المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأحد 17/9/2006

قال لَهم: « أَنتُم مِن أَسفَل، وأَنا مِن عَلُ. أَنتُم مِن هذا العالَم وأَنا لَسْتُ مِنَ العالَمِ هذا.

لِذلك قُلتُ لكم: ستَموتونَ في خَطاياكم فإذا لم تُؤمِنوا بِأَنِّي أَنا هو تَموتون في خَطاياكم»إنجيل (القدّيس يوحنّا).

 

العلامة الامين دعا الى قراءة هادئة لكلام قداسة البابا

 كالات - 2006 / 9 / 16

 أصدر العلامة المفتي السيد علي الامين بيانا جاء فيه: "ان العالم اليوم في حاجة اكثر من اي وقت مضى الى الكلمة الطيبة التي تطوي المسافات وتقرب بين الشعوب, واننا اذ نرفض نبش دفائن الماضي عبر الكلمات التي تزرع الشك وتزعزع الثقة في النفوس, فاننا ندعو الى دراسة هادئة ومتأتية للكلام المنقول عن قداسة البابا بعيدا عن الضجيج الاعلامي والانفعال وحركة الشارع, ونلفت نظر اهل الحكمة من العلماء واصحاب المواقع والمقامات الى قول الله تعالى الذي يتضمن الدعوة الى الوسطية والاعتدال ويؤسس لحوار دائم بين المسيحية والاسلام ويجب ان لا ننسى اصول هذا الحوار التي وضعها القرآن الكريم مع اهل الكتاب".

وختم: "يجب الابتعاد عن التنديدات والاتهامات لمنافاتها للمودة الثابتة بين المسلمين والمسيحيين التي اخبرنا الله عنها, فان هذه المودة تفتح المجال واسعا للكلمة المسؤولة التي تساهم في تواصل الشعوب وتعايشها مع بعضهم في سلام واحترام".

 

براميرتز غادر الى لارنكا

وطنية - 16/9/2006 (سياسة) غادر رئيس لجنة التحقيق في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري سيرج براميرتز، بيروت مساء اليوم، متوجها الى لارنكا.

 

احياء ذكرى اربعين شهداء مجزرة الحيصة في تلعباس الشرقي وكلمات دعت الى عدم المس بسلاح المقاومة لانه مقدس وشريف

وطنية- 16/9/2006 (سياسة) احتفلت "لجنة احياء ذكرى شهداء المجزرة الاسرائيلية في الحيصة - عكار" بذكرى اربعين الشهداء ال 11 في قاعة معهد باسل الاسد في بلدة تلعباس الشرقي- عكار. حضر الحفل قائمقام عكار طوني مخيبر ممثلا رئيس الجمهورية اللبنانية العماد اميل لحود, السيد وليد داغر ممثلا نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس، السيد سمير فرنجية ممثلا الوزير السابق سليمان فرنجية، رئيس اتحاد بلديات الجومة المهندس سجيع عطية وماري الضاهر ممثلة الوزير السابق مخايل الضاهر، النقيب يوسف عبد الله ممثلا المدير العام للامن العام اللواء وفيق جزيني وممثلين لنواب سابقين واحزاب وفاعليات دينية واجتماعية. افتتاحا النشيد الوطني، ثم دقيقة صمت حدادا على الشهداء، ثم آيات من القرآن الكريم، بعد ذلك كلمة رئيس بلدية تلعباس الشرقي محسن ماما تلاه كلمة ذوي الشهداء القاها محسن علي ملحم الذي حيا المقاومة وسيدها حسن نصر الله". والقى رئيس بلدية تلبيرة عبد الحميد صقر كلمة البلديات والمخاتير في عكار شكر فيها "الوعد الصادق المتجلي بالنصر والوعد الصادق للعائلات التي نكبت ". و"حيا سوريا رئيسا وقيادة وشعبا على المواقف القومية، وحيا الرئيس لحود والمقاومة وسيدها حسن نصر الله". الحراش والقى منسق ندوة العلماء المسلمين في عكار والشمال الشيخ عبد السلام الحراش كلمة عبر فيها عن "الاعتزاز بالمقاومين وسيد المقاومة, واصفا اياه بسيد لبنان، وحيا الرئيس لحود", مشددا على "الخيار الوطني والقومي والخيار المقاوم", معتبرا "ان شعب عكار صادق يلتف حول المقاومة ولا يلتف عليها". المطران بندلي والقى راعي ابرشية عكار وتوابعها للروم الارثوذكس المطران بولس بندلي كلمة قال فيها: "نتذكر المجزرة التي أدمت قلوبنا ونؤكد اننا معكم لن نستسلم لليأس القاتل، نؤكد ما نؤمن جميعنا به، وهو ان الغلبة الحقيقية هي للحق".

الشيخ حامد والقى عضو الهيئة الشرعية في المجلس الاسلامي العلوي الشيخ حسن حامد كلمة اكد فيها "ان نهج المقاومة هو نهج الحق وان خطها هو الدفاع عن الوطن, وان المقاومة قامت بما لم تقم به جيوش وانظمة، وسأل:فلماذا هذا التخاذل من البعض؟ شكر والقى الامين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي الوزير السابق فايز شكر كلمة اكد فيها "ان القرار 1701 هو مجرد التقاط انفاس مفخخ, ومحاولة يائسة للالتفاف على النصر الذي تحقق .

وما نسمعه من اصوات نشاز ما هو الا محاولة لترجمة ما ذكرت". اضاف:" ان الاكثرية التي تقف خلف المقاومة وخلف الاحرار والشرفاء هي الاكثرية الشعبية والوطنية والعددية والانتخابية, فهذه الاكثرية لا تعبر عنها حكومة جل ما تستطيع فعله هو ان تسمع الاملاءات وتنفذها". وحذر من المساومة على دم الشهداء وقال:" لن نسمح بالمس بسلاح المقاومة لانه مقدس ورمز شرفنا وعزتنا". باسم وكانت كلمة لعضو المكتب السياسي ل"حزب الله" الحاج محمد صالح باسم المقاومة الوطنية والاسلامية وقال فيها :"أحببنا ايران وسوريا وكل من وقف معنا بخلفية الصمود بخلفية الموقف من العدو الصهيوني بخلفية استهدافهم من الاعلام المشوه للحقائق من اساطيل وجيوش الاستكبار العالمي وعلى رأسهم الشيطان الاكبر اميركا". اضاف:"ايها السياديون ما هو موقفكم من كلام المستشارة الالمانية ميركل أوليس انتهاك لكل الشعارات التي رفعت وفيه خطر على الامن اللبناني الذي لا محل له في كلامها. لقد قالت ان اليونيفيل في الجنوب لحماية حق اسرائيل في الوجود.

الكيان الصهيوني يلزمه حماية وهو يمتلك الترسانة العسكرية من السلاح النووي والطيران, ونحن نملك شواهد على التاريخ من الشهداء والجرحى". ورأى ان "فريق 14 شباط المبهور بالرئيس الاميركي جورج بوش لم يقتنع بانتصار المقاومة رغم اقرار قادة العدو الصهيوني بهزيمتهم وعجزهم امام المقاومة".

 

النائب علوش: حزب الله ميليشيا لأنه غير خاضع للسلطة المركزية ويجب نزع سلاحه

وطنية- 16/9/2006(سياسة) رأى النائب مصطفى علوش في ندوة سياسية ألقاها في مركز جمعية النهضة الاجتماعية في المنية بعنوان "حرب تموز التدميرية وتداعياتها" أن " هذه الحرب اساسها قيام منظمة خارجة عن الشرعية اللبنانية وهي حزب الله بخطف جنديين لاشعال تلك الحرب التي أدت الى دمار وخراب البلد، وجعلت من لبنان مركزا للصراع الدائم". وأشار الى أن "الدول العربية منذ القدم هي على صراع مع اسرائيل ومنها مصر وسوريا والاردن، وكانت للشعوب العربية بطولات عدة الا أن هذه الحروب انتهت بمفاوضات وهدنة مع اسرائيل، اما المقاومة الفلسطينية بقيت مستمرة داخل الاراضي الاردنية، لكن بعد الاتفاق على اتفاقية القاهرة اجبر من خلالها لبنان على التخلي عن سيادته على المخيمات الفلسطينية والتخلي عن جزء من ارضه، اصبح لبنان الباب الوحيد للصراع المستمر مع العدو الاسرائيلي خصوصا بعد اقفال باب الاردن في ايلول الاسود وضررها لكافة القوات والقيادات الفلسطينية العسكرية الى لبنان الذي اصبح المركز الوحيد لانطلاق العمل الفدائي، وكذلك بعد ان قامت مصر وسوريا باغلاق الحدود".

أضاف:" ان لبنان بقبوله بكل ذلك وبوجود الفلسطينيين في المخيمات يكون قد ساهم باستمرار الصراع والمساهمة بالتدخل الاسرائيلي وادخال قوات الردع العربية التي انتهت بان صارت قوات سورية صافية أدت الى مساوىء كثيرة والى طغيان وظلم لم ينجو منه اي من اللبنانيين". اضاف:" ان مزارع شبعا لبنانية ومالكيها لبنانيون، لكن تم احتلالها على يد العدو الصهيوني من خلال القوات السورية وقد انشأ فيها الدرك السوري مخفرين ولم يتم الجدل في وقتها حول هذه المسألة، واعتبرت بعد ذلك مزارع شبعا سورية ضمن الخريطة السورية، ومن المؤسف والمفاجىء ان حزب الله لم يبال ولم يراع شعور الناس من مواطنين وقوى معادية للعدو الصهيوني بل استمر بعلاقته مع النظام السوري، بتقديمه بندقية المقاومة لمن كان متهما ومساهما باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

واعتبر النائب علوش ان "حزب الله ميليشيا اذ انه غير خاضع للسلطة المركزية ويجب نزع سلاحه تطبيقا لاتفاقية الطائف التي تنص على نزع السلاح من الميليشيات، وله اهداف سياسية ومن أولى اهدافه انشاء جمهورية اسلامية في لبنان على نمط الامام الخميني وثاني اهدافه الدفاع عن لبنان وتحرير الجنوب اذ بدأت المشاريع الاقليمية للنظام الايراني بالظهور وقد ادت الى التفتت والى ادخال لبنان في صراع دائم". ورأى أن "وجود حزب الله خارج الشرعية اللبنانية ادى الى تخوف المجتمع الدولي من المحافظة على الدور الاساسي للدولة، لذا كانت الوحشية الاسرائيلية بين منظمة غير شرعية وبين دولة معترف بها دوليا وهي دولة اسرائيل. ولم ينتج عن هذه الحرب الا الدمار والخراب وخسارة الارواح البريئة". وطالب "بمعرفة اي نوع من الدول سيكون لبنان، أيكون كباقي الدول ذات الاقتصاد والسياحة والمنشآت وغير ذلك، أو دولة مقاومة قائمة على الصراع لنكون مستعدين للحرب فنربي شبابنا على الفنون العسكرية ونعرفهم باستراتيجية الحروب". وختم:"يبدو أن مشاريع التحالف الاقليمي مع ايران ومسألة المحكمة الدولية الضاغطة على سوريا دفعت حزب الله الى اطلاق اتهامات باطلة على قوى 14 آذار والتحكم بمصير لبنان".

 

الجيش اللبناني استكمل انتشاره في القرى الحدودية في البقاع الغربي

وطنية - 16/9/2006(أمن) استكمل الجيش اللبناني عملية انتشاره في القرى الحدودية في البقاع الغربي، فدخلت وحدات من اللواء السادس الى بلدات الناقورة وعلما الشعب والقوزح وراميا والرميش ، فيما دخلت وحدة من اللواء الحادي عشر الى بلدة يارون في قضاء بنت جبيل عملية الانتشار التي بدأت عند الثانية عشر ظهرا بمواكبة دوريات مكثفة من القوات الدولية على طول الخط الازرق . في غضون ذلك، تابعت الدفعة الاولى من القوات الاسبانية المشاركة في اطار اليونيفيل وصولها الى شاطىء صور الجنوبي حيث نقلت البوارج الحربية الجنود الاسبان مع آلياتهم في وقت كانت المروحيات الدولية تنقل المواد التموينية من البوارج المرابضة في عرض البحر وسط اجراءات امنية مشددة اتخذتها عناصر من الجيش اللبناني عند الشاطىء والطرق المحاذية له . وقد توجه عدد من الآليات الاسبانية من شاطىء صور الى منطقة الطيبة في قضاء مرجعيون حيث سيكون معها انتشارها.

 

 

 

بيضون: لازالة الدويلات وهدم ركائزها وبناء دولة قوية بدلا مما نشهده من تعبئة ستأخذ البلد الى حروب داخلية وطنية - 16/9/2006 (سياسة) رأى النائب السابق محمد عبد الحميد بيضون، في تصريح اليوم، "ان دويلات مذهبية وطائفية نشأت في الادارة والقضاء والتنمية وحتى في المؤسسات الامنية، وهي صورة مشوهة عن التوازن الوطني، فبدلا من ان يكون التوازن الوطني مشاركة على مستوى القرار السياسي وتفعيل مؤسسات الحكم صار محاصصة مذهبية ومجالس ملة على كل المستويات وصارت الممارسة السياسية لزعامات الدويلات هي تخويف كل طائفة من الاخرى وتحريض كل مذهب على الاخر".

وقال: "ان قضية لبنان هي مسار لازالة الدويلات وهدم ركائزها وبناء دولة قوية على ركامها بدلا مما نشهده حاليا من تعبئة ستاخذ البلد الى حروب داخلية, وفي الوقت الذي تعمل اسرائيل عبر دروس الحرب الاخيرة للتحضير للحرب المقبلة، فان لبنان رغم القوات الدولية والاساطيل البحرية عاجز عن رؤية المستقبل القريب". واشار الى "أن اتفاق الطائف كان منطلقا لاصلاح سياسي مؤسساتي وتوسيعا لقاعدة المشاركة وقد خلق مؤسسات جديدة مثل المجلس الاقتصادي والاجتماعي والمجلس الوطني للاعلام والمجلس الدستوري من أجل تقديم دولة المؤسسات على دويلات الزعامات، فاذا بهؤلاء يدمرون الدولة بصيغ المحاصصة والتقاسم.

وقال: "اما الحكومة الحالية، فقد اكتفت بتطبيق قاعدة المحاصصة، وهي اليوم رغم انها تحمل شعارات كبيرة فان معيار استمرارها يكمن في قدرتها على انهاء الدويلات السنية والشيعية والمارونية واقامة الدولة اللبنانية، وهذا المدخل اساسي ايضا ليحفظ المقاومة كتعبير عن ارادة شعبية وطنية وليس كتعبير عن تطلعات فئة او مذهب او دويلة. فاذا كان رئيس الحكومة يريد النجاح في تجنيب البلاد الحروب الداخلية والخارجية فليبدأ هو باعطاء المثل الصالح والانطلاق في ممارسة تتجاوز الدويلات وتفعيل المؤسسات، ولكن مع الاسف اين المؤسسات في بلد خاض اقسى حرب وعدوان ولم يجد مجلسه النيابي طريقة للاجتماع وتحمل المسؤولية. وبعد ان انتهت الحرب لم يجد ايضا الوقت للاجتماع لمواجهة نتائج الحرب ومناقشة خطط الاعمار".

