المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

أخبار يوم السبت 8 أيلول 2007

إنجيل القدّيس لوقا .37-31:17

فمَن كانَ في ذلك اليَومِ على السَّطحِ وأَمتِعَتُه في البيت، فلا يَنـزِلْ لِيأْخُذها. ومَن كانَ في الحَقْلِ فلا يَرتَدَّ إِلى الوَراء. تذَكَّروا امرأَةَ لوط ! مَن أَرادَ أَن يَحفَظَ حيَاتَه يَفقِدُها، ومَن فقدَ حيَاتَه يُخَلِّصُها. أَقولُ لَكم: سيَكونُ في تِلكَ اللَّيلَةِ رَجُلانِ على سَريرٍ واحِد، فَيُقبَضُ أَحَدُهما ويُترَكُ الآخَر. وتكونُ امرَأَتانِ تطحَنانِ معاً، فتُقبَضُ إِحداهما وتُترَكُ الأُخرى» فسأَلوه:«أَينَ، يا رَبّ؟» فقالَ لَهم: «حَيثُ تكونُ الجيفَة تَتجمَّعُ النُّسور».

 

الحكم على ايران بدفع 2,65 مليار دولار لعائلات جنود من المارينز قتلوا في لبنان 

 أ ف ب - 2007 / 9 / 7

 حكم قاض فدرالي اميركي الجمعة في واشنطن على ايران بدفع 2,65 مليار دولار كتعويض لعائلات 241 جنديا من المارينز قتلوا بتفجير المقر الذي كانوا فيه في بيروت عام 1983. وكان جنود المارينز قتلوا في الثالث والعشرين من تشرين الاول/اكتوبر 1983 في عملية تفجير شاحنة مفخخة ب19 طنا من المتفجرات استهدفت المقر العام للقوات الاميركية في بيروت في تلك الفترة. وتنسب السلطات الاميركية هذا الاعتداء لحزب الله المدعوم من ايران. وقال القاضي رويس لامبرث من المحكمة الفدرالية في واشنطن انه رغم مرور 20 عاما على الاعتداء "من الواضح حسب الشهادات ان العذابات الهائلة التي حصلت في ذلك النهار كانت لها آثار دائمة على المشتكين". وكان نحو الف من اقرباء جنود المارينز الذين قتلوا تقدموا بشكوى امام القضاء في اذار/مارس 2003 اكدوا فيها ان الجمهورية الاسلامية في ايران ووزارتي الاعلام والامن الايرانيتين "مسؤولة عن نتائج الاعتداء لانها قدمت المساعدة والدعم المادي الى حزب الله المنظمة الارهابية التي نفذت الاعتداء".

 

المجلس العالمي لثــــورة الأرز يحدد مواصفات الرئيس: معارض للاحتلال السوري-الإيراني ويتخذ القرارات الدولية

 بيروت - "السياسة":

وجه المجلس العالمي لثورة الأرز كتاباً مفتوحاً إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري وأعضاء المجلس حدد فيه مواصفات الرئيس المقبل للبنان وفيه: "لبنان, كمجتمعٍ متعدد الثقافات, ذو موقع فريد بوصفه الدولة الوحيدة في العالم العربي الشرق أوسطي الذي له دستور يضمن الحقوق والمبادئ الديموقراطية. هذه الحقوق الديموقراطية هي الآن في خطر شديد نتيجةً لسنواتٍ من الاحتلال الأجنبي, ووجود الميليشيات المسلحة والمنظمات الإرهابية التي تؤوي جماعات أقسَمَت على تدمير الديموقراطية. ولذلك فان على الرئيس المقبل للبنان أن يتقيَد بالمبادئ الآتية:

1- الرئيس المقبل للبنان, يجب أن يتم اختياره من بين أولئك الذين وضعوا أرواحهم على الخط وشاركوا في حمل ألوية ثورة الأرز في الرابع عشر من آذار/مارس 2005.

2- الرئيس المقبل للبنان, يجب أن يعلن, قبل الاختيار والترشيح, أنه نظيفٌ تماماً وبدون أية روابط مع النظامين السوري والإيراني, أو أيِ نظامٍ آخر; ويجب ألا يكون له أي تعامل مع عملائهم من المنظمات الإرهابية في لبنان.

3- الرئيس المقبل للبنان, يجب أن يُظهِر بوضوح, قبل الترشيح والانتخاب, معارضةً كلية للاحتلال السوري-الإيراني للبنان ويجب أن يكون مستعدا للدفاع عن لبنان مهما كان الثمن.

4- الرئيس المقبل للبنان, يجب أن يكون ملتزماً تماما بالتنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 1559 و1701 خلال مدة الرئاسة لستِ سنوات. وهكذا التزام يشمل نزع سلاح جميع الميليشيات والمنظمات الإرهابية على الأراضي اللبنانية. ومفاوضات نزع السلاح وشروطه تكون ضمن الأطر التي حددها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

5- الرئيس المقبل للبنان, يجب أن يقدم خطة لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1680 الذي سوف يؤسس نهائياً, بشكل دائم وفاعل ترسيم الحدود اللبنانية-السورية ويصر على تبادل سفراء لتمثيل كل بلد.

6- الرئيس المقبل للبنان, يجب أن يكون مستعداً لمتابعة المحكمة الدولية وضمان سير العدالة وتنفيذ الأحكام بحق أولئك الذين تثبت إدانتهم في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز.

 

الأكثرية طالبت بري بضمانات... ومصادر قريبة من صفير ل¯"السياسة": الفاتيكان لن يقبل بحصول فراغ رئاسي في لبنان يطيح بموقع المسيحيين الأول

 رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والوزيران نايلة معوض وجهاد أزعور وممثلي البنك الدولي لدى التوقيع على اتفاقيات هبات وقروض ميسرة للبنان (دالاتي ونهرا)/

فلسطينيات ممن تم اجلاؤهن إلى مخيم البداوي يطالبن الدولة باعادتهن إلى مخيم نهر البارد (أ ف ب) /

المرشح الديمقراطي للرئاسة الاميركية دنيس كوشينتش وإلى جانبه زوجته يصليان أمام قبر أحد ضحايا الحرب الإسرائيلية على لبنان العام الماضي (أ ب)/

بيروت - من عمر البردان:

في موازاة حركة الاتصالات الدولية الجارية في أكثر من عاصمة معنية بالملف اللبناني, بحثاً عن حل للاستحقاق الرئاسي الذي يشكل الشغل الشاغل للبنانيين, يتوقع أن تجتمع قوى 14 آذار في الساعات المقبلة بعد عودة رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري إلى بيروت للرد على مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري بشأن الانتخابات الرئاسية, في وقت علم أن وزير الخارجية الفرنسية برنارد كوشنير سيزور لبنان الخميس  المقبل لمتابعة وساطة بلاده لحل الأزمة, سيما وأن باريس أكدت دعمها لمبادرة بري وبما يساعد على إجراء الاستحقاق الرئاسي في موعده.

وفي هذا الإطار قالت أوساط حكومية إن الغالبية وإذا كانت لا تريد أن تتعامل بسلبية مع مبادرة بري إلى أنها لن تضع رقبتها على مقصلة المعارضة من خلال التسليم لها بالثلثين في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية, لأن الدستور يعطيها الحق في انتخاب الرئيس بالنصف زائد واحد إذا لم يحصل توافق على الرئيس العتيد.

وأشارت إلى أن فريق 8 آذار وخاصة رئيس المجلس النيابي مطالب بتقديم ضمانات للأكثرية إذا ما أعلنت عن استعدادها للتجاوب مع مبادرته لضمان حصول اتفاق سياسي للمرحلة المقبلة, وعندها لن يكون الرئيس الجديد للجمهورية موضع خلاف.

إلى ذلك, عكست مصادر قريبة من البطريركية المارونية في لبنان ارتياحاً لافتاً للمحادثات التي أجراها البطريرك نصر الله صفير في الفاتيكان وقالت ل¯"السياسة" أن أجواء الاجتماعات إيجابية وقد لمس الكاردينال اهتماماً من جانب الكرسي الرسولي بأهمية إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها لأنه من غير المسموح تهميش مقام الرئاسة الأولى وتغييب المسيحيين عن هذا الموقع.

من جهته رأى النائب بطرس حرب أن كلام النائب وليد جنبلاط ليس سلبياً بالمطلق, مبدياً تفهمه حول رفض جنبلاط البحث في قضية النصاب كشرط مسبق للبحث في التوافق. وإذا أيد حرب رفض رئيس "اللقاء الديموقراطي" رئيساً توافقياً لا رأي له ولا التزام بمفهوم بالقضايا الوطنية, شدد على التعامل بإيجابية مع المبادرة التي أطلقها الرئيس بري, معتبراً أن الشروط المسبقة قد تعطل هذه المبادرة.

وأوضح حرب أن العمل مع المبادرة قد يكون ممكناً وسهلاً لها إذا استطعنا نتيجة للبحث الذي سيحصل توضيح هذه المبادرة أولاً وإسقاط الشروط المسبقة ثانياً والسعي إلى التوافق على مواصفات الرئيس المقبل لأن المرحلة تستدعي رئيساً استثنائياً بحكم الظروف والمشكلات في البلد.

وكان رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون قد زار بصورة مفاجئة الرئيس بري وعقد معه اجتماعاً مطولاً تناول البحث آفاق المرحلة المقبلة في ضوء مبادرة رئيس المجلس, وأكد الجانبان في بيان مشترك اعتبار هذه المبادرة فرصة يجب عدم تفويتها لإنقاذ لبنان والخروج من الأزمة على قاعدة التوافق.

وقال النائب نبيل نقولا إن اللقاء الذي عقد بين بري وعون خلص إلى تثبيت الموقف من نصاب الثلثين والعودة إلى حكومة إنقاذ تكون صمام أمان للبنان إذا ما فشلت مبادرة الرئيس بري.

واعتبر النائب ياسين جابر أن مبادرة بري تكبر ككرة الثلج بمزيد من الترحيب المحلي والدولي, مطالباً الأكثرية بالاستجابة لهذه المبادرة لتنطلق عملية حوار جدي بهدف لم شمل الوحدة وتمرير الاستحقاق الرئاسي في وقته.

ولفت الناطق الإعلامي باسم "التيار الوطني الحر" آلان عون إلى أن النائب عون أكد خلال زيارته رئيس المجلس تسهيله مبادرة الأخير وتجاوبه معها, وهو يتمنى على الجميع القيام بالمثل والتوصل إلى توافق لأن "التيار" مقتنع بعدم استطاعة أي طرف بمفرده أن يحل مشكلة الرئاسة, بل الحل بالحوار حول هذا الملف, نافياً أن يكون النائب عون عرض مع بري مسألة وضع مهلة زمنية للمبادرة.

من جهته أعرب رئيس الجمهورية أميل لحود عن خشيته في أن تشهد منطقة الشرق الأوسط تطورات تسبق موعد المؤتمر من أجل السلام الذي يجري الإعداد له في الخريف المقبل, داعياً إلى ضرورة التنبه لما يمكن أن يحاك من مخططات لا تقود إلى السلام العادل والشامل والدائم الذي ترنو إليه شعوب دول المنطقة.

ونقل زوار لحود عنه أن إسرائيل تسعى لوضع هذا المؤتمر في خدمة أهدافها في المنطقة وهي لا تزال تتصرف على نحو يحقق لها مخططاتها, وقال: "إن العدوان الذي استهدف السيادة الجوية للجمهورية العربية السورية الشقيقة دليل على استمرار هذا التوجه الإسرائيلي الذي نشهد في لبنان امتداداً له لا سيما وأن إسرائيل ترفض حتى الساعة استكمال تنفيذ القرار 1701 من خلال امتناعها عن التزام وقف إطلاق النار وتمسكها ببند وقف العمليات العدائية فقط".

ورأى لحود, في هذه التطورات, محاولة لفرض أمر واقع معين يسبق الموعد المقترح للمؤتمر, الأمر الذي يوجب مواجهة لبنانية واحدة ترتكز على الوحدة الوطنية الداخلية التي تحمي لبنان وتمنع عنه أية خروقات تؤذي وفاقه الوطني ومسيرة السلم الأهلي فيه.

ودعا الدول التي يهمها تثبيت الأمن والاستقرار في دول المنطقة ومنها لبنان, إلى التدخل لوضع حد للممارسات الإسرائيلية العدائية كالتي تستهدف لبنان وسوريا على حد سواء, إذا كانت ترغب فعلاً لا قولاً, في إطلاق مسيرة السلام العادل والشامل من جديد.

 

 من أجل درء "الشر المستطير" أم من أجل ذر الرماد في العيون? 

مهى عون/اخذت مبادرة الرئيس بري, والتي اطلقها من مدينة بعلبك بمناسبة تغييب الامام موسى الصدر شكل قنبلة صوتية نسبة للصدى الذي احدثته على المستويين الشعبي, والاعلامي.والرئيس بري العليم, والقديم, والعارف, والمخضرم, والمتمرس, "والمكحكح" بالقضية اللبنانية يعرف جيدا من اين تؤكل الكتف, اي انه يعرف تماما الوقت والساعة المناسبتين لاطلاق اي تصريح , او مبادرة. ومساعيه, والتي يريدها دائما متصفة بالترفع عن المصالح الفئوية الضيقة, وطروحاته والتي خبرناها طوال فترات الحوار والتشاور ليست بالبعيدة عن شكل مبادرته الاخيرة ان من ناحية التدخل عند وصول جميع المبادرات الاخرى الى الحائط المسدود, وان من ناحية النتائج والتي لا تتعدى الدوران في حلقات مفرغة. هذا مع العلم ان مبادرة من هذا النوع وفي هذا الوقت بالذات تخدم هدف تقطيع الوقت, بانتظار مستجدات ومتغيرات, من نوع الصفقات الدولية او الاقليمية, والتي قد تكون ارتداداتها, كما يامل حلفاء سورية في لبنان, في تغير اطر المعادلة اللبنانية, على امل تغليب فريق »8اذار«, والاتيان برئيس تابع لهم . ومبادرة الرئيس بري اليوم كما مبادراته المعهودة, تصب في خانة واحدة الا وهي التشاطر والتذاكي على الفريق الاخر عن طريق نية رمي الكرة في ملعبه, من اجل تحميله لاحقا مسؤولية خطايا التعطيل او فشل المبادرة.

والملفت هو تزامن اعلانه التخلي عن مطلب "حكومة الوحدة الوطنية" مباشرة بعد اعلان حلفائه في حزب الله,عن تاكيدهم على هذا المطلب "ولو بربع ساعة قبل انتخابات الرئاسة". وقد لا يكون هذا التزامن من باب الصدفة ,بل قد يكون من باب اعلاء شان مبادرة الرئيس بري,عن طريق الترويج الاعلامي لصدق نواياه وترفعه عن المطالب الفئوية حتى ولو كانت محقة, من اجل المصلحة العامة, "ومصلحة الوطن" بالدرجة الاولى.

الا ان مبادرته هذه المرة,وبالرغم من صداها المدوي, من التوقع ان يهمد ضجيحها بعد فترة, وللاسباب التالية:

اولا: جاءت في ظل الخيم المضروبة في ساحة رياض الصلح, والضاربة طولا وعرضا بمصالح ومستقبل المستثمرين ومالكي العقارات والمتاجر في الاسواق التجارية.. اذ كان الاحرى "بالاستاذ", وحتى تكتسب مبادرته المصداقية اللازمة السعي اولا لرفع هذا الغبن وهذا التعدي على مصالح الناس وارزاقهم. عندها ربما كان اخذ المواطن مبادرته على محمل الجد, وامن بصدق نوياه.

ثانيا: وربما كان الاجدر بالنبيه ان يتنبه قبل التهديد "بالشر المستطير" الى ضرورة فتح ابواب مجلس النواب حتى تاخذ مبادرته حينها كل ابعادها الوطنية, فيطلقها من هناك من اعلى منبر في الدولة, كرئيس لمجلس الشعب, بدل ان يطلقها كرئيس لحركة امل ومن على منبر عائد لهذه الحركة.

ثالثا: يعرف "النبيه" جيدا ان المطالبة بقيام "حكومة اتحاد وطني" اصبح كردية حكاية "ابريق الزيت", كونها استنفدت كل مقوماتها ولم تفلح الى شيء, لذا انتقى جيدا هذا التوقيت ليطلق قنبلته الصوتية, اي تخليه عن هذا المطلب مقابل الاتفاق على اسم رئيس للجمهورية, ان هذا المطلب كمطلب الوحدة الوطنية هو من سابع المستحيلات كونه سوف يصطدم بموقف الفريقين.ففريق »8 اذار« لن يقبل طبعا برئيس من »14 اذار« على ان يقبل ربما برئيس يسميه توافقي اي من دون طعم ولا لون, الامر الذي سوف يرفضه حتما فريق »14 اذار« المتمسك بالتزام رئيس الجمهورية المقبل بمبادئ وقيم هذا التجمع. اذا مع كون هذا الاحتمال واردا ومعلوكا ومتداولا على مدار الساعة على كل الالسن, وعبر وسائل الاعلام كافة, قد يبادر الى الذهن سؤال وهو حول دوافع واهداف "النبيه "من وراء طرح مبادرة, مع يقينه وهو العالم بالامور وخفايا الامور,باحتمال انهيارها كما انهارت كل الامال التي عقدها في الماضي اللبنانيون على ما سمي حينها ب¯"طاولات الحوار والتشاور". وجملة من الاسئلة حول اهداف التهديد "بالشر المستطير" في حال توقع فشل الاتفاق الفريقين على رئيس وسط, اي خارج التجمعين, اي رئيس قد لا يكون اليوم له اي ميل محدد, ولكنه سوف يتضح مستقبلا انه من فريق »8 اذار« اي تابع للنظام السوري مثل اميل لحود.

قد يكون الجواب على هذه الاسئلة في نهج المثابرة على ممارسة نمط سياسة العصى والجزرة, او سياسة الترغيب والتهديد, اي اما رئيس توافقي واما "الشر المستطير", وهو تصرف لطالما انتهجه وعودنا عليها النظام السوري خلال حقبة الاحتلال المشؤومة. فهل يعود اليوم الرئيس بري, وتحت تاثير وحي "شقيق" الى الممارسة نفسها?

* باحثة سياسية لبنانية

 

البابا للبطريرك: أصلّي ليكون عندكم رئيس جديد في الموعد الدستوري

كوشنير يعود الخميس وعون يزور بري فجأة

جنبلاط يرفض منفرداً مع نوابه "ثلثي التعطيل"

النهار/بدا واضحاً امس ان المرحلة الفاصلة عن 25 ايلول، الموعد الذي النهار/حدده رئيس مجلس النواب نبيه بري لانعقاد مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية، ستشهد مزيدا من التحركات والتفاعلات قبل ان تستقر على المواقف النهائية من المبادرة التي اطلقها بري من حيث آلية نصاب جلسة الانتخاب والتوافق على الرئيس الجديد.

ففيما تترقب الاوساط السياسية نتائج اللقاءات التي يعقدها البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في الفاتيكان، سجل في بيروت مساء امس تطوران بارزان تمثلا في تحديد رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط موقفا تجاوز فيه التحفظ عن مبادرة بري الى رفضها، فيما كان العماد ميشال عون يزور عين التينة فجأة وللمرة الاولى ليعقد خلوة طويلة مع رئيس المجلس اكتسبت دلالة واعطيت تفسيرات مختلفة.

جنبلاط

وشكلت مواقف جنبلاط التي اعلنها في حديثه الى برنامج "كلام الناس" من "المؤسسة اللبنانية للارسال" التحفظ البارز الثاني لركن اساسي في قوى 14 آذار بعد التحفظات التي سبق لرئيس الهيئة التنفيذية لـ"القوات اللبنانية" سمير جعجع ان ابداها قبل يومين. لكن جنبلاط ذهب ابعد من جعجع في تلميحه للمرة الاولى الى رغبته في التحفظ عن موقف حلفائه في قوى 14 آذار ان هم رأوا مماشاة مبادرة بري لمعطيات تتصل بالتسوية السياسية. وركز موقفه الجوهري على رفض التزام نصاب الثلثين الذي وصفه بانه "تعطيل مجلس النواب بعد الثلث المعطل للحكومة"، في اشارة الى ان بري يطرح ضمنا حصول المعارضة على الثلثين المعطلين للمجلس اسوة بالثلث المعطل للحكومة.

وأوضح انه يتحدث باسمه الشخصي كرئيس للحزب التقدمي الاشتراكي و"اللقاء الديموقراطي"، ملاحظا ان بري "يدعونا الى جلسة في 25 ايلول ويلزمنا نصاب الثلثين" وميّز بين غالبية الثلثين التي تنص عليها المادة 79 من الدستور الملزمة لتعديل الدستور والمادة 49 التي تترك موضوع النصاب غامضا، ورأى ان ذلك يوجب الاخذ بالغالبية العادية وفقا للمادة 34 من الدستور. واضاف ان "بري يريد اسقاط حقي في المادة 73 التي تفرض على مجلس النواب الالتئام حكما في الايام العشرة الاخيرة من المهلة الدستورية ويطلب مني ان اسقط حقي الشرعي كأكثرية وان التزم تفسيره للمادة 49. اما في السياسة فهو يطلب مني ثلثي التعطيل في المجلس كما طلب الثلث المعطل للحكومة ثم يقول بوضوح خير البر عاجله لانهاء الاعتصام ووأد الفتنة وابعاد الشر المستطير المتربص بالايام العشرة الاخيرة، كأنه يملك معلومات او يتنبأ بأن شيئاً ما سيحدث من اغتيال او شغب او تظاهرات او فوضى لمنعنا من استعمال حقنا الدستوري في انتخاب الرئيس الذي نريده". واعلن جنبلاط انه يريد انتخاب رئيس يلتزم ما نادت به جماهير 14 آذار منذ ثلاث سنوات من حرية وسيادة واستقلال وعدالة ولا يقبل بتسوية على حساب هذه المبادئ ولا يقبل برئيس يقبل بعودة الوصاية والطعن في القرارات الدولية. واذ اكد ان اجتماعاً سيعقد لقوى 14 آذار بعد عودة النائب سعد الحريري قريباً الى بيروت، قال: "لي الحق في التحفظ كرئيس للحزب التقدمي الاشتراكي، فاذا حصل توافق لن نقف في وجهه ونحن ستة نواب" (وسمى اكرم شهيب وغازي العريضي وعلاء الدين ترو ووائل ابو فاعور وايمن شقير). وافاد انه لن يقبل رئيساً توافقياً ولن يخربط الانتظام العام اذا كانت لدى حلفائه معطيات تفرض تسوية ما. وشدد على انه يريد رئيساً من قوى 14 آذار.

عون

في غضون ذلك، وصل العماد عون فجأة الى عين التينة، فيما كان بعض المعلومات يشير الى احتمال انتقاله من ستراسبور الى الفاتيكان. وعقد لقاء طويل ضم بري وعون في حضور النائب علي حسن خليل والدكتور محمود بري ومسؤول العلاقات السياسية في "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، وتخلله عشاء. وصدر بيان عن المجتمعين جاء فيه ان "البحث تناول آفاق المرحلة المقبلة على ضوء المبادرة التي اطلقها الرئيس بري وان الجانبين اكدا اعتبارها فرصة يجب عدم تفويتها لانقاذ لبنان والخروج من الازمة على قاعدة التوافق".

وفي غضون ذلك، افادت معلومات ان النائب الحريري سيعود الى بيروت في الايام القريبة وان لا صحة للمعلومات التي ترددت عن زيارة سيقوم بها لروما للقاء البطريرك صفير، بل انه سيزور صفير في بكركي بعد عودة البطريرك الى لبنان. وقالت معلومات اخرى ان أي اتصال لم يجر بين الحريري وبري كما قالت مصادر صحافية.

البابا والبطريرك

ومن حبيب شلوق في الفاتيكان، ان البابا بينيديكتوس السادس عشر خاطب البطريرك صفير خلال لقاء قصير معه أمس قائلا: "أصلي من أجل لبنان ومن أجل ان يكون عندكم رئيس جديد في الموعد الدستوري المحدد". وردد البابا هذه العبارة امام المشاركين في مؤتمر المرشدية الكاثوليكية العالمية للسجون في المقر البابوي الصيفي في كاستل غوندولفو على هامش المؤتمر. وعلمت "النهار" ان اللقاء السريع للبابا وصفير كان تمهيدا للقاء آخر سيجمعهما في الايام القريبة بعدما وضعت خطوطه العريضة خلال المحادثات التي أجراها صفير مع أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال ترشيزيو برتوني الاربعاء.

وقال البطريرك صفير لـ"النهار" ان لقاءه الموفد الفرنسي جان – كلود كوسران مساء الاربعاء كان "جيدا جدا"، وأنه لمس من الموفد الفرنسي "ارتياحا الى ان الامور تتحسن وأن كوسران يأمل في ان تتحلحل الامور أكثر".

كوشنير

وفي هذا السياق قال مراسل "النهار" في باريس ان وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير سيبدأ الاثنين المقبل جولة في المنطقة تشمل الاراضي الفلسطينية والاردن ومصر، ثم يصل الخميس المقبل الى بيروت لمعاودة اتصالاته مع الافرقاء اللبنانيين في اطار المبادرة الفرنسية.

وكانت الرئاسة الفرنسية أثنت امس على مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري بعدما سبق لوزارة الخارجية الفرنسية ان رحبت بها. وعلق الناطق الرئاسي الفرنسي دافيد مارتينون في مؤتمره الصحافي الاسبوعي على المبادرة قائلا: "ان كل ما يساهم في الحوار الوطني اللبناني ايجابي"، مشيرا الى أن باريس "تدعم الحوار اللبناني". ووصف كل ما يساعد على انجاز الاستحقاق الرئاسي بأنه "أكثر من ايجابي"، موضحا ان اجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية ضمن احترام الدستور "هو اولوية بالنسبة الى فرنسا مما يفسر ترحيبنا بمبادرة الرئيس بري ودعمنا لها". ونوّه مارتينون بمبادرة كوشنير والمهمة التي اوكلها الى كوسران الذي يتابع اتصالاته مع الافرقاء اللبنانيين والاقليميين والدوليين لتسهيل الحوار بين اللبنانيين واجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها وضمن الدستور. وشدد على انه "يعود الى اللبنانيين وحدهم التحاور في ما بينهم للتوصل الى اتفاق". لكنه رفض الاجابة عن سؤال عما اذا كانت باريس تنصح قوى 14 آذار بقبول مبادرة بري والتعامل معها ايجاباً.

الى ذلك، رحب مارتينون بانتصار الجيش اللبناني على "ارهابيي فتح الاسلام" ووصفه بأنه "خطوة اساسية" في المعركة التي يشنها اللبنانيون لبسط سلطة الدولة على مجمل اراضيها، مشدداً على انها "معركة اساسية وتلاقي دعماً فرنسياً".

 

سامي الجميل: ثوابت الكتائب هي العمل لحماية لبنان وسيادته واستقلاله وحريته

وكالات/اعتبر رئيس مجلس الشباب في حزب "الكتائب" سامي الجميل مؤتمر "التجدد" الذي سيعقد في 14/15 و16 كانون الاول 2007، "سيكون حملة تجدد سياسي وتنظيمي وسيعيد للكتائب صيغته السابقة والذي كان يعمل لاجله اخي بيار".  الجميل ولدى زيارته اقليم بعبدا الكتائبي بدعوة من رئيس الاقليم ناجي بطرس واللجنة التنفيذية، في حضور عضو المكتب السياسي ايلي نصار، رئيس مصلحة الحشد منير الديك ورؤساء الاقسام الكتائبية في الاقليم، اكد على "ثوابت ثلاث في الكتائب وهي عناوين معركتنا للمرحلة المقبلة وهي العمل لحماية لبنان وسيادته واستقلاله وحريته".  كما شدد على "الوجود المسيحي الحر الذي كانت الكتائب تدافع عنه في السابق وفي المستقبل".

