في أسفل أهم ما نشر في عدد مجلة الشراع الصادر في 22 شباط 2008

 

لهذه الأسباب لن يهاجم حزب الله إسرائيل/حسن صبرا

مقابلة مع مفتي صور السيد علي الأمين

قرار ايراني أُبلغ للعرب: لبنان لنا كما العراق/حسن صبرا

اغتيال عماد مغنية رشوة اسرائيلية لأميركاابتـزاز الراعي لبشار/ح. ص.

تقييم سريع للموقف

 

 

لهذه الأسباب لن يهاجم حزب الله إسرائيل

كتب حسن صبرا

منذ نحو سنة ونصف السنة وأمين عام حزب الله حسن نصرالله يخرج عن طوره، ويترك نفسه ولسانه وسياسته لانفعالاته، ينقلها إلى جمهوره الذي يسيطر عليه بديموغاجية (غوغائية) يخاطب فيها غرائزه، بعد ان أعار هذا الجمهور عقله وانتماءه الوطني وروحه العربية إلى أوهام وانفعالات دونية، معززة بمكاسب مادية يغدقها عليه حزب الله بالمال الإيراني النظيف والشريف والعفيف!!!

ثلاث محطات أساسية في سلوكيات نصرالله كشفت أسباب الفشل الذي يعيشه حزب الله، في الداخل اللبناني منذ ((نصره الإلهي)) على العدو الصهيوني.

وفي حين ان ((النصر الإلهي)) على إسرائيل جعلها في موقع الأقوى استراتيجياً وسياسياً ودولياً، ونعم شمالي الكيان الصهيوني بالأمن، وأصبح عنواناً للازدهار وازدياد الاستثمارات إلى عشرات مليارات الدولارات خلال ثمانية عشر شهراً، فإن ((النصر الإلهي)) جعل لبنان في موقع الأضعف وهدد بنيته بالانهيار وشعبه بالتفتيت وليس فقط بالتقسيم، فتعطلت الحياة السياسية فيه واستمر إقفال وإفراغ رئاسة الجمهورية الشاغرة أساساً منذ التمديد القسري للرئيس الراحل عن قصر بعبدا، وإفراغ دور المجلس النيابي عنوان الديموقراطية والخيار الشعبـي اللبناني، فضلاً عن محاصرة الحكومة الوطنية وتهديد رئيسها ووزرائها بالقتل بسبب الإنجازات التي لم تسبقها إليها حكومة في تاريخ لبنان محلياً وعربياً ودولياً، أمنياً وسياسياً واقتصادياً.

المحطة الأولى: إعلانه في 6/12/2006 ان سقوط الحكومة مسألة أيام، وها قد مر نحو سنة وثلاثة أشهر تحولت فيها الحكومة من حالتها كجزء من السلطة التنفيذية إلى كل السلطة التنفيذية.

في هذه المحطة التي أصبحت عاراً في تاريخ نصرالله وحزبه ومن وراءه كشف نصرالله نفسه آية الله ومرجعاً للجمهورية الإسلامية في لبنان التي ما زال يطمح إليها، حيث عين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب والبطريرك الماروني والمفتي السني والقاضي التمييزي والجزائي.. وناب عن كل لبنان وشعبه وعين له كل مسؤوليه دون أي اعتبار لرأي آخر.

المحطة الثانية: إعلانه ان دخول الجيش اللبناني مخيم نهر البارد لدحر عصابات آصف شوكت خط أحمر، فدخل الجيش المخيم وأسقط عصابة الاستخبارات السورية بعد ان دفع جيش الوطن 170 شهيداً من أبطاله و500 جريح من مجاهديه.

المحطة الثالثة: تهديده بنقل المعركة ضد اسرائيل إلى خارج الوطن في تشييع أحد قادة حزبه العسكريين والمسؤول عن العمليات الأمنية الأساسية في الداخل والخارج عماد مغنية الذي قتل في دمشق في ظروف ما زالت غامضة في المربع الأمني للاستخبارات السورية المتعددة.

الحرب المفتوحة

هذه المحطة الثالثة جعلت وتجعل نصرالله أسيراً لانفعالاته وما عمل على تهييج جمهوره سينقلب عليه وعلى لبنان وشعبه وأولها جمهور الحزب المضلل.

هدد نصرالله بالحرب المفتوحة مع إسرائيل، فسلح العدو الصهيوني سلاحاً طالما حلم بامتلاكه ليعيث إرهاباً وقتلاً تحت غطاء الحرب التي أعلنها نصرالله ضده.

فماذا لو كانت إسرائيل تحضر لحرب ضد لبنان من جديد، وجاء نصرالله وأعطاها مبرراً لبدء هذه الحرب لإعادة تدمير لبنان مثلما فعل حزب الله حين خطف جنديين صهيونيين يوم 12/7/2006 فشنت إسرائيل عدوانها صيف ذلك العام ودمرت ما دمرت، بعد ان قتلت ما قتلت، وجرحت ما جرحت، ونقلت المعركة من الحدود اللبنانية – الفلسطينية المحتلة، إلى أحياء بيروت الداخلية، وجعل حزب الله يستهدف احتلال ساحة رياض الصلح بدل تحرير مزارع شبعا، وبدل استهداف الجنود الصهاينة، يستهدف حزب الله أبناء المسلمين السنة في العاصمة اللبنانية.

وماذا لو قامت إسرائيل بنسف معبد يهودي في إحدى المدن الأوروبية أو الآسيوية وأصدرت بياناً باسم منظمة مجهولة تحمل الشعارات الفارسية أو الشيعية أو تلك التي يطلقها حزب الله بين الحين والآخر؟

ماذا لو اغتالت إسرائيل سفيراً لها في إحدى الدول الأوروبية أو العربية، كما فعلت منظمة أبو نضال الإرهابية التي كانت تؤجر بندقيتها لمن يدفع أكثر حين حاولت اغتيال السفير الصهيوني في لندن شلومو غارون عام 1982 فكانت هذه المحاولة هي الشرارة التي أطلقت الاجتياح الصهيوني لإخراج المنظمات الفلسطينية من لبنان صيف 1982؟

غير ان انفعالات نصرالله قد تسري وتؤثر على جمهوره فيهتف له ((لبيك يا نصرالله)) لكنها لا تسري أبداً ولا تؤثر على أسياد نصرالله في دمشق وطهران، ففي سوريا وإيران نظامان ماكران يفهمان مصالحهما ولا يحركهما خطاب يحرك الغرائز عند الجمهور المضلل في الضاحية الجنوبية لبيروت.

ونصر الله يعرف ذلك جيداً، لكنه ينسى نفسه امام الناس والهتافات فينقاد الى ما يؤجج غرائزها ليستمتع بهتافاتها.. تماماً كما كان هتلر ينفعل امام جمهوره النازي، وينفعل موسوليني امام جمهوره الفاشي وينفعل ميشال عون امام ما تبقى من جمهوره المسكين.

نصر الله يعرف ان نظام عائلة الاسد مستعد ان يدمر لبنان وفلسطين وحزب الله وحركة حماس كما يدمر وحدة شعب العراق وعروبته ووحدته من أجل مصلحته في البقاء، ولن يسمح لنصر الله ان يستدرج اسرائيل ضده وهي الحريصة عليه وعلى بقائه لأمنها الاستراتيجي، فماذا قال نصر الله في خطابه الذي اعلن فيه الحرب المفتوحة على اسرائيل؟

قال ان الصراع مع اسرائيل كان دائماً على الارض الطبيعية له أي الارض اللبنانية، وفي هذا مسعى واضح وصريح لتبرئة النظام السوري ليس من دم عماد مغنية فقط، بل اساساً تبرئة نظام عائلة الاسد من الحرب ضد اسرائيل، عندما اعلن ان لبنان وحده ساحة الصراع ضد اسرائيل.. وليس الجولان مثلاً مع ان الجولان السوري هو الذي تحتله اسرائيل منذ 43 سنة، بينما لم يتبق محتلاً من لبنان الا الجزء الذي سلمه نظام حافظ الاسد لاسرائيل عام 1967 وهو مزارع شبعا.