 

العماد عون استقبل السفير فيلتمان ووفدا برلمانيا ايرانيا

الوفد الايراني: مستعدون لدعم مسيرة الانماء والاعمار في لبنان

وطنية- 16/9/2006(سياسة) استقبل النائب العماد ميشال عون في دارته في الرابية وفدا من البرلمانيين الايرانيين يمثل لجنة الصداقة البرلمانية الايرانية اللبنانية في مجلس الشورى الاسلامي في ايران اضافة الى سفير ايران محمد رضا شيباني في حضور النواب ابراهيم كنعان، نبيل نقولا وعباس هاشم. وأكد الوفد بعد اللقاء أن زيارة العماد عون هي لشكره على المواقف الوطنية والمبدئية والبناءة التي يبديها وأبداها خلال الفترة الماضية. ونحن ننظر الى العماد عون كشخصية وطنية سياسية لبنانية بارزة وكرئيس لاحدى اكبر الكتل البرلمانية الفاعلة والمؤثرة في مجلس النواب اللبناني". وأوضح أن "الهدف الآخر لزيارتنا هو اننا كما تعرفون في الجمهورية الايرانية الاسلامية تعرضنا في الأعوام الماضية لحرب ضروس وظالمة استمرت ثمانية أعوام وكلفتنا الكثير من العدوان. ومن خلال ازالة آثار العدوان في بلدنا اكتسبنا تجربة طويلة في مجال اعادة البناء والاعمار. لذلك نحن من خلال علاقة الاخوة والصداقة التي تجمعنا بلبنان، اتينا كي نعرب عن استعدادنا لوضع كل الامكانيات والطاقات والتجارب الموجودة لدينا في هذا الاطار دعما لمسيرة الانماء والاعمار التي يشهدها لبنان حاليا". وأكد أنه "كلجنة للصداقة البرلمانية بين البلدين الشقيقين اتينا ومعنا رسالة محبة واخوة وتضامن من قبل دولة رئيس مجلس الشورى الاسلامي في ايران الدكتور حدار عادل الى الشعب اللبناني الصديق. ونود في هذا الاطار ان نؤكد على السياسة الايرانية الثابتة والمبدئية، في اطار الوقوف الى جانب لبنان، ونحن نؤكد دعمنا لوحدة لبنان وحريته وسيادته واستقلاله".

واعتبر أن "التجربة العملية والتاريخية التي تربط لبنان بايران تدل على المواقف المبدئية والثابتة التي اشرت اليها والتي حاولت من خلالها الجمهورية الاسلامية الايرانية ان تقف الى جانب لبنان في السراء والضراء، وان تدعمه وتدافع عن حقوقه المشروعة والعادلة. واليوم عندما نأتي كوفد رسمي ايراني الى لبنان ونحاول ان نقف الى جانبه ونأخذ بيده، خير دليل على حسن نيتنا تجاه لبنان واللبنانيين الاعزاء. اما الشعب اللبناني فنحن على ثقة تامة انه يعرف التمييز بين من هو العدو والصديق ويعرف من هي القوة الاستكبارية في العالم اي الولايات المتحدة الاميركية التي تقف دوما الى جانب العدو الصهيوني وتدعمه بشكل مطلق وأعمى.

وأكبر دليل على التغطية الاميركية السافرة للعدوان الاسرائيلي الذي استهدف لبنان في الفترة الاخيرة وخلف كل هذا الدمار". ورأى "أن التجربة العملية تدل ان الجمهورية الايرانية الاسلامية منذ تأسيسها رفعت شعار الدفاع عن المظلومين والمستضعفين في كل انحاء العالم، وبالماقبل اثبتت الولايات المتحدة انها تدعم من خلال الممارسة كل المشاريع التوسعية والهيمنة والتسلط في العالم". السفير الأميركي واستقبل العماد عون السفير الأميركي جيفري فيلتمان في حضور المسؤول عن العلاقات السياسية في "التيار الوطني الحر" جبران باسيل. تسليم وتسلم وأشرف العماد عون على التسليم والتسلم في رئاسة لجنة الشباب والطلاب في التيار الوطني الحر بين رولان خوري والرئيس الجديد فادي حنا، في حضور المنسق العام في التيار بيار رفول.

 

النائبان جنبلاط وجعجع عادا الى بيروت

وطنية-16/9/2006(سياسة) عاد الى بيروت ليل امس رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط من روما على متن طائرة خاصة. كما عادت اليوم الى بيروت النائب ستريدا جعجع آتية من باريس.

 

حزب الله يدعو القوة الدولية الى "التزام الصلاحيات التي جاءت من اجلها" 

 أ ف ب - 2006 / 9 / 16

 دعا حزب الله الشيعي اللبناني اليوم السبت القوة الموقتة المعززة للامم المتحدة (يونيفيل) في جنوب لبنان الى التزام الصلاحيات التي جاءت من اجلها, مطالبا دول الاتحاد الاوروبي بالتحرر من الموقف الاميركي الداعم لاسرائيل. وصرح مسؤول حزب الله في جنوب لبنان نبيل قاووق لوكالة فرانس برس "يهمنا ان تلتزم قوة اليونيفيل الصلاحيات التي جاءت من اجلها, وهي منع اسرائيل من التعدي على لبنان وحماية السيادة اللبنانية".

واضاف ان "اسرائيل هي التي تحتل الاراضي اللبنانية ولا نريد للقوة الدولية ان تتحول قوة متعددة الجنسية وتخرج عن صلاحياتها". وطالب قاووق "الفرنسيين والاوروبيين عموما بالتحرر من الموقف الاميركي الداعم لاسرائيل, فاذا تحرروا من هذا الموقف يقتربون منا اكثر". وتباشر الكتيبة الفرنسية الاولى التابعة لقوة اليونيفيل انتشارها في جنوب لبنان في بداية الاسبوع المقبل. وسيتمركز معظم عناصر هذه الكتيبة في بلدة برعشيت القريبة من بنت جبيل احد معاقل حزب الله التي شهدت في تموز/يوليو واب/اغسطس اعنف المواجهات بين الجنود الاسرائيليين ومقاتلي التنظيم الشيعي. ومع وصول نحو 600 عنصر اسباني الجمعة, يصبح عديد القوة الدولية حاليا نحو 4400 جندي في مقابل الفين قبل النزاع, على ان يكون عديدها النهائي 15 الف عنصر لمساندة الجيش اللبناني الذي يواصل انتشاره في جنوب لبنان.

 

براميرتس أنهى تحقيقاته وسوريا ترد عبر حلفائها

 الشراع - 2006 / 9 / 15

 أكدت أوساط أمنية فرنسية، ان التحقيق في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بات منتهياً، وتمكن القاضي سيرج براميرتس من التوصل إلى أدلة قاطعة في هذا المجال، ومن معرفة أدق الأمور في عملية الاغتيال والتحضيرات التي سبقتها. إلا ان براميرتس سيحتفظ بكل ما لديه لحين تشكيل المحكمة الدولية.

بالمقابل فإن أوساطاً أمنية أبدت خشيتها من لجوء حلفاء سوريا في لبنان إلى محاولات لتعطيل تشكيل المحكمة الدولية، وهذا يبدو من خلال حملة التصعيد المنظمة التي تقودها جوقة عون – حزب الله، على الحكومة الحالية واتهامها بشتى أنواع التهم والدعوة إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة وغيرها من أمور من شأنها أن تعيد حلفاء سوريا إلى الحكم وإلى التحكم بمدار العملية السياسية في لبنان.

 

الصليب الاحمر يقول انه التقى مع سجناء لحزب الله في اسرائيل

 رويترز - 2006 / 9 / 16

 قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر يوم السبت ان مسؤوليها اجتمعوا مع ثلاثة مقاتلين اسرى من حزب الله في اسرائيل وحثت الدولية اليهودية على اعلان عدد المقاتلين اللبنانيين في سجونها. وقال هشام حسن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان اندرياس ويجر رئيس وفد اللجنة في لبنان طلب من مسؤول كبير في حزب الله هو الشيخ نبيل قاووق السماح للوفد بلقاء الجنديين الاسرائيليين اللذين خطفهما مقاتلون من الجماعة. وادى قيام مقاتلي حزب الله بخطف الجنديين الاسرائيليين في هجوم عبر الحدود يوم 12 يوليو تموز الى نشوب حرب استمرت 34 يوما قتل فيها نحو 1200 في لبنان معظمهم من المدنيين و157 اسرائيليا معظمهم من الجنود قبل ان يتوقف القتال بعد التوصل الى هدنة بوساطة من الامم المتحدة.

وقال ويجر للصحفيين بعد الاجتماع مع قاووق في مدينة صور الجنوبية "زرنا بالفعل ثلاثة من مقاتلي حزب الله الموجودين حاليا في سجون اسرائيل." واضاف ان اللجنة ستلتقي مع اقارب السجناء لتنقل من الاقارب رسائل شفهية اليهم. وقال حسن لرويترز ان المفاوضات مع حزب الله واسرائيل من اجل ان يقبل الجانبان السماح للصليب الاحمر بمقابلة جميع السجناء مستمرة. وامتنع الجيش الاسرائيلي عن التعقيب على عدد سجناء حزب الله ولم تفرج الجماعة الشيعية عن أي معلومات بشأن الجنديين. وقال حسن نصرالله الامين العام لحزب الله في مقابلة يوم الثلاثاء انه يتوقع من "وسيط" للامم المتحدة ان يصل الى لبنان في الاسبوع القادم للتفاوض على اتفاق لمبادلة الجنديين بسجناء لبنانيين في السجون الاسرائيلية. وتدعو مقدمة قرار مجلس الامن 1701 الذي أوقف القتال الى الافراج غير المشروط عن الجنود الاسرائيليين. وهو "يشجع" على تسوية قضية السجناء اللبنانيين.

 

 خوري: ليس لدينا مشكلة مع من يستعمل السلاح بل مع مَنْ يعطي الاوامر باستعماله

 قوى 14 آذار - 2006 / 9 / 16

 رأى النائب السابق غطاس خوري في حديث الى اذاعة "لبنان الحر ضمن برنامج على مسؤوليتك ان هناك توترا في الاجواء السياسية ونبرة عالية في الكلام السياسي الذي لا مبرر له. مشيرا الى ان الحرب كانت قاسية على جميع اللبنانيين وليس على فئة من دون اخرى. وكان هناك حديث واضح وصريح على ان اللبنانيين موحدون في مطلبهم بايقاف الحرب وبعودة سلطة الدولة على اراضيها، وتبلور ذلك في النقاط السبع التي اعلنها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في مؤتمر روما، لكن المستغرب كيف ان الحكومة اصبحت بعد ذلك فجأة، كما يقول البعض، مسؤولة عن الحرب، وأصبح مطلب تغيير الحكومة هو الاساس وظهر وكأن المشكلة في البلد تتمثل في الحكومة بينما فعليا المشكلة كانت الاحتلال الاسرائيلي لاراض جديدة في لبنان.

وشدد على ضرورة إيقاف لغة التخوين لانه اذا ابقينا عليها لا يمكننا تأسيس البلد، واذا اعتبرنا شريكنا في الوطن أننا خونة، فهذا يعني ان لا مجال للبقاء في وطن واحد وأننا نؤسس لحرب أهلية في البلد. ولا أحد لديه سلطة القرار لتصنيف الناس بالعملاء والخونة، في البلد تباعد سياسي وانقسام حقيقي وهذا لم يبدأ اليوم بل في الثامن من آذار ردا على اعتبار قسم كبير من اللبنانيين ان جريمة إغتيال الرئيس الحريري فيها مسؤولية سورية.

وعن إتهام قوى 14 آذار لقوى 8 آذار بالانتماء الى المحور الايراني السوري قال: هذا الكلام لم يأت من العبث بل جاء لتطابق ظروف موضوعية محددة مع بداية الحرب، اولها كان عندما توقفت المفاوضات الايرانية الاميركية حول السلاح النووي فدخلنا فجأة في الحرب.

ثانيا: ليس نحن من يقول ذلك بل الرئيس السوري بشار الاسد الذي قال في خطابه انه هو الذي يحصد نتائج الحرب وهو مشارك فيها، ولم يكذبه الفريق اللبناني الحليف له.

وتمنى خوري تغليب لغة العقل مشيرا الى ان انعقاد مجلس الوزراء واعلانه حينها المضي تحت سقف القرارات الدولية هو تغليب للغة العقل والعودة الى منطق ان لا احد يمكنه ان يغير المعادلة وحده في لبنان. وأساس المشكلة ان هناك فريقا استطاع مصادرة حق اللبنانيين في المشاركة في القرار، ومجلس المطارنة الموارنة طوى الموضوع بشكل دقيق عندما قال انه في وقت حاول فريق من اللبنانيين تجاوز الافرقاء الآخرين تفجر البلد وجرت اليه الويلات.

وردا على سؤال حول تسليم البلد لنهج ولرأي واحد قال خوري ، هناك مشكلة حقيقية في البلد يحاول أحدهم أخذها الى مكان آخر، ويحاول طرح المشكلة على أنها مع آل الحريري او مع أكثرية نيابية. والمشكلة الحقيقية هي ان هناك اكثرية نيابة وصلت عبر الانتخابات الى المجلس النيابي وان هناك فريقا قادرا على تكوين حكومة يحكم على الرغم من المشكلات الحاصلة مع رئاسة الجمهورية، فيما هناك من يتجاوز المؤسسات الدستورية ويأخذ القرارات منفردا من خارج المؤسسات الدستورية كما ان هناك فريقا من خارج الحدود يدير الاعمال أكان في الموضوع الامني او السياسي او التحالفات الموجودة. واوضح: هناك محاولة للعودة بلبنان الى الحكم بالواسطة وهناك فريق لبناني يتماهى مع هذا الموضوع.

وقال خوري: ليس لدينا مشكلة مع من يستعمل السلاح بل لدينا مشكلة مع من يعطي الاوامر باستعمال هذا السلاح. فأنا كمواطن لبنان أريد التأكد انه لن تقع حرب جديدة ولن يفتح أحدهم جبهة الحرب ويعمل على تدمير البلد على رؤوسنا من دون ان نكون مشاركين بقرار الحرب.

وحول وجود القرار في يد الطائفتين السنية والشيعية بمعزل عن المسيحيين في المرحلة الاخيرة قال: البلد مؤلف من عائلات روحية وليس هناك من مشكلة فهذه العائلات لاول مرة في تاريخ لبنان تتوافق في السياسة لمعالجة آثار الحرب.

 

 نقولا: مواقف نصر الله تطمئن المسيحيين

 وكالات - 2006 / 9 / 16

 رأى عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب نبيل نقولا "ان مواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في المقابلة التلفزيونية الاخيرة تطمئن المسيحيين الخائفين من نتائج الحرب الاسرائيلية على لبنان ومن موضوع سلاح المقاومة". وشدد في المقابل على ان موقف نصر الله من الحكومة صحيح بأن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة قامت على اساس تحالف سياسي معين وهذا التحالف انتهى ولم يعد موجودا وتاليا لا بد من قيام حكومة جديدة لمواجهة آثار الحرب وخصوصا بعد ان ثبت عجز الحكومة الحالية. واعتبر نقولا في حديث صحافي ان الردود من بعض نواب 14 آذار على كلام نصر الله بمثابة احتجاج على طريقة "ضربني وبكى سبقني واشتكى". وعن التحرك السياسي والشعبي للتيار الوطني الحر لاستعادة شعبيته المفقودة بحسب ما تقول اوساط قوى الاكثرية قال نقولا: "سمعنا الكثير من هذا الكلام وردنا عليه اننا نقر بكلمة الشعب فلنذهب الى انتخابات نيابية مبكرة ونرى حجم تمثيل الجميع. او اذا ارادوا الحفاظ على المجلس الحالي نمثل اكثرية شعبية افرزتها الانتخابات الاخيرة ولدينا تفويض لأربع سنوات فليحترموا هذا التفويض". واعتبر ان البلد سيظل في مأزق مفتوح حتى تغيير الحكومة وقال: "هذه الحكومة ملتزمة بتنفيذ كل بنود القرار 1701 وهو المتناقض مع مضمون البيان الوزاري هذا اضافة الى سقوط التحالف السياسي الذي قامت عليه الحكومة والنتيجة المنطقية في قيام حكومة وحدة وطنية". وقال: "كلما ازدادت حدة السجال السياسي، كلما برز عجز هذه الحكومة في القيام بواجباتها تجاه الناس فإن الشعب لن يسكت واذا اراد النزول الى الشارع فإن احدا لا يستطيع منعه". واشار الى ان الاحتقان الشعبي بلغ ذروته لأن الناس تحمل مسؤولية الحرب وهي التي فوضت حزب الله في بيانها الوزاري بموضوع المقاومة ثم عندما قام بهذا الدور طعنته في ظهره اذا هي حكومة فتنة.

