المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم الثلاثاء 5/9/2006

الحَقَّ أَقولُ لكم: ما مِن نَبِيٍّ يُقبَلُ في وَطنِه.

 

قداس لراحة أنفس شهداء المقاومة المسيحية في كنيسة مار اسطفان- طبرية

وطنية- 4/9/2006 (متفرقات) أقامت هيئة قدامى قادة ومؤسسي "القوات اللبنانية" قداسا لراحة أنفس شهداء المقاومة المسيحية، عند الخامسة والنصف من مساء السبت الماضي 2 الجاري في كنسية الشهيد مار اسطفان - طبرية (جرود كسروان). ترأس القداس الاب مراتينوس فهد عاونه الاب بيار خويري، في حضور حشد غفير من المحازبين وأهالي الشهداء، بالاضافة الى الفاعليات الحزبية: رئيس حزب الكتائب السابق الدكتور ايلي كرامة، قائد القوات اللبنانية الأسبق الدكتور فؤاد أبو ناضر، رئيسة حزب "وعد" جينا حبيقة، مسعود الأشقر، جو اده، فوزي محفوظ، رئيسي بلدية جونيه ورعشين جوان حبيش، جورج عقيقي، الشيخ نديم بشير الجميل والشيخ سامي أمين الجميل. بعد القداس، وضعت أكاليل من الغار على ضريح الشهيد باسم رفاق الشهداء ووزع البخور والقربان لراحة أنفسهم، كما تم توزيع كتيب خاص بالمناسبة.

 

مقتل جندي كندي واصابة آخرين بنيران اميركية في افغانستان 

الإثنين 4 سبتمبر - أ. ف. ب.  كابول: اعلنت القوة التابعة لحلف شمال الاطلسي اليوم ان جنديا كنديا قتل واصيب عدد اخر بجروح بعد اصابتهم عن طريق الخطأ "بنيران صديقة" اطلقتها طائرتان اميركيتان خلال العملية العسكرية التي بدأت السبت في جنوب افغانستان لمطاردة عناصر طالبان. واوضح بيان للقوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف) التابعة للحلف الاطلسي ان قوات تشارك في العملية التي تجري في اقليم بنجواي بولاية قندهار الجنوبية طلبت دعما جويا. واضاف ان "طائرتين تابعتين لايساف قدمتا للدعم، غير انهما هاجمتا للاسف قوات صديقة". وتابع البيان ان الحادث "اوقع قتيلا والعديد من الجرحى في صفوف ايساف". وبعد ساعات اعلن متحدث باسم ايساف ان الجندي القتيل كندي. وكان مارك ليتي المتحدث باسم الاطلسي اعلن لشبكة "سي بي سي" الكندية ان "الطائرتين اللتين فتحتا النار اميركيتان من طراز أ-10. وطلب من الطائرتين تقديم دعم خلال معارك ضارية". ولم يتمكن من تحديد عدد الجنود الكنديين الذين اصيبوا بالنيران الاميركية. وكان اربعة جنود كنديين قتلوا الاحد في معارك في جنوب افغانستان ضمن هذه العملية التي قتل فيها مئتا عنصر من متمردي طالبان، بحسب ايساف. وبهذا يرتفع الى 20 عدد الجنود الكنديين الذين قتلوا في هجمات وعمليات قتالية هذا العام في افغانستان حيث ينتشر نحو 2300 جندي كندي.

وبدأت عملية "ميدوزا" يوم السبت ويشارك فيها نحو الفين من جنود ايساف والقوات الافغانية وتهدف الى اخراج مقاتلي طالبان من بانجواي. وقال الجنرال ديفيد ريتشاردز قائد قوات ايساف للصحافيين ان الحادث "مؤسف". واضاف "لكن المهمة التي يقومون بها مهمة للغاية وربما ضرورية للعملية التي نقوم بها". وهي المرة الثانية التي يتعرض فيها جنود كنديون لنيران صديقة من طائرات اميركية في افغانستان. وقتل اربعة جنود كنديين بنيران صديقة في نيسان(ابريل) 2002 عندما اعتقد قائد طائرة من طراز اف-16 ان مجموعة من الجنود الذين يقومون بتدريب باستخدام الذخيرة الحية، هم من طالبان فاطلق عليهم قنبلة موجهة بالليزر تزن 250 كلغ. وادين الطيار بالاهمال ووجه اليه توبيخ واجبر على دفع غرامة.

 

إسرائيل وحزب الله يقبلان وساطة عنان للإفراج عن الجنديين الإسرائيليين 

04/09/2006راديو سوا/  قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان الإثنين إن لبنان وإسرائيل قبلا عرضه الوساطة لإطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين اللذين أسرهما حزب الله في يوليو/ تموز الماضي وأضاف أنه سيعين شخصا للعمل سرا مع الجانبين وقال إنه لن يكشف عن هويته. وأشار عنان في مؤتمر صحفي عقده في جده إلى أنه أصر على عدم تدخل طرف ثالث في موضوع الوساطة بين إسرائيل وحزب الله، مؤكدا أنه سينسحب من التوسط في حال تدخل آخرون. غير أن صحيفة يديعوت أحرونوت نقلت عن مصادر إسرائيلية قولها إن إسرائيل لم توافق على وساطة الأمين العام للأمم المتحدة للإفراج عن الجنديين اللذيْن اختطفهما حزب الله . ومع إعلان الأمين العام للأمم المتحدة أنه سيكلف مبعوثاُ عنه للتفاوض بشأن تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله، أبدى الحزب تحفظه تجاه الإعلان عن أي خطوات في هذا السياق. جدير بالذكر أن حزب الله كان قد اختطف الجنديين في يوليو/ تموز الماضي وقال إنه لن يفرج عنهما إلا في إطار تبادل مع الأسرى اللبنانيين المعتقلين في إسرائيل.

وقد قال القس الأميركي، جيسي جاكسون إن قضية الجنديين اللذين يحتجزهما حزب الله قد تدخل في طريق مسدود، وأضاف في تصريحات لـ"العالم الآن": "ترفض إسرائيل الاستمرار قبل أن تحصل على أدلة تؤكد أن الجنديين على قيد الحياة، ويرفض حزب الله تقديم أي أدلة قبل معالجة عدد من القضايا ومن بينها الحصار والاحتلال وخرائط الألغام" وعن حالة الجنديين قال القس جاكسون: " لقد أكدت كل الأطراف المعنية التي أجريت محادثات معها أن الجنديين على قيد الحياة، لكنهم رفضوا إظهار أي أدلة قبل الحصول على ضمان لتلبية مطالبهم". وأكد على ضرورة كسر الجمود الحالي: " إنني على يقين أنه إذا حصلت إسرائيل على دليل مادي فسيخلق ذلك ردود أفعال إيجابية من الطرفين يفتح المجال أمام السلام ويبعد مخاطر جولة جديدة من الأعمال العدائية". وكان الأمين العام للأمم المتحدة قال إنه يجرى حالياً اتصالات مع الأطراف المعنية للتعجيل برفع الحصار الإسرائيلي المفروض على لبنان. وعلى صعيد آخر طالب الاتحاد الأوروبي إسرائيل برفع الحصار الذي تفرضه على لبنان. وقال أماديو ألتافاغ المتحدث باسم مفوض الشؤون الإنسانية في الاتحاد لـ"العالم الآن":

"يثير الحصار المصاعب أمام عمليات الإعمار وهناك سبب سياسي يتعلق بتعزيز حكومة لبنان، فإذا أردنا أن تكون الحكومة اللبنانية فعالة، تحكم سيطرتها على جميع أنحاء البلاد وعلى جميع اللبنانيين فينبغي توفير ما يكفيها من الموارد لتحسين ظروف العيش وخاصة في الجنوب، وهنا أعني تمكين الحكومة من تقديم ما يقدمه حزب الله من مساعدات للمتضررين".

 

مدن اوروبية تجتمع في فرنسا من اجل اعادة اعمار لبنان 

 أ ف ب - 2006 / 9 / 4 - يعقد في فرنسا الخميس مؤتمر تشارك فيه نحو ثلاثين مدينة وبلدة فرنسية واوروبية ولبنانية لوضع خطة عمل للمساعدة على اعادة اعمار لبنان, كما علم لدى المنظمين الاثنين. وقال جان ميشال داكلين, مساعد رئيس بلدية ليون, وسط شرق فرنسا, ان "الفكرة من المؤتمر انه واستنادا الى الاحتياجات المحددة للمدن اللبنانية, يمكننا خلال 15 يوما او ثلاثة اسابيع تحديد مهمات عملية ينفذها خبراء من المدن الاوروبية المشاركة في المشروع". واستجابت مدن طرابلس في شمال لبنان, وبيروت وبرشلونة الاسبانية والبندقية الايطالية وبربينيان ومرسيليا وتولوز وليل الفرنسية لنداء ليون التي تترأس مجموعة لبنان ضمن تجمع "مدن فرنسا الموحدة" وهي جمعية انشئت سنة 1975 وتضم 500 مدينة وبلدة فرنسية. وقال داكلين ان البنك الدولي الذي سيحضر ممثل عنه مؤتمر ليون الخميس, سيغتنم المناسبة ليطلب رسميا مساعدات من المدن الاوروبية لاعادة اعمار لبنان الذي دمره هجوم اسرائيلي واسع استمر 33 يوما.وقال داكلين ان "مؤتمر الخميس يوازي مؤتر ستوكهولم الاسبوع الماضي" الذي شارك فيه نحو خمسين بلدا وعشر منظمات دولية تعهدت بتقديم مساعدات عاجلة الى لبنان. وتشارك هيئات دولية تابعة للامم المتحدة في مؤتمر ليون. ولا تمتلك البلديات الامكانيات التي تمتلكها الدول لكن الهدف هو جمع الخبرات اكثر من الاموال. وقدرت الاضرار المادية المباشرة التي خلفها الهجوم الاسرائيلي على لبنان بنحو 3,6 مليارات دولار.

 

أولمرت يهدد : لا ضوابط على قوتنا في الحرب مع سورية 

القدس المحتلة - وكالات : 5/9/2006  - هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الاثنين بأن يستخدم الجيش كل قوته العسكرية دون حدود في حال اندلاع حرب مع سورية. وقال أولمرت أمام الجنة الكنيست للشؤون الخارجية وشؤون الدفاع في حال اندلاع مواجهة مع سورية سوف نتخلص من كل الضوابط التي فرضناها على أنفسنا في لبنان فيما يتعلق باستخدام قوتنا. واتهم أولمرت سورية بأنها ممر لجميع الذين يستخدمون العنف ضد إسرائيل،- معتبرا أنه نظرا للوضع القائم، فلا مجال لأي مفاوضات مع السوريين .

 

أنان يؤكد : سأتوسط بخصوص الجنديين الإسرائيليين 

الرياض -  + وكالات : 5/9/2006   قال الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الاثنين إن لبنان وإسرائيل قبلا عرضه الوساطة لاطلاق سراح الجنديين الإسرائيليين اللذين أسرهما حزب الله في يوليو/تموز. وقال في مؤتمر صحفي في السعودية ان الجانبين قبلا جهود الامين العام للمساعدة في حل هذه المشكلة. واضاف متحدثا من خلال مترجم انه سيعين شخصا للعمل سرا مع الجانبين ولن يعلن اسمه لا اليوم ولا غدا. وبحث أنان مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في قصره بجدة مجمل المستجدات في المنطقة وفي مقدمتها تطورات الوضع في لبنان ودور الأمم المتحدة في تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 والمحافظة على سلامة لبنان ووحدة أراضيه . كما جرى بحث الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ومسيرة السلام المتعثرة في الشرق الأوسط وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابها الوطني وعاصمتها القدس .

وكذلك جرى بحث التطورات التي يشهدها العراق وأهمية الحفاظ على وحدة أراضية وتحقيق السلام والأمن لمواطنيه . من ناحية أخرى ، حث الأمين العام للأمم المتحدة العالم على ضرورة تفادي المواجهة مع ايران بخصوص طموحاتها النووية. جاء ذلك بعد يوم واحد من إبلاغ طهران الأمين العام للمنظمة الدولية أنها ترغب في التوصل لتسوية للازمة بينها وبين الغرب عن طريق التفاوض وبأنها لن توقف تخصيب اليورانيوم قبل اجراء اي محادثات. لكن ألمانيا قالت انه اذا لم تنجح محادثات خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي مع علي لاريجاني رئيس فريق التفاوض في الملف النووي الايراني في اقناع ايران بتغيير مسلكها فان اجراء مزيد من المفاوضات لن يكون مجديا وسيتعين دراسة تحرك من جانب مجلس الامن التابع للامم المتحدة.

وقال أنان للصحفيين في وقت لاحق بالدوحة آخر محطات جولته في الشرق الاوسط ليس هذا الوقت المناسب ليتخذ احد قرارات مستقلة. وأضاف نريد ان نتفادى المواجهة. المواجهة ليست في مصلحة احد في المنطقة ولا في المجتمع الدولي. ويزور أنان المنطقة في جولة بدأت الاسبوع الماضي بهدف تثبيت وقف اطلاق النار الذي انهى حربا استمرت اكثر من شهر بين اسرائيل ومقاتلي حزب الله في لبنان. وقال أنان خلال زيارته لطهران يوم الاحد ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أكد لي مجددا استعداد ايران وتصميمها على التفاوض والتوصل الى حل للازمة المتعلقة ببرنامجها النووي لكنها لن توقف تخصيب اليورانيوم. وجاءت زيارة أنان بعد بضعة ايام من انقضاء مهلة حددها مجلس الامن الدولي لم تلتزم بها ايران لوقف النشاط النووي الحساس الذي تقول الولايات المتحدة انه يهدف لانتاج اسلحة نووية لكن طهران تقول انه يرمي لتلبية احتياجات البلاد من الطاقة.

 

البطريرك صفير تلقى رسالتين من النائبين جنبلاط وسعد الحريري واستقبل وفودا

وطنية-4/9/2006(سياسة)استهل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير لقاءاته في الديمان اليوم باستقباله الوزير السابق سليمان فرنجية, يرافقه منسق التيار في المرده شادي سعد والاب اسطفان فرنجية, وقال الوزير السابق فرنجية بعد اللقاء: " كما العادة في كل عام جئت لزيارة البطريرك في الديمان, وقد تأخرت الزيارة هذا العام بعض الوقت بسبب الحرب، وظروف صحية, وجئنا لاخذ بركته, واكيد بعد الذي حصل وقد جرب البعض الاستثمار وكانه هناك خلاف مع بكركي, ورأينا من المطران يوسف بشاره, وكان ظرف لتقديم ملاحظاتنا على الموقف السياسي الذي صدر عن المجتمع الماروني, ووضعنا بين ايدي سيدنا البطريرك ملفا كاملا, ولكل ماروني الحق في ابداء رايه في هذا الموضوع, وسيدنا كان متفهما للامر وكانت جلسة جيدة غابت عنها الرسميات. وردا على سؤال عن قيام تجمع مسيحي تحت سقف بكركي قال: "نحن تحت سقف بكركي, ونلتزم بهذا السقف, ولكن يجب ان يكون هناك تحضيرا لهذا الامر، فالتفاصيل اليومية ستكون مدار خلاف بين المسيحيين الراغبين في الاجتماع, ولكن الثوابت الاساسية فمن الضروري الاتفاق عليها. وكنا دائما نقول برأي موحد حول قانون الانتخابات ايا يكن هذا القانون شرط ان يكون النواب المسيحيون نتاج اصوات مسيحية حقا وان يمثلوا طائفتهم كما كل الطوائف".

اضاف:"هذا في تصوري لا خلاف عليه, وهناك موضوع رئاسة الجمهورية وتهميشها بغض النظر عن الشخص, وان الحد الذي وصلنا اليه اليوم بعدم زيارة رئيس الجمهورية من القادمين الى لبنان رسميا غير مقبول, ويجب الوصول الى تفاهم واجماع مسيحي وماروني حول كيفية التعاطي مع رئيس الجمهورية, وكذلك فان موضوع الادارات وتعيين المديرين العامين, فيمكن ان ياتوا بشخص مسيحي او ماروني, ويكون في النهاية قد اتى به النائب سعد الحريري, وهذا المدير في نظرنا هو ماروني على الهوية.

وهذا الامر يجب التفاهم عليه, فضلا عن وجود مسائل عند الاخرين يرغبون في طرحها, والوقت مناسب الان". وتابع:"الظروف التي حصلت في العام 1990 ادت الى تغيير ميثاق 1943, وكان الطائف, واليوم ارى ان الظرف قد حان للوصول الى الجمهورية الثالثة, وان الطائف يجب تغييره, لان الظروف التي اتت بالطائف قد تغيرت اليوم, وهناك ظروف في البلد اقليمية وعالمية ودولية تغيرت عما كانت في ايام الطائف, وان الطائف الذي انهى الحرب وكان مشروعا للوصول الى المشاركة في هذا البلد, وقد تبين انه لم يكرس المشاركة بطريقة فعلية, ونحن نرى ان رئاسة الجمهورية المارونة قد اصبحت صلاحياتها لا تفي بطموح المسيحيين, ولا بطموح الموارنة, ونحن نريد مشاركة حقيقية, ولهذا ان كان من بحث في تغيير الطائف بشكل جذري فنحن مع هذا الموضوع للوصول الى مشاركة حقيقية في هذا البلد.

وردا على سؤال حول رأيه بالسجال السياسي حول الوضع الحكومي قال : "انا مع تغيير الحكومة, لانه لو اردنا ان نطبق الطائف فان احد بنوده ينص على الوفاق الوطني وقيام حكومة وفاق وطني, وهذه الحكومة ليست حكومة وفاق وطني, واقل ما يقال فيها انها تهمش الفريق المسيحي, وان اكثرية 14 شباط هي التي تهمش دور المسيحيين وربما لان هذه الاكثرية تعرف حجم المسيحيين الذين في صفوفها وهم غير قادرين على وضع الشروط, ولهذا اتصور انه يجب الاتيان بحكومة جديدة تضم الممثلين الحقيقيين للمسيحيين وكذلك يصل المسيحيون الحقيقيون الى الدولة اما اذا بقوا خارج الحكومة والدولة فمعنى ذلك ان الوفاق الوطني غير صحيح وهو منقوص".

وعن الحصار الاسرائيلي والاعتصام النيابي قال فرنجية:" ان الموقف الذي اتخذه الرئيس بري فهو جيد, لكن السينما التي نراها يوميا لا يحبها الشعب اللبناني كثيرا وهذا الذي حصل".

ثم استقبل البطريرك صفير النائب وائل ابو فاعور والنائب السابق غطاس خوري, واوضح بو فاعور بعد اللقاء:" انه نقل رسالة الى البطريرك صفير من النائب وليد جنبلاط, ونقل خوري رسالة من النائب سعد الحريري". وقال:" هناك اتفاق كما كل مرة مع البطريرك حول اهمية الوحدة الوطنية الداخلية بين اللبنانيين, وتأتي الخطوة التوحيدية للرئيس نبيه بري للاعتصام النيابي في سياق التضامن الداخلي , ويؤكد على ان كل اللبنانيين هم ضد العدو الاسرائيلي, ولم يعد متاحا ان تعتمد لغة التخوين, اضافة الى الثوابت الاخرى كالاستقلال اللبناني الذي يجب ان يحمى من كل عمليات الاعتداء في الخارج, بخاصة من قبل بعض الانظمة القريبة, لاسيما النظام السوري الذي يريد مجددا ان يعتدي على الاستقلال الناشىء في لبنان, والذي يعيد الامور الى سابق عهدها, خصوصا عبر الهجوم المبرمج على الحكومة اللبنانية". واضاف :" كان هناك اتفاق على ان يكون المعيار الوحيد بين اللبنانيين هو الحوار الداخلي والنقاش حول ضرورة التمسك بثوابت الدولة الحاضنة لجميع ابنائها والحامية لهم وحول التمسك باتفاق الطائف الذي كان وسيبقى المرجع الحاسم في العلاقات الداخلية بين اللبنانيين واي تشكيك بالطائف او بالانقلاب عليه هو محاولة لضرب الوحدة الوطنية ولضرب الاستقرار الداخلي".

من جهته قال النائب السابق غطاس خوري:" اريد ان اؤكد ان البطريرك هو ضمانة للوحدة الوطنية, وضمانة للتعقل المسيحي والاعتدال المسيحي, وهناك ضرورة ان نواكب التحرك الدولي لاعادة الاستقلال, وحماية المنجزات الوطنية, بمواكبة محلية تقوم بانشاء شبكة اتفاق وطني, وبالتأسيس لمرحلة جديدة يكون فيها جميع اللبنانيين تحت سقف اتفاق الطائف, و سقف الثوابت الوطنية وشرعية قوى الدولة المسلحة". اضاف:" هناك مجموعة من المشاكل التي نواجهها علينا الاتفاق لتذليلها بالمزيد من الحوار عبر بناء ثقة بين جميع اللبنانيين لمواجهة المستقبل,و لتاكيد عدم العودة الى الحرب, والخروج من منطق التحديات, وهذا ما بحثنا فيه مع البطريرك, واملنا ان تنتج هذه التحركات الى ما يطمئن جميع اللبنانيين.

ثم استقبل البطريرك صفير وفد التجمع التنموي اللبناني برئاسة الدكتور خالد الخير الذي اوضح بعد اللقاء انه تم بحث تطورات المرحلة الراهنة وبخاصة موضعي هجرة الشباب اللبناني الى الخارج والحصار الاسرائيلي على لبنان, واكد على ضرورة ايجاد الية لوقف الهجرة ودعم الحكومة والمجلس النيابي في تحركها لرفع الحصار الاسرائيلي عن لبنان وعودة الحياة الاقتصادية والاجتماعية الى سابق عهدها.

ثم استقبل البطريرك صفير رئيس مؤسسة موريس الفاضل الاجتماعية السيد حبيب الفاضل الذي قال:" بحثنا مع البطريرك في الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان ان كان على صعيد الحصار والوضع الاقتصادي, وبحثنا في كيفية مساعدة الشماليين للخروج من هذه الازمة, وللمناسبة نتمنى على جميع الفرقاء الوقوف الى جانب الحكومة لانه ليس الوقت مناسبا للمناكفات, والبلد بحاجة الى تضامن الجميع والوقوف الى جانب الحكومة ورئيسها.

ثم استقبل البطريرك صفير رئيس مجلس ادارة الصندوق التعاضدي الصحي الماروني الاب جورج صقر واعضاء المجلس, واوضح الاب صقر بعد اللقاء ان الوفد اطلع البطريرك على قرار مجلس الادارة القاضي بتأمين الضمان الصحي المجاني لكل اولاد العائلات المنتسبة الى الصندوق, وهو قرار يأتي تحسسا من الصندوق بالاوضاع المعيشية الصعبة وترجمة لتوجيهات البطريرك الداعية الى مضاعفة جهود المؤسسات الكنيسة في الحقلين الاجتماعي والانساني, وهذا القرار الجديد يقدم خدمة مميزة للعائلات المحتاجة الى تامين صحي, اذ بات اولادها مضمونين مجانا فور انتساب الوالدين. وقد اثنى البطريرك على هذا القرار, مشيدا بتقديمات الصندوق ذات الطابع الراعوي, وداعيا مجلس الادارة الى مواصلة المبادرات الهادفة الى الوقوف لجانب المحتاجين. واشار الاب صقر الى ان القرار الجديد سيباشر بتطبيقه ابتداء من اول العام المقبل وذكر بان الصندوق يباشر حاليا اطلاق الخدمة الجديدة التي اعلن عنها قبل ثلاثة اشهر والمتعلقة بدرس القروض السكنية للمنتسبين في المناطق الريفية بصورة اولوية.

