المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأربعاء 17 تشرين الأول 2007

 إنجيل القدّيس لوقا .8-1:18

وضرَبَ لَهم مثَلاً في وُجوبِ المُداوَمةِ على الصَّلاةِ مِن غَيرِ مَلَل، قال: « كانَ في إِحدى المُدُنِ قاضٍ لا يَخافُ اللهَ ولا يَهابُ النَّاس. وكانَ في تلك المَدينَةِ أَرمَلَةٌ تَأتيهِ فتَقول: أَنصِفْني من خَصْمي، فأَبى علَيها ذلِكَ مُدَّةً طَويلة، ثُمَّ قالَ في نَفْسِه: أَنا لا أَخافُ اللهَ ولا أَهابُ النَّاس، ولكِنَّ هذِه الأَرمَلَةَ تُزعِجُني، فسَأُنصِفُها لِئَلاَّ تَظَلَّ تَأتي وتَصدَعَ رَأسي». ثّمَّ قالَ الرَّبّ: «اِسمَعوا ما قالَ القاضي الظَّالِم. أَفما يُنصِفُ اللهُ مُختاريهِ الَّذينَ يُنادونه نهاراً ولَيلاً وهو يَتَمهَّلُ في أَمرِهم؟ أَقولُ لَكم: إِنَّه يُسرِعُ إِلى إِنصافِهم. ولكِن، متى جاءَ ابنُ الإِنسان، أَفَتُراه يَجِدُ الإِيمانَ على الأَرض؟»

 

سيناريو ما بعد 24 ت2 (السباق) بين العماد عون والدكتور جعجع ليس على (الشرقيَّة)... بل على (الجمهوريَّة)!

المحلل السياسي: الأنوار

المبادرات تحترق الواحدة تلو الأخرى، والوساطات تتهاوى تباعاً: من لقاءات عين التِّينة إلى مؤتمر سان كلو الى إجتماعات بكركي. الوقت يدهم الجميع لكن لا أحد يشعر بأنه على عجلة من أمره، وكأنهم كلهم سلَّموا بأن لا شيء سيحدث حتى الرابع والعشرين من تشرين الثاني المقبل. هذه الأمور والتطوُّرات باتت معروفة، ولذا لا أحد يتعاطى بجدية مع المبادرات المطروحة، ربما لأنها تأتي متأخِّرة، وربما أن هناك سيناريوهات بديلة أخذت مسارها الطبيعي ولم يعد في الإمكان تبديلها. * * * في 24 تشرين الثاني المقبل، سيكون لبنان قد دخل مرَّةً ثانية في تاريخه المعاصر في فراغ ما بعد الولاية، المرة الأولى كانت في أيلول 1988، لكن آنذاك (وكنَّا في دستور ما قبل الطائف) كان يحق لرئيس الجمهوريَّة تعيين حكومة إنتقالية تهيئ الأجواء لإنتخاب الرئيس. بعد الطائف لم تَعُد هذه الإمكانيَّة ممكنة، فلرئيس الجمهوريَّة بموجب الدستور الجديد صلاحية واحدة هي أن يُغادر قصر بعبدا منتصف ليل الرابع والعشرين، وبموجَب هذا الدستور ايضاً هناك حكومة واحدة تُناط بها، مجتمعة، السلطة الإجرائيَّة، ولأن المعارضة تعتبرها غير شرعيَّة، فقد تُقدِم على أي مغامرة من شأنها ليس فقط أن تضع البلد على حافة الفوضى بل في (عمق حفرة الفوضى).

إن ما سيحدث بعد الرابع والعشرين من تشرين الثاني هو كل شيء كان مرفوضاً قبل ذلك التاريخ، بمعنى أن ما هو مستحيل اليوم، أي ضمن المهلة الدستوريَّة، لن يكون ممكناً بعد إنقضاء هذه المهلة وسينخفض سقف الطموحات. ومن مستحيلات المهلة الدستورية وصول العماد عون إلى رئاسة الجمهوريَّة، كما من مستحيلاتها وصول معظم المرشَّحين المطروحين، والفترة الممتدة من أواخر تشرين الثاني حتى أواخر كانون الثاني ستكون بمثابة (المهلة الثانية) والأخيرة لإختيار الرئيس، وثمَّة مَن يؤكد أن الإسم جاهز، وكل ما يجري العمل عليه هو إنضاج سيناريو إنتخابه بأقل أضرار ممكنة خصوصاً أن (الممنوع) هو بقاء البلاد من دون رئيس للجمهورية. مع هذا التحضير، ليس من المستبعد على الإطلاق الوصول الى (سيناريو المفاجآت)، ومن هذه الزاوية يمكن قراءة كلام رئيس الهيئة التنفيذيَّة في القوات اللبنانيَّة الدكتور سمير جعجع من أنه إذا رُفض مرشحا 14 آذار فإنهم سيندمون على هذا الموقف حين يُعرَف المرشح الثالث.

بهذا المعنى تبدو كل الإحتمالات مطروحة فهل نصل الى وضع يكون فيه الدكتور سمير جعجع (فخامة الرئيس)، إنه (السباق) الأخير بينه وبين العماد عون لكن ليس على (الشرقيَّة) بل على (الجمهوريَّة).

 

اتصالات ثنائية لعقد الاجتماع القيادي الماروني الرباعي

المشاورات المسيحية - المسيحية والوطنية والخارجيـة للتوافق قد تستوجب وقتا يتجاوز موعد الجلسة المقررة في 23 الجاري

المركزية - بات واضحا ان كل الاتصالات في الداخل او في الخارج نحو الداخل تصبّ كلها لا بل تضغط في اتجاه تغليب التوافق وترجيح الوفاق على المواجهة في الاستحقاق الرئاسي نظرا لما للتوافق من انعكاسات ايجابية تفتح الباب امام مرحلة جديدة من عودة البلاد نحو الاستقرار، ونظرا لما للمواجهة وغياب التوافق من تداعيات سلبية تبدأ اقله بحكومتين وتفتح الباب امام البلاد للانزلاق نحو المجهول الذي يرغب فيه اي طرف من الاطراف المتصارعين.

ويبدو واضحا بحسب ما كشف مصدر نيابي عامل على خط المشاورات هذه ولا سيما المسيحية منها وتحديدا المارونية ان هذا التشاور يستلزم بالتأكيد وقتا يتجاوز الثالث والعشرين من الجاري وهو الموعد المحدد لجلسة نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية، سواء على مستوى القيادات المارونية او على مستوى القيادات الوطنية بشكل عام وهي التي سيتولاها المعنيون الخارجيون من اوروبيين واميركيين وعرب.

الوضع الماروني: وقال المصدر انه على صعيد الواقع الماروني فان هناك عملا بعيدا بالكامل من الاضواء حرصا على انجاح الخطوات التي يقوم بها الوسطاء، كاشفا ان البطريركية المارونية تبلغت اليوم اربعة اسماء للجنة المتابعة اثنان من الغالبية واثنان من المعارضة لمواصلة التشاور تمهيدا لعقد لقاء قيادي رباعي يضم الرئيس أمين الجميل والنائب العماد ميشال عون والوزير السابق سليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع.

وكشف عن اجتماعات ليلية تعقد من أجل وضع ثوابت مسيحية اساسية يليها لقاء قيادي ومن ثم التوافق انطلاقا من ذلك على شخص الرئيس العتيد. وأشار الى ان التحرك البطريركي يعود الى الضغط الذي مارسه الفاتيكان من اجل اجراء الاستحقاق الرئاسي ضمن المواقيت الدستورية. ولعبت الرابطة المارونية دورا بارزا على هذا الصعيد. ولفت الى ان حركة موفدين بين بكفيا والرابية ومعراب والرابية، مشيرا الى العمل على اقامة خط اتصال ثنائي بين كل من الرئيس الجميل والعماد عون من جهة والوزير فرنجية والدكتور جعجع من جهة ثانية، بحيث يدعو البطريرك صفير لاحقا الاركان الاربعة الى لقاء في بكركي يحضره كذلك السفير البابوي لدى لبنان لويجي غاتي والرابطة المارونية يتم في خلاله حسم الموضوع الاستحقاقي.

بري وبكركي: وفي الموازاة ستستمر بكركي محور المشاورات الوطنية في شان الاستحقاق على خلفية مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري ومشاوراته السابقة واللاحقة مع رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري توصلا الى التوافق على شخصية الرئيس العتيد.

وكشف مصدر مقرّب من الرئيس بري لـ"المركزية" ان رئيس المجلس على تواصل دائم مع البطريرك صفير، مشيرا الى ان اللجنة التي شكلها البطريرك من الغالبية والمعارضة تصبّ في اطار مساعد لرئيس المجلس ولمبادرته وتبعد الصبغة الاسلامية عن التحضيرات للاستحقاق الرئاسي.

وأشار المصدر نفسه الى استعداد الرئيس بري للنزول عند طلب النواب المسيحيين في الموالاة والمعارضة على السواء إرجاء الجلسة في الثالث والعشرين من الجاري اذا تم التوافق على ذلك إفساحا في المجال امام الجانبين للتوافق واعطائهم المزيد من الوقت لبلوغ ذلك بما يمرّر هذه المحطة الدستورية بروح وفاقية وعلى خير.

وزراء الترويكا: ويرى الرئيس بري بحسب المصدر نفسه ان جهود وزراء خارجية فرنسا برنار كوشنير واسبانيا ميغل انخيل موراتينوس وايطاليا ماسيمو داليما الذين سيصلون في التاسع عشر من الجاري الى بيروت تستوجب بدورها مزيدا من الوقت لتقويم اهل الداخل لنتائج اللقاءات التي يكون هؤلاء الوزراء أجروها معهم. اضاف المصدر ان الرئيس بري يلاحظ وهو بات قريبا من الاقتناع بأن هناك صعوبة في التوافق المسيحي اولا والوطني ثانيا على رئيس للجمهورية قبل موعد الثالث والعشرين من الجاري، وهو انطلاقا من ذلك يرى ان الامور تدفع بالجميع اذا كانت النيات صافية وصادقة الى التوافق على إرجاء الجلسة في الثالث والعشرين من الجاري وهذا يكون مثابة خطوة اولى على طريق التفاهم الوطني على انتخاب رئيس وفاقي تخرج معه البلاد من الازمة التي تتخبط بها، خصوصا اذا كان هذا الرئيس اضافة الى إجماع الافرقاء حوله يمثل ارادة وطنية جامعة للبنانيين التوّاقين الى الخلاص من الازمات وفتح صفحة جديدة من تاريخ وطنهم.

 

شمعون: سمّينا ابو عاصي وصقر وهمــا يمثلان كل 14 آذار ومهمة اللجنة ليست بسهلة واستبعد التوصل الى نتائج ايجابية

المركزية - ايد رئيس حزب "الوطنيين الاحرار" دوري شمعون كل عملية لها طابع انساني يمكن ان تخفف الضغط في المنطقة، واوضح انه كان يفضل ان تكون الدولة اللبنانية هي اللاعب الاساسي والشريك الاساسي في عملية تبادل الاسرى التي تمت بين دويلـة "حزب الله" والدولة الالمانية والدولة الاسرائيلية والدولة الايرانية. ورأى شمعون في حديث تلفزيوني ان ايران في وضع حرج وان اسرائيل وراء كل توتر مذهبي سني- شيعي في المنطقة لانها ستستفيد من انشغال المسلمين بحرب مذهبية. ونبّه من يفكر بعرض عضلاته وتوتير الاوضاع الى انه يخلق ارضية يمكن ان يستفيد منها عدونا. وأمل في أن يكون لتوقيت عملية التبادل ابعاد سياسية في الداخل بحيث يخفف "حزب الله" من لهجته وتهديداته المبطنة وسينضم الى الاسرة اللبنانية.

وهنأ الاجهزة الامنية التي كشفت الشبكة الارهابية أمس وقال ان الاستحقاق الرئاسي هو مرض ماروني ولا أرى علاجا له حتى اليوم. وأشار الى ان البطريرك صفير والمطارنة الموارنة شاؤوا ازالة الحقن الموجود وان يتفق الموارنة بين بعضهم البعض على صيغة معينة تستطيع الاتيان برئيس يستطيع ان يحكم البلد. وطـُلب من 14 آذار ومن 8 آذار ان تتشكل لجنة رباعية لكي تبحث في هذه المواضيع على اسس معينة، وطـُلب منا كحزب ان نعيّن شخصا في اللجنة وسمّينا الدكتور الياس ابو عاصي. فيما سمت الكتلة الوطنية الاستاذ مروان صقر وحصل اعتراض من قبل المعارضة على درجة التمثيل، وتاليا نحن من يختار وليس غيرنا. أضاف: لم نتعود ان نستأذن احدا و 14 آذار مجموعة متفقة على النقاط الاساسية ، وحصل تشاور، قبل ان يتعين ابو عاصي وصقر، في النقاط الاساسية التي ستبحث، فليطمئن الجميع الى ان هذين الشخصين يمثلان كل 14 آذار من دون استثناء. وقال: ان ممثلينا سيؤكدان التمسك بالدستور وباتفاق الطائف والالتزام بالقرارات الدولية، والتأكيد على تنفيذ ما اتفق عليه على طاولة الحوار فمهمة اللجنة اذا ليست سهلة ابدا. وقال: اذا فشلت اللجنة في عملها فأعتقد ان الرسالة ستصل الى البطريرك بأن العملية مستحيلة. ولفت الى انه لو اردنا عرقلة مسعى البطريرك صفير لرفضنا في الاساس ان نكون في اللجنة. مستبعدا ان تتوصل اللجنة الى نتائج ايجابية. وشدد على ان الفراغ الدستوري ممنوع واذا لم يحصل التوافق سنذهب الى الانتخابات بالنصف زائدا واحدا. وقال ان سوريا تريد ان يحصل فراغ دستوري وان تدبّ الفوضى وان تطير المحكمة الدولية والحكومة.واستبعد شمعون اخيرا قيام حكومتين في لبنان مؤكدا ان الانتخابات الرئاسية ستحصل وسيصار الى الاعتراف بالرئيس.

 

جنبلاط انتقل الى واشنطن للقاء مسؤولين في الادارة والكونغرس: الهمّ الاساس انتخاب رئيس للجمهورية يلتزم مسـار "ثورة الارز"

المركزية - اعتبر رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط ان الهمّ الاساس هو انتخاب رئيس للجمهورية يلتزم مسار ثورة الارز، وشدد على اهمية اجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده، معلنا انه ليس ضد التوافق انما ليس اي توافق فهو يجب ان يكون على اساس احترام القرارات الدولية خصوصا الـ1559 و1701.

انتقل جنبلاط الى واشنطن للقاء عدد من المسؤولين في الادارة الاميركية والكونغرس بعدما انهى زيارته الى نيويورك حيث اعرب عن اطمئنانه الى الجهود المبذولة لقيام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.وقال: لست ضد ما يسمى التوافق، لكن ليس اي توافق، بل توافق على اساس احترام القرارات الدولية وأولها هو الـ1559 و1701 والنقاط السبع، وطبعا موقفي لا يلزم زملائي في تحالف 14 اذار، لكن الحد الادنى اذا كان المرشح يلتزم بالقرارات الدولية اذاَ يلتزم بمسار ثورة الارز في السيادة والاستقلال والحرية والمحكمة الاساس ليس في الثأر انما في العدالة، وعندما نقول عدالة نتذكر رفض نظام الوصاية السورية وإجرامه.

وبحث جنبلاط كذلك في مسار تشكيل المحكمة الدولية مع مساعد الامين العام للشؤون القانونية نيكولا ميشال مبديا بشكل خاص آراء تتعلق بعملية اختيار القضاة وبالمهل المنصوص عليها لاستكمال هيئة المحكمة وموضوع التمويل، مؤكدا انه و"الشيخ سعد يد واحدة منذ بدأنا مع الشهيد رفيق الحريري وعندما عاد من دمشق مكسور الخاطر، وعندما امره بشار الاسد وقال له "مدّد للحود او بكسّر لبنان" نحن في المسيرة نفسها، آنذاك نعم ذكرت للرئيس الحريري وقلت له مدّد على الرغم من الصعوبات وعندها ظننت انني قد اتفادى او اؤخر القرار السوري بالاعدام، وقد تأخر بضعة شهور ولكن منذ ان بدأنا مع الشيخ رفيق الحريري ونحن سويا مع الشيخ سعد الحريري ولا خوف". والتقى جنبلاط كذلك ممثلي الدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الامن وكان استعراض للوضع اللبناني الراهن في مختلف جوانبه خصوصا موضوع المحكمة الدولية والانتخابات الرئاسية. وقد شدد ممثلو الدول الخمس على ضرورة اجراء هذه الانتخابات في موعدها.

وتجدر الاشارة الى انه في خلال 15 يوما ستعقد لجنة اختتيار القضاة اجتماعها الاول وسيخصص لعملية انتقاء اولية لقضاة لبنانيين وغير لبنانيين ومرشحين لهيئة المحكمة، وسيكون عدد الترشيحات كبيرا من القضاة الدوليين، على ان يزداد هذا العدد في حال قررت اللجنة قبول طلبات الترشيح التي وردت بعد 24 ايلول.

 

رئيس الحكومة ترأس اجتماعا للجنة متابعة مسألة شبكة اتصالات "حزب الله"

وطنية - 16/10/2007(سياسة) ترأس رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في السراي الكبير مساء اليوم اجتماعا للجنة الوزارية المكلفة متابعة مسألة شبكة الاتصالات التابعة ل"حزب الله" حضره الوزراء مروان حمادة، حسن السبع وجهاد ازعور. وتابعت اللجنة دراسة الموضوع.

 

انفجار صاعق قنبلة يبتر اصابع طفلة من نازحي البارد في التبانة

وطنية - 16/10/2007 (امن) صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة البلاغ التالي: "الساعة 12,30 من تاريخه، وفي محلة التبانة ـ طرابلس، داخل متوسطة التبانة الرسمية المختلطة التي يسكنها نازحون من مخيم نهر البارد، إنفجر صاعق قنبلة أثناء اللعب به من قبل الطفلة ملاك توفيق علي شرف (4 سنوات) فلسطينية، ما أدى إلى بتر أصابع في يدها اليمنى، وإصابة سليمان محمد أبو الحجل (73 سنة ) فلسطيني، بجرح طفيف في أذنه اليسرى لم يستوجب نقله إلى المستشفى، بينما نقلت الطفلة إلى مستشفى الشمال ـ زغرتا للمعالجة، وضعهما الصحي مستقر.

التحقيق جار بإشراف القضاء المختص".

 

ايلي عون: مبادرة بكركـي جاءت متأخرة ولن ينتخب الرئيس فــي 23 تشريــن

المركزية - إعتبر عضو "اللقاء الديموقراي" النائب أيلي عون ان مبارة بكركي جاءت متأخرة ولفت الى ان اللقاء لا يعلق آمالا كبيرة عليها لأن الهوة عميقة بين الفريقين. وقال عون في حديث صحافي : ان مبادرة بكركي جاءت لتحجب مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري ، وتابع: " عوضا من ان يتم اجتماع لقادة المعارضة يحكى عن تشكيل لجنة رباعية من الصف الثالث ما يدل ان الطبخة" وضعت على نار خفيفة وان المبادرة لا تتجه نحو نهاية سعيدة".

وأكد عون ان في 23 تشرين لن يتم انتخاب رئيس للجمهورية وسندخل في استحقاق الايام العشرة الاخيرة مشددا على ان مرشحي 14 آذار لن يتغيروا وأضاف: "النائب روبير غانم وضع نفسه بين الفرقين ولكننا لم نناقش بعد امكان التوافق على اسمه كون الازمة الرئاسية ليست محصورة باسم الرئيس انما هي متشابكة خصوصا بعد ان أعادنا أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الى البحث في مواضيع المحكمة الدولية والقرار 1559 لذلك فمشاريع عدة تتداخل مع الرئاسة فتزيدها صعوبة". ووصف عون زيارة رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري الى واشنطن بالموفّقة "لجهة تعجيل تشكيل المحكمة الدولية ودعم الاقتصاد والقوى الامنية الللبنانية"، أما عن موضوع دعم واشنطن لانتخاب رئيس بالنصف زائدا واحدا فنفى عون بشدّة ان يكون البحث تطرق لهذا الموضوع.

وعن أجواء زيارة رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط الى الولايات المتّحدة لا سيّما أنها تأتي مباشرة بعد زيارة الحريري قال عون: "النائب جنبلاط سيلقي محاضرات في واشنطن وسيشدد على ضرورة الاسراع بتشكيل المحكمة الدولية وسيجدد مواقف قوى 14 آذار لكن التطرق الى الانتخاب بالنصف +1 غير وارد كونه أمرا داخليا لا علاقة للاميركيين به". والى متى ستمكث الاكثرية في فندق "فينيسيا" وهل انتخاب الرئيس سيحل مشكلة تهديدات نواب الاكثرية"؟ قال عون: "مكوثنا في "فينيسيا" يتوقف على التطورات المقبلة وأعتقد ان المدة لن تكون قصيرة كوننا مضطرين لأخذ الاحتياطات اللازمة كافة كما ان انتخاب الرئيس لن يحل أزمة تهديد الاكثرية لان هذه الازمة مرتبطة بالمحكمة الدولية وبتأليف الحكومة المقبلة وبغيرها من الاستحقاقات الداهمة".

 

الكونغرس الاميركي يدين التدخل السوري والايراني في لبنان ويحمّل دمشق وطهران مسؤولية الاغتيالات

نهارنت/صعّد الكونغرس الأميركي لهجته ضد "التدخل السوري والإيراني في لبنان"، وطرح مشروع قرار مدعوماً من الأكثرية النيابية الأميركية يحمّل دمشق وطهران مسؤولية "حملة الاغتيالات" في بيروت. ويخص بالذكر "عملية التمديد للرئيس اميل لحود التي تمت بواسطة هذا التدخل في العام 2004 وما لحقها من اغتيالات" في بيروت، بدءاً باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري الذي كان يقود المعارضة في وجه الهيمنة السورية على لبنان في 14 شباط 2005، مشيرا الى ادانة المحققين الدوليين لسوريا في هذه الجريمة. ويتحدث مشروع القرار عن ثورة الارز التي انطلقت اثر عملية الاغتيال والتي تمكنت، بمساندة الضغوط الدولية، بتحقيق الانسحاب السوري العسكري من لبنان والقيام بانتخابات حرة.

ويدين النص عرقلة سوريا وايران تنفيذ القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن الدولي، لا سيّما القرارات 1559، 1655، 1664، 1680، 1701 و1757 عبر خرق سيادة لبنان من خلال تزويد الميليشيات غير الشرعية في لبنان ، من لبنانية وفلسطينية، بالسلاح. ويدين "عرقلة بعض الشخصيات السياسية اللبنانية العملية الدستورية لانتخاب رئيس جديد"، ويدعو مشروع القرار الرئيس جورج بوش الى التوجه للأمم المتحدة وتبني قرارات دولية تحمي سيادة لبنان واستقلاله وتمنع ذلك التدخل.

وقدمت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي برئاسة النائب الديموقراطي غاري أكرمان، مشروع القرار للتصويت الاثنين. وجاء في مشروع القرار:

1- يدين الكونغرس حملة الاغتيالات والرعب والتخويف ومحاولة فرض حكومة تنصاع لإرادة سوريا وايران.

2- يدين التدخل السوري والايراني في شؤؤن لبنان السياسية الداخلية، وخصوصاً عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية وخرق القرارات الصادرة عن مجلس الامن التي تحفظ سيادة لبنان واستقلاله.

3- يدين الأحزاب اللبنانية المتحالفة مع سوريا وإيران على حساب مصلحة لبنان الوطنية.

4- يدين الجهود التي يبذلها بعض الشخصيات السياسية اللبنانية لعرقلة انتخاب رئيس جديد في لبنان بحسب الاصول الدستورية.

5- يؤكد دعمه المتواصل للحكومة اللبنانية المشكلة ديمقراطياً وسيادة لبنان.

6- يدعو جميع الدول الى دعم سيادة لبنان واستقلاله.

7- يستعجل الرئيس استخدام كل الأدوات السلمية المتاحة في الأمم المتحدة لحماية سيادة لبنان واستقلاله. 

 

الجيش اللبناني يعتقل عناصر شبكة إرهابية خططت لضرب «يونيفيل»

جنبلاط في نيويورك يركز على إجراءات المحكمة والإستحقاق الرئاسي ...

إسرائيل تتوقع كشف مصير أراد بعد التبادل مع «حزب الله» والكونغرس يحمّل سورية وإيران مسؤولية الاغتيالات

واشنطن , بيروت , نيويورك – جويس كرم , راغدة درغام

 الحياة - 16/10/07//

حصلت عملية تبادل محدودة ومفاجئة مساء أمس لجثث وأسير بين إسرائيل و «حزب الله»، عند الحدود اللبنانية – الإسرائيلية في منطقة الناقورة، حيث مقر قيادة القوات الدولية (يونيفيل).  وتزامنت عملية التبادل التي تردد أنها شملت أيضاً الإفراج عن موقوفين اثنين إيراني ولبناني، في ألمانيا، متهمَين بتفجير مطعم ميكونوسي في برلين العام 1992، وهو ما نفته ألمانيا، مع إعلان الجيش اللبناني توقيف أعضاء شبكة إرهابية، اعضاؤها غير لبنانيين، خططت للقيام بتفجيرين لاستهداف قوات الأمم المتحدة المعززة المنتشرة في جنوب لبنان منذ آب (أغسطس) 2006، لكن إحدى العبوتين اللتين زُرعتا لاستهداف إحدى دوريات «يونيفيل» لم تنفجر بسبب خطأ تقني، وهي زُرعت على طريق عام العباسية – جل البحر قرب مدينة صور، ما أدى الى كشف الشبكة.