وختم لافتا الى ان اهمال الحكومة في معالجة اوضاع النازحين ايام الحرب ما زال مستمرا في ما خص التعويضات واعادة الاعمار وسأل اذا كانت الحكومة عاجزة عن القيام بأي شيء فما الجدوى من وجودها.

 

ليفني: نتوقع من الحكومة اللبنانية نزع سلاح "حزب الله

واشنطن – أ ب – قالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني التي أنهت زيارة للولايات المتحدة أمس، انها تتوقع من الحكومة اللبنانية ان تمنع "حزب الله" من التسلح مجدداً. واضافت ان "فرض حظر على التسلح مسألة حاسمة ... اننا نعرف ان حزب الله ضعيف تسليحياً". واعتبرت ان الحفاظ على حظر السلاح ونزع سلاح "حزب الله"، "هو الاختبار الذي تواجهه الحكومة اللبنانية والاسرة الدولية". واكدت ان "لبنان يجب ان يبسط سيادته ويجرد حزب الله... ان هذا ما نتوقع" ان يفعله لبنان

 

 

أولمرت يريد تغيير النظام الانتخابي

النهار/أورد موقع "عرب 48" على شبكة الانترنت ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت وجد موضوعاً جديداً يمكن ان يدرج في جدول اعمال الحكومة، هو تغيير النظام الانتخابي بجعل الانتخابات "مناطقية" او تبني النظام الرئاسي، ذلك ان نظام الحكم الحالي يصعب على الحكومة "تمرير قرارات جوهرية ومسؤولة". ونقل الموقع عن صحيفة "يديعوت احرونوت" ان عدد الحكومات الاسرائيلية بلغ 31 منذ قيام اسرائيل، وكان معدل ولاية كل منها لا يزيد عن سنتين وتمكنت حكومتان فقط من اكمال ولاية. وقال اولمرت: "وصلنا الى وضع لا يمكن فيه ادارة الدولة، فالطريقة غير صالحة وعلينا التفكير الى اين نتجه". وكشف مقربون منه ان الهدف تغيير نظام الحكم على نحو يسمح لرئيس الوزراء بادارة الدولة اربع سنوات كاملة، على ان تحدد حالات اسقاط الحكومة في الكنيست بـ"الحالات غير العادية".

 

واشنطن ترفض الطلب العربي مناقشة استراتيجية لإحياء المفاوضات

كتب خليل فليحان: النهار/افادت معلومات ديبلوماسية ان الولايات المتحدة الاميركية تعارض انعقاد جلسة خاصة لمجلس الامن كان طالب بها وزراء خارجية الدول العربية لتحريك المفاوضات على المسارات العربية – الاسرائيلية المجمدة بفعل الشلل الذي اصاب "اللجنة الرباعية الدولية" منذ سنوات. وبررت واشنطن رفض عقد الجلسة على مستوى وزراء الخارجية بأنها غير مستعدة لمؤتمر مدريد – 2 رغم تحديد موعد لها في 21 من الجاري. ولم تشأ مصادر حكومية التكهن بما اذا كانت الاتصالات العربية الحثيثة مع اميركا ادت الى تخفيف رفضها. واشارت الى ان الموقف الاوروبي اقل تصلبا ويؤيد العودة الى طاولة المفاوضات ومع ذلك شعر عدد من المسؤولين بحملة اوروبية مركزة ترمي الى اقناعهم باستمرار لبنان في تأييد "اللجنة الرباعية الدولية" بصيغتها الحالية لمعالجة عملية السلام في الشرق الاوسط عن طريق تفعيلها وسحب الطلب العربي المطروح على مجلس الامن في الـ 21 من الشهر الجاري في جلسة مخصصة لهذا الغرض، علما ان الجلسة ستعقد بناء على طلب مجلس وزراء الخارجية العرب الذي اقر ذلك في السادس من الشهر الجاري في دورته العادية التي انعقدت في مقر الجامعة في القاهرة.

ويقوم بهذه الحملة وزراء خارجية ونواب يزورون بيروت وعواصم عربية معنية بعملية التسوية من بينهم وزيرا خارجية اسبانيا ميغل انخل موراتينوس واللوكسمبورغ جان اسلبورن ورئيس مجلس النواب الاوروبي جوزف بوريل. ولوحظ ان هؤلاء يعتمدون اللغة نفسها خلال مقابلاتهم مع المسؤولين من ان "الرباعية الدولية" افعل من مجلس الامن وتركيبته المعقدة من استعمال حق "النقد" للدول ذات العضوية الدائمة لدى المجلس.

واشاروا الى ان اكثر من مسؤول اوروبي ناقش ما ورد في الـ"اللاورقة" Non Paper العربية التي ارسلت الى المجلس وتبين انها خالية من اي شيء لافت سوى اقتراح وحيد يمكن اعتباره جديدا يدعو الى هدنة اعلامية تلتزمها الدول العربية المعنية واسرائيل اثناء اجراء المفاوضات على مدى سنة. الا ان الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ابلغ المجلس في الساعات الاخيرة انه اتفق على المستوى العربي ان يتحدث باسم المجموعة العربية وزير خارجية الامارات العربية المتحدة عبدالله بن زايد الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الجامعة، يلي ذلك مناقشة السلام العربية المطروحة لتحريك المسارات التفاوضية على قاعدة "مبادرة الاقتراحات العربية" التي كانت قد اقرت في بيروت عام 2002. وتجدر الاشارة الى ان موسى كان وراء التحرك العربي الجماعي الذي طالب بضرورة اللجوء الى مجلس الامن لمعالجة تعثر عملية السلام وايجاد المخارج الملائمة لها وفق جدول زمني وبموجب استراتيجية متفق عليها.

الا ان مصادر لبنانية مسؤولة اعربت عن قلقها للمعركة الديبلوماسية العربية المتوقعة في نيويورك في قاعة مجلس الامن ليس بفعل الرفض الاوروبي فقط بل الاميركي ايضا لاعتماد صيغة جديدة بديلة عن "الرباعية الدولية" بدخول الولايات المتحدة الاميركية على الخط داعمة الموقف الاوروبي الذي كان اطلقه الرئيس الفرنسي جاك شيراك وتبعه فيه رئيس وزراء بريطانيا طوني بلير ومسؤولون آخرون من دول الاتحاد، علما ان جميع هذه الدول تلتقي في موقفها مع الموقف الاسرائيلي في خطة ترمي الى اسقاط الصيغة قبل وصولها الى المجلس.

واعترفت انه لا يمكن التكهن بما ستكون عليه النتيجة لأن المعركة غير متكافئة وسيتخذ القرار المناسب في الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب الذي سيعقد في نيويورك في الـ 19 من الشهر الجاري على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة. وتقول هذه المصادر انه في مثل هذه الحالة فان بديلا وسطيا يمكن طرحه، اذا وافق الاميركيون على ذلك بعقد جلسة مناقشة شرط ان تؤدي الى الابقاء على صيغة "اللجنة الرباعية الدولية" بايجاد آلية فعالة لاحيائها وتحديد مواعيد جديدة للمسارات التفاوضية بين كل من لبنان وسوريا والسلطة الفلسطينية من جهة واسرائيل من جهة اخرى على ان يتوج ذلك في ختامها بعقد مؤتمر دولي للسلام كما تقترح روسيا واذا احتاج الامر الى اكثر من مؤتمر. ولفتت الى ان من مؤشرات الضغط الدولي الاميركي – الاوروبي لاجهاض السعي العربي لتغيير صيغة "الرباعية الدولية" ان اعضاء اللجنة اي الرئيس بوش والرئيس شيراك والرئيس الفنلندي للاتحاد الاوروبي في دورته الحالية والامين العام للامم المتحدة سيركزون في خطاباتهم امام الجمعية العمومية للامم المتحدة على الابقاء على اللجنة وعدم محاولة ايجاد صيغة بديلة منها.

 

التقرير الأميركي عن الحريات الدينية لا تغيير على الوضع في لبنان

واشنطن – "النهار":

جاء في التقرير السنوي الثامن الصادر عن وزارة الخارجية الاميركية عن الحريات الدينية في العالم، انه لم يطرأ اي تغيير على وضع احترام الحريات الدينية في لبنان العام الماضي، وإن لاحظ ارتفاع حدة التوتر الطائفي في المرحلة التي سبقت الانتخابات النيابية وجاء في سياقها بيان المطارنة الموارنة الذي لمح الى ان الناخبين المسلمين يجب الا تكون لهم الكلمة الفصل في انتخاب المرشحين المسيحيين. كما اشار الى التوتر والعنف الطائفي اللذين رافقا ازمة نشر الصور الكاريكاتورية المهينة للاسلام في اوروبا والتي ادت الى تظاهر "بضعة آلاف معظمهم من السنّة خارج القنصلية الدانماركية الواقعة في منطقة الاشرفية التي تقطنها غالبية مسيحية".

وتطرق الى "محاولة حرق المتظاهرين للقنصلية، ومهاجمتهم كنيسة القديس مارون وكنيسة القديس نقولا". واشار الى ان السلطات اعتقلت 441 متظاهرا، لتورط معظمهم في الحاق الاضرار بمبنى القنصلية.

وكرر ما جاء في التقارير السابقة عن العلاقة الايجابية عموما بين مختلف الطوائف المعترف بها رسميا في لبنان، وان لاحظ مرة اخرى ان اللبنانيين الذين لا ينتمون الى الطوائف الـ18 المعترف بها رسميا مثل البهائيين والبوذيين والهندوسيين الذين يتمتعون بحرية العبادة، هم محرومون مثلا حق الترشح للانتخابات لان لا مقاعد مخصصة لطوائفهم في البرلمان وفقا للدستور اللبناني. وذكر ما جاء في اتفاق الطائف عن الغاء الطائفية السياسية والاعتماد على الخبرة والكفاءة في التعيينات الحكومية والانتخابات عوض الخلفية الطائفية، لكنه اشار الى عدم تحقيق تقدم في هذا المضمار. وكرر الاشارة الى ان الاستثناء الوحيد هو وضع القوات المسلحة "التي قلصت في شكل مهم دور الطائفية في تعيينات الضباط وترقياتهم". واشار الى وجود عدد غير محدد من الافراد، الذين فروا من الاضطهاد او التمييز الديني من الدول المجاورة ولجأوا الى لبنان، ومنهم اكراد وشيعة وكلدانيون من العراق، الى اقباط من مصر والسودان. وكرر اتهام "حزب الله" وتلفزيون "المنار" بـ"بث الاخبار او المسلسلات، او توزيع الادبيات المعادية لاسرائيل ولشعبها اليهودي وللسامية، ووصف احداث عدة في المنطقة بانها جزء من "مؤامرة صهيونية".

 

بيان باسم "علماء من آل الأمين"ينتقد "مَنْ خرج من الداخل"

النهار/تلقت "النهار" بياناً موقعاً باسم "علماء وفاعليات من آل الامين" جاء فيه: "لم يكن العدوان الاسرائيلي على لبنان توقف بعد، ولم يكن ابناء الجنوب والبقاع والضاحية عادوا الى منازلهم المدمرة ولم يدفنوا بعد الشهداء الذين انجزوا انتصاراً تاريخياً ضد العدو، حتى خرج من الداخل من يقود المعركة السياسية المضادة، وبدأت تظهر في الساحة الاعلامية مظاهر هدفها الرئيسي استلاب الانتصار وتحويله هزيمة، وخلق مناخ يرمي الى ضرب قواعد اساسية في التركيبة الاجتماعية والسياسية والثقافية لتيار المقاومة بغية النيل منها وتحويلها عصابة مسلحة مطلوب التخلص منها ومن سلاحها. وسط هذه الاجواء نجد اننا كجزء كبير من عائلة شاركت مدى عشرات السنين في النضال الوطني والقومي والاجتماعي وقدمت الشهداء في معارك في مواجهة الاستعمار وفي النضالات الشعبية وفي المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي، بدءاً من السيد جواد الأمين الذي سقط في مجزرة حولا عام 1949 والعلامة السيد عبد اللطيف الامين خلال مقاومة الاحتلال في الثمانينات وما سبقهما وتلاهما من شهداء قاوموا الاحتلال، ومناضلين امضوا سنوات طويلة في سجون العدو وعملائه. اننا وبمعزل عما يقال وما يكتب وما يعلن من بعض الاشخاص، نعتقد ان هناك من يرغب في المشاركة في معركة لضرب المقاومة واهلها وفي تحقيق ما عجزت الحرب الاسرائيلية عن تحقيقه، وهو ما يؤذي ويناقض تاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا. لسنا في موقع توزيع شهادات في الوطنية او الديموقراطية على أحد، والتنوع السياسي الذي امتازت به عائلتنا، كان العنوان لنضالنا الوطني والقومي، ولم نكن يوماً في موقع المحايد ازاء خيار مقاومة الاستعمار والاحتلال والظلم والتخلف، بل على النقيض كنا على الدوام في قلب هذا الخيار، وهو الخيار الذي دلت تطورات العقود الثلاثة الاخيرة انه الاجدى في التحرر وفي رفعة اهلنا نحو حياة افضل".

 

معاون الأمين العام لـ"حزب الله": ثقافة 14 شباط كالمطالب الإسرائيلية

النهار/قال المعاون السياسي للامين العام لـ"حزب الله" حسين الخليل "اننا نريد حماية البلد من اي وصاية اجنبية يراد ان تُفرض عليه"، مشيراً الى "ان قوى الرابع عشر من شباط لها بعض الالتزامات مع الخارج، والقلق على البلد هو حول مستوى الممانعة فيها حيث اصبح التأثير الاميركي كبيراً جداً فيها". وتحدث الخليل الى "اذاعة النور" عن "جانب من وقائع الاداء السياسي الداخلي خلال فترة العدوان الاسرائيلي على لبنان وما تعرضت له المقاومة من بعض الافرقاء في الداخل"، وقال "كنا على علم بالمشروع الاميركي الفرنسي الاول الذي كان يحضر، والمطالب الاميركية – الاسرائيلية التي كانت تتقدم بها وزيرة الخارجية الاميركية، والمستغرب من جانبنا والذي كان يحز بنفوسنا هو مقاربة المطالب اللبنانية الرسمية والتي كانت على الخط نفسه واللحن نفسه للمطالب الاميركية تحت شعار انه ليس لدينا خيار آخر".