 

تكتل التغيير والاصلاح عقد اجتماعه الاسبوعي في الرابية برئاسة العماد ميشال عون

04 أيلول 2006  -عقد تكتل التغيير والاصلاح اجتماعه الاسبوعي في الرابية برئاسة العماد ميشال عون. وبعد الاجتماع تلا النائب ابراهيم كنعان بيان التكتل وجاء فيه:    يرى الاتكتل في الاداء الحكومي حيال استمرار الحصار الاسرائيلي المفروض على لبنان تقصيراً في الدبلوماسية وحشد التأييد الدولي واقتصار سلوك الحكومة على ردة الفعل دون الفعل الذي يضع الأسرة الدولية أمام مسؤولياتها عن تنفيذ القرار 1701 بشكل متوازٍ وحاسم ووفقاً لقراءة لبنانية لهذا القرار. ذلك لأن هذا القرار الدولي نص بوضوح على وقف الأعمال العدائية، فيما يشكل استمرار الحصار خرقاً صريحاً له وانتهاكاً فاضحاً للقوانين الدولية كونه يتصدى لحركة الملاحة الجوية والبحرية الدولية من المطارت والمرافئ البنانية وإليها ويحاصر شعباً بكامله في لبنان وخارجه. وعلى الحكومة أن تتخذ قراراً جريئاً ضد الحصار وأن تبلغ سفراء الدول الخمس الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن عزمها على تنفيذه وأن تحمل هذه الدول الى جانب المنظمة الدولية مسؤولية اي رد فعل اسرائيلي معادٍ. ورغم تأييد التكتل للاعتصام الذي دعا اليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري ومشاركته فيه، فهو يرى ان الاعتصام غير كافٍ ما دامت الحكومة تعتمد سياسة التردد والجميع يعرف أن هذه السياسة لا تقارب الضغوط الجدية على اسرائيل لإرغامها على تغيير مواقفها المتصلبة من الحصار على لبنان. 

ويرى التكتل في الحملة المبرمجة على مطالبته بالتغيير الحكومي استمراراً في النهج الاستئثاري من جانب الاكثرية الحاكمة وإصراراً على التفرد في السلطة ورفضاً صريحاً لقيام حكومة وحدة وطنية تتولى قيادة البلاد في هذه المرحلة الصعبة وإزالة آثار العدوان الاسرائيلي على مختلف الصعد السياسية والاعمارية عبر خطة إنقاذ واضحة وسياسة شفافة تعيد الى الدولة قدرتها وتماسكها وصدقيتها في الداخل والخارج. وفي هذا المجال نعتبر ان الإصرار على هذا النمط وهذا النهج في التعاطي واعتبار أن الوحدة الوطنية موسمية وغير قائمة اليوم من خلال التضامن الانساني والوطني وليست حاجة في المؤسسات الدستورية، يجعلنا نقارب الموضوع بالحذر والرفض لأن في ذلك مسؤولية كبيرة على هذه الحكومة والأكثرية الحاكمة بعدم إحداث التغيير في التوقيت المناسب وفقاً للدستور وأحكام وثيقة الوفاق الوطني التي يطالب بها الجميع.

وفي هذا الاطار نشير الى التناقض في المواقف داخل الحكومة. فبين طرف حكومي يهاجم سوريا ويدعو لتعاطي معها، وطرف آخريقول إنه يريد تغيير النظام فيها، هناك تهديد للوحدة والتجانس وفعالية الادارة اللبنانية في مواجهة الاستحقاقات المقبلة.

وفي الختام نسجل شكراً وتقديراً للجيش اللبناني لسرعته في الاستجابة لمعالجة الكثير من المشاكل التي حصلت على الارض أثناء وجود النازحين في المناطق التي نزحوا إليها، ما حال مع التوجه التفاهمي بين اللبنانيين الذين شاركوا كشعب في عملية توحيد لبنان والتركيبة اللبنانية دون وقوع مشاكل. هذه القرارات الكبيرة التي اتخذتها المؤسسة العسكرية واتخذها الشعب اللبناني بتوجيه من قيادات واعية تحرص على التفاهم اللبناني – اللبناني، أدت الى إنجاز وطني حقيقي في لبنان والى دحض الفتنة المذهبية والطائفية ووأدها. وصمد لبنان من خلال هذه السياسة والوعي الذي تجلى في هذه الفترة الحرجة. لذلك نقول إن الصمود اللبناني والتوحد في المؤسسات الدستورية والمجتمع اللبناني هما السلاح الأمضى للبنان لمواجهة المرحلة المقبلة ولتعزيز السيادة اللبنانية والديمقراطية اللبنانية.

ثم أجاب كنعان على اسئلة الصحافيين:

س: انتم تصرون على حكومة وحدة وطنية والحكومة ترفض ذلك. فما الخطوات التي تنوون اتخاذها؟

ج: الخطوات تندرج في اطار النظام واحترام الدستور. فعلى عكس الآخرين، نحن لم ننقلب على الدستور. من انقلب على الدستور والنظام هو من لجأ في بداية هذه الحقبة الى قانون انتخابي غير دستوري ومن عطل المؤسسات طوال هذه الفترة. نحن نريد تصحيح الخلل وسنتخذ كل الخطوات الديمقراطية والقانونية المشروعة التي يتيحها لنا الدستور. وبدأنا ذلك انطلاقاً من قناعتنا كلبنانيين وكطرف لم يدخل في أي محور لأننا نعلم جيداً أننا لا نستطيع أن نحمي السيادة وإنجاز اللبنانيين اليوم وأن نكوّن مشروعاً وطنياً مشتركاً بدون ديمقراطية. فالمشروع الوطني لا يقوم به فريق بل اللبنانيون جميعاً، وهذه الطريقة التي نص عليها الدستور الذي نحترمه.

س: رئيس الحكومة ووزير النقل طلبا من طيران الميدا ايست تسيير رحلات وهذا الامر يعود للشركة. فما المطلوب أكثر من الحكومة؟

ج: المطلوب من الحكومة أن تتحرك وتضع تصوراً كاملاً وليس العمل على ردة الفعل في هذه المرحلة الخطيرة من خروقات وقرارات دولية واتصالات. يجب أن تكون عندها خطة واضحة. فهناك حصار، ولا يكفي أن نعتصم ونرسل النواب الى السفراء ونبحث كيف نتحرك لاحقاً. هذا جيد لكنه لا يكفي بدون خطة متكاملة تبدأ بقراءة حقيقية للقرار 1701 وتخرجنا من موقع المتلقي. فنحن نستمع دائماً لما تريده اسرائيل قبل ان ننظر في كيفية مواجهتها. ونستمع للأميركيين لنرى ماذا سنفعل. وننتظر لنعرف ما يفكر فيه العرب لنقرر ما ستكون ردة فعلنا. وسبب معارضتنا منذ البداية وعدم دخولنا الحكومة كان غياب المشروع الواضح لهذه الحكومة.

أتمنى في هذا الظرف أن تعيد الحكومة الحالية بأقطابها وأركانها النظر بهذا النهج لأنه كلف اللبنانيين كثيراً. فمهما تعالينا وحاولنا أن نخبئ الحقائق، ثمة شراكة كبيرة في المسؤولية بين أركان هذه الحكومة على كل ما حصل في لبنان خصوصاً أثناء الحرب اللبنانية.

س: ما الذي قد تنجزه حكومة الاتحاد الوطني؟

ج: نخفف من التشرذم وتفتح المجال أمام بيان وزاري متجانس لا يحتوي على التناقضات ويشل الرؤية اللبنانية ولاادارة اللبنانية ويوصل المجتمع الدولي الى التحرك كما يريد في لبنان ويحاول فرض السياسة التي يراها مناسبة. حكومة الاتحاد الوطني تعطي فرصتين للبنان. الاولى اعادة النظر في المشروع المتناقض الذي كان موجوداً من قبل واليوم تناساه الجميع ويتحدث عن سلاح المقاومة من جهة وعن احترام القرارات الدولية من جهة أخرى، والثانية فتح المجال أمام تمثيل الجميع في هذه الحكومة وهذا الامر بالغ الاهمية في هذه المرحلة اذ لا يجوز أن ننادي بالوحدة الوطنية في الكوارث فنثمنها ونقول إنها السلاح الامضى. واحد الوزراء في الحكومة كان يقول في الحرب ان السلاح الامضى للبنان هي وحدته الوطنية. فلماذا الخوف من تكريس الوحدة الوطنية داخل المؤسسات الدستورية الا اذا كانت هناك نوايا سلطوية . وهذه النوايا لم تمكن الاكثرية من تحقيق اي مشروع في لبنان ففشلت وفشل لبنان لأن فشل الحكومة يعني فشل المجتمع اللبناني ونتائج هذا الفشل ستنعكس على الجميع. نحن في المعارضة في منأى عن تحمل هذه المسؤولية المباشرة لكننا نتحمل مع شعبنا وقطاعاتنا الاقتصادية والعمالية والاجتماعية والسياسيو نتائج هذه السياسة. اذاً حكومةالاتحاد الوطني هي الحل. والدول الديمقراطية التي تحترم نفسها تسعى في ظروف مماثلة الى توحيد الصف من خلال مشروع جديد يشارك فيه الجميع ومساهمة كل الاطراف السياسيين في بلورة المستقبل وهذا ما نطمح اليه من خلال تعزيز الديمقراطية وتحقيق الشراكة في النظام. فيجب ألا يظلوا يتحدثون بمنطق التوقيت فقد عانينا طوال 15 سنة من الوصاية السورية وكان يقال لنا "التوقيت غير مناسب" للشراكة الحقيقية وتحديداً للمسيحيين. واليوم يقال لنا الامر نفسه. "التوقيت غير مناسب" والسيادة أهم. من قال إن شراكة المسيحيين في النظام تنقص من قدر السيادة؟ على العكس هي تعززها.

س: هل سيؤدي الاعتصام في البرلمان الى فتح دورة استثنائية في البلاد؟

ج: الاعتصام خلق دينامية جديدة في البلد وهذا يحتاج الى تصور سياسي واعماري واضح

 

مروحيتان قبرصيتان اهمدتا الحريق في احراج عميق

وطنية - 4/9/2006 (متفرقات) تمكنت مروحيتان تابعتان للدولة القبرصية عند الاولى والنصف من بعد ظهر اليوم، من اهماد الحريق الذي اندلع في احراج عميق في البقاع الغربي، والذي تعذر اهماده نظرا الى وعورة الارض وعدم تمكن سيارات الدفاع المدني من ذلك، وذلك بعد اتصالات جرت بين الحكومتين اللبنانية والقبرصية، للقيام بهذه المهمة. وكان الحريق اندلع مساء أمس ما أدى الى إتلاف مئات الاشجار الحرجية والمثمرة، فتدخلت عناصر الدفاع المدني والجيش اللبناني لأطفاء الحريق دون جدوى، وإستمرت النيران حتى صباح اليوم، على الرغم من عمل فرق الدفاع المدني".

 

رئيس الوزراء الباكستاني غادر بيروت بعد لقاءات مع مسؤولين كبار

وطنية - 4/9/2006 (سياسة) اختتم رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز زيارته الرسمية القصيرة للبنان، بعد ظهر اليوم، والتي استمرت ساعات عدة قابل خلالها عددا من المسؤولين وبحث معهم دعم باكستان للبنان. وكان في وداعه في المطار وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ وسفيرة باكستان اسمى انيسة وعدد من المودعين. وغادر على متن طائرة باكستانية خاصة عائدا الى اسلام اباد.

 

الطائرة القطرية هبطت في مطار بيروت في رحلة مباشرة من الدوحة

وطنية - 4/9/2006 (سياسة) بقيت رحلة الخطوط الجوية القطرية بين مطاري الدوحة وبيروت، حتى اللحظات الاخيرة من وصول الطائرة الى المطار موضع اخذ ورد وتضارب في المعلومات: هل ستساهم في رفع الحظر الجوي الذي تفرضه اسرائيل على لبنان منذ 12 تموز الماضي، او انها تأتي في اطار الرحلات التي تحمل على متنها مساعدات انسانية وغذائية؟ فقد حطت الطائرة القطرية على مدرج مطار رفيق الحريري الدولي- بيروت، رقم 2 قرب صالون الشرف وعلى متنها عدد من الركاب الآتين من الدوحة، وهي شركة الطيران العربية الاولى التي وصلت الى المطار مباشرة من بلدها بدون التوقف في مطار عمان الدولي، كما هو الامر بالنسبة الى شركات الطيران الوطنية والعربية والاجنبية الاخرى التي تمر عبر مطار عمان في اي رحلة تقوم بها بين لبنان والخارج. والطائرة القطرية هي من نوع "ايرباص 320" حطت في المطار قبل الموعد المحدد لها بحوالى 20 دقيقة، اي قرابة الساعة 10،3 وعلى متنها زهاء 148 راكبا من الجنسيتين اللبنانية والقطرية، بالاضافة الى بعض المساعدات،

 

النائب عون استقبل القس جاكسون ورئيس جمعية الصناعيين جاكسون

وطنية - 4/9/2006 (سياسة) التقى النائب العماد ميشال عون في الرابية، القس جيسي جاكسون للمرة الثانية، في حضور المسؤول عن العلاقات السياسية في "التيار الوطني الحر" جبران باسيل.

بعد اللقاء، قال القس جاكسون:" لقد اتينا الى بيروت مع وفد متعدد الطوائف من اسلام ويهود وبروتستانت بمهمة انسانية. وقد كانت لدينا اهداف عدة، اولا: تثبيت وقف اطلاق النار كي لا نعود الى دورة ثانية من الحرب، والاطلاع على دور القوات الدولية التي سوف تنتشر على الحدود بين لبنان واسرائيل لوقف اطلاق الصواريخ. وكان لنا مهمة انسانية لمساعدة المتضررين في جنوب لبنان وفي حيفا، واليوم يواجه الناس في جنوب لبنان مشاكل كثيرة خصوصا اننا مقبلون على فصل الشتاء وهم من دون منازل، لذا على المساعدات الانسانية ان تأتي برا وجوا وبحرا، وان نستطيع عبورها بحرية".

 اضاف:" كما التقينا بالرئيس بشار الاسد وبزعيم حركة حماس وبالرؤساء اميل لحود وفؤاد السنيورة، والتقينا ايضا في اسرائيل بشيمون بيريز وبرئيس المفاوضات ويلفي ديكر لان القضية الحقيقية اليوم هي اطلاق سراح السجناء، فمن طرف "حزب الله" هو يعتقل الجنديين الاسرائيليين، ومن ناحية اسرائيل تريد ان تعرف اذا كانا على قيد الحياة ولو عبر الفيديو. وانا اعتقد ان هذه الطريقة سوف تعطي ديناميكية جديدة في الرأي العام.

فاليوم مصر، ايطاليا، فرنسا والمانيا مهتمون بما حدث خلال الاحداث الاخيرة، ونحن كأميركيين، نمثل جزءا من المسيرة التي تضع حدا لاعادة العنف ولاطلاق بعض السجناء. نريد تطمينات من الجهتين، وانا آمل من قياديي "حزب الله" ان يدعمونا في عملية اطلاق السجناء لأنني مقتنع ان اطلاق السجناء هو المفتاح لاجراء محادثات ومباحثات طويلة الامد للوصول الى طريق السلام، وهذا يعود الى الاشخاص الذين في يدهم القرار".

سئل: هل ستبقون فترة طويلة في لبنان لتكملة المحادثات؟ أجاب: " لقد عدنا الى لبنان واليوم علينا ان نأخذ قرارا، لاننا نعرف الرأي العام الاميركي والرأي العالمي في هذه القضية، ونحن قريبون من الخروج من الطريق المسدود وطريقة اللا تفاوض، كما انني تحدثت الى زوجتي الجنديين الاسرائيليين والى اهلهم وحكومتهم، وهناك احساس انهم على قيد الحياة. ومن احدى عناصر التفاوض ان يعرفوا اذا كانا احياء، وهذا ما سيفتح آفاقا جديدة للتفاوض، وهذا ايضا سيعزز وقف اطلاق النار، ورفع الحصار عن لبنان ".

سئل: ماذا عن المعتقلين اللبنانيين في اسرائيل؟ أجاب:" هذه القضية هي جزء من المفاوضات الجدية والتي حصلت ايضا في سوريا، وقد سمعت هذا الاهتمام من قبل المسؤولين اللبنانيين لا سيما من "حزب الله"، الذين يعملون على هذه القضية منذ ست سنوات، وايضا سمعت من الرئيس بشار الاسد ضرورة اطلاق سراح السجناء السوريين في اسرائيل. اذا هناك ايضا اهتمام باطلاق سراح اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين من اسرائيل. ولكن اليوم "حزب الله" يتمتع بقوة لكسر كل حاجز او طريق مسدود، واليوم معظم الجدران هدمت، ونستطيع اليوم ان نتحدث عن مفاوضات لرفع الحصار، ولاجراء انتخابات ديموقراطية، كل الطرق مشرعة ومفتوحة ولكن المهم اعطاء اشارة عن ان الجنديين الاسرائيليين هما على قيد الحياة وهذا ما سيحدث حياة اكثر في المفاوضات".

سئل: هل اقنعتم الاسرائيليين ان الحصار المفروض على لبنان يجب ان يرفع؟ أجاب: "الامم المتحدة قالت ان الحصار هو نوع من الحرب. وايضا يجب ان نرفع كل الحواجز، وعلينا الا نعطي حججا لتكملة هذا الحصار، وان عدم اطلاق سراح الجنديين سوف يمثل حجة ربما لاعادة اشعال النار وسقوط القذائف، فلنرفع هذه الحجة ونعود الى المفاوضات لنصل الى ان يعم السلام المنطقة".

كما التقى العماد عون رئيس جمعية الصناعيين في لبنان فادي عبود الذي تحدث عن خطة النهوض فقال: " لقد وضعت الجنرال عون في الجو الحقيقي للوضع الاقتصادي في البلد، وعلى رأس المشاكل التي نعاني منها الحصار، ربما لن يرفع قريبا، فتحدثنا مع العماد عون عن امكان كسر الحصار، لانه اذا استمر، فالمشاكل ستنعكس ليس فقط على الصناعة بل على الاقتصاد بمجمله. والخسارة من خلال الحصار ربما ستكون اكثر مأساوية من الخسائر خلال الحرب. بالتالي وضعنا العماد عون في خطة النهوض التي نعتمدها، فنحن لن نستسلم وسنعمل عند فك الحصار لنعوض الصادرات التي خسرناها في الشهرين السابقين، وربما ستزيد الصادرات عما كنا نتوقع هذه السنة".

وتابع:" ولكن مشكلتنا اليوم في عملية التصدير هي الحصار والاكلاف الباهظة التي يتكلفها الصناعي الذي يريد ان يصمد ويبقى على الارض. وطالبنا اليوم مساعدة ودعم الجنرال وبحثنا معه في موضوع المحروقات والاكلاف التي قد تعيق عمليات النهوض السريع التي نخطط لها، ووعدنا الجنرال بالمساعدة. كما اوضحنا له الخطة التي نرسم وهي خطة اعلانية لتحفيز كل العالم العربي لشراء البضائع اللبنانية، ولفتنا نظر الجنرال عون الى ان كل الصادرات اللبنانية، مثل البطاطا التي ليست اليوم بوضعها السليم لكنها تباع خلال دقائق عندما تصل الى الاسواق العربية بأجمعها.

ونحن نشكر كل الاخوة العرب الذين يساعدوننا على الصمود، فنحن نستطيع ان ننهض بالاقتصاد ان كان على صعيد صادرات لبنان او تجارة لبنان او حتى بموضوع السياحة، نحن جاهزون ان نعيد العمل حسب خطة متكاملة لكي يتبرع اصدقاء لبنان له ويزوروه وهو في وضعه الحالي المهدم وزيارة اكبر مجزرة قامت بها اسرائيل في القرن الحالي ". وعن خطة النهوض الحالية، قال عبود:" لقد حان الوقت اليوم للتعامل مع القطاع الصناعي بأنه قطاع باق على الارض، فالصناعة اثبتت خلال الحرب انها عصب الاقتصاد. اقول اننا نستطيع ان نقوي صادراتنا في الاشهر الثلاثة الباقية من السنة لنعوض عن هذين الشهرين، فالتعامل مع المشاكل الصناعية يجب ان يختلف عن الذهنية التي كانت سائدة قبل الحرب .

فنتمنى تطهير الادارة اللبنانية من اعداء الصناعة الذين لا يزالون قابعين في بعض الزوايا في الادارة اللبنانية، وهم يشجعون على الهجرة من لبنان، ولكن جوابنا لهم هو اننا بعد هذه الحرب اثبتت الصناعة انها اقل قطاع استغنى عن خدمات عماله، اذا على القطاع الصناعي ان يلعب دوره. وكان يجب ان نلعب دورا في مؤتمر ستوكهولم، وكان عليهم ان يسألوا الصناعيين رأيهم، على الا يأخذوا به اذا لم يعجبهم". سئل: هل لديكم وعود من البلدان العربية انها ستساعد هذا القطاع؟ أجاب: "نعم لدينا وعود من الاخوة العرب. انطلاقا من العربية السعودية وبلدان الخليج والبلدان التي تخطينا ويطالبوننا بارسال بضائعنا، والرسالة التي نوجهها الى اخواننا العرب "صنع في لبنان بالرغم عن انف اسرائيل".

نحن في اتجاه مضاعفة صادراتنا في الاشهر الثلاثة المتبقية من السنة. لكن يجب ان نتعامل مع موضوع الحصار بجدية وواقعية ليس فقط بالوعود، مثلا يجب تنمية قدراتنا ويجب على كل الاخوان العرب من دون استثناء وبالأخص سوريا ان تعفي لبنان من كل الرسوم والتعقيدات لكي تصل صادرات لبنان بكاملها الى العالم".

 

الرئيس السنيورة استقبل السفير الاميركي وتلقى اتصالا من نظيره الاردني وتشاور مع البطريرك صفير في تطورات الاوضاع على الساحة اللبنانية

 قائد الكتيبة الايطالية: مهمتنا دعم "اليونيفل" لبسط الامن في الجنوب

وطنية - 4/9/2006 (سياسة) استقبل رئيس مجلس الوزراء الاستاذ فؤاد السنيورة في السرايا الكبيرة، قائد الكتيبة الايطالية العاملة ضمن اطار قوات الطوارىء الدولية في الجنوب الاميرال جيوسيبي دو جيورجي، في حضور السفير الايطالي فرانكو ميستريتا وعدد من ضباط الوحدة الايطالية. واوضح جيورجي "ان الكتيبة الايطالية مهمتها دعم عمل "اليونيفيل" لبسط الامن في الجنوب، وقد وصل حوالى 600 عنصر وسيصل خلال الايام العشرة المقبلة حوالى 1000 عنصر وضابط. وزيارتي الى رئيس الحكومة هي لتقديم الاحترام ولاعبر عن دعمنا عمل قوات الطوارىء ولا سيما الجانب الايطالي". واستقبل الرئيس السنيورة رئيس مجلس ادارة "بنك لبنان والمهجر" نعمان الازهري.

كما استقبل الرئيس السنيورة وفدا من المختصين بإدارة المخازن والتوزيع، في حضور الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء يحيى رعد. واطلع الوفد الرئيس السنيورة على سير العمل في ادارة المخازن، وتم عرض لتجربة القطاع الخاص في مساعدة الدولة في اوقات الكوارث والاغاثة والسبل الآيلة لتكون فاعلة وان تعطي صورة صحيحة عن عمل القطاع الخاص في اوقات الكوارث. اتصال رئيس وزراء الاردن على صعيد آخر، تلقى رئيس الحكومة اتصالا هاتفيا من نظيره الاردني معروف البخيت وبحث معه آخر التطورات التي يشهدها لبنان ولا سيما موضوع استمرار الحصار الاسرائيلي على لبنان بحرا وجوا.

