المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الاثنين 9 تشرين الأول

طوبى لِذلكَ الخادِمِ الَّذي إِذا جاءَ سيِّدُه وَجَدَه مُنصَرِفاً إِلى عَمَلِهِ هذا! الحَقَّ أَقولُ لَكم إِنَّه يُقيمُه على جميعِ أَموالِه. (متى)

 

استهداف ثكنة لقوى الأمن اللبنانية بقذيفة في بيروت    

 اكد مصدر في الشرطة اللبنانية ان قذيفة بندقية من نوع "انيرغا" اطلقت فجر الاحد على ثكنة الحلو التابعة لقوى الامن الداخلي على كورنيش المزرعة، في العاصمة اللبنانية بيروت. وقال المصدر ان القذيفة انفجرت على سطح احد مباني الثكنة في الثانية والنصف صباحا وان التحقيق جار لمعرفة مصدرها. من جهة ثانية توفي طفل متأثرا باصابته خلال مواجهات بين قوى الامن ومخالفي بناء بالضاحية الجنوبية لبيروت. وبهذا يكون عدد ضحايا المواجهات التي وقعت الجمعة بين مسلحين وقوى الامن خلال قيامها بوقف اعمال بناء مخالفة للقانون ارتفع الى قتيلين و13 جريحا.   وقال مصدر أمني لبناني ان الطفل "محمد حسين ناجي (11 سنة) توفي في المستشفى جراء اصابته في الرأس برصاصة متفجرة". واكد المصدر "هذا الرصاص غير مستعمل من قبل قوى الامن"، مذكرا بالبيان الرسمي الصادر عن قوى الامن امس السبت والذي اكد ان "تقرير الطبيب الشرعي افاد ان بعض الاصابات جرت عن مسافة قريبة لا تتجاوز المترين وان بعض الجرحى اصيبوا من الخلف"، بما يوحي بان المدنيين اصيبوا من قبل مسلحين تبادلوا اطلاق النار مع قوى الامن. والقتيل الاول فتى في الخامسة عشرة. واصيب في المواجهات كذلك مدني، و11 من عناصر قوى الامن بينهم ضابط.

 

 اليوم العودة إلى المدارس

صباح اليوم يتوجه نحو نصف مليون تلميذ لبناني الى صفوفهم في المدارس الخاصة، فيما يتبعهم زملاؤهم في التعليم الرسمي الاثنين المقبل بعد انجاز ترميم الكثير من المدارس. وظهراً يحتفل في قصر الأونيسكو باليوم التضامني التربوي الوطني، مبادرة تضامن بين القطاعين، تؤكد انطلاق السنة الدراسية انطلاقة عادية لا تؤثر فيها مخلفات العدوان.

 

  

مندسون من الحزب القومي السوري أطلقوا النار على ظهور متظاهري الضاحية

 الدول الأوروبية تتمهل في تسليح الجيش اللبناني مع استمرار وجود لحود وسليمان مسؤولين عن قيادته

 لندن ¯ من حميد غريافي:السياسة

كشف ديبلوماسي فرنسي في بروكسل النقاب امس عن ان دول الاتحاد الاوروبي وعلى رأسها المعني منها بتحسين اوضاع لبنان مثل فرنسا وايطاليا وبريطانيا والمانيا »تتمهل الان في تسليح الجيش اللبناني قبل معرفة مصير السلاح الذي سيرسل اليه من تلك الدول وهل سيستقر حصرا في ايدي المؤسسة العسكرية ام ان بعضه سيصل الى ميليشيات تابعة لسورية, طالما القائد الاعلى للقوات المسلحة الرسمية اللبنانية بموجب الدستور هو الرئيس اميل لحود الرمز المتبقي للوصاية السورية في لبنان«. وقال الديبلوماسي ل¯ »السياسة« في اتصال به من لندن ان »تأخير البت بمباشرة شحن الاسلحة الفاعلة من اوروبا الى قيادة الجيش اللبنانية في بيروت مرده الى عدد من الاسباب المهمة وربما الخطيرة بينها الاشارات التي يطلقها بين الحين والآخر مسؤولون سياسيون او عسكريون لبنانيون تثير مخاوف الاتحاد الاوروبي من ان تقع تلك الاسلحة المطلوبة لحماية الشعب والدولة اللبنانيين من تلك الميليشيات اصلا, في ايدي حزب الله وحركة امل وبعض المجموعات او الاحزاب الهامشية مثل القومي السوري والبعث والمردة وجماعات سلفية اسلامية متطرفة تمثل الوجود السوري المتبقي والعلني على الساحة اللبنانية بالاضافة الى فصائل فلسطينية ما زال نظام بشار الاسد يزرعها في مختلف المحافظات اللبنانية«.

ونسب الديبلوماسي الى مسؤول دفاعي في الاتحاد الاوروبي مخاوفه من ان »يعمد اميل لحود وقائد جيشه وهما من مخلفات الوصاية السورية في لبنان الى نقل بعض الاسلحة والمعدات العسكرية المتطورة جدا المنوي ارسالها الى الجيش اللبناني, الى حزب الله وفئات لبنانية اخرى تعارض تقوية المؤسسة العسكرية اللبنانية لابقائها ضعيفة وواقعة تحت رحمة الميليشيات كما يحدث راهنا في قطاع غزة الفلسطيني وفي العراق خصوصا«. وقال المسؤول الدفاعي الاوروبي:» لقد ذهلنا مما اعلنه قائد الجيش اللبناني (العماد) ميشال سليمان من ان حزب الله سيقاتل مع الجيش في جنوب لبنان في حال حدوث عدوان اسرائيلي جديد لان هذا يؤكد استمرار التنسيق والتعاون وشبه الانصهار الكامل بين القيادة العسكرية اللبنانية وقيادة حزب الله ضد توجهات الحكومة اللبنانية وضد مصالح لبنان الحيوية, وتبعا لذلك ضد الوجود العسكري الدولي هناك«. واضاف الى قوله:» ان مثل هذه التصريحات غير المبررة تجعل الدول الاوروبية مشدودة الايدي الى ظهورها بالنسبة لدعم لبنان ليس فقط عسكريا وامنيا وسياسيا بل اقتصاديا ايضا« كاشفا النقاب عن ان الحكومة الاسرائيلية »أجرت مساء السبت اتصالات فورية برئاسة الاتحاد الاوروبي معترضة على اي تسليح للجيش اللبناني في ظل تصريحات قائد الجيش اللبناني, كما ان قيادة القوات الدولية الجديدة في لبنان لفتت نظرنا الى هذه التصريحات الخطيرة الصادرة عن اعلى منصب في القوات المسلحة اللبنانية«.

دور القومي السوري! واماط الديبلوماسي الفرنسي ل¯ »السياسة« اللثام عن ان »حزب الله والاحزاب الاخرى المتحالفة معه والتي تتلقى اوامرها من دمشق, لن تسمح حسب تقارير ديبلوماسيينا واستخباراتنا في لبنان وسورية بتعزيز قدرات الجيش اللبناني وتحويله الى الحارس الحقيقي الافعل للسلم الاهلي في لبنان, وان ما حصل يوم الجمعة الماضي في الضاحية الجنوبية من بيروت, مقر قيادة حزب الله وثقليه العسكري والسياسي لمنع قوات الجيش وقوى الامن الداخلي من ازالة التعديات على الاملاك العامة, وسقوط قتيل وجرحى في الحادث, تؤكد خلفياته ان تلك الاطراف المدعومة والمدفوعة من النظام السوري, تحاول شل فاعلية المؤسسات العسكرية والامنية اللبنانية, بدليل ان معلوماتنا الواردة من بيروت اكدت ان مطلقي النار على المتظاهرين في ظهورهم بانواع من الرصاص لا تمتلكه القوات العسكرية اللبنانية(وهذا ما اعلنه وزير الداخلية أحمد فتفت) ينتمون الى الحزب القومي السوري المشارك ¯ حسب تقديراتنا ¯ في معظم عمليات ومحاولات الاغتيال التي استهدفت قياديين وصحافيين لبنانيين قبل وبعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري, وذلك بالتنسيق الحميم مع حزب الله وجماعات اخرى«.

 

مجلة ألمانيّة: صواريخ "حزب الله" تطال تركيا

الأحد, 08 أكتوبر, 2006

أفادت مجلة "فوكس" الاخبارية الالمانية أمس ان حزب الله يمتلك صواريخ متوسطة المدى قادرة على ضرب أهداف في تركيا وجزيرة كريت اليونانية. ونسبت المجلة إلى ما أسمته تقريرا سريا لوكالة الاستخبارات الخارجية الالمانية (بي ان دي) قوله إنه جرى إنتاج هذه الاسلحة في إيران ثم نقلت برا عن طريق سورية.

وجاء في مقال نشرته المجلة في طبعتها التي تصدر غدا أن هذه الصواريخ والتي يبلغ مداها ألف كلم، قد تم تسليمها إلى حزب الله بناء على طلب من الحكومة الايرانية. بيد أن وكالة الاستخبارات الخارجية الالمانية رفضت ما ورد في تقرير المجلة باعتباره غير صحيح "ويفتقر إلى أي جوهر أو مضمون".

كما أشارت المجلة في تقريرها إلى أن حزب الله تسلم أيضا كميات كبيرة من منصات إطلاق الصواريخ فضلا عن أسلحة أخرى وذخيرة. ونسبت فوكس إلى خبراء في وكالة الاستخبارات قولهم إن حزب الله قد استكمل النقص في ترسانته من الاسلحة بعد انتهاء الحرب مع إسرائيل وإنه بات في وضع عسكري أقوى إلى حد ما عما كان عليه الحال قبل تفجر الصراع.

ونقلت المجلة عن مسؤول كبير في وكالة الاستخبارات قوله إن نشر سفن تابعة للبحرية الالمانية قبالة الساحل اللبناني في إطار مهمة قوات الامم المتحدة لحفظ السلام لمنع تهريب الاسلحة "لا يعدو أن يكون مجرد استعراض. فجماعة حزب الله تفيض قوة".

 

 

بري في السعودية لطلب الوساطة بين اللبنانيين 

جدة -القناة  : 8/10/2006    وصل إلى جدة مساء السبت رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ، في زيارة تهدف في الأساس إلى طلب دعم الرياض والوساطة بين الساسة اللبنانيين.

وقالت مصادر مطلعة أن بري سيطلب من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز التدخل لإنهاء الأزمة السياسية الداخلية في لبنان . وقالت المصادر أن  بري سيعرض خلال محادثاته مع خادم الحرمين ما يحتاجه لبنان من السعودية خلال الفترة المقبلة  . وأشارت إلى أن  محادثات بري ستتركز كذلك على تطور العلاقات مع سورية . وكان في استقبال بري بمطار الملك عبدالعزيز الدولي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الاستخبارات العامة ومدير مكتب المراسم الملكية بجدة محمد عثمان ناظر وعدد من المسئولين . وكانت السعودية قدمت مساعدة باكثر من 500 مليون دولار للبنان ووضعت وديعة في مصرف لبنان بقيمة مليار دولار لدعم الليرة اللبنانية. كما قرر الملك عبد الله تحمل نفقات تسجيل الطلاب اللبنانيين في المدارس الرسمية للعام الدراسي 2006-2007.

 

الأسد: نتوقع عدوانا إسرائيليا في أي وقت ونبقى مستعدين 

الكويت – وكالات : 9/10/2006 

  أعلن الرئيس السوري بشار الأسد في حديث ادلى به إلى صحيفة -الأنباء- الكويتية ان -سورية تتوقع عدوانا إسرائيليا في أي وقت (...) ويجب ان نبقى مستعدين دائما. وقال الأسد في هذا الحديث الذي نشر السبت وعاودت صحف سورية نشره الاحد ان سورية تتوقع عدوانا اسرائيليا في اي وقت. واضاف الكل يعرف ان اسرائيل قوية عسكريا وخلفها الولايات المتحدة مباشرة لذلك يجب ان نبقى مستعدين دائما. واشار الأسد الى ان -سورية تدرك ان اسرائيل تخلت عن عملية السلام مع مجيء حكومة (ارييل) شارون التى كان مجيئها مؤشرا لتخلي اسرائيل عن عملية السلام واتت الادارة الاميركية الجديدة لتعزز هذه الرؤية لدى سوريا بمعنى انه لن يكون هناك سلام في المدى المنظور. وتابع الشيء الطبيعي ان تتوقع ان لم يكن هناك سلام ربما تأتي الحرب فحالة اللاحرب واللاسلم تعني اما حربا واما سلما لذلك بدأنا بالاستعداد ضمن امكاناتنا. وتوقفت مفاوضات السلام بين سورية وإسرائيل عام 2000 في ضوء مطالبة دمشق باستعادة هضبة الجولان المحتلة منذ عام 1967.

بدوره اعلن وزير الاعلام السوري محسن بلال في مقابلة السبت مع قناة الجزيرة الفضائية نشرت الصحف السورية مقتطفات منها الاحد ان بلاده -تضع في حسبانها امكانية اي مغامرة اسرائيلية عسكرية وهي مهيأة لكل طارىء ولمخططات اسرائيل العدوانية بعد فشل اهداف العدوان الاسرائيلي على لبنان. واعتبر بلال ان حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت تتخبط الان بعد هزيمتها جراء انتصار المقاومة اللبنانية. وخاض حزب الله الشيعي اللبناني نزاعا مسلحا مع إسرائيل طوال 33 يوما في تموز/يوليو واب/اغسطس بعد قيامه باسر جنديين إسرائيليين. من جهته اعتبر عاموس جلعاد المستشار السياسي لوزير الدفاع الإسرائيلي عمير بيريتس الاحد ان على اسرائيل ان -تأخذ على محمل الجد- كلام الاسد عن امكان اندلاع حرب مع اسرائيل لكنه استبعد -تهديدا فعليا. وقال جلعاد الجنرال المتقاعد للإذاعة العسكرية -ينبغي اخذ كلام الأسد على محمل الجد. واضاف -يجب درس تصريحات مسؤول تغلب عليها لهجة التهديد بتأن فتصريحات الأسد ترتدي على المدى البعيد أهمية بالغة ولكن حاليا لم يتبدل شيىء في الوضع الأمني ولا تهديد فعليا-.

 

إيران تنسق لمشروع الأقاليم في العراق وتصطدم بالخلافات بين الصدر والحكيم 

بغداد - خاص بالقناة  : 9/10/2006    كشفت مصادر أمنية لـ  أن جهاز المخابرات الإيراني (اطلاعات) ينسق مع الزعيم الشيعي العراقي عبد العزيز الحكيم من أجل إقرار مشروع الأقاليم .

وأوضحت المصادر أن قادة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وحلفاؤهم في قائمة الائتلاف كانوا قد اتفقوا على أن يتولى الحكيم رئاسة الإقليم الجنوبي ولكن تيار الصدر يطالب بتأجيل المشروع لأن زعيمه مقتدى الصدر يطمح في شغل هذا المنصب . وأشارت إلى أن المجلس الأعلى يقوم بحملة كبيرة في محافظات الجنوب وخاصة ميسان والبصرة للترويج لهذا المشروع . وقالت المصادر أن المجلس يحث أبناء الجنوب على الانخراط في الجيش والشرطة حيث تم الاتفاق مع وزير المالية بيان جبر صولاغ على دفع مساعدات مالية لك من يرد أسمه في قوائم المتطوعين التي يقدمها الائتلاف العراقي . ولفتت المصادر في هذا الصدد إلى زيارة السيد عمار الحكيم لمحافظة البصرة والزبير حيث التقى بممثل السيستاني الشيخ محمد فلك وذلك في نطاق حملة الحكيم للترويج لمشروع الأقاليم .

 

مواجهات دامية في الديوانية وإصابة دبابة أميركية 

الديوانية – وكالات : 9/10/2006 

 اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات عراقية أميركية مشتركة وميليشيا شيعية الأحد أسفرت عن مقتل حوالي 30 من عناصر الميليشيا و-إصابة- دبابة أميركية في الديوانية حيث يستمر فرض حظر التجول منذ الصباح. واعلن الجيش الأميركي مقتل حوالي ثلاثين -إرهابيا- واعتقال أربعة بينهم -مسؤول كبير- في ميليشيا شيعية خلال المواجهات في الديوانية (181 كلم جنوب بغداد).

واضاف متحدث عسكري في بيان ان -قوات الجيش العراقي والتحالف قتلت خلال المواجهات 30 ارهابيا واعتقلت مسؤولا كبيرا اثر هجوم ارهابي-.

وتابع البيان ان -قوة مشتركة من الفرقة الثامنة في الجيش العراقي والفرقة الرابعة للمشاة في الجيش الاميركي كانت في طريقها لاعتقال مسؤول كبير عندما تمت مهاجمتها بقاذفات صواريخ واسحلة خفيفة. واوضح ان -دبابة ابرامز اصيبت بثلاثة صواريخ - آر بي جي- ما الحق بها اضرارا كبيرة وسرعان ما ردت القوة المشتركة على مصادر النيران الامر الذي اسفر عن مقتل 30 ارهابيا (...) وسحب الالية المعطوبة. واكد البيان انه-خلال العملية واصلت مفرزة من الجيش العراقي مهمتها واعتقلت المسؤول الكبير الذي يشتبه في تورطه بقتل عدد من عناصر الجيش العراقي في 28 اب/اغسطس الماضي بالاضافة الى ثلاثة اخرين. وختم مشيرا الى عدم -وقوع اصابات في صفوف قوات التحالف والجيش العراقي. وقد اعلن مصدر امني ان السلطات العراقية فرضت حظر تجول صباح الاحد اثر مواجهات عنيفة بدأت فجرا بين القوات الاميركية والعراقية من جهة وميليشيا شيعية من جهة اخرى. وقال مصدر امني في قيادة شرطة الديوانية ان السلطات فرضت حظر تجول شامل للافراد والمركبات اثر مواجهات اندلعت بعد ان دهمت قوة عسكرية مشتركة اميركية-عراقية منازل في حي سالم وسط المدينة بحثا عن مطلوبين فجرا. وافادت وكالة فرانس برس ان دبابات وعربات عسكرية تجوب شوارع المدينة حيث تدور مواجهات في حيي الجمهوري والنهضة بينما تحلق طائرات حربية على ارتفاع منخفض مخترقة جدار الصوت.

في غضون ذلك قال مصدر في مكتب -الشهيد الصدر- في المدينة ان قوة دهمت منزل كفاح الكريطي مسؤول جيش المهدي في حي الجمهوري فاندلعت اشتباكات اسفرت عن اعطاب آليتين اميركتين واصابة ثلاثة من جيش المهدي بجروح. وقال الشيخ عبد الرزاق النداوي مدير المكتب ان -الاشتباكات اندلعت في احياء العسكري والجمهوري والصدر بسبب حملة دهم واعتقالات قامت بها القوات الاميركية. واتهم القوات الاميركية ب-اثارة البلبلة وعدم الاستقرار خصوصا وان الاتفاق الذي وقع معها يقضي بعدم تسيير دوريات او القيام بمداهمات خلال رمضان (..) لديها نوايا للقيام بعملية واسعة ضد جيش المهدي ومحاولة دخول مدينة الصدر شرق بغداد. وكانت مواجهات جرت الشهر الماضي في المدينة ادت الى مقتل شخص واصابة 13 آخرين بجروح. وشهدت الديوانية مواجهات عنيفة في اب/اغسطس الماضي بين قوات الامن العراقية تدعمها قوات اميركية وعناصر من جيش المهدي في عدد من مناطق المحافظة اسفرت عن مقتل نحو 26 وجرح 48 آخرين من الجيش والشرطة والمدنيين. من جهة أخرى ، أعلنت مصادر امنية عراقية مقتل عشرة اشخاص بينهم عقيدان في الشرطة واصابة اخرين بجروح الاحد في اعمال عنف في العاصمة ومناطق اخرى.

واكدت المصادر -العثور على جثة العقيد ثامر سلمان في حي الفضل وسط بغداد مصابة بطلقات نارية. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد عبد الكريم خلف ان اربعة مسلحين خطفوا العقيد من منزله الواقع في حي الفضل مساء امس (السبت) وعثرت الشرطة على جثته اليوم (الأحد)-.