نصر الله يعرف ان وجوده وتحريكه وقوة الحرس الثوري الايراني في لبنان التي إسمها حزب الله تحت قيادته كلها وجدت بأوامر ايرانية بدءاً من العام 1982 لحماية المشروع التوسعي الفارسي الذي تحاول طهران الآن تعزيزه عسكرياً، بامتلاك قنبلة ذرية وايران تريد حماية مشروعها النووي من لبنان والعراق وفلسطين وسوريا، ولا تريد ان تدفع اصبع قدم واحد من جندي ايراني في أي مواجهة مع اميركا او اسرائيل، ولا تريد ان تدمر حجراً واحداً على ارضها تاركة تدمير لبنان وفلسطين والعراق وسوريا جداراً يحميها، ومستعدة للتضحية بكل شيعة لبنان والعراق وشعبي لبنان وفلسطين من أجل بقاء نظامها الارهابي المتماثل مع ارهاب العدو الصهيوني.

لذا،

لن يسمح النظام الفارسي في ايران، كما لن يسمح نظام عائلة الاسد في سوريا بأن يستدرج حزب الله اسرائيل الى هذه الحرب المفتوحة التي دعا اليها في لحظة انفعال.. الا اذا كان لدمشق وطهران رأي آخر في بدء الحرب ضد اسرائيل على حساب شعب لبنان وحده.. وهذا امر غير مضمون.. فربما كانت اميركا تنتظر هذه الفرصة التاريخية لتدمير مشروع ايران النووي.. فهل تعطي ايران سرها لنصر الله ليصبح اداتها الاكبر في المنطقة بعد اغتيال عماد مغنية؟

 

-------------------------------------------------------------------------------------------------

 مفتي صور العلامة السيد علي الامين: الحرب المفتوحةنحر للبنان

*لا قيمة للانتخاب بالنصف زائداً واحداً اذا لم يؤد الى الاستقرار

*اقترحت على بري ونصر الله ((مؤتمر حجير)) لنعرف الى اين ذاهبون ولم الق تجاوباً

*لا حل الا بالتوافق على المبادرة العربية وانتخاب العماد سليمان

*نصر الله ليس رئيساً للبنان ولا قائداً لكل الشعب ليعلن الحرب

*حزب الله وامل مدعوان لإخراج الطائفة الشيعية من اسوار المذهبية والطائفية

*تظاهرة 14 شباط/فبراير اكدت ان نهج الحريري لم ينته وما زال متألقاً

اعتبر مفتي صور العلامة السيد علي الامين ان لا حل للأزمة اللبنانية الا بالتوافق على المبادرة العربية وانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، وتمنى الا يتعدى كلام السيد حسن نصر الله عن الحرب المفتوحة مع اسرائيل حدود الكلام الى الافعال لأن في ذلك نحراً للبنان.

 

((الشراع)) التقت السيد الامين وأجرت معه الحوار التالي:

# بعد تظاهرة 14 شباط/فبراير الاخيرة، وأنتم شاركتم فيها، اعتبرت قوى 14 آذار/مارس ان مرحلة جديدة بدأت، ما هي ملامح هذه المرحلة؟

 

-لا شك ان الحشود التي كانت موجودة في ذكرى 14 شباط/فبراير ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، أكدت استمرارية هذا الخط وهذا النهج، وان هناك حضوراً ما يزال متميزاً ومتألقاً لهذا النهج ولم ينته بانتهاء الشهيد رفيق الحريري، ويفترض طبعاً لمن كان له البصيرة ان ينظر الى هذا الواقع وان يتعاطى معه كأمر لا بد منه لأنه لا يمكنك ان تكوّن وطناً بدون رأي هذه الحشود الموجودة، ومن هنا اعتقد بأنه سيكون هناك في المرحلة القادمة، تطلع الى حالة من القناعة بهذا الامر الواقع التي تدفع الى حالة من الحوار بين مختلف الاطراف بين 14 آذار/مارس و8 آذار/مارس وهذا ما نتوقع ان تقتنع به مختلف الاطراف، أي ليس من حل سوى الاجتماع من أجل التوافق على الاقل على المبادرة العربية التي شكلت بمعظم بنودها قاسماً مشتركاً بين الجميع.

 

# هل من معطيات جديدة حول هذه المبادرة وزيارة عمرو موسى المرتقبة؟

-يبدو هناك معطيات معينة من خلال ما يقوله الفريقان من ان المبادرة العربية مقبولة من الجميع، والشيء الذي يعجب منه المرء هو ما دام هناك اتفاق على هذه المبادرة بين الفريقين، فلماذا اذن لا ينفذون القاسم المشترك الذي يتفقون عليه وهو انتخاب العماد ميشال سليمان، لأنه في كل القضايا التي يختلف عليها العقلاء في كل العالم وفي المجتمعات، ينطلقون من الامر المتفق عليه الى ما لم يتفقوا عليه، ولذلك يجب البدء بانتخاب العماد سليمان وعندها يصبح لدينا مرجعية للدولة وللشعب وللمؤسسات، وهذه المرجعية هي التي تساهم في ايجاد الحل لباقي القضايا المختلف عليها، وكما يقال صعود السلم يكون درجة درجة.

 

#قوى 14 آذار/مارس اعلنت انها ستعمد الى الانتخاب بالنصف زائداً واحداً اذا استمر تعطيل المبادرة العربية؟

-الانتخاب بالنصف زائداً واحداً هو مادة اختلاف في البلد، وهناك فريق كبير يرفضها، وما دام ان الفريقين متفقان على انتخاب العماد سليمان فلماذا اذن الانتخاب بالنصف زائداً واحداً؟ لماذا لا يتم الانتخاب بالاجماع؟ وطالما الرئيس متفق عليه فلا مبرر للذهاب الى النصف زائداً واحداً.

 

# لكن اذا استمر التعطيل؟

-نحن هدفنا من الانتخاب ان يحصل استقرار وليس الهدف حصول الانتخاب بالمطلق، واذا افترضنا اننا نريد ان ننتخب ولا يحصل استقرار فما قيمة هذا الانتخاب عندئذٍ.. هذا بغض النظر عن اللغة الدستورية او القانونية، فالانتخاب بالنصف زائداً واحداً قد يكون امراً يقره الدستور، ولكن لا شك ان الغاية من الانتخاب هو حصول الاستقرار، فإذا كانت هذه الخطوة لا تؤدي الى الاستقرار فما الفائدة منها.

 

# ما تعليقك على ما اعلنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن الحرب المفتوحة مع اسرائيل؟

-انا اعتقد ان اللغة التي اتسم بها خطاب السيد حسن الاخير كان فيها شيء من الانفعال المتأثر بالحادثة التي حصلت، على اعتبار انه فقد اخاً من اخوانه وركناً من اركانه الاساسيين، بهذا المقدار فالامر مقبول اما اذا كان هناك جدية بإعلان الحرب المفتوحة فأعتقد انه ليس رئيساً للجمهورية وليس قائداً لكل الشعب اللبناني حتى يعلن الحرب بهذا الشكل، لأنه هو في وطن فيه شركاء وفي مثل هذا الامر يجب ان يعود الى شركائه ليرى ان كان هناك مصلحة للبنان في ذلك، وان كانت الحرب المفتوحة اصلاً هي مهمة لبنان؟ ام انها هي مهمة العالم العربي الذي لديه مبادرة سلام ما زالت مطروحة، ومن هنا فالدعوة الى حرب مفتوحة تحمّل لبنان اموراً لا يمكن ان يتحملها وتجعل اعباء الصراع العربي - الاسرائيلي كلها وكأنها مفروضة على لبنان فقط، فلبنان هو جزء من هذه الامة العربية ولا يمكن ان يتحمل اعباء ذلك الصراع وحده، ولذا يجب ان يكون هناك حالة من التبصر والتدبر في عواقب الامور لأن لبنان ليس بحالة استعداد لمثل هذه الحرب، وكلنا يعلم القدرات التي يمتلكها لبنان وهناك القدرات الموجودة عند العدو الاسرائيلي ولا يوجد أي نوع من التكافؤ ما يعني ان هذا الخيار هو نحر للبنان.