السفير الاميركي وعند الثانية عشرة ظهرا، استقبل الرئيس السنيورة السفير الاميركي جيفري فيلتمان. وبعد الاجتماع الذي استمر حتى الاولى من بعد الظهر، اكتفى السفير فيلتمان بالقول ردا اسئلة الصحافيين عن الجهود لرفع الحصار بالقول:" نعمل بجهد لرفع هذا الحصار". اتصال بالبطريرك واجرى الرئيس السنيورة اتصالا هاتفيا بالبطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير تم خلاله البحث في الاوضاع الراهنة، واطلع الرئيس السنيورة البطريرك على المساعي التي تبذلها الحكومة لرفع الحصار الاسرائيلي عن لبنان، كما تم خلال الاتصال تقييم مشترك للاوضاع الحالية"

 

الشيوعي طالب الحكومة بطرد سفير الولايات المتحدة الاميركية

وطنية - 4/9/2006 (سياسة) رأى الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة في تصريح اليوم "ان مطلب حكومة الوحدة الوطنية اصبح اكثر الحاحا"، داعيا رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري الى "الضغط على حكومة "المقاومة السياسية" لاتخاذ موقف من القرارات العدائية للادارة الاميركية في حق لبنان". وقال "لقد حان الوقت لكي تظهر هذه الحكومة بعض الحياء في علاقتها مع الادارة الاميركية وان تطرد سفيرها"، مشيرا الى انه "حان الوقت كي يطور المجلس النيابي خطوة الاعتصام ويرفقها بخطوة عملية بأن يتوزع النواب واعضاء الحكومة ورؤساء الاحزاب وربما الرؤساء الروحيين للطوائف على عدة رحلات للميدل ايست تقوم بخرق الحصار الاميركي - الاسرائيلي وتذهب مباشرة ودون استثناء الى مطارات عدة في العالم من دون المرور بعمان طبعا".

 

قتيل واربعة جرحى في حادث تدهور سيارة من على جسر اوتوستراد الفيدار المدمر

وطنية - جبيل - 4/9/2006 (متفرقات) أفاد مندوب "الوكالة الوطنية" للاعلام في جبيل ميشال كرم "انه سجل عند الاولى من فجر اليوم تدهور سيارة من نوع " ب.أم" رقمها 259991 /ب من على جسر اوتوستراد الفيدار الذي دمره العدوان الاسرائيلي، ما أدى الى مقتل سائقها المدعو محمد عمر جوجو على الفور واصابة عبد الله عمر جوجو، وبلال عمر جوجو واسعد محمد ايوب، بكسور وجروح ورضوض مختلفة. وقد تولى الدفاع المدني سحب الجثة، وانتشال المصابين الاربعة من داخل السيارة التي استقرت على سقفها في مقر الوادي على عمق 17 مترا، ونقل الصليب الاحمر اللبناني الجرحى الى مستشفيي سيدة المعونات وسيدة ماريتيم في جبيل للمعالجة".

 

حرب إسرائيلية قريبة على سوريا وإيران

افادت صحيفة »صنداي تايمز« اللندنية امس ان اسرائيل تخطط لشن حرب ضد ايران وسورية بعد ان قادتها الازمة الاخيرة مع حزب الله الى اعتماد  استراتيجيات جديدة. وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر سياسية وعسكرية اسرائيلية »ان تل ابيب كانت تركز اكثر مما ينبغي على المسلحين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية بدلا من البلدين اللذين تعتبرهما اكبر راعيين للارهاب في المنطقة ويشكلان خطرا اكبر على وجودها«. ونسبت الى مصدر عسكري اسرائيلي تأكيده على »ان التحدي الذي تشكله ايران وسورية اكبر بكثير من التحدي الفلسطيني وصار يشغل الان قمة اهتمامات المؤسسة العسكرية الاسرائيلية والتي تعتقد ان سعي طهران لامتلاك اسلحة نووية يعني ان الحرب صارت احتمالا لا يمكن تجنبه«.

واشار المصدر الاسرائيلي الى ان بلاده خططت في السابق لشن ضربة جوية محتملة ضد المنشآت النووية الايرانية, لكن الثقة المتزايدة التي اكتسبتها ايران بعد الحرب في لبنان تعني ان علينا ان نستعد لحرب شاملة ستكون سورية فيها لاعبا مهما. وقال ان اسرائيل شكلت فرقة جديدة اسمتها (كفير) اي »الشبل« ستكون الاضخم من نوعها في الجيش الاسرائيلي وستعتبر بمثابة الحل الجزئي لتحدي قوات الوحدات الخاصة السورية التي تعتبر افضل من قوات حزب الله«. واضافت الصحيفة ان التيار المتشدد في الولايات المتحدة »يعتقد ان اسرائيل فوتت فرصة ذهبية لضرب سورية اثناء الازمة مع حزب الله, غير ان وزارة الخارجية الاميركية تفضل التعاطي مع الرئيس السوري بشار الاسد على امل انتزاعه من التحالف الايراني«. ونسبت الى ريتشارد بيرل احد ابرز شخصيات تيار المحافظين الجدد في الولايات المتحدة, قوله »لو ان الاسرائيليين تحركوا ضد سورية في الازمة الاخيرة في لبنان, لكانت الحرب انتهت بشكل اسرع وبصورة افضل لان المواقع العسكرية السورية اهداف سهلة كالبط الراقد وكان بالامكان تدمير الجو السوري خلال ايام قليلة«.

 

محادثات سعودية - فرنسية حول لبنان والتعاون العسكري

 جدة-الوكالات: تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رسالة من الرئيس الفرنسي جاك شيراك قامت بتسليمها وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل اليو ماري وذلك خلال استقبال خادم الحرمين الشريفين لها أمس.

كما تم خلال اللقاء الذي حضره ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل استعراض مجمل الأحداث والتطورات الاقليمية والدولية. وقبل ذلك أعلنت الوزيرة الفرنسية أنها بحثت مع الأمير سلطان خلال اجتماعهما في جدة أمس التعاون بين البلدين »في مكافحة الارهاب ومكافحة عدم الاستقرار وكذلك الازمات التي تعصف بالعالم«. وأكدت اليو ماري أن فرنسا »مصممة على تأدية دور في أوروبا وفي اطار مجلس الأمن في الأمم المتحدة للمساعدة والدعم لتحقيق السلام والاستقرار في العالم«.

من جانبه قال الأمير سلطان إن »التلاقي بين المسؤولين في كلا البلدين أمر تقتضيه المصلحة والنوايا الحسنة وتأكيد المثل الأعلى في التعاون«. وذكرت مصادر رسمية سعودية أن الجانبين السعودي والفرنسي بحثا آخر المستجدات على الساحة الدولية وخاصة الوضع في لبنان والقضية الفلسطينية والعراق. وقالت مصادر ديبلوماسية إن المباحثات بين الجانبين تركزت على العلاقات العسكرية بعد توقيع البلدين صفقة معدات مهمة قيمتها عدة بلايين من اليورو الشهر الماضي. وأشارت المصادر إلى أن الجانبين تشاورا في امور عدة منها تسليم فرنسا مروحيات للسعودية بموجب الاتفاق الذي وقع الشهر الماضي.

 

أكد أن الأسد خدع عنان وشكك في نية حزب الله التخلي عن السلاح جنبلاط يحذر من موجة"عنف" لإسقاط  الحكومة...واغتيالات "سورية"

 بيروت-رويترز: قال الزعيم اللبناني الدرزي وليد جنبلاط ان حرب حزب الله مع اسرائيل ادخلت لبنان في المجهول وربطت مصيره مرة اخرى بصراعات في الشرق الاوسط تود الغالبية العظمى من شعبه ان تتجنبها.

وربط جنبلاط الذي كان يتحدث للصحافيين في منزله أمس في جبال الشوف الاستقرار اللبناني طويل الامد بالنزاع النووي مع ايران والصراع الاسرائيلي-الفلسطيني. وقال السياسي البالغ من العمر 57عاما »اذا مضى الاميركيون في طريقهم وفرضوا عقوبات على ايران واذا ...حاولوا ضرب ايران فان ذلك سيؤدي الى مشكلات في لبنان«. وقال جنبلاط انه ما لم يتعلم الاسرائيليون ان القوة المفرطة لا يمكنها تحقيق شيء وبدلا من ذلك عليهم ابرام اتفاق بشأن دولة فلسطينية قابلة للحياة فان لبنان سيبقى في حلقة مفرغة ...وكل سنتين او ثلاثة ستكون لدينا دورة جديدة من القتال. وانتقد جنبلاط »الاسلوب الغبي« لواشنطن في دعمها الحصار الاسرائيلي للبنان قائلا ان مقدارا وافرا من السلاح موجود بالفعل في البلاد وان تحويل التجارة ليس الا لمصلحة سورية.

وهاجم سورية وايران وحليفيهما»حزب الله«لاحباط اي فرصة في انسحاب لبنان من النزاعات الاقليمية وبناء دولة بعد مرور عام على انسحاب القوات السورية من لبنان. وقال ملقيا باللائمة على امين عام حزب الله حسن نصر الله في افتعال صراع مع اسرائيل عبر اسره جنديين اسرائيليين في غارة على الحدود في 12 يوليو »هذا الحلم سرق... اختطف«. وقال جنبلاط حول قول نصر الله »ما النفع .. هذه الحرب انتهت في الوقت الحاضر لكن حصيلة الدمار فظيعة«. وقال ان حجم الدمار رافقته خسارة الثقة بالقدر نفسه. اضاف »ما هو مستقبل بلدي.. انا عالق هنا .. قدري هنا لكن انظر الى الاجيال في المستقبل«.وتساءل جنبلاط كم من الوقت سيبقى حزب الله ملتزما بوعده بالالتزام بالهدنة التي رعتها الامم المتحدة. وقال»حسنا انهم يريدون بقاء الوضع هادئا الان« متسائلا: »ولكن ماذا بعد«مقترحا ان حزب الله ربما يعود عن وعده»اذا ما تلقى اوامر من الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد او الرئيس السوري بشار الأسد« وأضاف ان الأسد خدع امين عام الامم المتحدة كوفي عنان عندما ابلغه يوم الجمعة انه سيشدد الاجراءات الامنية على الحدود لمنع حزب الله من اعادة التسلح.

وقال جنبلاط ان موكبين يحملان اسلحة عبرا الحدود السورية أخيراً وهو ما نفاه مسؤولون أمنيون لبنانيون.

وقال »اذن .الأسد يلعب مرة اخرى نفس الخدعة القديمة ...يقول لعنان وللاميركيين انا هنا انا حاكم اللعبة على حساب لبنان بالطبع«. وردا على سؤال حول امكانية ان يلقي حزب الله السلاح وان يصبح حزبا لبنانيا مستقلا عن سورية وايران قال »الذي يعطي المال والسلاح هو الذي يعطي الامر«. واصر جنبلاط ان الدولة يجب ان تحتكر السلاح وتبسط سلطتها في كل مكان من بينها المخيمات الفلسطينية والجنوب ولكنه اعترف انها لا تستطيع فرض ارادتها على حزب الله الذي حارب الجيش الاسرائيلي لمدة 34 يوما. وقال»اذا كان هناك ازدواجية في السلطة من جانب المخيمات ومن الجانب الاخر الجيش اللبناني...اذا كان فوق الارض الجيش اللبناني وتحت الارض حزب الله وقوات اليونيفل في مكان ما هذا الوضع هش جدا«.

وجنبلاط الذي يتهم سورية باغتيال والده كمال في العام 1977 ورئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري في العام 2005 قال ان سورية تعمل على اسقاط الحكومة من خلال تحضيراتها لمحاكمة دولية لقتلة الحريري.

واضاف »علينا ان نتوقع مشاكل. ربما اعمال شغب وربما اغتيالات ..لقد اعتدنا على وسائله (الأسد)«.

وقال جنبلاط »يبدو ان السوريين والايرانيين يريدون اخذنا من الموقع لنكون جزءا من الشرق. هذا الشرق القاتم«. واشار الى ان الحوار وليس العنف هو الطريق الوحيد للبنانيين الذين انهكتهم الحروب للتعامل مع التحديات التي يشكلها حزب الله . وقال»لكن الشبان الذين كانت لديهم آمال في لبنان.. الليبراليين اعتقد انهم لن يبقوا هنا«.

 

تفاصيل مذهلة عن كيفية اغتيال وزير الداخلية السوري السابق داخل مكتبه

 شريط سجلة غازي كنعان بالصوت والصورة قبل اغتياله يكشف بالاسماء والمواقع  والتفاصيل الكاملة لعملية اغتيال الحريري !

 نيويورك ¯ باريس ¯ »السياسة«:كشفت معلومات ديبلوماسية في مقر الامم المتحدة في نيويورك اول من امس النقاب عن »امكانية ظهور مفاجأة دراماتيكية في التحقيقات باغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري من شأنها اصابة النظام السوري في دمشق بطعنة قاتلة« اثر الحديث المتصاعد عن »العثور على الدليل الاكثر صدقية واثباتا ان الرئيس السوري بشار الاسد نفسه وعددا قليلا لا يتجاوز عدد اصابع اليدين من افراد عائلته ومعاونيه الحميمين اشرفوا لحظة بلحظة على سياق عملية الاغتيال منذ مراحلها الاولى قبل وقوعها بأشهر عدة لجهة التخطيط والتحضير والتنفيذ كانوا خلالها ينسقون مع قادة سياسيين وعسكريين وامنيين لبنانيين وجماعات تابعة لعدد من الاحزاب والفصائل والمجموعات السلفية«.

ونسب ديبلوماسي خليجي في مقر المنظمة الدولية في نيويورك الى تلك المعلومات التي »فضل في الوقت الراهن ابقاء مصادرها بعيدة عن الاضواء« قولها ان تلك »المفاجأة المذهلة تعود الى امكانية وجود شريط تلفزيوني بالصورة والصوت سجله رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السورية وزير الداخلية السابق في لبنان اللواء غازي كنعان قبل اسابيع معدودة من عملية »انتحاره« المثيرة للشكوك كشف فيه مؤامرة اغتيال الحريري من الفها الى يائها بالاسماء والتواريخ وتفاصيل مراحل التخطيط للجريمة حتى لحظة تنفيذها في فبراير من العام 2005 , والاسباب التي حملت رأس النظام السوري على الاقدام عليها وفي مقدمتها حصوله على معلومات كاذبة زعمت ان الحريري يخطط مع جهات اجنبية وعربية لقلب نظام البعث في دمشق وان هذه الخطط باتت في مراحها المتقدمة جدا بعد صدور القرار الدولي 1559 الذي دعا سورية الى الانسحاب من لبنان«.

وقال الديبلوماسي الخليجي في اتصال اجراه ب¯ »السياسة« في باريس ان »استخبارات اللواء آصف شوكت صهر الاسد والرجل الاقوى الثاني في الدولة اليوم حصلت على معلومات اكدت ان غازي كنعان يستعد للانشقاق عن النظام واللجوء الى الولايات المتحدة الاميركية حاملا معه كل الوثائق والمعلومات المتعلقة باغتيال الحريري وبخطط الاغتيالات ومحاولات الاغتيال التي سبقت ذلك وأعقبته والتي حدثت في صفوف القادة والاعلاميين اللبنانيين«.

وقالت معلومات الديبلوماسي الخليجي ان »وزير الداخلية السوري (كنعان) وضع هو وافراد عائلته ومعاونوه والمحسوبون عليه خارج الدائرة الامنية من سياسيين ورجال اعمال من حزب البعث وخارجه تحت مراقبات مشددة, بحيث شعر بان الخناق يضيق عليه وعليهم مما سيعرضهم لاشد انواع القمع والتصفية, كما ادرك ان خطة انشقاقه عن النظام ولجوئه الى الولايات المتحدة انكشفت, فصمم على تقريب موعد فراره الى الخارج, لكن كل شيء كان خرج عن قدرته على التصرف«.

وقالت المعلومات انه »في صبيحة الثاني عشر من اكتوبر 2005 وفيما كان وصل الى مكتبه للتو في وزارة الداخلية قد يكون تلقى اتصالا او اشعارا من احد المقربين الحميمين منه بأن آصف شوكت وجماعته في طريقهم شخصيا اليه لمواجهته بما لديهم من معلومات عن خطة هروبه وعلاقته بالاميركيين, فأدرك ان كل شيء قد انتهى وهذا ما يفسر مغادرته المكتب لمدة 45 دقيقة الى منزله ثم عودته مجددا الى مقره في الوزارة: لقد هرب الشريط المسجل وسلمه الى شخص ما ليس من الضروري ان يكون احد افراد عائلته كيلا يقع في ايدي رجال الاستخبارات وعندئذ تثبت عليه التهم التي كان قادرا حسب اعتقاده على دحضها فترة من الزمن حتى يكون تمكن من الفرار«. وحسب معلومات الديبلوماسي الخليجي: » قد لا يكون نظام بشار الاسد ولا صهره آصف شوكت على علم يقين وحاسم بوجود شريط غازي كنعان المسجل الا انهم تأكدوا من اقتراب موعد لجوئه الى الخارج من احد ديبلوماسيي الصف الثاني في سفارة سورية بواشنطن ربما كان من بطانة غازي كنعان ثم انقلب عليه ولعب دورا بارزا في الاتصالات التي جرت مع الاميركيين لتأمين لجوئه«.

واعرب الديبلوماسي عن اعتقاده ان يكون كنعان قاوم شوكت وجماعته لدى مواجهته في مكتبه بما يمتلكون من وقائع حول »خيانته الحزب والرئيس« بعدما ادرك ما سيحل به بعد اعتقاله, فاقدم على محاولة يائسة باستخدام سلاحه الشخصي, فعاجلوه باطلاق النار في انحاء مختلفة من جسمه ثم وضعوا رصاصة الرحمة في رأسه«.

وذكر الديبلوماسي الخليجي ل »السياسة« ان معلوماته »لاتؤكد ولا تنفي ان يكون الشريط المسجل لغازي كنعان وجد طريقه الى خارج سورية الا ان هناك دلائل لدى بعض الموظفين في الامانة العامة للامم المتحدة المطلعين على سير تحقيقات سيرج براميرتس, تشير الى امكانية وجود هذا الشريط في مكان ما قريب من لجنة التحقيق او قد يكون بالفعل صار بحوزتها, ومن هنا تأكيدات هؤلاء الموظفين لعدد من الديبلوماسيين الغربيين ان ملف التحقيق بجريمة اغتيال الحريري قد استكمل تماما وان تسريع العمل جار بزخم على انشاء المحكمة الدولية ووضع تشكيلها على نار حامية خلال الاسابيع الثلاثة الماضية, ثم حدوث تسريبات حميمة بان اصابع الاتهام قد تكون وصلت الى رأس النظام في سورية, وهذا ما اكده نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام في مقابلته الاسبوع الماضي مع فضائية »المستقبل« المملوكة من آل الحريري«.

 

في نطاق معركة حياة أو موت يخوضها البعث السوري لحماية نظامه المتداعي

الأسد يسعى إلى إشعال حرب أهلية  في لبنان وأوامر لدى القوات الأوروبية  بالدفاع عن حكومة السنيورة

 باريس-كتب حميد غريافي:السياسة/ حذر نائب في لجنة الشؤون الخارجية والأمن في »الجمعية الوطنية« الفرنسية (البرلمان) من أن يكون النظام السوري »بات في مرحلة متقدمة جداً من خطة واسعة النطاق لتفجير حرب أهلية في لبنان بعد فشل تداعيات الحرب بين إسرائيل وحزب الله التي كان لبشار الأسد وجماعته البعثية اليد الطولى في إشعالها, في إحداث تغيير شامل في الحكم اللبناني الجديد عبر إطاحة حكومة فؤاد السنيورة وتسلم حلفاء وعملاء سورية أمثال حزب الله والتيار العوني ومعاوني اميل لحود وقيادات في الجيش والأجهزة الأمنية مازالت تنسق مع دمشق وجماعاتها هذه في لبنان, الحكم الانقلابي الجديد الذي يعيد النفوذ السوري أقوى إلى لبنان«.

ونسب النائب الفرنسي اليميني إلى معلومات ديبلوماسية واستخبارية فرنسية وأوروبية »من داخل بعض المؤسسات الحكومية اللبنانية الحساسة ومن داخل بعض الأحزاب والتيارات العسكرية والسياسية الحليفة للسوريين في بيروت«, قولها: »إنهم يستعدون لحرب داخلية إذا فشلوا في تسلم السلطة بالطرق السياسية« في إشارة إلى النظام البعثي السوري وعملائه في لبنان, »وقد بلغوا مرحلة متقدمة جداً في استعداداتهم تلك«.

ونقل النائب ل¯»السياسة« في العاصمة الفرنسية عن تلك المعلومات التي قال إنه »يجري تداولها على نطاق واسع داخل حكومات أوروبية وغربية معنية بالشرق الأوسط وخصوصاً بالملفين اللبناني والسوري«, تأكيدها أن »نشر فرق من الجيش اللبناني في بعض نقاط الحدود بين لبنان وسورية الأسبوع الماضي لم يمنع استمرار تدفق السلاح على حزب الله والجماعات الأخرى التابعة لدمشق في البقاع والشمال اللبنانيين بصورة أخص, وهذا ما حمل حكومة إيهود أولمرت الإسرائيلية على عدم رفع حصاريها البحري والجوي عن لبنان حتى الآن, إذ تمتلك المعلومات الدقيقة عن عمليات تهريب الأسلحة هذه ومن أي مناطق دخلت وتدخل والجهات اللبنانية الأمنية والعسكرية التي تمهد لها هذا الأمر, لا عبر الممرات غير الشرعية بين البلدين فحسب, بل عبر الممرات الرسمية وبطرق تكاد تكون علنية«.

وكشف النائب الفرنسي النقاب عن أنه »على الرغم من وجود تنسيق بين كل الأطراف المناهضة لحكم الرابع عشر من آذار الراهن في بيروت, تشارك فيه إيران بشكل فاعل وبدعم مالي خيالي, إلا أن الدور السوري التسليحي والاستخباري لتفجير حرب أهلية في لبنان يبقى العامل الأشد خطورة وتآمراً, لكن فرنسا وإيطاليا صاحبتي الثقلين الأكبرين والقياديين في القوات الدولية المتدفقة على لبنان, أصدرتا إلى قواتهما البالغ تعداد ضباطهما وأفرادهما نحو 4500 عنصر تعليماتهما بالتطبيق الحرفي لأحد بنود القرار 1701 الداعي إلى »مساعدة الدولة اللبنانية«, أي الوقوف إلى جانب قواتها المسلحة وأجهزتها الأمنية في وجه أي محاولة للمساس بالحكم القائم مهما كانت النتائج والتبعات, ومن هنا ذهبت قوات البلدين الأوروبيين هذين مزودة بأسلحة ودبابات ومدافع وطائرات ومعدات مراقبة متطورة وأنواع من الأسلحة المضادة للصواريخ, وهو وضع يبدو جلياً أنه يفوق أي دور لقوات المراقبة أو حفظ السلام بين إسرائيل ولبنان, ويتعداه إلى المساهمة في عمليات دفاعية عن النظام اللبناني من أي اعتداء خارجي عليه بأدوات محلية«.

وقال البرلماني الفرنسي ل¯»السياسة« إن دولاً مثل فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي المشاركة في قوات الطوارئ الدولية والبالغ مجموع جنودها نصف العدد المقترح من مجلس الأمن (15 ألف جندي), »ضاعفت وجودها الاستخباري في لبنان مرتين أو ثلاثاً قبل نزول قواتها في لبنان مع تعليمات واضحة وحاسمة بمراقبة تحركات حزب الله والتيار العوني والجماعات العميلة لسورية في الأراضي اللبنانية, فيما اتفقت هذه الدول مع الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية على نشر خبراء عسكريين فرنسيين وإيطاليين وألمان داخل ألوية الجيش اللبناني المنتشرة على الحدود مع سورية مهمتهم الإشراف على معدات المراقبة الأرضية لمنع تهريب السلاح والمقاتلين إلى حزب الله والمجموعات الأخرى التابعة لسورية«.