وفي الوزيرية شمال بغداد اعلنت الشرطة -مقتل احد عناصرها واصابة اخر بالاضافة الى شخص اخر عندما سقطت قذيفة هاون بالقرب من دوريتهم في الحي. من جهة أخرى ، قال مصدر في شرطة المسيب (90 كلم جنوب بغداد) ان -شخصا قتل واصيب اثنان اخران بسقوط قذيفة هاون على منزل في منطقة البهبهان. وفي الموصل (375 كلم شمال بغداد) اعلن الرائد احمد محمد من الشرطة -مقتل العقيد يحيى حامد مدير شرطة ربيعة- المعبر الحدودي مع سورية في شمال-غرب العراق -بانفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبه في ام خشب قرب ربيعة-. وفي تكريت (180 كلم شمال بغداد) -قتل اربعة اشخاص واصيب اثنان اخران بانفجار عبوة ناسفة بسيارتهم على الطريق العام قرب ناحية العوجة- مسقط راس الرئيس المخلوع صدام حسين حسبما افاد مكتب التنسيق المشترك في محافظة صلاح الدين. وفي الناصرية (380 كلم جنوب بغداد) قال العقيد عباس الركابي مدير شرطة قضاء الرفاعي في محافظة ذي قار وكبرى مدنها الناصرية ان مسلحين اغتالوا عزاره كعود العضو السابق في حزب البعث المنحل حيث كان عضو شعبة وسط الرفاعي (شمال الناصرية). واضاف ان -عملية الاغتيال حصلت صباح اليوم (الأحد) موضحا ان -القتيل من مواليد 1952 ويعمل في القطاع الخاص. وفي الاسحاقي (100 كلم شمال بغداد) اعلنت الشرطة احتراق ثلاث شاحنات تنقل مشتقات نفطية ورابعة تنقل بضائع للجيش الاميركي وفقا للمقدم هشام احمد من شرطة البلدة. وفي بلد (70 كلم شمال بغداد) قال مصدر في الشرطة ان -سائق شاحنة قتل بانفجار عبوة ناسفة في شاحنته التي تنقل بضائع للجيش الأميركي. إلى ذلك ، عثرت الشرطة على جثة مجهولة الهوية في منطقة جرف الصخر جنوب بغداد مصابة بطلقات نارية ولدى محاولة سحبها تعرض عناصر الشرطة الى اطلاق نار ما ادى الى اصابة احدهم بجروح. من جهة أخرى ، أعلن الجيش الأميركي في بيانين الأحد مقتل جنديين اميركيين في منطقة الموصل وشمال غرب بغداد السبت. واوضح بيان اول ان جنديا اميركيا قتل عند الساعة 23,15 بالتوقيت المحلي (20,15 تغ) السبت عندما اطلق مسلحون النار من اسلحة خفيفة على دوريته في شمال غرب بغداد.

واضاف بيان اخر ان جنديا من فرقة المشاة الثانية قتل بانفجار عبوة ناسفة امس السبت في منطقة الموصل. وبذلك يرتفع الى 2734 عدد القتلى في صفوف العسكريين الاميركيين في العراق منذ اذار/مارس 2003 استنادا الى احصاء لوكالة فرانس برس بناء على معطيات وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون).

 

الرئيس لحود استقبل رئيس الحكومة واجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع الراهنة

الرئيس السنيورة: الحكومة باقية طالما هي متمتعة بثقة المجلس النيابي الحوار سيستمر بين اللبنانيين لانه لا خيار اخر امامهم ومسيرة الدولة ستستمر التشكيلات القضائية لم تبحث والدبلوماسية انتظروا الى يوم الخميس

وطنية-8/10/2006(سياسة) استقبل رئيس الجمهورية العماد اميل لحود، في الخامسة بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس مجلس الوزراء الاستاذ فؤاد السنيورة، واجرى معه جولة افق تناولت الاوضاع الراهنة في البلاد وعددا من شؤون الساعة، اضافة الى مواضيع تتصل بعمل الدولة، ومنها التشكيلات الدبلوماسية ومسائل ادارية وشؤون وزارية اخرى. وبعد اللقاء الذي استمر ساعة، تحدث الرئيس السنيورة الى الصحافيين ودار معهم الحوار الآتي: "بحثنا في عدد من الأمور لأن مسيرة الدولة يجب ان تستمر، وهناك عدد من الأمور الحياتية والقضايا العامة كانت جوهر البحث". ـ سئل : هل كانت التشكيلات القضائية والدبلوماسية جزءاً من البحث؟ ـ اجاب: "بالنسبة للتشكيلات القضائية لم تبحث لأنني لم استلم بعد هذا المرسوم الذي هو مرسوم عادي، وبالتالي ليس عندي علم اطلاقا بالتشكيلات القضائية، اما بالنسبة الى التشكيلات الدبلوماسية فقد بحثنا بهذا الموضوع" .

 ـ سئل: هل سيطرح هذا الموضوع على مجلس الوزراء غداً ؟ ـ اجاب: "لا ليس في جلسة الغد ، لأنه غداً ستعقد جلسة استثنائية ، ان شاءالله سنبحث في الأمر في الجلسة المقبلة ". ـ سئل: هل تم الأتفاق على التشكيلات الديبلوماسية ؟ ـ اجاب:" ان شاءالله خيراً ؟ ".

 ـ سئل :هل يعني انه تم الاتفاق نهائياً على هذا الأمر؟ ـ اجاب: " انتظروا الى يوم الخميس، لماذا الإستعجال؟".

 ـ سئل: وزير الداخلية بالوكالة طالب ببت وضعه في الوزارة وحل مسألة بقائه وزيراً بالوكالة ، هل تم بحث هذا الامر ؟ ـ اجاب : " حتماً نريد ان نجد الطريقة التي نستطيع فيها ان نملأ هذا الشغور قريباً ان شاء الله".

ـ سئل : لماذا لا يتم تثبيت وزير الداخلية بالوكالة في منصبه؟ ـ اجاب:" سنحل هذا الموضوع ان شاءالله قريباً ".

 ـ سئل : على أي اساس سيحل هذا الموضوع ؟ ـ اجاب :" عندما سننتهي نعلن عن ذلك "

 ـ سئل : هل انتهت مفاعيل وذيول الاشكال الذي حصل في الرمل العالي ؟ - اجاب :" لا حتما. بداية اود التعبير عن حزني الشديد لدماء أي لبناني تسقط، ولأي شخص يموت. الشهداء الذين ماتوا سقطوا دفاعاً عن ارض الوطن . وبالحقيقة ما حصل في الرمل العالي لم يكن مبرراً والتحقيق جار من اجل معرفة حقيقة ما جرى ، وللتثبت ممن يقف وراء هذا العمل . لا اريد ان استبق على الاطلاق أي امر قبل ان تأتي نتيجة التحقيق. واقول في نفس الوقت ، بقدر ما انا حزين لما جرى انا حريص على ان تسود بدايةً سلطة القانون ، واي مخالفة للقانون ليست من صالح احد ، وانا على ثقة بان اهل منطقة الضاحية حريصون على ان يسود القانون كحرص أي لبناني آخر ، وبالتالي لا اعتقد ان هناك مصلحة على الاطلاق بان تحصل مخالفة لقانون البناء . وهذه المخالفات مضرة بنا ومضرة باهل الضاحية .

وهي مدعاة لكل واحد بان يقول ، طالما يحصل هذا الامر في هذه المنطقة ، لماذا لا يحصل نفس الشيء في المنطقة الاخرى ، وبالتالي هذا امر لا يجوز ان يستمر . وبالنسبة لنا كحكومة موقفنا واضح ، نشجب أي عمل يخالف القانون ، كما اننا نشجب أي عمل يؤدي الى ضرر أي شخص ، فكيف بسقوط قتيلين من جراء الحادث . نحن نحقق بالأمر ، ولكن القانون يجب ان يسود . وانتهز هذه المناسبة ، وكما قلت في المؤتمر الصحافي الذي انعقد قبل ايام ، باننا ان شاء الله قريباً جداً في بحر هذا الاسبوع ، يمكن ان نعلن المبالغ والآلية التي يجب ان تعتمد من اجل المساعدات في منطقة الضاحية الجنوبية ".

ـ سئل : ما هو تعليقك على موقف الرئيس الاسد لجهة وصفك بانك رئيس كتلة وليس رئيس كل لبنان ؟ ـ اجاب :" بداية احب ان آخذ شهادات من اللبنانيين واعتقد ان اللبنانيين يقولون بأنني رئيس حكومة لبنان ، وبالتالي هذا الامر كاف . ثم ان هناك 195 دولة في العالم تعترف بنا باننا رئيس حكومة كل لبنان . اقول هذا الكلام مع ابداء كل الاحترام والتقدير لسيادة الرئيس الاسد .وانا طبيعي لم اخرج عن موقفي بانني رئيس حكومة كل لبنان وكل اللبنانيين ".

 ـ سئل : الرئيس لحود طالب بتشكيل حكومة اتحاد وطني ، في أي اطار تضع زيارتك اليوم ؟ ـ اجاب :" ما علاقة هذا بذاك " ـ سئل : انت تقول بان انتخاب رئيس جمهورية جديد يسبق تأليف الحكومة ؟ ـ اجاب :" انا قلت عبارة بالتحديد ، وكي لا يساء فهمي ، في الدستور عند انتخاب رئيس جمهورية تتألف حكومة جديدة وانا الذي قلته ان هذه الحكومة باقية ، وبالتالي الى ان يتم انتخاب رئيس جمهورية ، متى ؟ لا اعرف ، عندها تتألف حكومة جديدة" ـ سئل : هل حل مشكلة وزير الداخلية سيكون مرتبطاً بتوسيع الحكومة لتضم جميع الاطراف ؟ ـ اجاب :" لا علاقة لهذا بذاك ، هذا شيء وذاك شيء آخر".

 ـ سئل : هل من جديد على صعيد المحكمة ذات الطابع الدولي؟ ـ اجاب : " يحصل تواصل مستمر بين القاضيين المسؤولين عن متابعة هذا الملف والمسؤولين في الامم المتحدة ومنهم مساعد الامين العام للشؤون القانونية السيد نيكولا ميشال، وانا واثق اننا نسير في طريق توصلنا الى تقدم في هذا المجال ".

 ـ سئل : الاعتداء على ثكنة الحلو اليوم ، هل له ارتباط بأي ملف ؟ ـ اجاب :" هذا من ضمن مسعى لتوتير الاجواء ، وربما هناك من يقف وراء عملية اغتيال الشخصين البريئين الذين سقطا في منطقة الضاحية ، لذلك اقول انه قد يكون هناك مسعى من بعض الناس من اجل توتير الاجواء ولكن اعتبر ان من مصلحة اللبنانيين السياسية والاقتصادية بألا تتوتر الاجواء . انا قلت اكثر من مرة ان توتير الاجواء والصوت العالي والتهييج لا يأتوا برغيف خبز، نحن بحاجة لخلق فرص عمل للناس وللشباب ولاعادة ثقة الناس بالبلد والاقتصاد ، واذا لم نفعل ذلك ، فبالتالي يكون كل هذا في منحى تراجعي. وحتى شهر حزيران كان مستوى النمو بحدود 6 % ، الآن ربما يكون هناك نقص قد نصل الى 5 % الا اذا بذلنا جهداً اضافياً خلال الاشهر الثلاثة الباقية وهدأنا الاعصاب وعملنا اكثر ، وبالتالي تصبح امكانية للتحسن في الناتج المحلي ، وهذا بالنهاية ينعكس على الجميع . ليس هناك من مصلحة على الاطلاق لأحد بتوتير الجو، وليس من مصلحة اللبنانيين على الاطلاق . وبالتالي نحن بحاجة الى تعزيز الثقة بالاقتصاد حتى نستطيع تحضير الاجواء من اجل عقد المؤتمر العربي والدولي لمساعدة لبنان ".

 ـ سئل : كان هناك دعوات كثيرة للعودة الى الحوار على اعتبار انه يحل كل المشاكل، هل هناك من عودة قريبة ؟ ـ اجاب :" اولاً ، من حيث مبدأ الحوار حتماً هذا ضروري ويعرف كل اللبنانيين انه مهما فعلنا، في النهاية سنجلس مع بعضنا البعض لنتفاهم ، وسنتوصل الى مواقف جامعة ".

 ـ سئل : والى حكومة اتحاد وطني ؟ ـ اجاب :" حكومة اتحاد وطني يتفقون عليها قبل ان يتوصلوا اليها، وبالتالي لهذا الامر اصول، وبرأيي في هذا الموضوع، الآن الحكومة باقية طالما هي متمتعة بثقة المجلس النيابي. الحوار سيستمر بين اللبنانيين لأنه لا خيار آخر امامهم ، وآلية هذا الحوار هي محور نقاش يحصل مع الرئيس نبيه بري بعد عودته من السعودية ".

 

الوصاية والثلث المعطل

عبدالله اسكندر- الحياة - 08/10/06//

اتخذ مجلس الوزراء اللبناني، منذ تشكيل الحكومة برئاسة فؤاد السنيورة، قرارين كبيرين. الاول يتعلق بالموافقة على المحكمة ذات الطابع الدولي في اغتيال الحريري. والآخر، الموافقة على القرار الدولي الرقم 1701. هاتان الموافقتان وضعتا لبنان على مفترق كبير. إذ تبعت كلا منهما سلسلة اجراءات قامت بها قوى واطراف غير لبنانية، وإن في ظل تغطية كاملة من مجلس الامن.

المحكمة الدولية ستشكل على اساس تقرير لجنة براميرتز التي تتجه اكثر فأكثر لربط اغتيال الحريري بمحاولات الاغتيال والاغتيالات الـ14 الأخرى التي شهدها لبنان. وهذا يعني ان محققي اللجنة سيدخلون على نحو أعمق فأعمق في الظروف الامنية والسياسية التي جرت فيها هذه الاعمال. ومن اجل ان تصل اللجنة الى نتائج يقينية ودلائل لا تُدحض امام المحكمة الدولية، ستكون مجبرة على التنقيب في ملفات وسجلات كثيرة، بما فيها تلك العائدة الى قوى محلية، خصوصاً الأقوى بينها «حزب الله». ولذلك اعرب وزراء الحزب عن تحفظهم ازاء بعض مهمات اللجنة. واعتبر الحزب ان عمل اللجنة، من دون قيد وشرط، يضع بنيته وغيره من الاجهزة تحت وصاية دولية. علماً ان عمل اللجنة الدولية يقع تحت البند السابع الملزم.

في المقابل، ترى حكومة السنيورة ان ضعف امكانات الدولة اللبنانية واحتمالات تشعب المسؤوليات في اغتيال الحريري، لا يتيحان للتحقيق اللبناني الوصول الى كل الخيوط، وحتى لو وصل لن يتمكن من اجراء المحاكمة المطلوبة. ولذلك اعتبر ان هذا القرار يساعد الدولة ويعزز سيادتها في الذهاب الى المحكمة الدولية من دون أي ضغط محلي او اقليمي.

وبالنسبة الى القرار 1701، فهو يوكل للقوات الدولية مهمة الحفاظ على السلام في جنوب لبنان، بما يمنع عودة الاحتكاك بين «حزب الله» واسرائيل. ومثل هذه المهمة، يراها الحزب انها هي ايضا وصاية دولية تخضع وضعه العسكري في الجنوب للرقابة الدولية. في حين ان الحكومة الساعية الى العودة الى اتفاق الهدنة مع اسرائيل ترى في هذا الوجود الدولي دعما لخطوتها واستعادة سيادتها على الارض، سواء بفعل الانتهاكات الاسرائيلية او بالوجود المسلح لـ «حزب الله». فما يعتبره «حزب الله» وضعا للبنان تحت حماية ووصاية اجنبيتين، تؤكد الحكومة انه تعزيز للسيادة والقرار المستقل. هذا هو جوهر المأزق الذي تحدث عنه الشيخ حسن نصرالله في «خطاب النصر». فالزعيم الشيعي يتهم الحكومة بأنها وراء حال الوصاية وتعزيزها، لأن انتداب المحكمة الدولية في اغتيال الحريري وانتداب «يونيفيل» يرتبطان بقرارات مجلس الوزراء، فيحمل الحزب الحكومة المسؤولية عن حال الوصاية، ويظهرها كأنها هي التي سعت اليها. وفي هذا الاتهام الذي يتردد على ألسنة قادة الحزب وحلفائه، يتناسى بكل بساطة ان هذه الحكومة لم تكن قائمة عندما اغتيل الحريري، وانها تشكلت في مرحلة لاحقة للاغتيال بفعل الاقتراع الشعبي المتأثر بالتأكيد بالجريمة. كما يتناسى هذا المنطق ان «يونيفيل» جاءت نتيجة المواجهة العسكرية الواسعة بين «حزب الله» واسرائيل التي لم يكن للحكومة اي دور فيها.

يمكن انتقاد حكومة السنيورة في قرارات كثيرة، لكن استقدام الوصاية الدولية الى لبنان يجب ان يُسأل عنه من كان وراء الاغتيال والمحكمة الدولية، ومن فجّر جبهة الجنوب وصولا الى القرار 1701. واليوم يسعى الحزب وحلفاؤه الى تعطيل التغطية الحكومية للقرارين الدوليين، بذريعة انهما هما المؤديان الى الوصاية، وليس الفعل الاصلي الذي كان وراء كل منهما.

وهذا هو معنى المطالبة بالثلث المعطل في مجلس الوزراء، عبر إعادة تشكيل الحكومة، بحجة التوافق، علماً ان موضوع الثلث المعطل هو مفهوم سلبي للعمل الحكومي لا يطرح إلا في الحالات القصوى، فيكون التصويت باكثرية الثلثين هو الحكم. فالثلث المعطل في هذا المعنى هو آلية لاتخاذ القرار في مجلس الوزراء، في اطار حكومة يلتزم اعضاؤها بالخطوط الأساسية للبرنامج الحكومي. لكن المطالبة به من موقع الاختلاف الجذري ومن موقع السعي الى دفع العمل الحكومي في الاتجاه المعاكس، تصبح هدفاً في ذاته، وتوازي الانقلاب السلمي في أحسن أحواله.

 

الرئيس بري ادى مناسك العمرة

وطنية - 8/10/2006 (سياسة) بدأ رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري زيارته الرسمية الى المملكة العربية السعودية التي كان قد وصلها امس، وقد أدى مناسك العمرة.

 

(*) الرئيس نبيه بري بدأ مساء امس زيارة الى السعودية وطنية-8/10/2006 (سياسة) وصل رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري مساء امس الى المملكة العربية السعودية في زيارة رسمية يجري خلالها محادثات مع كبار المسؤولين السعوديين وفي مقدمهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتأتي هذه الزيارة تلبية لدعوة رسمية في ظل اهتمام مميز، حيث خصص جلالة الملك طائرة خاصة للرئيس بري لتقله الى المملكة ذهابا وايابا. وقد استقبل في مطار جدة مساء امس وسط حفاوة لافتة، وكان في مقدمة المستقبلين سمو الامير مقرن بن عبد العزيز شقيق خادم الحرمين الشريفين، ولوحظ ان اجراءات اتخذت لدى وصول دولته الى جدة.