 

# كيف ترى الواقع داخل الطائفة الشيعية في لبنان اليوم؟

- لا شك بأن الواجهة السياسية للطائفة الشيعية المتمثلة بحزب الله وحركة امل اداؤها اداء متعثر، اداء لم ينفع الطائفة الشيعية، وانما هذا الاداء السياسي لقوى الامر الواقع التي تمثل الطائفة الشيعية نتيجة الامر الواقع ونتيجة ما جرى في السنوات الماضية، هو اداء ليس لصالح الطائفة الشيعية، لأنه ادى الى عزلها داخلياً والى عزلها عربياً او على الاقل الى التشكيك بولائها لوطنها داخل لبنان، وهذا ليس فيه اي مصلحة للطائفة الشيعية، مع ان الطائفة الشيعية من عمومها لا تقل وطنية وولاء لوطنها عن سائر الطوائف الاخرى  وهي في تطلعاتها السياسية كتطلعات بقية الطوائف، وهي تطمح إلى قيام دولة المؤسسات والقانون والعيش المشترك بين مختلف الطوائف.

 

# بتقديرك هل ساهمت قوى 14 آذار في مكان ما بعدم تعزيز المناخ لقيام حالة داخل الطائفة الشيعية خارج أداء أمل وحزب الله؟

- ليس فقط 14 آذار اخطأت في هذا المجال، الدولة اللبنانية أيضاً أخطأت، لأنه لم يتم التعاطي مع الطائفة الشيعية إلا من خلال قوى الأمر الواقع، أي هي التي حكّمت قوى الأمر الواقع بهذه الطائفة، بحيث انها جعلت كل خدمات الدولة وكل علاقات الدولة تمر عبر هذه الزعامات وهذه القيادات، وهذا كان قبل حرب تموز وتعزز بعد حرب تموز، أي من كان سبباً للمشكلة في الجنوب أو البقاع أو بيروت أو لبنان ككل، جاءت الدولة لتمنحه كل هذه الإمكانات والخدمات للطائفة الشيعية، وهذا عزز دور قوى الأمر الواقع أكثر فأكثر، فالمشكلة إذن موجودة عند الدولة وعند قوى 14 آذار لأنهم يتعاطون وفق منطق المحاصصة، وبما ان الممثل الرسمي للطائفة الشيعية هي قوى الأمر الواقع، فكان التعاطي يمر دائماً عبرها، بينما ليس بالضرورة ان يكون الممثل للطائفة رسمياً في مجلس النواب أو غيره من مواقع الدولة ممثلاً حصرياً لكل الشعب، فهناك أكثرية ليست مرتبطة بهذا الفريق أو ذاك، وكان المفترض بالدولة وقوى 14 آذار ان تتعاطى مع تلك الاصوات التي تتفق معها في مشروع بناء الدولة والنهوض بها، الدولة القادرة على بسط سيادتها وشرعيتها والتي تكون هي المرجعية في كل القضايا.

 

# أنتم تلتقون مع قوى 14 آذار، لكن يلاحظ ان هناك قطيعة تامة مع قوى 8 آذار لماذا؟

- أنا حاولت، وبعد حرب تموز التقيت بالرئيس نبيه بري وطرحت وجهة نظر بأن يقوم هو بجمع أعيان الطائفة الشيعية ومفكريها ومثقفيها للبحث في شؤونها، وللإجابة عن سؤال إلى أين نحن ذاهبون؟

 

#.مؤتمر شيعي عام؟

- نعم. وطلبت منه ان يُعيد إلينا مؤتمر الحجير. وقلت له إذا كان بعضكم غير قادر على الاعلان عن رأيه فعلى الأقل فليُدعَ هؤلاء الناس واستمعوا إلى آرائهم وأفكارهم. فلا يجوز ان يقرر الرئيس بري والسيد حسن شيئاً للطائفة الشيعية وعلى الطائفة الشيعية كلها ان تسير خلفهما، أو على كل لبنان أن يسير وراءهما! هذا ليس منطقياً فلذلك طالبنا بلقاء موسع على غرار مؤتمر الحجير للاستماع إلى آراء الآخرين في الطائفة لنبعد عنها الأخطار ولنناقش معاً الأمور لأننا في سفينة واحدة.

 

# وبماذا أجابك؟

- لم نلق آذاناً صاغية وحتى الآن لم يجاوب بشيء، وهذا الامر عندما طرحته عليه، كنت قد طرحته قبل ذلك على سماحة السيد نصرالله أيضاً، وقلت له نحن راضون بأن تقود السفينة حركة أمل وحزب الله لكن نحن ركاب في هذه السفينة ويجب ان تستمعوا إلينا، فنحن نرى أمواجاً قادمة، عليكم أن تستمعوا، فاجمعوا عقلاء الطائفة ومثقفيها وأعيانها واستمعوا إليهم وأيضاً لم نجد تجاوباً.

 

# هل تعتقد ان هناك مشروعاً شيعياً خاصاً لأمل وحزب الله في لبنان؟

-لا أظن، وأظن ان الرئيس بري مغلوب على أمره، وحزب الله لا يعلن ان لديه مشروعاً خاصاً، لكن الاعمال الموجودة على الأرض توحي للناس كلها ان له مشروعاً خاصاً، وهذا أمر خطأ فالمشروع الخاص مرفوض من الطائفة الشيعية قبل غيرها. وهو مشروع إذا وُجد مكتوب له الموت عند الطائفة الشيعية، فضلاً عن الآخرين في لبنان الذي لا يقبل المشاريع الخاصة كلها، فلبنان يرفض أي مشروع طائفي أو مذهبـي، وصحيح ان حزب الله له قوة شعبية ومكانة لكن من الوهم أن يعتبر ان هذه المكانة أخذها من السلاح، فالمكانة السياسية والقوة الشعبية يمكن أن يحصل عليهما من دون سلاح، فهو نفسه يعتبر ان الجنرال ميشال عون أقوى رجل عند الطائفة المسيحية، وهو ليس لديه سلاح، إذن يمكن لحزب الله أن يكون قوياً من خلال المشاركة الفعالة في العملية السياسية وفي النظام اللبناني من دون سلاح، ولذلك فالطائفة الشيعية مدعوة لأن تدعو حركة أمل وحزب الله إلى إخراجها من أسوار المذهبية ومن السجون الطائفية إلى رحاب الوطن الواسعة والعيش المشترك والوحدة الوطنية التي دعا إليها الإمام موسى الصدر، لأنه لا ينقذنا سوى الاعتدال في هذا البلد.

 

# لماذا لا تجتمع قوى المعارضة على الساحة الشيعية ليكون لها حضور أكبر وقدرة على التأثير؟

-نحن، كنا نتكلم في كل تلك الأمور، بالخفاء، لكننا رفعنا الصوت للعلن بعدما رُفضت دعواتنا للتشاور، لأنه من حقنا أن نسأل إلى أين أنتم ذاهبون بنا؟ أقنعونا بأن ما تقومون به هو لمصلحة الطائفة الشيعية ولمصلحة الوطن ونحن مستعدون للفداء لأجل هذه المصلحة. أما أن يصدر منكم القرار وعلينا الانصياع فهذا أمر غير ممكن وغير معقول، إضافة إلى قناعتنا بأن هذا النهج وهذا الأداء هو ليس لمصلحة الطائفة الشيعية لا وطنياً ولا عربياً ولا إسلامياً، لذلك رفعنا الصوت وقلنا هناك خلل يجب تصحيحه. ولم يكن الهدف ان نوجد نحن حزباً أو تجمعاً ثالثاً إنما الهدف كان ان نُظهر هذا الرأي حتى يكون هناك شيء من الحراك النقدي داخل الطائفة الشيعية، وبعدها تختار هذه الطائفة حين يفسح لها المجال لتُعبّر عن رأيها في الاستحقاقات القادمة، هي تختار من يمثلها، ويُفترض بسائر القوى والجهات الأخرى التي تسعى لإقامة تجمعات سياسية داخل الطائفة الشيعية، أو تجمعات أوسع ان تتحرك هي وان تستفيد من هذا الأمر، أما أنا فلست بهذا الصدد، لست بصدد إنشاء أي حالة حزبية أو ما يشابه ذلك، وعلى الآخرين ان يتحركوا، وان يسألوا عن ذلك، فأنا فمهمتي هي انني وجدتُ أخطاء وأخطاراً وقد نبهت إليها وليس هدفي لا ان أغير أمل ولا حزب الله، هدفنا هو الاصلاح، ولذلك قلنا لهم نحن معكم وأنتم تقودون السفينة لكن استمعوا إلى من معكم داخل هذه السفينة.

