المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الأحد 24 أيلول 2006

وهَكذا يَصيرُ الآخِرونَ أَوَّلين والأَوَّلونَ آخِرين » (متى)

 

تراجعت فضائية "إل.بي.سي" عن إذاعتها تسجيلات جديدة تؤكد تورط الأسد ولحود في نهب "بنك المدينة"

 »السياسة«-خاص:كشفت مصادر ل¯»السياسة« أن المؤسسة اللبنانية للإرسال »إل.بي.سي« عدلت عن إجراء مقابلة مع المواطن السوري محمد زهير الصديق الشاهد الملك في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري كان الصديق سيكشف فيها للمرة الأولى عن تسجيلات صوتية لوزير الداخلية السوري السابق غازي كنعان تؤكد أن الرئيس بشار الأسد هو من أعطى الأوامر باغتيال الرئيس الحريري.

وأكدت المصادر أن الإعلامي المعروف في »إل.بي.سي« مارسيل غانم تراجع في اللحظات الأخيرة عن إجراء المقابلة مع الصديق في برنامجه »كلام الناس« لأسباب مجهولة, مشيرة إلى أن الشاهد الملك كان سيكشف أيضاً عن الشخصيات التي أعطت الأوامر بنهب »بنك المدينة« ومن أرسل الصناديق المعبأة بالدولارات المسروقة إلى وزيرين لبنانيين سابقين هما »س.ف« و»ط.أ«. كما تضمنت التسجيلات التي بحوزة محمد زهير الصديق شريطاً بصوت الرئيس اللبناني اميل لحود مع كنعان يقول فيها: »خلصونا من الحريري قبل ما يكشف أمرنا«.

وأعربت المصادر المطلعة ذاتها عن اعتقادها أنه استناداً إلى التسجيلات سيتم استدعاء الرئيس الأسد إلى المحكمة الدولية لمواجهته بهذه الأدلة, مشيرة إلى أن رئيس المخابرات السورية السابق في لبنان العميد رستم غزالي كان اتصل بالصديق وطلب منه إبعاد اسم الأسد عن القضية وتسمية أي شخص غيره.

وذكرت المصادر أن الصديق عندما قابل الوزير غازي كنعان في مكتبه في وزارة الداخلية قبل مغادرته إلى السعودية بأربعة أيام, طلب الأخير من الصديق مغادرة البلاد لأنه معرض للقتل. وكان الموعد التي للوزير المغدور مع وزير الداخلية السوري الأسبق محمد حربا الذي طلب وقتها من كنعان وقف الاعتداءات والمضايقات عليه وعلى منزله وغادر بعدها الوزير حرباً إلى مدينة الرياض لإلقاء محاضرة في إحدى جامعاتها.

وقد صافح الصديق الوزير حربا بحضور الوزير كنعان ومدير مكتبه العميد عبدالفتاح الصباغ. من جانب آخر وفي تأكيد لما نشرته »السياسة« في أعداد سابقة عن الشاحنات التي كانت تهرب السلاح إلى »حزب الله« من سورية وإيران عبر الحدود السورية, اعترف حسن نصر الله أمين عام حزب الله في خطابه الأخير في الاحتفال »بالنصر الإلهي« بأن حزبه قام بزيادة ترسانته بعد الحرب وأصبح يملك الآن أكثر من عشرين ألف صاروخ, ما يؤكد بأن الحدود اللبنانية-السورية مازالت غير مضبوطة ومازال السلاح يتدفق إلى »حزب الله«.

 

وفد رجال الاعمال الاميركيين استطلع بمبادرة من بوش حاجات ومتطلبات القطاع الخاص اللبناني

وطنية- 23/9/2006(اقتصاد) اجتمع اليوم في فندق فينيسيا وفد رجال الاعمال الاميركيين الذي يزور بيروت، في اطار دعم القطاع الخاص الاميركي للقطاع الخاص اللبناني، بمبادرة من الرئيس الاميركي جورج بوش والمؤلف من السادة: جون تشامبرز(شركة سيسكو العالمية) راي ايراني (اوكسيدنتل بتروليوم) يوسف غفري(غفري كوستراكشن غروب) دينا باول (مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الثقافية) بحضور السفير الاميركي جيفري فيلتمان وعدد من المسؤولين في الشؤون الاقتصادية في مجلس ادارة غرفة التجارة اللبنانية - الاميركية. وقد شرح الوفد الاميركي المهمة التي من اجلها قدم الى لبنان، وتتناول الاستقصاء والاطلاع الدقيق على حاجات ومتطلبات القطاع الخاص اللبناني في مختلف الميادين من سياحية، صناعية، تجارية، زراعية، معلوماتية واتصالات، تمهيدا لبلورة مشروع تعاون بين القطاعين الخاص في كل من الولايات المتحدة الاميركية ولبنان .

وقد شرح رئيس غرفة التجارة اللبنانية - الاميركية سليم الزعني مختلف جوانب الازمة التي يتخبط بها القطاع الخاص اللبناني خصوصا بعد 12 تموز، وقدم عرضا مسهبا للآليات الاقتصادية والمالية المقترحة ليصار من خلالها الى اعادة انهاض المؤسسات اللبنانية الحالية عن طريق انشاء صندوق مالي هدفه الاساسي خلق برامج مالية مشتركة بين الشركات اللبنانية والاميركية، وتخصيص اموال لتحفيز الابتكارات والافكار الجديدة، وانشاء شركات مختلفة في الميادين الاقتصادية كافة والافادة من التقنيات الاميركية في قطاعات المعلوماتية والاتصالات والصحة. وقد تم الاتفاق على تشجيع التصدير اللبناني نحو الولايات المتحدة الاميركية كجزء من عملية التحفيز. ثم جرى حوار بين المجتمعين حيث تم عرض مشاريع ميدانية وكيفية تنفيذها والاسراع في تطبيقها في محاولة لدفع القطاع الخاص اللبناني نحو النمو والتطور وتخطي الازمة التي يعانيها.

 

اجتماع استثنائي لقيادتي "حزب الله" و"أمل" برئاسة الرئيس بري والسيد نصر الله: تأكيد على استمرار التعاون

في مواجهة الاستحقاقات التي يمكن ان يتعرض لها لبنان

وطنية - 23/9/2006 (سياسة) التقى الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، مساء اليوم، رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري يرافقه النائب علي حسن خليل، في حضور المعاون السياسي للسيد نصر الله حسين خليل، حيث عقدوا اجتماعا استثنائيا تدارسوا خلاله التطورات الخطيرة والهامة التي شهدتها الساحة اللبنانية منذ اسابيع عديدة. وأفاد بيان للحزب ان قيادتي "حزب الله" وحركة "امل" أشادتا "بالصمود الرائع لابناء الشعب اللبناني في وجه العدوان الاسرائيلي التدميري، وحيتا ابطال المقاومة وشهداءها الابرار الذين رفعوا رأس لبنان عاليا، وهزموا اسطورة الجيش الذي لا يقهر.

كما حيتا أرواح جميع الشهداء الذين سقطوا فداء للبنان. وثمنتا التضحيات الغالية التي قدمها ابناء الشعب اللبناني العظيم الذين صمدوا ونزحوا واحتضنوا فكانوا خير مثال للتضامن الوطني". وأشادت القيادتان أيضا ب"اجواء الوحدة الوطنية التي تجلت خلال العدوان الغاشم، وساهمت في انهائه. كما جرى عرض عام للوضع السياسي في البلاد، وتقييم شامل للمرحلة السابقة وما تخللها من مجريات، حيث أكدت القيادتان على ضرورة تمتين اواصر الوحدة الوطنية بين اللبنانيين جميعا كركيزة أساسية من ركائز بناء الدولة القوية والقادرة". وأكد الطرفان "على التمسك بالمقاومة وسلاحها كخيار وطني، وحق مشروع حتى تحرير آخر شبر من أرضنا المحتلة واطلاق أسرانا من سجون العدو، خصوصا في ظل استمرار الاعتداءات والانتهاكات والمخاطر الاسرائيلية المتكررة على أهلنا وأرضنا والمياه". وتوقف المجتمعون "عند الحدث الاستثنائي الهام ودلالات الاستفتاء الشعبي الذي عبرت عنه المشاركة الجماهيرية الواسعة في مهرجان النصر الكبير يوم امس، مثمنين عاليا هذه الوقفة الشجاعة الوفية لاهلنا الاعزاء". وختم البيان بالاشارة الى ان الطرفين أشادا "بفخر واعتزاز بالمستوى الرفيع من التعاون والتنسيق بين ابناء حركة امل وحزب الله طيلة الفترة الماضية، وفي الميادين كافة، مؤكدين على استمراره بعزم وثبات في مواجهة كل الاستحقاقات المقبلة التي يمكن ان يتعرض لها لبنان".

 

النائب جنبلاط بحث الاوضاع الراهنة مع حنين والتقى وفودا في المختارة

وطنية - 23/9/2006(سياسة) التقى رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط في قصر المختارة اليوم النائب السابق صلاح حنين وبحث معه في الاوضاع السياسية الراهنة. والتقى وفودا شعبية عدة وبحث معها في قضايا خدماتية وانمائية عامة, ومنها وفد كبير من عائلة ابو سعيد في شويت, ومن النادي الرياضي في بلدة بسابا قدم له كاس البطولة في الدورة الرياضية للبلدة, ومن عائلة ضو بشتفين, ووفدا كبيرا من سيدات راس المتن. وزارت المختارة شخصيات سياسية عدة.

 

أكدت أن ما جاء في خطابه خطير للغاية وانتقدت تهجمه على السنيورة

 قوى الأكثرية في لبنان ترفض ربط نصرالله تسليم السلاح بتغيير النظام

 بيروت - من عمر البردان: السياسة

في الوقت الذي لا يزال الخطاب الهجومي ضد الحكومة والاكثرية الذي اطلقه الامين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله محط تقويم وقراءة في الاوساط السياسية, بالنظر الى الرسائل المتعددة التي اطلقها في اكثر من اتجاه, برزت مواقف من جانب قوى 14 اذار منتقدة ما قاله نصر الله, ورات في الخطاب انه يشكل استمرارا لسياسة "حزب الله" في تهميش دور الحكومة وتقويض ركائزها بدلا من دعمها في مواجهة الاستحقاقات التي تنتظرها. وفي هذا الاطار اعتبر وزير الاتصالات مروان حمادة ان مهرجانا كمهرجان الانتصار كان يستحق خطابا من جانب الامين العام ل¯"حزب الله" السيد حسن نصر الله اقل حدة تجاه العرب والشركاء اللبنانيين, واشار الى اننا سمعنا هجوما على العرب والاميركيين اكثر من الهجوم على اسرائيل, ولفت الى ان جوهر المشكلة هو دولة او لا دولة, وسأل من سيحدد معايير الدولة القوية القادرة العادلة, هل هي النظرة الالهية الى هذه الدولة وهل منطوق معين له ايديولوجية معينة.?

وقال حمادة انه فهم من كلام نصر الله بانه لن يسلم السلاح الا للدولة القوية العادلة, بانه لن يسلم السلاح الا لنفسه وخلاصة كلامه اعطوني الدولة اسلم السلاح, وذكر ان الحكومة تتغير عندما يتغير رئيس الجمهورية دستوريا, وقال اما ان نسلم مجددا الرئيس اميل لحود وبشار الاسد مهمة تشكيل الحكومة, فليعذرنا السيد نصر الله لاننا لن نسلم هذه الورقة اليهما, واشار الى ان الرئيس السوري كان اول من طالب برحيل الحكومة قبل الامين العام ل¯"حزب الله" وزعماء اللقاءات الوطنية وغيرها.

واوضح حمادة ان النائب وليد جنبلاط لم يتعرض لجمهور المقاومة او يهاجمه, واشار الى ان جنبلاط قام بتحليل النفسية العربية في مراحل معينة من التاريخ والتي ادت منذ عقود الى عدد من الكوارث لا نزال نقاتل لمحو اثارها, وسأل من سيعتذر من اللبنانيين عن الاستفراد بقرار الحرب والسلم, وعن الدمار الذي حل بالبلد بسبب عدوان اسرائيلي لم نخطط لمواجهته كدولة واحدة وقوية ولم نعبئ طاقاتنا السياسية والديبلوماسية لمواجهته, كما سال من سيعتذر من اللبنانيين من اهل القتلى والجرحى المعاقين وممن فقد عمله ومصنعه ومن مئات الالوف الذين هاجروا. وشدد على ان الاعتذار يجب ان ياتي اولا ممن دفع بنا الى هذه الاتون واعطى الحجة الى عدو غاشم, مشيرا الى ان هناك من يجب ان يعتذر قبل ان يعتذر وليد جنبلاط.

وتوقف حمادة عند الظلم الذي طال الرئيس فؤاد السنيورة في خطاب السيد نصر الله وقال طالما نتحدث عن الدموع من سيمسح دموع اهالي الاطفال الذين قتلوا ودموع الذين فقدوا املاكهم وعملهم وارزاقهم, ولفت الى ان دموع الرجال اثرت كثيرا في الدبلوماسية وكانت احد اسلحة الديبلوماسية اللبنانية لانها تعبر عن الم اللبنانيين ككل, مشيرا الى ان هذا ما صحح القرارات الدولية وصوبها وجعلها اكثر حرصا على لبنان.

من جهته, لم يرَ الوزير ميشال فرعون جديدا في كلام نصر الله وقال: "هنالك اختلاف في وجهات النظر حول الاسباب والظروف والخيارات ونتائج الحرب , هنالك ايضا رفض تام للوم والاتهامات , انما هذا يؤكد ضرورة فتح حوار مباشر لتقييم الحرب من جهة والبحث عن المرحلة المقبلة في تحصين الصف في مواجهة التحديات ومنع استعمال لبنان كساحة للخلافات الاقليمية".

واضاف "هنالك اتفاق على ضرورة معالجة الاسباب التي ادت الى المقاومة في الجنوب الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على لبنان وحل المسائل العالقة مع اسرائيل وبسط سيادة الدولة في الجنوب , وكان هناك اجماع حول النقاط السبع التي بدا تنفيذها اليوم في تطبيق القرار 1701 وعبر استرجاع مزارع شبعا والاسرى وخريطة الالغام لاحياء اتفاقية الهدنة مما يشكل المدخل الطبيعي لانهاء مسالة سلاح المقاومة". وقال: "يجب ان نتحاور حول كيفية نجاح عملية بناء هذه الدولة التي تبدا بتطبيق اتفاق الطائف. وفي مسالة تاليف حكومة وحدة وطنية , قلنا ان المدخل الطبيعي لاصلاح المؤسسات, وباعتراف الجميع على طاولة الحوار هو عبر تصحيح الخلل في رئاسة الجمهورية وهذا يتم عبر استعجال حسم هذا الاستحقاق والذي يشكل المدخل الطبيعي لتاليف حكومة اتحاد وطني, ومن المصلحة الوطنية العليا للبلاد , ان نحافظ على الاستقرار الداخلي في هذه المرحلة في وقت اي طرح لتغيير حكومي اليوم قد يفتح الباب لازمة حكومية سياسية مفتوحة, وهل حزب الله الذي يشارك في هذه الحكومة التي كان لها اداء استثنائي خلال الحرب وتقف اليوم امام المجتمع الداخلي والدولي بمسؤوليات كبيرة في مرحلة اعادة الاعمار, هل يريد اليوم ان يتحمل مخاطر ضرب الاستقرار السياسي في ادق المراحل من تاريخنا وبعد حرب دمرت لبنان وشردت شعبه وهجرت ابناءه?".

ولفت الرئيس امين الجميل الى ان بعض ما جاء في خطاب نصر الله خطير, سيما وانه يربط تسليم سلاح "حزب الله" بتغيير النظام في لبنان وتغييرات جذرية على مستوى الحكومة اللبنانية.

اما النائب السابق فارس سعيد فاكد ان الحكومة اللبنانية لن تخضع لضغوط "حزب الله" وقال ان ذلك لن يخيف حكومة السنيورة, وشدد على ان هذه الاخيرة لن تسقط في الشارع او بسبب الخطب السياسية.

 

أكد أن "اليونيفيل" لن تتحول إلى قوات اطلسية

 السنيورة: الانسحاب الإسرائيلي  من مزارع شبعا قطع اشواطا مهمة

 بيروت - »السياسة«:قال رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ان الانسحاب الاسرائيلي من مزارع شبعا قطع اشواطا مهمة, وان اتصالات بدات في هذا الخصوص حتى قبل عدوان يوليو, ولفت الى ان اتصالات اخرى تجري عبر قنوات لمعالجة ملف الاسرى. ونقل زوار السنيورة عنه قوله ان السجالات في لبنان لن توصل الى نتيجة, مؤكدا ان المطلوب الان وفي كل وقت الحفاظ على الوحدة الوطنية واستئناف الحوار الذي يمثل الطريق الوحيد للوصول الى نتائج, واشار السنيورة الى انه لم يكن يوما متمسكا بمنصب رئاسة الحكومة لكنه غير مستعد للاستقالة الا في حال قرر اللبنانيون ذلك.

وعن علاقته ب¯"حزب الله" قال السنيورة ان لا مشكلة شخصية مع "حزب الله", وان كانوا ياخذون علي انني لا امدح المقاومة كثيرا, موضحا انه لا يقبل بمنطق توزيع شهادات حسن السلوك او فحص الدم يوما بعد يوم, وقال البعض ياخذ علي اني بكيت خلال العدوان, لكنني اريد ان اذكر باني انسان مثلي مثل اي مواطن لبناني فكيف لا ابكي عندما ارى ما حل باللبنانيين من قتل ودمار وتهجير, مجددا الحرص على علاقات طيبة مع سورية وان لا مانع لديه من زيارتها "لكن وفق اي جدول اعمال".

ونفى السنيورة ما يشاع من ان قوات "اليونيفيل" ستتحول الى قوات حلف اطلسي, متوقعا ان يكتمل الانسحاب الاسرائيلي من لبنان قبل نهاية الشهر, مؤكدا ان هذا الانسحاب بدا وسيستكمل بناء على جهود ديبلوماسية وليس بواسطة البندقية.من جانب اخر بعد رفض المدير العام للامن العام اللواء وفيق جزيني تنفيذ القرار الذي اصدره وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت بحقه والذي يوقفه عن العمل لمدة 20 يوما, احال الوزير فتفت اللواء جزيني الى النيابة العامة التمييزية لمحاكمته ومن ثم احالته على مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية لمعاقبته بتهمة اغتصاب سلطة. في غضون ذلك تفاعل قرار وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت بوقف المدير العام للامن العام اللواء عن العمل, وفيما اعتبر رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ان قرار الوزير فتفت بانه قانوني, بدا ان الامور سائرة في اتجاه التعقيد اكثر فاكثر, ولفتت في هذا الاطار مصادر قريبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري ان المسالة تتجه نحو التازم في ضوء قرار فتفت والموقف منه, ولم تستبعد استنادا الى ما تروجه من اللجوء الى خطوات اعتراضية قد تصل في مرحلة اولى الى مقاطعة جلسات مجلس الوزراء.

وفي هذا الاطار استغرب النائب وليد عيدو رئيس لجنة الدفاع والامن النيابية انتقاد البعض لقرار وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت بحق اللواء جزيني وسال عيدو ما المطلوب من فتفت ان يفعل عندما يتمرد موظف تابع له على اوامره وتوجهاته ويتصرف وكان الادارة ملك خاص له ولاهوائه, وهل المطلوب في دولة القانون والمؤسسات ان يفتح كل موظف دكانا. اما النائب حسين الحاج حسن فقال: هم يهاجمون النظام الامني اللبناني السوري في العهد الماضي وهم جزء منه, فهل يسعون الى نظام وحقيقة نظام امني اميركي مشترك يريدون ان يتسللوا من خلاله وهذا امر غير مسموح به وغير مسموح التطاول على ضباط لهم كفاءات. وطالب وزير الداخلية بالتراجع عن هذه القرارات والا ستكون العواقب غير محمودة وفي غير صالح الاجهزة الامنية والبلد

 

أميركا قلقة من وصول "القاعدة" الى لبنان رغم استحالة تحالفها مع "حزب الله"

 اوكسفورد - رويترز: كشف جون نغروبونتي رئيس المخابرات الاميركية ان الولايات المتحدة تأخذ على محمل الجد امكانية توسيع »القاعدة« أنشطتها لتصل الى لبنان مستغلة الصراع هناك.