 

باريس: إسرائيل أبلغت شيراك استعدادها لمناقشة مسألة شبعا.. وقضية الغجر «قابلة للتسوية»

 الشرق الاوسط - 2006 / 10 / 8  ميشال أبونجم

كيف تنظر باريس الى تطورات الوضع اللبناني ومستقبله؟ وما هي المشاكل المستعصية وتلك التي يمكن حلها؟ وما هو تقويمها لأداء قوة الطوارئ الدولية المعززة ومستقبلها؟ وهل يمكن للوضع اللبناني أن يفلت؟ هذه الأسئلة وأخرى غيرها كانت موضع تقويم من قبل مصادر فرنسية رسمية على اطلاع كامل على دقائق وتطورات الملف اللبناني وعلى ما تقوم به باريس لمساعدة لبنان والدفع باتجاه التنفيذ الدقيق للقرار 1701. تبدو العاصمة الفرنسية متفائلة بخصوص إمكانية التغلب على مشكلة مزارع شبعا التي يجعل منها حزب الله سببا أوليا للاحتفاظ بسلاحه. وفي هذا الخصوص كشفت المصادر أن الرئيس شيراك تناول الموضوع في اتصال هاتفي برئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الذي أبلغه أن إسرائيل «مستعدة للنظر» في هذا الموضوع. فضلا عن ذلك، تنتظر باريس من الأمين العام للأمم المتحدة أن يقدم قريبا مقترحات محددة بشأن شبعا تصب في إطار اقتراح الحكومة اللبنانية وضعها تحت رعاية دولية بانتظار بت وضعها نهائيا. وترى المصادر الفرنسية أن تحقيق تقدم بخصوص شبعا «سينزع شوكة» من قدم لبنان. وكذلك كشفت المصادر أن الرئيس شيراك طلب من أولمرت شخصيا وضع حد لانتهاكات الطيران الإسرائيلي للأجواء اللبنانية. وفي سياق مواز، تبدو باريس «واثقة من سرعة قيام المحكمة الدولية» التي ستناط بها مهمة محاكمة المسؤولين عن اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري فضلا عن انها تؤكد أن المحقق الدولي سيرج براميرتز «مستمر في عمله» ملمحة الى «توصله الى نتائج قبل نهاية العام». وقالت مصادر فرنسية أخرى لـ«الشرق الأوسط» إن براميرتز «سيضمن تقريره القادم في ديسمبر (كانون الأول) محصلة ما توصل اليه من نتائج ولن يكون وصفيا فقط» كما كانت حال تقريريه الأول والثاني.

وشددت المصادر الفرنسية على ضرورة العودة الى طاولة الحوار الوطني من أجل إيجاد الصيغة المناسبة لجمع سلاح حزب الله الذي تعتبره باريس «مسألة داخلية». وترى أن استقرار الوضع في لبنان مربوط بعوامل ثلاثة: احترام حظر تصدير السلاح غير الشرعي الى لبنان خصوصا «من الدول المجاورة» في إشارة الى سورية، والتعاون الكامل مع براميرتز وإنشاء المحكمة الدولية وأخيرا قدرة الحكومة اللبنانية التي قالت عنها إنها «صامدة» بوجه الضغوط والانتقادات، على إعادة إعمار البنى التحتية وإعادة إطلاق الدورة الاقتصادية. وما يقلق باريس التي استقبلت بحر الأسبوع المبعوث الدولي ترى رود لارسن المكلف تطبيق القرار 1559 أن بعض الأطراف «يلعب في لبنان ورقة التأزيم والحرب» للعودة للوضع السابق. ودعت مصادر فرنسية اخرى حزب الله الى أن يتذكر أنه «لولا التدخل والرفض الفرنسيين لكان حزب الله الآن على اللائحة الأوروبية للمنظمات الإرهابية كما هي حال حركة حماس الفلسطينية»، وحثت الحزب كذلك على أن يأخذ بالاعتبار أن مسؤوليه يأتون دوريا الى فرنسا وان باريس تقيم حوارا معه عبر القنوات الديبلوماسية ناهيك عن أنها نجحت في حمل أميركا التي تعتبره منظمة إرهابية الى قبول إمكانية تحوله الى حزب سياسي والتعاطي معه على هذا الأساس بعد أن يكون قد نزع سلاحه. وجدير بالذكر أن وزير الخارجية فيليب دوست بلازي اجتمع في بيروت الصيف الماضي بالوزير طراد حماده الذي يعتبر أحد ممثلي الحزب في الحكومة. يبقى أن باريس «نصف المتفائلة ونصف المتشائمة» تصر على أن تكون قوة اليونيفيل الموجودة في جنوب لبنان بموافقة لبنان وحزب الله وإسرائيل «جزءا من الحل وليس المشكلة» بما يتطابق مع منطق القرار 1701 الذي قبلته كل الأطراف. وبأي حال، تذكر المصادر الفرنسية بما قاله الرئيس شيراك قبيل إرسال القوة الفرنسية الجديدة الى لبنان بأن باريس ستعيد النظر بمشاركتها في اليونيفيل بعد ستة أشهر من إرسالها وستتخذ قرارها حينذاك على ضوء تجربة الشهور الستة أي مطلع العام القادم.

 

 البطريرك صفير ترأس قداس الاحد في بكركي والتقى شخصيات

وطنية-بكركي-8/10/2006 (سياسة) ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، عاونه فيه المطران شكر الله حرب والقيم البطريركي العام الاب جوزف البواري في حضور حشد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس القى البطريرك صفير عظة بعنوان "طوبى لذلك العبد الذي يجيء سيده، فاعلا هكذا"، وهذا نص العظة: يتحدث انجيل اليوم عن العبد الأمين الحكيم. وهو العبد الذي أقامه سيده على بني بيته ليعطيهم الطعام في حينه. فاذا قام هذا العبد بما أوجبه عليه سيده، فان سيده يكافئه باقامته وكيلا على جميع ممتلكاته. ولكن اذا أستباح ما لا يستباح، وراح يضرب رفاقه ويستسلم للسكر والعربدة، فان سيده يفصله ويجعل نصيبه مع المرائين. هذه هي حال كل منّا، وبخاصة حال من أوتوا سلطة، ولا سلطة الا من الله، يقول بولس الرسول، فعليهم أن يؤدّوا حسابا عن أعمالهم، فان أحسنوا نالوا المكافأة، وان أساؤا نالهم العقاب. وطوبى لمن يحسن القيام بواجبات وكالته. وننتقل الى متابعة الحديث عن العائلة، فنرى ما يقوم بين أفرادها من علاقات، وما تتعرّض له من انهيارات، وما في حياتها من محن وصعوبات، تستسهلها، اذا كانت متماسكة، وتجعل أولا وآخرا معتمدها على الله. العلاقات ان صعوبة تفهّم معنى العائلة تعود في قسم كبير منها الى عدم تفهّم طبيعة العلاقات الجنسية وغايتها.ان معاصرين يجازفون غالبا في اقامة علاقات عاطفية وجنسية دونما التزام منهم، ويخفون شعورا بازدواجية في ما يتعلّق بدوام هذا الاتحاد وهذه العلاقات وحصريتها. وعندما تكون العلاقات قصيرة المدى، وعندما يرغب الفريقان في اطالتها، فانهما يدّعيان أنهما فريقان.

وهذا التعبير مأخوذ في الواقع عن لغة الشركات التجارية التي تعرب - بسخرية- عن عناصر مدنية وتعاقدية نجدها غالبا في قصص الحب المعاصرة. وهو جزء من تطوّر لاحق ، ومميّز، يأخذه الفريقان اللذان يهمّهما هذا الأمر، بعد بلوغهما سّنا أكثر نضجا. من هذا المنظار، تبطل حياة العائلة أن تكون الهدف الطبيعي للعلاقات الجنسية، والحياة المشتركة، لتصبح رغبة أقلّية ملتزمة دينيا، وفي حاجة الى الاعتراف بها اجتماعيا، أو هي ترغب رغبة شديدة في أن يكون لها أولاد. وفي هذه الحالة لا تعتبر العائلة كأساس لا بدّ منه لعلاقات شخصية وجنسية ، وتقتصر على اختيار يقوم به التقليديون. ويجب القول هنا ان العلاقات الجنسية التي تتمّ قبل الزواج، وقبل هبة الذات للاخر بفعل سرّ الزواج، تشكّل استعمالا سيئا للجسد، والأشخاص بغية الظفر بلّذة عابرة. واعتبار هذه العلاقات هي القاعدة، والحياة العائلية هي أمر ثانوي ، أو انها تشكّل شيئا اضافيا، هذا يعني وضع اللذة الجسدية فوق الفرحة المشتركة، وارضاء الميل فوق الالتزام والتضحية، والمصلحة الشخصية فوق النظر الى حياة جديدة. وخلافا لذلك، حيثما تكون العائلة القائمة على الزواج، والمنفتحة على الايلاد، معتبرةَ أنها الهدف الطبيعي للجاذبية العاطفية والجنسية، ان هذا النوع من العلاقات يكون في خدمة مصلحة الأشخاص والخير العام. وهذا طبعا يقتضي له اخذ النفس بالشدّة أكثر من الانسياق الى علاقات ومواثيق بين "فريقين" عابرين، الغاية منها ارضاء الشهوة. ولكن الانفتاح والرضى اللذين تعد بهما العلاقات الزوجية، وتوفّرهما للبالغين المتحابين، تفرضان عليهما أخذ النفس بالشدّة.

مهاجمة الزواج والايلاد ان الاعتراف الرسمي بالعلاقات الجنسية خارج الزواج يندرج في محاولة واسعة ترمي الى زعزعة الزواج، والتقليل من الولادات. وهاتان المؤسستان الطبيعيتان: أي الزواج والعائلة، اللذان هما ينبوع الحياة العائلية، انهارتا في أجزاء كثيرة من العالم الغربي، على وجه الخصوص. والأسباب عديدة ومعقّدة، أولا هناك حذر من الالتزام الدائم والحصري، ومما يسمّى "كلفة" وهمّ الأولاد.ان الزمني، والموقّت، والمتغيّر، في عالم لا يرتفع عن القيم الأرضية والانسانية، يصبح القاعدة، ويولّد الخوف من الأمانة، حتى من الأمانة في العلاقات الانسانية. وكذلك البحث عن رفاق عابرين، يمكن استبدالهم، ُيظهر خوف الناس من اقامة علاقات حصرية، واذا كانوا يبحثون عن علاقات جديدة سريعة ، فالأولاد في هذه الحالة يزعجون الكبار في ما يرسمون لنفوسهم من مخطّطات، ويضيّقون عليهم مجالات الحرية. كل هذا يدلّ على عدم الرضى الشخصي، وعلى المشاكل الاجتماعية الكبرى، العائدة الى فشل الزواج، وقلّة نسبة الولادات. وهذا ما غذّى، على وجه التأكيد، ما نراه من ابهام حول مفهوم العائلة. ان المحاكم ، ووسائل الاعلام، والرأي العام العالمي، تعترف عادة بان قرار الزواج يعود الى المعنيين. وأن ينجبوا أو لا ينجبوا انما هو اختيار شخصي، والوسائل التي تمكّن من ذلك: العلاقات الجنسية الطبيعية، أو عمليات تقنية، تساعد على الانجاب.

واذا اردنا أن نعيد تحديد الزواج والانجاب، ارضاء لرغبة فريقين يقيمان علاقات جنسية عابرة، فان الحياة العائلية هي التي تواصل اعادة تحديدها، والعائلة الطبيعية تكون اذ ذاك خيارا بين خيارات عديدة. وازاء هذا التطوّر الذي يقلق البال، لا بدّ من التذكير بأن الزواج والايلاد هما الشرط والغاية من كل علاقة جنسية، ودون هذين لا حياة عائلية صحيحة. الجنس ان الأشخاص يختلفون جنسا، فهم رجال، أونساء. وهذا ما يشكّل هويتهم. علما أن هناك اناسا يبقون غير راضين، وقد يتسبب لهم وضعهم هذا باضطرابات فكرية ونفسية.غير أن هناك بعض فلاسفة يعتقدون أن هذه الشواذات انما هي طريقة تعبير عن الذات. وهناك من يعتقدون أنه، بفضل علم الطب أصبح بامكانهم أن يستبدلوا شخصيتهم، ارضاء لوضعهم الاجتماعي. وهذا يقود الى الاعتقاد أن العائلة يمكن أن تقوم على شخصين من جنس واحد. وانه بامكانهم في هذه الحالة اعتماد التبني، أو اللجؤ الى وسائل تقنية اصطناعية، ولكن هذه الشواذات ترذلها الكنيسة. وهناك غير ما اشرنا اليه من شواذات عديدة نضرب صفحا عنها. غير أنه يمكن القول أن كل هذه الاضطرابات النفسية تعود الى الخطيئة الأصلية، ويحتاج أصحابها الذين يتألّمون من وضعهم، الى نصائح وارشادات أخلاقية. وهذا يدلّ على أن الله خلقنا ثمرة حبّ متبادل، وان الانسان لا يزال يميل الى أن يحبّ، وأن يكون موضوع محبة. وأكمل صيغ المحبة هي المحبة الزواجية. ويمكنها أن تنطلق من جاذبية جسدية، ولكنها سرعان ما تتحوّل من مشاركة جسدية الى مشاركة نفسية.

واذا كان الزوجان لا يضعان عراقيل في وجه ما يشدّ أحدهما الى الأخر، فان زواجهما يفضي بهما الى استقبال أولاد يتقاسمون مع والديهم المحبة.والحياة الزوجية لا تخلو من صعوبات كثيرة ، على الزوجين تحملها بطلب المعونة من الله. المحبة والسعادة هناك أقوال كثيرة عن العائلة. وهناك من يعتقدون أن الاختيارات التي نقوم بها ترجع فقط الى العاطفية من الم وفرح وسعادة.ان للعواطف دورا في ما نقوم به من اختيارات، ولكن هذه العواطف لا تبررها وتدفع اليها. اننا نختار ما يستهوينا، ولكننا لسنا آلات عمياء. المحبة هي سبب يدفع الى العمل، ولكنها ليست فقط عاطفة. فهي تصف واقع العلاقات القائمة بين الأشخاص الذين تقوم بينهم أنواع تفاهم. ولا يمكن تأليف عائلة لمجرّد عاطفة محبة، لكن المحبة القائمة في الزواج والعائلة تساعد على اسعاد الأشخص المؤلفة منها العائلة.والسعادة لا تنبع من العواطف فقط، وهناك اناس بامكانهم أن يكونوا سعداء، وهم يشعرون بأنهم غير مرتاحين. فالسعادة هي معطى موضوعي لمقاربة ما هو حسن، مقاربةً عقلية أخلاقية. وهذا ما توفّره الحياة العائلية. العائلة الموسعة هناك حالات يتوسّع فيها مفهوم العائلة الى ما هو أبعد من الزوجين وأولادهما وأحفادهما، لتمتد الى الوالدين والأجداد، والأعمام، والعمات، والأخوال، والخالات، وابنائهم ، والمصاهرات.، وهم يشتركون في بعض حقوق وواجبات ومسؤوليات في حياة العائلة. والعائلة الموسّعة تضمّ مختلف الأنسباء، والأقارب، وتحافظ على علاقات تقوم بين ذوي القربى بحسب الثقافات والعادات.

ومن نتائج انهيار الزواج، ونقصان معدل الولادات المؤسف، غياب النظام التقليدي القائم على اعارة الانتباه، والتشجيع، والتعليمات التي تعطى للأهل والأولاد. والأهل العازبون، والغيرالمتزوجين لا حاجة لهم الى عائلة موسّعة، ولا ينعمون بقدر كبير من العطف، ولا يظهرون رغبة كبيرة في اللجؤ الى هذه العائلة الموسّعة عند الحاجة. وتأخّر الحياة العائلية الموسّعة يظهر انهيار الحياة المشتركة المتماسكة من مثل ما يبديه الأجداد، والخالات، والأعمام، من اهتمام بمستقبل العائلة. وهذا يجمع أفراد هذه العائلات، ويشكّل مجموعة تبادر الى المساعدة، واظهار الألفة، والمحبة.عنما تترسّخ العائلة الموسّعة في العائلة القائمة على الزواج الطبيعي، فانها تشدّد على علاقات والتزامات تنفتح على هبة حياة جديدة. وهذا يختلف عن التوسيع العائلى الى صيغ غير تقليدية تقوم على علاقات خارج الزواج، أو على وسائل منع الايلاد. ان قوام الوطن يتوقّف على العائلة التي يؤلّف مجموعها كل وطن. .فاذا تماسكت تماسك، واذا تفككت تفكك. وان ما نشهده في هذه الأيام من بلبلة وغموض في الرؤيا، لعله يعود الى اهتزاز العائلة اللبنانية، التي تباعد، في حالات كثيرة، بعض أفرادها عن بعضهم. والوطن هو العائلة الكبرى.

فاذا تباعد بعض أبنائه عن بعضهم لغايات ومآرب لا تخفى على أحد، فتكون النتيجة مزيدا من الخراب والدمار. وما من أحد يجهل في هذا الوطن كم نحن في أمسّ الحاجة الى طيّ صفحة الماضي البغيض، ومواجهة الأوضاع المستجدّة بجدّية، وشبك الأيدي، واتخاذ الوسائل الناجعة للعمل على انهاض الوطن من كبوته، والحدّ من هجرة الشباب الذي هو أمل الغد ومستقبل الوطن، وهي هجرة لا ندري ما اذا كان سيعقبها عودة.وما من أحد يمكنه أن يتنصّل من المسؤولية، وبخاصة الذين رفعتهم ثقة الشعب الى مقام المسؤولية.

 

الكتيبة الفرنسية سيرت دورية مؤللة على طريق عديسة مقابل مستعمرة مسكفعام

وطنية - 8/10/2006 (امن) افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في النبطية علي داود ان الكتيبة الفرنسية العاملة في اطار اليونيفيل سيرت دورية مؤللة على طريق عديسة مقابل مستعمرة مسكفعام الاسرائيلية، واقامت حاجزا على الطريق لبعض الوقت.

 

المفتي الجوزو: هناك مؤامرة ضد الهوية العربية تسهم فيها ايران بتغذية الغرائز المذهبية ليكون لها النفوذ الاكبر في المنطقة

وطنية - 8/10/2006 (سياسة) أكد مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو "كلنا مع الصديق الشيخ نعيم قاسم في محاربة المشروع الاميركي في المنطقة شرط ان نبدأ من حيث يجب ان نبدأ, ان نبدأ من العراق حيث يتعرض هذا البلد العربي للابادة على يد تحالف شيطاني اميركي فارسي. يريد طمس الهوية العربية واحلال الهوية الفارسية مكانها عبر اثارة الفتنة المذهبية التي تعتمد منهج القتل وقطع الرؤوس والتعذيب لتحقيق اغراضها, وهكذا تلتقي المصالح الايرانية, رغم مظاهر الخداع السياسي حول تخصيب اليورانيوم النووي". وقال: "لم يرتفع صوت واحد في لبنان يندد بالجرائم الوحشية التي ترتكب ضد عرب "الانبار" بل سمعنا من يندد بالتكفيريين فقط, ويتجاهل ما يفعله العدو الاميركي والجار الفارسي؟ وما يقوم به العملاء من ترجمة لهذه السياسة؟ لقد تحول جيش المهدي وقوات بدر الى قوتين ضد الهوية العربية, وانزلق الاثنان في ارتكاب المجازر اليومية كما غرقت بغداد, وبلاد الرافدين بالدماء على يد قوات الامن التي تشارك فرق الموت في اداء مهمتها؟ من هنا فان هناك مؤامرة ضد الهوية العربية في المنطقة تسهم فيها للاسف الشديد ايران, تعمل على تغذية الغرائز المذهبية والطائفية ليكون لها النفوذ الاكبر في المنطقة, تستطيع بواسطتها ان تقاسم اميركا المنافع والحصول على مكاسب عند المفاوضات بين اميركا وايران". أضاف: "نحن في لبنان نحول الصغائر الى كبائر ونحول الكبائر الى صغائر, فالحرص على قيام المحكمة الدولية عبر الامم المتحدة يتحول الى عمالة لاميركا, بينما يترك العملاء الحقيقيون يسرحون ويمرحون وينفذون المخطط الاميركي في المنطقة ولا نقول لهم كلمة واحدة. ونحن نتحالف مع من كان يجول على اعتاب الكونغرس الاميركي والمخابرات الاميركية لاستصدار القرار 1559 الذي ينص على خروج السوريين من لبنان ونزع سلاح "حزب الله", ويصبح بطلا قوميا وشريفا نبيلا لتحقيق اهدافنا الكيدية, ونمد يدنا لمن التصقوا التصاقا مباشرا بالعدو الاميركي ولا نخجل ثم نتهم الناس الشرفاء بان لديهم مشروعا اميركيا. من الذي يخدم المشروع الاميركي في المنطقة, الحرب التي جاءت بقوات الامم المتحدة واسرائيل الى الجنوب او الحكومة اللبنانية؟".