 

------------------------------------------------------------------------------------------------

قرار ايراني أُبلغ للعرب: لبنان لنا كما العراق!

حسن صبرا

كان رئيس مجلس الشورى الايراني غلام عادل حداد في منتهى الوقاحة والاستعلاء الفارسي المعهودين وهو يتحدث امام مسؤول عربي كبير عن اوضاع لبنان ناصحاً بأن يضغط المسؤول العربي على الاغلبية النيابية في لبنان كي تقدم لحزب الله ما يطالب به في كل المجالات من تنازلات في رئاسة الجمهورية والحكومة والمحكمة الدولية والقرارات الدولية، لأن لا شيء يدفع حزب الله للتراجع، وما لم يستطعه الحزب اليوم سيقدر عليه غداً.

قال حداد بوقاحة لا يحسد عليها بشري: ((ان حزب الله يستطيع احتلال بيروت في ساعتين، ويستطيع احتلال الجنوب والبقاع خلال 48 ساعة ويستطيع ان يحاصر الشمال وجبل لبنان ولا يترك لأهلهما إلا بحراً ممتداً عدة كلمترات فقط استناداً الى جماعة ميشال عون التي تمسك بقدر كبير من الساحل المسيحي)).

ما قاله المسؤول الايراني في دولة عربية مهتمة بالشأن اللبناني، ينفذه حزب الله على الارض اللبنانية وفق منهجية حاسمة بالاستعداد الكامل للسيطرة على بيروت اولاً، وهذا ما بات يعرفه اهلها ويعيشونه فضلاً عن معلومات وصلت الى كبار سياسيي البلد عن خطة لحزب الله لم تعد خافية على أحد.

العملية الافتراضية

وفقاً لهذه المعلومات فإن الحزب المذكور أجرى منذ مدة ما اطلق عليه اسم ((العملية الافتراضية)) لإحتلال بيروت، نفذت في الساعة الثانية والنصف  فجراً، وانطلق فيها في ساعة الصفر آلاف المحبذين في حزب الله دون اسلحة، ونفذ كل منهم ضمن مجموعات متفرقة صغيرة قد لا تتجاوز الاثنين وكبيرة قد تصل الى العشرين مهمات تراوح بين احتلال مدخل عمارة في حي شعبي، الى الإمساك بمدخل شارع استراتيجي، واستمرت هذه العمليات عدة ساعات انسحب بعدها عناصر الحزب الايراني من الشوارع، بعد ان اعتبرت قيادتهم انهم أدوا المهمة بنجاح كبير، مذكرة اياهم بما فعلوه في الجنوب منذ عدة اشهر حين نفذوا مناورة افتراضية ايضاً.

ما هي اهداف هذه العملية؟

حددت قيادة الحرس الثوري الايراني في بيروت لجماعاتها في حزب الله هدفين علنيين يعمل عليهما الحزب ميدانياً للوصول الى فرض شروطه السياسية التي تحدث عنها رئيس مجلس الشورى الايراني.

الهدف الاول: هو إخراج الجيش اللبناني من الشارع نهائياً، ومنع دوره في حماية أمن الوطن والمواطنين، وترك الصراع الداخلي يأخذ ((مساره الطبيعي)) أي ان النصر سيكون لمن يملك القوة المسلحة طبعاً، وحزب الله لديه 30 ألف صاروخ حسب قول امينه العام حسن نصرالله بينما ترفض قوى الاستقلال والسيادة والعروبة تسليح أي فرد منها.

الهدف الثاني: هو اخضاع الشارع اللبناني بدءاً من بيروت لمصلحتهم ولقرارهم ولتوجيهاتهم، استناداً الى ان الناس في بيروت يئسوا وأصابهم العجز، ونال منهم الفقر والجوع، وزادت حاجتهم الى الأمن والأمان فيسهل اخضاعها وقيادها.

كان هدفا العملية الافتراضية واضحين للتنفيذ العملي، وقد باشر حزب الله تحقيقهما ميدانياً وفق المنظور التالي:

1-الهجوم على آليات الجيش اللبناني التي تشكل فضلاً عن قيمتها العسكرية الميدانية، هيبة حقيقية للأمن والأمان سواء للناس في الشارع والمحلات والمنازل والمكاتب والمدارس والجامعات.. او لعناصر الجيش نفسه جنوداً او ضباطاً فضلاً عن اصابة الجيش في كرامته الشخصية والمناقبية والوطنية.

ولتبرير الهجوم على آليات الجيش كان لا بد من ايجاد دوافع للحزب المذكور لهذا العمل اللاوطني الذي يخدم في حقيقته اسرائيل ونظام بشار الاسد وحكام طهران.

كانت تجربة الهجوم على الجيش اللبناني في منطقة مار مخايل احد المبررات التي استند اليها حزب الله في الهدف المنشود، خاصة بعد ان نجح الجيش عسكراً وضباطاً وقيادة في منع التطاول عليه واستدراجه لمواجهة شارعية.

وكان حسم الجيش للأمر سريعاً حتى بسقوط قتلى بواسطة عملاء لحزب الله لاستدراج الفتنة، والاساءة الى سمعة الجيش، وتبرير إخراج قائده من الخيار الجماعي لانتخابه رئيساً للجمهورية، ما اسقط في يد الحزب فقرر ان يوسع مشروعه الميداني، بعد ان نجح في اظهار الجيش طرفاً لمواجهته، فانطلق الى (الخطة ب) من العملية الافتراضية وهي سرقة آليات الجيش من مجنـزرات وآليات مصفحة لاستخدامها ضد الجيش اولاً، ثم ضد الناس، والزعم بأن ما حصل هو انتفاضة شعبية ضد ((الظلم)) الذي لحق بالمواطنين نتيجة ((تصدي)) الجيش ((لمطالبهم)) بالتيار الكهربائي..

حتى الآن.. اكتفى الجيش  بأن أبعد اكثر من 90% من آلياته المجنـزرة من شوارع بيروت، الى محيط وزارة الدفاع حيث قيادة الجيش في منطقة اليرزة، تاركاً سيارات صغيرة وشاحنات لنقل الجند، حتى لا يستدرج الى مواجهة مرسومة من الحرس الثوري الايراني في لبنان لاهداف لم تعد خافية على احد.

2-عمليات طيارة في شوارع بيروت خاصة حيث كثافة الوجود الاسلامي السني لاستفزازه وتخويفه وارهابه، حتى يشعر بأنه لم يعد لديه ما يحميه، وان المطلوب منه هو الخروج على قيادته التي ترفض تسليحه، ويعجز الجيش عن حمايته، فلا يبقى له الا ان يهاجر او يستسلم او ينـزل الى الشارع ليلقى مصيره من ضرب وقتل بالقنص او بهدر الكرامة.

انه استنـزاف للجيش والناس وللاقتصاد ولأعصاب المواطنين ولإرهاب السياسيين الوطنيين الذين يرفضون هذا النوع من السلوكيات غير المعهودة في تاريخ أي تنافس او صراع او مواجهة في لبنان، وربما هذا ما دفع الزعيم الوطني وليد جنبلاط لأن يعلن بمرارة انه لم يعد هناك امكانية للتعايش مع هذا الحزب الفارسي الذي يحتل جزءاً مهماً من لبنان، ويحرك بديماغوجية غرائز بعض الناس حوله استناداً الى اغرائهم بحكم لبنان بعد تغطيتهم بالمال والعطايا في وقت يعاني فيه بقية اللبنانيين العوز والفاقة مما يدفعهم للهجرة او لطلب الستر والمعونة.. او اخضاعهم لمشروعه الفارسي.