 واضاف: "سنعمل على اعادة المسيحيين الى مؤسسات الدولة وتساوي حقوقهم مع غيرهم على المستوى العملي، وسنبدا باستعادة القرار المسيحي ابتداء من رئاسة الجمهورية. فنحن نريد رئيسا له جذور مسيحية قاتلت في معارك الشرق وسقط من حوله الشهداء وعايش المسيحيين همومهم، ملتزما بسيادة لبنان واستقلاله وحريته، كما نريد رئيسا لا يعطينا الحلول المؤقتة او التسويات، نريد رئيسا يحل المشكلات لا يؤجلها ونريد قانون انتخابات عادل".  ثم تحدث عن الحداثة في حزب الكتائب "وعدم اللجوء الى الواسطة عندما نريد ان نأخذ حقنا في اي مؤسسة من الدولة كصندوق المهجرين والضمان الاجتماعي وغيره".  واشار الى "ان مشروعنا المستقبلي هو الحداثة الاقتصادية ويبدأ الاصلاح الاقتصادي باللامركزية، لاننا ندفع الضرائب عن غيرنا ونستطيع ان نقيم المشاريع من خلال هذه الضرائب في مناطقنا". واعلن ان هذه العناوين الكبيرة ستطرح في هذا المؤتمر التجدد.

 

الرئيس السنيورة تباحث وموسى هاتفيا في مؤتمر اعادة اعمار البارد

وترأس اجتماعا للجنة متابعة اصلاح الكهرباء والتقى سامي الخطيب

وطنية- 7/9/2007 (سياسة) تلقى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ظهر اليوم اتصالا هاتفيا من الامين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عمرو موسى تم خلاله التباحث في موضوع مؤتمر الدول المانحة الذي سيعقد يوم الاثنين المقبل في السراي الكبير لاعادة اعمار مخيم نهر البارد.

لجنة الكهرباء

وكان الرئيس السنيورة ترأس اجتماعا للجنة المكلفة متابعة اصلاح الكهرباء حضره: وزير المال جهاد ازعور، الامين العام للمجلس الاعلى للخصخصة زياد حايك، رئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر، رئيس مجلس ادارة كهرباء لبنان كمال حايك ومستشار الوزير الصفدي رياض شديد. وتناول البحث اوضاع الكهرباء والامور المتعلقة بإصلاح الانتاج والتوزيع والنقل.

الخطيب

واستقبل الرئيس السنيورة النائب السابق سامي الخطيب وعرض معه الاوضاع العامة.

 

استجواب 16 موقوفا في ملف نهر البارد

وطنية -7/9/2007 (قضاء) يتابع قاضي التحقيق العدلي في احداث نهر البارد القاضي غسان عويدات تحقيقاته اليوم فاستجوب 16 موقوفا مدعى عليهم.

 

العثور على 4 حشوات قذيفة "ب 7" في عكار غير معدة للتفجير

وطنية -7/9/2007 (امن) افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" في عكار ميشال حلاق ان المواطنين عثروا على جانب الطريق العام قرب مفرق بلدة دير دلوم على علبة حديد وفي داخلها 4 حشوات قذيفة "ب 7" غير معدة للتفجير. وقد ابلغوا قوى الامن التي تولت معاينة العلبة والمكان التي القيت فيه والكشف عليها، ومن ثم تم تسليمها الى سرية الهندسة في الجيش اللبناني

 

الاحرار : نرفض فكرة الرئيس التسوية أو حل المشكلة لانه يصبح شاهد زور وسلبيات انتخابه مساوية للفراغ

وطنية - 7/9/2007 (سياسة) عقد المجلس الاعلى لحزب الوطنيين الأحرار اجتماعه الاسبوعي برئاسة نائب الرئيس روبير الخوري وحضور الاعضاء, وصدر بعد الاجتماع البيان الآتي: "نرى من الممكن التأسيس على الموقف الذي اطلقه، الاسبوع الماضي من بعلبك، رئيس مجلس النواب نبيه بري في موضوع الاستحقاق الرئاسي وبلورته مبادرة حقيقية من طريق الحوار بين القيادات السياسية المعنية, الا اننا ندلي في صدده بما يأتي:

1 - نرفض فكرة الرئيس التسوية او حل المشكلة لأنه يصبح حتما شاهد زور وحسب، فتكون سلبيات انتخابه مساوية لفراغ سدة الرئاسة التي تزداد تهميشا، ومعها ليس فقط من يشاركون عبرها مواطنيهم في ادارة شؤون الدولة، انما ايضا كل اللبنانيين وخصوصا السياديين منهم المتعلقون بالكيان وبالخصوصية والرسالة.

2 - نتحفظ عن شعار "رئيس يمثل كل اللبنانيين" لأنه، من جهة، يفترض بالرئيس المنتخب, ولو بأكثرية صوت واحد,ان يكون ممثلا لكل المواطنين وهو بحسب الدستور رمز وحدة الوطن. ومن جهة اخرى يتم، تحت غطاء هذه المقولة، تشريع التعطيل فتكون المعارضة، التي تتباهى بتضحيتها بمطلب تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ولو في نصف الساعة الاخير قبل الاستحقاق، وسعت هامش التعطيل لديها ورفعته من مستوى الحكومة الى انتخاب رئيس الجمهورية، وفق المعادلة: إما رئيس يحظى برضى المحور السوري - الايراني وإما تعطيل النصاب فالفراغ.

3 - نجدد اقتناعنا بان الرئيس العتيد يجب ان يكون، اليوم اكثر من الماضي، سياديا يعمل على الدفاع عن كيان الوطن وسيادته واستقلاله وقراره الحر، وأن يزيل آثار فترة الهيمنة والتبعية التي فرضت على الوطن لأكثر من ثلاثة عقود. وهو يتمتع من اجل ذلك بما يشبه خارطة الطريق، انطلاقا من الدستور واتفاق الطائف والقرارات الدولية السياسية او الشعارات الفارغة.

ونكرر القول إن في ما سميناها خريطة الطريق ما يرضي الافرقاء كافة من لبنانيين وغير لبنانيين اذا صفت نياتهم، وسلموا بلبنان الوطن السيد الحر المستقل صاحب الخصوصية والرسالة، وارتضوا التعاطي معه على هذا الاساس".

4- نعتبر انجاز الاستحقاق وانجاحه خطا احمر وحيدا وان من يناور ويلجأ الى الذرائع لتعطيل النصاب يتحمل مسؤولية قراره. لذا نهيب بالنواب استلهام ضميرهم الوطني والتزام واجباتهم والمشاركة في انتخاب رئيس جديد على اساس ما تقدم من مبادىء. اما اذا ظلت الخطة التي يشرف على تنفيذها المحور الاقليمي سارية المفعول، خدمة لمصالح سوريا وايران، وعزمهما ابقاء لبنان ساحة لتعزيز مواقفهما في مواجهة المجتمع الدولي، وخصوصا بالنسبة الى المحكمة ذات الطابع الدولي والى الملف النووي، فإن انتخاب الرئيس الجديد بالأكثرية المطلقة يصبح مفروضا وملزما لتفادي الفراغ الذي يبقى الشر الاعظم في موازاة الاخطار التي يلوح بها الانقلابيون.

5- ننظر الى الدعوة التي وجهها رئيس البرلمان الى النواب لعقد جلسة انتخاب في الخامس والشعرين من الحالي، على انها تندرج ضمن المهل التي يجب مراعاتها، والتي اراد بها ايضا اضفاء صدقية لما سبق ووعد به منذ بعض الوقت وقد وفى بوعده. وننتظر، لمزيد من الصدقية، ان تشارك كتلته في جلسة الخامس والعشرين حفاظا على الدستور والقوانين المرعية التي تحكم عمل النائب. كذلك نضم صوتنا الى القائلين بضرورة عودة الوزراء المستقيلين الذين لم يعودوا بعد عن استقالاتهم، الى كنف مؤسسة مجلس الوزراء مما يضفي زخما اكيدا على الحل المنشود".

6- نجدد التعبير عن فخرنا واعتزازنا بانتصار الجيش على المجموعة الارهابية في مخيم نهر البارد، ونهنئه قيادة وضباطا وافرادا على ذلك. ونتقدم بأحر التعازي واصدقها من اهالي الشهداء الابطال، آملين في ان تكون دماؤهم قد رسخت دعائم استقلال لبنان ووحدته وأمنه واستقراره. كما نتمنى الشفاء العاجل للجرحى ليكونوا شاهدا على البطولات والتضحيات، وحافزا على العمل لتأمين كل حاجات القوى المسلحة وتوفير الدعم المادي والمعنوي لها".

 

مفتي الجمهورية حذر من تعطيل الانتخابات الرئاسية تحت ستار التوافق

اللجوء لحكومة ثانية ضربة قاضية في مصارعة الوطن وأداة لمشروع خارجي

وطنية - 7/9/2007 (سياسة) حذر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني، في تصريح اليوم، من "تعطيل الانتخابات الرئاسية تحت ستار التوافق الذي ينبغي أن لا يكون مشروطا في مقابل تعطيل النصاب والنزول إلى الشارع، والتهديد الذي لا يؤدي إلا المزيد من التعقيد في وجه الحلول".

وجدد مفتي الجمهورية الدعوة إلى "إجراء انتخاب رئيس الجمهورية في موعده الدستوري ومشاركة جميع النواب في هذا الاستحقاق المصيري في الحياة السياسية اللبنانية". ورأى "أن الآمال معقودة على وعي الحكماء من اللبنانيين لانتخاب رئيسٍ للجمهورية يعمل لتحقيق المصلحة اللبنانية العليا، وتعزيز مسيرة الوحدة الوطنية اللبنانية الجديدة بعد جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ويلتف حوله اللبنانيون لإنقاذ لبنان نهائيا من الصراعات الداخلية التي تشوه سمعته في الخارج، وتشتت أبناءه في الداخل". ونبه من "خطورة اللجوء إلى حكومة ثانية بديلة عن الحكومة الشرعية الحالية برئاسة فؤاد السنيورة، لأنها ستكون الضربة القاضية في مصارعة الوطن، وتكون في نفس الوقت أداة للمشروعات الخارجية في تقسيم لبنان الذي سنتصدى لتحدياته". واستهجن ما صدر عن وكالة "مهر" للانباء الايرانية من أخبار ملفقة بحق سفير المملكة العربية السعودية في لبنان عبد العزيز خوجة بالتخطيط لاغتيال الامين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله، واعتبر "أن هذا الخبر الكاذب هو تحريض على الفتنة المذهبية بين المسلمين، ويخدم العدو الصهيوني لتحقيق مآربه في تمزيق المسلمين". وقال: "إن المملكة العربية السعودية هي فوق كل المؤامرات والأكاذيب التي يروج لها في أقبية التضليل السياسي، لاغتيال دورها الأمين على العرب والمسلمين في العالم".

 

جعجع التقى سفيراليونان ورئيس جامعة الكسليك ووفدا من جديدة غزير

النائب حرب: لا امكانية لتعديل الدستور في ظل الجو القائم حاليا الرئيس التوافقي من يحمل مشروع توحيد البلد وثوابت تحمي سيادته

وطنية- 7/9/2007 (سياسة) التقى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع، في معراب، النائب بطرس حرب الذي وصف الزيارة ب"التشاورية في ظل المرحلة التي نمر بها، ولطرح التفاصيل التي اطلعت عليها من خلال مواكبتي لمبادرة الرئيس بري، في مسألة ايجاد مخرج للاتفاق على الاستحقاق الرئاسي".

واشار النائب حرب الى "أهمية لقائه المفيد بالدكتور جعجع"، لافتا الى "أننا جميعنا مصممون على ايجاد المخارج لإجراء الاستحقاق في موعده ضمن المهلة الدستورية التي حددها الدستور، وبالتالي التوصل الى الاتفاق على رئيس يحمل في شخصه وتاريخه وتصوره المبادىء التي تريح كل اللبنانيين، والتي يمكن الاتكال عليها لتصور مشروع إعادة بناء الدولة الحديثة الديمقراطية في اطار دولة ذات سيادة واستقلال كاملين".

وعن تحديد قوى 14 آذار للقاء تدرس فيه مبادرة الرئيس بري وعن تفسيرهم للرئيس التوافقي، كشف النائب حرب عن "اتصالات تجري تحضيرا لهذا الاجتماع الذي سيحصل في وقت قريب على خلفية تعيين الرئيس بري لجلسة الانتخاب في 25 أيلول الجاري". وقال: "اننا نرى في الرئيس التوافقي شخصية توحي الثقة وتتمتع بصفات تؤهلها لقيادة مسيرة اعادة بناء الدولة وتكريس استقلال لبنان وسيادته في هذه المرحلة الدقيقة التي ترفض فيها رؤوساء عاديين يصلحون لإدارة دولة في ظروف عادية". وعما اذا كانت هذه الصفات تتوفر في النائب العماد ميشال عون، رأى النائب حرب "أن العماد عون مرشح للرئاسة وله مشروعه ومن حقه ان يطرح نفسه رئيسا توافقيا"، موضحا صفات الرئيس التوافقي الذي "يتمتع بقدرة التحاور والانفتاح على كل الناس، الى قدرته في ممارسة صلاحياته في جمع كل الفئات حول مشروع وطني حين يتولى مسؤولية الرئاسة".

وعن كلام النائب وليد جنبلاط الذي اوحى خلاله عن وجود فئة من قوى 14 آذار لا ترحب بمبادرة الرئيس بري، أعلن النائب حرب "أنه فهم من النائب جنبلاط انه لا أحد يمانع من التعامل مع طرح الرئيس بري بصورة ايجابية ولكن ليس بشكل اعمى"، معتبرا "اننا نطرح التوصل الى توافق انما ليس "على شو ما كان"، بل على رئيس صالح في المرحلة المقبلة"، شارحا معنى الرئيس التوافقي الذي "لا يعني الا موقف ولا مشروع ولا تصور له، بل يحمل معه مشروع إعادة توحيد البلد ومبادىء وثوابت تحمي سيادته واستقلاله ومستقبله، وانطلاقا من هنا يمكن التوافق"، وجدد "التأكيد على رفضهم التوافق على مجهول"، معربا عن "تفهمه لتحفظ جنبلاط في هذا السياق". وعن تهديد المعارضة بالأسوأ اذا لم يتم التوصل الى رئيس توافقي، شدد على "ان الخاسر الأكبر في هذه الحالة سيكون لبنان وكل اللبنانيين، وان القضية أهم من 8 و14 آذار لأنها تتعلق بمستقبل البلد"، معربا عن "جهدهم في السعي لتفادي انفلات الامور وللوصول الى مرحلة يمكن اجراء فيها الانتخابات الرئاسية". وعما اذا كانت عودة الوزير الفرنسي برنار كوشنير الى لبنان تتعلق بمبادرة الرئيس بري، رحب النائب حرب بزيارته "التي لم يطلع بعد على حيثياتها"، مثنيا على "مبادرته الايجابية والدولة الفرنسية في مساعدة اللبنانيين على الالتفاف".

ونفى ردا على سؤال "امكانية تعديل الدستور في ظل الخلاف على الحكومة والجو القائم في البلاد"، معللا موقفه بشرح قانوني مفصل يمنع القيام بهذه الخطوة.

وختم النائب حرب متمنيا "نجاح الاتصالات الجارية في تأمين نصاب الثلثين وان ننتخب رئيسا للجمهورية في 25 ايلول الجاري، ولكن اذا استدعت الظروف الحالية تأجيل هذا الموعد لبضعة ايام لمتابعة الاتصالات في تسهيل انتخاب رئيس جديد في جو التوافق الذي يطرحه الرئيس بري، فليس من كارثة".

سفير اليونان

وكان جعجع قد استقبل السفير اليوناني كالوجيرو بولوس بانوس، في حضور مسؤول العلاقات الخارجية في "القوات اللبنانية" المحامي جوزيف نعمة، وقد وضع السفير اليوناني زيارته في إطار لقاءاته مع كل الأفرقاء السياسيين قبيل موعد الاستحقاق الرئاسي "للاطلاع على رؤيتهم لبعض المسائل المطروحة اليوم على الساحة السياسية فضلا عن مبادرة الرئيس بري". وأعلن "أن موقف اليونان، كما موقف كل الدول الصديقة للبنان، يؤيد اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري لانقاذ هذا البلد الذي تربطنا به علاقات تاريخية تساهم في اخراجه من ازمته الحالية نحو الاستقرار".

الاب محفوظ

كما التقى جعجع رئيس جامعة الروح القدس- الكسليك الأب الدكتور هادي محفوظ، يرافقه الأب أيوب شهوان، الدكتورة ليلى جعجع والدكتور نعيم عويني، في حضور النائب أنطوان زهرا.

وفد جديدة غزير

واستقبل جعجع وفدا من بلدة جديدة غزير، في حضور منسق منطقة كسروان في "القوات اللبنانية" زياد معلوف.

 

أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 7 ايلول 2007

البيرق

لم يتحدد بعد موعد جولة جديدة من المفاوضات بين جهتين فاعلتين اقليميا ودوليا بانتظار تقرير يكتسب اهمية استراتيجية .

الشرق

نائب سابق توقع ارجاء الاكثرية ردها على مبادرة الرئيس بري الى ما بعد عودة البطريرك صفير الى بيروت حيث لا بد وان يتم استمزاج رأيه والاطلاع على معلوماته في ضوء ما حفلت به لقاءاته في الفاتيكان .

مصدر وزاري كشف عن اتصالات مع دول عربية سبق لها ان اكدت استعدادها لتوفير المتطلبات المالية للمحكمة الدولية .

البلد

قال متطلعون ان مبادرة الرئيس بري كانت معروفة ووصلت تفاصيلها الى البطريرك واركان 14 آذار قبل نحو عشرة ايام من اعلانها .

سفير غربي يسأل عن الأسباب التي حالت وتحول دون تأليف لجنة تحقيق عليا في حرب تموز من العام الماضي ولجنة مماثلة في حرم مخيم نهر البارد كما جرى ويجري في اسرائيل .

نائب في كتلة اللقاء الديمقراطي يقاطع اجتماعات الكتلة منذ مدة قرر البقاء في الخارج الى ما بعد انتخاب رئيس الجمهورية الجديد .

النهار

تتابع سفارات عربية وأجنبية معنية باهتمام مصير شبكة الاتصالات التي أقامها "حزب الله" في المناطق اللبنانية الخاضعة لسيطرته.

 

فوجئ قيادي في تيار سياسي بارز بصاحبة مطعم في بيروت تقول له: "انا والدي "بسيْن" ولا قدرة لنا على استقبال كبار بمستواكم" وتبين انها ابنة أحد نواب عاليه.

نقل عن سفير عربي معروف بكلامه اللاذع قوله انه كان يتمنى لو ان عدد انجازات العهد الحالي كان يفوق عدد الاغتيالات والجنازات.

السفير

فشلت الاتصالات لعقد لقاء مسيحي موسع على غرار "لقاء معراب" بسبب اعتذار أكثر من شخصية عن الحضور.

يعد عدد من النواب رسالة الى رئيس مجلس النواب نبيه بري تطالبه بالعمل على تأمين الطرق الى مجلس النواب وإزالة الاعتصام في الوسط التجاري.

عقد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لقاءات خلال زيارته القصيرة الى روما بقيت بعيدة عن الاضواء، ولم يعلن عنها رسمياً.

وضع مرجع كبير "فيتو" على مرشح رئاسي، وطالب فريقاً سياسياً بتأييده في هذه الخطوة.

المستقبل

علم ان الجيش اللبناني قبض على أحد مسلحي فتح الاسلام الفارين على حاجزه قرب نهر الكلب يوم الأحد الماضي بمؤازرة المواطنين المارين في سياراتهم المنتظرة قرب الحاجز.

خضع عدد من الكوادر في تيار "معارض" لدورات تدريب سياسي في سوريا خلال الاشهر الثلاثة الماضية.

قالت أوساط ديبلوماسية غربية ان الاهتمام الدولي بموضوع الرئاسة في لبنان ينصب في هذه المرحلة على مهمة العناصر التي ستكون محور تفاهم ايراني مع سوريا.

اللواء

زارت شخصية مدنية من الفئة الأولى مسؤولاً حزبياً رفيعاً، في إطار عرض برنامجها الرئاسي، إذا اتخذ قرار بتعديل الدستور!

تحدثت أوساط مطلعة في بيروت عن مجموعة من اللقاءات السرية بين شخصيات على جانب الزيارات الرسمية لروما··

تتناقل الصالونات السياسية والإعلامية روايات متباينة عن سيناريوات التسوية - التي أدت إلى تنظيم "الهروب الإنتحاري" من مخيم البارد!

الأخبار

*استقبل وزير العدل شارل رزق وفد المحامين عن الضباط الأربعة وزوجة اللواء علي الحاج وذلك بحضور القاضي شكري صادر، لكنه فضل أن يكون اللقاء في منزله، رافضاً حضور وسائل الإعلام. ولما حاول إعلاميون، علموا بخبر الاجتماع، الوصول إلى منزله أبعدهم رجال الأمن الخاص به. وفي اللقاء تحدث رزق عن الوضع الصعب لفريق القضاء اللبناني، وقال لزواره إن من الأفضل التعامل مع القضاة الدوليين، آملاً أن تحل المسائل مع نقل الملفات إلى المحكمة الدولية والمدعي العام الدولي الجديد. لكن الوفد لفت الانتباه إلى أنه لا يجوز إبقاء الموقوفين قيد الاعتقال كل هذه المدة، ووافقهم الرأي القاضي صادر الذي شدد على ضرورة البتّ بالأمر في أسرع وقت ممكن.

*توقّعت مصادر مطلعة أن تكون عودة رئيس كتلة المستقبل النيابية سعد الحريري الى بيروت نهاية الأسبوع الجاري مناسبة لتحريك الركود الذي تعيشه ساحة الأكثرية في ظل ردود الفعل المحلية والإقليمية والدولية على مبادرة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، التي ميّز الحريري موقفه منها بالصمت المطبق حتى الآن رغم المفاجأة التي أثارها اتصاله الهاتفي أول من أمس ببري.

*كشف مصدر أمني مطّلع أن القادة الأمنيين أنجزوا لائحة بالمناطق التي وضعت تحت المراقبة المباشرة والمشدّدة التي تقتضيها خطورة المعلومات التي تحدثت عن احتمال وجود خلايا "صديقة" لتنظيم "فتح الإسلام" في العديد من المناطق التي استضافتهم على خلفيات متعددة. وعلى اللائحة عينها معلومات تفصيلية عن أصدقاء لشاكر العبسي لم يتمكنوا من الدخول الى مخيم نهر البارد القديم بعد السيطرة على مواقع المجموعة الإرهابية في المخيم الجديد منتصف تموز الماضي.

تستقبل اللجنة السياسية للرابطة المارونية الثلاثاء المقبل النائب بطرس حرب لمناقشته في برنامجه الرئاسي. ويفترض أن يشارك جميع أعضاء اللجنة في الاجتماع الذي سيكون نوعاً من الامتحان السياسي لحرب.

*حملت عضو اللجنة السياسية في الرابطة المارونية كلود بويز معها إلى اجتماع الرابطة مع الرئيس الأعلى لحزب الكتائب أمين الجميل النسخة الإنكليزية من كتابه ما قبل الأخير عن "إعادة إعمار لبنان ونهوضه" الذي صدر عام 2000 وناقشت مع الجميل بعض الأفكار الواردة في الكتاب وسألته عما اذا كانت صالحة حتّى اليوم. فرد الجميل بأن تقويم بعض الأفكار بات ضرورياً.

 

النائب رعد: الخرق الاسرائيلي الجوي فوق سوريا للضغط على إيران

دعوة فريق السلطة للتشاور هدفه تقديم صيغة لرفض مبادرة الرئيس بري

وطنية - 7/7/2007 (سياسة) أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في حديث الى اذاعة "النور" ضمن برنامج "على بساط البحث" أن الهدف من الخرق الجوي فوق سوريا "ترسيم مسار عدواني جوي والضغط على إيران ووكلاء الطاقة الذرية، مع إقتراب طرح الملف النووي الإيراني على الوكالة الدولية، إضافة إلى ارسال رسائل عدوانية في إتجاه سوريا، خصوصا بعد إستبعادها عن المؤتمر الدولي المزمع عقده في الخريف، والأهم من ذلك حماية الأمن الإسرائيلي بمشاركة عربية تطوعية، برزت بشكل واضح بمحاولة إستبعاد سورية عن أي مسار تفاوضي".

وتطرق النائب رعد إلى "الموقف الملتبس" لفريق السلطة في إتجاه مبادرة الرئيس بري"، مشددا على أن "دعوة فريق السلطة إلى التشاور فيما بينهم، يرمي إلى تقديم صيغة لرفض المبادرة، بدليل المماطلة والمراوغة التي يعتمدها الأقطاب البارزون في فريق السلطة بتحييدهم نصاب الثلثين اللازمين لإنتخاب الرئيس عن النقاش، وتركيزهم على البند الداعي إلى إنتخاب رئيس توافقي"، مؤكدا "أنهم في موقفهم هذا، لا يرفضون المبادرة فحسب بل يرفضون النظام الدستوري اللبناني برمته، مشددا على أن فريق السلطة "لا يملك قراره بيده". وحول مسألة تنحية القاضي الياس عيد عن ملف التحقيق في إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، اعتبر النائب رعد أنه يهدف إلى التغطية القانونية على عمل سياسي يستهدف إبقاء الضباط الأربعة قيد الإعتقال، مشددا على أن "القضية ليست قضائية وإنما سياسية بإمتياز"، مبديا أسفه ل"عدم وجود قضاء نزيه في لبنان على الرغم من وجود قضاة نزيهين". وأشار النائب رعد إلى أن "فصول أحداث مخيم نهر البارد لم تنته بعد، نظرا لوجود إمتدادات لجماعة "فتح الإسلام" في كل لبنان وهو الأمر الذي أكدته قيادة الجيش"، محذرا من "أننا مقبلون على مواجهات لا نعرف مكانها، وأنه لا يمكن تداركها إلا بوحدة الرؤية عند جميع اللبنانيين والأداء المنسق للأجهزة الأمنية في ظل توافق سياسي وشراكة حقيقية بين القوى السياسية كافة"، مشددا على أن "الأمن في لبنان وفاقي وبغياب التوافق يكون الأمن مشرعا على كافة الإحتمالات مبديا تخوفه من انفلات الأمن في ظل عدم التوافق".

 

المفتي الميس: نأمل ان تكون الاضاليل ضد السفيرالسعودي زلة صغيرة وأخيرة

المفتي الصلح: انتصار الجيش يجب ان يبقى بعيدا عن التجاذبات السياسية

وطنية - 7/9/2007 (سياسة) رأى مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس في خطبة الجمعة، ان "لبنان الذي انتصر في الشمال كان ينبغي ان يمكن من تحقيق الانتصار في الجنوب ايضا ليبقى النصر لبنانيا عربيا وليبقى للبنان لسانه العربي ودوره الطليعي في تعزيز وحدة اللبنانيين وتلاحمهم، ولكي لا يكون النصر لفئة دون اخرى تستقوي به وتتمترس وراءه لاستجلاب منافع خاصة لاهداف خارجية معروفة". واستغرب المفتي الميس "الجرأة الخطيرة التي تمادت بها وكالة الانباء الايرانية في حق المملكة العربية السعودية وسفيرها في لبنان عبد العزيز خوجة"، مؤكدا "ان مثل هذه الاساليب المخابراتية هدفها نقل ما يجري في العراق الى لبنان والى العالم العربي والاسلامي كله خدمة لمشروع الفوضى الخلاقة التي تتزعم الادارة الاميركية وعملاؤها ادارته في المنطقة".

وقال: "ان الشهادات التي صدرت في حق السفير خوجة من القيادات اللبنانية موالاة ومعارضة، هي التي ترد على مثل هذه الاضاليل الخطيرة والتي نأمل ان تكون زلة صغيرة وأخيرة".

