المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 30 أيلول 2006

يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟ » (يوحنا 6,68(

 

الرئيس السنيورة تلقى اتصالا هاتفيا من رايس واكد ضرورة تنفيذ القرار 1701 بانسحاب اسرائيل

وطنية - 29/9/2006 (سياسة) تلقى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة اتصالا من وزيرة خارجية الولايات المتحدة الاميركية كوندوليزا رايس، وبحث معها الاوضاع الراهنة. واكد الرئيس السنيورة "ضرورة تطبيق القرار الدولي 1701 بانسحاب اسرائيل من الاراضي اللبنانية المحتلة، تمهيدا لوقف ثابت لاطلاق النار وتحريك ملف قضية مزارع شبعا".

 

بيان الفرنكوفونية 29 سبتمبر

 أ. ف. ب.

بوخارست: جاء في البيان الختامي لقمة المنظمة الدولية للفرنكوفونية ان قادة اكثر من ستين بلدا مجتمعين اليوم في بوخارست اعربوا عن "قلقهم الشديد" من الازمة في دارفور  وعن "اسفهم" للوضع في ساحل العاج. وتمت المصادقة على البيان الختامي للقمة بعد الموافقة على صيغة تعديل اقترحتها مصر حول لبنان بعد ان عرقلتها كندا لبعض الوقت.

كذلك اثارت فقرات البيان الختامي التي تخص ساحل العاج ودارفور مناقشات شائكة حتى اخر لحظة على ما افادت مصادر قريبة من المفاوضات.

وبشان ساحل العاج اكد قادة الفرنكوفونية في البيان "اننا ناسف لارجاء الانتخابات الرئاسية التي كانت مبدئيا مقررة في 31 تشرين الاول/اكتوبر 2006 على اقصى تقدير كما جاء في القرار 1633 الصادر عن مجلس الامن الدولي".وعزا القادة "العراقيل العديدة الى انعدام الارادة الحقيقية لدى السياسيين العاجيين في المضي قدما وبحزم الى تطبيع الوضع والخروج من الازمة".

كما لاحظوا انه "رغم التقدم الذي حصل منذ تولي رئيس الوزراء شارل كونان باني مهامه في كانون الاول/ديسمبر 2005، لم تسجل عملية تسوية الازمة تقدما كافيا" لا سيما في "المجالين الاساسيين وهما نزع سلاح المقاتلين والميليشيات" و"وضع اللوائح الانتخابية".

وتحت ضغوط مصر، صادقت الدول الاعضاء في منظمة الفرنكوفونية ايضا على فقرة تعبر عن "القلق ازاء التدهور الخطير للاوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة".

و في ما يلي النقاط الرئيسية في "اعلان بوخارست" الذي تم تبنيه اليوم في ختام القمة الحادية عشرة للمنظمة الدولية للفرنكوفونية التي جمعت في بوخارست زعماء اكثر من ستين دولة.

لبنان

مع ابداء اسفنا للمأساة التي عاشها لبنان والنتائج المفجعة التي عادت بها على مجمل السكان المدنيين، ندعو الى الوقف التام للاعمال العسكرية وعودة الهدوء الى لبنان. ندعو كافة الاطراف الى العمل بهدف التطبيق التام للقرار 1701 الصادر عن مجلس الامن الدولي والتعاون مع القوة الدولية الموقتة للامم المتحدة في لبنان حتى تتمكن الحكومة اللبنانية من بسط سيادتها الكاملة على كامل اراضيها والمساعدة في ارساء الامن في جنوب لبنان.

ساحل العاج

نأسف لتأجيل الانتخابات الرئاسية الاساسية التي نص قرار مجلس الامن رقم 1633 على تنظيمها في 31 تشرين الاول/اكتوبر 2006 على ابعد تقدير. هذا التاجيل ناجم عن عقبات عدة وعن غياب الارادة الحقيقية للفرقاء السياسيين في ساحل العاج. يفترض ان يبقى الهدف القائم تنظيم انتخابات حرة وديموقراطية استنادا الى عملية منصفة وقوائم انتخابية جديدة وذات مصداقية، وعلى اساس تجريد كافة القوى المسلحة من اسلحتها.

الازمة في دارفور

نشعر بقلق بالغ ازاء التدهور المستمر للوضع في دارفور مع استمرار اعمال العنف وانتهاكات حقوق الانسان والقانون الانساني.

اننا (..) نؤيد استئناف المباحثات مع الحكومة السودانية بهدف تطبيق قرار مجلس الامن الدولي 1706 ونشر قوة سلام تابعة للامم المتحدة في اقرب وقت.

تشاد

نعرب عن ادانتنا الشديدة لمحاولات زعزعة الاستقرار التي كان التشاد مسرحا لها في نيسان/ابريل 2006. ونعرب عن سرورنا بالاستقرار التدريجي للوضع الامني في البلد وتحسن العلاقات الثنائية مع السودان.

الوضع في الاراضي الفلسطينية المحتلة

نعرب عن قلقنا امام التدهور الخطير للوضع في الاراضي الفلسطينية المحتلة وكذلك عن قلقنا ازاء الازمة الاقتصادية والاجتماعية والانسانية الخطيرة في قطاع غزة.

اننا ندين كل لجوء الى القوة وكذلك انتهاكات حقوق الانسان والقانون الانساني الدولي التي يفترض ان تلقى احتراما تاما غير منقوص من كافة الاطراف.

الابعاد السياسية للفرنكوفونية

مع اعرابنا عن سرورنا للتعاون بين دولنا وحكوماتنا الذي اسهم في تبني معاهدة حماية وتشجيع تنوع التعبير عن الهوية الثقافية في تشرين الاول/اكتوبر 2005 في اليونيسكو، فاننا ندعو الدول التي لم تفعل ذلك بعد الى تقديم وثائق التصديق على هذه الاتفاقية.

اننا نحيي مبادرة البلد المضيف للقمة لاقامة جامعة فرنكوفونية في شرق ووسط اوروبا اعتمادا على امواله الخاصة وبالتنسيق مع الهيئة الجامعية للفرنكوفونية.

 

برامرتس: تقدم في التحقيق حول اغتيال الحريري 

الجمعة 29 سبتمبر - أ. ف. ب. نيويورك: اعلن رئيس لجنة التحقيق الدولية المكلفة كشف ملابسات اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري، امام مجلس الامن الدولي اليوم ان التحقيق في القضية يتقدم لكنه لا يزال يحتاج الى دعم المجتمع الدولي. وقال سيرج برامرتس ان اللجنة التي انشأتها الامم المتحدة "راضية عن التقدم الذي احرز حتى الان"، لكنها بحاجة لدعم متواصل كامل وتام من قبل المجتمع الدولي سواء على الصعيد التقني او القانوني. واضاف القاضي البلجيكي "من المرجح ان فريق الاعتداء بالقنابل كان يعرف بوجود جهاز الكتروني وقائي لحماية الموكب ورفيق الحريري، وانه اختار طريقة لا يمكن لهذا الجهاز ان يحبطها". وقال برامرتس امام المجلس اليوم الجمعة "ان تحاليل الحمض الريبي النووي لبقايا بشرية في مكان الجريمة اعطت نتائج اساسية".واضاف "ان بعض هذه البقايا يبدو انه يتطابق مع الشخص الذي قد يكون فجر الشحنة: وهو رجل في العشرين من العمر تقريبا. وتجرى فحوصات طبية اضافية في محاولة لتحديد المكان الذي يتحدر منه هذا الشخص". وبحسب تقرير مرحلي جديد حول التحقيق نشر الاثنين، فان وزن الشحنة الناسفة التي اودت بحياة الحريري قد يصل الى 1800 كلغ من مادة "تي ان تي" وقد يكون فجرها رجل قضى هو الاخر في الانفجار. وقتل الحريري في 14 شباط/فبراير 2005 في اعتداء نفذ على كورنيش البحر في بيروت. واوقع الانفجار ما مجموعه 23 قتيلا.

وتدرس لجنة التحقيق الدولية احتمال ان يكون رئيس الحكومة الاسبق "موضع مراقبة سابقة ومحاولات اغتيال محتملة"، كما قال برامرتس.

 

 صفير أمل في أن تتمكن الدولة من إنصاف الجميع ومساعدتهم في إعادة بناء منازلهم وبلداتهم

 وكالات - 2006 / 9 / 29

 أمل البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير، في ان تتمكن الدولة من انصاف جميع اللبنانيين وتساعدهم في اعادة بناء منازلهم وبلداتهم، وان يعود هذا الوطن الى سابق عهده من الاستقرار والسيادة والحرية والسلام". كلام البطريرك صفير جاء في خلال استقباله وفدا من لجنة المتابعة لرؤساء البلديات ومخاتير القرى المهجرة والمقيمة في اقضية الشوف وعاليه والمتن الاعلى "وتسلم منه عريضة جاء فيها: نحن رؤساء بلديات ومخاتير اقضية الشوف وعاليه والمتن الاعلى التقينا باجتماع عام للتداول في شؤون ووضع قرانا والمرحلة التي وصل اليها ملف المهجرين بالتعاون والتنسيق مع عدد من محامي الجبل. ان هذا اللقاء اتى بعدما مر على التهجير خمسة وعشرين عاما وعلى انشاء وزارة المهجرين ستة عشر عاما وبعدما لم تصل هذه القضية الى خواتيمها المرجوّة ولا تزال جرحا نازفا في صدر الوطن.  في ظل الظروف الاخيرة والتهجير الجديد الذي مر به لبنان والذي تعرض له اخوة لنا في الوطن وطريقة تعاطي الدولة معه. وحرصا منا على مبدأ المساواة في المواطنية الذي كلفه الدستور اللبناني. وفي ظل التباطؤ الحاصل في اقفال ملف مهجري الجبل الذي استمر 25 سنة ولم يقفل بعد. كان لا بد لنا من اللقاء والتحرك والتوجه الى المسؤولين والمعنيين عن ملف مهجري الجبل وتذكيرهم ومطالبتهم بالآتي:

العمل فورا على: اعادة مهجري قرى عاليه والشوف والمتن الاعلى الذين لم يعودوا بعد واتمام المصالحات اللازمة ودفع التعويضات لهم وللمقيمين الذين تضرروا من دون اي تأخير، تعديل قيمة التعويضات المقررة سابقا لمهجري الجبل على قاعدة مبدأ المساواة بين المواطنين المنصوص عنه في الدستور اللبناني، على ان تشمل التعويضات عوائل الشهداء الجرحى الذين اصيبوا بإعاقة دائمة، دور العبادة، المؤسسات الخاصة واثاث المنازل.

المبادرة الى اقفال ملفات جميع القرى التي طالها التهجير ودفع التعويضات اللازمة لاهلها وانصاف المجحف بحقهم. المبادرة فورا الى انشاء واكمال البنى التحتية في القرى المهجرة من مدارس ومستشفيات ومستوصفات وشبكات مجارير وكهرباء ومياه وهاتف وغير ذلك". ان قضية مهجري الجبل هي قضية محقة وعادلة يقتضي معالجتها فورا من قبل الدولة وواجب على كل مسؤول ديني او زمني العمل لاحقاق وانصاف الحق لان مأساتهم مستمرة منذ اكثر من عقدين من الزمن.

ورد البطريرك صفير على الوفد قائلا:" نشكر لكم زيارتكم واننا نأمل في ان ينصف المسؤولون جميع اللبنانيين وقضية الجبل، ظننا انه لم يبق منها الا بلدتان وهما بريح وكفرمتى، ولكن تبين لنا الآن ان هناك اكثر من بلدتين".

اضاف: "على كل سواء اكان هناك بلدتان ام اكثر يجب ان يصل كل المواطنين الى حقوقهم ولكن الان وخلال الشهر الفائت تعلمون ما حدث في هذا الوطن، وهو كان نكبة كبيرة سواء اكان في الجنوب ام في سائر انحاء البلد، والجسور التي تهدمت والبيوت وما سوى ذلك والهجرة التي حدثت، كل هذا طبعا يؤسف له، ولكن نأمل ان تتمكن الدولة من ان تنصف جميع اللبنانيين وان تساعدهم على اعادة بناء منازلهم وبلداتهم وان يعود هذا الوطن الى سابق عهده من الاستقرار والسيادة والحرية والسلام، هذه هي امنيتنا ونأمل ان يستجيب المسؤولون الى مطالبكم".

 

الأحرار: من غير المسموح بعد الآن الموازاة بين التبعية وبين المساعدة المشروعة للتخلص منها

وطنية - 2006 / 9 / 29

 ابدى حزب الوطنيين الاحرار اعتزازه بالعلاقة التاريخية التي تربط لبنان وفرنسا وامتنانه من الدعم الذي يوفره الرئيس جاك شيراك وفرنسا حكومة وشعبا للبنان. ورأى ان التزام تنفيذ القرار 1701 وتطبيق وثيقة الوفاق الوطني تطبيقا امينا وصادقا يغنيان عن كل ما يطرح من مذكرات تفاهم ومشاريع وورق وما شابه. وشدد على انه من غير المسموح من الآن وصاعدا الموازاة بين التبعية وبين المساعدة المشروعة للتخلص منها. ورأى في "تسوية الامن العام" اسوأ مساهمة في بناء دولة الحق والمؤسسات.

عقد المجلس الأعلى للحزب اجتماعه الأسبوعي برئاسة نائب الرئيس روبير الخوري وحضور الأعضاء. بعد الاجتماع صدر البيان الآتي:

1 - نصر على الحضور اللبناني في مؤتمر القمة للدول الناطقة كلياً أو جزئياً بالفرنسية لما لهذا الحضور من فائدة بالنسبة إلى القضايا اللبنانية، علماً أن لبنان هو أحد دعائم المنظمة الفرنكوفونية وأعضائها المؤسسين وقد كان للمغفور له الرئيس شارل الحلو الفضل الكبير في إطلاقها وفي اكتسابها صدقية تخطت إطار الدول المنضوية تحت لوائها. ونلاحظ في المقابل إمعاناً من قبل الرئيس لحود في التحامل على فرنسا التي ترفض السجال معه على خلفية الإشكالية التي يثيرها، وعلى رئيسها جاك شيراك صديق لبنان بامتياز، على رغم إصدار رئيس الجمهورية الرومانية بياناً ينفي فيه وجود أية ضغوط مورست عليه من قبل فرنسا أو الرئيس شيراك في موضوع الدعوات لحضور المؤتمر.

إن ما يتعمد الرئيس اللبناني تجاهله هو في الواقع حرص الرئيس الروماني على احترام قرارات الشرعية الدولية ومن بينها القرار 1559 الذي دعا إلى انتخاب رئيس جمهورية جديد كون تمديد ولاية الرئيس لحود تم بالضغط والإكراه تحت وطأة الهيمنة السورية، من جهة، والاعتبارات المتعلقة باغتيال الرئيس الحريري على ما صرح به الرئيس الروماني نفسه، من جهة أخرى.

وننتهز المناسبة لتأكيد موقفنا الذي يتلاقى مع مضمون القرار 1559 ونعلن اعتزازنا بالعلاقة التاريخية التي تربط لبنان وفرنسا، وامتناننا للدعم الذي يوفره لوطننا الرئيس جاك شيراك وفرنسا حكومة وشعباً، ونذكر أنه لولا المبادرات الفرنسية التي حركت المجتمع الدولي لما استطعنا الخروج من التبعية لسوريا ولا ضمان تلبية الشرعية الدولية المطالب اللبنانية في متن القرار 1701 ، ولا تجاوب الدول الصديقة بتعزيز اليونيفل لتطبيقه، فضلا عن تنظيم المؤتمرات لتأمين الدعم المالي للبنان.

2 - نؤكد بازاء بعض المبادرات، وبقطع النظر عن خلفيات أصحابها ونياتهم، ان التزام تنفيذ القرار 1701 الذي تبنى القرارات السابقة بما فيها القرارين 1559 و 1680 والذي يتضمن البنود السبعة التي حظيت بإجماع حكومي وبدعم القمة الروحية اللبنانية والأشقاء العرب والدول الصديقة، وتطبيق وثيقة الوفاق الوطني تطبيقاً أميناً وصادقاً، يغنيان عن كل ما يطرح من مذكرات تفاهم ومشاريع وأوراق وما شابه.

المطلوب من الجميع الإقلاع عن تصوير قيام الشرعية الدولية بواجبها تجاه لبنان لتمكينه استعادة مقوماته والمحافظة على ثوابته تدخلاً في شؤونه، والإقرار بواقع ساطع وهو ان هيمنة دمشق على لبنان هي التي سمحت بقيام المحور السوري ـ الإيراني الذي لا يألو جهداً ولا يوفر وسيلة من أجل إبقاء لبنان ساحة صراع مفتوح يستغلها لمصلحته. ومن نافل القول أنه لو تم تطبيق الطائف منذ مطلع التسعينات، أو لو تصرفت سوريا تجاه لبنان كما تقتضيه علاقات حسن الجوار، وكما تنص عنه مبادئ جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة لكان الواقع اليوم غير ما هو عليه وفي كل المجالات. ومن غير المسموح من الآن وصاعداً الموازاة بين التبعية وبين المساعدة المشروعة للتخلص منها، أو تغطية حقيقة الهيمنة وأهداف المحور السوري ـ الإيراني بسوق الاتهامات ضد الشرعية الدولية والمجتمع الدولي لذر الرماد في الأعين.

3 - نرى في ما دعي " تسوية الأمن العام " أسوأ مساهمة في بناء دولة الحق والمؤسسات. ولا مجال لإجراء مقارنة أو تشبيهها لها بالتسويات التي تقتضيها أحياناً خصوصية المجتمع التعددي والتي تتميز بطابعها السياسي والوطني، وهي ليست مستحبة فقط إنما مطلوبة أيضاً كونها تعزز التفاهم والتوافق وتوفر التشنجات والأزمات التي تستنفر الطاقات وتضعف مناعة الوطن وتلهيه عن مواجهة الاستحقاقات الداهمة.