ميدانياً

يحاول حزب الله الا يظهر مباشرة في شوارع بيروت او في مواجهة الجيش، لكن احداً في لبنان لا يصدق ان ما يحصل في العاصمة هو بفعل عناصر غير منضبطة يتسبب فيها الحزب الآمر مرة لحركة امل في الشارع الاسلامي، ومرة اخرى لجماعة عون في الشارع المسيحي.

قيادة حركة امل ومسؤولوها ينفون دائماً تورط عناصر الحركة في هذه المواجهات، لكن مصادر امنية تجزم بأن حزب الله استطاع ان يشتري بالمال الوفير ذمم بعض الصبية والشبان في بعض الشوارع البيروتية، وان يعبئهم مذهبياً ضد المسلمين السنة تحت عناوين مزعومة برفض السنة لمشاركة الشيعة في السلطة، ويقف خلف هؤلاء الصبية دائماً، أطر حزب الله المكلفون بتسعير المواجهات في الشوارع ضد الجيش وضد المسلمين السنة لاستفزازهم ودفعهم الى المواجهة، وتحريضهم على قياداتهم لإعطائهم السلاح.

وكان حزب الله قد جرّب ايضاً الاستعانة بجماعة ميشال عون للنـزول الى الشارع ضد الجيش وضد الحكومة، لكن الوضع الشعبي والسياسي المسيحي بدأ بالتحول منذ سنتين تحديداً ضد سلوك ونهج وسياسة عون اثر تحالفه مع حزب الله في شباط/فبراير 2006.

ماذا يريد حزب الله؟

لم يعد خافياً على احد ان حزب الله في أدنى مطالبه هو منع انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، الا اذا كان على شاكلة الرئيس الراحل عن قصر بعبدا صنيعة الاستخبارات السورية وبشار الاسد، اما مطلبه الحقيقي الذي يكشف عن نفسه يوماً بعد يوم فهو منع قيام دولة لبنانية بكل معنى الكلمة، كي تبقى له السيطرة الكاملة على مناطقه وصولاً الى فرض هذه السيطرة على كل لبنان.

لماذا؟

خدمة لمشروعه في دولته التي بات لها جيشها المزود بعتاد لا يملكه الجيش اللبناني نفسه، فضلاً عن ميزانيته اللامحدودة التي ترسلها قيادة الحرس الثوري الايراني لإحدى فرقها في لبنان وهو حزب الله للإمساك بلبنان كما امسك هذا الحرس بجزء كبير من العراق من رأس الحكومة الى وزارة الداخلية الى النفط المنهوب علناً وسراً.

حزب الله لا يريد دولة في لبنان الا دولته، ومن يقول اذا كان الحزب يريد الثلث المعطل في الحكومة الحالية او المقبلة وانه اذا اعطي الحزب هذا الثلث المعطل قضي الأمر هو واهم لأن الحزب لا يريد الدولة ابداً لا بمؤسساتها ولا بحكومتها ولا بجيشها، بل يريد حكم لبنان كما تحكم ايران العراق، مع بقاء مناطق يحكمها غيره وفق منطق عبدالعزيز الحكيم في العراق أي تقسيمه الى اقاليم متنافرة مذهبياً وسياسياً واقتصادياً.

كيف يرد الوطنيون على المشروع الايراني؟

كانت الحشود الشعبية التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ لبنان، حتى تلك التي اجتمعت يوم 14 آذار/مارس 2005 وأدت الى طرد نظام الوصاية السورية الكريهة على وطنهم، هي الرد الحاسم على المشروع الفارسي في لبنان الذي تنفذه فرقة الحرس الثوري الايراني المسماة حزب الله.

تكالبت التهديدات الامنية التي اطلقها حزب الله واتباعه من يتامى الاستخبارات السورية في اللقاء الوطني، كما تكالبت التهديدات السياسية التي اطلقها المجنون ميشال عون ضد ذكرى 14 شباط/فبراير يوم استشهاد رفيق الحريري، لمنع الناس من الحضور في الذكرى الثالثة لاستشهاد رئيس وزراء لبنان الأسبق، كما تكالبت العواصف والثلوج وقطع الطرقات والبرد القارس والشتاء الغزير كلها لمنع الناس من الحضور في هذه المناسبة التي ارادتها قوى الاستقلال استنهاضاً للوطنية اللبنانية من جديد للمحافظة على هويتها اللبنانية   – العربية في وجه الفارسية، ولمنع نظام الوصاية السورية الكريهة من العودة للامساك بوطنها إذلالاً للناس ونهباً للوطن وثرواته.

ومع هذا، وبرغم كل هذا التكالب نـزل اللبنانيون في تظاهرة مليونية قالت وكالة ((الانباء الفرنسية)) انها تجاوزت المليون ونصف المليون انسان، واستجابت لنداء قياداتها الوطنية اللبنانية العروبية، وشكلت صحوة جديدة لانتفاضة الاستقلال وثورة الارز، واعطت تفويضاً جديداً لقياداتها الوطنية بالاستمرار في نهجها السياسي، حتى قال عنها وليد جنبلاط ان الناس يسبقوننا الى المواقف المطلوبة، وبرغم التضحيات والمصاعب الاقتصادية والارهاب اليومي ضدهم وضد مصالحهم فان الناس يشكلون السياج المنيع حول دعوتها للحرية والاستقلال ورفضاً للفارسية والوصاية السورية وارهاب جماعاتهما في لبنان.

ماذا على الجانب المسيحي؟

عجلت المشاركة الشعبية المسيحية الكاسحة في الذكرى الثالثة لاستشهاد رفيق الحريري في اظهار نتائج الاستفتاء المنتظر قبل حصوله في انتخابات ربيع 2009، بعد ان اسقطت اسطورة سيطرة المجنون ميشال عون على الشارع المسيحي.

كان ميشال عون يتعالى ويتباهى بأنه يملك اصوات 70% من المسيحيين قياساً بحصوله على هذه النسبة من اصواتهم في انتخابات 2005.

سقطت هذه النسبة الى نحو 51% في انتخابات المتن الشمالي الفرعية ونجاح مرشحه على حساب رئيس الكتائب الرئيس السابق للجمهورية وأحد قادة ثورة الارز الشيخ امين الجميل، الذي حصل على نحو 49% من الاصوات دون نسيان ان ميشال عون لا يملك من هذه النسبة عملياً الا حوالى 4 الى 5 آلاف اما البقية فكانت للأرمن وجماعة ميشال المر وبعض الشيعة وأنصار الحزبين الشيوعي (جناح خالد حداده – سعد الله مزرعاني) والحزب السوري القومي الاجتماعي المرتبط بالاستخبارات السورية.

لم يفهم عون اسباب ودوافع هذا التخلي الشعبي المسيحي عنه، واستمر في غيّه السياسي مندفعاً وراء حزب الله، وتعليمات المحور السوري – الايراني، مكابراً في وصف التراجع الشعبي عنه بأنه جاء نتيجة عدم شرح مضمون هذا التفاهم مع حزب الله جيداً للجمهور المسيحي!.

حتى جاءت الفكرة بعد ان راحت السكرة، فإذا بميشال عون معزولاً في الوسط الشعبي المسيحي، فهرب الى تحدي المرجعية الدينية لافتعال مشكلة معها، فسقط في المحظور مرة اخرى، الى مستوى متدهور، وكانت الطامة الكبرى هي الاجماع الشعبي والسياسي (العلني) اللبناني (والعربي والدولي) على ضرورة انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية حيث سقط عون الى مستوى لم يعهده زعيم سياسي قبله، بسرعة الانحدار والنهاية المستعجلة، حيث تسابقت الجماهير المارونية في أقضية جبيل وكسروان وبعبدا لإظهار تأييدها للعماد سليمان فضلاً عن تأييد عدد كبير من نواب كتلته لهذا الخيار، حتى اضطر عون لترداد أكذوبة ان انتخاب سليمان هو الورقة المستورة له دون خجل او حياء.