المفتي الصلح

من جهته، ندد مفتي بعلبك - الهرمل الشيخ خالد الصلح ب"الاعتداء الاسرائيلي الذي استهدف سوريا بخرق مجالها الجوي والاعتداء على سيادتها"، داعيا الى "وحدة الشعوب العربية لما فيه خير امتنا وعزتها".

كما ندد ب"الفرية - البهتان التي اطلقتها وكالة الانباء الايرانية في حق سفير المملكة العربية السعودية"، مؤكدا "ان مثل هذه الاكاذيب والاضاليل لا تهدف الا الى اشعال نار الفتنة بين المسلمين ليس في لبنان فحسب بل في العالم اجمع، ولا يستفيد منها الا اعداء الامة واعداؤهم في العراق وافغانستان".

وقال: "حسنا كان موقف "حزب الله" في بيروت تجاه هذه المشكلة حيث اكد عمق العلاقة مع المملكة بشكل عام والسفير خوجة بشكل خاص، وهو ما ينفس الاحتقان ويفوت الفرصة على المصطادين في الماء الطائفي والمذهبي العكر والنتن". واكد "ان كشف جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري يؤدي الى تمرير استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية بشكل هادىء ضمن الاطر الدستورية ومؤسساتها". وهنأ الجيش على "انتصاره المظفر في مخيم نهر البارد"، آملا "ان يبقى هذا الانتصار بعيدا عن التجاذبات السياسية حتى لا يلحق به ما لحق بانتصار لبنان على اسرائيل في تموز من العام الماضي".

 

الشيخ قبلان دعا للتجاوب مع مبادرة الرئيس بري لانتخاب الرئيس في 25 الجاري:

لا يجب ان نبقى في حالة عداء وخشونة ومن غير الجائز استمرار الوضع الحالي

وطنية - 7/9/2007 (سياسة) أدى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان الصلاة في مقر المجلس وألقى خطبة الجمعة التي استهلها بالحديث عن "شهر رمضان شهر الخير والرضوان والمغفرة والمحبة والعتق من النار، فهذا الشهر يأتي بالخيرات والبركات وغفران الذنب فهو شهر الله الذي جعله الله فرصة للعباد يتقربوا إليه بالدعوات والصيام والقيام والعمل الصالح، وعلينا ان نستفيد من هذه المحطة التاريخية فنستقبل هذا الشهر بالعمل الجيد فنتوب الى الله ونستغفره ونندم على ما فات منا، ونفتح صفحة جديدة للتعامل بالحسنى فهذا الشهر فرصة لنتخلص من الذنوب والعيوب، ونعمل بما يرضي الله سبحانه وتعالى، وعلينا ان نحاسب أنفسنا فلا نتركها دون محاسبة حتى لا تتكرر الذنوب والعيوب، وعندما ندخل في شهر رمضان فان علينا ان نصلح شأننا فنبدأ بعمل جديد فيه رضى الله". وأضاف: "علينا ان نجدد العهد لله بالعمل الصالح ونتعاطى فيه بمسؤولية وبموضوعية وبجدية فلا يكون يوم صومنا كيوم فطرنا لان يوم الصوم مميز له وقار وخشوع وتواضع وتصحيح للوضع، شهر رمضان يجعلنا نبدأ من جديد فنعيد الاعتبار لشخصيتنا ونفسيتنا، فهذا الشهر يولدنا من جديد على الفطرة، ويحتم علينا ان نمتنع عن كل ما يضرنا ونتعلم من النبي والأئمة ان نكون من الأخيار والأبرار فنتعامل بالحسنى ونعمل لمرضاة الله ونكون خير امة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر".

وتطرق الشيخ قبلان الى الوضع في لبنان فقال: "ان وطننا لبنان قادم على استحقاقات مفصلية وهو الاستحقاق الرئاسي، من هنا نقول لكل اللبنانيين على مساحة الوطن ان هذا الوطن لبنان أمانة علينا ان نحفظها، فهو وطن المحبة لذلك علينا ان نبعد الكراهية عن ساحتنا فنتعامل في ما بيننا بالحسنى ونبتعد عن الفظاظة وقول السوء والاستفزازات، ونعمل على انتخاب رئيس جديد وفاقي ليكون هذا الانتخاب محطة تاريخية يبدأ بها لبنان، وبعد ان تتحقق كل الأمور يجلس الجميع على طاولة الحوار بالمحبة والتعاون والتقارب في ما بيننا. اما ان نبقى في حالة عداء وخشونة فمن غير الجائز استمرار الوضع على ما هو عليه".

وتساءل: "لماذا لا نلتقي ونجلس على طاولة واحدة فنتباحث موالاة ومعارضة في كل الأمور العالقة حتى نخرج من طاولة الحوار ونغسل قلوبنا ونتفاهم ونتشاور لما فيه مصلحة لوطننا، ونتفاهم في ما بيننا لانه لا يوجد مبرر للخلاف، ان الاختلاف عمل شيطاني لذلك علينا ان نبدأ بالحوار والتفاهم والتشاور. لبنان في حاجة الى وقفة ضمير نلقح الافكار في ما بيننا لان فكرا واحدا لا يحقق ما نصبو اليه، فالمطلوب ان نتشارك في التفكير لنصل الى الحلول الناجعة، ان الاستعلاء والاستكبار يوقعان الناس في المآزق والمطبات فيما المطلوب ان نسمع لبعضنا ونتحاور ونتواصل ونتفاهم ونناقش الأمور بمنطق وعقل وضمير ووجدان. لذلك علينا ان نبادر ونتجاوب مع طرح الرئيس نبيه بري للاجتماع في 25 هذا الشهر لانتخاب رئيس جمهورية بنصاب الثلثين".

واشار الى "ان كل ماروني يفكر ان يصبح رئيسا للجمهورية، لذلك نطالب بالروية والحكمة في التعاطي مع الاستحقاق الرئاسي، وعلينا ان نختار الماروني الأفضل والأكفأ والذي يكون موضع توافق كل اللبنانيين، ويكون متفقا عليه من الموارنة وبقية الطوائف، فلا نعيش الهواجس الشيطانية علينا ان نختار الافضل والأصلح لمصلحة لبنان ، وإذا كان هناك أكثر من شخص، فلنختار واحدا بالقرعة اذا تعذر الوصول الى اتفاق على شخص معين ونحن بدورنا نبارك للرئيس الجديد الذي يحظى باختيار الجميع". ووجه الشيخ قبلان التحية الى قائد الجيش والضباط والأفراد، واثنى على "جهودهم وصبرهم وتحديهم لهذه العناصر المتطرفة التي ورطت البلاد والعباد في مشاكل كبيرة، وعلينا ان نكافئ قائد الجيش الذي حافظ على وحدة الجيش وقوته فهو خلص البلاد من بؤرة فساد، وعلينا ان نجازي المحسن بالإحسان اليه، وهنا اسأل لماذا لا ندعم الجيش بالسلاح والعتاد والعناصر؟ وعلينا ان نتعاون مع الجيش الذي اظهر انه المدافع عن البلاد حيث قدم التضحيات وسقط منه شهداء رووا بدمائهم الارض للحفاظ على البلاد ونتمنى الشفاء للجرحى". وطالب بإعادة الفلسطينيين الى مخيم نهر البارد "لتكون المخيمات تحت سلطة الدولة امنيا وتنظيميا واجتماعيا، فالفلسطينيون اخوة لنا واهل، وعلينا يجب ان نحافظ عليهم. ونطالب بفتح تحقيق حول ما جرى في الشمال، ونطالب بتحييد القضاء عن السياسة".

 

الشيخ جبري: ارضاء اميركا والأم الحنون يضر بمصلحة الوطن وسيادته

وطنية - 7/9/2007 (سياسة) هنأ نائب رئيس "جبهة العمل الاسلامي" في لبنان الشيخ الدكتور عبد الناصر جبري "اللبنانيين عموما والمسلمين في مشارق الارض ومغاربها خصوصا ب(قرب) حلول شهر رمضان المبارك"، داعيا الله سبحانه وتعالى ان "يعيده على امتنا العربية والاسلامية بالنصر والظفر والتحرير والوحدة والاعتصام بحبل الله المتين". واكد ان "شهر رمضان مدرسة روحية اخلاقية تربوية جهادية حقيقية تزكي النفوس وتصقلها بجوهر هذا الدين العظيم و-قيقته، الذي ارتضاه الله جل وعلا رحمة للعالمين". وحذر من طارتكاب الفواحش والمحرمات في هذا الشهر العظيم وفي مدار شهور السنين".

واعتبر ان "من اشد المحرمات واكبرها بعد الشرك بالله هي الخيانة وتسليم زمام امور البلاد والعباد لأعداء الله واعداء الدين والانسانية والبشرية جمعاء".

ورأى ان "استمرار البعض في لبنان في رياضة الزحف على البطون إرضاء لأميركا والأم الحنون هو امر مرفوض قطعا ويضر بمصلحة الوطن وحريته وسيادته واستقلاله".

 

اللواء ريفي في حديث ل"الشراع": جاهزون للتحقيق وكشف كل الحقائق

وطنية - 7/9/2007 (سياسة) اكد المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، في حديث الى مجلة "الشراع"، "اننا جاهزون للتحقيق وكشف كل الحقائق المتعلقة بعصابة "فتح الاسلام" وان ما تحقق مفخرة لقوى الامن والجيش ولبنان واللبنانيين، وهو وسام يعلق على صدر كل من شارك وساهم في الانجاز".

وقال: "سأفتخر بهذا الانجاز طوال عمري ليس فقط لان الانجاز اذن القضاء على عصابة ارتكبت ما ارتكبت من جرائم وتفجيرات، بل لانه قطع الطريق ووضع حدا لما كان يمكن ان تقوم به هذه العصابة من أعمال وارتكابات للأمن والاستقرار في لبنان".

وقال: "ان الانجاز المحقق هو انجاز أمني عسكري تاريخي، وقد تحقق بادارة سياسية ناجحة اكدت انها صاحبة قرار حازم وجازم بالتصدي لهذه العصابة وأوكلت الى الجيش التصدي لها من دون ان تدخل في تفاصيل العمليات العسكرية.

كما ان هذا الانجاز تحقق بفضل الادارة اللبنانية التي نجحت أولا في كشف العصابة وارتكاباتها ولاحقتها من خلال ما امسكت به من خيوط تمهيدا لمحاصرتها.

كما تحقق بفضل الادارة العسكرية الناجحة المتجسدة بقيادة الجيش التي تعاملت بطريقة مناشبة وممكنة ادت الى حسم المعركة والاجهاز على هذه العصابة الخطيرة. كما تحقق بفضل التعاون الشعبي الرائع والاحتضان الواسع الذي لقيه الجيش في حربه على هذه المجموعة الارهابية".

وتابع: "ان بعض ما نسمعه من تلميحات واتهامات مخجلة ومعيبة، لا بل ان بعض التلميحات توحي كأن هناك عملية استدراج وتوريط للجيش، ولذلك فلن نتردد في الكشف عن كامل تفاصيل هذا الملف مع كل ما يتضمنه من ادلة ومستندات ووثائق".

واوضح "اننا في خضم المعارك التي كانت دائرة لم نكن في وارد الرد على احد، اما الان بعد انتهاء المعارك فنحن جاهزون لتحقيق سواء امام لجنة تحقيق برلمانية او لجنة تحقيق قضائية جزائية او لجنة تحقيق أمنية عسكرية مسلكية لانه ليس لدينا ما نخجل به لا نحن ولا الجيش اللبناني، لا في شعبة المعلومات ولا في مخابرات الجيش، لا بل ان ما تحقق هو وسام على صدرنا كلنا ومفخرة في التاريخ الامني والعسكري اللبناني".

وقال: "ان درجة التنسيق والتعاون بين قوى الامن الداخلي والجيش ساهمت في تحقيق هذا الانجاز، وتأكد ان دور قوى الامن والجيش تكاملي. فقوى الامن ادت دورها بمهنية عالية وكاملة والجيش ادى دوره بمهنية كاملة وعالية، ليس هذا فحسب اذ اننا لم نكن مهيئين فقط بل نفذنا واجبنا وفق معايير عالية من الانسانية والقيم الاخلاقية. فهذه حرب لم يسقط فيها مدنيون او ابرياء فهل سمع احد عن مقتل طفل او امراة او عائلة؟ فالجيش لم يبدأ عملياته فعليا الا بعد اخراج اهالي المخيم منه، لا بل انه سهل، قبل ايام من اقتحام آخر معاقل "فتح الاسلام"، خروج عائلات مقاتلي هذه العصابة ضمانا لعدم سقوط أبرياء او مدنين".

واضاف: "ان ما تحقق من انجاز نادرا ما نجده في دول اخرى، ولذلك فاننا جاهزون لاسقاط محاولات تضليل الرأي العام حول خلفيات ما جرى واسبابه من خلال اية لجنة تحقيق تشكل لتوضيح صورة ماحدث بكل تفاصيله بعيدا عن التجاذبات السياسية".

واكد "الانجاز لكل الوطن ولكل لبنان وكل اللبنانيين وكل القيادات".

ولم يخف عتبا على بعض القيادات التي "لم تبادر" الى تهنئته وهي "في مواقع مسؤولة وتعرف حقيقة ما جرى وتفاصيله ودور قوى الامن، اضافة الى دور الجيش فيه". كما اكد ان "العلاقة بين قوى الامن الداخلي والجيش ممتازة وان العلاقة بين المؤسستين لم تكن يوما كما هي اليوم وفي هذه المرحلة، وهما اليوم يظهران وكأنهما مؤسسة واحدة". وعندما سأل احد زوار المدير العام لقوى الأمن الداخلي عما سمعه نقلا عن احد الوزراء خلال جلسة مجلس الوزراء الاخيرة عندما بادر احد الوزراء الى الاشادة بقائد الجيش العماد ميشال سليمان و"دوره في نقل قوى الامن الداخلي عن مؤسسة تقليدية شبه عاجزة الى مؤسسة قوية"، تحدث اللواء ريفي عن "المساعدات التي قدمها الجيش الى قوى الامن بفتح معسكرات التدريب امام عناصرها الجدد لعدم قدرة معسكر قوى الأمن التدريبي على استيعاب ما يزيد عن 500 عنصر". واعطى امثلة كثيرة عن "مساعدة العماد سليمان لقوى الامن، منها سد النقص في قوى الامن الداخلي من البنادق لافرادها ومسارعة قيادة الجيش الى ارسال قاذفات ال"آر.بي.جي" مع قذائفها ورماتها"، بناء على طلبه، "يوم المواجهة الأولى بين قوة "الفهود" في قوى الامن و"فتح الاسلام" في شارع المئتين في طرابلس".

"التكامل بين الجيش وقوى الأمن"

واضاف: "لا يمكن قوى الامن مهما اعطيت من امكانات ان تصبح جيشا ولا يمكنها مهما كانت ان تكون قوية اذا لم تكن بجانب جيش قوي، ولذلك نشدد على التكامل بين المؤسستين خصوصا وان على راس الجي شاليوم قيادة واعية وحكيمة وكفوءة عسكريا".

اربع عبر لما بعد الحرب

ولفت الى عدد من "العبر بعد الحرب المنجزة، ابرزها:

أولا: ان ما تحقق في مخيم نهر البارد هو رسالة لكل من تسوله نفسه العبث بأمن لبنان واستقراره تؤكد ان لبنان ليس ساحة مستباحة لأحد.

وفي السياق نفسه، فان ما جرى في البارد هو رسالة الى المقاتلين في العراق وفي غيره بان يفتشوا عن ساحة غير لبنان للانتقال اليها اذا فكروا بذلك او اذا انتفت اسباب بقائهم في العراق؟

وهذه هي الخطوة الاول لتأسيس الدولة القادرة، علما ان بناء هذه الدولة هو لاعطاء الامن والامان للمواطنين اللبنانيين.

ثاني العبر المستقاة من احداث البارد هي ضرورة وأولوية التكامل والتنسيق الواضح والكامل بين قوى الامن الداخلي والجيش فلا احد ينجح وحده وعندما نطل على الناس متضامنين ومتكاملين فان سياق الانجازات سيكبر ومامن ملف شائك او قضية عالقة يمكن ان تقف في وجه بناء الدولة خصوصا في ظل التعاون بين شعبة المعلومات ومخابرات الجيش. وما جرى في نهر البارد هو اول تجربة للعمل المشترك بين المؤسستين بعيدا عن تاريخ سابق للعلاقة قائم على السياسات وتركيب امور غير موجودة او قائم على التعالي. اما العبرة الثالثة فهي ان لا أمن بالتراضي بعد اليوم وسقوط مقولة قوة لبنان في ضعفه ومع سقوط فلسفة الضعيف فان الضعيف لا مكان له في لبنان، يجب ان تكون قويا لتؤدي واجباتك في حفظ حقوقك وسيادتك وحريتك واستقلالك.فلا تقع بعد اليوم في الخوف من الخطر والاستسلام له بل بفتح الملفات ومعالجتها. وبالنسبة الى رابع العبر المستقاة مما جرى، فهي أهمية معالجة الثغر الامنية الاربع الكبرى في لبنان، وهي:

1 - المخيمات الفلسطينية

2 - المعسكرات الفلسطينية خارج المخيمات

3 - المربعات الامنية.

4 - الحدود الفالتة.

وهذا يقتضي وجود قرار بالمواجهة ليس المواجهة العسكرية بل فتح كل الملفات والعمل على معالجتها وحلها".

 

الرئيس السنيورة يرعى غدا مصالحة اهالي كفرمتى وكليلة في السراي

وطنية - 7/9/2007 (متفرقات) يرعى رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة عند الثانية عشرة من ظهر غد السبت، في السراي الكبير، مصالحة اهالي بلدتي كفرمتى وكليلة في الشحار الغربي، في حضور وزير المهجرين نعمة طعمة ولجان العائدين والمقيمين في البلدتين، حيث سيتم التوقيع على بروتوكول المصالحة والعودة بين الاهالي، وستلقى كلمات للرئيس السنيورة والوزير طعمة.

 

المفتي قبلان في خطبة الجمعة:من يرفض مبادرة الرئيس بري ويحاول تعطيلها يعمل لاطالة أمد المحنة ويحول دون امرار الاستحقاق وفق الاصول الدستورية

"الجيش تمكن بفضل قيادته وضباطه وعسكرييه من صنع نصر يسجل له على الإرهاب"

وطنية - 7/9/2007 (سياسة) أدى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان صلاة الجمعة في مسجد الإمام الحسين - برج البراجنة، وألقى خطبة الجمعة، ومما جاء فيها: "هناك قاعدة تقول إن "طالب الولاية لا يولى"، أي عندما تصبح السلطة غاية يصبح الوطن في خطر، ويدخل مصيره إلى المجهول. وها نحن في لبنان على وشك الدخول إلى هذا المجهول جراء هذا التكالب غير المسبوق على السلطة بعدما تحولت لدى البعض إلى غاية وليس إلى وسيلة تنقذ هذا البلد وتبعد عن شعبه الكؤوس المرة، بحيث بدأت الدلائل والوقائع تشير إلى دنو موعد تجرعها بكل أسف، في ظل هذه المشاهد المخزية والمحزنة التي تطالعنا كل يوم وتكشف عن مكنوناتها ومستوراتها الخطيرة خطابات ومواقف سياسية تنذر دائما بالشؤم وهي تنقض بوحشية قل نظيرها، على كل مبادرة يجد فيها اللبنانيون متنفسا لأزمة استعصت لسنوات عدة آخذة في طريقها كل بهجة انتصار، ومطفئة عن سابق تصور وتصميم كل ومضة أمل يمكن أن تحدث نورا في ظلمة هذه المحنة التي أثقلت كاهل اللبنانيين، وتكاد تدخل إلى قلوبهم وعقولهم كل عناصر اليأس، وتشعرهم بأن الخلاص لهذا البلد غير وارد أقله في قاموس أكثرية هذه الزمرة السياسية التي لم يعد لديها أي هم وأية مشكلة سوى التنافس على السلطة والتحكم بمصير الناس والبلاد غير آبهة بما قد يستجره هذا اللاتحسس بالمسؤولية الوطنية من كوارث قد لا تبقي مكانا لأية سلطة رئاسية كانت أم وزارية أم نيابية".

وقال: "تطوران بارزان حدثا خلال هذا الأسبوع، الأول تجلى في مبادرة دولة الرئيس نبيه بري وإطلاق دعوته التوافقية في ذكرى تغييب الإمام الصدر وما يرمز إليه هذا الإمام المغيب من معان وطنية وإنسانية بات من المفيد جدا إعادة التذكير بها، وتأكيدها لما تتضمنه من حث صادق لجميع اللبنانيين على الوحدة، وعمل دائم لاستنهاضهم ورص صفوفهم في مواجهة الأخطار التي تتهدد بلدهم، التي لطالما حذر منها الإمام الصدر ودعا إلى التنبه لها، والرد عليها بنبذ الخلافات ووقف الصراعات الطائفية والمذهبية، التي باتت تشكل منفذا لمؤامرات شتى، وتكون أسبابا عدة لتقويض لبنان وتهديم مرتكزاته الأساسية. هذه المبادرة التي أطلقها دولة الرئيس بري يجب ألا تواجه بالرفض أو الالتفاف عليها بتعليلات خبيثة وتأويلات لا تخلو من المراوغة والخداع، لأن من يرفض هذه المبادرة ويزعجه أن تكون لها نتائج إيجابية على صعيد تحقيق التوافق بين اللبنانيين والانطلاق مجددا في اتجاه استعادة مؤسسات الدولة وإعادة بنائها طبقا لمبدأ الشراكة الحقيقية بين مختلف مكونات هذا البلد، هو بالتأكيد في المقلب المناهض لسيادة لبنان واستقلاله ويعمل، من حيث يدري أو لا يدري، على خدمة أعداء هذا البلد، وبالتالي يفتقر إلى الحد الأدنى من الحس الوطني الذي يخوله أن يفكر بصدق ومصداقية مع ذاته ومع الواقع اللبناني الذي لن يستقيم إلا بتخلي الجميع عن شهوة السلطة والتسلط، والاندفاع بوطنية مجردة ومخلصة نحو بناء وطن تتحقق فيه آماني الجميع وآمالهم.

أما التطور الثاني، ولعله الأبرز بارتداداته ومفاعيله المشرفة، فهو هذا النصر الذي حققه الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد بدماء شهدائه وتضحياتهم، التي لا يسعنا إلا أن ننحني أمامها ونتوجه بالتهنئة والمباركة إلى جميع اللبنانيين وبالخصوص إلى هذه المؤسسة التي الرغم من افتقارها إلى الكثير من التهجيزات والمعدات، تمكنت بفضل قيادتها وضباطها ورتبائها وأفرادها من أن تصنع نصرا يسجل لها على الإرهاب، في حين أن دولا كبرى عجزت عن تحقيقه على رغم امتلاكها العديد من الأسلحة الضخمة والعتاد المتطور. هذه المؤسسة الوطنية الكبرى يجب أن نرفع لها وباعتزاز شارات النصر، كما يجب أن نصونها وندعمها ونعمل جميعا على تعزيزها بمختلف السبل وكل الوسائل، وعدم إقحامها في التجاذبات والمزايدات السياسية، التي أضحت مهنة يحترفها العديد من الساسة اللبنانيين، الذين راحوا يتفننون في اصطناع الحبائل والحيل لقطع الطريق أمام المبادرات والحلول، ويجهدون في تعطيلها، لكونهم مكلفين ذلك، ووظيفتهم لا تتعدى حدود العرقلة، لأن من صنعهم لا يريد حلا في لبنان، ما دام مشروعه في المنطقة لا يزال مجهول المصير ويصطدم بالعديد من الموانع التي تنبىء بسقوطه، عاجلا أم آجلا".

واضاف: "لهذا نقول: إن من يرفض مبادرة الرئيس نبيه بري ويحاول تعطيلها بالتلاعب والتحايل على الألفاظ هو الذي يعمل على إطالة أمد المحنة في لبنان، وبالتالي هو الذي يطلق النار على الاستحقاق الرئاسي ويحول دون إمراره وفق الأصول الدستورية التي تحقق توافق الجميع وتشاركهم في حمل المسؤولية الوطنية، وتثمير ما تم من انتصارات جنوبا وشمالا على أيدي أبطال المقاومة وأبطال الجيش في إطلاق عملية بناء الدولة ومؤسساتها، وتكريس سيادة لبنان واستقلاله وانتزاع ورقته من أيدي المساومين والمبتزين لغايات لا تخدم اللبنانيين ولا تحقق ما يصبون إليه من أمن واستقرار لهم ولبلدهم.

 

العلامة فضل الله: الخميس في 13 ايلول أول أيام شهر رمضان المبارك

البعض يخشى من تحجيم دوره إذا ما تم التوصل إلى أي حل واقعي للبنان

المطلوب من هؤلاء بقاء الوطن في اهتزاز سياسي أواقتصادي أو تخوف أمني

وطنية-7/9/2007 (سياسة)أعلن العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله في بيان اليوم "أن يوم الخميس المقبل هو أول أيام شهر رمضان المبارك. وجاء في البيان : "ثبت لدينا بالوجه الشرعي، وعلى أساس الحسابات الفلكية الدقيقة لإمكانية رؤية الهلال، أن أول أيام شهر رمضان المبارك هو يوم الخميس الواقع فيه 13 أيلول 2007م. وذلك في كل أنحاء العالم، بما فيها البلدان الواقعة أقصى الشرق كأستراليا ونيوزيلاندا.

وإننا بهذه المناسبة المباركة نسأل المولى تعالى أن يعيد هذا الشهر الفضيل على المسلمين جميعا بالخير والبركة والعزة والوحدة، إنه سميع مجيب".

خطبة الجمعة

وألقى العلامة فضل الله خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والدينية، وحشد من المؤمنين، ومما جاء في خطبته السياسية:

"في المشهد الإسرائيلي، يتحدث العدو عن شن عدوان عسكري واسع على غزة، وتصفية قادة فصائل المقاومة الفلسطينية، وفرض عقوبات على القطاع بحجة وقف إطلاق الصواريخ على كيانه، فقد هدد رئيس وزراء العدو بفرض عقوبات على غزة، وبشن الجيش الإسرائيلي عملية عدوانية واسعة على القطاع، كما يتحدث العدو عن شكوى سيقدمها ضد جهة لم يحددها أمام مجلس الأمن الدولي احتجاجا على إطلاق الصواريخ، وهو ما ينذر بمجازر مقبلة ضد الشعب الفلسطيني".

اضاف:" إن الجميع يعلم بأن المقاومة الفلسطينية تقوم بعملية رد فعل على الاحتلال الصهيوني، وعلى المجازر التي يقوم بها ضد المدنيين والمجاهدين من خلال قصف طائراته ودباباته الأميركية الصنع، لأنه يريد للفلسطينيين أن يتقبلوا كل عدوانه الأمني والسياسي بكل طيبة خاطر، لأن المطلوب هو استسلام الشعب الفلسطيني من دون قيد أو شرط على أساس فرض إسرائيل لشروطها القاسية التي تمنع هذا الشعب من المطالبة بحق العودة، والقبول بإذلال الناس المستضعفين على الحواجز في الضفة الغربية وفي منعطفات الجدار، ومصادرة الأراضي المحتلة، هذا فضلا عن السيطرة على مصادر المياه والكهرباء. الأمر الذي يجعل هذا الشعب ـ حتى في قطاع غزة ـ في سجن دائم كما هو الحال في الضفة الغربية الواقعة ـ رسميا لا واقعيا ـ تحت حكم السلطة الفلسطينية التي يجتمع رئيسها برئيس وزراء العدو من دون جدوى، حيث لم تؤد تلك اللقاءات إلى أي تغيير في الممارسات الهمجية الإسرائيلية. ويتحرك مندوبو ما يسمى المجتمع الدولي من أجل التحضير للمؤتمر الدولي المقترح من الرئيس الأميركي بوش الذي يستخدم الاتحاد الأوروبي لتهيئة المناخ لخدعة السلام المنشود الذي لا تؤمن به إسرائيل إلا بشروطها التعجيزية التي تحقق لها استراتيجية السيطرة على أكثر فلسطين، من دون ضغط أمريكي أو أوروبي أو عربي".