واضاف ان مثل هذه الخطوة والتي حث عليها علانية بالفعل زعماء »القاعدة« لا يمكن استبعادها على الرغم من الهوة بين »القاعدة« التي يغلب عليها السنة وحزب الله اللبناني الشيعي الذي أنهى حربا استمرت 34 يوما مع اسرائيل الشهر الماضي. وقال نغروبونتي ان طموح »القاعدة« بالتوسع في المنطقة ورد في رسالة بعث بها ايمن الظواهري الرجل الثاني في »القاعدة« الى زعيم التنظيم في العراق في ذلك الوقت ابو مصعب الزرقاوي وتم التقاطها ونشرتها الولايات المتحدة العام الماضي. وقال نغروبونتي لوكالة رويترز وصحيفة »انترناشيونال هيرالد تريبيون« »لقد تحدث عن الاولوية التي يوليها للنجاح في العراق حتى يمكن استخدامه وقتئذ كمنبر لمد انشطتهم الى المشرق ويعني الاردن وسورية ولبنان«.

واضاف »ولم يتضح بالنسبة لي ما اذا كانوا قد حصلوا ام لا على أساس للقيام بنشاط ناجح في لبنان لان الطائفة الاسلامية الاقوى في لبنان الشيعة. ولكن لن استبعد ذلك. وتوجد بعض الادلة على نشاط »القاعدة« في لبنان«. وسلطت »القاعدة« الضوء على الصراع في لبنان في رسائلها الى أنصارها مع قيام الظواهري بحثهم هذا الشهر على قتال قوات الامم المتحدة هناك بوصفها »اعداء للاسلام«. وفي شريط صوتي بمناسبة مرور خمس سنوات على هجمات 11 سبتمبر قال الظواهري انه يدعو كل المسلمين الصادقين القادرين على الوصول الى جنوب لبنان الذهاب الى هناك لهزيمة القوات الصهيونية التي تغزو لبنان. ولكن بعض المحللين الامنيين يتشككون في استطاعة »القاعدة« اقامة تحالف يتجاوز الانقسام الطائفي مع »حزب الله« . ويعتبرون البيانات التي اصدرتها القاعدة في الاونة الاخيرة محاولة لتفادي تواريها امام »حزب الله« الذي حظي باعجاب على نطاق واسع في العالم العربي لنقل القتال الى اسرائيل وصموده في مواجهة القصف الاسرائيلي.  وقال نغروبونتي على هامش مؤتمر يديره معهد الابحاث اوكسفورد اناليتيكا ان المؤامرة المزعومة لنسف طائرات ركاب في الجو خلال طيرانها بين اوروبا واميركا والتي اكتشفتها الشرطة البريطانية في اغسطس »تذكرة واضحة جدا« لطموحات »القاعدة«.

 

وهل يريد "السيد" فعلا.. جمهوراً يفكر ؟

 أكرم علّيق - رأي حر - 2006 / 9 / 23

 علامات استفهام كبيرة يطرحها الكثير الكثير من اللبنانيين حول خطاب "النصر الآلهي" للسيد حسن نصرالله وكذلك حول اتجاهات حزب مدجج بعشرين الف صاروخ ! أقل ما يقال في هذا الخطاب انه خطاب تعبوي ,استفزازي ومليء بالتناقضات التي لا مجال لذكرها في هذه العجالة .. أما أن يأخذ على خاطر سماحته قول وليد جنبلاط إن جمهور "المقاومة" لايفكر.. فهذا والله في غاية الطرافة!! وهل يريد السيد فعلاً جمهوراً يفكر؟

هل يسمح حزب الله لجمهوره بالتفكير أصلاً ؟ في اعراف حزب الله : التفكير ممنوع والإختيار حرام !

يوم الإنتخاب ينتظرك "تكليف شرعي" بالمرصاد : ضع الورقة المكتوبة في الصندوقة المعلومة! لا تفكر.. لا تسأل.. هناك من أخذعنك عناء الإختيار ! هل يقصد السيد حسن تفكيراً كهذا, ليغضب ويطلب الإعتذار؟ وهل التفكير ياسيد يكون بالتبعية لولاية الفقيه الذي يقررعن "الأمة" من وراء الحدود؟

ما قاله جنبلاط إذن ما هو إلا تحصيل حاصل.. هو لم ينتقد "جمهور المقاومة" كما قال السيد في خطابه.. لقد نطق جنبلاط بلسان غالبية اللبنانيين بالدعوة إلى التفكير والإبتعاد عن شريعة الغوغاء السائدة هذه الأيام بشكل مخز ومخيف في آن ! حزب الله والحق يقال يتحمل مسؤولية كبيرة عن هذه الأجواء المسمومة ...خطابات مهرجيه الصغار من علي عمار وغيره ما تزال تصم الآذان ! ثمة اناس محترمون يؤيدون حزب الله لا يرميهم احد بوردة..أما الغوغاء المرددون الممنوعون من التفكير فألف "لبطة" على قفاهم ليس بالكثير! ليس للغوغاء طائفة ولا دين..ثمة "مطبلون" في كل مكان ! إذا أراد السيد أن يكون لغضبه معنى: فليستغني أولاًعن مطبليه والشتامين ..

وإذا لم يستطع لذلك سبيلا..فليوقف إنتاج الغوغاء في صفوفه وتأجيجهم.. وهذا أضعف الإيمان.. قال لي أحد الظرفاء: يا أخي شو بدك فيه للسيد ! إذا تركه هؤلاء الغوغاء ما بيضل في عندو حدا !!

 

 نصرُ الله والعَصابُ المُزمن للفاشية الأصولية 

 إيلاف - 2006 / 9 / 23  دلور ميقري

كيلا يتساهلَ أحدٌ بإحالة عنوان مقالي هذا، إلى شبهة الإقتباس من خطاب الرئيس بوش، حول ما أسماه بـ " الفاشيين الإسلاميين "؛ أجدني أسارع من فوري بإحالة القاريء الكريم إلى ما سبق من كتاباتي في هذا المنبر، الحرّ، وفيها ما فيها من تشديدٍ على ربط مثال السيّد حسن نصر الله، تحديداً، بأنماط تفكير الفاشية الجديدة، وسلوكياتها، المُستلهمة في كل شيء سنن أسلافها غير الصالحين؛ من أمثال هتلر وموسوليني وفرانكو.. وغيرهم. هؤلاء الأخيرون، إن كان لا بدّ من الذكرى، قد نقل كلّ منهم شعبه كارثة ً إثر كارثة، نحو الهزيمة الكاملة مادياً وروحياً. إلا أنه على حدّ مقولة همنغواي، الكاتب الأمريكي : " من الممكن هزيمة الإنسان، ولكن من المستحيل قهره ". فلا غروَ إذاً، أن تتناهض تلك الشعوب، التي كانت مبتلاة بالفاشية، من كبوتها مباشرة ً بعيْدَ الحرب العالمية الثانية، فتبلسم جراحها وتستعيد عافيتها وحيويتها. وها هيَ اليوم، كما في الأمس، شعوبٌ حضارية متبرأة من كل ما يمتّ لأولئك الطغاة بصلة، ومصرّة دوماً على تكريم ضحاياهم وتخليد ذكراهم؛ والأهم، العمل المثابر على ترسيخ قيم الحرية والديمقراطية، للحيلولة بين مجتمعاتها والأفكار العنصرية المعتنقة من لدن المجموعات المتطرفة، القليلة العدد والتأثير.

هكذا هي صفات الأمم المتحضرة، الساعية إلى رفاهية أبنائها وإعلاء شأنهم إقتصادياً وثقافياً، قبل كل شيء. وحتى أبناء الغير، أيضاً، أتيحَ لهم الرعاية نفسها، سواءً بسواء من أي سبيل قدموا أو مشربٍ أو مذهبٍ أو لون كانوا. ما من ريبٍِ، أنّ أولئك القادمين من الدول الإسلامية إلى ذلك الغرب، الأوروبيّ والأمريكيّ الشماليّ، كانوا الأكثر إفادة من الغرباء الآخرين؛ لما نعلمه عن بلادنا عموماً من ضيق حال وعسفٍ وجهل وتخلفٍ. كان على هذا الغرب، أيضاً، أن يتحملنا بصبر أيوب حتى عندما صرنا عبئاً عليه بمشاكلنا وحروبنا وأوبئتنا وطغاتنا ومحررينا. من جهتنا، فكلّ ما يصيبنا من تبعات أخلاقنا وعاداتنا وأهوائنا وأنماط تفكيرنا، نحيله للفور إلى " مؤامرات " ذلك الغرب نفسه. ثمّ إرتقى خطابنا درجة ً فدرجة، في إنحطاطه المريع، لكي نتهم الآن المجتمع الدولي بكونه عنصراً فاعلاً في التآمر، الموسوم؛ ولكي نشتمَ، من ثمّ، الأشقاءُ العرب وأهلنا في داخل الوطن الواحد : هكذا يتأرجح الخطابُ البهلوانُ، الأخير، لمحررنا السيّد حسن نصر الله، بمناسبة إحتفاله بالنصر المؤزر على العدو الصهيوني. الخطابُ المزمنُ في عصابيته ـ كصاحبه المنصور بالله ـ وهوَ يهذي بإالإتهامات يميناً وشمالاً كـ " هدايا " للعيد المقترح. فبعد كل تلك الحملة التضامنية، الشاملة معمورتنا، تأييداً لموطن الأرز المواجه آلة الحرب الإسرائيلية المدمرة؛ بدءاً بالحكومة اللبنانية ومروراً بالدول العربية وإنتهاءً بالدول الأجنبية، إذا بسيّد المقاومة هذا، يقول بلهجة ناكر الجميل، اللئيمة، مخاطباً جماهيره : " في ظل تخلّ عالمي وعربي عنكم، وفي ظل إنقسام سياسيّ من حولكم ". سأوفرُ هنا على القاريء الكريم إشاراتَ التعجب، اللازمة.

لن نجادلَ سماحة سيّد المقاومة هذا، في صواب أو بطلان إدعاء النصر. ما يهمنا في هذا المقام، المنذور لخطابه المنتصر، هوَ مقاربة بعض الأفكار الواردة فيه والمفصحة، ككل خطاباته السابقة، عن ذلك النمط، الموصوف آنفاً، للفاشيّ الأصوليّ قائداً كانَ أم داعية ً أم مريداً. سلوكُ هذا النمط من المخلوقات، خصوصاً إذا كان من مراتب الزعماء، مردودٌ دائماً لخطابه؛ توقيتاً وأداءً وطريقة ومفرداتٍ.. الخ. ها نحنذا في إحدى ساحات " الضاحية الجنوبية "، المنكوبة إثر ما يزيد على الشهر من القصف المتواصل براً وبحراً وجواً. مئات ألوف من البشر، تتقاطر إلى تلك الساحة كيما يُثبتَ لها " المحررُ " أنه لا يختبيء في أحد الجحور، كما كان يردده مسؤولو إسرائيل بشكل دائب. فحضور الزعيم، شخصياً، في نظر أتباعه، هوَ دلالة بينة على ترسخ حضوره في وجدانهم ودواخلهم، رهبة أم قناعة على السواء. هذا الجمهور التابع، الذي يخاطبه حسن نصر الله بقوله : " يا أشرف الناس وأطهرهم ". فهوَ جمهورٌ " مختارٌ "، كونه تبعَ أهل البيت، أولاً، ومن أهل المقاومة، تالياً. هكذا جمهور، ما كان له إلا أن يُقاد من زعيم يقود " حزباً إلهياً " ويحظى في كل مرة بما أسماه في خطابه الأخير بـ " نصر إلهيّ ". زعيمٌ منصورٌ، يزعم بعض الأدعياء أنّ إسمه مكنى في الكتاب الكريم : " إذا جاء نصر الله والفتح ". كما لو أنّ هذا الإسم، الإعتباطيّ، سيظفر بتلك الكناية الكريمة، وهوَ المُعَرّفُ أيضاً لعائلات لبنانية، نصرانية ؟؟

مفردات الفاشيين، متشابهة أيضاً. إنها تعوّل أبداً على التعريفات والدلالات، الكامنة خلف معانيها والمفصحة عن عقيدة أصحابها. ففي خطاب السيّد نصر الله هذا، يتعثر المرءُ بكلمات، من قبيل : " إيمان؛ يقين؛ تضحية؛ عقل؛ تدريب؛ تسليح؛ مقاومة تقية ومدربة ومجهزة وضد الفوضى؛ دولة قادرة وقوية ونظيفة؛ حكومة جدية .. الخ " كلماتٌ مشحونة، كيما تشحن بدورها جمهوراً منقاداً بسحر وقعها وكذا بسحر حضور الزعيم. كلماتٌ لامعة، يكاد لا يجيدُ غيرها الزعيمُ الظلاميّ، حال أنداده جميعاً من الطغاة؛ من هتلر الجرماني إلى نجاد الإيراني. مفردات العنصرية والإبادة، الموزعة بين أولئك الطغاة، نعثر عليها بكل دوغمائيتها لدى سيّد المقاومة، في خطابه المنصور : " بقرار صغير، وبكل صدق، العرب يستطيعون إسترداد فلسطين ". إذا كان هذا هو هدف " المقاومة الإسلامية "، في جناحها اللبناني الذي يقوده حزب الله، فلم إذاً كل تلك المنافقة المتواصلة منذ 12 تموز، حول الأسرى اللبنانيين في سجون العدو الصهيوني، التي جاءت عملية الحزب في الجنوب لتحريرهم ؟؟ ولمَ يتشدق نصر الله في خطابه بكون مقاومته : " نتيجة بسبب الإحتلال وإعتقال الأسرى وسلب المياه والإعتداء على السيادة اللبنانية " ؟؟ وهوَ في تحيته للنظام البعثي الأسدي / وإهانته بذلك لشعبه اللبناني وشعبنا السوري، لمَ لا يطالبه العملَ على تحرير الجولان، عبْرَ الجيش أو المخابرات أو أبي القعقاع المقاوم (!)، ليقصرَ الطريق إلى فلسطين ؟؟ يقيناً، أنّ خطاب حسن نصر وضعَ النقاط على الحروف. ومن حسناته، القليلة على أي حال، أنه كشف أهدافَ تلك الحرب ومن يقف وراءها والمستفيد منها، إقليمياً. ومن آفات ذلك الخطاب، تهديده لمكونات المجتمع اللبنانيّ بالحرب الأهلية، الموعودة، تناغماً مع الكلمة الشهيرة، المفضوحة، لـ " معلم " خارجية النظام البعثي. إنّ تشدق نصر الله، بالقول : " المقاومة حمت لبنان من الحرب الأهلية "، ما كان سوى إنذاراً للحكومة اللبنانية، المتمتعة بالأغلبية النيابية، في سعيه الصريح الفصيح للإنقلاب العسكريّ عليها، بمعونة تلك القوى الإقليمية وأدواتها الداخلية : " الدولة العادلة تبدأ من حكومة جدية، هذا مشروعنا الجدي الذي سنعمل له بكل قوة في المرحلة المقبلة".

 

حماده: مهرجان الانتصار يستحق خطابا أقل شدة تجاه العرب والشركاء اللبنانيين ولا نعرف متى سيلقى السلاح وما هي الدولة القادرة التي يعنيها السيد

 جنبلاط لم يتعرض لجمهور المقاومة والاعتذار يأتي أولا ممن دفعنا الى الحرب 

وطنية- 2006 / 9 / 23

 رأى وزير الاتصالات مروان حماده في حديث الى اذاعة "صوت لبنان" ان "مهرجانا كمهرجان الانتصار بالامس كان يستحق خطابا من جانب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اقل شدة تجاه العرب والشركاء اللبنانيين، فسمعنا هجوما على العرب والاميركيين اكثر من الهجوم على اسرائيل"، واعتبر أن "جوهر المشكلة هو دولة او لا دولة. من سيحدد معايير الدولة القوية القادرة العادلة؟ هل هي النظرة الالهية الى هذه الدولة؟ وهل هو منطوق معين له ايديولوجيا معنية؟". ولفت إلى أنه فهم من كلام السيد نصرالله بأنه "لن يسلم السلاح إلا للدولة القوية العادلة، لن يسلم السلاح إلا لنفسه وخلاصة كلامه: أعطوني الدولة فأسلم السلاح"، وقال: "الحكومة تتغير عندما يتغير رئيس الجمهورية دستوريا، أما ان نسلم مجددا الرئيسين لحود والاسد مهمة تشكيل الحكومة فليعذرنا السيد نصرالله لاننا لن نسلم هذه الورقة اليهما. الرئيس السوري كان اول من طالب برحيل الحكومة قبل الامين العام لحزب الله وزعماء اللقاءات الوطنية وغيرها". وأكد ردا على سؤال عن الموقف في حال قدم وزيرا حزب الله استقالتهما من الحكومة ان "الرئيس السنيورة لن يقبل استقالة احد لانه يعرف انه مسؤول عن مصير البلد، وقال متوجها الى "حزب الله": "لا يمكن ان تكون في الحكومة ومنقضا عليها وان تجر البلاد الى فراغ حكومي. إذا كانت المطالبة بحكومة جديدة لتأكيد صوابية الرئيس الاسد فانا اقول للاسد: فشرت".

وأكد الوزير حماده ان "النائب وليد جنبلاط لم يتعرض لجمهور المقاومة او يهاجمه بل قام بتحليل النفسية العربية في مراحل معينة من التاريخ وادت منذ عقود الى عدد من الكوارث لا نزال نقاتل لمحو آثارها في اعوام 48، 67،73،82"، وسأل: "من سيعتذر من اللبنانيين عن الاستفراد بقرار الحرب والسلم وعن الدمار الذي حل بالبلد بسبب عدوان اسرائيلي لم نخطط لمواجهته كدولة واحدة وقوية ولم نعبىء طاقاتنا السياسية والديبلوماسية لمواجهته؟ من سيعتذر من اللبنانيين ومن اهل القتلى والجرحى المعاقين ومن فقد عمله ومصنعه ومن مئات الالوف الذين هاجروا؟ ان الاعتذار يجب ان يأتي اولا ممن دفع بنا الى هذا الأتون واعطى الحجة الى عدو غاشم". ودعا الى "فهم ما قاله النائب جنبلاط. واذا كان من اعتذار يجب ان يقدم فأعرف ممن ولمن يجب ان يقدم. هناك من يجب ان يعتذر قبل ان يعتذر وليد جنبلاط".

وتوقف عند الظلم الذي طال الرئيس فؤاد السنيورة في خطاب السيد نصرالله وقال: "ما دمنا نتحدث عن الدموع، من سيسمح دموع اهالي الاطفال الذين قتلوا ودموع الذين فقدوا املاكهم وعملهم وارزاقهم؟ ان دموع الرجال أثرت كثيرا في الديبلوماسية وكانت احد اسلحة الديبلوماسية اللبنانية لأنها تعبر عن ألم اللبنانيين ككل، وهذا الأمر صحح القرارات الدولية وصوبها وجعلها اكثر حرصا على لبنان. ان معظم أعضاء الحكومة ورئيسها لم يدعوا الى المهرجان الذي لم نقاطعه بل شاهدناه عبر الشاشات. نحن نحترم مهرجانا بهذا الحجم وزعيما بحجم السيد نصرالله". وعن زوال الخطر الامني بعد الظهور العلني للسيد نصرالله وامكان معاودة جلسات الحوار قال: "يجب الا ننظر الى الحوار من الناحية الأمنية فقط فالحوار يجب أن يكون مثمرا. إذا كنا سنعود الى شيء من التكاذب الذي ساد فلماذا نعود؟ لتبق حوارات ثنائية ومن نوع آخر من اجل تهيئة الاجواء لحوار جدي".