وذكر النائب الفرنسي أن »لدينا عدة تقارير ديبلوماسية واردة من دمشق وبيروت وعمان وعواصم أخرى في الشرق الأوسط تؤكد كلها أن نظام بشار الأسد مصمم على محاولة قلب المعادلة الديمقراطية الجديدة في لبنان لصالحه مرة أخرى, إذ يعتبر أن استمرار نظام 14 آذار المعادي له مسألة مصيرية لاستمرار نظامه البعثي أو اسقاطه. وبالتالي فإنه لن يهدأ له بال بوجود الحكم اللبناني الجديد الذي يرى فيه عامل المرحلة الأميركية-الفرنسية الأخيرة لضربه وقلبه بمساندة القوى السورية المعارضة والمتحفزة للانقضاض عليه في الداخل والخارج«.

وقال النائب في هذا الصدد: »يبدو أنها معركة حياة أو موت بالنسبة لنظام البعث السوري, لذلك يعتقد أن تفجير حرب أهلية جديدة في لبنان هو الحل الأوحد لنجاته من مصيره القاتم«.

 

مفتي صور وجبل عامل حمّل "حزب الله"  مسؤولية إندلاع الحرب الأخيرة

 العلامة علي الأمين لـ "السياسة": نصرالله  لا يعتزم تسليم السلاح للدولة...والقرار بيد إيران

 بيروت - من سوسن بوكروم:السياسة

حمّل العلامة علي الامين مفتي صور وجبل عامل »حزب الله« مسؤولية اندلاع حرب 12 يوليو, وراى انه كان يمكن تحريك قضية الاسرى من خلال المفاوضات والضغوط الدولية متسائلا "هل ان من كان يعلم بانفجار بركان بعد شهرين يحاول تقديم موعد انفجاره بدون اعداد وتحذير السكان?". وشكك في عزم امين عام »حزب الله« حسن نصر الله على تسليم السلاح للدولة, معتبرا ان القرار وغيره يتاثر بالعلاقة مع ايران مستبعدا اي دور لسورية بقرار الحرب وتسليم السلاح. وتناول الامين في حديث ل¯»السياسة« نتائج حرب 12 يوليو وتنفيذ القرار »1701« وموضوع الحوار اللبناني وغيرها من المواضيع وفي ما يلي نص الحوار:

* اعتبرت في حديثك اخيرا ان قوة لبنان تكمن في انضمام العرب اليه, وان مواجهة اسرائيل هي وظيفة الانظمة العربية مجتمعة, فماذا برايك كان ينتظر العرب للقيام بهذه المواجهة وهل كانت بحاجة الى تلك المجازر للوقوف الى جانب لبنان?

ان المقصود من ان قوة لبنان تكمن في انضمام العرب اليه رفض المقولة المشهورة (قوة لبنان في ضعفه) فضعف لبنان لن يمنع اسرائيل من العدوان عليه ولبنان يصبح ضعيفا عندما يكون منفردا في مواجهة العدوان لانه ليس قادرا بمفرده ان يتحمل اعباء الصراع العربي الاسرائيلي الواجب على الكل. وعندما لا يرى الجميع الظرف مناسبا للمواجهة لاختلال التوازن فكيف يكون الظرف مناسبا لقيام الجزء لتلك المهمة?! ولا يجوز لفئة وحدها او جماعة ان تفرض على لبنان الدخول في حرب ليس لها اعداد ولا استعداد ولا يمكن ان نطلب من العرب ان يكونوا مع لبنان في حربٍ هو لم يكن معها ولم يكن على علم بها كما صرحت الحكومة اللبنانية بذلك في ايام الحرب.

* هل تحمل »حزب الله« مباشرة مسؤولية اندلاع الحرب الاخيرة ونتائجها, وما الثمن الذي يجب ان يدفعه الحزب غير تسليم السلاح?

- لا شك بان تحمل النتائج وضمان الخسائر يقع على اسرائيل لان المباشر للتدمير والقتل اقوى من السبب وهو اي المباشر هو الذي ينسب الفعل اليه ولذا يقول الفقهاء بان الضمان على المباشر (الفاعل) وليس على السبب في امثال هذه المجالات التي يمتلك فيها الفاعل الارادة والاختيار والسبب يتحمل المسؤولية عن عدم الاعداد والاستعداد لمواجهة عدو كان هو السبب في جره للحرب او كان متوقعا لصدور العدوان منه. واما السؤال عن الثمن الذي يجب ان يدفعه »حزب الله« بعد هذه الحرب فاعتقد انه لا يدفع شيئا عندما يدخل في مشروع الدولة بالكامل لانه بذلك سياخذ المزيد من المكاسب والمواقع داخل الدولة اللبنانية وهو عندما يعطي السلاح الى دولة هو جزء فاعل فيها فهو لا يعطيه من موقع المهزوم ولا يخسر بذلك شيئا لان الدولة التي تقوى بانضمام الجميع اليها يقوى الجميع بها.

* هل تشك بنية قيادة »حزب الله« بتنفيذ القرار »1701« وانها كانت تبغي بموافقتها عليه وقف النار فقط دون وجود نية حقيقية لتسليم السلاح?

- لقد التزمت الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار »1701« وفي الحكومة وزيران ل¯»حزب الله« كانا حاضرين بالاجماع لا يعفي الحكومة اللبنانية بكل اطرافها من الالتزام بتنفيذ القرار ولذلك مهما كانت النوايا عند المطالبة بوقف اطلاق النار وعند الموافقة على القرار الدولي فلن يكون لها تاثير من الناحية العملية وتبقى العبرة بالتنفيذ الذي يسير بنحو معقول حتى الان.

* هل تعتبر ان القرار »1701« سيكون الحل الدائم والشامل للنزاع اللبناني-الاسرائيلي ولماذا على لبنان تنفيذه بكل بنوده فيما لم تنفذ اسرائيل اي من القرارات الدولية حتى القرار »425 « الذي لم ينفذ بالكامل?

- ان المطلوب من اسرائيل ولبنان تنفيذ القرار »1701« وهو بما اشتمل عليه من بنود يمكن ان يشكل قاعدة لانهاء العمليات الحربية بالكامل يحل معها الهدوء التام والاستقرار والامن على الحدود وهو بذلك يؤسس الى الحلول الشاملة بعد تنفيذ سائر البنود المتعلقة بالاسرى ومزارع شبعا, والامم المتحدة هي المطالبة بان تحافظ على قراراتها الصادرة بمراقبة التنفيذ والسعي لدى كل الاطراف لتنفيذ كل القرارات الصادرة عنها.

* تعترف بعض اطراف »14 اذار« بالنصر الذي حققه »حزب الله«, فكيف تقيم من جهتك نتائج الحرب?

- من يدعي الانتصار فهذا شانه ونحن لم نكن نتمنى مثل هذا النصر لانفسنا ولا نتمناه بالشكل الذي حصل لغيرنا, ولست ادري هل كنا خاسرين قبل 12 يوليو عندما لم يكن لدينا الف شهيد وخمسة الاف جريح وعندما لم يكن هذا الدمار الهائل موجودا واصبحنا منتصرين بعد 12 يوليو بهذه الاثمان الباهظة?! اني ارى ان يقال عنا اننا خاسرون قبل 12 يوليو الف مرة من القول باننا منتصرون. وتذكرني بعض المواقف والكلمات بالشاعر المتنبي حينما قال:

"اعيدها نظرات منك خاطئة ان تحسب الشحم فيمن لحمه ورمُ

وما انتفاع اخي الدنيا بناظره اذا استوت عنده الانوار والظلم".

* ما الرسالة من قولك بان منطق الحرب في الاسلام يخطط لمنطق الغلبة والانتصار?

- لقد اردت من ذلك ان الاسلام عندما يخطط للحرب فهو لا يخطط للخاسر وانما ياخذ في نظر الاعتبار الربح والخسارة ولذلك لم تكن اوامر الجهاد معزولة عن اوامر الاعداد والاستعداد لان عملية النصر ليست مسالة غيبية ايمانية وانما هي مسالة تتبع منطق الاسباب والمسببات والمقدمات بالنتائج.

* هل تؤمن بان الضغوط والعلاقات الدولية كانت لتؤثر في عدم حدوث هذه الحرب او على الاقل وقفها فورا, سيما وان حسن نصر الله واخرين غيره اكدوا ان اسرائيل كانت تنوي شن العدوان بعد شهرين?

- لا اعتقد بان هذه الحرب كانت ضرورية وكان بالامكان تحريك قضية الاسرى من خلال المفاوضات والضغوط الدولية واذا صحت المعلومات ان اسرائيل كانت تنوي شن العدوان بعد شهرين فما هو المبرر لجعلها تشن الحرب قبل ذلك?! وهل من يعلم بانفجار بركان بعد شهرين يحاول تقديم موعد انفجاره بدون اعداد وتحذير للسكان?!

* هل يبدو لك من الحديث الاخير لنصر الله بانه على استعداد لتسليم السلاح, ومن برايك الجهة المحركة لهذا القرار?

- لم يظهر من حديث نصر الله انه عازم على تسليم السلاح للدولة اللبنانية وان اظهر الاستعداد للتعاون مع الجيش اللبناني في الجنوب وقوات الطوارئ الدولية وكان في حديثه غموض من هذه الناحية (تسليم السلاح) وهذا القرار وغيره من القرارات المهمة تتاثر غالبا بالعلاقة مع ايران التي يوجد لها تاثير قوي داخل »حزب الله« وقيادته.

* هل تشك بقدرة حسن نصر الله القيادية?

- نصر الله له مواصفات يتميز بها عن الكثير من اقرانه في التنظيم والقيادة وهو ليس منفردا في التخطيط واتخاذ القرارات.

* الا تعتبر ان الحديث عن استحواذ »حزب الله« على القرار في الجنوب وتاثيره على نتائج الانتخابات وحرية الراي هناك تحريضا مباشرا ضد الحزب, ولماذا الان? وما هو دور حركة "امل" في هذا الاطار?

- نحن لسنا في مقام التحريض على »حزب الله« وغيره ولكننا نريد ان نقول لهم ولغيرهم في العلن بعدما قلناه لهم سرا بانه لا يجوز الانفراد في الراي والتمثيل وعدم الاصغاء الى نصائح الاخرين ولا يجوز جعل اللبنانيين الشيعة في سلة واحدة وتحت عنوان التشدد والتطرف مع ان الطائفة الشيعية ليست كذلك لانها كانت ولا زالت مؤمنة بخط الاعتدال مع سائر الشركاء في الوطن وقد تخلت حركة "امل" من خلال قيادتها عن ثقافة الاعتدال وسياستها ضمن الطائفة الشيعية وتركت الساحة ل¯»حزب الله« في الثقافة والسياسة.

* ما دور حركة "امل" في تحقيق الاعتدال الشيعي في لبنان وفي صهر الطائفة الشيعية داخل مشروع الدولة?

- في قاعدة حركة "امل" وفي جمهورها يوجد خط الاعتدال الذي اسسه الامام موسى الصدر وكان يؤكد على انصهار الطائفة الشيعية في مشروع الدولة وهذا هو راي عموم ابناء الطائفة الشيعية في لبنان وكما قلت في السؤال السابق ان تحالف القيادة في حركة "امل" مع »حزب الله« سياسيا وبالتالي مع ايران الغى دور حركة "امل" في تثبيت خط الاعتدال.

* ما الدور الايراني في التوجه الثقافي الشيعي في لبنان, وكيف ترى مستقبل هذه الروابط بين شيعة لبنان وايران?

- لا شك بان ايران تعتمد على »حزب الله« في لبنان في الثقافة وغيرها ونحن لا نرى بأسا في وجود روابط ثقافية بين ايران والشيعة وغيرهم في لبنان ولكن العلاقات يجب ان تكون بين ايران واللبنانيين من خلال الدولة اللبنانية ومؤسساتها المسؤولة عن كل الطوائف اللبنانية وفي كل الاحوال فان روابط المذاهب والاديان لا يجوز ان تكون على حساب الاوطان.

* ما كان دور سورية في الحرب الاخيرة وهل كان بمقدورها التاثير على قرارات »حزب الله«, وهل تحيدها عن نتائج الحرب?

- لا اعتقد ان لسورية تاثيرا كبيرا على قرارات »حزب الله« خصوصا بعد الانسحاب السوري من لبنان, نعم قد يكون هناك التقاء في المصالح والرؤى السياسية في لبنان والمنطقة على كثير من القضايا المشتركة ولذلك لا ارى علاقة لسورية بنتائج الحرب التي حصلت.

* اكد حسن نصر الله انه مع تنفيذ اتفاق "الطائف", فهل ترى توازنا بين القول والفعل في هذا الاطار?

- نامل ان ياخذ هذا القول طريقه الى العمل والتنفيذ من خلال اعتماد الدولة اللبنانية المرجع الوحيد في مختلف القضايا التي تهم الشعب اللبناني والوطن.

* كيف تنظر الى استمرار بعض قوى 14 اذار باتهام سورية بدعم »حزب الله« من جهة والسعي من جهة اخرى الى اعادة العلاقات معها, سيما وان هذه الاطراف ما زالت تتهم سورية ايضا باغتيال الرئيس رفيق الحريري?

- ان السعي لتحسين العلاقات مع سورية امر يستحق الدعم والتاييد لان مصلحة لبنان وسورية في علاقات صحيحة تقوم بين البلدين ومن مصلحة سورية ان تكون لها علاقات جيدة مع مختلف الاطراف في لبنان وكذلك العكس وقد اصبحت قضية استشهاد الرئيس رفيق الحريري بيد المحاكم الدولية وعلى الجميع ان ينتظروا النتائج ويبتعدوا عن الاتهامات.

* برايك ما الذي يمنع الاكثرية النيابية او قوى 14 اذار من تشكيل حكومة تضم وزراء تابعين لها فقط?

- ان التركيبة السياسية في لبنان تمنع من احتكار السلطة بيد فريق واحد وان كان يملك الاكثرية النيابية وفي ذلك حرص على اظهار التوافق بين مختلف الاطراف بما في ذلك الاقلية النيابية وهي بذلك تمنع من خروج الاختلافات الى الشارع بما يعود بالضرر على الاقتصاد والاجتماع اللبناني وليس في ذلك ضرر اذا عاد الجميع عند الاختلاف الى منطق الاكثرية لحسم الخلافات بحسب مقتضيات الدستور اللبناني التي تحكم مؤسسات الحكم السياسية والقانونية.

* الى اي حد يمكن للبنانيين ان يؤمنوا مجددا بالحوار, وهل ترى فعلا ان لدى المؤسسات الدستورية قدرة على استئناف الحوار في ظل الاحداث الاخيرة?

- ان الحوار في لبنان بلد العيش المشترك هو عيش يومي بين اللبنانيين وهو الذي انتج الدولة اللبنانية ومؤسساتها والنظام السياسي القائم قبل اتفاق "الطائف" وبعده هو الذي انتج احتضان اللبنانيين بعضهم للبعض في زمن المصاعب والماسي وليس الحوار مقتصرا على ما يسمى (طاولة الحوار) التي لم تمنع عن لبنان حربا لا قِبَلَ له بها ولا ناقة له فيها ولا جمل اننا نريد حوارا بلا طاولة من خلال العودة الى مؤسسات الدولة التي تشكل المرجع الوحيد في اتخاذ القرارات وحسم الخلافات. وقد اثبتت الحكومة اللبنانية قدرتها على ذلك خلال الاحداث الاخيرة من خلال مواقفها الشجاعة والحكمة والصبر التي ابداها الرئيس فؤاد السنيورة في التعاطي مع المجتمع الدولي في اصعب الازمات.

 

رئيس مكتب حقوق الإنسان في المجلس الأعلى لثورة  الأرز طالب بتغيير الطاقم السياسي اللبناني/ كمال البطل لـ "السياسة": مشاهداتنا تدل على أن "حزب  الله" نصب راجمات صواريخه بين المنازل السكنية

 بيروت - من صبحي الدبيسي: السياسة

حمل كمال البطل رئيس مكتب حقوق الإنسان في المجلس الأعلى لثورة الأرز على الطاقم السياسي اللبناني, مطالباً بتغييره وتهيئة جيل الشباب لقيادة العمل السياسي في لبنان يكون مجرداً من الأنا والطائفية ويعمل بمنطلقات وطنية صرفة. كلام البطل جاء في سياق حوار أجرته معه "السياسة" تناول عمل مكتب حقوق الإنسان ونشاطه في لبنان وزيارته الأخيرة لقرى الجنوب اللبناني للوقوف على حقيقة ما تعرض له الأهالي وخاصة بلدة عين إبل التي أصيبت بأضرار كثيرة ومنع أهلها من مغادرتها بعد إطلاق النار على السيارات التي تقلهم.

البطل تحدث عن حجم الأضرار الكبيرة التي لحقت بممتلكات اللبنانيين على طول الطريق من صيدا إلى عين إبل, أشار إلى مشاهداته لآثار قواعد راجمات صواريخ "حزب الله" بين البيوت السكنية, محملاً الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان مسؤولية مواقفه التي لم يشر فيها إلى سحب سلاح "حزب الله", مذكراً بالقرارين 1559 و1680 اللذين هما من صلب القرار 1701, واعداً بزيارة منطقة الحدود مع سورية للاطلاع على ضبط التهريب وعدم وصول السلاح إلى "حزب الله", مشدداً على بسط سلطة الدولة على كامل التراب اللبناني, داعياً إلى إقامة ندوات ومحاضرات حول عجز الدولة في الماضي عن بسط سلطتها على كامل أرضها والعراقيل التي واجهتها..

وفيما يلي نص الحوار:

* بعد خمسة أسابيع من الحرب الإسرائيلية المدمرة على لبنان, وقتل البشر والحجر, ماذا بقي من حقوق الإنسان, وما هو العمل الذي تضطلعون به اليوم?

- حقوق الإنسان نضال طويل الأمد, ونحن نقف إلى جانب حق الشعوب في تقرير مصيرها, وهذا حق أساسي, وما حصل في حرب إسرائيل على لبنان كان انتهاكاً أساسياً لهذا الحق وظلما وقع على جميع اللبنانيين لم يكن مفترضاً أن يحصل, ونحن نقوم بجهد كي لا يتكرر ما حصل.

* ما هو دوركم بالتحديد في هذه الفترة?

- ليس لنا دور رادع على الأرض لأننا لا نملك سلاحاً ولا جيوشاً, نحن عملنا يقتصر على تسليط الضوء وإبلاغ العالم بما يحصل.

* من هي الجهة بالتحديد التي ترسلون لها معلوماتكم, وهل هناك من يهتم بالجهد الذي تقومون به?

- إننا نرسل إشاراتنا لجميع القوى العالمية المهتمة بآلام الناس, لبنان دولة عضو في الأمم المتحدة, وليس دولة على كوكب مستقل.. يتفاعل مع المجتمع الدولي فإذا وجد على الأرض اللبنانية مجموعات غير قانونية مسلحة تتجهز في لبنان وتتمركز على أرضه للقيام بأعمال غير مشروعة وأحياناً إرهابية كالذي حصل أخيراً وكلف لبنان هذا الدمار والخراب, يعني أن هناك أمراً شاذاً في لبنان يفرض معالجته ونحن نقوم بما نستطيعه في هذا المجال.

* كحقوق إنسان ماذا كان دوركم في إسعاف النازحين وهل زرتم الجنوب خلال فترة الحرب, وما هي تقديماتكم للمنكوبين منها?

- نحن نشاطنا يتركز على لبنان فقط, وعملنا يتركز على إبقاء لبنان بتنوعه وحماية الأقليات فيه, لأن المجتمعات المشابهة للمجتمع اللبناني هي مجتمع أقليات وبالتالي يجب حمايتها.. ومفروض على الأقليات أن يكون عندها نوع من الصيانة, والحماية, تستطيع أن تنمي نفسها وتصون وجودها في هذه الحرب التي تعرض لها لبنان. أول عمل قمنا به حافظنا على حياتنا, لأن ما حصل لم يكن أحد يتوقعه. عشنا حروباً كثيرة لكننا لم نجد مثيلاً للحرب التي جرت... حجم الدمار وحجم الصواريخ التي أطلقت بالإتجاهين كان كبيراً وهائلاً. حتى في موضوع "حزب الله" ما كان أحد يعتقد أن بحوزته هذه الكمية من الصواريخ وبهذا الحجم الكبير المدمر, فنحن أكيدون بأن اللبنانيين لم يكونوا واعين لكل الذي حدث ولخطورة الموقف, ثم قمنا باتصالات لنجمع بعضنا بعد ذلك, قمنا برصد ما يحصل لأخذ المعلومات فقط.. ونحن طبعاً نطالب بتشكيل لجنة تحقيق حول مجزرة قانا.. قبل أن نطالب بأي حكم على ما حصل في قانا, إننا ضد قتل الأطفال وقتل الأبرياء والنساء.. مطلوب لجنة تحقيق دولية لأننا ضد إسرائيل وإسرائيل تاريخها معروف بالعدوان لا يعني فقط أنها أخطأت.. عملنا يجري وفق الأصول والأعراف والمواثيق الدولية... ما قمنا به أخيراً كان زيارة إلى بلدة عين إبل الحدودية, بعد أن وصلنا إلينا الكثير من التقارير حول ما جرى في تلك المنطقة وخلال الزيارة توضح لنا حجم الدمار الذي تعرضت له عين إبل... وكان شباب عين إبل أشاروا إلى ذلك قبل أسبوع.. لكن "التيار العوني" قلل من أهمية هذا الدمار, مؤكداً ذهابه إلى البلدة المذكورة التي وعلى حد تعبيره لم تصب بدمار كبير... وكنا في حيرة من نصدق? هل نصدق أهالي البلدة أم "التيار العوني" الذي تكلم باسمهم صهر الجنرال عون جبران باسيل, لذلك قررنا الذهاب إلى عين إبل والإطلاع على حجم الدمار وكان كبيراً جداً أكثر بكثير مما تصورنا. وأطلعنا من الأهالي على تفاصيل ما جرى في بلدتهم ومعاناة السكان, وما تعرضوا له من ويلات.

* لماذا دمرت عين إبل مع العلم بأنها بلدة مسيحية والمستهدف كان البلدات الشيعية التي أطلقت منها الصواريخ باتجاه إسرائيل?

- رميش, أيضاً بلدة مسيحية, لكنها لم تتعرض للقصف بالرغم من لجوء العديد من سكان القرى المجاورة إليها, لأن طبيعتها الجغرافية لم تسمح بإطلاق الصواريخ منها باتجاه إسرائيل, على عكس عين إبل التي وفرت للمقاومة فرصة إطلاق الصواريخ على إسرائيل نظراً لواقعها التضاريسي بحيث نصب فيها راجمات صواريخ مؤقتة, من دون مقاومين فكانوا يحضرون في أوقات غير معروفة يطلقون الصواريخ ويختبئون في الوادي وكانت هذه المواقع موجودة داخل الأحياء السكنية, وأحياناً بحسب رواية الأهالي كانت الراجمات تقصف أوتوماتيكياً من دون وجود الطاقم العسكري..

* هل شاهدتم ذلك بأم العين خلال وجودكم في عين إبل?

- أنا أنقل إليك ما سمعته من أهالي البلدة, لأننا أثناء المعارك لم نكن نستطيع الوصول إلى عين إبل, لكننا شاهدنا آثار الراجمات وآثار المواجهات الميدانية في أحياء البلدة.

* لماذا برأيك نفى "التيار العوني" الأنباء التي تكلمت عن تدمير عين إبل?

- لا أعرف, لقد وجهت إليهم سؤالاً مباشراً حول هذا الموقف وكذلك أهالي عين إبل الذين استغربوا ما جرى, ذهبوا والتقوا العماد عون وسألوه عن موقف جبران باسيل, أجابهم عون نحن كنا نعرف حجم الدمار الذي أصاب بلدتكم, لكننا أردنا التخفيف من النعرات الداخلية...

* لماذا زرتم عين إبل ولم تزوروا الخيام أو قانا مثلاً?

- لقد زرنا قانا وزرنا الخيام قبل أن نذهب إلى عين إبل. وفي عدوان 1996 زرنا قانا عدة مرات وكذلك الخيام وبعد التحرير في العام 2000 وكانت زيارتنا إلى تلك الأماكن كثيرة وكذلك منظمات حقوق الإنسان الدولية. وأتمنى لو نستطيع زيارة كل القرى والبلدات التي تعرضت للعدوان, كان هدفنا من زيارة عين إبل الوصول إلى مناطق لم يسلط عليها الضوء حتى الآن سيما وأن الأهالي هناك ناشدونا لزيارة بلدتهم.