وتمت عملية التبادل بين إسرائيل و «حزب الله»، بعد تكتم شديد على آليتها، قرابة السادسة مساء أمس، وشملت تسليم الحزب جثة مستوطن إسرائيلي من اصل إثيوبي، أفادت المعلومات انه غرق العام 2005 في البحر، وقذفت الأمواج جثته الى الشاطئ اللبناني. وسلّمت إسرائيل الراعي اللبناني حسن اسماعيل عقيل الذي تجاوز الحدود مع ماشيته بداية العام 2006 فأوقفه الإسرائيليون منذ حينها، كذلك جثماني المقاومين من «حزب الله» اللذين سقطا اثناء المواجهات مع الجيش الإسرائيلي في بدايات معارك حرب تموز في بلدة مارون الراس، علي الوزواز من بلدة ميس الجبل، ومحمد دمشقية من بلدة عيتا الجبل.

وكانت سيارات الهيئة الصحية الإسلامية التابعة لـ «حزب الله»، ترافقها سيارات لقياديين من «حزب الله» عبرت في اتجاه الناقورة الرابعة والثلث بعد ظهر امس، لنقل جثة المستوطن الإسرائيلي الذي أفادت معلومات إسرائيلية انه يقطن بلدة بئر السبع، بعدما تردد في بعض وسائل الإعلام ان جثة الإسرائيلي ربما تعود الى جندي سقط في البحر من البارجة الإسرائيلية «ساعر» التي أصابتها صواريخ «حزب الله» في حرب تموز العام الماضي.

وتولى استلام الأسير اللبناني وجثماني المقاومين، الجيش اللبناني بالتعاون مع قوات الأمم المتحدة، خصوصاً انه سبق عملية التبادل اجتماع في مقر قيادة القوات الدولية صباحاً، حضره ضباط من الجيش اللبناني والإسرائيلي. وفيما ذكرت معلومات ان التبادل جاء نتيجة مفاوضات جرت كانت ألمانيا الوسيط فيها، أشارت معلومات أخرى الى ان الأمم المتحدة كانت طرفاً في الوساطة، خصوصاً ان المفاوضات الجارية للتوصل الى مبادلة الجنديين اللذين أسرهما «حزب الله» في 12 تموز العام الماضي بأسرى لبنانيين وعرب في إسرائيل، تتم عبر وسيط عيّنته الأمانة العامة للأمم المتحدة العام الماضي.

وتأخر تأكيد حصول التبادل مساء أمس، بسبب قيام الجانبين بإجراءات التأكد من هوية الجثث التي شملتها. وأعلن الجانب الإسرائيلي لوسائل الإعلام قرابة الثامنة ان جثة الإسرائيلي تعود فعلاً للمستوطن غبريال غوئيب. وتولى حاخامون الإشراف على التأكد من هويته بالتعاون مع السلطات المعنية الإسرائيلية.

من جهة ثانية، قال مسؤول إسرائيلي لوكالة «فرانس برس» أمس أن «حزب الله» اللبناني «سيقدم معلومات عن مصير الطيار الإسرائيلي رون أراد الذي اختفى منذ 1986 في لبنان وذلك في إطار اتفاق على تبادل جثث وأسرى بين إسرائيل والحزب.

وكانت الجهات المعنية في قوات الأمم المتحدة علقت امس على إعلان الجيش اللبناني اعتقال عناصر شبكة عملت على استهداف دوريات لقوات «يونيفيل». وقال نائب الناطق الرسمي باسم القوات الدولية آري غاي نت ان الجيش أبلغ «يونيفيل» اعتقال الشبكة. وأشاد بالسلطات اللبنانية وعملها في هذا المجال، مذكراً بأن مجلس الأمن كان شدد في قراره على ان أمن «يونيفيل» اولاً وأخيراً هو من مسؤولية كل الأطراف. وزاد ان «يونيفيل» ستبقى على يقظة «ولا تزال تتخذ كل الإجراءات لدرء الأخطار وتحسين أمن جنودها وموظفيها وسلامتهم».

الكونغرس

وفي واشنطن، صعّد الكونغرس الأميركي لهجته ضد «التدخل السوري والإيراني في لبنان»، وطرح مشروع قرار مدعوماً من الأكثرية النيابية الأميركية يحمّل دمشق وطهران مسؤولية «حملة الاغتيالات» في بيروت، ويدين «عرقلة بعض الشخصيات السياسية اللبنانية العملية الدستورية لانتخاب رئيس جديد»، ويدعو مشروع القرار الرئيس جورج بوش الى التوجه للأمم المتحدة وتبني قرارات دولية تحمي سيادة لبنان واستقلاله وتمنع ذلك التدخل.

وقدمت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي برئاسة النائب الديموقراطي غاري أكرمان، مشروع القرار للتصويت أمس، وكان متوقعاً أن ينال تأييد الأكثرية كما أكد لـ «الحياة» مكتب النائب أكرمان. ويدين النص بشدة «التدخل السوري المستمر في الشؤون اللبنانية» ويخص بالذكر «عملية التمديد للرئيس اميل لحود التي تمت بواسطة هذا التدخل وما لحقها من اغتيالات» في بيروت. ويتهم النص مباشرة إيران وسورية بالعمل من أجل «الهيمنة على لبنان» وبـ «إطلاق حملة اغتيالات وترهيب تستهدف الأكثرية النيابية اللبنانية وشخصيات شعبية وسياسية معارضة لسورية»، تهدف الى «فرض حكومة تنصاع لإرادة دمشق وطهران». كما ينتقد «الأحزاب اللبنانية المتحالفة مع سورية وإيران على حساب مصلحة لبنان الوطنية»، ويأخذ على «جهود بعضها لعرقلة العملية الدستورية لانتخاب رئيس» جديد للبنان. ويدعو القرار الرئيس بوش الى «استخدام كل الأدوات السلمية المتاحة في الأمم المتحدة لحماية سيادة لبنان واستقلاله».

أما على الصعيد السياسي الداخلي فقد ساد الغموض الأنباء عن تأليف اللجنة المصغرة من الفرقاء الموارنة في الأكثرية والمعارضة من اجل البحث في توحيد الرؤية الى الاستحقاق الرئاسي ومناقشة مواصفات الرئيس المقبل للجمهورية في ظل الأزمة السياسية المتمادية التي تهدد بحصول فراغ في الرئاسة نتيجة الخلاف على النصاب المطلوب لعقد جلسة الانتخاب إذا قررت المعارضة مقاطعتها بفعل الأزمة. وذكرت مصادر قريبة من المعارضة ان تسرّب أسماء مقترحة لعضوية اللجنة يخالف الاتفاق على سرية اجتماعاتها وأعضائها، والذي حصل خلال لقاء البطريرك الماروني نصر الله صفير مع القادة الموارنة في الجانبين الأسبوع الماضي.

وأعتبر «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي الذي يتزعمه النائب ميشال عون مساء أمس أنه «في حال عدم نجاح مسعى بكركي ومبادرة الرئيس بري في تحقيق التوافق على رئيس للجمهورية، وتجنباً لوقوع البلاد في الفراغ أو الصدام، لا بد من المسارعة الى تأليف حكومة انتقالية وفاقية تمسك بزمام السلطة وتضبط الوضع في البلاد وتعمل على اتخاذ الخطوات اللازمة لتوفير الأسس والأجواء الملائمة لانتخاب رئيس للجمهورية وفق النصوص الدستورية والقانونية».

وفيما ينعقد المجلس النيابي اليوم من اجل التجديد لهيئة مكتبه وللجان النيابية المتخصصة، كثرت التصريحات والمواقف من رموز في الأكثرية والمعارضة عن مصير جلسة 23 الجاري التي كان بري دعا إليها لانتخاب الرئيس الجديد. وغلبت على هذه المواقف توقعات بألاّ يتوصل الفريقان قبل ذلك التاريخ الى اتفاق يسمح بانتخاب الرئيس الجديد.

جنبلاط في نيويورك

وفي نيويورك، اجتمع رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط على مائدة فطور مع سفراء بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة ونائب المندوب الروسي الدائم وكبار موظفي الأمم المتحدة. وكان مقرراً له أن يجتمع لاحقا مع الأمين العام بان كي - مون ومساعد الأمين العام للشؤون القانونية نيكولا ميشال.

وقال جنبلاط، قبيل اجتماعه مع الأمين العام، انه ينوي التركيز معه على اجراءات انشاء المحكمة الدولية لمقاضاة المتهمين في الاغتيالات السياسية في لبنان، وعلى مزارع شبعا وضرورة الضغط على اسرائيل كي توافق على وضعها في عهدة الأمم المتحدة كمرحلة انتقالية، الى حين موافقة سورية على ترسيم الحدود بما يقرر ان كانت هذه المزارع لبنانية أو سورية. وكان متوقعاً أن يسلّم مبعوث الأمين العام الخاص المكلف مراقبة تنفيذ القرار الدولي الرقم 1559 تيري رود لارسن، تقريره الى الأمين العام أمس الاثنين. ومن المتوقع أن يسلّم بان التقرير في 19 الشهر الجاري الى مجلس الأمن الذي يبحث فيه لاحقاً

 

"تأليف لجنة الاتصال المسيحية الرباعية وبكركي تتبلّغ الأسماء

نهارنت/أبلغ فريقا 14 آذار والمعارضة المارونيين، اللذان شاركا في لقاءي بكركي الاسبوع الماضي، كل من جانبه، الى بكركي اسماء ممثليهما في لجنة الاتصال المنبثقة من هذين اللقاءين. وقد تكتم كل من الفريقين عن اسمي ممثليه في اللجنة الرباعية التي ستعمل في رعاية بكركي وفي اشراف احد المطارنة الذين شاركوا في اللقاءين. واستناداً الى معلومات "النهار" ان مهمة هذه اللجنة قد لا تظل محصورة في السعي الى وضع لائحة بمواصفات الرئيس العتيد وأسماء المرشحين، بل قد تشمل أيضاً العمل على تهدئة الأوضاع بين القوى المسيحية ووقف الحملات الاعلامية المتبادلة بين الفريقين والتزام الاحتكام الى اللعبة الديموقراطية وتجنب اي احتكاك عنفي. وتزامن ذلك مع حديث عن مساع لعقد لقاء مسيحي على مستوى الأقطاب اختصاراً للوقت وتعجيلاً في الاتفاق الذي تسعى اليه بكركي، علماً ان تحركاً كهذا قد يتخطى مداه 23 تشرين الأول موعد الجلسة النيابية المرجح ان تؤجل، الا ان المهلة تبقى متاحة في غضون شهر بعد هذا الموعد يفصل عن نهاية المهلة الدستورية للاستحقاق.

وعلم ان بكركي استعانت بعدد من رجال القانون الدستوري الفرنسيين، لاعداد دراسة تتعلق بالنصاب الدستوري لانتخاب رئيس الجمهورية، وينتظر ان تتسلم الدراسة في الأيام القريبة. يذكر ان بكركي تطالب بحضور ثلثي اعضاء المجلس لبدء الجلسة الأولى من الانتخابات، استناداً الى دراسات واجتهادات لعدد من رجال القانون اللبنانيين والاجانب. يشار انه اليوم يعقد نواب الغالبية والمعارضة في ساحة النجمة جلسة لانتخاب اللجان النيابية تؤذن ببدء العقد العادي لمجلس النواب، وهي جلسة يعول عليها رئيس المجلس نبيه بري لجعل نواب الفريقين يخوضون حوارات مباشرة ظاهرها الاتفاق على تجديد اللجان وتطعيمها، وباطنها تعزيز مناخ الحوار قبل اسبوع من جلسة الانتخاب الرئاسية. 

 

المجلس النيابي انتخب اعضاء اللجان الشاغرة بوفاة النائبين عيدو وغانم

نهارنت/انتخب المجلس النيابي في جلسته اليوم الثلاثاء اعضاء اللجان النيابية وعددها 16 لجنة من دون لجنة النظام الداخلي لملء المقعدين الشاغرين بوفاة النائبين وليد عيدو وانطوان غانم. وقد انتخب النواب اعضاء اللجان على ان تنتخب هذه اللجان رؤساءها، وحل النائب نقولا غصن في لجنة الادارة مكان النائب الشهيد وليد عيدو. كذلك حل النائب سمير الجسر مكان النائب الشهيد وليد عيدو في لجنة الدفاع. وفازت بالتزكية، والنائب فؤاد السعد مكان النائب الشهيد انطوان غانم في اللجنة نفسها، وفازت بالتزكية. وفي لجنة شؤون المهجرين حل النائب ايلي عون مكان النائب الشهيد انطوان غانم، فيما حل النائب أمين عيتاني مكان النائب نقولا غصن في اللجنة. وفازت بالتزكية وفازت بقية اللجان النيابية بالتزكية. وقد افتتح رئيس مجلس النواب نبيه بري مع بدء العقد الثاني للمجلس لهذا العام والذي يستمر لغاية آخر السنة، جلسة انتخاب أعضاء اللجان في حضور حوالي 66 نائبا. وحضر النواب الى ساحة النجمة وسط اجراءات امنية مشددة. 

 

جنبلاط من نيويورك: المحكمة البند الأول

 بيروت -»السياسة«:  وصل رئيس »اللقاء الديموقراطي« النائب وليد جنبلاط أمس إلى نيويورك للقاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وعدد من المسؤولين. وبعد وصوله قال جنبلاط أن المحكمة هي البند الأول وهذا كان الصراع الأساس والتحدي الأساس أن ننجز المحكمة, طبعاً كنا نستطيع إنجازها منذ زمان لو لم يقفل مجلس النواب بشكل غير دستوري وبالنسبة إلى اختيار القضاة, فإنني شخصياً لا أرى من الضرورة أن يختار قضاة من العالمين العربي أو الإسلامي, فالقاضي هو قاضٍ, المهم أن يكون قاضياً يتحدى إرهاب المجرمين الذين يفتكون في لبنان, الساسة والمفكرين والقادة والأبرياء.  ورأى جنبلاط أن الاستحقاق الرئاسي يتطلب رئيساً يحترم القرارات الدولية من 1559 إلى ال¯1701 مروراً بقرار المحكمة, لأنه إذا ما أتى رئيس ينصاع إلى الإرادة السورية قد لا يحترم القرارات الدولية ويعمل على تعطيلها, وأيضاً قد يؤخر المحكمة.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 16 تشرين الاول 2007

البيرق

نجح مسؤول حزبي في انهاء أزمة اقتصادية قبل ان تتفاعل في ضوء اجراءات اتخذتها جهة اقليمية .

الشرق

مرشح رئاسي من الصنف الحشري يؤكد في مجالسه الخاصة انه يتكل على توافق الموالاة والمعارضة على استبعاد المرشحين ميشال عون ونسيب لحود وبطرس حرب ... والاتفاق عليه باقل تعقيد ممكن .

مرجع رسمي استبعد تلبية دعوة رسمية تلقاها من دولة خليجية وابلغ سفيرها في لبنان انه يتعذر عليه في الوقت الراهن الغياب عن بيروت لاسباب دستورية .

اوساط حزبية قالت عن توقعات البعض حصول تطورات امنية ان ذلك غير وارد من جهة من تمثله , لكنها لا تضمن ما قد يصدر عن غيرها .

البلد

استغربت بعض المصادر عدم دعوة المرشح للرئاسة روبير غانم الى اجتماعات الموارنة في بكركي وقبلها اجتماع معراب .

سأل احد النواب عن الطريقة التي اعتمدت في اختيار ممثلي تكتل المستقبل واللقاء الديموقراطي لاجتماع موارنة 14 آذار في بكركي .

قيل ان وزير التربية خالد قباني سيكون في مقدمة المرشحين لتأليف الحكومة الاولى في العهد الجديد .

النهار

يخشى مسؤول سابق ألا تتحقق وحدة الصف الماروني ولا حتى وحدة الهدف في الانتخابات الرئاسية.

يستبعد رئيس حكومة سابق انتخاب رئيس للجمهورية قبل ان يحصل توافق اقليمي ودولي على ذلك.

تجددت محاولات اقناع بعض الوزراء بالاستقالة اذا ما تعرضت البلاد لخطر الفراغ الرئاسي، او إقناع الوزراء المستقيلين بالعودة الى الحكومة.

السفير

مرجعية غير مدنية تسلمت دعوة رسمية لزيارة بلد عربي، على أن تتم الزيارة خلال هذا الاسبوع.

طلب مرجع كبير تسليم مبنى كان يشغله منذ اكثر من 15 عاماً الى مؤسسة أمنية.

شكل رئيس كتلة نيابية كبيرة لجنة سياسية مصغرة وكلفها متابعة الشؤون السياسية والمفاوضات منعاً لأي خطأ يحصل.

نقل عن مرجع دولي كبير ان أسباب التبــاطؤ في قضية المحكمة الدولية يعود الى ان كل طرف دولي واقليمي يريد النتائج لمصلحته.

المستقبل

لاحظت أوساط متابعة عودة حزب يقود "المعارضة" الى خطاب "التمييز" بين جهة وأخرى في الأكثرية في وقت لم تتوقف الحملة على تيار أكثري بسبب زيارة زعيمه الى دولة كبرى.

تردد أن فريقاً في "المعارضة" ينوي العودة الى اقتراح "حكومة الوحدة الوطنية" واعتماد مرحلة انتقالية بواسطة هذه الحكومة وتأجيل الاستحقاق الرئاسي.

عُلم ان دولة أوروبية ستتولى بتكليف دولي مساعدة الحكومة اللبنانية على مراقبة الحدود بين لبنان وسوريا.

الأخبار

ذكر مصدر قريب من النائب وليد جنبلاط أن الأسباب التي دفعته إلى طلب إجراءات أمنية مضاعفة في منزله في بيروت تعود الى تلقّيه إنذاراً أمنياً بالغ الحسّاسية يتضمّن معلومات عن وجود سيارة مفخخة يقودها انتحاري تتحرك في منطقة قريبة، وأن من بداخلها يراقب توقيت خروج جنبلاط من منزله ليفجّر نفسه بموكبه.

أجرى فريق أمنيّ دولي تغييرات على مستوى التركيبة الأمنيّة التي تحيط بعمل أجهزة الأمم المتحدة ومؤسساتها، مع رفع مستوى اليقظة والطلب الى جميع العاملين التقيد بالتعليمات الخاصة بالتحرك والسيارات وأماكن السكن وطريقة التجوال، وقد وَزّع على كلّ موظّف جهازاً لاسلكياً من أجل تحديد موقعه وتأمين التواصل بين الموظفين والقوى المكلفة إجراءات الحماية.

أوفد أحد قادة الأكثرية من المعنيين بحوار جار بعيداً من الأضواء مع قطب معارض، مقرّباً منه على صلة قرابة بالطرف الآخر ليسرّ في أذنه بأنه بات على استعداد للبحث في ما بعد الاستحقاق الرئاسي، ولا سيما ما يتصل بالتركيبة الحكومية الأولى في العهد الجديد، مرفقةً بعناوين سياسية تتصل بقانون الانتخاب وصيغة جديدة للتحالفات التي من شأنها أن تقلب الأمور رأساً على عقب.

أ علّق مسؤول حزبي على اقتياد سائق النائب الشهيد أنطوان غانم قبل أيام من المستشفى إلى المخفر للتحقيق معه تنفيذاً لمذكرة قضائية صدرت بحقه منذ أكثر من 25 عاماً بسخرية وقال: "هل نقلوه مخفوراً لمنع فراره؟، وهل عصبوا له عينيه، أم أنهم علموا أنه فقد البصر".

أشارت مصادر دبلوماسية الى حالة التفاؤل التي سادت في الأوساط الدبلوماسية بعد تعيين السفير بسام النعماني أميناً عاماً للوزارة بالوكالة، معتبرة أن تعيين سفير سني بيروتي انتصار لمسار هدفه الحفاظ على الأعراف والتقاليد السائدة في السلك من دون اللجوء الى سوابق يجري تكريسها عبر قرارات وزارية. لكن المصادر أكدت أن نعماني لن يتسلم مهامه اليوم كما أشيع في الأوساط الإعلامية، لأنه لم يتبلغ رسمياً قرار تعيينه من الوزارة التي لم تتسلم بدورها قرار تعيينه في مجلس الوزراء رسمياً.

ومن جهة أخرى، لفتت المصادر إلى أن وزارة الخارجية والمغتربين تعيش حالاً من الترقب ونوعاً من الشلل بانتظار اتضاح ما ستسفر عنه استحقاقات المرحلة

المقبلة.

اللواء

أبلغ قطب في الأكثرية مرجعاً كبيراً أن شخصيتين نيابية وحزبية موضع عدم ثقة في المفاوضات الجارية بينهما·

· توقع مصدر قيادي في "القوات اللبنانية" رداً على وزير سابق مدعماً بوثائق عن مرحلة من التعاون ضد شخصية حزبية رفيعة··

قلَّل قيادي بارز في الأكثرية المارونية من تشكيل لجنة لمتابعة المساعي، لأنها تفصيل صغير جداً لا يعوَّل عليه!

 

العثور على آثار جديدة في الهرمل تعود للحقبة الرومانية

وطنية - 16/10/2007 (متفرقات) اكتشفت صباح اليوم اثار جديدة في مدينة الهرمل، وفي التفاصيل كما افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" جمال الساحلي انه وبينما كانت الجرافات تعمل في مشروع توسيع الطريق الذي يصل بين الهرمل وسير الضنية تم العثور على حجر صخري كبير يعتقد انه حجر معصرة او جرن طاحونة، وحضرت القوى الامنية التي امرت بالتحفظ على الحجر الصخري وتوقيف العمل في المكان لحين حضور المهندسين المعنيين من مديرية الاثار في بعلبك.

ويبلغ قطر الحجر الصخري 75 سنتمترا وطوله 110 سنتمترات وهو يرتكز على قاعدة صخرية يعتقد انها لمنزل قديم او لمعبد روماني، حيث اكد المهندسون الذين تواجدوا في المكان ان الطبقات الموجودة مكان الجرف تؤكد قدم تلك الصخور التي لاشك في ان يد الانسان عملت فيها يوما ما.

 

القاضي خير الى نيويورك للتشاور مع بان كي مون في تعيين القضاة الاربعة

وطنية- 16/10/2007 (قضاء) غادر رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي انطوان خير بيروت الى نيويورك صباح اليوم عن طريق باريس، ممثلا الحكومة للتشاور مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لتعيين القضاة الاربعة في المحكمة الدولية.

 

الرئيس السنيورة استقبل مساعد وزير الدفاع الاميركي ووفدا من قوى الامن

وشدد على ضرورة تعزيز الجيش اللبناني للمساعدة على بسط سلطة الدولة

وطنية - 16/10/2007 (سياسة) إستقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة صباح اليوم في السراي الكبير مساعد وزير الدفاع الأميركي للشؤون السياسية السفير اريك ايدلمان على رأس وفد من وزارة الدفاع الأميركية، في حضور سفير الولايات المتحدة الاميركية جيفري فيلتمان والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء سعيد عيد، وعدد من المستشارين. وتركز البحث على المساعدات التي تنوي الحكومة الأميركية تقديمها الى الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي. وخلال الاجتماع عرض الرئيس السنيورة الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية من اجل تعزيز سلطاتها وقواها الأمنية وأهمية هذا الموضوع، كما عرض لمجريات أحداث نهر البارد والانتصار الذي حققه الجيش اللبناني على الرغم من الإمكانات المتواضعة. وشدد الرئيس السنيورة على ضرورة تعزيز الجيش للمساعدة على بسط سلطة الدولة.

وفد قوى الامن واستقبل الرئيس السنيورة بعد ظهر اليوم وفدا من مجلس قيادة قوى الأمن الداخلي برئاسة مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي في زيارة تهنئة لمناسبة عيد الفطر المبارك.

 

وزراء خارجية فرنسا وايطاليا واسبانيا في بيروت في 19 الحالي

والسفير حبيب عرض مع سفيري المكسيك والدانمارك العلاقات الثنائية

وطنية - 16/10/2007 (سياسة) استقبل مدير الشؤون السياسية والقنصلية في وزارة الخارجية والمغتربين السفير وليم حبيب سفير المكسيك لدى لبنان خورجي افلاريس فونيتو في زيارة بروتوكولية جرى البحث فيها في العلاقات الثنائية وسبل تطويرها. وكان حبيب قد استقبل سفير الدانمارك المعتمد في لبنان والمقيم في دمشق اوليه ايغبيرغ ميكلسن، وتم البحث في بموضوع الشرق الاوسط. من ناحية ثانية يصل الى بيروت في 19 الحالي كل من وزير الخارجية الفرنسي بيرنار كوشنير، والايطالي ماسيمو داليما، والاسباني ميغال انخل موراتينوس، ومن المقرر ان يلتقوا في العشرين منه رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والبطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير اضافة الى بعض الفعاليات السياسية. وفي ختام زيارتهم يتوجه وزراء الخارجية الثلاثة الى الناقورة لتفقد قوات بلادهم العاملة في اطار اليونيفيل, علما انه لم يحدد بعد رسميا موعد مغادرة الوفد الديبلوماسي الاجنبي وذلك بناء على ما افادت به السفارة الاسبانية في لبنان.