إن ما نحن في صدده اليوم مواجهة غير مبررة، ولا يفترض أساساً أن تحصل بين موظف ووزير وصاية يمثل السلطة السياسية. فإذا حصل خطأ يجب إصلاحه بتطبيق القوانين والأعراف وحسب، لا أن يتحول الأمر سجالاً يثير العصبيات ويتسبب باصطفاف نحن في غنى عنه، أو يعيدنا إلى الحلول العشائرية وإلى التكاذب والتخادع.

إن أكثر ما يهمنا، إضافة إلى الإلحاح في تطبيق القانون، مع حفظ الكرامات، هو الإجابة عن أسئلة وردت في تصريحات بعض المرجعيات السياسية، وفي سياق تحليلات وأخبار صحافية تشير إلى تسيّب متعمد على المعابر ما أتاح الفرصة لإدخال الأسلحة والعتاد وأعداد كبيرة من عناصر الجيش السوري. إن التواطؤ أو التقصير إذا ثبت يعد جريمة يحاكم عليها القانون بعيداً من كل الاعتبارات وبعيداً من لغة "المصادر" وردود "المكاتب ".

 

روجيـه اده: خطاب نصرالله يطمئن ويهدد ويرعب

 الراعي: آسف وأتخوف منه والقرار 1701 طريقنا الى السلام

وطنية- 2006 / 9 / 29

 رأى رئيس حزب السلام المحامي روجيه اده ان الامين العام لحزب الله في الخطاب نفسه يطمئن ويهدد ويرعب، لافتا الى ان الرئيس الفرنسي جاك شيراك ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس يبدو انهما على اطلاع على شيء ما يحصل قد يهدد السلام المتمثل بالقرار 1701. من جهته، ابدى راعي ابرشية جبيل للموارنة المطران بشارة الراعي تخوفه واسفه لكلام نصرالله الاخير، مشيرا الى ان القرار 1701 هو طريقنا الى السلام.

في اطار زيارته للبنان والمنطقة لاستطلاع الوضع حول تنفيذ القرار 1701 وإحياء عملية السلام زار الوفد النيابي البريطاني من حزب العمال والذي يضم النواب: كريستين كلانت وتوبياس الوود وبروكس نيومارك رئيس حزب السلام المحامي اده في دارته في اده - جبيل وشارك في اللقاء راعي ابرشية جبيل المطران الراعي وعدد من الفاعليات ورجال الاعمال. وكانت جولة افق حول كل المواضيع المطروحة على الساحة المحلية والاقليمية وتطورات عملية السلام وتنفيذ القرار 1701. واعتبر المحامي اده الذي رحب بالوفد ان مشروع السلام الذي يتضمنه القرار 1701 هو سلام للبنانيين ومفتاح لإنعاش عملية السلام في الشرق الاوسط.

وقال: اننا اليوم بين ان يكتمل تنفيذ القرار 1701 وأن يدوّل ويحيّد لبنان كساحة للصراعات وأن يكون هذا كله مدخلا للسلام في الشرق الاوسط او ان ينهار السلم الاهلي في لبنان كما هو في العراق وأن ندخل نفقا مظلما دمويا جديدا وخطيرا. اضاف: انا متخوف من هذا الوضع لانه كما سمعنا السيد حسن نصرالله يتكلم ويطمئن وهو في الخطاب نفسه يهدد ويرعبنا، فنحن لدينا كل الاسباب التي تجعلنا نخاف. فالرئيس جاك شيراك والوزيرة رايس يبدو انهما على اطلاع على شيء ما يحصل ويحضّر ويلفتان النظر الى ذلك، كما ان ظواهر الامور في عملية السلام يبدو ان وراءها بواطن في الامور تهدد عملية السلام المتمثلة في القرار 1701.

لذلك يجب ان تبقى اولويتنا دعم هذه الحكومة وهذا المشروع الدولي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط عبر السلام اللبناني. واعتبر اده في كلمته ان المستهدف من الهجمة الحاصلة على الرئيس فؤاد السنيورة والحكومة هو تطبيق القرار 1701 اولا ومن ثم المحكمة الدولية، وما يمثل الرئيس فؤاد السنيورة من عامل استقرار وحوار بين النظام الدولي وشريك مع هذا الفريق من قبل الشعب اللبناني، فالدولة اللبنانية يمثلها اليوم شئنا أم ابينا في عملية السلام الرئيس فؤاد السنيورة.

بدوره اعتبر المطران الراعي ان كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأخير مخيف وقال: نأمل في ان يصل هذا الكلام الى خط بناء الدولة اللبنانية ونحن كلبنانيين يؤسفنا مثل هذا الكلام لأن لبنان على مر التاريخ لم يكن الا ارض سلام وجسرا بين الشرق والغرب والتاريخ اظهر كم ان اللبنانيين عملوا من اجل بناء السلام ومحبة الشعوب. اضاف: الشعب اللبناني بطبيعته شعب مسالم ويعشق السلام ولم يؤمنوا يوما او ارادوا ان تكون الحرب طريقنا الى السلام، نحن نعتبر ان ما يحصل في لبنان من احدى وثلاثين عاما الى اليوم هو ان نكون ضحية السلام وندفع ثمنه، لذلك نحن نعتبر ان كلام السيد نصرالله "مخيف" ونأمل على طاولة الحوار اللبناني ان نعيد للبنان ميزته خصوصا ان هذا البلد هو عنصر سلام اساسي في الشرق الاوسط، سلام العدالة والعدل وحقوق الانسان والحوار بين الشعوب وأنا لدي القناعة ان لبنان هو ضحية السلام، ونحن من هنا من قصر السلام لا نريد الا السلام ولا نريد غير ذلك. هذه هي قيمتنا كلبنانيين، ونأسف لسبب او لآخر اننا اصبحنا تجاه العالم شعب الحرب وأرضه ارض الحرب وكلما دعيت شخصا الى لبنان يقول بأنه ذاهب الى الموت، فلبنان عكس ذلك هو ارض السلام وا لتلاقي بين الاديان والثقافات والحضارات ونحن متمسكون بالسلام اللبناني. وحيا المطران الراعي كل الدول المتعاطفة مع لبنان وأكد ان هذا التعاطف هو مع شعب يريد السلام وله دور اساسي فيه، لافتا الى ان لبنان هو حاجة سلام ونحن راضون اذا كنا ندفع ثمن السلام على امل ان يأتي هذا السلام. وختم: اذا تلاقت الارادات الطيبة الموجودة دوليا ولبنانيا فإن القرار 1701 سينفذ وهو طريقنا الى السلام الداخلي والآمال لدينا كلبنانيين اكبر بكثير من الخوف. كما تحدث باسم الوفد البريطاني النائب بلانت فأشار الى ان هدف زيارتهم الى لبنان ومن اولوياتها تقصي الوقائع حول تنفيذ القرار 1701، مؤكدا على اهمية احياء عملية السلام في المنطقة انطلاقا من القرارات الدولية والسلام اللبناني. وأبدى ثقته بأن حزب العمال في بريطانيا سيتسلم الحكم لأن الرئيس الحالي للحكومة لن يستطيع اكمال السنة المتبقية له وقال: نحن لدينا قيادة جديدة محافظة تتعاون مع الولايات المتحدة الاميركية ولكن ليست تابعة لها. وختم: نحن هنا في لبنان ومن واجبنا الحديث مع كل الافرقاء والاطلاع على وجهة نظرهم والاستماع اليهم حول موضوع السلام في المنطقة حتى الافرقاء الذين تقاطعهم الديبلوماسية البريطانية.

 

الوفد البرلماني البريطاني غادر بيروت

وطنية- 29/9/2006 (سياسة) غادر بيروت بعد ظهر اليوم الوفد البرلماني البريطاني عائدا الى لندن، بعد جولة له شملت عددا من المسؤولين

 

رأس سلسلة اجتماعات للتنسيق الامني ولعودة المهجرين

وكالات 2006 / 9 / 29

 اعلن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ان موضوع ربط الاجهزة الامنية تمت معالجته، ورأى انه لم يكن هناك اي داعٍ للعاصفة التي حصلت حوله. وكان الرئيس السنيورة رأس في السراي اليوم سلسلة اجتماعات. وبدأ الاجتماع الاول في العاشرة صباحا وحضره نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر، قائد الجيش العماد ميشال سليمان، قائد قوات الطوارىء الدولية الآن بللغريني، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان غير بيدرسون، الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى اللواء سعيد عيد مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد جورج خوري، ومساعد مدير المخابرات في الجيش العميد عبد الرحمن شحيتلي.  بعد الاجتماع قال بيللغريني:"هذا اجتماع دوري يعقد للتنسيق مع الجيش اللبناني." وردا على سؤال عن موعد انسحاب اسرائيل الكامل من الجنوب اكتفى بللغريني بالقول:قريبا. بعد ذلك رأس الرئيس السنيورة اجتمعا امنيا- تنسيقيا حضره الوزير المر، وزير الداخلية بالوكالة احمد فتفت، مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي، المدير الالعام للأمن العام اللواء وفيق جزيني، الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى اللواء سعيد عيد، المدير العام لأمن الدولة بالوكالة العميد الياس كعيكاتي، مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد جورج خوري، رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي المقدم وسام الحسن. بعد الاجتماع أوضح الرئيس السنيورة: "ان موضوع ربط الأجهزة الأمنية تمت معالجته، مشيرا الى انه لم يكن هناك أي داع لهذه العاصفة التي حصلت حوله".

شؤون المهجرين: كذلك رأس الرئيس السنيورة اجتماعا خصص للبحث في موضوع استكمال عودة المهجرين حضره وزير شؤون المهجرين نعمة طعمة، وزيرة الشؤون الاجتماعية نايلة معوض، رئيس لجنة المهجرين النيابية هاغوب قصارجيان، والنواب: جورج عدوان، اكرم شهيب، هنري حلو، انطوان اندراوس، وانطوان غانم، إضافة إلى رئيس الصندوق المركزي للمهجرين فادي عرموني والمدير العام لوزارة شؤون المهجرين المهندس احمد محمود.

بعد الاجتماع عقد مؤتمر صحافي بدأه الوزير طعمة بالقول: "الاجتماع اليوم هو بسبب ما سمعه المواطنون من دولته بعد مؤتمر استوكهولم بان الدولة في صدد دفع مبالغ معينة للمتضررين بمعايير تختلف عن المعايير المطبقة راهنا أي من 30 مليون الى 50 مليون، لأنه لا يجوز ان يبقى مهجر بعد 20 سنة خارج قريته كان العائق دائما ماليا وليس سياسيا، لذلك كان هذا الاجتماع لنقل مطالب العائدين والمهجرين بضرورة مساواتهم. وسيبذل الرئيس السنيورة جهده لتوحيد القانون ولكن ليس هناك من وعد قاطع، بل سيكون هناك بذل للجهود من قبله ومن قبلنا.خصوصا واننا بدانا قبل حرب 12 تموز ببعض المصالحات في دقون وبعورتا وسنبدأ في المصالحة عبيه وعين كسور خصوصا ان المصالحة السياسية متوفرة ولكن كل ما يلزمنا هو الاموال، ونأمل خيرا.

شهيب : من جهته قال النائب شهيب: "ان المصالحة في الجبل تمت منذ فترة زمنية طويلة عندما زار صاحب الغبطة الجبل وكانت المصالحة تاريخية في الجبل الموضوع ليس موضوعا سياسيا بل انه موضوع اجتماعي وليس موضوعا امنيا لان الدولة بسطت سلطتها على الجبل وهي الآمر الناهي الوحيد في الجبل، والمصالحة تمت من خلال الانتخابات النيابية الأخيرة لقد خضنا سويا انتخابات نيابية وكانت هناك مشاركة واسعة من قبل الفريق الذي خضنا واياه هذه الانتخابات وكنا معه على خلاف خلال فترة الحرب، واتى 14 اذار ليوحد كل القوى في الجبل، لا خلاف سياسيا ولا خلاف اجتماعيا ولا خلل امنيا في الجبل، وانما العائق هو عائق مالي وستبدأ وزارة المالية بالضخ ويترافق مع ذلك استكمال المصالحات، وقد بدات منذ فترة زمنية بالشحار وتحديدا في بعورتا، فكل الكلام حول ازمة سياسية لا مكان له وليس صحيحا، وهي ستستكمل في خلال الايام القليلة المقبلة."

اضاف: "ان اقفال ملف المهجرين وملف النازحين من الجنوب مطلب وطني عام من قبل كل المواطنين، ان مال المهجرين هو مال من الخزينة اللبنانية، اما المال المخصص للنزوح من الجنوب فهو من المساعدات التي اتت وستاتي بعد عملية الوعد الصادق هناك فرق بين المصادر المالية ونامل ان يتم اقفال ملف المهجرين وملف الجنوب لنعود جميعا للبناء في الوطن من خلال إقفال ملفيين داميين كان لهما الاثر الكبير في الوضع الاقتصادي والاجتماعي اللبناني."

 

تراجع شعبية عون بسبب مواقفه الضبابية 

 الشراع - 2006 / 9 / 29

 اشارت دراسات اعدتها سفارة اجنبية في بيروت الى ان شعبية العماد ميشال عون آخذة في التراجع، بسبب مواقفه الضبابية، وارتمائه في الاحضان السورية – الايرانية، فضلاً عن تراجع اسهم العماد ميشال عون في الوصول الى رئاسة الجمهورية بشكل كبير. وعلمت ((الشراع)) ان التيار الوطني الحر يشهد استقالات جماعية في عدد من المناطق اللبنانية، وخصوصاً في جبل لبنان والبقاع والشمال، ففي مدينة زحلة قدم حوالى 11 عنصراً من التيار الوطني الحر استقالاتهم لينضموا الى القوات اللبنانية، وكان التيار الوطني الحر في زحلة ينوي تنظيم احتفال في زحلة بمناسبة ((انتصار المقاومة))، الا ان هناك من نصح نائب التيار سليم عون بالاقلاع عن هذه الفكرة، لانه لن يستطيع تجميع عشرة اشخاص في هذا الاحتفال.

 

خليفة: لبنان لا يحتمل الخروج من حكومة الى لا حكومة

 وكالات - 2006 / 9 / 29

 رأى وزير الصحة محمد جواد خليفة ان انتشار الجيش في الجنوب بعد ما حدث جاء في وضع سياسي مختلف عن الماضي فاسرائيل تعترف بموضوع الاسرى ومزارع شبعا وفي عهدة الأمم المتحدة وتوجد قوات دولية وهو معزز بمقاومة منتصرة. ولاحظ انه حتى لو كان الجيش في الجنوب لما كان تمكن من منع عمليات الاسر لأن الحكومة مقرة بمشروعية هذه العمليات في بيانها الوزاري. واعتبر خليفة في حديث الى مجلة "الاسبوع العربي" ان الكلام عن حرب اهلية هو استنهاض للقوى كي تستثمر مواقفها في السياسة، وشدد على ان رئيس مجلس النواب نبيه بري سينجح في العودة الى طاولة الحوار. وأكد ان لبنان لا يحتمل اليوم الخروج من حكومة يعتقد ان اداءها وسط الى لا حكومة وإن التغيير الحكومي يلزمه حوار بين مختلف الاطراف، مشيرا الى ان امين عام حزب الله حسن نصرالله عقلاني ولا يخطو بالبلد نحو المجهول. ورأى ان تقرير براميرتس لا يزال في الاطار التحليلي والتقني، مؤكدا ان لبنان ليس مقصرا في دوره بالنسبة الى المحكمة ذات الطابع الدولي. وأوضح انه لا يمكننا الدخول في نظام المجموعات الامنية في البلد وتعدد الأجهزة بشكل منفلش لأن الامر ينعكس على الجميع وهو سيف ذو حدين اليوم معك وغدا ضدك.

 

من هو؟

 الشراع - 2006 / 9 / 29

 ادلى احد الضباط الاربعة الموقوفين في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري بمعلومات خطيرة في هذا المجال للجنة التحقيق الدولية، واعترافات الضابط جاءت بعد توصية من جهات دولية اكدت له ان اعترافاته من شأنها ان تساهم في تخفيف الاتهامات المنسوبة اليه، وإظهار دور لجهات فاعلة في هذه الجريمة، لأنه بسكوته عما لديه من معلومات سيكون ((كبش محرقة)).

 

إسرائيل تواصل خرقها الأجواء اللبنانية والشرطة الفدرالية الألمانية تفقدت نقطة المصنع

 وكالات - 2006 / 9 / 29

 واصلت اسرائيل خروقاتها للسيادة اللبنانية واليوم حلقت طائرة استطلاع من نوع "ام كا" في اجواء منطقة النبطية على علو متوسط. هذا وصدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه بيانا يفيد بأنه في الخامسة والنصف بعد ظهر امس، اخترقت طائرة استطلاع اسرائيلية آتية من فوق البحر قبالة مدينة صور اجواء الجنوب، وحلقت فوق مختلف المناطق الجنوبية، ثم غادرت في العاشرة والنصف مساء باتجاه الاراضي المحتلة. كما اعلنت قيادة الجيش ان وحدة من عناصرها ستفجر في بلدة الخيام قنابل عنقودية من مخلفات الاعتداء الاسرائيلي الاخير وذلك من التاسعة صباحا حتى الرابعة بعد ظهر اليوم. وكان امس شب حريق هائل في منطقة عين الثغرة في جزين في مركز سابق لما كان يسمى جيش لبنان الجنوبي، دوّت فيه انفجارات عدة تبين انها الغام زرعها العملاء في محيط المركز، وعلى الاثر توجهت فرق الاطفاء التابعة للدفاع المدني الى المكان وسارعت الى اخماد النيران بحذر شديد. وفي حادث منفصل تعرضت طائرة هليكوبتر تابعة للجيش اللبناني الى عطل فني اثناء مراقبتها الحدود اللبنانية السورية ما اضطرها الى الهبوط بين بلدتي مجدل عنجر والطويلة وقد حضر على الفور الى المكان طوافة ثانية حيث عمدت الى معالجة العطل وأقلعت الطائرة مجددا مستكملة مهمتها. في المقابل، زار وفد من الشرطة الفدرالية الألمانية في اطار جولته على المعابر الحدودية نقطة المصنع الحدودية وتفقد المعبر الحدودي. ووعد الوفد الألماني بتقديم معدات لكشف المعادن وللمراقبة الامنية للبنان وبتدريب العناصر الأمنية اللبنانية على استعمالها.

