المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الثلاثاء 19/9/2006
ودَعا الجَمعَ وتَلاميذَه وقالَ لهم: «مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صَليبَه ويَتبعْني (مرقص)

 

قوى الامن الداخلي :نقل الضباط الاربعة الى مبنى آخر داخل سجن رومية جاء لأسباب أمنية بحتة ولان المكان الجديد يتمتع بمواصفات حياتيةأفضل

وطنية - 18/9/2006 (أمن) صدر عن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي - شعبة العلاقات العامة البلاغ التالي: "تناقل بعض الصحف معلومات عن عملية نقل الضباط الأربعة الموقوفين في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى مبنى جديد في سجن روميه. يهم المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي إيضاح التالي:

أولا: إن شعبة المعلومات تسلمت مسؤولية أمن الضباط الموقوفين منذ تاريخ توقيفهم في سجن المقر العام لقوى الأمن الداخلي، واستمرت في مسؤولياتها بعد نقلهم الى سجن روميه - مبنى الأحداث.

ثانيا: لأسباب أمنية بحتة، قررت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، وبعد التشاور مع النيابية العامة التمييزية، نقل الضباط الموقوفين الى مبنى آخر داخل سجن روميه يتمتع بمواصفات أمنية وإنسانية وحياتية أفضل من مكان التوقيف السابق، وتم ذلك من دون ممانعة من أي منهم، وكان آخرهم اللواء جميل السيد الذي نقل اليوم الى المبنى نفسه، كما جرى نقل بعض الموقوفين الذين، لقضيتهم طابع أمني خاص، الى المبنى نفسه.

ثالثا: يرجى من وسائل الاعلام المهتمة بالموضوع مراجعة شعبة العلاقات العامة في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي للحصول على أي معلومات توضيحية".

 

النائب جنبلاط في افتتاحية جريدة "الانباء" الاسبوعية ينشر غدا:

مطالبتنا كانت ولا تزال بإسقاط نظرية الساحة اللبنانية المستباحة وتعزيز مشروع الدولة يقلص فرص استخدام لبنان لأغراض اقليمية ودولية

وطنية - 18/9/2006 (سياسة) كرر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط المطالبة ب"إسقاط نظرية الساحة المستباحة"، معتبرا ان "ذلك لا يتم إلا من خلال تعزيز الدولة، دولة الطائف التي تشكل القاسم المشترك لجميع الأفرقاء". وقال النائب جنبلاط في افتتاحية جريدة "الأنباء" الاسبوعية الصادرة عن الحزب التقدمي ينشر غدا:"انتهت الحرب وظهر حجم الدمار الذي أتى على لبنان من جرائها، وهذه الخسائر هي الدليل على الكلفة الباهظة التي دفعت من قبل كل اللبنانيين. لقد كان لبنان ساحة صراع مفتوحة بين اسرائيل والولايات المتحدة من جهة وبين سوريا وايران من جهة ثانية.

من هنا، كانت مطالبتنا ولا تزال بإسقاط نظرية الساحة اللبنانية المستباحة، وذلك لا يتم إلا من خلال تعزيز الدولة، دولة الطائف، التي تشكل القاسم المشترك لجميع الأفرقاء". اضاف: "لبنان سيبقى على التزامه القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي لا تحل إلا بتطبيق المبادرة العربية التي أعلنها الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة بيروت 2002 والتي ترتكز الى مبدأ الأرض مقابل السلام وقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة. بقدر ما نستطيع تعزيز مشروع الدولة اللبنانية بقدر ما نقلص من فرص استخدام لبنان لأغراض اقليمية ودولية هي أبعد ما تكون عن طاقاته وقدراته وأولوياته. وليست الدعوات المتكررة لتغيير الحكومة تحت شعار حكومة "الوحدة الوطنية" إلا محاولة يسعى من خلالها من يروج لها الى إحداث تغييرات ينفذ عبرها الى تعطيل المحكمة الدولية في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وتابع: "لهذا نكرر المطالبة بإعادة تأكيد مقررات الحوار التي تم التوصل اليها بالاجماع وأولها موضوع المحكمة الدولية، فضلا عن موضوع التحديد ثم الترسيم والعلاقات الدبلوماسية بين لبنان وسوريا ومسألة تثبيت لبنانية مزارع شبعا وسحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات كمرحلة أولى. وختم: "أما بالنسبة للحديث عن الانتصار، والذي أخذ طابع النصر الالهي بحسب "حزب الله"، فقد يكون من المفيد التذكير ان مستويات ثلاثة حققت هذا النصر:

1- صمود المقاومة على أرض المعركة وهو تحقق بإصرار المقاومين ولكن ايضا بالترسانة المتطورة من الأسلحة.

2- المساعي الدبلوماسية المكثفة التي قادتها حكومة الرئيس فؤاد السنيورة والتي حققت بدورها انتصارا للبنان عبر سحب مشروع القرار الفرنسي -الاميركي واستبداله بقرار جديد يراعي النقاط السبع التي أقرتها الحكومة اللبنانية بالاجماع.

3-الوحدة الداخلية واحتضان اللبنانيين للنازحين بعيدا عن الحساسيات والخلافات السياسية وهو ما أجهض أية محاولة للفتنة الداخلية. هذه المرتكزات الثلاثة حققت النصر، وهو نصر عملي بعيدا عن الاجتهادات الالهية والفقهية، إنه نصر شارك كل لبنان في تحقيقه، كل على طريقته".

 

هل هذا هو الإسلام فعلا؟ 

الإثنين 18 سبتمبر - عادل حزين

الأسئلة المؤجلة مثل الدين المؤجل، كلاهما يستحق الدفع يوما. لا بد أن نتسائل اليوم عما إذا كانت ممارسات بعض المسلمين هى فعلا لا تمثل الإسلام، وإن كان ذلك صحيحا فماذا تمثل؟ هل فعلة إبن لادن وأتباعه بتحويل طائرات بركابها إلى قنابل تصدم أبنية مدنية وتقتل من تقتل هى من الإسلام؟ وهل أفعال الزرقاوى ومن يتبعه ومن خلفه تمثل الإسلام؟ إن كانت هذه الأفعال لا تمثل الإسلام، فلماذا الفرحة العارمة عند وقوع تلك الحوادث من قبل الكثرة الغالبة من المسلمين؟ ولماذا دائما يأتى إستنكار تلك الأفعال ممن يسمون معتدلين بألفاظ باهتة، ويسبق تلك الإدانات إن وجدت ويتبعها إستدراكات من عينة "ولكن"، وأعذار من عينة "المشاعر المتأججة" والحكاية والرواية؟! هل من الإسلام أنه عندما يقوم رسام دانماركى بتخطيط رسم يجرح مشاعر المسلمين، أن كثرة منهم يقومون بحرق الكنائس التى تقع فى بلاد الإسلام العربية؟ هل من المقبول فى الإسلام أن تقتل راهبة فى مقديشيو لأن بابا روما ذكر رأيا صادما لمشاعر المسلمين؟ ولنفترض أنه فعل ما هو أسوأ من ذلك، فما ذنب تلك الراهبة؟ تخيلوا ياحضرات المحترمين – المحترمين فقط- أن راهبة إيطالية! تعمل فى مستشفى! وتلك المستشفى تقع فى مقديشيو فى الصومال! تقتل! برصاصة فى ظهرها!

بصراحة أنا لا أشفق على تلك الراهبة المسكينة. لقد إختارت بملء إرادتها ان تذهب إلى مقيشيو وهى تعلم ما هى مقديشيو وما هى الصومال، وهى راهبة بمعنى أنها غير متزوجة ولا لديها أولاد وإنما كانت تخدم لوجه الله، الإله الحقيقى أكيد وليس ذلك الذى سيدفع لقاتلها حوريات ثمن تجرأه وقتلها برصاصة فى ظهرها.

 وأيضا لا أشفق على المسيحيين الفلسطينيين الذين حرقت كنائسهم فى غزة وفى الضفة الغربية! المسلمون يعتقدون أن المسيحيين العرب هم رهائن لديهم! إن حاربت امريكا العراق حرقوا كنائس الأقباط والمسيحيين العراقيين! إن أهينوا من أى مسيحى فى العالم سواء بالإسم أو بالفعل حرقوا عدة كنائس وقتلوا بضعة رهبان ووراهبات وثلة من المسيحيين العرب! ورغم ذلك فإشفاقى الأساسى ليس على الضحايا! أنا أشفق على من فى قلبه كل ذلك الغل والحقد والكراهية! كيف يمكن ان يستمتع بشر كهؤلاء - إن كانوا فعلا بشر – بأى شىء فى الحياة؟ هناك قصة من التاريخ الإسلامى لعلها تفسر بعض تلك الحوادث العجيبة. تقول القصة التاريخية أن الخليفة عمر بن الخطاب عندما قتل بيد مجوسى، خرج إبنه – أظنه عبد الله – فتقابل مع إثنين أو ثلاثة من الفرس الذين أسلموا وحسن إسلامهم فقتلهم! وتقول القصة أن الخليفة عثمان لم يقم الحد على القاتل لأن يبدو قد عذر له إندفاعه وإن أدى لقتل أبرياء. وتذكر القصة أيضا أن الإمام على كرم الله وجهه قد إعترض على تلك المحاباة وتوعد القاتل إن إستخلف ليقمن عليه الحد. أما باقى القصة فتروى أنه يوم قتل عثمان فر عبد الله بن عمر إلى معاوية وإنضم إليه فى قتال الإمام! لغاية الأسف، اليوم هناك كثيرون ممن يتقصون خطوات عبد الله بن عمر وعثمان بن عفان وأقلية الأقلية ممن يتنسمون عدالة الإمام. فالعذر كل العذر الرسام الدانماركى و لبابا روما، فهذه أعمالكم ومن الثمار تعرف الشجرة! Adel.hazeen@gmail.com

 

وزيرة الدفاع الفرنسية: ندعم لبنان ليمارس سلطته على كامل اراضيه

 المر: بلدنا يمر بمرحلة دقيقة جدا والمخاطر محيطة بنا

وكالات - 2006 / 9 / 18  شددت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو ماري على الدعم الفرنسي للبنان سياسيا وعسكريا وانسانيا كي يمارس سلطته على كامل اراضيه كبلد حر ومستقبل واشارت الى تصميم فرنسا على اداء دور رئيسي من اجل استقرار لبنان واعادة بنائه. زارت صباح اليوم، الوزيرة الفرنسية اليو ماري مرفأ بيروت، والقت كلمة امام مئات من عناصر قوة اليونيفيل الفرنسيين في مرفأ بيروت، قالت فيها "ان فرنسا ارادت ان تكون قوة الامم المتحدة التي تنتشر في جنوب البلاد "رادعة وذات صدقية". واوضحت "انها تدرك الصعوبات والاخطار التي تنطوي عليها مهمتهم. وان فرنسا ارسلت حتى الان 900 عنصر مجهزين بدبابات لوكلير في اطار قوة الامم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان بهدف تعزيز وقف الاعمال الحربية بين اسرائيل و"حزب الله" الشيعي عند الحدود بين لبنان والدولة العبرية. وسيبلغ العدد النهائي للوحدات الفرنسية الفي عنصر.

ولفتت الوزيرة اليو ماري الى "ان الوحدات مزودة بأسلحة ثقيلة". وذكرت بان بلادها اشترطت ان تكون الاوامر المعطاة للجنود واضحة وقواعد التدخل متينة لتتمكن اليونيفيل من التحرك بفاعلية وحزم عند الضرورة. وقالت: "تلك هي الشروط لتكون القوة رادعة وذات صدقية. واكدت وزيرة الدفاع "ان بلادنا مصممة على اداء دور رئيسي من اجل استقرار لبنان واعادة بنائه، والهدف هو تعزيز الامم المتحدة وطمأنتها واحيانا منحها الصدقية".

ثم انتقلت الوزيرة اليو ماري الى الناقورة، واجتمعت بقائد القوات الدولية الان بللغريني وكبار الضباط الفرنسيين. واقيم للوزيرة الفرنسية عرض عسكري رمزي قدمه الجنود الفرنسيون في ساحة برج ايفل في الناقورة، حضره الجنرال بللغريني والسفير الفرنسي برنار ايمييه والوفد المرافق، حيث قدم الجنود التحية العسكرية. واستعرضت اليو ماري الجنود وصافحتهم ووضعت اكليلا من الزهر على النصب التذكاري لضحايا القوات الدولية. وتحدثت وزيرة الدفاع امام الاعلاميين، معبرة عن سعادتها لوجودها بين الجنود في الناقورة، وقالت:" ان المهمة صعبة ولكنها ليست مستحيلة وسنعمل نحن والدولة اللبنانية من اجل الاستقرار والهدوء في هذه المنطقة كما زارت الوزيرة الفرنسية بلدة مروحين الجنوبية".

بعدها، توجهت وزيرة الدفاع الفرنسية الى بلدة الناعمة، حيث دشنت الجسر الحديدي الذي اقامته وحدات من فوج الهندسة في الجيش الفرنسي فوق الاوتوستراد الساحلي عند بلدة الناعمة - حارة الناعمة، بمشاركة نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع اللبناني الياس المر والسفير الفرنسي برنار ايمييه، وحضور النائبين محمد الحجار ونبيل البستاني، المدير العام للطرق والمباني فادي النمار، رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، امام بلدة الناعمة الشيخ طارق مزهر، رئيس دير مار جرجس في الناعمة الاب يعقوب عيد، قائمقام الشوف جورج الصليبي، رئيس بلدية الناعمة - حارة الناعمة عبدو مطر، رئيس الاركان في الجيش اللبناني اللواء الركن شوقي المصري وعدد من الضباط اللبنانيين والفرنسيين واهالي المنطقة.

والقت الوزيرة اليو ماري كلمة قالت فيها: "انه لشرف لي ان اكون هنا هذا الصباح بينكم مع زميلي وزير الدفاع الياس المر في حضور المونسنيور مطر لافتتاح هذا الجسر".

اضافت: "انه الافتتاح الثالث للجسور وقد تم تركيبه بفضل الارادات الطيبة في لبنان وفرنسا، تعلمون جميعا تعهد فرنسا والتزامها الى جانب لبنان خصوصا خلال العدوان ورغبتها واستعجالها في المساهمة في وقف العدوان".

وتابعت: "ان تركيب هذه الجسور الواحد تلو الآخر، يرمز الى ارادتنا في المساهمة الى جانبكم في اعادة اعمار البنى الحيوية لاقتصادكم وتحسين الظروف المعيشية للجميع، لن اعود لأذكر فداحة الخسائر والمعاناة التي تحملها المجتمع المدني اللبناني، فأنتم تعرفونها اكثر مني لأنكم شاركتم فيها. لقد حاولنا ان نخفف المعاناة بواسطة جهد انساني غير عادي وذلك منذ اليوم الاول للحرب، ولقد تأثرنا كثيرا بضحايا الحرب من قتلى وجرحى، كما تأثرنا بتدمير المرافق الحيوية في لبنان وبفداحة الخسائر، وهذه الجسور هي الجزء الاوضح من هذه الخسائر، فأكثر من مئة جسر تم تدميره في كل انحاء البلاد، لذلك اراد رئيس الجمهورية الفرنسية ان يقوم بمبادرة استثنائية تجاه لبنان، فتم تقديم 15 جسرا من فرنسا وسيتم تركيبها خلال اسابيع، ولقد وصل فريق خبراء فرنسي الى بيروت وهم مهندسون، فالجسر الاول تم تركيبه في الدامور خلال سبعة ايام بالاضافة الى جسر عرقة في عكار الذي تم فتحه امام المارة امس الاول، واليوم نفتتح الجسر الثالث وسيتم تركيب الباقي في الاسابيع المقبلة، وستجعلنا هذه الجسور نتذكر انه في هذه المأساة جهودكم وجهود فرنسا اجتمعت لكي تعيد اعمار لبنان، وهناك عسكريون فرنسيون عديدون موجودون معنا ويعملون في مهنية عالية وبجهد وبسرعة ايضا للمساعدة في تركيب الجسور".

وتحدثت الوزيرة اليو ماري عن التضامن الوثيق بين فرنسا ولبنان لاعادة بناء لبنان. اضافت: "لقد وضعنا في تصرفكم كل طاقاتنا لرفع الحصار الرهيب عن مستقبل لبنان ولندعمكم على الصعيد السياسي والانساني والعسكري، هذه الطاقات ستكون من اليوم وصاعدا في تصرف الحكومة اللبنانية لمواكبتها في هذه المرحلة الدقيقة التي هي اعادة الاستقرار لبلدكم. وقبل ان أختم أود ان أشكر هؤلاء الضباط والجنود الذين اصبحت صورتهم لدى اللبنانيين مألوفة جدا منذ بضعة اسابيع وهم يشعرون انهم بين اهلهم ، وكلنا يعلم كرم وحفاوة اللبنانيين، ونحن متأثرون بهذه الحفاوة، واني اشكر زميلي الوزير المر على هذا التعاون التقني والشخصي المثالي". وقالت: "فرنسا تؤمن بلبنان سيادي مستقل يمارس سيادته على كل اراضيه ويحل بنفسه الخلافات التي تحصل، فرنسا تؤمن بلبنان حر ومستقل وسيد".

ثم تحدث الوزير المر فقال: "يسرني اليوم ان التقي بكم في لبنان، هذا البلد الذي يقاوم من اجل سيادته وحريته واستقلاله بكل شجاعة وحزم، يسرني اليوم ان أثمن الدعم الاستثنائي الذي قدمته فرنسا في الحفاظ على لبنان، هذا البلد العزيز الذي واجه العدوان الارهابي الاسرائيلي الذي طاول أطفالنا الابرياء من دون ان ننسى هذا العنف الذي ادى الى تدمير بلادنا".

اضاف: "ان افتتاح هذا الجسر بحضوركم هو رسالة مهمة وتبرز التعاون والتعاضد والتضامن والمسؤولية التي يضطلع بها بلدكم تجاه لبنان، انها رسالة واضحة تؤكد ان لبنان يبقى بالنسبة الى فرنسا اولوية وشراكة دون منازع في المنطقة، انها رسالة استمرارية للعلاقات التاريخية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية، اليوم فرنسا تساهم في اعادة اعمار لبنان وتقف الى جانبه في مجال الدفاع والامن نحو الاستقرار، وهنا لا بد ان نستذكر استشهاد اكثر من 250 فرنسيا على الاراضي اللبنانية منذ اكثر من 26 عاما من بينهم ديبلوماسيون وعسكريون، ونحن نحيي بهذه المناسبة ذكرى استشهادهم، لبنان لم يعرف وضعا كهذا الذي نشهده اليوم، انه يمر بمرحلة دقيقة جدا تحيطه المخاطر العديدة، ولكن اصدقاءنا الى جانبنا المعززين بالقوات الدولية والثقة بجيشنا الوطني، كلنا أمل في قدرتنا على حمل مشعل الاستقلال، هذا البلد الديموقراطي المتعطش للحرية والسلام يقاوم دائما ليبقى قويا متضامنا وقادرا على مواجهة التحديات الجديدة". وختم: "ان صداقة فرنسا تجاه لبنان تبقى دائما في قلوب اللبنانيين ولبنان".  بعدها قصت الوزيرة ماري والوزيرالمر شريط تدشين الجسر وسلكاه مع الحضور.

وفي الختام أقيم حفل كوكتيل.

 

الوزيرة اليو ميشال وضعت اكاليل زهر على اضرحة الشهداء الفرنسيين والتقت افراد الجالية الفرنسية في لبنان في قصر الصنوبر: صمود الشعب اللبناني يشهد له التاريخ ونأمل أن تكون هذه المعاناة الاخيرة

وطنية - 18/9/2006 (سياسة) قامت بعد ظهر اليوم وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو ماري بوضع اكاليل من الزهر على اضرحة الشهداء الفرنسيين في لبنان وذلك في قصر الصنوبر. ورافق الوزيرة الفرنسية السفير الفرنسي في لبنان برنارد ايمييه، قائد البحرية الفرنسية وعدد من قدامى المحاربين الفرنسيين واركان السفارة. بعد الوقوف دقيقة صمت على وقع موسيقى المارسيلييز، توجهت الوزيرة الفرنسية الى صالون قصر الصنوبر، حيث التقت الجالية الفرنسية في لبنان، في حضور النواب:هنري حلو، انطوان اندراوس، شامل موزايا، اغوب قصارجيان وعدد كبير من الشخصيات السياسية والدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية. السفير ايمييه وألقى السفير ايمييه كلمة رحب فيها بالحضور وقال:"إني سعيد جدا بحضوركم، وأنا فخور أن أكون سفيرا في لبنان خصوصا طيلة الحرب التي عانى منها الشعب اللبناني، مشيدا بصلابة الشعب اللبناني وحكمة مسؤوليه وقال: كان عملنا شاقا على مختلف الأصعدة أثناء هذه المرحلة ونحن كفرنسيين وضمن علاقاتنا المهمة مع لبنان نأمل دائما في تقديم كل الدعم للبنان وشعبه.

وأشاد بدور الوزيرة ميشيل الوزيراليو ماري في مساعدة لبنان على الصعيد العسكري وفي مشاركة الجنود الفرنسيين في قوات حفظ السلام في لبنان. الوزير الوزير ثم تحدثت الوزير الفرنسية وقالت:"أنا فخورة وسعيدة جدا بزيارة لبنان للمرة الثانية، وأجد ان الشعب اللبناني موحدا أكثر من أي وقت مضى. ثم توجهت الى الجالية الفرنسية في لبنان وقالت:أنتم تمثلون فرنسا في لبنان"، وقالت:أحيي صمودكم مع الشعب اللبناني في كل محنة. وأشادت بالعلاقة التاريخية بين الشعبين اللبناني والفرنسي والتعاون بينهما على مختلف الأصعدة، وقالت: نحن كفرنسيين نرتقب دائما ما يجري في لبنان لما لدينا من تواصل عميق مع الشعب اللبناني. وأشادت بالحكومة اللبنانية التي عملت بحكمة لإنهاء الحرب. ثم تحدثت عن انطباعاتها خلال جولتها في الجنوب حيث ان صمود الشعب اللبناني يشهد له التاريخ. وأملت بأن تكون هذه المعاناة هي الاخيرة في تاريخ لبنان وشعبه. وذكرت بالشهداء الفرنسيين في لبنان وبالجنود الفرنسيين الذين استشهدوا ابان الحرب اللبنانية، وقالت: "اني فخورة بصمود وارادة الشعب اللبناني". واشارت الى التقديمات والمساعدات التي قدمتها فرنسا الى لبنان خلال الحرب الاخيرة ولا سيما ارسال الجنود الفرنسيين الى لبنان لحماية الشعب اللبناني في هذه المرحلة الدقيقة. واشادت بجهود السفير الفرنسي في لبنان، وحيت الصداقة الفرنسية - اللبنانية. واختتم الاحتفال بالنشيد الوطني الفرنسي.

 

تأكيد مقتل اربعة جنود كنديين في افغانستان 

الإثنين 18 سبتمبر - أ. ف. ب.

 مونتريال: قتل اربعة جنود كنديين تابعين لحلف شمال الاطلسي اليوم الاثنين في اعتداء جنوب افغانستان حسبما اكد الجنرال ديفيد فريزر قائد القوات الكندية، مشيرا الى ان الهجوم اسفر ايضا عن جرح كنديين.

 وقال الجنرال فريزر خلال مؤتمر صحافي في قندهار بثته الاذاعة الحكومية الكندية (سي بي سي) ان "اربعة جنود كنديين قتلوا وجرح جنود آخرون حين فجر شخص كان يركب دراجة هوائية نفسه بالقرب من الجنود الكنديين". وكان الناطق باسم القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن (ايساف) التابعة لحلف شمال الاطلسي في افغانستان اعلن في وقت سابق ان اربعة من جنود هذه القوة وعدة مدنيين قتلوا اليوم الاثنين في اعتداء في ولاية قندهار، دون تحديد جنسية الجنود. وبمقتل هؤلاء الجنود، يرتفع الى 36 عدد الجنود الكنديين الذين قتلوا في افغانستان منذ 2002، بينهم 28 هذه السنة. وعديد القوات الكندية نحو 2300 عسكري، علما ان السطات الكندية اعلنت الجمعة الماضي قرارهازيادة هذا العدد الى 2500 وتعزيزه بدبابات.

 

نصر الله يقيم "مهرجان النصر الالهي"الجمعة في الضاحية الجنوبية

النهار/دعا الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله الى المشاركة في مهرجان الانتصار الذي سيقام عصر يوم الجمعة المقبل في الضاحية الجنوبية. وقال في تسجيل صوتي بثه تلفزيون "المنار": "احتفاء بالنصر الالهي التاريخي على الصهاينة اعداء لبنان والامة، وتمجيداً للشهداء الاطهار الذين بذلوا مهجهم وارواحهم والجرحى الذين نزفت عروقهم دما والمعتقلين الصامدين في الاسر والاهالي الشرفاء الذين بقوا في ارضهم وصمدوا والذين هجروا ونزحوا وصمدوا والذين دمرت بيوتهم وارزاقهم وصمدوا، واعتزازا بالمقاومين الابطال رجال الله الذين كانوا بحق مفخرة الامة وعنوان الشموخ وصناع ملاحم النصر والوعد الصادق والأمل الذي ما خاب ولن يخيب بأذن الله تعالى، وتكريما وتقديراً وشكراً لكل من ساند المقاومة ودعمها وحفظها واحتضن اهلها في لبنان وعلى امتداد العالمين العربي والاسلامي وفي كل انحاء العالم، وتأكيداً لالتزامنا المطلق حقنا الثابت والمشروع في استعادة ارضنا واسرانا والدفاع عن وطننا وكرامته وحريته وسيادته واستقلاله الحقيقي الكامل في مواجهة الاحتلال والتهديد والاطماع الصهيونية، ادعوكم جميعاً للمشاركة في مهرجان الانتصار، انتصاركم انتم على اعتى طواغيت العالم، عصر يوم الجمعة المقبل في الضاحية الجنوبية، ضاحية العز والكرامة، ضاحية الإباء والصمود والانتصار للوطن كل الوطن، وللأمة كل الأمة، هلموا يا أشرف الناس وأكرم الناس وأطهر الناس لنجدد عهدنا والميثاق ونعلن فرحتنا بالنصر الالهي لكل العالم".

 

علي الأمين: التغيير في الطائفة الشيعية يتم من داخلها

 آل الأمين يتبرأون من بيان باسمهم يهاجم مفتي صور وجبل عامل

الشرق الاوسط - 2006 / 9 / 18 - سناء الجاك

قال مفتي صور وجبل عامل في جنوب لبنان السيد علي الامين لـ«الشرق الأوسط» إن «لكل شخص حق النقد وإبداء الرأي. ولا تعد حرية التعبير خروجا من الداخل لقيادة معركة سياسية ضد حزب الله او محاولة هدفها استلاب النصر وتحويله هزيمة». كلام الامين جاء ردا على بيان صدر أول من أمس باسم «علماء آل الأمين» واتهمه ضمنا بأنه يسعى من خلال تصريحاته الاعلامية الى «خلق مناخ يرمي إلى ضرب قواعد أساسية في التركيبة الاجتماعية والسياسية والثقافية لتيار المقاومة بغية النيل منها وتحويلها عصابة مسلحة مطلوب التخلص منها ومن سلاحها». وقال الأمين: «أنا مع حرية الرأي ولا انتقد باسم العموم ولا أحمل آل الأمين مسؤولية آرائي. نحن جزء من أسرة في الطائفة الشيعية التي هي جزء من الوطن اللبناني».