واضاف "في الوقت الذي كانت فيه المقاومة تسطّر اروع الملاحم في الجنوب اللبناني وتكسر شوكة العدو الاسرائيلي وكان الشعب اللبناني بصموده وارادته يكسر شوكة العدو ايضاً كانوا يقولون لنا في الحكومة: انتم امام خيار من ثلاثة، اما الانتقال الى شمال النهر او ان تسلموا السلاح او اننا سنأخذ قراراً في مجلس الوزراء نسمح فيه للجيش اللبناني ان يقوم بعملية مداهمات ويبحث عن هذا السلاح، وكان جوابنا اذا قارنا بين هذا المطلب وبين الشيء الذي يقدمه الاميركي فإننا نسأل ما الفارق بينهما، فنزع سلاح المقاومة امنية الاسرائيلي واليوم هذا هو مطلب قوى 14 شباط وهذه هي الثقافة السياسية عند غالبية تلك القوى، اذا كنتم لا تتبنون المقاومة ولا تريدون ان تتبنوها وتمشوا معها فلا تفعلوا ذلك، ولكن على الاقل اعتبروا ان هناك ورقة قوة للمفاوضات، فلماذا الاستسلام لمنطق ان المجتمع الدولي جاء ووضع امامي لائحة معينة (menu) كما قالوا لنا يفترض التزامها، لائحة اطباق محددة، الوطن ليس وجبة طعام واستقلاله ليس وجبة طعام ولا لبنان مطعم معين".

وتحدث ايضاً عن الغداء الذي حصل في السفارة الاميركية بين وزيرة الخارجية الاميركية وقوى 14 آذار، وقال: "روى لي بعض الذين تواصلوا مع هؤلاء وعرفوا ماذا جرى انه كان بعض اطراف قوى 14 شباط يحث الاميركي "يلا شدوا الهمة" ولتشد اسرائيل الهمة. والاميركيون يقولون لهم تريدوننا ان نعمل نحن وانتم لا تقومون بأي شيء، المطلوب ان تتحركوا انتم في هذا المجال. بالفعل يأسف الانسان على شراكة من هذا النوع ويحزن ويتألم كثيراً انه على الاقل ان لم تكن ظهيراً لهذه المقاومة، ان تكون ساكتاً لا ان تسلمها على طبق من ذهب، هذه ورقة قوّة ليس فقط لحزب الله، هذه ورقة قوة للبنان ولولا هذه المقاومة لكان العدو الاسرائيلي والاميركي استطاع ان يجعلك تختار الطبق الذي يريده هو". اما عن انتقاد قوى 14 آذار لاستقبال "حزب الله" امير قطر في الضاحية الجنوبية، فقال الخليل "ان امير قطر جاء متأبطاً الرؤساء الثلاثة وهم الذين طلبوا الزيارة للضاحية، واقل الادب ان يُستقبل هذا الرجل الذي جاء يقول انا مع المقاومة وانا ضد العدوان الاسرائيلي، ثم اليس عيباً ان يقارن هذا الاستقبال باستقبال بلير وان يأخذوا علينا كيف استقبلنا امير قطر. فليدن بلير العدوان الاسرائيلي على لبنان وليقل انا اقف جنباً الى جنب مع هؤلاء المكلومين والمجروحين في الضاحية الجنوبية، وان هذا السلاح حق مشروع طالما ان هناك احتلالاً. ان هذا امر معيب جداً الا اذا كان هناك حساسيات معينة وخلفيات معينة تجاه القطريين".

اما في موضوع ترميم العلاقات الداخلية فقال: "نحن احرص الناس على اقامة علاقات طيبة وجيدة مع كل الاطراف لكن المطلوب ان نكون على بينة في الخلاف السياسي، انا لا اريد ان تغازلني في الغرفة واشعر في الخارج بشيء آخر. لماذا عندما اتفق معك في السياسة نكون نحن الاثنين وطنيين، وعندما نختلف بالسياسة تختبئ وراء الطائفة المعينة، انا اختلف واياك بالسياسة كمنهج حكومي لكن لست مختلفاً مع طائفتك التي تنتمي اليها، ونحن نرفض ان يتحوّل اي خلاف سياسي الى تحريض على الارض للشارع والى تعبئة، هذا حرام وهذا معيب ولا يخدم مصلحة البلد".

 

عروض مسيحية على السنة والدروز  الاندماج في "دولة سلام" واحدة

 شبح التقسيم يخيم على لبنان والأوروبيون أكثر قناعة بنماذج تيمور الشرقية وقبرص وكوسوفو

 لندن- كتب حميد غريافي: السياسة

قد يكون المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية, بات أكثر ليونة واقتناعاً من أي وقت مضى بتطبيق النماذج القبرصية او البوسنية او الكوسوفية أو ربما الدارفورية السودانية على لبنان في حال تدهورت الاوضاع فيه الى حافة حرب اهلية جديدة, تشير كل المعطيات الداخلية منذ نهاية حرب الثلاثة والثلاثين يوماً بين حزب الله واسرائيل الى انها تشحذ سلاحها استعداداً لمعركة حاسمة تنهي ما اتفق عليه بين الطوائف اللبنانية قبل 63 عاماً وأطلق عليه »العيش المشترك« الذي لم يكن في يوم من الايام مبنياً على أرض صلبة بل على رمال متحركة غرق فيها هذا البلد النموذجي الصغير في الشرق الاوسط في محطات عدة كان اسوأها حربا عامي 1958 و1975 اللتان غيرت نتائجهما الدامية الدراماتيكية الوجه الحضاري الديمقراطي اللبناني وقذفت به الى حربي 1982 و2006 الاخيرة اللتين حددتا على ما يبدو معالم مستقبله باتجاه الفرقة والتقسيم البغيضين.

وكشفت أوساط قيادية فاعلة وتاريخية في الساحة المسيحية التي اصيبت بالاعياء وبأشد أضرار تلك الحروب الاربع, النقاب اخيراً عن انه »لم يعد لا في المنطق ولا بالنسبة لحقوق الفرد المسيحي الحر الاستمرار للحظة واحدة بعد الآن في العيش المستمر بالقلق والخوف والاضطراب داخل مجتمع متوزع الاهواء والولاءات الى خارج البلاد, يتفاعل معظمه مع كل المصالح الاقليمية الا المصلحة اللبنانية, دون ان يكون للمجتمع المسيحي اي رأي او دور, مسحوباً بالقوة والغوغائية والتسلط والدعم الخارجي في طرقات ملتوية صعبة المسالك مجهولة المنعطفات لا يريد السير فيها«.

وقالت الاوساط وفي طليعتها قيادتا حزب »الكتائب« اللبنانية وحزب »الوطنيين الاحرار« (الشمعوني) ل¯»السياسة« في بيروت انه »لم يعد هناك أي مجال للعودة الى الاصول اللبنانية التعايشية والحضارية والديمقراطية التي بني عليها قيام لبنان في منتصف القرن الماضي, ونحن الآن مجبرون على اختيار واحد من طريقين لا ثالث لهما: اما خوض حرب طائفية او مذهبية جديدة تأكل ما تبقى من لبنان بعد الحرب الاسرائيلية- الشيعية الاخيرة, او ان يذهب كل منا في طريقه بطرق سلمية نحو التقسيم الكامل رغم صغر حجم لبنان الموازي تقريباً لحجم جزيرة قبرص, دون التفكير بأي نوع من انواع الفيدرالية او الحكم الذاتي داخل دولة واحدة على غرار دولة الاكراد في شمال العراق التي اثبتت الاحداث انها غير قابلة للحياة مدة طويلة, اذ سوف تبقى بطريقة أو بأخرى مرتبطة بأحكام ذاتية اخرى لم نعد قادرين على التعايش معها اذا كنا مصممين على الحياة الحقيقية والامن والسلم لبلدنا الجديد وضمان مستقبل اولادنا بصورة نهائية«.

وتأتي توجهات المجتمع المسيحي هذه في تعبيرين واضحين اطلقهما الاربعاء الماضي زعيم حزب الكتائب الرئيس الاسبق امين الجميل عبر صحيفة »واشنطن بوست« حين اكد »ان لبنان على مفترق طرق, ونحن مدعوون اليوم الى الاختيار بين استخلاص العبر من الحرب الاخيرة لبناء وطن ديمقراطي ليبرالي, او المضي قدماً نحو التقسيم الفعلي للبنان«, وكذلك رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون الذي دعا الى »تقسيم البلاد الى كانتونات كحل وحيد للبقاء فيها, وهو امر يريده الجميع ولكن لا احد يعلنه بصوت مرتفع«.

ونقلت الاوساط القيادية المسيحية عن بعض اساقفة الطائفة المارونية قولهم انه »حيال الهجمة السورية- الايرانية التي يقودها حزب الله وبعض الفصائل الفلسطينية والحركات السلفية القريبة من تنظيم القاعدة في لبنان بهدف تغيير نهائي لوجه لبنان وهويته واسلوب عيشه المختلف عن بقية دول المنطقة, وحيال رفضنا الحاسم لذلك مع شريحة لبنانية واسعة من طوائف اخرى درزية وسنية, فان اي بحث في اقامة كونتونات او لا مركزيات او فدراليات تبقى كلها على خيوط اتصال في ما بينها, بات بحثاً عقيماً ولا يفي بالغرض, والحل الامثل اعلان التقسيم الكامل سواء بطرق حضارية سلمية عبر اتفاق كل الاطراف, والا في حال الرفض فليكن ذلك بأي وسيلة اخرى, او بدخول تحالفات خارجية مع دول اوروبية كما هي تحالفات الشيعة اللبنانيين مع ايران وسورية والسنة مع السعودية ومصر, لان لا المجتمع المسيحي ولا واجبات الكنيسة المارونية الرائدة مستعدة بعد الان للاستمرار في حالة انعدام الوزن المفروضة علينا: لقد خلقنا احراراً ولنا حرية الاختيار بموجب الشرائع الالهية والانسانية«.

الا ان قادة مسيحيين فاعلين يرون ان »علينا خوض تجربة اخرى ومن نوع جديد وللمرة الاخيرة مع ما افرزته ثورة الارز من تلاحم بين معظم الطوائف التي باتت الان تعاني ما عاناه المجتمع المسيحي طوال اكثر من ربع قرن اخيراً.. لذلك علينا عدم تجاهل رغبات هؤلاء اذا كانوا جادين في استمرار العيش معنا بأمان وسلم وطمأنينة, فنعرض مقترحات مستقبلية على اساس عيش مشترك جديد يقوم على المساواة الحقيقية واحترام الحقوق بالكامل, فاذا قبلوا فما علينا سوى احتضانهم وضمهم الى صدورنا«.

وفي هذا المجال اقترح القادة المسيحيون »مشروعاً اختيارياً« للتقسيم يقوم على ثلاثة احتمالات:

1- اما تقسيم طائفي بين كل المسيحيين وكل المسلمين.

2- واما تقسيم مذهبي تكون فيه دولتان احداهما للمسيحيين والسنة والدروز, والاخرى للشيعة.

3- أو تقسيم ثنائي يضم المسيحيين والدروز, وتقسيم مذهبي بين السنة والشيعة دون ان ينضم احد منهم الى التقسيم الاول.

وقال القادة المسيحيون ان هناك »بحثاً جدياً ومعمقاً داخل المجتمع المسيحي وضع على نار حامية منذ تفرد حزب الله بقرار الحرب مع اسرائيل الذي ضرب هذا المجتمع بعنف في طبقاته الانسانية والاجتماعية والاقتصادية ودفع به الى حافة الهوة, من اجل التوصل الى فكرة جامعة حول مصير لبنان ومسيحييه والطريق الممكن اختياره للخروج من هذا المستنقع المتجدد عفونة ودموية وخراباً كل عدة سنوات, واذا وجدنا اجماعاً مسيحياً وربما من شرائح طائفية اخرى تؤيدنا, فلسوف نقدم فوراً على تنفيذ حقنا في الاستقلال عمن يريدون الحروب والتخريب والبقاء تحت رحى »قضية الشرق الاوسط« الى ما لا نهاية, حتى ولو جوبهنا بالعنف والتفجير والسلاح«.

واكد القادة المسيحيون انه »لن تكون بعد اليوم ظروف اكثر ملاءمة لخوض مسألة التقسيم النهائي, فالدول الاوروبية التي معظمها بات يؤيد طروحاتنا, ملتفتاً بعين ايجابية الى الحلول المعتمدة في قبرص وكوسوفو والبوسنة وتيمور الشرقية وقريباً في دارفور السودانية كما يبدو, التي اوقفت القتال والدمار وهم الان (الاوروبيون)موجودون على ارضنا ويمكن ان يتحولوا الى حماة التقسيم كما هم في تلك الدول, من اجل وضع حد نهائي لتسلط داخلي مدعوم من الخارج تماماً كما فعلت اوروبا مع الاتراك عندما غزوا تركيا, وفي كوسوفو عندما طردت صربيا سكانها جميعاً«.

 

 

"حزب الله" فشل في التسلل إلى الاشتراكية الدولية فأرسل نصرالله العماد عون إلى بروكسل للمحاولة مجددا

 لندن ¯ »السياسة«: أفشلت فرنسا خلال الاسبوع الاول من هذا الشهر محاولات مضنية قام بها وفد لبناني ارسله حزب الله الى بروكسل لاختراق الاشتراكية الدولية عبر انتساب الحزب اليها في ما يبدو انها محاولات مطلوبة من النظام السوري لاقتحام عقر دار زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط احد ابرز قادة الاشتراكية الدولية التي منحته قوة فائقة في انشاء شبكة علاقات واتصالات دولية لم يمتلكها اي زعيم لبناني او عربي حتى الان جيرها لصالح لبنان. وكشفت مصادر من »المجلس العالمي لثورة الارز« في جنيف امس الجمعة النقاب عن ان وفد » حزب الله« وصل الى بروكسل بتمهيد من بعض القوى الاشتراكية الدولية المتعاطفة مع سورية لاجراء محادثات مع القوى الاخرى الفاعلة حول انتساب الحزب عبر احد اعضائه او القريبين الموثوقين منه الا ان ممثلي الحزب الاشتراكي الفرنسي في الاشتراكية الدولية رفضوا اي بحث في هذا الانتساب على اعتبار »حزب الله منظمة ارهابية« قتلت عام 1983 اكثر من 50 جنديا فرنسيا في العملية الانتحارية على مقر القوات متعددة الجنسيات ذات الغالبية الاميركية على مقر المارينز قرب مطار بيروت. ونبهت مصادر »ثورة الارز« في جنيف في اتصال اجرته ب¯ »السياسة« في لندن امس من امكانية ان يكون فشل وفد »حزب الله« في الوصول الى »مبتغاه السوري« دفع بحسن نصرالله الى تكليف حليفه العماد ميشال عون بالذهاب شخصيا الى العاصمة البلجيكية اول من امس بمحاولة جديدة مع اصدقاء له في البرلمان والاتحاد الاوروبيين لادخال الحزب الى الاشتراكية الدولية »لتعطيل الكثير من جهود حلفاء واصدقاء جنبلاط فيه لدعم لبنان والحكم الديمقراطي المعادي لسورية وللحزب«.

 

 الفاتيكان : البابا لايقصد الإساءة للإسلام "على الاطلاق"

 الفاتيكان - الوكالات : أكد فيدريكو لمباردي رئيس المكتب الصحافي لدولة الفاتيكان أن خطبة البابا فى ألمانيا لم تتضمن أية نوايا للاساءة للاسلام .وقال لمباردي في تصريح صحافى له امس إن البابا لا يقصد على الإطلاق التعرض للدين الإسلامى, بل إن البابا يريد تشجيع ثقافة الحوار والاحترام بين الأديان والثقافات.