 

القوة الدولية في لبنان تحظى بهامش مناورة محدود لمنع انتهاك القرار 1701

 أ ف ب - 2006 / 9 / 29

 تعمل القوة الدولية الموقتة في لبنان بموجب قواعد اشتباك حازمة تخولها مواجهة انتهاكات القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن الدولي لكنها تبدو عاجزة نسبيا في المناطق التي لا تزال تحتلها اسرائيل. وتشكل الحواجز التي يقيمها الجيش الاسرائيلي على مدخل قرية مروحين والمواجهة الصامتة التي جرت الخميس بين دورية للدبابات الفرنسية لوكلير ودورية اسرائيلية امثلة على ذلك. ويقول مسؤول كبير من القوة الدولية الموقتة في لبنان (يونيفيل) طلب عدم الكشف عن اسمه لفرانس برس ان "لقد نوقش احتمال حدوث ذلك صباح الخميس خلال لقاء في اسرائيل بين ضباط ارتباط اسرائيليين ومن اليونيفيل". ولا يزال الجيش الاسرائيلي يحتل المنطقة التي تشمل مروحين في القطاع الاوسط من المنطقة الحدودية مستفيدا من فترة انتقالية يتيحها القرار 1701 الذي لا يحدد جدولا زمنيا للانسحاب الاسرائيلي, كما اكد مسؤولون في اليونيفيل. ويقول هؤلاء "هذا يشكل بالنسبة لنا انتهاكا نسجله لكننا نعتبر ذلك وضعا غير عدائي". وتنص قواعد الاشتباك التي تنظم عمل القوة الدولية الواردة في وثيقة غير معدة للنشر اطلعت عليها فرانس برس على "استخدام القوة ابعد من الدفاع المشروع عن النفس لضمان عدم استخدام مناطق عمل اليونيفيل للقيام باعمال عسكرية من اي نوع كانت".

ولكن هذه القواعد لا تطبق الا في المناطق التي ينسحب منها الجيش الاسرائيلي, اي 95% من الجنوب اللبناني, وليس على المواقع العشرة التي لا تزال محتلة على طول الشريط الازرق الذي يشكل بمثابة حدود بين البلدين. ويمكن للقوة الدولية تسيير دوريات في هذه المناطق لكن لا يمكنها فتح النار. والمثال الاخر هو نشاطات حزب الله الذي يرفض نزع اسلحته. وكان تجريد حزب الله من سلاحه احدى الذرائع وراء شن اسرائيل الحرب على لبنان بعد اسر اثنين من جنودها في 12 تموز/يوليو. واوضح اللفتنانت كولونيل اوليفييه سيفان قائد الكتيبة الفرنسية الاولى في قوة يونيفيل في وقت سابق ان القرار 1701 "ينص بوضوح ان مهمة القوة لا تقوم على تجريد حزب الله من سلاحه ولا البحث عن الاسلحة وانما منع نقلها".

وينص القرار الذي اوقف العمليات العسكرية في 14 اب/اغسطس, على ان يقتصر الوجود المسلح, للافراد والمعدات, على القوة الدولية والقوات التي تنشرها الحكومة اللبنانية. كما ينص القرار على تطبيق اتفاقات الطائف (1989) والقرارين 1559 (2004) و1680 (2006) اللذين ينصان على نزع اسلحة كافة المجموعات والميليشيات المسلحة في لبنان, لكنه لا يحدد سبل التوصل الى ذلك. وقال مسؤولو يونيفيل "يمكننا توقيف سيارة اذا كانت مثيرة للشبهة, كأن يتم ابلاغنا من مصدر استخباراتي انها تنقل اسلحة". ويضيف مسؤول في القوة الدولية انه وان كانت قوة يونيفيل "غير قادرة على القيام بنفسها بالتفتيش, فانه يمكنها التدخل بصورة غير مباشرة عبر تقديم المساندة وتوفير الحماية للجيش اللبناني خلال عملية التفتيش". وفي الاحوال العادية, تعمل قوة يونيفيل على توفير الاسناد للجيش اللبناني, ولكن "اذا لم يكن الجيش اللبناني قادرا على التدخل, نصبح قادرين على التصرف في اطار اوسع", كما يقول المصدر نفسه. ويضيف "اذا رصدنا مقاتلين من حزب الله وسلموا انفسهم, نقوم بتسليمهم للجيش اللبناني, اما اذا قاوموا فيمكننا اطلاق النار". واضاف "انها قوة تحظى بقدرات معززة".

 

السفير السابق سيمون كرم: تغيير الطائف قد ينسف أسس الدولة

 14 آذار لن تضحي بحكومة السنيورة

الشراع - 2006 / 9 / 29

 يرى السفير السابق سيمون كرم ان لبنان ما زال على خط التصارع بين منطقين يحكمانه من الداخل ويتحكمان به من الخارج. معتبراً ان تغيير اتفاق الطائف قد يؤدي إلى نسف أسس الدولة، لأن بعض القوى ستدافع عن مصالحها حتى الرمق الأخير كما حصل في مرحلة ما قبل الطائف.((الشراع)) التقت السفير كرم وأجرت معه الحوار التالي:

# التوترات والتشنجات السياسية والطائفية إلى ازدياد في المهرجانات واللقاءات والمواقف. هل نحن أمام تسوية أم انفجار؟

- الأوضاع بالطبع ليست مريحة في الأساس، ثم جاءت الحرب الأخيرة بنتائجها الثقيلة، في ظل عدم قدرة أطراف كثيرة داخلية على هضم هذه النتائج الضخمة، سواء على مستوى الاقتصاد أو على المستوى السياسي والأهم على مستوى استقرار جماعات لبنانية أساسية، وإذا لم تستقر هذه الجماعات وتحديداً الجماعة التي استُهدفت بالعدوان الإسرائيلي فمن الصعب تصور ان البلد سيستقر، فواقع الحال انه رغم المكابرة السياسية فإن أسباباً كثيرة تحدد هذا الاستقرار قد ضربت وتلاشت، وأفدح هذه الأسباب ما أصاب الناس في أرواحهم وأرزاقهم وممتلكاتهم في الجنوب والضاحية ومنطقة بعلبك، والاقتصاد اللبناني في هذه المرحلة غير قادر على القيام بأود نفسه وغير قادر على التصدي لمهمة التعويض والإعمار، فهذه المهمة هي في عهدة الدول الأجنبية وهذا يترتب عليه أثمان وشروط سياسية بالنسبة للاستقلال اللبناني وبالنسبة لمصالح وبرامج ومتطلبات هذه الأطراف والدول الخارجية، وهي دول بعضها متصارع مع بعض، وليس هناك من تبرعات خيرية، بل هناك صراع كبير في المنطقة ولبنان في قلب هذا الصراع، فالأطراف الخارجية تتصارع اليوم على ساحتنا بعد ان تعذر تحصينها إزاء الخارج بعد انقضاء حقبة الوصاية السورية، فواقع الحال اليوم ان البلد واقع على خط الصدى بين مفهومين ومنطقين متصارعين في المنطقة وعلى المستوى الدولي.

منطقان

# في الفترة السابقة أمكن لهذين المنطقين التعايش في لبنان طيلة السنة والنصف الماضية. هل يمكن الآن العودة إلى التعايش؟

- أمكن ان يتم حصر الصراع داخل المؤسسات في الدولة، والمؤسسات بعد انسحاب سوريا من لبنان قامت نتيجة تسوية حملت معها منذ اللحظة الأولى صعوبة التوفيق بين المنطقين وحملت معها التوتر الناتج عن هذين المنطقين، ثم جاءت لتشكل خروجاً كبيراً وصاعقاً عن منطق التعايش. وما نشهده الآن مؤشر ودليل على ان العودة إلى هذا التعايش بالشروط والموازين السابقة أصبحت أكثر صعوبة بعد تلك الحرب ونتائجها.

((الطائف))

اتفاق الطائف لم يكن صنيعة سياسية هبطت على لبنان بالمظلة، فاتفاق الطائف هو نتيجة كل التفاعل السلمي والحربي الذي حصل على مدى 15 عاماً، وأيضاً تطبيق الطائف شهد صراعاً منذ اللحظة الأولى واستمر هذا الصراع بين ما هو مضمون حقيقي للطائف وبين ما جرى تطبيقه من هذا الاتفاق بإشراف مباشر من قبل دمشق. وهذا كان صراعاً كبيراً عشنا تداعياته في الفترة الماضية، ومسألة تغيير اتفاق الطائف قد تعني نسف أسس الدولة القائمة حالياً بما يتعدى الاستعدادات السياسية والنفسية والمصالح بالنسبة لأطراف داخلية وازنة في البلد، لكن في المقابل فإن التمترس وراء صيغة جامدة لما جرى التوافق عليه قبل 15 عاماً يتضمن مخاطرة كبيرة تشبه إلى حد كبير المخاطرة التي أقدمت عليها فئات كانت مستفيدة من الصيغة التي قامت قبل الطائف ودافعت عنها حتى الرمق الأخير تحت ألف حجة وحجة. فواقع الأمر ان اتفاق الطائف بحاجة بداية إلى تطبيق بنية حسنة وبتوازن وهو الأمر الذي لم يحصل بعد. ثم ان اتفاق الطائف يتضمن آليات تهدف إلى تخطي الاتفاق نفسه لنقل البلد باتجاه نوع من الحكم المدني وقيام الدولة المدنية وحصر ((الطائفية)) في جوانب معينة من الحياة السياسية والمؤسسات وتحرير بعض هذه المؤسسات والحياة السياسية من القيد الطائفي، كي تستقيم الأمور. ولكن ما يمنع التقدم في هذا الاتجاه مجموعة عوامل أهمها طبيعة القوى السياسية القائمة حالياً في لبنان، فهذه القوى ذاتياً وموضوعياً غير قادرة وغير راغبة في تخطي الصيغة الطائفية، وهذا في الحقيقة ما اصطدمت به انتفاضة 14 آذار فجزء أساسي من الاحباط الذي حصل بعد 14 آذار عند جمهور هذه الانتفاضة وشرائح واسعة من الناس الذين ساهموا فيها، سببه عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه سابقاً على مستوى تشكل الحياة السياسية الطائفية، إذ غُلّبت القوى الطائفية على غيرها من القوى التي كانت تطمح وتأمل بالخروج من الصيغة الطائفية في العمل السياسي، إلى صيغة جديدة تغلّب الانتماء الوطني على ما عداه وتغلّب صيغة المواطنة كخطوة على طريق إقامة الدولة المدنية، لكن هذا لم يحدث للأسف. فحصل الاحباط.

# ألا تعتقد ان ما حصل بعد اغتيال الرئيس الحريري، وما تبعه لاحقاً من تظاهرات في 8 آذار و14 آذار وغيرهما، كان في مضمونه الحقيقي صراعاً على السلطة ما بعد الخروج السوري أكثر مما هو صراع على تطبيق الطائف والبحث عن صيغة لدولة خارج المفهوم الطائفي؟

- ما حصل ويحصل الآن في جزء اساسي منه هو صراع على السلطة تحت شعارات متعددة وعديدة، ومن الواضح ان هناك تجاذبات مرتبطة بهذا الامر، فالتحالفات السياسية التي انتجت السلطة القائمة، هي تحالفات لم يكن العامل الخارجي غائباً عنها في لحظة ولادتها فكان هناك حرص على انتاج صيغة لهذه السلطة، بشكلها الحالي، التي نتجت عما سمي حينذاك بالتحالف الرباعي الذي رعى قيامه مصر والسعودية ومن معهما من جهة، وسوريا وايران ومن معهما من جهة اخرى وقد انتج هذا التحالف كل مقومات ومؤسسات السلطة، وهناك شعور الآن لدى مختلف الاطراف، خاصة بعد الحرب الاخيرة بأن الامور قد اقتربت من نقطة قيام ترتيب آخر ولذلك نشهد هذه الحدة في المواقف وهذه التشجنات السياسية من هنا وهناك، لتحسين شروط المحاصصة الجديدة ربما، ولتوزيع مختلف لمكاسب معينة من جهة ثانية، ولكن حتى اشعار آخر نرى ان هذه الاطراف ما زالت متشاركة سلطة واحدة ومؤسسات واحدة ولذلك فإننا نرى ان البلد ما زال في دائرة تجاذب بين منطقين.

# الخروج من هذا التجاذب هل ينتظر حصول تسوية خارجية؟

- الى حد كبير فان الحيز الخارجي المؤثر بات يوازي او يفوق الحيز الداخلي، فبعد سنة 2005 تعذر انتاج صيغة تحصن الاستقلال اللبناني الوليد، بسبب اخطاء ارتكبتها قوى 14 آذار من جهة وبسبب التصاق حزب الله بالحلف الايراني – السوري من جهة اخرى، وهو حلف تقوده ايران التي انتقلت اليها عصا ((الماريشالية)) بعد انسحاب سوريا من لبنان، وهذا ما ادى للأسف الى عدم تحصين الساحة الداخلية وتالياً الى انكشاف لبنان امام اسرائيل ما ادى الى تنفيذ العدوان الاخير على لبنان، والى جعل مجلس الامن يتعامل مع الوضع اللبناني تماماً كما تعامل مع اوضاع معقدة في بلدان اخرى، منذ نهاية الحرب الباردة والتي اعتبر انها تهدد السلم الاقليمي والعالمي، مثلما هو الحال مع يوغوسلافيا السابقة في البوسنة والهرسك وكوسوفو وبلدان اخرى في افريقيا وغيرها، وهذا ما يجعل منسوب سيطرتنا على مقدراتنا وعلى انفسنا ينخفض بشكل مأسوي.

حكومة الوحدة

# هل تؤيد الدعوة الى حكومة وطنية؟

- حكومة الوحدة الوطنية امر مطلوب، ولكن على أي برنامج يجب تشكيل هذه الحكومة، فالحكومة القائمة باستثناء عدم وجود التيار الوطني الحر فيها هي الى حد كبير ينطبق عليها وصف حكومة وحدة وطنية، وهي نتيجة تسوية بين منطقين متصارعين، فالدعوة الى حكومة جديدة الآن هل هي استمرار للصراع القائم، بموازين قوى مختلفة ام هي مؤشر الى انتهاء هذا الصراع لصالح قيام الدولة على خلفية الاتفاق على مسائل حيوية ما زالت ملتبسة كمسألة قرار الحرب والسلم وصيانة الاستقلال وحمايته؟ اما تشكيل حكومة وحدة وطنية على قاعدة استمرار الصراع بين منطقين فهذا لا يفيد بشيء، ولا اعتقد ان منطق 14 آذار سيقبل بالتضحية بحكومة الرئيس السنيورة.

حوار احمد الموسوي

 

نقاش داخل حزب الله بين اللبنانية والايرانية 

 الشراع - 2006 / 9 / 29

 حسن صبرا

يعتبر كثيرون ان الخطاب الناري لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في يوم ((الانتصار الالهي)) الجمعة في 22/9/2006 حمل رسائل عديدة الى الداخل اللبناني والعدو الصهيوني وتجاه النظام الفارسي في ايران وتابعه في دمشق ونحو الولايات المتحدة والامم المتحدة وقوات اليونيفيل في الجنوب اللبناني ودولها.. وهذا صحيح.. ولم يقصر السيد في كتابة وتوجيه هذه الرسائل على تناقضات ما فيها وقصور بعض مصطلحاتها، والثغرات التي برزت فيها.. لكن ما غاب عن ذهن الاغلبية ان السيد وجه عبر رسائله القاسية واحدة الى داخل حزبه نفسه الذي يعيش نقاشاً اشبه بالصمت بين جدرانه وانفاقه وممراته ودهاليـزه وغرفه المغلقة. شد السيد نصر الله الجميع داخل حزب الله.. الاغلبية الحاكمة والاقلية التي تطرح لأول مرة في تاريخ الحزب السري السؤال التاريخي المستمر الشاغل لعقول ونفوس ومشاعر كل الحركات السرية والعلنية السياسية والامنية.. وماذا بعد؟

الاقلية الاقلية داخل حزب الله تجرأت وسألت نفسها ماذا بعد الانتصار ((الالهي)) او ((الاستراتيجي)) او ((التاريخي)).. هل نستطيع ان نعيد تاريخ ما قبل 12 تموز/يوليو 2006 ليتحكم بمسارنا ومصيرنا وأوضاعنا الامنية والعسكرية.. والسياسية والجماهيرية؟

الجواب جاء من السيد نصر الله برفع الصوت عالياً واكثر صخباً مما تصوره اكثر المتشائمين خوفاً على مصير البلد والناس وجاء صداً لأي محاولات تساؤل او الاستمرار فيها.. فكلمة السيد نصر الله جاءت جواباً على سؤال وماذا بعد؟ وماذا غير التصعيد او ما اصطلح على تسميته مصادرة الحاضر والمستقبل ودفع البلد نحو المجهول لتظل وحدة حزب الله هي الهدف الاول والاخير.. حتى لو كان الثمن حال التشنج والخوف والانقسام الحاد الذي تركه خطاب السيد في نفوس اللبنانيين.

ما هي العوامل التي شكلت مقدمات سؤال ماذا بعد؟

العامل الاول: الاجماع الذي لف صفوف حزب الله بكل مكوناته حول حقيقة الانتصار العسكري والقتالي الذي تحقق في مواجهة العدو الصهيوني: صموداً، واداءً قتالياً وايقاع خسائر حقيقية في صفوف جنود العدو عند المواجهات المباشرة في القتال، وفي عجز العدو عن تحقيق تقدم على الارض الا في الاسبوع الاخير الذي وجد فيه مقاتلو الحزب ان العدو بات امامهم وخلفهم وعلى كل الجوانب المحيطة بأنفاق ومواقع الحزب في كل المواقع من الخط الازرق الى نهر الليطاني.. فضلاً عن قطع الاواصر في كل لبنان وخاصة حيث ينتشر الحزب مدنياً وجمهوره وجماهير الشيعة الغفيرة من الجنوب الى البقاع مروراً بالضاحية المنكوبة.