والخوف كل الخوف ان يلجأ عون الى استخدام السلاح ميدانياً لمحاولة وقف التدهور قبل الانتخابات المقبلة التي يقول مراقبون في الشارع المسيحي ان عون لن يضمن فيها نجاحه شخصياً في أي منطقة من المناطق، بعد ان كشفت انتخابات الطلاب في الثانويات والجامعات وانتخابات الاتحادات المهنية والنقابية ان السيطرة شبه الكاملة فيها هي لقوى الرابع عشر من آذار/مارس وتحديداً في الجانب المسيحي للقوات اللبنانية وحزب الكتائب.

كيف يستخدم عون السلاح وهو معزول شعبياً بحيث لا يريد أي مسيحي عاقل الاندفاع لحرق ما تبقى من حضور مسيحي سياسي وسيادي وشعبي من اجل معتوه يموت ويحيا في كابوس رئاسة الجمهورية التي كانت وما زالت بعيدة عنه بعد السماء عن الارض.

رهان عون الدائم هو على دفع حزب الله الى استخدام السلاح علّه يحسم الامر عسكرياً في الشارع فيسيطر سياسياً ويجيء بعون رئيساً للجمهورية، وهو أي عون لا يريد ان يفهم ان مشروع حزب الله هو إلغاء رئاسة الجمهورية وفي احسن الحالات المجيء بشيعي رئيساً لجمهورية لبنان بعد تعديل الطائف لإعادة الصلاحيات الى الرئاسة الاولى.

الحشود المسيحية الكثيفة في ذكرى 14 شباط/فبراير 2008، هي آخر رسالة وجهها المسيحيون الى عون بأن الخطيئة التي ارتكبت عام 2005، وأعطته كتلة من 22 نائباً في مجلس النواب في انتخابات 2005 لن تتكرر ثانية، وان عليه منذ الآن البحث عن مكان يرشح نفسه فيه في قضاء ما في الجنوب، يكون فيه لحزب الله حضور شيعي يؤمن فوز احد اتباعه.. ميشال عون.. أو غيره.

--------------------------------------------------------------------------------------------------

اغتيال عماد مغنية رشوة اسرائيلية لأميركاابتـزاز الراعي لبشار

ح. ص.

 

قبل نحو ثلاثة اشهر، نصح امين عام حزب الله حسن نصر الله، رجل العمليات الخاصة في الحزب عماد مغنية بعدم التوجه الى دمشق بسبب ما نقله مغنية لنصر الله عن حدوث خلاف عميق بينه وبين رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية صهر عائلة الأسد الحاكمة اللواء آصف شوكت.

الشاهد اللبناني على حديث مغنية مع نصرالله هو مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب نواف الموسوي، اما الشاهد السوري على خلاف مغنية مع شوكت فهو العميد محسن سلمان الذي كان حاكماً لمطار بيروت الدولي في مرحلة الوصاية السورية على لبنان، قبل ان يطرده حاكم عنجر وقتها اللواء الراحل غازي كنعان.

ماذا حصل بين مغنية وشوكت؟

المعلومات الأولية تتحدث عن نقاش حاد حصل بين الرجلين الامنيين بسبب تداعيات حرب تموز/يوليو 2006 في لبنان بين حزب الله والعدو الصهيوني، انتهى الى خروج مغنية غاضباً من اللقاء..

اما السبب الحقيقي للحدة بين مغنية وشوكت، فهي شعور الاخير بأن الاول بات يتجاوزه، ولا يلتقي به دائماً بسبب العلاقة المميزة التي تجمع بين عماد مغنية وماهر الأسد الذي لا ينظر بود أبداً الى موقع صهره.

ومن يعرف تركيبة ونفسية رجال الامن في سوريا، يفهم ان مجرد لقاء بين أي مسؤول أمني سوري وأي شخصية لبنانية (او عربية) تعني إقفال الباب امام هذه الشخصية اللبنانية عند قادة الاجهزة الامنية الأخرى، وكم عانى مسؤولون لبنانيون من مرارة علاقاتهم مع أي مسؤول أمني سوري اذ ان هذه العلاقة تجعلهم عرضة للنقد والتهجم من جانب كل مسؤولي الأمن الآخرين (حتى الآن يكره محمد ناصيف الرئيس نبيه بري بسبب علاقة بري باللواء المتقاعد علي دوبا عندما كان رئيساً للاستخبارات العسكرية..).

سخر شوكت في هذا اللقاء من دور عماد مغنية في حرب صيف 2006، بعد ان اعترف له بأنه هو الذي خطط لخطف الجنديين الصهيونيين، الذي أدى للعدوان الصهيوني على لبنان، لكنه قال له ماذا كنتم تنتظرون لاستخدام صواريخ زلزال 2، لو كنتم رجالاً لاستخدمتهم هذه الصواريخ وأحدثت زلازل داخل تل ابيب وانهت الحرب لمصلحتكم!

عند هذا الحد قال مغنية بتحدٍ شديد: انت لو كنت رجلاً لقلت هذا الكلام لمعلمينك (ويقصد بشار وماهر الاسد)..

وتابع مغنية كلامه لآصف شوكت قائلاً له: انت ما زلت ولداً يرضع حتى الآ،.. ولما استغرب محسن سلمان كلام مغنية قائلاً كيف تقول هذا الكلام؟.. من انت يا..؟ رد عليه مغنية بتحدٍ كبير قائلاً اسأل هذا اللواء الفاشل عني ليقول لك من أنا.. وقبل ان يغادر مغنية المكان سمع آصف يردد بسخرية على باب المكتب: لا تركنا لك البطولة الك، ونحن شفناها بنهر البارد!.

وعلاقة ماهر الاسد بعماد مغنية قديمة، وكان الأسد الصغير يشيد دائماً بعماد مغنية امام صهره، حتى انه اشاد بدوره في التخطيط لعملية خطف الجنديين الصهيونيين التي استمرت 6 اشهر.

قال ماهر الأسد: ان عماد مغنية الذي خطط لخطف الجنديين الصهيونيين، خطط ايضاً لتحمل رد الفعل الصهيوني، وخطط حتى لتوفير الدعم الايراني لاعادة الإعمار بعد الحرب غامزاً من قناة صهره الذي رتب جريمة شاعر العبسي في مخيم نهر البارد ضد الجيش اللبناني، والتي انتهت بهزيمة كاملة للاستخبارات العسكرية السورية.

هذه المعلومات كلها رددها نصرالله في الاجتماع الاخير لقيادة الحزب بعد قتل مغنية، قائلاً: لقد طعنونا في ظهورنا وانتقموا من عماد (المعروف ان مغنية هو الذي كان يؤمن خطط الحراسة الامنية لنصر الله منذ تعيينه خلفاً للسيد عباس الموسوي الذي اغتيل ايضاً في شهر شباط/فبراير عام 1995، اثناء مشاركته في سنوية الشيخ راغب حرب المغتال ايضاً في شهر شباط/فبراير)، وليس هناك إلا قلة قليلة تعلم ان الحاج رضوان هو نفسه عماد مغنية، حتى ان عدداً كبيراً من مجلس شورى الحزب كان يجلس الى جانب الحاج ولا يعلم انه هو نفسه عماد مغنية، فكيف تسنى للموساد الوصول اليه دون مساعدة سورية حتمية؟

وتابع نصرالله قوله: الحاج لم يذهب الى سوريا في الأشهر الثلاثة الاخيرة، وعندما وصلها مؤخراً قتل بعد 3 ساعات من وصوله، وكان مخططاً ان يلتقي احمد جبريل ورمضان شلح وخالد مشعل.. ولا يمكن ان يقتله احد من الفلسطينيين، لأنه كان رجل التنسيق الاول بينهم وبين اخواننا في طهران.

لذا – يتابع نصرالله قوله علينا ان نذهب الى دمشق ونطلب تحقيقاً مع آصف شوكت ومع محسن سلمان حول هذه الجريمة.

