شركاء في اغتيال الحريري

المؤلف معن البرازي وزع في كتابه الجريء التهم على الجميع

مصالح سياسية . اقتصادية إقليمية ودولية تقاطعت في تصفية رفيق الحريري

بيروت - من »صبحي الدبيسي«: السياسة 14/5/2005

قد يكون هذا الكتاب (شركاء في اغتيال الحريري) لمؤلفه معن البرازي هو الاول من نوعه بعد الكارثة الزلزال التي اودت بحياة رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في 14 فبراير 2005, ولعله الاسرع والاضخم بين الاصدارات الجديدة قياسا للوقت الذي استغرقه المؤلف لاعداد كتابه هذا الذي انجز في مدة زمنية قصيرة لم تتعدَ الشهر الواحد بين كتابة ومراجعة وطباعة وحفل توقيع المؤلف بما عرف عنه من ديناميكية متواصلة في العمل واحاطة شمولية لكل مستجدات المنطقة والعالم وخاصة على الصعد المالية والاقتصادية.

ومما لا شك فيه انه بذل جهدا مضنيا لولادة الجزء الاول من مؤلفه هذا. "شركاء في اغتيال الحريري"-محافظو لبنان الجدد وكانه بذلك كان سابقة الزمن خشية ان يسبقه احد الى هذا الانجاز, الذي تناول فيه هذه المسالة قياسا لهول الكارثة الزلزال وللشخصية الكبيرة التي ذهبت ضحيتها الرئيس الشهيد رفيق الحريري والنائب الشهيد باسل فليحان وعدد من الشهداء والمرافقين والذين صودف وجودهم في تلك المنطقة لحظة الانفجار الهائل, ولان الشهيد الرئيس رفيق الحريري بحد ذاته كان يشكل مادة دسمة للمؤلفين والكتاب وكانت حياته بنظرهم ونظر الكثير من المحللين تعتبر لغزا يصعب على الكثيرين حله, فكيف والحال هذه يمكن القول عن لغز استشهاده. ويبقى السؤال الاهم من قرر ومن نفذ ومن غطى ومن اعطى اوامره لتنفيذ هذه الجريمة النكراء.اما شعار معرفة الحقيقة فقد غير الكثير الكثير من المفاهيم السياسية في البلاد ولعل ابرزها وفي مقدمها ذلك الذي تمثل بالانسحاب السوري الكامل والشامل من لبنان وسقوط حكومة التحدي حكومة الرئيس عمر كرامي التي تعتبر بشكل او باخر مسؤولة سياسيا وامنيا وانسانيا عن هذه الجريمة, لانها ربما كانت مقصرة عن استحضار نوايا المجرمين الذين هيات لهم تلك الحكومة الارضية الخصبة لتنفيذ مؤامرتهم وجريمتهم بحق هذا الرجل الفريد من نوعه لبنانيا وعربيا ودوليا.

والسؤال الذي سيبقى من دون جواب لماذا رفيق الحريري? ولماذا كان اسمه واسم رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في مقدمة الاسماء التي يجب ازاحتها عن المسرح السياسي اللبناني? وهل كانت محاولة اغتيال النائب مروان حمادة اشارة الضوء الاخضر لبدء مسلسل الرعب في لبنان عن طريقة تصفية رموزه الواحد بعد الاخر, وهل تستحق عملية التمديد للرئيس اميل لحود كل هذه التضحيات? وهل يجوز ان يدفع لبنان من دم زعائمه وسياسييه ضريبة القرار 1559 فاين هي مراجعة الحسابات اذا? ومتى يتخلص العرب من القاء التهم بحق بعضهم البعض والاتهام بالتخوين لكل من لا يماشي سياستهم.

وعشية وصول فريق المحققين الدوليين تزامن اصدار كتاب "شركاء في اغتيال الحريري"-الجزء الاول محافظو لبنان الجدد, فماذا يحمل هذا الكتاب من جديد ومن يقصد معن البرازي ب¯"محافظو لبنان" الجدد وعلى هذا يقول في مقدمة الكتاب تحت عنوان الثلج اسود فوق مدينتنا.