ونفى أن يكون الهدف من انتقاداته النيل من المقاومة. وأفاد: «أنا لست كذلك. أنا ناقد من خلال الواقع الذي عشته ولم أر فيه ما يزعمون من نصر. هناك تضحيات وصمود وشجاعة. وهذه الامور ليست بحاجة الى حرب 12 يوليو (تموز) لإثباتها. لست بصدد انتقاد حزب الله وانما التنبيه الى اخطاء وقعت، وذلك للتمكن من تجنب تكرارها». وسأل: «لا أعلم لماذا يخافون حرية التعبير؟». ورأى أنه «يجب أن يفتح حزب الله مجال النقد ويجب أن يستفيد منه لإصلاح الخطأ وتصويب المطامح وأن يدرس كل ما يثار على هذا الصعيد ويراجع مواقفه اذا كان يريد أن ينجح في طائفته. كذلك عليه ان يسمح للطوائف الأخرى بأن تنتقد ما ترى أنه بحاجة الى التنبيه». وأضاف: «النقد حق للجميع وباتجاه الجميع. والعكس صحيح. مسؤوليتنا تفرض علينا أن نصون وطننا ونحافظ عليه». واعتبر الأمين أن «عملية التغيير تتم من داخل الطائفة الشيعية. وذلك عبر وسائل تنحصر في كل طائفة بذاتها، إذا كان الجو العام يساعد. والامر متروك لإرادة الناس الذين يريدون حالة وعي. وموقعي يدفعني الى ارساء حالة الوعي هذه. والمطلوب أن تتولد حالات أخرى لزيادة الوعي وأن نسلط الضوء على الاخطاء التي حصلت ويجب أن تصحح. لدينا فرصة ثمينة للنهوض بمشروع الدولة وفق رؤية الامام موسى الصدر، وذلك من خلال ارسال الجيش الى جنوب لبنان والسماح ببسط سلطة الدولة وسيادتها وتوليها أمور الناس. وعلينا أن نساهم في تحقيق هذا المشروع». وإثر صدور بيان «علماء آل الامين» بادر العلامة والقاضي محمد حسن الأمين الى البحث عن العلماء الذين وقعوا البيان «المجهول المصدر»، وتبين له بعد الاتصالات أن لا أحد من علماء آل الامين وقعه، لذا بادر الى إصدار رد موقع من علماء العائلة، جاء فيه: «ورد بيان يتعرض لواحد من كبار علماء العائلة، مفتي صور وجبل عامل السيد علي الامين الذي هو ركن من أركانها، لا يخرج عليها ولا على قيمها، وأبرزها حرية الرأي والجهر من العلماء بهذا الرأي بعيدا عن ادعاء أي عصمة لأي رأي مهما يكن. إن أحدا من علماء آل الأمين لم يوقع هذا البيان. ولا أحد منهم يرى أي ضرورة لتلاوة فعل الايمان بقيم النضال والمقاومة. وعلى بعض الصبية الذين أعطوا لأنفسهم الحق في النطق باسم علماء العائلة أن يعودوا الى صوابهم. وإذا كان بينهم من استثمر حماستهم ولعب بعواطفهم نكتفي بقولنا له: ما هكذا تورد يا سعد الابل».

 

شمعون الى باريس

2006-09-18

غادر رئس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون الى باريس في زيارة خاصة تستمر اسبوعا

 

شيراك: ما من بلد يقبل ان تسيطر ميليشيات مسلحة على جزء من اراضيه

2006-09-18

اعتبر الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان "من الطبيعي ان يعبر حزب مثل حزب الله الشيعي اللبناني عن نفسه "سياسيا" لكن ان يستند هذا التعبير الى القوة والميليشيات المسلحة فهذا شىء "محل جدل". وشدد على ان "الوضع السياسي هش في لبنان ويجب اخذ هذا الامر في الاعتبار". وتابع يقول "من الطبيعي تماما وجود تيار يعبر سياسيا عن موقف شريحة من الرأي العام اللبناني تمثل حزب الله .. لكن ان يكون التعبير عن ذلك بالقوة وعبر ميلشيات مسلحة فهذا امر موضع جدل". واضاف "ما من بلد يقبل ان تسيطر ميليشيات مسلحة على جزء من اراضيه". 

 

 شيراك يقترح عقد مؤتمر دولي حول لبنان

2006-09-18 اعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك اليوم الاثنين انه سيقترح خلال دورة الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك عقد "مؤتمر دولي" مخصص لاعادة اعمار لبنان. وقال الرئيس الفرنسي "نرغب في المشاركة في اعادة اعمار لبنان لانه فضلا عن الحل السياسي (..) هناك اعادة الاعمار التي تتطلب من المجتمع الدولي ان يكون موحدا لذا ساقترح خصوصا عقد مؤتمر دولي يسمح باعادة اعمار هذا البلد بفضل المساعدة الدولية". وقررت فرنسا ارسال الفي جندي الى جنوب لبنان في اطار تعزيز قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل).

 

اللواء السيد علق اضرابه عن الطعام

2006-09-18

أعلن اللواء الركن جميل السيد تعليقه الاضراب عن الطعام وتم نقله الى المبنى الجديد في سجن رومية، فيما واصل الموقوفون اللواء علي الحاج والعميد الركن مصطفى حمدان والعميد الركن ريمون عازار اضرابهم عن الطعام. 

 

الجيش الاسرائيلي يقيم تعزيزات في بلدات في جنوب لبنان

 أ ف ب - 2006 / 9 / 18

 افاد مصدر عسكري لبناني اليوم الاثنين ان الجيش الاسرائيلي رفع سواتر في بلدات جنوبية عدة في جنوب لبنان, ما يشكل انتهاكا للخط الازرق الذي يعتبر بمثابة حدود بين لبنان واسرائيل. وقال المصدر ان الجيش الاسرائيلي مد اسلاك شائكة حتى عمق كلم داخل الاراضي اللبنانية في بلدات مروحين وتلة الحمامص وكفركلا ومركبا. ولاحظ قائد قوة الامم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان الجنرال الان بيليغريني اليوم ان الاسرائيليين "يأخذون مبادرات هي انتهاكات" للخط الازرق. واضاف امام الصحافيين في مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة "ما داموا هنا (في الجنوب) فهم لا يحترمون بالضرورة وقف الاعمال الحربية". وكانت المنظمة الدولية طلبت الاسبوع الفائت من اسرائيل ازالة سياج شائك اقامته في بلدة كفركلا في القطاع الاوسط من المنطقة الحدودية. واكد بيليغريني ان "دبابات لوكلير الفرنسية ستسير دوريات على طول الخط الازرق". ولفت الى "انتهاكات شبه يومية للاجواء اللبنانية" وخصوصا بواسطة طائرات اسرائيلية من دون طيار. لكنه اعتبر ان الانسحاب الاسرائيلي يسلك "منحى جيدا", معربا عن امله في "انسحاب نهائي قبل نهاية شهر" ايلول/سبتمبر.

 

اسرائيل تجرف الاراضي في يارين وتقطع مساحات من الاشجار

 القوات الفرنسية تستكمل انتشارها في جنوب الليطاني

وكالات - 2006 / 9 / 18  اعلنت الصين زيادة وحداتها المشاركة في اطار قوات "اليونيفيل" في جنوب لبنان الى الف جندي.وواصلت القوات الفرنسية ضمن اطار قوات الامم المتحدة المعززة انتشارها في جنوب الليطاني حيث نظفت اليوم وحدة من عناصرها منطقة برعشيت - قضاء بنت جبيل من اي اشكال غريبة وأجسام غير منفجرة. وشوهدت بعض آلياتها العسكرية تتربض على بعض التلال لمراقبة حركة المناطق. وستستكمل هذه القوات انتشارها في مناطق جنوب الليطاني في غضون اسبوعين. كما وصلت القوات الفرنسية الى بلدة مرجعيون في قرى وبلدات القضاء.

وفي النبطية سيرت الكتيبة الاسبانية دوريات مؤللة في مناطق انتشارها التي تشمل بلدات الطيبة، القنطرة، عدشيت، القصير والشومارية. في وقت اقامت قوة اخرى حاجزا في المنطقة الواقعة بين بلدتي القنطرة وعدشيت وعملت على تفتيش سيارات المارة. في المقابل جالت دورية من القوات الدولية قوامها اربع جيبات عسكرية برفقة ضباط من الجيش اللبناني على منطقة قرى قضاء راشيا، حيث الحدود الشرقية البرية بين لبنان وسوريا واستطلعوا المعابر البرية والحدودية. هذا وأدى انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات الحرب الاسرائيلية في مدينة النبطية الى جرح رضوان عمران غندور وزوجته فاتن حسن علي احمد بجروح مختلفة ونقلا الى المستشفى للمعالجة. وفي الخروقات الاسرائيلية للأراضي اللبنانية بدأت جرافات اسرائيلية بجرف الاراضي في منطقة يارين صور وقطعت مساحات اشجار تزيد على المئة دونم تحت حماية جنود الاحتلال الذين صوّبوا بنادقهم الرشاشة باتجاه الصحافيين الذين كانوا يغطون هذه العملية، وذلك لإجبارهم على مغادرة المنطقة.

وفي انتهاكاتها للاجواء اللبنانية خرقت طائرتان حربيتان اسرائيليتان الاجواء اللبنانية قبيل ظهر اليوم وحلقتا على ارتفاع منخفض فوق البقاع الغربي وراشيا وصولا الى نقطة المصنع الحدودية، حيث حلقتا بشكل دائري على طول الطريق الدولية حتى ضهر البيدر، ثم أكملت تحليقها حتى بعلبك. كذلك نفذت طائرتان اخرتان غارات وهمية كثيفة فوق القرى الواقعة جنوب سد القرعون ومجرى الليطاني في البقاع الغربي لفترة تجاوزت الساعة. وأعلنت قيادة الجيش مديرية التوجيه في بيان اصدرته الحاقا لبياناتها السابقة انه في الرابعة و الدقيقتين بعد ظهر امس اخترقت طائرة استطلاع اسرائيلية الاجواء اللبنانية آتية من فوق البحر مقابل بلدة الناقورة ونفذت طيرانا دائريا فوق منطقة الجنوب، ثم غادرت الاجواء عند العاشرة الا الدقيقة الخامسة باتجاه الاراضي المحتلة.

 

 

التغيير والإصلاح": لتطبيق ال1701 وفق قراءة تحكمها المصلحة اللبنانية المطلوب إعادة تكوين السلطة في شكل ديموقراطي ومتوازن بما يحفظ السيادة

وطنية - 18/9/2006 (سياسة) أكد تكتل "التغيير والإصلاح" في بيان اصدره اثر اجتماعه الأسبوعي برئاسة النائب العماد ميشال عون في منزله في الرابية، "أهمية تطبيق القرار 1701 وفق قراءة تحكمها المصلحة اللبنانية"، وطلب من الحكومة "وضع تصور شامل يكون بمثابة خريطة طريق لبنانية في شأن مسار العملية السياسية في مرحلة ما بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان تواكب تنفيذ هذا القرار".

واستغرب التكتل "في هذا المجال، عدم إقدام رئيس الحكومة على إجراء مشاورات مع الفعاليات اللبنانية السياسية والاقتصادية لتكوين هكذا تصور والذي يفترض إطلاع المجلس النيابي عليه لإقراره وتوفير الدعم الوطني له سعيا الى إنجاحه". وسأل التكتل الحكومة "عما يجري تداوله من شروط يتردد أن بعض الدول تضعها لتقديم المساعدات الى لبنان، وفي مقدمها وقف الإهدار والاستنسابية والتسييس في توزيع الإعانات على مستحقيها، فيما هي تكتفي في هذا المجال بإطلاق مواقف لا تتخطى العموميات الى الأرقام والوقائع، الأمر الذي لا يقنع المجتمع الدولي ولا الشعب اللبناني بصدقية التركيبة الحاكمة".

ولفت الى "ان مطالبة التكتل بتأليف حكومة وفاق وطني لا تعدو كونها شأنا ديموقراطيا توافقيا من صلب نظامنا البرلماني، ولا يجوز وضعها في مستوى التخويف من حدوث فراغ دستوري خطر، بل إن الخطورة الحقيقية تكمن في المنطق الذي تعتمده الأكثرية في هذا المجال مما يضرب مبدأ الديموقراطية التوافقية الذي يعتبر الأساس في الحياة السياسية اللبنانية"، معتبرا "أن الهدف الكامن وراء ردات فعل الأكثرية الرافضة لهذا المبدأ هو تحصين منحى استمرارها في التفرد بالسلطة ورفض أي مشاركة لها في إدارة البلاد في هذه المرحلة الدقيقة والخطرة التي تمر بها".

ورأى التكتل "أن سياسة التمحور التي تعتمدها الحكومة ويصر عليها تجمع "البريستول" إنما تقود لبنان الى أن يصبح النقطة الأشد حماوة وحساسية على خط التجاذب والتصادم الإقليميين والدوليين، من دون وجود تصور أو خطة أو خريطة طريق للمرحلة الراهنة تخرج لبنان من سياسة المحاور المتناقضة الى ما هو مطلوب من تحديد للأولويات الوطنية، وفي مقدمها إعادة تكوين السلطة في شكل ديموقراطي ومتوازن بما يحفظ سيادة لبنان واستقلاله وحريته ويغلب الأولوية اللبنانية على سائر الأولويات الإقليمية والدولية المتصارعة"، مؤكدا "ان هذا التصور هو المدخل الحقيقي لمشروع بناء الدولة اللبنانية على حساب الدويلات".

ودعا "اللبنانيين، كل اللبنانيين، الى البقاء في منأى عما أثير حول كلام قداسة البابا بنيديكتوس السادس عشر في محاضرة ألقاها في ألمانيا، بعدما أعرب عن أسفه وأكد أن ما اقتبس منها لا يعكس في "أي شكل" تفكيره الشخصي تجاه الإسلام، فاستغلال هذا الموقف في الاتجاهات التي نشهدها يهدد السلام في العالم ويشجع منطق الخلاف على ثقافة الحوار التي تعتمدها الأديان السماوية في مقاربتها للواقع الاجتماعي العام وخصوصا الفاتيكان".

كما دعا الى "التوقف عن هذه الاتجاهات وردود الفعل التي تتعارض مع روحية تكوين الشعب اللبناني ومع القضية المركزية التي حافظ عليها لبنان عبر التاريخ وأساسها المحافظة على التعددية الدينية والثقافية ضمن الوحدة الوطنية".

رئيس "جمعية الانقاذ الاسلامية": يجب النظر الى البابا كمحاضر فقط

وطنية- 18/9/2006 (سياسة) رأى رئيس "جمعية الانقاذ الاسلامية اللبنانية" الدكتور محمد علي ضناوي انه "يجب النظر الى البابا بينيديكتس السادس عشر عندما حاضر في جامعة المانية كمحاضر لا كبابا، وعلى هذا يجب ألا يعتبر المسيحيون في العالم ان المحاضرة تمثل رأي الفاتيكان، كما يجب الا يعتبروا الردود الاسلامية بمثابة مواقف سياسية ضد الفاتيكان". واعتبر "ان العرف المتبع لدى المحاضرين ان يتقبلوا النقد، واذا ما اخطأوا او اسأؤوا وجب عليهم الاعتذار الى من اعتبر الاساءة موجهة اليه. وان الاعتذار يؤدي الى وأد الفتنة في العالم بأسره". واستنكر اي عمل عدائي يقع ضد رموز مسيحية.

 

الوزير السابق فرنجية عرض الأوضاع مع السفير فيلتمان

وطنية- 18/9/2006 (سياسة) استقبل رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية في بنشعي اليوم، السفير الاميركي جيفري فيلتمان على مدى ساعتين، وتناولا مواضيع الساعة.

 

القاضي عيد استأنف التحقيق في قضية اغتيال الرئيس الحريري

وطنية- 18/9/2006 (قضاء) استأنف قاضي التحقيق العدلي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري القاضي الياس عيد نشاطه اليوم، بعد إجازة خاصة أمضاها خارج لبنان مع عائلته.

 

رابطة البطريرك الدويهي احيت الذكرى الاولى لغياب الاب ميشال الحايك

وطنية-18/9/2006 (متفرقات) أحيت رابطة البطريرك اسطفان الدويهي الثقافية في قنوبين الذكرى الاولى لوفاة العلامة المونسيور ميشال الحايك في كنيسة القديسة مارينا في وادي قنوبين. حضر الاحتفال فاعليات من ابناء المنطقة, ورئيسة دير قنوبين الاخت كليمانس حلو ووفد من الراهبات الانطونيات, وقد ترأس القداس الخوري حبيب صعب الذي القى عظة في المناسبة, اشار فيها الى ان وادي قنوبين هو القاسم المشترك بين البطريرك الدويهي والاب ميشال الحايك. ولفت الأب صعب الى "أن هذا الوادي يجمعهما كما تجمعهما الثقافة العالية ومحبة العلم والدرس والارشاد, ونشر الفكر المسيحي وحفظ تراثه المشرقي كما يجمعهما التقشف والصوم والصلاة

 

النائب ابي نصر تمنى الا يكون مصير متضرري الضاحية والجنوب مثل متضرري الشوف

وطنية - 18/9/2006 (سياسة) رأى النائب نعمة الله ابي نصر، في تصريح اليوم، "ان الحكومة اظهرت اهتماما بالتعويض السريع على المواطنين المتضررين من العدوان الاسرائيلي الاخير، وهذا امر طبيعي يستند الى الحق والواجب. ويأتي في سلم الاولويات بناء المنزل والطريق والمدرسة لكي يستطيع المتضرر والمهجر ان يستأنف حياته بصورة طبيعية ". وتمنى النائب ابي نصر "الا يكون مصير ملف المتضررين في الضاحية والجنوب والبقاع كمصير المتضررين في الشوف وعاليه وبعبدا وبلدة القليعات في كسروان"، مؤكدا انه "اذا كانت المماطلة في اقفال ملف المهجرين في جبل لبنان قد تم تبريرها بأعذار واهية طيلة السنوات الماضية فإنه لم يعد هناك اي عذر لاقفال هذا الملف اسوة بملف المتضررين والمهجرين من جراء العدوان الاسرائيلي".

 

 

الضباط الأربعة بدأوا إضرابا عن الطعام حتى إصدار القرار الظني

 نقل الحاج وعازار وحمدان إلى مبنى خاص في رومية والسيد رفض القرار 

النهار - 2006 / 9 / 18 - عباس صالح

علمت "النهار" انه تم نقل الموقوفين في قضية اغتيال الرئيس الحريري ومن بينهم الضباط الثلاثة اللواء علي الحاج والعميد ريمون عازار والعميد مصطفى حمدان امس الى مبنى خاص مؤلف من ثلاث طبقات داخل سجن الاحداث في سجن رومية المركزي بعد ترميمه وتجهيزه بمواصفات تلحظ الاعتبارات الانسانية والامنية للموقوفين. واشارت المعلومات الى ان سرية ادارة السجون في المديرية العامة لقوى الامن الداخلي بذلت جهودا كبيرة لاقناع اللواء جميل السيد بقبول القرار القاضي بنقل كل الموقوفين على ذمة هذه القضية الى المبنى الجديد الذي تمت مباشرة اعمال ترميمه منذ فترة طويلة، بهدف تخصيصه للموقوفين في هذا الملف بعدما تم نقلهم على عجل، في تلك الآونة، من نظارة المقر العام للمديرية العامة لقوى الامن الداخلي الى مبنى في سجن رومية لا يحوز المواصفات الامنية المطلوبة لحماية مجموعة موقوفين في ملف حساس الى هذه الدرجة، باعتبار ان المقر السابق لتوقيف الضباط الاربعة غير مناسب من الناحية الانسانية نظرا الى وقوعه في الطبقة الاولى تحت الارض وعدم نفاذ نور الشمس اليها، اضافة الى صعوبة وصول الهواء والرطوبة العالية فيها.

بعد زيارة وزير العدل آنذاك برفقة المدعي العام التمييزي سعيد ميرزا والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي لتلك النظارة، استقر الرأي على ان يودع الموقوفون الاربعة احد مباني سجن رومية المركزي موقتا، ريثما يتم تجهيز مبنى خاص بهم داخل هذا السجن، فتم تنفيذ القرار، ولم يكن هناك سوى مبنى ملاصق لسور السجن الخارجي، الامر الذي ينظر اليه امنيا على انه فاقد للمقاييس الامنية المطلوبة لحماية الموقوفين، اذا ما تم الاخذ في الاعتبار ان هناك جهة ما يمكن ان تلجأ الى قصف هذا المبنى من الخارج وتدميره مثلا . فتم استخدامه كتدبير موقت لايواء الموقوفين، مع الشروع فورا بترميم مبنى داخل مباني سجن الاحداث، كان يشغله الجيش، وتجهيزه تجهيزا يلحظ الاعتبارات الامنية والانسانية معا للموقوفين.

انتهت اعمال الترميم والتجهيز منذ ايام، وجاء القرار بنقل جميع الموقوفين في قضية الرئيس الحريري اليه بعد افراد غرف واسعة ونظيفة ومطابقة للمواصفات الانسانية، اضافة الى تخصيص ثلاث غرف كبيرة للمواجهة في داخله، الامر الذي يعد تسهيلا كبيرا لعملية مواجهات الموقوفين مع عائلاتهم. لكن مع علم الموقوفين بهذه التسهيلات في مقر الاقامة الجديد، فإن الحالات النفسية للسجناء الذين تكيفوا مع واقع معين عاشوا فيه مدة طويلة تجعلهم يرفضون تلقائيا اي وضع جديد يرسم لهم. من هنا ربما جاء القرار من جميع الموقوفين بداية ولا سيما الضباط الاربعة برفض الانتقال الى المبنى الجديد، فتم التفاوض معهم على اعتبار ان القرار يجب ان ينفذ في نهاية المطاف، لكن لا بأس من مراعاة حالاتهم النفسية، ومعاملتهم بالتي هي احسن، الى ان نفذ القرار يوم امس على الجميع باستثناء اللواء جميل السيد الذي بقي متمسكا برفضه القرار، واصيب بتوتر كبير ادى الى ارتفاع ضغط الدم لديه، فترك في مكانه واحضر طبيبه اليه، على امل ان تتم معالجة الامر في وقت لاحق.

"النهار" استوضحت طبيعة الاجراء من زوجة اللواء علي الحاج السيدة سمر شلق الحاج، وعن ملاحظات عائلات الموقوفين عليه، فأشارت بداية الى ان "الضباط الموقوفين بدأوا اضرابا عن الطعام، حتى يحضر قاضي التحقيق الذي تم استبدال القاضي الياس عيد به بظروف يشوبها الالتباس وهو القاضي جهاد الوادي من الخارج ويستكمل التحقيقات في القضية". وقالت: "اتحداهم ان يصدروا قرارا اتهاميا في هذا الملف وليقولوا اين تورط علي الحاج لاطالب انا بشنقه. فليثبت التحقيق ان هناك بقية من عدالة في لبنان".

وعن ظروف مبنى السجن الجديد الذي تم نقل الموقوفين اليه قالت: "انها ظروف اسوأ من ظروف السجن السابق بكثير وما يتذرعون به من ان هذا المبنى اكثر امانا من المبنى السابق ان هي الا اعذار لا اساس لها فهذا المبنى هو مبنى معزول وهو مواجه للبحر وللوادي المجاور وهو مشيد فوق ممر للسيارات، اي ان باستطاعة اي بارجة اسرائيلية ان تقصفه من البحر اذا ما عادت المواجهات، كما في امكان اي متسلل ان يطاول ايا كان من الوادي المقابل بالقنص او بغيره، كذلك في امكان اي سيارة مفخخة تمر تحت المبنى ان تدمره وتودي بمن فيه. في حين انهم كانوا في المبنى القديم محميين اكثر حتى من الجو حيث انهم كانوا في الطوابق السفلية وفوقهم طوابق اخرى. وعن المواجهات وظروفها اعتبرت السيدة الحاج انها "اسوأ من السابق" وقالت انها دخلت امس "بعد مشاجرات ومشاحنات مع الحراس وبعدما اتصلت بزوجات الضباط الموقوفين وطلبت منهن موافاتها الى رومية حيث اعتصمن خارج المبنى ورفعن اصواتهن طويلا حتى تمكن من مواجهة ازواجهن". وقالت: "زوجي لا يريد لا مبنى قديم ولا مبنى جديد هو الآن صائم حتى يعود قاضي التحقيق الى لبنان ويصدر قراره في القضية، ليرى اللبنانيون والعالم مدى الظلم الذي لحق بنا".

 

الاتحاد الماروني العالمي/الأمانة العامة

18 أيلول 2006

بيان/إن قيام رئيس الوزراء اللبناني باستدعاء سفير الفاتيكان سابقة خطيرة   خاصة في ‏زمن يصادر فيه أصوليون من فئة معينة القرارات المصيرية

تعليقا على الضجة التي تثيرها بعض وسائل الإعلام في شأن المحاضرة التي ألقاها قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر الثلاثاء الماضي في جامعة ريجينسبورغ بألمانيا والتي تطرق فيها إلى موضوع حوار الأديان وخص الدين الإسلامي الكريم بهذه الدعوة ذاكرا ما جاء على لسان الإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني باليولوجوس من القرن الرابع عشر حول علاقة الدين والسيف، نحب توضيح الأمور التالية:

أولا: إن رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم ليس بحاجة لأن يهاجم الدين الإسلامي أو يقلل من احترامه للأديان، كون الكنيسة الكاثوليكية شديدة الحرص على الحوار المنفتح بين الأديان وتقريب وجهات نظرها، ولا يمكن من يدعو للحوار أن يهاجم محاوريه.

ثانيا: إن الكلام المعتبر مسيئا للإسلام موجود في كتب التاريخ وموثق منذ زمن الإمبراطور المذكور وقبله ولم يفعل البابا إلا ذكره  للإشارة إلى التطرف الذي يحاول بعض الأصوليين المسلمين صبغ الدين الإسلامي به وهم لا يريدون الخير للإسلام ولا يرغبون بتعايشه مع بقية الأديان وإنما يدفعون الناس إلى التفتيش عن تفسير لحالة الحقد والتعصب والانغلاق التي يجرون المسلمين إليها.

ثالثا: إن محاضرة البابا ضمت إشارات مختلفة لأفكار وعقائد من شتى الأديان ولم تقتصر على الإشارة إلى الدين الإسلامي، ومع ذلك يحب المغرضون التركيز على وجه واحد مما ذكر لإظهار الإسلام ربما، بالمظهر الإرهابي الذي يحبون الاحتماء خلفه لا بمظهر الدين السماوي المنفتح على الفكر والحوار.

رابعا: إن مزايدة المسلمين المعتدلين في موضوع كهذا، وعلى رأسهم بعض الأنظمة العربية التي نكن لها الاحترام، على الأصوليين خوفا من الشارع ومحاولة لكسب الرأي العام الإسلامي، هو أمر يدعو إلى عدم الثقة بهؤلاء وبقدرتهم على مجابهة المتطرفين، ويزيد بوصم الإسلام كدين بالعزلة والانغلاق وعدم القدرة على التحاور والتواصل مع الأديان الأخرى والأفكار التي تتشارك في هذا العالم، ويجب أن يعلم الكل بأن عالم اليوم لا يضم فقط الأديان التي نسميها أديانا سماوية بل هناك الكثير من الأديان الأخرى والمعتقدات المختلفة، فالمليار مسلم محاطون بمليارين من البوذيين والهندوس وغيرهم من الديانات التي لا يعترف فيها الإسلام، فهل يقبل المسلمون المعتدلون، الذين يعيشون في عالم اليوم، وبعد خمسة عشر قرنا على انطلاق الدعوة، بهدم كل ما هو غير مسلم، كما فعل جماعة طالبان بتمثال بوذا في أفغانستان؟

خامسا: إن قيام رئيس الوزراء اللبناني باستدعاء سفير الفاتيكان للاعتراض على ما جاء في محاضرة البابا، قبل دراستها بعمق وتأني، هو إشارة مهمة وسابقة في تاريخ لبنان الحديث الذي يضم طوائف وديانات مختلفة ليست كلها على رأي واحد، ما يجعل البعض يعيد النظر في مسألة الوطن الواحد الذي عليه أن يحمي فيما يحمي حقوق الناس في الإيمان والمعتقد، فهل يجب أن تعاد الحسابات، خاصة في زمن يصادر فيه أصوليون من فئة معينة القرارات المصيرية، وها هو رأس الهرم في السلطة التنفيذية يسارع لاسترضاء غرائز شارع دون أخذ مشاعر الشارع الآخر بعين الاعتبار؟

سادسا: إن على العالم الإسلامي أن يعي بأن إبن رشد كان مسلما أيضا، وقد خالف بآرائه الفلسفية ونظرته إلى الدين علماء عصره وعلى رأسهم الغزالي، وكانت المجابهة يومها، كما هي اليوم، بين التزمت والانفتاح، فهل ندعوه للاعتذار؟ أم أن فكر المسلمين، لا سمح الله، قد توقف عن الإبداع عند إبن لادن وصاحبه الظواهري وصار كل من لا يفكر كما يفكر هؤلاء يجب أن يصمت أو يقتل؟

سابعا: إننا كاتحاد ماروني عالمي بما لنا من خبرة في تفاعل الأديان وتمازج الحضارات نعتبر أن الدين الإسلامي أكبر من أن يسجن في سيف أو قنبلة، وأشرف من أن تلصق به شعارات الترهيب والتخوين، وأوسع من أن يسجن العقل في دائرة المفسرين ومحدودية الشراح، وأهم من أن يجرحه رأي أو كاريكاتور. إننا ندعو المثقفين من المسلمين المنفتحين على العالم والعقل أن يقدموا، كما الرشيد وأبنائه، على حث المفكرين المسلمين وغير المسلمين، على الإبداع في اتجاه رفعة الإسلام وانفتاحه، لا على التشبث بمحدودية النصوص وتفسيراتها والدوران في حلقة مفرغة. إن الله عز وجل قد أعطى العالم الإسلامي اليوم إمكانيات كبيرة عليه أن يستعملها في بناء أصرحة الحضارة ومشاركة الجميع في التعرف إلى مشاريعه في البشرية التي تسير نحوه في تقدمها يوما بعد يوم، لا تلك العائدة إلى غياهب التاريخ وظلمات العنف والحقد والقتل.