وتابع:"إن المطلوب دوليا وأميركيا هو تقديم الشعب الفلسطيني التنازلات من أرضه ومن حريته، فيما يصر هذا المجتمع الدولي ـ كما يسمونه ـ على بقاء حركة حماس خارج نطاق المسألة السياسية، بإعطاء الفرصة لرئيس السلطة بابتداع قرارات تعزلها عن الواقع الفلسطيني، وتهديده بمنع المساعدات والتأييدات إذا أعاد العلاقة مع فصائل المقاومة ولا سيما حركة حماس".

"إننا نحذر الشعب الفلسطيني الذي فرض عليه الاحتلال، كما منع من الوحدة في خطة انفصالية داخلية، من أن يثق بهذا المؤتمر الذي تلهث الأنظمة العربية ـ الواقعة تحت تأثير إسرائيل وأميركا ـ نحوه، فهو لن يحقق لهم أهدافهم الكبرى في الحرية والاستقلال وإرجاع أرضهم إليهم، وتأسيس دولتهم المستقلة القابلة للحياة. وليعلموا أن شرط إيقاف المقاومة الذي فُرض على بعض فصائلها من قبل حكومة السلطة لن يوقف الاجتياحات الإسرائيلية والاغتيالات للناشطين من المقاومة، ولن ينهي التعسف على الحواجز، ولذلك فإن المستقبل بحاجة إلى موقف قوي موحد منفتح على الممانعة والمقاومة، فذلك هو السبيل الوحيد لإرباك مخططات العدو وسقوط استراتيجيته الاحتلالية".

واضاف: " وفي المشهد الأميركي، لا يزال الرئيس بوش يعاني من الضغوط السياسية، سواء من الرأي العام أم من خلال الأغلبية الديموقراطية المعارضة له في الكونغرس التي تطالبه بالانسحاب من العراق انطلاقا من الخسائر البشرية في جنوده من القتلى والجرحى، فيما يستكمل شريكه البريطاني في الاحتلال للعراق انسحابه من مدينة البصرة الجنوبية لفشل جنوده في حماية أنفسهم وحفظ النظام وتركيز الأمن للناس هناك. وهذا هو ما دفع بالرئيس الأمريكي إلى زيارة العراق معلنا إمكانية خفض قواته هناك، في حركة تكتيكية للتخلص من مأزقه أمام المعارضة، في محاولة للحديث عن أن سحب قواته من العراق سيكون من موقع قوة وليس من موقع خوف أو إخفاق، محذرا من أن أي تجاوز سيزيد من احتمال تعرض الولايات المتحدة للهجوم داخل أراضيها، ونحن نعرف أن إدارته فشلت في احتلالها للعراق كما فشلت في احتلالها لأفغانستان، ما جعل سياستها في المنطقة تعاني حال تخبط وإرباك، ولذلك فإنها تهرب إلى الأمام لتتحدث عن احتمال هجومها على إيران وقصف مواقعها النووية، والعمل على إيجاد مناخ عسكري في منطقة الخليج، مما يدخل في نطاق الحرب النفسية فيما تمارسه الولايات المتحدة من عرض لعضلاتها العسكرية ونشر أكثر من حاملة طائرات في الخليج، لأن الحرب الفعلية قد تؤدي إلى إحراق مواقعها في المنطقة وتدمير الثروات الكبرى هناك، وهو أمر لا يتحمله حلفاؤها من دول الخليج التي تحاول إيران إيجاد علاقات أمنية وسياسية طبيعية معهم".

ودعا "الشعوب العربية والإسلامية إلى الصمود أمام هذه الحرب التي تسعى أميركا من خلالها إلى تمتين إمبراطوريتها الكونية وقيادتها الدولية للعالم، وإلى العمل على فرض استراتيجيتها الاستكبارية في إثارة الحروب المدمرة، وتحريك حال الخوف في نفوس الشعوب المستضعفة التي تملك الكثير من مواقع القوة التي لا بد من أن تتحرك بها في خط المواجهة التي قد تطرحها أميركا تحت عنوان الحرب ضد الإرهاب، في الوقت الذي يعرف الجميع أنها حرب ضد معارضي السياسة الأميركية في العالم الإسلامي، وربما نكون بحاجة إلى المزيد من الصبر على الآلام الشديدة والعقوبات المفروضة علينا، كنتيجة لحركة أميركا الاحتلالية وحربها الاقتصادية وحصارها السياسي، لأن الحرب طويلة في مدى الزمن في قضايا الحرية للشعوب أمام الاستكبار الذي يصادر الحرية والأمن والاقتصاد".

وتحدث عن الوضع في لبنان وقال: "أما في لبنان، الذي استطاع جيشه إنهاء الحرب المجنونة المتحركة في خط الإرهاب، فإن المسألة السياسية لا تزال تلقي بظلالها الثقيلة على الناس الذين تحاصرهم الخلفيات المعقدة في الواقع اللبناني والتدخلات الإقليمية والدولية في خصوصيات الأوضاع الحيوية والمصيرية، والخطابات اليومية التي يتحرك بها الإعلام الذي يدخل المواطنين في متاهات الخطوط الطائفية والحزبية والشخصية، إضافة إلى العناصر السياسية المرتبطة بأزمة المنطقة وبمشاريع الدول الكبرى التي تعتبر لبنان ساحة مفتوحة لأكثر من لعبة دولية في نطاق لعبة الأمم، وموقعا من مواقع تحريك الأرصدة المالية الضخمة التي تشترى بها الضمائر، وتباع فيها المواقف، وتثار فيها الفتن، ويلعب فيها الإعلام. وتبقى حال التعقيد السياسي لدى من لا يريد للأزمة أن تنتهي إلا لحسابات طموحاته وخططه، وهكذا تنطلق اللعبة السياسية من هنا وهناك، لإسقاط أية مبادرة عربية أو دولية أو محلية، لأن البعض يخشى من تحجيم دوره إذا ما تم التوصل إلى أي حل واقعي للبنان، لأن المطلوب من هؤلاء أن يبقى الوطن في حال اهتزاز سياسي أو اقتصادي أو تخوف أمني، ولا مشكلة لدى بعض الذين استطاعوا في كل تاريخهم الرسمي والسياسي أن يضخموا ثرواتهم من المال العام والكسب الحرام، ولا مشكلة في أن يبقى الناس جياعا محرومين ما دام الزعيم الطائفي ينعم بمدخراته وثرواته الكبيرة".

 

دار الفتوى نعت مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ مصطفى غادر

وطنية -7/9/2007 (متفرقات) نعت كل من دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية، مجلس المفتين في لبنان، المديرية العامة للأوقاف الإسلامية، جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية ومجلس العلماء في لبنان مفتي حاصبيا ومرجعيون الشيخ مصطفى عثمان غادر.

يصلى على جثمانه الطاهر عصر اليوم الجمعة، 25 شعبان 1428هـ الموافق 7 أيلول 2007م، في مسجد الفاروق في شبعا ويوارى الثرى في مدافن شبعا.

تقام التعازي في اليوم الأول والثاني الجمعة والسبت 25 و26 شعبان 1428هـ الموافق 7 و 8 أيلول 2007م للرجال في قاعة مسجد الفاروق في شبعا، وللنساء في منزل الفقيد في بلدة شبعا. والتعزية في اليوم الثالث الأحد 27 شعبان 1428هـ الموافق 9 أيلول 2007م للرجال في بهو دار الفتوى في بيروت في حضور مفتي الجمهورية اللبنانية، بعد صلاة العصر من الرابعة والنصف حتى السابعة والنصف مساء، وللنساء أيضا بعد العصر في منزل الفقيد في عرمون.

 

حراس الارز": جيشنا إستطاع رغم إمكاناته من سحق جيش من الارهابيين المحترفين

وطنية - 7/9/2007 (سياسة) وجه حزب "حراس الارز - حركة القومية اللبنانية"، في بيان أصدره اليوم، الشكر الى الجيش اللبناني الذي "إستطاع، وسط ظروف سياسية صعبة، وإمكانات لوجستية متواضعة، أن يسحق جيشا من الارهابيين المحترفين الذين عجزت عن قهرهم أقوى الجيوش المزودة بأحدث الاسلحة".

وقال: "ان الجيش أعاد الى الدولة هيبتها المفقودة، والى الشعب عنفوانه الضائع وكرامته المهانة، والى المواطنين اليائسين جرعة أمل طالما إشتاقوا اليها".

واضاف: "إن شعبنا العظيم هب بعفوية صادقة، من الناقورة الى النهر الكبير لتكريم جيشه البطل، والاحتفال بهذا العرس الوطني الكبير"، معتبرا "ان مظاهر الانقسام الطائفي ليست من أصالة هذا الشعب بل من صنع السياسيين".

 

سعيد: لن نرضى بأن يذهب النواب الى جلسة 25 الحالي تحت شمسية امنية يقودها "حزب الله"

وكالات/ذكـّر النائب السابق فارس سعيد "بقيام "حزب الله" وحلفائه في 1/12/2006 بحركة احتلال لوسط بيروت بحجة انهم يريدون اسقاط الحكومة وبأن السيد حسن نصرالله قال آنذاك انه كما وعد في السابق يعد اليوم بإسقاط هذه الحكومة وقيل ايضا كلام في هذا الاتجاه. وقال سعيد في تصريح: "اليوم سقط مطلب اسقاط الحكومة من خلال مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، فلماذا لا يرفع الاعتصام في وسط بيروت لإعطاء طابع الجدية للمبادرة؟ فهذا الاعتصام، اذا بقي او تعزز سيكون اشارة واضحة من قبل الحزب لعرقلة مساعي الرئيس بري وخلق اجواء امنية تمنع عقد جلسة انتخاب الرئيس في 25 ايلول ومن المستحيل ان نرضى بأن يذهب النواب والاقطاب الى ساحة النجمة في 25 ايلول تحت شمسية امنية يقودها حزب الله".

 

تل أبيب وواشنطن رفضتا التعليق وموسكو قلقة وطهران تدعم دمشق

سوريا أعلنت تصدّيها لطائرات إسرائيلية

النهار/تصاعد التوتر امس بين سوريا واسرائيل بعد اعلان دمشق ان مقاتلات اسرائيلية انتهكت المجال الجوي السوري ليل الاربعاء – الخميس، فتصدت لها الدفاعات الجوية السورية، وقالت انها تدرس الرد على هذا العمل "العدواني السافر". اما اسرائيل، فامتنعت عن التعليق على الاعلان السوري، على رغم ان معلقين قالوا ان التحليق الاسرائيلي في الاجواء السورية قد يكون اختباراً للدفاعات الجوية التي تردد اخيراً ان سوريا اشترتها من روسيا في ظل تزايد الحديث عن احتمالات نشوب حرب بين الجانبين. ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" عن ناطق عسكري سوري انه "بعد منتصف ليل 6/9/2007 قام الطيران المعادي الاسرائيلي بالتسلل الى اجواء القطر العربي السوري عبر الحدود الشمالية قادماً من جهة البحر المتوسط باتجاه المنطقة الشمالية الشرقية خارقاً جدار الصوت. وقد تم التصدي له من قبل وسائط الدفاع الجوي، التي اجبرته على المغادرة بعد ان ألقى بعض ذخائره دون ان يتمكن من إلحاق اي اضرار بشرية او مادية. ان الجمهورية العربية السورية تحذر حكومة العدو الاسرائيلي من هذا العمل العدواني السافر وتحتفظ لنفسها بحق الرد الذي تراه مناسباً".

وقال مسؤول سوري آخر ان الطائرات الاسرائيلية ألقت قنابل على منطقة خالية بينما كانت الدفاعات الجوية السورية تطلق النار عليها بكثافة.

واكد شهود ان طائرات عدة توغلت في عمق الاراضي السورية وحلقت فوق مركز دير الزور للنفط على نهر الفرات.

وقال سكان في منطقة تل الابيض على الحدود السورية – التركية انهم رصدوا خزانات وقود عدة.

وصرح ديبلوماسي غربي في دمشق: "يبدو ان الطائرات الاسرائيلية كانت في مهمة استطلاع عندما اعترضتها الدفاعات السورية وأرغمتها على اسقاط قنابلها وخزانات الوقود الاضافية".

وبدا ان المسار الذي سلكته المقاتلات الاسرائيلية في عمق شرق سوريا قد وصل بها الى أقرب نقطة من ايران التي لم يعد يفصلها عنها الا اقليم كردستان العراق.

وندد نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، الذي التقى رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي في روما أمس، بهذه الافعال "المتعمدة" للدولة العبرية. وأمل ان "يأخذ المجتمع الدولي في الحسبان ان اسرائيل تتطلع الى جو من التوتر من أجل تبرير أية حروب في المستقبل".

واعتبر وزير الاعلام السوري محسن بلال في مقابلة مع قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية ان الحادث يظهر ان اسرائيل لا يمكنها التخلي عن العدوان والغدر. وقال ان "القيادة السورية تدرس بجدية طبيعة الرد... على الاعتداء" الاسرائيلي.

وسئلت وزيرة المغتربين السورية بثينة شعبان هل هاجمت اسرائيل سوريا، فأجابت: "نحن بلد سيد. لا يمكنهم ان يفعلوا ذلك".

واعتبر النائب السوري محمد حبش ان "الاختراق الاسرائيلي عمل جبان قام به الاسرائيليون في منطقة سياحية (اللاذقية) تعج بالسياح، وهدفه اعادة تلميع صورة الجيش الاسرائيلي بعد هزيمته في لبنان" العام الماضي... "هذا العدوان الاسرائيلي لن يمر من دون عقاب، واذا كانت سوريا غير راغبة في اشعال الحرب، لكنها قادرة على الثأر لكرامتها". واشار الى ان "الرد السوري سيكون سياسيا او ديبلوماسيا أو عسكريا".

من جهة اخرى، عبر نحو 530 شيخاً درزياً من قرى الجولان السوري المحتل الى سوريا عبر نقطة العبور على الخط الفاصل بين سوريا واسرائيل للقيام بزيارة لسوريا تمتد ثلاثة ايام تنظمها اللجنة الدولية للصليب الاحمر.

اسرائيل

• في القدس، رفض الجيش الاسرائيلي التعليق على التقارير السورية. وصرح ناطق باسم الجيش: "لا نعلق على معلومات مماثلة".

كذلك رفضت رئاسة الوزراء الاسرائيلية ووزارة الخارجية الادلاء بأي تعليق.

وامتنع رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت في خطاب ألقاه مساء عن التطرق الى التوتر المتصاعد بين اسرائيل وسوريا وتوجيه أي رسالة تهدئة الى دمشق. وقال ان حكومته ستستمر في بذل جهود من اجل استعادة الجنود الاسرائيليين الاسرى في قطاع غزة ولدى "حزب الله" في لبنان.

وطالبت عضو الكنيست زهافا غلئون من حزب "ميريتس" اليساري وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك "بكسر صمته" وإطلاع لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست على حقيقة اتهام سوريا لاسرائيل باختراق الطيران الحربي الاسرائيلي الاجواء السورية. ونقلت عنها الاذاعة الاسرائيلية: "إنني أتساءل ما اذا كانت حكومة اسرائيل قد خرجت عن طورها". وأضافت أن "مجرى الاحداث خلال حرب لبنان الثانية، يحتم على الكنيست ان تشرف بشكل دقيق على كل قرارات الحكومة التي تشعل حرباً مع سوريا".

وقال محللون عسكريون ان اسرائيل نفذت طلعات استطلاع فوق سوريا لاختبار قوة دفاعاتها.

ويذكر ان المقاتلات الاسرائيلية قصفت معسكر تدريب فلسطينياً خالياً في سوريا في تشرين الأول 2003.

مصر

• في القاهرة اضطرت شركة "مصر للطيران" الى تعليق رحلتيها الى سوريا الى ان يرد إعلان من سلطات الطيران المدني السورية باعادة فتح المجال الجوي هناك أمام حركة الملاحة الجوية.

وكانت سلطات مطار القاهرة قد تلقت اعلاناً في وقت سابق من سلطات الطيران المدني في سوريا، بأن المجال الجوي هناك مقفل موقتاً أمام حركة الملاحة الجوية بعد اختراق مقاتلات اسرائيلية المجال الجوي السوري.

واشنطن

• في واشنطن، رفض الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية طوم كايسي التعليق على الاعلان السوري. وقال: "اطلعت على المعلومات الصحافية، وليس لدي ما أقوله لكم لتاكيدها أو نفيها... لا أريد بالتأكيد الادلاء بتعليق في شأن ما ليس سوى تكهنات حتى الآن".

وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية إن واشنطن لا تقلقها كثيراً هذه العودة الظاهرة للتوتر بين اسرائيل وسوريا، و"اعتقد ان لا احد هنا يشعر بالقلق".

لندن

• في لندن أعلنت وزارة الخارجية البريطانية انها على علم بالتطور الذي وقع في سوريا وتدقق في التقارير عن اعتراض الدفاعات الجوية السورية مقاتلات اسرائيلية.

موسكو

وقال ناطق باسم الوزارة: "ندقق في الحادث وليس لدينا ما نضيفه ونرى ان من غير الملائم التحدث عنه في الوقت الراهن".

• في موسكو حضت روسيا اسرائيل على احترام الشرعية الدولية. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: "أثارت التقارير قلقاً بالغاً في موسكو. وما يبعث على أشد القلق بوجه خاص، هو ان هذا الشرق الأوسط أي منطقة تعج بالفعل بصراعات وتوترات خطيرة".

طهران

• في طهران، أبدت ايران استعدادها لمساعدة دمشق في مواجهة الانتهاكات التي يتعرض لها المجال الجوي السوري من الطائرات الحربية الاسرائيلية. ونقلت قناة "برس تي في" الايرانية عن السفير الايراني لدى سوريا محمد حسن اختري ان التحركات الاستفزازية للنظام الصهيوني حفزت طهران على المبادرة الى عرض تقديم المساعدة للحكومة السورية. سانا، و ص ف، رويترز، أ ب، ي ب أ، أ ش أ     

 

 لبنان والشرق الأوسط في الصحافة الاسرائيلية

ليبرمان: جهود الحكومة اللبنانية لن تجدي

تحالف "حزب الله" وعون يقوّي السوريين

النهار/أثارت الوثيقة التي نشرها حزب "اسرائيل بيتنا" اليميني المتشدد الذي يتزعمه أفيغدور ليبرمان الذي يشغل حالياً منصب نائب رئيس الحكومة ردود فعل في الصحافة الاسرائيلية التي اعتبرتها رسالة اعتراضية هدفها عرقلة التوصل الى اتفاق على المبادئ العامة للحل الدائم بين اولمرت وعباس. ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بعض ما تضمنته الوثيقة التي حملت اسم "رؤية اسرائيل بيتنا" التي كتبها ليبرمان، وجاء فيها: "الافتراض أن النزاع الاسرائيلي العربي هو نزاع على الأرض والأمل في أن تؤدي التنازلات عن الأرض الى نهاية الحروب وبداية عهد السلام مع جيراننا، هو افتراض خاطئ لا يستقيم مع التجربة التي راكمناها. ويكفي ان نعود الى النموذجين الأخيرين في لبنان وغزة حيث انسحبنا حتى الشبر الأخير كي ندرك ان ما حدث هو النقيض تماماً. فالانسحابات لا تحمل معها السلام بل تؤدي الى التصعيد ومفاقمة الارهاب". وتضيف الوثيقة: "ان اهم خطأ ارتكبته السياسة الخارجية الاسرائيلية هو عدم امتلاكها لنظرية ترد فيها على دعوة العرب الى حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وفكرة دولتين لشعبين. على دولة اسرائيل ان توضح ان المواقف المعادية لإسرائيل التي ينشرها الزعماء المسلمون المتطرفون والتي باتت منتشرة في اوساط واسعة حتى في الغرب ما هي الا استمرار مباشر للعداء التقليدي للسامية. على اسرائيل ان توضح أن المطالبة بقيام دولة فلسطينية مستقلة وبحق عودة اللاجئين هو تحوير لمحاولة الاتجاه المتطرف في العالم الاسلامي للقضاء على دولة اسرائيل".

وفي رأي ليبرمان سبب النزاع بين الفلسطينيين والاسرائيليين ليس الأراضي التي احتلتها اسرائيل، انما الصراع الدائر هو صورة عن الصراع بين العالم الاسلامي الأصولي ضد نهج الحياة الذي يتعارض مع روح الاسلام. ونظراً الى ان اسرائيل تمثل العالم الغربي فانها تجد نفسها على الخط الأول للمواجهة". ويكرر ليبرمان رؤيته الى الحل القائمة على تبادل للأراضي وللسكان. أما بالنسبة الى صواريخ "القسام" والارهاب في غزة فيقول ليبرمان: "علينا ان نطبق على بلدة الرملة في غزة ما تعانيه سديروت"، ودعا الى نشر قوات حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي في القطاع من اجل ضبط الوضع والمحافظة على الاستقرار الأمني في المنطقة. والسعي الى أن تصبح غزة في النهاية مثل هونغ كونغ من دون ان يكون لها اي صلة بيهودا والسامرة.

وعن الوضع في لبنان وعلى الحدود الشمالية توقع ليبرمان انتصار حلفاء سوريا وقال: "اما زالت سوريا تعتبر لبنان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وهذا ليس مجرد حلم وانما هو هدف تسعى الى تحقيقه في المستقبل القريب. كل الجهود المبذولة لدعم الحكم القائم في لبنان وتعزيز موقف (الرئيس فؤاد) السنيورة لن تجدي. ففي ضوء التحالف القائم بين "حزب الله" وبين قسم من المسيحيين بزعامة ميشال عون، من الواضح أن وضع الأطراف الموالين لسوريا في لبنان سيزداد قوة وفي نهاية الأمر سيقع لبنان في قبضة الشيعة".

رندى حيدر     

randa.haidar@annahar.com.lb     

 

 يتدخل مباشرة ولا يضغط في ملف الاستحقاق

الفاتيكان يرعى مواقف صفير ولا يحتويها

هيام القصيفي     

hiyam.kossayfi@annahar.com.lb     

النهار/الحركة الاقليمية الكثيفة التي شهدها الفاتيكان خلال اليومين الماضيين، ارخت بثقلها امس على الاتصالات واللقاءات اللبنانية في عاصمة الكثلكة، ودفعت المسؤولين اللبنانيين النافذين الى محاولة استطلاع ما يجري اقليميا ومدى انعكاسه على الملف اللبناني. في وقت بدا الأفرقاء اللبنانيون في الداخل يعملون على خط تسييس اللقاءات والمواقف الفاتيكانية من الملف اللبناني، كل بحسب الدوائر الفاتيكانية التي يتعامل معها.

ثمة مسلمة رئيسية تؤكدها اوساط كنسية لبنانية وعلى مستوى رفيع، وتلتقي معها شخصيات وزارية تعرف الاوساط الفاتيكانية جيدا، وهي ان الكرسي الرسولي بقيادة البابا بينيديكتوس السادس عشر غيره تماما تحت حكم البابا يوحنا بولس الثاني. فالظروف العالمية التي جعلت البابا البولوني يدخل روما من باب المقارعة السياسية للانظمة الشيوعية ومناهضتها، ودخوله طرفا فاعلا على خط القضايا السياسية الساخنة، سواء في اميركا اللاتينية او الشرق الاوسط، لم تعد هي نفسها التي تجعل البابا الالماني لاعبا ومحركا رئيسياً في هدم جدار برلين مثلا.

ودخول البابا السجال مع العالم الاسلامي في بداية حبريته، لم يكن وحده السبب الوحيد الذي جعل الفاتيكان ينكفىء قليلا عن الملفات الساخنة السياسية. فالنظرة الى دور الفاتيكان تختلف لدى البابا الحالي عن سلفه، وهو اقرب الى تحبيذ دور فاتيكاني كنسي روحي لاهوتي اجتماعي من الدور السياسي بالمعنى الحرفي للكلمة، اي الدخول مباشرة في الملفات السياسية لاي بلد كاثوليكي او يعيش فيه كاثوليك، ولا سيما في "البلدان الساخنة" عسكريا وامنيا.

وبحسب دوائر كنسية لبنانية، ذات معرفة وخبرة وثيقتين بالفاتيكان، ثمة تغيير جذري في مفهوم تعامل الفاتيكان مع لبنان، وهو ترك الكنيسة المارونية تتعاطى القضية اللبنانية بحسب نظرتها ومفهومها الخاص. ومن هذا المنطق لن يتدخل الفاتيكان في الشأن اللبناني على رغم التحرك الاميركي في اتجاهه عبر مساعد وزيرة الخارجية السفير ديفيد ولش والتحرك الفرنسي الذي يمثله السفير جان - كلود كوسران، الا في العنوان العريض الذي يحفظ استقلال لبنان وسيادته، والتشديد حالياً على اهمية اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها. اما تحت هذا العنوان فان القرار متروك لكنيسة لبنان التي يمثلها البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير.

ويعرف اللبنانييون المطلعون ان ثمة مفاتيح لبنانية وفاتيكانية في الكرسي الرسولي تصل المسؤولين اللبنانيين بالدوائر الفاتيكانية صاحبة القرار او  المسؤولة عن اعداد الملفات التي ترفع الى الحبر الاعظم. وتختلف نظرة كل مسؤول لبناني او من يمثله من زوار الفاتيكان حيال ما يسمع من تطمينات الى تدخل الفاتيكان لمصلحة هذا التوجه او ذاك، الى حد ان اكثر من ممثل لطرف لبناني زار الفاتيكان اخيرا وخرج بانطباعات متباينة، تعود في معظمها الى هوية القائمين على تدبير المواعيد وانتماءاتهم السياسية، ولا سيما اذا كانوا لبنانيين.

في المقابل تبدو الدوائر الكنسية اللبنانية اكثر من مرتاحة الى طريقة تعاطي الفاتيكان والشؤون اللبنانية الحالية، فدوائر وزارة الخارجية المعنية مباشرة بقضية لبنان وغيرها من القضايا الدولية، غالبا ما كانت تعرف تباينات حول اسلوب التعاطي، وتباينات تحصل في كل وزارة خارجية أكانت للفاتيكان او  الولايات المتحدة، وقد لاحظها اكثر من مسؤول لبناني فاعل زار الفاتيكان اخيرا. وتتلخص بالآتي: ثمة وجهة أولى تتحدث عن ضرورة احترام سيادة لبنان واستقلاله وضرورة الكف عن اي تدخل خارجي في شؤونه واجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها بعيدا عن اي ضغوط خارجية، ووجهة أخرى تتحدث عن المعايير نفسها، ولكن "بتواضع اكثر، وعقلانية واقعية"، اي ان هذه المبادىء لا يمكن ان تتحقق اذا ما استمرت كل التدخلات الخارجية في لبنان بما في ذلك التدخل الاميركي، وان اي مشروع جدي لكف يد سوريا عن التدخل لا يمكن ان يتحقق من دون تقديم ثمن لسوريا، اما من خلال المحكمة الدولية وإما من خلال انفتاح اميركي عليها يؤدي تلقائيا الى مشاركتها الفعلية في المؤتمر الدولي.

هذا التباين في وجهات النظر في الخارجية الفاتيكانية ليس جديدا في مسار عمل الدوائر الديبلوماسية، الا ان القرار النهائي كان يعود سابقا الى البابا يوحنا بولس الثاني. اما اليوم، وبحسب اوساط كنسية فاعلة، فقد أعطى البابا حرية اكبر لدوائره الديبلوماسية، انعكست حرية واستقلالية اكبر للكنائس، ومنها الكنيسة المارونية، وهو حاليا لا يتدخل في امور لاهوتية وكنسية اساسية في لبنان.