 

 التحرير افتتح مؤتمره السنوي في طرابلس تحت عنوان : "الاسلام والغرب ـ اندثار امبراطورية وعودة خلافة "

وطنية- 8/10/2006(سياسة) افتتح حزب التحرير- ولاية لبنان مؤتمره السنوي الاول في معرض رشيد كرامي الدولي تحت عنوان:" الاسلام والغرب- اندثار امبراطورية وعودة الخلافة". بحضور الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بالدكتور عبد الاله ميقاتي، النائب محمد عبد اللطيف كبارة، الوزير السابق جان عبيد ممثلا بالدكتور اياد عبيد، المسؤول السياسي لحزب الله في الشمال محمد صالح، المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الشمال عزام الايوبي، ر ئيس حركة التوحيد الاسلامي الشيخ بلال شعبان وحشد من المثقفين والسياسيين وانصار الحزب . بعد تلاوة من آيات الذكر الحكيم للشيخ خالد سيف ,القى مسؤول المكتب الاعلامي لحزب التحرير في لبنان أيمن القادري كلمة اعتبر فيها ان اللاعبين في حقل السياسة في لبنان دخلوا الحياة العامة فأفسدوها، وهم يعملون حسب قواعد اللعبة التي وضعها الغرب لهم فلا يغردون خارج سايكس - بيكو، ولا يكفرون بخط لارسن الازرق ، ولا يذهبون الى أبعد من المطالبة بتنفيذ القرارات الدولية الصادرة في شأن لبنان وحتى ان جهروا بنقد القرار 1559، لا رفضه فانهم يخففون من عبارات القرار، او يجتهدون في تأويلها حتى لا يقال انهم خرجوا عن الشرعة الدولية، وقال:" لا يمكن ان تنال من العدو وانت تقبع في الخندق الذي يحدده لك . وعرض القادري للتجربة التي مر بها لبنان منذ 12 تموز حتى بلوغ القرار 1701 وما اثبتت به الوقائع العسكرية من هشاشة للعقيدة القتالية في جيش يهود ، معتبرا ان ثمة امورا عديدة ولدت هذه الهزيمة الميدانية اهمها عقيدة المقاتل الذي تجعله يقبل على الموت تواقا لملاقاة ربه ، ناهيك عن قرارات الحكام المرتهنة واجهزة الامن العربية بوسائل تنصتها التي لم تكن حاضرة في ارض المعركة حتى تؤدي دورها المعهود في اعطاء الاوامر الخيانية، وتسليم ما تملكه من معلومات الى "الاسياد" حتى يظلوا هم "الاسياد". وتابع:" ان القرار 1701 اعطى اسرائيل عبر الاحتيال السياسي ما عجزت عن تحقيقه عسكريا فكان خيانة سافرة لدماء الشهداء الزكية . ورأى ان الحل لمشكلة لبنان هو باعادته الى ما كان عليه قبل عام 1920 جزءا لا يتجزأ من بلاد المسلمين فينعم هو وسائر بلاد المسلمين باستقرار الدولة الكبرى وهذا هو مشروع الخلافة . وختم القادري بدعوة اللبنانيين مسلمين وغير مسلمين الى ان يفهموا ان الاقتتال الداخلي لا يحصد ثماره الا الاجنبي ففي نظام الاسلام لا وجود للنعرات الطائفية ف(لا اكراه في الدين) هذا ما أثبته التاريخ حين طبقت نظم الاسلام تطبيقا سليما فالدولة الاسلامية تنظر الى جميع رعاياها نظرة واحدة على قاعدة :" لهم مالنا من الانصاف ، وعليهم ما علينا من الانتصاف " وهذا هو مشروع الخلافة .

 

 

النائب سعد: بيان المطارنة ضربة قاسية للذين يخططون للانقلاب على الحكومة

وطنية - 8/10/2006 (سياسة) رأى عضو اللقاء الديموقراطي النائب انطوان سعد خلال استقباله وفودا شعبية في دارته في راشيا، ان بيان المطارنة الموارنة الاخير شكل ضربة قاسية للذين يرسمون ويخططون للانقلاب على الحكومة وعلى مؤسسات الدولة في لبنان، وقال للساعين الى تعطيل المحكمة الدولية:" ان اهمية البيان الوطني هو بتأكيد وترسيخ وحرص بكركي وسيدها على استقلال لبنان وسيادته وتعميم الوحدة الوطنية". واعتبر "ان المطالبين باسقاط الحكومة هم دمى يحركها حاكم دمشق وريف دمشق لخلق التوتر في البلد وتعميم الفوضى وادخاله في الفراغ السياسي والامني ". ونوه النائب سعد بالدور الكبير للرئيس نبيه بري الذي يريد من خلاله تحصين لبنان وبناء الدولة العادلة لا دولة العصابات ودويلات الجزر الامنية وترسانات الاسلحة العقائدية التي لا تنتمي الى الدولة والى مشروعها، وهذه الطروحات تنسجم مع طروحات الرئيس فؤاد السنيورة التي تؤكد الوحدة الوطنية لبناء الدولة الحقيقية وانعاشها وتعمير ما هدمته الايادي السود". وختم :"ان المراهنين على عودة الوصاية السورية الى لبنان وخصوصا البقاع، فليخيطوا بغير هذه المسلة، فالسوريون خرجوا من لبنان من دون عودة، ونحن نريد علاقات ودية مع الشعب السوري وعلاقات صحية وصحيحة من دولة الى دولة بفتح سفارات في لبنان وسوريا. ونحن لا نريد التدخل في الشؤون السورية كما لا نريد التدخل السوري في شؤوننا الداخلية

 

النائب الحاج حسن: "حزب الله" مصر على حكومة وحدة تعيد التوازن وتمنع التفرد

وطنية- 8/10/2006 (سياسة) اعتبر عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب حسين الحاج حسن خلال افطار "هيئة دعم المقاومة" في مدرسة الامام المهدي في بلدة شمسطار ان "المنطقة ستعيش في المرحلة المقبلة صراعا كبيرا بسبب المشروع الاميركي المسمى بالشرق الاوسط الجديد المبني على مرحلتين، الاولى التقسيم والتفتيت والفيدرالية واعادة رسم خريطة المنطقة والكيانات على اسس عرقية او طائفية او مذهبية ويشمل كل دول المنطقة بما فيها تلك المنبطحة امام الاميركيين، والثانية تهجير مزيد من فلسطينيي ال 48 و67 وتوطينهم في الدول العربية المجاورة او الأبعد نسبيا وتحويل اسرائيل الى دولة يهودية صرف". ورأى ان "الانقسام في المنطقة وفي لبنان هو انقسام حقيقي بين مشروعين، الاول مشروع اميركي والثاني مشروع المقاومة والممانعة، ونحن نفخر باننا في حلف مع سورية وايران وحماس في مقاومة المشروع الاميركي، اما الذين يفتخرون بعلاقاتهم مع الاميركيين فكيف يستفيدون من الدعم الاميركي من اجل مصلحة لبنان وجزء من خطته في التوطين في لبنان". واكد النائب حسن "إصرار حزب الله على موضوع حكومة الوحدة الوطنية لانها تعيد التوازن الى السلطة والى القرار السياسي في البلد وتمنع الهيمنة والاستئثار والتفرد وتسمح بتمثيل كل فئات المجتمع التي لديها قواعد تمثيلية واضحة وحقيقية وتصحيح الخلل السياسي في السلطة التنفيذية واعتماد قاعدة الحوار في الحكومة، ولا مانع اذا كان الحوار خارج الحكومة"، واعتبر ان "حكومة وحدة وطنية من دون قواعد سياسية امر غير ممكن".

وسأل: "هل تريد جماعة 14 شباط حكومة وحدة وطنية فعلا ام انهم لا يستطيعون القبول بها بناء على طلب السيد الاميركي. ان الاميركي لا يريد حكومة وحدة وطنية في لبنان وفلسطين بل يريد تمزيقها، والذي يرفض هذا الامر يستجيب للمطالب الاميركية والذي يقبل بهذه الحكومة يتصدى للمشروع الاميركي، ونحن نستطيع ان نتصدى له بمزيد من الوحدة وليس بمزيد من الشرخ والتباعد". وحذر من ان "عدم تحقيق حكومة وحدة لبنان يعني ان هناك استحقاقات سياسية واقتصادية ودستورية فهل نواجهها ونحن متفرقون ام موحدون؟"، مؤكدا ضرورة "مد أيدينا للحوار وصولا الى حكومة وحدة وطنية في اسرع وقت".

 

النائب المقداد: يجب وضع حد للقوى الماضية في المشروع الصهيو-اميركي

 وطنية - 8/10/2006 (سياسة) أكد عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب الدكتور علي المقداد انه "بعد ان بلغ الوضع في البلاد حدا لا يمكن فيه السكوت، لم يعد جائزا التعامل مع قوى الأكثرية الوهمية على اساس الاحتضان والدعوة الى التغاضي عن الاساءات المتكررة تحت عنوان البعد والهرب من الفتنة، وبات واجبا على كل المخلصين وضع النقاط على الحروف بعد أن اصرت هذه القوى على المضي في مشروعها المتناغم مع المشروع الصهيو-اميركي". وخلال حفل الافطار التكريمي الذي نظمته "هيئة دعم المقاومة الاسلامية" في رياق قال: "ان قوى الاكثرية مصرة على ان تعلن فشل المقاومة وهزيمتها في مواجهة العدوان"، مضيفا ان "امام هذه القوى احد خيارين اما ان يعودوا الى رشدهم وينخرطوا في مشروع الوطن العزيز السيد المستقل ضمن حكومة اتحاد وطني تريد صيانة الواقع السياسي بالشكل الذي يحفظ الوحدة الوطنية، او ان يستمروا في نهجهم ويعلنوا بصراحة ولاءهم للمحور الاميركي-الاسرائيلي ونتصرف معهم على هذا الاساس"، منتقدا من "يلوذ بحضن عوكر ويتعامل مع جمهور المقاومة بهذا الاستخفاف وهذا أمر مرفوض وسيعود عليهم غدا بعواقب وخيمة من قبل الشعب اللبناني العظيم الذي يفهم جيدا ويفكر بحرية حين يقرر انه سيقهر المحتل ولن يصبح ابدا مطواعا لمن يفكر عنه ويضيع خطابه". وختم بالدعوة الى الرشدالآن لان ذلك أفضل بكثير من ان يلفظنا التاريخ وترمينا الجغرافيا في مزابل التاريخ".

 

الشيخ نور الدين:مهمة القوات الدولية محدودة وليست لنزع سلاح المقاومة

وطنية - 8/10/2006 (سياسة) اعتبر عضو المجلس السياسي ل"حزب الله" الشيخ خضر نور الدين ان "مجيء قوات اليونيفيل الى جنوب لبنان هي لمؤازرة ومساعدة الجيش اللبناني وحماية الناس من اي اعتداء اسرائيلي على لبنان ، هذه القوات مهمتها محدودة كما جاء في القرارات الدولية وليس كما يقول البعض في لبنان ان هذه القوات جاءت لنزع سلاح المقاومة". كلام الشيخ نورالدين جاء خلال حفل افطار اقامته "الانشطة النسائية" في هيئة دعم المقاومة الاسلامية في بلدة جباع في اقليم التفاح. وقال: "نحن مطمئنون ان هؤلاء ومن ورائهم لا يستطيعوا فعل اي شيء، ومن يعيش الخوف والقلق على هذه المقاومة وعلى سلاحها من اهلنا نقول ، ان هذا السلاح ولو اجتمع الاسرائيلي ومن معه في العالم لا يستطيع نزعه منا وليس كما ظن البعض في لبنان ان المقاومة انتهت ، نقول له لقد خاب ظنك لان المقاومة اصبحت اقوى بكثير مما كانت عليه من قبل".

 

هل رفيق الحريري أهم من لبنان؟ 

 أكرم علّيق - رأي حر - 2006 / 10 / 8

 هذا عنوان لمقال عجيب يوحي من خلاله الكاتب بالبراءة والغيرة على لبنان..يريد فيصل القاسم في مقاله ان يقول لنا ان لبنان لا يكون مهماً إلا بالتطنيش عن جريمة اغتيال الرئيس الحريري...

كيف لا ولبنان صار خبيراً بالتطنيش في ظل شعارات القومية وعروبة هذا الزمن...يشير الكاتب السوري في مقاله إلى ان ما فعلته إسرائيل مؤخراً في لبنان يستدعي غض النظر عن الجريمة...

لا بل هو يتبرع بإرشادنا إلى ان الكثير من المجرمين موجودون في وزارة الدفاع الإسرائيلية! ولأن لبنان اهم من الجميع نقول للكاتب الفصيح انه في غياب او تغييب المجرمين عن اغتيال الرئيس الحريري ..لا أهمية للبنان...في ظل استمرار شبح الموت فوق رؤوس كل الأحرار في لبنان .. لا مستقبل للبنان ...ما يتجاهله الكاتب السوري هذا ان رفيق الحريري ليس مواطناً من جزر القمر...

وما لا يعيره هذا اي اهتمام أن رفيق الحريري لم يقتل بسبب خلاف على افضلية المرور!ما لايعرفه كاتب المقال الأصفر هذا ان رفيق الحريري هو حلم لبنان...بقتله... ارادوا قتل الأمل فينا...

ويريدنا الكاتب السوري هذا ان نعيش بلا أمل !ولأنه ليس معتاداً على الحرية..ينصحنا الكاتب بغض النظر عن الجريمة تحت طائلة الشبهة بالعمالة!!!أهمية لبنان - في نظر القاسم وأمثاله من الأتباع- تكمن بالبقاء فريسة للفاشية وللمافيا تحت شعارات القومية والعداء لإسرائيل...ولكأن عداءنا لإسرائيل بحاجة لشهادة الكاتب السوري ومن وراءه...يتلطى هؤلاء بالمقاومة لبث السموم وزرع الخراب في وطن الحرية...اما الجولان... فما زال يحلم بدمنا .. لتحريره !

 

 مرجع مقرّب من صفير وضع مسودة بين يدي عون وجعجع والجميل وفرنجية: لا مانع من حكومة اتحاد وطني شرط ان تقرّ الحالية المحكمة الدولية

 لماذا لا يرضى عون بأن ترعى بكركي مؤتمرا مسيحياً يحمي المسيحيين؟

 فادي عيد –الديار-  هل يعيد التاريخ نفسه بين البطريركية المارونية والنائب ميشال عون كما حصل في العام ‏‏1989 - 1990، حيث وصلت العلاقة بينهما يومها الى مرحلة دفعت البطريرك الى مغادرة بكركي الى مقره الصيفي في الديمان، واستقبله الوزير السابق سليمان فرنجية. هل يعيد التاريخ نفسه ولو بصور مختلفة اليوم؟ معلومات وثيقة الصلة بالبطريركية المارونية تؤكد ان لا مانع لدى البطريرك من تشكيل حكومة تضم عون وحلفاءه، وتهيء للانتخابات الرئاسية في تشرين 2007، ولكن بشرط ان تتشكل هذه الحكومة بعد إقرار قانون المحكمة ذات الطابع الدولي من قبل لبنان. وتتابع المعلومات ‏ان البطريرك صفير يعتبر إقرار المحكمة الدولية ضرورة من ضرورات حماية الامن والسيادة ‏الوطنيين، كما يعتبر كذلك ان حسن النية يثبت اذا ما انتظرت المعارضة الى ما بعد اقرار ‏المحكمة لتحمل على الحكومة وتطالب بإسقاطها. وقد فنّدت المعلومات الوثيقة الصلة بالبطريركية المارونية ثلاث نقاط تتدرج من خلالها موافقة البطريرك صفير على تعديل وزاري:

1- إقرار الحكومة الحالية للمحكمة ذات الطابع الدولي.

2- استقالة الحكومة الحالية.

3- تشكيل حكومة اقطاب تكون بمثابة حكومة انتقالية تهيء لإنتخابات رئاسية «نظيفة»، وتساهم في انتقال لبنان نهائيا من زمن الوصاية الى زمن الحرية والاستقلال.

وعليه ذكرّت مراجع سياسية قريبة من بكركي ان مطلب حكومة الوحدة الوطنية كان منذ ‏اتفاق الطائف مطلب البطريركية، لكن الداعين اليه اليوم من حلفاء العماد وسليمان فرنجية والحزب السوري القومي الاجتماعي من جهة اخرى، هم انفسهم، تضيف المراجع، الذين ‏اخلّوا بموازين القوى حين استفادوا من الوجود السوري لمنع وجود هكذا حكومة، وتمادوا الى ‏حدود عدم الاستجابة لرغبة بكركي طيلة خمسة عشر عاماً.

كذلك ردّت المراجع نفسها على ما ذكره العماد عون اول من امس حول ان بكركي «آحادية ‏الأذن» معتبرة ان لا شيء يجب ان يسمح بإعادة عقارب الساعة الى الوراء، ولو بإعتداء سلمي على البطريركية وسيدها هذه المرة. وسألت في الاطار نفسه لماذا لا يرضى العماد عون بأن ترعى بكركي مؤتمرا مسيحيا يخرج بقاعدة عمل مشتركة تحمي المسيحيين من «غدرات الزمان»، فالوضع الاقليمي دقيق، والوضع المحلي أدق وهو مرشح بخضات لا تحمد عقابها، ولا يجوز ان يكون ‏الشارع عرضة لهكذا تجاذبات تسهل الاشتعال والتوتر.

ووضعت المراجع هذه برسم العماد عون والدكتور سمير جعجع والرئيس امين الجميل والوزير ‏السابق سليمان فرنجية هذه المسودة، علها تكون موضع نقاش مسيحي - مسيحي منتج وقوامها مثلث هذه نقاطه:

أ- الطلب من القوى السياسية المسيحية الاساسية تقديم اقتراح خطي للبطريركية يكون اساسه قاعدة العمل المشتركة بين هذه القوى. ويقدم الى أمانة سر البطريركية المارونية خلال عشرة ايام كحد اقصى.

ب- الاتفاق على اسم او ثلاثة اسماء لرئيس جمهورية يكون موضع اجماع وطني ولو بحده الادنى، وتسلم الى البطريرك شخصيا.

د- عقد ثلاث جلسات مغلقة على التوالي في بكركي للخروج بتسوية تكون موضع قبول من المسيحيين واساسا للعمل الوطني المشترك مع باقي اللبنانيين.

واهم من كل ذلك ختمت المراجع هو الخروج بإتفاق ضمانته البطريركية وعــماده مـنع ‏اســتعمال الشارع نهائيا وتحت اي ظرف كان قد يؤدي الى تصادم الشبيبة بعضــها مع  البـعض، فيؤدي بالتالي الى مزيد من النزف والهجرة التي لا عون ولا جعجع ولا الجميل ولا فرنجية ولا سواهم تمكنوا حتى الساعة من طرح فكرة معالجة لها. كيف بالحــري

 

ابن شاه إيران يؤكد : ما حدث في لبنان هزيمة لنظام الملالي 

واشنطن - خاص بالقناة  : 8/10/2006 

  طالب السياسي الإيراني رضا بهلوى نجل شاه إيران بمواجهة ما أسماه (امتدادات) النظام الإيراني فى لبنان والعراق وأفغانستان والسودان، مؤكدا أن ما حدث فى لبنان هو تدمير لهذا البلد وهزيمة لنظام الملالى فى طهران. وأوضح بهلوى ، في تصريحات خاصة للقناة ، أن هناك إمكانية تغيير النظام الملالى دون استخدام القوة العسكرية وذلك عن طريق دعم القوى الديمقراطية فى إيران، وتمكينها من تطوير وسائل الاتصالات فضلاً عن الدعم اللوجستى والمالى. وأكد أن مثل هذا الدعم سيؤدى إلى قيام الإيرانيين بحملة عصيان مدنى واضطرابات لشل الحياة فى إيران. ولم يجزم بهلوى باستخدام النظام الحاكم فى طهران السلاح النووى لقمع أية ثورة شعبية ضده، لكنه أكد أن هذا النظام مستعد لقتل وقمع الآلاف من الإيرانيين لإبقاء سيطرته على الحكم. وأكد بهلوى أن نظام الملالى الإيرانى لا يحاول لفت الانتباه عنه بل يحاول البقاء على قيد الحياة . ولهذا يحاول قدر جهده الإبقاء على الغليان والمواجهات في منطقة الشرق الأوسط . مشيراً إلى أن النظام الإيراني لن يجنى أي ثمار من الحلول السلمية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ولهذا يحتاج حكام طهران لتأجيج هذه المواجهات ودعم وتمويل وتسليح المجموعات الراديكالية المتواجدة فى الساحة لسنوات عديدة والتى تقوم بعمليات إرهابية. ولهذا يجب أولاً التصدي لهذه المجموعات التي يدعمها النظام الإيراني. وقال بهلوى أنه يجب ألا ننسى أن ثمن مغامرات هذا النظام أدى إلى بروز التوتر والمواجهات بين الشيعة والسنة. وهذا أمر يجب ألا نقبله ، موضحاً أن ما حدث فى لبنان كان هزيمة للنظام الإيرانى وتدميرًا للبنان كما اعترف بذلك حسن نصرالله.ولهذا يجب مواجهة امتدادات النظام الإيرانى فى أفغانستان أو السودان أو لبنان أو العراق. أما الخطة الاستراتيجية الثانية فهى وضع ضغوط ضد النظام الإيرانى ولقد رأينا أن الدبلوماسية معه قد استهلكت وبدأ العالم يفقد صبره مع البرنامج النووى الإيرانى.