* ما هو الانطباع الذي خرجت منه من عين إبل, هل ما زالت مواقع "حزب الله" موجودة على الأرض, ماذا قالوا لك أهالي عين إبل وكيف تصف لنا الوضع الميداني هناك?

- أثناء زيارتنا الشريط الحدودي وعين إبل لم نشاهد مسلحين, شاهدنا دماراً كبيراً في الطريق وتحديداً من الغازية وصولاً إلى عين إبل... أيضاً شاهدنا صوراً كثيرة لشهداء من "حزب الله" جرى لصق صورهم في كل الأماكن, أيضاً شاهدنا آخر نقطة للجيش اللبناني في ذلك القطاع في برعشيت ومروحين, لكنه لم يصل إلى عين إبل وعلى طول الطريق التي سلكناها شاهدنا الكثير من ورش إزالة الركام والبيوت المهدمة ورائحة الموت المنبعثة من كل الأنحاء.. كذلك روى لنا أهالي عين إبل بأن أراضي بلدتهم والأحراج التابعة لها مليئة بمواقع "حزب الله" وهو يمنعهم من الوصول إلى أراضيهم بحجة المواقع العسكرية.

* حتى هذه الساعة وبعد توقف الحرب ما زال الأهالي ممنوع عليهم الوصول إلى أرزاقهم?

- لغاية هذه الساعة لا يُسمح لأحد الوصول إلى أملاكه.. كل شيء على حاله لكننا لم نرَ أحداً في الزي العسكري, إنهم متخفون في أماكن تواجدهم.

* ما هي الخطوة التالية التي ستعقب زيارتكم ل¯"عين إبل"?

- نحن سوف نكثف من زياراتنا وبحثنا والإشراف على كل الخروقات التي تعرقل تنفيذ القرارات الدولية وأهمها القرار 1559, لأننا ضد وجود أي سلاح خارج الجيش اللبناني. ونحن نصرح بذلك علناً فإذا لم يتمكن الجيش اللبناني والقوات الدولية من البحث عن السلاح نحن سنتولى هذه المهمة, لأننا نرفض وجود السلاح خارج السلطة وكل سلاح مخبأ سيعود إلى الظهور متى سنحت الفرصة لأصحابه بإظهاره. ونتمنى أن يقتصر السلاح فقط على سلاح الجيش اللبناني.

* كيف ستتمكنون من ذلك... ربما منعتم من البحث عن السلاح كيف ستتصرفون?

- الأرض لبنانية لا يقدر أحد أن يمنعنا من دخولها ومتابعة مهمتنا.

* القرار 1701 لم ينص على جمع سلاح "حزب الله" وبالتالي ما هي الوسيلة التي ستجعلكم تبحثون عن هذا السلاح?

- لا.. هذا خطأ وتأويل يجب أن نعيد قراءة القرار 1701 قراءة واضحة برصانة وجدية القرار 1701 يعيد قرارات مجلس الأمن 1559 و1680. هذا القرار ليس مستقلاً عن القرار 1559, إنه أكبر من ال¯1559 الذي هو جزء منه لا نستطيع القول أن 1701 لا ينص على تجريد الميليشيات من سلاحها.. وكل السلاح غير الشرعي وخاصة الفلسطيني خارج المخيمات.. إنهم من صميم القرار 1701 هذا خطأ كبير جداً يتحمل مسؤولية كوفي أنان وغيره من الذين يطلقون التصريحات العشوائية ويحاولون التعديل بالقرار 1701.

* إلى أي مدى تكون تقاريركم نافذة ومن هي الجهة التي ستأخذ بها?

- نحن نحاول أن نفسر للبنانيين أن القرارات الدولية 1559 و1701 هي لخدمة اللبنانيين ومع لبنان وبما أن جزءاً من اللبنانيين مرتبط بمصالح خارجية سورية وإيرانية فهؤلاء هم ضد لبنان والمجتمع الدولي يرفض أن يكون لبنان قاعدة لمنظمات متعددة. هناك محاولات لتأخير تنفيذ القرارات الدولية ونحن علينا الضغط لتنفيذها لأنها تصب في مصلحة لبنان. لبنان ما زال وضعه مجمداً منذ عشرات السنين والعالم يتطور واللبنانيون يهاجرون. نحن نريد النهوض بلبنان وبإعماره وعودة المغتربين إليه.

* هل تعتقد أن مجلس الأمن سيأخذ بقراراتكم?

- طبعاً نحن كمجلس عالمي لثورة الأرز على تواصل دائم مع مجلس الأمن, نجتمع بهم ونزودهم بتقاريرنا وصورنا وأفلامنا وعندما يزورون لبنان نلتقيهم أيضاً وهم يواكبون عملنا على الأرض باستمرار.

* هل لمست أن أهالي عين إبل أُرغموا على عمل ما ضد مصلحة بلدتهم?

- لسوء الحظ طلب "حزب الله" من أهالي عين إبل عدم مغادرة بلدتهم وعندما حاولوا الخروج من البلدة أطلقت النار باتجاه السيارات التي أقلتهم وأصيب 49 سيارة من أصل 50 سيارة كما أصيب أحد الأطفال الذي كان لاجئاً في البلدة.

* ذكرت بأنك قد تزور منطقة الحدود مع سورية, ما الهدف من هذه الزيارة?

- لقد زرنا هذه المنطقة عدة مرات, ونحن كما أشرت نطالب بضبط الحدود مع سورية ووقف تهريب السلاح والبنزين والبضاعة غير القانونية والمسلحين.. مثلاً في مخيم "عين الحلوة" سمعنا تصاريح عن شهيدين تدربوا في المخيم وذهبوا إلى العراق واستشهدوا هناك.. من أين يأتي سلاح "حزب الله" عن طريق البر.. المفروض أن يكون السلاح في حوزة الجيش اللبناني فقط.. زيارتنا تندرج في إطار مدى جدية ضبط الحدود ومنع التهريب. ولدينا خرائط صادرة عن الجيش اللبناني تؤكد وجود مناطق أكبر من مزارع شبعا غير معروفة إذا كانت لبنانية أم سورية وهذه برأيي ستكون مزارع شبعا جديدة إذا لم تحدد مسؤولية الدولة التابعة لها..

* قد يكون الجواب بأن ممرات التهريب تساعد الفقراء على تأمين لقمة عيشهم, فماذا سيكون جوابكم?

- نحن ضد التهريب وكل المعوزين يجب علينا مساعدتهم دون اللجوء إلى التهريب.. نحن مع كل محتاج لكننا ضد التهريب.

* ما هي الأمور التي ترغب بتسليط الضوء عليها?

- ما يهمني الإشارة إليه.. صحيح أن هناك سياسيين يتكلمون نفس اللغة وهي اللغة العربية لكنهم مع الأسف لا يفهمون على بعضهم ومفاهيمهم مختلفة. فإذا كانت رغبتنا بناء دولة على أسس معترف بها دولياً.. إذا ذهب الجيش إلى الجنوب بعد غياب 35 سنة, فكل الذين كانوا بعمر 15 سنة لم يعرفوا شيئاً عن الجيش اللبناني. هذا الإنسان كيف نحاوره لكي نبني دولة.. يجب البدء بورشة تثقيفية ومحاضرات في الجنوب والبقاع وعكار, لماذا لم يتمكن الجيش اللبناني في الماضي من فرض سيطرته, لنفسر للعالم كيف يمكننا بناء الدولة, أما أن ننشئ مدارس تعلم الجهاد والتطرف فيستحيل بناء الدولة.

* هل يقف الإعلام معكم في حملتكم الإنسانية لبناء الدولة?

- مع الأسف لا.. حرية الإعلام في لبنان مشوشة تشوبها الفوضى ويسيطر عليها المال.. في لبنان إعلاميون ولا وجود لمؤسسات إعلامية وهي بأكثريتها مأجورة, تدفع المال تجد ما تريده في الصحيفة, لا تدفع لا تجد شيئاً.. نسمع عن جريمة ما حصلت وفي اليوم التالي ينطفئ الخبر.. هذا هو حال الإعلام عندنا مع الأسف الشديد.. لا متابعة ولا ضمير مهني...

* ما رأيك بالطاقم السياسي الحالي?

إذا أردنا بناء دولة علينا أن نتحرر من كل السياسيين الذين ينطلقون من مصالحهم الخاصة الضيقة وليس من مصلحة الوطن العليا.. نحن يهمنا الوطن أولاً وآخراً.. يجب أن نبني جيلاً جديداً يكون مستعداً للعمل بتجرد وبوطنية مطلقة ولا تبنى الأوطان من دون ذلك..

 

اعتصام... خمس نجوم

حبيب شلوق - النهار

حسناً فعل رئيس مجلس النواب نبيه بري عندما أعلن الاعتصام في المجلس حتى رفع الحصار الاسرائيلي عن لبنان. فكرة "قطفها " ايضاً "الاستاذ" بعدما حصد معظم "نتائج" الصمود اللبناني مقاومة وشعبا ليمسك اللعبة باليدين الاثنتين ويضمن التربع أربع سنوات جديدة على كرسي الرئاسة الثانية في وقت قد لا تكون الرئاستان الاولى والثالثة مضمونتين لأحد، رغم الجهود المضنية والمثمرة و"الصبر الأيوبي" لرئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة . حسنا فعل لأنه حمل بعض النواب على المجيء الى الاعتصام للافادة من النقل التلفزيوني، مناضلين مقاومين متصدين للعدوان، مضحين بـ"الويك أند" وما ادراك ما في "الويك أند" من ارتباطات، في سبيل رفع الحصار، ويقينا لدى البعض أن الاعتصام لن يدوم طويلا. وما دام النواب مستعدين فثمة فكرة، مجرد فكرة، للتشاور بين نواب الأمة الذين نحترم وفي مقدمهم طبعا الرئيس بري، والفكرة هي: ماذا لو كان الاعتصام - ولو لليلة واحدة - في احدى القرى الحدودية وتحديدا في القليعة أو عين ابل أو دبل أو العيشية أو القوزح أو برج الملوك أو مرجعيون، أو في قاعة أي كنيسة او دير في قرية منسية في بلد منسي أكله جشع الجشعين منذ 1943 و"تناتشته" مخالب ذئاب جاعت ولم تشبع ولم تسمع يوما بثواب وعقاب.

قد يقال إن هذه الدعوة الى الاعتصام محصورة في قرية ذات طابع مسيحي. ربما هذا هو المقصود نتيجة ما ينقل من شكوى الى هنا وهناك، ونتيجة ما يحكى في زوايا ودوائر، وفي مراكز ومؤسسات، ولدى مراجع مدنية وغير مدنية، عن "حصر المساعدات حتى اليومين الاخيرين بقرى دون أخرى حتى ان اعادة الاعمار التي تتكفلها دول شقيقة أو صديقة تنالها قرى محظوظة"، لولا بعض مساعدات تبدو الى حد معين "انتخابية" واسترضائية.

إذاً لماذا لا يكون الاعتصام هناك ما دام البعض سيسارع الى نفي ذلك و"يتهيأ" لبعض الشاكين، اذ ربما يتذكر المساعدون ان كل الجنوب من دون استثناء كان عرضة للتدمير الاسرائيلي الوحشي وكل القرى والبلدات قدمت شهداء وجرحى ونازحين ومتضررين، وخصوصا أن الاعتصام يجب ان يحصل في مكان الجرح وليس في مكان "خمس نجوم". والتبرع بإعادة بناء بنت جبيل ثم شبعا باقتراح ذي مغزى من الرئيس بري لا يكفي، بل يجب ان يلحق رئيس المجلس هذا الاقتراح باقتراح آخر لا يقل مغزى يقضي باعادة بناء مرجعيون او القليعة او عين ابل او دبل او القوزح - نعم القوزح تحديداً - والعيشية.

لماذا لايكون الاعتصام أو - بعض الاعتصام - هناك؟ لأن المال كل المال المدفوع من ايران أو دول الخليج أو اوروبا او اميركا، يجب أن يكون لكل المتضررين - ويستحسن أن يكون من خلال الدولة - وهو مبدأ يعرفه رجل المهمات الصعبة نبيه بري ورجل الدولة فؤاد السنيورة و"رجل المستقبل" سعد الحريري. واللافت أن معظم نواب الجنوب نسوا ان في الجنوب اسماء قرى تألمت جدا ولا تزال متألمة بسبب عدم الاهتمام بها، وهي تحمل جروحها الى هذا المرجع أو ذاك . حسنا فعل الرئيس بري، وحسنا فعل الرئيس السنيورة في "استيعاب " الدعوة الى الاعتصام، ولكن لا يمكن ان يكون الاعتصام في مكان "خمس نجوم" كل شيء فيه مؤمن من مأكل ومشرب ومنامة واتصالات. ولكن كلنا ثقة بامكان الرئيس بري تطوير هذا الاعتصام او استنباط خطوة أخرى يخطب بها رضا ابناء قرى دخل اليأس قلوبهم ، وهذا ما يظهر في شكاواهم في "كرسي الاعتراف" - طبعا بالمعنى الواسع للكلمةـ - وحتى لا تصبح العبارة المحرّفة من الانجيل "ماذا ينفع الانسان لو ربح هو وخسرت عائلته؟" مألوفة. والانتصار يجب أن يشعر به الجميع وخصوصا كل ابناء الجنوب حتى لا تتكرر الشكوى وتتسع لتصبح مثل كرة الثلج .

 

المسيحيّون في لبنان وأزمات المنطقة

الأباتي بولس نعمان - النهار

من المتوسّط الشّرقي حتّى بلاد فارس القديمة، أي دولة إيران اليوم، فَرَض الشّرق الأوسط ذاته منطقة فريدة من نوعها في العالم، تكوّنت فيها أعرق الحضارات وربطت بينها وبين السّماء ديانات كبرى ثلاث.

هذه المنطقة هي اليوم، كما كانت بالأمس، في حالٍ من الغليان، كونُها مسرحاً للصّراعات والمآسي المتداخلة والمتشابكة: الدّينيّة والعرقيّة والاقتصادية. لكن هذه المنطقة، التي هي في الأساس مسيحيّة، هي بيتنا، مرتكز نشاطنا ومتّسَع رسالتنا المسيحيّة وأحلامنا الرّسوليّة، حيث شاءتنا العناية الإلهيّة أن نكون، كمؤمنين برسالة يسوع، خميرتها. من الضّروري إذاً أن نفهم، بالعمق التيّارات الفكريّة والرّوحيّة والاجتماعيّة التي تخترق أجواءها، ونعمل جهدنا للحدّ من سلبيّاتها وأضرارها، وتوجيهها نحو تطوير إنسانها ومجتمعاتها.

I- أزمات الشّرق الأوسط:

أسبابها القريبة والبعيدة

مشكلة هذه البلدان أو هذه المنطقة أنّها غير قادرة، بقواها الذّاتيّة، على تطوير بنياتها السّياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، قبل أن تحلّ مشاكلها الأساسيّة، التي أكتفي بتعدادها وهي:

-1 الأنظمة الديكتاتوريّة والعسكريّة والدّينيّة.

-2 الأميّة والبطالة.

-3 التخلّف الاقتصادي والاجتماعي.

-4 التّنامي الديموغرافي المدمِّر للتّوازن الإنساني.

-5 تنامي الفقر، بالرّغم من الثّروات الطّائلة.

-6 غياب الفكر الدّيني الإصلاحي الحقيقي، والإستعاضة عنه بالتّعصّب.

-7 تهميش دور المرأة وحقوقها.

يُضاف إلى هذه الأسباب الأساسيّة الدّاخليّة، سبب خارجي لا يقلّ أهميّة وهو:

-8 السّياسات الغربيّة - الأميركيّة المنحازة لإسرائيل، التي ترفض أي حلّ عادل للقضيّة الفلسطينيّة، وهي القضيّة المركزيّة لكلّ مشاكل الشّرق الأوسط العربي، في الوقت الذي يستغلّون، إلى آخر حدّ، ثروات هذه البلدان.

هذه الأسباب كانت في أساس آفتين فتّاكتين:

- هجرة الشّعوب والنُّخب الفكريّة والاجتماعيّة، المسيحيّة بنوع خاص، إلى بلدان الغرب الديموقراطي، حيث تتوفّر لهم فرص العمل والنّجاح والتّفوّق.

- تنامي الحركات الأصوليّة المسلمة أو الراديكاليّة الدّينيّة، أو المحتمية بالدّين أو الهاربة إليه.

وبدل التّركيز على سياسات الإنماء البشري المتكامل الاقتصادي والاجتماعي والتّربوي... ركّزوا على سياسات التّسلّح وعلى رعاية كلّ أشكال الانقسامات تلافياً للحلول العقلانيّة، وللاعتراف بالحقوق السيّاسيّة والدّينيّة لشعوب دولهم، ولشعوب المنطقة كافّة وبنوع خاصّ للأقليّات. من هنا نشأت في الغرب، خاصّة بعد الحادي عشر من أيلول، هذه القناعة أنّ الدّيموقراطيّة الغربيّة تواجه خطراً لا يقلّ جديّة عمَّا واجهته هذه الدّيموقراطيّات من قِبَل النّازيّة والفاشيّة والشّيوعيّة...

إذًا لا بدَّ من تقويضها سريعاً وبحرب وقائيّة، من أجل التّمهيد لعمل إصلاحي بنيوي في المدى العربي والإسلامي. من هنا كان التّفكير الأميركي الجديد The New Conservative والذي، كما يقولون، لم ينشأ عن مصلحة أو عن تقدير المصالح الاقتصادية وحسب، بل عن مبدأ: أنّهم يعتبرون أنّ حماية الدّيموقراطيّة هي في أساس السياسة الأميركيّة الجديدة. فأيُّ تهديد للديموقراطية سوف يواجه بكلّ الوسائل الممكنة، وإذاً ضربُ "المتطرّفين" ضروري في فلسطين، وفي العراق، وفي لبنان، وفي كلّ مكان آخر، وهو ليس فقط لخدمة إسرائيل، بل لخدمة الديموقراطيّات في العالم، مع أنّ بقاء إسرائيل هو جزءٌ من المعادلة الإقليميّة بالنّسبة لهم.

 

 

II- لبنان الوطن: تحقيق مسيحي

ولكن لماذا لبنان؟ ما شأن لبنان في هذه الأزمات والحروب؟ لبنان الوطن، في الأساس، هو فكرة مسيحيّة... لأنّ الشّرق الأوسط القديم وحتّى الحديث لم يتعرّف إلى الأوطان المستقلَّة. فكرة الوطن المستقلّ هي حديثة من عصور النّهضة الأوروبيّة، ومن تطوّر الحضارة المسيحيّة. كان الشّرق إمّا إمبراطوريّات، مثل الفرس واليونان والرّومان والبيزنطيين، وإمّا خلافة أو ممالك إسلاميّة، والحريّات فيه، على أنواعها، كانت مكبَّلة أو معدومة، والحال أنّ المسيحيّة لا تعيش بدون حريّة، والحريّة السيّاسيّة هي، بالنّسبة لها، أمّ الحريّات.

نتساءل اليوم كيف حقّق المسيحيّون هذا الوطن في هذه البقعة من الشّرق؟ وكيف جعلوا منه وطناً تعدّدياً بالمشاركة مع باقي العائلات الدّينيّة: الدّرزيّة والإسلاميّة. لقد تحقّق ذلك على دفعات، بفضل جهادهم ومثابرتهم وتضحياتهم، بعد أن كسروا طوقي العزلة والجهل:

لقد كسروا طوق العزلة بتعاونهم المخلص والمحبّ مع الشّعوب المجاورة، ومع الحكّام الذين أولتهم الدّولة العثمانيّة أمرَ إدارة هذه البلاد بعد احتلالها سنة 1516؛ أمّا طوق الجهل، فقد كسروه بفضل تعاونهم مع الغرب المسيحي بواسطة روما، عندما أنشأت لهم المعهد الرّوماني الماروني سنة 1585، وما حقَّقهُ تلامذته من نهضة علميّة تعليميّة في لبنان والشّرق؛ كما أرسلت لهم سنة 1584 أوّل مطبعة إلى الشّرق، أي أكثر من مئتي سنة قبل أن يأتي نابوليون بالمطبعة إلى مصر وتبدأ معها بواكير النّهضة، وبعد اختراع المطبعة الأولى بمئة سنة تقريباً (1450).

هذه الحقائق يُقِرُّ بها كل المؤرّخين الشّرقيين من مسلمين ومسيحيين، وكما يقول الكاتب والأديب الشّيعي عبّاس بيضون: "لقد أعطى المسيحيّون لبنان نظامه، فهم مركز الدّولة والإقتصاد والسّياسة والثّقافة وأساليب العيش وأنماطه... من الصّعب بعدُ العودة إلى ما وراء الدّولة المارونيّة، إلاَّ في دعوة إلى الخلافة (أي إلى دولة دينيّة إسلاميّة) أو إلى لبنان الصّغير(أي دولة مسيحيّة)...

لكن المحيط لم يكن ليقبل بلبنانَ حرٍّ ديموقراطي مستقلّ، لأنّ نظامه كان يزعج ويفضح أنظمة المنطقة بكاملها: فإسرائيل رفضته عملياً لأنّه تعدّدي ولأنّ ديموقراطيّتها الخاصّة بها لا تعترف بالحقوق الكاملة لكلّ المواطنين، وهي إذاً ليست دولة ديموقراطيّة بحصر المعنى؛ والدّول العربيّة هي، إمّا ديكتاتوريّات عسكريّة، أو أنظمة دينيّة، وهي أيضاً لا تعترف بالحقوق الكاملة لكل المواطنين. لذا كان على لبنان الدّيموقراطي المتعدّد الإتنيّات والطّوائف الدّينيّة، أن يعاني الأمرّين من جيرانه وبنوع خاصّ من سوريا وإسرائيل؛ ولأنّه ديموقراطي تعدّدي، وبالتّالي له صحافته الحرّة والفريدة من نوعها في المنطقة كلّها، ارتدّت عليه كلّ أزمات المنطقة:

من الأزمة الفلسطينيّة – الإسرائيليّة الأولى 1948، أي بعد خمس سنوات من استقلاله سنة 1943؛ إلى الجمهوريّة العربيّة المتّحدة سنة 1958 بين سوريا ومصر، وتحريكها للشّارع الإسلامي في لبنان؛ إلى الأزمة الفلسطينيّة الإسرائيليّة الثّانية سنة 1970، ودخول منظّمة التّحرير الفلسطينيّة المُسلَّحة إلى لبنان؛ إلى اتفاق القاهرة في تشرين الأوّل سنة 1969، الذي سمح للفلسطينيين بالعمل المسلّح من جنوب لبنان، Fath – Land؛ إلى دخول سوريا إلى لبنان سنة 1976، وبدء العمل المنهجي لزعزعة استقلاله وتكبيل الدّولة والسّيطرة الكاملة على المجلس النّيابي ومختلف الحكومات؛ إلى قيام الثّورة الإيرانيّة – الخمينيّة وتجييشها للشّيعة في لبنان سنة 1979، بتواطؤ وتسهيل من سوريا؛ وأخيراً، إلى تأسيس "حزب الله" وتسليحه وتدريبه، استعداداً للحرب الأخيرة بين إسرائيل و"حزب الله" على الأرض اللبنانيّة.