وأسف "لمهاجمة السيد نصرالله دولا عربية نفطية وهو لم يلفظ كلمة الجولان مرة واحدة"، وقال: "نحن على حق في اتهام الولايات المتحدة بالتعامل بالمعايير المزدوجة لكن هل يحق لنا ان نعتمد بين بعضنا البعض المعايير المزدوجة؟ لماذا نهتم دول الخليج ولا نتهم سوريا علما ان الدول الاولى ليس لها حدود مع اسرائيل ولم تقصر يوما بدعم الصمود السوري، اللبناني، المصري، الاردني بالمال، وعند المعركة الفصل بالسلاح النفطي؟ لو دخلنا الصراع بقرار من العرب وليس بتفرد لربما كان استعمل سلاح النفط. اذا كان للبنان بعض التوازن المالي اليوم على الرغم من الدين والنكبات، فالفضل هو لعائلات السعودية وقطر والامارات والبحرين والكويت حيث يحول اللبنانيون مئات ملايين الدولارات يوميا مما ساهم في صمود الليرة وعدم افلاس لبنان ووقوعه في المجاعة". وأكد وزير الاتصالات ان "لبنان لن يكون مكشوفا لاسرائيل اذا توفر الوفاق الوطني المترجم بالطائف، وهذا الوفاق اهم من عشرين الف صاروخ لدى حزب الله"، مشيرا الى "اختلاف مع حزب الله لتفرده بالحرب بمعزل عن العرب وأنا سأكون في طليعة المؤيدين لحرب ضد اسرائيل في حال دخول العرب كلهم فيها، وعندما نناقش هذا التفرد الذين يناسب شخصا ولا يناسب لبنان نتهم بالعمالة". واعتبر ان "من يريد الذهاب الى حكومة جديدة يجب ان يذهب اولا الى انتخابات مبكرة ويصحح الوضع في رئاسة الجمهورية"، وقال: "لا يمكن رمي رئيس الحكومة فؤاد السنيورة خارجا وترك الرئيس اميل لحود المفروض قسرا من الرئيس السوري بشار الاسد لكي نعود الى حكومة على شاكلة الحكومات قبل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري".

وانتقد "تنقل النائب ميشال عون بين البريستول وخارجه وبين قوى الرابع عشر من اذار وخارجها"، معتبرا ان "الخلاف الذي أدى الى عدم دخول عون الحكومة هو بينه وبين رئيس الجمهورية، والتغيير الحكومي الذي يتم الكلام عنه يراد به استهداف وزيري الدفاع والعدل الياس المر وشارل رزق، واذا تغيرت الحكومة سنطالب بهما قبل ان نعود نحن اليها". ورأى ان "الحكومة لن تنفجر من الداخل فرئيس المجلس النيابي كما قال وعلى الرغم من بعض الخلافات معه مدرك لأهمية موقفه ودقته، وهو يحمل في يده استمرار الاستقرار او فقدانه، وفي حال كان الكلام عن تغيير لكي ينضم الى الحكومة ممثلون للعماد عون فلا مانع من ذلك"، وشدد على ان "من غير المقبول ضرب قواعد الاكثرية وانجاح خطة لوضع اليد عليها، والمطالبة بست حقائب لا يمكن الاتيان بها. هذا ما تريده سوريا، إحداث فراغ ولن نجعلها تنجح".

ورأى ان "نصرالله كان امس كمن يقول ان هذا السلاح باق الى شبه أبد الآبدين"، وقال: "لقد قفز فوق أسباب الحرب الأخيرة لأغراض أخرى غير محدودة الحدود. نحن لا نعرف متى سيلقى السلاح وما هي الدولة القادرة التي يعنيها. هل ستكون عندما تلغى الطائفية كليا وينتخب مجلس للشيوخ ويقر قانون انتخاب يطمئن السيد نصرالله الى حصوله على أكثرية؟ ان اتهام قوى 14 اذار بقانون الالفين امر في غير محله لان هذا القانون يخدم الشيعة ليسيطروا على ثلاث محافظات". واكد ان "التعاطي بجدية مع تطبيق القرار 1701 سيؤدي الى استرجاع مزارع شبعا فرصيد لبنان كبير لدى المجتمع الدولي"، ولفت الى ان "الحكومة وعلى الرغم من اتهامها بالضعف هي من اقوى الحكومات في العالم لحرص المجتمع الدولي على الصيغة اللبنانية وتفادي صراع الحضارات".

واعتبر ان "مجيء القوة الدولية أدى الى لبننة الامن في لبنان وهي لن تتدخل في الامور الداخلية اللبنانية"، وقال: "نحن مع السيد نصرالله نطالب بالدولة القادرة لكن تلك القائمة على الطائف واحترام التوازنات والمؤسسات الديموقراطية من خلال الانتخابات وتغيير رئاسي وجيش قوي يمنع استفراد شخص بقرار الحرب والسلم". وعن الازمة في ما يتعلق بالمدير العام للامن العام اللواء وفيق جزيني تحدث الوزير حماده عن "تمرد جزيني في مناسبات عديدة على وزير الداخلية ورئيس الحكومة وعلى قرارات مجلس الوزراء"، وأوضح ان "الفضيحة الكبرى هي في قضية الحدود اللبنانية - السورية وقول جزيني ان ليس هناك مكننة لهويات العابرين بين لبنان وسوريا لاعتباره اننا في بلد واحد".

ووضع الكلام الذي صدر امس عن النائب علي حسن خليل في اطار "سوء تفاهم يمكن لملمته"، مؤكدا ان "الرئيس بري لديه من الحكمة التي تتغلب على العواطف". وأشار الى ان "قرار المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري سينفذ بشكل نهائي في مجلس الوزراء، وقال: "ان موضوع المحكمة سينتقل الى اقرار لبناني ثم دولي ليعود بعد ذلك ويصوت عليه مجلس النواب ويأخذ شكل المعاهدة بين الدولة اللبنانية والامم المتحدة، ثم يعين القضاة فيها من لبنانيين واجانب اضافة الى المدعي العام للمحكمة. لا عرقلة في موضوع المحكمة الدولية لأنه أقر بسرعة وبدقائق معدودة على طاولة الحوار وسنكون أول المستغربين امام اي تراجع من اي طرف عن المحكمة الدولية".

وردا على ما اعلنه الرئيس السوري بشار الاسد اخيرا وتخوفه من تدويل الامن اللبناني قال: "ان الاسد يجهل التاريخ والجغرافيا، فنحن خرجنا نهائيا من "سورنة" الامن اللبناني الذي سيزداد "لبنانية" وسيقل نفوذ اليونفيل ووجودها بعد أشهر قليلة وعندما يتلقى الجيش اللبناني الدعم اللوجستي والتجهيزات التي طلبها. هل سيعود الاسد الى ألعوبة عام 1976؟ ان هذا الأمر لن يحصل. على الأسد استعادة عروبته وألا يكون فارسيا كما هو الآن وبعد ذلك يعطي أمثولة للغير".

واكد الوزير حماده ان "لا حرب اهلية" متوجها للسيد نصرالله والعماد عون بالقول: "لا عودة الى الوراء بل الى حوار يثمر دولة واحدة. ان لقاء البريستول قوة اساسية في تاريخ لبنان وهو من اسس للثورة اللبنانية ولا احد يستطيع محوه او تخوينه". وشدد على ان "الحكومة لن تسقط الا بالوسائل الديموقراطية ومحاسبة المجلس النيابي وهي تتغير عند زوال رئيس الجمهورية"، وقال: "هناك مقتضيات لزيارة الرئيس السنيورة الى سوريا وهناك جدول اعمال أضيف عليه عودة العدوان السوري على قطاع الخلوي في شرق لبنان وشماله منذ الحرب الاسرائيلية، وهناك ضرورة ان يحتوي هذا الجدول موضوع تحديد الحدود والعلاقات الديبلوماسية".

وبالنسبة إلى رئاسة الجمهورية اعتبر الوزير حماده "ان الرئيس المقبل سيكون اكثر الرؤساء لبنانية"، املا في ان "تكون الانتخابات الرئاسية هذه المرة خاضعة لصوت الشعب وليس استدعاء من دمشق لعدد من الضباط وللرئيس لحود، والرئيس المقبل لن يفرضه احد ودور الكنيسة المارونية سيكون محوريا واساسيا في اختيار هذا الرئيس الذي حددت بكركي مواصفاته". وعن الاستحقاق الدرزي غدا لفت الى ان "المساعي لم تثمر تجاوبا واتفاقا وختم: للمرة الأولى منذ أربعين عاما ستكون لنا مساع لمجلس مذهبي حر منتخب ومكلف انتخاب شيخ العقل".

 

 السنيورة استقبل مسؤولين من القطاع الخاص الاميركي والسفير الفرنسي ووفدا ايرانيا ونقابة شركات الاعلان 

وطنية - 2006 / 9 / 23

 استقبل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة عند الثانية من بعد ظهر اليوم في السراي الكبير وفدا أميركيا برئاسة مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الثقافية والتربوية دينا حبيب باول في حضور السفير الأميركي جيفري فيلتمان. ويضم الوفد أربعة من كبار مسؤولي القطاع الخاص هم: رئيس شركة"انتل" كريغ باريت، والرئيس التنفيذي في شركة "سيسكو سيستمز" جون تشيمبرز، والرئيس التنفيذي ومدير عام شركة "اوكسيدنتال بتروليوم" د.راي إيراني، ورئيس"غفاري انكوربريتد" يوسف غفاري. وتهدف زيارة الوفد لإطلاق حملة وطنية شاملة لتأكيد دعم القطاع الأمريكي الخاص لجهود إعادة بناء لبنان وتنميته. وسيحدد الوفد الطرق التي يمكن من خلالها الاستفادة من مؤسسات الأعمال والمنظمات الأميركية التي لا تبغي الربح في سبيل مساعدة الشعب اللبناني.

بعد الاجتماع تحدث الرئيس التنفيذي لشركة "سيسكو سيستمز" جون تشيمبرز فقال: "لقد أتينا إلى لبنان لنستمع إلى جميع الأفكار بدون أية أفكار مسبقة، نستمع إلى ما هو الأهم بالنسبة إلى المجتمع المدني اللبناني وللحكومة وللجامعات وطلاب الجامعات وما إلى هنالك من أمور تسمح لنا بالسير قدما وإحداث تغيير، والتطرق إلى مواضيع ملموسة في المدى القصير كما والبعيد على صعيد الاقتصاد والمواضيع الأخرى الأساسية. هذا يتطلب مشاركة الحكومة ومنظمات المجتمع المدني ومجتمع الأعمال والمتخصصين في التعليم لكي يعملوا جميعا معا لتحقيق العديد من هذه الأهداف. فما نركز عليه هو كيف يمكننا القيام بذلك على المدى القصير ونحقق نتائج ملموسة وما هو ممكن أن نقوم به على المدى البعيد.

فعلى المدى القصير، نحن نتطلع إلى كيفية إيجاد فرص عمل وكيف يمكننا المساعدة في مجال التعليم ونكرس صندوقا سنعلن عنه رسميا يوم الاثنين المقبل وسيكون صندوقا لبنانيا أميركيا مشتركا يجمع بين الاهتمامات المشتركة للشعب الأميركي ومجتمع الأعمال، بحيث نطبق أهدافه بشكل فعال. وفي حين نبدأ بذلك، ندرك بأن معظم الأشخاص الذين تحدثنا إليهم قالوا أن تكريس صندوق للتمويل هو أمر مهم ولكن الأهم هو في المساعدة في إيجاد فرص عمل وجلب رؤوس أموال أكبر والمساعدة في مجالات الزراعة والرعاية الصحية، وإمكانية المساعدة في جعل لبنان المثال للمنطقة ككل، طالما أن هناك نظاما تعليميا جيدا في هذا البلد.

هذه أمور تهم كل قادتنا بالمقارنة مع قدراتنا. لذلك سنكون محددين في كل فرصنا التي نقدمها. قد يقال أن الكثيرون يطلقون الوعود ثم يختفون، فإذا كنت مباشرا للغاية أقول أنكم إذا نظرتم إلى ما فعلناه في الماضي في مصر والمملكة العربية السعودية والأردن، سوف ترون أننا التزمنا بكل الالتزامات التي قطعناها ولا نطلق وعودا لا يمكننا الإيفاء بها من الأساس. سآخذ الأردن كمثال حيث هناك 17 مؤسسة أردنية عالمية و11 منظمة غير حكومية تعمل سوية لتغيير الواقع الاقتصادي في الأردن. وعليه فإن هدفنا هو التوصل إلى كيفية إدارة هذه الفرصة سوية وتعبير عن مدى اهتمامنا كدولة وكم نحن متشابهون مع بعضنا البعض. إنه من السهل القول: تعالوا نعيد إعمار ما لدينا أصلا، ولكن الفرصة الحقيقية هي كيف يمكننا أن نستفيد منها وكيف يمكننا أن نسير قدما وكيف يمكن للبنان نموذجا لكل المنطقة. لديكم النظام التعليمي، وثقافتنا متشابهة من ناحية التركيز على التعليم والشجاعة والمرونة والفرص وأن نكون متفائلين بالنسبة إلى المستقبل. هذا هو ما نركز عليه اليوم لكي نصل إلى نتائج ملموسة على المدى القصير وسترون بأن الشركات ستقومن بذلك خطوة بعد الأخرى. فعلى سبيل المثال حين نعلن عن الصندوق، سأعلن عن الالتزام الأول لـ"سيسكو"، سنخصص 10 مليون دولار للاستثمار في بلدكم، سنتعامل مع عدد من الأكاديميات التي تعلم الشباب كيف تكون فرص العمل في المستقبل، وليس فقط مد الجسور مع الماضي بل مع المستقبل، كيف نغير نظام الرعاية الصحية وكيف نوجد حكومة إلكترونية، وسنمرن هؤلاء الشبان كما فعلنا مرتين أو ثلاثة في السابق، ثم يتخرج هؤلاء الشبان ويدخلون إلى المؤسسات والمنظمات غير الحكومية وغيرها ويتقاضون أجورهم ويبقون في بلادهم ولا يغادروها لإيجاد فرص عمل.

كما أننا سنقوم بتحضير لبرامج بعثات دراسية، كما نحضر برامج مع الحكومة الإلكترونية للبحث في كيف يمكننا تطوير البنية الأساسية للمستقبل لمساعدة مواطنيكم في مجال الرعاية الصحية والتعليم أو حول حكومة أكثر فعالية، بحيث توفرون خدمات أفضل بالكلفة نفسها. فما نقوله اليوم كقادة من مجتمع الأعمال الأميركي هو لنريكم ما يمكننا القيام به سوية". سئل: أنتم تشجعون مجيء الاستثمارات الأميركية إلى لبنان ألا تخشون من أعمال عدائية مضادة لها؟ أجاب:" إن نظرنا إلى الفرص، فإن أصول التجارة تقول بأن ننظر على المدى القصير ونتعامل مع العمل بتجزئته، وسننظر سنة بسنة حتى نصل إلى المدى البعيد، وما نتحدث عنه أنه ليست هناك من ضمانات حقيقية لأن هناك دائما مخاطر في مجتمع الأعمال، ولكن إذا كنت أراهن على البلد، فإنه مهم جدا إلى مستقبل المنطقة، وإن نظرتم إلى النظام التعليمي فستجدون أن لديكم عدد كبير من الخريجين وهناك شراكة حقيقية بين مجتمع الأعمال العامل مع الحكومة ومنظمات المجتمع المدني وبذلك يمكننا تحقيق الكثير. وهذا يعتبر عملا جيدا على المدى البعيد. فإذا كان لبنان مثالا لبقية المنطقة فانظروا إلى ما سيحصل. نحن سنقوم بما فيه مصلحة المنطقة ككل". سئل: هل لديكم برنامج ثابت بالنسبة لإعادة الإعمار أم أنكم ستأخذون بعين الاعتبار الحاجات التي ستطرأ؟ أجاب:" كانت لدينا فرصة لقاء الرئيس السنيورة كما أمضينا اليومين الماضيين في لبنان نبحث عن التحديات والفرص المختلفة، ولقد استمعنا إلى قادة مجتمع الأعمال وللتلامذة لديكم ومن خلال ذلك حددنا الفرص، فحين تكونون قادة أعمال يمكنكم أن تتخذوا القرارات بشكل أسرع وكيف يمكن توزيع هذه المواضيع. والرئيس السنيورة حدد لنا ما هي الأمور التي ترغب الحكومة بها ومجتمع الأعمال سيحدد ما يمكنه القيام به. وردا على سؤال، أكد على ضرورة إعادة إعمار الجسور المهدمة لأنها تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد".

وكان استقبل الرئيس السنيورة قبل ظهر اليوم السفير الفرنسي في لبنان برنار إيمييه وعرض معه التطورات لا سيما في الجنوب بعد استكمال الوحدة الفرنسية العاملة ضمن قوات "اليونيفيل" انتشارها في الجنوب، كما تم عرض للعلاقات الثنائية بين البلديين.

واستقبل الرئيس السنيورة وفدا برلمانيا إيرانيا ضم رئيس اللجنة البرلمانية للعلاقات الخارجية والأمن القومي النائب علاء الدين بروجردي والنائب حسين شيخ الإسلام وسفير إيران محمد رضا شيباني. بعد اللقاء قال بروجردي:"عقدنا لقاءا بناءا وايجابيا وطيبا مع الرئيس السنيورة، ونقلت له التحيات القلبية الخالصة من قبل النائب الأول لرئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الدكتور داودي إلى دولته، وأظهرنا لدولته السياسة الرسمية الإيرانية المتبعة تجاه الوقوف إلى جانب لبنان الشقيق في مرحلة إعادة البناء والإعمار الذي يشهدها حاليا، هذه السياسية التي ينتهجها ويؤكد عليها الرئيس نجاد ولأجل تحقيق هذه الغاية هناك مندوب دائم للحكومة الإيرانية موجود في بيروت من اجل متابعة هذا الموضوع، وأعلمنا دولة الرئيس أن السفير الإيراني في بيروت سيرسل له تقريرا مفصلا بكل أوجه الدعم الإيراني الذي قدم للبنان في الفترة السابقة ولا تزال تقدم حاليا للبنان الشقيق في مختلف المجالات، أعلمنا الرئيس السنيورة أيضا أننا لا نرى حدا لمدى التعاون الثنائي والبناء والأخوي بين لبنان وإيران، ومع تأكيدنا للوقوف إلى جانب لبنان والتعاون معه في مختلف المجلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية نؤكد دائما على مدى حرصنا أن يتمكن لبنان الشقيق في المستقبل عن الذود عن حدوده والدفاع عن شعبه تجاه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على السيادة اللبنانية، واعرينا لدولته عن استعدادنا الكامل لوضع كل الخبرات والطاقات والإمكانيات الدفاعية والعسكرية الموجودة في إيران في تصرف لبنان الشقيق، وعلى وجه الخصوص الإمكانيات العسكرية المتوفرة في إيران في مجال الدفاعات الجوية. كما أكدنا على موقفنا الدائم والثابت القائم على دعم الوحدة الوطنية والانسجام الداخلي بين اللبنانيين الأعزاء، ونحن على ثقة تامة بأنه كما استطاع الشعب اللبناني الأبي التحلي بالوحدة الوطنية من خلال تحلي بالانسجام الداخلي لقد تمكن من دحر العدوان الإسرائيلي الأخير فانه سوف يتمكن في هذه المرحلة الهامة والحساسة من تخطي كل المشكلات الداخلية وتخطي كل أثار العدوان الإسرائيلي وانه سوف يرسم لنفسه مستقبلا مشرقا فيه العزة والنجاح والتوفيق ان شاء الله." أضاف: "كما أعلمنا دولته إلى انه سيصار إلى عقد اجتماع يضم مندوب عن الرئيس السنيورة ومندوب الحكومة الإيرانية الموجود في بيروت من اجل وضع الآليات العملية للدعم الإيراني الذي يقدم للبنان حاليا."

سئل:ماذا عن المساعدات العسكرية التي تحدثتم عنها، وهل ستكون مساعدات للجيش اللبناني؟ أجاب:"نحن كما قلت فإننا نرى أن هناك آفاق رحبة وواسعة للغاية للتعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات والمستويات ومن هذه المجالات المجال العسكري والدفاع الجوي الذي نعتبر أن الجيش اللبناني هو بأمس الحاجة إليه."

كذلك التقى الرئيس السنيورة وفدا من نقابة شركات الإعلان واستمع إلى مطالب النقابة.