ثامنا: إننا إذ نشكر قداسة البابا على محاولة تحريك الفكر البشري ليتفاعل مع الواقع ولا يرضى بالخنوع والانتظار ونحترم التفسيرات والبيانات التي صدرت وتصدر عن الكرسي الرسولي في هذا الشأن أو غيره، لا يسعنا إلا أن نقدر آراء بعض المفكرين المسلمين ومن بينهم رجال دين أئمة وعلماء تحلوا بالموضوعية وتعمقوا في الشرح من وجهة نظر منفتحة تساهم في تقدم البشرية نحو الحوار وتفاعل الأفكار والقيم والمعتقدات التي تشكل الأديان أعمدتها وأساساتها والتي لن تقدر الكتب ولا العقول على احتوائها لأن الله، بالتأكيد، أكبر...

شربل بركات/ نائب رئيس الاتحاد الماروني العالمي

وفي الثالثة يرئس عون الاجتماع الدوري لتكتل "التغيير والاصلاح" في الرابية

 

صفير التقى سفير بلغاريا ووفد الرابطات المسيحية

 المركزية - استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير وفدا من الرابطات والمجالس اللبنانية المسيحية ضم رئيس الرابطة السريانية حيب افرام، رئيس رابطة الروم الكاثوليك مارون بو رجيلي، ممثل طائفة الارمن الارثوذكس جان سلمانيان، ممثل طائفة الارمن الكاثوليك عبود بوغوص، ممثل الطائفة الكلدانية جورج سمعان، ممثل الطائفة الانجيلية فارس داغر ، وممثل الطائفة القبطية ادمون بطرس.

بعد اللقاء وزع الوفد بيانا اكد فيه الآتي:

اولا: ان المسيحيين لا يمكن ان يكونوا الا صنّاع قرار في الوطن. لا ملحقين ولا مهمشين ولا مراقبين ولا ذميين.

ثانيا: ان المسيحيين هم اولا مسؤولون عن تفتتهم وعن هجرتهم وعن عدم تفاهم قواهم وأحزابهم ومؤسساتهم.

ثالثا: ان ليس عند المسيحيين الا مشروعا واحدا هو دولة واحدة قوية عادلة سيدة حرة مستقلة قائمة على المساواة التامة والتوازن الكامل. وهذا ليس له علاقة لا بالعدد ولا هو منة من أحد بل هو من صميم الميثاق الوطني والدستور.

رابعا: ان لبنان لن يقوم على قاعدة التراشق والتخوين والتهديد والتشنج ولا على بقائه ساحة صراع. ان ادارة التنوع الوطني من صلب مسؤولية الدولة التي يجب ان تكون ممثلة للجميع. هذا ليس زمن انتصارات في الداخل بل زمن وحدة وطنية.

لذلك تدعو الرابطات الى اعادة الروح لاي شكل من أشكال الحوار الوطني المفتوح، والى اقامة جسور تفاهم بدل نسفها بالتصاريح العنيفة وفتح باب للفتنة. من جهة ثانية تؤكد الرابطات انها ترفض بشكل قاطع اي تعرض او اساءة لأي دين او مذهب او عقيدة، وهي ضد اي تشويه او استغلال لأي حرف او كلمة. والرابطات تستنكر مطلق كل ردات الفعل السلبية سيما احراق الكنائس والتعرض لها ولرجال الدين المسيحيين.

والتقى البطريرك صفير على التوالي: سفير بلغاريا في لبنان فينيلين لازاروف، الشيخ غسان الخازن، المحامي الياس الزغبي ثم المحامي انطوان غنطوس

 

كفانا استغلالاً من بعض الدول وارتباطنا هو فقط ببلدنا"

أحمد الأسعد: شيعة لبنان في خطر نتيجة السياسات المتبعة باسمهم

صريفا – "النهار": اعتبر رئيس "تيار لبنان الكفاءات" احمد الاسعد ان "الشيعة في لبنان في خطر نتيجة السياسات المتبعة اليوم باسمهم"، موضحاً ان "غالبية الشيعة ضد هذه السياسات وتتوق الى الخلاص والعيش في امن وامان". وقال: "كفى الشيعة عذاباً والماً ودماراً وتهجيراً كفانا استغلالاً من بعض الدول. نحن شيعة لبنان، ارتباطنا هو فقط بلبنان وبقاؤنا هو من بقائه".

وفي مؤتمر صحافي عقده امس في منزله في بلدة صريفا، في حضور حشد من ابناء المنطقة، سأل "هل كان لا بد من خوض هذه الحرب لكي نقتنع بان قرار الحرب والسلم يجب ان يكون بيد الدولة اللبنانية وحدها؟"، داعياً "حزب الله" الى "وقف سياسة التخوين" التي تمنع التطور. وخاطب ايضاً "معظم قوى 14 آذار"، معتبراً ان مواقفها ضبابية ومذكراً اياها بتحالفها مع قوى 8 آذار في الانتخابات النيابية الماضية. ودعا الى "نبذ ثقافة الموت واعتناق ثقافة الحياة"، مشيرا الى ان "الدولة الحقيقية آتية آتية آتية". بداية قال الاسعد انه لن يتناول "ما له علاقة بالماضي" ولا "مصطلحات الحرب الاخيرة حول اسبابها وابعادها"، بل فقط تداعياتها على لبنان. ورحب بانتشار الجيش اللبناني على الحدود، مذكرا انه كان من اوائل المطالبين بذلك. واضاف: "ولكن ويا للأسف، أهين هذا الجيش الأبيّ منذ انسحاب اسرائيل، اي منذ عام 2000، ومنع من دخول جنوب لبنان لتحمل مسؤولياته، وللدفاع عن لبنان وكل شبر من لبنان. وقيل طيلة تلك الفترة بانه سيكون بمثابة حارس حدود لاسرائيل. وفجأة دون ان نعرف كيف او لماذا، تغيرت نظرة هؤلاء الى الجيش اللبناني ليصبح، اليوم، جيشاً وطنياً مستعداً للدفاع عن حدود لبنان".

وسأل: "هل كان لا بد من خوض هذه الحرب لكي نسلم الجيش اليوم مسؤولية الدفاع عن ارض الوطن؟

هل كان لا بد من خوض هذه الحرب لكي نقتنع بأن قرار الحرب والسلم يجب ان يكون بيد الدولة اللبنانية وحدها؟ ولماذا لم نصل الى هذه الاقتناعات من قبل، ونجنب انفسنا عواقب تلك الحرب الشنيعة؟ ولماذا يدفع لبنان وحده، وبالتحديد جنوب لبنان، ومنذ الستينات، ثمن الصراع العربي الاسرائيلي؟ أين الجبهات الاخرى من الجولان الى الاردن ومصر وايران؟".

وسأل ايضاً: "اليس هناك من يساعد، عن قصدو او غير قصد، على توفير الغطاء الدولي للعدوان الاسرائيلي من خلال الارتجال ومصادرة قرار الحرب والسلم؟ والآن وقد تغيرت قواعد اللعبة من خلال دخول الجيش واليونيفيل، لماذا الاصرار على ابقاء هذا السلاح خارج الشرعية اللبنانية؟ ألا نعلم بأن اي عملية عسكرية ضد العدو الاسرائيلي اليوم هي بمثابة اعلان حرب على الجيش اللبناني والمجتمع الدولي بأسره؟ أهذا ما نريده؟ ما هي فائدة ابقاء هذا السلاح اذن؟". وتابع: "ما هي صحة الاشاعات التي تروج في القرى والبلدات بأن الشيعة مستهدفون، بأن الشيعة في لبنان في خطر، وهذا السلاح هو للدفاع عنهم؟ واذا كان الشيعة في لبنان مستهدفين، اذا كانوا في خطر، فممن هذا الخطر؟ من الذين تحالفتم معهم اثناء الانتخابات النيابية الماضية، وربما قد تتحالفون معهم او مع بعضهم اثناء الانتخابات النيابية المقبلة؟". واضاف: "اليست حقوق الطائفة الشيعية في لبنان محصنة من خلال ما تم التوافق عليه في اتفاق الطائف؟ واذا ادّعت كل طائفة في لبنان بانها مستهدفة من الطوائف الاخرى لتتسلح من جديد، الى اين سيقودنا هذا؟ ألن يقودنا الى المجهول؟ أقولها بصراحة وبالفم الملآن: نعم الشيعة في لبنان في خطر، والخطر كل الخطر، هو من السياسات المتبعة اليوم باسم الشيعة!".

وقال: "الذين يتحدثون باسم الشيعة ليسوا كل الشيعة. فلولا المال والسلاح لما استطاعوا التحدث باسم الشيعة. اما الشيعة في لبنان، فانهم في الحقيقة ضد السياسات المتبعة، ويتوقون الى الخلاص والعيش في أمن وأمان. فغالبية الشيعة لم تعد تتقبل استمرار الخسائر، قطع الجسور، قطع الماء والكهرباء، شلل القطاعات الزراعية والصناعية والصحية والتربوية، الى التشريد، والرعب، والهلع والنزوح والعودة الى القرون الوسطى وانتظار حصة اغاثة من هنا او هناك...". واضاف: "كفى الشيعة عذابا، كفانا قهرا وخرابا، كفانا ألما ودمارا وتهجيرا! كفانا نحن شيعة لبنان استغلالا من بعض الدول! نحن شيعة لبنان، ارتباطنا هو فقط بلبنان! وطننا هو لبنان، مأوانا هو في لبنان، جذورنا هي في لبنان وبقاؤنا هو من بقاء لبنان. نعيش اذا عاش لبنان ونسلم اذا سلم لبنان". وتابع: "أما القول بأن الشيعة قبل الحرب، كانوا فقط ماسحي أحذية، فهو اخفاء للحقائق وانتقاص من الماضي لجعل المستقبل غامضا مليئا بالخوف والمزيد من المجهول. وأضاف: "أقولها بكل هدوء للاخوان في "حزب الله": "كفوا عن سياسة التخوين! فسياسة التخوين هذه هي في الحقيقة مطلب اسرائيلي. فهذا التخوين يؤدي الى احتكار للرأي، والاحتكار في جميع مجالاته، أكانت سياسية، اقتصادية، علمية، أو فكرية، هو نقيض للمنافسة الشفافة، أي نقيض للابداع، ونقيض للنمو والتطور. هذا الاحتكار، هو تكريس للخمول، هو تكريس للواقع، وبالتالي تكريس عبر الزمن للجمود والتخلف. وقال: "ثم أخاطب معظم قوى الاغلبية النيابية او ما يسمى قوى 14 آذار وأقول لها: "نحن في لبنان، لسنا في حاجة الى شعارات. نحن في لبنان في أشد الحاجة الى سياسات صادقة. وحتى الآن لم تبرهنوا على الاطلاق عن صدقيتكم، فمعظم مواقفكم هي في الحقيقة ضبابية: فأين الاصلاح؟ ولماذا سُلم مجلس الجنوب ملف التعويضات علما انه كان في طور الالغاء؟ لماذا لم يكلف الجيش بمسح الاضرار، وها هو موجود اليوم بقوة على أرض الجنوب؟ وما هو البرنامج وعلى أي أساس تحالفتم مع قوى 8 آذار في الانتخابات النيابية الماضية؟ من أجل نائب أكثر هنا او نائب أكثر هناك؟

 

التغيير الحكومي طُوي ورفض شيعي للوجود الدولي في المطار

خليل: ساهمنا في تثبيت أجواء إيجابية ولا مبادرة نريد التزاماً للقرار 1701 وتوضيح الالتباس البحري

كتبت هيام القصيفي:النهار

اكدت مصادر سياسية مطلعة لـ" النهار" ان موضوع التغيير او التعديل الحكومي قد طوي. واستندت هذه الاوساط في معلوماتها الى حصيلة المشاورات التي اجريت في نهاية الاسبوع وخلصت الى ان الاطراف المعنيين مباشرة بفتح موضوع التعديل الحكومي، باتوا متأكدين ان اي فراغ حكومي في الوقت الراهن ليس في مصلحة اي طرف، وخصوصا في ظل الاستحقاقات الامنية والسياسية والاعمارية التي يواجهها لبنان. ولفتت تحديدا الى ان الكلام الاخير للامين العام لـ" حزب الله" السيد حسن نصر الله الذي شدد فيه على اولوية الاعمار ومواكبة التطورات، وخصوصا ما يتعلق بدور القوات الدولية في لبنان في هذه المرحلة، فهم منه انه رسالة اطمئنان وايجابية، لان الحزب على بينة من الأخطار التي تنشأ عن امكان فتح الموضوع الحكومي في هذه المرحلة. مما يعني ان مرحلة التهدئة بدأت فعلياً في انتظار بلورة اكثر عمقا للملفات المطروحة وهي ليست قليلة.

في هذا الوقت، ينتظر ان يعود رئيس مجلس النواب نبيه بري من جنيف الى بيروت خلال يومين، وسيعيد بري تحريك عجلة الاتصالات واللقاءات التي كان تابعها بتكليف منه، في بيروت النائب علي حسن خليل. فيما كان الحديث يدور حول مبادرة ما طرحت للتوفيق بين القوى السياسية. ويتوقع ان تساهم الاجواء الهادئة التي انعكست في مجلس الوزراء والتراجع في التشنج السياسي خلال اليومين الأخيرين، في دفع الامور في اتجاه التطبيع السياسي للوضع الحكومي.

ماذا دار في الاتصالات التي اجراها بري وهل من مبادرة محددة؟

يوضح النائب خليل لـ" النهار" ان الرئيس بري تابع من جنيف تفاصيل اللقاءات والاتصالات، وكان على اطلاع تام على الجو القائم. وينفي خليل وجود مبادرة بالمعنى الكامل للكلمة: "لم ننقل امرا محددا، لكن ثمة مناخا ايجابيا، لعب فيه الرئيس بري دورا اساسيا، وكان حريصا على ان يعممه، وهو مناخ التهدئة والايجابية واعطاء الاولوية للاستحقاقات الكبرى، المتعلقة بانتشار الجيش في الجنوب والقوات الدولية من اجل اعادة الحياة الى دورتها الطبيعية، والبدء بورشة الاعمار وهذا يتطلب توحيد كل الجهود. وخصوصا ان البعض يعتبر ان الحكومة لا تتحمل بما يكفي مسؤوليتها عن اعادة الاعمار واعلان حالة طوارىء في المناطق الجنوبية".

وهل نجحتم في الوصول الى تهدئة الاجواء؟ اجاب خليل: "كنا حرصاء على الا تذهب الامور في اتجاه التأزم، والاتصالات التي اجراها الرئيس بري واللقاءات التي قمنا بها، ساهمت في تخفيف حدة التوتر، علماً ان اقتناعات جميع الاطراف ان لا أحد يريد كسر عظم أحد، لان الجميع مدركون ان المرحلة حساسة. فاللقاءات مستمرة ولا احد يقاطع احداً". وفي موازاة مساعي التهدئة الاخيرة، بدا واضحا تراجع الحديث عن التغيير الحكومي الى حده الاقصى، فهل كان الموضوع الحكومي بند في اجندة اتصالات التهدئة؟

ينفي خليل ان تكون "الاتصالات التي قمنا بها تناولت الموضوع الحكومي. علما ان كل طرف اكد خلال اللقاءات على اقتناعاته. و"حزب الله" قال انه يريد حكومة وطنية، ونحن في المبدأ لسنا ضدها حين تتأمن الظروف الملائمة سياسيا وتنفيذيا لئلا يقع البلد في الفراغ في هذه المرحلة المصيرية". مع عودة بري الوشيكة، تستعيد الاتصالات زخمها من "دون برنامج محدد"، لمبادرة جديدة، علماً ان طاولة الحوار التي كان بري بادر اليها، "لا احد ضدها اليوم، لكن الظروف الموضوعية والامنية قد تحول دون عقدها حاليا"، مما يعني ان الامر متروك لاتصالات ثنائية يقوم بها رئيس المجلس. في المقابل ثمة بنود اساسية لا تزال مطروحة على بساط البحث الحكومي، ومنها دور القوات الدولية. ويقول خليل "نحن نتفهم القلق الذي ينتاب بعض القوى السياسية، ونحن منها، حول بعض التفسيرات لدور القوات الدولية والكلام السياسي الذي يصدر من اكثر من موقع حول امكان توسيع هذا الدور. لذلك يصر الرئيس بري على احتكام كل وجهات النظر الى النص الحرفي للقرار 1701 والنص الحرفي لقرارات مجلس الوزراء، ومن الخطأ التوسع في الاجتهادات التي لا تخدم احدا، وخصوصا ان اسرائيل لا تزال تحتل ارضنا ولم تنسحب ولم تلتزم القرار الدولي، ولم ينتشر الجيش اللبناني بعد ولا القوات الدولية على كامل ارض الجنوب. مما يعني ان المرحلة الحالية تتطلب ورشة ديبلوماسية وسياسية للضغط على اسرائيل من أجل الانسحاب الكامل وتنفيذ القرارات الدولية".

واذا كان وضع القوة الدولية وتوسيع مهماتها اخذ الحيز الاكبر في مداولات جلسة مجلس الوزراء الاخيرة، فان الموضوع لا يزال مطروحا وخصوصا في ما يتعلق بوجود دولي في المطار. ويقول خليل "مجلس الوزراء لامس كل هذه الهواجس، واكد الالتزام نصا وروحا للقرار 1701، وهذا امر مفيد. علماً انه يجب ايضا تخفيف الالتباسات وخصوصا في ما يتعلق بالوجود البحري للقوة الدولية. اما بالنسبة الى المطار فنحن حاسمون في موقفنا. نحن ضد اي وجود غير لبناني في المطار، ومع الاستفادة من التقنيات التي يقدمها الالمان او تدريب اللبنانيين على استخدامها، وما عدا ذلك فان اي وجود دولي في المطار مسألة مرفوضة".

 

نداء مجلس كنائس الشرق الأوسط "لتغيير ذهنيتنا"

لولا قلة لكان الأمل في ولادة لبنان الوطن سراباً

النهار/وجّه قسم الايمان والوحدة في "مجلس كنائس الشرق الاوسط" نداء بعنوان: "السلام والعدل تعانقا"، الى الرعاة والمؤمنين في الكنائس والمنظمات الكنسية، ولاسيما الشبابية، في مناسبة "اليوم العالمي للسلام" الذي يصادف الخميس 21 ايلول الجاري، دعا فيه الى "تغيير ذهنيتنا واساليب تفكيرنا وعيشنا في سعينا الى احلال السلام العادل والحقيقي". ورأى ان "السلام السياسي في لبنان لا يزال بعيد المنال ومستحيلا. فلا هكذا تبنى الاوطان، ولا هكذا تكون السياسة ثمرة التجاذب المذهبي المقيت والتكاذب والتهافت وراء المنافع الانانية والرخيصة"، معتبرا انه "لولا وجود قلة من السياسيين الملتزمين، لكان الامل في ولادة لبنان الوطن وهماً وسرابا".

وهنا نص النداء: "في ظل الاجواء التي تعيشها منطقتنا وظروف الحرب التي يعانيها بلدنا الغالي لبنان، ندرك جميعنا تمام الادراك كم هي ماسة وملحة حاجتنا الى السلام الحقيقي، ونتساءل في خوالج انفسنا: اين السلام؟ وكيف نسعى اليه؟ وماذا نفعل في سبيل احلال السلام العادل والثابت؟ وما نفع الصلاة في مثل هذه الحال؟ لا ريب في ان السلام هبة من السماء لكنه في الوقت عينه من صنيع البشر وثمرة جهودهم. وما احوج البشرية، على مر العصور الى السلام الحقيقي والثابت بين الاديان والبلدان والمجتمعات والاشخاص.

ما امس حاجاتنا الى سلام ديني:

فرغم التقدم الكبير الذي احرز في هذا المجال، ولاسيما في ما يتعلق باكتشاف معنى التعايش والتحاور والاحترام المتبادل بين الاديان المختلفة واهميته البالغة الخطورة، وهو قائم على الاقرار بقدسية ما تحمله الديانات من قيم سامية، وما تبشر به الديانات الابرهيمية الثلاث من رسالات سموية، لا يزال امامنا متسع كبير من الجهود نبذلها قبل التوصل الى الاستغناء عن شتى انواع التعصب الديني المقيت والتطرف البغيض وتعلم اصول العيش المشترك البناء. احلال السلام الديني يعني اولا تعاون اتباع الاديان على اختلافهم في سبيل تقدم المجتمع البشري ورقيه، وتصميمهم الثابت على تحقيق الاهداف النبيلة التي تنادي بها دياناتهم. لكن الانتقال من حال التنافس والتحارب الى حال التعاون والتلاقي ليس بالامر السهل. وهنا يكمن الرهان الكبير المعقود على الديانات والمسؤولين فيها بجعل رسالة الاديان تكتمل بسعادة الانسان ضمن علاقته بالله.

ونحن في شرقنا العزيز، نعي حقيقة هذا الرهان ونحمل عبأه الى ان يتم لنا ما نطمح اليه، مقرّين بأنه لا يزال امامنا شوط كبير نقطعه. الحوار بين المسلمين والمسيحيين في لبنان والمنطقة خطا خطوات كبيرة في العقود الاخيرة. لكن لا بد للقائمين عليه من مضاعفة جهودهم، علهم ينجحون في خرق العديد من العوائق ودعم الثوابت المشتركة فيطول هذا الحوار الفئات المختلفة وتعم فوائده كل الاصعدة، فيتحقق له عندئذ ما يطمح الى تحقيقه. بهذا يعرف العالم حقا ان لبنان نموذج فريد للتعايش والحوار.

ما أمس حاجتنا الى سلام سياسي:

الجميع يعي ان السياسة التي هدفها بناء الاوطان، والاهتمام بجمهور المواطنين لتوفير الامن والعدل والكرامة وسبل العيش الهني كي يتسنى لكل انسان ان يعرف طعم السعادة والسكينة والحرية، وينصرف الى حياته يغذيها بالاحلام المشروعة والطموحات المجدية ويزرعها بالامل والشوق والرجاء. لكن السياسة العالمية الحالية والعمل السياسي في لبنان والشرق يتراءيان لنا بعيدين مما نترجى. ولا داعي للانصراف الى الاسهاب في بسط اسباب هذه الحال وتداعياتها، لأن تدني مستوى التعاطي السياسي الى درك مرعب، والتهرب من المسؤولية في كثير من الاوقات احبط كثيرين. فلم يعد يروي عطشهم ما يسمعونه من مبررات لا جدوى منها. ولأن ابسط قواعد الحياة البشرية ان الحياة اثمن ما في الوجود، وان سعي الانسان وراء سعادته وسعادة الذين يحب هو الامر الاساسي، سقطت شرعية التساؤل الملتحق برداء السذاجة حول الهجرة والسفر والتسكع على ابواب السفارات الاجنبية.

الحق اقول لكم، لو كان لنا بلد آمن، فيه العدل والكرامة وسبل العيش الهني لما هاجر مهاجر، ولا تشرد قوم، ولا تكسرت احلام ويبست براعم واعدة بالمستقبل. ان ما يطلبه الناس من السياسة لا يزال يمثل الحد الادنى من واجبات السياسيين ومن حقوق المواطنين. لكن شتان ما بين ما نطمح اليه، وما يقدم الينا من فتات يسير متبعثر، نلتقطه بثمن دمائنا ودم اولادنا. ان السلام السياسي لا يزال امرا بعيد المنال ومستحيلا. لا، ما هكذا تبنى الاوطان، ولا هكذا تكون السياسة ثمرة التجاذب المذهبي المقيت والتكاذب والتهافت وراء المنافع الانسانية والرخيصة. ولولا وجود قلة من السياسيين الملتزمين لكأن الامل في ولادة لبنان الوطن وهما وسراباً.

ما أمس حاجتنا الى سلام مجتمعي:

المجتمع السليم يبنى على قواعد التكاتف والتعاضد والتعاون. والسلام المجتمعي هو ان تشعر بأنك لست وحيدا ومتروكا في وجه نوائب الدهر ومصائبه، وبأن الآخرين من حولك سند لك كما انت سند لهم، لا ان تحس بهذا القلق الوجودي العميق لأنهم بقربك لينهشوك متى تحيّن لهم ذلك، وان ينقضوا عليك متى تيسّر لهم، وانه عليك ان تقصيهم لتعرف طعم الامان، وان تبيدهم ليتسنى لك ان تحيا بطمأنينة. اين السلام المجتمعي في ظل البطالة وعجز غالبية اللبنانيين من توفير ابسط الضرورات المعيشية من تعليم وطبابة واستشفاء ومسكن واستقرار؟ التآخي والتضامن وارساء اسس احترام الحرية وتيسير الحقوق لجميع المواطنين على السواء وحضهم على القيام بما عليهم من الواجبات نحو الآخرين، هي الامور الكفيلة وحدها إدراك شيء من الأمن المجتمعي والسلام بين الافراد. ولا شك في أننا نسعى، في لبناننا الى الأمن المجتمعي. وقد تجلّى التضامن الانساني الأخوي خلال الحرب الاخيرة بأبهى مظاهره. لكن لا بد من أن نقرّ بأن هذا ليس الاّ خطوة على درب صعبة وطويلة ومحفوفة بالاخطار تمرّ حتماً بتبنّي مبادئ المواطنة الحقيقية والتقدّم نحو مجتمع مدني يحفظ حقوق الانسان ويحترم الخصوصيات الدينية والحضارية ويحسن توظيفها والافادة من قيمها.

ما أمسّ حاجتنا الى سلام أُسريّ:

كل منّا يتوق الى السلام في أسرته، ويدرك إدراكاً تاماً لما يحوطنا من الاخطار ويعرف العواقب الخطيرة التي تنشأ من تفكّك الأسر وتضعضعها وارتداد نتائجها على حياة الافراد وعلى بناء المجتمعات والاوطان. وأسس هذا السلام لا تقوم الاّ على الاحترام المتبادل، والتحاور الدائم، والتضحية، والبذل، والسخاء، والترفّع عن الانانية، والتسلّط، والقمع. والتربية ركن البيوت الصالحة وضمانها. ولا يجدينا نفعاً الإسهاب في التعرّض لمساوئ العنف الناجم عن الحرمان والفقر، يغذّيه الاعتداد بالقوّة المفرطة، وبرامج التلفزيونات غير الهادفة، وتفشّي الالعاب الالكترونية الرائجة، وقلّة الوعي الفاضح، ما لم تقم عندنا سياسة واضحة وخطّة رصينة للتربية السليمة.