وتشير الدوائر الكنسية اللبنانية الى ان ثمة من راهن سابقا على التباين الملحوظ بين السفير البابوي في لبنان لويجي غاتي والبطريرك الماروني، الا ان الفاتيكان لم يترجم هذا التباين في اي موقف من بكركي، لا بل ان هذه الاوساط تؤكد ان ثمة رعاية ملحوظة لموقف البطريرك صفير من القضايا الداخلية اللبنانية، ومن الاستحقاق الرئاسي، وليست احتواء كما يريد بعضهم.

ويعني ذلك تالياً ان توقع أي ضغط فاتيكاني على البطريرك صفير من اجل الدخول مباشرة في تسمية المرشحين لرئاسة الجمهورية أو تزكية احدهم هو توقع في غير محله. وتقابل هذا الموقف الفاتيكاني احاطة شاملة للبطريرك ودعم لمواقفه. وهذا السلوك يلتقي مع كلام سمعه المسؤولون في الخارجية الفاتيكانية من مسؤولين لبنانيين، اكدوا ضرورة دعم الفاتيكان لموقف صفير وتعزيزه، من دون الدخول في لائحة مطالب محددة ومفصلة عرضها بعض زوار الكرسي الرسولي من فريقي 8 و 14 آذار.

من هذا المنطلق وخلافا لاعتقاد بعضهم، لن يكون "نداء ايلول" الذي سيصدر عن مجلس المطارنة بعد عودة صفير من روما "ايطالي النكهة". أما سبب ارجائه فيعود الى إجراء مزيد من التشاور المحلي والخارجي، لبلورة موقف اكثر حسما في موضوع الاستحقاق الرئاسي، وليس بسبب ما يمكن ان تنتجه لقاءات صفير في الفاتيكان او في روما. وفي اعتقاد الاوساط الكنسية اللبنانية ان زيارة موفد بابوي الى لبنان، لم تكن فكرة طارئة ومستعجلة. فالموفد البابوي يرسل عادة في مهمات طارئة اذا كانت حال المجموعة المسيحية والكاثوليكية في خطر داهم ومستعجل، وهذه ليست حال مسيحي لبنان اليوم، خلاف ما كانت عليه قبل عام 1990. ولا يعقل ان يزور موفد بابوي لبنان من اجل حل الخلافات المسيحية الداخلية، في شأن الاستحقاق الرئاسي. وهذا لا يعني ان الفاتيكان لا ينظر بقلق الى وضع مسيحيي لبنان والمنطقة، ولكن هذا شأن آخر، تحتاج متابعته الى تدابير فاتيكانية مختلفة لها علاقة بتطورات المنطقة ككل.

 

لماذا حجب بيان القاهرة مباركته المباشرة عن مبادرة بري؟

لقاءات الفاتيكان "الموجة الأولى" لحل بغطاء فرنسي - عربي

النهار/كانت قوى المعارضة تترقب بكثير من الاهتمام البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب الذي انعقد الاربعاء في القاهرة على امل ان يتضمن موقفا عربيا جامعا مؤيدا لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري في شأن الاستحقاق الرئاسي. ذلك ان صدور موقف مماثل كان ليعطي المبادرة زخما كبيرا ويوفر لها غطاء عربيا، مما يستتبع حكما دفع قوى الغالبية الى التعامل بمرونة اكبر مع هذه المبادرة واتخاذ موقف ايجابي منها تقل فيه الشروط وتكثر الاستعدادات لتسوية تشمل آلية الانتخاب الرئاسي كما التوافق على الرئيس الجديد.

صدر بيان مجلس الجامعة العربية متضمنا تأكيدات مبدئية لوجوب اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها لكنه جاء خلوا من اي اشارة محددة الى مبادرة بري وإن كان شجع المبادرات عموما، من دون ان يعني ذلك حتما ان روح البيان العربي وخلفيته يتقاطعان ضمنا مع بند رئيسي من مبادرة رئيس المجلس تتصل بالتوافق على الرئيس الجديد. لكن مجلس الجامعة العربية نأى بنفسه عن التورط في الخلاف الداخلي اللبناني حول آلية الاستحقاق الرئاسي المتصلة بمسألة النصاب الانتخابي، وبذلك لا يكون البيان قد تجاهل الهدف المعلن لمبادرة بري وهو التوصل الى التوافق، ولكنه لم يذهب الى حيث امل معارضون في ان يذهب اليه وهو منح مبادرة بري بطاقة عبور الى مباركة عربية شاملة.

هذا الامر لم يفاجئ في واقع الحال الاوساط الديبلوماسية المواكبة لحركة المشاورات والاتصالات الخارجية والداخلية المتصلة بالاستحقاق الرئاسي والتي اتخذت في الايام الاخيرة طابعا مهما الى حد معين، باعتبار انها قد تشكل بداية بلورة عملية للاتجاهات التي سيسلكها هذا الاستحقاق بعد بداية مهلته الدستورية في 24 ايلول.

فهذه الاوساط تلفت الى ان التطور الاهم الذي كان منتظرا في اجتماع وزراء الخارجية العرب، لم يحصل، وهو اتصال سعودي – سوري كان من شأنه ان يبدأ بمعالجة اكبر ازمة حادة عرفتها العلاقات السعودية – السورية واخرجها الى العلن تراشق اعلامي غير مسبوق بين دمشق والرياض قبل نحو عشرة ايام. وهذا يعني ان التدهور في العلاقات بين البلدين ارخى ذيوله الكبيرة على الاجتماع العربي ونتائجه وخصوصا حيال لبنان واستحقاقه، علما ان معظم اسباب انفجار الخلاف السعودي – السوري يعود الى الوضع اللبناني.

واذا كان هذا الامر يثبت نظرية الرئيس بري نفسه بان اي حل للازمة السياسية اللبنانية يقوم على معادلة "س س"، اي السعودية وسوريا بما يفرض توافقا بينهما يؤمن العبور الى توافق لبناني – لبناني، فان ثمة جانبا آخر تلفت اليه الاوساط الديبلوماسية نفسها وهو يتصل بصعوبة تعامل العرب الآخرين مع مبادرته بالايجابية التي كانت المعارضة تأمل فيها بعد التجربة المريرة لمبادرة الجامعة العربية قبل اشهر في بيروت والتي اصطدمت بتعقيدات اوليتي الرئاسة والحكومة وجعلت المبادرة في وضع المجمد. ولكن ذلك لا يعني ان دور هذه المبادرة قد انتفى واصبح من الماضي، فالاوساط نفسها تعتقد ان مرور موعد الجلسة الاولى الانتخابية التي دعا اليها بري في 25 ايلول من دون اكتمال النصاب القانوني ومن دون انتخاب رئيس جديد، سيحرك في شكل كثيف مختلف القوى الخارجية المؤثرة في الوضع اللبناني، ومن بينها جامعة الدول العربية.

وتقول الاوساط نفسها ان الجميع يترقبون ما يدور في كواليس الفاتيكان الذي ربما يشهد الموجة الاولى الفعلية لمحاولة وضع اطار للتوصل الى توافقات خارجية – داخلية حول الرئيس "التوافقي" الجديد. وتبرز في هذا المجال الدور المعنوي الكبير الذي يمكن الفاتيكان الاضطلاع به في تشكيل خلفية قوية وداعمة من دون تردد للبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في اي موقف يتخذه من الاستحقاق، الذي ينظر اليه الفاتيكان من زاوية مختلفة تماما عن رؤية الدول الاخرى اليه. فما يعني الفاتيكان اولا واخيرا في هذا الاستحقاق هو اخراج المسيحيين من لعبة الاستقطاب بين المحاور الاقليمية التي تتنفس بقوة عبر محوري الصراع الداخلي في لبنان. وهو خروج حتمي بنظره  لانقاذ المسيحيين في لبنان وعبرهم في المنطقة من خطر الهجرة المتعاظمة وفقدان الدور الفريد الذي يمكنهم الاضطلاع به بين موجات التطرف والاصولية والارهاب وما اليها من ظواهر تضرب المنطقة بعنف.

وتضيف الاوساط الديبلوماسية ان الفاتيكان يبلغ ممثلي الدول الاقليمية والعربية والاجنبية كافة نظرته هذه الى الاستحقاق على سبيل حضها على وقف توظيف الساحة اللبنانية واستعمالها لتصفية الخلافات او تحكيم المصالح من زاوية تبنيها الى ان عدم حصول الاستحقاق الرئاسي سيهدد مصالح هذه الدول نفسها من خلال تهديده باشعال بؤرة جديدة في المنطقة لا مصلحة فيها سوى لقوى التطرف. ويبدو ان جميع الدول المعنية ملزمة الاخذ بهذا الموقف والتكيف معه ولكن قد يكون مبكرا الحكم على ممارساتها والاساليب التي ستتبعها، لان هذا الامر لن يظهر بوضوح الا مع حلول المراحل الحاسمة التقريرية للاستحقاق في مواعيد متأخرة جدا ضمن اطار المهلة الدستورية. ومن غير المستبعد والحال هذه، ان يأتي "الحل التوافقي" في حال نضج ظروفه بعباءة عربية – فرنسية مدعومة فاتيكانيا ودوليا، وهو ما يفسر الاقتراب الكبير بين المبادرتين العربية والفرنسية والذي سيتبلور اكثر في الاسابيع المقبلة.

 

البابا لصفير: أصلّي ليكون عندكم رئيس جديد

البطريرك الماروني لـ"النهار": كوسران يأمل تحسّناً

النهار/"أصلي من اجل لبنان ومن اجل ان يكون عندكم رئيس جديد في الموعد الدستوري المحدد". بهذه العبارة خاطب الحبر الاعظم البابا بينيديكتوس السادس عشر البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير خلال لقاء قصير معه امس، وردد العبارة امام المشرف على مرشدية السجون في مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان المطران شكرالله نبيل الحاج، خلال لقاء عام للبابا مع المشاركين في مؤتمر المرشدية الكاثوليكية العالمية للسجون في المقر البابوي الصيفي كاستل غوندولفو امس، على هامش المؤتمر. وقد القى الرئيس العالمي للمرشدية الدكتور كريستيان كون كلمة طلب فيها البابا مباركة اعمال المؤتمر، ثم رد البابا بكلمة شرح فيها اوضاع السجناء في العالم داعياً الى الاهتمام بهم ومعاملتهم بالطرق الانسانية.

وبعد انتهاء الكلمة استقبل البابا المشاركين، واستهل اللقاء باستقبال البطريرك الماروني الذي اجلس وسط الصالة التي استقبل فيها المؤتمرين، وحيّاه في حرارة ثم تبادل حديثاً قصيراً لبعض الوقت معه، تخلله كلام عن لبنان، شكر بعدها البطريرك اهتمام البابا بهذا البلد، ثم تابع استقبال المشاركين الاخيرين.

كذلك استقبل البابا وزير العدل الايطالي كليمانتي ماسيلا واركان الوزارة وحيا جهودهم.

وعلمت "النهار" ان اللقاء السريع مع البابا، كان تمهيداً للقاء آخر بين رأس الكنيسة الجامعة ورأس الكنيسة المارونية، يعقد في الايام القليلة المقبلة.

كذلك علم ان الاجتماع الذي عقد بين البطريرك وامين سر دولة الفاتيكان الكاردينال ترشيزيو برتوني والذي استمر اربعين دقيقة بعيد وصول البطريرك الى روما قبل ظهر الاربعاء، وضع الخطوط العريضة للقاء الذي سيحصل لاحقاً مع البابا، وقد جاء قبل لقاءات مع زوار كبار للكرسي الرسولي معنيين بموضوع لبنان، وهم نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ووزير الخارجية السعودية الامير سعود الفيصل ورئيس دولة اسرائيل شمعون بيريس.

على صعيد آخر، كشف البطريرك الماروني لـ"النهار" ان لقاءه وممثل وزير الخارجية الفرنسي جان - كلود كوسران الى مائدة عشاء في السفارة الفرنسية مساء الاربعاء، كان "جيداً جداً"، مشير الى انه لمس من الموفد الفرنسي ارتياحاً الى ان الامور تتحسن واضاف ان كوسران "يأمل في ان تتحلحل الامور اكثر"، لافتاً الى ان الديبلوماسي الفرنسي لاحظ "تراجعاً في التشنج" لدى الافرقاء المعنيين.

وشارك في عشاء العمل الذي عقده البطريرك صفير مع كوسران، السفير الفرنسي فوق العادة في الكرسي الرسولي برنان كسدجيان والسفير اللبناني ناجي ابي عاصي.

الى ذلك التقى البطريرك صفير في مقره في المدرسة البطريركية المارونية في روما وفد وكالة الرهبانية اللبنانية المارونية برئاسة الاب بولس قزي، ووفد وكالة الرهبانية المارونية المريمية برئاسة الاب شربل مهنا، ضم معلم الاخوة الدارسين الاب بيار نجم والرهبان والاخوة.

واستفسر البطريرك امام الوفدين عن احوال الرهبان والاخوة وسأل كلاً منهم عن بلدته وعن اهله وحياته في الدير، ثم رد على اسئلتهم عن الاوضاع في لبنان، وخصوصاً في ضوء الازمة السياسية القائمة، واستعار التشنج كلما اقترب موعد الاستحقاق الرئاسي.

كذلك شرح البطريرك وجهة نظره من الازمة الراهنة واسبابها، معتبراً ان اللبنانيين لو غلّبوا المصلحة العامة على المصلحة الشخصية لامكنهم تخطي المحنة والعودة بلبنان الى ما كان عليه في السابق من ازدهار ونمو. ملاحظاً ان حال التشرذم هي التي اوصلت لبنان الى ما وصل اليه، مؤكداً اهمية توحيد الصف المسيحي خصوصاً واللبناني عموماً في استعادة لبنان حريته واستقلاله وسيادته.

ومساء امس استقبل البطريرك صفير في مقره الدكتور داود الصايغ مستشار رئيس كتلة "المستقبل" سعد الحريري، وعرض معه الاوضاع والتطورات الاخيرة في لبنان. روما – من حبيب شلوق     

 

استطلاع أوروبي: اللبنانيون مع رئيس استقلالي وضد المرشح الأوحد

"تمنيات دولية" بانسحاب عون لمصلحة رئيس وفاقي

النهار/عبد الكريم ابو النصر

"كشفت المشاورات السرية الأميركية – الأوروبية – العربية وجود اقتناع لدى الدول المعنية بمصير لبنان بان الرئيس اللبناني الذي سيحدث صدمة ايجابية ويؤمن الظروف الملائمة لاخراج البلد من مأزقه هو الرئيس القدير القوي الشخصية الاستقلالي التوجهات والمواقف غير المرتبط بسوريا، لان انتخابه سيحقق حينذاك التفافا لبنانيا كبيرا حوله وحول برنامجه ويوفر دعما عربيا ودوليا واسعا يحتاج اليه هذا البلد لمعالجة مشاكله المختلفة. ومثل هذا الرئيس يجب التفاهم عليه خلال قمة تعقدها القيادات اللبنانية من دون شروط مسبقة في اسرع وقت ممكن، وهو ما يجب ان تفضي اليه مبادرة الرئيس نبيه بري اذا ما تم تطويرها بحيث تأخذ في الحسبان موقف الغالبية وليس فقط موقف المعارضة. وقد اظهر تقويم سياسي – شعبي لخيارات اللبنانيين اجرته دولة اوروبية بارزة معنية بالامر ان اللبنانيين بغالبيتهم العظمى يرفضون تعطيل الانتخابات او منع اجرائها اذا لم يتمكن مرشح معين هو العماد ميشال عون من ضمان فوزه فيها، وان الاولوية بالنسبة اليهم هي حفظ مقام رئاسة الجمهورية والخروج من المرحلة الانتقالية الخطرة التي تمر فيها البلاد".

هذا ما اكدته لنا مصادر ديبلوماسية اوروبية وثيقة الاطلاع في باريس. واوضحت ان التقويم او الاستطلاع السياسي – الشعبي الذي اجرته هذه الدولة الاوروبية حول خيارات اللبنانيين ومواقفهم عبر سفارتها في بيروت واتصالاتها مع مختلف الاطراف المعنيين اظهر الامور الاساسية الآتية:

• اولا – ان اللبنانيين بغالبيتهم الواسعة ومن مختلف الطوائف يعلقون الكثير من الآمال على انتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية ويرون ان هذا الاستحقاق يجب ان تكون له الاولوية في هذه المرحلة ولذلك يرفضون تأجيل الانتخابات او عرقلة اجرائها من اجل مرشح معين او تنفيذا لشروط ومطالب لهذا الفريق او ذاك.

• ثانيا: ان المسيحيين تحديدا وبغالبيتهم العظمى يعارضون بشدة اي خطوات او اعمال من اي جهة اتت تمنع اجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها ويرون ان حصول فراغ رئاسي يشكل انتقاصا من مقام رئاسة الجمهورية وتقليصا لدور المسيحيين في ادارة شؤون البلد، وهو ما ليس ممكنا قبوله.

• ثالثا: ان المسيحيين بغالبيتهم العظمى يؤيدون ويدعمون رئيسا للجمهورية يوحي بالثقة قديرا وقوي الشخصية واستقلالي التوجهات والمواقف، لكنهم يرفضون حصر خيارهم في مرشح معين ويرون ان هناك عددا من المرشحين المعروفين والبارزين الجديرين بتولي هذه المسؤولية. ويؤيد المسيحيون بغالبيتهم العظمى انتخاب احد هؤلاء المرشحين، ولو لم يكن المفضل لديهم، بدلا من تعطيل اجراء الانتخابات، ولذلك فهم يرفضون المساهمة في تعطيلها من طريق الاعتصامات او النزول الى الشارع او استخدام وسائل التهديد المختلفة دعما لمرشح معين، اذ ان موقع رئاسة الجمهورية بالنسبة اليهم اكثر اهمية من الاشخاص ما دام الرئيس المنتخب واضحا وحازما في خياراته الاستقلالية وفي تصميمه على تقوية الدولة ومؤسساتها وفي حرصه على دور المسيحيين وعلى الدفاع عن حقوقهم.

• رابعا: هناك غالبية واضحة من اللبنانيين ومن مختلف الطوائف تعارض انتخاب رئيس "سوري الميول والانتماء" ويشكل استمرارا لعهد اميل لحود. لكن الشيعة بغالبيتهم العظمى سيفعلون ما يطلبه منهم "حزب الله". غير ان لجوء الشيعة الى الشارع او الى التصعيد بوسائل غير شرعية لمنع انتخاب رئيس يرفضه "حزب الله" والسوريون، سيثير ردود فعل سلبية للغاية في صفوف المسيحيين بمن فيهم انصار عون، اذ سيبدو كأن الطائفة الشيعية تريد اضعاف دور المسيحيين ونفوذهم من خلال التصرف كما تريد بموقع رئاسة الجمهورية.

وقالت المصادر ان هذا التقويم المرسل الى "اصحاب القرار المعنيين بالملف اللبناني" اعد طوال اسابيع وشمل استطلاع آراء مواطنين من مختلف المناطق وكذلك آراء عدد كبير من الشخصيات اللبنانية المدنية وغير المدنية، السياسية وغير السياسية وذات الميول والانتماءات المختلفة.

4 أخطاء للمعارضة

وأفادت المصادر الديبلوماسية الغربية الوثيقة الاطلاع في باريس ان ديبلوماسيا اوروبيا زار لبنان حديثا، شدد في تقريره الى رؤسائه على ان المعارضة اللبنانية ترتكب اربعة اخطاء اساسية في تعاملها مع معركة الرئاسة وهي الآتية:

• الخطأ الاول ان المعارضة تنتقص فعلا من مقام رئاسة الجمهورية حين تضع شروطا لتأمين نصاب الثلثين في مجلس النواب تمهيدا لانتخاب الرئيس، وابرز هذه الشروط التمسك بتشكيل حكومة وحدة وطنية لها فيها الثلث المعطل وهو ما يثير مخاوف مشروعة لدى الغالبية والكثير من اللبنانيين من ان تكون هذه الحكومة بديلا من الانتخابات وان يبقى منصب رئيس الجمهورية شاغرا سنتين على الاقل. ولم يسبق في تاريخ لبنان المستقل ان اخضع انتخاب رئيس الجمهورية لشرط كهذا، او لاي شرط خارج ما يحدده الدستور الذي لم ينص على تشكيل حكومة وحدة وطنية شرطا لاجراء الانتخابات الرئاسية. ولذلك تراجعت المعارضة عن هذا المطلب.

الخطأ الثاني هو ان المعارضة تهدد وجديا بمنع انتخاب الرئيس الجديد اذا لم يعجبها اي مرشح تدعمه الغالبية او اذا لم تكن القيادة السورية موافقه عليه. وهذا الموقف ابلغ رسميا الى جهات عربية ودولية معنية بالملف اللبناني. وليس ثمة اي نص في الدستور اللبناني او في دستور اي دولة ديموقراطية يمنح المعارضة حق منع اجراء الانتخابات الرئاسية، بل ان دور المعارضة يقتصر على التصويت ضد مرشح لم يعجبها وليس منع تأمين النصاب لانتخابه اذا كانت هناك غالبية من النواب تؤيده.

• الخطأ الثالث الذي ترتكبه المعارضة هو رفضها الاعتراف بالغالبية النيابية الحالية كغالبية وسعيها الى الغاء دورها وصلاحياتها وحقوقها في عملية اختيار الرئيس الجديد. بل ان المعارضة تتصرف على اساس انها هي التي تقرر مصير الانتخابات الرئاسية مع انها اقلية في مجلس النواب، وهذا ما يتناقض مع نص الدستور وروحه ومع تقاليد النظام الديموقراطي. وفي المقابل، ليست الغالبية راغبة في فرض مرشح معين على المعارضة بل انها تبدي انفتاحا للحوار والتفاهم معها على مرشح للرئاسة مقبول لدى الطرفين ويكون جديرا فعلا بتولي هذه المسؤولية. وتخطئ المعارضة برفضها عرض الغالبية هذا.

• الخطأ الرابع ان المعارضة تستخدم اسلوب التهديد وتبدو مستعدة للجوء الى العنف والتصعيد ومختلف انواع الضغوط لتعطيل الانتخابات الرئاسية اذا لم تتمكن من فرض مرشحها، وهي تتصرف كأنها تملك وحدها منصب رئيس الجمهورية وكأنه ليس من حق اي فريق لبناني آخر، ولو كانت لديه غالبية الاصوات في مجلس النواب، خوض هذه المعركة وفقا لما ينص عليه الدستور.

وحذر هذا الديبلوماسي الاوروبي في تقريره من ان المعارضة اللبنانية تهدد، بتصرفاتها ومواقفها، السلم الاهلي والوحدة الوطنية اذا لم تتراجع وتقبل قواعد اللعبة الدستورية واسس النظام الديموقراطي وتحترمها.

انسحاب عون؟

وفي هذا الاطار، قالت المصادر الديبلوماسية الاوروبية الوثيقة الاطلاع ان مختلف الجهات العربية والدولية المعنية بتطورات الاوضاع اللبنانية "على اقتناع بان الخيار الافضل الذي يمكن ان يعتمده العماد ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر هو ان يتخذ قرارا بالانسحاب من معركة الرئاسة بدل الاصرار على خوضها باي ثمن والتلويح باستخدام مختلف الوسائل لفرض نفسه مرشحا وحيدا للمسيحيين لهذا المنصب، وان يدعم مرشحا آخر استقلالي المواقف والتوجهات ويكون جديرا فعلا بتولي هذه المسؤولية الرفيعة".

واضافت المصادر ان الجهات العربية والدولية تدرك تماما ان زعيم "التيار الوطني الحر" له موقعه المميز ورصيده الشعبي في الساحة اللبنانية، "لكن مواقفه وتحالفاته واسلوبه الهجومي القاسي في التعامل مع الافرقاء اللبنانيين غير المتفقين معه في الرأي تدفع الى الجزم بانه ليس هناك اي امل في ان يحصل عون على غالبية الاصوات في مجلس النواب للفوز بالرئاسة، وهو كذلك ليس مرشحا يمكن حصول توافق في شأنه بين الغالبية والمعارضة، كما ان التهديدات والاعتصامات والاستعانة بالشارع بدل ابقاء المعركة داخل مجلس النواب ستضعف موقعه اكثر فاكثر ولن تساعده باي شكل على الوصول الى قصر الرئاسة".

وامتنعت عن القول ما اذا كانت احدى الجهات الدولية "نصحت" عون فعلا بالانسحاب من المعركة ودعم مرشح آخر للرئاسة، لكنها شددت على ان زعيم "التيار الوطني الحر" يخطئ اذ يتصرف على اساس انه المرشح الشرعي والطبيعي الوحيد للرئاسة لانه، في تقديره، يمثل غالبية المسيحيين ولان من حق الموارنة اختيار رئيس الجمهورية كما فعل الشيعة باختيارهم نبيه بري لرئاسة مجلس النواب وكما فعل السنة باختيارهم فؤاد السنيورة لرئاسة الحكومة. كما ان عون يخطئ اذ يضع اللبنانيين امام احد خيارين: فاما ان يختاره مجلس النواب بغالبية الاصوات رئيسا للجمهورية فيكون المجلس شرعيا، واما ان يفقد هذا المجلس شرعيته اذا دعمت غالبية اعضائه سواه، فيجب تاليا حل المجلس واجراء انتخابات نيابية مبكرة بحيث يختار المجلس الجديد رئيس البلاد.

وترى المصادر الاوروبية ان عون يخطئ باتخاذه هذه المواقف للاسباب الرئيسية الآتية:

• اولا- ان الشيعة لم يفرضوا نبيه بري على الافرقاء اللبنانيين الآخرين المسيحيين والمسلمين بل تم التشاور والتفاهم بين مختلف الافرقاء في شأن انتخابه رئيسا لمجلس النواب، كما ان فؤاد السنيورة اصبح رئيسا للحكومة لان غالبية من النواب ومن مختلف الطوائف اختارته لتولي هذا المنصب. وليس كافيا ان يرئس عون كتلة نيابية مسيحية كبرى كي يصبح تلقائيا وشرعيا رئيسا للجمهورية، بل يجب ان يحصل على دعم غالبية النواب ومن طوائف مختلفة. اضف ان هناك عددا كبيرا من النواب المسيحيين يعارضون انتخاب عون رئيسا للجمهورية.

• ثانيا- ان النظام اللبناني نظام ديموقراطي وليس نظاما ديكتاتوريا يستطيع فيه سياسي ما او تنظيم ما ان يفرض بالقوة وبالتهديد على غالبية اللبنانيين ونوابهم رئيسا معينا كما كان يحصل في زمن الهيمنة السورية.

والخيار الديموقراطي الذي يحفظ وحده السلم الاهلي ويمنع الانزلاق الى الاقتتال الداخلي، يفترض اما التوافق من طريق الحوار على رئيس معين مقبول لدى مختلف الاطراف، واما فتح المجال امام التنافس الديموقراطي الحر بحيث يخوض معركة الرئاسة اكثر من مرشح ويختار النواب منهم الافضل لمنصب الرئاسة.

• ثالثا - النظام الديموقراطي يفترض احترام المهل الدستورية والتناوب السلمي للسلطة بين الغالبية والمعارضة، وكما تمسكت المعارضة ببقاء اميل لحود في منصبه حتى اليوم الاخير من ولايته على رغم انه جرى التمديد له بقوة الضغوط والتهديدات السورية، فان من الطبيعي والسليم ديموقراطيا ان يكمل مجلس النواب المنبثق من انتخابات حرة ولايته فتجري الانتخابات النيابية في موعدها وبعد تبني قانون انتخابي جديد عادل ومتوازن.