 

الصحف اللبنانية منقسمة بين مؤيد لخطاب نصر الله ومنتقد له

أ ف ب - 2006 / 9 / 23

 اعتبرت بعض الصحف اللبنانية الصادرة اليوم السبت ان الخطاب الذي القاه الامين العام لحزب الله حسن نصر الله الجمعة في ضاحية بيروت الجنوبية يشكل مرحلة ايجابية في حين وصفته صحف اخرى بانه تحد خطير. واثنت الصحف الموالية لسوريا على الدعوة التي اطلقها نصر الله لتشكيل حكومة وحدة وطنية التي فتحت بحسب صحيفة "الديار", "عصرا جديدا" في السياسة اللبنانية. وكتبت صحيفة "السفير" في افتتاحيتها "ها ان ابواب الحوار مفتوحة على مداها لكي تعود القيادات الى اثبات اهليتها بانجاز مهمتها الوطنية الجلية في بناء الدولة القوية القادرة والعادلة". وقالت صحيفة "ديلي ستار" الصادرة بالانكليزية ان نصر الله بمطالبته بدولة قوية وحكومة وحدة وطنية اطلق تحديا للطبقة السياسية اللبنانية وعلى جميع اللبنانيين تلبيته بحماسة. واعتبرت صحيفة "المستقبل" ان المواقف التي اعلنها نصر الله تعتمد النهج التصعيدي نفسه الذي يتبناه حزب الله منذ فترة.

ونقلت صحيفة "النهار" الواسعة الانتشار عن الرئيس اللبناني السابق امين الجميل قوله "انه (نصرالله) يربط تسليم سلاح حزب الله بتغيير النظام في لبنان وبتغييرات جذرية على مستوى الحكومة اللبنانية. ان الامر مفاجئ وخطر ويقودنا الى السؤال عن نوع الحكومة التي يريدها السيد حسن, ولأي نوع من لبنان?". ومن جانبها كتبت صحيفة "لوريان لو جور" الصادرة بالفرنسية انه "لم يعد هناك مجال للشك بان نصر الله فاز بالجولة" بعد التظاهرة الحاشدة التي نظمها حزب الله وضمت مئات الالاف في ضاحية بيروت الجنوبية. الا ان الصحيفة انتقدت بشدة رفض نصر الله نزع سلاح حزب الله كما تطالب الامم المتحدة في قرارها 1701. وقالت الصحيفة ان "رفض نزع اسلحة (حزب الله) حتى قيام دولة قوية يعني تأخير الى ما لا نهاية قيام مثل هذه الدولة واطالة امد وجود دولة ضمن الدولة". ونظم حزب الله التظاهرة في ضاحية بيروت الجنوبية التي دمرها القصف الاسرائيلي للاحتفال "بانتصاره" في حرب ال33 يوما مع اسرائيل بين 12 تموز/يوليو و14 آب/اغسطس.

 

بيريتس: سوريا "مفتاح الاستقرار" في الشرق الاوسط

أ ف ب - 2006 / 9 / 23

 قال وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس اليوم السبت ان سوريا هي "مفتاح الاستقرار" في الشرق الاوسط مجددا معارضته لغلق باب التفاوض معها. وقال بيريتس للاذاعة الاسرائيلية العامة "من الواضح ان سوريا هي مفتاح الاستقرار في المنطقة". واضاف "هي حلقة الوصل في محور التطرف (الاسلامي) الممتد من ايران الى لبنان" في اشارة الى الدعم الذي تقدمه دمشق وطهران لحزب الله الشيعي اللبناني الذي شنت اسرائيل حربا استمرت اكثر من شهر عليه وانتهت بوقف الاعمال الحربية في 14 آب/اغسطس بموجب قرار للامم المتحدة.

واضاف "رغم ذلك اعارض اغلاق الباب امام خيار التفاوض مع سوريا في المستقبل" مشددا على ان اسرائيل "يجب ان تكون مستعدة لمواجهة اي تهديد من قبل سوريا وان التصعيد يمكن ان يحصل بسرعة جدا في المنطقة". وفي 15 آب/اغسطس غداة سريان قرار وقف الاعمال الحربية شدد بيريتس على ضرورة ان تهيئ اسرائيل الظروف لحوار مع سوريا. وقال حينها ان "كل حرب توفر فرصا لعملية سياسية موسعة (..) يجب اجراء محادثات مع لبنان وتهيئة الظروف لحوار مع سوريا". وفي الخامس من ايلول/سبتمبر وخلال زيارة لموقع متقدم للجيش الاسرائيلي في القطاع الاوسط من هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل من سوريا العام 1967, ايد بيريتس مجددا احياء مفاوضات السلام. والمفاوضات مع سوريا متوقفة منذ كانون الثاني/يناير 2000. وفي ذلك التاريخ, كانت الحكومة العمالية الاسرائيلية درست امكانية الانسحاب من غالبية هضبة الجولان باستثناء شريط ضيق محاذ للضفة الشرقية من بحيرة طبريا مصدر اسرائيل الرئيسي للمياه العذبة.

 

مصادر فرنسية: تقرير براميرتز المقبل «مرحلي»

ولن يكشف المسؤوليات في جريمة اغتيال الحريري

الشرق الاوسط - 2006 / 9 / 23 - باريس: ميشال أبو نجم

رغم التكتم الذي يحيط بمضمون التقرير المتوقع أن يرفعه سيرج براميرتز، رئيس لجنة التحقيق الدولية حول اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري الى مجلس الأمن الدولي مع نهاية الشهر الحالي، فقد أفادت مصادر فرنسية رسمية أنها «لا تتوقع أن يحمل هذا التقرير عناصر محددة تكشف المسؤوليات والأدوار» في عملية الاغتيال المذكورة واصفة إياه بأنه «تقرير مرحلي». وبالمقابل رجحت هذه المصادر المطلعة التي تحدثت اليها «الشرق الأوسط» أن يكون براميرتس قادرا على «إعلان شيء ما» في تقريره اللاحق، نهاية العام الحالي.

وتدفع باريس في اتجاه إنجاز المحكمة الدولية المنتظر ان تتولى محاكمة الضالعين في عملية الاغتيال تخطيطا وتنفيذا. وأمس، نقلت مصادر قصر الأليزيه عن الرئيس الفرنسي جاك شيراك تأكيده على «ضرورة الإسراع في إنشاء المحكمة الدولية»، وذلك في محادثة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت. ودعا الرئيس الفرنسي في المناسبة نفسها الى «تنفيذ كامل مضمون القرار الدولي» رقم 1701 الذي وضع حدا للحرب الإسرائيلية في لبنان بعد 33 يوما من القتال مع حزب الله. ومن المنتظر ان يكون الملف اللبناني (كذلك الملفان النووي الإيراني والفلسطيني ـ الإسرائيلي) على طاولة البحث في القمة الفرنسية ـ الروسية ـ الألمانية التي تعقد اليوم في مدينة كومبياني، شمال باريس، كما كان موضع تباحث في اجتماع الرئيسين الروسي والفرنسي امس في قصر الأليزيه. وقالت المصادر الفرنسية إن باريس «مرتاحة» لتراكم مجموعة من العناصر الإيجابية» في المشهد اللبناني مشيرة الى نجاح انتشار اليونيفيل في صيغتها الجديدة وقرب الانسحاب الإسرائيلي التام من جنوب لبنان واحترام الهدنة بشكل عام ورفع الحصار وتوفير آلية لمنع إيصال السلاح الى حزب الله عبر البحر والجو. لكن باريس، بالمقابل، تشدد على ضرورة «توفير العناصر السياسية» التي من شأنها «وحدها» أن تسمح بطي صفحة الحرب.

وفي هذا الإطار، أكدت هذه المصادر أن الدبلوماسية الفرنسية «تنشط» في دفع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان إلى تقديم مقترحات من أجل إيجاد مخرج لمسألة مزارع شبعا. كذلك فإن باريس تسعى لإقناع الولايات المتحدة وإسرائيل بقبول المقترح اللبناني بوضع مزارع شبعا تحت وصاية دولية بانتظار ترسيم الحدود مع سورية وحسم الخلاف حول ملكية هذه المزارع.

وبحسب المصادر الفرنسية الرسمية فإن باريس تقول لواشنطن وتل أبيب إنها «تفهم» حرصهما على «عدم مكافأة» حزب الله لاختطافه جنديين إسرائيليين بـ«التنازل» حول شبعا. إلا أنها تؤكد لهما أن التجاوب مع الطلب اللبناني «يفيد من الناحية الموضوعية لأنه ينزع حجة يتمسك بها حزب الله لرفض التخلي عن سلاحه». غير أن المشكلة، كما ترى باريس، تكمن في «ضعف الحكومة الإسرائيلية وإيهود أولمرت على وجه الخصوص» ما من شأنه أن «يمنع» الحكومة الإسرائيلية من التحرك فيما واشنطن «حريصة على عدم حشر إسرائيل».

ورغم ذلك، لا تبدو المصادر الفرنسية أنها «فقدت الأمل» من إمكانية زحزحة مسألة مزارع شبعا أو أنها «متخوفة» من جولة عسكرية جديدة في المستقبل القريب. وقالت المصادر الفرنسية الرسمية لـ«الشرق الأوسط» إن من «المهم» استغلال الأسابيع والشهور المقبلة لإحراز تقدم في الملف السياسي وكذلك ملف الأسرى والدفع باتجاه إعادة الإعمار على كل المستويات. وإذا كانت باريس ترى أن الوضع ما زال «هشا» إلا أنها تعتبر أنه لا إسرائيل ولا حزب الله «في وضع يمكنهما من المخاطرة بجولة عسكرية جديدة»، فمن جهة، مصلحة حزب الله تكمن في «البقاء داخل الحكومة» من أجل «التأثير على القرار الحكومي من الداخل» ومن أجل «إعادة التقاط انفاسه وإعادة تقوية صفوفه بعد الخسائر التي أصابته» في الحرب. ومن جهة أخرى، «لا مصلحة لإيران اليوم في دفعه الى التصعيد»، بل ترى أن «الأولوية في إعادة تقويته وتسليحه». فضلا عن ذلك، فإن «أصواتا بدأت بالارتفاع في الوسط الشيعي تطالب حزب الله بالحساب» وهو ما «يمنعه من المغامرة مرة أخرى».

ومن الجهة المقابلة، ترى باريس أنه «ليس لإسرائيل مصلحة» في جولة جديدة في الوقت الحاضر وبالتالي فإنها «لن تخوض حربا جديدة إلا إذا حصل استفزاز كبير لها عن طريق عملية عسكرية توقع عددا كبيرا من الضحايا». فضلا عن ذلك، فإن إسرائيل «المشغولة بأزمتها السياسية مشغولة أيضا باستخلاص العبر» من حربها الأخيرة. وقالت المصادر الفرنسية إن باريس «لن تشارك بشكل من الأشكال في تقديم المساعدة التقنية» لسورية من أجل تمكينها من مراقبة حدودها مع لبنان بفعالية «لأن دمشق ستسخر ذلك في دعايتها السياسية».

ونبهت باريس الحكومة اللبنانية الى ضرورة أن تبلور خطة إصلاحات اقتصادية قبل الدعوة الى المؤتمر الدولي لدعم لبنان الذي تدفع فرنسا الى عقده قبل نهاية العام الحالي في بيروت أو في باريس إن تعذرت الدعوة اليه في العاصمة اللبنانية. وبعكس الأرقام التي تقدمها المصادر الحكومية اللبنانية التي تقدر الخسائر بـ15 مليار دولار، فإن باريس تعتبر انها في حدود 3 الى 4 مليارات دولار.

 

الجيش اللبناني ينتشر عند الحدود مع اسرائيل

أ ف ب - 2006 / 9 / 23

 اقام الجيش اللبناني المدعوم من الجنود الدوليين, للمرة الاولى منذ اربعين عاما, مواقع اليوم السبت على الخط الازرق الذي رسمته الامم المتحدة ليكون بمثابة حدود مع اسرائيل, غداة خطاب للامين العام لحزب الله حسن نصرالله اكد فيه رفض تسليم سلاحه. ووضع المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية مارك ريغيف تصريحات نصر الله في خانة "التفاخر". وردت الحكومة الاسرائيلية على خطاب نصرالله لتتهمه بانتهاك قرار مجلس الامن الدولي 1701 الذي وضع حدا في 14 اب/اغسطس للمعارك في لبنان ونص على نزع سلاح الحزب. وانتشر فوج من الدبابات ووحدات من مشاة الجيش اللبناني في خمسة مواقع عند الخط الازرق الذي رسمته الامم المتحدة سنة 2000 في منطقة شهدت مواجهات على فترات متكررة. وينتشر الجيش اللبناني مع استعداد الجيش الاسرائيلي لسحب قواته نهائيا من المنطقة التي توغل فيها مع بدء الهجوم الواسع الذي شنه على لبنان في 12 تموز/يوليو بعد اسر حزب الله اثنين من جنوده. وتمركز نحو 400 جندي لبناني بمساندة القوات الدولية في رأس الناقورة على الساحل جنوب مدينة صور, وفي اللبونة على بعد ثلاثة كيلومترات الى الشرق منها.

كما انتشروا في ثلاثة مواقع اخرى في القطاع الاوسط من المنطقة الحدودية. ويقع اول موقع اسرائيلي على بعد مائة متر في الجانب الاخر من السياج الذي يفصل بين البلدين على طول الخط الازرق الذي وضعته الامم المتحدة بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان في سنة 2000 بعد 22 سنة من الاحتلال. وبدأ الجيش اللبناني ينتشر في الجنوب بعد اعلان وقف العمليات العسكرية في 14 اب/اغسطس لكنها المرة الاولى التي ينتشر فيها عند الحدود. وفي الوقت نفسه, واصلت تعزيزات قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) تمركزها بين الحدود ونهر الليطاني بعدما بلغ عديد هذه القوة خمسة الاف عنصر, وهو العدد الذي اشترطته اسرائيل لاستكمال انسحابها. وفقد الجيش اللبناني تدريجا سيطرته على هذه المنطقة اعتبارا من 1968 مع انتشار قوات فلسطينية كانت تستخدم لبنان قاعدة خلفية لتنفيذ عمليات مناهضة لاسرائيل. ومنذ انسحاب اسرائيل سنة 2000, كان حزب الله يسيطر على المنطقة ويرفض سحب سلاحه منه بسبب احتلال اسرائيل لمنطقة مزارع شبعا الحدودية التي يطالب لبنان باستعادتها.

وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام ان زورقا للبحرية اللبنانية رسا السبت لاول مرة منذ 35 عاما في مرفأ الناقورة حيث سيقوم بدوريات بين الناقورة وصور. والجمعة, اكد نصرالله خلال مهرجان حاشد في الضاحية الجنوبية لبيروت ان حزبه لن يسلم السلاح في الظروف الراهنة معلنا انه لا يزال يمتلك 20 الف صاروخ.

واكد نصرالله ان حزبه حقق "نصرا الهيا تاريخيا واستراتيجيا" على اسرائيل, خلال اول ظهور علني له منذ اندلاع الحرب. واتهم المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية مارك ريغيف نصرالله بالاستهتار بالاسرة الدولية وانتهاك القرار 1701 الذي يطالب بنزع سلاح حزب الله. ودعا نصرالله من جهة ثانية الى تشكيل حكومة وحدة وطنية. وللحزب وزيران في الحكومة الحالية. واعتبر رئيس الوزراء فؤاد السنيورة خطاب نصرالله "بناء". لكن صحيفة "لوريان لو جور" الصادرة بالفرنسية اعتبرت ان "رفض نزع اسلحة (حزب الله) حتى قيام دولة قوية يعني تأخير قيام مثل هذه الدولة الى ما لا نهاية واطالة امد وجود دولة ضمن الدولة".

 

كنج: الحكومة تنكرت للبيان الوزاري

وطنية-23/9/2006(سياسة) تعقيباً على ما جاء في خطاب الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله في مهرجان النصر أدلى القيادي في التيار الوطني الحرّ رمزي كنج بالتصريح الآتي: "لقد حددّ السيّد حسن نصر الله روزنامة المرحلة السياسية المقبلة وأصاب بتحديده مكمن الداء والمتمثّل في استمرار حكومة فاقدة للصدقية والشعبية متنكرة لبيانها الوزاري الذي خطّه وزراؤها بحبرهم وقد تناسوه عند صدوره، وكانوا مصرّين على العمل بنقيضه، فلا كان التزام لا بمصالحة ولا بتسامح ولا بحوار ولا بوفاق ولا بإصلاح ولا بقطع دابر الفساد ولا بوضع الأسس للمستقبل الواعد ولا بعودة الى الدستور وسيادة القانون، والأهم الأهم لم يعد بيان الحفاظ على المقاومة الباسلة كما جاء فيه. وقد جاءت كلمة السيّّد نصر الله لتضع حدّاً لكثرة التكهنّات حول امكانية التعايش مع الحكومة معتبراً أن مرور الوقت لم يعد لدرس امكانية بقائها بل لكيفية ايجاد سبل التخلّص منها. كما أنّ أهمّ الوعود التي أطلقها هو التمسّك بايجاد صيغة عادلة ومنصفة لقانون انتخابي جديد لا يجعل من طائفة ملحقة بأخرى ولا بفريق أسير فريق آخر. إنّ التزامًا كهذا معطوفًا على ما ورد في وثيقة التفاهم الموقعّة بين التيار الوطني الحرّ وحزب الله حول الديمقراطية التوافقية يؤسس لعلاقة سويّة بين الطوائف اللبنانية فيجعل من الجميع سواسية في الحقوق والواجبات والمواطنية من دون منّة من أحد أو شفاعة من احد والأهم الأهم أن نرغم البعض على التوقف عن التعامل مع طوائف مؤسسة للكيان اللبناني على أنّها سكان وليست شريكة في وطن يستحّق التضحية في سبيله عبر ايجاد أفضل الحلول لإنقاذه من وحول الإستئثار والتفرّد والأنانية والتعصّب وعقلية المزرعة والشركة".

 

الوفد الايراني التقى النائب عون واكد الوقوف مع لبنان في مرحلة ازالة العدوان

وطنية - 23/9/2006 (سياسة) التقى النائب العماد ميشال عون وفدا برلمانيا ايرانيا ضم اضافة الى السفير الايراني محمد رضا شيباني، رئيس لجنة السياسة الخارجية والامن القومي في البرلمان الايراني النائب علاء الدين بدروجري والنائب حسين شيخ الاسلام. وتحدث النائب بدروجري قائلا:" كانت فرصة طيبة وجميلة للغاية جمعتنا بسعادته وقد تحدثنا معه اولا حول العلاقات الثنائية بين لبنان وايران، اضافة الى جولة أفق حول التطورات السياسية على صعيد المنطقة بشكل عام .الهدف الاساسي لزيارتنا الحالية الى لبنان الشقيق كوفد يمثل مجلس الشؤون الاسلامي في ايران، هو مشاركة الشعب اللبناني العزيز فرحة الانتصار وفرحة المهرجان الجماهيري الكبير الذي نظم البارحة بهذه المناسبة العظيمة. واغتنمنا نحن هذه المناسبة التي جمعتنا بسعادته كي نقدم له التهاني والتبريك. ونحن نعتبر ان هناك تطورا سياسيا كبيرا قد شهدته هذه المنطقة برمتها ومن مفاخر لبنان العزيز ان يكون الرائد والسباق والحامل لهذه النهضة وهذا التطور السياسي الكبير الذي سيكون له تأثير بالغ على هذه المنطقة". وتابع: "أثبتت التجربة التي جرت في لبنان تلك الكذبة الكبيرة التي كانت تعرف بأسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر، وبالتالي فان هذه الخدعة التاريخية لم تعد تنطوي على احد. ونحن في الجمهورية الاسلامية الايرانية وكما أعلنا بشكل رسمي وقوفنا الواضح الى جانب لبنان الشقيق في مختلف الظروف والاحوال وفي السراء والضراء، أتينا اليوم كي نعلن مرة اخرى عن وقوفنا وتضامننا مع لبنان في هذه المرحلة الهامة اي ازالة العدوان الاسرائيلي الاخير. وانتم تعرفون ان فخامة الرئيس الايراني الدكتور احمدي نجاد أوفد نائبه وعددا من وزرائه الى لبنان لمتابعة هذه القضية بالذات، وهناك مندوب دائم للحكومة الايرانية اتخذ مكتبا له في بيروت ويتابع مع فريق له كافة التفاصيل والشؤون المتعلقة باعادة الاعمار والبناء، نحن نعول اهمية كبرى على الوحدة الوطنية في لبنان الشقيق ونؤكد وقوفنا ودعمنا لترسيخ هذه الوحدة. ونحن على ثقة تامة بان هذه الوحدة الوطنية كما أعانت لبنان على تحقيق الانتصار التاريخي الكبير سوف تعينه في هذه المرحلة الحساسة والهامة كي يتخطى كل الآثار المترتبة على الحرب".