III- إغتيال الرّئيس الحريري

أو الأزمة الأخيرة

هذه الأزمات المتتالية والتّدخلات السّافرة، لم تتوقّف منذ الاستقلال حتّى السّاعة، ولكنّها لم تستطع أن تخمد شعلة الحريّة في نفوس المواطنين، كما لم تزعزع ثقتهم بوطنهم؛ ولكنّها أنهكت قواهم وأفقرتهم وجعلتهم يتطلّعون إلى عملٍ وبابِ رزقٍ خارج البلاد، فهجر قسم كبير منهم، خصوصاً المسيحيين المسلّحين بالخبرة والعلم، وبذلك قد أفرغوا الوطن من بعض النّخبة. لكنَّهم حافظوا على روح المقاومة، وظلّوا يمدّون أهلهم بالمال والمساعدات على أنواعها، كما أنشأ بعضهم وحدات ضاغطة في مختلف عواصم القرار لمساندة المعارضة في الدّاخل؛ إلى أن تمكّنوا، بفضل المساعي الدّوليّة الحثيثة، من الحصول على القرار 1559 من الأمم المتّحدة، الذي يركِّزُ على أمرين مهمّين بالنّسبة للقضيّة اللبنانيّة وهما: خروج الجيش السّوري من لبنان، ونزع سلاح المقاومة الإسلاميّة أي "حزب الله".

عندها ثارت ثائرة الحكم السّوري فضاعف الضّغوط على أنواعها، ثمّ لجأ إلى العنف والإرهاب ضدّ المعارضين، فكانت محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة، ظنًّا منهم أنّه شارك في صياغة القرار 1559، وتبعتها مباشرةً اغتيالات متعدّدة كان أفظعها اغتيال رئيس الوزراء السّابق رفيق الحريري، وبهذا الجرم الفظيع اكتملت صورة الإطباق على لبنان في حريّته واستقلاله، وربّما في وجوده، لو تخاذل اللبنانيّون.

عند هذا الحدّ، كانت صحوة اللبنانيين المساندين لسوريا سابقاً، وبنوع خاص السنَّة والدّروز، فانتفضوا جميعاً مع المسيحيين، وتجمّعوا في ساحة الشّهداء في ثورة حضاريّة مثاليّة عارمة، رافضين الظّلم والاستبداد، مطالبين بالاستقلال والحريّة، وبخروج الجيش السّوري فوراً من لبنان.

عندها أخذ الصّراع السنّي والشّيعي يعمل في العلن، بعد أن كان يعمل في الخفاء. وحتّى تتخلَّص سوريا من المحاكمة الدّوليّة، في قضيّة اغتيال رفيق الحريري؛ ولكي تتحصّن إيران، في صراعها ضدَّ إسرائيل وأميركا من أجل امتلاك القوّة الذريّة، وتفرض ذاتها قوّة إقليميّة، عَقَدتْ هاتان الدّولتان حلفاً استراتيجيّاً، وعمدتا إلى تقوية "حزب الله" في لبنان، ليكون رأس حربة في صراعهما ضدّ إسرائيل والولايات المتّحدة وبعض العرب. ونتيجة لذلك وجد لبنان نفسه في قلب صراع دولي إقليمي محلّي لا شأن له فيه سوى أنّه الحلقة الأضعف في هذه المنطقة، والبلد الديموقراطي الحرّ الوحيد، الذي يمكن أن تتصارع فيه كلّ هذه القوى المحليّة والإقليميّة والدّوليّة.

IV- الدّور المسيحي في مواجهة الأزمة الأخيرة

لن أخالف الحقيقة إذا قلت أنّ المسيحيين واجهوا الأحداث الأخيرة بوعي كامل، وتضامن كلّي مع إخوانهم في المواطنيّة، وبفضل هذا الوعي، لم ينزلق اللبنانيّون إلى صراعٍ داخلي كان يتمنّاه لهم أعداء لبنان، تاركين المساءلة والمحاسبة إلى يوم تعبر هذه الأزمة، وتبرد الجراح وتتوضّح النّوايا، لأنّ وحدة الوطن بالنّسبة لهم جميعاً هي فوق كلّ اعتبار، ولأنّ الجراح تبرأ مع الزّمن، والمؤسّسات تُرمَّمُ، والجسور تُرفع من جديد،... إذا سلمت الوحدة الوطنيّة وعاد اللبنانيّون إلى طاولة الحوار، وأعملوا العقل والمنطق، ووضعوا خير الوطن ووحدته وتقدمه فوق مجمل المحاور الإقليميّة والدّوليّة والمنازعات والمصالح الشّخصيّة والدّاخليّة!

لكن هل تراهم يفعلون؟

حتّى السّاعة، نستطيع أن نؤكّد أنّ الوحدة الوطنيّة قد سلُمت، والسِّلم الأهلي والاستقرار قد وُضِعا على الخطّ السّليم، بفضل وعي اللبنانيين جميعاً، والعمل المتواصل للأمم المتّحدة وللإتّحاد الأوروبي، وبفضل صلوات الطّيبين وأدعيتهم في العالم. فلأوّل مرّة يندرج اسم لبنان بقوّة على الأجندة الدّوليّة في كل المحافل الرّسميّة والخاصّة، وفي اجتماعات رؤساء الدّول ووسائل الإعلام، من الأمم المتّحدة حتّى أصغر دولة. ولأوّل مرّة تطرح بوضوح وجرأة مسألة حماية حدوده البريّة والبحريّة والجويّة من أطماع الجيران ومخطَّطاتهم، ولأوّل مرّة منذ الاستقلال تحصل لُحمة وطنيّة إسلاميّة مسيحيّة درزيّة بهذا الحجم وبهذه القوّة، فيرفعون العلَم الواحد، وينشدون النّشيد الوطني الواحد، ويرفعون الأيدي بالقسَم متطلّعين سويّة إلى أفق واحد ومستقبل واحد.

لكن هذه الصّحوة تبقى ظرفيّة عابرة، إذا لم تشمل جميع اللبنانيين، بمن فيهم "حزب الله"، وإذا لم يحترم الجميع وحدتهم الوطنيّة ويعترفوا بأخطائهم ضدّ الوطن، ويعملوا بإخلاص من أجل تنفيذ القرار 1701. وكما قال الأمين العام للأمم المتّحدة كوفي أنان، خلال زيارته الأخيرة في الثّامن والعشرين من آب الماضي: "إنّ العنف سوف يتجدّد في لبنان إذا لم يتمّ تطبيق القرار 1701 بدقّة وأمانة"، لأنّ التّطبيق الكيفي للقرار، كما هو حتّى الآن، سوف يُبْقي لبنان مُشرَّعاً على العواصف الإقليميّة المتنقّلة من طهران إلى سوريا إلى تل أبيب، وهذا بالتّحديد ما لا تريده غالبيّة اللبنانيين، كما يُستنتج من تصريحاتهم.

"فالحرب الأخيرة فاجأت الجميع بمن فيهم "حزب الله" وإسرائيل"، وكانت أكثر الحروب تدميريّة، فلم تُصِب البشر والحجر فقط بل تَعدَّتها إلى الثّقة بالوطن، وبين اللبنانيين أنفسهم، على الرّغم من حرص القيادات على تأكيد الوحدة الوطنيّة خلال حواراتهم. فالمطلوب اليوم من هذه القيادات، إذا كانت صادقة، ومن "حزب الله" بالتّحديد، العمل بقوّة لإعادة الثّقة بلبنان أوّلاً وبين اللبنانيين ثانياً، لأنّ الحرب التي اسْتُدْرِجَ إليها "حزب الله"، كما كتب الصّحافي علي حمادة في جريدة النّهار (29 آب 2006)، "فاسْتَدْرَجَ معه لبنان، لم تكن لتحصل لولا استسهال قيادته العمل، إلى ما لا نهاية، على خطّين لا يلتقيان، هما المشروع العسكري الخاصّ من جهة، ومن جهة أخرى، الدّولة التي يُلقي عليها عبءَ لملمة الخسائر فقط".

من هنا، نأمل أن يكون قولُ السّيد حسن نصر الله: "أنّه لو عرف بما كان سيحصل، لما قام حزبه بأسر الجنديين الإسرائيليين"، منطلقاً حقيقياً لاتّخاذ "حزب الله" القرار التّاريخي المنتظر منه، ألا وهو الانخراط في مشروع دولة المساواة، فلا نعود نسمع كلاماً من هذا النّوع: "إنّ فئة مسلّحة في البلد تمتلك القدرة على إسقاط الدّولة، ولكنّها تحجم عن ذلك لأنّها مع مشروع الدّولة". فإذا كان كلام السيّد حسن صحوة حقيقيّة، ونحن بدورنا نصدّق قول السيّد حسن، فعلى "حزب الله" أن ينفِّذ، وبأسرع وقت، القرار 1701، كما قال الأمين العام للأمم المتّحدة.

إنّنا نعلم جيداً أنّه يستحيل بناء مشروع الدّولة من دون "حزب الله"، كما ندرك أيضًا أنّه يستحيل على "دُويلة" "حزب الله" وجيشه الخاصّ أن يستمرّا على حالهما مع بقاء الدّولة، دولة المساواة بين الجميع؛ ودولة المساواة هذه، تُبْعِدُ عن لبنان كل المشاريع الأحاديّة، المسلمة منها والمسيحيّة، كما تُبعد مطامع الجارين: سوريا وإسرائيل. فلا يبقى إلاَّ المشروع الوحيد الذي يصلح للأوطان المتعدّدة الطوائف والمذاهب والتي أرسى أُسسها المسيحيّون والموارنة منذ البداية، وهي التي تُعرف اليوم بالدّيموقراطيّة التّوافقيّة.

V- الإيجابيّات الجديدة

هذه الدّيموقراطيّة التّوافقيّة نودُّ أن نعمل جميعاً لإحيائها وتجديدها. فالظّرف الدّاخلي وحتّى الخارجي مناسب جداً وقد لا يتجدّد، فننسى سلبيّات الماضي ونُرَكِّز على أهمّ الإيجابيّات الجديدة:

-1 تغيير الخطاب وتنقية الذّاكرة: فنبدأ مع ما ابتكره الشّباب اللبناني عندما تجمّعوا في ساحة الشّهداء، وعلى ضريح الرّئيس الحريري، ورفعوا العَلَم الواحد، وأنشدوا النّشيد الوطني الواحد، وشبكوا الأيدي مردّدين قَسَم الشّهيد جبران التّويني الذي نفتقده كثيراً في هذه الأيّام، متطلّعين سويّة إلى أفق واحد ومستقبل واحد، عاقدين العزم على تغيير الخطاب القديم، الذي كان يفرِّق بيننا، وعلى تطهير الذّاكرة وتنقيتها، وعانوا بعد أن تعايشوا طويلاً وتعرّفوا على بعضهم بالعمق وتألّموا وذُلّلوا سويّة وحقّقوا انتفاضة الأرِز سويّة...

-2 العلاقة التّاريخيّة مع الإسلام: من الثّابت والأكيد أنّ عملنا كمسيحيين، في هذه المنطقة، هو مع الإسلام، وأنّنا نحن من الشّعوب القليلة التي شهدت مولد الإسلام وتطوّره وفتوحاته. وقد عايشناه كلّ هذه المدّة، وإذًا إنّ لنا فيه وفي مجتمعه خبرة فريدة ونستطيع أن نبني معه شراكة ووطناً مثالاً للتّعايش.

-3 تنمية الإنتماء المدني - الإجتماعي: إنّ لُبّ المشكلة مع الإسلام لا يعود إلى الاختلاف في العقيدة الدّينيّة، بل في الإنتماء الاجتماعي، وما يلحق به من تنافر وتنافس في العصبيّة. إنّ المَخْرَج في هذا الإشكال هو في تنمية الإنتماء الاجتماعي المدني بديلاً للإنتماء الدّيني، بخلق أحزاب مشتركة، وتيّارات فكريّة مدنيّة أو علمانيّة، ومنظّمات تتبنَّى روزنامات علميّة إصلاحيّة، تساعد على مصالحة مجتمعاتنا مع قيَم العصر مثل: الحريّات الشّخصيّة، والفكريّة، والسيّاسيّة، والدّينيّة...، خلق أنظمة حديثة للدّولة، قوانين حكم ديموقراطي... الإنماء المتكامل: في السّياسة والاقتصاد والقيم الاجتماعية والرّوحيّة. الدّفاع عن حقوق الإنسان الأساسيّة وبنوع خاصّ حقوق المرأة وحقّ المعتقد وحقّ التّعبير عن الرّأي وحقّ التّمتّع في بيئة سليمة. كلّ هذه القيم ننظر إليها نظرة متساوية بين بعضنا، ندمج طاقاتنا المسيحيّة مع الطّاقات المسلمة، فندخل سويّة كزملاء في القرن الحادي والعشرين، نسير معاً كحلفاء للتّحديث.

-4 طرح القضايا بإيجابيّة: المسيحيّة في العالم العربي عندها قضيّة، والإسلام في العالم الأوروبي عنده قضيّة، نطرحهما، وإن مختلفتين، بشكل إيجابي مدني منفتح، خالٍ من العقد، يعزّز وضع المسيحيّة في الشّرق، كما يعزّز وضع الإسلام في الغرب، يعطينا دوراً مزدوجاً في العالم بدل التّركيز على السّلبيّات، التي حوّلتنا إلى مشكلة مستعصية، فلم يعد العالم ليهتمّ بها. إنّ الإسلام الحضاري يتطلّع إلينا، فهو بحاجة لنا ونحن بحاجة إليه، فلنحاوره ولنسانده للتّغلّب على الأصوليّات.

-5 ثورة الأرِز - فرصة ذهبيّة: إنّ هذا اليوم هو أفضل من أي يوم آخر لبناء الإستقلال من جديد، لأنّ هذه الرّجعة أو الإستفاقة التي شهدناها إلى العَلَم والوطن اللبناني، تبشّر بالخير، وقد تكون من وحي ونهج الرّئيس الحريري، الذي كان باستطاعته الرّجوع بسهولة إلى الأصول الإنسانيّة، مع الحفاظ على الأصول الدّينيّة، وهذه هي ميزته الكبرى. لقد حاول إلغاء التّصرّف الأصولي من السّاحة اللبنانيّة، كما أحاط نفسه بخبراء مميّزين، وهم في غالبيّتهم من غير المسلمين ثقافةً ونهجاً.

بهذه الطّريقة نثبت للعالم أنّنا نستطيع أن نلتقي مع الإسلام، خصوصاً الإسلام التّقدّمي والحضاري، على العلِم والانفتاح، وعلى الحداثة والدّيموقراطية، ونأمل أن يكون هذا برنامج عمل شبيبتنا المستقبلي، بالرّغم من التّعب والعذاب والصّعوبات التي تعترضهم... لأنّ البلوغ إلى مثل هذا الهدف ليس مستحيلاً. فالحزب الإسلامي في تركيا، حزب الرّفاه، لم يستطع، حتّى عندما استلم الحكم، من إزالة النّظام العلماني الذي أرسى أُسسه المصلح كمال أتاتورك. إنّ علم الاجتماع يعتبر أنّ منطلق التّغيير الذي هو فعل إرادي، لا يعبّر تمامًا عن وسع الحدث وشموله، فهو ككرة الثّلج، تنطلق صغيرة من قمّة الجبل، لتتحوّل إلى واقع تغييري شامل لا يمكن تخطّيه. فلنبدأ، ولنبدأ سريعًا، لئلاّ تفوت الفرصة الذّهبيّة، ولنبدأ بالحوار الصّريح وباللامركزيّة الواسعة التي تساعد على تخطّي الفروقات بالعدوى والعمل التّنافسي الحرّ.

 

تطورات كثيرة حصلت تجعل "خطف" عون للبيئة المسيحية أمام حائط مسدود وفرصة مؤاتية لـ"تصحيح" موقع مسيحيي 14 آذار

هل يُصدر مجلس المطارنة النداء السابع بعد غدِ؟

المستقبل - الاثنين 4 أيلول 2006 - نصير الاسعد

منذ العشرين من أيلول عام 2000، درج مجلس المطارنة الموارنة في أول أربعاء من الشهر التاسع على إصدار نداء سنوي يكون بمثابة تقويم للعام المنصرم وتحديد لتوجهات العام الذي سيلي.

بين العامين 2000 و2005، أصدر مجلس المطارنة ستّة نداءات، شكّل كل منها محطة تاريخية بذاتها في مجرى النضال اللبناني لتحرير البلد من الوصاية السورية ونظامها الأمني اللاميثاقي واللادستوري بالتعريف.

النداءات السابقة: الاستقلال والشراكة الوطنية

النداء الأول في أيلول 2000، اطلق معركة إخراج الجيش السوري من لبنان ووضع حجر الأساس في عملية إعادة بناء الشراكة الوطنية تحت سقف اتفاق الطائف من أجل لبنان السيد المستقل الحر.

النداء الخامس في ايلول 2004، توّج المحطات السابقة جميعاً بموقف تاريخي، حين اتخذ موقفاً حازماً ضدّ التمديد لإميل لحود، ودعا نواب الأمة من كل الطوائف إلى تحمل مسؤولياتهم في منع الإساءة السورية إلى الدستور وطالب باحترام النظام الديموقراطي البرلماني.

النداء السادس في أيلول 2005، بعد الخروج السوري من لبنان والانتخابات النيابية التي تلته، بدا كأنه النداء "الأخير". هو بدا كذلك على قاعدة ان رأس الكنيسة المارونية كان قد سبق هذا التاريخ بإعلان مواقف بدا من خلالها انه في طور الانتقال إلى نوع من الانكفاء السياسي: موضوعياً لم يعد السوري موجوداً بشكل رسمي في لبنان، وذاتياً عاد القادة السياسيون المسيحيون إلى لعب أدوارهم فالجنرال ميشال عون عاد من المنفى والدكتور سمير جعجع عاد إلى الحرية من سجن دام أكثر من أحد عشر عاماً.. "وبات للمسيحيين قادتهم".

التطورات الأخيرة وما أظهرته

خلال العام المنصرم، حصلت تطورات كبيرة، كان آخرها حرب الثلاثة وثلاثين يوماً بين 12 تموز و14 آب. أظهرت هذه التطورات جميعاً ان لبنان لم يتعافَ من التدخل السوري أي ان سيادته واستقلاله لا يزالان منقوصَين. وأظهرت التطورات ان ثمة مشروعاً سورياً لا يزال موجوداً وهدفه السيطرة على النظام السياسي اللبناني. وأظهرت ان في لبنان من لا يرغب في فكّ ارتباط البلد بالصراعات الإقليمية والدولية ولو على حساب مصالح لبنان الوطنية وعلى حساب أمنه واستقراره. وأظهرت أيضاً ان الأداء السياسي للفريق المسيحي الذي حصد الجزء الأكبر من تمثيل البيئة المسيحية في الانتخابات الأخيرة، ساهم عبر ارتداده على مسيرة الاستقلال والسيادة والقرار الحرّ، في تعطيل وتخريب مسار الاستقلال والديموقراطية. وأظهرت التطورات أخيراً ان عملية بناء الدولة، دولة الاستقلال اللبناني الثاني معوّقة من قبل فريق حليف للنظامين السوري والإيراني، فيه تيار مسيحي يمثله عون، فيما بدا مسيحيو بكركي على اختلاف شخصياتهم وتياراتهم وتلاوينهم "يتامي" في ظل انكفاء بكركي النسبي من ناحية واستشراس "مسيحيي سوريا" في المقابل من ناحية أخرى.

مواقف البطريرك والمجمع الماروني:

الطائف والدولة.. ودعم السنيورة

لذلك، وعلى مشارف أول أربعاء من أيلول 2006 الجاري، أي بعد غدٍ، ثمة سؤال يلحّ على جميع اللبنانيين الذين يتعاطون مع مواقف الكنيسة على انها محطات في خطاب السيادة والاستقلال، خطاب العيش المشترك والشراكة الوطنية، هو الآتي: هل ثمة نداء سابع هذا العام؟

يومان فقط يفصلان عن معرفة الجواب.

بيد ان المواقف التي التزمها البطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير خلال الفترة الأخيرة، تدفع إلى الاعتقاد ان ثمة ما يمكن لمجلس المطارنة الموارنة في اجتماعه بعد غدٍ أن يقوله فيما لو قرّر اعتماد توجيه نداء سابع.

في كل مواقفه خلال الفترة السابقة، شدّد البطريرك على العيش المشترك والوحدة الوطنية. وأبرز تجليات هذه المواقف، كان ما صدر عن "المجمع الماروني" لا سيما في باب "الكنيسة والسياسة"، حيث كان التركيز شديداً على العيش المشترك ومرجعيته في اتفاق الطائف، وعلى بناء الدولة المدنية الحديثة بمرجعية اتفاق الطائف أيضاً.

وفي ضوء هذه العناوين الرئيسية، كان للبطريرك تحذير من خطورة وجود السلاح بين أيدي فئة من الفئات إلى جانب الدولة وبـ"استقلال" عنها. وكان له تحذير من أن تكون لكل طائفة دولتها خارج الدولة أو في موازاتها. وكانت له دعوات صريحة وواضحة إلى الالتفاف حول فكرة الدولة ومشروعها، وإلى إعادة الاعتبار لاتفاق الطائف ومرجعيته. وكان منه دعم كبير للحكومة ورئيسها فؤاد السنيورة، ولا سيما للنقاط السبع الحكومية التي تأسست عليها المعركة السياسية والديبلوماسية اللبنانية لإنهاء العدوان الإسرائيلي عبر القرار الدولي 1701 الذي أعطى دعماً للبنان الدولة. وكان منه ثناء على دور رئيس الحكومة وجهوده، وتحذيرات متتالية من الانسحاب السوري غير المكتمل من لبنان لا سيما على الصعيد المخابراتي.

لذلك، فإذا اعتمد البطريرك خيار إصدار نداء سابع هذا العام، فإن لديه الكثير مما يمكن ويجب قوله، تأكيداً على مواصلة العملية الاستقلالية وعلى استئناف عملية بناء الدولة.

زاوية نظر أولى إلى نداء سابع محتمل:

عون تابع في "حلف سوري"

وفي انتظار معرفة الجواب عن سؤال: هل ثمة نداء سابع فعلاً؟، يشدّد متابعون سياسيون على أهمية إصدار هذا النداء السابع، وذلك من زوايا نظر عديدة أهمها زاويتان.

الأولى هي ان البيئة المسيحية عموماً والمارونية خصوصاً، شهدت خلال العام المنصرم عملية "خطف" موصوفة من جانب الجنرال عون.

لقد أعطى الناخبون المسيحيون في معظمهم، في لحظة خوف على المصير، خوف شبيه بالذي اعترى طوائف أخرى بعد الخروج السوري، تأييداً كبيراً لعون. وقد "لعب" الجنرال في هذا المجال على عدة خطوط أهمها خط استنفار المسيحيين ـ والموارنة بشكل خاص ـ ضدّ خطر مزعوم من محاولة هيمنة إسلامية ـ سنية خصوصاً ـ على المسيحيين وتمثيلهم السياسي. والحال هنا، ان عون كان يُطلق قنابل دخانية للتعمية على انحيازه إلى النظام السوري إقليمياً ودوره داخل لبنان لبنانياً.

كان صعباً على البيئة المسيحية ومن ضمنها مناصرو "التيار الوطني الحر" تصديق هذا "الاتهام" لعون خلال فترة أشهر بعد الانتخابات. كان يصعب تصديق أن "يخون" الجنرال الأمانة ولم تنفع كل الحجج المنطقية في إقناع الجمهور المسيحي لفترة طويلة. بيد ان الجنرال الذي افترض خطأ أن ما أُعطي من قوة انتخابياً يمكن أن يدوم حتى لو أخذ من المواقف ما لا يطيقه جمهوره، وافترض ان علاقة الناس بـ"الزعيم" علاقة التحاق من دون نقاش، وقع في فخّ قاتل. فقد دلّت تجربة العام الماضي انه إذ انتقل بسرعة من محاولة التمويه على موقعه الطائفي بخطاب شبه "علماني" إلى النطق الصريح باسم موقع طائفي، انما استبدل علاقة هيمنة مزعومة من المسلمين ـ السنّة ـ على المسيحيين بعلاقة تبعية ظاهرة لفريق مسلم آخر، هو فريق شيعي ذو علاقات وخيارات إقليمية تعاكس المسار الاستقلالي اللبناني. وعلى هذا الأساس تجلّت صورة عون السياسية على النحو الآتي: موقع ضمن "المشروع السوري"، ثنائية طائفية مارونية ـ شيعية نقيضة لمبدأ الشراكة الوطنية العامة التي لا تقوم على "ثنائيات"و"ثلاثيات"، والتحاق سياسي وعملي بـ"المشروع الشيعي" بما هو مشروع لفئة من الشيعة لا تقارب مشروع الدولة المركزية.