العامل الثاني: ان هذا الانتصار القتالي يمكن توظيفه سياسياً داخل الوطن وقواه التي حمت المقاومة وأجّلت الحساب على القرارات المغامرة التي اعترف بها امين عام الحزب السيد حسن نصر الله، حتى لو كابر وحوّر ووقع في التناقضات الكلامية للملمتها، والتي طالت القيادات الوطنية اللبنانية والقيادات العربية، حتى لم يبق مؤيد لهذه المغامرات سوى نظام دمشق.. فضلاً عن الاستعداد الايراني الدائم لقطف الثمار على حساب لبنان واللبنانيين والشيعة في مقدمتهم بعد ان وضعتهم سياسة النظام الفارسي في طهران في بوز المدفع.. بل وفي حقل الالغام لتفجيره بأجسام الشيعة واللبنانيين كلهم، لتمرير المشروع الفارسي من طهران الى جنوبي لبنان.

العامل الثالث: ان كل الدنيا ادركت ان شيعة لبنان يدفعون ثمن حماية المشروع الفارسي سواء في حماية ملفه النووي، او في تحقيق التوسع الفارسي من طهران الى لبنان عبر العراق وسوريا، حتى لو كان الثمن تفتيت العراق واتباع سوريا وتدمير لبنان.. هذا في وقت خاض فيه مقاتلو الحزب قتالاً مشرفاً.. صحيح انه بتمويل وتسليح ايراني فضلاً عن التدريب وحفر الانفاق والخطط العسكرية التي استدعت وجود عشرات والبعض يقول مئات عناصر الحرس الثوري الايراني والموجهين العقائديين والسياسيين والدينيين، الا ان الذي حمى المقاومة في جنوبي لبنان هي عناصر ثلاثة:

العنصر الاول: هو استعداد لا متناهٍ من المقاتلين للصمود والمواجهة والتضحية.. وقد تحقق هذا على الارض وكانت نتيجة مبهرة للصديق وصدمة للعدو.

العنصر الثاني: هو الحماية الحقيقية لشعب لبنان كله الذي اجّل كل نقاش وانصرف بفضل قياداته الواعية الوطنية التي يهاجمها الآن السيد نصرالله.. من أجل توفير مناخ وأجواء الوحدة الوطنية لمنع العدو من النفاذ من أي ثغرة تغرق سفينة المواجهة اللبنانية التي تحملت دمار العدو وعدوانه وتفوقه الجوي وهمجيته اللامحدودة.

العنصر الثالث: هو موقف الحكومة اللبنانية وعلى رأسها فؤاد السنيورة الذي شكل بتحركاته العربية والدولية فضلاً عن تنسيقه الداخلي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري قاعدة حقيقية لحماية الجبهة الداخلية ومن ضمنها جبهة المقاومة، حتى تحول لبنان كله بفضل الثنائي بري – السنيورة الى مقاومة سياسية – شعبية – وطنية استقطبت كل قوى الوطن نحو مبادىء النقاط السبع التي حمت المقاومة وحزب الله ووحدة لبنان، رغم كل المحاولات التافهة التي اقدم عليها نظام دمشق وتابعه في بعبدا للتطاول على السنيورة والنقاط السبع، وتهجمهم على هذه المبادىء ثم التمسك بها، كما التطاول على القرار الدولي 1701.. ثم المطالبة بتطبيقه.

العامل الرابع: ان هناك امراً واقعاً تحقق على الارض يمنع حزب الله ومقاومته من العودة الى اوضاع ما قبل 12 تموز/يوليو 2006، حين كان الحزب هو الآمر الناهي في الجنوب بعيداً وابعاداً لكل وجود للدولة اللبنانية ومؤسساتها الوطنية خاصة العسكرية والامنية، فضلاً عن تهميش دور قوات الطوارىء التي حملت في طبيعة دورها تهميشاً في البنية نفسها.

الجيش اللبناني الآن ينتشر بـ 15 الف جندي وضابط، وهو مهيأ كي يمتلك احدث اسلحة ردع العدوان الصهيوني، فضلاً عن قدرته على حماية نفسه وأرضه والمواطنين الذين يرحبون بوجوده بينهم ابناً اصيلاً وقوة شرعية تمثل الوطن كله.

كان حزب الله في الجنوب قبل 12 تموز/يوليو 2006 حر التصرف دون رقيب او حسيب، بل كان قادراً على الزام الدولة والناس وابناء الجنوب على الوقوف معه وخلفه دون ان يكون لأي منهم دور او قرار او حساب.. لكنه الآن لم يعد كذلك.

كان حزب الله يبني مقوماته العسكرية حراً دون تدخل بعيداً عن كل عين، لكن القرار 1701 جعل عيون الدنيا كلها مفتحة حول كل هذه المقومات.. حتى اذا اعلن السيد نصر الله انه استعاد قوته التي كانت قبل تاريخ 12/7/2006، وان صواريخه الـ 12 الفاً تجاوزت بعد الحرب الـ 20 الفاً فإن هذه الصواريخ لا بد ستصبح عبئاً على لبنان فضلاً عن الحزب نفسه الذي تثبت الايام ووقائع الامور على الارض استحالة استخدامها مرة اخرى سواء بالطريقة السابقة او بأي طريقة اخرى.

العامل الخامس: ان قوة حزب الله العسكرية المحيدة تجاه العدو اصبح امامها طريقان لا ثالث لهما:

الطريق الاول: البحث عن صيغة لدمجها ضمن قوات الجيش اللبناني وتحت امرة قيادته التي تتلقى اوامرها كسلطة عسكرية من السلطة السياسية، وهو تسليم للسلاح بشكل مستتر، وبإخراج يحفظ كرامة المقاومة والمقاتلين، وقد قدم وزير الدفاع الياس المر تصوراً نعتقد انه اساس النقاش الذي سيعتمد بدل الحديث عما يسمى الخطة الدفاعية او قل هو بديل عنها.. أي دمج قوات حزب الله ضمن تشكيلات الجيش اللبناني على ان تكون كل هذه التشكيلات تحت امرة السلطة السياسية (ومن ضمنها حزب الله اذا قرر الاستمرار في حكومة فؤاد السنيورة الحالية حتى نهاية عهد اميل لحود).

الطريق الثاني: هو مواجهة المجتمع اللبناني كله خارج اطار حزب الله وعصبيته المذهبية في قرار يجعل فيه المقاومة الاسلامية في لبنان على غرار الميليشيات التي شكلتها الاحزاب الفارسية الهوى في العراق ضد وحدة الوطن وعروبته واستقراره.

فإذا كان ممنوعاً او شبه مستحيل او صعباً جداً على المقاومة مواجهة اسرائيل كما كان الحال قبل 12/7/2006، فإن امرها سيصبح في لبنان كأمر الميليشيات العراقية التي يقودها ضباط الاستخبارات الايرانية، حيث تقاتل هذه الميليشيات ابناء العراق العرب، وتهادن بل وتتحالف مع قوات الاحتلال الأميركي.

وهناك مفارقة ساخرة ستعكس نفسها على الوضع الغريب القائم الآن في لبنان، حيث يجد حزب الله نفسه في لبنان بين نارين:

النار الأولى: هي نار مهادنة القوات الدولية ومعظمها أطلسي وتحت صيغة القرار الدولي 1701 الذي تهمس أوساط حزب الله وتعلنها قياداته بأنها ترجمة لإرادة أميركية – إسرائيلية بحتة رغم مطالبتها بتطبيقه بالكامل.. أي مهادنة أميركا وإسرائيل كما تفعل ميليشيات فارس العراقية في بلاد الرافدين.. فيسلم الحزب وتسلم قواه ويتم البحث تحت هذه السلامة عن مكانة للحزب في الحياة السياسية اللبنانية وفق الطرق المشروعة والشرعية ومعادلات الكيان اللبناني التي حفظها اتفاق الطائف حتى لو لم يعترف حزب الله به ويريد نسفه.

النار الثانية: هي نار إشعال المواجهة مع هذه القوات لتحمل الدنيا كلها على مجابهته في صراع سيخطىء حزب الله إذا تصور ان مهمة هذه القوات الآن ستكون شبيهة بمهمتها عام 1978..

ومن المفيد ان يقرأ حزب الله ان أوضاع ذلك العام الذي صدر لها القرار 425 مختلفة تماماً عن أوضاع عام 2006 التي صدر لها القرار 1701.

عام 1978 كان الجنوب ساحة صراع بين قوات منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل وكان النظام السوري بدأ يسيطر على جزء كبير من لبنان بتكليف من الولايات المتحدة وبمباركة العدو الصهيوني وفق صفقة كيسنجر – حافظ الأسد عام 1974.

عام 2006 سيقفل لبنان كساحة صراع بين النظام السوري ومن يريد عقد الصفقات معه ودليل ذلك ان حرباً استمرت 33 يوماً عرض فيها نظام دمشق كل ما يملكه من أوراق ووسائط وتنازلات واستعدادات لذبح حزب الله مقابل عودته الى لبنان.. والنتيجة ان احداً لم يلتفت اليه ولم يعره أي اهتمام، بل زادت مطالب المجتمع الدولي منه بضبط حدوده ومنعه من تهريب السلاح الى جماعاته وطوابيره الخامسة اللبنانية والفلسطينية تحديداً.. لذا فإن نظام دمشق يريد الاستقواء بحزب الله لاستعادة دور ما في لبنان.

وهكذا يحدد نظام الاسد الابن في لبنان مطالبه بأحد الأمرين:

الامر الاول: تكليفه بذبح حزب الله وتصفية قياداته مقابل اعطائه دوراً في لبنان شبيهاً بما كان سابقاً.

الامر الثاني: استعداده لاشعال فتنة طائفية – مذهبية – اهلية في لبنان، والرهان على حزب الله نفسه بذلك اذا استمر حصاره بالشكل شبه الكامل حتى الآن.

العامل السادس: ان داخل صفوف حزب الله من يسأل لماذا يمتنع النظام السوري عن الوقوف معنا خلال المعارك والقصف والتدمير الهمجي الصهيوني الذي طال تحديداً قرى الشيعة ومنازلهم واجسادهم ومصالحهم وارزاقهم.. وهناك من يعتبر ان بعض صواريخ الحزب التي سقطت على الجولان عدة مرات خلال العدوان الصهيوني على لبنان طيلة 33 يوماً كانت تحمل هذه التساؤلات.. ولكن الجواب الذي بات اشبه بلازمة النشيد الوطني السوري كان دائماً ساخراً: ((نحن الذين نحدد مكان وزمان هذه المعركة)).

لن يحدد نظام دمشق الحالي لا مكان ولا زمان المعركة حيث لا توجد معركة من اصله.. هكذا يردد البعض داخل حزب الله.

اذاً

لماذا الإصرار على هذا التحالف مع نظام دمشق الذي يدفع حزب الله من رصيده دماً ومصيراً وتضحيات، وحزب الله يعرف ان هذا النظام مستعد لذبحه حين توافق اميركا على عقد صفقة معه.

اطر حزب الله تعلم ان نظام دمشق يساند قوى عراقية تقاتل الشيعة في العراق تحت زعم مقاتلة الميليشيات الفارسية التي تحمل اسماء عربية كميليشيا بدر وجند الله وحزب الله العراقي..

وأطر حزب الله تعلم ان هناك نقطة واحدة أصر عليها بشار الاسد حين استقبل السيد مقتدى الصدر في دمشق منذ فترة، وهي التنسيق بين دمشق والصدر على كيفية اقناع الاميركان بمبادلة الهدوء في العراق بعودة الوصاية السورية على لبنان.. وان الصدر فشل بعد ان امسكت طهران بورقة مقتدى الصدر وبات الاخير حاسماً في ان طهران هي التي يجب ان يخاطبها الاسد اذا اراد امرا منه او داخل العراق.

وأطر حزب الله تعلم بما تملك من تحليل سياسي ومعلومات امنية ان النظام السوري هو الذي اوصل وضعه في لبنان الى ما هو فيه اليوم، ويعلم حزب الله اي تهديد تلقاه الحريري من بشار الاسد ويعلم بحكم قوته الامنية أي تدابير اتخذها النظام السوري للتخلص من الشهيد رفيق الحريري.

ثم ماذا يريد حزب الله بعد من النظام السوري في ضعفه الحالي وعزلته، طالما ان مصير الحزب نفسه على المحك، وطالما ان مصير لبنان كوطن نهائي هو ايضاً على المحك، وكذلك نظام الاسد الابن كله؟

العامل السابع: لماذا وبعد ان اصبح حزب الله في هذه المكانة العربية والاسلامية العالية، يحصر نفسه داخل ادراج استخبارات دمشق كملف يستخدمه نظامها في صفقات يلهث لعقدها منذ سنوات، بينما المطلوب ان ينفتح على كل البلاد العربية من المحيط الى الخليج، فهذا هو انتماؤه ومحيطه، دون ان يعني هذا انهاء العلاقة الخاصة القائمة بحكم ظروف مختلفة مع ايران.

وبيت القصيد هنا ان حزب الله لا يستطيع أن يستمر جزءاً من النظام الإيراني حتى لو ظل صديقاً له.

وتجربة 12 تموز وتداعياتها على الشيعة ولبنان كله أثبتت ان استخدام إيران لحزب الله في حساباته كلف لبنان والشيعة أثماناً باهظة لا تستطيع أموال الدنيا تعويضها أو إعادة طفل استشهد أو امرأة أو رجل فقد ساقه..

لقد تدافعت الدول العربية كلها – عدا النظام في دمشق – لمد يد المساعدة للبنان في كل المجالات السياسية والعمرانية والمالية والمدرسية والخدماتية والطبية وتسابقت في السعي لبناء القرى التي هدمها العدوان الصهيوني.. ولم ير الشيعة في لبنان من إيران شيئاً آخر غير الصواريخ والنيران والفلسفة الفارسية التي تفتن بين أبناء المذهب الشيعي الواحد، وتفتن بين أبناء الدين الإسلامي الواحد.

آن الأوان كما يرى النقاش داخل حزب الله ان يحسم الشيعة أمرهم: لبنان وطن نهائي، العرب حضنهم الحقيقي دون مطالب، نظام دمشق يريد ذبحنا والمساومة بنا وقبض الثمن من دمائنا، والنظام الإيراني يجب أن يفهم أوضاعنا وظروفنا ولا يعتبرنا كميليشياته في العراق.

العامل الثامن: ان التفاهم مع قوى الداخل اللبناني هو أفضل طريق لحفظ حقوق الشيعة ومصالحهم، بعد نصف قرن من الرهانات المتنقلة من احتضان المقاومة الفلسطينية التي اعتبرتنا رهينة إلى ان تعود إلى جزء من فلسطين، إلى الرهان على النظام السوري الذي أساء إلينا في الداخل وعزلنا عن وطننا العربي، وما زال مستعداً لاستخدامنا لحماية نفسه من ضعفه وعزلته.

ان التفاهم مع قوى الداخل أسهل وأضمن وأكثر نفعاً للشيعة من كل رهانات الخارج التي تستخدمهم متاريس وحقول ألغام وحقول تجارب لمشروعاتها وبنوداً في صفقاتها.

مع قناعة الشيعة بلبنان وطناً نهائياً، ومع تطور الامور الديموغرافية داخله، ومع فهم طبيعة التركيبة التي تحفظه وتصونه وتجعله نموذجاً للعيش بين البلدان سيصبح للشيعة مكانة متميزة دون خسائر او تضحيات او اعتبارهم اسهماً في شركات تباع فيتربح غيرها من اثمانها وتخسر فيتم التخلص منها كمرض معد.

وبعد،

هذا نقاش شبه صامت تطلقه مكتوماً اقلية داخل صفوف حزب الله وسيكون له صدى ودوياً هائلاً في الوسط الشيعي الكبير وفي اوساط الوطن اللبناني الاكبر.

انه دليل الصحة والعافية التي يختزلها تاريخ الشيعة في لبنان الذي ظل يحمل اعباء قضايا العالم من هوشي منه الى غيفارا او من التروتسكية الى الثورة الطلابية الاوروبية ومن الفارسية الى العبثية البعثية.. وقد آن الاوان له ان يكتب بأيدي ابنائه تاريخاً لبنانياً عربياً خالصاً ونهائياً.

 

لقاء بيروت الوطني" استنكر خطاب جعجع

وطنية - 29/9/2006 (متفرقات) علق الامين العام ل "لقاء بيروت الوطني" عدنان درويش في تصريح اليوم، تعليقا على خطاب رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع وقال : "نؤكد ان غالبية الشعب اللبناني بكل اطيافه ترفض حتما هذا المسلك الوعر والخطاب السياسي المنحدر، وتؤكد خيار دعم المقاومة في وجه العدو الغاصب، وسنبقى ويبقى سلاح المقاومة حتى تحرير كل شبر من الاراضي اللبنانية انطلاقا من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وحتى استعادة السيادة والكرامة والاستقلال الكامل".

 

ورشة عمل في الجامعة الاميركية الاثنين لتقييم الضرر البيئي للعدوان

29وطنية/9/2006 (متفرقات) تستضيف كلية الزراعة والتغذية في الجامعة الاميركية في بيروت يوم الإثنين المقبل، ورشة عمل بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة البيئي لرسم خطة لتجميع نماذج ودراسة الضرر البيئي للحرب الأخيرة على لبنان. وستعمل الجامعة كوسيط بين الخبراء المحليين (وبعضهم أساتذة في الجامعة أو خريجين منها) و12 خبيرا من برنامج الأمم المتحدة البيئي، دعتهم وزارة البيئة اللبنانية. وستعقد الورشة في مبنى كولدج هول (القاعة بي 1)، الثامنة والنصف صباحا، في حضور أربعين خبيرا. وسيتكلم في الورشة كل من وزير البيئة يعقوب الصراف، ورئيس الجامعة الدكتور جون واتربوري، والمدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة البيئي حبيب الهبر، وهو من خريجي الجامعة

 

المفتي الميس : قوى 14 آذار تعمل لبناء الدولة القوية والعادلة المفتي دالي بلطة :لوحدة المسلمين في كل العالم من خلال وحدة الصيام

وطنية- 29/9/2006 (سياسة) أكد مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس في خطبة الجمعة اليوم "ان القوى التي نزلت في 14 آذار، ونصر على هذه التسمية، هي القوى التي نزلت لبناء لبنان وحريته وسيادته واستقلاله، فيما غيرها نزل لاغتصاب البلد. ونحن وان كنا نتمسك بارقامنا وبساحاتنا وبشارعنا، فاننا لا نعتبر الخلاف خلاف ارقام او ساحات او شوارع، فالعبرة في الاداء لا في الارقام والتسميات. فقوى 14 آذار ساهمت ولا تزال في اعادة بناء لبنان والدولة القوية العادلة".