وأشار إلى أن العالم قدم الكثير للنظام الإيرانى.. الكثير من الوقت ليتقيد بمطالب الأمم المتحدة المبنية على تقارير وكالة الطاقة الذرية الدولية.. وكان النظام دائما يستخدم تكتيك شراء الوقت. ولهذا بعد انكشاف هذا التكتيك فإنه يجب معاقبة نظام الملالى الذى يرفض التقيد بمطالب المجتمع الدولى. وقال : أتكلم عن العقوبات ضد النظام الإيرانى فإننى دائما أرى أن العقوبات يجب أن تكون ذكية وموجهة ضد مصالح النظام السياسية والاقتصادية إضافة إلى ممثليه.. أى معاقبة النظام ورجالاته دون معاقبة الشعب الإيرانى. ويتم ذلك مثلا عبر تجميد حسابات النظام ورجالاته والحد من نقل الأموال والسفر للمسؤولين. وأكد نجل شاه إيران الراحل أن الشعب الإيرانى يطالب بتغيير النظام ويحتاج إلى دعم دولى لتحقيق ذلك. مشدداً على أن هناك قلقاً في أوساط الإيرانيين أن يحاول المجتمع الدولى فقط تحييد النظام وإبقاء الوضع كما هو عليه. وأعرب عن أمله أن يكون المجتمع الدولى قد توصل إلى قناعة بأن الحل الأفضل لكل المشاكل هو اختفاء هذا النظام.

واختتم بهلوي تصريحاته بتأكيده أنه يمكن تغيير نظام الملالى بدون القوة العسكرية وذلك عن طريق دعم القوى الديمقراطية فى إيران وتمكينهم من تطوير وسائل الاتصالات والدعم اللوجستيكى والمالى. ودعا إلى حملات عصيان مدنى ضد النظام. موضحاً أن إضراب سائقى الباصات سيوقف الحياة فى طهران.. وأنه يمكن القيام بالعديد من الإضرابات والعصيان المدنى إذا تم دعم الشعب المشارك بالمال ليصمد.

 

 

 

ماذا عن ضرائب وأعباء (تكسر ظهور) اللبنانيين?

كتب المحلل السياسي: الأنوار

إنتبهوا! البلد ليس بألف خير، شرارةٌ واحدة تُشعله.

إنتبهوا! اللعب بالنار يجعلها تُحرِق كلَّ شيء.

إنتبهوا! ناقوس الخطر يدق في كل مكان.

إنتبهوا! مصير البلد على كف عفاريت.

هذا ليس تخويفاً ولا هو تهويل، إنه حقيقة مكلفة جداً جداً جداً لن يدفع أحدٌ تكاليفها سوى هذا الشعب الصابر المتحمِّل كلَّ أنواع القهر والعذاب والضرائب والجبايات.

بماذا تُلهون الناس?

لا نقرأ سوى ما يلي:

(تتجِّه الأنظار الى (...) لمعرفة ما سيقوله في خطابه أو مهرجانه أو مؤتمره الصحافي)، هل هذا ما يجب على الشعب أن ينتظره?

أليس على لائحة الإنتظار سوى الكلام?

والإستحقاقات الأخرى مَن يتحمَّلها عن الناس?

فاتورة الهاتف إستحقاق.

فاتورة الكهرباء إستحقاق.

الضرائب بكل أنواعها وأكلافها إستحقاق. القيمة المضافة وغير المضافة إستحقاق.

الذين يوجِّهون (العزائم) والدعوات للناس ليحضروا هذا المهرجان أو ذاك، أو هذا الإحتفال أو ذاك، لماذا لا يدعونهم للتشاور معهم في كيفية ترتيب أوضاع الضرائب الباهظة التي (تتحفنا بها) الحكومة ووزارة المالية دون رحمة? كفى الناس عنتريات كلامية وتهويلات خطابية، الناس يريدون أن يسمعوا أشياء أخرى من الكلام، يريدون حلولاً لمشاكلهم وليس كلاماً متوتراً وموتوراً يزيد مشاكلهم، وإذا لم يكن لدى المسؤولين والسياسيين ما يقدمونه لمعالجة المشاكل فليتحلوا بنعمة الصمت. ان مسؤولية ما، تقع على الناس بمقدار ما تقع على السياسيين والمسؤولين، فلماذا مثلاً لا يقاطع الناس كلَّ ما من شأنه أن يُلهيهم عن قضاياهم الاساسية? ماذا يستفيدون من الخطب الرنانة والطنانة? هل تشرح لهم كيف يجدولون ضرائبهم وكيف يُسهِّلون أمورهم الحياتية والمعيشية? ما يجري اليوم في بلادنا هو نوع من السباق الذي لا طائل منه والذي لا يؤدي الى شيء. أثناء الحرب هناك الصمود، وبعد الحرب هناك الإعمار وإعادة ترتيب الحاضر والمستقبل، وهذه المهمة الصعبة جداً لا يمكن أن تنجح تحت وطأة الضجيج والصراخ، هي تستلزم هدوءاً واستقراراً لا يتوافر في ظل كل هذه الجلبة. رجاءً، إرحموا الناس، ودعوهم يفتشون عن رزقهم، وأسمعوهم ما يعالج مشاكلهم لا مشاكلكم السياسية التي ستبقى من دون معالجة، وبدل أن تتلهوا بالإستطلاعات عن شعبيتكم، لماذا لا تُكلِّفوا مراكز الإحصاء والدراسات لتحديد حجم الضرائب على عاتق الناس كخطوة لا بد منها لمعرفة كيف سيواجهون هذه المعضلات التي نخشى أن نقول ان لا معالجة لها.

 

 

قادة الأسد العسكريون والأمنيون يبيعون ممتلكاتهم في دمشق

 السياسة - 2006 / 10 / 8

 علمت »السياسة« من مصادرها الموثوقة ان كبار الضباط والمسؤولين السوريين المقربين من الرئيس بشار الاسد بدأوا في بيع ممتلكاتهم من بيوت وعقارات في احياء وضواحي دمشق الراقية خصوصا في مناطق المالكي والمزة والديماس. وعزت المصادر لجوء هؤلاء المسؤولين الى »التخلص« من ممتلكاتهم ليقينهم ان التغيير آت لا محالة وان انهيار النظام وشيك.

والمعروف ان معظم قياديي الجيش واجهزة الاستخبارات والمناصب الوزارية الحساسة يتبوأها ابناء الطائفة العلوية واقرباء الاسد. من جانب آخر نقل موقع »الكادر« الاخباري الالكتروني الناطق باسم الحزب الشيوعي العراقي عن مصادره في العاصمة السورية ان عناصر من »فرق الموت« التابعة للميليشيات الشيعية العراقية وصلوا دمشق لشن حملة اغتيالات وتصفيات في صفوف كبار ضباط الجيش العراقي المنحل اللاجئين في سورية وكشفت المصادر ان الاستخبارات الايرانية زودت عناصر »فرق الموت« بقوائم واسماء الضباط المطلوب تصفيتهم.

 

 

جنبلاط: لحود «مأمور» النظام السوري.. ولبنان لن يستعيد قراره إلا برحيله

 دعوة حزب الله لحكومة وحدة وطنية ستؤدي إلى فراغ حكومي

الشرق الاوسط - 2006 / 10 / 8  ثائر عباس

حذر رئيس اللقاء الديمقراطي اللبناني النائب وليد جنبلاط من ان لبنان «على ابواب فراغ حكومي» نتيجة اصرار حزب الله على المطالبة بحكومة اتحاد وطني، منبها الى ان هذا الفراغ «يذهب بانتصار المقاومة في الجنوب سدى»، داعيا الى تجنب اسقاط الحكومة في الشارع «لأنهم سيعجزون عن تأليف حكومة من دون ثقة الغالبية النيابية وهذا قد يدخل البلاد في المجهول». واعتبر ان طرح السيد حسن نصر الله لحكومة وحدة وطنية «مخالف لما سبق ان ذكره اثناء الحرب عندما حيا جهود الحكومة المشتركة مع الرئيس بري والتي اوصلت البلاد الى القرار 1701 ورفضت ان يكون تحت البند السابع. وجزم بضرورة رحيل الرئيس اميل لحود «لأنه لن يكون للبنان الحد الادنى من القرار طالما بقي في بعبدا مأمور للنظام السوري ولـ(الرئيس السوري) بشار الاسد».

واعتبر جنبلاط ان مطلب حكومة الوحدة الوطنية هدفه «اطاحة المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري» لانه في ضوء نتائج التحقيق الدولي «هناك مصير النظام السوري لا اكثر ولا اقل».

 

خيار بين الحوار والشمشونية

علي حماده -النهار

زيارة الرئيس نبيه بري للمملكة العربية السعودية اكثر من ضرورة لانها قد تفتح الباب امام المساعي لإزالة الاحتقانات على الساحة السياسية اللبنانية التي باتت تهدد الواقع اللبناني برمته. فالحرب التي استدرج اليها لبنان من دون ارادته أصابت البنيان الوطني بتصدعات كبيرة وخطرة حتى صارت وحدة لبنان مطروحة فعلياً على بساط البحث بما يتعدى "همروجة" إسقاط الحكومة. ونعيد التاريخ والتجربة اللبنانيان انه حين ينشب خلاف عميق بعمق الخلاف على قضايا مصيرية بحجم السلاح المملوك من فئة، او صلاحية شن الحروب باسم لبنان كله، فإن ما من قوة محلية، وإن مدججة بسلاح يقارع اسرائيل نفسها، يمكنها ان تفرض على التنوع اللبناني واقعا يرفضه بقوة. من هذا المنطلق يبقى الحفاظ على شيء من الوحدة ومن التسويات المعقولة بندا مطروحا بقوة على الطاولة اللبنانية. وهذه مسألة ينبغي ان يدركها الجميع. والرئيس بري الرجل الذي قاتل عندما كان القتال مفروضا عليه وعلى الآخرين، وتصرف كرجل دولة وتسوية بامتياز لما انتهت مرحلة الاحتكام الى السلاح او الى الشغب في الشارع، يعرف اليوم ان العودة بالبلاد الى أوضاع شبيهة بتلك التي نشأت خلال الحرب اللبنانية السيئة الذكر فات اوانها، ويعرف ايضاً ان اللبنانيين، بمن فيهم المنتمون الى تنظيمات "اسبارطية"، متعبون اكثر من غيرهم في هذه البلاد. وان من يتحرك في الفضاء السياسي الداخلي محمولا بقوة "الجهوزية العسكرية" غير الظاهرة مبدئيا، يمكن أي مغامرة داخلية يقوم بها ان تجر الوبال على لبنان برمته. اذاً ان الاحتكام الى الشارع والتهويل الضمني بالشغب هما مثل "صندوقة باندورا" تخرج منها مفاجآت كثيرة وغير سارة ايضا.

الرئيس بري الذاهب الى السعودية، يعرف ايضا صعوبة واقعه الطائفي، وحتى التحالفي مبدئيا مع الجار المُتعب والمؤذي. المصدّر للأرهاب في كل اتجاه بما في ذلك في اتجاه حلفاء له؟ لذا رأيناه "يمشي بين حبات المطر" في اصعب التمارين السياسية التي يمكن ان تواجه مسؤولا مقيما في السياسة فوق "شق قاري" إقليمي – داخلي يتهدد البنيان الوطني بأخطار جمة. هنا التسوية تصبح واجبة بين قوى كبرى في البلاد على افتراض انها كلها تنشد منع لبنان من الانزلاق الى ما هو اشد وادهى، والى ما هو اخطر، والى ما كان "لبننة" سابقا او "عرقنة" لاحقاً!

بناء على ما تقدم، واذا كانت التسوية هي الباب الوحيد الأقل كلفة لحسم الخلافات أو أقله لإدخالها الثلاجة لمنح هذا الوطن فرصة لالتقاط انفاسه، فينبغي على الجميع العودة في سرعة الى طاولة الحوار الوطني بحس انساني ومسؤولية وطنية، وبحرص على تجنّب "الآتي الاعظم". اما جدول الاعمال فلا يحتاج الى اضافات تذكر في الوقت الحالي. فمن العودة الى تأكيد ما جرى الاتفاق عليه من بنود تتعلق أولا بالتحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والمحكمة الدولية، الى البنود المتعلقة بالعلاقات مع "الجار المتعب" والتعامل معها هذه المرة بجدية، وخصوصا من جانب من يقيمون علاقة تحالفية مع النظام السوري، الى موضوع رئاسة الجمهورية التي جرى الافتراق حولها من دون التوصل الى حل يصحح الشواذ القائم فيها، واخيرا الموضوع الذي يعرف "حزب الله" انه لن يمكنه بعد الحرب التي ورط فيها لبنان في تموز ان يتجنب وضعه على الطاولة بمسؤولية وبعجالة. هذا خيار الحوار المنطقي اليوم، واطاره موجود كما ان أناسه موجودون. اما الخيار الآخر الذي يطرح على "المنابر الهائجة" فسيكون خيارا "شمشونيا" بمعنى ان "القوة الخارقة" لن تمنع سقوط الهيكل على رؤوس الجميع بمن فيهم "شمشون" نفسه!

 

نقد لخطاب ميشال عون

"أذناب المسيحيين" لو حكوا

نسيم ضاهر - النهار

يعود النقاش مع شخصية بحجم العماد عون، صاحب التكتل النيابي العريض وزعيم "التيار الوطني الحر"، الى نظرائه من اللاعبين السياسيين. وبالقطع تستدعي المبارزة الديموقراطية من ناقده أن يكون من عياره أو يقترب منه، ويحظى بأهلية ربط النزاع وصفة الخصومة التي أرادها العماد عنواناً لمشاغلته ومطالبته برحيل الحكومة التي فقدت كل رصيد لديه.

لذلك، يقتصر تفنيدنا على بنية الخطاب العوني وخلفياته "الفكرية" وألفاظه، أي المتاح من مساحة يفردها النظام الديموقراطي ويستحقها المواطن حيال العاملين في الشأن العام، وصنَّاع السياسة منهم وأبرزهم بامتياز. لكل خطاب لغة، ولكل لغة غلافها النظري إذا جاز القول. ومن مطلع الحديث/ الحوار المنشور في "النهار" (الاحد 3 ايلول 2006)، يفاجئ العماد عون القارئ بتبنيه الكامل لقراءة غيبية من صلب منظومة فكرية، يصعب فهم علاقته النَسَبية والتراثية والوجدانية بها. فدليل العماد لنيات إيران السلمية في المسألة النووية حاسم، مرتكزه أنَّ "ثمة فتوى من السيد علي خامنئي بتحريم السلاح النووي، وإيران تعد بأنها ستتقيد... فأين المخالفة في ذلك؟". ويسترسل على المنوال نفسه لجهة نفي عدوان إسرائيلي مستقبلاً "لأنَّ ما دمَّروه دُمِّر، ولم يُبنَ مجدداً، إذاً الوجع سيكون أقل، فماذا سيفعلون؟". على هذه المقدمات، يشحذ العماد عون أسلحته واعداً الرئيس فؤاد السنيورة "بأربعة أنواع من المسلات كنوع من الهدية". وفي سياق مجمل الحديث، يتعمد السخرية الممزوجة بالبديهيات المطلقة في عرفه، فيزخر متن النص بالمصطلحات والإشارات "الحربجية"، ترد تباعاً كطلقات رشاش:

"فاجأنا الرئيس السنيورة بتحوُّله من الرجل الباكي إلى الرجل الشرس... ولا أعرف ما هي الفيتامينات التي تناولها كي يصبح قبضاياً". ويستطرد: "أصلاً الحكومة لم تخرط في دماغنا وهي تمثل ثلث اللبنانيين". وفي معرض إعداد الجيش، يجزم: "نحن نريد الجيش، و"حزب الله" يريده، ولكن الدولة هي الوحيدة التي لا تريده... المطلوب جيش قتال... هم يكذبون. "حزب الله" يريد الجيش ودخول الدولة، ولكن لا دولة حتى يدخل إليها".

الحكومة، في نظر العماد، ليست مخطئة، بل متواطئة في العدوان. يمرر العماد التهمة عبر حركة التفافية استناداً إلى "فوكس نيوز" التي نقلت تصريح المندوب الأميركي في مجلس الأمن، جون بولتون (وكلاهما أي "فوكس نيوز" وبولتون صاحبا سمعة موصوفة) القائل "إننا صنعنا القرار 1701 مع الحكومتين الإسرائيلية واللبنانية"، ويمضي مسجلاً "إنَّ الأرض كانت أقوى من المفاوض اللبناني. هنا نشعر بأنَّ ثمة ركاكة أو تواطؤاً، وأرجِّح أنه تواطؤ".

لكن العماد لا يطلعنا على كيفية صنع القرار الدولي الناجعة من زاويته والسبيل إليه دون مشاركة الحكومتين المعنيتين، إنما يندد بشروطه المجحفة لأنَّ الأرض (أي الوقائع الميدانية) كانت أقوى من المفاوض اللبناني. الواضح هنا، أن العماد عون يتحدث بلسان العسكري المجرب، ويعيب على المفاوض اللبناني تنازله المذل قياساً بقوة الأرض الواردة ضبابياً بلا تفصيل أو معطيات ملموسة.

بيد أنَّ جوابه على السؤال اللاحق يرفع كل لبس عن مقولته، موضحاً "لقد خلَّصت (الحكومة) الجيش الإسرائيلي من الإرباك الذي وقع فيه على الأرض. ألم نسمع ماذا حدث للمظليين الذين أنزلوهم وأبقوهم يومين من دون طعام، في أماكن معزولة؟".

والحقيقة أن للعماد معلومات دقيقة وأمنية وردت بالسمع والتواتر يشاركه فيها رئيس الجمهورية دون سواه، مفادها أنَّ الجيش الإسرائيلي كان بأسوأ حال على أبواب صدور القرار الدولي (العماد تحدث عن إرباك، والرئيس عن ولولة إسرائيلية وطلب ملح لوقف النار). والمفارقة معرفة العماد - الإلهية حتماً - بأن المظليين الإسرائيليين (قوات النخبة) بقوا يومين بدون طعام في أماكن معزولة. فكيف يأتي الخبر اليقين عن صوم المظليين القسري إذا كانوا فعلاً في مناطق معزولة؟

ما لم يفصح عنه العماد عون، مصدر وسير عمليات، سبقه وفضحه تصريح للعماد الرئيس لحود أدلى به لمحطة تلفزة أجنبية كاشفاً أن القوات الإسرائيلية أنقذت من ورطة عميقة في الأيام الأخيرة، واستجدت وقف النار، لأنَّها كانت مطوقة، أي على وشك السقوط والاستسلام باللغة العسكرية الفصيحة.

آخ من القرار الدولي ومن بشاعة واضعيه. فلولاه، ولولا المتآمرون علينا في الداخل والخارج، لصنعنا العجائب بشهادة عمادين. لا يذهب العماد عون إلى رفضه صراحة جملة وتفصيلاً، بل يكتفي بطعنات غمز ولمزـ لأن المقصود إسقاطه ليس القرار ـ والعماد مدرك في أعماقه لخطورة السير في مصادمته إلى النهاية ـ بل الحكومة المتخاذلة "الغائبة عن الحرب... والتي كانت وسيطاً فحسب" برمزها الأول، وخاصة بأعوانها من المسيحيين.