 

الشيخ الطفيلي: المقاومة أعطت لبنان منعة ويجب التمسك بها وصونها

أزمة الاستحقاق متجهة الى الاسوأ والحل في حوار مكثف لمصلحة البلد

وطنية- 16/10/2007 (سياسة) عقد الامين العام السابق ل"حزب الله" الشيخ صبحي الطفيلي مؤتمرا صحافيا في دارته في عين بورضاي -بعلبك، تناول فيه المستجدات، ومما قال: "نبهنا مرارا الى خطورة اللعبة التي تمارس في لبنان وناشدنا جميع الأطراف ان يعودوا الى رشدهم ويتوقفوا عن العبث بمصير بلدهم وشعبهم الذي أنهكته الحروب والنكبات والسلوك المعيب للزعماء والحكام، وهو اليوم في أمس الحاجة الى هدنة يلتقط فيها أنفاسه ويستعيد عافيته ودولته وأمنه واستقراره. كنا قبل شهور ننام ونستيقظ على أحجية الوزارة وأثلاثها وما رافق ذلك من ويلات، واليوم يعترينا كابوس رئاسة الجمهورية والتقسيم والحرب الأهلية، وليتنا نعلم ماذا ينتظرنا غدا او بعد غد من أزمات وأحجيات". أضاف: "إننا أمام أزمة رئاسة الجمهورية لا نجد فارقا جوهريا بين مشروع انتخاب رئيس بأكثرية الثلثين او بأكثرية النصف زائدا واحدا، مع بقاء الخلاف قائما بين أطراف النزاع على بقية المسائل الخلافية، لأنه على كل حال، لن تنطلق عجلة الحياة وبناء الدولة والمؤسسات والاقتصاد، وسيبقى لبنان مشلولا ومؤهلا لكل أنواع الصراعات والفتن، وسيبقى الاستنفار الطائفي الذميم".

ورأى "أن الصورة السوداء مع انتخاب رئيس بالنصف زائدا واحدا واضحة، باعتبار أن ذلك سينتهي بالحد الأدنى الى حالة شبيهة بحالة وزارة (العماد ميشال) عون ووزارة (الرئيس سليم) الحص في أواخر ثمانينات القرن الماضي مع استمرار الصراعات والفتن التي شهدناها.

وأما مع انتخاب رئيس بالاجماع مع بقاء الخلاف على سائر المسائل، فالصورة أيضا واضحة، لأن الرئيس والوزراء سيمنعون من مقاربة اي نقطة خلافية بين الفريقين، ونحن نعلم ان كل نقاط الحياة العامة في البلد خلافية، وبمعنى آخر سيكون للبلاد رئيس واحد ووزارة واحدة، لكنهما مشلولان وممنوعان من أي عمل، لأن شؤون البلاد محل خلاف، وستبقى ابواب الصراعات والفتن مفتوحة وسيبقى الاستفار الطائفي مسيطرا".

واعتبر "أن الحل في حوار مكثف ومخلص والبحث الجاد عن مصلحة البلد ومعالجة كل مشكلاته العالقة". وأعرب عن اعتقاده انه "يمكن الوصول الى حل في أيام قليلة ينفع الجميع ولا يضر أحدا".

وأضاف "أن المقاومة التي استطاعت أن تحرر لبنان وتذل العدو الصهيوني لأول مرة في ساحة المعركة وتفرض عليه الانسحاب، وأعطت لبنان منعة لا يحلم بها وباتت مدرسة يتعلم منها الأحرار والمظلومون وسائل الدفاع عن النفس، هذه المقاومة يجب ان يتمسك بها اللبنانيون ويحرصوا على صونها وحمايتها وعدم التفريط بها من خلال تطويرها لتصبح مقاومة كل اللبنانيين وليست مقاومة فريق منهم، وذلك بأن تصبح استراتيجية الدولة الدفاعية قائمة بشكل أساسي على اسلوب المقاومة ويعمم أسلوبها على كل الشعب في كل بلداته وقراه من خلال القنوات الرسمية للدولة اللبنانية، على أن تكون مشاركة الجميع في قرار المقاومة من خلال الدولة وقنواتها الرسمية، وبذلك لا يبقى السلاح محصورا بيد فريق دون الآخرين".

وعن جلسة 23 الحالي قال الشيخ الطفيلي: "ليس في اعتقادي فقط أن لا رئيس، بل لا جلسة، ويبدو أن الامور متجهة نحو الأسوأ"، معتبرا ان ما يقوم به البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير هو ما يستطيعه".

وسئل عن قول رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إن المواجهة هي مع سوريا و"حزب الله"، فأجاب بأن جعجع "يحاول تجنيب الساحة المسيحية الحدة في المواقف". وعلق على قول الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله ان اسرائيل وراء الاغتيالات: "هذا مزاح ناشف، إلا إذا اعتبرنا أن الاسرائيليين يخدمون مصالح 8 آذار".

 

النائب اندراوس: لماذا جلسة انتخاب اللجان ضرورة وملزمة في حين اقفل المجلس النيابي ابوابه في المحطات المفصلية؟

وطنية-16/10/2007 (سياسة) أسف النائب انطوان اندراوس في تصريح اليوم " للمهازل والمسرحيات التي تسود البلد، اذ وبعد مسرحية عملية تبادل الاسرى بين حزب الله واسرائيل، والتي جاءت على لسان الطرفين لدواع انسانية ليطلق حزب الله جثة من الفلاشا قذفتها الامواج نحو الجنوب، لتبرز مهزلة الجلسة النيابية والتي سادها الكذب والرياء والمزاح وكل اشكال وانواع الكوميديا، وذلك على حساب ارواح شهداء الاستقلال، وهذا ان دل على شيء انما ينم عن الخفة واللامسؤولية التي تميزت بها الجلسة النيابية". وقال:" يؤسفنا ان يصل البلد الى هذا الدرك, وتحديدا في المجلس النيابي الذي يمثل الناس وتطلعاتهم وامالهم، وهذا مؤشر على التوجهات والاملاءات التي دفعت الرئيس نبيه بري الى اقفال المجلس لمنع اقرار المحكمة الدولية, والان لتعطيل الاستحقاق الرئاسي لكن الامر المرفوض والذي نشجبه يكمن في غياب روح التضامن من قبل نواب الثامن من اذار مع شهدائنا الذين هم شهداء كل لبنان, وهنا ندرك ان هذا غير مستغرب من قبلهم كيف لا وان قواعدهم ومن يمثلون ومن خلال سياساتهم احتفلوا ووزعوا الحلوى يوم كان يسقط كل شهيد من الاكثرية". وختم: "انها السياسة السورية والايرانية, فحزب الله يقوم بتبادل الاسرى مع اسرائيل لتعويم النظام السوري امام المحكمة الدولية وتحييد ايران من الضربة العسكرية, وفي الداخل جلسة نيابية تتماشى مع النظامين السوري والايراني فيسودها الضحك والقهقهات وتبويس اللحى، فالسؤال لماذا جلسة انتخاب اللجان النيابية في هذا التوقيت ضرورة وملزمة في حين وفي المحطات المفصلية اقفل المجلس النيابي انها ام المهازل".

 

رسالة بان كي مون بمناسبة "اليوم الدولي للقضاء على الفقر" : لاظهار الارادة السياسية اللازمة للقضاء على هذا البلاء بدون رجعة

وطنية - 16/10/2007 (سياسة) وزع المكتب الاعلامي للامم المتحدة في بيروت رسالة الامين العام بان كي مون في مناسبة "اليوم الدولي للقضاء على الفقر", وجاء في نص الرسالة: "في فجر الألفية، قدم زعماء العالم عهودا واضحة لفقراء العالم.

فقد تكفلوا بإقامة عالم يتمكن فيه جميع الأطفال من إتمام مرحلة التعليم الابتدائي، عالم يستطيع فيه الناس الحصول على مياه نقية صالحة للشرب وتتقي فيه الأسر شر الأمراض الفتاكة مثل الملاريا، عالم تعمل فيه الدول معا على خفض انبعاثات غازات الدفيئة التي تسهم في ظاهرة الاحترار العالمي. وفي المقام الأول، وعدنا زعماؤنا بعالم يتخلص فيه الناس من نقمة العيش في ظل الفاقة والفقر المدقع. وفي هذه السنة، يصادف الاحتفال باليوم الدولي للقضاء على الفقر اليوم الذي يقع بعيد منتصف المدة المحددة لبلوغ تلك التعهدات - الأهداف الإنمائية للألفية - بحلول سنة 2015. ويتيح هذا اليوم فرصة هامة لتقييم التقدم الذي أحرزناه، ويشحذ هممنا لبلوغها. ويتسم سجلنا العالمي لقياس الإنجاز بالتفاوت. فنسبة سكان العالم الذين يقل دخلهم اليومي عن دولار واحد تنخفض ونحن نتابع السير على الطريق المفضي إلى تحقيق هدف الألفية المتمثل في خفض معدل الفقر المدقع إلى النصف، لكن التقدم المحرز في هذا المجال ما زال متفاوتا، فبعض المناطق - وبخاصة أفريقيا الواقعة جنوب الصحراء الكبرى - لا تسير على المسار المفضي إلى تحقيق حتى وعد واحد من وعودنا الكبرى".

اضاف:"ويجب على العالم اليوم أن يعيد تركيز اهتمامه وموارده على المناطق والسكان المتخلفين عن الركب. وعند قيامنا بذلك، يجب أن نضع في اعتبارنا أنه ما من أحد أشد التزاما بالقضاء على الفقر من الفقراء أنفسهم. وكل ما يفتقر إليه هؤلاء في أغلب الأحيان هو الإرشاد والأدوات والفرص للفوز في هذه المعركة. وتتمثل مهمتنا في معالجة مواطن الضعف تلك. إذ يجب علينا أن ننظر إلى الناس الذين يعيشون في حالة فقر، حسبما يشير شعار الاحتفال بهذا اليوم في هذه السنة، بوصفهم محفزي التغيير. وهذا يتطلب منا أن نشجع الملكية الوطنية لاستراتيجيات التنمية. ويتطلب من المواطنين المشاركة بفعالية في صنع القرار، ويتطلب من الحكومات أن تخضع لقدر أكبر من المساءلة أمام مواطنيها فيما تبذله من جهود لتحقيق أهداف الألفية. والأهم من ذلك أنه يتطلب شراكة حقيقية من أجل التنمية شراكة تؤدي فيها الدول الغنية دورها بإيصال الموارد وتوفير فرص العمل المنتجة من خلال إتاحة إمكانية الوصول إلى الأسواق مما يمكن الفقراء من التحكم بحياتهم.ِّ

وفي هذا اليوم نضم أيدينا إلىأيدي الفقراء في جهد جماعي - جهد ينضم إليه المجتمع المدني والقطاع الخاص و الأفراد في جميع أنحاء العالم. حيث هناك عشرات الملايين من الناس المناهضين للفقر الذين يرفعون أصواتهم جهارا ضده - في المناسبات الرياضية والثقافية وفي المدارس والجامعات. وهم يبعثون برسائل أو يوقعون عرائض يدعون فيها زعماؤهم إلى الوفاء بوعودهم، ويدعون حكومات البلدان المتقدمة النمو والبلدان النامية على السواء إلى القيام بأعمال تضاهي ما يقوم به المواطنون من أعمال لدعم الأهداف الإنمائية للألفية. وفي هذا الاحتفال العشرين باليوم الدولي للقضاء على الفقر دعونا جميعا نقف وقفة رجل واحد. دعونا نظهر الإرادة السياسية اللازمة للقضاء على بلاء الفقر قضاء مبرما دون رجعة".

 

أكدت ان لقاء عون بالبطريرك "حسم خياراتنا وسننتخب رئيساً بالنصف زائد واحداً"

 "14 آذار": "لجنة بكركي" مضيعة للوقت... كمبادرة بري

 لندن- كتب حميد غريافي: السياسة 16 تشرين الأول 2007

سقطت يوم الخميس الماضي اخر قلاع الامل بالتوافق بين الاطراف المتصارعة في لبنان على تجنيبه اجتراع كأس »الانفجار الهائل« عندما لم تتمكن هذه القلعة التي هي بكركي »الصرح الماروني« من التحكم برياح واهواء ميشال عون المحسوب اسمياً على الطائفة المارونية وفعلياً على »حزب الله« وإيران وسورية ولم يوفق زعيمها التاريخي البطريرك نصر الله صفير ومطارنته الخمسة الكبار الآخرون في »تغيير فاصلة او نقطة« من قاموسه الغريب على الحياة السياسية المسيحية والوطنية اللبنانية, وهو القاموس السوري - الايراني الذي يدرسه حسن نصر الله ونبيه بري وسليمان فرنجية وعمر كرامي وطلال ارسلان ووئام وهاب وناصر قنديل وعبدالرحيم مراد وايلي فرزلي ومصطفى سعد وملاحقهم«.

فعلى اثر الطروحات المشروطة المعروفة لرئيس التيار العوني التي لا يمكن تحقيقها او الاخذ حتى ببعضها التي كررها على مسامع البطريرك ومطارنته ومنها موضوع اعتماد الثلثين لانتخاب رئيس جديد للجمهورية واذا لم يجترح هذا الطرح الوطني غير الوارد في الدستور اصلا, اعجوبة حصول انتخاب ديمقراطي يختار فيه النواب رئيساً قوياً غير ميشال عون, فان تأجيل الانتخابات حتى يونيو المقبل بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية هي هدف »حزب الله« وبشار الاسد النهائي ثم اجراء انتخابات برلمانية, يصبح الحل العوني الوحيد, ضارباً عرض حائط بكركي بالسبب الاساسي الذي دعا البطريرك من اجله القيادات المارونية للنقاش وهو تأمين النصاب المطلوب »الثلثين« لانتخاب الرئيس الجديد.

واكدت اوساط قيادية في قوى 14 آذار ان لقاء عون بالبطريرك ومطارنته »حسم خيارنا نهائياً, كما قد يكون اقنع سادة بكركي, بالتوجه نحو الانتخابات تحت مظلة »النصف زائد واحداً«, مباشرة في اليوم الذي يلي 23 أكتوبر الجاري الموعد الجديد الذي حدده بري لاجراء الانتخابات«.

رسالة نصر الله الى اجتماعات بكركي

وقالت الاوساط ل¯ »السياسة« في اتصال بها من لندن ان البطريريك واساقفته كانوا مقتنعين سلفاً بأن عون غير قادر على تقديم اي شيء على الاطلاق لاخراج »الزير« الرئاسي من »بير« بشار الاسد, وقد تأكد لهم ذلك بمحاولة حزب الله توقيت زيارته الى قصر اميل لحود الرئاسي مع زيارة عون لبكركي, في محاولة سافرة لهز العصا في وجه قادة الموارنة الروحيين ولتذكير حليفهم الجنرال بألا يقدم اي تنازل او يوافق على اي طرح, عندما اعلن محمد رعد الناطق بلسان حسن نصر الله من قصر بعبدا »ان الاجراءات المضادة لانتخاب الرئيس للمرحلة المقبلة حسمت وحددت, وان التشاور »مع لحود« يدور فقط حول توقيتها (...) ونحن نمتلك المبادرة رغم كل الدعم الاميركي والاسرائيلي والاطلسي لفريق السلطة«.

واعربت الاوساط عن قناعتها بان رسالة رعد هذه التي سبقت اجتماع بكركي بساعات قليلة مؤقتة لتواكب هذا الاجتماع من قصر بعبدا لولا تأجيل زيارة عون للصرح البطريركي لاسباب أمنية كانت موجهة من حسن نصر الله وبشار الاسد الى المجتمعين للقول لهم جميعاً انكم اذا لم تفعلوا ما ارسله لكم نصر الله مع عون بحذافيره, فان مبادرة تخريب البلد في ايدينا«, وقد فهم صفير ومطارنته وقوى 14 آذار والاميركيون والفرنسيون والاطلسيون والسعوديون والمصريون والاردنيون هذه الرسالة التي ستحفزهم اكثر فاكثر على المضي في اجراء الانتخابات في موعدها غير مبالين بهذا التهديد الواضح الذي - حسب الاوساط في 14 آذار - لن يجدي معنا ولا مع بكركي ولا مع المجتمع الدولي اي نفع«.

لجنة تضييع الوقت

وكشفت الاوساط ل¯ »السياسة« ان نتائج اجتماع عون في بكركي حتمت على قادة 14 اذار الذين كانوا يستعدون للانتقال الى الصرح البطريركي الجمعة لخوض المرحلة التالية من المشاورات اجراء تعديلات جوهرية مهمة في اللحظة الاخيرة في جدول اعمالهم نقلت تلك المشاورات الى اطار جديد محدد وغير قابل للتعديل او الاختراق باتجاه التصميم على الذهاب الى الانتخابات الرئاسية بعد نحو 15 يوما متأبطين معادلة النصف زائد واحداً بعد سقوط اي اتفاق كان يمكن ان تخرج به بكركي تحت تشدد عون بموضوع الثلثين وتأجيل الانتخابات ثمانية اشهر.. ولهذا - في نظرنا - تحول لقاء الاكثرية مع القادة الروحيين الى مجاملة طالما الطرف الاخر لم يقدم اي شيء يمكن ان يلتقينا به في منتصف الطريق«.

ووصفت الاوساط الاقتراح بتشكيل لجنة مشتركة بأنه »لتضييع الوقت ويشبه مبادرة بري »التحذيرية« التي لا يمكن ان تصل الى نتيجة طالما هي مبنية على شروط« وقالت »اننا سنسايرهم في المشاركة باجتماعات هذه اللجنة التي ارادوها لكسب الوقت ليس الا مع يقيننا اننا ذاهبون الى الانتخاب من طرف واحد وبالمعادلة نصف + واحداً«.

عودة إلى نغمة التقسيم

وعلى الصعيد نفسه ندد احد رجال الدين المسيحيين في بيروت امس ب¯ »اعادة استحضار رئيس المجلس الشيعي الاسلامي الاعلى الشيخ عبدالامير قبلان في اليوم السابق موضوع التقسيم في لبنان من ضمن عمليات التهديد والوعيد وذلك في سياق الحملة التي تسير بها ابواق حزب الله من نعيم قاسم الى محمد رعد والحاج حسن وفنيش وملحقاتهم خصوصا وان الشيخ قبلان كرر عبارة »التقسيم« في كلمته في صلاة عيدالفطر ست مرات اذا لم يجر التوافق على رئيس للجمهورية متناسيا انه لم يسألنا رأينا عندما اختار نبيه بري بالاجماع الشيعي لرئاسة مجلس النواب«.

وقال رجل الدين المسيحي ل¯ »السياسة« في اتصال به امس من لندن ان ما طالب به الشيخ قبلان »من ان يكون الرئيس المقبل صناعة لبنانية هو في مفهومه ومفهوم حسن نصر الله رئيس من صناعة سورية - ايرانية مشتركة ليس الا« واكد رجل الدين ان احدا »لن يكون بمقدوره مهما علا كعبه قادرا على المساس بجغرافية لبنان ومساحة ال¯ 10425 كيلومترا مربعا التي تكونه فالتقسيم خط احمر ولا احد منا يقبل بأقل من هذه المساحة للحرية والديمقراطية والعيش الكريم«.

مهمة جنبلاط في خطوتين

وحول زيارة رئيس »الحزب التقدمي الاشتراكي« وليد جنبلاط الى واشنطن اعرب احد قادة »14 اذار« عن ان هذه الزيارة عشية الاستحقاق الرئاسي »ما هي الا تكملة لزيارة رئيس تيار المستقبل« سعد الحريري بمعنى ان جنبلاط سيطالب ادارة جورج بوش والكونغرس والامم المتحدة بنقطتين جوهريتين من دونهما لن ينهض صرح »ثورة الارز« وخلاص لبنان وهما ضرورة نشر قوات دولية على الحدود اللبنانية مع سورية لوقف اعتداءاتها واغتيالاتها وتهريب الارهابيين والسلاح الى لبنان والتفعيل الفوري لتطبيق القرار 1559 الداعي الى نزع سلاح »حزب الله« والفصائل الفلسطينية التابعة لسورية بالاضافة الى الحض على الاسراع في تشكيل المحكمة الدولية«. وقال قيادي 14 اذار ل¯ »السياسة« ان »قناعتنا التي تتعدى مسألة الانتخابات الرئاسية رغم اهميتها المفصلية هي انه من دون تنفيذ هاتين الخطوتين (نشر القوات ونزع السلاح) في وقت قريب فإن لبنان سيبقى اسير الارهابين السوري والايراني ولا امل له في تثبيت دعائم ثورته البيضاء التي قلبت المعادلات باتجاه تأسيس بلد قوي خال من العملاء والطوابير الخامسة واشباه شاكر العبسي ومن هم وراءه«.

 

 خبراء أجانب يعدّون دراسة لبكركي تفسر المادة 49 من الدستور

السياسة/ ذكرت وكالة الأنباء المركزية أن دوائر الصرح البطريركي في بكركي, ونتيجة السجال المتفاقم بشأن تفسير الدستور وتحديدا المادة 49 التي تتناول طريقة انتخاب رئيس الجمهورية وما اذا كان هذا الانتخاب يفترض توفر نصاب الثلثين او النصف زائدا واحدا, وبهدف وضع حد للأخذ والرد والبناء على اسس متينة, طلبت من لجنة خبراء اجانب معظمهم من الفرنسيين اعداد دراسة شاملة ووافية بشأن نقاط الخلاف في تفسير الدستور وهي ستستند في تفسيرها الى رأي المشرع الذي اعدّ الدستور علما ان الدستور اللبناني منبثق من الدستور الفرنسي. وتهدف بكركي من وراء هذه الدراسة الى التعاطي مع ملف الاستحقاق الرئاسي بناء على مستند دستوري قانوني لقطع الطريق على اية محاولات للتشويش على ما قد يصدر عن المقام الماروني الأول في شأن ذلك. وأشارت المعلومات الى ان الدراسة المذكورة باتت في مراحلها الاخيرة وإن بكركي قد تتسلمها منتصف الاسبوع الجاري.

 

جلسة الاستحقاق الرئاسي في 23 الجاري مرشحة لتكون كسابقتها ومصادر بري تتوقع اخرى في 10 نوفمبر

لبنان: لقاءات بكركي لم تثمر و"الرباعية" لم تتشكل الخلافات على حالها بانتظار ... حوار بري - الحريري

بيروت - من عمر البردان:السياسة

على مسافة أسبوع من جلسة 23 الجاري لانتخاب رئيس جديد للجمهورية, تبدو الأمور على حالها من التعقيد والتأزم بين قوى الأكثرية والمعارضة, فلا الحوار بين رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري المتوقع معاودته في غضون اليومين المقبلين, دخل في عمق الأزمة القائمة حتى الآن, ما يسمح بتلمس إيجابيات منه, ولا لقاءات بكركي مع مسيحيي 14 آذار و8 آذار "أقلعت" كما يجب لأنه لغاية أمس لم يكن قد جرى تشكيل »اللجنة الرباعية« التي جرى الاتفاق عليها لإيجاد قواسم مشتركة بين الطرفين حول الاستحقاق الرئاسي, الأمر الذي يؤشر إلى أن جلسة الثلاثاء المقبل مرشحة لأن تكون نسخة طبق الأصل عن جلسة 25 سبتمبر الماضي, ما يستدعي عقد جلسة أخرى للانتخاب ربما تكون في 10 نوفمبر المقبل, كما قالت مصادر نيابية قريبة من الرئيس برّي, في ظل تأكيدات الأكثرية بأنها لن تفرط في حقّها الدستوري بالانتخاب وفق »النصف زائد واحد« إذا لم يحصل التوافق.

 إلى ذلك, ومن بكركي أمل رئيس الرابطة المارونية جوزف طربيه خيراً من مبادرة البطريرك صفير »لأنه صاحب تجربة وحنكة, قد تمكننا من الخروج من هذه المحنة« مؤكداً أن صفير »لم يبلغ أي أسماء لتشكيل اللجنة المسيحية لمتابعة المبادرة, وأنه لن يدخل في الأسماء لأنه ليس في وارد التفرقة بين أبنائه«.

 من جهته قال الوزير ميشال فرعون: "لا نتوقع حصول انتخاب الرئيس في بتاريخ 23 الجاري, إنما نتوقعه قبل نهاية المهلة الدستورية. وبالطبع نتابع باهتمام شديد مبادرة بكركي في هذا الخصوص, على أمل أن تتطور إلى تفاهم سياسي إيجابي«.

واعتبر "أن التهديدات بضرب الاستقرار والمؤسسات غير مقبولة, كما أن التهديد المستمر لبعض أطراف المعارضة بمقاطعة الانتخاب, هو أمر غير مسبوق وغير وطني, على غرار ما حصل في موضوع عرقلة المحكمة الدولية, بدل أن يكون الهدف وقف الاغتيالات. ومن غير الوطني أيضاً هو وضع المصالح الشخصية والفئوية فوق مصلحة الدستور والديمقراطية, وفوق مصلحة البلاد, وليس من المقبول رفض الحوار حول ضمان مستقبل سلاح المقاومة كي لا يكون أداة إقليمية على حساب مصلحة لبنان العليا. ومن غير المقبول أيضا, أن تكون مصالح النظام السوري في لبنان أهم وأجدى من مصالح لبنان اللبنانيين«.

وشدد المرشح لرئاسة الجمهورية النائب روبير غانم, على أن »الوفاق إلزامي لإتمام الاستحقاق الرئاسي, وعلى جميع الأطراف السعي إليه حتى آخر رمق«, واعتبر أن "مبادرة بكركي جيدة, كاشفا أن البطريرك صفير فاتحه منذ أكثر من ثلاثة أو أربعة أشهر" بنيته الدعوة إلى هذا الاجتماع.