خيارات واحتمالات المستقبل القريب

ان كان هذا الكتاب يحتوي على حقائق مهمة الا ان ايا من هذه الحقائق في اعتقاد المؤلف لن يشكل الحقيقة النهائية لتطورات مرحلة 14 فبراير 2005, او باي حال لن يقتصر التنبؤ بالمستقبل عن الماضي والماضي وحده. الا ان يرصد مرحلة تحول لبنانية اراد الكثيرون وضعه على السكة الليبرالية المفرطة وهو يحاول اغتنام فرصة واحدة اسرة هي الشيء الوحيد الكبير او الجزء المتحرك الرئيسي المحرك الذي يقود الشؤون اللبنانية.  فيما بعد مرحلة اغتيال الرئيس الحريري وهذا ما (اسميه طبيعة الاشياء) هذا الجزء الكبير لا يمكن لكتاب كهذا بان يسطره بكامله, الا ان الاسئلة الكثيرة التي كانت تدوي منذ 14 فبراير 2005, لا بد وان ترتكز على الوقائع والافتراضات التي رافقت او ادت الى عملية الاغتيال وهذا ما يريد ان يجيب عنه هذا الكتاب عبر وضع سلسلة من الحقائق بتصرف الجميع, لكي تستعيد المناقشات توازنها العقلاني.

وعلى هذا يسال معن البرازي هل ان سورية والاجهزة الامنية اللبنانية هي المسؤولة عن اغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان السابق في 14 فبراير 2005, ان قسما من الراي العام الذي صدمته عملية الاغتيال مقتنع بالتهمة. ولهذا لا ينفع استنكار الرئيس السوري بشار الاسد للجريمة النكراء ومن يقفون وراءها ليغير البعض اراءهم. فيبدو ان التهمة التي الصقت بالاجهزة بحاجة الى اكثر من لجنة تحقيق دولي لاجلاء حقيقتها, ولا يبدو ان الشك يساور غالبية وسائل الاعلام الدولي حول تورط النظام البعثي.

وقد ذكر بعض الصحفيين بالدوافع المحتملة للجريمة اولها: ارادة دمشق في فرض استمرار هيمنتها على بلاد الارز في الوقت الذي ينتظر فيه اجراء انتخابات تشريعية في مايو المقبل, كما اشاروا الى ماخذ كانت لسورية على رفيق الحريري المتهم بتمويل ومحاولة تنظيم نوع من الجبهة المعادية لسورية يضاف الى ذلك ماخذ على جانب من الاهمية اذ تشتبه دمشق في ان رئيس الوزراء الاسبق قد حرك اصدقاءه ومنهم الرئيس الفرنسي جاك شيراك للسعي في سبتمبر 2004 الى صدور القرار 1559 عن مجلس الامن بدعم من واشنطن وباريس والقرار يدعو الى اجراء انتخابات رئاسية حرة في لبنان ويطالب بانسحاب جميع القوات الاجنبية منه, اضافة الى نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية.. وتحت عنوان تقاطع المصالح.

يؤكد هذا الكتاب على ان اغتيال الرئيس الشهيد جاء تقاطع مصالح دولية ويمكن بناء ملف قضائي حول الدوافع والجهات المستفيدة اصلا الى وضع سيناريو حول خلفية عملية الاغتيال.

وهذا ما يريد هذا الكتاب وضعه عبر عرض وتفسير الكثير من الوقائع التي رافقت حياة الحريري واهم محطاتها ويمكن الانطلاق منها الى صياغة اتفاق "الطائف" والمبادئ لحل الازمة اللبنانية في 13 حزيران (يونيو) 1987 وصداقاته الدولية وصولا الى الاطر السياسية ثم الاقتصادية التي جعلته يترأس الحكومة اللبنانية منذ 1992 وعليه يؤكد الكتاب ان احد المفاصل الرئيسية في فهم ظاهرة الحريري في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية هي عبر التأكيد على دوره الذي كسر البرجوازية التجارية اللبنانية او ما كان يسمى بالاقطاعية العائلية وصولا الى تركيبة الزعيم السني, الذي جسده اتفاق "الطائف" والذي يؤكد ان اللاعب الرئيسي في حكم لبنان ليس رئيس الجمهورية, بل رئيس الوزراء.