ويشعر الأكثرون من حولنا بأن هذه الامور متروكة لمبادرات صغيرة ولا تفي بالغرض. وفي هذا مدعاة للقلق والخوف، لأن المسؤولية تقع على عاتق الجميع، وعلى رأسهم الدولة والمؤسسات التربوية والدينية والمدنية، وليس على كاهل الافراد والحركات والمنظمات الاهلية فحسب. فمتى نبدأ بتلافي السيئات قبل وقوعها واستباق الكوارث بمعالجة جذورها؟ ومتى نكفّ عن البكاء على الاطلال ونشمّر عن سواعدنا للعمل والجهاد؟

يتراءى لنا بوضوح بيّن كم يتوجّب علينا، في سعينا الى إحلال السلام العادل والحقيقي، أن نغيّر ذهنيتنا وأساليب تفكيرنا وعيشنا. السلام يأتي من صنيع البشر ايضاً، كما سبق القول، أي من التصالح مع الذات، ومن تمثّل رسالة الاديان، ومن التغافر والتسامح ونبذ الاحقاد، ومن التصميم على البناء وإعادة البناء، ومن الايمان بالآخر والثقة المتبادلة، ومن الصدق والالتزام الرصين نشر العدالة. ولكن لا عدل من دون المحبة، ولا سلام من دون العدل. فقط عندما يأتي العدل والسلام والمحبة من عل، من عند أبي المراحم، وعندما تتجذّر هذه الثلاث في قلب الانسان فيطمح الى الخير والحقيقة والسعادة، آنئذ يكون العدل والسلام قد تعانقا حقاً. إن صلاتنا في هذا اليوم ودعاءنا يقتصران على الطلب الى الله عزّ وجلّ أن يمنّ علينا بنعمته، كي نكون بناة عدل ثابت وسلام دائم وفي كل حين شعب المحبة".

• ينظم المجلس ندوة بعنوان: "في سبيل سلام العدل"، الحادية عشرة قبل ظهر الخميس المقبل في فندق "بريستول"، يشارك فيها مفتي صور السيد علي الامين، متروبوليت جبل لبنان للروم الارثوذكس المطران جورج خضر، رئيس اساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر، والدكتور رضوان السيد، ويديرها الأب الدكتور يوسف مونس.وفي السادسة مساء اليوم نفسه، يقيم لقاء صلاة على نية "السلام العادل والدائم في لبنان والشرق الاوسط"، في مطرانية الروم الكاثوليك في طريق الشام.

 

مدير "مركز التراث العربي المسيحي" فصّل محاضرة البابا وشرحها

الأب خليل لـ"النهار":

لم يسئ الى المسلمين ودعا إلى حوار العقل المبنيّ على الفكر لا على العنف

كتبت هالة حمصي: النهار 18/9/2006

على شاشة الكمبيوتر الكبيرة، امتد النص بالاسود العريض، وتلوّنت بعض سطوره بالاصفر والاحمر، للاضاءة عليها. انه النص الاشهر، وتحديدا من الثلثاء الماضي، يوم قرأه البابا بينيديكتوس السادس عشر امام عشرات في جامعة ريغينسبورغ في مقاطعة بفاريا الالمانية، في اطار زيارته الرسمية لالمانيا. الاب سمير يقترب قليلا من الشاشة، يفتش عن بعض السطور، ويقرأ بهدوء: "ليس هدفي القيام بنقد سلبي، انما توسيع آفاق مفهوم العقل. وهذا معناه ان على المفهوم العقلي والمنطق المعاصر ان يشملا كل ما هو روحي وديني واخلاقي". هذا القول للبابا.

قبل ايام قليلة، انكب مؤسس "مركز التراث العربي المسيحي" (CEDRAC) في جامعة القديس يوسف مديره واستاذ الدراسات الاسلامية - المسيحية الاب سمير خليل اليسوعي على قراءة محاضرة البابا التي اشعلت بعض اجزائها غضب المسلمين. قرأها بالالمانية والايطالية والانكليزية، وترجم بعض مقاطعها الى الفرنسية. "صعبة؟ بالتأكيد"، يقول. في الواقع، شكلت كلمات البابا يوميات الاب خليل، منذ بدء العاصفة عليه. "المحاضرة من اهم ما قرأته في موضوع حوار الحضارات، لان البابا ذهب الى ابعد من الحضارات المختلفة، الى عمق الانسان كانسان، لينادي باعادة قراءة الفكر اليوناني، واستعادة هذا المنطق".

ولكن السؤال بيت القصيد: هل اهان البابا الاسلام والمسلمين؟ ماذا قصد ان يقول في محاضرته؟ ما ابعاد المواقف التي عبّر عنها؟ ما حقيقة ما قاله البابا؟ وما السياق الذي جاء فيه وسجل عليه كمأخذ؟ مهلا، مهلا. لنسمع ونقرأ ونفهم، ثم نتكلم.

من قرأ نص المحاضرة "البابوية" وتمعّن في تفاصيلها ادرك جيدا انها "ليست رسالة رعوية، او عظة، او توجيها. انها خطاب علمي القاه البابا في جامعة ريغينسبورغ الالمانية. لقد ذهب الى تلك الجامعة بصفته البروفسور راتزينغ، وليس بصفته البابا راتزينغر. لقد دعي لانه استاذ سابق في هذه الجامعة، وقد تشرفوا بحضوره. وكما يقول النص اصلا، المحاضرة موجهة الى العلماء والبحاثة داخل الجامعة". هذه هي اول ملاحظة يشدد عليها الاب خليل.

وقد كان البابا واضحا من البداية. "الى جميع ممثلي العلم". بهذه الكلمات، حدد وجهة محاضرته. "انه عالِم يوجه كلامه الى علماء واختصاصيين"، يقول الاب خليل. ويعزز هذا القول العنوان المختار للمحاضرة: "العلاقة بين الايمان والعقل والجامعة". "اساسا يريد ان يوضح هذه العلاقة بين العقل والايمان، وينتهي الى الجامعة، لانه هو في الجامعة. ومن وراء ذلك، لديه هدف عملي. اراد ان يوضح ماهية هذه العلاقة. الفكرة ليست مجرد مجهود فلسفي، انما هو نقد لمجتمع الفكر الغربي المعاصر، كما هو نقد للفكر العالمي المعاصر. والعنوان الجانبي هو: "ذكريات وتأملات". لذلك، انطلق من ذكريات، وروى كيف كان الوضع عندما كان في الجامعة. ثم اخبر كيف انه فيما كان يقرأ نصا قديما، وجد فيه جملة اعجبته، وان لم تكن هي جوهر هذا النص. هذا النص هو للامبراطور مانويل باليولو غوس في جدال مع مفكر فارسي مسلم. وقال البابا: وجدت في هذا النص جملة. وهي ستكون محور المحاضرة".

الجملة مكونة من جزئين، "الاول يقول ان العنف لا يطابق طبيعة الله، ولا طبيعة النفس. والثاني يقول ان من لا يعمل بالعقل، فهو ضد الله". هذا الجزء الثاني تحديدا كرره البابا خمس مرات في خطابه. الاب خليل حرص على عدّها جيدا في الاوراق السبع او الثماني التي شكلت المحاضرة. "لم يكرر جملة اخرى بهذا القدر. فكما في اللحن، هناك اللازمة، فهكذا الجملة المذكورة، كان يعود اليها باستمرار، ليؤكد الفكرة، في شيء اراد توضيحه".

"لا حوار الا باكتشاف العقل"

ماذا اراد البابا ان يقول من خلال هذه الجملة؟ وما ابعادها الفلسفية والروحية؟ "يقول النص ان العنف مضاد لطبيعة الله وطبيعة الانسان. وهذا رأي اعتمد عليه البابا. وهذا كل الفلسفة اليونانية. ولا يمكن ان افهم ذلك اذا لم تكن لدي هذه الخلفية"، يشرح الاب خليل. اذاً، كانت خلفية البابا فلسفية معتمدة على الفكر اليوناني الذي هو الفكر الاساسي للفكر الغربي. والمفهوم الانساني يعتمد عليه. "البابا يتكلم في محاضرته على التنوير. انه شيء تم في الغرب في القرن الثامن عشر، وهي مرحلة اساسية في حضارة الغرب. واذا لم افهم ان التنوير مبني على النقد والنقد الذاتي، ولكن اصبح شيئا فشيئا يعادي الدين والمفهوم الديني، بل وصل الى انكار وجود الله وامكان وجود اله، فلن افهم اذاً لماذا يقول من جهة بضرورة ان نتمسك بمرحلة التنوير، ولكن علينا ان ننتقدها".

ولكن ما هدف كل هذا؟ اراد البابا ان يقول امرا واحدا: "اساس الله هو العقل، والله وهب الانسان العقل، واكبر ميزة للانسان الذي تميزه عن سائر الحيوانات انه حيوان ناطق. بينما الحيوانات الاخرى بهائم، اي انها لا تنطق. وهذا ما نجده في الفكر اليوناني، ولا سيما عند كل الفلاسفة العرب. يقول اذاً ان العقل هبة من الله. فكيف يمكن ان ابني فكرا معاصرا على العقل وافصله عن الله الذي هو منبعه؟ ويضيف: هذا ما فعله الغرب في حضارته في عصر التنوير. ويتوسع ليشدد على انه يجب حتما على الحضارة الغربية ان تكتشف مجددا الروح والقيم الاخلاقية والله تعالى. واذا احبت هذه الحضارة، يمكن ان تتحاور مع الحضارات الاخرى، اذ ان هذه الحضارات الاخرى متدينة ومرتبطة بالدين اقوى ارتباطا".

ولا يغيب عن البال ان البابا يوجه انتقاده الى الفكر الغربي السائد. "لا اقول الفكر المسيحي. فالفكر الغربي منه مسيحي، ومنه يهودي، ومنه ملحد، ومنه غنوصي، ومنه اسلامي حاليا"، يوضح الاب خليل، مشيرا الى ان "البابا يتساءل: كيف نريد ان نتحاور مع العالم، ونرفض ما هو اساس العالم، اي الدين، ونرفض ايضا ما هو اساس العقل اي المنطق؟ ويقول: لا حوار الا اذا اكتشفنا العقل، والمنطق بكامله ليس منطقا ناقصا مرسوما من اساسه الديني، انما هو منطق كامل".

هذا هو الموضوع تحديدا الذي شكل الجزء الاكبر من محاضرة البابا. وقد وصل الى الحديث عن المسلمين من انطلاقه من الجملة التي وجدها في حوار الامبراطور والمفكر الفارسي. "الجملة من اروع ما يمكن، وتربط بين فكرتين"، يقول الاب خليل. "فالفكرة المشتركة هي طبيعة الله والانسان. وما ينافي طبيعة الله هو العنف، وما ينافي طبيعة الانسان هو فصل العقل عن الدين. فوجد البابا مبتغاه في هذه العبارة التي تقول ان العنف مرفوض، لانه ينافي طبيعة الله والنفس. ولا يقول الانسان، لان الجسد هو سبب عنف الانسان، بينما النفس هي على صورة الله روحانيا، كما الله روحاني".

ويغوص الاب خليل مع البابا ابعد في هذه النقطة التي "اشعلت النار". "يقول البابا: ان نعمل في طريقة غير عاقلة يضاد طبيعة الله. اذاً، العامل المشترك بين الاثنين هو طبيعة الله. هذا هو مفهوم البابا. اختار هذه الجملة، ليس بسبب الجهاد الاسلامي او غيره، انما لانها تقول ان طبيعة الله هي طبيعة بلا عنف وعاقلة، ناطقة. والانسان خُلق على صورة الله. فطبيعته الحقيقية سلمية لا عنفية وعقلانية، عاقلة، ناطقة. والبابا يذهب الى توضيح الفكرتين اللتين هما فكرة واحدة منطلقة من الله تعالى وطبيعته: بما ان الانسان على صورة الله، فعليه ان يمتثل بذلك. ما ينافي الفكرة الاولى هو العنف. من اين يأتي العنف؟ عندما يرتبط العنف بالدين، يصبح مناقضا للدين، لان العنف يناقض الله، والدين من الله. اذاً، لا يمكن اي انسان، اكان مسيحيا ام يهوديا ام مسلما ام متدينا، ان يبرر العنف تبريرا دينيا".

شروح الاب خليل تنطلق من نص البابا وما يقوله لاحقا فيه. والامر بالنسبة اليه لا لبس فيه. الاسلام لم يدخل في الموضوع. "فالجملة المذكورة مأخوذة من مجادلة بين الامبراطور والمفكر الفارسي المسلم عن الدين والاسلام والمسيحية. وبما ان البابا هو في محاضرة علمية اكاديمية، اضطر الى وضع هذه الجملة التي اختار النص من اجلها، في اطارها. واطارها مجادلة. فيذكر رأي الامبراطور، ولا يعتنقه اطلاقا. ولا يذكر رأي الفارسي، رغم ان الاخير يهاجم المسيحية، وكانت افكاره شنيعة بالنسبة الى المسيحيين. فالبابا لا يذكرها لئلا يجرح احدا. كذلك، استند الى الآية 256 من سورة البقرة في القرآن الكريم والتي تقول: "لا اكراه في الدين". هذه الآية من اروع الآيات، وتدلّ على ان مغزى القرآن هو عدم العنف والاكراه. كان من الممكن ان يأخذ من السورة نفسها آيات اخرى تحمل عنفا. لكنه لم يفعل. اختار آية محددة تحترم حرية الانسان، مع انه يعلم ان في القرآن آيات اخرى. وقد قال ذلك".

العنف في القرآن والكتاب المقدس

العنف في القرآن والكتاب المقدس واقع لا مفر منه. صراحة الاب خليل تحمله على وضع النقاط على الحروف: "من يقول ان العنف لا يوجد في القرآن وألسنة انسان جاهل. كذلك الامر في الكتاب المقدس، وتحديدا العهد القديم، حيث نجد اكثر من مئة آية عنيفة، بينما تغيب تماما في العهد الجديد" (الانجيل). ويذهب ابعد في تقويمه الامور: "بعدما اعترفنا بوجود العنف، يجب الا نستغرب الامر، لان العنف موجود في طبيعة البشر. ويمكن ان نفسر الآيات التي تنطوي على عنف بانها جاءت في مناسبة معينة. يجب ان نتناقش في هذا".

اذاً، نقرأ البابا، من خلال التطرق الى العنف في القرآن الكريم والكتاب المقدس، انطلاقا من "خطاب فلسفي ينطبق على جميع الناس، اكانوا مسيحيين ام يهودا ام مسلمين ام بوذيين ام ملحدين ام هندوسا". ولا مجال للتردد او الخوف هنا. "العنف يضاد الله. وعندما يقول انسان ان الدين حلل العنف، فهذا مخالف للدين والله. وقد انطلق البابا من هنا، لان هذا الموضوع اتى في الحوار بين الامبراطور والمفكر الفارسي".

قال الامبراطور للمفكر الفارسي المسلم ما معناه: لا يمكن ان تكون الشريعة الاسلامية من افضل الشرائع، بدليل انها تقبل العنف وتبرره من عند الله. لعلها كانت الجملة التي قلبت الامور رأسا على عقب وحركت الغضب. ولكن بالنسبة الى باحث متمرس في الاسلاميات كالاب خليل، قول ذلك ليس غريبا. "علينا ان نفهم القرآن من مفهوم القرآن. نجد فيه آيات تدعو الى قبول الآخر، وحرية المعتقد والانسان. وفي الوقت نفسه، نجد اخرى عكسها. وهنا يتدخل العقل. وهذا ما فهمه ابن رشد الفيلسوف(...). فهناك آيات غير واضحة، واخرى واضحة. كيف نفهم الآيات غير الواضحة؟ بالعقل، لان القرآن، وباعتراف النص القرآني، توجد فيه آيات غير واضحة، بينما العقل له قواعد ثابتة وضعها الفكر اليوناني. وهنا نلتقي مع البابا. ولا يمكن من يطبق هذه القواعد الفكرية ان يخطىء بالفكر".

العلاقة بين العقل والايمان. هذا كل ما سعى البابا الى توضيحه ورسم خطوطه. وقد اوصله الامر الى تحديد خطرين يواجهان الانسان المعاصر. "الاول عندما يتمسك المرء بالايمان بطريقة غير عاقلة، وبذلك ينافي الله الذي هو العقل، وبالتالي الانسان، لان ما يميز الانسان عن البهيمة هو العقل، وبالتالي ينافي الدين. كيف يَرِد هذا النفي للعقل عند المؤمن؟ عندما يعتمد على الايمان لفعل العنف، وعندما يفعل العنف انطلاقا من الايمان. وهنا يصبح الشخص كافرا، لانه فصل بين العقل والايمان. اما الخطر الثاني، فيكون عندما يتمسك المرء بالعقل من دون دين".

انطلاقا من ذلك، يبدو الامر شبه محسوم. الحوار مستحيل بين التيار الغربي المنافي للايمان، وهذا التيار الشرقي المنافي للعقل. "لا قاعدة مشتركة بين هذا الغربي، ولا اقول الغرب، وهذا الشرقي، ولا اقول الشرق، لان القاعدة المشتركة بين الملحد والمسيحي واليهودي والمسلم هو العقل. وهنا يوضح البابا مفهومه للعقل، وبأي معنى يقول للغرب اساسا، لانه يخاطب الالمان في جامعة المانية".

"لا أحد قرأ النص"

الخلاصة التي كتبها البابا بالالمانية: "محاضرتي محاولة نقدية من الداخل للعقل المعاصر، ولا تشمل باي طريقة من الطرق الرأي القائل ان علينا ان نرجع الى الوراء، الى قبل عصر التنوير، ونرفض اقتناعات الحقبة المعاصرة. كل ما هو صالح في تطور الفكر المعاصر علينا ان نعترف به بلا اي تحفظ، ونحن شاكرون لكل المجهودات والامكانات العظيمة التي اتى بها هذا التطور وهذا الانفتاح للانسان. ليس هدفي القيام بنقد سلبي، انما توسيع آفاق مفهوم العقل. وهذا معناه ان على المفهوم العقلي والمنطق المعاصر ان يشملا كل ما هو روحي وديني واخلاقي".

"الطريق الثالث". هذا هو مشروع البابا من خلال "نقده الايجابي": "هذا الطريق هو ما نبحث عنه، مسيحيين ومسلمين. وكما يقول بولس الرسول: "غربلوا كل شيء وانتخبوا افضله". وهذه هي محاولة البابا بالقول: بالفكر المعاصر التنويري، هناك امور ايجابية رائعة لا نريد ان نفقدها، ولكن هناك ايضا سلبيات نريد ان نتخلى عنها. هذه المحاولة، لو عملها المسلمون والمسيحيين معا، نكون نحقق الهدف. وينهي البابا محاضرته بالقول: عندئذ فقط، نصبح قادرين على اقامة حوار حقيقي بين الحضارات والاديان. وهو ما نحتاج اليه جميعا".

الشرح انتهى. الافكار توضحت اكثر. "البابا يدعو الى حوار العقل، الى حوار نقدي مبني على الفكر، لا على الالحاد من جهة، ولا على العنف من جهة اخرى". ولكن لماذا اسيء فهمه؟ "لان لا احد قرأ النص"، يجيب الاب خليل. "لماذا لم يقرأوه؟ ربما لان النص ليس واردا، او لانه صعب، او لان ما سمعوه لم يكن الا بعض الجمل التي ذكرتها الوكالات الاجنبية كي "تحركش". وكالات الاخبار الغربية مسؤولة عن كل ما سيحصل الآن من عنف ومشاكل، لانها "تحركش على الفاضي". ما هذه اللعبة السخيفة؟".

كلمة اخيرة يتركها الاب خليل برسم كل من اتهم البابا او هاجمه او اساء فهمه. "ليس لدى البابا كلام سياسي او ديبلوماسي. كلمته كلمة الحق. قال يسوع المسيح: الحق يحرركم. وقال القرآن الكريم عن السيد المسيح انه كلمة الحق. فالمسيحي يجب ان يكون على صورة سيده، فيقول كلمة الحق. والحوار لا يتم بالكلام المائع، انما قد يكون الكلام شديدا او قاسيا احيانا، انما الشرط ان يكون محقا. واذا لم يكن محقا، أنتقده بالعقل والفكر. واذا كان محقا، انتقد فكري من خلاله".

 

اتصل بالسفارة الكويتية مهدّداً

2006-09-18 أوقف مكتب مكافحة الإرهاب التابع لقسم المباحث الجنائية الخاصة في قوى الأمن الداخلي المدعو أ.ض (40 عاماً) لقيامه بإجراء اتصال بالسفارة الكويتية في محلة بئر حسن، وتلفّظه بعبارات تهديد. ومن خلال متابعة الاتصالات الهاتفية جرى التعرف على صاحب الصوت وقامت قوة من مكتب مكافحة الارهاب بإمرة المقدّم حسين خشفة، وبإشراف العقيد منذر الأيوبي، بدهم مكان المتصل في بلدة عربصاليم وتوقيفه. وقد احيل الموقوف على القضاء العسكري. وكان شقيقه ف.ض قد أوقف في الكويت لفترة زمنية وجيزة قبل أن يخلى سبيله بداعي أنّه كان ينوي إحضار أسلحة من الكويت لمقاتلة إسرائيل في عدوانها الأخير على لبنان.  

 

السنيورة يحذر من اختراع اتهامات التخوين وتحرك مرتقب لبري

 "حزب الله": لا قوة في العالم تستطيع نزع سلاح المقاومة

 بيروت - من عمر البردان: السياسة

قال مسؤول حزب الله في جنوب لبنان حسن عزالدين أن المطالبة بحكومة وحدة وطنية ليست انقلاباً على اتفاق الطائف, بل هي المدخل العملي والفعلي لتنفيذ هذا الاتفاق. وأشار إلى أن سلاح حزب الله غير قابل لأن ينزع من أي طرف كان ومن أي قوة في العالم مادامت هناك أرض محتلة وأسرى وتهديدات واعتداءات وخروقات يومية على لبنان. أما نائب حزب الله علي المقداد فأكد أنه »مهما تقاطر سبيل الندابين على أبواب السفارة الأميركية في عوكر ومهما تعالى الضجيج فإننا سنستكمل وننجز التحرير. وقال إن الأكثرية الوهمية كما سماها لديها أولوية واحدة هي القضاء على المقاومة ونزع سلاحها. وعلى وقع التداعيات المتواصلة للسجالات الكلامية الحادة بين الأكثرية وحزب الله والتي لم تنته فصولها بعد, ينتظر أن يبادر رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى التحرك لتطويق هذه التداعيات وحصر أضرارها قدر المستطاع قبل اتساع نطاقها. وفي هذا السياق يتوقع - كما أشارت مصادر نيابية قريبة من بري ل¯ »السياسة« - أن يبدأ رئيس المجلس اتصالات مع عدد من أركان الغالبية وقيادة حزب الله بهدف تهدئة الأوضاع الداخلية. ورداً على الحملات التي تساق ضد الحكومة قال الرئيس فؤاد السنيورة إن الخلافات لاتؤدي إلى نتيجة وكيل الاتهامات لا يجدي, كذلك اختراع الاتهامات والتخوين.

وقال هناك أصناف جديدة من التخوين وهي معيبة ولا تجدي, فإذا كان من انتقادات فلنجلس مع بعضنا البعض ونحاول حل قضايانا ليس بالتخوين أو الاتهامات وعلينا الخروج من هذه الأمور. وأكد السنيورة أن التضحية الأساسية والجهد الأكبر قدمه اللبنانيون الذين صمدوا واستشهدوا, وكذلك الذين صمدوا واحتضنوا كل اللبنانيين وصبروا وتحملوا الضغوطات وعانوا ما سماها ساحة التقاتل السياسي بيننا وبين عدد من دول العالم لنتوصل إلى ما توصلنا إليه في الوصول إلى القرار 1701 وتحقيق النتائج التي حصلت لنتمكن بعد ذلك من تحقيق انسحاب إسرائيل الكامل من أراضي الجنوب ووقف دائم لإطلاق النار ووقف التداعيات والتعديات الإسرائيلية, وبالتالي تحقيق النقاط السبع التي تتضمن المطالبة بمزارع شبعا التي هي أراضٍ لبنانية. وقال على اللبنانيين أن يتجنبوا الإيقاع بهم في منزلقات تبدأ أولا بالكلام وتنتهي باتهامات لا تؤدي إلا إلى الضرر. وطالب اللبنانيين أيضاً أن يؤكدوا على الحوار وعلى التزامهم بالقرار ,1701 وقال إن قضيتنا الكبرى هي في تحرير أرضنا لكن كل واحد يدرك أنه ليس وحده في هذا الوطن بل وسط مجموعة يجب أن تنفتح على بعضها بعضاً وتتناقش فيما بينها بعيداً عن التشنج الذي لا يؤدي إلى أي نتيجة ولا يأتي برغيف خبز كما لا يحقق أي تقدم لأي قضية.

 

  استأجر مؤسستين ترويجيتين في الولايات  المتحدة بـ 50 ألف دولار شهرياً

 "حزب الله" أوفد عون ومخزومي إلى بروكسل وواشنطن في محاولة بائسة لتعطيل الـ 1701

 لندن- كتب حميد غريافي: السياسة

كشفت فاعليات سياسية لبنانية في واشنطن قريبة من ادارة جورج بوش النقاب امس عن ان »حزب الله« في لبنان باشر خطة واسعة النطاق لمحاولة مواجهة مفاعيل قرار مجلس الامن الدولي 1701 عليه التي تتجه »بروية وهدوء ولكن بحزم«, كما ورد اول من امس على لسان رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة, لتطويقه من كل الاتجاهات واقفال كل موارده التسليحية عبر فرض حصارين بري وبحري لم يسبق لهما مثيل على اراضي وشواطئ لبنان لمنع وصول السلاح الايراني إليه عبر سورية, والحد من موارده المالية عبر مراقبة السبل التي منها تهرب طهران اليه موازنته السنوية التي تقول معلومات لبنانية ودولية انها بحدود ال¯ 350 مليون دولار, ومراقبة حسابات جماعاته ومؤسساته وشركاته المحلية في المصارف اللبنانية وتتبعها الى الخارج, اضافة الى مردودات توظيف امواله في انحاء مختلفة من الدول العربية واوروبا واميركا اللاتينية والمساعدات التي يتلقاها من متمولين شيعة في اميركا واوروبا وافريقيا.

ونقلت مصادر في »المجلس العالمي لثورة الارز« في واشنطن عن مسؤولين اميركيين في وزارتي الخارجية والدفاع تأكيدهم ان قوات الطوارئ الدولية »التي تقرر ارسالها الى لبنان بهذا العدد الضخم والعدة العسكرية المهمة والمتطورة, لم تذهب الى هناك (لبنان) للاصطياف والنزهة, وانما بهدف محدد يقوم على خطوتين اساسيتين, اولاهما وقف اي نشاط ومنع اي تحرك لميليشيات حزب الله من حدود الليطاني حتى حدود لبنان الدولية مع اسرائيل, كيلا يكون هناك اي مبرر لاستئناف الحرب الاخيرة, مع التمدد شمالاً شيئا فشيئا باتجاه البقاع وخصوصا الجزء الشرقي منه المحاذي للحدود السورية, وشمالا- غربا على الشواطئ والمرتفعات المشرفة على سهل البقاع في السلسلة الغربية من الجبل اللبناني, وتسلم مقدرات الامن في العاصمة اللبنانية وراء الجيش وقوى الامن الداخلي التي يجري تسليح عناصرها البالغ تعدادها اكثر من سبعين الف فرد, فيما الخطوة الثانية- بعد الانتهاء من تطويق الحزب عسكرياً ومالياً- تقضي بنزع سلاحه وتسليمه الى المؤسسة العسكرية اللبنانية من دون ان تكون هناك اي »ستراتيجية دفاعية« يطالب بها حسن نصر الله وسورية وايران بإلحاح, تدمج عناصر الحزب بشكل من الاشكال في الجيش او تكون رديفا خلفيا له«.