وسأل: "هل يقبل الآخرون بان يسموا قوى 1 حزيران يوم نزل العالم الى الشارع للاحتجاج على برنامج رفضناه جميعا؟ ام هل يقبلون بان يسموا قوى النصر الالهي او قوى حرب تموز المجيدة التي دمر فيها العدو الصهيوني بلادنا من الحدود الى الحدود؟ وهل هكذا تكافأ حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي جهدت وجاهدت لوقف الحرب على لبنان؟ هل هذه هي آداب رمضان التي ينبغي للجميع التحلي بها؟". وحيا الدول العربية على "وقفتها مع لبنان حتى يبقى بلدا قويا بدولته وبسلاحه لا بالدول ولا بسلاح الاخرين على ارضه". مفتي صور من جهته، دعا مفتي صور ومنطقتها القاضي الشيخ محمد دالي بلطة الى "وحدة المسلمين في لبنان والعالم من خلال وحدة الصيام في كل الاقطار الاسلامية.

فالصوم ينبغي ان يكون موحدا لجميع مسلمي العالم على اختلاف مذاهبهم وبلدانهم، ولا يجوز ان نترك اي امر اسلامي تعبدي كإثبات رؤية هلال رمضان، وقد بتنا في القرن ال21، ان يكون بابا للفرقة والخلاف، فهذا يصوم يوم السبت وذاك الاحد وذلك الاثنين، وقد بان الهلال في كبد السماء". ولفت الى "ان مثل هذا الخلاف العبادي يؤدي حتما الى خلاف سياسي ومذهبي، وقد يعمق الشرخ في جدار وحدة المسلمين".

 

الرئيس الحسيني بحث مع السفير الاميركي التطورات

وطنية-29/9/2006(سياسة) استقبل الرئيس حسين الحسيني قبل ظهر اليوم في دارته في عين التينة, سفير الولايات المتحدة الاميركية في لبنان جيفري فيلتمان, وتم التركيز على وجوب تطبيق القرارات الدولية التي تقضي بانسحاب اسرائيل من الاراضي اللبنانية حتى الحدود المعترف بها دوليا وفقا للالتزامات الدولية في هذا الشأن, كمدخل لاستعادة لبنان سيادته واستقلاله على كامل اراضيه, كما تم التطرق الى الاوضاع في لبنان والمنطقة.

 

طائرة استطلاع اسرائيلية حلقت فوق مختلف مناطق الجنوب

وطنية - النبطية - 29/9/2006 (امن) افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في النبطية ان طائرة تجسس اسرائيلية من نوع (ام ك) حلقت قبل ظهر اليوم في اجواء منطقة النبطية على علو متوسط. وكانت طائرة تجسس معادية قد حلقت الليلة الماضية في اجواء بلدات: انصار، الدوير، الشرقية، جبشيت والنبطية. قيادة الجيش وصدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان التالي:"عند الساعة 17,27 من بعد ظهر امس اخترقت طائرة استطلاع اسرائيلية آتية من فوق البحر قبالة مدينة صور اجواء الجنوب وحلقت فوق مختلف المناطق الجنوبية، ثم غادرت عند الساعة 22,30 باتجاه الاراضي المحتلة"

 

وفد من الشرطة الفيديرالية الالمانية تفقد نقطة المصنع الحدودية

وطنية -29/9/2006 (متفرقات) تفقدت صباح اليوم بعثة من الشرطة الفيديرالية الالمانية نقطة المصنع الحدودية واطلعت على خطط الامن العام اللبناني والجمارك اللبنانية في ضبط الحدود، وبحثت معهم ما يحتاجون اليه من مساعدات تقنية وتدريبية بهدف تفعيل مراقبة الحدود وضبطها. ووصل الوفد الى تخوم الحدود السورية مباشرة في جديدة يابوس حيث اطلع من دورية تابعة للجمارك اللبنانية على مراقبتها للحدود وضبط التهريب، وقد ضم رئيس البعثة الجنرال بالزن، المدير العام للمالية في المانيا ستونك والمستشار التقني للعدادات على الحدود شرودر. وقال بالزن "ان الزيارة هي بناء على طلب رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لتقديم مساعدات على الحدود. وبعدما قررت الحكومة الالمانية المساعدة فهي تجول على النقاط الحدودية وتطلع من الامن العام والجمارك اللبنانية ما يحتاجون اليه من معدات وتقنيات لضبط الحدود اللبنانية ومراقبتها بالطرق الحديثة".

 

براج:وضع مزارع شبعا تحت الوصاية الدولية يسقط ذريعة الاحتفاظ بالسلاح

وطنية-29/9/2006 (سياسة) رأى رئيس لجنة الدفاع عن الحريات العامة والديموقراطية في لبنان المحامي سنان براج في تصريح له اليوم "أنه بعد تنفيذ مقررات مجلس الامن لجهة وضع مزارع شبعا تحت الوصاية الدولية وتحديد حدودها وترسيمها نهائيا, يسقط ذريعة الاحتفاظ بسلاح حزب الله نهائيا من المعادلة". اضاف براج:"ان لبنان يطالب المجتمع الدولي في تنفيذ القرار 1701 ومنع تهريب السلاح عبر الحدود الشمالية الشرقية للبنان لانه لم يعد هناك من مبرر لوجود السلاح الا اذا كان امره موجه الى الداخل وليس الى الخارج اي العدو الاسرائيلي, كما طالب المجتمع الدولي الاسراع باستكمال مساعدة لبنان اقتصاديا وماليا وترسيخ اسس انعقاد مؤتمر بيروت -1- حتى يتخلص لبنان من الارتهان لثقل الديون التي ينوء تحتها". ورأى سنان "ان توتير الاجواء عبر مهرجانات لا طائل تحتها, يجب ان لا تعقد حتى لا نجر الى مهرجانات مضادة تقضي على الاستقرار في البلد وتدخله في المجهول".

 

حريق هائل في مركز سابق ل "جيش لبنان الجنوبي" في عين الثغرة - جزين

وطنية - جزين - 29/9/2006 (متفرقات) أفاد مكتب "الوكالة الوطنية" للأعلام في جزين "أن حريقا هائلا شب مساء أمس في منطقة عين الثغرة في جزين، في مركز سابق لما كان يسمى "جيش لبنان الجنوبي"، دوت فيه انفجارات عدة تبين انها الغام، زرعها العملاء في محيط المركز". وعلى الأثر، توجهت فرق الأطفاء التابعة للدفاع المدني الى المكان، وسارعت الى اخماد النيران بحذر شديد".

 

في ما يبدو أنها استعدادات "لعمل ما"  ضد الدولة أو القوات الدولية

 مئات من "القوات الخاصة" السورية انتشروا في مواقع "حزب الله" و"المردة" في لبنان

 لندن- كتب حميد غريافي: السياسة

كشفت مصادر دفاعية بريطانية النقاب اول من أمس الاربعاء في لندن عن أن مئات الجنود والضباط من القوات الخاصة السورية دخلوا لبنان بلباس مدني تحت ستار انهم عمال عائدون الى لبنان بعد انتهاء الحرب الاسرائيلية »توزعوا على مواقع ومقرات وقيادات »حزب الله« في منطقة البقاع اللبناني, فيما تحدثت معلومات استخبارية المانية من بيروت عن وصول مئات اخرين من الحرس الثوري الايراني الى تلك المواقع والمقرات في البقاع والشمال وبيروت«. واكدت المصادر البريطانية ان »فرقا« من تلك القوات الخاصة السورية تقيم الآن ايضا في مراكز »حزب المردة« التابع لسليمان فرنجية احد اقرب حلفاء بشار الاسد, في المناطق الجبلية الشمالية المسيحية, فيما رفض رئيس الوزراء السابق عمر كرامي, رغم اقترابه الواضح من دمشق, دخول عناصر من الجيش السوري الى قواعده الشعبية في طرابلس وعكار, بينما لم يجر الحديث مع التيار العوني حول استيعابه عدداً من تلك القوات اذ يبدو ان النظام السوري وكذلك حزب الله يدركان ان قياديين في ذلك التيار يرفضون التعامل مع سورية جملاً وتفصيلاً. ونقلت المصادر عن تقارير استخبارية واردة الى عواصم مهمة في الاتحاد الاوروبي قولها ان »مئات اخرى من الجيش والاستخبارات السورية التحقت بمواقع فصائل فلسطينية تعمل بإمرة نظام الأسد في البقاعين الغربي والاوسط وفي بيروت وضواحيها, كما ان »حزب الله« فتح مقراته في الضاحية الجنوبية من العاصمة وفي الاوزاعي والمناطق الواقعة تحت سيطرته حول بيروت, فيما يبدو انه استعدادات لوجستية لأعمال عسكرية ما, اما ضد الدولة اللبنانية او ضد القوات الدولية التي التحقت خلال الاسابيع القليلة الماضية بقوات الأمم المتحدة السابقة (يونيفيل

وقالت التقارير ان النظام السوري وقيادتي حزب الله والفصائل الفلسطينية المنتشرة خارج المخيمات اللبنانية, »أنشأت غرفتي عمليات مشتركة احداهما شرقي ضاحية بيروت الجنوبية والأخرى في منطقة بعلبك البقاعية الشمالية لادارة شؤون القوات السورية الخاصة والحرس الثوري وتنسيق العمليات معها«. وذكرت التقارير ان حزب الله والفلسطينيين »وزعوا على تلك القوات الغريبة الاسلحة والمعدات كل منها حسب اختصاصها, فيما تركز الوجود العسكري الايراني بشكل خاص في القواعد الصاروخية والمدفعية الثقيلة والاسلحة المضادة للدبابات والدروع«. واذ لم تذكر التقارير اعداد القوات الخاصة السورية والايرانية التي دخلت لبنان منذ اليوم الاول لوقف الحرب في الرابع عشر من اغسطس الماضي, الا ان تقارير ومعلومات سابقة نشرت في وسائل الاعلام العربية والغربية, ومنها »السياسة« تحدثت عن دخول الآلاف من تلك القوات والاستخبارات مع العمال السوريين العائدين الى لبنان, بعدما كانوا هربوا الى بلدهم من الحرب.

 

  ينسق مع المخابرات السورية لإقامة  "شبكة عملاء" على المنافذ الحدودية

 "حزب الله" يجند ضباطاً في الجيش اللبناني "لحماية" مقاتليه

 »السياسة« - خاص: كشفت مصادر مطلعة ل¯ »السياسة« عن تفاصيل »تقرير سري« ارسله »حزب الله« الى المخابرات السورية بناء على طلب الأخيرة, شرح فيه الحزب بالتفصيل ستراتيجيته الجديدة للتعامل مع الوضع في جنوب لبنان بعد انتشار الجيش اللبناني ووصول طلائع القوات الدولية المعززة »يونيفيل -2« تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 .ولم يخف »حزب الله« حسب التقرير ان الوضع الجديد وضع بعض العراقيل امام حرية تحركات عناصره بالمقارنة مع الوضع الذي كان سائداً قبل الحرب. لكن »حزب الله« اكد في تقريره السري انه نجح في التوصل الى »تفاهمات« مع عدد من كبار الضباط الشيعة في الجيش اللبناني من المسؤولين عن منطقة الجنوب بغية خرق القيود المفروضة على عمله العسكري. وفي هذا السياق ذكر التقرير ان هناك تعاوناً ممتازاً مع العميد رفيق حمود قائد اللواء 11 الذي يزود الحزب بتقارير دورية عن عمل اللواء ويتلقى في المقابل راتباً شهرياً مقداره 1000 دولار اميركي, واشار الى الدعم الذي يقدمه مدير التوجيه في الجيش اللبناني العميد صالح الحاج سليمان (شيعي).وأكد التقرير ايضاً ان الحزب استطاع ان يؤمن لعناصره عددا كبيرا من الوثائق الخضراء التي تتيح لحامليها العبور على حواجز الجيش اللبناني مع سلاحهم خلافاً لتعليمات الحكومة اللبنانية والقرار 1701 التي تقضي بان السلاح المرئي الوحيد جنوب الليطاني هو سلاح الجيش اللبناني والقوات الدولية المنتشرة هناك.

في المقابل اعربت المخابرات السورية عن ارتياحها من التقرير وطلبت من »حزب الله« العمل على تجنيد المزيد من ضباط الجيش اللبناني وعدم الاكتفاء بالشيعة منهم. ونقل ضابط رفيع في المخابرات السورية الى الحزب قائمة باسماء ضباط لبنانيين يمكن تجنيدهم مقابل اغراءات مالية كبيرة.في تطور متصل اكدت المصادر المطلعة ل¯ »السياسة« ان »حزب الله« والنظام السوري يعتقدان ان اقامة شبكة من العملاء بما في ذلك تجنيد عناصر في المعابر الحدودية البرية والبحرية والجوية ضرورية جداً في هذه المرحلة لضمان استمرار تهريب السلاح من سورية وتفاديا للخطوات التي تنوي الحكومة اللبنانية اتخاذها لتعزيز الرقابة على المنافذ الحدودية.

 

 دمشق: بيع أصول جهاد خدام وحجز أموال مصطفى ميرو

 دمشق-الوكالات: نشرت صحيفة »الثورة« السورية الرسمية امس إعلانا عن بيع أصول منقولة وغير منقولة بالمزاد العلني تعود إلى جهاد خدام نجل نائب الرئيس السوري المنشق عبد الحليم خدام وذلك تسديدا لمبلغ 36.8 مليون ليرة سورية (677 ألف دولار أميركي تقريبا) لقاء ضريبة أرباح حقيقية عن عام 1997 وما قبل مستحقة عليه وعلى وشركائه. وتقول مصادر سورية مطلعة أن القيمة الحقيقية للاصول المنوي بيعها تساوي مابين 500 الى 700 مليون دولار اميركي. وصدر الاعلان عن مدير مالية محافظة دمشق استنادا إلى أحكام قانون جباية الاموال العامة ومواد قانون أصول المحاكمات المدنية وبناء على اقتراح رئيس قسم الجباية

وذكرت الصحيفة أن الاعلان ينص »على طرح حق ملكية وبدل فروغ بعض العقارات العائدة لجهاد خدام بالمزاد العلني, وهي عبارة عن دار سكن في المزة أحد أحياء دمشق الراقية ودار سكن أخرى مستخدم كمقر لشركة في المزة أيضا وسوق تجاري خاص مؤلف من مجموعة محلات على جانبي الممر تستخدم مستودعات لسلسلة مطاعم لانوازيت في مشروع دمر, إحدى ضواحي دمشق الراقية, بالاضافة إلى دار تجارية عبارة عن مقر شركة »لا نوازيت« و»عافية« و»الروابي« في المزة, وتجري المزايدة العلنية صباح الاحد 16 أكتوبر المقبل.

يشار إلى أن نائب الرئيس السوري السابق خدام أعلن انشقاقه نهاية العام الماضي وأجرى العديد من المقابلات التلفزيونية مع عدد من المحطات الفضائية من مقر إقامته في باريس أطلق خلالها الاتهامات على المسؤولين السوريين واتهمهم بالفساد, كما اتهم الرئيس السوري بشار الاسد بتهديد رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري قبل مقتله, الامر الذي نفته سورية مرارا. وكان القضاء العسكري وجه الشهر الماضي لخدام 73 اتهاما بينها »دس الدسائس لدى دولة أجنبية لدفعها لمباشرة العدوان على سورية«.

كما وجهت له أيضا تهمة »الاقدام على أعمال وكتابات وخطابات لم تجزها الحكومة السورية وتعريض سورية لاعمال عدائية وتعكير صلاتها بدولة أجنبية ومحاولة النيل من هيبة الدولة السورية ومن الشعور القومي بنشره معلومات كاذبة من شأنها أن توهن نفسية الامة والشعور القومي« بالاضافة إلى »المؤامرة لاغتصاب سلطة سياسية ومدنية« كما تم الحجز على الاموال المنقولة وغير المنقولة لخدام وزوجته وأولاده وأحفاده وينص القانون السوري على عقوبة الاشغال الشاقة المؤبدة لهذه الاتهامات. الى ذلك أصدر وزير المالية السوري قراراً بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لرئيس الوزراء السوري الأسبق مصطفى ميرو وأموال زوجته.