من زاوية النظر الأولى إذاً، لا يمكن التردّد في القول ان عون "خطف" الموارنة إلى مكانٍ لا يعبّر عن تطلعاتهم "اللبنانية" ولا يحفظ لهم موقعهم ودورهم في الشراكة الوطنية، وخطفُ موقع رئاسة الجمهورية أو حجزه، ما هو إلا مثال ساطع على الأداء العوني، الذي يواصل بالرغم من جرس الانذار الشعبي، سياسة الهروب إلى الأمام.

14 آذار: الانتقال من "الرهاب" إلى الهجوم

ما هي زاوية النظر الثانية إلى نداء سابع يصدره مجلس المطارنة الموارنة بعد غدٍ؟

يجب الاعتراف هنا بأن مسيحيي بكركي، أي مسيحيي 14 آذار، أصيبوا خلال عدة شهور بارتباك كبير. لم تكن قناعاتهم السياسية الصحيحة حيال الأداء العوني كافية لاستمالة الجمهور المسيحي بـ"أكثريته" اليهم. تملّكهم نوع من "الرهاب" حيال الحالة "الجماهيرية" للجنرال. وضعهم الاتهام الباطل لهم بأنهم من "صنع غير مسيحي" في ما يشبه الزاوية. صار اعتقادهم انهم إذا هاجموا عون أو موقفاً من مواقفه يزيدونه قوة. وصار حلفاؤهم في 14 آذار يفترضون ان من شأنٍ أي اعتراض على مواقف عون يضعف مسيحيي الشراكة الوطنية الاستقلالية.

استمر التخوف من الاستعصاء العوني فترة طويلة.. وكان من نتائجه أن بقي عون مهاجماً، وأن أعيد استحضار "مسيحيي سوريا" إلى المسرح السياسي.

غير ان الأمور أخذت في التغير منذ فترة. انكشف الجنرال وتراجعت شعبيته وانفضح أمام قواعده. ويستطيع أي كان أن يشاهد بـ"العين المجرّدة" انفكاك كثيرين نخباً وقواعد شعبية عنه. صار في إمكان خيار مسيحيي ـ لبناني آخر أن يشق طريقه في "القواعد المسيحية".. ويقدّم النصّ الصادر عن المجمع الماروني في حزيران الماضي مضامين هذا الخيار المسيحي "الآخر".

جرى تعامل مسيحيي 14 آذار مع أنفسهم في فترة سابقة وتعامل شركاؤهم معهم في الفترة نفسها، على انهم الشريك المسيحي الأضعف. صحيح كان عون وغيره يُحاجَج بأن مسيحيي 14 آذار أيضاً يمثلون، لكن المحاججة خضعت لميزان القوى وفي لحظة تحسّب مسيحيي الحركة الاستقلالية لـ"الشارع العوني".

إعادة الاعتبار الى خيار مسيحيي ـ لبناني قوي

الوضع مختلف الآن. ثمة فرصة للاستفادة من تراجع عون شعبياً على خلفية انكشاف أبعاد الخيارات التي سار فيها. وثمة فرصة تالياً لـ"تصحيح" موقع مسيحيي 14 آذار ضمن الشراكة الوطنية الاستقلالية، أي ليكون الشريك المسيحي صادراً عن موقع قوة شعبية وثمة فرصة لعودة مسيحيي 14 آذار إلى "التفيؤ" في ظلال بكركي. وإذا كان صحيحاً القول ان بكركي ـ أي الكنيسة ـ لا تتنافس مع أحزاب وتيارات سياسية، فالصحيح أيضاً ان تحلّقاً مسيحياً سياسياً حول خطاب بكركي يولّد حركة ودينامية مسيحيتين مطلوبتين. لا بديل من حزب معيّن يؤمنه حزب آخر في المباشر، فالبديل حركة تعيدُ الاعتبار للخيار المسيحي الصحيح، وتقف في وجه "الخطف" والمصادرة اللذين ولّدا تهجيراً جديداً للبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً. حركة منفتحة على الشركاء الآخرين ومتواصلة معهم نحو تشكيل تكتل تاريخي مختلط لكنها تبدأ مسيحياً.

ان نداءً سابعاً لو صدر لكان مفعوله كبيراً في الحياة الوطنية اللبنانية، بالتزامن مع مخاض متجدّد في البيئة المسيحية وآخر أقل يسراً في البيئة الشيعية. لكن نداء سابعاً يصدره مجلس المطارنة الموارنة سيكون عامل قوة لحركة 14 آذار في إطار ما تتعرّض له من هجمات ومحاولات إنقلابية خطيرة.

  

حديث العماد ميشال عون إلى الـ ANB

 04 أيلول 2006

س: هل وقوفك مع حزب الله وليد القناعة بالوطن أو نتيجة التفاهم معه؟

ج: هناك دائماً حقيقتان: حقيقة إعلامية يصفها من يكتب ويتخيل وتكون يعيدة عن الواقع. وهناك أيضاً المواقف الأساسية، وهي لم تكن لقاء دفع بدل سياسي. هناك وطن وقع عليه اعتداء شامل، فأين أقف من الموضوع؟ بصرف النظر عن الربح والخسارة، أنا مع وطني

  حزب الله والشيعة سواء انتصروا أو انهزموا، وهكذا سيكون الوضع مع أية طائفة أخرى. الحرب كانت موجهة شكلاً ضد طائفة ولكن استهدفت كل لبنان. الحصار هو أكبر عمل عدواني في كل هذه الحرب، ونحن طلبنا من الحكومة إجراءات خاصة للتجار إذ يجب إعفاؤهم لمدة شهر أو أكثر من دفع الجمرك للتعويض على خسائرهم. الحرب كلها أخطاء بالأساس وبحق الإنسانية بالذات. الوضع كان هشاً بسبب استمرار احتلال مزارع شبعا. إسرائيل ارتكبت سلوكاً غير مرتقب ولكنها تفاجأت بجهوزية حزب الله، وكذلك الولايات المتحدة واللبنانيين. والحرب تربح بالبقايا وليس بالثروات. إنها ليست تجارة، فالذي يحارب بمئة وخمسين جندياً مقابل مئة وخمسين جندي يربح إذا احتل الموقع ولو بقي خمسة عناصر. مفهوم الربح والخسارة ليس تجارة كما يحللون على التلفزيونات. أنا عسكري وأفهم بالحرب. الأحداث بينت أن هناك تحضير للحرب على حزب الله، وهذا ما أكده جورج عدوان، وحزب الله كان يعرف. وفي هذه الحالة تخف مسؤولية حزب الله. عندما تقول الحكومة "لم نكن نعلم ولا نتبنى"، لا يجوز ولا بأي شكل القول بعدم التبني لأن ذلك يعطي الغطاء لإسرائيل.

س: هل كانت الحكومة تحاول بذلك حماية مؤسسات الدول؟

ج: كلمة "لم نعرف" تؤدي المعنى ولكن كلمة "لا نتبنى" هي خطأ جسيم أعطى ارتباكاً لممثلنا في الأمم المتحدة الذي برز موقفه ضعيفاً في بداية الحرب لأنهم لم يعطوه إرشادات.

 س: تفضلت وذكرت أنك أخذت الموقف بمعزل عن الخسارة والربح. البعض يقول أنه لو خسر حزب الله الحرب لخسر العماد عون شعبيته؟

ج: يجوز أن تكون قد نقصت شعبيتي رغم أن الإحصائيات الأخيرة لا تدل على ذلك. فالرأي العام يتفاجأ أولاً ثم يحصن نفسه. أنا تفاجأت بردة الفعل الإسرائيلية ومن الطبيعي أن يتفاجأ الرأي العام. الأعمال الإجرامية فاجأتني أيضاً. ضرب المدنيين لم يكن عملاً عسكرياً. لقد قال لي أحد زملائك: يقول الإسرائيليون أنهم قضوا على خمسين بالمئة من قدرات حزب الله وأنا أسأل: لماذا لم يكملوا على الباقي؟ الحرب تربح بالبقايا وحزب الله ربح ويجب استكمال الانتصار العسكري بالتأكيد على السيادة والاستقلال. ولهذا لم نطالب بعفوية بتغيير الحكومة والرد أظهر أن هناك تخلف مئة وخمسين سنة.

س: هل هناك خطأ في قراءة نتائج الحرب؟

ج: كثيراً، عندما يكون هناك حرب بين مقاومة ودولة وتبقى المقاومة قائمة تخسر الدولة وتربح المقاومة. فنزع سلاح حزب الله لم يتم وكانوا يريدون تحرير الأسرى فلم يفعلوا. الخطاب الإسرائيلي كان يقول أنه يريد إعادة سيادة الدولة. هل بتحليق الطيران فوق أجوائنا يعيدون السيادة؟ الدولة نحن نصنعها نحن نصنع وحدتنا. إسرائيل هدفت إلى تفكيك الوحدة. لو نجحوا أو حصل صدام بين مسيحي ممانع وشيعي نازح لكان الناس نسوا إسرائيل. الهامشيون لم يفهموا هذا الموقف، وكان البعض يريد افتعال حرب داخلية.

س: هل هذه معلومات؟

ج: ليس من عادتي بث الشائعات.

س: ألا يخاف البعض على الوحدة عندما يطلق تصريحات وجواً تخويفياً؟

ج: هذا من مسؤولية بعض وسائل الإعلام. دائماً يبدأون بالأسئلة السلبية ويدفعون الناس لإسقاط معنوياتهم. كانوا يريدون توعية الشعور السلبي، ولذلك استغربت أن المقيمين تحت الخيم والذين هدمت بيوتهم وأقاربهم استشهدوا كانت معنوياتهم مرتفعة، إنما الذين حاربوا بالنظارات إما هربوا أو هاجروا.

س: هل هذا جهل من قبل الإعلام أم خطة مدروسة؟

ج: طبعاً خطة مدروسة. فشخص كان يقول أنه مقاوم وعنده تضحيات بعشرات الألوف للدفاع عن الوطن والآن ينقلب ويستكثر سقوط بناية أو جسر – لا أحد مع المأساة ولكن في الحرب هناك دائماً مأساة – لا يمكن القول أننا ضحينا بعشرات الآلآف في الماضي، واليوم لا نضحي بشيء... السيادة ليست فقط ضد السوري بل أيضاً ضد سياسة المحاور. المبادئ الأساسية أولاً الاعتراف بلبنان السيد الحر المستقل ولبنان لا يجب أن يكون مع المحاور، لا مع محور بيروت-الرياض ولا واشنطن- باريس أو دمشق-طهران أو بيروت-تل أبيب. بالذهنية الاستقلالية يمكننا المحافظة على صداقاتنا وواجباتنا العربية.

س: هناك جدال في كل المجالات. هل هو على خلفية المحاسبة ومن يجب أن يحاسب من؟

ج: هناك مسؤول واحد في الدولة وهي الحكومة.

س: تحاسب أو تتم محاسبتها؟

ج: تتم محاسبتها فهي المسؤولة وتملك الثقة وفريق منها قام بالعمل. حزب الله مسؤول كفريق في الحكومة. وأنا تضامنت مع شعبي حين بدأ العدوان على لبنان. أنا لست معارضة مسيحية بل وطنية ومواقفي مجانية وحزب الله يعرف ذلك وليست مقابل دعم سياسي أو إسقاط حكومة، لكن الطبقة السياسية الآن مؤلفة من بقالين يتاجرون بالمواقف وتعودوا منذ أيام الميليشيات أن يتعاونوا مع دولة ثانية ضد فريق داخلي.

س:يبدو أن الثقة معدومة مع الحكومة.

ج: ليس الموضوع انفعالياً أو خدماتياً. هناك بيننا وبينهم البيان الوزاري الذي لم ينفذ منه شيئاً.

س: كيف قرأت دعوة النائب وليد جنبلاط للسيد حسن نصرالله للاستقالة أسوة بجمال عبد الناصر بعد هزيمة 1967 بعدما اعترف نصرالله أنه لم يكن ليقوم بعملية الوعد الصادق لو كان يعلم بحجم الرد؟

ج: جنبلاط يعرف أن الحرب كانت محضرة وستحصل، والكل اعترف بذلك وموضوع الأسيرين استعجلها.

س: لو كنت مكان حزب الله هل كنت قمت بالعملية؟

ج: لا معطيات داخلية من حزب الله لدي، ولا يمكن أن أكون مكان أحد بل أقدر النتائج وليس مبررات القرار للعملية. نأخذ النتائج: إسرائيل خدعت حزب الله وأخذت ذريعة وانتصر هو عليها.

 

س: نصل إلى شق الحكومة. قبل هجومك الكاسح عليها كان السيد حسن نصرالله في حديث تلفزيوني دعا الحكومة إلى تطبيق الطائف عبر حكومة وحدة وطنية. هل المعركة المقبلة معركة حكومة وحدة وطنية أم تقفل الأكثرية الباب؟

ج: عندما تحدث حرب يجري بشكل طبيعي تغيير الحكومة ولا بد من ذلك خاصة بوجود تراكمات أخطاء. أخطاؤها الجسيمة أوصلتنا إلى الحرب. فريق في الحكومة مسؤول عن الحرب، وقد اصطدموا في نهاية عام 2005، وأنا وقفت على الحياد وأجلت اللقاء مع السيد حسن نصرالله كي لا يقولوا أني أشجع الخلاف. البرنامج الوزاري إذا أخذناه نرى أن الحكومة تحدثت عن برنامج اقتصادي قبل نهاية 2005 على اساسه ستأتي المساعدات، فأين هو؟ وقانون الانتخابات لم ينجز. يريدون الاحتيال وجعل قانون الانتخاب كما عام 2000 على خلفية سرقة السلطة. موازنة 2006 لم تقم بها، فماذا فعلت؟ هناك 22 وزارة وإذا أردنا أن نترجم ففي وزارة العدل مثلاً أين إصلاح القضاء؟ وزارة الداخلية ماذا فعلت؟ أنشأت جهاز معلومات غير شرعي ووزير غير شرعي بدل عن حاضر مخالفة بذلك الدستور ونسأل وزارة المال عن الورقة المالية. وفي وزارة الدفاع أين التجهيزات وإعادة الهيكلة؟ تذكروها الآن حين أرادوا إرسال الجيش إلى الحدود ونسأل وزارة التربية أين قانون الجامعة اللبنانية الذي يسمح للكادرات بالعمل بشكل سليم. وزارة الصحة مكسورة أما بالنسبة لوزارة العمل فنحن تقدمنا بمشروع ضمان الشيخوخة. وزارة الإعلام لم تبت بموضوع المؤسسات الإعلامية الرسمية وفي وزارة الأشغال العامة لا موازنة. طالبنا بطرقات لكسروان وجبيل فقالوا أن لا إمكانية. وفي وزارة الزراعة أتت أزمة الطيور والأسماك وانهار القطاع والدولة تهمله، وأين الانتاج في وزارة الاقتصاد؟ أما وزارة الاتصالات فحتى قانون التنصت لم تنجزه فهم يتنصتون على الجميع. وزارة الطاقة لم تحل مشكلة الكهرباء. وفي وزارة المهجرين، المهجرون لم يتمكنوا من العودة خلال 15 سنة من الانصهار الوطني فأين المال المخصص لهم وسائر الوزارات كذلك. لم ينجزوا شيئاً من البيان الوزاري. أنا أول من تحدثت عن المحكمة ذات الطابع الدولي واليوم يقولون لو جاءت حكومة جديدة ستطير هذا الإنجاز أو هذه الإنجازات فكيف ذلك؟ هنالك نوع من التمسك بالسلطة إلى حد الاستماتة. كلامي هو تحذيري قلت مثله بخصوص القرار 1559 في فرنسا وكذلك لما وقعنا ورقة التفاهم والتي اعتبروها ورقة سياسية بينما كانت بالنسبة لنا ورقة نقاش للحلول صوروها وكأننا نريد أن نكسب من خلالها خدمات وهم لم يقرأوا الورقة. تراكمات عملهم فشل بفشل. مؤسسات الدولة "شراشيط" لا تعمل ولا حصانة لها. ماذا يفعل ديوان المحاسبة، أين المجلس التأديبي؟ كلها رقع سياسية في يد رئيس الحكومة والوزراء. آخر بدعة: الجنرال عون يريد أن يقوم بانقلاب لأنه يطالب بتغيير الحكومة. الديمقراطية كلها تقوم على التغيير. عندما نحذر من احتقان جماهيري من الأوضاع المتردية نكون نحذره. عندما وضعنا الوثيقة لم أكن أنتظر أن حزب الله سيأسر جنديين وستندلع الحرب. عندما وضع القرار 1559 حذرنا من أنا عدم تطبيقه سيؤدي إلى مشاكل والأمر يتكرر الآن بنفس المنطق. أقول للسنيورة: دولة الرئيس لا تقل لي "خيّط بغير هالمسلّة". سأترك لك "المسلّة" كي تنعرك باستمرار.

س: البعض يقول أنه لا بد من التروي وأنك تسرعت بدعوة الحكومة للاستقالة؟

ج: فليخجلوا من أنفسهم. "صيتهم بالزفت" منذ 15 سنة، هم نفس الطاقم السياسي الذي رتب 40 مليار دولار دين ولا أحد يثق بهم لذلك كل متبرع يشترط أن يشرف هو على صرف أمواله وهذا كل العيب على حكم لا يؤمن أحد به. يقولون أنهم يساعدون الحكومة. لا، إنهم يساعدون الشعب اللبناني وليس أنت يا دولة الرئيس. المؤسسات الخاصة تأخذ مساعدات أكبر فنحن مثلاً وصلتنا مساعدات كثيرة. إذا اعتبرتم أنفسكم نموذجاً فأنتم مخطئون وإذا رأت أميركا هذا فيكم فنحن نهديها إياكم كي تستفيد. الجريمة على لبنان كانت كبيرة والمساعدات في ستوكهولم هي للشعب وليس للحكومة وستسهر الدول على تنفيذ المشاريع.

س: يقال قبل الحرب لبنان تعرض للاغتيالات ورئيس الجمهورية كان يعطل المهام ولذلك لم تلعب الغالبية دورها.

ج: هم عطلوا أنفسهم. لا قدرة لهم على التغيير لانهم عاشوا تحت وصاية سورية 15 سنة وهم كمن توفى معلمهم ولم يكونوا يمارسون الحكم لذلك يبحثون عن معلم يتبناهم في الخارج وهذا لا يصنع الوطن. أكبر مهزلة أن كل الدورات الديبلوماسية على العواصم الغريبة التي يقوم بها النواب والوزراء لا محاضر لها. فالسنيورة اجتمع ثلاث ساعات مع وليد المعلم واجتمع بوش أيضاً بالسنيورة فهل هناك محاضر؟ إذا أتى أحد جديد هل يمكن أن يتابع السياسة؟ أنا أتحدى أن يبرزوا المحاضر.

س: لديك إذاً انتقاداً على البروتوكولات؟

ج: رئيس الحكومة ووزير الخارجية يمثلان الدولة ولا يقومان بسياسة خاصة. هذه أكثر من خروقات إنها خروج عن أصول الحكم ومخالفات دستورية وإهمال فاضح في ممارسة الحكم.

س: تقدر أن قوى الغالبية لا تعرف. هل أنت فقط تعرف؟

ج: أنا لا أقدر أنا أتحدث عن وقائع وأدلة. فليظهروا محاضر الاجتماعات التي ذكرت وكذلك ما حصل في السعودية ومصر.

س: لماذا ليس هناك من محاضر؟

ج: لأن ما يفعلونه هواية وليس احترافاً أو مهنية.

س: البعض ومنهم الرئيس أمين الجميل يقول لماذا لا يتغير رئيس الجمهورية قبل الحكومة؟

ج: نظرنا في هذا الموضوع ولم نتوصل إلى حل. أنا لا أعترف أن هناك دولة فكل عملها على "ذوق" الوزير والمدير ونصف الحكومة ضد نصفها الآخر ولا سلطة مركزية. دولة الاستقلال تقوم على عدم الامتثال للمحاور بل للبنان والانفتاح على الآخرين لتأمين مصالح لبنان. يجب أن ندرس مصالحنا المشتركة مع كل الدول فنحن دولة مستقلة ولو كانت صغيرة ونتبادل مصالحنا مع كل الدول. من قال أن محور السعودية – القاهرة أفضل من محور بيروت – طهران أو العكس؟ لقد ورد في ميثاقنا مبدأ الولاء للوطن هو الأساس ويجب أن يكون اللبنانيون أبعاداً لبنانية في الخارج وليس أبعاداً خارجية في لبنان. في هذه الحالة نحقق الاستقلال ونعيش كشعب موحد عنده نفس التوجهات والآمال والأماني. المبدأ الثاني الرئيس الجميل يطالب بتغيير رئيس الجمهورية ونحن لم نتوافق على رئيس جديد. فلماذا لا نقوم بانتخابات نيابية على أساس قانون جديد وبعدها ننتخب رئيساً للجمهورية وبذلك نكون خلقنا صفة تمثيلية للسلطة. فالسلطة الآن مبنية على قانون سوري صنع سنة 2000 ورئاسة الجمهورية أتت بقانون سوري سنة 2004 إذاً فهو أجدّ. إن السلطة الحالية مزورة لأن قانون الألفين أعطى ثلث الأصوات 21 مقعداً والثلث الثاني 35 مقعداً والثلث الثالث 72 مقعداً. أنا لا أقبل كلمة ضحيةفموقعي محفوظ إن كنت وزيراً أو معارضاً. ففي النهاية كل شخص يأخذ موقعه والتاريخ ينصفه. الحكومة فشلت في تنفيذ البيان الوزاري والأكثرية ليست أكثرية وفي ممارستها عطلت المجلس الدستوري وعطلت موقع رئاسة الجمهورية وعينت وزيراص بدل عن حاضر وليس بدل عن غايب وهذا يرتب مسؤوليات عليها. الأكثرية الوهمية شجعت على مقاطعة الرئيس وهذا خرق للدستور. يمكن أن أقول لرئيس الحكومة أنا لا أعترف بك ولا بحكومتك. أي حكم له مشروعية يجب أن يستمد من الدستور. من يعطل الطائف؟ لم ينفذوا شيئاً من الطائف. عندما طالب السيد حسن نصرالله بحكومة وحدة وطنية قالوا هذا لا ينص عليه الطائف.

بغض النظر عن شخص رئيس الجمهورية أحبوه أو سبوه لا يمكن نكرانه. السفراء يخالفون الإتفاقات الدولية واتفاقية فيينا وبتشجيع من وزرائنا لا يزوروا رئئيس الجمهورية فليرحلوا إذا كانوا لا يريدون زيارته.ليس هناك الرؤساء الثلاثة هناك رئيس واحد والإثنين رؤساء لمؤسسات لا يوجد ترويكا. يعتدون على رئيس الجمهورية من خلال اللغة السوقية وهم اتهموه بالإغتيال والقتل. فمن ينظر في تهمهم؟

الضباط الأربعة منذ سنة وهم محتجزون ولا تهمة عليهم حتى الآن فليوضحوا للناس إذا اعتبروا اختطاف حزب الله لجندين اسرائيلين فماذا يعتبرون مقتل خمسة أشخاص على يد الموساد رشوة او رشّ ورد؟

س:هل جيد بقاء الرئيس بهذا الشكل ؟

ج: الأفضل رحيل الحكومة ما يسمح بتعزيز مناعة الشعب والأحزاب الداخلية. تكلموا عن اموال المساعدات، فإذا أرادوا تعزيز مناعة الشعب فليبدوأ بالمال السياسي. إن المال الذي وصل الى السيد حسن يمكن متابعة مصدره فالأجهزة الغربية التي تسأل من أين وصل المال الى حزب الله يمكن لها معرفة المصدر. نحن مع أن يكون ذلك عبر الدولة ولكن الشفافيةمطلوبة ايضاً حيال المال الانتخابي.