 

البطريرك صفير استقبل وفدا ايرانيا شارك في "مهرجان الانتصار"

النائب بروجردي: سياستنا قائمة على التلاقي مع كافة الديانات

وطنية - 23/9/2006 (سياسة) استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير، في الصرح البطريركي في بكركي، وفدا برلمانيا ايرانيا ضم رئيس اللجنة البرلمانية للعلاقات الخارجية والأمن القومي النائب علاء الدين بروجردي والنائب حسين شيخو الاسلام وسفير ايران محمد رضا شيباني. بعد اللقاء الذي استمر نحو ثلثي الساعة، قال رئيس اللجنة النائب بروجردي: "لقد جئنا كوفد برلماني ايراني من أجل ان نقف الى جانب الشعب اللبناني الشقيق ونشاركه الفرحة الكبرى بالانتصار الذي تحقق مؤخرا، ومن خلال المشاركة في المهرجان التاريخي الذي عقد بالامس في بيروت. وفي طبيعة الحال، سوف تكون لنا سلسلة من اللقاءات السياسية وايضا سلسلة من اللقاءات مع المرجعيات الروحية الكريمة، وفي هذا السياق قمنا بزيارة صاحب الغبطة". أضاف: "خلال اللقاء أوضحنا لغبطته السياسة الايرانية القائمة على الانفتاح والاخوة والتلاقي مع أتباع كافة الديانات السماوية السمحاء سواء مع المواطنين الايرانيين او مع كل الاخوة المنتمين الى الديانات الاخرى على امتداد العالم. وكما تعرفون فان كل الاقليات الدينية الكريمة التي تعيش في ايران لديها نواب في البرلمان الايراني". أضاف: "نحن نعتبر ان هناك العديد من الاوجه المشتركة بالتلاقي والانفتاح الموجودة بين الديانات السماوية ومن أجل ذلك نحن نركز دوما على مسألة الحوار الاخوي بين الديانتين الاسلامية والمسيحية، وبالتالي نحن نخالف كل توجه او موقف من شأنه ان يؤدي الى التباعد ما بين الديانات السماوية". وأشار النائب بروجردي الى انه كان بينه وبين البطريرك صفير حديث آخر تناول "العلاقات الثنائية الاخوية والطيبة بين ايران ولبنان، كما تم التطرق الى مسألة المساعدات الاخوية والانسانية التي تقدمها الجمهورية الاسلامية الايرانية للبنان الشقيق في هذه المرحلة الهامة". وختم بالقول: "نحن نشدد دوما على الوحدة الوطنية بين اللبنانيين، ونحن على ثقة تامة انه من خلال التحلي بهذه الوحدة الوطنية وبهذا الانسجام الداخلي سوف يتمكن لبنان من التخلص من الاعباء والمشكلات الداخلية كافة التي يعاني منها حاليا ويرسم لنفسه مستقبلا مشرقا وشفافا وواضحا". وقدم البطريرك صفير لرئيس الوفد الايراني هدية رمزية.

 

الرئيس لحود عاد الى بيروت

وطنية-23/9/2006(سياسة) عاد رئيس الجمهورية العماد اميل لحود عند العاشرة والربع من قبل ظهر اليوم الى بيروت على متن طائرة خاصة بعد مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك والقاء كلمة لبنان امامها. وعاد مع الرئيس لحود الوفد الاعلامي المرافق.

 

تدخل البابا لم "يشفع" لهم

شغب في إندونيسيا بعد إعدام مسيحيين أدينوا بالتحريض على المسلمين

نقلا عن العربية نت-اتامبوا (اندونيسيا)- اف ب

عبر مئات من المسيحيين الإندونيسيين عن غضبهم في شرق إندونيسيا بعد ساعات على إعدام ثلاثة من الكاثوليك أثار جدلا، بحسب ما ذكرت بعض وسائل الإعلام، ففي بلدة اتامبوا الواقعة في الجزء الغربي من جزيرة تيمور حطم المتظاهرون زجاج واجهات بالحجارة واحرقوا مكاتب المدعي العام. وأشار شهود إلى وقوع إصابات من دون معرفة عدد محدد عن تلك الإصابات أو مدى خطورتها، فيما ذكرت إذاعة "ايلسينتا" أن مدير الشرطة المحلية والاسقف ورجال دين آخرين دعوا المتظاهرين إلى الهدوء. وقد أعدم ثلاثة إندونيسيين كاثوليك حكم عليهم بالإعدام بعد إدانتهم بتهمة التحريض على العنف ضد مسلمين في العامين 2000 و2001، رميا بالرصاص في إقليم وسط سولاويزي. وقد نفذ الحكم فيهم رغم الدعوات إلى الرأفة بهم ولا سيما من قبل البابا و"الشكوك" التي أبدها الكثيرون حول مسؤوليتهم الفعلية في أكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان مع 220 مليون نسمة (90 % مسلمون و5% مسيحيون). وفي بالو عاصمة اقليم وسط سولاويزي تجمع نحو الفي كاثوليكي في الكنيسة للصلاة على أرواح الثلاثة الذين اعدموا، وتم نشر نحو أربعة آلاف عنصر من القوى الأمنية في سولاويزي خشية وقوع أعمال عنف طائفية. وسبق لهذه المنطقة أن شهدت مواجهات بين مسيحيين ومسلمين أدت إلى سقوط نحو ألف قتيل في 2000 و2001. ورغم إبرام اتفاقية سلام لم يتلاش التوتر كليا في هذه المنطقة.

 

بيريتس : سوريا مفتاح الاستقرار في الشرق الاوسط 

السبت 23 سبتمبر -  أ. ف. ب.

 القدس :  قال وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس اليوم السبت ان سوريا هي "مفتاح الاستقرار" في الشرق الاوسط مجددا معارضته لغلق باب التفاوض معها. وقال بيريتس للاذاعة الاسرائيلية العامة "من الواضح ان سوريا هي مفتاح الاستقرار في المنطقة". واضاف "هي حلقة الوصل في محور التطرف (الاسلامي) الممتد من ايران الى لبنان" في اشارة الى الدعم الذي تقدمه دمشق وطهران لحزب الله الشيعي اللبناني الذي شنت اسرائيل حربا استمرت اكثر من شهر عليه وانتهت بوقف الاعمال الحربية في 14 آب/اغسطس بموجب قرار للامم المتحدة. واضاف "رغم ذلك اعارض اغلاق الباب امام خيار التفاوض مع سوريا في المستقبل" مشددا على ان اسرائيل "يجب ان تكون مستعدة لمواجهة اي تهديد من قبل سوريا وان التصعيد يمكن ان يحصل بسرعة جدا في المنطقة". وفي 15 آب/اغسطس غداة سريان قرار وقف الاعمال الحربية شدد بيريتس على ضرورة ان تهيئ اسرائيل الظروف لحوار مع سوريا. وقال حينها ان "كل حرب توفر فرصا لعملية سياسية موسعة (..) يجب اجراء محادثات مع لبنان وتهيئة الظروف لحوار مع سوريا". وفي الخامس من ايلول/سبتمبر وخلال زيارة لموقع متقدم للجيش الاسرائيلي في القطاع الاوسط من هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل من سوريا العام 1967، ايد بيريتس مجددا احياء مفاوضات السلام. والمفاوضات مع سوريا متوقفة منذ كانون الثاني/يناير 2000. وفي ذلك التاريخ، كانت الحكومة العمالية الاسرائيلية درست امكانية الانسحاب من غالبية هضبة الجولان باستثناء شريط ضيق محاذ للضفة الشرقية من بحيرة طبريا مصدر اسرائيل الرئيسي للمياه العذبة.

 

الكلام عن الفدرالية لم يعد همسا   

فؤاد ابو زيد  - الديار - ألمح مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني في خطاب له امام مقاصديين الى «همس» يدور عند بعض الناس حول «فدرالية» ما، يرغبون بها وربما يعملون من اجل تحقيقها واعتبر ان هذا الهمس او هذا الطرح مرفوض كليا لأنه سيؤدي حتما الى تقسيم لبنان ويحقق اهداف القاصدين شرا بهذا البلد.

هذا الرفض السنّي، سبق وقابله رفض مماثل من قبل نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان اضافة الى رفض متكرر من سيّد بكركي الماروني نصرالله صفير لأي صيغة تناقض صيغة العيش المشترك التي قام عليها لبنان والتي كرّسها اتفاق الطائف الذي أصبح دستورا ملزما.

مع الاحترام الشديد لرجال الدين الثلاثة الاساسيين في لبنان، ومع التأييد المبدئي المطلق لتعلّقهم بوطن واحد موحّد يعيش فيه جميع المواطنين بحريّة ومساواة واحترام متبادل للرأي والحقوق، يمكن التأكيد ان ما اعتبره سماحة المفتي همسا انما هو كلام مباح، يتداوله المسيحيون ويجاهرون به في منازلهم ومكاتبهم وبين بعضهم بعضا ومع الآخرين من طوائف اخرى. المسيحيون في ما يذهبون اليه لا ينطلقون من عداء ديني او مذهبي، بقدر ما ينطلقون من يأس متملك فيهم منذ سنوات تجاوزت العشرين نابع من اقتناع لديهم تأكد بالممارسة المستمرة ان شريكهم في الوطن يسلّم لهم بالشكل والكلمة بما لهم من حقوق ويسلبها منهم بالأساس والفعل.

الوقائع التي يذكرها المسيحيون في معرض شكواهم من الحالة التي وصلوا اليها عديدة وموثقة يمكن ايرادها باختصار كالآتي:

اولا: في الأعوام الاولى للحرب في لبنان تحالف المسلمون السنّة مع الفلسطينيين تحت شعار ضرب المارونية السياسية والامتيازات المسيحية، وتحالف المسيحيون مع اسرائيل، وقد ادّت هذه الفترة من الحرب الى متغيّرات ديموغرافية واسعة، وخصوصا في المدن ذات الغالبية السنيّة، اضافة الى هجرة مسيحية واسعة كانت الاولى في الحرب اللبنانية.

ثانيا: المرحلة الثانية من عملية ضرب المسيحيين وانتزاع حقوقهم الطبيعية الشرعية كانت عند بدء الاشتباكات العنيفة بين المسيحيين وقوات الردع السورية في العاصمة بيروت وفي مدن وبلدات اخرى في البقاع والشمال، وكان المسلمون بجميع مذاهبهم يقفون الى جانب السوري في هذه الاشتباكات التي شارك فيها مقاتلوهم، وقد نتج عن هذه المرحلة الدامية متغيّرات ديموغرافية جديدة واسعة قلّصت من الوجود المسيحي في مناطق الجبل والبقاع وبعض الشمال، كما تسببت بهجرة مسيحية ثانية واسعة النطاق.

ثالثا: بعد التوصل الى اتفاق الطائف الذي وضع حدّا للحرب اصرّ المسلمون المتحالفون مع سوريا على تكريس ما انتزعوه من المسيحيين من حقوق «ومكتسبات» كانت لهم بمثابة الضمانة، وهم هذه الاقلية في بحر من المسلمين، في نصوص مكتوبة، وما ان خرج المسيحيون من حربين مدمّرتين، هما حرب الإلغاء وحرب التحرير، حتى وقعوا في حرب ثالثة اشد شراسة، قتل فيها زعماؤهم وقادتهم او سجنوا او هجّروا واستبيحت حقوقهم السياسية بقوانين انتخابية مركّبة على قياس بعض المسيحيين الموالين لسوريا، كما استبيحت حقوقهم في الوظائف الاولى والثانية والثالثة وفي الوزارات ما جعل مئات الألوف منهم يهاجرون، طلبا للعيش والامان على السواء، خصوصا في ظل الحروب التي خاضها حزب الله مع اسرائيل.

المسيحيون الذين خرجوا بمئات الألوف للمشاركة في تظاهرة 14 اذار المليونية ظنّوا ان معاناتهم الطويلة قد انتهت، وان حقوقهم التي اخذت منهم سوف تعود اليهم خصوصا وان فريقا واسعا منهم يشارك في السلطة والحكم، لكن على ما يبدو وعلى ما ظهر وعلى ما اصبح مؤكدا، ان الشريك المسلم الذي تعوّد على الاخذ منذ مدة اصبح من الصعب عليه ان يعطي حتى ولو كان هذا العطاء حقوق الاخرين المشاركين في السلطة، فالاستئثار بالوظائف ظل قائما والاستئثار بالوزارات كذلك والاستئثار بالقرار ايضا وايضا، وحدّث ولا حرج عن الاستئثار بالمساعدات والتعويضات السابقة والحالية.

آلاف المهجّرين ما زالوا مهجّرين وتعويضاتهم في خبر كان.

المتضررون من التفجيرات الارهابية في كسروان والمتن وبيروت، يراجعون مرارا وتكرار وما من احد يردّ عليهم، حتى ان هناك صيفا وشتاء على سطح واحد بالنبسة الى التعويضات المتعلقة بالعوامل الطبيعية، بحيث ان فريقا يعوّض عليه وفريقا اخر ينتظر ان يعوّض الله عليه.

بعد التحرير في العام 2000، وبعد خروج سوريا في العام 2005 بدأ المسيحيون يعودون الى وطنهم مع استثماراتهم بناء لدعوات من قياداتهم السياسية والروحية على اعتبار ان لبنان بدأ ينحو طريق النمو والسلام.

النتائج المدمّرة لحرب تموز اعادت العائدين الى المهاجر مجددا صفر اليدين، مع آلاف غيرهم لم يعد في صدورهم سوى اليأس من المستقبل في ظل فريق يستأثر بالسلطة وفريق آخر يستأثر بالسلاح، والفريقان غير مستعدين للتخلّي عمّا يملكان.

بعد هذا كلّه، هل يتعجب احد اذا تحوّل الهمس الى صراخ عند فريق لم يعد يحلم سوى بمكان آمن ومستقر يمارس فيه حقوقه وشعائره دون فحص دم يوميّ ودون اتهامات مستمرة بالعمالة، ودون حرب تقضم وجوده في هذا الوطن شيئا فشيئا.

 

منظمة العفو الدولية: التعذيب في سورية يمارس على نطاق ولا تجري محاسبة المسؤولين عنه

سوريا الحرة/السوري الأصل الذي يحمل الجنسية الكندية ماهر عرار الذي رحلته الولايات المتحدة إلى سورية حيث سُجن وعُذب، أكدت منظمة العفو الدولية أن أياً من حالات التعذيب الموثقة في سورية لم تخضع للتحقيق كما لم تجر محاسبة المسؤولين عنها، مشيرة إلى أن التعذيب يمارس في سورية على نطاق واسع.

وكان تحقيق كندي رسمي نشر في 18 أيلول/ سبتمبر الجاري؛ قد خلص إلى أن ماهر عرار تعرض للتعذيب أثناء اعتقاله لنحو 12 شهراً في سورية.

وتعقيباً على التحقيق الكندي، دعت منظمة العفو الدولية السلطات السورية إلى أن "تباشر على وجه السرعة تحقيقها المستقل في أمر تعذيب ماهر عرار وإساءة معاملته في سورية".

وأكدت المنظمة أنها قامت "على مر العديد من السنين وعلى نحو متكرر بتوثيق حالات، منها حالة ماهر عرار، تبين ممارسة التعذيب على نطاق واسع في سورية، ودعت إلى فتح تحقيقات مناسبة في الأمر. بيد أن المنظمة لم تتلق في يوم من الأيام معلومات تشير إلى أن أي من هذه الحالات، بما فيها بعض الحالات التي أدت بحسب ما ورد إلى الوفاة في الحجز، قد خضع لأي تحقيق أو إلى أن الموظفين الرسميين المسؤولين عن التعذيب قد قُدِّموا للمحاكمة".

وكان ماهر عرار معتقلاً في سورية ما بين 9 أكتوبر/تشرين الأول 2002 و5 أكتوبر/تشرين الأول 2003. "وخلال هذه الفترة احتجز لمعظم الوقت بمعزل عن العالم الخارجي في ظروف لا إنسانية داخل زنزانة لا يدخلها النور في قبو فرع فلسطين من مبنى الاستخبارات العسكرية، بدمشق، قبل أن يفرج عنه دون توجيه تهمة إليه" وفق تأكيد المنظمة التي أوضحت أنه "أثناء اعتقاله في سورية، أُخضع للتعذيب، بما في ذلك للضرب بسلك كهربائي أسود ثخين ومثلم. وهُدد بأن يعذب باستخدام الكرسي "الألماني" المعدني وأسلوب التعذيب بـ"الدولاب" وبالصدمات الكهربائية. وسمع سجناء آخرين وهم يعذبون ويصرخون". وأشارت المنظمة إلى أن "المحققين الذين يحتمل أنهم كانوا يحققون معه استناداً إلى معلومات زودتهم بها أجهزة المخابرات الكندية ومخابرات الولايات المتحدة، (زعموا) أنه كان متورطاً في صلات مع القاعدة. وقد أشارت نتائج التحقيق الرسمي الكندي إلى أن قسطاً كبيراً من المعلومات يفتقر إلى الدقة، وأنه قد تم تبادله بصورة غير مناسبة بين الشرطة الكندية وأقرانها في الولايات المتحدة. وخلص التحقيق إلى أنه وبعد تحقيقات موسعة، ليس ثمة ما يشير إلى أن السيد عرار قد ارتكب مخالفة، وإلى أن أنشطته لا تشكل أي تهديد لأمن كندا".

وكان ماهر عرار، وهو مستشار كندي للاتصالات الهاتفية من أصل سوري يبلغ من العمر 34 عاماً، قد اعتقل في الولايات المتحدة في 26 أيلول/ سبتمبر 2002 أثناء تبديله الطائرة في رحلة عودته من تونس إلى كندا. واحتجز في الولايات المتحدة الأمريكية لمدة 12 يوماً، وفي 8 تشرين /أكتوبر الأول 2002، اقتيد من زنزانته في منتصف الليل ووضع على متن طائرة خاصة حلقت به عبر مطارات أخرى في الولايات المتحدة وروما، بإيطاليا، ثم إلى الأردن، حيث تعرض للضرب ونقل بالسيارة إلى سورية.

وفي هذا السياق، كررت منظمة العفو الدولية دعوتها للسلطات الأردنية "كيما تنشر على الملأ أسماء جميع الأفراد الذي تم ترحيلهم إلى الحجز الأردني أو منه إلى حجز الولايات المتحدة، أو من خلال مساعدة قدمتها إليها الولايات المتحدة أو أية أجهزة استخبارات أو أمنية أخرى".

حالات أخرى:

وكان التحقيق الكندي المذكور قد دعا إلى "إجراء مراجعة مستقلة وذات مصداقية" في القضايا الأخرى لثلاثة مواطنين كنديين من أصل عربي جرى اعتقالهم واستجوابهم وتعذيبهم في سورية في السنوات الماضية، مع احتمال أن يكون ذلك قد تم بتورط من قبل أجهزة استخبارات كندية وأجهزة استخبارية أخرى، وهم أحمد أبو المعاطي، الذي اعتقل لمدة 11 أسبوعاً عقب وصوله إلى سورية في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2001 (نقل بعدها إلى مصر، حيث تعرض مجدداً للتعذيب المبرح وبقي في الحجز بلا تهمة أو محاكمة حتى 11 كانون الثاني/ يناير 2004)؛ وعبد الله المالكي، الذي احتجز في فرع فلسطين في دمشق لمدة 22 شهراً من 3 أيار/ مايو 2002 حتى 10 آذار/ مارس 2004؛ ومؤيد نور الدين، الذي اعتقل في سورية من 11 كانون الأول/ ديسمبر 2003 حتى 13 كانون الثاني/ يناير 2004. وقد قام مسؤول تقصي الحقائق في التحقيق الكندي، البروفيسور ستيفين تروب، الذي شغل منصب رئيس مجموعة الأمم المتحدة العاملة بشأن عمليات الإختفاء القسري، بمقابلة جميع هؤلاء الرجال في سياق التفويض الممنوح له لتقصي الحقائق، وخلص إلى أن كلاً منهم قدَّم شهادة تتسم بالمصداقية على أنه قد تعرض للتعذيب في سورية.