اما تحت عنوان "المعادلة الاقليمية" فيطرح المؤلف اسئلة عدة: بدءا من مكان الحريري في المعادلة الداخلية ومكانه في عملية التوطين وموقعه من المصالحة بين المصالح الدولية والمحلية, وصولا الى عامل الوقت الذي يعتبر هم الحريري الدائم وايضا ديبلوماسيته المتنقلة, اضافة لغز اخر لعملية الاغتيال يقول احد هذه السيناريوهات ان مقتله اتى استنهاضا لمرحلة جديدة.

وكان غلطة الشاطر بالف, ويقول مقال اميركي ان الجهات التي قامت باغتياله هي نفسها التي خططت لاغتيال الوزير حبيقة (2002) وان الحريري ذهب ضحية بناء قاعدة اميركية في شمال لبنان بحسب ما ذكره الصحافي الاميركي "وين ماتسين" وان المخطط والتنفيذ تما مناصفة بين الاستخبارات الاميركية والموساد الاسرائيلي. لكن المؤلف يعود فيقول في البند الثامن (اما السيناريو الذي يمكن الاجماع حوله ان الحريري كان يلاحقه قاتل اقتصادي مأجور). فهؤلاء القتلة على حد تعبير المؤلف هم اخصائيون بجنون مبالغ ضخمة ويخدعون دولا حول العالم بالاف من الملايين من الدولارات يحولون المال من البنك الدولي ووكالات التنمية ومنظمات مانحة الى خزانات شركات ضخمة وجيوب بعض العائلات الفنية التي تتحكم بالموارد الطبيعية لهذا الكوكب.وفي جانب اخر يشير المؤلف الى ان هذا البحث يؤكد ان طبيعة المرحلة اكثر من دقيقة, فهي تسعى وعبر محافظي لبنان الجدد الى استلام زمام الامور في السلطة اللبنانية واستخدامها لارسال الجيش جنوبا عبر الضاحية الجنوبية لنزع سلاح "حزب الله" وفي النتائج وضع اتفاقات سلام منفردة مع الكيان الاسرائيلي وخلق علاقات مميزة لبنانية-اميركية. وهو بهذا القول يوجه اتهاما مباشرا الى افرقاء المعارضة اللبنانية بدءا من راس الهرم فيها وليد جنبلاط الى ميشال عون وتيار القوات اللبنانية و"قرنة شهوان" وغيرهم, مستثنيا بذلك تيار المستقبل الذي يسعى لمعرفة القتلة. وعن مستقبل امبراطورية الحريري يقول نقلا عن تحليل لابراهيم الامين في جريدة "السفير" لا باس في ان يترك للاقربين امر بعض المرافق فعاد صوت الجبل عبر اذاعة الشرق وعادت الانباء يوميا فيما الشاشة الصغيرة تضج بفوضى الكلام وبعد??

ثم ينتقل المؤلف الى باب اخر تحت عنوان سياسة اميركا تستهدف سورية وليس لبنان, وتحت عنوان "حزب الله" والفرنسيون يقول انها ديمقراطية ملعونة تلك التي تحث على ارباك الموالاة والمعارضة ويختلط فيها الحابل بالنابل. وقد ظهر هذا الامر جليا عبر الاحاديث التي ادلى بها لقاء "البريستول" الاول وفجأة وبسحر ساحر يرفض الزعيم الدرزي وليد جنبلاط احد ابرز وجوه المعارضة في "بروكسل" نزع سلاح "حزب الله" حسبما نص الجزء الثاني من القرار 1559.

ولكنه اي جنبلاط ربط شروط المعارضة للاشتراك في حكومة اتحاد وطني ضرورة مواصلة التحقيق في اغتيال الحريري واقالة المسؤولين عن الاجهزة الامنية وفي مقدمهم وزير العدل السابق عدنان عضوم وقائد لواء الحرس الجمهوري مصطفى حمدان ومجددا يضطر جنبلاط لتحريك شارع المعارضة من جديد في 14 مارس 2005. واضعا البلاد على حافة صدام داخلي قد يؤدي الى انزال الجيش لاجهاض الفتنة وبما ان الحلين غير عمليين بنظر جنبلاط, فان المخرج الاسلم هو حصر مطالبه بالدعوة الى استقالة الرئيس لحود بعد تحميله نتائج كل الاحداث وبعد ايام يعود جنبلاط ليقول ان اسقاط الرئيس ليس الاهم, الاهم هي الانتخابات.