وقال غانم: أن »جلسة 23 نوفمبر, على أهميتها, ليست نهاية المطاف, لأننا نكون لا نزال ضمن المهلة الدستورية. ومن الممكن أن يحصل توافق بين النواب مع الرئيس نبيه بري على تأجيل الجلسة 10  أو 15 يوما فنكون لا نزال ضمن المهلة. ونتمنى أن تعقد جلسة 23 نوفمبر, لأننا نكون بذلك أزلنا الألغام من أمام لبنان, وكلما أبكر الرئيس بري في خطف الاستحقاق, كان ذلك لمصلحة لبنان, ونفضل بت الموضوع (الرئاسي) سريعا لنجنب البلد الأزمة والتشنج ولنوفر على الناس المزيد من تردي الحال الاقتصادية والمعيشية, ولكن في الوقت نفسه يجب ألا ندفع الناس إلى الاعتقاد أن البلد سيخرب إذا لم تعقد الجلسة في 23 الجاري, فهذا غير صحيح«.

ورأى النائب أكرم شهيّب أن الموقف السياسي »يزداد تعقيداً«, مشيراً إلى أن النظام السوري عبّر بشكل واضح بلسان رئيسه حول ما يخبئه للبنان وما يتمناه لهذا الوطن, وقال أن "حزب الله" يريد رئيساً يحمي المقاومة ولا يريد أحداً يتحدث معه بالسلاح أو بتفريخ ميليشيات جديدة.

وعلى صعيد مواقف المعارضة, شدد النائب علي بزي على أن اللقاء بين الرئيس برّي والنائب الحريري سيتم فور عودة الأخير إلى لبنان, مؤكداً استمرار الاتصالات بين "عين التينة" وبكركي, سواء مباشرة أو عبر حركة موفدين, مشيراً إلى تطابق كلي في وجهات النظر بين برّي والبطريرك لكيفية مقاربة الاستحقاق الرئاسي انسجاماً مع أحكام الدستور اللبناني, لافتاً إلى أن مساعي بكركي تكمل المبادرة الإنقاذية للرئيس برّي, مبدياً تفاؤله بأن الأجواء في الأيام المقبلة ستكون مشجعة.

ورأى النائب علي حسن خليل أن مبادرة بكركي مكملة لمبادرة الرئيس برّي, آملاً أن تصل إلى موقف مسيحي موحد في مقاربة الاستحقاق الرئاسي, داعياً إلى وضع خلافات المرحلة الماضية جانباً ومواجهة الاستحقاق بوعي سياسي والتزام وطني يرتكز على قواعد الدستور والميثاق للوصول إلى رئيس جديد قادراً على جمع أبناء المجتمع اللبناني, لأن التجارب علّمتنا أن الرئيس الأقوى هو الرئيس التوافقي.

كما حذر عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب علي خريس من إقدام البعض في الفريق الآخر, على تأجيج الصراع السياسي والانقسام الحاد الحاصل والتوتر من خلال التصريحات التي لا يمكن أن تخدم أحداً في لبنان, بل لا بد من أن تنعكس على لبنان كل لبنان".

وحول ولادة اللجنة المنبثقة من اجتماعي بكركي, قال مسؤول العلاقات السياسية في "التيار الوطني الحرّ" جبران باسيل, إن هناك إساءة للصرح البطريركي وموقعه من خلال التسريبات التي تحصل والتي تأتي في إطار التشويش الإعلامي وليست في إطار المشاورات الجدية الحاصلة«.

إلى ذلك, قال رئيس الجمهورية أميل لحود انه لن يترك مجالاً لإحداث فراغ في موقع الرئاسة في حال لم يتأمن انتخاب دستوري بنصاب الثلثين, مؤكدا أنه لن يلجأ في أي حال من الأحوال إلى ما هو غير دستوري "لأن قراري وخياري سوف يحكم عليه التاريخ, وسيكون من أجل مصلحة لبنان وبنيه جميعا«.

وقال لحود, كما نقل عنه الوزير السابق وديع الخازن أمس: "أتمنى ألا نصل إلى موعد انتهاء ولايتي الدستورية دون ان يكون للبنان رئيس خلف يؤمن التفاف الجميع حول شخصه وحول حكومة وحدة وطنية, لأن الوطن بحاجة إلينا جميعا, فإن لم ننقذه وننقذ معه أنفسنا فإننا نخسره ونخسر معه كل أمل ببديل من وطن", مشدداً على أنه لم يفوض إلى أحد الإعلان عن الإجراء الدستوري الذي سيلجأ إليه إذا تعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية, وان كل ما يصدر في هذا السياق عن سياسيين وإعلاميين هو مجرد »اجتهادات شخصية وتحليلات« لا تعكس وجهة نظره التي تصدر إما عنه مباشرة وإما عبر مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية.

 

العملية الرابعة برعاية ألمانية وتل أبيب تربطها بمعلومات عن رون آراد

تبادل جزئي بين إسرائيل وحزب الله: أسير و3 جثث

المستقبل - الثلاثاء 16 تشرين الأول 2007 - جرت عصر أمس عبر بوابة الناقورة الحدودية، عملية تبادل جزئي لأسير و3 جثث بين إسرائيل و"حزب الله"، ترافقت مع إعلان مسؤول إسرائيلي ان "حزب الله" سيقدم معلومات عن مصير الطيّار رون أراد الذي اختفى منذ 1986، "في إطار اتفاق تبادل الأسرى".

وقد انتهت عملية التبادل مساء، والتي تمت بمشاركة الصليب الأحمر الدولي، بتسليم حزب الله جثة مستوطن إسرائيلي كان قضى غرقاً وحملت الأمواج الجثة إلى شاطئ الناقورة صيف 2006. وفي المقابل، سلمت إسرائيل، عند التاسعة الا ربعًا مساءًا جثتي المقاومين علي وزواز، من ميس الجبل، ومحمد دمشق، من عيتا الجبل، والأسير حسن نعيم عقيل، من الجبين. وفيما نقلت وكالة رويترز عن مصدر أمني لبناني ان عملية التبادل "لفتة لحسن النوايا"، أعلنت قناة "المنار" أمس، ان حزب الله سيعلن اليوم "تفاصيل ومجريات العملية". وأكدت الوكالة الوطنية للإعلام ان عملية التبادل جرت برعاية ألمانية.

وكتب فادي البردان من الناقورة: اربكت المعلومات المتضاربة التي جرى تداولها بعد ظهر أمس في منطقة صور، الأجهزة الأمنية اللبنانية والقوات الدولية، ومراسلي الوسائل الإعلامية الذين اضطروا للانتظار طوال ساعات ما بعد الظهر. وقد انسحبت عملية الانتظار على مندوبي اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذين رابطت قافلتهم المؤلفة من 3 سيارات عند المدخل الجنوبي لمقر قيادة القوات الدولية في الناقورة، حيث أشار مندوب اللجنة الدولية في البقاع والجنوب ايغور رامزوني في حديث إلى "المستقبل" بأن أعضاء فريقه ينتظرون في هذا المكان مثلكم (الصحافيون)". وأضاف "لم نبلغ بأي شيء حول أي صفقة تبادل".

وعند تخوم منطقة الخط الأزرق، وتحديداً عند آخر حاجز للجيش اللبناني، حيث رابط الصحافيون، شوهدت قرابة الرابعة، قافلة تابعة لـ"اليونيفيل"، وهي تجتاز حاجز المخابرات هناك، مؤلفة من 6 سيارات عسكرية، وسيارة إسعاف، سارع اثرها الجنود اللبنانيون إلى التمني من الإعلاميين مغادرة المنطقة.

وفي طريق العودة من رأس الناقورة إلى البلدة نفسها، شوهد عدد من الجنود اللبنانيين وهم ينتشرون على طول تلك الطريق، فيما غابت قافلة الصليب الأحمر عن أعين الصحافيين.

وقرابة الخامسة إلا ثلثا تجاوزت حاجز الجيش اللبناني عند مدخل الناقورة الشمالي عشر سيارات، أربع منها سيارات اسعاف تابعة للهيئة الصحية الاسلامية وست سيارات رباعية الدفع سوداء اللون. وفيما علم ان احدى سيارات الاسعاف أقلت رفات المستوطن الإسرائيلي الذي تردد انه من يهود الفالاشا، ذكر انه كان غرق عند الشواطئ الإسرائيلية قبل أن تدفعه الأمواج باتجاه الشواطئ اللبنانية.

وأفيد ان القافلة المذكورة اتجهت إلي منطقة الحدود حيث كان بانتظارها هناك قافلة الصليب الأحمر الدولي التي كانت توارت قبل ذلك عن الأنظار. وعند الحدود تسلم الصليب الأحمر رفات المستوطن الإسرائيلي وغادر بها إلى الجانب الآخر من الحدود حيث كان بانتظاره زملاؤهم في الصليب الأحمر الدولي العاملون في إسرائيل، وجرى تسليم الرفات إليهم، ومنهم إلى الجانب الإسرائيلي.

وعند السادسة وعشر دقائق سلم الجانب الإسرائيلي ممثلي الصليب الأحمر الدولي رفات مقاوم ورفض تسليم رفات مقاوم آخر وأسير، بانتظار إجراء الفحوص للتأكد من هوية المستوطن الإسرائيلي. وحتى الساعة الثامنة مساء كان الجميع لا يزالون ينتظرون انتهاء الفحوص وإتمام الصفقة.

وفيما كان الصحافيون ينتظرون عند مدخل الناقورة، حضر إلى المكان عدد من ذوي الشهداء والأسرى ومن بينهم ذوو المقاوم الشهيد علي الوزواز من ميس الجبل الذي تحدث والده للصحافيين معرباً عن فخره واعتزازه باستشهاد ابنه في مواجهات بطولية خاضها ضد العدو في مارون الراس ابان عدوان تموز، وقال ان ابنه كان في الثانية والثلاثين من عمره وانه متأهل ولديه طفلان.

وأشار والد الأسير محمد سرور إلى قناعته بأن ابنه سيطلق سراحه أيضاً آجلاً أم عاجلاً.

وعلم ان رفات المقاومين اللذين تمّ تحريرهما تعودان إلى المقاومين علي الوزواز ومحمد دمشق والأخير من بلدة عيتا الجبل، وكان استشهد مع زميله الوزواز في مارون الراس، فيما الأسير الذي أطلق سراحه هو حسن عقيل من أبناء بلدة الجبين.

معلومات عن اراد

قال مسؤول اسرائيلي لفرانس برس الاثنين ان حزب الله سيقدم معلومات عن مصير الطيار الاسرائيلي رون اراد الذي اختفى منذ 1986 في لبنان وذلك في اطار اتفاق على تبادل جثث واسرى بين اسرائيل وهذا التنظيم. وقال هذا المسؤول في رئاسة مجلس الوزراء، طالبا عدم ذكر اسمه ان "حزب الله سيقدم لاسرائيل معلومات عن رون اراد في اطار اتفاق تبادل الاسرى".

واكدت الوكالة الوطنية للاعلام ان عملية التبادل هذه جرت برعاية المانية، وهي العملية الرابعة بعد الناقورة وكفرفالوس والمطار.

وكان الصليب الأحمر الدولي تسلم عند السادسة والربع مساء جثتي المقاومين علي وزواز من ميس الجبل، ومحمد دمشق من عيتا الجبل، والأسير حسن نعيم عقيل، من الجبين، عند نقطة الحدود. واتجه الموكب نحو بوابة الناقورة لتسليم الجثتين والاسير الى السلطات اللبنانية تمهيدا لتسليمهم الى ذويهم.

وقد بدأت عملية التبادل الجزئية للاسرى بين "حزب الله" واسرائيل قرابة الخامسة والنصف عصراً، حين عبرت سيارات اسعاف "الهيئة الصحية الاسلامية" التابعة لـ"حزب الله" حاجزا للجيش اللبناني بالقرب من مقر "اليونيفيل" في الناقورة باتجاه رأس الناقورة وسلمت جثة اسرائيلي الى الصليب الاحمر الدولي المتواجد بالقرب من المعبر الحدودي. ولم يعرف ما اذا كانت الجثة لجندي ام لمدني.

وافاد مراسل فرانس برس ان وفدا من حزب الله وصل في ساعة متأخرة من بعد الظهر الى الناقورة يرأسه مسؤول الامن المركزي في الحزب وفيق صفا الذي يشارك عادة في عمليات التبادل. وقد وصل وفد حزب الله في موكب يضم عشر سيارات وعدد من سيارات الاسعاف. كما وصل الى الناقورة مندوب اللجنة الدولية للصليب الاحمر في جنوب لبنان ايغور رامزوني في موكب من ثلاث سيارات وتمركز قرب معبر الناقورة الحدودي. وردا على سؤال لفرانس برس اكتفى رامزوني بالقول "نحن هنا ننتظر الاشارة للتحرك" بدون ان يعطي تفاصيل اضافية. وسبق ذلك دخول 6 ناقلات جند مدرعة تابعة لقوات "اليونيفيل" وسيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر إلى نقطة حدودية مع إسرائيل بعدما قطعت آخر حاجز تابع للجيش اللبناني الذي فرضت قواته طوقا أمنيا في منطقة الناقورة ومنعت الصحافيين من الاقتراب.

"حزب الله"

ومساء أمس أصدر حزب الله بيانا أعلن فيه: "بمناسبة عيد الفطر المبارك جرت اليوم الاثنين الواقع فيه 15/10/2007، عملية تبادل كتعبير عن حسن النوايا الإنسانية بين الطرفين. حرّر حزب الله أسيراً لبنانياً كان قد اعتقل خلال عدوان تموز الأخير بالإضافة إلى استعادة جثماني شهيدين من المقاومة استشهدا في الحرب الأخيرة أيضاً. وعلى الجانب الآخر تم تسليم جثة مستوطن إسرائيلي من أصل أثيوبي كان قد فقد في حيفا عام 2005 ودفعته المياه إلى الشواطئ اللبنانية، وقد أعيد إلى عائلته. كذلك تم تسليم وسيط الأمم المتحدة بعض المعلومات المتعلقة بقضايا إنسانية ذات اهتمام مشترك وذلك لاحراز تقدم في هذه القضايا.

يأمل حزب الله ان تساعد مبادرات حسن النوايا هذه على احراز التقدم لإنهاء كافة الملفات المتعلقة بالأسرى والمعتقلين إن شاءالله".

وفي القدس المحتلة، امتنع مصدر في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت عن الخوض في التقارير التي تحدثت عن حصول اختراق في المفاوضات مع حزب الله كمقدمة لإطلاق سراح الجنديين اللذين خطفهما الحزب. وقال المصدر ليونايتد برس إنترناشونال "لا تعقيب".

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر أمني لبناني ان عملية التبادل "لفتة لحسن النوايا"، وان الاسرائيلي القتيل مهاجر إثيوبي غرق في البحر وحملت الامواج جثته شمالا إلى الساحل اللبناني قبل أعوام. وقال المصدر طالبا عدم كشف هويته ان اسرائيل ستسلم "جثتي مقاتلين من حزب الله قتلا خلال حرب تموز/ يوليو (2006) وأسير لبناني حي لا نعرف متى سقط في الاسر". واضاف "في المقابل سيعيد حزب الله جثة مستوطن اثيوبي يهودي اختفى عام 2005 وتبين انه غرق في مياه البحر التي قذفته قبالة شاطىء جنوب لبنان حيث انتشله عناصر حزب الله".

وكان حزب الله اسر جنديين اسرائيليين هما ايهود غولدفاسر وجلعاد ريغيف في 12 تموز/ يوليو 2006 في عملية تذرعت اسرائيل بها لتشن على لبنان حربا استمرت اكثر من شهر.

ويأتي خبر المبادلة بين اسرائيل وحزب الله غداة نشر صحيفة "الشرق الاوسط" خبرا عن مصادر ايرانية رفيعة المستوى مفاده ان الجنديين الاسرائيليين نقلا الى ايران ويمكن ان يفرج عنهما في عملية تبادل بوساطة المانية. وفيما رفض حزب الله التعليق، ندد مسؤول رفيع المستوى في الحكومة الاسرائيلية بهذه التصريحات معتبرا ان "لا معنى لها" ومؤكدا ان المفاوضات للافراج عنهما تتم بوساطة الامم المتحدة والمانيا.

وقررت المانيا الاسبوع الماضي الافراج عن كاظم دارابي وهو ايراني محكوم عليه بالسجن المؤبد بعد ادانته في اغتيال اربعة معارضين اكراد ايرانيين في 1992 وكذلك عن اللبناني الذي شارك معه ويدعى عباس رحيل وهو وفق المانيا ناشط سابق في حزب الله. ونفت المانيا اية صفقة وراء الافراج عن دارابي ورحيل قبل الاوان. وتوسطت المانيا سابقا في عمليات تبادل بين اسرائيل وحزب الله آخرها عام 2004 شملت مقايضة 400 اسير لبناني وعربي برجل اعمال اسرائيلي وجثث ثلاثة جنود اسرهم حزب الله عام 2000.

وما زالت اسرائيل تطالب بمعرفة مصير طيارها رون اراد الذي فقد في لبنان عام 1986 والذي رجح نصر الله موته. كما تطالب بجثث ثلاثة من جنودها فقدوا في منطقة السلطان يعقوب (البقاع الغربي) خلال اجتياحها لبنان عام 1982.

 

درغام: لا نفهم من كلام قيادة "حزب الله" إلا الدعوة الى سيطرة سوريا وإيران على لبنان

المستقبل - الثلاثاء 16 تشرين الأول 2007 - رأى رئيس مجلس قيادة "حركة الناصريين المستقلين ـ المرابطون" محمد درغام أن "القراءة السياسية المجردة من القيادة السياسية الشيعية التي تتزعم 8 آذار وعلى رأسها "حزب الله"، هي مفتاح الحوار الوطني الحقيقي وما عداه هو تنفيذ لإرادة الغير ومصالحهم على حساب لبنان وشعبه".

ودعا "الجميع وعلى رأسهم القيّمين على النظام في سوريا إلى حساب طرق الرجعة قبل أن تشب النار في المنطقة، و"حزب الله" إلى القراءة السياسية المجردة والتوقف عن تنفيذ إرادة الغير على حساب مصالح لبنان والشعب اللبناني"، مشيراً الى "أنه يجب ألا تنسى قيادة "حزب الله" أنه من كل كلامها لا نفهم إلا الدعوة إلى إقامة جمهورية مسيطر عليها من الشقيق السوري والأخ غير الشقيق الإيراني".

ورأى في تصريح أمس، "أن اللبنانيين العقلاء يدركون جيدا أن وطننا يعيش منذ 32 عاما محنة القيل والقال السياسي، ونادرا ما تبلورت صور بهية للنضال السياسي كالتي عشناها بعيد شهادة الرئيس رفيق الحريري، التي كانت الهزة التي أفاقت الجميع من سبات الموت السياسي في الحياة".

واعتبر "أن الاتهامات التي تساق للدكتور سمير جعجع وللأستاذ وليد جنبلاط وتصل موسها إلى ذقون القيادات الأساسية في الطائفة الإسلامية السنية، ثم نعود لنسمع الغزل السياسي والكلام عن الأخوة الإسلامية، لنعود إلى تلقي الاتهامات بعدها، كل ذلك يدعو إلى ضرورة التوقف والحزم بالمطالبة بقراءة سياسية مجردة من القيادة السياسية الشيعية التي تتزعم "8 آذار" وعلى رأسها "حزب الله"".

وقال: "إن الذهاب إلى أميركا هو من باب الضرورات التي تبرر المحظورات، أضف إلى ذلك أن العالم كله اليوم محكوم بشكل غير مباشر بالسطوة الأميركية ونحن هنا لإنقاذ لبنان أولا، ولا مجال للتوسع بشرح لعبة القط والفأر التي تلعبها إيران وتجر معها سوريا والفرقة الفلسطينية التي وضعت يدها على قطاع غزة. لكن من الواضح جدا أن الاجتهاد السياسي الذي انتهجه الأخوة في سوريا كان خاطئا ولم يؤدي إلا إلى خراب لبنان أمنيا ونفسيا واقتصاديا، وأيضا إلى خراب "منظمة التحرير الفلسطينية" وتدميرها في لبنان من خلال استهداف حركة "فتح" في الثمانينات. وما جاء من أوسلو وغيرها هو نتاج سياسة الحشر إلى الحائط التي مارستها المخابرات السورية وتحمل وزرها الرئيس الشهيد الرمز ياسر عرفات".

وأشار الى "أن طهران ليست على الحدود لكن دمشق هي في قلب الحدث السياسي والأمني في لبنان"، داعياً الجميع وعلى رأسهم القيمين على النظام في سوريا إلى "حساب طرقات الرجعة قبل أن تشب النار في المنطقة و"حزب الله" في لبنان إلى القراءة السياسية المجردة والتوقف عن تنفيذ إرادة الغير على حساب مصالح لبنان والشعب اللبناني".

أضاف: "كيفما تكلم سمير جعجع ووليد جنبلاط وسعد الحريري تتم مهاجمتهم وتخوينهم على العمال والبطال، ولا يجب أن تنسى قيادة "حزب الله" أنه من كل كلامها لا نفهم إلا الدعوة إلى إقامة جمهورية مسيطر عليها من الشقيق السوري والأخ غير الشقيق الإيراني، فكيف هو الحل بنظرهم؟".

وختم: "نحن في المرابطون، حذرنا مرارا بأن الغرور والمناورات الصبيانية وجنون العظمة لن يبنوا وطنا، بل على العكس يمهدوا الأرض للصدام، والحرب لن نكون بادئيها بطبيعة التزام طائفتنا الإسلامية السنية بمشروع الوطن والأمة والوحدة الإسلامية، لكننا لن نكون خاسريها. إننا نطلق الدعوة إلى أصحاب الإرادات الوطنية لعقد قمة روحية تحدد الأسس والمعايير لحل الخلاف السياسي المصطنع، بما يجنب صداما تسعى إليه قوى تجمع "8 آذار" لزعزعة الدولة وفرض هيمنتها على بعض الشوارع".

 

غبطة البطريرك بين مناشدة السماء ومعاتبة الأرض

المستقبل - الثلاثاء 16 تشرين الأول 2007

سعد الدين حسن خالد

ليس من ضعيف إلا ويناشد السماء طلباً للعون، عندما يشعر بتداعيات ضعف يعتريه أو يطوق كيانه، غير أن مناشدة السماء ليست مقتصرة على الضعفاء من بين بني البشر، بل إن الأقوياء منهم يناشدون السماء دائماً طلباً للمساعدة والنجاة، خاصة عندما يشعرون بتعاظم قوة الضعف، وبتزايد عدد الضعفاء المتأثرين بها على وجه هذه الأرض. بطريرك إنطاكية وسائر المشرق الذي يتخذ من بكركي مقراً وطنياً وانسانياً وروحياً له، هو بالتأكيد من بين الأقوياء الذين نتحدث عنهم، إلا أنه من بين ذلك النوع المميز منهم، من أولئك الذين يستمدون قوتهم دينياً ودنيوياً من أبواب التقرب إلى الله، من أجل نيل رضاه والتقرب إلى العباد، من أجل التقريب بينهم وجعلهم على وفاق مستمر ووئام دائم.

والبطريرك صفير هو رجل عادل وواقعي بامتياز، وهو عندما يتحدث بأي أمر يتعلق بالشأن العام، إنما يقول مباشرة ودون مواربة ما يجول في خواطره وما يتموضع في قلبه وعقله من أفكار وآراء وهموم، وهو عندما يتحدث في العلن وبصراحة عن أمر من الأمور الوطنية، فإنما هو يقول بجرأة وصدق، ما لا يستطيع المواطن الضعيف والخائف في لبنان أن يفصح عنه أو يبوح به لسبب من الأسباب.

وعندما يناشد غبطة البطريرك السماء بحثاً عن حلول تنهي المأساة التي نعيشها على الأرض، فهو إنما يشير بوضوح إلى خطورة الأوضاع وتعقيداتها واستعصائها على الحلول، كما أنه يشير أيضاً إلى مدى تعاظم الضعف في الكيان اللبناني، الذي لا يريد له بالتأكيد السقوط في أتون الصراعات والخلافات، وإلى مدى تزايد عدد الضعفاء في هذا الكيان، الذين لا يتمنى لهم بتاتاً السقوط في بحر العجز والمحن والويلات.

مناشدة البطريرك للسماء اليوم، ليست بالأمر الجديد هنا، إلا أن ما هو جديد اليوم هنا، هو أن مناشدة البطريرك للسماء، تحمل بعض قسمات صامتة من غضب ساطع، وبعض ملامح صارخة من استياء صريح، وبعض تعابير واضحة من عتب قاسٍ وبعض إشارات بارزة عن مرارة الأوضاع ويأس الظروف.

ما هو جديد اليوم في توجه البطريرك إلى السماء في سعيه لإنقاذ الأرض، أن توجهه إلى السماء يعبر بدقة عن شعوره الأكيد بمدى العجز الذي أصاب القيادات اللبنانية التي أصبحت تدور حول نفسها، ويدور معها الوطن حول مآسيه داخل حلقات مفرغة وخالية من الآمال والأحلام.

ما هو جديد اليوم في تطلع البطريرك إلى السماء من أجل حصول الانفراج على الأرض، أن تطلعه إلى السماء يحمل معه كل مخاوف اللبنانيين وكل أحزانهم ومخاوفهم وكل توقعاتهم ورغباتهم. من حق البطريرك أن يشعر بالغضب وأن يعبّر عن الغضب، فهو يعبّر بذلك عن غضب المواطنين من تفاقم الأوضاع بهذا الشكل المؤسف والخطير. من حق البطريرك أن يشعر بالقلق وأن يعبّر عن القلق، فهو يعبّر بذلك عن قلق المواطنين، الذين يخشون من مغبة الوقوع في ما هو أسوأ من الأمور والشجون. من حق البطريرك أن يناشد السماء اليوم، من هذه البقعة الجغرافية التعيسة القابعة في هذه الأرض طلباً للحلول، التي تعيد إليها رونقها وإنسانيتها وحضارتها واستقرارها. من حق البطريرك على السياسيين المتربعين فوق صدور المواطنين، المحاصرين اليوم داخل الزنازين المنتشرة بفعل التفرقة والخوف، فوق هذه البقعة الحزينة من هذه الأرض، أن يقدموا الحلول السريعة التي تنهي الآلام وتبدد المخاوف والأحزان والهموم.