  

 دفعة من جرحى العدوان  الإسرائيلي تغادر إلى إيطاليا للعلاج

 بيروت- »السياسة«:غادرت بيروت أمس دفعة جديدة من جرحى العدوان الاسرائيلي على لبنان وتضم 16 شخصا من النساء والاطفال ينتمون الى مختلف المناطق اللبنانية وتوجهوا الى ايطاليا على متن طائرة خاصة لمتابعة علاجهم في مقاطعة لومبارديا وفقا للمساعدة الطبية التي قدمتها الحكومة الايطالية الى لبنان بمبادرة من قنصلية لبنان في ميلانو والجهود التي بذلها القنصل حسن نجم.ورافق الجرحى من لبنان عدد من اهاليهم وبعثة طبية ايطالية وصلت الى بيروت خصيصا لمرافقتهم تضم مجموعة من الاطباء والممرضين بالاضافة الى ممثلين عن كل من رئيس لومبارديا, الادارة الطبية للمحافظة وممثل الصليب الاحمر الايطالي. وكان في وداع الجرحى في المطار وزير الصحة الدكتور محمد جواد خليفة, الذي قال ان "هذه المبادرة أتت بمبادرة من قنصلية لبنان في ميلانو ومن الشعب في محافظة لومبارديا في ايطاليا خلال فترة العدوان الاسرائيلي على لبنان تعبيرا عن تضامنهم مع لبنان والشعب اللبناني, خصوصا عن طريق احتضان المرضى والجرحى الذين اصيبوا في الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان كي تتم معالجتهم على نفقتهم الخاصة وبدعم كامل منهم". وقال: هذه اللفتة والمبادرة كانت مميزة وهي بمثابة رسالة بالنسبة لنا للتعبير عن مدى تضامنهم مع اللبنانيين وبالتالي عن شجبهم لتلك الاعمال العدوانية واستهداف المدنيين في لبنان. ان الذين يغادرون لبنان اليوم هم 16 جريحا يرافق كل منهم احد افراد عائلته, والجرحى يعانون من اصابات مختلفة, منهم مصاب بحروق مختلفة او بجروح. من جانب آخر بدأت ورش الإعمار غير الشرعي تنتشر في معظم أحياء الضاحية الجنوبية لبيروت بعد العدوان الإسرائيلي, مستغلين ورشة إعادة بناء الأبنية والمساكن التي تهدمت جراء هذا العدوان الإسرائيلي على الضاحية, ويقوم الأهالي بإضافات جديدة على مساكنهم وبيوتهم المنتشرة على جانبي طريق المطار بشكل عشوائي وفلتان لم تشهده تلك المناطق إلا في سنوات الحرب وإبان القصف المدمر.

 

 الاستخبارات الإسرائيلية ترصد تحولاً في توجهات دمشق نحو الحرب

 أولمرت: سورية عاصمة الإرهاب ضد أميركا ولا مفاوضات "مطلقاً" مع بشار الأسد

 تل أبيب-يو.بي.أي: شن رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت أمس هجوما شديدا ضد سورية ورئيسها بشار الأسد, ووصفها ب¯ »عاصمة الإرهاب« ضد الدولة العبرية.

واعتبر أولمرت في مقابلة اجرتها معه إذاعة الجيش الاسرائيلي إن أمر المفاوضات مع سورية »ليس واقعيا, فسورية هي عاصمة الإرهاب ضد إسرائيل« وأضاف »نحن ننتمي للعالم الذي يحارب الإرهاب ولا يستوي معه«.

وقال أولمرت لدى تطرقه إلى امكانية الانسحاب من هضبة الجولان السورية المحتلة مقابل سلام كامل معها, كما دعا إلى ذلك الأسد أخيرا, ان »هضبة الجولان هي جزء لا يتجزأ من دولة إسرائيل«.

وعن احتمال انسحاب إسرائيل مستقبلا من الجولان, قال إن »رئيس الوزراء لا يتحدث بصورة نظرية ولست ملزما باطلاق تصريحات حول ما إذا حصل كذا وعندما يحصل كذا لأن الوقت ليس ناضجا لذلك«.

وردا على سؤال حول موقفه من جدية تصريحات الرئيس السوري حيال استعداد سورية للسلام مع اسرائيل رأي أولمرت ان »الاسد يقول امرا ويفعل عكسه. يجب التوقف عن الاستماع لأنواع شتى من الأوهام والخدع. لقد دعم السوريون حزب الله«, واعتبر ان دمشق لم تقدم دعما »اقل« للحزب اللبناني من إيران.

وقال »الأسد كان المزود الأساسي لحزب الله بالسلاح«. إنه (الرئيس السوري) يقوم بنشاطات ارهابية بصورة يومية والادعاء بأن هذا الرجل يعتزم التوصل إلى سلام مع اسرائيل هو أمر ليس جديا«.ورفض أولمرت الاتهامات التي وجهت إليه وإلى حكومته من سياسيين اسرائيليين والتي تزعم ان الدولة العبرية تخدم مصالح الولايات المتحدة, وقال ان »الحديث هنا عن مصالح اسرائيلية فحسب«.الى ذلك اعتبرت شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية ان الرئيس السوري يبحث بشكل جدي امكانية الحرب مع الدولة العبرية.

وافادت صحيفة معاريف امس ان الجيش الاسرائيلي قرر رفع احتمالات نشوب حرب او اعمال عدائية مع سورية من مستوى »منخفض« الى »مستوى اعلى«.واضافت الصحيفة الاسرائيلية انه حتى الآن وعلى مدى سنوات طويلة خلت كانت تقديرات الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية تكاد تكون ثابتة وهي انه لا يوجد لدى سورية خيار عسكري حقيقي مقابل اسرائيل.ووفقا للتقديرات السابقة فان القيادة السورية لم تدرس بجدية احتمال فتح حرب ضد اسرائيل او محاولة سورية لشن عملية عسكرية مفاجئة ومحدودة النطاق ضد الدولة العبرية.وبحسب معاريف فان تغيرا جوهريا طرأ على هذا الموقف في اسرائيل وترى شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية ان الخيار العسكري اصبح خيارا واقعيا بالنسبة لدمشق والقيادة السورية تدرسها بكل جدية.

الا ان المسؤولين في شعبة الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية يشددون على ان الحديث في الوقت الراهن عن »افكار« ولذلك فان احتمال نشوب حرب او عملية عسكرية هجومية محدودة النطاق بين اسرائيل وسورية لم يعد يعتبر »منخفضا«.واضافت الصحيفة انه »من الجهة الاخرى فان هناك من يقول في الجيش الاسرائيلي ان الافكار تتحول عادة الى افعال«.

 

لبنان يرفض تقديم تنازلات خارج الـ 1701 ويعتزم التوجه إلى مجلس الأمن

 إسرائيل تستبعد حربا قريبة مع حزب الله .. والأمم المتحدة مازالت تأمل بانسحاب كامل الأحد

 بيروت ¯ »السياسة«:القدس المحتلة ¯ الوكالات: لا تزال القوة الدولية التابعة للامم المتحدة في لبنان (يونيفيل) تأمل في انسحاب القوات الاسرائيلية من لبنان بحلول يوم الاحد رغم تشدد اسرائيل في مطالبتها القوة الدولية والجيش اللبناني بمراقبة تحركات "حزب الله".واعلن مسؤول عسكري لبناني امس ان لبنان قدم عشرات الشكاوى على الانتهاكات الاسرائيلية في الجنوب اللبناني الى قوة الامم المتحدة ويفكر في اللجوء الى مجلس الامن الدولي في حال ماطلت اسرائيل في سحب قواتها من لبنان.وقال المتحدث باسم "يونيفيل" الكسندر ايفانكو "نتوقع انسحاب الاسرائيليين بنهاية الشهر", اي قبل يوم الاحد, رغم قرار اسرائيل بتعليق انسحابها بسبب الخلاف حول "قواعد الاشتباك" في اطار عمل القوة الدولية وتطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الامن الدولي.

وفي هذا الوقت, اقام الجيش الاسرائيلي حواجز في المنطقة الحدودية للتدقيق في هوية السكان, وهدد بتفريق التظاهرات المناهضة له وحتى باطلاق النار اذا لزم الامر.وتؤكد قوة الامم المتحدة ان الجيش الاسرائيلي لا يزال يحتل عشرة مواقع في الجنوب على طول اكثر من نصف الشريط الحدودي في مناطق شهدت مواجهات ضارية مع حزب الله.واكد المسؤول اللبناني ان ما تقوم به اسرائيل يشكل انتهاكا للقرار 1701 الذي وضع حدا للعمليات العسكرية في منتصف اغسطس بعد شهر من الهجوم الاسرائيلي الواسع.وقال المسؤول العسكري اللبناني "لن نقدم اي تنازلات خارج اطار 1701" واعتبر انه "من غير المقبول" ما يقوم به الجيش الاسرائيلي عبر اقامة حواجز منذ يومين في قرية مروحين "للتحقق من هويات المارين وحتى الصحافيين وتوقيفهم".

واضاف "لا يوجد مقاتلون مسلحون لحزب الله في المنطقة, الاسرائيليون يعرفون ان حزب الله ملتزم ببنود القرار 1701 لكنهم يبحثون عن ذرائع وهذا جزء من الاستفزازات والضغوط التي يمارسها الاسرائيليون للتفاوض بشأن التدابير الامنية وقواعد الاشتباك او شروط فتح النار".واشار المسؤول العسكري كذلك الى شكاوى اخرى قدمها لبنان ضد الجيش الاسرائيلي الذي قال انه "يقوم بتغيير علامات الحدود وبسحب المياه من نهر الوزاني اللبناني ونقل التربة من حقول قريبة من بلدة الخيام, بالاضافة الى خرق مجالنا الجوي".وقال "قدمنا العشرات من الشكاوى حتى الآن الى القوة الدولية".وقال رئيس اركان الجيش الاسرائيلي دان حالوتس ان تعليق الانسحاب تم بسبب الخلاف حول "قواعد الاشتباك وفتح النار وتطبيق القرار 1701".وفي هذا الوضع, تجد قوة الامم المتحدة نفسها في موقع صعب بين مطالب اسرائيل والشكاوى اللبنانية.وردا على تهديد الجيش الاسرائيلي بقمع تظاهرات مناهضة لاسرائيل في المنطقة الحدودية, قال ايفانكو "لدينا قواعد اشتباك صارمة والقدرة على التحرك في حال واجهتنا اعمال عسكرية". واضاف "القيادة هي التي تقرر ما يفترض القيام به".وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت امس ان الجيش الاسرائيلي سيفتح النار على اللبنانيين المسلحين الموالين لحزب الله اذا تظاهروا بالقرب من الحدود.

وقبله حذر رئيس اركان الجيش الاسرائيلي دان حالوتس من ان اسرائيل ستلجأ الى تفريق التظاهرات المؤيدة لحزب الله على الحدود وستفتح النار باتجاهها اذا لزم الامر.ولم يجد ايفانكو انه من الضرورة التعليق على الحواجز التي يقيمها الجيش الاسرائيلي في مروحين, نظرا للانسحاب الاسرائيلي المتوقع خلال ايام.من جهة ثانية اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي انه لا يتوقع "مواجهة عسكرية شاملة في الامد القريب" بين اسرائيل وحزب الله .وقال اولمرت ان "احتمالات انجرار حزب الله في الامد القريب الى مواجهة عسكرية شاملة مثل تلك التي شهدناها هذا الصيف, ضئيلة جدا". واضاف ان "الواقع تغير وحزب الله يعرف ذلك جيدا". الا ان اولمرت قال "لكنني لا استبعد ان يسعى الايرانيون, وبدرجة اقل من السوريون, لتحريك حزب الله وقد يكون علينا ان نتوقع (احتمال) اخضاعنا لاختبار".

 

آغا: التيار الشعبي المؤيد لعون سابقاً استفاق من كبوته بعد اكتشاف ادعاءاته

المستقبل - الجمعة 29 أيلول 2006 - علق رئيس "الحركة اللبنانية الحرة" بسام خضر آغا على كلام رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون عن انه الوحيد الذي تم نفيه لعدم تعامله مع السوريين، واعتباره "حزب الله" استقلاليا، بالقول: "ان انتيليجنسيا التيار الشعبي الذي أيد عون سابقا استفاق من كبوته بعدما اكتشف ان هذه المصداقية الشفافة هي مجرد ادعاءات تدغدغ بها مشاعر الجماهير". وقال في بيان امس: "يطالعنا بين الفترة والاخرى حضرة النائب بأطروحات وتنظيرات سياسية اشبه بالانقلاب على الذات وعلى المواقف التي عوّدنا عليها منذ ان اعتلى المنابر الاعلامية وهو المكشوف امام الرأي العام اللبناني. فبعد عودته من باريس بات ينام على موقف ويستيقظ على نقيضه على اعتبار انه اعتاد اعتماد سياسة استغباء الناس واستدراجهم كقطعان الغنم".

اضاف: "خير دليل على ذلك، على سبيل المثال لا الحصر ما ادلى به في اول جلسة برلمانية شارك فيها بعد انتخابه نائبا، حول حزب الله تحديدا، ومن فاته، ومن خانته ذاكرته نقول له بأنه هو نفسه النائب الذي شن حملة على سلاح حزب الله والمربعات الامنية متسائلا الى متى يستمر وضع حزب الله خارجا عن اطار السلطة الشرعية". واعتبر ان عون "هو السباق في التعامل مع السوريين وقبل الجميع"، لافتا الى انه "عندما استشهد الرئيس الراحل رشيد كرامي بطوافة عسكرية وكان يومها عون قائدا للجيش وبما انه المسؤول المعنوي عن هذه الحادثة الاليمة فقد قرر آنذاك رئيس الحكومة بالتوافق مع رئيس الجمهورية اقالته او تشكيله وبعد ان تم طبع القرار للتنفيذ تدخلت القيادة السورية ومنعت الرئيس الحص من تنفيذه؟؟". وختم: "لن نسكت بعد اليوم لانك لم تحترم مشاعر الشعب وخصوصا بعد الهجوم المركز على الرئيس فؤاد السنيورة الذي لم يغمض له جفن خلال الحرب على لبنان بينما الآخرون اين كانوا".

 

بصمات المافيا على انفجار تل أبيب 

الجمعة 29 سبتمبر - ايلاف

أسامة العيسة من القدس : رجحت مصادر الشرطة الإسرائيلية أن تكون خلفية الانفجار الذي وقع في منطقة ريشون ليتسيون قرب تل أبيب، جنائية، وان لم تسقط فرضية أن يكون فلسطيني اقدم على تفجير نفسه لأسباب وطنية وقومية. وحسب هذه الشرطة فانه قتل شخص في انفجار سيارة كانت متوقفة في ضاحية ريشون ليتسيون المستوطنة المقامة على أراض قرية (عيون قارة) الفلسطينية، واصيب ثلاثة بجراح قال ناطق باسم نجمة داود الحمراء بأنها طفيفة.  وتوجه قائد الشرطة الإسرائيلية موسى كرادي إلى مكان الانفجار، للوقوف على طبيعة الانفجار، الذي إذا ثبت أن تكون الدوافع خلفه جنائية، فهذا يعني انه يأتي في إطار تصفية الحسابات بين عائلات المافيا في إسرائيل، التي تخوض فيما بينها صراعا محتدما. وتحدث شهود عيان من ريشون ليتسيون، مشيرين إلى حجم الانفجار الكبير، وتصاعد الدخان الكثيف من السيارة التي تم تفجيرها.

 

الفرنكوفونية لم تتفق على اعلان حول لبنان 

الجمعة 29 سبتمبر - أ. ف. ب.

 بوخارست: اعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك في المؤتمر الصحافي الختامي لقمة الفرنكوفونية اليوم الجمعة في بوخارست ان القمة لم تتبن اعلانا حول لبنان ب.سبب معارضة كندا لتعديل تقدمت به مصر. واشار الى ان المشاركين يبحثون عن صيغة اخرى تسمح للجميع "بحفظ ماء الوجه". ويتعلق التعديل بذكر ضحايا النزاع بين اسرائيل وحزب الله، اذ ترى كندا ان الاشارة اليهم في الاعلان يحتم ايضا ذكر الضحايا الاسرائيليين.

 

 وظيفة الارتداد الى الداخل 

الجمعة 29 سبتمبر - الحياة اللندنية

 وليد شقير

ما دام رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت لا يتوقّع ان تحصل مواجهة جديدة مع «حزب الله» في الجنوب، وما دام «حزب الله» تعهّد للأمم المتحدة عدم القيام بعمليات ضد القوات الاسرائيلية وبالإحجام عن إطلاق الصواريخ على شمال اسرائيل عند صوغ التفاهمات معه، والتي أعقبت التوصل الى القرار الدولي الرقم 1701، فلا بد من ان القلق الدولي من هشاشة الوضع في لبنان، يعود الى مخاوف لا تنطلق من الوضع الميداني الجنوبي، بل من غيره. وتتراوح المخاوف من هشاشة الوضع بين الخشية من مواجهة إقليمية والخشية من المواجهات اللبنانية الداخلية الآخذة لغتها بالتصاعد في شكل لم يسبق له مثيل بفعل التعبئة السياسية والطائفية والمذهبية المتزايدة.

ويبدو واضحاً ان جميع الأفرقاء الخارجيين مهتمون بالوضع اللبناني الداخلي بالقدر نفسه لاهتمامهم بالوضع الاقليمي المعقد من فلسطين الى سورية والعراق وصولاً الى علاقات ايران بمحيطها، لأن على هذا الوضع الداخلي تتوقف المرحلة المقبلة من المواجهات في المنطقة. نشهد ارتداداً دولياً، نحو الوضع الداخلي اللبناني اكثر من أي وقت. لكن الأهم اننا نشهد ارتداداً نحو الوضع الداخلي اللبناني من الفريق اللبناني «الأكثر اقليمية» بين الافرقاء اللبنانيين، أي «حزب الله». فالأخير بات يعطي أولوية في ممارسته السياسية ومواقفه للتوازنات المحلية أكثر من أي وقت، على غير عادته. وباتت رعاية قيادة الحزب، بإمكاناتها الواسعة وقدراتها الكبيرة، للكثير من التفاصيل اللبنانية المحلية، في تركيبة الطوائف والأحزاب والمناطق اللبنانية، استثنائية قياساً الى السابق. فهو يتحرك على الصعيد السنّي لدعم قيام قوة سنّية خارج جناح الزعامة الكاسحة للنائب سعد الحريري، ويتدخل في الخلاف الدرزي ويطل في شكل فاعل على الساحة المسيحية من خلال حليفه العماد ميشال عون، ويقيم تحالفات بالمفرّق على الساحة الفلسطينية في مخيمات اللاجئين في لبنان، ويتوج كل هذا بمطلب اجراء تعديل في الحكومة وبحملة مركّزة على رئيسها فؤاد السنيورة غير آبه بالشعبية الواسعة التي يتمتع بها الأخير داخلياً (لدى جميع الطوائف) وخارجياً.