 

المحور الاساس في اسرار براميرتس اتهام النظام الامني السوري اللبناني بالجريمة

سوريا الحرة/لن يطول الوقت حتى يكشف رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري القاضي البلجيكي سيرج براميرتس ما يملك من اسرار جمعها كنتيجة لعمله منذ عدة اشهر، الا ان هذا الوقت ليس قصيراً الى درجة يمكن ان يتوقع معها المراقب أي مراقب ان يتم مهمته ويجلي الحقائق في تقريره الذي سيقدمه الى الامين العام للأمم المتحدة آخر الشهر الجاري. الا ان هذا التقرير الذي ينتظره الجميع لن تخلو فقراته وسطوره من اشارات لا بل من تعبيرات واضحة تدل وترشد وتعكس ما بات يملكه من وقائع وأدلة دامغة وثابتة حول مرتكبـي الجريمة المروعة والمتورطين فيها بأدوار اساسية او هامشية وثانوية.

ورغم الكم الهائل من الاشاعات من كل حدب وصوب â“ التي تنتشر هذه الايام كالهشيم في النار حول وجهة التحقيق وسيره ومؤداه المرتقب، فان هذه الاشاعات التي تصل الى براميرتس فيستمع الى فحواها كما نقل عنه اما بابتسامة عابرة او باستغراب يعبر عن مفاجأته بـ((العقول)) التي تفبرك الحكايات والروايات وتضع سيناريوهات تتلاءم مع تمنيات ومصالح هذه العقول، فان براميرتس كما تقول مصادر دولية نجح في ابقاء مسار عمله وتحقيقاته بعيداً عن اية مؤثرات وتأثيرات وخارج نطاق أي تسييس داخلي او اقليمي ودولي، حفاظاً على ((نظافة)) التحقيق والطابع الاجرائي والقضائي البحت الذي يجب ان يبقى في نطاقه. وعندما نقلت اليه بعض الانتقادات حول الفارق بينه وبين تقارير سلفه القاضي الالماني ديتليف ميليس ومنها للبروفيسور شبلي ملاط وتلومه على عدم تسمية المتهمين بأسمائهم وان من شأن ذلك عدم جعل قضية الحريري حية ونابضة، لم يعِر اهتماماً لما سماه التسرّع معتبراً ان الامور رهن بخواتيمها.

وهذه الخواتيم بدا واضحاً ان ما يقصده براميرتس منها هو المحكمة الدولية، اذ ليس هو من يصدر الاحكام، وعندما يصبح مدعياً عاماً امام المحكمة كما يتوقع الجميع سيقول كلامه معززاً بالأدلة والبراهين والقرائن ومدعماً بالوقائع والوثائق والشهود، وبشكل لن يترك لأحد التشكيك بما سيذهب اليه من خلاصات، خصوصاً وأنه يحرص دائماً او يحاول دائماً ان يحرص على تقديم صورته كمهني ومحترف في عالم القضاء والقانون والتحقيق.

وقبل ايام من قيام براميرتس بتقديم تقريره الى كوفي عنان، فإن حاله حالياً تشبه حال من يحمل خزنة اسرار يقول انه لن يستخدم منها الا ما يتعلق بجريمة اغتيال الحريري وجلاء الحقيقة كاملة دون زيادة او نقصان وهو ما بات يملك فكرة وافية ومفصلة عنها سواء في الجانب التقني والفني او في الجانب السياسي المتعلق بظروف ومناخ ارتكاب الجريمة او المتعلق بخلفيات القرار الخطير الذي صدر بارتكاب هذه الجريمة وإزالة شخصية عملاقة وأساسية في الحياة السياسية اللبنانية والعربية.. والدولية عن مسرح الاحداث.

يتكتم براميرتس على جاري عادته في البوح بأسراره حتى لأقرب المقربين منه وحتى لو كان من طاقم التحقيق الذي يعرف كل واحد منهم ما يتعلق باختصاصه ومهمته في حين لا يملك صورة وافية وكاملة عن كل ما توافر من معلومات وأدلة ووثائق الا حلقة ضيقة لا يتجاوز عدد اعضائها عدد اصابع اليد الواحدة.

.. والى اليوم الذي يقرر فيه براميرتس البوح بأسراره امكن لمتابعين متخصصين لمسار التحقيق ومندرجاته وتفرعاته ونوعية الشهود الذين تم استجوابهم والوثائق التي تم الحصول عليها والاسئلة التي طرحت على الشهود اضافة الى اداء بعض المحققين وأدوات العمل التي اشتغلوا بها مثل امتلاك كل محقق هاتفين خلويين يعمل الاول ضمن عمل شبكة التخابر اللبنانية والثاني ضمن عمل شبكة التخابر السورية.. امكن لهؤلاء ان يخلصوا الى ان أسرار براميرتس تندرج ضمن الاطر التالية:

اولاً: شطب احتمال قيام تنظيم ((القاعدة)) بارتكاب الجريمة، وقد تعزز ذلك بعد سلسلة هائلة من اعمال المتابعة والتحقيق والفرز، وهذا الاحتمال كان براميرتس وضعه على قرار احتمال حدوث انفجارين فوق وتحت الارض على مسرح الجريمة في ((السان جورج)) قبل أن يخلص إلى ان الانفجار حصل فوق الأرض بناء لمعطيات وأدلة عديدة توافرت له وعمليات تدقيق وتمحيص قام بها. وأمكن لبراميرتس شطب فرضية ((القاعدة)) بعد عمل مماثل وجهد واسع حصل بكثير من التأني والروية والعلمية ومن خلال مراجعة إفادات الكثير من الشهود واستدعاء شهود جدد.

ثانياً: ان الاتهام الرئيسي موجه للنظام الأمني السوري واللبناني. وأمكن التوصل إلى هذه الخلاصة من خلال روايات شهود جدد ومن خلال ((وثائق)) أمكن لبراميرتس الحصول عليها متقدماً بذلك على ديتليف ميليس. وقد عزز القاضي البلجيكي قناعاته وأدلته من خلال جولات الاستجواب التي أجراها في دمشق مع عدد من المسؤولين السوريين وفي مقدمهم الرئيس بشار الأسد.

ثالثاً: ان الجهد الرئيسي الذي تركزت عليه جهود براميرتس انصب على معرفة الروابط بين ملف بنك المدينة وجريمة اغتيال الرئيس الحريري، وهو ما أوصله إلى ان هناك رابطاً فعلياً تمثل بالتمويل الذي قام به بنك المدينة، عبر تفاصيل سيكشف عنها في حينه.

رابعاً: ان براميرتس كوّن فكرة كاملة عن الجهة التي تولت تنفيذ الجريمة وتدور حول جمعية ((إسلامية لبنانية)) أدت دوراً هاماً في فترات سابقة كذراع للنظام الأمني السوري â“ اللبناني.

وفي الخلاصة يمكن القول كما يقول متابعون متخصصون ان براميرتس وصل إلى المرحلة النهائية لعمله سواء بالنسبة لتحديد كل وقائع وتفاصيل وملابسات الجريمة أو بالنسبة لمن أصدر القرار ومن مهد وسهل تنفيذه ومن نفذه. وهو شبه جاهز لتقديم تقريره القرار الاتهامي أو الظني أمام محكمة ذات الطابع الدولي التي يجري العمل على وضع آليات تشكيلها وقيامها وبدء عملها

 

الزحف على (روما) بيروت

حازم صاغيّة  - الحياة     - 23/09/06//

تزخر ثقافتنا السياسيّة بتعابير «النصر الخالد» و «النصر المؤزّر» و «النصر المجيد». وكان صدّام حسين قد أبدع، في هذا المجال، صوراً تقارب الملحميّة كـ «أمّ المعارك» و «قادسيّة صدّام» وغيرهما. أما «النصر الإلهيّ» الذي يطلقه «حزب الله» وصفاً لحربه ونتائجها، فنقلة نوعيّة في قاموس الفصاحة الحربيّة، أسّسها علي خامنئي في رسالة تهنئته الى حسن نصر الله.

مع هذا، ولأن التجربة علّمتنا انه كلما زاد تعظيم النصر كان وراء الأكمة ما وراءها، جاز الظنّ بأن هذا «النصر» يخفي أزمات أرضيّة أو رغبات أرضيّة. وقد يكون من الصعب استشفاف الأزمات والرغبات كلّها، لكن الواضح ان الاعلان عن «النصر» على هذا النحو يُقصد منه حسم نقاشات لم تحسم وبتّ أوضاع كثيرة معلّقة. فاقحام المقدس في مجال كهذا غير جائز، خصوصاً ونحن نرى الاسرائيليّين، وقد شكّلوا لجنة تحقيق حكوميّة، وقد يشكّلون لجنة تحقيق رسميّة، يذهبون في الاتجاه المعاكس: فهم يتوجّهون من المقدّس الى الترابيّ، من الثابت الى المتحرّك، من مواضيع اليقين الى مواضيع الشكّ. وهذا، على ما تدلّ مقالات صحفهم ومداخلات سياسيّيهم وكتّابهم، ما قد يفضي بهم الى استخلاص معاني الحرب وعبرها.

والحال ان هذا التعبير عن «النصر» هو وصفة لتعطيل النقاش وقمعه، ولإحراز السلطة أو الاقتراب منها. أما تجويز استخدامه فسهلٌ على «حزب الله» لأنه يعتبر، ضمنا ومواربة، أن الآخرين ينبغي ألاّ يكونوا في السلطة، وألاّ يسهلوا عمل المحكمة والتحقيق في ما خصّ اغتيال الحريري، وألاّ يتعاونوا لتطبيق القرار 1701. وحتّى حين يكونون مخفّفين، كالمتفاهم ميشال عون أو أصحاب «الاشتراكيّة العلميّة» ممن يمجّدون «النصر الإلهيّ»، فيقتصر دورهم على تسهيل العبور الى السلطة.

ومعروفٌ ان المتمرّدين الأوغانديّين لديهم ايضاً «جيش الربّ» لقائده رجل الدين جوزيف كوني، الذي لم يتعفّف عن اتيان أعمال أشهرها خطف الأطفال وجلدهم، أعمالٍ يُظنّ أنها ممرّهم الى العاصمة. وهذه طبعاً ليست حال «حزب الله»، وهو الظاهرة الجماهيريّة والمثابرة بما يميّزه عن سائر الاحزاب التي انشأها الإيرانيّون في غير بلد. فالنظاميّة القصوى عند «الحزب» تنعطف على عناصر أخرى: على طائفة أُدخل في روعها خطأً ان سائر اللبنانيّين يستهدفونها، وعلى موارد لا تنقطع من عائدات النفط الايرانيّ. وهذا جميعاً إنما يكسب الانقلاب الجذريّ على الوضع اللبنانيّ جدّيّة صارخة. فالأحزاب لا توظّف جهدها العسكريّ سياسيّاً إلا في حال إمساكها بالسلطة، فيما الدول هي وحدها من يستطيع توظيف ذلك، على ما تقوله عشرات الأمثلة.

ومهرجان الأمس لا يخفي الرغبة في إنهاء التباين المفترض بين أكثريّة برلمانيّة وما يراد تصويره أكثريّة شعبيّة. لهذا لا بدّ من اليقظة والحذر: فحين كانت النخبة السياسيّة مفتّتة في ايطاليا العشرينات، والحكومة ضعيفة، والقوى الديموقراطيّة مبعثرة، والكثيرون يريدون «حكماً قويّاً»، وكان الشعور بالعبث واللاجدوى ضارباً أطنابه، والخوف من الشيوعيّة عند الطبقة الوسطى يعادل النعرة القوميّة عند الطبقات الدنيا...، عند ذاك تمكّن بنيتو موسوليني من الزحف على روما بخمسين ألف فاشيّ فحسب، أسقطوا الحكومة وحملوا «الدوتشي» الى تشكيل حكومة جديدة. لكن هؤلاء كانوا مزوّدين بيقين لا يتزحزح بأنهم يمثّلون «القضاء والقدر»، يصنعهما إحباط الإيطاليّين وغموض مستقبلهم وتعاسة حياتهم السياسيّة وسياسيّيهم. واليقين القوميّ لدى الفاشيّين هو المعادل العلمانيّ للنصر الذي يحتفل به «حزب الله».

 

السنيورة في "مهرجان النصر" كالحريري في استقبال الأسرى

وطلب الاعتذار الى جمهور المقاومة يسحب نفسه على جمهور السياديين

مفارقات في خطاب يجوز فيه.. الوجهان

المستقبل - السبت 23 أيلول 2006 فارس خشّان

من الصعب احتواء كل أبعاد خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بسرعة، لأنه كان حريصاً على ان يوازي بين الكثير من الرسائل الواضحة وبين الأكثر من الرسائل المضمرة، الى درجة يمكن معها اعتقاد أن تحليل هذا الخطاب يجوز فيه الوجهان، تماما كما يجوز الوجهان في تفسير المواقف الايرانية الاساسية، في ضوء الانفتاح الاميركي غير الرسمي على الرئيس أحمدي نجاد من جهة وعودة الاوروبيين الى طاولة المفاوضات حول الملف الايراني "وملحقاته الاقليمية" مع المسؤول الاول عن هذا الملف علي لاريجاني من جهة أخرى. إلا أن "جواز الوجهين" لا يلغي قدرة المتابعين على إجراء قراءة دقيقة لكثير من مفاصل الخطاب، خصوصا ان لا مفاجآت استثنائية فيها، بل إن كل مفصل توقف عنده السيد نصرالله يمتاز بمقدمات سبق له بنفسه أن وفّرها في إطلالات ما بعد الحرب، وتولى حلفاؤه تقديم تفاصيل عنها، كما سبق لأوساط سياسية واسعة الاطلاع ان كشفت معلومات تخصها.

استهداف السنيورة

وفي هذا الاطار، لا يبدو غريبا الاستهداف المباشر لرئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة في حيثيات المهرجان بداية وفي كلمة "صاحب الساحة" لاحقاً. فعلى مستوى حيثيات المهرجان، تعمّد "حزب الله" تغييب السنيورة عن ساحة الجاموس، من خلال استثنائه من الدعوة الواجب إعطاؤها إما الطابع البروتوكولي في حال كانت الصلة باردة، وإلا فالطابع الحميمي في حال كانت وشائج العلاقة مميزة. وهكذا حضر رئيس الجمهورية عبر ممثل له وكذلك رئيس مجلس النواب، الى احتفال كان السنيورة العمود الفقري في توفير ظروف إقامته، مما ذكّر المراقبين بإهانة الرئيس الشهيد رفيق الحريري التي تمّ تلبيسها حصراً للرئيس اميل لحود، وهو كان بلا شك راغباً فيها، عندما تمّ سحب الكرسي الخاص برئيس الحكومة في الاستقبال الرسمي الذي اقيم للاسرى المحررين من السجون الاسرائيلية في مطار بيروت الدولي في العام 2004 بحيث ظهر في الصورة الرئيسان لحود وبري، وارتضى الحريري باسم المصلحة الوطنية ان ينزوي جانباً الى جانب النواب مع أنه كان عمليا مدعوا الى مغادرة القاعة الرسمية. ولم تقتصر المسألة عند هذا الحد، بل ان السيد نصرالله استهان بالدموع التي ذرفها الرئيس السنيورة عفواً، في إبان ما وصف بأنه أكثر الحروب الاسرائيلية همجية، على الرغم من أن السنيورة الذي كان يعمل بلا توقف لم يستهن لحظة بتضحيات المقاومين وبسالتهم في حرب يعرف القاصي والداني أنها لم تكن قدرا على اللبنانيين.

ولهذا الاستهداف في واقع الأمر بعدان، اولهما سياسي على اعتبار ان "حزب الله" يضغط جديا للمجيء برئيس جديد للحكومة من فريق آخر يرتاح إليه خياره الاقليمي خصوصا انه جدد فخره بتحالفه مع "سوريا بقيادة الرئيس بشار الأسد"، وثانيهما معنوي إذ إن "حزب الله" الذي لم يكن يعترف قبل الاستشهاد بفضل الرئيس الحريري في دعم المقاومة كما كان يخفي أدواره الحاسمة في ملفات تبادل الاسرى، يريد ان يطمر الدور الحاسم الذي لعبه السنيورة في وقف الحرب التدميرية على لبنان ومن ثم في قيادة ورشة الاعمار.

ويدرك السيد حسن نصرالله أن الرئيس السنيورة لم يحارب اسرائيل بدمعة عفوية سكبها الحزن العميق على شعب يذبح ويدمر، بل بمكوكية دبلوماسية استثنائية كان شريكه فيها الرئيس نبيه بري الذي كان يحمل تفويضاً كاملاً من "حزب الله".

إستهداف الدول العربية.. انتقائياً

وكان واضحاً ان الرئيس السنيورة كان الشريك المكتمل المواصفات للقادة العرب الذين صعّد نصرالله خطابه في وجههم عندما وصفهم "بالاذلاء الذين لا يساوون شيئاً في نظر العدو"، لأنهم "يستجدون" التسوية مع اسرائيل في مجلس الامن الدولي من دون ان يهددوا بحرب او يقبلوا باستعمال "سلاح النفط" ومن دون ان يوفروا للفلسطينيين الأسلحة التي تعينهم على حربهم.

إلا أن سياق النقد الموضوعي يُظهر "سيد المقاومة" انتقائياً في تهمه للاسباب الآتية:

أوّلاً، إن عدم توفير السلاح الملائم للفلسطينيين يطرح سؤالا جديا عن سبب امتناع الجهات التي وفرت السلاح لـ"حزب الله"، من توفير السلاح للشعب الفلسطيني. وفي هذا السياق إذا كان مستحيلا على ايران وسوريا، فلماذا يفترض ان الأمر سهل على الدول العربية والاسلامية الاخرى وبعضها تربطه اتفاقيات سلام مع الكيان الصهيوني، وبعضها الآخر سبق له أن وافق على المسار السلمي لحل القضية الفلسطينية؟.

ثانياً، تُعتبر ايران التي يفاخر الحزب بتحالفه معها بقيادة السيد علي خامينئي من أكبر الدول المصدرة للنفط، فلماذا يأخذ على غيرها الامتناع من استعمال "سلاح المقاطعة" ولا يأخذ عليها هذه "النقيصة"؟.

ثالثاً، إن سوريا هي الدولة العربية الوحيدة ـ غير لبنان ـ التي لها أرض محتلة، فلماذا لا يأخذ عليها استجداءها المتواصل لاسرائيل حتى تعود الى طاولة المفاوضات، وللولايات المتحدة الاميركية حتى تعود الى طاولة الحوار، بدل ذهابها بإباء وكرامة وعزّة نفس الى حرب تحرير؟.

على أيّ حال، إن هذه الانتقائية في المعايير التي يحكم بها "حزب الله" على الشخصيات والكيانات تشبه تماماً الابعاد التي تتحكم به حين يذكر بريطانيا كدولة تعبر منها القنابل الاميركية، ويهمل قطر كدولة إذ تمّ تزويد اسرائيل بالدفعة العاجلة من القنابل الذكية من مطار عيديد العسكري.

إهانة الجماهير

بالاستناد الى تشويه الكلام الذي قاله الزعيم وليد جنبلاط عن سبب تأييد بعض الشارع العربي للمقاومة، طلب السيد نصرالله الاعتذار من جنبلاط.

في الشكل لا مشكلة. جنبلاط يملك جرأة الاعتذار عندما يجد اللحظة مؤاتية، خصوصا ان مطلب نصرالله يمكن إدراجه في خانة "موازاة الصيغ" على اعتبار انه سبق لجنبلاط ان طلب اعتذار نصرالله عندما رفعت تظاهرة نظمها الحزب رسماً له وهو في ثوب حاخام يهودي، فكان له اعتذار ولو بصورة غير مباشرة.