وقال أحد قياديي »اللجنة العالمية لمتابعة (تنفيذ) القرار 1559« الداعي الى نزع سلاح الميليشيات في لبنان والوارد ذكره في القرار 1701 الذي اوقف الحرب, ان خطة تحركات حزب الله العربية والدولية »انكشفت خيوطها في مهدها عندما اعتمدت قيادته في بيروت عدداً من حلفائها في الشارعين المسيحي والسني بشكل خاص ليكونوا بمثابة سفراء او ممثلين للحزب في الدول صاحبة القرار والتأثير في مسار تطبيق القرار ,1701 ارسلتهم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا للدخول في مفاوضات او لحمل معلومات مضللة ومخططة بأمل حرف عملية التطبيق هذه عن هدفها بحيث يطبق من البنود التي لا تمس الحزب شخصياً في الصميم كنزع السلاح وتحميل قادته فيما بعد مسؤولية الحرب وخراب البلد«.

وذكر القيادي ل¯ »السياسة« من واشنطن امس الاحد ان حسن نصر الله وقادة حزبه السياسيين والعسكريين تمكنوا من »استخدام جزء من الطائفة المارونية مسموعة الصوت في دول الغرب, وخصوصا الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والمانيا عبر »تجنيد« احد زعمائها العماد ميشال عون, فارسلوه الاسبوع الماضي الى بلجيكا بمهمة خاصة, بعدما كان طلب من ممثليات تياره في الخارج التعاون مع حزب الله دون تحفظ, فيما عمدوا في الوقت ذاته الى استخدام احدى الشخصيات السنية هي رجل الاعمال فؤاد مخزومي الذي شكل اخيرا ما يسمى ب¯ »حزب الحوار الوطني« وارسلوه الى الولايات المتحدة في محاولة لاقناع بعض الهامشيين الاميركيين بتخفيف الوطأة عن حزب الله الذي يمر الان باسوأ مراحل وجوده«.

وقال القيادي اللبناني في اتصال به من لندن, انه »مقابل تجند عون ومخزومي لخدمة اهداف حزب الله وايران وسورية في لبنان, وعد نصر الله الاول برئاسة الجمهورية والثاني برئاسة الحكومة, بعدما ادرك انهما مستعدان لفعل اي شيء في سبيل وصولهما الى هذين المنصبين«, وكشف المسؤول اللبناني في واشنطن النقاب عن ان مخزومي الذي وصل الى العاصمة الاميركية الاسبوع الماضي »عمد فوراً الى استئجار مؤسستين اميركيتين للترويج والتأثير على بعض المواقع في الادارة الاميركية, هما مؤسسة بربور وغريفيثن اند روجرز بمبلغ 50 ألف دولار شهرياً, كما بدأ العمل مع موظفة سابقة في قسم الشرق الادنى بوزارة الخارجية الاميركية هي شيرلي ستيل«.

وقال قيادي لجنة متابعة تنفيذ القرار 1559 في واشنطن »ان باكورة تحركات هذا الموفد السني من حزب الله لتأليب الادارة الاميركية على حكومة السنيورة وقوى الرابع عشر من آذار الحاكمة بهدف منع القرار 1701 من بلوغ هدفه النهائي وهو تجريد حزب الله من سلاحه, كانت مشاركته في ندوة حول لبنان الجمعة الفائت ترأسها جفري كمب مدير مركز نيكسون للبرامج الستراتيجية الاقليمية, والكاتب في صحيفة »واشنطن بوست« دايفيد اغناطيوس, ونائب وزارة الخارجية لشؤون الشرق الادنى روبرت دانن, حيث ركز »مخزومي« على ما هو موفد من أجله, وهو ان الولايات المتحدة اذا أرادت فعلا انقاذ لبنان فيجب عليها اشراك ايران وسورية اللاعبين الاساسيين على الساحة اللبنانية, في اي مفاوضات مقبلة«.

وأصر مخزومي على ان سلاح حزب الله »لا ينزع بالقوة وانما بالحوار الداخلي« في محاولة منه لاستكشاف »اتجاه الرياح الاميركية والدولية التي حملت القوات الدولية الى لبنان وحقيقة مهماتها« داعياً الادارة الاميركية الى ارسال موفد خاص عنها الى الشرق الأوسط يزور لبنان واسرائيل ودولاً اخرى في المنطقة »يحاول اقحام دمشق وطهران في التفاوض مع الاميركيين«.

 

  جنبلاط: النظام السوري يريد استباحة  لبنان...وأطالب بحوار عربي-إيراني

 بيروت-»السياسة«:أكد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ان »ما في احد يستطيع ان يفرض نزع سلاح حزب الله«, معتبرا ان الحوار وحده لا يكفي, داعياً إلى حوار عربي-إيراني لتحقيق هذا الهدف.

وحذر من تجدد الحرب إذا لم يصر إلى ايجاد حل لبناني نهائي, لافتا إلى وجود نيات عدوانية أميركية حيال إيران, وكذلك وجود نيات للنظام السوري باستباحة لبنان. وفي لقاء مع »الجزيرة« سأل جنبلاط الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هل لايزال متمسكاً بالاجماع الذي تحقق في مؤتمر الحوار الوطني حول المحكمة الدولية وشبعا والسلاح الفلسطيني خارج المخيمات ام ان المعطيات قد تغيرت? وقال ان الحرب التي حصلت في لبنان أخيرا كانت »استباقية« من ايران عبر حزب الله, مؤكدا ان اولوية قوى الاكثرية هي ان يوظف هذا الانتصار لمعالجة الدولة اللبنانية, وان تنخرط المقاومة في صفوف الجيش اللبناني. واعتبر جنبلاط ان طرح حزب الله موضوع حكومة الاتحاد الوطني مع النائب ميشال عون هو لتعطيل قرار الغالبية في الحكومة من اجل النيل من موضوعات المحكمة الدولية والعلاقات مع سورية وتحديد الحدود في مزارع شبعا.وهاجم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الرئيس السوري بشار الاسد, وقال ان هناك خيطاً يربط بين النظام السوري وقسم في القاعدة, واشار إلى وجود احتمالين في المرحلة المقبلة اما فراغ داخلي عبر حدث امني كبير واغتيال كبير, واما تخريب على القوى الدولية على غرار ما حصل في العام 1982 , فيدخل الجنوب في المجهول بعد ان تنسحب هذه القوة.

 

 

 هل حزب التيار الوطني الحر قادر على الانطلاق من دون تدخل رئيسه المباشر في كل التفاصيل؟

 ألان عون: خطوة ناقصة وفريق للتفعيل والمراجعة 

السفير - 2006 / 9 / 18  دنيز عطا الله حداد

قبل سنة أعلن <التيار الوطني الحر> الميثاق التأسيسي لحزبه. قال يومها انه يطمح الى انشاء <حزب سياسي يسعى الى تجديد الحياة السياسية في لبنان>. كان التحدي كبيرا. قيل أن <التيار يذهب الى الحج والناس راجعة>. فالاحزاب في لبنان أفل نجمها، والتيار قوي بقدر تفلته من الاطر المحددة. قيل أن الاحزاب تحتاج الى اكثر من <فورة عاطفية>. ومن المشككين من تساءل هل حقا يريد النائب ميشال عون انشاء حزب؟ لماذا؟ ماذا قد يضيف اليه؟ اليوم، وبعد مرور عام على الاعلان عن انطلاق الحزب يصح السؤال عما تحقق.  مصادر متابعة تؤكد ان عدد المنتسبين الى <التيار> تجاوز العشرين ألفا والانتساب متواصل. الرقم غير قليل ويحمل القيمين مسؤوليات اكبر.  ومع ذلك، الصورة لم تتبلور بعد. واللبنة الاولى التي وضعت في 18 أيلول الماضي لم يعلُ فوقها بنيان واضح المعالم. ما ارتفع أقرب الى هيكل خارجي يحتاج الكثير من العمل الدؤوب.  هذا للمتابع. لكن كيف ينظر <التيار> الى ما انجز حتى الآن؟ وهل من تصور لانطلاقة فعلية للعمل الحزبي؟  يعتبر المسؤول في <التيار> الان عون أنه <من الشجاعة الاعتراف أن السنة المنصرمة لم تكن على مستوى الآمال والطموحات التي وضعناها فيها وأن خطوة بناء الحزب ما زالت ناقصة وبحاجة لاستكمال. ما يزال التيار في مرحلة انتقالية بين التحول من التيار الشعبي الواسع الى حزب مؤسساتي>. يشرح مضيفا <كانت خطوتنا ناقصة. التحدّي أمام التيار، صاحب المنشأ والتجربة الفريدة والمميّزة، أن ينجح في خلق حزب عصري مؤسساتي قوي وألا يقع في فخّ الأحزاب التقليدية التي بقيت عناوين كبيرة وأسماء طنّانة بمضمون متواضع أو فارغ>.

يعترف عون بجرأة بعدد من الصعوبات التي واجهت انطلاقة الحزب وتثبيت ركائزه. يقول <من الصعوبات والعقبات التي واجهتنا:  

جهوزية غير كافية لاستيعاب الإقبال الكثيف في سياق الانتخابات النيابية الأخيرة وعودة العماد عون إلى لبنان.

التطوّرات السياسية الإستثنائية المتلاحقة التي خطفت الاهتمام على حساب التفرّغ للشأن الحزبي.

ضعف أو غياب الأداء المؤسساتي.

الإصطدام ببعض الإنتهازيين وبالذاتيات. فالبعض لا يرى في العماد عون إلا <بئر بترول> يريد استغلاله وامتصاصه حتى آخر نقطة لخدمة مآرب شخصية خاصة بينما أهمية العماد عون وفرادته وقوته هي في أن يكون دافعاً ومدماكاً لمشروع جماعي حزبي ومن ثم وطني. ولكن هؤلاء الانتهازيين يسقطون على الطريق فالتيار في حالة غربلة مستمرّة>.

ويؤكد عون <نحن في صدد مراجعة شاملة لأخذ العبر من التجربة المنصرمة واعتماد التغييرات اللازمة في الإدارة والممارسة وحتى الذهنية أحياناً. وسيتم تشكيل فريق عمل لاعادة النظر في كيفية تفعيل اطلاق الحزب والانتهاء من المرحلة الانتقالية. نحن نؤمن بأن العمل المؤسساتي ينعكس ايجابا على العمل والاداء السياسي>.

يطمح <التيار> الى <بناء حزب يجسّد حقيقة النهج التغييري الذي كان في أساس نجاحنا والذي يمكّننا من خلق نقلة نوعية في الحياة السياسية والإجتماعية اللبنانية وإخراجها من النهج التقليدي السيّء>. يقول عون مضيفا <طموحنا هو نقل التيار من حالة شعبية إلى حالة تنظيمية مؤسساتية تجسّد حقيقة مشروع السلطة البديلة والتغيير المنشود>.

ويتابع بحماسة <طموحنا بناء حزب يشعر فيه الإنسان أنه قيمة مضافة وجزء متكامل من مشروع مشترك وليس طاقة استهلاكية أو وقوداً لمشاريع فردية خاصة.

طموحنا هو حزب يشكل مساحة للإزدهار الفكري والمعنوي والأخلاقي للفرد وتتوفّر فيه تكافؤ في الفرص للجميع وليس حزب أزلام وأتباع أو حزب أفضليات وإمتيازات>.

? وهل العماد ميشال عون مهتم حقا باطلاق الحزب؟

يجيب الان عون <طبعا هو مؤمن بضرورة تجسيد كل القيم والمبادئ التي ناضلنا وضحينا من اجلها في حزب يحمل لواءها ويطبقها في خدمة رؤيتنا للبنان. لكن الظروف الاستثنائية التي يعيشها البلد لم تسمح بترجمة طموحه في هذا المجال بعد>. ? هل الحزب قادر على الانطلاق من دون تدخل رئيسه واهتمامه المباشر في كل التفاصيل؟

يعتبر عون انه <بقدر ما ننجح في أن نبني مؤسسة من ناحية الذهنية والاداء والممارسة بقدر ما يمكن أن نتخطى شخص رئيس الحزب وتأثيره على سير أعمال الحزب. هذا هو التحدي وقد فشلت فيه الاحزاب قبلنا>.

 

 زياد الرحباني ينفي توجيه رسالة الى الحريري وصفها بأنها عارية عن الصحة والذوق والأدب

المستقبل - 2006 / 9 / 18  جاءنا من الفنان زياد عاصي الرحباني امس التوضيح التالي: ما كان ينقص اللبناني العاطل عن العمل والعاطل اثناء العمل، وسيلة افضل لاستباحة الآخرين والمجتمع، سوى انجاز "الانترنت" ومنه البريد الالكتروني، أجل فأنا لم أوجه عبرها أية رسالة للسيد سعد رفيق الحريري وليس لي عليها اي موقع بخلاف ما تجدون. ان هذه الرسالة عارية عن الصحة والذوق والأدب، شكراً".* يأتي هذا التوضيح على خلفية رسالة تهكمية بثت على مواقع عدة على الانترنت منسوبة الى الرحباني تتناول عودة النائب الحريري الى لبنان إثر العدوان الاسرائيلي الاخير.

 

 

الأسعد يطالب "حزب الله" بالكفّ عن سياسة التخوين

 المستقبل - 2006 / 9 / 18

 دعا رئيس "تيار لبنان الكفاءات" أحمد الأسعد "حزب الله" إلى الكف عن سياسة التخوين "لأنها مطلب إسرائيلي وأكبر هدية لإسرائيل ونقيض للمنافسة الشفافة والنمو والتطور وتؤدي إلى احتكار الرأي وتكريس الخمول والجمود والتخلف".واعتبر أن "التخوين خدمة للعدو الإسرائيلي لأنه يؤدي إلى مزيد من التفوق علينا في المجالات كافة"، معتبراً "اننا لن نستطيع التغلب على إسرائيل أبداً إلا بعد اقتلاع ذهنية الاحتكار من جذورها".وقال في مؤتمر صحافي عقده في منزله في بلدة صريفا أمس، في حضور حشد من مناصريه: "لولا المال والسلاح لما استطاعوا التحدث باسم الشيعة".وأشار إلى ان "الشيعة في لبنان ضد السياسات المتبعة ويتوقون إلى الخلاص والعيش في أمن وأمان وغالبيتهم لم تعد تتقبل استمرار الخسائر وقطع الجسور والمياه والكهرباء وشلل القطاعات الزراعية والصناعية والصحية والتربوية، عدا عن التشريد والرعب والهلع والنزوح والعودة إلى القرون الوسطى وانتظار حصة إغاثة من هنا وهناك".

أضاف: "كفى الشيعة عذاباً، كفى قهراً وخراباً، كفانا ألماً ودماراً وتهجيراً، كفانا استغلالاً من بعض الدول، نحن شيعة لبنان، ارتباطنا هو فقط بلبنان، وطننا هو لبنان، مأوانا هو في لبنان وجذورنا هي في لبنان وبقاؤنا هو من بقاء لبنان، نعيش إذا عاش لبنان ونسلم إذا سلم".وانتقد قوى 14 آذار، قائلاً: "نحن لسنا بحاجة إلى شعارات، بل إلى سياسات صادقة". وقال: "معظم مواقفكم ضبابية".وسأل: "أين الإصلاح؟ ولماذا سلم مجلس الجنوب ملف التعويضات علماً أنه كان في طور الإلغاء؟ ولماذا لم يكلف الجيش بمسح الأضرار وها هو متواجد بقوة على أرض الجنوب؟".وسألها "لماذا تخليتم عن حركة "اللقاء الشيعي" الذي كان ممثلاً بالسيد محمد حسن الأمين؟ أليس من أجل حسابات ضيقة مع "حزب الله"؟".ورأى أن "لبنان بحاجة إلى نبذ ثقافة التكاذب والتلاعب السياسي وإلى الشفافية والوضوح في العمل السياسي، وإلى نبذ ثقافة الموت ونبذ العنف والأحقاد وإلى دفن البكاء والصراخ بعيداً عن الهمجية وسفك الدماء وإلا أصبحنا خارج الزمن وخارج التاريخ".وأكد أن "الدولة الحقيقية الراقية، المدنية آتية وإن طال الانتظار ومهما حاول الذين يريدون أن يبقى لبنان في مستنقع الحروب والدمار".وسأل "هل كان لا بد من خوض هذه الحرب لكي نسلم الجيش اليوم مسؤولية الدفاع عن أرض الوطن؟، أكان لا بد من خوض هذه الحرب لكي نقتنع بأن قرار الحرب والسلم يجب ان يكون فقط بيد الدولة اللبنانية؟ ولماذا لم نصل إلى هذه القناعات من قبل ونوفر على أنفسنا عواقب تلك الحرب الشنيعة؟".

 

 عبر البوابة الاسبانية والايطالية  وواشنطن تعلن أنها لاتثق بعروضه

 الأسد يتهافت على إعادة العلاقات مع أميركا مقابل تنازلات صعبة بينها التخلي عن "حزب الله"

 كتب ¯ أحمد الجارالله -السياسة

يسعى النظام السوري هذه الايام, وبكل ما أوتي من وسائل, الى الاتصال والتفاهم مع الادارة الاميركية, وبقصده اعادة اوضاع وعلاقات البلدين الى ما كانت عليه ايام حكم حافظ أسد, وقبل وراثة ابنه بشار لمقاليد الرئاسة بعد وفاة أبيه. وأكدت المصادر المقربة, وشديدة الخصوصية, ان النظام السوري يتوسل لهذه المهمة اسبانيا وايطاليا وعبر وزيري خارجية البلدين ميغيل انخيل موراتينوس وماسيمو داليما. وقد عرض النظام السوري على الوزيرين سلسلة طويلة من التنازلات تهدف الى ازالة كل المنغصات التي تحول حتى الآن دون اقامة علاقات أميركية سورية بشكل طبيعي. وفي سياق التنازلات هذه حاول النظام السوري ابداء حسن نواياه عن طريق احباط الهجوم المفبرك الاخير على السفارة الاميركية بدمشق, وكان أبدى موافقته الكاملة على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية لمبعوث رئيس السلطة احمد قريع, والذي ابلغ ايضا موافقة النظام على دخول ألوان الطيف الوطني الى الحكومة الجديدة. الى جانب ذلك ابلغ النظام الوسيطين الاسباني والايطالي استعداده لتسيير دوريات فاعلة من الجيش السوري لمراقبة الحدود مع لبنان, ومنع عمليات تهريب الاسلحة من المعابر غير الشرعية القائمة بين البلدين, الى جانب استعداده لتنفيذ كل المطالب الاميركية التي سبق وتسلمتها دمشق ايام كان كولن باول وزيرا للخارجية, وفي عهد الولاية الاولى للرئيس الاميركي بوش.

وتقول المصادر ان النظام السوري اضاف الى لائحة التنازلات استعداده لاعادة الامن والاستقرار الى العراق, واعادة النظر في علاقته مع »حزب الله« والسعي للافراج عن الجندي الاسير لدى »حماس« جلعاد شاليط, مؤكدا ان هذا الافراج عن الجندي الاسير سيتم عن طريق رئيس المكتب السياسي ل¯ »حماس« المقيم في دمشق خالد مشعل, والذي من ضمن مسؤولياته توفير الاموال للحركة الاصولية الفلسطينية من بعض الدول كايران وغيرها, الى جانب ذلك عرض النظام السوري ترميم علاقاته, وبأي طريقة, مع الدول العربية التي توترت علاقاتها معه, وكذلك مع سائر الدول الاوروبية. واكدت المصادر المقربة وشديدة الخصوصية ل¯ »السياسة« ان عروض النظام السوري مازالت معلقة في الهواء, فالاميركيون غير مقتنعين بها, وقالوا ان تجاربهم مع هذا النظام (السوري) علمتهم عدم الثقة به, ويتوقعون ان هذا النظام المتهالك سيواجه مشكلات كبيرة في الاشهر القليلة المقبلة قد تؤدي الى انهياره وزواله.

وكان رئيس النظام بشار أسد نقل اول من امس على عجل الى المستشفى, دون ان يذكر السبب, او المرض الذي ألم به. لكن المصادر تقول ان أسد مصاب منذ أمد طويل بالارق وقلة النوم وتوتر الاعصاب, ويعاني من عدم التركيز الذهني والرغبة في تناول الطعام, ومن ضغوط كثيرة تمارس عليه من قبل وسطه العائلي الذي يبدو انه غير مقتنع برئاسته التي يتولاها عنه فعليا زوج أخته آصف شوكت. وتوقعت المصادر ان تضافر هذه الظروف السيئة عليه ادى الى اصابته بانهيار عصبي ادى الى ضرورة ادخاله الى المستشفى لتلقي الاسعافات السريرية الفورية اللازمة. وفي جانب آخر ذي صلة, ذكرت المصادر ان وزير الخارجية الاسباني موراتينوس وجه لوما الى النظام السوري الذي كذب تصريحاته التي قال فيها ان اسد وعده باستخدام نفوذه على »حزب الله« من اجل وقف التصعيد والعمليات العدائية ضد اسرائيل, وقد تلقى موراتينوس ايضاحا من هذا النظام بأنه كان مضطرا للتكذيب لان مصلحته في تلك الايام العصيبة كانت تقتضي إبقاء العرض طي الكتمان. وتشير المصادر المقربة ان النظام السوري يتهافت الان من اجل الفوز بتعويم علاقاته مع الولايات المتحدة, ومستعد, لهذه الغاية, ان يتنازل عن كل اوراقه ومبادئه, والسبب في ذلك عائد الى قناعته بأن ترميم العلاقات مع واشنطن هو سبيله الوحيد الباقي من اجل ان يستمر, ولا يسقط, ويصبح جزءا من التاريخ الاسود للوطن السوري وللمواطنين السوريين.

 

  المفكر السياسي اللبناني أعرب عن خشيته من أن ينساق  الشيعة العرب وراء "وهم" انتصار "حزب الله"

سعود المولى لـ "السياسة": المحكمة الدولية والمأزق الإيراني وعزلة دمشق  وراء التصعيد السياسي لنصرالله

 

 بيروت - من صبحي الدبيسي: السياسة

رأى المفكر السياسي د. سعود المولى ان هجوم »حزب الله« على قوى 14 اذار يهدف الى نزع الصفة الشعبية عن الحكومة تمهيدا لاسقاطها, وان موضوع المحكمة الدولية ودخول الرئيس الايراني على خط المفاوضات وتخفيف حدة الصدام والعزلة التي يعانيها النظام في دمشق, وراء التصعيد السياسي الذي بدأه السيد حسن نصر الله بعد ان امتدح الحكومة في اكثر من مناسبة. وان ما قيل ليس كلاما دقيقا وينتج عنه اساءة تصل الى درجة تهمة الخيانة الوطنية.

كلام الدكتور المولى جاء في سياق حوار اجرته معه "السياسة" تساءل فيه هل سيبقى لبنان منصة للكاتيوشا مفتوحة الى ابد الابدين? معتبرا ان »حزب الله« لم ير بعد الالفين ان الوضع اختلف عما كان عليه قبل ذلك التاريخ, ولم يكن احد يضع في باله ان تطبيق "الطائف" هو السبيل الوحيد لانقاذ لبنان, واعطاء اللبنانيين فرصة بناء مستقبلهم.

المولى قلل من خطورة التهويل الدائم والخوف على لبنان, بانه غير قادر ان يحكم نفسه بنفسه, مقولة خطأ بدليل جلوس الجميع حول طاولة الحوار وتشكيل حكومة لاول مرة من دون تدخلات خارجية, فهناك دول عظمى زالت وبقي لبنان, المولى وصف سياسة »حزب الله« بتعويم حلفائه سياسة خطأ, متسائلا لماذا انسحب النائب ميشال عون من الحكومة واعطى حصته لاميل لحود? وان المطالبة باسقاط الحكومة ياتي في سياق تعديل ميزان القوى داخل هذه الحكومة لالغاء التصويت على مسألة المحكمة ذات الطابع الدولي, مؤكدا على استمرارية عمل الحكومة لانها مؤتمنة على مواصلة ما قامت به خلال الحرب ولو اراد »حزب الله« استقالة الحكومة لسحب وزراءه منها, معتبرا ان الوضع الشيعي حساس ويجب التعامل مع الحساسية الشيعية بطريقة غير استفزازية ولا عدائية, وان »حزب الله« بهجومه على قوى 14 اذار حاول ايجاد حجة لان بيانها ليس ابعد مما قاله السيد نصر الله: "انه لو كان يعلم حجم الرد الاسرائيلي, لما خطف الجنديين".

وفيما يلي نص الحوار:

* ما قراءتك لهذا الخطاب غير المعهود للسيد حسن نصر الله بالامس? ولماذا انتقل الى موقع المهاجم بعدما اتصف بالحكمة وهدوء الاعصاب?

»حزب الله« بدأ منذ فترة بالهجوم, وهذا الهجوم يهدف الى نزع الصفة الشعبية عن الحكومة, تمهيدا لاسقاطها. ف¯"التيار العوني" يستطيع المطالبة باسقاط الحكومة, و»حزب الله« يستطيع نزع الصفة الشعبية عنها من خلال عمل المقاومة والصمود, فالهجوم بالنسبة لي كان متوقعا بهذا الشكل, لان هناك مأزقا على المستوى العام, سيما وان »حزب الله« قبل بما لم يقبل به من قبل, قبل بانتشار الجيش, قبل بالقرار الدولي 1701, وقبل بالقوات الدولية. الحكومة ساهمت بوقف العدوان وانقاذ لبنان, سياسيا الحكومة كانت في موقع قوي, و»حزب الله« ضمن المنطق الذي يقوم عليه يعتبر نفسه قدم تنازلات في حينه, وكان في فترة الحرب يمدح الحكومة وخاصة رئيسها فؤاد السنيورة. وكان السيد حسن يقول عنها صامدة, وعلى مستوى المسؤولية. هناك تحول والحزب يحاول ان يكون له الموقع الاساسي. على المستوى الاقليمي دخول الرئيس الايراني على خط المفاوضات واحتمال عقد صفقة مع الدول الغربية وتخفيف حدة الصدام القائم بينه وبين الدول الاجنبية, كان سيكون له انعكاس على اداء الحزب في لبنان وانعكاس ايضا على موقع دمشق في المعادلة الجديدة, الكلام عن تهدئة في الملف النووي وحصول شيء من تخفيف حدة المواقف ما بين حكومة احمدي نجاد والمجتمع الدولي ايضا شيء جديد على المستوى الاقليمي. والاهم هو باعتقادي موضوع المحكمة الدولية والعزلة التي يعانيها النظام في دمشق في هذه الحقبة, خاصة بعد هجوم بشار الاسد على معظم الدول والزعماء, والتي ادت الى تضييق هذه العزلة. لذلك انا ارى ان التصعيد الذي بداه »حزب الله« وحديث السيد حسن الاخير يأتي من ضمن هذا السياق. لانه ليس هناك اي معنى للانقلاب على الحكومة بعد ان السيد حسن يمدحها وكل اللبنانيين يدركون ما قامت به الحكومة بما فيهم »حزب الله«, اما الحجج بانهم استقبلوا فلانا وعلتانا, الدولة تستقبل ايا كان لانها دولة معتدى عليها وخاضعة لعناية المجتمع الدولي من القرار 1701 الى القرار 1559 الى كل القرارات التي صدرت, وبهذه الطريقة على الحكومة ان تستقبل كل ممثلي دولي العالم, لتعرف ما هي سياساتهم وتحولاتهم وكيف تقدر ان تحول المواقف التي هي ضدها لمصلحتها. ناهيك بان »حزب الله« استقبل حاكم الدوحة التي توجد في بلده قاعدة "العديد" التي انطلق منها العدوان على بغداد وعلى افغانستان ومنها وصلتنا القنابل الذكية, لقد حضر الى لبنان وجال في الضاحية... ولو عدنا الى الاسابيع الماضية لم يكن الكلام عن استقالة الحكومة مطروحا بهذا الشكل, بالعكس في كل خطب السيد حسن كان يمدح الحكومة وخاصة في خطابه في 31 اغسطس وكل الوقائع تشير ان هذا الكلام عن الاستقالة لم يكن موجودا. يبدو ان هناك شيئا جديدا.

* لو شارك الرئيس بري في استقبال بلير, هل كان اخذ نصيبه من الهجوم?

اظن هو تجنب هذا الموضوع, لكن لا ننسى ان وزير الخارجية فوزي صلوخ وهو يمثل الوضع الشيعي, وانا لا اظن ان السبب يعود لاستقبال هذا الشخص.. قبل مجيء توني بلير كان هجوم »حزب الله« بدا وهنا السؤال, لماذا لا يستقيل وزراء »حزب الله« من الحكومة? اذا كان هدفهم اسقاط الحكومة? لماذا لا يطالبون بجلسة نيابية لمحاسبة الحكومة على ادائها في فترة الحرب?