من عادة الحزب ان يرتد الى الوضع الداخلي، حين يكون مطمئناً الى الجبهة الاقليمية، والجبهة مع اسرائيل. فهو حين يكون قلقاً من إمكان حصول مواجهة على الجبهة الخارجية، أو عندما يخطط لعمل ما، ولو بعد حين، يسعى الى تجميد خلافاته مع الداخل اللبناني، والى أوسع التفاف حول المقاومة. إلا ان استدارة الحزب نحو الداخل مختلفة هذه المرة. فإذا كان صحيحاً القول إنها استدارة طبيعية بعد ان تعهّد الحزب للأمم المتحدة بوقف (أو تجميد) عملياته ضد الاسرائيليين، وبوقف إطلاق الصواريخ، فإن الصحيح ايضاً انها استدارة متلازمة مع إعلان الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله عن انه بات لدى الحزب بعد وقف الحرب في 17 آب (اغسطس) الماضي اكثر من 20 ألف صاروخ، أي انه يملك قدرات لمواجهة أوسع مع اسرائيل وأكثر إيلاماً.

الجديد في استدارة الحزب هذه المرة انها تتم في ظل صدور القرار 1701، الذي يحدّ من قدرة اسرائيل على التحرّك العسكري ضد لبنان من جهة، ويتضمن اجراءات تنهي الوظيفة الاقليمية لسلاح الحزب إذا نجحت هذه الاجراءات في استعادة مزارع شبعا الى السيادة اللبنانية، من جهة ثانية. وإذا كان الحزب وافق على القرار 1701، لأنه قبل اللبنانيين جميعاً أراد وقف الحرب الاسرائيلية المدمّرة، فإن الشق المتعلق بإنهاء الوظيفة الاقليمية لسلاحه في القرار، عبر إقامة المنطقة المنزوعة من السلاح جنوب الليطاني مرفوضة منه ومن حليفيه ايران وسورية... ان تعطيل هذا الشق من القرار هو هدف استدارة الحزب نحو الداخل. فالتسوية في القرار 1701 جاءت لمصلحة القوى الدولية والعربية التي تحرص على مراعاة تأثير أي اجراء على الفسيفساء اللبنانية الدقيقة فكان القاسم المشترك ربط تنفيذ التسوية بالحكومة اللبنانية كمحصلة لهذه الفسيفساء، ومن ضمنها «حزب الله»... والقرار 1701 تحدث 7 مرات في فقراته الـ19 عن «مساعدة» الحكومة، واستخدم عبارات أقوى في 5 فقرات أخرى منها عبارة «من دون المساس بمسؤولية حكومة لبنان» و «تنسيق أنشطة يونيفيل» مع الحكومة» و «مرافقة ودعم القوات المسلحة اللبنانية...»أو بمعنى آخر فإن قرارات الحكومة وتوجّهاتها هي التي تملي تطبيق القرار، وإنهاء الوظيفة الاقليمية للسلاح. يصبح دعم القوى الدولية للحكومة هنا مسألة جوهرية، ويصبح هجوم «حزب الله» عليها تمهيداً لتعديل موازين القوى فيها، ودعم ايران «لتغيير تركيبتها» كما جاء في «الحياة» أمس على لسان مصادر قريبة من القرار في طهران، طبيعياً، مهما كان تأثير ذلك على الفسيفساء اللبنانية.

 

 الرئيس اللبناني الأسبق أكد أن المشكلة مازالت  قائمة والأزمة مفتوحة على كل الاحتمالات

 أمين الجميل للسياسة": خطاب نصر الله الأخير وجه سلاح المقاومة نحو الداخل وأعلن الحرب

 بيروت - من صبحي الدبيسي:السياسة

أبدى رئيس الجمهورية الأسبق الرئيس الأعلى لحزب الكتائب أمين الجميل تخوفه بعد خطاب الأمين العام ل¯»حزب الله« حسن نصر الله الأخير, معتبراً أن ما قاله نصر الله يهدف إلى إسقاط الحكومة وتغيير النظام, متسائلاً أي نظام يريده نصر الله.كلام الجميل جاء في سياق حوار أجرته معه »السياسة« على خلفية مهرجان الضاحية والموقف التصعيدي ل¯»حزب الله«, معتبراً أن خطاب نصر الله لم يحمل جديداً ولم يخرج عن مواقفه السابقة التي باتت معروفة وإن »حزب الله« لا يمكن أن يفك ارتباطه مع سورية وإيران وإن إعلانه عدم استخدام السلاح في الداخل هو لتخويف الداخل وليس لبعث الطمأنينة له... وفيما يلي نص الحوار:

هل ما جاء في خطاب نصر الله هو ما كنت تتوقعه?

في الواقع لم يأتِ السيد حسن بأي جديد خلال هذه المناسبة لم يقله في مناسبات أخرى. كان خطاباً توضيحياً لمواقف سابقة.

ما هو تعليقك على مجمع نقاط هذا الخطاب ولماذا لم يحمل الخطاب لا تغييراً في اللهجة ولا في الأسلوب?

»حزب الله« من الثمانينات مواقفه واضحة منذ انطلاقته وهو يكرر بأنه يقتضي تطوير هذا النظام القائم إن لم يكن نسفه من الأساس, هذه العقيدة إن أراد السيد حسن تطبيقها بالحرف, فهي تتناقض مع النظام اللبناني ومع مستلزمات الوفاق الوطني, كما نفهمها وكما نص عليها اتفاق »الطائف«.

قبل اندلاع الحرب كان السيد حسن في يوم القدس أعلن أن حزبه يملك 15 ألف صاروخ وإسرائيل أعلنت في الحرب أنها دمرت ثلثي ترسانة »حزب الله« من الصواريخ, واليوم يقول السيد حسن أن لدى »حزب الله« 20 ألف صاروخ وأكثر, فهل هذا يعني استمرار تدفق السلاح إلى »حزب الله« عن طريق الحدود السورية-اللبنانية?

الكل يعلم بأن الحدود كانت مفتوحة بين سورية ولبنان والممرات معروفة, أكانت من الشمال أو البقاع وحتى أحياناً من المطار عبر محطة الشحن الجوي ومن المرفأ. وحتى الآن لم تقفل بعد تلك المعابر بالشكل الكامل, أما أبعد من مقاربة موضوع التسلح ودخول السلاح وتمركز السلاح فهناك أمر خطير جداً ذو انعكاسات سلبية على لبنان فهي من جهة كونها تنبئ بشكل أو بآخر بحرب جديدة وكأن هناك إعلاناً بأن الحرب لم تنتهِ والتحضير لها يسير على قدم وساق ولربما أشرس من الحرب التي عشناها طالما فاق عدد الصواريخ اليوم عما كان بالأمس. وانعكاس ذلك أولاً على جيل الشباب, الذي يطمح إلى مستقبل أفضل ويبحث عن هذا المستقبل في مناطق آمنة وبلدان مستقلة وبالتالي الشاب الذي هاجر أثناء الحرب لن يعود طالما أنه غير مطمئن إلى أن الحرب انتهت. وجيل الشباب الذي لا يزال في لبنان سيفكر ملياً عن أفق أكثر تأميناً لمستقبله ولسبل العمل وكذلك الأمر إن هذا المنطق السلاح والتجهيز الحربي بالتأكيد لن يطمئن لا المستثمر اللبناني ولا المستثمر الأجنبي, ما يعني إبقاء لبنان ساحة حرب وإبقاء القلق على الساحة اللبنانية وعدم الطمأنينة وإبقاء البلد بأسره في مهب الريح.

ماذا سيكون دور قوات »اليونيفيل« في الجنوب في ظل هذه التهديدات الجديدة ل¯»حزب الله«?

أعتقد منذ البداية أن القوى الأجنبية التي أتت إلى لبنان من خلال قوات الطوارئ الدولية بموجب القرار 1701 كانت على بينة من المخاطر القائمة والمحدقة بها, وعلى مجلس الأمن أن يتحمل مسؤولياته وعلينا نحن كلبنانيين أن نسهل الأمور وندعم القرار الدولي ونتشاور مع مجلس الأمن الدولي, وأن نوفر قدر الإمكان ظروف نجاح قوات حفظ السلام في لبنان بينما لا شك هناك مخاطر وهناك مطبات ظروف غير طبيعية يواجهها لبنان في الوقت الحاضر.

كيف يستطيع لبنان أن يسهل الأمور ويدعم القرار الدولي وهناك تشكيك في موقف شريحة كبيرة من اللبنانيين?

هذا التشكيك بالأكثرية وبالصفة التمثيلية للحكومة وكل ما شابه ذلك, هو انقلاب على النظام وانقلاب على الديمقراطية وانقلاب على الأصول, وانقلاب على كل التقاليد اللبنانية من جهة نقبل بمنطق انتخابي معين ونخوض الانتخابات بكل حرية وفعالية, ونقبل بنتائجها عند صدورها وبعد ذلك بسبب تغير الظروف نبدأ بهذه الحملة على الانتخابات ونشكو من نتائجها فإذاً أنت تعتمد الشيء وعكسه. نقبل الانتخابات ونتائجها وعندما تتغير الظروف نهاجم الانتخابات, وكذلك الأمر نشارك في الحكومة ونعطيها الثقة عندما يكون الأمر لمصلحتنا وعندما تتغير الظروف نشن حملة على الحكومة ونتهمها بكل النعوت, كأننا لا علاقة لنا بها لا نشارك بها ولا نعطيها الثقة سابقاً. كل هذه التناقضات هي حقيقة مثيرة للتساؤلات عن النوايا.

ماذا يريد »حزب الله« بعد هذا التصعيد وأين تقف حدود حركته السياسية?

إذا عدنا إلى عقيدة »حزب الله« وعقيدته الجهادية ووقفنا على أمر بديهي وهو تحالفه مع إيران والتزامه مبادئ الثورة الخمينية فهذا يوضح تماماً منطلقات »حزب الله«, تلك المنطلقات التي لا تلتقي حتماً مع مستلزمات الوفاق الوطني والسيادة الوطنية ومستلزمات السيادة والاستقلال.

هل أصبحنا أمام مشروعين متباعدين, مشروع السيادة والاستقلال ومشروع تصل حدوده إلى التحالف الستراتيجي مع سورية وإيران?

هذه المقاربة لربما مبالغ فيها, لأن »حزب الله« هو حزب لبناني والمقاتلون والشهداء هم أخوتنا وأبناء القرى اللبنانية العريقة إنما لا شك أن التزام »حزب الله« مبادئ الثورة الخمينية, يعيق تطبيق اتفاق »الطائف« الذي أجمع عليه اللبنانيون سنة 1989.

لماذا تعمد السيد نصر الله عدم ذكر اتفاق »الطائف« في خطابه وهل أصبح »حزب الله« لا يعترف بهذا الإتفاق?

إذا عدنا إلى الوراء نلاحظ أنه وفي محطات مهمة لم يأتِ السيد حسن نصر الله على ذكر اتفاق »الطائف« لا في بعض الخطب المهمة ولا في وثيقة التفاهم مع ميشال عون ولا في بيانات »حزب الله« وعندما يذكر اتفاق »الطائف« ويذكر بشكل يظهر جلياً بأن »حزب الله« متحفظ جداً تجاه مجموعة من بنوده. عندما يذكر مثلاً اتفاق »الطائف« يستطرد بمجموعة من الشروط لتطبيقه التي تلغيه من الأساس.

في مواقفه الأخيرة كان السيد نصر الله يشترط تشكيل حكومة إتحاد وطني إذا ما طالبتم بتطبيق اتفاق »الطائف«. في خطابه بيوم النصر طالب بحكومة إتحاد وطني دون التطرق إلى اتفاق »الطائف«, فكيف تفسر هذا الموقف?

منذ البداية »حزب الله« غير متحمس إطلاقاً لاتفاق »الطائف«, أما في ما يتعلق بالحكومة فإني أتعجب طالما أنه يطالب بالإصلاح والتغيير, فهذا يتحقق من الرأس وليس من القاعدة. وبالتالي يقتضي التغيير على صعيد رئيس الجمهورية وانتخاب رئيس جمهورية جديد, هذا هو المنطق الحقيقي للتغيير وأي خطوة أخرى هي الغوص أكثر وأكثر في مستنقع الأزمة اللبنانية فنحن نطرح التغيير من أجل الإصلاح خلال تسعة أشهر فإذا توافقنا على انتخاب رئيس جمهورية جديد وهذا متاح وفي متناول اليد إذا صدقت النوايا تشكل فوراً حكومة خلال أسابيع, هناك مشروع قانون انتخابي متوفر يمكن لمجلس النواب مناقشته, وإقراره بخلال شهر أو شهرين وبالتالي في ضوء ذلك ينتخب مجلس نواب جديد خلال ثلاثة أشهر, ما يعني خلال تسعة أشهر نكون قد حققنا هذا التغيير الشامل من أجل إصلاح كل جوانب السياسة الداخلية. بينما ما يطرحه الآن البعض كالسيد حسن نصر الله والعماد عون هو تطرق للمشكلة من ذنبها وفتح ملف الحكومة هذا يعني أولاً وضع البلد في المجهول, لأنه من المتوقع أن تؤدي استقالة الحكومة إلى أزمة حكومية خطيرة يمكن أن تبقي البلاد فترة طويلة دون حكومة, بينما نحن نواجه استحقاقات على الصعيد الداخلي السياسي وعلى الصعيد الاقتصادي الاجتماعي بعد الخراب الذي حصل وعلى صعيد العلاقات الدولية والتعاطي مع القرار 1701 نكون قد عطلنا معالجة كل هذه الأمور ودفعنا بالبلد إلى المجهول أو نشكل حكومة حسب رغبات السيد نصر الله, فتكون هذه الحكومة مجموعة تناقضات متناحرة في الداخل باستمرار وهذه الحكومة بالذات بتصادم مع رئيس الجمهورية الذي أعلن بصراحة موقفه وأصبح طرفاً على الساحة. هذا أيضاً فيما لو شكلت حكومة في هذه الظروف نكون كذلك الأمر نعيق أكثر وأكثر الحلول السياسية المنشودة من قبل الناس. ونكون انطلاقاً من كل هذه المعطيات نؤجل التغيير والإصلاح إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية, إذن, ستبقى البلاد في حالة مراوحة على الأقل مدة سنة ونصف حتى بعد ذلك إذا تمكنا من انتخاب رئيس جديد عليه أن يدخل بمفاوضات كبيرة وشاقة من أجل قانون انتخاب جديد وإجراء انتخابات هذا يعني أن الأمور ستطول على الأقل سنتين إذا ما اعتمدنا منطق »حزب الله« و»التيار الوطني الحر«.

إذا قبل »حزب الله« بانتخاب رئيس للجمهورية فهل ستوافقون على تشكيل حكومة إتحاد وطني? وهل تقبلون بهذه المقايضة?

هذا ليس موقفاً انفعالياً أو موقفاً نابعاً من مصلحة أو أنانية, منطق الأمور إذا أردنا التغيير, إذا تمكنا من تشكيل حكومة بسرعة لن يحقق هذا التغيير شيئاً طالما ستبقى تلك الحكومة في مواجهة رئيس الجمهورية الذي هو طرف في النزاع وهو الذي يقف في وجه التغيير الذي طرأ بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ولم يزل يراوح مكانه.

بعد سنة من الآن نكون على موعد استحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية, هل تتصور أن هذا الاستحقاق سيمر بسهولة أم دونه عقبات وعراقيل بدأت ملامحها تظهر من الآن?

بعد خطاب السيد حسن نصر الله, في الحقيقة إنني غير مطمئن إلى التطورات المرتقبة.

هل أنت مطمئن إلى الوضع في الداخل? وهل تخشى عدواناً إسرائيلياً جديداً?

أولاً في الداخل كل شيء بقي على حاله ولا أعتقد أن الجو الذي كان سائداً أثناء مؤتمر الحوار سيستمر وسيتطور إيجابياً, أما في ما يتعلق بالصراع مع إسرائيل, فعندما يتكلم السيد نصر الله عن ترسانة الأسلحة التي لديه وأنه يحذر قوات الطوارئ الدولية من أي مبادرة يعتبرها »حزب الله« معادية له وعندما يلقي التهم في كل الاتجاهات, كل هذه الأمور تدل على أن الوضع غير مستقر وأن هناك جمراً تحت الرماد.

لماذا قبلنا بالقرار 1701 ودخول الجيش إلى الجنوب ووافقنا على قوات دولية ذات فعالية وفي الوقت نفسه نصعد المواقف باتجاه السلبية?

هذه المشكلة دائماً نحن نقبل بشيء ونعمل عكسه, نقبل ب¯»الطائف« ظاهرياً ونعلن مجموعة تحفظات تنسف هذا الإتفاق, نوافق على النقاط السبع للرئيس فؤاد السنيورة الذي طرحها في مؤتمر روما وكانت أساس القرار 1701 وندلي بمجموعة من التحفظات على هذه النقاط السبع لتعطيل مفاعيلها, نوافق علناً على القرار 1701 ثم ندلي بتحفظات عليه تنسف فعالية هذا القرار وهكذا دواليك.

ما هي مشكلة السيد حسن نصر الله مع دموع السنيورة?

السيد حسن انطلاقاً من مشروعه كما ذكرت وعقيدة حزبه فهو في مواجهة مع كل مؤسسات »الطائف« والنظام اللبناني كان صريحاً بالأمس عندما قال إنه لا يسلم سلاحه لا لهذه السلطة ولا لهذا النظام,بما يعني هو في مواجهة مع النظام بالمطلق وليس مع الرئيس السنيورة أو غيره, ولو قمنا بتغيير الرئيس السنيورة واستبداله برئيس حكومة جديد يتحمل مسؤولياته ويقوم بواجباته سيكون هذا الرئيس في مواجهة مع »حزب الله«.

هل تعتقد أن هناك عودة لطاولة الحوار?

أعتقد أن الرئيس بري سيسعى لإعادة ربط ما انقطع بشكل أو بآخر ليس بالتحديد جلسات حوارية لمجلس النواب ربما اتصالات متفرقة مع الأطراف المعنية وهذا يذكرنا بحقبة المراسيم الجوالة خلال عهدي حيث كان يتم التواصل بين بعضنا بعضاً بالمراسلة.

هل ستردون على مهرجان الضاحية بمهرجان مضاد, وماذا أعطى الاحتكام للشعب من نتائج إيجابية?