س:هل انت راضٍ عن طريقة تمويل حزب الله ومن أين هذا المال؟

ج: الشفافية مطلوبة على الجميع ولكن لنعود الى المال السياسي فالمال الاول ساعد الناس والثاني أفسد العملية الإنتخابية فلماذا لا نسأل عنه ونسأل عن المال غير الشفاف؟

س: يقول الرئيس امين الجميل أنك تزعج قوى 14 آذار عندما تصّر على فتح ملفات المشاريع الماضية ، فلماذا تصرّ على ذلك؟

ج: عام 1992 من انزل مليار دولار بعد تهييج الشعب اللبناني على انهيار الليرة يجب أن نعرف من قام بذلك عندها نفهم من أفسد الدولة ومن سرقها.

س: هل تطالب بالمساءلة او بالمحاسبة؟

ج: الرئيس امين الجميل اعتاد على القول أن حولي أناس غير شفافين فلنحاسيهم ونمسكهم، خصوصاً وأن عهده الرئاسي كان شفاف جداً. نحن لا نعيش في الماضي ولكن الاموال في جيب أحدهم والدين لا يزال يستمر.

: يقولون ممنوع وصول عون الى الرئاسة لأنه سيفتح الملفات؟

ج: يجوز ولكن كيف سنبني البلد وهذه الدولة لا تستطيع البناء ولا إعادة المهجرين ولا سحب سلاح حزب الله كيف ستأخذ هذا السلاح، المواطن لم يحم معنوياص برزقه وأخذ المُهجِّرون الثلثين فيما أخذ المهجَّرون الثلث.

س: الدكتور جعجع ردّ على موضوع تشكيل حكومة جديدة فما هو تعليقك؟

ج: هذا تعليق انسان منرفز ولا تجانس بين الحكومة فرئيسها يقول أن هويتها لبنانية وتحدث اليوم عن سوريا وتغزّل بها الى حدّ سيغار منه نزار قباني لو عاد فما هو رأي الدكتور جعجع بالموصوع؟

 

جنبلاط يقول الى آخر نفس أنه سيضرب النظام السوري فما هو رأي الدكتور جعجع أيضاً؟ الأول يغازل والثاني يريد حرق النظام ونسأل الدكتور جعجع من هم الغير لبنانيين وما معنى هويتها قيد الدرس؟ بالتأكيد أقول له أن هوييتها لن تكون اسرائيلية وعن موضوع ضد السيادة والحرية والإستقلال أسأله ما هو موقفه من البيان الوزاري الذي هو عسل تجاه سوريا. على كلٍّ انا لا أشعر انني معني يكلامه والذي يشعر بذلك فليردّ.

س: الرئيس أمين الجميل يعنيك بكلامه. فهل دخل لبنان زمن المستحيلات؟

ج: مع احترامي لكل الموجودين، ألا يوجد من يوازيهم بالعزة والكرامة ليكون وزيراً؟ الحكومة بحداثتها "تخبص" كثيراً في السياسة الدولية. فلينتظروا العاصفة ليس مني أنا.

في 16 أيلول يصدر تقرير براميرتز وسيتهم حزب الله وعندها يحمل الحزب السلاح ونهجم نحن معه. هكذا يتخيلون. أوساط المستقبل والاشتراكي والقوات يتحدثون عن جولة ثانية للحرب وهذه إما شائعات وإما معلومات يعرفون بها. أطلب منهم أن يوضحوا هذه النقطة فليطمئنوا الشعب أو يؤكدوا عودة الحرب حتى يحتاط الناس.

س: حتى إسرائيل تتكلم عن جولة جديدة؟

ج: لها مصلحة في التحدث عن ذلك ولكنها تقوم بإصلاح المناطق المتاخمة للحدود. ليس هناك من مؤشرات لحرب جديدة.

س: رويترز بثت خبر اص يقول أن الحليف المسيحي لحزب الله العماد عون بدا يهدد باضطرابات إذا لم تستقل الحكومة.

ج: جيد أنها قالت "بدا". بدأت حديثي بالفصل بين الوهم الإعلامي إذا يستعملون "قد" و"يجوز" و"يبدو" وبين الفكر السليم عند أصحاب الرأي والقرار. أنا أقول الوضع ليس جيداً والتراكمات ستؤدي إلى نتائج. أنا لا أهدد ولا تقولوني ما لم أقله... التعبير في الشارع ليس انقلابياً بل هو موقف دستوري.

س: قالوا كلمة سر من دمشق.

ج: هؤلاء مرضى نفسيين ويحتاجون إلى مستشفى للأمراض العقلية. كلما احتج أحدهم قالوا هذا أمر من الشام. لا يفهمون أن الشعب جائع ولديه مشكلة. مخبأهم سوريا. لن يأخذوا براءة ذمة عن عمالتهم في السنوات الماضية حتى ولو استمروا يشتمون سوريا لخمسة عشر سنة قادمة.

س: أنت كنت ضد سوريا وساهمت في القرار 1559. كيف نسمعك اليوم تدافع عن سوريا وتوقع تفاهماً مع حزب الله.

ج: منذ 1989 وخطاباتي تنتهي بالمطالبة بعلاقات جيدة مع سوريا عندما تكون سوريا في سوريا ولبنان في لبنان وعندما انسحبت طالبت بعلاقات ندية. ومع حزب الله وضعنا أطر هذه العلاقات. بند المعتقلين في السجون السورية أخذته الحكومة على عاتقها ولم تفعل شيئاً.

س: وماذا عن طرحك على طاولة الحوار بتشكيل وفد لزيارة سوريا؟

ج: هم عودونا على الخيانة منذ البريستول ودخول حكومة الانتخابات ومن ثم تشكيل اللوائح ولما فشلوا رأينا ماذا فعلوا في انتخابات الشمال والمال الذي دفعوه. يتكلمون عن مال المساعدات وينسون المال السياسي. كل هذا الموضوع منذ تأليف الحكومة شكل أكبر ضربة للمسيحيين للتمثيل الماروني ثم الكاثوليكي (للانتقام من سكاف) والأرمن كذلك. هؤلاء صنف من السياسيين لا يريدون احترام التمثيل الشعبي والتمثيل المسيحي خاصة.

 

س: هناك مقال في الحياة تحت عنوان "عون حزب الله والضد يظهر" جاء فيها أن هناك طرفان يمثلان تزويراً ذاتياً عون وحزب الله، عون يتحالف مع الشيعة وحزب الله يطالب بالتمثيل المسيحي.

ج: أين طبع هذا في لندن أم هنا؟ بداية هو زور الكلام. يتحدثون عن تحالف ونحن لسنا حلفاء بل بيننا ورقة تفاهم على صعيد وطني وهناك ورقة تفاهم ليقرأها وإذا لم يميز بين تحالف وتفاهم لا يحق له بأن يكتب في صحيفة الحياة. إذا كان معتاداً على نمط الخلاف كيف يمكن بناء وطن؟ نحن نبني ثقافة الاعتراف بحق الآخر وأقول للكاتب أنت متخلف مئة سنة إلى الوراء.

س: يقال بأن المطالبين بتغيير الحكومة يريدون تعطيل المحكمة الدولية.

ج: الحكومة والحوار أخذا قراراً في موضوع المحكمة. هناك إسفاف و"حرتقة"، فهذا الكلام غير مسؤول، والموضوع ليس مطروحاً. المحكمة بماذا ستنظر؟ كل ما يطرح أمام القضاء اللبناني أم قضية محددة؟ نريد أن نعرف ماذا يريدون. أحدهم يغازل النظام السوري والثاني يقاتله حتى آخر نفسه. نفس الفندق ولكن لكل غرفة. يريدون تيئيس المواطنين. لقد قلت في ذكرى 14 آذار الماضية أن شركة المساهمة أي الحكومة تفتش عن زبائن وبيس عن مواطنين. يريدون تكوين سلطة تنشئ شركة وليس وطناً.

س: إذا عملوا حكومة جديدة وأدخلوا التيار ماذا يتغير؟

ج: يجب عندها أن يتوج الأمر ببيان وزاري جديد ونمط جديد وسياسة وخطاب جديدين.

س: هل تقصير الحكومي في التعويضات مبرر؟

ج: لا غير مببر، واذا كان التقصير لأسباب سياسية فهذه مصيبة، وان كان ذلك بسبب العجز فعليها الرحيل.

س: دعوت السنيورة للرحيل وتحدثت عن أنه سيدفع الثمن، هذا ما استدعى الردّ من قوى 14آذار.

ج: أرفض تسميتهم بقوى 14 آذار، 14 آذار الشعب اللبناني وليس تجمّع نيابي، نحن نواة 14 آذار، وكل تسمية بغير ذلك هو تزوير للحقائق، يصح ّ تسميتهم بقوى 14 شباط أو بالقوى الحاكمة.

س: الوزير بيار الجميل اعتبر أن حديث العماد عون الأخير يحمل تهديد للرئيس السنيورة وهذا الكلام غير مبرر على الإطلاق.

ج: الأستاذ بيار جميل يمون لأنّه من جيل أبنائي، كان معهم في المدرسة.

س: هل لدى العماد عون الوثائق او الملفات التي ستدفع الحكومة الثمن؟

ج: لدينا عدد من الأسئلة من دون إتهام أحد، نحن مع إعطاء الدور للمؤسسات خصوصاً القضاء لأنّه لا وجود لدولة فعلية خارج إطارها، ونحن ندعو لسيادة القانون من دون تجاوزات لأحد.

س: رؤيتك جنرال لتكوين السلطة ممكنة ومناسبة في هذا الوقت؟

ج: متى وجدت الإرادة كل اللحظات تصلح، لماذا الرفض من قبلهم؟

س: يتحدث البعض جنرال عن أنّ حجم تمثيلك تراجع والمسيحيين حالياً لا يؤيدون ما تفعله.

ج: أنا أقبل الإحتكام الى إرادة الشعب فليجروا إنتخابات نيابية مبكرة؟ قد تصحّ أقوالهم وعندها قد "يريحونني"، ليتذكّر الجميع الفرق ما بين فوز التيار الوطني الحرّ الذي لم يستفزّ أحد وكلام الإستاذ وليد جنبلاط عند خسارة لوائح حلفائه بقوله "فوز الجنرال يُعيد الحرب الأهلية" والجميع لم يعترض على ذلك بمن فيهم الصحفيين.

 

س: علاقتكم مع الدكتور جعجع كانت حسنة، ماذا جرى؟

ج: لا أدري وأنا أكررّ أنّي لست معنياً بكلامه اليوم.

س: يتحدث البعض عن مساعي وإتصالات تجري في الكواليس لإجراء تقارب، ما حقيقة هذه المعلومات؟

ج: نحن نتكلم مع بعضنا على أساس التنافس، لكن لا اتصالات، والحكومة إذا احبّت أن تطعّم بفكر التيار الوطني الحرّ هذا الأمر لصالح الجميع وإلاّ فليوفقهم الله، كل مساعينا هو لتفادي الأزمات لكن يظهر أنّهم لا يريدون الوفاق.

س: جنرال هل طاولة الحوار توفت ولم تعد تصلح، ام أنّه يجب إعادة إحيائها؟

ج: قبل الحرب العدوانية على لبنان كنت أشارك في الحوار حتى لا يقولوا أني ضدّ الحوار، لكنّي رأيت أن طاولة الحوار دمرّت ذاتها من تلقاء نفسها لأن الخطاب كان عدائياً والبعض كان يريد أن ينتصر على الآخر لا أن يحاوره، وهذا المنطق لا يجدي، الحلّ أراه بانشاء حكومة تمثّل جميع شرائح المجتمع مع تشكيل قانون انتخابي جديد يعطي التمثيل الحقيقي للشعب، للأسف الجميع التزاماته مع الدول الخارجية باستثنائنا نحن وهذا ما نفتخر به.

س: هناك حديث وكلام من تيار المستقبل على لسان سعد الحريري أنّ الحكومة هي التي أوقفت الحرب، بماذا يجيب الجنرال؟

ج: أرفض هذا الكلام جملة وتفصيلاً الحكومة لم توقف الحرب، بل أرجل المقاومين هي التي فرضت إيقاف الحرب، الجميع يتذكّر تمديد الحرب لأسرائيل ولم تتوقف الحرب إلاّ بعد مضي 33 يوماً، أحد مسؤولين العرب إستغرب رفض الحكومة الللبنانية لمشروع القرار الفرنسي الأميركي، وهذا يعود لسبب الإخفاقات الإسرائيلية في الإنزالات وغيرها.

س: جنرال لو هزمت أسرائيل حزب الله هل كانت اسرائيل فرضت شروطها السياسية بشكل أكبر؟

ج: نعم هذا ما كان سحصل.

س: ماذا على الحكومة أن تفعل. هل عليها أن تجابه مجلس الأمن؟

ج: هذه الحكومة التي ترددّ كلّ يوم انّ لديها صداقات، لما لا تطالبهم بالضغط على إسرائيل لوقف إعتداءآتها على لبنان؟ إسرائيل حتى الآن لا تلتزم بالقرار الدولي رقم 1701.

س: جاءنا منذ قليل اتصالات تقول أن بثّ قناة الANB قد قطع من بعض المناطق في عكار والضنية والكورة بسبب طلّة العماد عون على شاشتنا.

ج: أنا أطالبكم أن تعيدوا بثّ هذه الحلقة في الفترة المسائية عينها حتّى يتسنّى للمشاهدين من حضورها، وعن تعديل الحكومة أريد القول أنّ حكومة الوحدة الوطنية ليست غاية أنّها الحلّ، وإلا ستحلّ الكارثة لأنّ الإتجاه الحكومي غير صالح.

س: جنرال هل ستكمل هذه الحكومة أشهرها التسعة.

ج: لا اعتقد ذلك لأنّ الحكومة لن تكمل حملها، هذه الحكومة تفتقد الى الشرعية والمشروعية، وهي تعطّل المؤسسات الدستورية مثل المجلس الدستوري وغيره، هناك شكوى سيرفعها مواطن من منطقة الدكوانة على جهاز أمني بسسب الإفتراآت والتهم التي أطلقها جذافاً، حيث وضعت بمرآب سيارته متفجرات.

س: جنرال المسيحيون يشعرون باحباط من جرّاء أمرين، الأول هو أنّ تمثيلك ل75% معطّل داخل الحكومة والثاني بسبب دعمك لموقع رئيس الجمهورية، مع وجود اتهامات تقول أنّك أقرب لحزب الله الشيعي من أفرقاء كنت بالأمس القريب بجانبهم؟

ج: نحن نسعى الى التفاهم وهي لغتنا ونحاول تطوير هذا المنطق، نحن نعترف للآخر بحق الإختلاف وهذا ما فعلناه مح حزب الله، والمسيحيون بأغلبيتهم يعون ذلك، وإن كنت على خطأ لما لا يصححون التمثيل المسيحي ويشرعون باجراء انتخابات نيابية لأنّه إذا صحّت توقعاتهم ستزداد حصصهم.

للأسف بعض السياسيين يهاجمونني إنطلاقاً من مبدأ الهجوم أفضل الوسائل الدفاعية، وهذا كلّه لتغطية "زعرناتهم". مع العلم توافقنا مع حزب الله مطروح على تيار المستقبل والجميع، لكن مدرستهم تقوم على منطق الإفترالآت وعلى منطق الإستئثار بالسلطة، اليوم غزل السنيورة بسوريا لو أتى من قبل الجنرال لجرى ما لا يحمد عقباه في الصحف والإذاعات، روّجوا منذ فترة أن السيد حسن نصر الله سيقتل وهو هارب الى سوريا وتحدثوا عن أنّ العماد عون قد يصيب بانهيار عصبي سيذهب للمعالجة في أوروبا.

س: من التهم التي تطالك جنرال هو أنّ تعتمد سياسة هادئة مع سوريا.

ج: هل المطلوب النزاع؟ وأسأل الجميع هل في لبنان نفوذ سعودي وأميركي وفرنسي في لبنان أم لا؟ نحن لا نحمل أفكارأً مسبقة وعدائية ضدّ أي من الدول ونتعاطى مع الجميع إنطلاقاً من المصلحة اللبنانية، أنا أشرع كلّ مقاومة طالما لبنان فاقد لجزء من سيادته، وعلى اللبنانيون التضامن مع أجزاء الوطن بأكملها، لكن بعض السياسيين يسهل عليهم تبديد الأراضي اللبنانية لأنها لا تدخل في حساباتهم الشخصية الآنية.

س: هناك تساؤل عند المسيحيين مفاده أنّ الشيعة مقاومة والسنّة اعمار لكن المسيحيين غائبيون عن للمعادلة.

 

ج: المسيحيون مقاومة ودورهم ريادي وهام جداً، والخريطة الديمغرافية تؤكد إنتشارهم مع كافة الطوائف الإسلامية، هم على إمتداد الوطن ودورهم حالياً لن يسرقه أحد منّهم، نحن بالفعل والقول جسّدنا العيش الحقيقي ونحن من حمى الجبهة الداخلية من الإنزلاق في سياق الحرب، فيما الجميع يتحدّث عن الوحدة الوطنية مجرّد كلام.

س: البعض يتحدث أنك جنرال تعطل موقع رئاسة الجمهورية برفضك تغيير الرئيس لحود.

ج: هل المطلوب الإتيان برئيس جمهورية موظف عند الأكثرية وأنم يكون داخل بيت الطاعة، إنهم لا يريدون رئيساً ذي حيثية شعبية ممثلّة.

س: هناك دعوات تقول لما لا يأتي رئيس للجمهورية من خارج فريقي 8 و14 آذار، ولما لا يتفق المسيحيون على مخرج ينهي الأزمة؟ وهل يتحمّل البطريرك الماروني أيّة تقصير؟.

ج: هذا الكلام سخيف، من أين نأتي برئيس للجمهورية، وهل ستنجبه الملائكة؟ أرى أنّ القيادات الممثلة للطائفتين السنية والشيعية ممثلتين بينما القيادات المسيحية فلا، "إبعاد الأرمن والكاتوليك للتأديب والنائب الياس سكاف" للثأر سعد الحريري قال " كلّ من كان على خلاف مع الوالد لا أريده داخل الحطومة، هذا المنطق الثأري في التعاطي مع الداخل اللبناني أو الخارج لن يبني وطناً، لأنّ المصلحة العليا هي التي يجب أن تسود.

س: البعض يقول أنّ كتلة التغيير والإصلاح تتعرّض لإنقسامات وإنشقاقات، هل هذا الأمر صحيح جنرال؟

 

ج: هذه الكتلة مبنية في الأساس بشكل إختياري، وهذه الأقاويل والإشاعات تبثّها الوسائل الإعلامية مثل الموقع الإلكتروني إيلاف وغيره لتشويه سمعة التيار، ولن أردّ أكثر من ذلك بامكانم مساءلة من يتحدثون عنهم إذا شئتم.

س: هناك تململ مسيحي من قوى 14 شباط لأنهم لا يشاركون مع حلفائهم في المحافل الدولية.

ج: هذا الأمر صحيح لأنّ قوتهم مستمدّة من الآخرين، وما جرى مؤخراً من هجوم ضدّي من قبل 10 نواب مسيحيين يتناولون من ذات الصحن ويشربون من ذات كوب الماء، يجعلهم أبواقاً وحطباً للمعركة. نصيحتي لهم كانوا باستطاعتهم تلخيص مواقفهم ببيان واحد يمثّلم.

س: هناك قول يعتبر أن وقوف العماد عون بجانب حزب الله أفقده القدرة على لعب موقف وسطي ينقذ السلطة والمعارضة من تجاذباتها.

ج: الواقع ليس كما يطرحون، وليتذكر الشعب اللبناني موقف العماد عون عند اعتكاف وزراء الشيعة، رفضنا اللقاء مع سماحة السيّد حسن نصر الله حتى لا نأخذ طرفاً ضدّ الآخر، كما وأتاني في حينها وفداً من اللقاء الديمقراطي يطلب منّي الإنضمام الى 14 شباط، أيضا كان موقفي الرفض. نحن ضدّ قيام الجبهات لأني مع طاولة الحوار الحقيقية، لكن موقفنا الحالي يجب أن يسري على الجميع لأنّ وقوفنا بجانب حزب الله ضدّ الإعتداء الإسرائيلي هو موقف مبدئي مع لبنان. إنتقدنا الحكومة في البدء بسبب إعلانها أنها "لا تتبنّى ما جرى" مماّ يفسر قبول ضمني بما سيفعله الغير، هناك فرق كبير بين قول الحكومة "لا أتبنّى" أو لا أعلم"، اما الكلام عن المحاسبة فهذا الأمر ضروري، وأنا أذكّر البعض مِن مَن إعتلى المنابر على قناتي ال11 وال12 أن يشرع بمحاسبة حزب الله وأمين عامه كما قالوا، والبعض الآخر تحدث أيضاً عن أنّه يريد محاسبتي لأني تفاهمي مع حزب الله شجعّ قيام الحرب.

س: سؤال من مواطن يقول فخامتكم إن تبوأت سدّة المسؤولية ماذا كان ليفعل الجنرال بخصوص إستسلام ثكنة مرجعيون؟

ج: نحن نطالب التحقيق مع الوزير فتفت وما زلنا مصرّين على ذلك ولن يدفن التحقييق حالياً لأنّ المسؤولية تقع في خانة " الجناية" ممّا يعني أنهّا تبقى مفتوحة طيلة عشر سنوات.

هذه التجاوزات في الجهاز الأمني الجديد للمعلومات يظهر وكأنّه على شاكلة سوابقه، هم يطلقون التهم ويوقفون المواطنين، هذا الأمر يضع الوزير فتفت أمام المساءلة لأن الأخطاء التي تقع لا يتحمّل مسؤولتها الجهاز الأمني بل وزير الداخلية، السرعة باقفال الملف والتحقيق يدلّ أن الوزير قد حمى الوزير العكس صحيح.

س: البعض يقول أنّ للشيعة ملجأ هو ايران وسوريا، السنّة السعودية والخليج العربي، أمّا المسيحييين فالعماد عون يهاجم الأمركيين والفرنسيين، بماذا تجيب؟

ج: إنّه لشرف كبير ألا أكون مدعوماً من أحد إذا صحّ هذا القول، وعندها أستطيع تسجيل النقاط على الجميع. أنا إنسان مستقلّ والمسيحيين يدعمون أنفسهم بانفسهم وهذا ما يجب أن يسري على الشيعة والسنة، لأن ما نسعى له هو التعاطي مع الآخر من ناحية الصداقة، لا التبعية أو طلب المساعدة.

س: البعض يقول عن الجنرال أنّه حالة رفض وآخرين يرونك حالة معارضة أمّا قوى الرابع عشر من شباط تقول عنك أنّك حالة إنقلابية، الجنرال ماذا يقول؟

ج: أنا أمثّل جميع هذه الحالات، أنا حالة إستقلالية وسيادية حرّة لأنّ البعض يمارسها بالشعار والكلام أمّا ممارستي لها هي واقع أعيشه كلّ يوم.

بالنهاية أريد مخاطبة الشعب اللبناني بتفاؤل لأن طبيعتي نضالية، وأدعوهم للنضال بجانبي عليهم رفض الإستسلام بعكس ما يروّجه الإعلام من أنّ الرحيل هو الطريق الأنسب، أقول لهم لن تفرحوا في أيّة بقعة من العالم إلا بداخل وطنكم حيث عليكم التفاعل معه بحسناته وسيئاته بجماله وقبحه لأنها أرضكم الذي يجب أن تلتزموا بها، الأرض هي لمن يدافع عنها وللذي يبقى عليها، والحرب الأخيرة أعطتنا درساً مفاده أن من يرى الحرب بالنظارات عليه أن يشاهدها عن قرب أكثر، عليكم مشاهدة الناس كيف يجلسون في الخيم بجانب منازلهم المدمّرة لترميمها وإعمارها، شعب كهذا سيبقى حيّاً، أما إذا تخاذلتم ستفقدون هويتكم وقيمتكم.