إلى المجتمع المدني الذي ساهم مساهمة فعالة بمساعدة النازحين ولولا جهوده لم نقدر على تلبية كل الحاجات. كما أننا اليوم فخورون بإعادة فتح المدارس ومنذ ثلاثة أشهر ما كان أحد يصدق أن العام الدراسي سيستمر. أما بما يختص بالإتهامات التي سيقت ضد الهيئة العليا للإغاثة فنحن نتمنى على كل من يملك شكوى ملموسة وجدية أن يتقدم بشكواه أمام القضاء المختص ونحن نكون أول الداعمين. لأننا لا نقبل لأي كان أن يستخدم المساعدات الإنسانية في غير محلها.. أما إذا كان هذا الكلام في إطار الحملات الإعلامية العشوائية ضد الحكومة بهدف الانقلاب عليها فإننا نترك الأمور للرأي العام وهو الحكم في كل ذلك ومن المعيب أن يستخدم موضوع الإغاثة وهو موضوع حساس جداً في زواريب الطائفية والحسابات الانقلابية على الحكومة اللبنانية.

هل تتوقعين قيام حكومة وفاق وطني في وقت قريب?

مطلوب وحدة وطنية قبل البحث في حكومة وفاق وطني. عندما يتم التفاهم على المبادئ السياسية ونوضح مفهومنا للدولة السيدة الحرة المستقلة ومفهومنا للعلاقات العربية والدولية والأوروبية عندها يصبح البحث في الوضع الحكومي أمراً مشروعاً, وبرأيي هذه الحكومة تمثل أكبر قدر من الشرائح اللبنانية بمن فيهم العماد عون الذي له حلفاء في هذه الحكومة وعندما يتحدثون عن "الطائف" ويطالبون بحكومة وفاق وطني, يهمني أن أذكرهم أنه كانت هناك قوى متصارعة على أرض لبنان وكان من شروط هذا الاتفاق المصالحة الوطنية وتشكيل حكومة وطنية وتطبيق اتفاق "الطائف". وفي غضون ستة عشر سنة حصلت أربع انتخابات نيابية اليوم يوجد أكثرية في المجلس النيابي وأكثرية الكتل السياسية ممثلة في الحكومة. ونحن نتمنى قيام وفاق وطني على المواضيع الجوهرية الأساسية تبدأ بتحديد شخص رئيس الجمهورية وتطبيق اتفاق "الطائف". منذ شهر عندما كنا نطالب بإرسال الجيش إلى الجنوب كانت خيانة عظمى. بين ليلة وضحاها أصبح الجيش اللبناني وطنياً والمطالبة بالجيش أصبحت أكثر وطنية. البعض يحاول حجب الأنظار عن المشاكل الأساسية ونحن مع الحوار وحكومتنا حكومة حوار وتضم قوى من خارج الأكثرية ولا ننسى أننا كنا في حوار وطني وكل أركان الحكومة شاركت به.

هل هناك عودة للحوار?

ضروري, لأننا لسنا قادرين على الخروج من أي حوار وطني, لكن الحوار الوطني يتطلب مناخاً وطنياً ومعالجة للمشاكل التي نعيشها وهذا يتطلب وعياً دقيقاً من اللبنانيين لأننا لسنا في مبارزة بين فريق 8 آذار وفريق 14 آذار, نحن كلنا فرقاء في وطن إسمه لبنان هذا الوطن لا يحتمل تشنجات وانقسامات أكثر. الحوار يتطلب من كل الأفرقاء عدم إقحام أنفسهم في محاور لا علاقة ولا مصلحة للبنان بها.

خصص مجلس الوزراء قسماً من محادثاته لمعالجة موضوع الرمل العالي, اليوم ما تزال الورش قائمة. ما هي الآلية المتبعة لمعالجة هذا الموضوع?

خلال جلسة مجلس الوزراء لم يتم التطرق إلى هذا الموضوع ولكن بعد الجلسة جرى لقاء وزاري لمعالجة هذا الموضوع وقمع المخالفات التي شيدت على أراضٍ ليست ملك الناس الموجودين عليها والطريقة المتبعة في البناء تشكل خطراً على السكان وهذه من أهم مظاهر رجوع الدولة وأعتقد أن ما يجري ليس من مصلحة أهالي الضاحية الجنوبية, وكأن الضاحية الجنوبية مخيمات لاجئين. مصلحة الضاحية أن يصار لإعادة بناء ضاحية جديدة ليست خارجة عن مفهوم الدولة الحالية, بناء ضاحية تكون جزءاً من لبنان وجزءاً من الدولة اللبنانية وعلى مستوى حضاري من البناء اللائق, ومن غير المقبول لبنانياً أن تكون مناطق تحت القانون ومناطق خارج القانون. عندما نطالب الدولة أن تبسط سيادتها ليس المطلوب أن تبسط سيادتها أمنياً يجب أن تبسط سيادتها اقتصادياً واجتماعياً وفي كل المجالات..