ولم يغب المؤلف عن المال في استحضار كل مواقف جنبلاط في مكانين. الاول ينشد هونغ كونغ في قلب العاصمة الناهضة من الحرب. والثاني يدافع عن "هانوي" محلية ناهضة من الحرب, بعد ان مرغت انف الاسرائيليين, اقوياء الشرق الاوسط, بالوحل, دون ان ينسى المؤلف الشعارات التي ظهرت في ساحة الشهداء التي تعج بحسب رأيه على مساحيق الغسيل, لانها قابلة للتسويق في بلاد سوف ترفع اليوم وغدا علما لبنانيا واحدا وتخفي ما في داخلها من تمايزات الى حين لحظة لا تبدو بعيدة.

متهما كل المشاركين بتظاهرة ساحة الشهداء بالمستفيدين من قميص عثمان, من دون ان ينسى المرور على جلسة الثقة بالحكومة التي اطاحت بحكومة عمر كرامي. النائب غازي العريضي تقمص شخصية "كاميل دومولان" في هجومه على السلطة معلنا ثورة شعبية ضدها, فيما زميله مروان حمادة الذي استفظع عن حق وصفه بالشهيد الحي, كان يتقمص شخصية "دانتون" على الرغم من فارق السن مهددا اهل السلطة بعقاب امام المحاكم الدولية وراس الدولة بمصير شبيه بمصير "سلوبودان ميلسوفيتش".

وباختصار ان كتاب معن البرازي »شركاء في اغتيال الحريري« - الجزء الاول محافظو لبنان الجدد ضمنه المؤلف مجموعة فصول:

الفصل الاول: الاقناع السري الاول نموذجان وواقعة تكوين لبنان.

الفصل الثاني: قرار الانسحاب السوري اغتيال الحريري مقدمة لحروب اخرى.

الفصل الثالث: سورية بين المحافظين الجدد والمجلس الانتقالي العراقي.

الفصل الرابع: العراق اولا جمهورية النفط على اطلال شركة "ازون".

الفصل الخامس: المحافظون الجدد وشراكة الشرق الاوسط. الشرق الاوسط الكبير وتطور الانسان العربي.

الفصل السادس: احداث حالت دون التجديد للحريري, انتفاضة (لقيط) احداث الضاحية 2004 وعملية "السواب".

الفصل السابع: العلاقة الجدلية بين "الطائف" والقرار 1559 بين سندان المعارضة الحديثة ومطرقة المعارضة القديمة.

الفصل الثامن: تناقضات سياسية مصالح اقليمية تطيل فترة السلم الاهلي.

الفصل التاسع: تغيير المشهد الاقليمي التقاطعات الحريرية والرمال المتحركة اللبنانية.

الفصل العاشر: اعادة الاعمار والاولويات المتناقضة خطة النهوض الاقتصادي في لبنان برعاية "باكتل".

الفصل الحادي عشر: الموازنات المستحيلة مدخلا الى الشرخ الاجتماعي.

الفصل الثاني عشر: الطريق الى باريس -2 من الاصلاحات المستحيلة الى تكوين احتياطي للازمات.

الفصل الثالث عشر: ديمقراطية السوق في لبنان الكلفة الاجتماعية للاعمار مدخل لمعرفة سوسيولوجية التهميش.

واخيرا خلاصة.. طبيعة الاشياء مجددا فيصف السلطة بالمفلسة والمعارضة متكلسة والمجتمع مكرسح. وهنا يقول المؤلف "رب ضارة نافعة".

لقد استغرق كتابة هذا الكتاب حوالي عشرة ايام, اما تصحيحه فقد استغرق ثلاثة اشهر مع اعترافه بان الكثير من المفاهيم التي تضمنتها الافتتاحيات والفصول والملاحق اضحت لا تعني شيئا في ظل التقلبات التي توالت بين تظاهرة الاثنين والثلاثاء وبنظريات المحافظين الجدد الذي لم يشأ ان يصر على تسميتهم بالاميركيين, متناولا خيم ساحة الشهداء واليوم الموعود وشاهد مشهود واصحاب الاخدود.