* برأيك هل تستحق هذه الحكومة المحاسبة وهل ترى انها كانت مقصرة في ادارة الازمة خلال الحرب?

اي حكومة يجب ان تخضع للمحاسبة, وبرأيي ان حكومة الرئيس السنيورة كانت في قمة الايجابية, وهي انجزت ما لم تنجزه اية حكومة اخرى في لبنان, الحكومة كانت فعلا تمثل كل اللبنانيين. التف حولها كل اللبنانيين خاصة في موضوع البنود السبع, التي اجمعت عليها كل القوى السياسية, فعلى الاقل يجب ان نسجل للحكومة هذا الانجاز بعد ان استطاعت ان تؤمن الاجماع اللبناني حول موقف سياسي امن لنا هذا التاييد الدولي بتحقيق رفض العدوان ولو لم تقم الحكومة بهذا الجهد الديبلوماسي ما كنا وصلنا الى ما نحن عليه من انجاز وكانت مقاومة صامدة.

هناك شق اساسي عندما نوه الرئيس نبيه بري نفسه بالمقاومة السياسية والديبلوماسية التي قامت بها الحكومة اللبنانية وامنت من خلالها الغطاء للمقاومين في الميدان, ولا يوجد مقاومة مسلحة تستطيع تحقيق انجازات اذا لم يكن عندها غطاءً سياسيا. الحكومة اللبنانية امنت هذا السقف السياسي, وهذا الغطاء, وهذا الاجماع وهذا الصمود وهذه الصلابة في التصدي, لذلك فان محاسبتها ستكون لصالحها وليس لصالح المفترين عليها. لانها فعلا اوقفت هذه المحنة. خاصة ان كتلة نواب »حزب الله« ممثلة في الحكومة وكانت توافق على الاجماع الحاصل.

* هل تقرا في كلام نصر الله رسالة ما الى الرئيس بري, من خلال الهجوم على السنيورة كي لا يذهب بعيدا?

يمكن ان يكون ذلك, لان كل اداء الحزب خلال اليومين الاخيرين والحملة الشعواء بكل وسائل الاعلام واضح ان هذا السقف العالي لا يستطيع بري ان يسير به وهو في نفس الوقت يضعه امام تحدٍّ ويفرض عليه اثقالا واحمالا لا يستطيع ان يحملها وليس مطلوبا منه ان يتحملها لا هو ولا غيره, هذه المواقف وضعت لبنان كله امام مشكلة ضخمة استعادة صدام داخلي, في وقت كانت كل القوى وكل الجهود تدعو لمواصلة الوحدة وتوظيفها في عملية اعادة البناء ومتابعة الصمود, لان لبنان ما زال معرضا للضغوطات.

* في وقت كانت فيه كل القيادات اللبنانية تلتف حول المقاومة وتهتم بموضوع النازحين. جاء كلام السيد نصر الله ليتهم فريقا من اللبنانيين بالتعامل مع اسرائيل وان الاعلام الاسرائيلي خدم المقاومة اكثر من جماعة 14 اذار, لماذا برايك هذا التصعيد المفاجئ? وما الفائدة من توقيت هذه الحملة في هذا الوقت?

هذا التصعيد يجب ان نضعه من خلال التعبئة الداخلية والتعبئة الاعلامية التي ليس لها ما يبررها, ولا اظن بانها كانت مفيدة او جيدة, ليست في محلها وليست منصفة, وليست عادلة, ما قيل ينتج عنه اساءة تصل الى درجة تهمة الخيانة الوطنية والتعامل مع العدو, وهذا الكلام اما ان يقال جديا واما ان يستخدم بشكل اعلامي لتهييج وتعبئة ضمن المجتمع اللبناني وخاصة ضمن الطائفة الشيعية, ضمن اقطاب وقوى سياسية في البلد, هذا الكلام لا يخدم لا مصلحة »حزب الله« ولا مصلحة المقاومة, لذلك انا وجدته نقضا لواقع ما, كمن يحاول ان يتجنب الاسئلة الحقيقية, الاسئلة الفعلية, ماذا بعد? الى اين نذهب بعد? ما هذا الذي حصل".. اللبنانيون والشيعة بصورة خاصة معنيون الان بسؤال اساسي ل¯»حزب الله« وحركة "امل" وكل القوى الشيعية, في لبنان سؤال يتعلق بمستقبل لبنان, الى اين لبنان? هل لبنان سيبقى منصة كاتيوشا مفتوحة الى ابد الابدين بدون اية مطالبة عقلانية حول كيفية مواجهة التحديات مع العدو الصهيوني, ام ان لبنان يتجه كي يكون وطنا فعليا ودولة ومقاومة, ولكن ضمن اسس عقلانية متفق عليها بين اللبنانيين, تكون ضمن السقف القومي الذي تتوافق عليه دول وشعوب المنطقة, لاننا جزء من هذه المنطقة? هل نضع انفسنا محل الامة او نحل نوابها وشعوبها وطموحاتها ومستقبلها? نحن جزء بسيط وعلينا ان نكتفي بذلك. ما قمنا به تجاه وطننا لا نستطيع ان نمنن به احدا. المقاومة لم تكن نيابة عن الامة, ولا نيابة عن الشعب الفلسطيني, بلدنا كان محتلا, جنوبنا كان محتلا, المقاومة كانت واجبنا, لم يطلب منا احد ان نقاتل عنه ولماذا نريد ان نحمل فوق طاقة لبنان? بالعكس, يجب ان نكون جزءا من هذه الامة, جزءا من هذا النسيج كشيعة, يجب ان نتطور في اوطاننا, نقبل ونندمج في اوطاننا, نقبل ما يقبل به الجميع, نعمل على انضاج عملية المواجهة والتلاحم والصمود في وجه العدو, ولكن ضمن السقف القومي الاعلامي, لذلك كان هذا هو السؤال الذي يريده الشيعة: ماذا بعد...?!

قدمنا ما قدمناه, خسر من خسر بعد 12 تموز, ماذا بعد واظن ان الذي حصل هو محاولة التفاف على هذا السؤال, عدم مواجهة الاسئلة الحقيقية بافتعال اشياء داخلية واشياء تلهي عن الحقيقة بخلق مواقف سياسية لا يستفيد منها لا لبنان ولا »حزب الله«..

* هل تعتقد ان لبنان اصبح فريقين: فريق يريد استمرارية النضال ومقارعة العدو وتنفيذ مخططات الاخرين على ارضه, وطالما ان هناك اسرائيل يجب ان يبقى الصراع. وفريق يطالب بوطن وباستقرار وهدوء كسائر شعوب المنطقة, لماذا هناك شيء مبهم في لبنان, ما هو تفسيرك لهذا الواقع?

لبنان منقسم هذا صحيح, ولكن بشكل او باخر فان الشعب اللبناني اجمع على المقاومة لازالة الاحتلال, هذا الشعب وجد نفسه بعد سنة الالفين انه انجز عملية استعادة الجنوب وانه ينبغي عليه ان ينكب على عملية اعادة البناء, لان بناء الوطن وبناء الدولة هو جزء من المقاومة, وشان سياسي في المقاومة, ليس صحيحا وكان بناء الدولة وبناء الوطن هو شيء وبناء المقاومة والقتال المسلح شيء مختلف, التحدي بوجه العدو الاسرائيلي هو بناء الدولة الحديثة وبناء مجتمع لبناني وان يعيش هذا المجتمع اللبناني لانه النموذج البديل للكيان الصهيوني. لبنان انجز بمقاومته ووحدته وبتنوعه وبصيغته السياسية الفريدة في العالم, انجز هذا الشق وكان عليه ان ينكب على عملية البناء الداخلي, لكن هنا قوة وهناك اتجاهات ومع الاسف »حزب الله« دخل في هذا المنزلق منذ ما بعد عام 2000, يجب ان يبقى لبنان ساحة لتصفية حسابات اقليمية ودولية ومحلية, وهذا لا يجوز. لا يجوز استخدام عنوان المقاومة وعنوان السلاح على اساس انه مقدس لاشياء داخلية للاستقواء او لخلق ازمة داخلية لطائفة على الطوائف او لتعديل ميزان القوى الداخلي الذي تبت كما هو عليه بعد اتفاق "الطائف", اتفاق "الطائف" اعطى للشيعة كل ما كانوا يطالبون به, وانا شيعي وكنت اعمل مع الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين وكان يقول دائما: اتفاق "الطائف" حقق مطالب الشيعة في اعادة التوازن الى النظام اللبناني, وحكاية ما زال الشيعة محرومين ومغبونين ليست صحيحة. اتفاق "الطائف" هو افضل صيغة ممكنة للبنان, كان ينبغي ان نعمل على تطبيق اتفاق "الطائف" اتفاق "الطائف" لم يطبق من سنة 1990 الى سنة 2000, بحجة نحن مقاومة وهناك احتلال منعا لتطبيق اتفاق "الطائف" افتعلت كل القضايا ليبقى لبنان ساحة مفتوحة تمنع بناء دولة وبناء مجتمع موحد ومتنوع في ان معا.

* بعد اغتيال الرئيس الحريري وخروج الجيش السوري من لبنان, اين مكمن الخلل, لماذا لم يحصل استيعاب للمقاومة? لماذا لم يحصل حوار حول هذا الموضوع? ولماذا جرى الاكتفاء بالتقارب الانتخابي وبعدها ذهب كل فريق بالاتجاه الذي يريد, »حزب الله« رفض ان يفك ارتباطه مع سورية وايران, وفريق 14 اذار رفض ان يهدي انتصاره ل¯»حزب الله«, اين هي الفرصة التي اهدرها اللبنانيون?

الخلل حصل من الجانبين, »حزب الله« ومن يمثل لم ير بعد الالفين ان الوضع اختلف عما كان عليه قبل ذلك, وبعد الحادي عشر من سبتمبر بالذات اختلف عما كان عليه قبل ذلك. لم تبن سياسة جديدة تحفظ لبنان وتصونه من هذه العاصفة الدولية التي بدات بعد 11 سبتمبر 2001, من جانب اخر لم يسمح تحقيق المصالحة الوطنية وتطبيق اتفاق "الطائف" لقد كانا يواجهان صعوبات كثيرة. عندما اطلق المطارنة الموارنة نداء سبتمبر 2000 قامت ضدهم حملة شعواء, لانهم طالبوا انذاك بعد انسحاب اسرائيل بانسحاب القوات السورية في المقابل, فقامت القيامة. ولم يكن احد يضع بباله ان تطبيق اتفاق "الطائف" هو السبيل الوحيد لانقاذ لبنان لا من قبل الاخوة في الشام ولا من قبل المجتمع الدولي ولا من قبل القوى المحلية اللبنانية, علما ان هذه القوى كانت عاجزة عن تنفيذ هذا الشق. لذلك ليس صدفة صدور القرار 1559 بغطاء دولي لتنفيذ الشق المتعلق بتنفيذ اتفاق "الطائف" كما نص على انسحاب كافة القوى الموجودة في لبنان, هذا كان الخلل الاساسي بالزام اشقائنا في دمشق تطبيق اتفاق "الطائف", في الشق التعلق بانجاز الانسحاب وترك اللبنانيين يرسمون مستقبلهم بموجب صيغة اتفاق "الطائف"..

* هل صحيح ما يقال ان لبنان لا يستطيع ان يحمي نفسه كدولة مستقلة, دون تدخل اجنبي يسيطر عليه? ما هي الطريقة برايك التي تجعل من لبنان دولة ذات سيادة?

التهويل الدائم والخوف من انه اذا انسحب السوريون سيعود لبنان الى الحرب الاهلية, كان تهويلا في غير موضعه, قبل خطاب السيد حسن الاخير كانت حالة التشنج خفيفة والدليل على ذلك جلوس الجميع حول طاولة الحوار واظن التدخل الاقليمي والدولي الذي كان حاصلا كان يسهل عملية اللجوء الى السلاح ويوظف الوضع اللبناني لخدمة اهدافه ومصالحه, والقول ان لبنان لا يستطيع ان يعيش من دون حماية دولية او تدخل اقليمي, ايضا هذه معادلة خطأ ولا يوجد بلد في العالم يستطيع ان يقوم بمنأى عن المشاكل الداخلية ولا توجد صيغة سياسية اقوى من الصيغة الداخلية, والدليل على ذلك انها صمدت مع كل هذه العواصف التي تعرض لها لبنان, وما زالت صامدة الى الان. هناك دول عظمى زالت, الاتحاد السوفياتي, يوغوسلافيا, وغيرهما. استطعنا ان نحفظ لبنان بعد سقوط الاتحاد السوفياتي, بعد ان كان مهددا بالزوال مثله مثل اي دولة. وهناك امكانية لحفظ لبنان والحفاظ على هذه الصيغة, لان لبنان بصيغته هذه حاجة لكل الطوائف, يعني الشيعة بحاجة لهذه الصيغة, السنة بحاجة لهذه الصيغة والمسيحيون ايضا بحاجة لهذه الصيغة, ولبنان بصيغته هذه حاجة ايضا اقليمية ودولية, يجب ان يبقى هكذا.. حاليا لبنان يجتاز منعطفا حازما, فاما ان يبقى واما ان يزول ولذلك ينبغي ان توضع كل الجهود في هذا الاتجاه وعلى الدول الشقيقة ان تثبت بانها تحافظ على لبنان واللبنانيون معنيون بعدم التشنج وعدم الذهاب بالاستفزاز بعيدا وعدم اطلاق السقوف العالية وخاصة من قبل »حزب الله«, هذه هي الصيغة التي تحفظ لبنان في هذا الجو العاصف دوليا واقليميا.

* لماذا هذه الاستماتة في اشراك "التيار العوني" في الحكومة, ولماذا المطالبة بحكومة اتحاد وطني في هذا الوقت, علما ان "التيار العوني" هو الذي انسحب من الحكومة قبل الاعلان عن تشكيلها?

انها سياسة خطأ يتبعها الحزب اولا "التيار العوني" انسحب من الحكومة واعطى حصته للرئيس لحود وهناك ثلاثة وزراء للحود عينوا في الحكومة نيابة عن الجنرال عون, وبالامس عندما اختلف الرئيس لحود مع وزير العدل شارل رزق طالب باقالته واستبداله بوزير مقرب من عون. تقاسم المصالح بينهم موجود, ثانيا ليس صحيحا ان حكومة تشكلت في لبنان وتضم مئة بالمئة كافة القوى اللبنانية, ونعرف كيف كانت تشكل الحكومات, هذه الحكومة شكلتها الكتل النيابية الاساسية والفريق العوني لم يقبل ان يتمثل في هذه الحكومة. مطلب اسقاط الحكومة ياتي في سياق تعديل ميزان القوى داخل هذه الحكومة لالغاء التصويت على مسالة المحكمة ذات الطابع الدولي, واعتقد ان »حزب الله« يخطئ خطا جسيما في هذه المسالة, لان المحكمة ذات الطابع الدولي مطلب لبنان وشعبي وعالمي واقليمي وهذا ايضا لمصلحة الحزب نفسه ومصلحة الحقيقة. ثانيا محاولة تعويم العماد عون مسيحيا ما هو مبررها ولماذا يجهد »حزب الله« لتعويم حلفائه? لكي يقوي موقفه في الحكم او في المجلس النيابي قبل الانتخابات المقبلة, لان العماد عون تدنت شعبيته بشكل ضخم بعد تحالفه مع »حزب الله«, وهذا الاخير يعتقد انه في حال ادخال عون في الحكومة يعيد تعويمه ويعطيه موقعا في السلطة, والعماد عون كل ما يهمه هو الموقع في السلطة, لان لديه شهوة للسلطة لا حدود لها ولو على حساب البلد, وهذا خطا جسيم يقع فيه »حزب الله«.. اذا اراد تعويم العماد عون بهذا الشكل والعماد له يحمل نفس الصفة. المطلوب اليوم كيف نواجه الاستحقاقات الدولية كيف تواجه المحكمة الدولية, كيف تواجه اعادة البناء لما فيه مصلحة لبنان و»حزب الله« ايضا. لذلك ينبغي علينا ان نكون موجودين وواضحين في كيفية تنفيذ القرار 1701 بما يضمن وحده وحدة لبنان ومستقبل لبنان, هذه الاستحقاقات الفعلية امام اللبنانيين وامام هذه الحكومة مواجهة العدوان يفترض ان تبقى الحكومة, لانها هي المؤتمنة على مواصلة ما قامت به خلال الحرب والمؤتمنة على تطبيق القرار 1701, المطالبة باستقالة الحكومة اليوم ما هو الا تهويل, ولو اراد »حزب الله« اسقاط هذه الحكومة لسحب وزراءه منها وهو بامكانه ان يستقيل لو اراد واتمنى على »حزب الله« ان يعيد حساباته في هذا الشان بما فيه مصلحة لبنان ومصلحة المقاومة.

* برايك شعبية »حزب الله« بعد احداث 12 تموز زادت ام ضعفت?

هذا السؤال يتطلب جوابا مزدوجا, انا اظن انها ازدادت وضعفت, هناك جو معقد وسيئ وسلبي وهناك جو شيعي ايجابي يتماهى مع »حزب الله« ويعتبره قوة مسلحة وهو ضمانة لقوته ووجوده في لبنان, يعني »حزب الله« يمتلك السلاح ويمتلك الامكانات الضخمة ويمتلك المال فيستطيع ان يكون ضمانة للفئات المؤيدة له في السلطة, وهذا خطا مخيف سيدفع ثمنه الشيعة اذا لم ينتبهوا له, لان الضمانة الاساسية للشيعة في لبنان هو في اندماجهم في محيطهم وفي وطنهم وقبولهم لصيغة "الطائف" والتوازن الذي قام عليه "الطائف", واندماجهم في محيطهم في كل اوطانهم, في الكويت والسعودية ولا يجوز ان يتعامل الشيعة على انهم اقلية اسلامية له مميزات استثنائية وبالتالي سيكون عليها في المقابل ان تحصل على مميزات استثنائية بسبب انها قاتلت العدو وهزمت العدو وفعلت.. هذا خطأ فادح لا يجوز ان يقع فيه الشيعة ولا ننسى ان الشيعة في الخليج دفعوا ثمن ذلك في الثمانينات حينما ظنوا انهم تماهوا مع الثورة الاسلامية الخمينية في العالم وظنوا انهم سيحصلون على شيء ويحققون امتيازات خاصة بهم ولو لم يعودوا الى سياسة الاندماج والعقلانية والوطنية والتعامل مع اشقائهم في الوطن لما توازن الوضع الشيعي في بلدان الخليج.

اخشى ان يقع الشيعة في العالم الاسلامي وخصوصا العرب بسبب ما حصل في لبنان بهذا الوهم وهم القوة ووهم الغلبة. هذه احدى نقاط قوة »حزب الله« واحدى عوامل قوة »حزب الله«, لان في هذه اللحظة عندما نحقق هذه القوة ينشأ وهم فنعتقد اننا نمتلك الكون وسنقلب الطاولة وسنفعل ما نشاء الى ما هنالك.. هذا وهم قوة ووهم غلبة لا يجوز ان يستبد بنا او ان يتملكنا. اما في الحقيقة فان »حزب الله« ضعف على المستوى السياسي, لان كل ما قام عليه وكل قوة »حزب الله« في الداخل تقوم على سلامة هذا السلاح, لم يعد هناك من حاجة له بعد القرار 1701 بمجيء القوات الدولية ودخول الجيش الى الجنوب, غدا سيتفق احمدي نجاد مع القوى الدولية وعندما ستتشكل المحكمة الدولية ايضا وسيكون هناك تحولات في المنطقة, سيفقد هذا السلاح الحجة التي كان يقوم عليها اذا بني كل هذا التعاطف على مسالة السلاح والمقاومة باقية الى ابد الابدين, ونحن نعلم ان في الاسلام لا مقدس الا الله, ان الحق هو الحق. وان المقاومة هي وسيلة وليست غاية والحزب هو وسيلة وليس غاية. لذلك اقول ان هناك ترابطا بين عامل القوة وعامل الضعف في الداخل, وهذا ما يجعلني اقول ان الوضع الشيعي حساس جدا, لذلك التعامل مع هذه الحساسية الشيعية الان ينفي ان يكون تعاملا اخويا حاضنا وليس تعاونا استفزازيا عدائيا او سلبيا. وعندما تهدا النفوس ويهدا الاحتقان سنعود الى السؤال نفسه ماذا بعد?

* هل تعتقد ان قوى 14 اذار بكرت في بيانها ضد »حزب الله«?

انا لا اظن ذلك, اظن ان الحزب حاول ايجاد حجة له ولكن البيان لم يحمل شيئا جديدا, لم يكن على الطاولة قبل 12 تموز وكل القوى الدفاعية في لبنان, ما جاء في البيان ليس ابعد مما قاله السيد حسن انه لو كان يعلم ردة الفعل على هذا الحجم ما كان اقدم على خطف الجنديين, هذه مصيبة لو كنت تعلم فتلك مصيبة ولو كنت لا تعلم فهذه مصيبة ولقد اشار الى ذلك في 12 تموز عندما قال: ممكن ان تكون العملية خطا او تكون صواب, فلنؤجل الكلام حولها الى ما بعد, وهكذا فعل اللبنانيون, التفوا حول المقاومة لمواجهة العدوان والان حان الوقت للسؤال وللنقاش لا يجوز التهويل على الناس وتخوينها واتهامها.. ولناخذ من العدو الصهيوني مثلا, فهو سيؤلف لجنة تحقيق وقد بدا بعض جنرالاته بالاستقالة, ونحن لم نطلب لجنة تحقيق لكن ان يمنع اللبنانيون من الكلام فهذا شيء مخيف.. ميزة المقاومة انها انطلقت من لبنان لان لبنان بلد متنوع وبلد يسمح فيه الكلام والنقاش ولهذا نجحت المقاومة.. وكان »حزب الله« يعتز بهذا. انا لا اوافق ابدا على هذا الجو التخويني الذي يحصل في البلاد وهذا ليس من شيم »حزب الله«.

* لماذا لم يرد الرئيس السنيورة على كلام السيد نصر الله?

اظن انه ليس مطلوبا توسيع شقة الخلاف والتشنج, لان البلد يحتاج الى الهدوء والى العقل ويحتاج الى نقاش على الطاولة ويحتاج الى عقلية دولة تتجاوز هذه السلبيات وهذه التشنجات وتدعو الجميع الى كلمة سواء لان الحق واضح والناس لا تحتاج الى تفسير وخطابات لكي تكتشف الحق لا يجوز ان ننزلق الى مساجلات تؤدي لتحقيق اهداف ليست لمصلحة لبنان.

* هل يخاف الرئيس السنيورة ويقدم استقالته?

ايضا لا اظن ذلك, لان الرئيس السنيورة اثبت انه رجل حازم وحكيم ورجل دولة من الطراز الاول صمد في وجه هذا العدوان ولا اظن انه سيسقط امام هذه الازمة الجديدة, بالعكس سيتحمل مسؤوليته وعليه ان يتحمل مسؤوليته وان يدعو »حزب الله« الى النقاش الهادئ والعقلاني والى العودة الى النقاش داخل مجلس النواب وعلى الاستاذ نبيه ان يدعو الى استئناف هذا النقاش وماذا سيكون مصير سلاح »حزب الله« ضمن الدولة وضمن الجيش واي مستقبل لسلاح المقاومة بعد دخول القوات الدولية الى الجنوب, واي مستقبل للبنان المقاوم?

 

اهل «الاكثرية»، يعرفون وينكرون

جورج بشير -18 أيلول 2006

جميع الاوساط السياسية والشعبية في الوسط المسيحي اللبناني تعرف تماما بأن في هذا الوسط استياء ما بعده استياء من حال التغييب المتعمد الحاصل بالنسبة للمسيحيين ولممثليهم في المشاركة باتخاذ القرار والمواقف المصيرية، ام بالنسبة للمشاركة في الاجتماعات المصيرية التي يعقدها اركان الحكم والحكومة و«الاكثرية»

 المسماة بـ 14 شباط او 14 اذار مع اصحاب الحل والربط بالنسبة للقرار الدولي سواء في الامم المتحدة، ام بالنسبة لفرنسا وبريطانيا، وخصوصا مع اركان الادارة الاميركية، وعلى الاخص الرئيس الاميركي جورج بوش ووزيرة خارجيته كوندوليسا رايس واركان الامن القومي ووزارة الخارجية.

وليس صحيحا ما يدعيه بعض اركان اكثرية 14 شباط خصوصا النواب الحديثي النعمة من جماعة قصري المختارة وقريطم بان سبب العزل المسيحي او التغييب الحاصل على صعيد المشاركة المسيحية، خصوصا لمسيحيي 14 آذار في الاجتماعات المشار اليها، كما في القرارات والمواقف المصيرية، كامن في رئاسة الجمهورية او في وجود رئيس الجمهورية اميل لحود في قصر بعبدا، وعدم تخليه عن الرئاسة، بالاستقالة ام بتقصير الولاية. وهذا القول هو مجرد عذر اقبح من ذنب، لأن هؤلاء الذين يدعون ذواتهم بأنهم يشكلون الاكثرية يدعون هذه الهرطقة التي ما بعدها هرطقة لتغطية عجزهم على اثبات وجودهم واعلان رأيهم او التشبث بهذا الرأي... اذ ماذا كان يحول بين هولاء دون اعلان ممانعتهم مثلا لا بل معارضتهم للتشكيلات التي جرت في قوى الامن او في المرفأ، ام في الجمارك ووزارة المال التي انتهكت عبرها حقوق الموظفين المسيحيين لحساب زيادة الكوتا المخصصة لغيرهم من ابناء الطوائف الشقيقة الاخرى، خصوصا وان المسيحيين ينشدون اصلا الحفاظ على التوازن والمشاركة داخل الحكم والحكومة والمؤسسات الرسمية لكي تستقيم عملية العيش المشترك والشراكة الوطنية في القرارات المصيرية من جهة وفي الحفاظ على التوازن داخل مؤسسات الحكم في الدولة.

هنا يجدر طرح السؤال الآتي على الاركان المسيحيين في اكثرية 14 شباط او 14 اذار: لماذا قصّروا هم ولا زالوا يقصرون في الحفاظ على حقوق المسيحيين في المؤسسات الحكومية ويرضون الانتقاص من حقوق هؤلاء ومن المشاركة داخل الحكم والحكومة كما يجب اقله حفاظا على مبدأ المشاركة الحقيقية في ادارة شؤون الدولة وتقرير مصير الوطن والشعب، فالحكومة هم اغلبيتها (14 اذار)، ومجلس النواب هم اكثريته (14 شباط) وحزب الكتائب والقوات اللبنانية يؤمنان الغطاء المسيحي على الصعيد الوطني لجماعة قصر قريطم وجماعة قصر المختارة في الحكم والحكومة كما في الاتصالات المصيرية؟! فلماذا التقصير؟!!

قديما، كانوا يلقون باللوم على الوجود السوري في حال حصول تقصير او انتهاك بالنسبة لحقوق المسيحيين في المشاركة الوطنية، ام فيما يتعلق بالتشكيلات والتعيينات، ام حتى في التجاوزات التي كانت تحصل على مدى 15 سنة، مع ان شركاء الوجود السوري طوال تلك الحقبة في الحكم والحكومة وفي القرار المتعلق بمصير الوطن والمواطنين، كانوا هم، هم ذوات وخواجات وبكوات قصر المختارة وقصر قريطم وكل القرارات التي اتخذت في خلال تلك الحقبة بما فيها مؤامرة حبس الدكتور سمير جعجع ومطاردة اعضاء حزب القوات اللبنانية، ونفي الرئيس ميشال عون الى باريس، ومطاردة اعضاء التيار الوطني الحر وتلفيق الاتهامات لهذين الحزبين اللبنانيين وسجن وقتل وتعذيب انصارهما، ومن ثم حياكة المؤامرات ضدهما، وتنظيم مرسوم التجنيس الشهير ومن ثم التدخل في الانتخابات النيابية وتفصيل قانون الانتخابات على قياس فريق معين ومن ثم التدخل عبر الاجهزة المخابراتية في عمليات الانتخاب والاقتراع، حتى تلك الانتخابات التي كانت تجري في الرابطة المارونية لمصلحة فريق ضد فريق آخر بهدف تأمين وجود فريق متعاون مع تلك الاجهزة سواء في الرابطة المارونية، ام في غيرها من الروابط والنقابات، ناهيك عن المجالس النيابية وغيرها.