ولكن في الاساس، كما يحق للسيد نصرالله ان يثور على ما يسميه اهانة جمهور المقاومة يصبح لزاماً على قادة لبنان الآخرين ان يطلبوا من السيد حسن نصرالله اعتذارا على اهانة جماهيرهم عندما يشكك شخصيا بصدقية لبنانيتهم باستعمال الأدوات الشرطية كلما تكلم على لبنانية هؤلاء، كما أن الناطقين بلسان "حزب الله" وفي مهرجان النصر، حصروا الشرف والإباء والوطنية والتحررية بالذين كانوا في ساحة الجاموس، مستعيرين من الصهيونية معادلات "شعب الله المختار".

مصير السلاح

كان للسلاح حيّز كبير من كلام السيد نصرالله الذي تعهد امام الله أن لا يستعمله في الداخل اللبناني. في حقيقة الأمر هو كان يتكلم على إطلاق النار وليس على معادلة السلاح، لأنه في خطابه قدّم وظيفة داخلية للسلاح، عندما قال إن تسليمه مستحيل إذا لم تقم الدولة القوية والعادلة والنزيهة. هذه المقايضة قدم لها زعيم "حزب الله" خارطة طريق لها علاقة بمكوّن سلطوي داخلي بحيث اعتبر ان الدولة التي سيُسلم إليها السلاح هي تلك التي يبدأ تكوينها بحكومة وحدة وطنية وبقانون انتخاب "منصف تشعر فيه كل الطوائف أن أمامها فرصة واقعية لتمثيل حقيقي ولا تشعر انها أصبحت مستتبعة لطائفة أخرى".

هذا الكلام المنمق الذي يستعمله السيد نصرالله يعني ببساطة ان سلاح "حزب الله" لن يسلم إلا الى دولة تتغير فيها الأكثريتان الحكومية والنيابية.

وبذلك يكون لسلاح "حزب الله" وظيفة داخلية بامتياز، ابرزها الانقضاض على الاكثرية والانقضاض استتباعاً على اتفاق الطائف الذي نص على آليات لإقامة الدولة اما لجهة الكلام على إقامة حكومة وفاق وطني فكانت المسألة محصورة في فترة انطلاقة "لبنان الجديد" بحيث يدخل الى الحكومة قادة الميليشيات ـ وكل ميليشيا تسمي نفسها مقاومة ـ ليخرجوا من سلاحهم، الأمر الذي توفرت ظروفه في هذه الحكومة بالذات في حال كان "حزب الله" يسترشد بالطائف لتسليم سلاحه.

وبهذا المعنى لا تعود ثمة اهمية استثنائية لكلام نصرالله عن عدم "ابدية" سلاح "حزب الله" بل تسقط نظرية عدم الاستعمال في الداخل، لأن اللبنانيين ووفق تجربة 21 تموز أدركوا ان الداخل يكون هو المستهدف عند استعمال هذا السلاح في الخارج لأن دروس الحروب التي خاضها قادة في لبنان بيّنت ان بعضهم يستهدف الداخل بحربه على الخارج، خصوصا متى كان هناك إجماع على مفهوم العداء لهذا الخارج، وهذه تجربة المسيحيين خصوصاً مع "حرب التحرير" التي شنها العماد ميشال عون على الجيش السوري في 14 آذار 1989.

مصير الحكومة والمحكمة الدولية

وهكذا يضع السيد حسن نصرالله مصير الحكومة الحالية على المحك، وهو يمهل المسؤولين عن الأكثرية حتى انتهاء عطلة عيد الفطر السعيد، فبعدها سيكون هناك تحرك جدي لـ"حزب الله" لإسقاط الحكومة.

وللمصادفة، فإن التوقيت النهائي الذي حدّده نصرالله للتغيير الحكومي يتطابق مع التوقيت المرتقب لتجسيد المحكمة الدولية وقائع قانونية في لبنان ومجلس الأمن الدولي.

ولا يستطيع أي كان ان يستخف بالربط بين مطلب تغيير الحكومة والسعي لنسف المحكمة الدولية، على اعتبار أن الأكثرية المتوافرة في هذه الحكومة هي الكفيلة بمنع نسف إقامة المحكمة الدولية من خلال إغراقها بالتفاصيل، كما ان الآلية التي أوشكت على الانتهاء ستتوقف حتماً طوال فترة "الصراع" السياسي الداخلي على الثلث المعطل الذي يطالب "حزب الله" به من جهة، وعلى نوعية الحلفاء الذين يريد الحزب إدخالهم الى الحكومة من جهة أخرى، من دون التوقف عند "رغبة" الوزير الجديد الذي سيستلم الملف بعد شارل رزق في تمحيص كلّ نقطة واستعمال صلاحياته لإعادة النظر في مجمل ما تمّ الاتفاق عليه مع الأمانة العامة للأمم المتحدة.

الجيش اللبناني

مما لا شك فيه أن السيد نصرالله ارسل وردة الى المؤسسة العسكرية التي تنتشر في الجنوب، ولكنها وردة بكثير من الشوك، بحيث أوحى بأن الجيش يسكت على الخروق الاسرائيلية الحالية. هذا الكلام غير دقيق، على اعتبار ان اسرائيل التي خرقت الخط الأزرق في مواجهتها مع "حزب الله" بالذات لا تزال تخرقه في المناطق التي لم تنتقل بعد لا الى عهدة الجيش اللبناني ولا الى عهدة "اليونيفيل" المعززة، الأمر الذي يبين ان الانتقادات الناعمة ـ ولكن اللاذعة ـ لا تأتي في سياقها الطبيعي من جهة وتستبق أمورا يستحيل ان تحصل في المستقبل من جهة ثانية.

أما عن تسليح الجيش الذي يتألف من "شباب هم من معجن" شباب "حزب الله"، فإن السيد نصرالله الذي هو شريك اساسي في هذه الدولة يلقي عبء التسليح على الحكومة اللبنانية حصرا واستتباعا على الدول الغربية والاوروبية والعربية التي يهاجمها، في حين أنه يمكن أن يساهم في فتح الطريق امام تسليح الجيش من الدول التي يتحالف معها الحزب وسبق لها أن زوّدته ترسانة مهمة بينها صواريخ يقول إنه لا يزال لديه منها "أكثر من عشرين ألف صاروخ".

هذا مع العلم ان تسليح الجيش بالاسلحة الدفاعية واجب لا بد من أن يبذل الجميع بمن فيهم السيد نصرالله، الجهود اللازمة لتوفيره.

القوات الدولية

أوصل السيد نصرالله رسائل واضحة الى القوات الدولية عندما حدّثها عن قصة صموده في وجه الحصار الجوي والبحري الاسرائيلي من جهة، وعندما قلل من أهمية "الحصار" البري الحالي على اعتبار ان ترسانته العسكرية كما قدراته كاملة من جهة ثانية.

ابلغها ان الدبابات التي تفتخر بها في حال استعملت في غير المهمة التي جاءت من أجلها ليست أهم من دبابات ميركافا التي تفتخر بها اسرائيل وحدّثها عن الفرقاطات الاسرائيلية التي واجهتها صواريخ الحزب وعن المروحيات التي عطلها.

بعد هذا التبليغ، طلب منها عدم الدخول في اللعبة الداخلية لا سياسياً ولا أمنياً، ليبقى مرحباً بها.

أحد لا يناقش السيد نصرالله في حقه في المطالبة بأن تبقى القوات الدولية في اطار مهمتها، إلا ان البعض يدعوه الى التأمل في مغبة ما يمكن ان يفهم تهديدا لدول قادرة، بلحظة ان تنقل مهماتها من إطار الفصل السادس زائد نصف الى اطار الفصل السابع، خصوصا إذا استنتجت السفارات المعتمدة في لبنان أن حصر نصرالله كلامه عن مهام هذه القوات الدولية بما اشارت إليه المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، يمكن اعتباره تحريضا على اليونيفيل، لأن كلاما مناقضا تماما لكلام ميركل ويتصل بحماية لبنان وشعبه، صدر عن جهات دولية عدة ولا سيما عن فرنسا، كما ان مجلس الوزراء اللبناني كان واضحا في الرد المباشر على المستشارة الالمانية وفي تحديد المهام التي من أجلها أتت القوات الدولية الى لبنان.

على أيّ حال، وعلى الرغم من مقاصد هذه المفاصل الاساسية في خطاب نصرالله، فإن كل شيء فيه قابل للتعديل، لأن التأمل الذي يدعو الى اعتماده في شهر رمضان المبارك الذي يمكن أن يشهد تطورات إقليمية كثيرة، يسحب نفسه على الجميع، وهو واحد من هذه الجمعة اللبنانية السياسية.

 

اتجاه لقرار جديد حول مهمة "اليونفيل" بعد تقرير الـ1559

الإصرار الدولي على إنجاز مسيرة السيادة والاستقلال

أولوية لا يحظى بها ملف السلام في الشرق الأوسط

المستقبل - السبت 23 أيلول 2006 - ثريا شاهين

كشفت مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت ان الموضوع اللبناني بكل ابعاده وتفاصيله يطغى في مجلس الأمن الدولي للمرحلة المقبلة، على ما عداه من اهتمامات أخرى، لاسيما ما هو متصل بالسعي الذي قامت به جامعة الدول العربية لتحريك ملف السلام في الشرق الأوسط باشراف المجلس.

وأوضحت المصادر ان هناك اصراراً دولياً على استكمال الجهود لتمكين لبنان من الانجاز النهائي لمسيرة السيادة والاستقلال وبسط سلطة الدولة على كامل اراضيها، وتطوير الاقتصاد. وفي هذه المرحلة تجرى اتصالات دولية ـ عربية، تهدف الى التأكيد على ضرورة ألا تستعمل المسارات السلمية المتوقفة حالياً، أي الفلسطيني ـ الاسرائيلي، والسوري ـ الاسرائيلي، من أجل خلق أزمات ومشكلات في لبنان، وذلك، في انتظار المشاورات الدولية حول اعادة تفعيل السلام في المنطقة. وقد نص القرار 1701 في فقرته الأخيرة على الحاجة الى سلام دائم في الشرق الأوسط على أساس قراري مجلس الأمن 242 و338، ما يعني ان حل الملف اللبناني يحتاج أيضاً، الى حل على صعيد المسارين الفلسطيني والسوري مع اسرائيل.

وأشارت المصادر الى انه على الرغم من الادراك الدولي وفي مجلس الأمن لأهمية تنفيذ الحل للنزاع العربي ـ الاسرائيلي، وانعكاسات ذلك على الاستقرار الشامل في المنطقة، فإن الأولوية لا تزال لديه للملف اللبناني. وسيشهد هذا الملف مزيداً من التطورات، خلال شهر تشرين الأول المقبل، اذ ان هناك افكارا يتم تبادل الرأي حولها بين كل من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا حول استصدار قرار جديد عن المجلس خلال الشهر المقبل يتناول تحديداً جديداً لمهمة القوة الدولية الجديدة العاملة في لبنان "اليونفيل"، لجهة تعزيز دورها، وتوليها صلاحيات اضافية قد تتحول الى قوة رادعة، وأن تحظى بجانب من مهام الضابطة العدلية، الأمر الذي اذا ما تم، قد يجعل مهمتها تقترب من مضمون الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.

لكن القرار المحتمل لن يصدر كنتيجة للنظر في تقرير الأمين العام حول القرار 1701، والذي أرجئت ردة فعل المجلس حوله الى الوقت المناسب، انما من غير المستبعد ان يصدر كنتيجة لنظر المجلس بالتقرير النصف السنوي الذي يعده أنان في العاشر من تشرين الأول المقبل حول تنفيذ القرار 1559 الذي بدأ موفده الخاص حول تنفيذه تيري ـ رود لارسن اعداده.

والقرار 1559 هو القرار الأم، الذي انبثق عن مضامينه القراران 1680 و1701. كما انه القرار الذي يشتمل على المبادئ العامة للمطالب الدولية من لبنان، والقراران الآخران تضمنا آلية تنفيذية له. واكدت المصادر ان فشل جلسة مجلس الأمن الخميس الماضي في استصدار وثيقة ولو غير ملزمة على مستوى بيان رئاسي لإعادة طرح الالتزامات الدولية تجاه ملف السلام في المنطقة، يؤشر إلى ان الدول الفاعلة في المجلس، لاسيما الولايات المتحدة الأميركية، ترغب في حصر جهود المنظمة الدولية بملف لبنان، وبالملف الإيراني ان فشلت المفاوضات، وليس لملف الشرق الأوسط في هذا التوقيت. وأظهرت مواقف واشنطن استناداً إلى المصادر، انها تؤيد ما يلي:

ـ عدم اللجوء إلى احاطات دورية يقدمها أنان للمجلس حول موضوع تقدم جهود السلام في المنطقة. إذ تعتبر ان هذه الاحاطات ملزمة، وانه من المستحسن عدم الموافقة على الاقتراح العربي والأوروبي حول ذلك إلا لدى وجود قناعة بأن الوقت بات ملائماً لذلك.

ـ ترى الإدارة الأميركية ان الرباعية الدولية يمكن ان تقوم بمهام إضافية عن تلك التي أنيطت بها بالنسبة إلى المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي، تجعلها قادرة على قيادة مشاورات دولية حول كل المسارات السلمية في الشرق الأوسط، وبالتالي ان الرباعية هي المخولة معالجة النزاع العربي ـ الإسرائيلي.

ـ ان المبادرة العربية للسلام، التي يعتبر المجتمع الدولي والأمم المتحدة انها تبقى بدورها المفتاح لحل النزاع العربي ـ الإسرائيلي، تضمنتها مسودة البيان الرئاسي الذي فشل في الصدور عن المجلس أول من أمس، بالرغم من التسوية التي يحملها في طيّاته. وهي لحظت هذه المبادرة بصورة عرضية في احدى فقراتها، لكنها ركزت على تفصيل صلاحيات الرباعية الدولية وتوسيعها للحيازة على موافقة واشنطن. ومع كل الجهود والتسويات التي تقدم بها العرب في نيويورك، من أجل استصدار بيان وليس قرار، فإنهم لم يتمكنوا من تحقيق تقدم، بسبب وجود توجه دولي بأن السلام الشامل ليس أولوية الآن.

 

نص كتاب جزيني إلى وزارة الداخلية لطلب عرض موضوع هبة سيارة الكاديلاك

المستقبل - السبت 23 أيلول 2006 - تنشر "المستقبل" نص الكتاب الذي وجهه المدير العام للأمن العام اللواء الركن وفيق جزيني الى وزارة الداخلية والبلديات وحمل الرقم 25577/س تاريخ 13/9/2006، بخصوص موضوع هبة سيارة "الكاديلاك" المقدمة من المخابرات الأميركية المركزية "CIA" والتي رفضها مجلس الوزراء.

وجاء في نص الكتاب: "جانب وزارة الداخلية والبلديات،

الموضوع: هبة من جهاز المخابرات الأميركية المركزية

للمديرية العامة للأمن العام.

1) سبق وأن قدّم جهاز المخابرات الأميركية المركزية CIA هبات مختلفة للمديرية العامة للأمن العام، بينها هبات سيارات على دفعتين بقيمة 350 ألف دولار أميركي في كلّ مرة.

2) أبلغ جهاز المخابرات الأميركية المركزية CIA مدير عام الأمن العام اللواء الركن وفيق جزيني خلال زيارته الى واشنطن بتاريخ 9/10 و11 أيار 2006 قراره تقديم هبة عبارة عن سيارة Cadillac Escalade، وقد تولى ضابط اتصال الجهاز في السفارة الأميركية في لبنان المتابعة لجهة دفع ثمن السيارة التي ما زالت موجودة لدى وكلاء الشركة بانتظار قبول الهبة.

3) يسأل الجانب الأميركي حالياً أسوة بكل مرة، عن مصير الهبة ووجهة استعمالها، علماً ان هذا الجهاز يصرّ بشكل مطلق على عدم ذكر اسمه كمصدر للهبة وإنما الاكتفاء بالاشارة الى جهة أجنبية عند اجراء المعاملات القانونية لادراج الهبة في القيود الرسمية، وذلك في اطار مبدأ السرية في تعامل الأجهزة الأمنية في ما بينها.

4) للتفضل بأخذ العلم والمقتضى لجهة وضع جانب رئاسة الحكومة في أجواء هذا الموضوع، وضرورة الحفاظ على مصداقية علاقة الأمن العام مع جهاز المخابرات الأميركية المركزية CIA الذي لا يتوانى عن محاولة تلبية طلبات الأمن العام المختلفة ومن ضمنها مشروع النظام البيومتري الذي يتم العمل حالياً على تأمينه".

 

السيد... الرئيس... الأستاذ

كتب على بعض الفانات شعار »سيدنا, رئيسنا وأستاذنا« ويظهر السيد نصر الله والنائب العماد ميشال عون والرئيس نبيه بري في صورة واحدة. رفع صور الإمام المغيب موسى الصدر. البعض تفنن في زخرفة السيارات.

4 وسائل مستعملة للوصول الى المهرجان, سيرا على الاقدام, »بولمانات«, سيارات, دراجات نادية. اطلاق بالونات في الهواء حمراء وخضراء وصفراء وبيضاء. رفع شعارات تطالب الحكومة بتغيير نهجها السياسي, وبعضها يطالب بتغيير الحكومة. رفعت خلال المهرجان لافتات كتب على بعضها: السلاح زينة الرجال يا أشباه الرجال. موتوا في غيظكم. نصرك هز كراسيهم.

كرم الضيافة الفتفتية: شاي مرجعيون.

نصر من الله.

انه نصر كل من قاوم وصمد ودعم واحتضن.

هدايا 14 آذار مع كل قنبلة... شاي مجانا.

حرب تموز: وينكم يا فوفو?

ومن اللقطات ايضا:

مشاركة سياسية وشعبية لافتة من مختلف الدول العربية.

حشد من الصحافيين اللبنانيين والعرب والاجانب غطوا وقائع المهرجان.

آلاف المتطوعين عملوا على تسهيل وصول الحشود الى باحة الاحتفال. رفع اعلام لبنانية تحمل الوان الاحمر والابيض والاصفر من فوق بدل اللون الاحمر وتتوسطه الارزة اللبنانية. رفع اعلام حركة امل و»حزب الله« والتيار الوطني الحر وتيار المردة واعلام الحزب السوري القومي الاجتماعي.

 

بسبب استحالة التنسيق مع مؤسسات مازالت خارج قبضة الدولة

القوات الدولية تدعو الجيش اللبناني لفك ارتباطه بجماعة "حزب الله"

 لندن - من حميد غريافي: السياسة/ حذرت أوساط في مستشارية الأمن القومي الأميركي في واشنطن وفي وزارة الخارجية الفرنسية في باريس امس الحكومة اللبنانية من استمرار العمل ب¯ »الاتفاقات ولجان الامن المشتركة القائمة بين قيادات الجيش والاستخبارات والامن الداخلي اللبنانية وبين حزب الله لتنسيق الاوضاع العسكرية والامنية فيما بينها« لان »قيادة القوات الدولية الملتحقة بيونوفيل تخشى ان يؤدي الاستمرار في عمليات التنسيق هذه التي يفرضها مباشرة رئيس الجمهورية اميل لحود وصهره وزير الدفاع الياس المر الممسكان حتى الان بمعظم المؤسسات العسكرية والاستخبارية والأمنية الداخلية على حكومة فؤاد السنيورة المعارضة لتوجهاتهما السورية ولاهداف حزب الله الايراني الى حدوث اختراق خطير لمهمة تلك القوات الدولية عبر اطلاع قيادة حسن نصر الله اولا بأول على خطط القيادة الفرنسية للقوات حتى فبراير المقبل لكيفية تطبيق القرار الدولي 1701 بحيث يتمكن حزب الله وسورية وايران من وضع العقبات امام عمليات التطبيق هذه عبر خلق حيثيات استباقية تمنع اليونيفيل من انجاز مهمتها بالسرعة والدقة المطلوبتين«.