إليكم أوصافهم: "أذناب المسيحيين في 14 آذار هم الذين تحدثوا" عن المطالبة بالتغيير الحكومي (نورد ذلك بالإذن من الرئيس السوري). "أذناب تيار المستقبل المسيحيين يتطلعون إلى السياسة الضيقة". خطابهم "خطاب زعران الشارع والميليشيا. هؤلاء يكذبون... مواقفي صلبة في وجه 14 شباط ومن وراءهم ، الموقف المسيحي لا يوضع على جدول الرواتب".

كيف نزن هذه العينات أو بالأحرى أين نصنفها من محفظة السجال السياسي ومصرف الأهداف؟ للإجابة: يجدر التنقيب والبحث عن مسكنات وملطفات لتقويم هذه الرشقات المتوترة. أهذا نصيب من لا يطاوع العماد من المسيحيين، لأنهم "أناس لم يعرفوا في حياتهم الحياة الديموقراطية"، أو هذا درس لتصويب سلوكهم وتلقينهم على الأصول؟ ومن أين أتى العماد بمعلوماته عن "كذبهم واحتيالهم لأنهم يريدون أن يكونوا أبطالاً وهم الذين كانوا وعدوا الأميركيين سابقاً بأنهم سيسلمونهم سلاح "حزب الله"؟" هل يسقط العماد عليهم أبوة القرار 1559، وهو العليم بأمره دون منافسة؟

الظاهر عكس ذلك، لولبي المنطق، مدهش النتائج: "سقط مفعول القرار 1559 من خلال الانتخابات النيابية التي أتت بمجلس لا يقدر على إسقاط رئيس الجمهورية". ويضيف العماد "إطلاقاً هذا الموضوع ليس للبحث". هذا بالضبط، نموذج التناقض البنّاء بعينه، لأن الجنرال عون يتنصل من القرار 1559 ويدَّعي الوصاية على تنفيذ مندرجاته والتحكم بمصيره. والصحيح أن المجلس قادر على حسم مفاعيل التمديد وتقصير ولاية رئيس الجمهورية، لولا رفض كتلة التغيير الانضمام لتوفير أكثرية موصوفة تفي بالنص الدستوري. لذلك فإنَّ الموضوع ليس للبحث.

للأمس القريب ظلَّ العماد عون مصراً على أن ما يجمعه بـ"حزب الله" سقفه "التفاهم". وخلال فترة الحرب العداونية على لبنان، رفض صراحة الذهاب أبعد من ذلك، ورحَّل مجمل الموضوع بأناقة وحياء، رافضاً استدراجه إلى خانة التحالف. اليوم، يبدو جلياً أن وصف الحليف بات ضيِّقاً وقاصراً عن تعريف ماهية العلاقة التي تجاوزت مفهوم التحالف بوضوح، تعززها ذاكرة العماد عن مجريات ما قبل الحرب، ومبادرات "التيار الوطني" الراهنة، واشتراكه المادي بتوزيع المال الحلال الطاهر النقي.

ويمكن وصف الطرح العوني راهناً بما يشبه الاندماج العضوي، أقله سياسياً وفكرياً وعملانياً مع "حزب الله"، هذا يشيد بحكمة العماد ويؤازر صفته التمثيلية العريضة للمسيحيين وطموحه المشرع من على الشاشات والمنابر (بمساهمة وحماسة من رموز حقبة الوصاية السورية، مشفوعين باستطلاعات رأي موثقة!)، وذاك يضرب صفحاً من ماضي التقويمات المتبادلة (الموثّقة أيضاً والمسحوبة من التداول)، ويكشف مستور الأخصام اللدودين ليطيح الحكومة ويعلن وفاة الدولة توطئة لانبلاج فجر الدولة القادرة المقتدرة من عدم، ينفخ فيها "حزب الله" روح المقاومة ويسهر على سدتها أقوى المسيحيين، العلماني في وجه المذهبية السنيَّة دون سواها، "مالك" ثلث الأصوات بمواجهة ورثة الإقطاع الجنبلاطي، والخصم العنيد للغرب المتفسخ الشرير.

يقول العماد: "لا شيء صالحاً، كل شيء تعطل، لأنه لم يكن هناك حوار بل لغة عدائية. دخلوا على موضوع سلاح "حزب الله" بلغة عدائية واتهامية... مع أن الحزب لم يخطف أي إنسان وتاريخه يشهد على ذلك". ويضيف - إزاء ورقة تفاهم مسيحية محتملة - : "أنا لا أعترف بهم. ولا أريد التعامل معهم. لا أريد أن أتعاطى ومن لديه نيات سيئة وليس لديه المستوى الأخلاقي والفهم السياسي...". ويصل إلى بيت القصيد جازماً: "هم يكذبون. "حزب الله" يريد الجيش ودخول الدولة. ولكن لا دولة حتى يدخل إليها".

هكذا، يتكلم العماد بنبرة الواثق بشهادة التاريخ وبلا حرج، لأن الدولة، من منظاره، قيد الدرس والصناعة، تبدأ معه وتترسخ بدخول "حزب الله" إليها، شريطة رفس تجار الهيكل الفريسيين الكذابين. ويلاحظ أن العماد يخرج "حزب الله" من الدولة، وهو الشريك الفاعل في مؤسساتها، ليدخله مجدداً في نعيم الدولة الموعودة برفقته حصراً، ولربما بجوار ممثلي اللقاءات السائرة على هدي الزمجرة السورية ووقعها. وإنقاذاً لهذه الرؤية الاستشرافية، يدغدغ العماد مشاعر "حزب الله" لناحية الحرص على أمنه، جاعلاً من هذا التدبير محور الحل وخاتمة الحديث ومفصل التاريخ وعصب الدولة وعلَّة وجودها. فجواباً على السؤال المحدد: أين يكمن الحل؟ ينبري العماد مشدداً "أي عقل يقبل بنزع السلاح قبل أن يغطي أمن الحزب؟ (بالمناسبة، من قال عكس ذلك؟) هذا أمر لم تضمنه الدولة، (أين سمح لها بذلك وكيف؟) ولا قدرة لديها عليه". وينهي بحكم مسموم تخويني صارخ: "لو أن الدولة الحالية كانت مسؤولة، لكانت إسرائيل حققت ما أرادته".

هكذا يمر بناء الدولة على أجساد الخونة، بشحطة قلم، وتُرفع المسؤولية عن كاهل "حزب الله" في الحرب والسلم، وتلقى "الأكثرية المسروقة" لتكتوي بنار الجحيم. بعدئذٍ، فقط بعدئذ، يعم الخير والجمال وتستوي العدالة على قوس التاريخ. أخيراً، ولكي توزع السهام بالقسطاس على مستحقيها، يخص العماد الرئيس السنيورة بلفتة إلغائية هي بمثابة طعنة قاتلة تخرجه نهائياً من الوطن، بموجب الأحكام العرفية الميدانية. التهمة الموجهة إلى السنيورة بالغة السوء والخطورة، إذ إنه يحظى بشرعية دولية غير مستساغة من العماد، فبئس مصير غاصب السلطة، مدعي الصفة والرجولة المدعو فؤاد السنيورة. "وليحكم إذاً عندهم وليس عندنا. فليعطوه ولاية في الولايات المتحدة أو منطقة في فرنسا يحكم فيها". بتعبير أوضح، فليرحل خادم الأجنبي وصنيعته، فنحن هنا والغد لنا، نحن أهل الحل والربط، ودوننا الفناء. أبشروا يا قوم. عاش لبنان.

 

زعماء لبنان .. ليتهم يتقون

المستقبل - الاحد 8 تشرين الأول 2006 - الأب ميشال سبع(*)

غريب أمر القادة في لبنان، فهم يتكلمون بلغة بلدان العالم الثالث الفاقدة الديموقراطية في الوقت الذي يتغنون هم بالديموقراطية ويطالبون بالحفاظ عليها، وهم اصلاً مدينون لها لأن لولاها لأفنى بعضهم بعضاً.فجميعهم ودون استثناء لأحد، يتكلم كل واحد منهم باسم اللبنانيين جميعاً وكل في خطاباته يقول "اللبنانيون يريدون كذا، اللبنانيون يرفضون كذا، اللبنانيون يطالبون بكذا".

بأي حق يتكلمون عن كل اللبنانيين وهم يناقضون بعضهم بعضاً لدرجة يتساءل سامعوهم خارج لبنان؟ "اليس غريباً ان يريد اللبنانيون الشيء ونقيضه في ذات الوقت؟" إنهم ـ أي القادة ـ يشوهون صورة اللبنانيين أمام العالم ويخربون وجهه الحضاري.الصحيح والمنطقي ان يقول كل منهم: "إن جماعتي أو حزبي أو ـ اذا تجرأ ـ طائفتي تريد كذا او ترفض كذا": رغم انه حتى هذا الكلام فيه بعض التجني على البعض الذي يرفض، الا أنه على الأقل لا يتكلم بلغة النظام الآحادي أو الديكتاتوري. في النظام الديموقراطي ـ ولبنان يعتز بهذا وهو الوحيد في المنطقة كلها ـ يمثل النواب الشعب وبالتالي فيفترض في آلية العمل الديموقراطي ان يلجأ النائب الى جماعته التي انتخبته ليتشاور معها وكون هذا مستحيلاً لأسباب عدة عملية، فقد يجمع المخاتير ورؤساء البلديات مثلاً في منطقته الانتخابية ليستشيرهم او يضعهم في الأجواء وقد يطعّم ذلك ببعض رجال الدين ما دام نظامنا ـ مع الأسف ـ قائماً على التوازنات المذهبية والطائفية. ومن ثم ينقل النائب ذلك الى مجلس النواب حيث يعلن موقفه باسم المجموعة من الشعب اللبناني التي يمثلها. ان تخوين النواب بعضهم لبعض والطعن في شرعية تمثيلهم لبعضهم البعض يجعل المواطن يكفر بديموقراطيته، فهل القادة يريدون تخريب النظام الديموقراطي حقاً؟ واذا كانوا كذلك فهذا يعني ان كل واحد فيهم يعتبر نفسه الديكتاتور المحتمل، ويا ليتهم يفهمون ـ اذا لم يفهموا ويستوعبوا بعد ـ ان اللبناني نشأ على الحرية، الديموقراطية في دمه والاعتراض طبع فيه وتربى عليه، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فأي عملية قمع من أية فئة كانت تجاه الفئات الأخرى عملية مستحيلة تؤدي حكماً الى الاقتتال والحرب الأهلية من جديد.

وأيضاً، ومن ناحية ثالثة، ألا يعي زعماء لبنان ان تشهيرهم ببعض وخلافاتهم التي فيها تخوين وتجريح تنعكس على الأجواء الجامعية والمدرسية والنقابية والمهنية وحتى الشارعية، وهذا يعني اضطراب وخوف وعيش رغبة الرحيل والمهاجرة، اهكذا يبني الزعماء الوطن وهكذا يبرهنون عن اخلاصهم ووفائهم للوطن؟ممارسة الديموقراطية تبدأ من فوق، لأنه عبثاً نربي الأجيال على احترام آراء الآخرين ما دام الذين يتمثلون بهم لا يحترمون بعضهم ولا يقبلون بعضهم بعضاً، وما معنى كتاب التربية المدنية، ألم يعد كذباً ونفاقاً؟ وأي وطن نقدمه للتلامذة وأية قوانين نعلمهم أن يحترموها؟

يمكن أن يكون مقبولاً ان تقدم الحكومة مشروعاً لقضية انمائية أو مناطقية أو مرحلية وأن يكون هناك من يعارض هذا المشروع وتنفيذه لكن ان تكون الثوابت الوطنية هي المطعون فيها أصلاً فنحن في نقطة الصفر وفي الغاء الوطن. متى يتعود الزعماء ان يميزوا بين الوطن ـ الدولة وبين الدولة ـ الحكومة؟ متى يتعود الزعماء ان يميزوا بين تثبيت اساسات الديموقراطية وبين نسفها من خلال تبيان عقمها وفسادها؟ اما حان لنا ان ننضج في ادبياتنا السياسية وفي انتاجات الفكر السياسي؟ العالم العربي يتطلع الينا والعالم الثالث يحسدنا على ديموقراطيتنا وعيشنا. أفلا يحق لنا ان نبرهن عن ذاتنا حقاً بأننا أهل وذات استحقاق لهذه النظرة الينا؟ ليس المطلوب ان يتفق الزعماء فيما بينهم، فقد تبين ان اتفاقاتهم كذب ورياء ومداهنة واستكانة حتى التمكن. لكن المطلوب الحد الأدنى من الاخلاقيات السياسية وأدبيات التعاطي على مستوى الزعامة الوطنية. ان عدم انتاج زعماء وطنيين دليل لا على عقم رحم الوطن بل دليل ان هؤلاء هم حقاً من يمثلون اللبنانيين، كل في مكانه وزمانه، في منطقته وطائفته، لا أحد يزيل أحداً، ولا احد يلغي احداً، فليتكلموا باحترام ليكونوا قدوة صالحة لأبنائهم، ابناء هذا الوطن، ولتبقى الديموقراطية رصيد لبنان الأول قائمة حية، فخر لبنان السياسي.

أخيراً، كل ما نقوله يعرفه الزعماء السياسيون، وكل يعتبر أن هذا الكلام ليس موجهاً له بل للآخرين، ألا ليتهم جميعاً يصدقون ان هذا الكلام ينطبق عليهم جميعاً دون استثناء ولتكن لديهم الجرأة كي يبدأوا بأنفسهم، ومن لا يمكنه ان يربي نفسه ويروض نفسه وهو الزعيم فلا يطلبن من غيره واتباع غيره ان يكون الفضيل والأفضل. ألا ليتهم يتقون؟

(*) أستاذ في الاعلام

 

الرئيس كرامي جدد المطالبة بتشكيل حكومة وحدة وطنية تعالج الأوضاع: لم نطلب إسقاط حكومة السنيورة ولكن هناك قوى تملك تمثيلا يجب أن تشارك ارتضينا الديموقراطية التوافقية ولولا سلاح المقاومة لاجتاحتنا إسرائيل

وطنية- المنية- 8/10/2006 (سياسة) أبدى الرئيس عمر كرامي خشيته من التطورات على مستقبل البلد، مجددا مطالبته "بتشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى القيام بالمهام الصعبة وتعمل على معالجة الوضع في لبنان وخصوصا بعد الحرب الاسرائيلية المدمرة". كلام الرئيس كرامي جاء خلال مأدبة افطار أقامها رئيس "المركز الوطني" كمال الخير في دارته في بلدة المنية في حضور ممثل الوزير فرنجية رفلي دياب، نجلي الرئيس كرامي وشقيقه معن، ممثل الامين العام ل"حزب الله" محمد صالح، الوزير السابق سامي منقارة، النواب السابقين زهير العبيدي ووجيه البعريني وخالد ضاهر، ممثل "التيار الوطني الحر" في الشمال اسماعيل علوش، الشيخ بلال شعبان، مصطفى ملص وحشد من المشايخ ورؤساء البلديات ومخاتير ووجهاء المنطقة والجوار.

بداية أشار الخير الى معاناة منطقة المنية والحرمان الذي يلفها حياتيا واجتماعيا، مؤكدا دعم مسيرة الاصلاح التي يقودها الرئيس كرامي وحلفاؤه. الرئيس كرامي ثم ألقى الرئيس كرامي كلمة قال فيها: "نلتقي واياكم اليوم بدعوة كريمة من الاستاذ كمال الخير ونلتقي بأهل هذه المنطقة العزيزين على قلوبنا وفي هذه الظروف الصعبة التي يعيشها كل اللبنانيين إذ نجد التساؤلات والقلق اينما ذهبنا وحللنا. فبعد الحرب المدمرة والأليمة التي استعملت فيها اسرائيل كل وسائل التدمير الحديثة الاميركية الممنوعة دوليا من اجل تركيع هذا الشعب وفرض شروط اسرائيل عليه ومن اجل شرق اوسط جديد يضم دويلات ضعيفة مفككة تخضع للهيمنة السياسية والاقتصادية والدينية والعسكرية الاسرائيلية.

في لبنان انقسام كبير وهناك قسم كبير من الشعب اللبناني عاش على مبادىء دينية ملتزم لها وعاش في ظل مبادىء قومية ناضل من اجلها ودفع ارواحا ودماء عزيزة ذكية وطاهرة. هذا الشعب لا يمكن مهما كانت الصعوبات ومهما كانت الظروف ان يخضع للهيمنة الاجنبية وان يستسلم لما تريده القوة الاجنبية واسرائيل. لقد كانت هذه الحرب التي استمرت 33 يوما نموذجا لما يختزنه هذا الشعب من الشجاعة والبطولة وكان مدعاة فخر واعتزاز من كل قومي عربي وطني على امتداد الوطن العربي واعجاب كل احرار العالم، وهذا النصر تجسد بعجز اسرائيل من تحقيق اي من اهدافها. المعارك التي خاضها المقاومون هي اليوم مجال دراسة في كل مراكزالابحاث الاستراتيجية في العالم وهناك فئة من الشعب اللبناني لا تريد ان تصدق اننا انتصرنا ولا يزال عندنا كرامة وطنية نفتديها بالارواح، ولا نزال مع الاسف الشديد نرى كيف أن الاساطيل تتدفق على شواطئنا، هذه الأساطيل لن تخيفنا كما لم تخيفنا طائراتهم وقنابلهم الذكية. لقد عشنا وتربينا على الثوابت الوطنية ونحن ملتزمون لها مهما كانت الصعوبات ومهما كانت التضحيات والضغوطات والتهويل. طريقنا واضح نحن طلاب الاستقلال وبناته، نحن طلاب الحرية والمدافعون الحقيقيون عن استقلال لبنان وسيادته".

اضاف: "أمام الظروف الصعبة التي يعيشها كل اللبنانيين وامام هذا الانقسام والخطاب السياسي المتشنج والحملات الاعلاميةالموجهة، نجد أن الرأي العام منقسم على نفسه وخائف على المستقبل والمصير. نحن ندرك حجم المخاطر. كل القيادات السياسية أعلنت خوفها من المستقبل القريب والبعيد ولكن لا نجد بان احدا يندفع او يدعم. من هنا اخذنا المبادرة بصفتنا رؤساء حكومة سابقين واصدرنا مذكرة تفاهم وقعناها جميعا بحكمة العقل والضمير لاننا على يقين بان لبنان لا يمكن ان يحكم او يعيش بالتصرف. لقد ارتضينا الديموقراطية الوفاقية. هذه الديموقراطية لا يمكن ان تكون انتقائية بمعنى اننا نستعملها في بعض القضايا والظروف والمناسبات والتنكر لها في مناسبات اخرى، وهذا هوالذي يخلق التشنج. نحن ركزنا في مذكرة التفاهم على امرين اساسيين هما بقاء سلاح المقاومة ما دامت اسرائيل تحتل ارضا من لبنان وما دام هناك اسرى في سجونها، وعندما تنتهي هذه الاسباب ينتهي دور سلاح المقاومة. ماذا نرى اليوم في ظل وجود الاعداد الكبيرة المسلحة من القوة الدولية؟ نرى ونسمع أن اسرائيل تقدمت عند الشريط الحدودي عن الخط الأزرق، فعندما رسم هذا الخط بعد التحرير جرت معركة ديبلوماسية كبيرة لان اسرائيل كانت تريد ان تاخذ 18 مليون متر مربع من الاراضي اللبنانية، وللتاريخ نقولها بان صلابة موقف رئيس الجمهورية العماد اميل لحود الذي سهر مع وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت حتى ساعات الفجر الأولى فشلت في تليين موقفه من دون جدوى، فرضخ الجميع ورسم الخط الازرق وكانت غاية اسرائيل هي نقل الخط من الوديان الى التلال واليوم نجد انها عادت تاخذ ال18 مليون متر وهذا ما طالب به الرئيس السنيورة اليوم من الامين العام للامم المتحدة للتأكد من ذلك. وكما يعلم الجميع، إسرائيل تستولي على قرية الغجر تسرق قسم كبير من مياه الوزاني.