رابعا – في تاريخ لبنان، منذ الاستقلال حتى اليوم، لم ينتخب اي رئيس للجمهورية على اساس انه "الاقوى مسيحيا" و"الاكثر شعبية في صفوف المسيحيين" او على اساس انه يرئس كتلة مسيحية نيابية كبيرة، بل كان الشرط الاساسي، في مرحلة ما قبل الهيمنة السورية، للفوز هو تمتع المرشح للرئاسة بالقدرة على تأمين دعم سياسي – نيابي واسع يتجاوز اطار طائفته. ولم يكن اي من رؤساء الجمهورية الذين انتخبوا منذ الاستقلال حتى مرحلة الهيمنة السورية هو الاقوى والاكثر شعبية في صفوف المسيحيين: فبشارة الخوري وكميل شمعون وفؤاد شهاب وشارل حلو وسليمان فرنجيه والياس سركيس وامين الجميل لم يكونوا لدى انتخابهم رؤساء، الاقوى والاكثر شعبية في صفوف المسيحيين. اما انتخاب بشير الجميل رئيسا، فكان حدثا استثنائيا في ظرف استثنائي.

هذه الوقائع والحقائق تدفع الجهات العربية والدولية الى التمني ان يتخذ ميشال عون "قرارا سياسيا شجاعا صائبا يعكس الحرص على المصلحة العامة وعلى السلم الاهلي في لبنان"، على حد قول المصادر الاوروبية المطلعة، "ويتمثل في اعلان انسحابه من معركة الرئاسة وتأييده العلني الصريح لمرشح آخر قادر على تأمين التفاف واسع حوله ويتمتع بالمواصفات المطلوبة التي تمكنه من العمل على حماية استقلال لبنان وسيادته والحفاظ على الوحدة الوطنية والمساهمة في اعادة الاستقرار والامن والحياة الطبيعية الى هذا البلد والى ابنائه".

بقلم عبد الكريم أبو النصر     

 

 حمّلت المعارضة مسؤولية غلاء المعيشة/الكتلة ترحّب بمبادرة بري... بشرط

اعتبر حزب الكتلة الوطنية اثر اجتماع لجنته التنفيذية الدوري برئاسة العميد كارلوس اده، في حضور الامين العام جوزف مراد ورئيس مجلس الحزب بيار خوري، ان "انتصار الجيش اللبناني ضد زمرة الارهابيين في مخيم نهر البارد يدل على ان وحدة الشعب اللبناني واجهزة الدولة بكل مؤسساتها المدنية والعسكرية كفيلان باحلال الامن وصون السيادة، على الاراضي اللبنانية ولا حاجة الى بديل".

ورحب الحزب بمبادرة الرئيس نبيه بري "بشرط الاتفاق على السياسة الوطنية العليا، فالمهم ليس اسم الرئيس بل السياسة المتبعة من هذا الرئيس والمتفق عليها بين فريقي الاكثرية والاقلية، وألا تكون على حساب الحرية والسيادة".

وتوقف عند ارتفاع الاسعار الذي اصاب مختلف القطاعات الحياتية، خصوصا المواد الاستهلاكية، ورأى انه "بدأ يؤثر في شكل كبير على المواطنين قبل الاعياد وبداية العام الدراسي. رغم علمنا بمدى تأثير ارتفاع الاسعار عالميا وتقلّب العملات الاجنبية، يجب الاعتراف بأن للظروف الداخلية التأثير الاكبر  في زيادة مستوى غلاء المعيشة، واهم هذه الظروف هي: حرب تموز 2006، استقالة وزراء المعارضة، الاعتصام في وسط بيروت، اغلاق مجلس النواب وعجز الحكومة عن التوصل الى حلول لبعض المشاكل الاقتصادية نظرا الى الظروف الامنية المحيطة بها رئيسا ووزراء والتي تهدد امنهم الشخصي".

واعتبر ان "هذه الاسباب قد ضغطت على العملة الوطنية مما ادى الى بقاء نسب الفوائد مرتفعة من اجل المحافظة على القدرة الشرائية والدفاع عن الليرة، هذا امر كان يمكن تخطيه لولا الظروف المذكورة". ورأى ان "العوامل المذكورة اعلاه أدت الى نشوء ضائقة معيشية يئن تحت وطأتها المواطن اللبناني وهي تساهم في هجرة شبابية لافتة، والى امتناع المستثمرين عن ضخ الاموال في الاقتصاد اللبناني والى ارتفاع لافت في اسعار المواد الاولية. ان الاقتصاد اللبناني يدفع القسط الاكبر من عدم مسؤولية  بعض السياسيين ووصوليتهم الذين يعتقدون انه بافقار الشعب سيجعلونه ينقلب على مسؤوليه، من اجل ان يسيطروا عليه بيد من حديد".

 

انتصار لبناني يوحّد.. "نصر إلهي" يهدم ويقسّم

المستقبل - الجمعة 7 أيلول 2007 - نجيب سليم زوين (*)

ناضل اللبنانيون لأكثر من ثلاثة عقود لاسترجاع السيادة والقرار الحر...

انتظر اللبنانيون بشوق ولهفة عودة الدولة الى الدولة... والجيش الى الوطن...

فمنذ اتفاق القاهرة المشؤوم ولبنان يعيش حالة من التقسيم والتفتيت والحروب، فرضت عليه تنفيذاً لمخطط خارجي وخدمة لمصالح اقليمية ودولية...

بنى اللبنانيون الامال على انتفاضة الاستقلال وثورة الارز عام 2005,. لكن ارتباط البعض، ممن يفترض انهم كانوا اركان هذه الثورة، باتفاقات مسبقة وانتقالهم الى ضفة "شكراً سوريا"، والانقلاب على مسيرة السيادة، طمعاً بكرسي وارواء لحقد دفين، كل هذا عاق الانتصار والتغيير واوقع البلاد في مآزق كثيرة... ليس اقلها حرب تموز 2006,. ومحاولة الانقلاب في 23 كانون الثاني.. واحتلال وسط العاصمة...

اولاً: 12 تموز 2006 كانت عملية نوعية من قبل حزب الله، خدمة لاجندة إيرانية، فخطف الحزب جنديين اسرائيليين من داخل الخط الازرق... عملية كافية لإشعال حرب ضروس مع اسرائيل انتهت في 14 آب 2006 بقرار مجلس الامن الرقم 1701,. تركت آثارها على اكثر من صعيد:

* انساني: آلاف القتلى والجرحى والمعوقين.. واكثر من مليون مهجر...

* مادي: تهديم للبنى التحتية... تدمير بلدات وقرى... نسف مئات الجسور... نعمل حتى اليوم لإعمارها...

* معنوي: تركت هذه الحرب المفتعلة خدمة لغايات خارجية، اثاراً مدمرة في التركيبة اللبنانية وفي ذاكرة الشعب اللبناني لن تنسى بسرعة:

أ ـ ضربت مسيرة السلم الاهلي... قسّمت اللبنانيين وافقدتهم الثقة بين بعضهم البعض... على رغم ورقة التفاهم بين الجنرال عون وحزب الله...

ب ـ هجّرت الادمغة... افقرت الشعب... ضربت النمو الاقتصادي... وخصوصاً باريس­3,.

ج ـ اظهرت ان هناك فئة تستغل هذا "النصر الالهي"، متكلة على "ورقة التفاهم" للاستقواء والاستعلاء على فريق لبناني آخر محاولة فرض خيارات ليست في مصلحة لبنان ووحدته.

د ـ امتلاك حزب الله وحيداً، قرار الحرب والسلم والعبث بمصير اللبنانيين وإبقاء لبنان ساحة للصراعات الخارجية.

ثانياً: وفي 20 أيار 2007 بدأت المواجهة بين الدولة السيدة الممثلة بقواها الامنية الذاتية، وعلى رأسها الجيش، مع قوى الإرهاب التي انتهت في 2 ايلول 2007 حيث سطر الجيش اللبناني اروع ملحمة من البطولة والتضحية والفداء ونكران الذات، وهو قدم:

أ ـ اكثر من 163 شهيداً بين ضابط وجندي... روّوا بدمائهم الذكية ارض الوطن... ومئات الجرحى والمعوقين لم يبخلوا بأغلى ما لديهم دفاعاً عن القضية... ابطال من الشعب كل الشعب.. وللشعب كل الشعب.. ابطال من كل لبنان... ولكل لبنان: من الشمال... من الجنوب... من البقاع... من العاصمة... من الجبل... سقوا بدمائهم وعرقهم تراب الارزة رمز الكرامة والعنفوان والسيادة "حتى تبقى الارزي خضرا...".

ب ـ 163 شهيداً.. مئات الجرحى والمعوقين... نضال آلاف الابطال في مواجهة الارهاب محوا من الذاكرة اللبنانية ما علق من آثار مدمرة منذ اتفاق القاهرة المشؤوم.. ولغاية حرب تموز المفتعلة.. مؤكدين ان لبنان وطن لا ساحة...

* حرب تموز 2006: "نصر الهي" مزعوم وضع في خدمة دويلة حزب الله فقسّم الوطن.

* 20 حزيران... 2 ايلول 2007 انتصار بطولي حقيقي لبناني مئة في المئة اجترحه ابطال من بلادي كل بلادي... في وجه الإرهاب والتفرقة.. فوحد الوطن والشعب....

(*) المنسق العام

للمكتب المركزي للتنسيق الوطني

 

أكد أن المشاريع والأفكار الأحادية لا تنجح في لبنان

الأمين: ولاية الفقيه للأنبياء والرسل لعصمتهم وليس لبشر يقول لجماعته "أنتم أشرف الناس"

المستقبل - الجمعة 7 أيلول 2007 - أكد مفتي صور وجبل عامل العلامة السيد علي الامين أن ولاية الفقيه اعطيت للأنبياء والرسل باعتبار عصمتهم وعدم فئويتهم ومناطقيتهم وانحيازهم، فكيف يمكن ان تعطى لبشر يخطئ ويصيب ويظلم وقد يصنف الناس اصنافا، ويقول لجماعته مثلا "انتم اشرف الناس، انتم اكرم الناس"، ثم "جماعتي الى الجنة دون سواهم"؟". واعتبر ان "ان ما يسمى بحزام شيعي هو كلام سياسي، لان كل طائفة في الشرق الاوسط لها علاقة مع دول، لكن لا يجوز ان تكون روابط الاديان على حساب الاوطان". وأكد "ان لبنان لا تنجح فيه المشاريع والافكار الاحادية، لأنه قائم على العيش المشترك والنظام البرلماني الحر، وهناك اتفاقات سياسية تحولت الى جزء من الدستور اللبناني، هذه كلها يجب ان نحترمها كاتفاق الطائف وغيره"، موضحا "نحن ضد ان يتحول الجنوب الى ساحة حرب، وان يتحول لبنان كله الى ان يكون واجهة صراع وحيدة في الصراع العربي ­ الاسرائيلي وبقية الدول العربية "ما خصها". نحن ضد الارتباطات الخارجية التي تؤثر على سياسة اهلنا ومصيرنا ووطننا، كما اننا نريد لكل العلاقات مع كل الاحزاب ان تمر عبر الدولة اللبنانية فقط، الدولة اللبنانية الواحدة، الوطن الواحد والشعب الواحد على تنوعه وتعدده".

وقال الامين في لقاء اقامته الجامعة الشعبية في حزب "القوات اللبنانية" في مدرسة الكلية الشرقية في زحلة: "ان مسألة ولاية الفقيه انتقلت من كتب الفقهاء لتصبح مادة في دستور الدولة الايرانية منذ وصول الامام الخميني الى سدة الحكم. وأنني أذكر أنه طرح هذه المسألة في النجف، لكنه لم يلق استجابة على الاطلاق من جامعة النجف او من جامعات العلم الاخرى لان جذور هذه المسألة في ولاية الفقيه كانت بحثا في الاحوال الشخصية، اما الولاية السياسية، ان كانت موجودة، فهي ثابتة للانبياء والمرسلين وللائمة المعصومين"، مشيرا الى "ان هناك وجهة نظر تقول بأن الدور الاساسي للانبياء والمرسلين والاوصياء من بعدهم ليس دورا سياسيا".

اضاف: "هذه الولاية، على تقدير شمولها للولاية السياسية والتي تثبتت للانبياء والرسل لانهم معصومون ولا يصنفون البشر اصنافا واقساما، فليس من مواطن درجة اولى وثانية عند الرسل والانبياء، الناس سواسية كأسنان المشط. هذه الولاية التي اعطيت لهم باعتبار عصمتهم وعدم فئويتهم ومناطقيتهم وانحيازهم، فكيف يمكن ان تعطى لبشر يخطئ ويصيب ويظلم وقد يصنف الناس اصنافا، ويقول لجماعته مثلا "انتم اشرف الناس، انتم اكرم الناس"، ثم "جماعتي الى الجنة دون سواهم؟".

وتابع: "الولاية التي تثبت للفقيه او للفقهاء عموما كما يقولون، يعبر الفقهاء انها ولاية تثبت في مورد بسط اليد، اي ان الفقيه الذي بسطت يده، اي المكان الذي اختير فيه حاكما، ولذلك ليست ولايته عابرة للحدود والاوطان والشعوب والمجتمعات، فاذا اختار الشعب الايراني فقيها شأنه ان يختار، ولكن ليس من ولاية على الشيعة في العراق او في لبنان او اي مكان في العالم، وهي ليست ولاية بمعنى الاستيلاء والالغاء وانما هي بمعنى طاعة الاحكام والقوانين المرعية. فاذا كنت في ايران يقول لك الفقيه اذهب الى التجنيد الاجباري ولكن ما علاقتي هنا في لبنان بالتجنيد الاجباري؟. اذن هذه امور ليس للفقيه ولاية خارجها، ولو كان كذلك لأدى هذا الى اختلال الانظمة والعلاقات في الامم والمجتمعات. فلكل شعب خصوصياته، ولكل وطن الاسس التي قام عليها واتفق عليها ابناؤه بحيث لا يصح عندئذ ان يتدخل اي فريق في وطن اخر كما هو المتعارف بين الامم والشعوب والتي ايدتها طبعا رسالات السماء".

وعن العلاقة بين ولاية الفقيه وما يسمى بالحزام الشيعي، قال: "ولاية الفقيه لا علاقة لها بهذا العالم وهي ألبست ثوبا غير ثوبها، لانها يجب ان تكون ولاية الفقهاء وليس الفقيه الواحد، ولاية الفقيه هي صيغة من الصيغ المذهبية التي لم يمارسها الائمة في حياتهم، حتى أئمة اهل البيت، لذلك فأنا لا اعتقد انه سيكتب لها النجاح حتى في ايران نفسها، لان فيها كثيرا من الفقهاء الذين هم ضد مشروع ولاية الفقيه بالمعنى السياسي الذي يمتد خارج حدود ايران، وحتى داخل ايران توجد اشكالية في اصل حكومة ولاية الفقيه. واعتقد ان ما يسمى بحزام شيعي هو كلام سياسي، اننا نؤكد مرارا وتكرارا ان كل طائفة في الشرق الاوسط لها علاقة مع دول، لكن لا يجوز ان تكون روابط الاديان على حساب الاوطان، فالروابط الدينية مع اي دولة يجب ان تؤدي الى علاقة ثقافية وتبادل ثقافي انما لا يجوز ان تكون العلاقة بين الطائفة واي دولة اخرى، انا ارى الخلل في الدولة اللبنانية التي يجب الا تفسح المجال لدول العالم ان تكون علاقاتها مباشرة بالطوائف، يجب ان تحزم الدولة امرها وتخاطب العالم. نحن كطائفة لا نرضى بهذا الامر، وحتى الطائفة الشيعية تريد ان تكون العلاقة معها عبر الدولة التي تمثلنا جميعا".

وعن مستقبل الولاية في لبنان؟ قال:"لا ارى لها مستقبلا في ايران نفسها، لان ايران وطن فيه قوميات متعددة ومذاهب مختلفة وولاية الفقيه لا تنسجم مع تعدد المذاهب، وهذه الولاية اذا ارتضوها في ايران على اختلاف مذاهبهم هذا شأنهم، اما في لبنان فلنا صيغتنا وخصوصيتنا القائمتان على صيغة العيش المشترك الذي انبثق عنه نظام سياسي مدني ارتضيناه جميعا، وهذا يشكل اساسا لاستمرار لبنان وبقائه، فأي صيغة سياسية او فكرية لا تكون مرآة لواقع الشعب والوطن الذين انبثقت منه هي صيغة ميتة، واي نظرة احادية الجانب يكتب لها الفناء. النظام الذي ينجح هو الذي ينبثق عن هذا التنوع وهذه التعددية وهذه الرسالة الفريدة في العالم رسالة التعايش بين المسيحية والاسلام".

وحول التكليف الشرعي خصوصا يوم الانتخابات، قال: "اقول لابنائنا واعزائنا من الناس الذين يحاولون ان يرتبطوا بالتكليف الشرعي، ان له مصادره واشخاصه ولا يؤخذ من حالة تنظيمية وحزبية يؤخذ من مرجعية دينية، وكلهم ينصون على ان التكاليف الشرعية لا علاقة لها بعالم الانتخابات. فمنذ مدة انتخبوا في العراق مجلس نواب وحكومة لها علاقة مع السلطات الاميركية، وما شاء الله يرحبون بها. هذا عمل سياسي يجب ان يتنبه له الناس لانه لو كان امرا دينيا فالدين لا يختلف ساعة في العراق وساعة في لبنان وساعة في ايران. فلقاء الايرانيين مع الاميركيين في العراق جائز وهنا في لبنان، لا، اختلفوا انتم وقولوا هناك مشروع اميركي".

وعن المشروع الاستراتيجي لـ"حزب الله"، رد الامين: "نواياه لا نعرفها، وانما نعرف ان لـ"حزب الله" ارتباطا بايران وبولاية الفقيه التي اصبحت سلطة وتبحث عن نفوذ وعن المزيد من السلطة والنفوذ خارج بلادها. لذلك نحن لسنا ضد الحالة الثقافية والفكرية التي يقولها "حزب الله". نحن في لبنان عندنا صيغتنا الخاصة، نحن مع اندماج "حزب الله" كاملا في العملية السياسية والنظام السياسي اللبناني، لبنان لا تنجح فيه المشاريع الاحادية والافكار الاحادية، لبنان قام على العيش المشترك نظام برلماني حر، هناك اتفاقات سياسية تحولت الى جزء من الدستور اللبناني، هذه كلها يجب ان نحترمها كاتفاق الطائف وغيره. هذا هو لبنان دولة مدنية تقترب من العلمانية تحافظ على المعتقدات والافكار تشجع على الحوارات ولقاء رسالات السماء، لبنان لا يمكن ان يستمر الا من خلال الاسس التي قام عليها والتي توصل اليها اللبنانيون من خلال الاتفاقات والتراضي في ما بينهم".

وختم العلامة الامين: "نحن ضد ان يتحول الجنوب الى ساحة حرب، وان يتحول لبنان كله الى ان يكون واجهة صراع وحيدة في الصراع العربي ـ الاسرائيلي وبقية الدول العربية "ما خصها". ان ارادت الدول العربية ان تحارب فنحن واياهم. أما ان نصبح لوحدنا ساحة حرب فيما غيرنا يقدم مبادرة سلام، فلا يصح هذا المنطق. نحن ضد الارتباطات الخارجية التي تؤثر على سياسة اهلنا ومصيرنا ووطننا، اننا نريد لكل العلاقات مع كل الاحزاب ان تمر عبر الدولة اللبنانية فقط، الدولة اللبنانية الواحدة، الوطن الواحد والشعب الواحد على تنوعه وتعدده".

 

المحكمة الدوليّة هي من أبرز عناوين العهد المقبل

الأنوار/لو لم تكن هناك محكمة خاصة ذات طابع دوليّ للنظر في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، لكان كل ما نشهده من تطورات ولا سيما تلك التي تتعلّق بالإستحقاق الرئاسي، مختلفا كلياً عما هو مع المحكمة الدوليّة.

واجه لبنان منذ إغتيال الرئيس الحريري سلسلة من التحديات والإستحقاقات، ومَن ينظر الى الإستحقاق الرئاسيّ، الطاغي هذه الأيام على ما عداه من إستحقاقات فكأنه يتعاطى مع التطورات بطريقة مبتورة لأنه لا يمكن مقاربة ملف الإستحقاق الرئاسيّ من دون ربطه بملف الإستحقاق القضائيّ الدوليّ خصوصاً أن المدة المطلوبة لإنجاز هذا الأخير، توازي زمنياً عهداً بكامله، أي أن هذه العملية سيفتتح بها الرئيس العتيد عهده. ولا يُعقَل أن يتم هذا (الإفتتاح) من دون أن يكون مَن يختاره النّواب مُلمٍّاً بهذا الملف، ثم أن المرحلة الأولى من عمل المحكمة ستستغرق نحو ثلاث سنوات، أي أن العهد يكون صار في منتصفه.

  بهذا المعنى فإن الدور الذي اضطلع به وزير العدل شارل رزق يمكن القول إنه (أخذه بصدره)، متحمِّلاً سِهام الأقربين والأبعدين والتهديدات والترهيب والتهويل، وكل ذلك من أجل ثنيه عن السير في هذا الملف.

كان يمكن للوزير رزق أن يختار الطريق الأسهل الخالية من الأشواك والألغام، ويقول: المسألة ليست مسؤوليّتي منفرداً، فهي قضية الحكومة جمعاء، فما توافق عليه أوقعه وما تتردد فيه أضعه جانباً.

لم يختر هذه السهولة، وفي الوقت عينه لم يستسهل الأمور، بل قرَّر الخوض في الملف حتى النهاية، مُدرِكاً أن هذه القضية هي الكبرى على رغم أن قضايا أخرى استجدَّت على الطريق وكادت أن تخطف الضوء منها.

الفريق الذي يشارك الوزير رزق في هذه القضية، تعرّض بدوره لشتّى أنواع الإبتزاز والإستفزاز، فهذا يُهدِّد وذاك يتوعَّد، لكن ثبات الوزير وتعهده لفريقه بأنه يُشكِّل الضمانة لهم، على رغم أنه الأَولى بأن تؤمَّن الضمانة له، جَعَل هذا الفريق (على صورة وزيره ومثاله): لا يتراجع بحق ولا يتردَّد بضمير.

إن العهد الآتي هو عهد الملفات الكبرى، وفي طليعتها المحكمة، ورُعاتُها العدل اللبناني والعدَالة الدولية، ويُخطئ مَن يعتقد بأن المرحلة الآتية يمكن أن تُقلِع من دون المزاوجة بين (العدلين)، هذا من دون الإسقاط من الحسابات السياسيّة أن هناك ظروفاً محلية ودولية من شأنها أن تحسم الخيارات، في نهاية المطاف. والمؤكد والمعلوم أن الضوء الاخضر الخارجي والتوافق المحلي هما في نصف الساعة الأخيرة.

 

 لا انهيار ولا إنقاذ ?

رفيق خوري

كلهم في الفاتيكان. السوري، اللبناني، السعودي، الفرنسي، الأميركي، والاسرائيلي. والملف اللبناني على الطاولة. والانطباع المعلن هو انطلاق النظرات من زاوية محددة: التسليم بضرورة اجراء الاستحقاق الرئاسي، والتوافق على (رئيس يمثل جميع اللبنانيين). لكن من الصعب القول إن الطبخة الرئاسية جرى وضعها على النار هناك. فأصول اللعبة تبدلت. والأدوار الحاسمة تغيرت. (الثنائية) الإقليمية والدولية التي لعبت الدور الحاسم في الاستحقاق من الاستقلال الى الطائف انتهت. و(الوحدانية) الإقليمية التي مارست الدور بعد الطائف انتهت بالخروج السوري تحت ضغوط القرار 1559 والتحولات الداخلية والدولية الكبيرة. والبديل هو تعددية إقليمية ودولية ومحلية لا أحد يعرف كيف تُدار، ولا مَن يضع أصول اللعبة الجديدة ويعمل على تطبيقها. وإذا كانت فرنسا تلعب الدور المباشر على المسرح بالانفتاح على الجميع، والجامعة العربية تعرف خريطة الطريق وتعجز عن السير عليها، فإن كثيرين يتصورون أن المفتاح في أميركا، وأن أي حوار مع أية عاصمة هو بدل من ضائع إسمه الحوار مع أميركا. ذلك أن النقطة التي يلتقي عليها الجميع تقريباً هي التفاهم على منع الفراغ والانهيار في لبنان لسبب أساسي هو أن مثل هذا الوضع يضر بنظام المصالح في المنطقة ومن الصعب ضبط تفاعلاته ضمن حدود الوطن الصغير. أما إنقاذ لبنان، فإنه خاضع لحسابات معقدة ومتناقضة، وسط عامل مساعد لها هو غياب التفاهم بين اللبنانيين الذين تحملهم العواصم المسؤولية وهي تتحرك بالنيابة عنهم وتحت عنوان مساعدتهم على مساعدة أنفسهم. وهو مرهون بتبلور أمور كثيرة في المنطقة لا يد لنا فيها، ولا توقيتها البطيء والمتأخر ملائم للساعة اللبنانية السريعة. ولا أحد، باستثناء أصحاب الأحلام والايديولوجيات، يتصور أن التوافق على رئيس يكفي وحده لإنقاذ لبنان. فالاتفاق على رئيس يحول دون الفراغ والانهيار ويعطي فسحة للتنفس وفرصة للعمل على إنقاذ لبنان وإخراجه من المأزق. أما الإنقاذ الحقيقي، فإنه مؤجل. والمسافة بعيدة بين إغلاق الباب على خطر التفجير وبين نافذة الفرصة المفتوحة على التغيير والاصلاح. لا إصلاح الخلل البنيوي في النظام الطائفي، وهو خارج جدول الأعمال اليوم، بل مجرد تسوية الأزمة الحالية التي تعيش على سطح الأزمة البنيوية. والمشكلة ان تحديات المرحلة أكبر من قدرة القوى المحلية على المواجهة. فالاستحقاق الرئاسي مصيري بالنسبة الى الجمهورية، في حين أن أقصى ما يمكن التفاهم عليه هو رئيس لإدارة الأزمة. لكن ادارة الأزمة بالفعل والحوار خطوة بالغة الأهمية قياساً بالاندفاع في الأزمة الى النهاية. ورأس الحكمة الآن مخافة الفراغ.

 

الشرع من روما: مع رئيس جديد يمثل جميع اللبنانيين ... وفد برلماني أوروبي يلتقي مسؤولين سوريين

دمشق – ابراهيم حميدي- الحياة     - 07/09/07//

قالت مصادر ديبلوماسية غربية في دمشق لـ «الحياة» أمس ان وفداً برلمانياً أوروبياً برئاسة النائب بياتريس باتري سيزور دمشق الاسبوع المقبل لبحث العلاقات السورية – الأوروبية والاوضاع في الشرق الاوسط. ومن المقرر ان يلتقي الوفد، الذي يضم تسعة اعضاء ومساعديهم، الرئيس بشار الأسد ورئيسي البرلمان محمود الابرش والحكومة محمد ناجي عطري ونائبه عبدالله الدردري ووزير الخارجية وليد المعلم ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان سليمان حداد، اضافة الى ممثلين عن المجتمع المدني، ويشارك في ندوة حوارية بتنظيم من «مركز الشرق للدراسات الدولية» في المركز الثقافي الدنماركي تتناول العلاقات الثنائية والاوضاع في الشرق الاوسط. وعلم ان الوفد الأوروبي يضم رئيسة لجنة الصداقة الاوروبية – الاسرائيلية النائب يانا هوباشوكوفا.

وتأتي زيارة الوفد الأوروبي، وهي دورية سنوية، بعد محادثات نائب الرئيس السوري فاروق الشرع في روما حيث التقى البابا بنديكتوس السادس عشر وسلمه رسالة من الرئيس بشار الاسد. وقالت مصادر رسمية ان الشرع أشار الى «تطابق النظرة السورية مع رؤية البابا في ان يكون الرئيس اللبناني المقبل لجميع اللبنانيين وليس لفئة دون غيرها وأن يتم الاستحقاق ضمن المهلة الدستورية المحددة». وأشارت المصادر الى ان البابا تحدث عن «الظروف الحساسة التي تعيشها منطقة الشرق الاوسط وعن ضرورة بذل الجهود كي يتم تجاوز هذه الاوضاع الصعبة» وانه «تطرق الى الوضع في لبنان، مؤكداً اهمية ان يختار الشعب اللبناني رئيساً جديداً في الاستحقاق المقبل يمثل جميع اللبنانيين». وقالت المصادر لـ «الحياة» ان الجانب السوري اقترح الزيارة كي ينقل «رسالة مهمة» الى الفاتيكان وإيطاليا التي التقى رئيس وزرائها رومان برودي ووزير خارجيته ماسيمو داليما. وتزامن وجود الشرع في روما مع زيارة جان كلود كوسران مبعوث وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير.وأوضحت المصادر ان كوسران «أراد اطلاع ايطاليا على تصورات فرنسا لحل الازمة اللبنانية باعتبار ايطاليا هي ثاني اكبر المساهمين في قوات «يونيفيل»، مشيرة الى ان أي لقاء ليس مجدولاً بين نائب الرئيس السوري والمسؤول الفرنسي. كما بحث الوزير المعلم مع مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا في القاهرة، في العلاقات السورية – الاوروبية.