من حق المواطنين على السياسيين في هذا الوطن المفجوع، أن لا يغامروا اليوم ويدفعوا البطريرك إلى المزيد من اليأس المكبوت، فعندها سيكون الوضع قد تجاوز حد المسموح ودخل ساحة الممنوع. من حق المواطنين الأحياء والأموات على السياسيين في هذا الوطن المنكوب، أن لا يخيبوا اليوم آمال البطريرك صفير، لأن الوضع بذلك يكون قد تجاوز حد المعقول وسقط في حفرة الملعون والمحظور.

 

يستهل زيارته الى الولايات المتحدة بلقاء كي مون في نيويورك

جنبلاط: الاستحقاق يتطلب رئيساً يحترم القرارات الدولية لأنه قد يعطلها ويؤخر المحكمة اذا كان منصاعاً للارادة السورية

المستقبل - الثلاثاء 16 تشرين الأول 2007 - رأى رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط ان "لا ضرورة لاختيار قضاة للمحكمة الدولية (الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه) من العالم العربي او الاسلامي، فالقاضي هو قاضٍ، والمهم ان يتحدى ارهاب المجرمين الذين يفتكون بلبنان والساسة فيه والمفكرين والقادة والابرياء".

وشدد على ان "الاستحقاق الرئاسي يتطلب رئيساً يحترم القرارات الدولية منذ الـ 1559 لغاية الـ1701 مروراً بقرار إنشاء المحكمة الدولية، لأنه اذا ما اتى رئيس ينصاع الى الارادة السورية قد لا يحترم القرارات الدولية وقد يعطلها ويؤخر المحكمة".

وأعلن ان زيارته الى الولايات المتحدة "ليست للتحريض ضد سوريا انما من اجل تغيير سلوك النظام السوري وردعه وجعله يعترف بلبنان، والضغط عليه في موضوع الاستحقاق الرئاسي".

وقال جنبلاط في تصريح أدلى به بعيد وصوله الى نيويورك: "المحكمة هي البند الاول، وهذا كان الصراع الاساس والتحدي الاساس ان ننجز المحكمة، وكنا استطعنا انجازها منذ وقت لو ان المجلس لم يُقفل بشكل غير دستوري، وتاليا في موضوع اختيار القضاة، لا ارى من الضروري ان يتم اختيارهم من العالم العربي او الاسلامي فالقاضي هو قاضٍ، والمهم ان يكون يتحدى الارهاب والمجرمين الذين يفتكون بلبنان والساسة والمفكرين والقادة والابرياء".

ولفت الى ان "الاستحقاق الرئاسي يتطلب رئيساً يحترم القرارات الدولية منذ القرار 1559 لغاية القرار 1701 مروراً بقرار إنشاء المحكمة، لأنه اذا ما اتى رئيس ينصاع الى الارادة السورية قد لا يحترم القرارات الدولية وقد يعطلها ويؤخر المحكمة".

وأعلن ان "زيارته الى الولايات المتحدة ليست للتحريض ضد سوريا انما من اجل تغيير سلوك النظام السوري وردعه وجعله يعترف بلبنان وعدم التدخل فيه وارسال الارهابيين اليه"، مشيرا الى ان "من مهام زيارته ايضا الضغط على سوريا في موضوع الاستحقاق الرئاسي".

وردا على قول الرئيس نبيه بري ان القرار 1559 لا علاقة له بانتخابات الرئاسة قال جنبلاط: "ان القرار 1559 صدر عندما فُرض التمديد علينا وهو احد الاسباب التي ادت الى اغتيال الرئيس رفيق الحريري لأننا رفضنا التمديد".

ويعقد جنبلاط في بداية يومه الاول اجتماعات في نيويورك مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ومبعوث الامم المتحدة لمتابعة تنفيذ القرار 1559 تيري رود لارسن والمسؤول المكلف ملف المحكمة الخاصة نيكولا ميشال.

ويغادر بعدها الى واشنطن حيث سيبدأ زيارة رسمية يلتقي في خلالها عددا من المسؤولين في الادارة الاميركية وفي البيت الابيض وفي الخارجية ووزارة الدفاع

ويؤكد أن "حزب الله" لا يحلّ الا باستراتيجية

تؤمّن حصرية قرار الحرب والسلم بيد الدولة

سأل رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط "هل يحق للأسد (الرئيس السوري) التحدث عن الطرق السلمية والدستورية في لبنان بعدما خطف الشعب السوري 40 عاما وقمع الحريات واعتقل وسجن أصحاب الرأي؟".

واعتبر أن "سلاح "حزب الله" خارج عن الدولة ولا تحل قضيته إلا بإقرار استراتيجية دفاعية شاملة تؤمن حصرية قرار الحرب والسلم بيد الدولة، تماما كما هو حاصل في كل دول العالم، فلا تبقى قوى مسلحة ترهن مصير البلاد بأهدافها المشبوهة".

وقال في موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" أمس: "إن بشار الأسد بشرنا بمرحلة جديدة من عدم الاستقرار في لبنان بعدما استكمل مرحلة طويلة من الاغتيالات السياسية التي سعت إلى تقويض مسيرة السيادة والحرية والاستقلال، وهي مسيرة تعمدت بالدم لحماية منجزات ثورة الارز، كما أعطانا دروسا في الوطنية والمقاومة والعلاقات اللبنانية ـ السورية التي يستحيل انتظامها بوجود نظام إرهابي يمارس القتل المنهجي بحق اللبنانيين ويرفض الاعتراف بالكيان اللبناني ونهائيته".

واعتبر أن "سلاح "حزب الله" خارج عن الدولة ولا تحل قضيته إلا بإقرار استراتيجية دفاعية شاملة تؤمن حصرية قرار الحرب والسلم بيد الدولة، تماما كما هو حاصل في كل دول العالم، فلا تبقى قوى مسلحة ترهن مصير البلاد بأهدافها المشبوهة. أما السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، فهو في الواقع سلاح سوري، وهو جاهز غب الطلب للتخريب في الداخل وفق مستلزمات الراعي الاقليمي وظروفه".

وسأل: "كيف يستطيع رأس النظام السوري أن يتحدث عن المقاومة ودعم المقاومة؟ أين مقاومته هو لتحرير أرضه المحتلة منذ نحو أربعين عاما؟ أين دفاعه عن أرضه التي تعرضت لغارات إسرائيلية أكثر من مرة خلال السنوات الماضية كان آخرها منذ أسابيع قليلة لم يتحرك بعدها لمجرد تقديم شكوى لمجلس الأمن؟ ألا يدل هذا السلوك مع عشرات الأمثلة الأخرى، ليس أقلها المفاوضات السرية المباشرة التي خاضها مع إسرائيل أثناء تعرض لبنان للقصف الجنوني في حرب تموز على أن كل الشعارات التي يرفعها ويسوقها ويستغلها هذا النظام منذ نشأته هي عكس ممارسته الفعلية؟ أين شعارات القومية والعروبة والوحدة والمقاومة والممانعة؟ هل تكون الممانعة بعدم إطلاق رصاصة واحدة طوال أربعين عاما على جبهة الجولان؟ وهل يحق لمن يقدم هذا الأداء المشبوه أن يعطي دروسا في المقاومة؟".

أضاف: "أما المضحك في حوار البشار فهو حديثه عن الطرق السلمية والدستورية في حسم الأمور في لبنان، فهل يحق لمن خطف الشعب السوري طوال أربعين عاما وقمع الحريات وحول سوريا إلى محمية أمنية ومخابراتية واعتقل أصحاب الرأي والمثقفين وموقعي إعلان دمشق وزجهم في السجون لسنوات، هل يحق له أن يتحدث عن الطرق السلمية والدستورية؟ وماذا يعرف هو عن الدساتير ومعانيها في الأنظمة الديموقراطية؟ ولماذا يدفع حلفاءه في لبنان لارتكاب كل المعاصي الدستورية والقانونية؟"

وختم بالقول: "أخيرا، في قضية الضباط الأربعة والدفاع المستميت عنهم من بعض القوى، فإننا لا نفهم ركون بعض القضاء اللبناني إلى القضاء الدولي بالمطلق وعدم فتح وملاحقة مسائل متصلة بهذا الملف ومنها مسألة العبث بموقع جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وقضية بنك المدينة. فما الذي يحصل في الوقت الذي نرى أحد أبطال النظام الأمني اللبناني ـ السوري يتحدى القضاء من داخل زنزانته؟ ألا يذكر هذا البطل قضية رمزي عيراني وعشرات الملفات الأخرى التي قام بتركيبها وتلفيقها في أيام ذاك النظام الأمني المشؤوم؟".

 

بين التجديف والغوغائية

المستقبل - الثلاثاء 16 تشرين الأول 2007 - علاء الدين ترو(*)

التجديف والغوغائية وصفان أكثر ما ينطبقا على ما يسمى المعارضة في لبنان. فأحد أبرز أطراف المعارضة، كي لا نقول الطرف شبه الأوحد فيها لا سيما على مستوى إتخاذ القرار أي حزب الله ذهب به إلتزامه تبرئة النظام السوري إلى إتهام إسرائيل بممارسة القتل المنهجي بحق قيادات الرابع عشر من آذار، أي بحق القوى التي تطالب بوقف التدخل السوري في الشؤون اللبنانية. ولماذا لا تغتال إسرائيل من فريق آخر من النواب؟.

هذا الانطباع الذي يخرج به كل من إستمع إلى خطاب السيد حسن نصرالله، وهو وفق هذا المنطق يؤكد التحالف الموضوعي بين النظام السوري وإسرائيل ويؤكد إستماتة حزب الله للدفاع عن هذا النظام الارهابي ولو من رصيده السياسي والشعبي وهو الرصيد الذي تأكل أساساً خلال الأشهر القليلة الماضية بفعل سلوكيات التجديف المنظم التي إعتمدها هذا الحزب منذ إتهام شركائه في الوطن بالعمالة لاسرائيل وأميركا وقرر إحتلال وسط بيروت وممارسة كل أشكال الارهاب السياسي والمعنوي ضد اللبنانيين مثل قطع الطرق وإحراق الدواليب ومد الخطوط الهاتفية وسوى ذلك من الممارسات التي ترمي إلى تقويض، كي لا نقول، إسقاط مشروع الدولة في لبنان. ولماذا لا يعترف السيد حسن بالمجلس النيابي لأنه ذكر كل الحلول للرئاسة من الاستفتاء إلى الاستطلاع لأنه لا يعترف بالديمقراطية أصلاً كنظام سياسي (بل يعترف بالشورى)؟.

لا أحد في لبنان ينكر عدوانية إسرائيل، ولا أحد بحاجة لدروس من أطراف أخرى حول هذه العدوانية التي إختبرناها قبل ولادة حزب الله، ولكن هذا لا يعني تبرئة النظام السوري الذي يدرك حزب الله قبل سواه، بفعل قدراته الأمنية العالية ومعرفته بهذه المسائل الأمنية الدقيقة مدى تورطه بمعظم الاغتيالات السياسية التي حصلت في لبنان، منذ إغتيال المعلم الشهيد كمال جنبلاط وصولاً إلى الاغتيالات التي رافقت ثورة الاستقلال.

أما الغوغائية، فهي تلك التي يمارسها حليف التجديف أي العماد ميشال عون الذي يحاول أن يقدم نفسه كمرشح توافقي لرئاسة الجمهورية في الوقت الذي لم تمن عليه المعارضة بتبني ترشيحه حتى الساعة، والأرجح أنها لن تتبناه. والغوغائية لا تقتصر على الاستعارة اليومية من عالم الحيوان التي بات يمتهنها العماد عون على ما يبدو، إنما تقع في صلب الشعارات السياسية المختارة والتي تتفق بالمطلق مع سياسات حليف التفاهم وتصب في إطار إسقاط مشروع الدولة في لبنان.

الغوغائية هي في رهن البلاد بمصير الكرسي الرئاسي الذي يلهث خلفه العماد عون، فإذا ناله تسير الأمور على ما يرام، وإذا لم ينله، فتطبيق للمثال القائل: "أنا وبعدي الطوفان". إن العماد عون يجب أن يحرص على عمل المؤسسات الدستورية لأن 14 آذار هي اليوم أكثرية وربما في الانتخابات القادمة لا تكون كذلك لأن سوريا تريده حصان طروادة في هذه المعركة ولا تريده رئيساً. فهل هذا هو سلوك وأداء رجال الدولة؟ وهل هذه شيم من يترشح لرئاسة الجمهورية؟ وهل هذه السلوكيات التي يبشر بها اللبنانيين في حال إنتخابه؟

لقد قدمت هذه المعارضة بفصائلها المختلفة نموذجاً "صادقاً" عن التجديف والغوغائية، كما قدمت للبنانيين كل أشكال الترهيب النفسي والسياسي والمعنوي والاقتصادي، الذي تحاول اليوم عبر الاتحاد العمالي العام بتأزيم الأمور عبر الاضرابات والتظاهرات هنا وهناك لإشغال المواطنين على الفاعل الأساسي الذي عطل الحكومة وعطل المجلس وشل المؤسسات الاقتصادية من خلال الاعتصامات، يجب أن يدرك العمال إن المعارضة هي المسؤولة عن كل ذلك وليست الحكومة التي يتهمونها بالفاقدة للشرعية والدستورية، والأهم من كل ذلك أنها قدمت أسلوبها في الحكم في حال توليها السلطة السياسية، ويبقى الحكم للمواطنين.

(*) نائب عضو في "اللقاء الديمقراطي"

ـ ينشر المقال بالتنسيق مع جريدة "الانباء

 

تعليق على مقال جهاد الزين

المسيحي عاجز ويائس ايضاً... لكن المسلم إلى أين ؟

الأب ميشال سبع  (مدير المدرسة البطريركية في بيروت)      

لطالما استقوى المسيحيون بالغرب عموماً وبالفرنسيين خصوصاً حيث اقاموا معهم علاقات مودة عبر تاريخهم القديم والحديث، ولعل هذه العلاقة التي تغلفها صورة المسحنة هي التي جعلت المسلمين السنّة عموماً يتطلعون الى العرب كونهم ابناء ملة واحدة، لذا اراد المسلمون في مؤتمر الساحل الشهير ان يلتحقوا بسوريا ومن ثم التحقوا بعبد الناصر ولو ان الاخير لم يكن اسلامياً بقدر ما كان عروبيأً لكن لكون العروبة تداخلت بالاسلام فقد اعتبر المسلمون ان العروبة تعنيهم وتعفيهم من الالتحاق بركب الفرنجة المسيحي. وقد ذهبت مساعي المسيحيين العرب هباء عندما حاولوا ان يميزوا بين العروبة كقومية والاسلام كدين.

ورغم ان اللبننة حديثة العهد نسبيا وكانت طروحات كمال يوسف الحاج حول القومية اللبنانية نوعا من الهرطقة لبعض المسيحيين ولكثيرين من المسلمين فان جهود المسيحيين التي انصبت على اعطاء لبنان هويته الذاتية اثمرت في الطائف باعتراف ان لبنان وطن نهائي لكل ابنائه، وفي هذا نقلة نوعية عند المسيحيين والمسلمين. فالمسيحيون ازالوا نهائيا فكرة علاقتهم بالأم الحنون اي فرنسا واعتبروا ان مصيرهم وهويتهم هي في ارضهم المحددة دوليا، والمسلمون الذين وجدوا ان العرب في النتيجة يعملون ضمن بلدانهم وكل بلد عربي له جغرافيته اعتبروا لبنان بلدهم وارضه جغرافيتهم.

محصلة هذه النتيجة في ان لبنان هو وطن نهائي لكل ابنائه دفعت بالمسلمين الى ان يعتبروه فعلا كذلك فكثفوا انخراطهم بالدولة من خلال توظيف اكبر عدد من ابنائهم وراح كل وزير يتعاقد مع ابناء طائفته واحيانا كثيرة مع ابناء منطقته او المنتمين الى تياره السياسي معتبرين ان النيابة خدمة والخدمة تبدأ بالتوظيف وتنتهي بالمشاريع الانمائية للمناطق التي يمثلونها.

بطبيعة الحال، فان الزيادة العددية للمسلمين نتيجة عوامل عدة اهمها تعدد الزيجات وكثرة الولادات وزيادة التعلم والتحزب والتطيف ساعدت في احتلال مساحة اكبر من المسيحيين في التوظيف، اضافة الى ان التهجير القسري والطويل من الجنوب نحو بيروت افقد العمال الزراعيين الشيعة عملهم في الارض – وفي التبغ خصوصا – فلم تعد آمالهم الا الانخراط في الجيش او التفرغ للاحزاب السياسية والطائفية او التوظيف في وظائف تتأرجح بين الحاجب حتى المستشار الوزاري.

ان انصراف المسيحيين من العام الى الخاص ومن مؤسسات الدولة الى الشركات الخاصة أدى بهم الى نتائج سلبية. فعندما يكون البلد في محنة سياسية وما يترتب عليها من معوقات - اعتصام بيروت مثلاً والتهويل الدائم بالحرب الاهلية والفوضى - فإن المؤسسات الخاصة تتراجع حتى الاغلاق مما يدفع بالمسيحيين العاملين فيها الى الهجرة الأكيدة وهذا العامل لعب وما زال دوراً خطيراً في التناقص الديموغرافي لمصلحة المسلمين.

في الامس القريب، كان المسلمون يعتبرون ان المسيحيين ضرورة وجود لاسباب عدة أهمها الدور التربوي والاقتصادي في لبنان، اليوم لم يعد هذا الاحساس موجوداً عند الكثيرين من المسلمين لا بل يعتبر البعض منهم على الاقل ان الوجود المسيحي يعوّق اسلمة لبنان والحاقه بركب الدول الاسلامية والعربية. وقد ساعد النفوذ الايراني والسعودي في تأكيد هذه المقولة وتأجيجها.

لذا، صار المسيحيون مجرد اوراق ثانوية بيد المسلمين السنة والشيعة، وتصبح اساسية عندما يكون للمسيحيين دور في انتخاب رئيس الجمهورية. وقد استطاع المسلمون فعلاً ان يقسموا المسيحيين الى طرفين ملحقين بهم لاسباب عدة اولها الغباء المسيحي الذي لم يرسم لذاته أية خطط استراتيجية للمحافظة على لبنان ذي الدستور العلماني بل في احيان كثيرة اعتبروا ان البلد بلدهم وهم صانعوه وصانعو قدره واليوم يدفعون ثمن هذا الوهم الباطل.

وثانيها، ان حجم المسلمين في العالم وتنامي قوتهم جعلت الغرب يتعامل معهم مباشرة لا بالواسطة مما افقد الدور المسيحي فاعليته في لبنان والبلاد العربية. وثالثها، لأن المسلمين السنة الذين كانوا ينطقون باسم المسلمين حين وقعوا ميثاق  43 لم يعودوا كذلك وصار الشيعة لهم كلمتهم ووزنهم وقوتهم في لبنان.

من هنا بقي للمسيحيين دور الرئيس - ولو الى حين - وهم حتماً ان فشلوا اليوم فلسوف يعجّلون بانهاء هذه المسرحية وتحويلها الى فعل تراجيدي يموت في نهايتها البطل ويخرج الجميع يكفكفون الدموع على رحيله لا حزناً عليه انما على الاخراج المسرحي والنهاية المأسوية لها.

القادة المسيحيون في لبنان يؤكدون اكثر فأكثر ان همهم ليس لبنان ولا هم يعتبرون ان الوطن يأتي في طليعة اهتماماتهم بقدر ما يؤكدون على الشخصانية التي تطبع تصرفاتهم. ومن الاكيد ان الزعماء المسيحيين قد رتبوا اوضاعهم في المهاجر ولسوف يتركون الملحقين بهم من المواطنين المسيحيين لقدرهم، وهؤلاء إما ان يهاجروا - أو من يستطيع ذلك - وإما ان يصبحوا ملحقين مهمشين بتيارات المسلمين وطوائفهم. وغبطة البطريرك اذ يرى هذه الخاتمة المأسوية يحاول تداركها على وجهين: الاول اجتماع كلمة المسيحيين، وهو يراها اقرب الى الأمل منها الى الواقع، والثاني عدم

تسمية الرئيس لئلا يصبح طرفاً فتسقط مرجعيته.

ان سقوط المسيحيين وتشرذمهم سوف ينعكس سلباً على لبنان ولسوف يدرك المسلمون بعد فوات الاوان انهم قد اخطأوا كثيراً باستغلال ضعف المسيحيين وغباء سياستهم.

ذلك ان سقوط المسيحيين هو سيناريو، فسقوطهم يعني انفسهم اما التراجيديا المطولة فستكون عندها باستحضار التاريخ الاسلامي الدامي. والصدام بين جناحي الاسلام لا يمنعه الا رحمة الله لسببين: الاول ا ن الاسلام السني في لبنان له امتداد عربي واضح، والاسلام الشيعي في لبنان له امتداد ايراني واضح، والمودة فاترة ان لم تكن مفقودة بين الرغبة الايرانية في تصدير الثورة والرغبة العربية في ابقاء زعامتها، والثاني، ان لبنان سيصبح مكشوفاً عالمياً كدولة اسلامية عندها ستربح اسرائيل بامتياز فتظهر للعالم ان الاسلام ضد اليهودية، والدليل انه انهى المسيحيين في مناطقه مما سيجعل الاصوليات المسيحية في العالم تعطي المزيد من التأكيد للصهاينة وتدخل المسلمين في حرب مكشوفة مع غيرهم.

فهل هذا هو المستقبل المنتظر وهل هذه هي الاستراتيجية التي يبنيها المسلمون في لبنان؟ واذا كانت حال المسيحيين قد اوصلتهم الى اليأس والعجز فإن السؤال المطروح: والمسلمون الى اين؟

(•) "من مسلم يائس الى مسيحي عاجز: كي لا يطغى الهاجس التكتيكي في بكركي"، 11/10/2007

الأب ميشال سبع  (مدير المدرسة البطريركية في بيروت)      

 

الكلام السوري عن عدم الاستقرارتبرير لانقلاب يوشك أن يحدث

المستقبل - الثلاثاء 16 تشرين الأول 2007 - خالد العلي

يكاد ان يكون حديث الرئيس السوري بشار الأسد إلى صحيفة "الشروق" التونسية قد مرّ مروراً هادئاً على الرغم مما حمله من تأكيدات لنهج يتبعه النظام في دمشق حيال القضايا الإقليمية ومنها القضية اللبنانية.

وقد جاءت التحذيرات التي ساقها فريق الأكثرية من خطط يضعها نظام الأسد وينفذها بالتعاون مع حلفائه في لبنان لتتلاقى مع التصريحات التي جاءت في الصحيفة التونسية حيث تكلم الرئيس السوري عن إيران وسوريا ولبنان باعتبارهم كلاً لا يتجزأ تستهدفهم أميركا وإسرائيل!!.

مصادر سياسية مطلعة توقفت عند حديث الأسد الآنف الذكر، ورأت ـ أو تأكد لها ـ ان كل ما يحكى عن تصريحات سورية وإيرانية بشأن لبنانية الأزمة الداخلية وعدم ارتباطها بالخارج لا يمت بصلة إلى واقع المخططات أو التصريحات المعبرة عنها. فمواقف الأسد التي كانت تتحدث عن ان الاستحقاقات شأن داخلي، سواء في مرحلة تشكيل حكومة وحدة وطنية أو انتخابات رئاسة، أو تلك التي تقول بأن دمشق توافق على ما يتوافق عليه اللبنانيون.. ان كل هذه التصريحات تراجعت أو سقطت عندما قال الأسد في صحيفة "الشروق" ان "الصراعات الإقليمية لا يبدو أنها ستنتهي قريباً وهذا يعني ان لبنان لن يستقر قريباً"، وأشارت الأوساط إلى ان الصراعات التي تحدث عنها الأسد وربط تأثيراتها على لبنان تبدأ من إيران وتمر عبر العراق/فلسطين/وسوريا وهي تعكس حجم المخاطر التي سيتعرض لها البلد مستقبلاً من بوابة دمشق.

وتنظر المصادر بريبة إلى تعاطي الأسد مع لبنان وكأنه دولة مارقة لا نظام قيم فيها ولا وحدة شعب أو دولة أو كيان، فهو دولة انقسام دائم "...فهناك دائماً قوى في لبنان تربط مصيرها بالخارج وتضع البلد في مهبّ الريح". وتقول المصادر ان مثل هذه التصريحات تبرر لدمشق استمرار تدخلها في لبنان المنقسم دائماً باستثناء مرحلة الهيمنة السورية عليه، أي منذ مرحلة ما بعد الطائف، حيث يرى الأسد "...أن لبنان لم يستقر إلا في المرحلة التي تلت اتفاق الطائف عندما كان التوجه العربي ودعم المقاومة قائماً..". ولا ترى المصادر في هذه المواقف إلا محاولة ربط بين الاستقرار والوجود السوري في لبنان على أمل عودة دولة الوصاية إليه. وهذا عنوان تتخذه المعارضة في محاولة منها للتذكير "بالاستقرار السوري أيام زمن الوصاية" وذلك بمعزل عن طبيعة ذلك الاستقرار.