هذه هي اسرائيل ولولا سلاح المقاومة لاجتاحتنا برا وبحرا وجوا واجتاحت كرامتنا وحقوقنا واستقلالنا وسيادتنا". وتابع: "ارتضينا الديموقراطية وملتزمون لها، وانطلاقا من ذلك طالبنا بحكومة وحدة وطنية فقامت القيامة وانتصبت اللافتات، ما هذا الكفر الذي اقترفناه. ان هذا البلد لا يعيش الا بالديموقراطية التوافقية. نحن لم نطلب ان تسقط حكومة الرئيس السنيورة ولم نطلب عزل اي فئة لها تمثيل في لبنان. هناك قوى سياسية تملك تمثيلا شعبيا ورسميا يجب ان تشارك في هذه الحكومة وخصوصا بعد هذه الحرب المدمرة وهذه المشاكل الكبيرة التي يواجهها لبنان على أكثر من صعيد والتي لا تستطيع هذه الحكومة ان تواجهها بشكلها الحالي والدليل على ذلك عدم معالجتها اي من المشاكل، بل كانت حكومة تصريف اعمال بسبب عدم مشاركة الفرقاء السياسيين، وهذا هو السبب الاساسي لتوتير الاجواء. الحكومة لا تستطيع إعداد موازنة ولا أي تشكيلات في اي مؤسسة من المؤسسات وينسب لها بان الانتصار الكبير في ما حققه لبنان في هذه المعركة يعود اليها نتيجة نضالها الديبلوماسي الذي حقق انسحاب اسرائيل. ان النصر الديبلوماسي وكل العمل السياسي ما كان ليحقق اي شيء لولا صمود ابطال المقاومة في الجنوب ولا يخدعنا احد. هذا هو الواقع وما دام احد لا يقر بذلك فسيبقى التوتر قائم والله يستر". وتابع: "انا مندهش من الهيئات الدينية التي لا نأخذ عليها شيئا ولا نطلب منها الا تتدخل في السياسة. لها رأيها ونحترمه ولكن لطالما رفعنا الصوت ونبهنا وقلنا وضميرنا مرتاح ونكرر بأن على هذه الهيئات الدينية ان تأخذ الموقف الذي يجمع ولا يفرق، الموقف الذي يؤمن الامان للبنان لا الموقف الذي يشرذم اللبنانيين ويدفعهم الى الاقتتال الداخلي. نحن خائفون على مستقبل لبنان، وها هي افواج الهجرة والوضع الاقتصادي والمالي والاجتماعي يتدهور يوما بعد يوم والناس في ضائقة كبيرة. نسمع بالتبرعات فأين هي؟ نسمع منذ أعوام وأعوام بمؤتمرات دولية من اجل المساعدة فنتفاءل وتذهب الوعود ادراج الرياح ويبلغ الدين العام 40 مليار وتتفاقم الازمة وتعاد الحكاية من جديد. وقد سمعت ان عددا من الدول بطأ عملية اعادة الاعمار بسبب الاجواء الداخلية المتوترة والوضع العملي على الارض يؤكد هذا الكلام

 

النائب سعد:السلطة الحاكمة تتغذى من الطائفية والمذهبية والفساد ونريد دولة قادرة على حماية الوطن والشعب والاستقلال كما فعلت المقاومة

وطنية- 8/10/2006(سياسة) دعا رئيس "التنظيم الشعبي الناصري" النائب اسامة سعد، الى سلطة لبنانية ممهورة بارادة شعبية لبنانية ولا نريد سلطة ممهورة بالوصايا الاميركية الغربية، وقال "ان السلطة الحاكمة تتغذى من الطائفية والمذهبية والفساد وهي غير مؤتمنة على مستقبل لبنان"، داعيا "الشباب اللبناني الى تصويب المسار وخلق معادلة سياسية وطنية ديموقراطية من اجل تغيير حقيقي يستند الى مصالح الاغلبية الساحقة من الشعب اللبناني والى أجندة وطنية لا اميركية او غربية. كلام النائب سعد جاء خلال سحور رمضاني في صيدا القديمة , اقامه تكريما للمتطوعين الصيداويين الذين شاركوا في مخيمات تطوعية للمساهمة في اعادة اعمار بعض القرى التي هدمها العدوان الاسرائيلي ، بحضور رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري، رئيس بلدية شقرا طلعت هادي، المسؤول السياسي لحزب الله في الجنوب الشيخ حسن عز الدين، عضو المكتب السياسي لحركة امل بسام الكجك ، مسؤول الحزب الديموقراطي الشعبي غسان عبدو والزميل ابراهيم الامين وحشد من الفعاليات الاجتماعية والنقابية. النائب سعد ذكر في كلمته "بدور مدينة صيدا الوطني والعربي- منذ ان هب شبابها في الثلاثينيات من القرن الماضي- لمواجهة الاستيطان الصهيوني، ومباركا خطوة شبابها بالامس عندما تجاوزوا المنطق الانهزامي الطائفي المذهبي المناطقي، وذهبوا الى اهلهم في قرى الجنوب لتأكيد المعركة الوطنية التي خاضتها المقاومة وشعبنا الصامدن ولكي نقول نحن وهؤلاء الشباب اننا مستمرون على عهد المدينة والنضال من اجل الحرية والكرامة الوطنية وان صيدا لن تغب عن المعارك الوطنية في مواجهة الاحتلال والاستبداد والظلم والقهر السياسي والاجتماعي" . اضاف النائب سعد في كلمته "ان السلطة الحاكمة تزور الحقائق وتحول النصر الى هزيمة ولا بد لنا من مواجهة المحاولات السياسية والانهزامية، لاننا نريد دولة قادرة عادلة تحمي الوطن والشعب والاستقلال، كما فعلت المقاومة وتحملت واجبها ومسؤولياتها في مواجهة العدوان، ولا نريد النموذج الذي شهدناه خلال العدوان وبعده، او ذاك المشهد الذي رأيناه في ثكنة مرجعيون، وكذلك رأيناه عندما تعرضت قوى الامن للمحتجين قرب المطار، فقط نريد دولة تدافع عن حق الاغلبية الساحقة والفقراء والمظلومين، دولة تؤمن العدالة الاجتماعية والصحة والتعليم والعمل وتوفر العيش الكريم ". ورد النائب سعد على رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري بالقول:"عروبتنا هي العروبة التقدمية النهضوية الجامعة التي تبني الكرامة، وليس العروبة التي تنصاع للارادات الاميركية والاسرائيلية والاجنبية والانهزامية المستسلمة التي تتآمر على المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق" محذرا من "اخذ لبنان والحاقه بالنظام الرجعي العربي الانهزامي المولد للازمات والفتن الدموية الطائفية والمذهبية". وكانت كلمة للشيخ عز الدين اعتبر فيها "ان الانقسام الراهن ليس طائفيا او مذهبيا انما هو انقسام سياسي بامتياز"، مؤكدا على "ضرورة بقاء سلاح المقاومة ورفض الاملاءات على لبنان"، وقال "ان الحكومة الحالية لا تليق بطموحات وامان الشعب اللبناني وتضحيات المقاومين لذلك وجب تغييرها وتأليف حكومة اتحاد وطني تحمي البلد".

 

إلى الموارنة وقادتهم

بقلم جوزف قصيفي

"الموارنة ملح لبنان، فحذار أن يفسد الملح".

كثيرة هي الأخطاء التي ارتكبها هؤلاء في حق أنفسهم ووطنهم في السابق. واكثر منها ما يرتكبونه اليوم وكأن تراجع دورهم الوطني، وتقلص انتشارهم، وضمورهم الديموغرافي، وتواصل هجرة ابنائهم، ونضوب طاقاتهم الابداعية والانتاجية لا يعنيهم، بقدر ما يستهويهم هذا التسابق المحموم الحاد الى التناحر في ما بينهم والتفنن في استنباط الوسائل التي تمكن فريقا منهم من تسجيل اهداف ونقاط في مرمى الآخر: ولو على حساب وحدة الصف التي ينبغي ان تتوافر في حدودها الدنيا في أزمنة الجد حيث تتقرر المصائر وتتحدد الخيارات.

فلا يمكن للموارنة أن يحاسبوا الآخرين قبل محاسبة انفسهم، وهم الذين ولوا لبنان، وتسلموا مقاليد الحكم فيه محصنين بدستور منح رئيس الجمهورية منذ عام 1943 حتى قانون تعديله في 21 – 9 – 1990، صلاحيات مطلقة غير مقيدة.

لست في صدد تسطير مضبطة اتهام في حق القادة والسياسيين الموارنة. فالتاريخ وحده يحكم والاجيال المقبلة لن ترحم عندما يتعين عليها تقويم نتائج ما خلفته سياسات هؤلاء، وهي بعيدة عن موطن الآباء والاجداد حيث اختارت بناء مستقبلها في المغتربات التي سبقها اليها من نبت به ارضه، ارتجت عليه فسحة الحرية، وضاقت أمامه سبل العيش في أيام العثمانيين وفي حقب مختلفة من تاريخ لبنان الحديث، ولا سيما مع بدء الحرب عليه.

لم يعد الموارنة ممثلين لأنفسهم ومسؤولين عنها فحسب، بل هم مسؤولون عن الحالة المسيحية في لبنان برمتها وممثلون لها. وربما تتجاوز حدود مسؤوليتهم وتمثيلهم هذا الوطن الصغير لتطاول الحالة المسيحية في الشرق. فهل يجوز للقيمين عليهم الارتكاز على ثقافة الالغاء والمواجهة داخل الطائفة والعمل على حفر الخنادق وتعميمها بدل الاجتهاد لبناء جسور التواصل في ما بينهم، تمهيداً للعودة من جديد الى متابعة رسالة السلف الصالح في خدمة لبنان الواحد والعيش المشترك وارتياد المستقبل بروح خلاقة وعقل مولد وانفتاح رحب.

وما يؤسف له ان القادة والسياسيين الموارنة منشغلون عما حولهم بادارة معاركهم الداخلية بكفاية عالية ولو أدى ذلك ببعضهم الى اتباع المثل العاصي "نكاية بجاري احرق شروالي"، في سلوكهم العام. ممّا يدل على تأصل النزعة التدميرية الذاتية والعبثية في الذهنيات والنفوس. وفي كل يوم يطالعنا مثل يؤكد صحة وجود هذه النزعة غير المبررة ولو حاول من حاول الباسها لبوس التنافس الديموقراطي. فشتّان ما بين الديموقراطية والتصميم غير القابل للتفسير على الغاء الآخر في بلد تشكل التعددية احد مبررات وجوده.

وقبل أن ترتفع الاصوات، من هنا أو هناك، آخذة على هذه الطائفة او تلك استئثارها بالقرار الوطني ونجاحها في وضع اليد على مقدرات الدولة، وتحديد الخيارات الاساسية، هل سأل الموارنة مرة: من الذي سهّل "استيطاء حيطهم"؟ ومن الذي تنازل عن دوره؟ ومقابل ماذا؟ ومن الذي أساء استخدام صلاحياته سابقا ومن قبل – ولو بالممارسة خلافا لمنطوق النص – أن تجيّر صلاحيات مجلس الوزراء لتصبح في يد رئيس الحكومة؟ وما هو الثمن؟ ومن هو الذي استدرج الى لعبة "الترويكا" وعلى حساب من؟ حبذا لو أن المساءلة تفيد، والمحاسبة تجدي. ففي لبنان والمجتمع المسيحي تحديدا لا مكان للمساءلة والمحاسبة. فالمواقع تتبدل، والادوار تلتبس. "فخائن – اليوم قد يصبح "بطل" الغد. و"الجلاد" ينقلب الى "ضحيّة"، و"المرتكب" الى "نزيه" بامتياز، والعكس صحيح.

هذا ما درجت عليه الحياة السياسية في هذا البلد. فالمشهد نفسه يتكرر بصور مختلفة وصيغ مبتكرة وتسميات جدية، وعلى نحو غير معهود الا في لبنان "العجائبي" الذي لم يعرف الاستقرار سبيلا اليه بسبب البلبلة "التي حكمت على ابنائه بأن يتحدثوا بألسنة كثيرة تجعل عملية "التفهم والتفاهم" متعذرة بل عسيرة.

رحم الله السفير الايطالي السابق في لبنان انطونيو مانشيني الذي اختار ان يسلم الروح في وطن الارز في عز احتدام "حرب الالغاء". لقد ابدع في وصف لبنان بحالاته الشتى عندما قال:

"Dans ce pays, l'invraisemblable est toujours vraisemblable".

اي ما ترجمته: "في هذا البلد غالبا ما تكون الامور غير القابلة للتصديق، قابلة للتصديق".

فهل يأمل الموارنة اليوم استعادة دورهم، والمثول في المعادلة الوطنية بعدما افل نجمهم، وبطل ان يكونوا الركيزة الاساس في صوغ المستقبل وتسديد البوصلة اللبنانية في الاتجاه الذي يحمي بلدهم ويضمن حضورهم الفاعل ويصون مصالحهم الحيوية؟ وماذا اعدوا لذلك سوى السجالات والتحديات المفضية الى احباط الشباب ودفعهم الى الهجرة الحتمية والمساهة في شيخوخة مجتمعهم.

عذرا. والف عذر. فانا من المؤمنين بوحدة لبنان، ومن القائلين بوجوب بناء الدولة المدنية التي تحرر الوطن والانسان من المذهبية والطائفية وتدفع الى قيام حالة وطنية جامعة ترتكز على مروحة من القواسم المشتركة. لكن ما العمل في الوقت الذي تغرق فيه البلاد في مستنقع الشرذمة والتفتت على خلفيات كان يفترض تخطيها منذ سنوات طويلة بعدما خبرنا الحرب وعرفنا ويلاتها وعشنا تداعياتها.

والحقيقة اننا فيما ننجذب رغما عنا الى لعبة "التمذهب" و"التطييف" لا بد من الاشارة الى ان "الديموغرافيا" المارونية بتحديدها الكلاسيكي ليست وحدها التي تعاني خللا بنيوياً. انما الديموغرافيا السياسية والاقتصادية بمعناها الاوسع. حتى ان تدارك هذا الخلل باللامركزية الفضفاضة لن يقدم حلا او يسد فجوة. هذا هو الواقع، فلماذا لا نتصارح؟ لماذا لا نضع الاصبع على الجرح ونجاهر بالحقيقة؟ وكثيرون يفزعون الى بكركي علهم يجدون لديها الترياق، عندما توصد في وجوههم الابواب والمنافذ. فهل هي قادرة على اجتراح المعجزات وهي التي سعت واخفقت عام 1978 وعام 1990 وما بينهما، في حجب دم غزير وبريء سال من موارنة ومسيحيين على مرأى منها؟ وكيف لها ان تبادر اليوم وهي تحاول ان تنهض من تجربة "جهيضة" وخيبة تسبب بها الذين سعت لأن يكونوا متكأها الوطني والسياسي.

واذا قيض لطائفتين رئيسيتين في لبنان ان تحققا انتقالا نوعيا من حال الى حال، وان تفرزا وضعا جديدا وتيارات تتمتع بالدينامية والقدرة على استقطاب الطاقات الشابة والخامات القيادية، فان البنى المسيحية عموماً والمارونية خصوصاً تتخبط في العديد من المشكلات والتعقيدات ما يعني انه ينبغي ان نجود من الموجود. والموجود راهنا لا يمكن أن يستعيد شبابه وفاعليته خارج مدار الوحدة. فما الذي يجب عمله في هذه المرحلة؟

في الواقع ليست الخيارات كثيرة، لكن ثمة معالجات آنية تؤسس لوضع مستقبلي اكثر استقراراً اذا صحت العزائم وصدقت النيات.

على الساحة المسيحية مجموعة من الاحزاب والتيارات والقوى التي لم تغب طوال عقود من الزمن رغم ما حل بها من مصائب ونكبات، وما لحق بانصارها وناشطيها من مضايقات واضطهادات. ودلت التجارب أن هذه المجموعة تتقاسم الرأي العام المسيحي، وأن أي فريق منها غير قادر على الغاء الآخر وشطبه من المعادلة. وعليه ما الذي يمنع الرئيس الاعلى لحزب "الكتائب اللبنانية" الشيخ امين الجميل وقائد "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون، ورئيس "الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، ورئيس "تيار المردة" النائب والوزير السابق سليمان فرنجيه من الاجتماع وبدء حوار شامل وصريح حول ما يريده الموارنة من لبنان وماذا يريدون له والغوص في جميع الموضوعات الدقيقة والحساسة التي تتصل بواقع الوطن ومستقبله ودور الموارنة فيه. وقبل اي شيء يتعين على هؤلاء أن يعترف بعهضم ببعض، وان يلتزم "مدونّة سلوك، ترسم حدود المحظور والمسموح في علاقاتهم سواء في التعاطي الاعلامي أو الممارسة الميدانية تجنباً لمفاجآت غير محسوبة وتطورات قد تزيد الاوضاع سوءا وتفاقماً.

على هؤلاء القادة ان يجيبوا على اسئلة صعبة تتصل بوحدة لبنان ونظامه، والعلاقات مع سائر الطوائف، والمحيط العربي. وهل ان المسيحيين هم جزء اساسي منه وفي صلب نسيجه: قضاياه قضاياهم. همومه همومهم. تحدياته تحدياتهم أو أنهم يعتبرون أنفسهم جرماً صغيراً ومحدوداً في فلك الغرب؟ كذلك يتعين عليهم الاضاءة على موضوع في بالغ الاهمية: هل هم مع معادلة وطنية تضمن مشاركة الجميع، أم أنهم مع معادلة ثنائية الطرف على غرار ما نسج موارنة عام 1943 مع السنة حتى عام 1975، قبل ان يضرب لبنان زلزال الحرب وينتج حالات جديدة في الشكل والمضمون؟ أيضا وايضا هناك موقع رئاسة الجمهورية. هل يترك مباحاً ومعرضاً لكل من يرغب في التسديد اليه؟ وما هي المعايير التي يجب أن تحكم علاقة الموارنة بشاغل هذا الموقع؟ هل الاعتبارات الشخصية الضيقة ام الخيارات السياسية الكبرى؟... هل ... وهل... وهل...؟ ان موضوع رئاسة الجمهورية ينبغي ان يكون في مقدم الابحاث لا للرغبة في ازاحة شاغلها قبل انتهاء ولايته. بل لسبب جوهري يتصل بما دار ويدور في بعض "الكواليس" همسا واحياناً جهاراَ من قبل دوائر معينة قيبل إن من بينها "الأم الحنون" للموارنة حول دور هؤلاء في لبنان ومستقبل الرئاسة وجدواها. وإن نصيحة قد اسديت بوجوب التأقلم مع واقع جديد مفاده التسليم المطلق لقيادة سنية معتدلة، كفية، وموثوقة بها تتوالى حكم البلاد يجد فيها المسيحيون ملاذاً وحصانة وتوفر لهم طمأنينة عزّت عليهم يوم كانوا الرقم الاصعب في المعادلة اللبنانية. على ان التسابق الى قصر بعبدا سيكون عديم الجدوى بعد أن يصبح شاغله "مطرانا على مكة".

المطلوب من الموارنة ان يعيدوا صياغة ذواتهم لأن مصيرهم ينسحب مباشرة على مصير المسيحيين في لبنان والمشرق العربي. ولم يعد هناك متّسع من الوقت لهدره في تجاذبات لا طائل فيها. وإن لقاء الاربعة اذا حصل (من حقيق ان أحلم، وأتوقع حدوث هذا الامر على صعوبته الفائقة)، من شأنه ان يؤسس لبرلمان مسيحي مستقبلاً يتيح مشاركة ديموقراطية عريضة، ويوفّر مناخات لحوار مفقود يجب بعثه من جديد. خصوصاً اذا كان الهدف تشكيل جبهة مسيحية ذات خلفية وطنية تعمل للبنان الواحد المتصالح مع نفسه والآخرين. على ان هذا يحتم توسيع الاطار ليشمل "الأحبار" المدنيين للطائفة الارثوذكسية الاساتذة غسان تويني وميشال المر وعصام فارس وفؤاد بطرس، ورئيس "الكتلة الشعبية" النائب الياس سكاف الزعيم البارز لطائفة الروم الملكيين، و"حزب الطاشناق" الاكثر تمثيلاً للطائفة الارمنية. وهكذا يقترب المسيحيون الى ما يشبه الاجماع الذي يحفظ دورهم ويثبت حضورهم. وليس المطلوب من القادة والسياسيين المسيحيين، ولا سيما الموارنة أن يكرروا تجربة "الحلف الثلاثي" (1967) و"الجبهة اللبنانية" (1976)، اذ لكل مرحلة خصوصياتها وآلياتها في مقاربة الاوضاع ومواجهتها، ولكن في امكانهم ان يقدموا شيئاً قبل "خراب البصرة". وإلا فان التداعيات ستطاولهم مباشرة. ويصحّ عندها قول القائل: "وعلى نفسها جنت براقش". فالى الموارنة وقادتهم: نستحلفكم الاعتصام بحبل المسؤولية والموضوعية لتنقذوا لبنان وانفسكم، لئلا تلاقوا مصير ابن عبدالله الذي وقف على مشارف "غرناطة" باكياً مودعاً وهو يستمع الي أمه مؤنبة: ابك مثل النساء ملكاً لم تحافظ عليه كالرجال.