في غضون ذلك نصب البابا بنديكيت السادس عشر سكرتير الفاتيكان الجديد الكاردينال الايطالي تيرسيسيو برتوني (71 عاما) خلال مراسم بحضور كبار مسؤولي الكنيسة الكاتوليكية.ويعادل منصب سكرتير دولة في الفاتيكان منصب رئيس حكومة. وقد عين الكاردينال برتوني في هذا المنصب في 22 يونيو الماضي ليحل محل مواطنه انجيلو سودانو (78 عاما). وكان هذا الاخير عين من قبل البابا الراحل يوحنا بولس الثاني. ويعرف سكرتير الفاتيكان الجديد جيدا البابا الحالي وكان مساعدا له حين كان رئيسا لمجمع عقيدة الايمان بين 1995 و2002.

من جهة ثانية عين البابا الفرنسي المونسنيور دومينيك مامبيرتي مكان الايطالي جوفاني لاجولو في منصب "وزير الشؤون الخارجية" للفاتيكان, على ما اعلن في الفاتيكان.  وكان المونسنيور مامبيرتي (54 عاما) منذ 2002 سفيرا للفاتيكان في السودان واريتريا والصومال وامضى فترات طويلة سفيرا للفاتيكان في الجزائر وتشيلي ولبنان وفي الامم المتحدة. وستكون هذه الخبرة الديبلوماسية مفيدة جدا لمامبيرتي في مهامه الجديدة حيث سيكون نائبا لسكرتير دولة الفاتيكان الجديد ترسيسيو برتوني الذي تنقصه مثل هذه الخبرة.وولد المونسنيور مامبيرتي في المغرب في السابع من مارس 1952 وهو مجاز في الدراسات السياسية والقانون العام واصبح كاهنا العام 1981 وبدأ عمله في الاوساط الديبلوماسية في الفاتيكان في 1986.

 

فرنجية: الأكثرية إمّا غبية أو مرتبطة أو كلاهما

الأخبار/سخر رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من الأداء الحكومي وخاصة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، ومن مواقف الغالبية النيابية التي قدمت خلال «33 يوماً 33 موقفاً» متهماً الأكثرية إمّا بالغباوة أو بالارتباط بالخارج أو بالاثنين معاً. وأكد فرنجية خلال حديث تلفزيوني مع قناة المنار «كان لدي منذ البداية قناعة بأن المقاومة ستنتصر، ونحن نعرف كيف نربح وكيف نخسر». أضاف: “في هذه الحرب الأخيرة كان هناك رهانان، الحسابات الداخلية كانت أقوى من الحسابات الخارجية، والحقد الداخلي كان أقوى من العداء لإسرائيل، ونتيجة هذا الوضع هناك من رأوا أن خسارة المقاومة انتصار لهم، إسرائيل لديها لجان تحقيق لماذا خسرت ونحن لدينا لجان تحقيق لماذا ربحنا. وتابع : “العدو الإسرائيلي يقول إنها أكبر هزيمة في تاريخ إسرائيل، بينما نحن لا نرى أن هناك هزيمة لهم، والبعض يرى أن كلفة النصر أكبر من حجمه، وحين نقول إن كلفة الجسر أهم من كرامتنا فهذا غير عادل ولا منصف”. ورأى: “أن الدولة مستعدة لعرض نفسها للبيع وطعن المقاومة في ظهرها وإجراء صفقات بهدف تصفية حسابات داخلية، وهذا يضعف الموقف اللبناني وهذا أيضاً ما تراهن عليه إسرائيل. ولو عملنا بحسابات الربح والخسارة لقلت إنني مع المقاومة من دون قيد أو شرط، ومن خلاصة الغباوة أن يكون هناك فريق في الحرب وفي هذه المعركة يقف ضد المقاومة، إما أنها خلاصة الغباوة أو إن هناك ارتباطات، ولا أريد أن أقول إن هناك ارتباطات”. وقال : “خلال 33 يوماً من الحرب أطلقوا 33 موقفاً، وفي اليومين الأخيرين كانوا يحاولون لملمة مواقفهم. منهم من قال إنه أتى لأنهم ضربوا المنارة، وقد تكون هذه المواقف نتيجة غباوة أو ارتباطات خارجية وربما الاثنتين معاً. ولكن ليس الكل بل البعض”.

أضاف: “كان هناك اثنان يتفاوضان والأمم المتحدة تتحدث، الحكومة اللبنانية كانت الوسيط بين الأمم المتحدة وحزب الله، وفي الكثير من المراحل كانت الوسيط المتعاطف مع الرأي الآخر. تضغط على حزب الله بالمطالب الخارجية، وكان هناك صعوبة كبيرة في إقناع بعض اللبنانيين أكثر من إقناع بيدرسون والأمم المتحدة. وهذا موضوع تخطيناه”. وأشار الى أن “أحد الصحافيين الإسرائيليين تحدى وزيراً لدينا، وقال له أنت أعطيت تحديدات ومعلومات، وقال مروان حمادة إنه سيقاضيه فأين هي هذه الدعوى”. وردًا على سؤال حول العلامة التي يعطيها للرئيس فؤاد السنيورة، قال : “إن الحكومة كانت غائبة، وحاولت في آخر يومين استثمار النصر. أنا أسأل: ماذا صنع السنيورة؟ أنا أرى أن الحكومة كانت غائبة، لعبت دور الوسيط. شركة سانيتا كانت سترعى السنيورة، كل النهار بكاء. لبنان ينتصر على إسرائيل والسنيورة يبكي”.

وقال: “اليوم هناك فريق طويل عريض خلق واقعاً جديداً في الوطن. لا تستطيع القول إنني أريد أن أحكم وحدي، ومن يعارض هذا الأمر فهو ضد لبنان ويخدم مصلحة سوريا. ما الذي يتغير في المعادلة مع سوريا إذا دخل العماد ميشال عون إلى الحكومة؟” ورأى أن «الذين كانوا يزورون نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، هم جماعة النظام الأمني اللبناني السوري. من على باب رفيق الحريري قلنا كلاب الأجهزة فتدخل مستشارو الحريري لطلب حذفها. المخابرات السورية كلها موجودة في 14 آذار. و(النائب وليد)جنبلاط أتى إلى بنشعي من أربع سنوات ليطلب الصعود إلى سوريا. وكان يطلب أن يترقى قليلًا في العلاقة إلى ما فوق رستم غزالة. يجب ألا يزايدوا في هذا الموضوع”. عدد السبت ١٦ أيلول ٢٠٠٦

 

مسلسل الشيّاح ــ عين الرمانة يتتابع

ثائر غندور- الأخبار

العدد ٣٠ السبت ١٦ أيلول ٢٠٠٦

حدث... لم يحدث. تختلف الروايات في محور الشيّاح ــ عين الرّمانة، لكنّها تلتقي على ردّ الإشكال الأمني إلى شتائم وُجّهت لحزب الله وأمينه العام السيّد حسن نصر الله في ذكرى اغتيال بشير الجميّل. آليات الجيش اللبناني وعناصره موجودة بكثافة في المكان. الطرف الأول، في الشيّاح، يقول إن شبّان عين الرمانة مزّقوا صور السيّد حسن نصر الله بالقرب من تقاطع شارع عبد الكريم الخليل، ثم شتموا الأمين العام للحزب، «وحاول شباب حركة أمل ضبط الوضع، ونجحوا»، كما يقول أحد الشباب في محل للحلاقة. ويضيف أن شباب «أمل» حملوا سلاحهم «لأن المنطقة مربع أمني»! لكن عاملاً في أحد المطاعم يؤكد حصول اشتباك بعيداً من أعين الجيش اللبناني، ووقوع جرحى في صفوف القوات اللبنانية. وعلى مدخل عين الرمانة، يجلس شاب في مقهى صغير. يتأكد أمنياً من القدرة على الكلام، ثم يطلب إخفاء الدفتر، ليقول: «عند الساعة الرابعة من فجر أمس حصل إشكال بين شباب القوات اللبنانية، ربما لأسباب شخصية». ويؤكد أن عشرات الشبان من حركة أمل كانوا على درّاجاتهم النارية جاهزين للهجوم، لكن أمن حركة أمل والجيش اللبناني منعهم من ذلك. في الطرف الثاني، يجلس شبان القوات اللبنانية عند تقاطع محمصة صنين. يؤكدون حقهم في شتم حزب الله وأمينه العام، ما دام جمهور الحزب يشتم «الحكيم». المتحدث باسم المجموعة جورج، يشير إلى «أننا كنا على أتم الاستعداد لخوض المعركة لنريهم أن المسيحيين أقوياء». يتحدثون عن رغبتهم «ببناء دولة حديثة، من دون سلاح»، وكيف يحق لطائفة أن تتفرد بقرار الحرب؟... ولا ينسون شيئاً من شعارات زعمائهم. كانوا منتشين بمشهد «المسيحيين المتوحدين في احتفال الجميّل»، ويؤكدون أنهم على استعداد لمواجهة «هجوم الشياح الذي منعه البارحة الجيش اللبناني الذي له وحده حق حمل السلاح». في اللحظة ذاتها، تمرّ دورية للجيش، ويبدأون بالاستهزاء بها. المفارقة المضحكة، هي أنهم يصرّون على أن حزب الله أراد أن يهاجمهم البارحة وأن عناصر الانضباط في حركة أمل منعتهم. بالنسبة إليهم، انتهت الحرب في التسعينيات، «لكن حزب الله يتصرف بعكس ذلك. وسلاحه لا يساوي شيئاً أمام سلاح القوات اللبنانية الذي وإن سلموه، يمكن أن يستعيدوه بثلاث ثوانٍ». لكنّ الجميع ينفي حصول صدام.

يمكن أن تمر كل يوم على «طريق صيدا القديمة» من دون أن تشعر بأن حرباً باردة ما زالت قائمة. القناص غير ظاهر. والطرفان يؤكدان أنهما راغبان «بالعيش المشترك»، لكن الطرف الآخر لا يريده، وهم مستعدون لأن يستعرضوا قواهم، إذا ما اضطرّوا إلى ذلك. عدد السبت ١٦ أيلول ٢٠٠٦

 

التحريض المسيحي أطلقه الأسد وبلوره نصرالله وتابعته الأدوات للانقضاض على الحكومة بعد التقاطع بين 14 آذار وبين "النداء السابع"

"حزب الله" يتماهى أهدافاً وتعابير وسلوكيات مع الأسد وعملائه

المستقبل - الجمعة 15 أيلول 2006 - فارس خشّان

لفترة طويلة، برز إصرار لبناني على وضع حد فاصل بين "حزب الله" وبين النظام السوري من جهة أولى وبين الحزب وبين "عملاء سوريا" من جهة ثانية، لا بل ثمة من حاول أن يقنع قادة لبنانيين، من خلال تقارير كانت ترده من أشخاص يدّعون أنهم عقدوا خلوات مع السيد حسن نصرالله، أن قيادة "حزب الله" لا تعطي الرئيس السوري بشار الأسد ما يطلبه منها. إلا أن هذا الحد الفاصل الذي كان راسخاً في اقتناع اللبنانيين، بدأ يتهاوى بعدما أجروا تقاطعاً بين اتهامات نصرالله للمختلفين سياسياً معه وبين الصفات التي أطلقها الأسد على هؤلاء، وبين اللهجة غير السوية التي يستعملها قادة "حزب الله" وبين التعابير السفيهة التي يتوسلها "عملاء سوريا" في الكلام على الزعماء اللبنانيين. وفي هذا السياق، يبدو جلياً أن هناك لغة واحدة يتقاطع عندها نصرالله والأسد، وليس أدل على ذلك سوى التوقف عند محطتين:

الأولى، توصيف نصرالله لقادة 14 آذار بأنهم مشروع إسرائيلي في لبنان بعدما كان الأسد قد إطلق عليهم إسم "المنتج الإسرائيلي". الثانية، اعتبار نصرالله "بعض الإعلام اللبناني" بأنه أكثر عداء من الإعلام الإسرائيلي، بعدما كان الأسد قد اعتبر أن هذا الإعلام هو إعلام متصهين ناطق باللغة العربية. أما على مستوى التقاطع بين قادة "حزب الله" وبين "عملاء سوريا"، فتكفي مقارنة التعابير التي يستعملها هؤلاء القادة على مختلف مستوياتهم وبين التعابير التي يستعملها وئام وهّاب وسليمان فرنجية وطلال إرسلان وغيرهم، بحيث توحدت المعايير التعبيرية حول كلمات مثل "منحط، وغبي، وحقير، وجبان، ومتآمر، وخائن، وأحط من النعال".

تقاطع الأهداف الخطرة  

ولا يقيم المراقبون اعتباراً لهذا النوع من التقاطع اللفظي، لو لم يكن وليد تقاطع عملي خطر هدفه إلهاء اللبنانيين عن الكارثة التي سببتها لهم حرب 12 تموز، من جهة أولى وعن الثقة التي يمكن أن يقيمها هذا الانتشار التاريخي للجيش اللبناني ولقوات اليونيفيل براً وبحراً وجواً، من جهة ثانية في مقابل خلق إشكاليات وطنية في الداخل اللبناني، من جهة أولى وذرع بذار الفتنة الطائفية، من جهة ثانية.

أوركسترا الخشية الطارئة على المسيحيين

وبهذا المعنى، يمكن فهم أبعاد الأوركسترا العميلة لسوريا والممولة منها والموجهة من استخباراتها التي استفاقت، فجأة على حقوق المسيحيين في السلطة بهدف زرع الشقاق بين مسلمي 14 آذار ومسيحييها من جهة أولى وبهدف إحداث هوة بين المسيحيين وقوى 14 آذار بعد التناغم الاستثنائي بين بيان البريستول الأخير وبين النداء السابع لمجلس المطارنة الموارنة، من جهة ثانية. وهذا الفهم لأبعاد الأوركسترا ليس ضرباً من الخيال، بل هو مستند الى أدلة كثيرة لعلّ أبرزها الآتي:

الإمرة للأسد

أولاً، إن أول من أطلق حملة إخافة المسيحيين من المسلمين كان الرئيس السوري بشار الأسد الذي لم يكتفِ بالخطابة بل قرن القول بالفعل حين أطلق العنان لمخابراته في لبنان لزرع العبوات الناسفة في المناطق ذات الغالبية المسيحية منهياً إياها في السادس من أيار، عشية عودة العماد عون الى لبنان بتفجير مقر إذاعة صوت المحبة في جونية، مطلقاً العنان لعملائه للبكاء على طائفة يتم تدمير بناها التحتية ولا بد من السماح لها بإقامة أمنها الذاتي.

البلورة لنصرالله

ثانياً، إن الأسد الذي عاود إطلاق حملة ترهيب المسيحيين بالاستناد الى الكلام عن تحول لبنان الى مركز لـ"تنظيم القاعدة"، وجد دعماً مباشراً من السيد حسن نصرالله عندما راح في إطلالته الإعلامية التي أعقبت وقف الحملات الحربية بين "حزب الله" وإسرائيل يتكلم عن حقوق المسيحيين السلطوية المهضومة، متسائلاً عن سبب استمرار هذه الوضعية التي كانت سابقاً تلقى على عاتق الوصاية السورية، ملمحاً بذلك الى أن مشكلة المسيحيين خلال حقبة الوصاية كانت مشكلة فرض رؤية إسلامية، طاغية اليوم في البلاد، على القرار السوري.

المتابعة للأدوات

ثالثاً، إن فلسفة "قهر المسيحيين" قدمها، بعد نصرالله، النائب السابق ناصر قنديل في إطلالة له على شاشة تلفزيون "حزب الله" قبل نحو أسبوعين، حيث راح يتكلم عن الغبن اللاحق بهذه الطائفة، ومن ثم تبعه النائب السابق سليمان فرنجية بأطروحة قدمها من الصرح البطريركي في الديمان، عشية صدور النداء السابع لمجلس المطارنة الموارنة، قبل أن تنبري نشرة "حزب الله" اليومية في الإشادة باستقلالية العماد ميشال عون وتبعية الدكتور سمير جعجع.