وقال نصرالله: الغريب ان الحاج عماد لم يقتل في لبنان حيث أيد اسرائيل طائلة لاننا قادرون على حمايته هنا، بينما يقتل في دمشق، كنا نظن ان اخواننا السوريين والايرانيين قادرون على حمايته، لكن بعد الآن وان الاختراق الصهيوني لسوريا بات واضحاً لدرجة يصعب علينا فيها ان نتحرك بحرية هناك.

وصل الى دمشق وفد من حزب الله للتحقيق في عملية قتل عماد مغنية مثلما وصل وفد ايراني برئاسة قائد كتائب القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني وكان التجاوب السوري اولياً لإطلاع حزب الله والاياني على تفاصيل ما حصل، لكن شعور الاستخبارات العسكرية السورية بأن نية الوفدين هي التحقيق وليس الاطلاع على ما حصل جاء الجواب برفض مشاركة أي جهة غير سورية في التحقيق، وهذا ما ادى الى بلبلة اعلامية تمثلت في ترداد معلومات بأن دمشق وافقت على لجنة تحقيق من حزب الله وايران، ثم نفي سوري سريع لهذه المعلومات.

ومما زاد في الشكوك الايرانية وتابعها حزب الله، ان مسرح الجريمة نظّف على عجل بعد ساعات على وقوعها، ولم تنشر عنه أي صورة، واللقطات الوحيدة التي بثت جاءت من قناة (العالم) التي تمولها ايران، وقيل ان ملتقطها هو أحد موظفي السفارة الايرانية أي احد رجال الاستخبارات الايرانية الذي اعطاها لهذه المرئية بعد اطلاع رؤسائه عليها.

 اجماع على دور سوري في الاغتيال.. ولكن

توافرت لدى قيادة وجماهير حزب الله قناعة كاملة بدور ما لجهة أمنية سورية في عملية قتل عماد مغنية، كما القناعة الكاملة بأن الاستخبارات الصهيونية هي التي نفذت عملية القتل.

وإذا كانت جماهير الحزب رددت علناً، اثناء تشييع مغنية في مجمع سيد الشهداء واثناء دفنه في جبانة روضة الشهيدين، فإن قيادة الحزب سرعان ما تراجعت عن اتهام الاستخبارات السورية بالمشاركة او تسهيل هذه العملية في صفقة  سورية – صهيونية، وسارعت الى بث اخبار الى جماهيرها اولاً ثم الى جهات أخرى بأن هناك ((دوراً)) لاستخبارات عربية في عملية قتل مغنية.

السبب: هو ورود تعليمات من بشار الاسد شخصياً الى قيادة حزب الله بأن يتم التركيز على دور الاستخبارات السعودية والاردنيةفي هذه العملية.. في ((تبرئة)) لاستخبارات آصف شوت.. فبدأ الترويج لهذه التعليمات، وكانت اولى ردود الفعل عليها هي قرار المملكة العربية السعودية بمنع مواطنيها من السفر الى لبنان ثم بعد 24 ساعة من توجه سفيرها في لبنان د. عبدالعزيز الخوجة الى الرياض. بعد ان تأكدت الرياض ان في نية بشار الأسد استهداف رجالها ومؤسساتها في لبنان، لإشغال اللبنانيين بالأمر وزرع المزيد من الفتنة بين المسلمين سنة وشيعة، ولتوجيه غضب حزب الله وجماهيره عن المجرمين نحو السعودية.. وليس نحو سوريا او حتى اسرائيل!

مغنية واختراق ايراني للجيش السوري

مصادر عربية مطلعة اكدت لـ((الشراع)) ان هناك جهات امنية متعددة داخل النظام السوري، مستاءة جداً من دور كبير لعماد مغنية في الاختراق الايراني للجيش السوري، حيث كشفت الاستخبارات العسكرية التابعة لآصف شوكت شبكة من ضباط سوريين يتلقفون المال والهدايا من الحرس الثوري الايراني، مقابل معلومات وولاء هؤلاء الضابط لما تطلبه منهم قيادة الحرس الايراني، وان عماد مغنية كان له دور كبير في هذه الشبكة، مستنداً الى الثقة العمياء التي يضعها فيه ماهر الأسد، بما كان يتيح له لقاء أي ضابط سوري مهما كانت رتبته، وفي أي وحدة عسكرية حتى في فرقة الحرس الجمهوري الذي يقوده الأسد الصغير.

اذا كان هذا معروفاً ومكشوفاً لعائلة الاسد وصهرها آصف شوكت، واذا كان النظام كله يسقط شيئاً فشيئاً في يد الاستخبارات الايرانية والحرس الثوري الايراني وأدواته فلماذا أذن توجيه الإتهام الى المملكة العربية السعودية في مثل هذه العملية؟.

لماذا؟

لأن دمشق تريد قتل المبادرة العربية تماماً، ولأنها تريد الانتقام من السعودية لأنها تقود هذه المبادرة، وهي أي الرياض التي تشترط إزالة دمشق العقبات من أمام انتخاب العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهورية في لبنان حتى تحضر القمة العربية المقررة في دمشق في الاسبوع الأخير من شهر آذار/مارس 2008.

ثم وهذا هو الأهم تريد رفع التهمة عنها بالتواطؤ مع إسرائيل لقتل الرجل الذي يلاحقه الموساد والاستخبارات الأميركية منذ 23 سنة تقريباً (1985 تاريخ خطف عماد مغنية لطائرة T.W.A الأميركية إلى مطار بيروت وقتل ضابط أمن أميركي كان على متنها فضلاً عن عمليات أخرى).

من جهة أخرى فإن النظام السوري بعزلته العربية والدولية، بات أسيراً للسياسة الإيرانية في المنطقة، بل انه بات يتنفس وجوده وهواءه منها، سياسياً وعسكرياً واقتصادياً.. وأمنياً ولا بد أن ينسجم مع كل ما تريده، وان يدافع عن أي أمر تطلبه منه طهران.

والنظام السوري بات يدرك ان أمر اختراقه سهل جداً في الداخل لأي جهاز أمني نشط سواء كان إسرائيلياً أو إيرانياً.. حيث لكل من إسرائيل وإيران دور كبير وأهداف كبيرة في سوريا سواء في الحصول على خدمات من نظامها.. أو في حماية هذا النظام، حيث يعتقد كثيرون ان إسرائيل وإيران مختلفتان في أمور عديدة لكنهما متطابقتان متفقتان على حماية نظام عائلة الأسد.. حتى الآن.

وحيث ان دمشق لا تستطيع مواجهة طهران، ولا إسرائيل، فإنها يمكن أن تؤدي سياسة حافة الهاوية مع أحد الطرفين استناداً إلى تلقيها دعماً أو تقديمها خدمة لأحدهما. فحين تكتشف تنظيماً عسكرياً سري داخل الجيش السوري يعمل لمصلحة طهران، فإنها تهصمت عن الاعلان عنه وتبلغ طهران بالأمر دون أي أجر بالمقابل فإنها تسمح لإسرائيل بقتل عماد مغنية رداً لخدمات إسرائيل لنظامها وسماحها له بالبقاء، في رد غير مباشر على التحرك الإيراني داخل الجيش السوري. ورداً على محاولة مغنية إبعاد المنظمات الفلسطينية عن دمشق، وتحذيرها من أي صفقة تعقدها دمشق مع إسرائيل للتخلص من خالد مشعل أو رمضان شلح.

وهذا الأمر بقدر ما يزعج طهران، فإنه يعطي لإيران فرصة أكبر كي تبتز نظام بشار الاسد لمزيد من الإمساك به حتى تفشل كل المحاولات التي تتتالى عربياً وغربياً لمحاولة فصله عن التبعية لإيران.

فطهران تعرف ان آصف شوكت خعلى صلات وطيدة وقدم خدمات عديدة لاستخبارات غربية عن كل القوى والشخصيات والمنظمات التي تناوىء الغرب وبعض العرب، وان آصف وعد كثيرين من قادة أجهزة الأمن الغربية الذين يلتقي معهم بأن يعمل على تحسين سلوك النظام السوري، وألا سبيل لإقناع قادة هذه الأجهزة بتحسن سلوك النظام إلا مبادرات عملية مثل التخلص من بعض القادة الأمنيين الذين قاموا بعمليات عنف وإرهاب ضد المصالح الغربية.