 

أبي نصر: سعد الحريري لا يتصرّف كنائب بل كرئيس للحكومة

الأحد, 08 أكتوبر, 2006 –صدى البلد

  حسانة زبيب

انتقد عضو كتلة الاصلاح والتغيير النائب نعمة الله أبي نصر زعيم الأكثرية النيابية النائب سعد الحريري متهماً اياه بأنه يتصرف ليس كنائب بل كرئيس للحكومة، واعتبر ان رئاسة الجمهورية لا تزعجه ولا تزعج رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لأنها غير موجودة بالنسبة اليهما... وشن هجوماً على "الزعماء الموارنة" المرشحين لرئاسة الجمهورية "لأنهم يلتفون حول الحريري يطلبون رضاه بينما هو يتصرف كالبطريرك الماروني لا يتبنى أحداً منهم". ورأى ان مسيحيي 14 آذار هم من يطالب بتغيير الرئيس اميل لحود حتى يحلوا محله، معتبراً ان دور الرئاسة الأولى همشته صلاحيات الطائف حتى تحول "كناطور أو كباش كاتب عند رئيس الوزراء". وأكد أبي نصر أن المطالبة بحكومة وحدة وطنية هي من أجل معالجة التداعيات الخطيرة التي خلفتها الحرب وليست من أجل افشال المحكمة الدولية... وأشار الى أن ليس كل الموارنة راضين عن بيان مجلس المطارنة الموارنة الأخير، لكنه أكد في المقابل أنه لن يكون هناك بطريركان، ولن يكون هناك موارنة أرثوذكس وموارنة كاثوليك، مشدداً على أن بكركي ستتابع مسؤولياتها تجاه الجميع. ولفت الى أن سلاح المقاومة يجب حله بالحوار لا بالقوة، لكن يجب أولاً ازالة أسباب وجود هذا السلاح بدءاً بتحرير مزارع شبعا... واستغرب لماذا لا تتحرك النيابة العامة التمييزية تلقائياً للتحقيق بالملفات المشتبه فيها كعائدات الكازينو وتعويضات المهجرين، وطالب كل من لديه ملف بحق أي شخص أن يقدم اخباراً مؤكداً ان النائب ميشال عون لا ملف مشيناً بحقه.

بداية سألناه:

ب قلت في حوار سابق ان لا حل للمشاكل التي يعاني منها اللبنانيون الا بتغيير النظام السياسي في لبنان؟

ـ نعم... فقد أثبت النظام الحالي فشله على كل الصعد السياسية والوطنية والأمنية والاقتصادية، كذلك نرى أن هناك حاجة ماسة لتغييره أو أقله تعديله من خلال مؤتمر وطني عام يضم كل القوى الوطنية الفاعلة بحيث يكون هناك رئيس جمهورية واحد لادارة البلاد بالتعاون مع كل فعاليات المجتمع اللبناني التعددي، بحيث تشترك كل العائلات اللبنانية بالقرار الوطني فلا تهمش فئة على حساب أخرى كما هو حاصل الآن.

ب هل تعتقد أن الحكومة الحالية تعبر عن كل اللبنانيين؟ وهل يمكن أن يستمر الوضع في لبنان على هذه الحال من الانقسام؟

ـ أنا لم أعط هذه الحكومة الثقة من الأساس على اثر بيانها الوزاري... لكن ذلك لم يمنعنا من دعمها أثناء الحرب الأخيرة وتبني النقاط السبع التي عدل القرار 1701 على أساسها... أما اليوم اذا كنا نطالب بحكومة وحدة وطنية تكون بمثابة حكومة انقاذ فمن أجل معالجة التداعيات الخطيرة التي خلفتها الحرب على الصعيد الأمني والاقتصادي والسياسي والاجتماعي وليس من أجل افشال المحكمة الدولية... لكن على القوى الوطنية الاتفاق مسبقاً على الحكومة المرتقبة حتى لا نقع في أزمة فراغ دستوري خصوصاً وان النظام الحالي لا يلحظ آلية لاقالة الحكومة مهما اقترفت من أخطاء.

أما مسألة اسقاطها في المجلس النيابي فهي مسألة نظرية طالما ان نظامنا لا يفصل بين النيابة والوزارة علماً أنه لم يسبق للمجالس النيابية في لبنان منذ الاستقلال حتى اليوم أن أسقطت أي حكومة... فالحكومات كانت تستقيل طوعاً عند فشلها واشتداد المعارضة أو تحت ضربات المعارضة الموجعة سواء أتت من الشارع أم من الاعلام ولنا في اسقاط حكومة الرئيس كرامي الدليل القاطع.

ب أنتم تطالبون بحكومة اتحاد وطني ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة يقول ان الوفاق هو قبل الوحدة الوطنية وهو ما ينص عليه الطائف؟

ـ لا فرق بين الوفاق والوحدة الوطنية... الأهم ان وثيقة الوفاق الوطني نصت على أن لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك وهذا يتطلب عدم تغييب أو تهميش أي فئة من اللبنانيين كما يحصل اليوم... فالمسيحيون مهمشون مبعدون عن مراكز القرار الوطني وسياسة التمييز بين منطقة وأخرى المعتمدة انمائياً مرفوضة بين طائفة وأخرى، كذلك سياسة التغيير الديمقراطي المعتمدة من قبل الحكومات المتعاقبة منذ الطائف من خلال فضيحة التجنيس وعدم تنفيذ حكم مجلس الشورى الذي صدر بالاجماع ويقضي بتنظيف مرسوم التجنيس، علماً ان نسبة التجنيس كانت تساوي مقابل كل مسيحي واحد خمسة مسلمين والنسبة الكبرى كانت للسنة منهم، اضافة الى ذلك هناك ملف عدم عودة مهجري الجبل الذي أدى الى هجرة مسيحيي الجبل وعدم إعطاء أولادنا في الاغتراب حقهم في الاقتراع والمتحدرين من أصل لبناني حقهم باستعادة الجنسية اللبنانية.

ب أثار بيان مجلس المطارنة الموارنة الأخير استياء لدى بعض المرجعيات السياسية المارونية خصوصاً انه اعتبر المطالبة بحكومة وحدة وطنية تعطيلاً للمحكمة الدولية... فما رأيكم بهذا الأمر؟

ـ ليس كل الموارنة راضين عن هذا البيان وهو ما عبر عنه النائب السابق سليمان فرنجية... لكن يمكنني أن أؤكد وأطمئن الجميع أنه لن يكون هناك بطريركان على الموارنة... ولن يكون هناك موارنة أرثوذكس وموارنة كاثوليك وستتابع بكركي مسؤولياتها بالتنسيق مع جميع المراجع السياسية المارونية وغيرها.

ب ملف الفساد... الى أين أنتم ذاهبون به؟

ـ لماذا وجدت أجهزة الرقابة كالتفتيش المركزي والقضائي وديوان المحاسبة؟ ولماذا وجدت النيابة العامة المالية..؟ أليس من أجل ملاحقة الحيتان الذين عبثوا بالمال العام؟ على هذه النيابة العامة التحرك تلقائياً عند كل اخبار أو اتهام يرد فيه اسم مسؤول وأنا أستغرب لماذا لا تتحرك النيابة العامة المالية وتحقق بالملفات المشتبه فيها كعائدات الكازينو في السابق وتعويضات المهجرين؟

ب "الأكثرية" تقول ان لديها ملفات ومستندات تدين أحد المطالبين بفتح ملفات الفساد... هل هذا الكلام يعنيكم؟

ـ كل شخص لديه ملف بحق أي شخص آخر فليقدم اخباراً في النيابة العامة... واذا كان هؤلاء يقصدون الجنرال بكلامهم فالعماد عون لا ملف مشيناً بحقه وندعو الى تقديم كل الملفات لأجل المصلحة العامة.

ب ما رأيك بما يدور حالياً حول موضوع رئاسة الجمهورية، وهل أنتم مع اجراء انتخابات مبكرة؟

ـ مع اعترافنا بفشل النظام الحالي المعمول به ووجوب تعديله بشكل أو بآخر، فاننا ضد الوقوع في الفراغ الدستوري، لذا نحن مع الاتفاق المسبق على الرئيس المقبل ضمن ديمقراطية توافقية وليس ضمن منطق الأكثرية والأقلية النيابية الحالية التي جاءت بفعل قانون انتخاب مستورد من الشام وانتخابات ليست مثالية.

ب ما رأيك بالطائف وموضوع صلاحيات رئاسة الجمهورية؟

ـ أثبت نظام الطائف فشله منذ اقراره حتى اليوم على كل الصعد الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والسيادية... أما رئاسة الجمهورية فهي عملياً غير موجودة الآن لأن صلاحيات الرئيس اختصرت على الشكليات البروتوكولية، يستقبل ويودع ويوزع أوسمة... مهما كانت شخصية الرئيس قوية حتى وان توافرت في شخصيته الكفاءة والنزاهة ولم تؤمن له دستورياً الصلاحيات الكافية فانه يكون كناطور أو كباش كاتب عند رئيس الوزراء... أو يكون كعلبة بريد كما هي الحال اليوم.

ب اذاً دور الرئاسة همشته صلاحيات الطائف وليس أداء الأكثرية؟

ـ دور الرئاسة مهمش لأنه من الأساس لا صلاحيات له... واذا حققت رئاسة الجمهورية شيئاً ما على أيام الرئيس الياس الهراوي فذلك كان يحصل اما بدعم سوري واما بتساهل أو تنازل من رئاسة الوزارة.

ب ما رأيك بما يسمى "حرب المهرجانات". وما هي الرسائل التي تتوقع ان يرسلها النائب ميشال عون في مهرجان 15 تشرين؟

ـ القانون اللبناني يسمح باجراء تظاهرات ومهرجانات وهذا دليل عافية ديمقراطية... أما الرسائل التي سيرسلها العماد عون في 15 تشرين فلست على علم مسبق بها.

ب كيف تقيّمون أداء الأكثرية النيابية وزعيمها النائب سعد الحريري؟

ـ النائب الحريري لا يتصرف كنائب بل كرئيس للحكومة... أما مواقفه بالنسبة للسيادة والحرية والاستقلال وانتشار الجيش والمحكمة الدولية وكشف الحقيقة، فنحن معه من دون تحفظ... اذ نعتبر ان هذه الأمور من المسلمات الوطنية.

ب لكنك بهذا الكلام وكأنك تلغي دور رئيس الحكومة فؤاد السنيورة؟

ـ هذا الرئيس من مدرسة ذلك النائب. وبالتالي فهما متناغمان مع بعضهما البعض ويحكمان البلد... ورئاسة الجمهورية برأيي لا تزعجهما لأنها غير موجودة بالنسبة اليهما أما الزعماء الموارنة المرشحون لرئاسة الجمهورية فهم يطلبون رضاهما بينما هما يتصرفان كالبطريرك الماروني لا يتبنيان أحداً منهم حتى يظلا على مسافة متساوية من الجميع، ويبقى المرشحون ملتفن حول الحريري طلباً لرضاه.

ب اذاً من الذي يطالب بتغيير رئيس الجمهورية اميل لحود؟

ـ مسيحيو 14 آذار حتى يحلوا محله.

ب توصف بأنك النائب المشاغب في كتلة "الاصلاح والتغيير" وان غالباً ما تكون لديك مواقف مغايرة لمواقف التيار الوطني الحر فما هي حقيقة العلاقة بينك وبين الجنرال؟

ـ اطمئن السائلين بأن العلاقة مع الجنرال جيدة، مواقفي ليست مغايرة لمواقفه وان كانت طرق التعبير تختلف أحياناً علماً انني عضو في كتلة الاصلاح والتغيير أي أنني حليف للجنرال ولا أنتمي لحزب التيار الوطني الحر الذي نحترمه علماً أننا في التكتل لسنا تلاميذ مدرسة ولا نعامل كذلك لتكون المواقف متطابقة تماماً بل هناك ديمقراطية وحرية في الحوار والمناقشات.

ب موضوع نزع سلاح المقاومة... كيف تنظرون اليه؟

ـ كل السلاح من دون استثناء يجب أن يكون بيد الشرعية اللبنانية بدءاً بالسلاح الفلسطيني، أما سلاح حزب الله فأنا ضد نزعه بالقوة... لقد رأينا نتائج محاولة نزعه بالقوة... بل يجب حله بالحوار والتفاهم بين اللبنانيين أنفسهم وبالتالي يجب ازالة أسباب وجود هذا السلاح بدءاً بتحرير مزارع شبعا بالطرق الدبلوماسية فعندما تتحرر الأرض لن يعود هناك من سبب لابقاء السلاح بيد المقاومة.

ب وكيف تقيّم أداء اليونيفيل حتى اليوم؟

ـ آمل أن تكون اليونيفيل لحماية لبنان من اسرائيل بحيث تشكل دعماً حقيقياً للجيش اللبناني ليتمكن من بسط سلطته على كامل أرض الوطن وحماية حدوده من أي اعتداء كان ومن أي جهة أتى... وآمل ألا تكون هناك علاقة مباشرة بين هذه الحشود ومسألة تخصيب اليورانيوم لانتاج القنبلة النووية في ايران.

 

بانوراما/صدى البلد

الأحد, 08 أكتوبر, 2006

الإيحاء بأن الكنيسة كـ"الولد القاصر" سذاجة أم شبهة؟

معركة الى احتدام بين حكومة... ومحكمة

يصعب على المراقبين التكهن بما سيكون عليه الوضع في لبنان في الأسابيع المقبلة، فالغبار السياسي الكثيف المتصاعد من كل اتجاه يؤدي الى "سوء انقشاع" يحول دون القدرة على التمييز بين ما هو "مناوراتي" وما هو فعلي في سياق "الحروب الصغيرة" المعلنة في شأن حكومة الوحدة الوطنية والمحكمة ذات الطابع الدولي والثلث المعطل والانتخابات غير المبكرة لرئاسة الجمهورية وقواعد عمل قوات "اليونيفيل" المعززة ولعبة الفراغ المخيفة و"كعكة" الاعمار...

واستمر سيناريو الذهاب الى مواجهة قاسية بعد رمضان أكثر احتمالاً في ظل العراك السياسي اليومي من على المنابر وفي الافطارات ومن فوق الأنقاض وفي التصريحات ومن على شاشات التلفزة، مع "كوة" بسيطة تسمح بامرار الوضع من حال الانفجار الى الانفراج يعكسها تحرك الرئيس نبيه بري، الذي كان باشر اتصالات تهدئة قبل أن يقصد السعودية لـ"المؤازرة" في السعي الى اخراج لبنان من المأزق الخطر والحؤول دون بلوغ مستويات أخطر.

وفي حمأة هذا الواقع كانت البلاد شهدت على مدى هذا الأسبوع سلسلة وقائع على جانب من الأهمية، يمكن عرضها على نحو بانورامي في الشكل الآتي:

* انجاز اسرائيل لانسحابها من المناطق التي احتلتها في حرب الـ33 يوماً، مع ابقائها على "مزارع شبعا" أخرى في الغجر التي ضمت الجزء اللبناني منها، وسط سعي الحكومة وتأكيد الأمم المتحدة على ايجاد حل لهذه المشكلة الجديدة في وقت قريب.

* رفع العلم اللبناني للمرة الاولى منذ نحو 40 عاماً على تلة اللبونة المتاخمة للحدود الدولية مع اسرائيل، في احتفال أعلن فيه قائد الجيش العماد ميشال سليمان "خريطة طريق" لمهام المؤسسة العسكرية في المرحلة المقبلة.

* افصاح قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب الليطاني عن بعض "قواعد العمل" التي تجيز لجنودها استخدام القوة لمنع النشاطات العدائية، بعدما تزايد الكلام من "حزب الله" عن استمرار وجود مسلحيه على الحدود، ما أحدث جدلاً حول دور "اليونيفيل".

* اطلاق تحركات ومواقف للحد من الاحتقان في الشارع بعد "مظاهر مقلقة" في كورنيش المزرعة والزيدانية، من بينها اللقاء الذي ضم بري الى النائب سعد الحريري واعلان الأخير أنه لم يسحب يده من يد السيد حسن نصرالله وبري.

* اعلان الموالين لسورية والمعارضين لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة، بمن فيهم "حزب الله" والنائب ميشال عون انهم يريدون تغييراً حكومياً لـ"القاء القبض" على الثلث المعطل في حكومة "وحدة وطنية" و"نقطة على السطر".

* الموقف اللافت لمجلس المطارنة الموارنة في البيان الصادر عن اجتماعه الشهري والذي أبدى فيه خشيته من "مقاصد خفية" وراء الدعوة لقيام حكومة وحدة وطنية هدفها افشال تشكيل المحكمة الدولية خدمة لمصالح دولية وفئوية.

* التقارير التي تتحدث عن "تقدم بارز" في تحقيقات القاضي البلجيكي سيرج براميرتس في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والجرائم الـ14 التي تلتها، في لحظة وضع اللمسات الأخيرة في مجلس الأمن على مشروع انشاء المحكمة ذات الطابع الدولي.

* المساجلة بين الرئيس اميل لحود والشاهد السوري في جريمة اغتيال الحريري زهير الصديق، بعد مطالبة لحود مجدداً باسترداده من فرنسا لمقابلته مع الضباط الأربعة الموقوفين بتهمة التورط في اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

* صدور أكثر من اشارة توحي بأن الصراع الساخن اليوم يتصل بحسابات ترتبط بانتخابات رئاسة الجمهورية، أخطرها الكلام عن أن عدم الاستجابة لتغيير الحكومة سيؤدي الى تعطيل انتخاب رئيس جديد، وتالياً دفع البلاد الى الفراغ.

وليس مبالغة القول ان أهم تلك الوقائع على الاطلاق كان بيان مجلس المطارنة الموارنة الذي ربط، ومن خارج السياسة، الدعوة الى تشكيل حكومة وحدة وطنية، بالعمل على افشال تشكيل المحكمة الدولية، وأهمية هذا الكلام انه لم يصدر عن شخصية سياسية أو حزب أو كتلة برلمانية، انما صدر عن الكنيسة المارونية.

ورغم الكلام الساذج والتبسيطي والممجوج وربما "المشبوه" أيضاً عن أن الكنيسة تأثرت بـ"اشاعة" أو استجابت لـ"وجهة نظر" أو تلاعب بها هذا الطرف أو ذاك، فان بكركي أرادت من خلال موقفها جعل المحكمة الدولية في مصاف القضايا الوطنية لأن الأمر يتعلق باغتيال رئيس حكومة سابق وبـ14 جريمة، فالكنيسة لا تعارض في المبدأ قيام حكومة وحدة وطنية، لكنها تعارض وفي شكل حازم تحويل هذا المطلب، ومن مسيحيين تحديداً، محاولة لافشال قيام المحكمة الدولية، فالأمر لا علاقة له بتغليب وجهة نظر سياسية على أخرى أو مناصرة هذا على ذاك أو تصفية حسابات مع أحد، فمرجعية روحية ووطنية بهذا المستوى "لا تنزلق" الى متاهات سياسية على صلة بمصالح انتهازية وفئوية.

واللافت في هذا السياق ان البلاد تبدو ذاهبة في اتجاه معركة قاسية طرفاها الحكومة والمحكمة وسط ملامح فرز خطير قد يؤدي عدم تداركه الى مضاعفات أخطر من الصعب التكهن بنتائجها.

وازاء هذه الصورة المأسوية، تضاعف "المصادفات التاريخية" من مسؤوليات الرئيس بري، الذي بدا أخيراً وكأنه الوحيد القادر على جمع الأضداد على طاولة بلا زوايا حادة والسؤال هل ينجح من جديد؟