رابعاً، إن المقالات التحريضية التي ترفع شعارات كبيرة مستندة الى أدلة واهية، إنما تتمركز في وسائل إعلام معروفة الصلة التآمرية والتمويلية بين مالكيها وبين كبار المسؤولين في أجهزة الاستخبارات السورية.

عون وأبي نصر

خامساً، دخول النائب نعمة الله أبي نصر ـ وهو عضو في الكتلة العونية ـ على الخط للعزف على وتر غيرة أبناء كسروان جبيل على واقع الطائفة المارونية والدعوة الى الانقضاض على اتفاق الطائف، كنص مستقل وكإصلاحات دخلت على البنية الدستورية بطبيعة الحال، ليس ثمة من يقول إن أبي نصر يريد عودة الوصاية ولكن الجميع مدرك أن أبي نصر أقام نوعاً من التفاهم مع العماد عون، بحيث يتمايزان بالموقف من النظام السوري ومن "حزب الله" ليستفيد الأول من استعداد أبي النصر ليكون في واجهة تحريض المسيحيين على اتفاق الطائف وشراكة قيادات 14 آذار المسيحية مع القيادات المسلمة.

"فرط" 14 آذار والعودة الى سيناريو 1984

وتهدف هذه الخطة التي تقودها الأوركسترا السورية ـ و"حزب الله" شريك كامل فيها ـ الى خلق اضطرابات طائفية في الداخل اللبناني لكوكبة المسيحيين والشيعة، بعد إعادة لمملتهم طائفياً، الى جانب "حزب الله" والعماد عون تمهيداً لنداء إسقاط الحكومة وإدخال البلاد في فوضى تسمح ببقاء سلاح "حزب الله" من خلال عرقلة تنفيذ القرار 1701 وتدفع أطرافاً طائفية أخرى إما الى التسلح وإما الى التفتيش عن اللجوء الى حمى قوى عنفية ـ نواتها متوافرة حالياً من خلال تلك الممولة من إيران والمدعومة من سوريا والتي هي على تنسيق كامل مع "حزب الله"، وهذا بالتحديد ما سبق لبشار الأسد أن تكلم عنه، عشية خروج جيشه من لبنان في نيسان 2005، وما سبق أن بلوره في خطة متكاملة رجل المخابرات السوري بهجت سليمان في العام 2002، غداة آخر زياة قام بها رئيس الديبلوماسية الأميركية آنذاك كولن باول لدمشق.

وفي ذهن واضعي هذه الخطة والعاملين على تنفيذها أن لبنان، والحالة هذه، يعود ساحة فوضى فيتكرر سيناريو العام 1984 بحيث تكفي ضربة واحدة لقوات الطوارئ الدولية لتسحب نفسها من المعادلة اللبنانية، ولئلا تكون جاذباً لفوضى مفتوحة مع إسرائيل، تكلف سوريا من جديد ضبط الوضع اللبناني.

ساعة الصفر بأفق وشيكة

وعلى هذه القاعدة، يمكن استشراف "ساعة الصفر" لإطلاق الفوضى السورية بالأدوات اللبنانية، وهي إما بتاريخ توجيه لجنة التحقيق الدولية تهمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولغيره من شهداء ساحة الحرية لسوريا أو لأي فصيل متآمر معها في لبنان ـ هذا في حال كانت التهمة وشيكة على ما يخشى السوريون وعلى ما لا يظن الخبراء في الأمم المتحدة ـ وإما بتاريخ بدء العمل جدياً لتشكيل المحكمة الدولية.

بطبيعة الحال، ليس "حزب الله" ولا شركاؤه من المتعاملين مع سوريا، هم المخولون الدفاع عن مصالح المسيحيين في السلطة اللبنانية، على اعتبار أن المسيحيين قبل غيرهم يدركون كيف استخف جميع هؤلاء بحقوقهم البديهية لجعل البلاد لقمة سائغة بيد الوصاية السورية، وفي هذا السياق يعرفون جيداً دور الرئيس اميل لحود والوزير السابق سليمان فرنجية، كما أنهم يدركون أن سبب تعطيل قيام الدولة هو إصرار "حزب الله" مدعوماً من الوصاية وداعماً لاستمرارها، على إبقاء قرار الحرب والسلم بيده، كما أنهم لا ينسون إطلالات سائر عملاء سوريا ومن بينهم ناصر قنديل الذي قال من بين ما قاله، عند تشكيل لقاء عين التينة، إن المسلمين وهم الأكثرية العددية لن يرضوا بالمناصفة في عدد النواب إن تمّ اعتماد القضاء دائرة انتخابية، لأنه والحالة هذه يصبح قليلو العدد متحكمين باللعبة الداخلية اللبنانية ككثيري العدد، أما كتّاب المقالات التحريضية الذين يتسترون بأسماء لم يكن لها وجود في عالم تسجيل المواقف السياسية في ما سبق، فهم كانوا ويظلون أبعد الناس عن هموم المسيحيين الحقيقية التي تعمل قوى الرابع عشر من آذار على صونها واستردادها، سواء من خلال تحرير القصر الجمهوري من الوصاية السورية، أم من خلال رفع شأن الدولة بإلغاء الدويلات المسلحة، أم من خلال دعم الاعتدال على امتداد الجغرافيا الوطنية لئلا يأكل المتطرفون من كل الجهات الدولة المدنية الضامنة للمواطنية العابرة للطوائف، أم من خلال ما ذكره البيان الأخير لهذه القوى التي التأمت في البريستول لجهة التأكيد على التطبيق الكامل لاتفاق الطائف مع تصحيح الشوائب التي اعتراها التنفيذ المشوه لبعض مفاصله في حقبة الوصاية السورية.

السهولة الدفترية والاستحالة العملية

وفي مطلق الحال، الخطة السورية التي يتقاطع معها "حزب الله" لغة وتحالفات وشراكات ومنابر، تهدف الى ضرب الاستقرار اللبناني تمهيداً لإسقاطه في بؤرة توتر تكون في خدمة المحور الاقليمي المعروف.

هذا الهدف، بقدر ما يبدو دفترياً سهل المنال بقدر ما يبدو عملياً مستحيل التحقيق ولكن على قاعدة أن تتفوق قوى الأكثرية على معوقات تنوعاتها الديموقراطية وتنبري يداً واحدة في وضع خطة أمنية وسياسية وروحية وإعلامية متكاملة لصد الهجوم السوري المنظم والذي توفر له تمويل كبير، بحيث بات المراقبون يتلمسون كيف أن العماد عون يوزع مالاً وكيف أن بعض "أحزاب الفقراء" أصبح بغنى دول، وكيف أن بعضاً ممن كان بالكاد يجد بيتاً ليؤويه يتمتع بجاه قلّ نظيره وبحماية لا يتمكن منها إلا كبار المتموّلين.

 

معارضة "حزب الله" قرارات المجلس هرطقة دستورية!

16 سبتمبر, 2006

خمس حالات غير متوافرة "لإسقاط" الحكومة

نوال نصر - البيلد

وقف النائب علي عمار بين ركام الضاحية الجنوبية، أمامه مئات المحتفلين بولادة الإمام المهدي، هاتفا بلغة الحسم والجزم "نقول لهذه الحكومة التي تمادت في غيّها ارحلي... ما نريده هو حكومة وفاق وطني يكون فيها شرفاء أمثال ميشال عون وسليمان فرنجية". خمسة عشر عاما مرت على اتفاق الطائف، شكلت خلالها عشرات الحكومات باسم هذا الوفاق المنشود. الرئيسان سليم الحص وعمر كرامي ساهما في تشكيل مثل تلك الحكومات، والرئيس الشهيد رفيق الحريري حاول أن تكون حكوماته "وفاقية". خمسة عشر عاما والحكومات تتوالى والوفاق الوطني المبتغى وسيلة أكثر منه غاية! هل نحن بحاجة حقا، الآن بالتحديد، الى حكومة وفاق وطني؟ وما هي إمكانات حلّ هذه الحكومة قانونيا ودستوريا؟

نائب رئيس المجلس النيابي السابق ميشال معلولي، الذي ساهم في تفاصيل إعداد اتفاق الطائف، يعرف تماما الحالات التي "تسقط فيها الحكومة في لبنان أو التي تعدّ فيها مستقيلة حكما" وهي خمس لا سادس لها "إذا قدم رئيسها، بطبيعة الحال، استقالته. أو إذا توفي هذا الرئيس، إذا اغتيل مثلا أو فُقد ولم يُعرف عنه طوال مدة معينة، ما إذا كان حيا أم ميتا. وإذا استقال الثلث المعطل، المطلوب عادة سياسيا في حكوماتنا..." ويستطرد معلولي هنا ليقول "إذا طرح المجلس النيابي ثقته في أحد الوزراء، بتقديم أحد أعضائه سؤالا ثم استجوابا، يسحب بموجبهما ثقته من وزير محدد، "يفرط" الوزير لا الحكومة، ويُعين بديلا عنه، ويحوّل الى المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء بحسب الجرم".

ثمة حالات أخرى يعدّ بموجبها مجلس الوزراء مستقيلا حكما "اثر انتهاء الانتخابات البرلمانية وإنشاء مجلس نيابي كامل جديد، تستقيل الحكومة التي أنجزت هذه الانتخابات فورا، ويتسلم المجلس النيابي السلطة التشريعية. وتعدّ الحكومة أيضا في حكم المستقيلة إذا انتهت ولاية رئيس الجمهورية بالوفاة أو بالاستقالة أو بانتهاء مدته، وهذه حالة طبيعية، وبعد أن ينتخب رئيس جمهورية جديد للبنان العتيد أول مهمة تكون على عاتقه، بعيد تسلمه زمام الحكم، هي إجراء مشاورات ملزمة لاختيار رئيس حكومة جديد، يشكّل الحكومة الجديدة المتضمنة، مبدئيا، شخصيات من تيارات وتوجهات مختلفة تجسيدا لقيام "حكومة وفاق وطني".

هذه هي الاحتمالات، وتلك هي حكومتنا، وهؤلاء، أصحاب البيانات التي "تشرقط" تأييدا أو رفضا لها، تعرفونهم وتسمعونهم... فإلام ستؤول الحال؟ ماذا لو أقيلت أو استقالت حكومة فؤاد السنيورة ولم تشكل، لسبب ما، حكومة جديدة؟ يملك ميشال معلولي جوابا "إذا استقالت الحكومة، أي حكومة، ولم يستطع رئيس الجمهورية لسبب ما تأليف حكومة، أو إذا لم يرد التوقيع على تشكيلها، لا يقع البلد أبدا في الفراغ، لا شيء اسمه فراغ في الحكم في كل دول العالم... بل تصمد الحكومة المقالة أو المستقيلة، وتقوم بتصريف الأعمال، من دون أن تتخذ أي قرارات أساسية. فلا توقع على مشاريع خمسية مثلا لكنها، لزاما، تعالج مسألة أنفلونزا الطيور أو مسألة زلزال حصل أو فيضان جرى...". ألا يعني تعطيلها إرجاء البتّ في أمر المحكمة الدولية؟ يجيب معلولي: "لهذه المحكمة أصول في القانون الدولي، لها أفضلية على القوانين الداخلية. يعني إذا تعارض قرار مجلس الأمن مع قرار داخلي محلي الأفضلية تكون الى القرار الأول". ثمة خطة أخرى قد تجتاح، أو ربما اجتاحت، خطط "الأقلية" للإطاحة بهذه الحكومة وفيها استقالة نواب حزب الله والتيار الوطني الحرّ ومن يسمون "بالصف الوطني" من المجلس النيابي، وهكذا تضطر الحكومة الى إجراء انتخابات نيابية جديدة وتنشئ حكومة جديدة، فتكون "ضربتين بحجر واحد" ماذا عنها؟ هل تعدّ دستوريا ناجحة؟ يجيب معلولي "الدستور واضح. كل نائب يستقيل ينتخب خلفا له خلال ستة أشهر. وإذا استقال نواب "الحزب" و"التيار" أو حتى نواب نصف المجلس وأكثر لا يحلّ. لا شيء يحلّ المجلس النيابي إلا إذا أراد هو تقصير ولايته وحلّ نفسه، كما فعل مجلس 1972 الممدد له، على جولات، حتى عام 1994، فاجتمع النواب قبله وقرروا تقصير ولايتهم".

كان في يدّ رئيس الجمهورية، بموجب المادة الخامسة من الدستور القديم، صلاحية حلّ المجلس النيابي إذا توافرت حالات عدة، انحصرت في اثنتين، تحققهما صعب: إذا ردّ المجلس الموازنة كلها ولم يرد البحث فيها. وإذا لم ينعقد خلال دورة عادية كاملة. أين الحلّ؟ هل نزول طالبي "إسقاط الحكومة" الى الشارع هو الحلّ؟ هل الموضوع، مرة أخرى، في يدّ رئيس المجلس النيابي؟ إلام يحتاج هذا المجلس ليحلّ نفسه؟ يتطلب الأمر، بحسب ميشال معلولي، "أن يدعو نبيه بري أعضاء المجلس للتصويت على هذا القرار- القانون مثل أي قانون عادي آخر، لكن هذا طبعا لن ينجح، سواء أراده بري أم لم يرده، فالمجلس يتشكل من أكثرية وأقلية، والأكثرية، التي يحتاج إليها هذا القانون، لن تغامر طبعا وتذهب الى انتخابات جديدة. عدنا إذا الى البداية ماذا سيكون الحلّ؟ الإضراب يكون أحيانا حلا، لكنه غير دستوري. والناس الذين نزلوا قبل عشرين شهرا تقريبا الى الوسط التجاري لإسقاط حكومة عمر كرامي ونجحوا قد لا يكررون فعلتهم اليوم... وبالتالي على نواب حزب الله، إذا كانوا فعلا يعترضون على هذه الحكومة، الاستقالة أولا، وإذا لم يفعلوا سيكونون، شاؤوا أم أبوا، مشاركين في قراراتها، وعليهم الالتزام بها. لا خيار ثالث أمامهم". ويختم معلولي: "القول إننا وزراء في هذا المجلس لكننا نعارضه ليس إلا هرطقة دستورية".

 

الأسد أدخل المستشفى "على عجل"...!

سوريا الحرة/ قالت أوساط مسؤولة في المعارضة السورية في العاصمة الفرنسية أمس الجمعة إنها حصلت على "معلومات غير مؤكدة بعد" من دمشق تتحدث عن نقل الرئيس السوري بشار الأسد "على عجل" إلى المستشفى ليل الخميس-الجمعة, دون أن تذكر تلك المعلومات الأسباب.وذكرت الأوساط لجريدة "السياسة الكويتية" أن مصدراً موثوقاً من قلب نظام البعث في دمشق أبلغها في اتصال بها في باريس أن الأسد "نقل إلى المستشفى على عجل وفي حالة طارئة", إلا أنه "لا يعرف بعد ما إذا كان أصيب بعارض صحي أو بمحاولة لاغتياله" مع العلم أنه يمر "بمرحة نفسية صعبة للغاية داخل العزلتين الدولية والعربية المضروبتين عليه بإحكام, وبسبب الضغوط الهائلة التي يواجهها من تداعيات محتملة عليه لما قد يصدر عن لجنة التحقيق الدولية باغتيال رفيق الحريري في منتصف الشهر المقبل".

 

جند الشام .. من عنجر إلى دمشق

سوريا الحرة/ما يجعل المقال في هذا الشأن موضوع جدير بالتساؤل وطرح الأمر بقليل من الحيادية, ليست الغاية منه تحديد مسؤوليات وإنما محاولة معرفة ما يدور في الساحة السورية من قلق ومن ارتجال سياسي وخلافه .