وكشفت الاوساط الاميركية لديبلوماسي خليجي في واشنطن النقاب عن ان النظام السوري في دمشق »مستميت في سعيه حاليا الى تأخير تنفيذ بنود القرار 1701 الذي يعتبره اسوأ قرار صدر عن المجتمع الدولي حتى الان بعد القرار 1559 الذي اخرجه خائباً من لبنان في ابريل من العام الفائت وذلك عبر اللجوء الى كل الوسائل بما فيها الاعتداءات الارهابية على القوات الدولية في حال فشله في حملته التي بدأها بواسطة حزب الله وحلفائه وعملائه في لبنان لتصوير خروج القوات الدولية عن المسار المحدد لها في القرار 1701 وتجاوزها له وكأنه انتقاص من السيادة اللبنانية التي انتهكها ذلك النظام طوال ثلاثة عقود في لبنان وبالتالي للايحاء الى اللبنانيين بان نظامهم الجديد المعادي لدمشق واقع كليا تحت الاحتلال الغربي وان الصراع انتقل الان الى مواجهة هذا الاحتلال الذي لايختلف كثيرا عن الاحتلال الاسرائيلي«.

وتوقعت اوساط الامن القومي الاميركي »ان يعمد نظام بشار الاسد في اي وقت الى استئناف عمليات اغتياله وتفجيراته في مناطق متعددة من لبنان لدعم عملية الاحتقان السياسية الضاربة اطنابها حاليا على البلاد لعلها تؤدي الى تداعيات مأساوية تكون المدخل المطلوب لتفجير فتنة يعمل على استكمال حبك خيوطها منذ اخراجه ذليلاً من لبنان ما ادى الى عزلتيه الدولية والعربية الخانقتين وشعوره بأن كل شيء ينهار من حوله شيئاً فشيئاً«.

وحددت اوساط وزارة الخارجية الفرنسية بدورها بعض أطراف القوى الديمقراطية التي تحكم لبنان حاليا من »ان استمرار »تعشيش« حزب الله وبقايا عهد الوصاية الدستورية وعلى رأسها اميل لحود وجماعته داخل المؤسسات العسكرية والامنية والمالية الرئيسية في البلد, ينعكس سلباً على الدعم الدولي للبنان مادياً ومعنوياً وتسليحياً وأمنيا, اذ ان الولايات المتحدة وفرنسا والمانيا وايطاليا مثلا - حسب تلك الاوساط الفرنسية - ترفض وقوع تفاصيل تعاونها مع الحكومة اللبنانية او بعض الاسرار المتعارفة بين الدول في ايدي اطراف ميليشياوية او استخبارية تابعة لدول ارهابية«.

وقالت الاوساط: »كلما تأخرت الحكومة اللبنانية - وهذا ما ابلغناها اياه - في فصل مؤسساتها عن ارتباطاتها التي فرضها الوجود السوري السابق في لبنان بحزب الله وتيارات واحزاب عميلة لنظام بشار الاسد على الحكومات اللبنانية المتعاقبة, تأخرت في المقابل مساهمات المجتمع الدولي التي فرضها القرار 1701 لدعم الحكم اللبناني الراهن من كل اوجهها وهذا ما ترمي اليه تلك الاطراف المعادية للبنان«.

واكدت الاوساط الفرنسية انه »ما كان لفرنسا وايطاليا والمانيا ان تقدم اكثر من خمسة آلاف جندي من ابنائها الى القوات الدولية مالم تحصل من مجلس الامن والحكومة اللبنانية والامم المتحدة على ضمانات تجعلها في صلب القرارات الحكومية اللبنانية المتعلقة ببسط سلطة الدولة على كامل اراضيها ونزع اي سلاح خارج نطاق شرعيتها وهي امور تتعلق في المقابل بوجودنا العسكري هناك وبالتالي فاننا غير مستعدين بعد للمشاركة في تنسيق كامل مع حكومة وجيش واجهزة امنية مازالت خارج قبضة الدولة اللبنانية لاننا سنعرض خططنا للانكشاف ومعلوماتنا واوامرنا لان تلقى طريقها بسرعة الى الاعداء«. ونقل سياسي لبناني عن اوساط الخارجية الفرنسية تأكيدها »ان الاوضاع حسمت بالنسبة للبنان على الصعيدين الدولي والعربي رغم ما تشهده ساحته حاليا من تشنجات وحملات منظمة من خارج الحدود لاعادة خلط اوراق يعيد عقارب الساعة الى ماقبل الثاني عشر من يوليو الماضي عشية الحرب الاخيرة بل قد يسهم في تأجيل الاستحقاقات المرسومة من المجتمع الدولي ولكن ليس لمدة طويلة: فالعالم كله متمثل الان ولو بنسب متفاوتة في لبنان ومنطقة الجنوب.

 

 براميرتس يقدم تقريره  و"المحكمة" لم تنل الأكثرية في مجلس الأمن

 بيروت- »السياسة«:ذكرت مصادر ديبلوماسية دولية ان القاضي البلجيكي سيرج براميرتس رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة في جريمةاغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري سيقدم يوم الاثنين تقريره حول تطور التحقيقات الى الامين العام للأمم المتحدة كوفي عنان. وقالت المصادر انه لن يصدر بعد مناقشة التقرير قرار جديد او بيان رئاسي من مجلس الأمن, حيث ان التقرير سيكون »مرحلياً ووصفياً«. واشارت الى ان التقرير سيؤكد مرة جديدة العمل الجاد المهني للجنة ولمسار التحقيقات التي تحاط بسرية تامة, الا ان التقرير على الرغم من ذلك سيعطي مؤشراً عن مستوى التعاون السوري مع مقتضيات التحقيق.

وذكرت المصادر ان الدول الفاعلة تنظر باهتمام الى ما سيتضمنه تقرير براميرتس رغبة منها بضرورة الوصول الى نتائج جدية, موضحة ان هناك تفاهماً دولياً على عدم استباق نتائج التحقيق في الجريمة. من جانبه اكد وزير العدل اللبناني الدكتور شارل رزق ان التحقيقات في جريمة اغتيال الحريري قد خصصت لها الأمم المتحدة امكانات واسعة وكبيرة, لا يمكن ان تتم بتسرع لان التسرع سيكون مرفوضاً. واوضح رزق ان الأمم المتحدة تعمل على تعديل مسودة انشاء المحكمة ذات الطابع الدولي للنظر في جريمة اغتيال الحريري على ضوء بعض الملاحظات على نص المسودة الحالي. واعتبر رزق ان المحكمة الدولية ستكون من افضل المحاكم وستحظى باجماع اللبنانيين.. موضحاً ان موعد توقيع بروتوكول انشاء المحكمة يستوجب الاتفاق بين السلطات اللبنانية في البرلمان والحكومة من جهة والامين العام للأمم المتحدة من جهة ثانية لاخراج الصيغة النهائية للمحكمة.

وكشف رزق عن ان مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون القانونية نيكولا ميشال ابلغه ان مسودة البروتوكول لم تحظ بالاكثرية المطلوبة في مجلس الامن, ومن هنا فان المطلوب توافق دولي ومحلي وتعديل المسودة بما يتوافق مع الملاحظات المطروحة.

 

واشنطن: الـ 1701 يجب ان يؤدي إلى نزع سلاح "حزب الله"

واشنطن – "النهار": تفادت وزارة الخارجية الاميركية التعليق مباشرة على تصريحات الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ان لدى الحزب 20 الف صاروخ، لكنها كررت انها تشعر بالقلق لاستمرار وجود هذه الاسلحة في حوزة الحزب. وقال نائب الناطق باسم الوزارة توم كايسي ان تحقيق التقدم في تطبيق القرار 1701 يجب ان يؤدي "في الواقع الى نزع سلاح حزب الله وكل الميليشيات المسلحة الاخرى". وعن تظاهرة الحزب، قال ان واشنطن تؤيد حق الناس في لبنان في التظاهر السلمي للتعبير عن آرائهم، ورأى ان تنظيم التظاهرة يعكس قيم ومواقف حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي سمحت بالتظاهرة التي قامت قوى الامن اللبنانية بادارتها بسلام. واعرب عن شكوكه في ان يتسامح "حزب الله" كما تسامحت حكومة السنيورة مع اولئك الذين يريدون التعبير عن آراء لا تنسجم بالضرورة مع آرائهم.

 

رايس قريباً في المنطقة

النهار/صرحت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، بعد اجتماع وزاري الخميس لمجلس الامن لمناقشة الوضع في الشرق الاوسط، انها تعتزم السفر الى الشرق الأوسط قريباً وانها عقدت العزم على احياء مساعي السلام المتعثرة بين اسرائيل والفلسطينيين. وقالت انها ستسعى الى لقاء الزعماء العرب المعتدلين وتحاول مساعدة الجانبين في الصراع العربي - الاسرائيلي على حل الخلافات بينهما. واضافت: "اتوقع ان اذهب الى المنطقة قريبا"

 

المر: مقاتلو "حزب الله" وأسلحتهم قد يدمجون بلواء من الجيش

النهار/أعلن وزير الدفاع الياس المر ان مقاتلي "حزب الله" و"أسلحتهم" قد يدمجون في لواء من الجيش اللبناني مكلف "حماية قرى" جنوب لبنان.وفي مقابلة نشرتها صحيفة "لو موند" امس قال المر ان الحكومة اللبنانية قررت امتلاك "صواريخ مضادة للدبابات والطائرات لعدم تقديم ذرائع بأن الجيش اللبناني غير قادر على حماية لبنان"، وهو السبب المعلن للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لرفضه نزع سلاح الحزب.

اقر المر بأن هناك "تضاربا في الآراء" لمعرفة ما اذا كان "حزب الله" مستعدا فعلا للتخلي عن ترسانته طبقا للقرار 1701 الذي وافق عليه. واضاف: "يقول البعض ان هذه الاسلحة ورقة ايرانية بيد حزب الله، ويقول البعض الآخر انه يجب التحقق ما اذا كانت اسلحة حزب الله في النهاية ترمي كما يقول حسن نصرالله الى حماية لبنان. اود ان يكون الامر كذلك". واوضح: "عندما سيكون الجيش اللبناني مجهزا بأفضل المعدات سنجد حلا لدمج المقاومة في صفوف لواء من الجيش اللبناني تسند اليه مهمة حماية قرى الجنوب تحت اشراف الجيش اللبناني".

واشار الوزير الى ان التوازن الطائفي في لبنان يقوم على مبدأ المساواة بين "ثلث من الشيعة وثلث من السنة وثلث من المسيحيين والدروز" و"الثلث الشيعي غير موجود في صفوف الجيش". وردا على سؤال حول اخطار تعرض جنود قوة اليونيفيل المنتشرة في جنوب لبنان لاعتداءات، قال المر ان "الجيش اللبناني تلقى اشارات ايجابية جدا" من حزب الله، وقال ان عدم مشاركة قوات اميركية او بريطانية في اليونيفيل يعتبر ايجابيا.

وتابع ان الانسحاب الاسرائيلي التام من لبنان "يجب ان ينجز بحسب المعلومات المتوفرة لدينا في 29 ايلول" دون ان يعطي مزيدا من الايضاحات. وحول مد "حزب الله" بالاسلحة، اعلن وزير الدفاع ان هذه المسألة "غير مطروحة حاليا". واعتبر ان "كمية الاسلحة والذخائر التي تلقاها حزب الله في السنوات الاخيرة وخلال فترة الحرب تجعله لا يحتاج الى تسلم المزيد منها" بحرا او برا من سوريا. وخلص المر الى القول ان حزب الله" لا يحتاج الى تلقي اسلحة ولا ذخائر، لديه ما يكفيه منها". (و ص ف)

 

تقرير مثير...نشاط فاعل للمخابرات الأردنية في لبنان .... مروان حمادة التقى حاييم رامون ... باخرة سلاح فرغت حمولتها في ضبية ...

 ورد شام برس من الزملاء معدي نشرة الارز التقرير التالي :

حصلت نشرة الأرز على وثائق مهمة تكشف عن تدويل سياسي وعسكري وأمني للبنان ففي هذا الاطار يزور وزير الحرب البريطاني "جيفري هون" لبنان، للبحث فيما تم الاتفاق عليه بين السنيورة ورئيس الوزراء البريطاني "توني بلير" حول تقديم بريطانيا دعما عسكريا للجيش اللبناني ولقوى الأمن الداخلي، مما يزيد في السيطرة الأجنبية على المفاصل العسكرية والأمنية في لبنان، ولاسيما أن حكومة السنيورة استبدلت الحصار البحري الإسرائيلي بحصار الأساطيل الأطلسية، وإن تمت تحت علم الأمم المتحدة، واستبدلت الحصار الجوي الإسرائيلي بخبراء من المخابرات الألمانية لرصد جميع التحركات في مطار بيروت. وما ينطبق على الجو والبحر ينطبق أيضا على البر، حيث كان وليد جنبلاط واضحا بالمطالبة بخبراء أجانب على الحدود مع سورية، مكررا أنه يجب مراقبة إدخال السلاح من الأراضي السورية إلى لبنان.  وكشفت الوثائق تنسيقاً أمنياً بين بعض قوى 14 شباط والمخابرات الأردنية والسعودية والمصرية ،حيث تم الكشف عن إقامة عشرات المراكز الأمنية للمخابرات "الأردنية والسعودية والمصرية" في صيدا وبيروت والبقاع والشمال، وزعت عناصرها على مكاتب تيار المستقبل، مما يعد أكبر فضيحة أمنية.

 وتؤكد المعلومات وجود نشاط فاعل للمخابرات الأردنية في لبنان، مستغلة إرسال المساعدات الطبية والغذائية لاختراق الساحة اللبنانية، بالتعاون مع السفارة الأردنية التي تحولت إلى وكر أمني تجسسي، يوجد في مقرها أكثر من عشرة ضباط وهم يتابعون التطورات السياسية والأمنية، وتداعيات الحرب الإسرائيلية على لبنان مع التجسس على حزب الله وقادته.

 ومن أبرز هؤلاء الضباط، العقيدان: (نزيه دحدوح، وجهاد عزام) من جهاز المخابرات الأردنية العامة، اللذان يقومان مع القائم بالأعمال الأردني "محمد الفايد" باتصالات مع رموز قوى 14 شباط، ولاسيما (الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية)، كما التقوا مؤخرا مع دوري شمعون رئيس حزب الوطنيين الأحرار، وبحثوا معه الأوضاع الداخلية اللبنانية، وضرورة تفعيل دور قوى 14 شباط سياسياً وأمنياً، والتعاون المشترك في جميع المجالات، وتبني وجهة النظر الأمريكية حيال لبنان، كذلك التقوا مع الرئيس الأعلى لحزب الكتائب اللبنانية أمين الجميل، بحضور الوزير بيار الجميل، وتم الاتفاق على التعاون المشترك واستعداد الأردن لإعادة تأهيل تيار الجميل عسكرياً وأمنياً، ودعمه مالياً.  وكان الفايد قد التقى برفقة العقيد دحدوح الوزيرة نائلة معوض، والنائب نسيب لحود، وتم البحث في التطورات السياسية اللبنانية، ورؤيتهما للمرحلة المقبلة وطلب الجانب الأردني تفعيل دور قوى 14 شباط في لبنان، وإعادة تحريك ملف جريمة اغتيال الرئيس الحريري، وغيرها من الملفات التي تثير الرأي العام اللبناني ضد سورية، وحزب الله.  وفي هذا الإطار، وصل إلى لبنان على دفعات متتالية فريق مصري، يضم خبراء فنيين وتقنيين وأطباء وغيرهم، وتبين حضور ثلاثة ضباط من جهاز المخابرات المصرية تحت ستار الفرق الإنقاذية لمساعدة الشعب اللبناني، التحقوا بمقر السفارة المصرية في بيروت، عرف منهم العقيد أيمن عبد الرحمن من جهاز المخابرات العامة المصرية، وتولى هؤلاء الضباط عدة ملفات، أبرزها:

 1-     الوضع في الجنوب اللبناني، والعدوان الإسرائيلي على لبنان.

 2-     ملف التنظيمات الأصولية والإرهابية في المخيمات الفلسطينية.

 3-     ملف الوضع الداخلي اللبناني، ومواقف الأحزاب وقوى 14 شباط.

 4-     تداعيات الحرب على لبنان، والموقف الشعبي الحقيقي من "حزب الله وسورية وإيران".

 وقد بدأ العقيد عبد الرحمن بجولة على مناطق الجنوب للإطلاع على سير انتشار القوات الدولية وحجم المشاركة الحقيقية، إضافة إلى حجم الخسائر، وتحديد مواقع حزب الله العسكرية، وطبيعة السلاح الذي استخدم في الحرب، والمواقع السرية التي ما زال حزب الله يحتفظ بها في الجنوب، وجميع التفاصيل الأخرى.

   ومن جانب آخر تم الكشف عن تعاون أمني وإعلامي بين قوى 14 شباط وإسرائيل ، ففي مجال التعاون الامني أبرزت الوثائق انه خلال زيارة الوزير مروان حمادة الأخيرة إلى باريس، برفقة النائب وليد جنبلاط التقى هناك مع وزير العدل الإسرائيلي حاييم رامون، ووفد من وزارة الخارجية الإسرائيلية، وتم البحث في التطورات السياسية والأمنية في الساحة اللبنانية ولاسيما تفعيل دور قوى 14 شباط، وعن توجه إسرائيلي لإرسال المزيد من ضباط الموساد إلى لبنان، للقيام بأنشطة معينة، بالتعاون مع "الحزب التقدمي الاشتراكي، والقوات اللبنانية"، إذ ترغب المخابرات الإسرائيلية باستحداث مكاتب أمنية لها في منطقة جبل لبنان، حيث الانتشار الدرزي والمسيحي.

 وفي مجال التعاون الاعلامي تبيّن وجود اهتمام إسرائيلي بمحطتي تلفزيون المستقبل و ال بي سي  لجهة إقامة علاقات إعلامية وسياسية، وتبادل بعض المعلومات ذات الاهتمام المشترك، وعلم أن وفداً إعلامياً إسرائيلياً، التقى في باريس شقيق الوزير حمادة "علي"، الذي يعمل في محطة المستقبل بحضور الإعلامي فارس خشان الذي يعمل في تلفزيون المستقبل وتم الاتفاق على إعداد خطة للتعاون بين الجانب الإسرائيلي، وتلفزيون المستقبل. ومن المقرر أن يبدأ تلفزيون المستقبل بتصعيد حملاته الإعلامية ضد سورية والقيادة السورية، والأحزاب الوطنية الحليفة لها، وتوجيه المزيد من الاتهامات إلى الضباط السوريين، الذين خدموا في لبنان، وبعض القيادات السورية.

   واظهرت الوثائق تنسيقاً عسكرياً وأمنياً بين قوى 14 شباط حيث تم الكشف عن باخرة وصلت إلى منطقة ضبية الساحلية ومرفأ بيروت ، قيل إنها محملة بالمساعدات الطبية والغذائية إلى الشعب اللبناني، قادمة من الخليج العربي وتحديداً السعودية، وسرعان ما تبين أنها محملة بكميات من الأسلحة الفردية والمتوسطة والصواريخ الأمريكية، حيث أفرغت حمولتها ليلاً في ظل وجود بوارج أمريكية قرب الساحل اللبناني، وإجراءات أمنية مشددة من قبل عناصر من جهاز قوى الأمن الداخلي، معظمهم من أنصار "تيار المستقبل". وقد تولى الإشراف على تفريغ الحمولة "أحمد يوسف العرب"، وهو أحد المسؤولين الأمنيين في تيار المستقبل، وتم توزيع السلاح على بعض قوى 14 شباط، حيث نقلت كمية إلى منطقة "كسروان وبشري" للقوات اللبنانية، فيما تولت شاحنات أخرى نقل السلاح إلى منطقة الشوف، حيث نفوذ جنبلاط، وحزبه التقدمي الاشتراكي، وأرسلت كميات مماثلة إلى منطقة الشمال، عائدة للوزير "أحمد فتفت" لتوزيعها في منطقة عكار والضبية شمال لبنان، وتسليم أنصار الوزيرة نائلة معوض قسماً منها، حيث يقوم نجلها ميشال بتوزيعها على أنصارهم في زغرتا وجوارها.

 وفي السياق ذاته عُلم عن وجود عدد من عناصر القوات اللبنانية في الاردن كانوا مطلوبين للأجهزة الأمنية اللبنانية سابقاً في ظل الوجود السوري في لبنان، حيث تلعب المخابرات الأردنية دوراً في إعادة تدريبهم وإرسالهم إلى لبنان، لتعزيز القدرات العسكرية للقوات اللبنانية.