وللتدليل على حقيقة الموقف السوري من لبنان، والذي يتنافى مع فكرة الفصل بين الخارج والداخل اللبناني، تشير المصادر إلى ان الأسد كرر مجدداً وصف القوى الحاكمة في لبنان بأنها مرتبطة بإسرائيل والخارج وهم "..يبنون آمالهم على أجندة مخططات أجنبية". وقالت ان هذا الموقف يتقاطع بالطبع مع تصريحات لقادة المعارضة في "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، وهو ينذر باستمرار مرحلة الاغتيالات السياسية التي هي على وجه التحديد عنوان عدم الاستقرار الذي رفعه الرئيس السوري.

وتقول المصادر ان التعاطي المعارض مع الاستحقاق الرئاسي يعكس الأجواء التي تعيشها المعارضة لجهة النظر إلى الواقع اللبناني على انه غير مستقر، وربما حالة عدم الاستقرار تلك تبرر اندفاعة ما للمعارضة قد يكون عنوانها إنجاز انقلابي مشابه لما حدث في قطاع غزة وتنصيب حكم يلبي احلام سوريا بالعودة إلى لبنان "تعصف به الصراعات التي لن تنتهي قريباً" على حد تعبير الأسد. وتضيف ان هذه الصراعات التي تعبر عن انقسامات داخلية قاربها الرئيس الأسد من زاوية المقاومة، وقال إن هذه الأخيرة "قامت عندما كان لبنان منقسماً حيث تمكنت المقاومة من بناء قوتها، فها هي اليوم أقوى بكثير"، صحيح انه لم يقل انها أصبحت بديلاً للدولة ولا سيما مؤسساتها الأمنية، لكن سياق حديثه يشير إلى ان المقاومة اليوم أقوى، ليس بوحدة لبنان التي كانت منقسمة يوم صعود المقاومة، إنما لأنها غدت بديلاً للدولة التي لا يعترف بها النظام في دمشق والذي نسي الادبيات المرافقة لصعود المقاومة يوم كانت تتوجه نحو إسرائيل ولم تنغمس بعد في الأوحال الداخلية.

وخلصت المصادر إلى اعتبار أن تصريحات الأسد الأخيرة تندرج في إطار استمرار عدم الاعتراف بالدولة والكيان اللبناني وربط قيامهما بحل كل مشكلات المنطقة، وبالتالي تبرير أي توجه انقلابي لدى المعارضة على اعتبار انها ستقيم كياناً على أنقاض كيان وصفه الأسد بـ"غير المستقر" طالما ثمة صراعات إقليمية وبأدوات انقلابية قد تبدأ باجتياح العاصمة واحتلال السرايا الحكومية وفق معلومات يملكها فريق الرابع عشر من آذار وقد اخطر بها المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية والمعنيون

 

النائب حبيش لموقع "14 آذار": بكركي تحاول أن تجمع الموارنة لتحثهم على الاتفاق

14 اذار/الكلام مع أصغر نائب في البرلمان سناً له طعم خاص, فالنائب هادي حبيش يتمتع بإندفاع و عزم لا مثيل لهما, برز كنائب شجاع ذو مواقف ثابتة فكان صوت الحق المدوي مع بقية رفاقه في قوى 14 آذار عموما و كتلة تيار المستقبل خصوصا.

النائب هادي حبيش وفي حوار خاص مع الموقع الرسمي لقوى 14 آذار (www.14march.org) شدد أنه ضد أي رئيس يأتي من خارج قوى 14 آذار، ولكن في حال "وصلنا إلى هذا الخيار الصعب يجب أن يكون هذا الرئيس مؤمناً بأهداف ثورة الأرز" و اعتبر أنه لا يمكن لأي فريق أن يطرح التوافق ثم يحصره بشخص واحد ومع ذلك فإن الجهود تنصب حاليا على التوافق قبل الوصول إلى مهلة الـ 10 أيّام الأخيرة.

و في رأي شخصي قال حبيش أنه لا يوافق على توصيف العماد عون كشخص توافقيّ واعتبر أن عون يعتقد أنه مرشح المعارضة ولكن عمليّا هو مرشح تكتل التغيير والإصلاح فقط.

و ذكر حبيش أن بكركي تحاول أن تجمع الموارنة لتحثهم على الاتفاق، فمن المهم جدا ألا تصل محاولاتها إلى حائط مسدود و من المفترض أن تلتزم كل شخصيّة مارونيّة برأي بكركي، حتى لو أدى ذلك إلى التنازل عن بعض المصالح الشخصيّة.

وتمنى حبيش أن يفهم الطرف الآخر أن الطريقة الوحيدة لإنقاذ لبنان هي الحوار والقبول بالشريك الآخر في الوطن.

وهذا النص الكامل للحوار:

1-أستاذ هادي حبيش نبدأ الكلام من حديث الساعة, الإستحقاق الرئاسي, كيف ترى سير هذا الإستحقاق وهل أنت مؤمن أن الرئيس القادم لا بد أن يكون من قوى 14 آذار وكيف تفسر تعدد المرشحين ضمن هذه القوى؟

- نحن من الأساس حين قبلنا بتأجيل جلسة 25 أيلول، كنا قد فتحنا الباب أمام الحوار، وإعطاء الفرصة للفريق الآخر من أجل التوافق معه على إسم رئيس للجمهورية ، ولكن هذا لا يعني التنازل عن مطلبنا الأساسي أي رئيس من 14 آذار ..

أما بالنسبة لتعدّد المرشّحين فإن في ذلك إيجابية كبيرة، إذ لا يمكن لأي فريق أن يطرح التوافق ثم يحصره بشخص واحد،فالديمقراطية تقضي بطرح عدة أسماء ليصار في النهاية إلى اختيار إسم توافقي واحد مع الفريق الآخر.

2-هل ترى أن الرئيس بري يتعاطى بجدية مع الملف الرئاسي أم أنه يأخذ طرفا وهل تظن أنه فعلا كما هو سائد فإنه سيتم التوافق على رئيس قبل العشرة أيام الأخيرة من مهلة الإنتخاب؟

- لا شك أن الرئيس بري يتعاطى مع الأزمة السياسية الراهنة انطلاقاً من موقعه السياسي، وحين دعا إلى عقد جلسة الانتخاب في 25 أيلول، كان يتصرف كرئيس للمجلس النيابي ولكن حين أجل الجلسة تصرف كجزء من فريق 8 آذار ..

اليوم وفي حواره مع الشيخ سعد الحريري ، يحاول الرئيس بري التعاطي بجديّة أكبر للتوافق على إسم الرئيس المقبل ، علماً أنه في النهاية إذا لم يتم التوصّل إلى التوافق، فإن المرجّح أنّ الرئيس بري سيتعامل مع موضوع الرئاسة كما سبق وتعاطى مع ملف المحكمة الدّوليّة.

جهودنا اليوم تنصبّ على التوافق قبل الوصول إلى مهلة الـ 10 أيّام الأخيرة، والوضوع ليس سهلاً كما يتوقع البعض ، لأن أساس المشكلة هو وجود نهجيْن متناقضيْن تماماً.. لذلك فإن الأمل ليس كبيراً جدّاً..

3-العماد ميشال عون يطرح نفسه مرشحا توافقياً, هل تظن ان هناك ما يميز عون عن غيره ليكون مرشحا توافقيا و ما هي صفات الرئيس التوافقي برأيك؟ وهل تظن فعلا أن عون هو مرشح المعارضة مجتمعة أم ترى ان هناك أطرافا بالمعارضة مترددة في تبني هذا الترشيح؟

- أوّلاً أنا شخصيّاً لا أوافق على توصيف العماد عون كشخص توافقيّ ولا أراه كذلك أبداً..

ثم إنني لا أرى قطعاً أنّ أداء عون يوحي بأنه يريد أن يكون رئيساً توافقيّاً، لأن الرئيس التوافقي هو من يفتح خطوط التواصل مع كل الفرقاء ، وليْس من يشتم ويوجّه الإهانات للنواب والمسؤولين كلما سنحت له الفرصة في الإعلام وعلى المنابر، فذلك ضد التّوافق..

مثلاً بطرس حرب ونسيب لحّود يمكن أن يقال عنهما توافقيّيْن لأن أداءهما يسمح لهما بأن يكونا كذلك وهما من فريق سياسيّ يحترم وجهات النظر الأخرى.

العماد عون يعتقد أنه مرشح المعارضة ولكن عمليّا هو مرشح تكتل التغيير والإصلاح فقط وأكبر دليل على ذلك أن الرئيس بري وفي أحد الاجتماعات حين طُلب منه تسمية مرشحي الرئاسة، سمّى الجميع عدا العماد عون..

4- في حال تم التوصل لحل للأزمة الرئاسية وتم الوصول لرئيس توافقي من خارج قوى 14 آذار, كيف تضمنون أن يكون الرئيس متناغما مع روحية و أسس ثورة الأرز أو بمعنى آخر ما هي الضمانات المطلوبة من جهتكم للقبول بالتوافق؟

- أنا أولاً، ضد أي رئيس يأتي من خارج قوى 14 آذار ، ولكن في حال وصلنا إلى هذا الخيار الصعب يجب أن يكون هذا الرئيس مؤمناً بأهداف ثورة الأرز، أي بحرية وسيادة واستقلال لبنان، يسعى لعلاقات ندية مع سوريا تتضمن علاقات ديبلوماسيّة متبادلة وترسيم للحدود، كما يجب أن يتبنى المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكل شهداء لبنان، وأيضا يجب أن يضع مشروعاً لتوحيد السلاح تحت أمرة الدولة والجيش اللبناني..

إذا تواجدت كل هذه المواصفات في رئيس من خارج 14 آذار ووجدنا أن إنقاذ البلد يتوقف على هذا القرار فلا مانع لدينا من التوافق عليه ، وإلا فهذا يعني أننا ندخل في المجهول ونمدّد الأزمة لست سنوات مقبلة..

5-اعتبرت في حديث إذاعي مؤخرا أن اختيار الرئيس من مرشحي قوى 14 آذار لا يتناقض مع مبدأ التوافق إذ يمكن الاختيار من بين المرشحين نسيب لحود وبطرس حرب, هل يمكن الإستنتاج من كلامك ان بورصة المرشحين من قوى 14 آذار رست على اسمين ام أن هناك اسماء لم تظهر للعلن بإنتظار الوقت و الظروف المناسبين؟

- طبعاً نحن حين اجتمعنا كقوى 14 آذار لاختيار مرشّحينا، اخترنا اثنين فقط وأعلنّا عنهما، هما النائب بطرس حرب والنائب السابق نسيب لحود، ، ولكن هذا لا يمنع وجود أسماء أخرى غير معلنة يمكن أن يتم التوافق عليها وتطرح في الوقت المناسب ، كـ الوزيرة نايلة معوّض والرئيس أمين الجميّل وغيرهما من الشخصيّات المارونية التي تتمتع بالمواصفات المطلوبة.. ولكن ذلك يتوضح حسب الظروف المقبلة..

6- لقد قمت بتمثيل مسيحيي تيار المستقبل في اجتماع بكركي نهار الجمعة الفائت, اولا كيف تقييم الإجتماع و انعكاساته على موضوع الإستحقاق و ثانيا هل أنت مقتنع بضرورة عقد مثل هذه الإجتماعات وفعاليتها في حل الأزمة؟

- كان من المهم جدا أن تعود بكركي إلى لعب دورها الأساسي بما يتعلق بالانتخابات الرئاسيّة، والاجتماع الذي جرى مؤخراً فتح المجال أمام الحوار الماوني الماروني، فالرئيس وإن كان رئيسا لكل اللبنانين، ولكنه في الأساس مارونيّا...

إن بكركي تحاول أن تجمع الموارنة لتحثهم على الاتفاق، فمن المهم جدا ألا تصل محاولاتها إلى حائط مسدود، من جهتنا نحن نبذل جهدنا ونحن متعاونين جدا.. الآن لجنة المتابعة التي سوف تؤلف ستحاول العمل لتذليل العقد وللتمهيد لعقد لقاء موسع يجمع الجميع ليصار للاتفاق على الرئيس المقبل.

7- في انتخابات المتن الفرعية كان هناك تمني لبكركي بالوفاق و عدم خوض معركة انتخابية لكن الطرف الآخر لم يلتزم و الآن كان هناك دعوى جديدة من بكركي للتوافق و الحل, فهل ترى ان أقطاب المعارضة يتعاطون بجدية مع مبادرات بكركي التي تعتبر المرجعية الأساسية للمسيحيين وما هو أثر عدم الإلتزام بتوجيهات البطريركية برأيك؟

- في معركة المتن لم يتم التعاطي بشكل جدي مع بكركي، وأنا أعتقد أن هذا كان خطأ كبيرا ارتٌكب بحق الكنيسة المارونية وهذا انعكس سلبيا على مبادراتها..

فمن المفترض أن تلتزم كل شخصيّة مارونيّة برأي بكركي، حتى لو أدى ذلك إلى التنازل عن بعض المصالح الشخصيّة..

فالكنيسة المارونية مفترض أن يكون لها موقف من كل شخصيّة مارونيّة لا تلتزم بتوصياتها ونداءاتها ، وفي هذه الحالة يجب أن تتحمل هذه الشخصية مسؤولية عصيانها..

فالكنيسة إن طلبت من أبناءها الالتزام بأمر ما ولم يلتزموا وبالتالي لم تحاسبهم، فذلك سيكون له مردود سلبي؟

8- تناولت منذ فترة موضوع التسلح و خاصة ظاهرة التدريبات العسكرية لعناصر التيار الوطني الحر الذي ظهرت مؤخرا ثم تبعها حملة على مؤسسة قوى الأمن الداخلي, هل هناك من خطوة ملموسة قمتم او تقومون بها لمواجهة هذه الظواهر وماهي برأيك حيثيات هذه التدريبات و اهدافها؟

- من الواضح أنه بعد أحداث 23 كانون الأول لجأ بعض الفرقاء إلى التسلح ظنّا منهم أن هذه هي الطريقة الوحيدة لحماية أنفسهم، ولكن هذا التفكير عمليّاً سيؤدي إلى خراب البلد..

في الوقت نفسه ، ليس مطلوبا منّا نحن أن نقيّم موضوع التدريبات التي حصلت، فهذه مسؤوليّة الجيش والقضاء وقوى الأمن الداخلي : أن يلاحقوهم ليتم توقيفهم ، لأن التفاهم معهم سيؤدي إلى ما لا تحمد عقباه كما حصل عام 1975..

اما بالنسبة للحملة التي شُنّت على قوى الأمن الداخلي، فلم يكن لها مبرر أبدا ، لأن القوى الأمنية كانت تقوم بواجبها وكانت تنفذ أوامر القضاء، وإنها ليست كما يسمّيها البعض " ميليشيا" ، لأنه ثبت مع الوقت أن قوى الأمن الداخلي وفرع المعلومات لم يلاحقوا ويوقفوا أي شخص دون إشارة النيابة العامة.

9-بموضوع سلاح حزب الله, أصبحنا نرى تشددا في هذا الموضوع من جانب الحزب يوما بعد يوما, فهل فعلا نحن مازلنا بحاجة لهذا السلاح و كيف برأيك يجب ان يتعامل الرئيس العتيد في هذا الموضوع وهل يجب ان يكون هذا الموضوع من الأولويات؟

- لا أعتقد مطلقا أن السّلاح يجب أن يبقى خارج إطار الدولة اللبنانية خصوصاً بعد حرب تموز 2006، والقرار 1701...

فالسلاح قبل القرار 1701 كان لحماية الحدود اللبنانيّة ، أما اليوم فالقرار 1701 وضع حماية الحدود ضمن مسؤوليات الجيش اللبناني واليونيفيل، لذلك أعتقد أنه آن الأوان لأن يُسلّم السلاح إلى الجيش اللبناني الذي يقع على عاتقه حماية كل لبنان.....

أما أولويات الرئيس فمفترض أن تكون إعاد بناء وهيكلة الدولة اللبنانية بكل مكوّناتها إذ لا يمكن للدولة أن تقوم في ظل وجود حزب وفريق سياسي يملك سلاحا ويقيم دويلة داخل الدولة..

10-العماد عون صرح مؤخرا أنه في حال انتخابه سيكون هو الأقدر على معالجة موضوع سلاح حزب الله, كيف ترى فعالية العماد عون في هذا المجال وهل أنت مؤمن فعلا انه هو الأقدر للتعامل مع الحزب وحل الأمور العالقة؟

- لا، لا أعتقد أن العماد عون يمكنه أن يلعب دوراً كبيراً أو مهمّاً في أي موضوع يتعلق بحزب الله، فقد سبق ورأينا نموذجا صغيراً عن ذلك، حين حاول عون أن يدخل إلى ملف الأسرى من خلال وساطة بلجيكية كان يمكن له أن يصل فيها لنتيجة إيجابية لولا رفض حزب الله لهذا الأمر وتوقيفه للمحاولة في الساعات الأخيرة هذا ما يدفعنا إلى الاعتبار أن العماد عون لا يلعب دورا كبيرا في القضايا المتعلقة بحزب الله وسلاحه...

11-تعرضتم طوال شهور لمنعكم من ممارسة عملكم وواجبكم الوطني و الدستوري و التشريعي بإغلاق البرلمان في وقت كان الحاجة الماسة للإلتئام تحت سقف البرلمان لحل مشاكل الوطن, ما هي أهم المشاريع العالقة و التي ستبادرون لطرحها و حلها عند عودتكم لممارسة مهامكم البرلمانية؟

- أعتقد أن أكبر خطأ تاريخي ارتكب بحق المجلس النيابي هو إقفاله لمدة أكثر من سنة، إذ لا يمكن لأي بلد في العالم أن يعالج مشاكله ويسيّر أموره دون وجود مجلس نيابيّ..

لذلك سنبادر عند عودة المجلس لمارسة أعماله التشريعية بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، إلى انتخاب أعضاء للمجلس الدستوري الذي عُطّل سابقا بسبب قرار استقالة أعضائه وتوقفهم عن العمل ثم عُطّل إعادة تفعيله بسبب إقفال المجلس النيابي لأكثر من سنة، وليس كما يروجون بأن قوى 14 آذار هي التي عطلته..

كما سنبادر إلى إقرار عدة مشاريع قوانين إصلاحيّة تأتي ضمن إطار باريس 3 ليصار إلى تحسين الوضع الاقتصادي المتردّي الناتج عن إقفال المجلس النيابيّ.

12- أخيرا, بصفتك نائبا و التهديدات الأمنية تلاحق نواب الأمة و غيرت نمط حياتهم, هل أنت مؤمن بأن المرحلة المقبلة ستحمل في طياتها حلا لمصائب الوطن وستنهي قافلة الإغتيالات التي طالت رموز الوطن و هل تظن ان لبنان سيعود لسابق عهده أم ان هناك تشاؤم بالمستقبل؟

- أتمنى أن يكون لبنان متجها إلى مرحلة استقرار على كافة الصعد الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، لكن ومن خلال المعطيات المتوافرة لدينا نتوقع في المرحلة المقبلة مزيدا من الاضطراب الأمني نتيجة توتر الأوضاع وعدم قبول الطرف الآخر بالتوافق الداخلي واستمراره بتعطيل الحياة الدستورية والسياسية والضغط من خلال الاعتصامات المتواصلة في وسط بيروت... لذلك نرجو أن يفهم الطرف الآخر أن الطريقة الوحيدة لإنقاذ لبنان هي الحوار والقبول بالشريك الآخر في الوطن..

 

ثمة تفاهم سعودي - إيراني لتمرير الاستحقاق الرئاسي... لكن اللاعبين كثر والملعب صغير

الباحث الستراتيجي وليد عربيد: سورية ترهن تسهيل انتخاب رئيس للبنان بالحصول على ثمن ما في الجولان... والقرار عند الاميركيين

 بيروت - علي أحمد: السياسة

رأى الباحث في الفكر الستراتيجي الدكتور وليد عربيد أن الاستحقاق الرئاسي اللبناني »يتأثر بفترة الانتظار التي تعيشها المنطقة, لمعرفة الاتجاه الذي ستسلكه الصراعات, انفجاراً أو تسوية". ورجح عربيد, وهو محاضر سابق في »معهد الدراسات الدبلوماسية والستراتيجية في باريس, "أن تمرر الولايات المتحدة وإيران والسعودية الانتخابات الرئاسية بالتوافق على رئيس انتقالي لإدارة الأزمة, في حين تنتظر دمشق أن تقبض ثمن تسهيل هذا الاستحقاق في الجولان عبر مؤتمر الخريف". وشرح د. عربيد الذي يدرس الفكر الستراتيجي في كلية القيادة والأركان في الجيش اللبناني والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية أسباب تراجع الدور المسيحي, من دور مؤسس إلى دور تابع, معتبراً "أن المسيحيين يحتاجون إلى قيادة تاريخية تعي التغييرات التي حصلت وتعيد صياغة الدور المسيحي".

وأكد في حوار مع "السياسة" "أن لبنان سيظل يتأثر بالتقاطعات والصراعات الإقليمية طالما أن نظامه السياسي عاجز عن إنتاج حالة لبنانية صرفة من التفاهم والتوافق"وهنا وقائع الحوار. يبدو أن الاستحقاق الرئاسي هذه المرة محكوم أكثر من أي وقت مضى بالتوازنات الإقليمية والدولية, إذا لم نقل الصراعات بين المحاور المختلفة. لماذا برأيك? وهل يستطيع هذا البلد الصغير تحمل وزر هذه الصراعات?

الواقع أن الأزمة السياسية اللبنانية ترتبط منذ التكوين السياسي الأول للبنان بعوامل عدة داخلية وإقليمية ودولية, بسبب عدم وجود نظام سياسي واقتصادي واجتماعي يحد من التقاطعات الإقليمية والدولية وتأثيراتها, سواء السلبية أو الإيجابية, على الداخل اللبناني. ولو عدنا في مراجعة سريعة للتاريخ اللبناني الحديث منذ الاستقلال عن فرنسا لوجدنا أن الأزمات اندلعت في الأعوام 1948 و1951 و1956 و1958 و1961 ثم انفجار الحرب في العام ,1975 بالإضافة إلى أزمة اليوم, كلها كانت بسبب تفاعل لبنان مع الأزمات في المنطقة. لماذا هذا التأثر الدائم? ولماذا تنعكس الأزمات الإقليمية على لبنان?

أعتقد أن السبب الأساسي هو موقع لبنان كبوابة للشرق الأوسط, وكبوابة للنظرة الغربية إلى اقتصاد المنطقة القائم على النفط, كما أنه بوابة التفاعلات الحضارية لأن منطقتنا هي مهد الديانات والحضارات, بالإضافة إلى موقعه الجغرافي كمفرق طرق ستراتيجي بين ثلاث قارات. وقد بدأ التنازع الدولي على لبنان قبل قيام دولته بشكلها الحالي, أي منذ »لبنان الصغير«, الذي كان »جبل لبنان« أيام الإمبراطورية العثمانية, ونذكر أنه في نهايات هذه الإمبراطورية تدخلت الدول الأوروبية في هذا الجبل وأقامت نوعاً من الحكم الذاتي.

أما بعد الاستقلال فإن البلد شهد أزمات عدة عند اقتراب الاستحقاق الرئاسي ففي العام 1989 اندلعت أزمة داخلية بأبعاد خارجية, وقد تمت صفقة أميركية-مصرية أدت إلى وصول اللواء فؤاد شهاب إلى رئاسة الجمهورية. وفي العام 1976 أدى التوافق الأميركي-السوري إلى وصول الرئيس الياس الهراوي إلى الرئاسة ثم التمديد له, ووصل الرئيس أميل لحود خلفاً له في العام 1998.

لا شك أن هذا أمر مؤسف للبنانيين, ولكن لا سبيل لهم للحد من هذه التدخلات, ولوقف ارتهان بلدهم للخارج هو في إنتاج حالة لبنانية صرفة, تنتج تفاهماً وتوافقاً على إدارة البلد. ولكن ذلك يبدو الآن أصعب من أي وقت مضى, في ظل الاصطفافات والانقسامات السياسية الحادة راهناً, ولكن الشيء الإيجابي في هذا الواقع أنها اصطفافات سياسية وليست طائفية, بمعنى أن ثمة فريقين أساسيين في البلد يضم كل منهما فرقاء من ألوان مذهبية وطائفية مختلفة. هذان الطرفان هما "حزب الله" و"تيار المستقبل" ولكل منهما حلفاء من الطوائف الأخرى, ولكن المشكلة أن المعسكرين مرتبطان بقوة بمحاور إقليمية ودولية تتنازع على أرض هذا البلد.

مؤسسو لبنان الحديث

  يقال إن الصراع في لبنان اليوم سني- شيعي, ولا دور للمسيحيين وغيرهم من الطوائف, إلا رفد طرفي الصراع بقوة إضافية. هل توافق على ذلك, وما الذي جعل الدور المسيحي يتراجع من مؤسس إلى تابع?

  لا شك أن المسيحيين في لبنان لعبوا دوراً محورياً في القرون الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين. وقد واجهت الإمبراطورية العثمانية معضلة في التعامل معهم في ما عرف آنذاك بالمسألة الشرقية, وقد ساهم التدخل الأوروبي في تعزيز الدور المسيحي ما جعل منهم مؤسسي لبنان الحديث, في ظل نوع من التوافق الدولي على جعل هذا البلد مساحة للتعدد والتنوع والحرية والديموقراطية, في منطقة شاسعة غالبيتها الساحقة إسلامية. وقد استمر هذا الوضع حتى نهاية الحرب الباردة, من دون أن يخلو من أزمات متفرقة من هنا وهناك.