لأول مرة في تاريخ المنطقة يتردد أسم التنظيم الإرهابي جند الشام كان في البيان المصور الذي تبنى مسؤولية اغتيال الشهيد رفيق الحريري (وهناك من يقول أن الاسم تردد في العملية التي جرت عبر اشتباكات تمت في قاسيون بين مجموعة وقوى امنية وتبين فيما بعد بناء على تكذيب الحكومة الأردنية أن هؤلاء عبارة عن عصابة سطو وسرقة أردنية هربت إلى سوريابعد ملاحقتها من قبل الأجهزة الأردنية وهذا ما تأكد لاحقا)

والذي عرف بشريط الثلاثي أحمد أبو عدس واللواء بهجت سليمان الذي كان في حينها رئيسا لفرع الأمن الداخلي ( أو ما يعرف بفرع دمشق التابع لإدارة المخابرات العامة ـ أمن الدولة-) والثالث بفرع عنجر للمخابرات العسكرية السورية برئاسة اللواء الحالي رستم الغزالي. إن التداخل بين هذ الأسماء الثلاثة تردد بعد انكشاف التزوير في قضية أبوعدس الذي تردد أنه كان معتقل لدى اللواء بهجت سليمان كما أكد ذلك أكثر من مصدر .

ومن جهة أخرى طرح التساؤل الذي مفاده أن لاشيء من هذا يمكن أن يحدث في لبنان في ظل الوجود القوي لفرع عنجر المعروف بدجة سيطرته الأمنية على الوضع اللبناني فكيف لتنظيم ينشأ ويقوم بعملية مثل اغتيال الشهيد الحريري دون أن يصل علمه للمخابرات السورية ؟

ومع ذلك عاد هذا التنظيم للظهور مرة أخرى في دمشق عبر أكثر من عملية وآخرها كان عملية السفارة الأمريكية في دمشق والذي نفذها هذا التنظيم كما جاء في بعض وسائل الإعلام والمفارقة أن السيد اللواء رستم الغزالي نفسه الآن رئيسا لفرع مكافحة الأرهاب في المخابرات العسكرية والذي مقره دمشق .

في هذه اللوحة البسيطة من التساؤلات وانطلاقامن المواقف التي تجمع عليها أكثرية الشعب السوري وقواه المعارضة والمراقبين والمهتمين بالشأن السوري من أن كل هذه العمليات التي تمت تحت أسم هذا التنظيم جند الشام من فبركة المخابرات السورية, كما فبركوا قضية أبو القعقاع الذي تخلى في النهاية عن ذقنه الطويلة تشبها بذقن بن لادن وحلقها والآن يقوم فقط بدعم السلطة السورية سياسيا!! خصوصا بعد ما انتشر خبر في الشارع السوري مفاده أنه ضابط في الاستخبارات السورية !! وبعدما ارسل المئات من الشباب العرب والسوريين ليموتوا في العراق ومن عاد منهم دخل إلى السجون السورية.

بالعودة لموضوعنا فإما هنالك ارتباط فعلي بين تنظيم جند الشام والمخابرات السورية أو أن وضع هذه المخابرات بات في الحضيض لأن كل العمليات التي تمت من قبل تمت في مناطق الانتشار العسكري والأمني الكثيف لهذه الأجهزة وخصوصا منطقة أبو رمانة التي تقع فيه السفارة الأمريكية , وهذه قضية يعرفها أبسط مواطن سوري في دمشق ! وفي كلا الحالتين هنالك ما هو خطر على مصير سوريا ! ويبقى هنالك حالة أخرى بأن القرار الأمني السياسي في سوريا لم يعد ممركزا كما كان من قبل وأصبحت الأجهزة الأمنية تعمل بمفردها وكل جهاز يعمل لمصلحته وفقا لتوجهاته الخاصةودون العودة لمركز أعلى في القرار ولو أن ذلك الاحتمال مستبعدا في سوريا بالذات ! هذه الاحتمالات الثلاثة والتساؤلات الكثيرة التي طرحتها هذه الأحداث تجعل في النهاية العودة لمقولة الارتجال والتخبط وكلها تسعى نحو أجندة مركبة من جهة هي تسعى للقول للغرب أنني البديل الوحيد وهذه تسوقها عبر إظهار أنا مستهدفة من قبل الإرهاب وأن البديل سيكون الإرهاب في سوريا , وما تتطلبه هذه القضية من فتح الحوار المقطوع مع الولايات المتحدة الأمريكية.وعقد صفقة معها من أجل استمرار هذه السلطة .

وكل الذين عادوا وقرؤواالتفاصيل الأمنية واللوجستية للعملية الأخيرة على السفارة الأمريكية يؤكدون أنها مفبركة من قبل المخابرات السورية . ومع ذلك نحن لم نترك هذا المجال وحيدا للتحليل بل اولنا أن نحيط بالمسألة من كل الجوانب وطرحنا كل التساؤلات التي تهمنا وتهم المواطن السوري . هذا اللغط الحاصل يؤشر أيضا على أن هنالك من يحاول إثارة البلبلة في الشارع العربي والسوري خصوصا من أجل بقاء المسألة الأمنية السياسيةفي حالة من الغموض والتوتر وخصوصا بعد اغتيال الشهيد الحريري وما يمكن أن يترتب على هذا الأمر من تردد التهمة بحق مسؤولين كبار في العائلة الأسدية!!حيث لا يمكن أن يقوم أي جهاز أمني بأي عمل دون الرجوع على الأقل للعقيد ماهر الأسد خصوصا بعدما تسربت أنباء عن علاقة ماهر الأسد ورستم الغزالي بفضيحة بنك المدينة !!كل هذه المؤشرات والأسئلة تجعلنا نظن أن ما يجري من عمليات بين الفينة الأخرى ليست بعيدة عن دائرة ماهر الأسد وبعض القوى الأمنية وليس كلها !!فعلى سبيل المثال لا يتم الثقة بهكذا نوع من العمليات بجهاز الأمن السياسي التابع لوزارة الداخلية على الأقل إداريا وقانونيا ! فجهاز الأمن العسكري الذي يعد الجهازالأقوى في البلاد والذي بني باستقلالية نسبية عن بقية أجهزة الدولة أصبح الآن ونتيجة لقوته هذه مرتعا للأسرة الأسدية من أجل القيام بشتى أنواع الممارسات اللاقانونية والخطرة على أمن البلد لأنه تحول إلى جهاز أخطبوطي يتدخل في الشاردة والواردة في سوريا !! لهذا تم تسليمه لآصف شوكت !!

علنا نجد لها جوابا شافيا !؟ ولكن ممن تطلب هذه الإجابات ؟

 

انتهت المسرحية

سوريا الحرة/ الرجل الرابع في عملية الهجوم " الإرهابية "المفبركة على السفارة الأمريكية يوم الاثنين 11-9-2006 ، التي استهدفت مقر السفارة الاميركية بدمشق حسب قول " سانا " قد فارق الحياة متأثراً بجروحه البالغة التي اصيب بها اثناء الاشتباك بين عناصر مكافحة الارهاب والمجموعة الارهابية المسلحة. وبهذا تضيع â“ حقيقة و ظاهراً- معالم هذه المسرحية المكشوفة التي أقدم عليها النظام أمام السفارة الأمريكية في دمشق .

والعجيب لمن لا يعرف تصرفات النظام السوري المكشوفة لكل ذي بصيرة أن كل (المجرمين ) يقتلون في المجابهة فوراً ، أو متأثرين بجروحهم في المستشفى ، أو في الطريق إلى المستشفى ، أو في الطريق إلى القبر - لا يهم - وبهذا يضطر النظام الحريص على أمن البلاد - وقبله أمن الأعـدقاء - إلى طي القضية في وقتها ومكانها ، لكنه يكون قد قام بواجبه في ملا حقة المجرمين الذين حكم عليهم في اللحظات الأولى للخبر أنهم جماعة إسلامية إرهابية مسلحة ، وقد اكتشف النظام هويتهم مباشرة لأنهم كانوا وهم ينطلقون إلى هدفهم يهللون ويكبرون !! â“ ربما لأنهم في عراضة أو عرس أو مظاهرة - خاصة وأن النظام السوري يكره المظاهرات كرهاً أعمى ولا يطيق وجودها لأنها مسلك غير حضاري ! فترى " شمّامته الحساسة " سريعة الانتباه ، تحدد بسرعة فائقة نوعية المهاجمين بذكاء نادر لا ترقى إليه الكلاب المدربة في العالم كله .

وكان كما ذكرت سانا يوم الحادث الأربعاء أن مسلحَيْن لجأا إلى بناء قريب من السفارة فتابعتهما قوى الأمن ، وقتلتهما ، وبهذا لا يبقى من تستجوبه أجهزة الأمن ... وتحفظ العملية في أدراج المجهول .

ولو تتبعنا اعتداءات إسرائيل على خان صاحب وقصر الرئاسة في اللاذقية وغيرهما لوجدنا النظام يتغافل عنها ولا يوردها إلا بعد أن تذكرها المحطات الفضائية في كل أنحاء العالم .. يوردها على استحياء ، وكأنها جرت في بلاد الواق الواق حفاظاً على الهدنة السورية الإسرائيلية- طبعاً - من طرف واحد. ولا سيما أن النظام لا يرتاح لخرق ما اتفق عليه مع العدو الصهيوني ! ولو حاول ذلك العدو استفزازه مرات عدة فإن النظام لا يبدو مكترثاً بهذه الاستفزازات ، فيضيّع على العدو الإسرائيلي أهدافه الاستفزازية الخبيثة هذه ، ويظهر للعالم المتحضر أن الصهاينة لا يرعون عهداً ولا ذمة . وبهذا يكسب النظام أمام العالم كله الاحترام والتقدير ! ويقيم الحجة على الدولة الإسرائيلية المعتدية فلا تقوم لها قائمة ، وتبقى قوائم النظام مرفوعة ! وهذا شأنه دائماً منذ أن عرفه شعبنا المصابر.

أما في هذه المسرحية الواضحة فقد غير النظام طريقته ، وأسرع فوراً إلى مكان الحادثة وأباد المجرمين فوراً ، وأعلن على العالم أنه نظام بريء من الاتهامات الأمريكية والغربية بالإرهاب ، فهو مثلهم مستهدف ، يستهدفه الإرهابيون الإسلاميون ، فلا تتركوا النظام يبن سندانهم ومطرقة العالم الحر ! ، وليعلم الغرب والأمريكان أن سقوط النظام يعني غرق البلاد في دموية الاقتتال بين الفرقاء ، وأن البلاد ستقع بين أيدي المنظمات الإسلامية الإرهابية ! . كما أن النظام â“إذا دعمه الغرب وسانده â“ كفيل بالتصدي لهؤلاء البعيدين عن الحضارة والرقي ! ! والإدارة الأمريكية واحد من اثنين ، فهي إما تضحك منه وتخاطبه مخاطبة الأطفال الصغار حين شكرته وزيرة الخارجية الأمريكية على اهتمامه الزائد! بأمن السفارة لتظهر له بعد ذلك أنها لم تصدقه فألاعيبه مكررة ولا تخفى على أحد ، وإما رأته قد تاب وأناب وأراد العودة إلى أحضانها برغبة أكيدة فهي تطلب إليه أن يعود إلى حظيرتها بشكل كامل ويكون " حليفاً " وهي لن ترى مثله ذلاً وحقارة ، ويكفيه في تلك السنة الماضية ما نال من جرجرة و" بهدلة " أمام العالم كله . وتؤمن الإدارة الأمريكية بالقول المشهور " من تعرفه خير ممن لا تعرفه " .النظام يتصرف تصرف الصبيان المراهقين ، ألعابه مكشوفة ، وتمثيلياته مرذولة ، ومخرج مسرحياته لا يتعلم كيف يحبكها فيتصرف كما أن المشاهد غبي لا يدري ما وراء الكواليس من ألاعيب عفا عليها الزمن وتجاوزها . د. عثمان قدري مكانسي

 

مرشد الجمهوريّة (والمتفاهم عون)

حازم صاغيّة     الحياة     - 16/09/06//

حين يستأنف اللبنانيّون سجالهم على النحو الذي كانه قبل الحرب، ويضيفون اليه مزيداً من الحدّة، نكون أمام حقائق جديدة وخطيرة. واحدى هذه الحقائق ان «قتال اسرائيل» لم يعد بذاته لحظة قطع مع التاريخ، ولا عملة تُصرف في الأسواق جميعاً. فالذي «يقاتل اسرائيل» لا يغفر له قتاله ما يراه خصومه ذنوباً فيه أو عيوباً. أما مؤيّدوه فلا يفعل «قتال اسرائيل» غير اضافة حجّة الى الحجج التي يوردونها في معرض تأييده.

وهذا ما يعني، من ناحية أخرى، ان الانشقاق الأهليّ بين اللبنانيّين غدا أكبر من أن تموّهه «القضيّة القوميّة»، أو ما يُسمى هكذا. لكنّه يعني ايضاً ان القضيّة المذكورة، ولكثرة ما أسيء استخدامها، خسرت طابعها التحريميّ ولم تعد كافية لتنصيب رمزها زعامةً منزّهة على اللبنانيّين أجمعين. وهو ما عبّر عن نفسه في أن لبنانيّين كثيرين لم يعثروا في الحرب إلاّ على الخراب والتدمير، وفي أن لبنانيّين كثيرين صاروا بعد الحرب أكثر توجّساً وخوفاً حيال اقتراب العلاقات المذهبية من فوهة البركان. وغنيّ عن القول ان في ذلك ما يجافي الافتراض النظريّ البسيط الذي يقول ان «قتال اسرائيل» يوحّد الجميع، وفيه أيضاً ما يستدعي حكمة استثنائيّة وبُعداً عن لغة الشحن والتعبئة، وطبعاً ضرورة ألاّ يكون طرف لبنانيّ مسلّح وأطراف عزلاء. بيد ان «حزب الله» يتصرّف تصرّف من يبيع عملة سورية خارج الحدود السوريّة، غير مدرك أن العملة السوريّة لا تقبل الصرف أبعد من القامشلي. فهو يصدّق أكذوبة الوظيفة القوميّة ثم يطالب الآخرين بمعاملته على هذا الأساس بحيث يكرّمونه بزعامة منزّهة على اللبنانيّين أجمعين لمجرّد انه «قاتل اسرائيل». وهذا، على الأقلّ، ما توحي به الاطلالة التلفزيونيّة الأخيرة لحسن نصر الله، حيث استفزّ كلّ من مسّته الكرامة الفرديّة مسّاً خفيفاً وكلّ من شمّ رائحة الحريّة والديموقراطيّة عن بُعد بعيد. فأمين عام «حزب الله» يقرّر، بإفراط وعتوّ، ما الذي يجوز وما الذي لا يجوز، موزّعاً الرتب والنياشين، مصنّفاً ومخوّناً، مُنهياً فترات سماح، مبتدئاً أخرى، موزّعاً الشهادات والجوائز، تماماً كما لو أنه مرشد الجمهوريّة اللبنانيّة التي لا تزال في غيّها تعمه. أما الناطقون بلسانه فيتحدّثون عن الأحذية والكعوب في معرض التطرّق الى نقّادهم، مقدّمين عيّنات فصيحة عن فهمهم السياسةَ والعلاقةَ بالآخر والمختلف. ولا شكّ في أن نصر الله وجد، ويجد، مصفّقين ومطبّلين كثيرين، كما وجد متفاهماً (لا متحالفاً) كميشال عون يعزّز انطباعه ويزيده اقتناعاً بأنه مرشد الجمهوريّة. وما لا شكّ فيه ايضاً ان «قتال اسرائيل» لا زال حجّة تسري على الذين سرت عليهم الحجّة في 1948 و1956 و1967 و1973 و1982 وسوف تبقى تسري عليهم الى يوم الدين. لكن اللبنانيّين ليسوا جميعاً تحت خطّ الذكاء على النحو الذي يبديه المتفاهم ميشال عون. وطبعاً ليسوا كلّهم طامعين برئاسة موهومة، تُطلب بأيّ ثمن كان، كما هي حال المتفاهم عون. فهؤلاء مرّ عليهم كثيرون كان أنصارهم يرفعونهم الى سويّة الأنبياء فيما ظلّ لهم خصوم ينتقدونهم حتى التشهير. يصحّ هذا في فؤاد شهاب وكمال جنبلاط وموسى الصدر وبشير الجميل ورفيق الحريري ممن تحمّل واحدهم ما هو أكبر بكثير من برنامج تلفزيونيّ ساخر. وقد صحّ أيضاً في جمال عبد الناصر وآية الله الخميني وغيرهما ممن فهموا ان تاريخ هذا البلد لا يبدأ من صفر ولا يؤسّسه مؤسّس من عدم. فميزة هذه الجمهوريّة التي قامت على الحريّة، وكانت ملاذاً للمضطهَدين الهاربين من أنظمة اللون الواحد والحقيقة الواحد، انها جمهوريّة بلا مرشد، وانها حين تعيّن مرشداً لها، أكان «شفّافاً» أم لم يكن، تكفّ عن أن تكون الجمهوريّة اللبنانيّة.