 

إسرائيل والولايات المتحدة ترفضان التعليق ... ودمشق تملك «كل الوثائق» عن العدوان و«تحتفظ بحق الرد الذي تراه مناسباً»

سورية تعلن «تسلّل» طائرات إسرائيلية و«إلقاء ذخائر» في الشمال الشرقي

دمشق , الناصرة - إبراهيم حميدي , أسعد تلحمي-الحياة     - 07/09/07//

أعلن ناطق عسكري سوري أمس ان طائرات حربية اسرائيلية «تسللت» ليل الاربعاء - الخميس الى شمال شرقي البلاد، وألقت «بعض الذخائر» من دون إلحاق أي أضرار مادية أو بشرية، بعدما تصدت لها «وسائط الدفاع الجوي» وأجبرتها على مغادرة الأجواء السورية. وفيما رفض الجيش الاسرائيلي التعليق على الاعلان السوري، نقلت الإذاعة الاسرائيلية عن ناطق عسكري لم تذكر اسمه «هذا الأمر لم يحدث مطلقاً». كذلك امتنع البيت الأبيض عن التعليق على الحادث.

وحذر الناطق السوري اسرائيل من «هذا العمل العدواني»، ومن ان دمشق «تحتفظ بحق الرد الذي تراه مناسباً»، فيما قال وزير الاعلام محسن بلال ان سورية «تحتفظ بحق تقرير نوع وشكل وأوان الرد على العدوان الاسرائيلي الغادر»، وان القيادة في دمشق «تدرس في شكل جدي صيغة الرد».

وأعلن بلال، في تصريحات تلفزيونية، أن الحكومة السورية «تملك كل الوثائق على صحة» ما جاء في البيان الرسمي عن قيام طائرات إسرائيلية بالتحليق فوق الأجواء السورية، خارقة جدار الصوت لدى قدومها من جهة البحر المتوسط في اتجاه مدينة حلب في شمال البلاد. وافاد الناطق العسكري: «قام الطيران المعادي الاسرائيلي بالتسلل الى الأجواء السورية قادماً من جهة البحر المتوسط باتجاه المنطقة الشمالية الشرقية، خارقاً جدار الصوت». واضاف: «تم التصدي له من قبل وسائط الدفاع الجوي التي أجبرته على المغادرة بعدما ألقى بعض ذخائره في أماكن خالية، من دون أن يتمكن من إلحاق أي أضرار بشرية أو مادية».

ولم يذكر البيان عدد الطائرات الإسرائيلية ولا اسم المكان الذي سقطت فيه «بعض الذخائر». لكن نقل عن شهود عيان أن المنطقة في شمال شرقي مدينة حلب قرب الحدود مع تركيا. وأعلنت مصادر إسرائيلية في حزيران (يونيو) الماضي، تحليق طائرات فوق القصر الرئاسي قرب الساحل السوري، لكن ناطقاً سورياً قال إن طائرتين عسكريتين إسرائيليتين حلقتا في حينه على ارتفاع منخفض قرب الشواطئ السورية باتجاه منطقة وادي قنديل حيث «قامت قوى الدفاع الجوي بإطلاق النار باتجاههما وقد تفرقتا وغادرتا المنطقة».

الموقف من اسرائيل

وفي تل ابيب، اختارت اسرائيل على غير عادتها عدم التعقيب على إعلان الناطق العسكري السوري. واكتفى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بتعقيب مقتضب جاء فيه ان «الجيش لا يعلق على أنباء من هذا القبيل». كما لم يصدر أي تعقيب عن المستوى السياسي. واهتمت وسائل الإعلام العبرية بترجمة البيان العسكري السوري وتصريحات مسؤولين سوريين للقنوات الفضائية العربية المختلفة. وأعادت إلى الأذهان الأجواء المتوترة بين تل أبيب ودمشق منذ انتهاء الحرب الإسرائيلية على لبنان العام الماضي والحديث المتواتر عن احتمالات حرب بين البلدين، مستذكرة أيضاً التقارير الإسرائيلية الأسبوع الماضي عن تلاشي التوتر.

وبينما لم يصدر تعقيب إسرائيلي رسمي شهدت أسواق التداول في بورصة تل أبيب انخفاضاً بنسبة حوالي 2 في المئة في أسعار الأسهم الرئيسة في الساعة الأولى من نشر الخبر ثم ما لبثت أن استقرت، بسبب الإذاعة الإسرائيلية.

ولفتت المعلقة في الشؤون العسكرية في الإذاعة العبرية الرسمية إلى ان الطيران الحربي الإسرائيلي يقوم بشكل ثابت بنشاط جوي في المنطقة بمحاذاة حدود إسرائيل الشمالية «لجمع معلومات استخبارية، ولأغراض أخرى». وتابعت نقلاً عن جهات عسكرية إسرائيلية إشارتها قبل فترة وجيزة إلى ان سورية حسنّت بشكل كبير منظومة المضادات الجوية التي في حوزتها، «وهي إحدى أكبر المنظومات الدفاعية في الشرق الأوسط». وزادت هذه الجهات ان سورية تواصل التزود بعتاد متطور من الصواريخ المختلفة والدبابات. واشارت الى انه رغم الأنباء الأخيرة عن تلاشي التوتر على الحدود مع سورية بقي الجيش الإسرائيلي في مستوى عال من الجهوزية. ورأى الخبير في الشؤون الاستراتيجية البروفيسور أيال زيسر للإذاعة ان ثمة ثلاثة احتمالات للنبأ السوري: الأول رغبة سورية في سكب الزيت والوقود على النار من خلال نشر خبر وهمي بغية تصعيد التوتر، الثاني ان شيئاً ما حصل في الأجواء السورية لا يتعلق بالضرورة بإسرائيل «إذ اننا بصدد منطقة ينشط فيها الطيران الأميركي والتركي»، الثالث ان الأمر تم فعلاً. وتابع انه لاحظ ان لهجة البيان العسكري السوري كانت بعيدة عن «اللهجة العنترية التقليدية» ما يمكن اعتباره اشارة «للتهدئة لا للتصعيد أو إشعال المنطقة». وفي بيروت استنكر رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة «الاعتداء على السيادة السورية» الذي قامت به الطائرات الاسرائيلية. وقال السنيورة، بحسب بيان لمكتبه، «إن هذا الاعتداء الإسرائيلي الجديد يثبت مرة أخرى أن إسرائيل تعتمد سياسة خرق الأعراف السياسية والديبلوماسية والأمنية، وتهدد بذلك الاستقرار في المنطقة، كما تفعل يومياً في خرقها للسيادة اللبنانية، وذلك لامتناع المجتمع الدولي عن وضع حد لممارسات اسرائيل التي تحتل ارضاً عربية وتنتهك الأعراف الدولية وتنكر على الشعب الفلسطيني حقوقه الشرعية

 

 الخيار اللبناني" أطلق حركته من بعلبك لمشروع لبناني مؤسساتي يعيد الثقة بالدولة

وطنية - 7/9/2007 (سياسة) أطلق "الخيار اللبناني" حركته عصر اليوم، باحتفال في مطعم سان بالاس - بعلبك، في حضور فاعليات سياسية واجتماعية وروحية وحشد كبير من المواطنين. استهل الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت على ارواح شهداء الجيش والمقاومة، ثم أذيع بيان أوضح ان "الخيار اللبناني" هو "تكريس لقناعة راسخة بوحدة لبنان ونهائيتها وطنا حرا لجميع ابنائه ومستقلا عن كل انواع الوصايات، عربي الهوية ومنفتحا على الهويات الاقليمية والدولية من دون الذوبان فيها".

وأشار البيان الى ان رؤية "الخيار اللبناني" تستند الى "منطق الدولة، دولة تنفذ اتفاق الطائف وتصون السلم الاهلي، تحمي المقاومة من دون التفريط بسيادتها، تطبق الانماء المتوازن وتحمي حق الاختلاف وتكفل المساواة بين الحقوق والواجبات"، معلنا "بسط يده الى كل القوى الفاعلة لانجاز مشروع لبناني مؤسساتي حضاري يعيد كل الثقة الى لبنان الدولة"، متعهدا ب"كشف كل محاولات الانقلاب على مشروع الدولة من أي جهة أتت بجرأة ومسؤولية تحتمهما شروط قيامة لبنان".

 

محللو إسرائيل: لا جديد في الرد السوري

وكالات/ أسامة العيسة من القدس : لم تخفِ الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، ابتهاجها بما اعتبر إنذارًا لحرب إسرائيلية-سورية، بعد ما أعلنته دمشق من إغارة طائرات إسرائيلية على أهداف في شمال شرق سوريا. وسبب الغبطة التي حاولت الصحف الإسرائيلية كتمها دون جدوى، أنها تعطي مصداقية للكم الهائل من الأخبار والتحليلات التي نشرتها هذه الصحف على مدى الأشهر الثلاثة الماضية حول احتمالات وتوقعات الحرب مع الجارة الشمالية، والتي رجحت هذه الصحف بأنها ستقع في الصيف، الذي انقضى، ليأتي الخريف بإنذار حرب تقول دمشق وتل أبيب انهما غير راغبتين فيها.

واهتمت الصحف الإسرائيلية، بإبراز تصريحات المسؤوليين السوريين، في ظل التعتيم الإسرائيلي الرسمي حول ما جرى، وعدم التعليق على ما قالته المصادر السورية، والذي يصل حد النفي. وقالت صحيفة يديعوت احرنوت الإسرائيلية "إنه على الرغم من تصريحات المصادر السورية حول هجوم نفذته طائرات إسرائيلية، إلا انه من الصعب تأكيد أن الهجوم وقع بالفعل". وأضافت الصحيفة أن المسؤولين السوريين، لم يحددوا نوعية الطائرات التي نفذت الهجوم المفترض، أو كمية ونوعية الذخائر التي قالوا إن الطائرات الإسرائيلية أسقطتها في مناطق مفتوحة في سوريا.

وأشارت الصحيفة، تعليقًا على مسألة الذخائر، بأنه يحدث أن يتخلى الطيارون عن خزانات وقود إضافية تكون لديهم، عندما يتعرضون لنيران أرضية، من اجل أن تكون الطائرات أخف وزنًا وأسهل حركة في الجو. وقالت الصحيفة، إن ما أدلى به شهود عيان في المنطقة الحدودية السورية-التركية، عن اكتشافهم لخزانات وقود، يؤكد فرضية التخلص من خزانات الوقود الإضافية في الطائرات الإسرائيلية. ومنذ الإعلان السوري، تحركت القيادة الإسرائيلية، وخاصة وزارة الخارجية، وبذلت جهودًا دبلوماسية من خلال الاتصالات مع السفراء والدبلوماسيين، لتهدئة ما وصفتها صحيفة يديعوت احرنوت "العاصفة"، وأبلغت إسرائيل دبلوماسييها في الخارج انه ليس لديها مصلحة في العدوان على سوريا.  

وعلى الرغم من أن هذا التحرك الإسرائيلي، يعني اعترافًا من قبل إسرائيل بشأن ما فعلته طائراتها، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي اولمرت، تجاهل ما حدث في خطابه أمام نشطاء حزبه أمس، ورفض الإجابة عن أسئلة حول الأمر. وقال اللواء المتقاعد عوزي ديان، إن الجيش الإسرائيلي حريص على عدم السماح للحادث بإشعال التوتر مع سوريا. واضاف ديان للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي "إسرائيل ناشطة على جبهات عديدة في الشرق الأوسط ولكن ليس لدينا أي نية لإحداث تدهور في الوضع، وهذا هو السبب في ان رد الفعل الإسرائيلي كان مقتضبًا".

ورأى ديان، انه بينما يحاول المسؤولون الإسرائيليون معالجة الأمر بسلاسة وعدم تضخميه ان كان قد حدث، فإن المسؤولين السوريين على عكس ذلك تمامًا، حيث شنوا حملة تصريحات ضد إسرائيل. وعلى الرغم من أن ما قاله ديان، وغيره من محللين، يمكن أن يفهم منه تصديقًا للرواية السورية، إلا أن المسؤولين الإسرائيليين واصلوا الصمت، وقال حاييم رامون، نائب اولمرت، ووزير الخارجية تيسبي ليفني انه ليس لديهما أي علم عما حدث.وقال محللون بان عدم إدلاء اولمرت ووزرائه بتعقيبات يأتي التزامًا بما قررته الحكومة الإسرائيلية من إلزام وزرائها بعدم الحديث في الموضوعين السوري واللبناني، خاصة الشؤون العسكرية، وان إسرائيل رأت في بيان الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي حول التقارير السورية، هو الجواب عليها، حيث قال الناطق العسكري الإسرائيلي "ليس من عادتنا الرد على هذه الأنواع من التقارير".

وتوقفت صحيفة هارتس عند تصريحات محسن بلال وزير الإعلام السوري لقناة الجزيرة، والتي قال فيها إن بلاده تحتفظ بحق الرد، وتساءلت الصحيفة العبرية عما يقصده بلال بالرد، وهل سيكون ردًا عسكريًا أم دبلوماسيًا. ورأت هارتس، في الحادث، مؤشرًا خطرًا لأنه يأتي بعد اشهر من التوتر الذي قالت إن الحدود السورية-الإسرائيلية تشهده، وأعربت عن خشيتها من أن يرجح ذلك المخاوف من اندلاع حرب بين تل أبيب ودمشق، رغم أن المسؤولين فيهما يؤكدان انهما لا يريدان الحرب.

ونقلت هارتس عن مصدر أمني إسرائيلي قوله، إنه يستبعد أن تخفض سوريا قواتها في الجولان بعد التوتر خلال الشهور الماضية، أما ممثل الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا فقال للصحيفة بأنه لا يرى أي سبب موجب للحرب بين إسرائيل وسوريا. وكتب المحلل يواف شتيرن في هارتس، متسائلاً إذا كان ما حدث حسب الرواية السورية، سيكون فعلاً مؤشرًا للحرب، التي قيل عنها الكثير خلال "الصيف الساخن"، خصوصًا أن ما حدث هو أول تصعيد عسكري كبير في المنطقة منذ اكثر من سنة؟.

وقال "رغم أن ما وقع ووفقًا للتقارير السورية، يبقى حادثًا معزولاً، وليس جزءًا من معركة أو حرب، إلا انه يثير مع ذلك عددًا من الأسئلة". واضاف شتيرن "قد لا يتطور ما حدث إلى شيء اكبر في الوقت الحاضر، ولكنه يرسل موجات صدمة في أنحاء المنطقة، وذلك ببساطة لأنه في الشرق الأوسط يمكن أن يكون لكل حادث عواقب غير متوقعة". وناقش شتيرن إمكانية أن يكون الرد الذي قالت دمشق أنها تحتفظ به، عمليات مقاومة في الجولان، ولكه استبعد ذلك، ورجح أن تتمسك سوريا، كما قال بعادتها وهو طلب إدانة من مجلس الأمن لإسرائيل.

وقال شتيرن إن أسئلة كثيرة ظلت من دون إجابة حول الحادث،  وأين وقع؟ هل على الحدود السورية-التركية؟، كما ذكرت وكالات الأنباء، أم في منطقة القامشلي؟، التي لا تبعد كثيرًا عن الحدود العراقية، كما ذكرت فضائية العربية. واستطلعت صحيفة يديعوت احرنوت آراء بعض المختصين في الشؤون الإسرائيلية وسألتهم حول طبيعة الرد السوري المتوقع، مشيرة إلى أن التقارير السورية التي تحدثت عن خرق الطيران السوري لأجواء الجارة الشمالية، يثير القلق والتكهنات لدى المسؤولين الإسرائيليين وخبراء الأمن إذا ما كانت دمشق ستخطط للرد على الاستفزازات الإسرائيلية المفترضة.

وقال المحلل اليميني المتطرف مردخاي كيدار من جامعة بار ايلان، إن سوريا تسعى لتشويه المزاعم الإسرائيلية حول أسباب الحرب الأخيرة على لبنان، وتريد أن تثبت للعام العربي أن إسرائيل التي تقول سوريا إنها انتهكت سيادة لبنان خلال الحرب الأخيرة، فإنها مستعدة لانتهاك سيادة بلد آخر. وعبر كيدار عن اعتقاده، بان سوريا، ترغب في استرعاء انتباه العالم باتجاهها، من اجل تخفيف ما اسماه "الضغط على حليفتها إيران". وقال كيدار بان الرد السوري، سيعتمد على إسرائيل، وهو ما يفسر الصمت الإسرائيلي الرسمي، واشار إلى انه يعتقد بان في المستقبل، يمكن لسوريا أن تعتمد أساليب حزب الله، مثل تنفيذ عمليات خطف هنا، واطلاق صواريخ الكاتيوشا هنا.

أما البروفيسور ايال زيسر، من جامعة تل أبيب والمختص بالشؤون السورية فقال بان لا يتوقع أن تكون سوريا سريعة في الرد، واشار إلى انه يرى بان التصريحات السورية بعد الحادث المفترض، لا تتضمن أية رسائل جديدة، وبقيت تحمل لهجة معتدلة نسبيا. وتعليقا على التقارير الأخيرة التي تفيد بان سوريا تكدس الأسلحة بمساعدة إيران قال سيزر "هذا بالتأكيد يخلق مشكلة في المدى البعيد، فنحن أمام سباق تسلح إقليمي، لكن من المبكر التكهن بكيفية الرد السوري".

ويذكر بأن إسرائيل تحتل مرتفعات الجولان السورية منذ عام 1967، وخلال حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، تمكن الجيش السوري من تحقيق تقدم، ووصل إلى مناطق واسعة في هذه المرتفعات، إلا أن هجوما عكسيا إسرائيليا شديدا، اجبر الجيش السوري على التقهقر، وواصل الجيش السوري تقدمه، إلا أن مفاوضات لوقف الحرب أفضت إلى اتفاق لفك الاشتباك، تم خلاله إعادة مدينة القنيطرة إلى سوريا بعد أن دمرتها إسرائيل، بينما احتفظت الأخيرة بمرتفعات الجولان التي أعلنت ضمها إليها في بداية ثمانينات القرن الماضي.

ولم تفض المفاوضات التي جرت خلال السنوات الماضية بين تل أبيب ودمشق بوساطة أميركية إلى تحقيق تقدم على الصعيد السلمي بين البلدين.ويخوض سكان الجولان، ومعظمهم من الطائفة الدرزية باستثناء قرية الغجر التي يسكنها علويون، والتي تقع على الحدود اللبنانية، نضالاً سلبيًا ضد إسرائيل، ويرفضون الاعتراف بجنسيتها، وتعتقل سلطات الاحتلال الإسرائيلي عددًا من أبناء الجولان بتهمة مقاومة الاحتلال. وفي هذه الأثناء تنتقل وسائل الإعلام الإسرائيلية من الحديث عن "الصيف الساخن" الذي كانت تتوقعه بين تل أبيب ودمشق، إلى الحديث عن ما تحمله زوابع الخريف من تطورات قد تكون مفتوحة على اكثر من جهة.

 

 الخرق الجوي رسالة إلى سورية... لا أكثر 

الجمعة 7 سبتمبر - الياس يوسف

ايلاف: علق ديبلوماسيٌّ عربي في بيروت على الحادث الجوي الغامض الذي شهدته الأجواء، وربما الأراضي السورية، نتيجة دخول مقاتلات إسرائيلية هذه الأجواء وتأكيد وكالة "سانا" السورية أنها قصفت أهدافًا في شمال البلاد ولم توقع إصابات، في حين نفت إسرائيل تنفيذ مقاتلاتها أي عملية قصف، فقال إنه يستبعد أن يؤدي مثل هذه الإحتكاكات إلى مواجهات أوسع تؤدي إلى حرب. وذكّر بأن الحكومة الاسرائيلية لا تحبذ الدخول في حرب مع سورية، وقد تجد نفسها فيها مضطرة إلى توجيه ضربات قاسية ربما تؤدي إلى انهيار النظام الذي تعتبره إسرائيل أفضل الموجود، على الرغم من كل تحفظاتها عنه، لأنها تخشى نشوب الفوضى وانتشار قوى اسلامية متطرفة على حدودها الشمالية. ورجح أن تكون غاية إسرائيل من هذا الخرق الجوي الذي مارست مثيلاً له الصيف الماضي، عندما حلقت مقاتلاتها فوق مقر الرئيس السوري بشار الأسد في اللاذقية، هو توجيه رسالة مفادها الإنزعاج من إيواء سورية لقادة التنظيمات الإسلامية والفلسطينية التي تقوم بعمليات، سواء في قطاع غزة أو غيره من المناطق ، فضلاً عن الدعم السوري لـ "حزب الله".

وأضاف أن ما تخشاه إسرائيل اليوم هو إقدام القيادة السورية بتحريض من طهران على شن حرب مباغتة من أجل استرجاع أجزاء من الجولان السوري المحتل، وذلك لتحقيق ثلاثة أهداف أساسية:  أولاً، تحقيق تقدم ميداني محدود من أجل اعادة فرض ملف الجولان على الساحة الدولية.  ثانيًا، تحويل الأنظار عن الملف النووي الإيراني واعطاء أزمة الغرب مع طهران بعدًا يتصل بالصراع العربي - الاسرائيلي.  ثالثًا، محاولة قادة أمنيين سوريين" الهرب إلى الأمام" من استحقاق المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري عبر تجييش الرأي العام العربي في صفهم ضد القوى الغربية الداعمة لإسرائيل وفي مقدمها الولايات المتحدة. وكانت مجلتا "جينز" و "ديفنس نيوز" قد نقلتا عن مسؤولين اسرائيليين وغربيين قولهم إن سورية تقوم بتسليح نفسها بوتيرة سريعة، وضاعفت تدريبات وحداتها العسكرية، ورفعت عدد قواتها الخاصة والمدرعة في الخطوط الأمامية القريبة من هضبة الجولان.  وتوقعت "ديفنس نيوز" ان تكون الحرب السورية - الاسرائيلية في حال حصول حرب محاور محدودة مصحوبة بحرب مدن شرسة ومدمرة.

وكانت أجهزة استخبارات غربية قد تحدثت أخيرًا عن أن سورية، إشترت من روسيا صواريخ أرض - جو متطورة قصيرة المدى من طراز "كولونا سترلتس"،  وينتظر أن تسلمها موسكو قريبًا صواريخ أرض - جو متطورة قصيرة المدى من طراز "بانتسير".  وبناءً على الدروس المستقاة من حرب تموز/ يوليو العام الماضي في لبنان عززت سورية ترسانتها من الصواريخ الموجهة المضادة للدروع وراجمات صواريخ الغراد الثقيلة والصواريخ المضادة للسفن.

إلى ذلك، ذكرت تقارير متخصصة عن مصادر أمنية غربية أن سورية ركزت قواعد لصواريخ متطورة روسية الصنع مضادة للطائرات في قواعد حدودية محاذية للبنان، ونشرت القيادة السورية صواريخ بحرية من طراز " 80"C – في مرفأي اللاذقية وطرطوس، حصلت عليها سورية أخيرًا من ايران.

إلا أن النقطة التي يجمع الخبراء والمتابعون للتطورات في المنطقة على أنها المهددة بتفجير عسكري هي منطقة جنوب لبنان، على الرغم من الهدوء النادر الذي تعيشه حاليًا. هدوء قد لا يدوم بحسب هؤلاء بعد أن ينهي الإسرائيليون إستعداداتهم لجولة عنف جديدة ويكمل "حزب الله" استرداد قدراته البشرية والعسكرية من أسلحة ومعدات لوجيستية. ويضيفون أن توقف "حزب الله" عن تنفيذ عمليات ضد اسرائيل منذ عام تقريبًا يعود إلى سببين أساسيين: الأول، هو الرغبة في فترة هدوء لاستكمال عمليات التأهيل عبر اعادة بناء القوات من دون تشويش إسرائيلي، وعلى أساس تقويم يتناول إمكان اندلاع مواجهة مع إسرائيل في أي لحظة أو بين سوريا وإسرائيل. والثاني، إن "حزب الله" يركز عمله السياسي في الداخل اللبناني في هذه الحقبة ضد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة والغالبية التي تدعمها محاولاً تجنب الإنجرار إلى مواجهات مع الجيش اللبناني والقوة الدولية في الجنوب قد تثير انتقادات داخلية شديدة.  ويؤكد الخبراء والمتابعون أن "حزب الله"  أعاد بناء ترسانته الصاروخية بفضل الإمدادات التي تلقاها من إيران عبر سورية، إلى ما كانت عليه قبل حرب الصيف الماضي، أي في حدود عشرين ألف صاروخ صغير ومتوسط وبعيد المدى، ويراوح مداها بين 40 كيلومترًا و110 كيلومترات. أما عن الإستعدادات الإسرائيلية لحرب جديدة مع "حزب الله" فحدث ولا حرج.

 

 شروط ورسائل اقليمية ودولية الى دمشق 

GMT 3:45:00 2007 الجمعة 7 سبتمبر

 الحياة اللندنية =راغدة درغام

انتصار الجيش اللبناني على «فتح الإسلام» هو انتصار الدولة على الميليشيات وعلى الدويلة داخل الدولة. لقد حطّم الجيش اللبناني تلك «الحدود الحمر» التي نصبها الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، عندما وقف عملياً ضد الجيش الشرعي بمنعه أولاً من بسط سلطته في كامل الأراضي وحتى الحدود اللبنانية، وثانياً، عندما اعتبر عبوره «نهر البارد» للتصدي لإرهاب «فتح الإسلام» خطاً أحمر. فالذي يتجاوز الدولة والذي يحاول تكراراً تقزيم هذا الجيش بذريعة «المقاومة» هو «حزب الله» ورفاقه في الولاء لسورية وإيران.

وعليه، لا يحق لهؤلاء الشركاء والرفاق «تقاسم» الانتصار كما يجرؤ بعضهم. وزير الدفاع اللبناني، الياس المر، أحسن الفعل بتوجيه الشكر لمن وجهه إليه وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية والدول الغربية التي دعمت وتدعم الدولة اللبنانية والجيش اللبناني. فلمن كان عليه أن يتوجه بالشكر؟ للذين تبنوا استراتيجية استخدام لبنان وتسخيره لغاياتهم ومصالحهم؟ واقع الأمر أن الذي يستحق جزيل الشكر هو هذا الجيش الذي صفع الإرهاب في نهر البارد فأيقظ بصفعته العالم الى معادلة جديدة في الحرب على رعاة الإرهاب دول ومنظمات وميليشيات.

من يستحق الامتنان أيضاً هو رئيس الحكومة اللبنانية، فؤاد السنيورة، والوزراء في حكومته وكل من يقف بجانبه وبجانب الدولة من نوّاب ودول وقرارات دولية. فما يحدث في لبنان فريد حقاً إذ تتلاقى فيه الشرعية الدولية والشرعية المحلية لإسقاط الميليشيات وإرهابها ولرفع علم الجيش والدولة وانتصاراتهما الماضية والآتية. ما يحدث في لبنان هو تلك المسيرة النادرة في المنطقة العربية نحو المحاسبة والشفافية في اتجاه إنهاء أنماط التملص من العقاب والاستحقاق.