وكل هذا او ذاك كان يجري بعلم وبمشاركة هؤلاء البكوات والخواجات الذين يدورون اليوم في فلك قصري قريطم والمختارة؟!! فعلى من يضحك هؤلاء، وعلى من يكذبون عندما يقولون بان المسؤول عن هذا التغييب للمسيحيين في المشاركة بالقرارات المصيرية وفي انتهاك حقوق هؤلاء المسيحيين اللنبانيين بالنسبة للتشكيلات والتعيينات التي جرت او تلك التي يعد لها حالياً؟!! فاذا كان رئيس الجمهورية غائباً او مغيباً بالفعل كما يدعي هؤلاء، فحريّ باركان الفريق الحاكم والاكثري ان يحول دون حصول هذا الانتهاك الخطير لحقوق المسيحيين، ولقواعد المشاركة الوطنية في الحكم والحكومة كما في المؤسسات الرسمية.

لقد لعب الدولار الاميركي الدور الابرز والاهم في الحيلولة دون قيام موفدين رسميين دوليين وغيرهم بزيارة رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، وهذا امر معروف، ومعروفة المرجعيات الدولية التي تدخلت في هذا الامر، خصوصا دور المرجعيات السياسية التي تدعي تمثيل المسيحيين في الاكثرية الحالية.. وهذا التجاهل للرئيس وللرئاسة الاولى الذي شارك في صناعته وفي التمهيد له هؤلاء، واولئك ستدفع ثمنه الرئاسة الاولى، كما الرئيس المقبل، كما البلد.. وهذه الحقيقة اذا لم يكن هؤلاء يعرفونها، فاننا نعرف بانهم يعرفونها، لكنهم يتجاهلونها، لا بل يتنكرون لها رغبة منهم في ان يكون اسياد قصري المختارة وقريطم على انشراح، وقد حققوا احلامهم واهدافهم من جراء ما وجهوا وامروا بتحقيقه ودفعوا الثمن الغالي من اجله. لكن السؤال سيبقى مطروحا عليهم: لماذا سكتم؟ ولماذا قصّرتم؟ مادمتم تعرفون مكامن التقصير، هذا اذا كنتم تعرفون وتدركون.. ولا نشك لحظة، بأنك تعرفون، وهذه هي المصيبة!

 

شاهد عيان وتساؤلات حول الدور الذي لعبته أجهزة المخابرات العسكرية في الهجوم على السفارة الامريكية في دمشق

سوريا الحرة/أفاد شاهد عيان أن الطرقات إلى السفارة الأميركية من ساحة المالكي باتجاه ساحة الروضة أغلقت قبل خمس دقائق من وقوع الاعتداء المدبر على السفارة الأميركية من الأسبوع الماضي .

كما يفيد الشاهد أن قوات الأمن الموجودة لحماية السفارة الامريكية والبعثات الدبلوماسية القريبة منها (القنصلية الايطالية,السفارة العراقية,السفارة الصينية,الملحقية الثقافية الفرنسية,الملحقية التجارية الايطالية,المجلس الأعلى السوري اللبناني,منزل السفير المغربي) لاتملك أسلحة لأن الأسلحة المعطاة لها فارغة لكونها تقع ضمن مجال حراسة القصر الجمهوري وهي عبارة عن قوات حفظ النظام التابعة لوزارة الداخلية.

وأضاف لقد فوجىء الجميع بوجود قوات مكافحة الارهاب أثناء الاشتباك وبالباس المموه وبأسلحة آربجي وقنابل يدوية ورصاص حي وحول طبيعة المرور في هذه المنطقة يقول أن السيارات المغلقة ممنوعة من المرور وتوجد دوريات في بداية الشارع من ناحية ساحة الروضة وعلى ساحة عدنان المالكي لمنع مرور السيارات المغلقة وفقط السيارات العادية والمكروباصات المصرح لها تستطيع المرور وأغلب الأحيان تقوم الدوريات بايقاف المكروباصات للتدقيق في تراخيص المرور الخاصة وخاصة عندما تكون فارغة من الركاب. وتسربت معلومات أن أجهزة الأمن في سوريا قتلت الجريح الرابع الذي نفذ عملية الهجوم على السفارة الاميريكة في دمشق بعد أن طلبت جهات خارجية التحقيق معه مما يزيد الشبهة في تورط الأمن في عملية الاعتداء على السفارة ولذلك نتحدى أجهزة الإعلام بالإعلان عن أسماء المهاجمين وعنوانيهم.  وهنا لابد من التساؤل لماذا هذه العملية ومن هم الاشخاص الذين ضحى بهم النظام؟ وهل نصب لهم كميناً؟ هل هم فعلاً من الجماعات السلفية التي يدربها مختصون من أجهزة المخابرات العسكرية لارسالها الى العراق ولبنان وبلاد عربية أخرى؟ أم هم من المغرر بهم؟ أم هم من أصحاب السوابق الذين وعدهم النظام بطي ملفاتهم عند الانتهاء من دورهم وضحى بهم لاسترضاء الادارة الامريكية ولتوجيه رسالة للداخل السوري بنمو الحركات السلفية وأن البديل عن النظام الحالي هم هؤلاء..؟

 

البيانوني يتهم النظام الحاكم في دمشق بإفتعال مشكلة طائفية والتستر خلف الطائفة العلوية

سوريا الحرة/أكد علي صدر الدين البيانوني المراقب العام لجماعة الأخوان المسلمين في سورية المعارضة المحظورة أن بلاده لا تواجه مشكلة طائفية، واتهم النظام الحاكم في دمشق بإفتعال هذه المشكلة ومحاولة الإحتماء والتستر خلف الطائفة العلوية. وقال البيانوني في مقابلة مع يونايتدبرس إنترناشنال على هامش إنعقاد إجتماع الإمانة العامة لجبهة الخلاص الوطني في العاصمة البلجيكية بروكسيل "إن الشعب السوري اعتاد منذ أقدم العصور على التعايش بين مختلف الفئات ومختلف مكونات هذا المجتمع وليست هناك في سورية مشكلة طائفية لكن النظام هو الذي افتعل هذه المشكلة وحاول أن يحتمي ويتستر خلف الطائفة العلوية ونحن نعتقد أن الطائفة العلوية بريئة من هذا النظام ومن جرائمه التي طالت كل مكونات المجتمع السوري من الأكراد إلى المسلمين السنة إلى المسيحيين إلى العلويين ولم يترك فئة من الفئات إلا وشملها القمع وشملها الظلم"، على حد تعبيره.

واعرب البيانوني عن إعتقاده أن الشعب السوري "بعيد عن روح الطائفية وعن روح الإنتقام والثأر وأن تاريخه يشهد له بأنه كان نموذجاً راقياً للتعاون والتآخي والتعايش"، مضيفاً "نحن في جماعة الأخوان المسلمين لا نحتاج لتقديم ضمانات للأقليات ونحاول أن نقطع الطريق على محاولات النظام اللعب بهذه الورقة ونقول إن أخواننا العلويين مكون من مكونات المجتمع السوري وأنهم لا يتحملون جرائم النظام وليسوا مسؤولين عنها بل هم سيقفون مع بقية أبناء الشعب من المسلمين والمسيحيين والأكراد وكل الطوائف في مواجهة هذا الطغيان وهذا الظلم".

وأكد "إن مشروعنا السياسي في جماعة الأخوان المسلمين يسعى إلى إقامة دولة مدنية، صحيح نحن نعتبر أن مرجعية هذه الدولة هي الإسلام لأن مشروعنا في الأصل مشروع إسلامي ولكن حتى الدولة الإسلامية في فهمنا لها هي دولة مدنية وليست دينية بالمفهوم الثيوقراطي الغربي المعروف".

وحول إجتماع الأمانة العامة لجبهة الخلاص، قال "استعرضنا خلال لقاء بروكسيل المرحلة السابقة وما تم إنجازه وتنفيذه من مقررات المؤتمرات السابقة وأيضاً محاولة تفعيل أجهزة الجبهة ولجانها وهيكيليتها، وفي إعتقادي أن أهم خطوة اتخذناها خلال اللقاء وضع آلية لتوسيع قاعدة الجبهة من خلال الحوار والإتصالات وتم الإتفاق على عقد سلسلة من اللقاءات والندوات بغية التعريف بالجبهة وتوسيع دائرتها إلى جانب وضع خطة للتحرك للمرحلة المقبلة على المستوى السياسي وعلى المستوى الإعلامي".

وأكد البيانوني الذي ساهم مع نائب الرئيس السوري السابق المنشق عبد الحليم خدام ومعارضين سوريين آخرين في إنشاء جبهة الخلاص "أن مشروعنا للتغيير في جبهة الخلاص مشروع شعبي يعتمد على السوريين أنفسهم وهو مشروع وطني، صحيح أن هناك عقبات الآن تحول دون الإتصال المباشر مع عدد من القوى والشخصيات العاملة في هذا الميدان داخل سورية، لكننا وضعنا آليات واتفقنا على عدة صيغ من أجل التواصل أو متابعة التواصل مع الداخل". ووصف الأوضاع في سورية بأنها "تزداد تردياً كما أن السلطة في سورية تزداد عزلة شعبية نتيجة تصاعد أعمال القمع في الأشهر الأخيرة وعزلة عربية نتيجة السياسات التي يتبعها (الرئيس) بشار الأسد وعزلة دولية كذلك، وأنا اعتقد أن النظام السوري أحس بقرب نهايته من خلال الإستحقاقات المقبلة لذلك هو يلجأ إلى أساليب ديماغوجية في إثارة عواطف الجماهير بحجة الممناعة والمقاومة وما إلى ذلك مع أنه أبعد الناس عن الممانعة وبات أكثر الناس إستعداداً للمساومة على مصير الوطن مقابل بقائه في السلطة لذلك نحن نعتقد أن الأوضاع في سورية تزداد سوءاً وهذا سيعجّل في نهاية النظام"، على حد تعبيره.

وحول تبريره لإنتخاب مجلس شورى الجماعة له لولاية ثالثة، قال البيانوني "أنا شخصياً كنت أتمنى أن لا يجدد لمرة ثالثة وحاولت في الماضي أن أُضيف مادة للنظام في مجلس شورى الجماعة لا تسمح بتجديد إنتخاب المراقب العام لأكثر من مرة واحدة لكن لم أنجح في أقناع المجلس بذلك".

وتابع "رغم إصراري أيضاً في الدورة الأخيرة للمجلس على التنحي وأفساح المجال أمام شخص آخر لإعتقادي أنه ينبغي أن يكون هناك دائماً تداول على هذه المسؤولية ليضيف كل أخ ما عنده ويضع بصماته على مسيرة الجماعة، لكن الأخوة أصروا أن يُجدد إنتخابي لمرة أخيرة حتى نستكمل مسيرتنا لأننا نمر في مرحلة دقيقة وهامة جداً ورأوا أن أي تغيير في هذه المرحلة قد يسبب تأخر أو عرقلة سير المعارضة السورية".

وأضاف "أمام أصرار الأخوة وبأكثرية كبيرة ما كان يسعني إلا أن ألتزم بقرار مجلس الشورى الذي أقر بعد إنتخابي موضوع حد أقصى لتجديد ولاية المراقب العام لدورتين فقط".

يشار إلى أن البيانوني انتُخب مراقباً عاماً للجماعة صيف العام 1996 وأُعيد انتخابه صيف العام 2002 لولاية ثانية مدتها أربع سنوات، واقترح قبل أعوام على مجلس الشورى تعديل النظام بما يحدد انتخاب المراقب العام بفترتين فقط، غير أن المجلس رفض الإقتراح وترك الباب مفتوحاً أمام انتخاب أي مراقب عام للجماعة أكثر من ولايتين متتاليتين. ووجه الشهرالماضي رسالة إلى أعضاء مجلس شورى الأخوان المنتخبين ابدى فيها رغبته في عدم ترشيح نفسه لولاية ثالثة ودعاهم فيها إلى "حسن اختيار المراقب العام الجديد والقيادة للمرحلة المقبلة.

وسُئل عن التصريحات التي نُقلت عن لسانه وأبدى فيها إستعداد جماعة الأخوان المسلمين في سورية للتفاوض مع إسرائيل وأثارت جدلاً واسعاً، فأجاب "الحقيقة أن الزوبعة التي أثيرت حول تلك التصريحات كانت مفتعلة لأن الحديث عن التفاوض مع إسرائيل في هذا الظرف بالذات الذي ترفض فيه إسرائيل أي حوار وأي سير نحو الحل السياسي التفاوضي وهي مستمرة في عدوانها على الشعب الفلسطيني واعتدت مؤخراً على الشعب اللبناني من قبل معارضة أظن ليس له أي محل من الإعراب".

لكن البيانوني قال "نحن ومن حيث المبدأ لا نصر على خيار المقاومة ونرى أنه ليس الخيار الإستراتيجي الوحيد ونعتقد أنه إذا أمكن تحرير أراضينا بأي وسيلة سياسية سواء من خلال تطبيق مبادئ الشرعية الدولية أو من خلال التفاوض فليس هناك مشكلة وهذا ليس فقط موقفاً خاصاً بنا نحن السوريين واعتقد أن الشيخ أحمد ياسين، رحمه الله، كان له تصريح مماثل أنه إذا تم تحرير أراضينا من خلال المفاوضات فنحن نرحب بها وكذلك أخواننا في حركة (حماس) عندهم نفس الموقف ولا أحد يرفض الحوار إذا كان يمكن أن ينبني عليه حل سياسي وإعادة الحقوق المغتصبة". وحمّل المراقب العام للأخوان السوريين إسرائيل مسؤولية ما جرى في لبنان وليس حزب الله، وقال "إن إسرائيل هي التي قامت بهذا العدوان الشامل ليس ضد حزب الله وليس ضد المقاومة وإنما ضد الشعب اللبناني وضد القرى اللبنانية وضد البنية التحتية اللبنانية لذلك لا يمكن أن نحمّل مسؤولية هذا العدوان لأي جهة أخرى غير هذا المعتدي". وأضاف "أما موضوع أن هناك إنفراداً من قبل حزب الله في إتخاذ القرار وكان ينبغي أن يكون هناك تشاور مع الأطراف اللبناني فهذا موضوع آخر وأعتقد أنه أثناء مرحلة العدوان ما كان ينبغي الحديث عن هذه الأمور، لكن فيما بعد الأمر متروك لحوار الأطراف اللبنانية حتى لا تقع في مثل هذه الأخطاء مرة أخرى". ورأى المراقب العام لأخوان سورية أن إسرائيل في عدوانها "لا تنتظر ذرائع من أحد ولا تحتاج إلى ذرائع إنما هي تنفذ عدوانها اليومي على الفلسطينيين وهي كانت أيضا مبيتة عدواناً مماثلاً على اللبنانيين، لكن استغلت حادث خطف الجنديين من قبل حزب الله وقامت بهذا العدوان الشامل الذي لا يتناسب مطلقاً مع حجم هذه العملية لذلك من الخطأ أن نعتبر أن العدوان كان بسبب هذه العملية إنما كان عدواناً مبيتاً تتحمل إسرائيل وحدها نتائجه". وسُئل البيانوني ما إذا كان يرى أن حزب الله حقق إنتصاراً على إسرائيل في المواجهة الأخيرة، فأجاب "أنا اعتقد أن الذي انتصر هو لبنان والشعب اللبناني بتكاتفه بوحدته بوقوفه صفاً واحداً في مواجهة العدوان الإسرائيلي رغم كل الخلافات الداخلية".

وحول تصريحات بابا الفاتيكان عن الإسلام، قال البيانوني "استغربت أن يصدر مثل هذا التصريح عن مرجع ديني بهذا المستوى وأنا أرجح أن هناك إلتباساً أو تحريفاً في الموضوع وأتمنى أن يكون هناك توضيح كافي لأنه لا يليق بمثل هذا المرجع الديني الكبير أن تصدر عنه مثل هذه التصريحات التي إن صح نسبتها إليه فهي تنم عن جهل حقيقي في حقيقة الإسلام وبهذا الدين العظيم وهي مستنكرة ومدانة".

 

براميرتس أنهى تحقيقاته وسوريا ترد عبر حلفائها

سوريا الحرة/أكدت أوساط أمنية فرنسية، ان التحقيق في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بات منتهياً، وتمكن القاضي سيرج براميرتس من التوصل إلى أدلة قاطعة في هذا المجال، ومن معرفة أدق الأمور في عملية الاغتيال والتحضيرات التي سبقتها. إلا ان براميرتس سيحتفظ بكل ما لديه لحين تشكيل المحكمة الدولية.

بالمقابل فإن أوساطاً أمنية أبدت خشيتها من لجوء حلفاء سوريا في لبنان إلى محاولات لتعطيل تشكيل المحكمة الدولية، وهذا يبدو من خلال حملة التصعيد المنظمة التي تقودها جوقة عون â“ حزب الله، على الحكومة الحالية واتهامها بشتى أنواع التهم والدعوة إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة وغيرها من أمور من شأنها أن تعيد حلفاء سوريا إلى الحكم وإلى التحكم بمدار العملية السياسية في لبنان.

 

الأسد يسمح بالهجوم، يقدم الحماية، ويهدف إلى إشاعة الإرباك

سوريا الحرة/ورد عن مصادر سورية مطلعة، أن الهجوم الإرهابي اليوم (الثلاثاء الماضي) على سفارة الولايات المتحدة في دمشق ليس إلا إحدى عمليات الأسد (الماكيافيلية) ولنستذكر أن مسؤولي الاستخبارات والعمليات الأساسيين في النظام السوري جرى تدريبهم في مدارس «إنتوكس» المتطورة التابعة لمكتب استخبارات الاتحاد السوفياتي (KGB) سابقاً. والجدير بالذكر أن إحدى الاستراتيجيات الرئيسية لهذه المدرسة القديمة التي قام حافظ الأسد بصقلها خلال حكمه سورية تعتمد على المبدأ التالي: إذا كانت المعادلة ليست لصالحك، ابتدعْْ مشكلة جديدة، قدّم حلاً لها، إحظَ بالتمّيز فتتغير المعادلة. الهدف الاستراتيجي الذي يسعى إليه اليوم نظام الأسد هو ردع واشنطن عن فرض ضغوط إضافية ضد سورية سواء على شكل التحقيق في اغتيال الحريري، أو الضغط الذي تمارسه الولايات المتحدة من خلال مجلس الأمن لنشر قوات على الحدود اللبنانية - السورية إضافة إلى الدعم الأميركي المستمر للحكومة اللبنانية الممانعة للهيمنة السورية. إن محور طهران - دمشق - حزب الله بحاجة ماسة «لاحتواء» الضغوط التي تمارسها واشنطن وكسب ما أمكنه من الوقت. لماذا يحتاجون إلى الوقت؟ لأنهم بحاجة لإعادة تسليح حزب الله، تفتيت الحكومة اللبنانية، وإبعاد ضغوط الأمم المتحدة عن البرنامج النووي. لدى سورية أوامر المباشرة بإرباك الولايات المتحدة وبناءً عليه تبنّّت مسارين متوازيين. أ - «السماح» بحدوث هجوم جهادي - إرهابي ضد مصلحة الولايات المتحدة في دمشق. كيف لذلك أن يكون ممكناً؟ يعرف الخبراء المجرّبون في الشؤون السورية جيداً أن مخابرات الأسد تسيطر على، أو لها سبيل إلى المنظمات الإرهابية المنتشرة في لبنان وسورية. وقد لزمها ثلاثون سنة من العمل لتحقيق هذه السيطرة. وتملك سورية إضافة لسيطرتها على حزب الله، سيطرة بعيدة المدي أو سبيلاً للوصول إلى المجموعات السلفية السنية بما فيها الشبكات المرتبطة بالقاعدة. باختصار؛ يمكن للاستخبارات السورية إعداد الأسس «لإقناع» الجهاديين للقيام بهجوم في وقت معين. أولئك الجهاديون الذين هم على عداء أيديولوجي واستراتيجي مع الولايات المتحدة، ونظام الأسد يتمتع بالقدرة على إطلاق هجمات «العصابات الإجرامية» بالطريقة ذاتها التي «سمح» فيها النظام السوري لآلاف الجهاديين بعبور الحدود إلى العراق لقتل جنود الائتلاف والجنود الأميركيين. وكان الأسد الأب في الثمانينات قد «سمح» أيضاً للجهاديين بضرب المصالح الأميركية والفرنسية في لبنان. وكون الجيش السوري يسيطر، كما هو معروف، بقبضة من حديد على البلاد يصبح من الصعب تجاهل هذه الأحداث. هناك رجلان في الجهاز الحالي يسيطران على شبكة الإرهاب من خلال مركزيهما في الاستخبارات الأمنية؛ محمد ناصيف مدير أمن الدولة وعلي يونس مساعد آصف شوكت رئيس الاستخبارات السورية. ويشكّل ناصيف ويونس فريقاً يسيطر على/ يكوّن صلة الوصل مع عالم الجهاديين الإجرامي في المشرق. ب - القيام بالحماية: بعد إتمام العملية، أتاح النظام قتل بعض من رجاله خلال مجابهة «الإرهابيين». لن يستطيع الشعب الغربي والأميركي استيعاب هذه الخطوة نفسياً. غير أن كتّاب أفلام هوليوود سيفعلون. وباختصار، (وكتقدير تحليلي) لقد «سمح» النظام بحدوث العملية وكان على علم مسبق أنها ستحدث وترك حراس الأمن في الموقع يضحّون بأنفسهم ضمن مهمات الواجب الديبلوماسي.

المنافع

1 - إرسال رسالة إلى الولايات المتحدة مفادها أن القاعدة تستطيع شن هجوم عليكم وسط أراضينا (سورية ولبنان) ولا يمكننا، ما إن تتدخل «الخلايا» أو تكون على وشك التدخل، فعل شيء حيال ذلك سوى أعمال الحماية التقليدية. باختصار، إننا نعمل على توسيع التدابير المتبعة وفقاً للقوانين الدولية، ليس إلا. 2 - «لكن، يمكن إيقافهم». يعني أن وكالات الأمن والاستخبارات «القوية» التابعة لنا (لسورية) يمكنها ملاحقة أولئك الإرهابيين (الذين ليسوا أصدقاء سورية كبداية) و«تقديمهم لكم»، كما كنا نفعل في الأيام الخوالي: نرسل حزب الله لقتل البحرية الأميركية في لبنان ونسمح للسلفيين في قتل البحرية الأميركية مرة أخرى في العراق لكننا في الوقت عينه نقوم بأعمال معكم ونحمي سفاراتكم من الإرهابيين الذين نؤويهم. أجل، إنها متاهة مشرقية جيدة. 3 - «رأى» شعبكم عبر وسائل الإعلام العالمية أننا دافعنا عن سفارتكم وأننا «فقدنا» حراس أمن خلال عملية الدفاع تلك فماذا ستقولون لشعبكم؟ أننا نحن النظام السوري إرهابيون؟ لن يبدو ذلك جيداً بعدما قمنا بالتضحية برجالنا من أجل إنقاذ الديبلوماسيين الأميركيين. هل سينعتنا الديبلوماسيون الأميركيون بالإرهابيين؟ 4 - «اضطرت» وزيرة الخارجية رايس لتلاوة بيان «تشكر» فيه سورية، وبناء عليه يعتقد الأسد أنه سيكون من الصعب بمكان على الولايات المتحدة شنّ هجوم على سورية كونها ملجأً للإرهاب في الوقت الذي جرى فيه توجيه شكر لدمشق لمجابهتها أولئك الإرهابيين. هذا الأمر سيمنح الأسد مزيداً من الوقت. وقت كاف هو بحاجة إليه: 5 - لإعادة تسليح حزب الله، وإعداد هجمات ضد الأمم المتحدة والقوات المتعددة الجنسيات الأخرى القريبة من الحدود السورية وطبعاً لإتاحة المجال لانحسار الضغوط الأخرى. 6 - ربح إضافي؛ إطلاق المدرسة التي تدعم «الحوار والصداقة» مع النظام السوري في واشنطن لتتقدم بحججها بهذا الشأن.

ماهية نداء الظواهري

هناك سؤال يترّدد في وسائل الإعلام حول ماهية نداءات الظواهري لجهاديي المشرق بمن فيهم «جند الشام»، لشن هجمات على أهداف في سورية ولبنان. هل جرى تنسيق هذه الرسائل المتلفزة مع سورية وإيران؟ ليس هناك من دليل يشير لذلك بعد. لكنهما حربان جهاديتان تقعان ضد الولايات المتحدة وحلفائها في الوقت ذاته. حيث أنه في وسط حرب القاعدة وحملة خامنئي - البعث الموجهتين ضد الديموقراطيات في المنطقة لن يكون من المستحيل تداخل الأحداث. وإلا فكيف لنا أن نفسر انتظار القاعدة كل هذه الفترة الزمنية لإطلاق توجيه جهاد مباشر في لبنان وسورية بعد 41 عاماً من الحرب على الولايات المتحدة وثلاثة أعوام من الحرب في العراق؟ لماذا يُظهر الرجل الثاني في القاعدة فجأة اهتماماً في ميدان القتال اللبناني - السوري ومباشرة بعد التوصل لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائىل؟ من كان بحاجة لمن يبدأ المرحلة التالية من المتاعب بعد صدور قرار مجلس الأمن 1071؟ لنطلق على الأمر اسم «مسابقة الشهر» وستجدون الإجابة في كتابات ماكيافيلي

 

 السنيورة: التحرك الديبلوماسي في موضوع شبعا قطع أشواطاً أساسية ... أنان رفض عرض عون دوراً في قضية الأسرى و «يونيفيل» لن تنسحب إذا تعرضت لحادث

باريس , بيروت - رندة تقي الدين     الحياة     - 18/09/06//

أبلغ مسؤول أوروبي زار بيروت أخيراً عدداً من القادة اللبنانيين ان قوات «يونيفيل» في جنوب لبنان «ستصمد ولن تنسحب في حال تعرضت لحادث أمني ما»، مشدداً على «ان انسحاب إسرائيل من الجنوب والأسلحة المتطورة التي في حوزة القوات الدولية ستمكنها من مواجهة أي طارئ». في موازاة ذلك، علمت «الحياة» من مصادر أوروبية في باريس ان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ابلغ رئيس وزراء بلجيكا غي فرهوفشتات ان لا ضرورة لوساطة زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون في معالجة قضية إطلاق الجنديين الإسرائيليين المخطوفين لدى «حزب الله» والأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، لأنه عيّن وسيطاً لهذه المهمة. وقالت المصادر الأوروبية لـ «الحياة» ان عون كان زار بلجيكا، الأربعاء الماضي، بصحبة صديق له هو الأب جان عبود الذي يقيم في بروكسيل، على متن طائرة عسكرية بلجيكية، واجتمع مع رئيس الوزراء البلجيكي فرهوفشتات، وناقش معه إمكان لعب دور في الوصول الى معالجة لقضية الأسرى. وذكرت المصادر ان المسؤول البلجيكي اتصل بأنان عارضاً عليه الفكرة التي اقترحها عون، لكن الأمين العام شكره على المسعى وابلغه انه عيّن موفداً سرياً كلفه بتسهيل المفاوضات حول القضية، وهو يواصل مهمته.

من جهة أخرى، اكد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ان «العمل الديبلوماسي حول موضوع مزارع شبعا قطع أشواطاً أساسية». وشدد، في مقابلة إذاعية، على أهمية تحقيق البنود الأساسية الواردة في القرار 1701 «عبر إطلاق المعتقلين واستعادة خرائط الألغام ومزارع شبعا». وقال السنيورة انه سيزور دمشق و «هناك جدول أعمال (للزيارة) سيصار الى تحقيقه»، مشدداً على ان «التشكيك الذي يثار حول المساعدات للبنان لإعادة الإعمار، لا يؤدي إلا الى تشكيك المانحين بلبنان».  وتطرق الى السجال الذي دار الأسبوع الماضي، وشمل اتهامات للحكومة وقوى الأكثرية فيها من قبل قيادة «حزب الله» بأنها طعنتها بالظهر، مطالبين باستقالتها، فقال ان «اختراع الاتهامات والتخوين لا يجدي... وإذا كان لأحدهم قضية فإن تحقيقها لن يُسرّع بالاتهامات إنما سيجعلها تتأخر».