 

 قوات تركية في «يونيفيل»: تجديد دور تاريخي في لبنان على حساب الدور الايراني

نبيل خليفة      الحياة     - 16/09/06//

 جاءت موافقة تركيا على ارسال كتيبة من جيشها الى لبنان في اطار قوات الأمم المتحدة «اليونيفيل» لتشكل سابقة وتحولاً استراتيجياً في سياسة تركيا الاقليمية والدولية نظراً الى حوار جهات دولية (اقليمية وأوروبية وأميركية) على مشاركة تركيا في قوات «اليونيفيل» لما لهذه المشاركة من أبعاد جيو- سياسية.

فكيف ذلك؟ وما هي الخلفيات والتحديات التي دفعت تركيا الى اتخاذ هذه المبادرة؟

أولاً: البلد الجسر

يبلغ عدد سكان تركيا 67.7 مليون نسمة ومساحتها 7805 ألف كلم2 ودخلها القومي 198 بليون دولار. وهي أشبه بجسر يربط بين خمسة عوالم جغرافية أتنية: العالم الأوروبي والعالم الروسي والعالم التركوفوني والعالم الاسلامي (عبر ايران) والعالم العربي (عبر سورية). وفي مؤلف زيغنيو بريخسكي «رقعة الشطرنج الكبرى» تقع تركيا في منتصف المحور الذي يشمل ما يسميه «اوراسيا» أي المنطقة الممتدة من لشبونه في البرتغال وصولاً الى طوكيو في اليابان. فهي اشبه بنقطة المركز في الدائرة ولديها احتياطي ضخم من الطاقة (النفط والغاز) ومدخول مالي كبير وقدرات عسكرية متعاظمة.

هذا الواقع المعقد والمتشعب يضع تركيا أمام تعدد الخيارات الكبرى وتعدد المسؤوليات وصلابة تحديد الأولويات بالمعنى الاستراتيجي الشامل بأبعاده الدينية والثقافية والاقتصادية والعسكرية. ولذا فإن تركيا تجد نفسها دائماً على المحك الصعب والدقيق في اتخاذ المواقف التي تؤمن لها الحد الأعلى من الاستقرار والازدهار، وها هي اليوم تواجه هذه المشكلة بعد حرب تموز (يوليو) 2006.

ثانياً: تركيا والعرب: البعد التاريخي

لا يمكن تقدير أهمية قرار تركيا بالمشاركة العسكرية في قوات الأمم المتحدة في لبنان إلا بالعودة السريعة الى تاريخ العلاقات التركية العربية في العصر الحاضر. إن انهيار الامبراطورية العثمانية عام 1918 ودور العرب في الجزيرة والشرق الأدنى في تحقيق ذلك الانهيار دفع الى الواجهة في تركيا جنرالاً شاباً هو مصطفى كمال، الذي أعطى في ما بعد لقب «اتاتورك» (ومعناه أب الاتراك)، واصبح رئيساً للجمهورية التركية واتخذ قرارات غير عادية تعتبر «عقابية» للعرب الذي اعتبرهم متآمرين على الدولة التي حمتهم من الغرب طوال مئات السنين. إنها قرارات قطيعة كاملة مع العرب، نشير الى بعضها: إنهاء الخلافة (1924) والكتابة بالحرف اللاتيني وليس العربي، واعتماد الايديولوجية العلمانية في مفهوم الدولة، وهو ما يفسر من بعدُ العلاقات الطيبة بين تركيا واسرائيل، وكل هذا يفسّر الطابع المعتدل للتيارات الاسلامية في تركيا ومنها حزب «العدالة والتنمية» على خلاف التيارات الاسلامية المتطرفة في ايران والعالم العربي.

ثلاث مشاكل كانت منذ ذلك التاريخ ولا تزال عالقة مع الاتراك:

- المشكلة العربية ببعدها الجغرافي المحدود والمتمثلة بلواء الاسكندرون.

- المشكلة الكردية ببعدها الوطني – الجغرافي والقائمة على منع الاقلية الكردية من إقامة «وطنها القومي الكردي» على ملتقى حدود أربع دول فيها أقليات كردية تركيا (15 مليوناً) العراق (5 ملايين) سورية (مليون) ايران (7 ملايين).

- وأخيراً المشكلة الارمنية باستعادة المجازر الارمنية الشهيرة عامي 1915 – 1916 وتهجير الأرمن وهذا جرح نازف لم يندمل بعد في العلاقات التركية – الأرمنية. وهو يفسّر بالتأكيد رفض الأرمن في لبنان مشاركة القوات التركية في «اليونيفيل».

ثالثاً: تركيا والاسلام: البعد الثقافي

يمكن القول، بل الجزم، إن الاسلام التركي، بتياراته الكبرى، موضوع اليوم على المحك من منظور ديني – ثقافي، في ضوء ما رأيناه من مستلزمات تاريخية (الذاكرة التاريخية لزمن مصطفى كمال) ومن مستلزمات ثقافية متصلة بالاسلام المعاصر في حركاته وتياراته المتعددة. واختزالاً وتبسيطاً للشرح، هناك ثلاثة تيارات كبرى تخترق الاسلام (وغيره من الاديان والايديولوجيات الشمولية):

1- تيار التقليد: وهو المتمسك بالتراث والاصولية (fondamentalione) والتمامية (integrisme). والماضي عنده هو المرجع الافضل والأنقى (الخط الدائري للتاريخ) وبالتالي لا بد من العودة الى معيار الماضي ورفض الحداثة والتعددية، والتمسك بالوحدانية وحرفية النص.

2- تيار العصرنة والحداثة: وهو التيار المقابل للتقليد، ويشدد على العلم والتقنية والثقافة والايديولوجيات، ويدافع عن أهمية الانسان ونمائه وتطوره مركّزاً على ملاقاة الحاضر للمستقبل وليس للماضي، وطارحاً فلسفة العلمانية من أجل التغيير والتجديد. وعنده ان الانسان قيمة مركزية في التاريخ، والعقل أساس هذه القيمة وبالتالي فإن جوهر الحداثة يقوم على العقلانية.

3- تيار الاصلاح: وهو الموجود في تركيا وفي بلدان اسلامية عدة، وهو تيار يقف في حد وسط بين التقليد والحداثة فيحاول الجمع والتوفيق بينهما، فلا اللاهوتانية تنكر الانسانوية ولا العكس. وبالتالي لا بد من الوصول الى خيار ثقافي على الجمع بين الايمان والعقل، وتلك مهمة ليست سهلة على أي حال.

السؤال المطروح: في أي اتجاه يسير أو سيسير الاسلام التركي؟ وأين سترتسم حدود العلمنة «الاتاتوركية».

إنه سؤال مصيري في حياة تركيا المعاصرة... وفي علاقاتها الاقليمية والدولية.

رابعاً: تركيا والمياه: البعد الحيوي

في الحديث عن دور تركيا الاستراتيجي الاقليمي، خصوصاً تجاه العالم العربي، لا يمكن اغفال أهمية المياه التركية التي، من حيث كونها ثروة كبرى تركية، فإن لها دوراً في تحديد مسار العلاقات التركية العربية. وباختصار فإن تركيا هي بلد المتساقطات المطرية الأغزر في المنطقة التي يصل حجمها الى 215 بليون متر مكعب، فيما تبلغ حاجتها أقل من ذلك بكثير. ولهذا فتركيا هي البلد الوحيد والخيار الوحيد لتزويد دول المشرق العربي بالمياه وهو مشروع يجرى حوله الجدل منذ عهد تورغوت اوزال في تركيا. وفي الاطار نفسه يلحظ مشروع الغاب (GAP) المائي الشهير انشاء 23 سداً ومحطة على نهري الفرات ودجلة وارواء منطقة الاناضول التركية وأشهر هذه السدود «سد اتاتورك» بسعة 48 بليون م3 وهو من أكبر السدود في العالم.

هذه الطاقة المائية الحيوية، قد تكون عاملاً مساعداً لدور تركيا الاقليمي وذلك ضمن الاعتبارات الآتية:

- ان تشكل مؤشراً لتعاون مائي بين تركيا والمنطقة العربية.

- أن تسهم في اضعاف العلاقة السلبية التركية – العربية (منذ زمن اتاتورك) فلا تعود تركيا تستخدم المياه كقوة ضغط حياتي وسياسي على العرب، ولا يبقى العرب أسرى الحساسيات التاريخية فيرفضون فكرة ان يكونوا رهينة لتركيا وذلك في اطار سياسة بنّاءة للاثمار والإعمار والسلام.

- ان خطة تركيا في انشاء السدود الكبرى على نهري دجلة والفرات تعود في جزء كبير منها الى الحركة الكردية في منطقة الاناضول. وفي تحليل الاستراتيجي الفرنسي ايف لاكوست، فإن اقامة هذه السدود على المجاري العليا للنهرين وعلى منحدرات جبال طوروس، إنما تهدف، اضافة الى الفائدة الزراعية والطاقة (انتاج الكهرباء) الى الحد من نشاط الحركة الكردية في المنطقة، لا سيما حزب العمال الكردستاني، وذلك بضخ يد عاملة تركية في هذه المشاريع.

- خامساً: تركيا السنّية المعادلة لايران الشيعية

لقد كان لافتاً كيف أن تركيا رفضت استخدام قاعدة انجرليك العسكرية الاميركية في أراضيها لضرب العراق وهو على حدودها ويشكل خطراً مباشراً عليها، وها هي اليوم تشارك في قوات «اليونيفيل» الدولية في لبنان! هذا يفرض أخذ مجموعة أمور في الاعتبار درستها القيادة التركية بتأنٍ قبل اقرار المشاركة في «اليونيفيل» ومنها:

1- إن ما يحصل اليوم هو تحوّل كبير ليس على مستوى لبنان (الذي هو الرأس الظاهر من جبل الجليد الاقليمي) ولكنه نقطة الصدام والحسم الأولى والأبرز في نوعية الشرق الأوسط الذي سينشأ لاحقاً.

2- لقد هندس البريطانيون الشرق الأوسط بعد نهاية الحرب العالمية الأولى وكرّسوا السيطرة العربية – السنيّة عليه وكان تأييد الغرب لصدام حسين في قتاله مع ايران (وتزويده بالسلاح والمعلومات) أبرز دليل على هذا التوجه المستمر منذ نحو قرن لكن التطورات اللاحقة أصابت صمام الأمان وأدت الى استمرار الفشل (العربي/السني) في ايجاد حل للقضية السنية بامتياز التي هي القضية الفلسطينية.

3- في المقابل انطلق الشيعة متسلحين بخمسة أمور:

- سلاح ايديولوجي: عموم ولاية الفقيه كما شرحها الإمام الخميني.

- سلاح نضالي: مبني على فكرة الجهاد والاستشهاد الحسيني.

- سلاح مالي: تعاظم الدخل المالي لايران مع ارتفاع ثمن النفط.

- سلاح قتالي: تعاظم القدرات العسكرية وليس آخرها العمل لامتلاك سلاح نووي (بالاضافة الى الاسلحة الصاروخية).

- وبالتأكيد سلاح القضية: القضية الاسلامية السنية بامتياز وهي القضية الفلسطينية التي ذهب بها الشيعة بعيداً في راديكالية المواقف. سواء في مواقف الرئيس احمدي نجاد أو في ما يفعله «حزب الله».

4- هذا التحول الكبير، الذي عسكت جانباً منه معبّراً ومهماً، حرب لبنان (تموز يوليو 2006) ودور «حزب الله» فيها كذراع ايرانية على شاطئ المتوسط، جعلت دول الغرب كلها (أميركا وخاصة أوروبا) تصر على ضرورة مشاركة تركيا في القوة الدولية:

- فهي الوزن السني المقابل لايران الشيعية.

- وهي الوزن والدور المقبول: من الغرب واسرائيل والعرب السنّة.

- وهي الوزن القابل للعب دور اقليمي حيوي قد لا تتهيأ له تركيا مرة أخرى، وقد ينعكس سلباً عليها في حال بقائها محايدة ومتفرجة.

- وهي الوزن الذي قد يلعب دور «القابلة القانونية» لولادة سلام عربي/اسرائيلي.

وهكذا، فإن تركيا التي تعمل جاهدة منذ سنوات للدخول في الاتحاد الأوروبي، تجد نفسها أمام مطلب أوروبي لا تستطيع التملص منه، خصوصاً أنه يفتح أمامها آفاقاً جديدة للعمل، ويمنع المنطقة من الانزلاق في تغيير جذري في وقت تجد أميركا نفسها في وضع الالتباس: ضد ايران و «حزب الله» من جانب... ومع شيعة العراق من جانب آخر!

انها المرة الأولى منذ ما يقارب المئة عام (منذ زمن جمال باشا) يعود الجيش التركي الى لبنان كجزء من قوات الأمم المتحدة. ان النظر الى الجيوش والاساطيل والطائرات وحتى أقمار الرصد، التي تحيط بلبنان يؤكد بشكل كاف وجازم ونهائي طبيعة القضية اللبنانية التي سرعان ما تتحول من قضية محلية الى قضية اقليمية الى قضية دولية. بمعنى آخر ان الارادة الدولية في أوسع صورها لن تسمح بحدوث مثل هذا التحول المخطط له محلياً واقليمياً انطلاقاً من لبنان. ولعل هذا الحشد الدولي، السياسي والعسكري، هو الذي جعل القوى المعنية بالصراع وبالتحول، تعيد حساباتها موقتاً على الاقل. لقد قلت أمام بعثة تركية ثقافية زارت لبنان (11/5/2004): «إن لبنان ضرورة اقليمية ودولية. وهو حدود ثقافية ومساحة ثقافية لكل دول المنطقة ولكل واحدة منها منفعة ومصلحة فيه». وتساءلت آنذاك: «أليس من باب الدفاع عن القيم والحرية والعدالة والسلام أن تقوم تركيا ودول المنطقة بالدفاع عن استقلال هذا البلد وحريته وتحريره؟ كان ذلك عام 2004 قبل وقوع الكارثة!

كاتب لبناني