فالمحكمة الدولية التي انشأها مجلس الأمن بموجب الفصل السابع من الميثاق انطلقت ولن توقفها اغتيالات سياسية أخرى أو شحنة أخرى من المتطوعين للإرهاب. فالقطار قد غادر المحطة، والمحكمة الدولية لن تقع سلعة في مقايضات أو ذخيرة في صفقات ترحم المتورطين في التجاوزات الاجرامية والإرهابية من المثول أمام العدالة.

أمام الأطراف اللبنانية المعارضة للدولة وللحكومة اللبنانية خيار واحد فقط، إذا أرادت اثبات الولاء للبنان وجيشه وإذا شاءت أن تكون طرفاً في منع تحويله الى ساحة لحروب الإرهاب. أمامها خيار الاعتراف بالجيش اللبناني وسلطته وحده على كامل البلاد واتخاذ قرار الانضمام اليه بالمبادرة الى تفكيك الميليشيات اللبنانية. والتخلي عن السلاح طوعاً وتقديمه الى الجيش اللبناني. هكذا وبكل بساطة يثبت «حزب الله» الذي يملك أكبر وأقوى الميليشيات أنه مع الجيش ومع الدولة.

هكذا، وبكل بساطة، في وسع السيد حسن نصرالله أن يتخذ قرار السلم للبنان بدلاً من اصراره على امتلاك قرار الحرب على لبنان. فإذا فعل ذلك تزول الدويلة داخل الدولة بقرار منه ويصبح، بقرار منه أيضاً، طرفاً فاعلاً في الدولة والحكومة ويلقى الترحيب والشكر الجزيل من كامل الشعب اللبناني ومن الأسرة الدولية.

فالمشكلة الحقيقية الأساسية والجذرية في المسألة اللبنانية تكمن في اصرار «حزب الله» على الاحتفاظ بميليشياته وتلقي سلاحه من دول أخرى بهدف تقويض الدولة اللبنانية والجيش اللبناني. هكذا هي المعادلة، بكل بساطة.

ذريعة «المقاومة» مزارع شبعا التي تحتلها اسرائيل. فإذا اثبت تحديد الحدود ان هذه المزارع سورية، يصبح تحريرها مسؤولية سورية وليست مسؤولية مقاومة لبنانية أما إذا أثبت الترسيم ان المزارع لبنانية، فمسؤولية تحريرها من اسرائيل تكون مسؤولية الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني وليست مسؤولية الميليشيات اللبنانية أو الفلسطينية أو ميليشيات «القاعدة» والمتطوعين العرب والمسلمين لمقاومة في غير موقعها. تلك المقاومة التي يرفعون شعارها لها عنوان واضح تماماً وهو الجبهة السورية - الاسرائيلية.

الحكومة السورية لا تريد الشراكة في المقاومة. فهي تروج لها في الساحتين اللبنانية والفلسطينية حصراً. فمنطقها يقوم على ما تسميه «منطق المقاومة في وجه منطق التفاوض»، عبر تعطيل دائم ومستمر لسلام فلسطيني - اسرائيلي أو سلام لبناني - اسرائيلي، وهي سياسة ملائمة للطرفين السوري والاسرائيلي معاً.

ما يريده النظام السوري في دمشق هو استئناف ما سماه بترابط وبتزامن المسارات في المفاوضات، لا سيما المسارين اللبناني والسوري، عندما تحكم ذلك النظام بلبنان. لذلك يرفض القرارات الدولية المعنية بلبنان. فالقرار 425 فرض على اسرائيل إنهاء احتلالها للجنوب اللبناني، وها هو طُبِّق بعودة الجيش الى الجنوب وبانتصاره على «فتح الإسلام» في نهر البارد ليثبت أنه قادر على القيام بمهماته. والقرار 1559 ما زال قراراً حياً بمفرده وكذلك في بطن القرار 1701 الذي تضمن جميع القرارات المعنية بلبنان. ثم هناك القرار 1595 وبعده القرار 1757 الذي انشأ مسار العدالة والمحاكمة على اغتيالات سياسية لشخصيات لبنانية في مقدمها رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري ورفاقه في محكمة دولية لا سابقة لها في المنطقة العربية.

فلقد فشلت كل محاولات الإخضاع والتخويف، من اغتيالات الى اعتصام الى اقتحام مقر الحكومة في السراي، الى تهريب وتوظيف الإرهاب في نهر البارد لخلق إمارة اسلامية تسمح برفع شعار فشل لبنان في غياب النظام السوري عنه. لكن الجيش اللبناني اسقط ذلك الشعار.

الانتخابات الرئاسية الآتية هذا الشهر ستؤدي بدورها الى فشل آخر في سلسلة فشل محور قتل الدولة في لبنان. قد يكون في حوزة هذا المحور احتياطي من «خطوط حمر» واحتياطي من «توازن الرعب»، واحتياطي من ميليشيات مهماتها الأساسية الانتصار على الجيش والدولة. كل هذه الذخائر في الاحتياطي بأنواعه المختلفة ستثبت أنها ذخائر فارغة.

رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري، تحدث باسم المعارضة التي تضم «حزب الله» ورفاقه من أمثال الرئيس اميل لحود والعماد ميشال عون. وهو يحاول الآن تصحيح مواقفه بعدما تبين له أن الدستور اللبناني والقرارات الدولية قادرة على إلحاق الهزيمة به وتكتيكاته. لذلك، قرر أخيراً اخراج المفتاح من جيبه لعقد جلسة للنواب للتصويت على اختيار رئيس للجمهورية، بشروط استبقائية، وحدد موعد 25 أيلول (سبتمبر) للتصويت.

تحديد موعد الجلسة لن يشفع لرئيس البرلمان اللبناني الذي بدأ خطابه بإدانة قرار دولي يحمل الرقم 1559 ينص على مبادئ أساسية للدولة هي خروج القوات الأجنبية من لبنان، وتفكيك الميليشيات، والمطالبة بإيقاف التدخل في الشؤون اللبنانية ومحاولات تعديل الدستور لاستيعاب طموحات الدول المجاورة. مجرد أن يدين رئيس مجلس النواب قراراً دولياً يحض على استقلال الدولة فإن ذلك سيشكل ادانة للذات تنسف محاولاته «انقاذ ماء وجهه» بإخراج مفاتيح البرلمان من جيبه أخيراً وإن كان فعل ذلك متحدثاً باسم المعارضة.

استراتيجية نبيه بري تصب في خانة الاستباق وليس في خانة الاتفاق ذي المعنى. فكل ما يفعله بري وأصحابه في اطار انتقاء رئيس الجمهورية هو بذل قصارى الجهد لفرض رئيس برنامجه الأساسي هو التملص من القرارات الدولية بل الارتداد عليها.

ما وراء قراره بالاستعجال الى إعلان عقد جلسة التصويت قبل عشرين يوماً من موعد اجراء التصويت الذي اختاره هو خطوة استباقية تفرض مبدأ الثلثين في الانتخابات في تجاوز للدستور وذلك بهدف الالغاء العملي والفعلي للأكثرية بحسب تعريف وتحديد الدستور.

كل هذا التذاكي يعبر في الواقع عن إقرار بأن يوم الكشف عن سوء تحالف المعارضة اللبنانية مع النظام السوري و «الحرس الثوري» في ايران على حساب لبنان هو يوم آت. فالمعادلات الدولية تفيد الآن بسوء هذا التقدير وسوء ذلك الحساب. فإيران في مأزق وسورية في مأزق. ايران في عزلة وسورية معزولة. الغضب الايراني شعبي عارم ضد الرئاسة وضد الملالي. والغضب السوري صامت ضد الوضع الراهن داخلياً واقليمياً.

الرسائل الأوروبية الى دمشق واضحة في تعريفها اطر العلاقة السورية - الأوروبية والقائمة على توقف النظام السوري عن تعريف بقائه من منطلق الذراع الممتد له بأبعد من الحدود السورية. الرسالة الاقليمية هي الترحيب بعودة سورية الى الحضن العربي شرط توقف حكومتها عن العمل ضد المصلحة العربية والانحناء امام المصلحة الايرانية بحكم استراتيجية التحالف المرحلي بين ظهران ودمشق. الرسالة الاميركية التي قد تفاجئ دمشق قد تأتي على النظام السوري بغير ما يشتهي وتشتهي اسرائيل معه، على رغم العلاقة الاميركية - الاسرائيلية الحميمة والعلاقة السورية - الاسرائيلية. فحوى تلك الرسالة هو أن لبنان لن يعود الى السيطرة والهيمنة السورية مهما حدث.

الاجماع الاقليمي إزاء الطموحات السورية في لبنان واضح، مع استثناءات طفيفة على نسق الاستثناء القطري. وكذلك الأمر إزاء الطموحات الايرانية. الفارق هو أن ايران تنظر الى مصالحها من منظور استراتيجي مذهبي مما يؤدي الى حديث من نوع آخر إزاء لبنان غير الحديث السوري المنطلق من حاجة النظام السوري الى استعادة هيمنته على لبنان. فاستحقاقات الخروج الفاضح عن شبه اجماع عربي، بانتماء واضح الى ايران وغاياتها في الهيمنة الاقليمية، تضع دمشق في قفص الاتهام بجدية. لذلك الجدل والخلاف العميق مع دول من وزن المملكة العربية السعودية. خلاف قد يخضع الى تعليق موقت رهن اثبات دمشق بعض حسن النية نحو لبنان، لكنه خلاف لن ينتهي نتيجة اجراءات مصالحة وصلح واصلاحات تجميلية.

فرنسا أيضاً تقدم عروض فك العزلة وفتح صفحة جديدة مع سورية، لكن شروطها واضحة تماماً وسهلة حقاً إذا اختارت دمشق اطلاق سراح لبنان. شروط باريس بحد ذاتها هي ان تطلق دمشق سراح لبنان وتكف عن قطع مسيرته الى الاستقلال الحقيقي عبر التدخل في انتخاباته الرئاسية وعبر العناد في ارتهانه في الصراع الاسرائيلي - العربي. ليس لدى فرنسا أو أوروبا أو الولايات المتحدة أو الدول العربية المهتمة جداً بلبنان وفي مقدمها السعودية والامارات والأردن أي استعداد لبازار مقايضات مع دمشق في الشأن اللبناني. فالمطالب بديهية وهي ان تكف دمشق عن التدخل في لبنان. بعد ذلك، أي في أعقاب اثبات مثل هذه المعجزة في دمشق، يمكن الحديث عن مكافآت نوعية. وحتى ذلك الحين، فإن التركيز الدولي والاقليمي يصب في خانتين مهمتين تحملان في طياتهما بذور فشل آخر للحلف اللبناني - الايراني - السوري العازم على إسقاط الدولة وتقديم الانتصار الى الميليشيات في حربها ضد الجيش اللبناني: خانة الاستعدادات الدولية لضمان انتخابات رئاسية طبقاً للدستور بلا تأخير أو مماطلة. وخانة السير قدماً بعزم وإصرار نحو انشاء المحكمة الدولية. فلترتفع وتيرة نبضات القلب ودقاته المخيفة عند جميع اولئك الخائفين من المحاسبة على التجاوزات كافة.

 

هـل بـــدأت حــــرب الصــيــــف ؟

غموض حول غارة إسرائيلية على سورية 

دمشق / القدس -  + وكالات : 7/9/2007 

تضاربت الأنباء الخميس بشأن ما أعلنته دمشق عن قيام طائرات إسرائيلية بقصف أهداف داخل سورية ، فقد أعلنت الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر عسكري نفيه قيام إسرائيل بغارة جوية على سورية ، وقال المصدر الذي رفض الكشف عن أسمه إنه لم يقع أي شي من هذا القبيل . في الوقت نفسه ، قالت مصادر في القدس أن الجيش الإسرائيلي رفض نفي أو تأكيد وقوع الغارة . وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن الطائرات الإسرائيلية كانت تقوم بمناورات يوم الأربعاء وربما حدث خطأ. وقد أعلنت إسرائيل حالة الاستنفار في سلاحي الطيران والدفاع الجوي وقامت باستدعاء قوات الاحتياط تحسبا لأي رد سوري خصوصا أن الاستفزاز الأخير يعتبر الأول من نوعه من حيث المساحة التي اخترقتها المقاتلات. وذكرت مصادر إخبارية أن الطائرات حلقت فوق الأراضي السورية من جهة البحر الأبيض المتوسط مرورا بمحاذاة الحدود السورية التركية شمالا كذلك حلقت فوق منطقة الرقة السورية (غربا وسط) لتعود الى مواقعها سالمة مرورا بشمال دمشق.

 وقالت مصادر إسرائيلية: أن سلاحي الطيران الإسرائيلي والدفاع الجوي أعلنا حالة الاستنفار القصوي واستدعاء قوات الاحتياط في أعقاب تبادل لإطلاق النار بين طائرات إسرائيلية والدفاع الجوي السوري بعد منتصف ليل الأربعاء شمال شرق سورية.

ثلاثة احتمالات

وفيما رفضت إسرائيل التعليق على الحادث سواء بالتأكيد أو النفي، قالت مصادر عسكرية إسرائيلية: إن هناك ثلاثة احتمالات لحادث الاختراق الإسرائيلي للأجواء السورية.

أولا: أن يكون الحديث عن طائرة استطلاع دخلت الأجواء السورية وقام الدفاع الجوي السوري بإطلاق النار عليها، مما دفع سلاح الطيران الإسرائيلي لإرسال مقاتلاته لإنقاذ الطائرة.

ثانيا: أن يكون الحادث اختلاقا سورية لزيادة التوتر على جبهة الجولان.

ثالثا: أن تكون المقاتلات الإسرائيلية اخترقت الأجواء السورية وتعتزم دمشق استغلال الحادث لتبرير قيامها قريبا بعمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية، وأضافت المصادر أن هذا الاحتمال هو الأقرب للصواب، وذلك استنادا إلى التصريحات السورية التي أعقبت تحليق طائرات إسرائيلية فوق قصر الرئيس بشار الأسد والتي أكد حينها مسؤولون سوريون أنه في حالة تكرار اختراق الطائرات الإسرائيلية للأجواء السورية ستقوم دمشق بالرد مباشرة ضد أهداف إسرائيلية .

الإعلان السوري

وكانت سورية قد أعلنت في وقت سابق أن دفاعاتها الجوية تصدت الليلة الماضية لطائرتين حربيتين اخترقتا الاجواء السورية شمال شرقي البلاد.

ونقلت وكالة الأنباء السورية سانا عن مصدر رسمي قوله: قام الطيران المعادى الاسرائيلي بالتسلل الى اجواء القطر العربي السوري عبر الحدود الشمالية قادما من جهة البحر المتوسط باتجاه المنطقة الشمالية الشرقية خارقا جدار الصوت.

وأضاف بالقول: تم التصدي للطيران الاسرائيلي من قبل وسائط الدفاع الجوي التى اجبرته على المغادرة بعد ان القى بعض ذخائره دون ان يتمكن من الحاق اى اضرار بشرية او مادية، وأشار إلى ان دمشق تحذر الحكومة الاسرائيلية من هذا العمل وتحتفظ لنفسها بحق الرد الذي تراه مناسبا .

وخلال الشهور الماضية أكد المسؤولون السوريون والإسرائيليون أنهم لا يردون الحرب ولكن يستعدون لكافة الاحتمالات . جاء ذلك وسط تبادل للاتهامات بين البلدين بالاستعداد لخوض صراع مسلح. 

 

 روجيه اده: ما قام به الرئيس بري هو مناورة بإيحاء سوري 

 ليبانون فايلز - 2007 / 9 / 7

 يعتبر رئيس حزب السلام اللبناني المحامي الاستاذ روجيه اده أن شاكر العبسي ليس كل فتح الإسلام وأن مرجعية فتح الإسلام الأساسية لا تزال في سوريا، والمحاسبة الدولية واللبنانية والعربية ستكون مع هذه القيادة في دمشق لناحية تسهيل إدخال عناصر هذه المنظمة الإرهابية إلى لبنان ومدها بالسلاح والعتاد بغية القيام بتفجيرات أمنية واغتيال زعماء لبنانيين لإرهاب ثوار الأرز، مؤكدا أن سوريا ما زالت تملك، من خلال ما لها من أتباع وأطراف مسلحين ومنظمين ومن شبكات مخابراتية ومن اختراق لجميع المؤسسات اللبنانية دون استثناء بما فيها قدس الأقداس القضاء، القدرة والإمكانات على التخريب وتعميم الفوضى، إنما لا شك أن انتصار لبنان الموحد شعبا وحكومة وقوى أمنية في معركة نهر البارد يجعل كلفة أي محاولة تخريبية سورية جديدة باهظة جدا على حلفاء سوريا في لبنان وقد يكون على بقاء النظام السوري واستمراريته.

ويشير الاستاذ اده إلى أن مبادرة الرئيس نبيه بري التوافقية ليست أكثر ولا أقل من مشروع مفاوضة تسعى إليها دمشق مع النظام الدولي والنظام العربي للمشاركة في اختيار رئيس الجمهورية على غرار ما كان عليه الوضع إبان وصايتها على لبنان علها توفق في إعادة تحقيق حلمها القديم-الجديد في العودة إلى وطن الأرز، ولافتا إلى أن ما قام به الرئيس بري هو مناورة بإيحاء سوري إذ يكفي في هذا المجال إعادة قراءة المقطع المتعلق بـ"مستر X" في تقرير ميليس لتبيان أن كل ما يقوم به نبيه بري هو بتوجه وتوجيه سوريين.

أما لجهة تعليقه على تهنئة وزير الخارجية السورية وليد المعلم للجيش اللبناني فيقول اده: "هؤلاء الناس أصحاب اختصاص بالقتل والسير بعدها في الجنازات".

ما النتائج السياسية لمعركة نهر البارد؟

-تتوزع نتائج هذه المعركة الوطنية في الاتجاهات التالية:

1-إنها المعركة الأولى، في التاريخ اللبناني المعاصر منذ الاستقلال إلى اليوم، التي يواجه فيها رئيس حكومة سني وزعيم أكثرية سني مجموعات سنية تمتد أبعادها العقائدية من دمشق إلى كل العالم العربي والإسلامي، ومن المعلوم أن لهذه المجموعات الأصولية وجه من وجوه "القاعدة" إنما قرارها في نهاية المطاف هو قرار سوري بامتياز يهدف إلى تفجير لبنان وعرقنته انتقاما لانسحابها منه في 26 نيسان 2005 ورغبة في عودة هيمنتها عليه.

2-استفاد الجيش اللبناني من غطاء القرار السياسي الذي توافر له ليحقق انتصاره ويعزز وحدته ويرفع معنويات وكرامة شعبه الذي استعاد ثقته بمستقبل وطنه في ظل وجود دولة سيدة، حرة ومستقلة قادرة على اتخاذ القرار السياسي المناسب وترجمته عبر المؤسسة العسكرية.

3-أثبت القرار اللبناني السياسي والتنفيذ اللبناني العسكري فعالية اللبنانيين وقدرتهم كشعب وقادة على مواجهة هذا "السرطان" الإرهابي الذي يهدد النظامين الدولي والإقليمي وكل دولة من دول العالم العربي.

4-لا شك، إذا كان ثمة من مقارنة بين الجيش العراقي والجيش اللبناني، أن الرئيس الأميركي جورج بوش يتمنى أن يكون الجيش العراقي بفعالية الجيش اللبناني، خصوصا أنه وبالرغم من كل التمويل والتسليح الذي يحظى به هذا الجيش ومؤازرة الجيوش الأميركية والأوروبية له لم يتمكن من إثبات هيبته وجدارته بخلاف الجيش اللبناني الذي يعتبر أول جيش في المنطقة ينتصر على الإرهاب.

5-نسمع أن القوى الأمنية في المملكة العربية السعودية تقوم كل اسبوعين في عمليات تستهدف فيها منظمات من هذا النوع، ولكننا لم نسمع أو نشاهد يوما تظاهرات تأييد في أي مكان بعد نجاح هذه العمليات، بخلاف ما حصل في لبنان بعد انتهاء معركة نهر البارد من تظاهرة عفوية في محيطه من قبل أشخاص، ينتمون إلى نفس طائفة ومذهب الذين تم القضاء عليهم، يحتفلون بالعلم اللبناني ودولة لبنان والكيان اللبناني وكرامة الجيش اللبناني. عندما تتفشى هذه الظاهرة الوطنية المعتدلة على مستوى كل العالم العربي تبدأ عندها "القاعدة" بالانحسار ويصار إلى وضع حد نهائي لاستعمال المحور الإيراني-السوري لهذا السلاح الإرهابي.

هل تقصد أن فتح الإسلام هي جزء من "القاعدة" تعمل كل من سوريا وإيران على استغلالها وتوظيفها؟

-لا يمكن حصر "القاعدة" بالجماعات الإرهابية التي تحمل السلاح وتقوم بعمليات إرهابية إنما هناك "القاعدة" كطريقة تفكير متفشية من خلال محطة الجزيرة وغيرها من الوسائل في العالم العربي والإسلامي، بمعنى وجود انسان غير مستعد على حمل السلاح والاستشهاد، ولكنه يفكر في ذهنية القاعدة تجاه النظام الدولي والقيم الدولية. ولذلك، المطلوب خوض معركة القلب والفكر، بمعنى الدخول إلى قلوب وعقول العالم الإسلامي بنوع خاص لربح معركة الاعتدال وبناء قوة العالم العربي والعالم الاسلامي بغية أن يكون له مركزه البناء على المستوى الدولي وليس مركزه الهدام أو الانتحاري أو المهمش. هناك جماعات مدربة ومخرجة من جامعات القاعدة التي تخرج أفواج من الإرهابيين والانتحاريين الذين يتم استعمال فئات واسعة منهم من قبل إيران وسوريا في حروبهم المقوضة لاستقرار أفغانستان والعراق أو في تقديمهم لنا فتح الإسلام كهدية مسممة عبر إدخالها إلى لبنان لتقويض استقراره أيضا. علينا أن نتذكر أن شاكر العبسي ليس كل فتح الإسلام، مرجعية فتح الإسلام الأساسية لا تزال في دمشق، والمحاسبة الدولية واللبنانية والعربية ستكون مع هذه القيادة في دمشق لناحية تسهيل إدخال عناصر هذه المنظمة الإرهابية إلى لبنان ومدها بالسلاح والعتاد بغية القيام بتفجيرات أمنية واغتيال زعماء لبنانيين لإرهاب ثوار الأرز. لقد أتانا محور الشر بفتح الإسلام وانتصار الجيش اللبناني هو أول انتصار في المنطقة على محور الشر، وقد لا يكون ذلك صدفة.

هل الحسم على فتح الاسلام يعني نزع الصاعق التفجيري السوري من لبنان؟

-ما زالت تملك سوريا، من خلال ما لها من أتباع وأطراف مسلحين ومنظمين ومن شبكات مخابراتية ومن اختراق لجميع المؤسسات اللبنانية دون استثناء بما فيها قدس الأقداس القضاء، القدرة والإمكانات على التخريب وتعميم الفوضى، إنما لا شك أن انتصار لبنان الموحد شعبا وحكومة وقوى أمنية في معركة نهر البارد يجعل كلفة أي محاولة تخريبية سورية جديدة باهظة جدا على حلفاء سوريا في لبنان وقد يكون على بقاء النظام السوري واستمراريته.

ما تعليقك على تهنئة وزير الخارجية السورية وليد المعلم للجيش اللبناني؟

-هؤلاء الناس أصحاب اختصاص بالقتل والسير بعدها في الجنازات.

هل صحيح أن الرئيس نبيه بري وضع كرة الأزمة في ملعب الأكثرية؟

-إطلاقا، لقد تنكر نبيه بري كرئيس للمجلس النيابي لمسؤولياته وواجباته في رئاسة المجلس، قام بتنظيم الحوار تمهيدا لإلغاء دور المجلس النيابي، طاولة الحوار كانت مشروع إلغاء للمجلس النيابي، وكان بمثابة خدعة لأنه طمأننا إلى أن حزب الله لن يهدد الاقتصاد اللبناني ولا أمن لبنان وسيقوم فقط بعمليات تذكيرية على الحدود على غرار ما كان يقوم به في السابق من عمليات تذكيرية لا يسقط فيها أي قتيل أو جريح حتى لا تستدعي في المقابل أي رد إسرائيلي، ولكن ما حصل في حرب تموز كان مختلفا تماما لجهة التدمير والتهجير والخراب الذي رأيناه، كما أعطى الرئيس بري شرعية لحزب الله وأمل على حساب الشرعية اللبنانية وعطل المجلس النيابي وهو رئيسه بالمناسبة، وتصرف كرئيس حزب لا كرئيس مجلس عليه أن يكون محايدا ووفاقيا في تصرفه، ولكنه لم يكن وفاقيا ولا محايدا، لأن مواقفه ملتصقة كليا بالتوجه السوري. أما ما يميزه عن حزب الله أن تبعية الأخير هي لولاية الفقيه أي لإيران بينما تبعية الرئيس بري هي لسوريا، ومبادرته التوافقية ليست أكثر ولا أقل من مشروع مفاوضة تسعى إليها دمشق مع النظام الدولي والنظام العربي للمشاركة في اختيار رئيس الجمهورية على غرار ما كان عليه الوضع إبان وصايتها على لبنان علها توفق في إعادة تحقيق حلمها القديم-الجديد في العودة إلى لبنان.

هل تقصد أن ما قام به الرئيس بري هو مناورة بإيحاء سوري؟

-تماما ذلك، ويكفي في هذا المجال إعادة قراءة المقطع المتعلق بـ"مستر X" في تقرير ميليس لتبيان أن كل ما يقوم به نبيه بري هو بتوجه وتوجيه سوريين.

هل سوريا مستعدة لتسهيل الاستحقاق الرئاسي؟

-كل ما تريد سوريا القيام به في لبنان إجمالا تعممه على جماعاتها الذين يعمدون إلى إشاعة أجواء معينة لتهيئة مناخاته، ويكثر في هذا المجال كلام جماعة المعارضة اليوم عن تأجيل الاستحقاق الرئاسي وعدم إجراء الانتخابات الرئاسية والدخول في الفراغ، إنما مسؤولية النظام الدولي ومسؤوليتنا كلبنانيين وموارنة بالتحديد أن نقف بوجه هذه المحاولة. لذلك، أجد أنه إذا كان هنالك من إمكانية لاستعمال سلاح الحرم الكنسي على نواب لبنان الموارنة يجب استعماله في حال تغيبهم عن مسؤولية المشاركة في انتخاب رئيس الجمهورية ونبذهم، وأدعو كذلك مفتي الجمهورية ونائب رئيس مجلس الشيعي الأعلى وشيخ العقل الطائفة الدرزية لنبذ الشخصيات المسلمة النيابية التي ستشارك في هذه المؤامرة لتفكيك لبنان وتوريطه في حرب أهلية.

ما رأيك في وصف العماد عون نفسه بالمرشح التوافقي والمرشحون الآخرون بالصداميون؟

-"منيح يلي قال صداميون ومش بسينات"، لم يعد، في كل الأحوال، يستأهل العماد عون التعليق على كلامه.

هل يشكل انجاز هذا الاستحقاق محطة أساسية في استكمال انتفاضة الاستقلال؟

-المهم أن هذا الاستحقاق سيتم في موعده وأنه في يوم 22 تشرين الثاني سنحتفل في عيد الاستقلال مع رئيس جديد للجمهورية، وسيكون انتخاب الرئيس بداية مرحلة استكمال الاستقلال لأنه المحطة الرئيسية بعد 14 آذار. يجب أن يكون يوم انتخاب الرئيس، بالنسبة لثوار الأرز، في أهمية يوم 14 آذار، إنما هذا لا يعني أن الاستقلال يكون قد تم انجازه بمجرد انتخاب الرئيس، لأن المواجهة مستمرة طالما إيران وسوريا مستمرتان في معاركهما الإقليمية والدولية وحربهما في لبنان وعلى الكيان اللبناني لإلحاقه بهما وتحويله إلى ساح متفجرة لاستعماله في صراعاتهما التوسعية على الصعيد الإقليمي.