ليست بهذه الطريقة تحل القضايا الوطنية, بعرض عضلات مستمر وعملية كباش جماهيرية دورية, هذا لا يخدم مصلحة البلد. الكل يعلم أن كل طرف يمكنه أن ينزل إلى الشارع ويعبر ويحشد جمهوره وقد أظهرنا ذلك في 14 آذار (مارس) 2005 و14 شباط (فبراير) 2006 ويمكن بأي لحظة لقوى 14 آذار أن تنزل إلى الشارع وأن تعبر بضخامة عن قوتها وتوجهاتها, لكن الاحتكام إلى الشارع والساحات لن يغير شيئاً, فالجمهور بسواده الأعظم بالأمس كان شيعياً فماذا يمنع غداً أن ينظم مهرجان آخر ذو طابع سني, وبعد ذلك ذو طابع ماروني. ولربما ذو طابع أرمني اعتراضاً على قدوم القوات التركية إلى لبنان. هذه المناسبات الطائفية السياسية لا تخدم حقيقة الوفاق الداخلي ولا تندرج عملياً في إطار الوفاق ولا تحقق مستلزمات اتفاق »الطائف« الذي أجمعنا عليه كلبنانيين كونه الإطار الأصلح في الوقت الحاضر في تحقيق سلام دائم.

رغم كل التعاطف الدولي مع لبنان ووجود قوات »اليونيفيل« والأساطيل الأجنبية في البحر يبقى التدخل الإيراني السوري في الشأن اللبناني معطلاً لكل الحلول فهل من رادع لذلك أكثر من هذه القوى?

لا يمكن إلغاء سورية عن حدود لبنان, سورية موجودة. ولا يمكن إلغاء النفوذ الإيراني طالما أنه ذو طابع مذهبي شيعي وله امتداد على الساحة اللبنانية في الشارع الشيعي ولا يمكن إلغاء حضور »حزب الله« طالما أنه متداخل مع كل الطائفة الشيعية الكريمة في البلد, وقد اختزلها تحالف »حزب الله« و»أمل«. كل هذه الأمور بالطبع تعقد الوصول إلى حلول طالما سورية غير جاهزة للحل, إيران غير مشجعة للحل, »حزب الله« لم يزل متأثراً بتحالفاته الستراتيجية مع سورية, وإيران بالتالي غير مستعجلة في التطبيع على الساحة اللبنانية.

كل ما يحصل اليوم في جانب منه يصب في زاوية تعطيل تشكيل محكمة ذات طابع دولي, لماذا الخشية من تشكيل هذه المحكمة وهل هناك أشخاص معينون ستوجه إليهم أصابع الإتهام في جريمة اغتيال الرئيس الحريري?

أسباب هذه الأزمة وتطوراتها تتجاوز موضوع المحكمة الدولية, هذا الأمر استجد في الآونة الأخيرة, بينما ظاهرة »حزب الله« سابقة بطرح موضوع المحكمة الدولية وهناك صراع يتجاوز التفاصيل والمحكمة الدولية وغيرها من الأمور المطروحة على الساحة ما هي إلا نتيجة لصراع أكبر وليس سبباً لأي تفجير.

تميزت فترة الحرب بتوافق كلي بين الرئيسين بري والسنيورة, اليوم نلاحظ أن الخلافات بدأت تنشأ بين الرجلين خاصة على خلفية خلاف وزير الداخلية بالوكالة أحمد فتفت والمدير العام للأمن العام وفيق جزيني, فهل تعتقد أن هذا الخلاف سيتطور ويؤدي إلى تصدع في الحكومة?

دائماً عندما يكون الوضع في البلد مأزوماً المشاكل الصغيرة في البلد تصبح كبيرة والمواضيع الكبيرة توضع على الرف وتتلهى البلاد أكثر بالقشور, كونها غير قادرة على معالجة القضايا الرئيسية. لا شك أنه للرئيسين بري والسنيورة مواقف إيجابية جداً معتدلة وبناءة ولقد تعاونا أثناء الحرب لوقف العدوان على لبنان وتميزا ببعد نظر في التعاطي مع الشأن اللبناني وكان لهما الفضل في الحفاظ على المصلحة اللبنانية لمنع التصادم الداخلي ومنع الشرذمة وتجنيد القوى الشقيقة والصديقة لمساعدة لبنان, لا سيما في مجلس الأمن الدولي وتحقيق القرار 1701 الذي تضمن بشكل أو بآخر مشروع الرئيس السنيورة الذي اتفق عليه مع الرئيس بري والمعروف بالنقاط السبع. هذا لا يمنع في المقابل أن تكون الحساسيات موجودة والرئيس بري ملتزم بخط سياسي معين, كما أن الرئيس السنيورة ملتزم بخط سياسي معين, ولكليهما تحالفات والتزامات واضحة, لذلك نأمل أن يستمرا بالتعاون ويتمكنا من إيجاد الحلول للقضايا المستجدة في أسرع وقت لكي يتفرغا للقضايا المصيرية.

هل يحق لوزير الداخلية بالوكالة أن يتخذ قراراً بإعطاء المدير العام للأمن العام إجازة قسرية?

إذا نظرنا إلى حيثية القانون لا شك بأن يعطي للوزير في إدارته القدرة على إدارة وزرائه وتمكينه من ضبط الأداء في هذه الإدارة, لا سيما من قبل القيمين عليها. أما من جهة أخرى نعرف تماماً أن الأمور في لبنان تحكم بموجب القانون وليس القانون هو دائماً سائد وتلعب في الأمور الصغيرة كما في الأمور الكبيرة معطيات تتجاوز منطق القانون والدستور. ونأمل ألا يحصل من هذا الموضوع أزمة لأن التدبير هو تدبير مؤقت.

كيف تنظر إلى مستقبل لبنان وهل من كلمة مطمئنة للبنانيين إلى مستقبلهم?

في الواقع بعد خطاب الجمعة الماضي لا يمكنني أن أطمئن أحداً, هذا الخطاب بدد التفاؤل من قلوب الناس لا سيما جيل الشباب والمستثمرين والمشكلة ما زالت قائمة والأزمة مفتوحة على كافة الاحتمالات وكأننا لم نتعلم من دروس الماضي.

هل سترد قوى الرابع عشر من آذار على خطاب نصر الله?

البعض منا اتخذ موقفاً, فأنا كان لي موقف من هذا الخطاب عندما قلت عكس ما يقال إن سلاح المقاومة موجه إلى الداخل, طالما أن الانتصار العسكري في الجنوب كما يدعي »حزب الله« موظف على الصعيد السياسي من أجل تغيير الحكومة. ماذا يعني ذلك يعني استعمال السلاح والصواريخ الموجودة في الجنوب للضغط على الحكومة في الداخل, وذلك الأمر عندما يقول السيد حسن نصر الله أنه لا يسلم السلاح لهكذا سلطة وهكذا نظام, ما يعني أنه يسعى لتغيير النظام, فما هو النظام الجديد الذي يسعى لأجله السيد نصر الله.

كل ما قال السيد حسن أنه لم يوجه سلاحه إلى الداخل, كلما زادت مخاوف الناس وكأن الناس تعيش في ذمة »حزب الله«, خاصة عندما إدعى أنه قادر على القيام بانقلاب ولكنه لا يريد ذلك? الخوف حقيقي وإن العديد من الشرائح الاجتماعية بالأمس كانت بكل ما شهدته وسمعته تعيش حالة خوف حقيقية

 

الرئيس السنيورة: اول المسؤوليات امامنا اقفال ملف النزاعات الداخلية والعمل ان لا يكون لبنان ساحة للصراعات الخارجية او تصفية الحسابات

الصمود الأسطوري للشعب اللبناني فرض ويفرض تكاليف ومسؤوليات ولاأقلل من حق الاختلاف السياسي لكن لا أرى ما يدعو إلى حدة التعبير

وطنية - 2006 / 9 / 29

 أقام رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة غروب اليوم مأدبة إفطار في السراي الكبير حضرها رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، الرؤساء السابقون: أمين الجميل، حسين الحسيني، أمين الحافظ، رشيد الصلح، سليم الحص، ميشال عون، عمر كرامة ونجيب ميقاتي، الوزراء: نائلة معوض، مروان حمادة، غازي العريضي، محمد خليفة، شارل رزق، خالد قباني، طراد حماده، نعمة طعمة، محمد الصفدي، محمد فنيش، أحمد فتفت، فوزي صلوخ، جو سركيس، سامي حداد، يعقوب الصراف وجهاد أزعور، مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، بطريرك الأرمن الكاثوليك نرسيس بيدروس التاسع عشر، بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس بطرس الثامن عبد الأحد، النائب الرسولي للاتين المطران بولس دحدح، ورئيس الطائفة القبطية الأب فيلوباتير الانبا بيشوي، رئيس المجمع الأعلى للطائفة الانجيلية في سوريا ولبنان القس سليم صهيوني، وسفراء: اندونيسيا عبد الله سيراوني، تركيا افران عكر، ماليزيا محمد عبد الحليم ابراهام، الجمهورية الاسلامية الايرانية محمد رضا شيباني، السودان سيد أحمد البخيت، مصر حسين ضرار، المغرب علي اومليل، السعودية عبد العزيز خوجة، الجزائر ابراهيم حاصي، الاردن زياد المجالي، العراق جواد محمد الحائري، القائم بأعمال سفارة تونس صلاح الدين بن عبيد، هيئة مكتب مجلس النواب ورؤساء اللجان النيابية، والأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر، الأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء الدكتور سهيل بوجي وعدد من موظفي الفئة الأولى ولجنة الحوار المسيحي الاسلامي، والمطارنة: يوسف ضرغام، طانيوس الخوري، يوسف كلاس، جورج كويتر، جورج بقعوني، انطوان حايك، كيغام خاتشريان، ناريك المزيان، وجان تيروزيان وشكر الله حرب ورولان ابو جودة وبشارة الراعي وبولس مطر وشكر الله نبيل الحاج وسمعان عطاالله وجورج ابو جودة وانطوان نبيل العنداري ومنصور حبيقة والياس عودة نجم وبولس بندلي واسبيريدون خوري وماراثناسيوس افرام برهوم وجورج صليبا ومار ربولا انطوان بيلوني ويوسف ملكي وجورج المصري وميشال جان قصارجي, والمفتيون:محمد علي الجوزو ومحمد دالي بلطة ومصطفى غادر وعاصم سنو, وعلي الامين وخليل شقير ومحمد عسيران وغالب عسيلي، وعبد الحسين صادق وعلي طه، ورئيس المحاكم الشرعية الجعفرية الشيخ حسين عواد، ورئيس محكمة الاستئناف الدرزية القاضي نهاد حريز، والمشايخ : حسن اسماعيل ومالك الشعار وعبدالمنعم الغزاوي وزياد الصاحب وبلال شعبان ورئيف عبدالله واحمد البابا ومالك جديدة وعبداللطيف دريان.

وخلال الافطار القى الرئيس السنيورة الكلمة الاتية: "اللهم لك صمنا، وعلى رزقك أفطرنا، وبك آمنا، وإليك أنبنا، وعليك توكلنا، ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله. يا واسع المغفرة اغفر لنا، يا كريم. دولة الرئيس، فخامة الرئيس، أصحاب الدولة والسماحة والغبطة والسعادة والفضيلة، أيها السادة الأفاضل، أيها الإخوة الأعزاء، نلتقي في هذه الدار اليوم، في السراي الكبير، دار جميع اللبنانيين، شأنها في ذلك شأن سائر المؤسسات الدستورية والوطنية الكبرى.

لقد أردت أن تكون هذه الدعوة تعبيرا عن الأخوة، وعن التضامن وعن الوحدة، وعن الاتساع والرحابة، الرحابة التي ميَّزت لبنان في أزمنة الرخاء، وفي أوقات الشدة. كما أردت من وراء هذه الدعوة التعبير عن ثبات اللبنانيين، وصبرهم ووقوفهم مع أنفسهم ومع وطنهم. ودعوتكم أيها السادة والإخوة عشية هذا اليوم المبارك من أيام رمضان إلى إفطار الود والتلاقي والتوحد والمسؤولية. وعندنا من القضايا والمشكلات والهموم ما يستدعي فعلا القلق وضرورة تبادل الرأي لفتح نوافذ من الأمل تتعزز بإرادة الحياة لدى اللبنانيين.

فقليلة هي الأوطان والبلدان التي قاست ما قاساه ويقاسيه لبنان. وقليلة هي الأوطان والبلدان التي صمدت على المعاناة والتجارب والمحن، كما صبر لبنان، وكما صبر شعبه، وكما تماسكت فئاته. إن هذه الصلابة التي جربناها وشهدناها خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، تفرض من المسؤوليات تجاه وطننا وشعبنا، بقدر ما عززت فيه الثقة والكرامة والإباء. أمامنا هذا المشهد الواسع العربي والأوروبي والدولي من التضامن وإرادة المساعدة.

لكن أمامنا أيضا تحمل أعباء كبرى تجاه وطننا ومواطنينا، وأول تلك المسؤوليات إقفال ملف النزاعات الداخلية والعمل على أن لا يكون لبنان ساحة للصراعات الخارجية أو لتصفية الحسابات- في الوقت ذاته الذي نبني فيه الدولة الديموقراطية القوية والقادرة: القوية باستنادها إلى ثقة المواطنين ودعمهم، والقادرة على حماية جميع اللبنانيين بمفردها، وانطلاقا أيضا من مسؤولياتها الدستورية، وصونِ حقوق السيادة والمواطنة والكرامة.

أيها السادة، أيها الإخوة الأفاضل، لقاؤنا اليوم هو لقاء الوحدة الوطنية، ولقاء القلوب المفتوحة والعقول النيِّرة. هو لقاء الأحبة من المراجع الدينية والسياسية والاجتماعية في لبنان، من أجل لبنان. ذلك أن الصمود الأسطوري للشعب اللبناني مع وطنه ووحدته وحريته وسيادته، فرض ويفرض على الجميع تكاليف ومسؤوليات بقدر ذاك الصمود، وبقدر المخاطر التي تعرض هذا الوطن الصغير، ويتعرض لها على مدى عقود عدة. أنا لا أقلل من أهمية وحق الاختلاف السياسي في بلد ديموقراطي نحرص فيه على الحريات العامة، ولاسيما الحريات السياسية، لكنني لا أرى ما يدعو إلى الحدة في التعبير الذي تعلو فيه الأصوات بما يوتر المواطنين ولا يزودهم بمنفعة إضافية، وهذا ما يذكرنا بقول الفقيه المعروف الحسن البصري الذي حذرنا من الصوت العالي الذي يستدعي الفتنة، ويقطع الألفة.

إنني أرى أن ما يجمع اللبنانيين أكبر وأكثر بكثير مما يفرقهم. نحن مجمعون على نهائية الوطن، ونهائية العيش المشترك، وعلى الانتماء العربي، وعلى الدولة الجامعة، التي تحمي ولا تهدد، وتصون ولا تبدد، وعلى النظام السياسي الديموقراطي الذي يمثل إرادة اللبنانيين من خلال الانتخابات الحرة والمنتظمة، وفصل السلطات وتعاونها، وقواعد إدارة الشأن العام ولاسيما المراقبة والمحاسبة.

وقد تمثل ذلك كله في دستور الطائف، الذي يكون علينا جميعا السير في استكمال تطبيقه. لا شروط على الوطن، ولا شروط على الدولة، ولا شروط على النظام الديموقراطي، وإنما يأتي الاختلاف بين الجهات السياسية والثقافية على طرائق المشاركة وآلياتها. وإنني على ثقة بأن المشاركة الكاملة والمتطورة يمكن الوصول إليها باستكمال تطبيق الطائف، وبالعمل من خلال المؤسسات الدستورية، وباعتماد النهج المسالم والمستنير في حالات التوافق والاختلاف. أيها الإخوة الأفاضل، لن ننسى الحرب الإسرائيلية التخريبية ودروسها ومآلاتها.

ولذلك، اعتبرت أن أول واجباتنا، بل أول حقوق وطننا علينا الثقة والمسؤولية. الثقة التي بها حفظ الوطن وحفظت وحدة اللبنانيين، والمسؤولية من طريق بناء الدولة القادرة والحامية بالمشاركة القوية والإيجابية في النظام الديموقراطي، وتحمل المسؤولية بعدم تعريض الوطن أو الوحدة الوطنية للتجارب أيا تكن الأسباب والظروف والسياقات. أما ثاني الواجبات والضرورات فيتمثل في إعادة الإعمار، وإعادة بناء الاقتصاد الوطني، والتفكير كلَّ الوقت والعمل كلَّ الوقت من أجل مستقبل اللبنانيين، ومستقبل لبنان وتحقيق ازدهارهم ومشاركتهم الفاعلة في منطقتهم وفي العالم المعاصر.

إن المخاطر على الوطن لا تأتي من الخارج فقط، بل تأتي أيضا من الانقسام الداخلي، لكنها تأتي بالدرجة الأولى من تجاهل الواقع، ومن عدم التفكير بالمستقبل. والواقع أن بلدنا يحتاج إلى إعادة إعمار لمساكن المواطنين وحياتهم وأعمالهم ومصادر رزقهم، وإلى إعادة إعمار للبنية التحتية، وإلى إعادة إعمار للاقتصاد وبناء للقدرات والإمكانات المستقبلية.

نحن محتاجون إلى مسيرة طويلة وصبورة ومضنية ومسؤولة لكي نصبح وطنا طبيعيا، لا يأمن أطفاله فقط، بل يتعلمون، ويكبرون، ويجدون الأمل والعمل، ويتفتحون على انتمائهم العربي، والتزامهم المدني والإنساني، إذ في النهاية ماذا يفيد إن ربحت العالم وخسرت نفسك؟! الثقة والمسؤولية وبناء المستقبل ثلاثة عناوين لموضوع واحد هو لبنان الوطن، ولبنان الدولة، ولبنان النظام الديموقراطي. رحم الله شهداء لبنان، وآسى جراح مصابيهم، وأقدرنا جميعا على أن نجعل من لبنان وطنا للطفولة الوادعة والآمنة، وطنا للحياة، وطنا للمستقبل الحر والزاهر، ووطنا للانفتاح والاستنارة وريادة التقدم في محيطه العربي وفي العالم".