 على الصعيد السياسي بداية انتفت الحاجة إلى دور مسيحي لأن الصراع في المنطقة (وفي لبنان) بين إسلامين مختلفين. وعلى الصعيد الثقافي كان الوجود المسيحي هو ثروة البلد والمنطقة ولكن بمرور العقود أصبح للطوائف الأخرى في لبنان إسهامها الثقافي الكبير ولم يعد للمسيحيين الموقع الريادي. أما على المستوى الديموغرافي فقد تناقص عدد المواطنين المسيحيين بشكل كبير, متزامناً مع انفجار سكاني هائل لدى المسلمين, وأضيف إلى ذلك عامل الهجرة, فإذا كانت هذه الظاهرة تشمل الجميع فإن المسيحيين يشكلون النسبة الأكبر من الذين يتركون البلد, إضافة إلى أن المسلم المهاجر يعود غالباً إلى بلده, في حين أن المسيحيين يندمجون بسرعة في المجتمعات الأوروبية والأميركية والأسترالية فتصبح هجرتهم نهائية.

وهكذا جرى تبدل في الأدوار داخل لبنان فبعد أن كان المسيحيون يمسكون بدفة النظام السياسي ويديرون البلد, ويرفضون (في معظم الأحيان) الاستماع إلى  شكاوى المسلمين من الغبن وعدم المشاركة, انعكست الآية وأصبح طرفا الصراع في لبنان من المسلمين, ويشكو المسيحيون اليوم من الغبن وعدم المشاركة.

يبقى أن نشير إلى أن فرادة لبنان المتنوع والمتعدد هي شرط أساسي لاستمراره, ويبقى الوجود المسيحي في هذا البلد أساسياً لأن لبنان هو رسالة تعايش وتفاعل بين الحضارات والأديان, تماماً كما أعلن البابا الراحل يوحنا بولس الثاني عند زيارته لبنان. من هنا فإن المسيحيين يحتاجون اليوم إلى قيادة تاريخية تعي التغيرات الحاصلة في المحيط العربي والإسلامي, وتعي كيف تعيد صياغة الدور المسيحي في هذا المحيط وخصوصاً في لبنان.

ولعل في الانتخابات الرئاسية مناسبة لإعادة طرح سؤال مركزي حول أهمية الدور المسيحي وأبعاده واستمراريته, لا سيما أن الرئاسة تعود للمسيحيين, ولبنان هو البلد العربي الوحيد الذي يترأسه مسيحي.

  هذا في الداخل, ماذا عن الخارج ماذا تريد سورية من لبنان ومن انتخاباته الرئاسية?

  قد يبدو جوابي غير ملائم للبعض, ولكن أعتقد أنه من دون تفاهم لبناني-سوري على مستقبل العلاقات بين البلدين لن يكون هناك رئيس للجمهورية في لبنان. وإذا جرت الانتخابات من دون هذا التفاهم فإنها ستوصل رئيساً لإدارة الأزمة لا أكثر ولا أقل.

الواقع اللبناني محكوم بأن العلاقات التي تربط لبنان وسورية متجذرة في التاريخ والجغرافيا, ناهيك عن العلاقات الاقتصادية والاجتماعية ومنذ تاريخ بعيد نسبياً كان لسورية دور كبير في لبنان, وفي عهد الإمبراطورية العثمانية عندما لم يكن للبنان وجود سياسي مستقل بشكله الحالي, كان زعماء هذا البلد يدينون بالولاء إما لوالي الشام وإما لوالي عكا, ثم خضع البلدان معاً للاستعمار الفرنسي, وبعد ذلك نالا الاستقلال معاً, ولما حصل ذلك كانت العملة بين البلدين واحدة, وكان الجيش واحداً, لفترة من الزمن.

وفي أواخر القرن العشرين اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية العام 1975 وعاد التاريخ ليكرر نفسه, فانقسم اللبنانيون بين موال لسورية (ولاية الشام سابقاً) وبين باحث عن دعم إسرائيلي (ولاية عكا سابقاً), مع ملاحظة اختلاف الظروف والعوامل الناشئة عن قيام دولة إسرائيل وتهجير الفلسطينيين إلى لبنان والتدخل السوري في هذا البلد. وقد أدت الحرب في نهاية المطاف إلى اجتياح إسرائيلي للبنان العام 1982 وصولاً إلى العاصمة بيروت, وما تبع ذلك من نزاع عسكري ما زلنا نشهد تداعياته حتى اليوم.

تحول الدور السوري

كانت مرحلة الثمانينات من القرن الماضي تشهد تصاعداً في الصراع السوفياتي-الأميركي في المنطقة, وقد كانت سورية متحالفة مع المعسكر السوفياتي في حين أن إسرائيل هي القاعدة المتقدمة للمعسكر الأميركي وهذا الصراع بين الجبارين عبر حليفيهما الإقليميين انعكس بقوة في لبنان بسبب هشاشة النظام فيه, والقائم أساساً على ديمقراطية الطوائف, التي لا تعدو كونها غطاء لتقاسم عائلات إقطاعية لمقدرات هذا البلد.

التحول الأساسي في الدور السوري حصل مع نهاية الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفياتي فوجد النظام السوري أمام مفترق طرق, وجاء غزو الكويت ليقدم لهذا النظام فرصة استلحاق نفسه فشارك في التحالف الدولي لتحرير الكويت بقيادة الولايات المتحدة, وكان موقف الرئيس حافظ الأسد يومها الرافض لسيطرة دولة عربية على دولة عربية أخرى. فاستفاد النظام من ذلك بإطلاق يده في لبنان ليسيطر عليه ولكن ليس على الطريقة الصدامية بل بطريقة القضم التدريجي.

لم تكتف سورية بلبنان بل أصبحت تلعب دوراً أوسع على صعيد المنطقة بسبب إمساكها بجزء من الورقة الفلسطينية عبر عدد من المنظمات المقيمة على أراضيها وهي منظمات خارجة عن منظمة التحرير الفلسطينية, بالإضافة إلى احتضان »حزب العمال الكردستاني«. والواقع أن هذا التمدد في النفوذ السوري لم يكن مسموحاً له أن يستمر لأن الدور السوري تاريخياً هو دور مكمل لربط الزوايا الإقليمية وليس دوراً أولاً كلاعب إقليمي أساسي, ولكن حافظ الأسد استطاع اللعب على تناقضات المنطقة ومكن سورية من اللعب في غير ملاعبها كما في لبنان وفلسطين والعراق وفي المسألة الكردية.

وما أطال فترة النفوذ السوري في لبنان هو وجود الاحتلال الإسرائيلي في أجزاء من الأرض اللبنانية, وبالتالي كان لبنان في التسعينات تحت وطأة توازن إقليمي معين, وما أن زال هذا الاحتلال عن معظم الأرض اللبنانية في العام ,2000 بدأت النظرة الدولية إلى الوجود السوري في لبنان تتغير, لا سيما أن مهمة إعادة النهوض بهذا البلد قد أنجزت, وبات لبنان في نظر المجتمع الدولي قادراً على حكم نفسه بنفسه.

هذه النظرة الدولية عبر عنها القرار 1559 الداعي إلى انسحاب الجيش السوري في لبنان ونزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية. وقد كان ثمرة تعاون أميركي-فرنسي مشترك أعقب خلافاً بين البلدين بسبب حرب العراق التي عارضتها فرنسا, ويمكن شرح مقدمات القرار 1559 على الشكل التالي: من الوجهة الفرنسية كانت باريس دائماً تأمل العودة بنفوذها إلى الدول العربية وخصوصاً تلك التي كانت تحت انتدابها إلا أن أحداث الربع الأخير من القرن العشرين وتداعيات الصراع العربي ¯ الإسرائيلي, جعلت من الولايات المتحدة الأميركية اللاعب الأساسي ويكاد يكون الوحيد في دول العالم العربي. ووصل الأمر في التسعينات إلى الحضور الأميركي المباشر إلى المنطقة في حرب تحرير الكويت وما بعدها. وبعد إسقاط نظام صدام حسين وجدت فرنسا نفسها شبه وحيدة وبعيدة كل البعد عن حلم العودة إلى نفوذها السابق, ولم يكن لدى الرئيس السابق جاك شيراك سوى التعاون مع الأميركيين عبر البوابة اللبنانية. فكان البند الخاص بانسحاب الجيش السوري من لبنان في القرار 1559 حصة فرنسا في هذا القرار.

اختلال التوازن

أما النظرة الأميركية فتختلف عن النظرة الفرنسية, وقد رعت الولايات المتحدة في التسعينات التوازن الذي كان قائماً في لبنان بين الاحتلال الإسرائيلي من جهة والوجود السوري من جهة ثانية, ولعل »تفاهم نيسان« في العام 1996 خير دليل على ذلك, وهو الاتفاق الذي وضع قواعد تضبط الصراع في ذلك الحين. ومع الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في العام 2000 بدا وكأن سورية انتصرت عبر "حزب الله" واختل التوازن المرعي أميركياً, وبقي "حزب الله" محتفظاً بترسانته وسلاحه وتزامن ذلك مع موقف سوري رافض لإسقاط النظام العراقي, ما جعل الولايات المتحدة تعمل على إصدار قرار دولي (1559) وكان التركيز الأميركي فيه على بند نزع سلاح الميليشيات, ولم تكن الولايات المتحدة لتمانع بقاء سورية في جزء من لبنان, علها تستطيع أن توكلها لاحقاً بمهمة نزع هذا السلاح. ولكن تطورات الموقف في الداخل اللبناني فرضت انسحاباً سورية كاملاً من لبنان, لا سيما أن قوى لبنانية أساسية (14 آذار) تلقفت هذا القرار الدولي وعملت لتحقيق الانسحاب السوري الناجز. ولم تكتف بذلك بل تحول خطابها إلى معاداة لسورية في لبنان (حزب الله وحركة أمل بشكل أساسي) والتي رفضت كل مندرجات القرار 1559 فنشأ النزاع الداخلي المستمر حتى اليوم. وقد رأى الفريق الحليف لسورية أنه بعد فشل إسرائيل في سحق "حزب الله" وبالتالي تنفيذ بند آخر من القرار الدولي, رأى نفسه قادراً على إلغاء مفاعيل هذا القرار. ووجدت سورية أنها تستطيع بالاستناد إلى حلفائها استعادة نفوذها المفقود في لبنان وذلك عبر محطة مفصلية في الأزمة الراهنة أي الاستحقاق الرئاسي. ولكي يتخلى النظام السوري عن هذا النفوذ في لبنان يجب أن تمنحه الولايات المتحدة البديل وهو اعادة الجولان إلى السيادة السورية. وأعتقد أن النظام السوري لا يستطيع أن يرضى بأقل من ذلك تجاه الرأي العام السوري.

واليوم فإن التجاذب الداخلي حول الانتخابات الرئاسية يخفي تجاذباً إقليمياً ودولياً. فمن جهة ترفض قوى» 14 آذار « انتخاب رئيس بالتوافق لأن ذلك يعني انتخاب رئيس ترضى عنه سورية وقد يكون عهده بداية لعودة الوصاية السورية, وتدعم هذه القوى الولايات المتحدة, ومن جهة ثانية يطالب الفريق الحليف لسورية برئيس توافقي ترضى به دمشق.

من هنا إمكانية تعطيل هذه الانتخابات إذا استمر السجال حول النصاب القانوني لجلسة الانتخاب. والحال أن القرار اليوم هو عند الأميركيين فإذا أرادوا إشراك سورية في »مؤتمر الخريف« حول أزمة الشرق الأوسط, فإن التسوية تصبح ممكنة في لبنان, أما إذا أرادوا استبعادها, فستحدث المواجهة في الداخل اللبناني, فيقاطع حلفاء سورية الانتخابات بهدف تعطيلها, وقد تدفع أميركا حلفاءها في لبنان إلى إجراء الانتخابات رغماً عن الآخرين (بنصاب النصف زائد واحد) فيقع الصدام في البلد.

  وهل تملك سورية قدرة التعطيل في لبنان?

  بالتأكيد لديها القدرة على التعطيل ليس في لبنان بل في أماكن أخرى أيضاً, وبإمكانها مواجهة المشروع الأميركي الذي يركز اليوم على مواجهة الإرهاب, وبالعكس يمكن لسورية أيضاً إذا أرادت, أن تساهم في الحرب الأميركية على هذا الإرهاب, وكذلك يمكن أن تساهم في حلحلة الوضع في العراق, أقله في لملمة بقايا البعثيين هناك. ولكن لكل ذلك ثمن يجب أن تحصل عليه. وقد ذكرت آنفاً موضوع الجولان. ويضاف إليه ما تخشاه قوى 14 آذار من أي مقايضة أميركية-سورية قد تكون على حساب لبنان, وتعتبر أن انتخاب رئيس توافقي ستكون خطواته التالية تشكيل حكومة قد تنقض على بعض القرارات التي اتخذتها حكومة الرئيس فؤاد السنيورة وأبرزها المتعلق بالمحكمة الدولية.

برأيي أن بعض القوى اللبنانية تتوهم كثيراً حول قدرتها في التأثير على سياسات الدول الكبرى التي تفرض مصالحها في النهاية. وأعتقد اليوم أن الملف اللبناني ليس أولوية لدى أي من الدول المعنية بهذا البلد, بل هو وسيلة من وسائل الصراع في قضايا أكبر وأهم بالنسبة للولايات المتحدة وخصوصاً ملفات: الحرب على الإرهاب, العراق, أمن إسرائيل, وأخيراً الملف النووي الإيراني.

دور ايران أساسي

  وماذا عن الدور الإيراني في لبنان وهل هو مختلف عن الدور السوري, لا سيما مع تزايد الحديث عن تباين بين البلدين حول لبنان, ومحاولة إيران إقامة تفاهم مع السعودية يجنب البلد مواجهة سنية-شيعية?

  الدور السوري في المنطقة كان دائماً دوراً مكملاً ومساعداً في حين أن الدور الإيراني فاعل وأساسي, منذ أيام الشاه وحتى اليوم. إيران تاريخياً تستند إلى تراث إمبراطوري أي أنها أمة قائمة بذاتها, في حين أن سورية هي دولة جزء من أمة. هذا الاختلاف في الموقعين يعطي لإيران في الحسابات الأميركية حيزاً أكبر في الملفات الأساسية في المنطقة, ويفرض تعاطياً أميركياً مختلفاً عما هو قائم مع سورية. في العراق مثلاً يتولى الحكم حلفاء إيران برعاية أميركية, في أفغانستان يتمدد النفوذ الإيراني, وحتى الخليج ما زال الغربيون يسمونه بالخليج الفارسي. أعتقد أن الولايات المتحدة تحاول تطويق النفوذ الإيراني حيث يمكنها ذلك, من دون استبعاد عقد صفقة ما مع هذا البلد. كما أعتقد أن الأولوية الأميركية في هذا المجال هو فصل إيران عن ملف الصراع العربي-الإسرائيلي, وهي المعروف عنها دعمها لحركة "حماس" وعدد من التنظيمات الإسلامية في فلسطين, وتبنيها التام ل¯"حزب الله" في لبنان, وتحالفها مع سورية. ويتركز المسعى الأميركي على عزل الأوراق الإيرانية بإنهاء "حماس", ويضرب "حزب الله" وفك الترابط السوري ¯ الإيراني. كل ذلك في وقت تتصاعد المواجهة على خلفية الملف النووي. وقد بدأ توجه غربي جديد يبرز نحو عزل إيران اقتصادياً وربما توجيه ضربات محددة لها, بهدف إضعاف النظام وجعله قابلاً للتفاوض.

من جهتها تحاول إيران أن تعتمد سياسة التهدئة وامتصاص النقمة عليها بسبب الملف النووي, فنرى أنها ترحب بأي حوار أوروبي معها, وفي الوقت نفسه تتمسك بمطلبها وبمسعاها للحصول على الطاقة النووية. وفي لبنان تلعب إيران دوراً مهدئاً وتقيم حواراً مستمراً مع السعودية وتعمل معها لمنع تفاقم الموقف وتحوله إلى فتنة سنية شيعية, وأعتقد أنها قد تلعب دوراً توفيقياً بين اللبنانيين لتمرير الاستحقاق الرئاسي لكي تتفرغ لملفات أخرى.

  وماذا عن الدور السعودي?

  السعودية تحاول لعب دور توفيقي في أكثر من دولة عربية, مثال على ذلك رعاية »اتفاق مكة« بين الفلسطينيين, ثم مساعيها لتهدئة الموقف في لبنان وإيجاد حل سياسي للأزمة, وأخيراً احتضانها لفصائل الصراع في الصومال. وقد انعكست جهود المملكة في لبنان في التصريحات بخصوص الحوار والسعي لحل الأزمة.

أعتقد بوجود تفاهم سعودي-إيراني على تمرير الاستحقاق الرئاسي في لبنان بهدوء ولكن المشكلة أن ثمة لاعبين كثر في هذه الانتخابات والملعب صغير, وهذا ما يعقد الأمور ويجعل التوقعات أمراً عسيراً.

  إذا افترضنا أن اللاعب الأكبر هو الولايات المتحدة, كيف سيكون موقفها في لبنان?

  بالتأكيد الأميركي هو اللاعب الأكبر في لبنان ولكن مشكلتنا في هذا البلد أن الملف اللبناني, لا يحظى باهتمام الإدارة الأميركية إلا بدرجة متدنية, ولعله يحتل المرتبة الرابعة أو الخامسة في الأولويات الأميركية. والمؤسف أكثر أن لبنان ليس قضية بذاتها عند الأميركيين بل هو نقطة لتحريك أو لتجميد ملفات أخرى. والأولويات الأميركية في المنطقة باتت معروفة وهي: الإرهاب, النفط, أمن إسرائيل, الملف العراقي والإيراني, وأخيراً الملف اللبناني, وما يريده الأميركي حالياً هو فصل إيران عن ملف الصراع العربي ¯ الإسرائيلي بقطع ارتباطها بحركة "حماس" و"حزب الله", وإذا كان الوضع الفلسطيني يتجه إلى تعقيدات كبيرة بعد أحداث غزة الأخيرة, فإن نقطة الاصطدام الأميركي-الإيراني ستكون في لبنان, على بعد أيام من إجراء الانتخابات الرئاسية. وشخصياً لا أرجح أن يحصل هذا الصدام الآن, بل قد نشهد تسوية ما لتمرير الاستحقاق الرئاسي, لأن الأميركي الذي يريد أن يحافظ على لبنان كنموذج ديمقراطي في المنطقة, لا يمكن أن يغامر بدفعه إلى الفوضى والحرب الأهلية, إذا جرى انتخاب رئيس للجمهورية من طرف واحد (14 آذار) حليف لأميركا, عندها قد يتحول لبنان من نموذج للديمقراطية إلى بؤرة تصدير للفوضى في المنطقة. لذا أرجح تسوية واتفاقاً على رئيس انتقالي لمدة سنتين, وهنا يبرز اسم قائد الجيش الذي انتصر على الإرهاب في مخيم نهر البارد, أو قد يكون وزيراً سابقاً حيادياً يتولى الرئاسة لفترة محددة تكون كافية لإعادة الاستقرار إلى البلد وإجراء انتخابات نيابية وبعدها انتخابات رئاسية.

  إذاً نحن لم ندخل مرحلة تسوية الملفات الساخنة في المنطقة, وبالتالي تسوية الأزمة اللبنانية?

  نعم, نحن في مرحلة تأجيل انفجار الصراعات وتأجيل حلولها, لذا نحن في لبنان في مرحلة انتظار. قد نشهد في المرحلة المقبلة محاولة البدء بتسوية نهائية للقضية الفلسطينية, وهذا ما يريده الأميركي من مؤتمر الخريف, بدعم وتشجيع من الاتحاد الأوروبي الذي يلح على تسوية هذه القضية.

أعتقد أن من مصلحة الأميركيين العمل الجدي على تسوية الصراعات المختلفة في المنطقة لأن اللاعب الروسي يعود ليطل برأسه مجدداً في الشرق الأوسط ومناطق أخرى في العالم, ووحدها تسوية الأزمات تحول دون عودة أجواء الحرب الباردة.

 

اسم البرنامج: السلطة الرابعة

مقدم البرنامج: جيزال أبو جودة

تاريخ الحلقة السبت: 13-10-2007

ضيف الحلقة: نوفل ضو (كاتب صحفي ومحلل سياسي)

جيزال أبو جودة: كل عام وأنتم بخير في ثاني أيام عيد الفطر المبارك أعاده الله عليكم باليمن والبركات، نرحب بكم مشاهدينا الكرام وندعوكم إلى متابعة حلقة جديدة من السلطة الرابعة برفقتنا، من أبرز ما حملته لنا الصحف من عناوين اليوم:

في صحيفة لوفيغارو الفرنسية: في لبنان وفي ظل غياب مرشح توافقي لرئاسة الجمهورية, يبرز اسم قائد الجيش كمرشح تسوية.

في الغارديان: مهمة مستحيلة لبلير في الرباعية, وشهر العسل يقترب من نهايته.

في البداية كالمعتاد مشاهدينا نقوم بجولتنا على أبرز ما جاء من عناوين في صحافة اليوم من الصحف الغربية, نبدؤها بعرضٍ مع عناوين الصحف الأميركية،

في الإنترناشيونال هيرالد تربيون: بوتين يهزأ من خطة الولايات المتحدة حول الدرع الصاروخي.

الواشنطن بوست: آل غور ولجنة تابعة للأمم المتحدة يتقاسمان جائزة نوبل للسلام.

الواشنطن تايمز: الديمقراطيون يستهدفون شركة بلاك ووتر الأمنية.

بالانتقال إلى عناوين الصحف الفرنسية برزت كما يلي:

في لوموند: محنة بين الولايات المتحدة وتركيا.

لوفيغارو: من أجل الأسطورة, في إشارةٍ إلى مباراة النصف نهائي بين فرنسا وإنجلترا في لعبة الرجبي.

أوجوردوي: ما زال فحص الحمض النووي يثير الالتباس, في إشارةٍ إلى الفحص المطلوب في قانون الهجرة.

وبالانتقال إلى عناوين الصحافة البريطانية نعرض الآتي:

في الإندبندنت: ربح الأوسكار وربح جائزة نوبل للسلام، فهل يربح الرئاسة أيضاً؟ في إشارة إلى أل غور.

ذا غارديان: كاميرون انظروا إلي وفكروا بأرنولد, في إشارة إلى رغبة ديفيد كاميرون في اتباع نهج آرنولد.

ذا ديلي ميرور: السير بول مكارتني ذاهب إلى الحرب, في إشارة إلى نيته التوجه إلى المحكمة فيما يخص طلاقه من هيزر ميلس.

ذا صن: إنجلترا تترقب, بالإشارة إلى مباراتي المنتخب الإنجليزي لكرة القدم ضد أستونيا، ومباراة المنتخب الانجليزي للرجبي ضد فرنسا.

نتحول بنافذتنا اليوم مشاهدينا إلى بيروت يرافقني من هناك الكاتب الصحفي والمحلل الأستاذ نوفل ضو، بدايةً أهلاً ومرحباً بك نوفل برفقتنا، نستفيد من وجودك معنا اليوم لنتحول إلى الشأن اللبناني, نقرأ هذا العنوان من صحيفة لوفيغارو الفرنسية طبعاً بالإشارة إلى الانتخابات الرئاسية والاستحقاق الرئاسي, بالإشارة إلى المرشح الغائب, كما تعنون الصحيفة بالإشارة إلى أنه من الممكن أن يكون قائد الجيش العماد ميشيل سليمان رجل التسوية، يعني سمعنا منذ حوالي الشهر في صحيفة الكريستشن ساينس مونيتور أشارت إلى اسم العماد ميشيل سليمان, اليوم أيضاً صحيفة لوفيغارو تذكر اسم العماد ميشيل سليمان, يعني بحسب رأيك كيف تقرأ تسمية العماد دون غيره من باقي المرشحين؟

نوفل ضو: في الحقيقة هذا الطرح متداول في لبنان لعدة اعتبارات ومن خلفيات متعددة, يعني ما تطرحه الصحافة الأجنبية ليس موضوعاً جديداً, طبيعة الطرح في لبنان متعددة, هناك البعض يطرح الموضوع من زاوية قناعة، هناك البعض الآخر يطرحه من زاوية محاولة حرق العماد سليمان كأحد الخيارات المحتملة، وهناك أيضاً من يطرح الموضوع على سبيل المساومة أو في محاولة لاستخدام ورقة الجيش اللبناني في الصراع الداخلي القائم في الوقت الحاضر على الساحة اللبنانية، بمعزل عن كل هذه الطروحات المتداولة, يمكن القول أن دور العماد سليمان والمؤسسة العسكرية هو دور أساسي في الاستحقاق الرئاسي المقبل, بمعزل عن موضوع إذا كان انتخب أو لم ينتخب فأمام العماد سليمان دور أساسي ومهم في حماية الاستحقاق الرئاسي المقبل, في منع أي فوضى ممكنة, في حماية النواب وحماية الدستور اللبناني، والأهم من ذلك في حماية نتائج الممارسة الدستورية التي سيقوم بها النواب بمعزل عن الموقف من طبيعة نتيجة الانتخابات الرئاسية التي ستتم.

جيزال أبو جودة: ولكن نوفل هل ما يزال في الإمكان تعديل الدستور من أجل انتخابه في حال تم التوافق على شخصه؟

نوفل ضو: في الحقيقة موضوع التعديل الدستوري أيضاً في لبنان موضوع قابل للجدل, كما تعرفين كل شيء قابل للجدل والاجتهاد، هناك قراءة تقول أنه بقراءة دستورية تقول أنه بمجرد دخول مجلس النواب في عقد انعقاد لانتخاب رئيس للجمهورية لا يعود من الجائز تعديل الدستور اللبناني.

جيزال أبو جودة: على كل حال نوفل لنا عودة للإضاءة على هذا الموضوع من خلال المقالات التحليلية، طبعاً هناك ملفات أخرى بانتظارنا.