وأصدر المكتب الإعلامي للسنيورة مساء امس بياناً أوضح فيه خبراً نقلته وكالة «فرانس برس» من مونتريال عن حديث أدلى به الى «راديو كندا»، وأشار الى قوله انه سينزع سلاح «حزب الله» بروية «لكن بعزم». وأكد المكتب الإعلامي ان السنيورة لم يتحدث عن نزع السلاح بل عن مصادرة قطع السلاح التي تقع في يد الجيش وقوات الأمم المتحدة (في الجنوب). وأشار الى ان السنيورة «لم يتحدث يوماً عن نزع سلاح «حزب الله» لأن كلمة نزع تعني استخدام القوة، بل اعتبر ان هذا الأمر يتم عن طريق الحوار».

وكان وزير الطاقة محمد فنيش الذي يمثل «حزب الله» في الحكومة، اعتبر في احتفال في جنوب لبنان ان «أي تحويل في مهمات القوة الدولية هو تهديد للاستقرار في لبنان، ودورها يجب ان يبقى في إطار مساعدة الجيش وتحت إمرته». وقال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» محمد رعد ان القرار 1701 «لا ينص على انتشار القوات الدولية في البحر»، مجدداً اعتراض الحزب على ذلك.

وفي وقت تراجعت حدة التراشق الكلامي بين «حزب الله» والحكومة نسبياً، قالت مصادر مطلعة ان السبب يعود الى الاقتناع بأن لا أفق لاستمرار المعركة الكلامية، خصوصاً انها تؤدي الى التعبئة في الشارع من دون طائل، ولأن البت في الاستحقاقات الخلافية تأجل الى ما بعد انتهاء شهر رمضان المبارك. وتابعت ان فتح دورة استثنائية للمجلس النيابي فكرة طويت طالما الدورة العادية تبدأ في أول ثلثاء بعد منتصف تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.

 

 

رياض سلامة أفضل حاكم مصرف مركزي في العالم باختيار "يورومونـــي":

ماضون في استراتيجية الاستقرار النقدي وقطاع مالي قوي وادارة سليمة لمالية الدولة

القصار: هذه الجائزة تتويجا لمسيرتـــه في خدمة بلاده في أصعب المراحـــــل

المركزية - بعد اختياره لثلاث مرات على التوالي كأفضل حاكم مصرف مركزي في الشرق الاوسط، اختارت مجلة "يوروموني" حاكم مصرف لبنان رياض سلامة افضل حاكم مصرف مركزي في العالم لسنة 2006 كونه "واجه تحديات كثيرة شائكة استطاع ان يتخطاها بنجاح"... "وبقيت اسواق لبنان المالية صامدة ولم يحدث اي تهافت على المصارف لسحب ودائع او بيع مبالغ كبيرة من العملة اللبنانية". وكانت "يوروموني" (وهي من طليعة المجلات المالية العالمية) اعلنت اليوم الفائز بكل من الجائزتين اللتين تمنحهما سنويا، في اطار الاقتصاد العالمي، لأفضل حاكم مصرف مركزي وأفضل وزير مال. وفي الاحتفال الذي اقيم في فندق "رافلز بلازا" في سنغافورة خلال اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين للعام 2006، وفي حضور اكثر من 400 مدعو، تم تقديم الجائزة الشهيرة الى السيد سلامة والى وزيرة مال اندونيسيا الدكتورة سري مولياني اندراواتي، ومنح الجائزتين رئيس مؤسسة Euromoney Institutional Investor PLC بادرايك فالون.

وقال فالون في كلمته: ان السيد سلامة خلال توليه مسؤولياته كحاكم مصرف لبنان منذ 13 سنة، قد واجه تحديات كثيرة شائكة استطاع ان يتخطاها بنجاح، وآخرها التحدي الناجم عن الحرب بين "حزب الله" واسرائيل.

اضاف فالون: "ان السيد سلامة هو ابرز شخصية مالية في لبنان، وإنه يتمتع باحترام كبير لتعاليه عن المشاحنات السياسية".

وجاء في التنويه الذي اصدرته المجلة العالمية في مناسبة منح الجائزة "ان اسواق لبنان المالية بقيت صامدة ولم يحدث اي تهافت على المصارف لسحب ودائع او بيع مبالغ كبيرة من العملة اللبنانية. وهذا يعود، بقدر كبير، الى اسس العمل التي وضعها مصرف لبنان والتي حصنته في مواجهة الأزمات. فالمصرف المركزي قد كوّن احتياطا من العملات الاجنبية بلغ 13 مليار دولار اميركي، وفي هذا ضمانة لاستقرار الليرة اللبنانية. كذلك فإن الجهاز المصرفي اللبناني، الذي يتمتع بدرجة مرتفعة من الملاءة والسيولة، قد عمل بالتنسيق مع مصرف لبنان على تخفيف حدة الازمة. ولم تبرز في اي وقت امكانية وقوع لبنان في عجز عن تسديد ديونه.

ان منح هذه الجائزة الشهيرة للسيد سلامة امر يعبر ليس فقط عن انجازاته خلال الاحداث الاخيرة بل ايضا وبصورة خاصة، عن انجازاته العديدة منذ اصبح حاكما لمصرف لبنان".

والمعلوم ان الحاكم سلامة ادار بنجاح تام الازمة التي نشبت في لبنان بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في شباط 2005، والتي ادت الى خروج اكثر من ملياري دولار اميركي من لبنان وتحويل مبالغ ضخمة من العملة اللبنانية الى دولارات اميركية، وذلك بمقدار 5.5 مليارات دولار. وقد شملت الهندسة المالية التي اتبعها المصرف المركزي عمليات مقايضة، وإصدار شهادات ايداع بالدولار الاميركي، وتدعيم تصنيف المصارف المحلية، ومن ثم اصدار سندات يوروبوند في تشرين الاول 2005، وآذار 2006 بنجاح باهر.

وفي هذا الاطار، لاحظ صندوق النقد الدولي ان مصرف لبنان يتحمل بمفرده عبء الاستقرار المالي وادارة اوضاع الاقتصاد الكلي. لذلك دعا الحكومة الى مشاركة المصرف المركزي في تحمل هذا العبء.

ومن جهة اخرى، اختارت المجلة الدكتورة سري مولياني اندراواتي كأفضل وزير مال لهذه السنة بسبب قيامها بدور رئيسي في تطوير الاقتصاد الاندونيسي وتعزيز وضعه في الاسواق المالية العالمية.

وأشار فالون الى ان "من ابرز انجازات السيدة مولياني تحقيق الاستقرار وتدعيم الثقة. وفي هذا الصدد، يقول المصرفيون والمستثمرون بأن وجودها كوزيرة مال يوحي بالثقة مع شعور بأنها تسيطر دوما على الاوضاع. وهذا ما يبعث بالاطمئنان لدى اي مراقب للاقتصاد الاندونيسي".

ومن انجازات مولياني التي ذكرتها المجلة العالمية: السيطرة على التضخم وتمكين مصرف اندونيسيا المركزي من تخفيض معدلات الفائدة، وهذه خطوة ضرورية لتسريع نمو الاقتصاد، ارتفاع سريع في احتياطي العملات الاجنبية بشكل اتاح لأندونيسيا ان تدفع مسبقا نصف دينها القائم لدى صندوق النقد الدولي، تحسين تصنيف اندونيسيا الائتماني السيادي، القيام بدور رئيسي في مكافحة الفساد بشكل اتاح ضغط نفقات البنية التحتية، وهذا عامل اساسي في تحسين الاوضاع العامة للاقتصاد الاندونيسي.

وخلص فالون الى القول: واذ تسعى حكومة سوسيلو بامبانغ يوديوهونو الى معالجة المشكلات التي تواجهها اندونيسيا ووضع اقتصاد البلاد على مسار من النمو الطويل الأمد، يتخذ دور الوزيرة مولياني شكلا اساسيا في اطار هذه الجهود الجماعية. والواقع ان الوزيرة مولياني اثبتت عزمها على اتخاذ قرارات صحيحة، وهذا امر مشجع لمستقبل اندونيسيا.

سلامه: وبعد تسلمه جائزة افضل حاكم بنك مركزي في العالم القى سلامه الكلمة الآتية: اود بداية ان اشكر "يوروماني" لاختياري لنيل جائزة افضل حاكم بنك مركزي في العالم لسنة 2006. هذا التقدير من مؤسسة مرموقة يشرفني ويشرف مصرف لبنان والقطاع المصرفي اللبناني. خلال 13 عاما من تسلمي مسؤولياتي كحاكم كان الهدف الرئيسي والثابت هو المحافظة على الاستقرار النقدي، ولقد حافظت الليرة اللبنانية على قيمتها طوال السنوات الثلاث عشرة المنصرمة في ظروف سياسية غير مستقرة، في ظل حروب، إغتيالات، عجز مالي للخزينة ومديونية مرتفعة. ان سياسة الاستقرار النقدي ستستمر في المستقبل، فالاستقرار يحافظ على القدرة الشرائية للشعب اللبناني، ويعزز الثقة بالقطاع المالي. لقد تقبلت الاسواق في لبنان هذه السياسة، وتعاملت معها بواقعية بناء على تجربة ومعطيات سجلت على مدى زمن طويل. وكنتيجة لهذه السياسة والمعطيات السابقة كان البنك المركزي الشاري الوحيد للدولار منذ وقف اطلاق النار في 14 آب الماضي. ان القطاع المصرفي في لبنان يتمتع بسمعة راسخة وادارة وأنظمة ورقابة ممتازة.

لم يتعد مجموع الرساميل التي خرجت من لبنان خلال فترة الحرب 3،5 في المئة من الودائع الاجمالية، وهذه النسبة يمكن استعادتها في الاشهر المقبلة، ولم يتعد تراجع تصنيف محفظة القروض 1،5 في المئة بسبب حرب تموز الاخيرة، ولقد حافظ القطاع المصرفي على قوته وربحيته، وبمقارنة الودائع ما بين تموز 2005 وتموز 2006 فإن نسبة النمو تسجل 8،5 في المئة، ومنذ بداية السنة الجارية وحتى اليوم فإن نسبة النمو 5 في المئة.

وعلى رغم ذلك، سيستمر مصرف لبنان في تشجيع الدمج المصرفي، وسيبقي في صدارة اولوياته حماية ودائع المواطنين. ان أكثر من ثلاثين رخصة مصرفية ألغيت خلال السنين العشر المنصرمة من دون اي خسارة لاي مودع. كما اننا سنشجع على توسع المصارف اللبنانية في الخارج، وسنطبق كل معايير "بازل 2" في التواريخ المقررة منذ ما قبل الحرب.

خلال حرب تموز، قرر مصرف لبنان اقراض المصارف اللبنانية بالدولار الاميركي، وأصبح المقرض الوحيد والملاذ الاخير للاقراض بالعملات الاجنبية في حال طلب منه، وهذا القرار خفف الضغوط على إصدارات "اليوروبوندز" اللبنانية بالعملات الاجنبية واليوم، العائد على السندات يقارب مستويات ما قبل الحرب. نحن حريصون على سمعة لبنان كبلد يلتزم الايفاء بديونه، ومصرف لبنان يمتلك 23 في المئة من الدين العام الاجمالي من دون التسبب بأي تضخم، والجزء الآخر من الدين تحت السيطرة. وعليه فان تأثير عجز الخزينة هو المهم وليس الدين.

ان الحكومة أعدت برنامج اصلاح اقتصادي يهدف الى خفض الدين العام، ويتم التحضير حاليا لعقد مؤتمر في نهاية السنة الجارية لجمع مساعدات ومنح للدولة اللبنانية، وليس قروضا، لدعم عملية اعادة الاعمار، وان نجاح هذا المؤتمر وتطبيق برنامج الاصلاح هما ضروريان لاعادة التوازن الى المؤشرات الاقتصادية الاساسية.

وفي مطلق الاحوال نحن ماضون في تطبيق استراتيجيتنا القائمة على ثلاث ركائز: الاستقرار النقدي وقطاع مالي قوي وراسخ وادارة سليمة لمالية الدولة.

القصار: بدوره القى رئيس اتحاد الغرف العربية عدنان القصار الكلمة الآتية: "كم نعتز نحن اللبنانيين بهذا الحدث الكبير والمميز الذي لم يحظ به اي حاكم مصرف مركزي في العالم العربي منذ انشاء الجائزة العالمية التي تلقي اضواء على نجاحات شخصيات مالية عالمية لعبت ادوارا اساسية عالميا واقليميا وفي بلدانها.

ان منح الاستاذ رياض سلامة هذه الجائزة العالمية انما يمثل تتويجا لمسيرته في خدمة بلاده في مرحلة من اصعب المراحل التي عبرها لبنان اخيرا. وقد لعب الاستاذ سلامة دورا محوريا في تنمية الموقع المالي المحلي والاقليمي للبنان، وفي حماية استقراره النقدي. فمن خلال مستوى مهني رفيع، ومن خلال فهم عميق لعالم المال والمصارف والاقتصاد استطاع ان يثبت مقدار حكمته الكبيرة التي تجلت خصوصا في مراحل صعبة ودقيقة عاشها لبنان.

وعلى سبيل المثال اذكر ان الاستاذ سلامة استطاع ان يجتاز ازمة وطنية كبرى حلت بلبنان باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مطلع العام 2005، فحافظ من خلال حكمته، والاجراءات التي اتخذها على القطاع المصرفي، وعلى موقع لبنان المالي الاقليمي فلم تتراجع ثقة المودعين المحليين، والاشقاء العرب ولا الاجانب، بل ظلت على مستواها الكبير، وتعززت. الامر الذي حافظ على لبنان وعلى اللبناني وحمى لقمة العيش بحمايته للعملة الوطنية، وللاستثمارات الخارجية. وفي الازمة الوطنية الثانية، وهي العدوان الاجرامي على لبنان هذا الصيف، نجح الاستاذ رياض سلامة مرة اخرى من خلال تعاونه وتنسيقه مع الحكومة والقطاع المصرفي، ومن خلال ثقة الخارج والداخل بقدرته على الامساك بالوضع النقدي والمالي. فحاز على ثقة اللبنانيين، وعلى ثقة القطاع المصرفي، وفي النهاية اعترف له العالم من خلال هذه الجائزة التي تمنح له اليوم بمسيرة نأمل في ان تستمر طويلا خدمة للبنان، ولاستقراره النقدي الحيوي في هذه المرحلة وفي كل اوان، وخصوصا اننا اليوم في صدد خوض معركة اعادة الاعمار والبناء متسلحين بإيماننا بوطننا لبنان. انني اذ اجدد تهنئتي لرياض سلامة، اكرر اعجابي به، واعتزازي به رجلا كبيرا من لبنان فهنيئا للبنان به وهنيئا لنا به. آملا في ان نستمر معا يدا بيد في خدمة لبنان والوطن العربي في كل زمان ومكان.

 

 

"الطاقم الحاكم يخاف على نفسه من كسر جدران الطائفية"

عون امام وفد جنوبي: لسنا في حاجة الى الدفاع عن انتصارنا

والمجتمع الذي تربى على الشعور بالنقص لا يصدق انجازاتـه

المركزية - اعلن "رئيس تكتل التغيير والاصلاح" النائب العماد ميشال عون "اننا لسنا في حاجة الى ان ندافع عن انتصارنا لكن المجتمع الذي تربى على الشعور بالنقص وعدم الثقة لا يصدق انجازاته لأنه اعتاد الخضوع النفسي". ولفت الى ان الطاقم السياسي في لبنان يخاف من بناء الثقة وكسر جدران الطائفية لأنه عندها لن يبقى صالحا لاستلام دفة القيادة. وتوجه الى هؤلاء بالقول: استمروا بالكذب، فالرأي العام يقاصصكم وستفلس مؤسساتكم المبنية على الكذب.

التقى عون وفدا من رؤساء بلديات وفاعليات جنوبية في حضور منسق التيار الوطني الحر بيار رفول والمسؤول عن قطاع الجنوب في التيار ماهر باسيلا تحدث بإسم الوفد احد فاعليات المنطقة فقال: "الجندي الاول المقاوم في هذا البلد، ويسعدني ان انقل بإسمكم للسيد العماد بعض الاسئلة، وما تختلج به نفسكم من الحب والتقدير وعرفان الجميل لهذا الرجل الذي ابى الا ان يكون لبنانيا عربيا ابيا شهما شجاعا. نرجو ان تكون ايها العماد يوما من الايام، عمادا لهذا الوطن. جئناك من الجنوب بعناوين واضحة ومواقف ثابتة وقد قرأناك جيدا وبإمعان بعدما قرأت انت لبنان. سيدي اذا ما تجسد المسجد وتجسدت الكنيسة في شخص ما فإن هذا الشخص يكون هو لبنان وانت لبنان. جئنا من الجنوب الصامد المقاوم لننقل اليك تحيات الابطال والشهداء والمناضلين ولنقول لك: "نعم بقدر ما شعرنا بمرارة القتل والدمار شعرنا بحلاوة العز والانتصار وانت الجندي الذي يفهم معنى الانتصار ومعنى الهزيمة. نعم كان الثمن غاليا والتضحيات جسيمة ونحن نفخر بها. لقد انتصرنا نعم وبك ايضا انتصرنا وانتصر لبنان عندما وقفت تدافع عن وحدة الوطن وشركائه وطوائفه وقلت نعم للتعايش والتشارك. كلا للفتنة والمذهبية والطائفية ولبنان الحضاري لا يكون الا على اساس من التعايش فإسرائيل ترفض التعايش في هذا البلد حتى لا نطالبها ويطالبها الآخرون بتعايش مماثل عندما يجتمع الاسرائيليون والفلسطينيون في بلد واحد.

فنحن تابعناك بالسلم والحرب ووجدناك شريكا لنا وبانياً لمستقبل هذا الوطن. نشد على يدك من اجل تأليف جبهة وطنية متكاملة ومن اجل حكومة اتحاد وطني تقوم بأعمالها وبالمهمات الصعبة. ومن يقوم بهذه المهمات الا الرجال الاشداء يا ايها الرجل الشديد".اضاف: "جئناك لنقول اننا معك كما كنت معنا ونحن جميعا مقاومة. مشاعرك مشاعرنا وملاحظاتك ملاحظاتنا ان على المواقف الدولية او اليونيفيل او المستوى الداخلي. فنحن معك من اجل بناء لبنان القوي الابي الذي يتجه للمستقبل".

عون: اما النائب عون فقال بعد الترحيب: "هذا البيت هو بيت اللبنانيين وعليكم ان تشعروا انكم في منزلكم. اولى ايام الحرب سمعنا نغمات شاذة وكان لا بد من تنبيه الجميع، فبدأنا بالقول انه من الافضل ان نكون في صدامات سنين مع الخارج افضل من صدامات ساعات مع الداخل. وشددنا على الوحدة الوطنية وقد حذرنا من كل شرور في السلوك وفي التفكير ايام الازمة وقلنا ايضا من قرر ان يحاسب فليحاسب بعد الحرب وليس اثناء الحرب لأن الوطن في خطر وليس وقت الجدال.

اليوم انتهت الحرب وظهرت معالم النتائج وهناك جدل كبير: هل ربحنا او هل خسرنا؟ فالحروب لا تقاس بصفقات تجارية يربح فيها الانسان فالحروب كلها خسارة احيانا تربح مع الاسف بالبقايا. اليوم النصر له ثمن وطبعا ثمنه غال في السابق كنا ندفع ثمنا غاليا للهزيمة، فكيف كانت نتائجها اقتران النصر بثمن افضل من اقتران الهزيمة بثمن. ومن هزم هو يعترف ولسنا بحاجة ان ندافع عن انتصارنا. ولكن مثل كل مجتمع تربى على الشعور بالنقص وعدم الثقة، عندما يقوم بإنجاز فلا يصدق ولا يؤمن بنفسه لقد تعود على الخضوع وخصوصا الخضوع النفسي. لا بد في هذه المرحلة الانتقالية من مواجهة الصعوبات في تربيتنا الاجتماعية وتربيتنا الوطنية. مع الوقت ستدرك الناس الواقع وستعرف ان الانتصار قد تحقق ولربما كانت هذه الفترة وثبة نحو بناء المستقبل. لقد قال الاخ في كلمته انكم تحبونني، اني مسرور بسماع هذه الكلمة كما قلتم انكم تقدروني ولكن لا اقبل بعرفان الجميل. فليس لي جميل لأننا نحن كلنا في وطن واحد ندافع عن انفسنا، انطلاقا من الموقف الوطني الذي لا يؤمن بالربح والخسارة وعرفان الجميل فإما نكون في هذا الموقف او نخسر لأن هناك ثعالب ستستغل الوطن وتستغلنا لأننا خسرنا. ولكن عندما نربح، نربح انفسنا والثعالب الذين ارادوا ان يستغلوننا. الاسود تصطاد لنفسها وللثعالب فللوطن قصة كبيرة لا نستطيع ان نختصرها ولكن اليوم نغير الثقافة السياسية في لبنان.

لبنان يعيش على دوائر الخوف فكل حزب وكل طائفة تضع نفسها في دائرة وتتعاطى مع الآخر في جو من الخوف. كان لا بد من ان يتشجع بعض الناس لكسر دائرة الخوف ويدخلوا الى الآخر لبناء علاقة ثقة مبنية على المشاركة الحقيقية في المواطنة. العلاقة القديمة كانت مبنية على الخوف وتحمل معها علاقة تصادم تؤدي الى خراب معنوي او مادي او لا استقرار في الوطن. اما علاقة الثقة فيليها تفاهم وتنافس في البناء وربما الطاقم القديم في السياسة الذي حكم لبنان ولا يزال موجودا بقوة الاستمرار بحجم لا بأس فيه يخاف من السياسة التنافسية. فمنذ زمن كان يكفي ان تخيف الاسلام من المسيحيين حتى يجتمعوا بدافع الخوف والعكس صحيح. اما اذا ازلنا عامل الخوف فعلى القيادات الشعبية ان تقدم الايجابيات ليختارهم الشعب وليدافعوا عن مراكزهم.

اضاف: "الطاقم الذي يخاف من لبنان ولا يزال في مركزه يخاف من بناء الثقة وكسر جدران الطائفية والخوف لأنه لن يبقى صالحا لأخذ دفة القيادة. اعتقد انه بعد الانتصار والصمود علينا ان نهدم جدران الخوف التي تفصل بين الناس. قسم كبير منها هدم وعلينا ان نهدم الباقي لنحلم بوطن هادئ سالم يستطيع ان يبني نفسه بكل محبة وثقة. الحلم كبير ولكن ليس مستحيلا. والذي يظهر ان الحلم صعب هو هذا الارباك الاعلامي المتضارب. فهناك جلد اعلامي 24 ساعة خصوصا من اشخاص ليس لديهم علاقة لا بالوضع الدولي ولا الراهن ولا يعرفون التاريخ. لا يستطيع المرء ان يتحرك في لبنان الا وتلاحقه الشائعات وبعد اطلاق الشائعات يسأل المرء عن الحقيقة. ونحن نقول لهؤلاء: طالما انتم تكذبون دائما فنحن لا نستطيع ان نلحق بكم فاستمروا بالكذب فربما الرأي العام يقاصصكم وستفلس مؤسساتكم لأنها مبنية على الكذب.

وكان عون التقى اليوم ممثل امين عام الامم المتحدة في لبنان غير بيدرسون الذي لم يشأ الادلاء بأي تصريح مكتفياً بالقول انه بحث مع العماد عون الامور الراهنة والوحدة الوطنية في لبنان. وحضر اللقاء المسؤول عن العلاقات السياسية في التيار الوطني الحر المهندس جبران باسيل.

 

النائب نقولا:إذا طالبنا الحكومة بالتحقيق المالي والسياسي وبكل الصفقات والفساد يعتبرون بأنها أمر عمليات سوري وايراني

وطنية - 18/9/2006 (سياسة) اقامت هيئة المروج - مرجبا - عينطورة في المتن الشمالي ندوة حاضر فيها النائب الدكتور نبيل نقولا انتقد فيها اتهام قوى 14 اذار بان العماد ميشال عون يقوم بعملية انقلاب على الحكومة، وتساءل: "كيف يمكن ان تسمي هذه القوى انقلابا لمطلب حكومة اتحاد وطني تجمع القوى الاساسية في هذا البلد كي لا تبقى المواضيع المهمة، مهاترات على شاشات التلفزة وصفحات الجرائد". وقال: "ان كلمة انقلاب تكون في استعمال وتغييب لجميع مؤسسات الدولة من مجلس نيابي ورئاسة الجمهورية والاستفراد بالسلطة". ورأى "ان هذه الامور مجتمعة تنطبق على هذه الحكومة الحالية التي جاءت بتحالف رباعي ثم انقلبت على هذا التحالف وطعنته بالظهر واستأثرت بالحكم". وفي رد على سؤال اعتبر "ان مصيبتنا مع هذه الحكومة هي "ضربني وبكى وسبقني واشتكى"، فإذا ما طالبنا بالتحقيق المالي والسياسي وجميع الصفقات والفساد تعتبرها هذه الحكومة بانه امر عمليات سوري وايراني، وعندما نطالب بحكومة اتحاد وطني يقولون بأنه مطلب سوري، فهل المطالبة بالعدالة وبحكومة اتحاد وطني اصبح تخوين لهذه الاكثرية". وحول كلام البابا بنديكتوس السادس عشر قال النائب نقولا "ان تحويل صراعاتنا السياسية وكأنها صراعات الالهة هي جريمة في حق الدين والانسان. الانجيل والقرآن هما الاساس، والاثنين يدعوان الى المحبة والعدالة بين البشر، واي تفسير انساني لا يعني إلا اصحابه ولا يلزم إلا مطلقيه، وفي اغلب الاوقات لاسباب سياسية وشخصية ضيقة والله براء منهم، لانه واحد في السماء وعلى الارض ومحب لجميع البشر". ورأى "ان علاقة الدين عمودية بين الانسان والله لا يمكن ان يدخل بينهما اي وسط. المسيح كما الانبياء والرسل بشروا بإله الخير والعدل، اما البشر فكل واحد يحاول وبإسم الله احيانا تحسين موقعه السياسي او الاجتماعي".

 

التيار الوطني استنكر الاعتداء على الدكتور كلاسي من قبل مرافقي النائب حبيش

وطنية - 18/9/2006 (سياسة) وزعت لجنة الاعلام في التيار الوطني الحر بيانا، اشارت فيه الى "أن ذهنية الدولة الامنية المشكو منها يبدو انها تتجذر في عقلية نواب الاكثرية وتنعكس في تصرفاتهم وتعاطيهم مع الشرفاء والمواطنين"، ولفتت الى ان "بعد ظهر اليوم تعرض الناشط في "التيار الوطني الحر" الدكتور أسد كلاسي للضرب امام مكتبه الكائن في جونيه على ايدي مرافقي النائب الأكثري هادي حبيش وذلك بعدما رفض أن يخضع للتفتيش من قبل هؤلاء". واوضحت "أن الدكتور كلاس كان تقدم بشكوى أمام النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان بالتعرض لحريته أثناء دخوله إلى مكتبه من دون أن يؤدي ذلك إلى حمايته أو يمنع التعرض له". واكدت إن التيار "اذ يحذر من استمرار النهج المليشيوي في تصرفات الاكثرية، وضربها عرض الحائط ابسط القواعد والاصول القانونية، يحمل القوى الامنية مسؤولية التعرض لحياة المواطنين، ويطالب وزير الداخلية بالوكالة باتخاذ ما يلزم لمعالجة هذا الاعتداء، خصوصا أن تلكؤه المستمر وتغطيته لمثل هذه الأفعال إنما يشجعان المواطنين على أخذ حقوقهم بأيديهم".