مؤكدا في نهاية كتابه بان لبنان ليس وطنا نهائيا لجميع ابنائه, وان ليس قوته في ضعفه. ولا يستطيع احد فيه ان يشطب احد, لان لا احد يؤمن بمشروع الدولة بنفس طريقة الاخر كما طرح منذ "الطائف" حتى يومنا هذا, وهذه ربما حقيقة لا تقبل الجدل.

مستحضرا بالتالي كل الجرائم السياسية التي شهدها لبنان منذ اغتيال كمال جنبلاط الى اغتيال رفيق الحريري, دون ان يذكر من اعطى اوامر الاغتيال ومن ضغط على الزناد, ربما لانه يعرف او من غير المسموح ان يعرف احد. وفي النهاية فان المؤلف البرازي المثقف والاعلامي والباحث في عالم الاقتصاد والمالي ولا ينقصه في السياسة شيء ومن ضمن هذا التسابق لاطلاق مؤلفه الذي جاء في 512 صفحة من القطع الكبيرة بما تضمن من الكثير من المواثيق والمحطات العربية والدولية والمحلية التي على علاقة بالشان الداخلي اللبناني وبحركية الرئيس الشهيد. الا انه وفي بعض جوانب كتاباته ومقدماته يحاول تبرئة كل الذين تشير اليهم اصابع الاتهام وضلوعهم في جريمة الاغتيال في محاولة استباقية منه لعمل لجنة التحقيق الدولية, محاولا الغمز بما اسماهم محافظي لبنان الجدد بسعيهم الى استلام زمام الامور في السلطة اللبنانية وكان هذه السلطة هي وقف على من نصبوا زورا عليها ومن يقف وراءها مستخدما في توصيفه النائب وليد جنبلاط بالزعيم الدرزي دون الاشارة الى طائفة غيرة من القيادات اللبنانية سواء كانوا في هونغ كونغ او هانوي كما يقول.

مشيرا ايضا الى مغالطة فادحة نقلها عن زميله ابراهيم الامين المحرر في جريدة "السفير" حول اعادة اذاعة صوت الجبل الى البث عبر اثير اذاعة راديو الشرق والحقيقة ان صوت الجبل تم اقفالها بقرار من وليد جنبلاط نفسه, لانه يرفض فكرة الاعلام المدار بواسطة ال¯"ريموت كونترول". اما في كلامه عن عودة (الابناء) الى الصدور فالاصح بان (الابناء) عادت الى الصدور قبل سنتين بشكل مجلة وهي مجلة ناطقة باسم الحزب التقدمي الاشتراكي.

كما افادنا مصدر في الحزب وليست على خلفية اغتيال الشهيد رفيق الحريري, كما جاء في الكتاب. وايضا ومن غير المعروف لماذا استحضر المؤلف في كتابه مشروع الدولة الدرزية التي حاولت اسرائيل الترويج له في بداية السبعينات عبر المحامين كمال كنج ابو صالح وكمال ابو لطيف, من دون الاشارة الى نضالات المعرفيين العرب الدروز في الداخل الفلسطيني.

وكان المؤلف بذلك يشير الى دور المحافظين الجدد ويعتبرهم شركاء في اغتيال الحريري من غير ان يؤكد اذا كان كلامه هذا هو الحقيقة الكاملة ام انها سوف تظهر في الجزء الثاني من الكتاب, الذي وعدنا به.

وفي جانب اخر فانه يحاول اظهار كل القوى التي تشير اليها اصابع الاتهام سواء النظام السوري او الاجهزة الامنية في سورية ولبنان, بانها اما مظلومة او جرى الافتئات عليها, من دون الاشارة الى حقيقة ما كان يجري في لبنان على يد هذه الاجهزة من فضائح والتي اصبحت على كل شفة ولسان.

ولعل الحقيقة ما ستكشفه لجنة التحقيق الدولية التي ربما قد توفر على الكثيرين عناء البحث والاجتهاد في جريمة هي اكبر من كل العواطف والميول السياسية التي يحملها المحللون والمنظرون الساعون لمعرفة الحقيقة.