مشاهدينا الكرام من الأخبار الأخرى أيضاً وبمناسبة عيد الفطر السعيد احتفاءً بالمناسبة, صحيفة لوفيغارو الفرنسية أعلنت اليوم عن البدء بتنفيذ المشروع المالي لتمويل بناء المساجد في فرنسا، هذا المشروع وبعد سنتين من إقراره يدخل حيّز التنفيذ حيث سيبدأ العمل به يوم الاثنين، هذا الخبر ورد كما نرى. أيضاً من الأخبار الأخرى التي لفتتنا وبمتابعة أخبار الطفلة مادلين ماكان, محقق برتغالي جديد تم تعيينه في قضية مادي يدعى باولو ريبيلو قام وبخلاف من سبقه بتشكيل لجنة من الخبراء متخصصة بالتعامل مع جرائم القتل, ما قد يبعد الشبهات عن والدي الطفلة مادي اللذين رحبا بهذه الخطوة غير المسبوقة في مسار القضية, بعدما كانت الشكوك تحوم حولهما.

أيضاً بالانتقال لمواضيع أو أخبار العائلة المالكة، تناول الديلي ميل آخر أخبار الأمير وليام وصديقته كيت ميدلتون حيث سيقومان بقضاء عطلة مشتركة في منزل العائلة الملكية في سكوتلندا, أشارت الصحيفة إلى أن هذه العطلة تبدو وكأنها اختبار لمدى جدية العلاقة واستمراريتها بينهما ربما في إطار مشروع زواج محتمل. في متابعة أيضاً لآخر أخبار العائلة المالكة نقرأ عنوان: ما الذي أدى إلى شحوب وجه كاميلا؟ بالإشارة طبعاً إلى ملاحقة شبح الأميرة ديانا لدوقة كورنويل زوجة الأمير تشارلز, نظراً لما عانته كاميلا مؤخراً بسبب الاحتفاء بذكرى رحيل ديانا، بالإضافة إلى فتح ملف التحقيق مجدداً في حيثيات مقتل الأميرة الراحلة.

وبالانتقال إلى الأخبار الطبية نشرت صحيفة الإندبندنت نتائج بحث علمي يشير إلى أن استخدام معطرات الجو ومنقيات الهواء, من شأنه أن يزيد من احتمالات الإصابة بداء الربو, وذلك بنسب تتراوح بين 30 إلى 50%, كما أن هذه الدراسة أشارت إلى أن استخدام هذه المواد ولو بمعدلات بسيطة يزيد من تلك المخاطر.

نبقى في دائرة البحوث الطبية مشاهدينا حيث نشرت الديلي ميل خبراً عن البدء بحملة تلقيح للفتيات التي تتراوح أعمارهن بين الثالثة عشر والرابع عشرة سنة لحمايتهن من سرطان عنق الرحم, عبر لقاح يُعتقد أنه يحمي أيضاً من فيروس إتش بي في المعروف بفيروس الورم الحليمي الذي ينتقل عبر العلاقات الحميمة. أما فيما يخص مستحضرات التجميل النسائية فقد نشرت التايمز مقالاً تناول ارتفاع الطلب على مستحضرات التجميل التي تحوي فيتامينات مغذية تؤدي إلى تحسين المظهر الخارجي للبشرة، وأشار المقال إلى أن الأبحاث تشير إلى أن تلك المستحضرات لا تختلف عن مثيلاتها الخالية من المواد الطبية. لنا عودة للمقالات التحليلية ابقوا معنا.

نبدأ موضوعاتنا بالشأن اللبناني, ورغم أجواء عيد الفطر السعيد بقي الاستحقاق الرئاسي الشغل الشاغل للأوساط السياسية والإعلامية, كما تحرك البطريرك الماروني نصر الله صفير فاجتمع على حدا بأقطاب المعارضة والموالاة في الصرح البطريركي واستمع إلى آرائهم, مشدداً على ضرورة حصول الانتخابات في موعدها، صحيفة لوفيغارو الفرنسية نشرت على صفحتها الثانية مقالين عن الانتخابات الرئاسية, أشارت فيهما إلى أنه وفي ظل عدم التوافق على رئيسٍ يجمع فريقي الموالاة والمعارضة, فإن رجل التسوية قد يكون قائد الجيش العماد ميشيل سليمان, وكتبت تسيبل رزق تحت عنوان:

غياب المرشح التوافقي

التعليق الصوتي: "بعد عودته من جولة على مختلف العواصم عواصم القرار, من المتوقع أن يلتقي رئيس الغالبية النيابية سعد الحريري رئيس مجلس النواب نبيه بري المكلف من قبل المعارضة البحث في موضوع الرئيس التوافقي، وإن كلمة السر التي أُعطيت للحريري هي ضرورة احترام الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس في غضون المهلة الدستورية أي قبلة نهاية شهر نوفمبر المقبل، ولا يزال حتى الآن اسم المرشح الأوفر حظاً غير معروف".

جيزال أبو جودة: ولفتت الصحيفة إلى أن بعض أقطاب الموالاة كرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط يرفضون مبدأ التوافق، فجنبلاط يدعو إلى انتخاب رئيس للجمهورية من كتلة الرابع عشر من آذار القريبة من حكومة السنيورة. وفي مقال آخر كتبت تسيبل رزق أنه في ظل غياب المرشح التوافقي يبرز اسم قائد الجيش العماد ميشيل سليمان كمرشح تسوية محتمل.

في الشأن الفلسطيني عرضت صحيفة الغارديان لزيارة توني بلير الأخيرة للضفة الغربية, والتي خرج منها مذهولاً ومرعوباً من شدة ما يعانيه الشعب الفلسطيني من ظروف معيشية قاسية جراء الجدار الفاصل والمستوطنات ونقاط التفتيش، حتى أن الصحيفة وصفت مهمة بلير مبعوث السلام للرباعية الدولية بالمهمة المستحيلة، العنوان:

شهر العسل يصل إلى نهايته في المهمة المستحيلة

التعليق الصوتي: "بعيداً عن المعطيات الدولية فإن الخطوة التي أخذها بلير حيوية من أجل تعزيز بنية الاقتصاد الفلسطيني المقيد من إسرائيل، ولتعزيز قدرة الفلسطينيين على إدارة دولتهم، ويحرص بلير على تركيز جهوده على الشق الاقتصادي وتدعيمه تاركاً الأمور السياسية الرئيسية كقضية الحدود والقدس والمستوطنات لكونداليزا رايس, التي يرى فيها شخصاً ملتزماً بالعمل من أجل اتفاق سلام".

جيزال أبو جودة: وتحقيق السلام النهائي والشامل في الشرق الأوسط يحتاج إلى شريك أساس هو العاهل السعودي الملك عبد الله, نظراً للمكانة الكبيرة التي تتمتع بها المملكة السعودية في المنطقة، صحيفة الواشنطن تايمز أشارت إلى أهمية ودور الملك عبد الله في تحقيق السلام في الشرق الأوسط وتغليب خط الاعتدال على خط التشدد، ونشرت الصحيفة هذا المقال لروب سبحاني تحت عنوان:

الملك عبد الله يمضي قدماً في برنامجه الإصلاحي

التعليق الصوتي: "يقوم أربعة زعماء كبار بالدور الأهم على الساحة السياسية الدولية, فرؤساء أميركا وروسيا والصين يملكون قوة عسكرية وسياسية واقتصادية، أما الزعيم الرابع فهو الملك عبد الله الذي يملك القدرة على تحقيق السلام والرخاء في الشرق الأوسط نظراً لمكانة المملكة، ويجسد الملك عبد الله مزيجاً من النزعات الإصلاحية والمكانة الدينية والصدقية السياسية والرؤية الحكيمة للمستقبل، وعلى الولايات المتحدة وأوروبا أن تبرم علاقة إستراتيجية مع الملك من أجل تحقيق سلام دائم في المنطقة".

جيزال أبو جودة: وأشار المقال إلى أن الملك السعودي هو الوحيد القادر على تحقيق الكثير للفلسطينيين, وأن يقضي على الفئات المتشددة والضالة في السعودية، ونوه المقال بسياسة الانفتاح التي انتهجها العاهل السعودي في المملكة, وبالإصلاحات التي حققها على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإدارية.

التعليق الصوتي: "ملأ الملك عبد الله بن عبد العزيز فراغاً هائلاً في العالمين العربي والإسلامي من خلال سياسته، وفي خضم الأوضاع الصعبة التي يعيشها الشرق الأوسط فإن التوصل إلى اتفاق مع الملك عبد الله سيساعد على تحقيق الاعتدال والرخاء والاستقرار للمنطقة كلها".

جيزال أبو جودة: أما الآن مشاهدينا الكرام أعود وإياكم مجدداً إلى بيروت مع ضيفي اليوم الزميل نوفل ضو، بالتوقف أولاً نوفل مع الواشنطن تايمز تبرز هذه الأيام أهمية دور وموقع الملك عبد الله بن عبد العزيز يعني أكثر من أي وقت مضى, خصوصاً أحداث فلسطين لبنان والمبادرة التي حملت اسم العاهل السعودي, ماذا تتوقع على هذه الأصعدة كمراقب في المستقبل القريب؟

نوفل ضو: أعتقد أنه أنا أوافق وجهة النظر القائلة بأن هناك دوراً مهماً يمكن أن يقوم به خادم الحرمين الشريفين في هذه المرحلة بالذات، في أي حال هذا الدور ليس جديداً أو مستجداً، لقد بدأ منذ كان لا يزال ولياً للعهد منذ قمة بيروت وهو طرح المبادرة الشهيرة التي تستند إليها كل المبادرات اللاحقة، وأعتقد أنه يعني هناك شيء من الاستحالة لمقاربة العملية السلمية في منطقة الشرق الأوسط من دون الأخذ بعين الاعتبار جوهر هذه المبادرة وصلب هذه المبادرة، في أي حال الجميع يتطلع في هذه المرحلة إلى المؤتمر الدولي الذي يفترض أن ينعقد في الولايات المتحدة الأميركية الشهر المقبل، والعملية الآن تتركز وتنطلق من المبادرة من مبادرة جلالة الملك, وبالتالي الأمور سوف تتمحور حول هذه النقطة بالذات.

جيزال أبو جودة: يعني أستاذ نوفل في سياق متصل بالانتقال إلى الشأن الفلسطيني نلاحظ اليوم أن معظم الصحف البريطانية الغارديان تلاقت مع الإندبندنت, حيث قالت إن بلير صُدم بسبب التمييز الذي يعاني منه الفلسطينين في الضفة الغربية، يعني كيف تقرأ هذا التغيير في موقف بلير بحيث يبدو أكثر تعاطفاً مع القضية الفلسطينية بعد تنحيه عن منصب رئاسة الوزراء في بريطانيا وبإيجاز قدر المستطاع من فضلك؟

جيزال أبو جودة: يعني أنا أعتقد أنه لم يفاجأ ولكن انتقاله من موقع إلى موقع آخر سمح له بالتعبير عن وجهة نظره، كان مكبلاً عندما كان رئيساً للوزراء ومقيداً بسياسة يعني وضع هو نفسه أركان هذه السياسة, اليوم بات متحرراً من موقع المسؤولية وأصبح بمقدوره أن يعبر أكثر عن الواقع الإنساني والميداني القائم في الضفة الغربية وفي الأراضي الفلسطينية هذه هي قراءتي لموقف بلير.

جيزال أبو جودة: نوفل ستبقى برفقتنا طبعاً هناك المزيد لنا عودة إليك. مشاهدينا تتابعون بعد الفاصل برفقتنا: أجواء عيد الفطر السعيد نشاهدها معاً بعد الإعلان ابقوا مع السلطة الرابعة.

[فاصل إعلاني]

جيزال أبو جودة: أحييكم من جديد مشاهدينا, ركزت الدوريات الفرنسية الصادرة هذا الأسبوع على الأوضاع في الشرق الأوسط, وعلى فوز الفريق الفرنسي للرجبي بالمباراة التي تؤهله لخوض المرحلة النصف نهائية، التفاصيل نتابعها وإياكم من باريس برفقة الزميل سعد المسعودي.

سعد المسعودي: كل عام وأنتم بخير، انشغلت المجلات والدوريات الفرنسية هذا الأسبوع بانتصارات فريق الرجبي في بطولة العالم المقامة حالياً في فرنسا، إضافةً إلى ردود الفعل حول تصريحات الوزيرة الفرنسية وهي من أصل عربي المعارضة لقانون الهجرة الجديد، كما تناولت شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المغرب والجزائر طبعاً, ومجلة النوفل أوبزرفاتور ركزت على موضوع العراق, فكركوك هل أصبحت معركة خاسرة؟ تحت هذا العنوان كتبت المجلة العراق الإحباط الكردي. وعاد النظام العراقي الجديد باستقبال المهجرين الشيعة من كردستان والعائدين إلى الجنوب, والبدء بعودة الأكراد والتركمان المهجرين قسراً من قراهم، ولكن النظام الجديد لم يفِ بوعوده والأكراد نفذ صبرهم مما أجبرهم بالدخول بخلافات كبيرة مع السلطة في بغداد، فكردستان التي كانت في منأى عن الفوضى العراقية أصبحت مجبورة على المواجهة.

فلسطين وإسرائيل إذا بقي الفلسطينيون كمشاهدون من الشرفة فقط, وزير الأمن الإسرائيلي آفي ديتشر لا يعلق آمالاً على مؤتمر السلام الدولي, الذي سيجمع الفلسيطنيين والإسرائيليين وبعض الدول العربية مع الإدارة الأميركية في نوفمبر المقبل، طالما الإدارة الفلسطينية تراقب من شرفتها لفوضى الانقسام الفلسطيني دون أن تفعل شيئاً.

مجلة لوبوان نشرت "إيران الجيش على الحدود". افتتح الجيش الإيراني قاعدة جوية جديدة في شرق إيران وعلى مقربة من حدود أفغانستان, فطهران هدفها تعزيز مراقبة المناطق الحدودية خوفاً من خطرين اثنين, هما انتشار القوات الأميركية وقوات الناتو في أفغانستان, ومكافحة تجارة المخدرات, ومنع تدفق اللاجئين من باكستان وأفغانستان إلى أراضيها.

مجلة ماريان "الجزائر جنون العظمة" بدل أن يوزع بوتفليقة الثروة النفطية على الشعب قرر أن يخلد اسمه ببناءه جامعاً سيكون هو الأكبر في العالم العربي, وسيرى نور هذا الجامع عام 2013 وسيستقبل أكثر من 120000 مصلي, منافساً بذلك جامع الحسن الثاني في الدار البيضاء.

مجلة الإكسبرس "تركيا تساؤلات عن المذبحة" 12 مدنياً قتلوا في هجوم 29 من سبتمبر الماضي على باص في منطقة كردية بتركيا, حزب العمال الكردستاني أنكر مسؤوليته عن هذه العملية, مما دفع البرلمان التركي من تشكيل لجنة تحقيقية على هذه العملية, وعن المواجهة الأخيرة التي قتل فيها 13 جندياً تركياً في اليوم السابع من الشهر الجاري.

وإلى اللقاء بالأسبوع القادم في قراءة جديدة للمجلات والدوريات الفرنسية. لبرنامج السلطة الرابعة - سعد المسعودي - العربية - باريس وكل عام وأنتم بخير.

جيزال أبو جودة: في العلاقات الأميركية الروسية يبدو أنها تتجه نحو مرحلة جديدة من التأزم قد تعيد ملامح الحرب الباردة إلى الأذهان, فعلى إثر فشل المحادثات الثنائية بين الطرفين حول الدرع الصاروخية التي تنوي واشنطن نشرها في أوروبا, أشارت صحيفة التايمز البريطانية إلى النهج الدبلوماسي الذي يعتمده بوتين في التعاطي مع واشنطن متكلاً على ضعف موقف الرئيس بوش في الداخل, العنوان:

 فلاديمير بوتين يزيد الضغوط بشأن الدرع الصاروخية

التعليق الصوتي: "تتمحور حسابات بوتين حول نقاط عدة, منها ضعف شعبية الرئيس بوش وقرب انتهاء ولايته, بالإضافة إلى أنه من المرجح أن يتحول بوتين إلى رئاسة الوزراء وهو ما يوفر له مدة أطول بعد ابتعاده عن الرئاسة, والآن بدا الرئيس بوتين يلوح باحتمال انسحابه من اتفاقية إزالة الصواريخ التي يتراوح مداها بين 300 - 3400 ميل مما يزيد من حدة الضغوط على واشنطن".

جيزال أبو جودة: أما الآن مشاهدينا لي عودة أخيرة إلى ضيفي من بيروت الأستاذ نوفل ضو, نوفل معظم الصحف الغربية اليوم ركزت على فوز نائب الرئيس الأميركي السابق آل غور بجائزة نوبل للسلام العام 2007 من خلاله برنامجه طبعاً لمكافحة الاحتباس الحراري, بيل رسلان نشر افتتاحية في لوفيغارو تحت عنوان "آل غور المعادي لبوش يحوز على نوبل للسلام". أما تغطية هذا الحدث من وجهة نظر الصحف الأميركية أتت على مقاربة خطي سير كل من آل غور وبوش, لتجد أن بوش ربح الانتخابات ضد آل غور لكنه خسر الحرب, بينما آل غور خسر الانتخابات وربح إرثاً هاماً يتمثل بجائزة نوبل, أين أنت من هذه المقاربة؟

نوفل ضو: في الحقيقة يعني في اللعبة السياسية ليس هناك من رابح كامل أو من خاسر كامل, عملية الربح والخسارة هي عملية نسبية, وبالتالي صحيح أن الرئيس جورج بوش ربح الانتخابات, ولكن من وجهة نظر بعض الأميركيين ومن وجهة نظر خصومه السياسيين أنه خسر في نقاط كثيرة من الحروب, ومن المواجهات التي خاضها سواء على الصعيد الأميركي الداخلي أو على الصعيد الدولي وعلى الصعيد العربي من خلال حرب العراق, في المقابل يعني خصوم الرئيس بوش يسعون إلى تعزيز مواقعهم السياسية والانتخابية عشية الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية, وأعتقد أن هذه الجائزة جائزة نوبل التي حصل عليها آل غور, من شأنها أن تعزز بعض الشيء مواقع خصوم الرئيس بوش وخصوم الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس بوش في الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة.

جيزال أبو جودة: يعني نوفل هل هذه الجائزة هي نداء للرئيس المقبل في الولايات المتحدة ربما ليأخذ على عاتقه إنقاذ الكرة الأرضية من مخاطر الاحتباس الحراري؟

نوفل ضو: بدون شك أنها رسالة سياسية, حتى يعني جائزة نوبل لا يمكن أن تكون جائزة تقنية فقط, وأعتقد أن البحث عندما يتم في اختيار الشخصيات المرشحة لنيل هذه الجائزة يعني القيّمون على هذه الجائزة أعتقد أنهم يواجهون من خلالها رسائل سياسية معينة, وبطبيعة الحال هناك رسالة سياسية موجهة إلى الولايات المتحدة الأميركية إلى الرئيس الأميركي المقبل بضرورة التعاطي مع هذه المشكلة البيئية الكبيرة بما تستحق من أهمية, خصوصاً أن انعكاساتها يعني تشمل الكرة الأرضية والإنسانية جمعاء.

جيزال أبو جودة: نعم, صحيح.. نوفل أشكرك جزيل الشكر لمشاركتك معي اليوم من بيروت لبرنامج السلطة الرابعة.

مشاهدينا بعيداً عن السياسة وفي ثاني أيام عيد الفطر السعيد توقفت صحيفة النيويورك تايمز عند أجواء العيد في لبنان, وكتب تانسيس كمباني مقالاً تحت عنوان:

 مظاهر الاحتفال بعيد الفطر في لبنان

التعليق الصوتي: "ككل سنة يحيي المسلمون تقاليدهم بمناسبة عيد الفطر, حيث يجتمع أفراد العائلة في أجواء من البهجة, ويزور مسلمو لبنان المدافن حيث يتلون الآيات القرآنية على أضرحة موتاهم, وتزدان الطرقات بالأضواء وتعج الحدائق والملاهي بالأطفال الذين يرتدون ثياب العيد الجديدة, ويطلقون الألعاب النارية في كل حي".

جيزال أبو جودة: وفي العيد يقدم المسلمون لضيوفهم المعمول المحشو بالتمور والجوز والفستق, ويزورون الأقارب والأصدقاء للمعايدة وتقديم الهدايا. ونحن بدورنا مشاهدينا نهديكم أطيب التحيات وأرق الأمنيات في هذا العيد السعيد, نتمنى لكم عيداً مباركاً إلى اللقاء في حلقة جديدة برفقتنا إلى الغد.

 

تطفيلنا...

حازم صاغيّة

الحيا - 15/10/07//

من هو الكاره الأوّل للرئيس الإيرانيّ أحمدي نجاد؟

أغلب الظنّ أنه العقيد الليبيّ معمّر القذّافي. ذاك أن أحمدي نجاد استولى على بعض الأدوار القذّافيّة ذات الطبيعة الغرائبيّة. وبفعله هذا حرمه الفرادة في الباب الذي كان اختاره لنفسه. وربّما من قبيل الاستماتة في استعادة زمام الأمور، أتحفنا «الأخ معمّر» أخيراً بدفعة إكزوتيكيّة ثقيلة الوزن في موضوع لا يحتمل المزاح ولا الأمزجة. فهو أكّد، بالثقة واليقين اللذين يرافقان توكيداته عادةً، على ضرورة استرجاع الدولة الفاطميّة وأفهمنا أن كلّ المسلمين شيعة «يعطون أصواتهم لآل البيت» (في أيّ انتخابات، وضمن أيّ عمليّة ترشّح... هذا أمره متروك لفهم ذوي الألباب). هكذا تُحلّ المشاكل الفعليّة حلاًّ لفظيّاً على غرار حلّ النزاع الفلسطينيّ - الإسرائيليّ بسكّ تعبير «إسراطين»! فبما أن الفاطميّة هويّة شيعيّة - مصريّة في آن واحد، بات بعثها (من الذي يفعل؟) كفيلاً بتذليل الإشكال السنيّ - الشيعيّ في العالم الإسلاميّ! لكن ما يصدر عن الإيكزوتيك القذّافيّ ليس أكثر غرابة مما يصدر عن مؤسّسة الرسوخ والتقليد الأولى في العالم الإسلاميّ، أي الأزهر. ذاك أن شيخه محمّد سيّد طنطاوي أفتى بثمانين جلدة للصحافيّين الذين «يقذفون غيرهم بالتهم الباطلة». ولم يخف على أحد أن «غيرهم» يعني الرئيس حسني مبارك، وأن مستحقّي الجلد الصحافيّون الذين طالهم أخيراً غضب النظام المصريّ. فبدل الارتقاء بنا الى مناقشة حال الصحافة في مصر بعد الفضيحة الرسميّة الأخيرة، وهي فضيحة مطنطنة للنظام بكلّ المعاني، إذا بنا نعالج الأمور بـ «الجلد»! هكذا تُردّ حريّات الصحافة، فضلاً عن سائر أوجه حياتنا الحديثة والعصريّة تعليماً وتفكيراً وغير ذلك، الى مسألة تُبتّ بـ «الفتوى»!

والمشكلة إنما تكمن في مبدأ التدخّل الأزهريّ والفتوويّ نفسه، لا في ما إذا وقف طنطاوي، على ما قال الممانعون، «مع الجماهير» أو «ضدّها»، و «مع السلطة» أو «ضدّها». ذاك أن من يقف اليوم يميناً قد يقف غداً يساراً، والعكس بالعكس.

ومثلما يلتقي الإكزوتيك والتقليد على تطفيلنا وتسريح عقولنا، تلتقي ثوريّةُ أحمدي نجاد وثوريّة القذّافيّ الزائفة والاعتدال المصريّ الذي يصادر المحافظَة الأزهريّة ويزيدها محافظةً. فنحن، شئنا أم أبينا، نبقى في نظر هذه الثقافة الواحدة، حتى لو تباينت أطرافها في السياسة، أطفالاً - أطفالاً تُروى لهم «قصص» الفاطميّين والجلد فيُعيّشون في عالم موازٍ للعالم الفعليّ هذا، ويُطالَبون بتصديق ما أُخبروا والعمل تبعاً له، ثم النوم العميق كما يحصل بعد الاستماع الى قصص الجدّات. فإن آثر الأطفال ألاّ يصدّقوا ويناموا، حالمين بالفاطميّين والجلد، كان العقاب لهم بالمرصاد. ونقع على اللغة نفسها والخلفيّة الثقافيّة ذاتها في أدبيات بعض المعارضين المناهضين لنظامي إيران وسورية ممن يتكلّمون كلاماً بعثيّاً، أو خمينيّاً، مقلوباً. وقد سبق لمعارضي صدّام حسين في العراق أن عارضوه بلغة بعثيّة مقلوبة هي الأخرى، فجعلوه الشيطان والخائن والعميل، وعندما غدوا، هم أنفسهم، في السلطة لم يتكشّفوا إلاّ عن صدّامات صغار. ذاك أننا، على ما كتب فيلسوف فرنسيّ، «نلبس جلد مجرم في اللحظة التي نظن فيها اننا فهمنا كل شيء». وليس بيننا، ممانعين ومسالمين، من لا يجزم بأنه يفهم كلّ شيء الى الحدّ الذي يجيز له إرجاعنا الى أزمنة الفاطميّين أو تبشيرنا بعقوبة الجلد. وهو ما يعزّز حجّة القائلين إن مشكلتنا الأمّ، في هذا الجزء من العالم، إعادة الاعتبار الى العقل واستعادته كآلة صالحة للاستخدام. وهذا، حقّاً، سابق على السياسة والديموقراطيّة وحقوق الانسان وباقي المبادئ السامية