وطهران تعلم أكثر من غيرها ان نظىام دمشق الذي هو تركيبة أمنية في الأصل والاستمرار، يستنـزف كل جهده الامني في مواجهة الناس داخل سوريا، كما مواجهة قوى الاستقلال في لبنان، تاركاً كل مواقعه ومواضعه السياسية والعسكرية والأمنية عرضة للاختراق من كل من هب ودب من أجهزة الاستخبارات، وهذا ما تكشفه الوقائع من الحرية الكبيرة التي تتمتع بها أجهزة استخبارات إسرائيل.. وإيران نفسها للعمل ليس داخل سوريا فحسب.. بل وداخل أجهزة النظام نفسه حيث تملك إيران المال اللازم لشراء ذمم من تريد من قادة وضباط وعناصر نظام الأسد، وتملك إسرائيل حق المونة على النظام الذي تمنع سقوطه منذ سنوات عديدة لأنها تجد فيه حاجة أمنية استراتيجية لهاز

رشوة إسرائيلية لأميركا

من هذا الباب تدخل إسرائيل لإقناع الإدارة الأميركية بضرورة المحافظة على نظام الأسد.. وفي آخر اعتراض أميركي على الدعم الإسرائيلي لنظام دمشق، فإن إسرائيل سارعت إلى تقديم رشوة كبيرة لواشنطن للسكوت على هذه السياسة، وهذه الرشوة تمثلت بتنفيذ رغبة أميركية قديمة وعميقة بالتخلص من عماد مغنية الرجل الذي رصدت له أميركا 25 مليون دولار لمن يقدمه لها حياً أو ميتاً ثم ان اغتيال مغنية جاء بعد 24 ساعة على وضع أميركا لائحة جديدة من أسماء مسؤولين سوريين فرضت عليهم عقوبات أميركية.

خطف مغنية!

وكان الطموح الصهيوني كبيراً في حمل عماد مغنية بطائرة عمودية إلى تل أبيب أسيراً للحصول منه على كنـز معلومات لا ينضب عن عمليات الرجل وعلاقاته الإيرانية والفلسطينية ودوره الذي لم يكشف عنه الكثير في لبنان خاصة خلال السنتين الأخيرتين، كما خلال الفترة السابقة سواء في خطف الجنديين الصهيونيين في 12/7/2006 أو في مصير الطيار الصهيوني رون أراد.. لكن الذي منع إسرائيل من تحقيق هذا الطموح هو الخوف السوري من الضجة أو الفضيحة التي يمكن أن تنشأ لو نجحت إسرائيل في خطف مغنية، وأثرها على نظام دمشق نفسه خاصة تجاه إيران وحزب الله وجمهوره في لبنان.

وفي جميع الحالات.. فإن مصير عماد مغنية مع الاستخبارات السورية لم يكن أفضل من مصير إيلي حبيقة الذي قتل في تفجير سيارة مفخخة في مربع تحميه الاستخبارات السورية في منطقة الحازمية شرق بيروت، رغم الخدمات التي أداها حبيقة لهذه الاستخبارات، وبالطريقة نفسها التي قتل فيها قائد حزب الله الحقيقي.. أليست هذه الاستخبارات وعملاؤها في لبنان بارعون في استخدام السيارات المفخخة لقتل خصومها أو أصدقائها الذين انتهت مدة خدماتهم؟

ولم يكن مصير مغنية أفضل من مصير عبدالله أوج ألان الذي تعرض قبل تسليم حافظ الأسد له لتركيا عام 1998 لمحاولة اغتيال أثناء زيارته لقرية كردية قريبة من غوطة دمشق، وكان قبل كل هذا أحد الادوات التي طالما استخدمها نظام الأسد الأب ضد تركيا، قبل ان يركع ابنه بشار أمام الاتراك ويسلم لهم أرضاً سورية احتلوها عام 1939 هي الاسكندرون السليب.

كما الأب كما الابن كما الأسرة كلها ليس المهم الوطن، ليس مهماً المواطنين، ليس مهماً الاصدقاء أو التابعين، فكل هذا مسخر لخدمة النظام.. ليس كله بل من يحكه.. بل من يملكه.

---------------------------------------------------------------------------------------------

تقييم سريع للموقف

*وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي اجتمع لدى حضوره الى بيروت للتعزية بعماد مغنية بأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله على انفراد لبعض الوقت، ثم اجتمع بحضور نصر الله مع بعض اعضاء مجلس شورى الحزب، وبعد تقييم سريع للموقف وأبعاده تم الاتفاق على الشخص الذي حل محل مغنية.

 

*قال العماد ميشال عون في مجلس خاص، بأنه لم يعد معنياً بجمهور التيار الوطني الحر، اذا لم يكن هو رئيس الجمهورية، لأن أي رئيس جمهورية غيره سيجعله اقل حجماً بكثير، فكميل شمعون الذي كانت شعبيته المسيحية كاسحة سنة 1958، حرمه فؤاد شهاب من مقعده النيابي سنة 1960.

*يتلقى رئيس الوزراء فؤاد السنيورة من كثير من نواب المعارضة اتصالات هاتفية يطلب اصحابها خدمات شخصية وتيسير معاملات ناخبيهم في دوائر رسمية، ويختمون مكالماتهم بأنهم معه لكنه يعرف الظروف.

 

*احد نواب تكتل التغيير والاصلاح زار بكركي موفداً من العماد ميشال عون وتمنى عليها ترطيب الاجواء مع الجنرال الذي لا يتفق مع فرنجية في موقفه من البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، وحبذا لو أحيا صفير لجنة المطارنة لتعاود اتصالاتها بالزعامات المارونية.

 

*اجرى سياسي معارض تقييماً للوضع الانتخابي من خلال البلديات والهيئات الاختيارية، ولما كانت النتائج مغايرة لتوقعاته، طلب من مفاتيح البلدات الذين يثق بهم احصاء بالارقام لعدد مؤيديه في كل بلدة ونسبتهم الى عدد القوة الناخبة.

 صحيح

 

*اكدت اوساط مطلعة ان اغتيال عماد مغنية واعلان السيد حسن نصرالله الحرب المفتوحة خارج الحدود، من شأنه ان يدفع بعض الجهات الاصولية لاستغلال هذا الواقع والقيام بعمليات خطف للأجانب في بيروت او التعرض للسفارات والمؤسسات الاجنبية.

 

وكانت تقارير امنية ابدت مخاوفها منذ مدة من نشاط اصولي داخل مخيم عين الحلوة تحضيراً للتعرض للقوات الدولية وبعض الرعايا الاجانب في لبنان، من حيث قيام بعض الجماعات الاصولية بتلقي تدريبات على ايدي المدرب الفلسطيني رامي ورد (من عصبة الانصار).

 

 لم يعد سراً

*علم ان حزب الله عمد الى تعيين الحاج طلال حمية مكان عماد مغنية، وحمية كان في الاساس نائباً له، ولديه نشاطات امنية على مستوى الدول الاميركية الجنوبية والشمالية.

من جهة اخرى توقعت اوساط ان يبدأ حزب الله ورشة تغييرات داخل اجهزته الامنية، بعد اغتيال مغنية، خوفاً من حصول اختراقات معينة داخل هذه الاجهزة، وكان الحزب قد باشر بهذه الورشة منذ شهر خلال لقاءات متعددة بين مسؤولين امنيين في حزب الله، ومسؤولين امنيين في الاستخبارات الخارجية الايرانية (اطلاعات).

 

 من هم؟

*تلقى رئيس كتلة نيابية برلمانية في لبنان معلومات جديدة من جهات دولية معنية بالمحكمة الدولية، وتضمنت المعلومات اسماء لمتورطين في هذه الجريمة من بينهم نائب لبناني سابق كانت مهمته رصد تحركات الرئيس رفيق الحريري.

 

ليس سراً

*أشرف جهاز الامن المضاد في حزب الله بنفسه على تجهيز المكان الذي جرت فيه المقابلة التلفزيونية مع النائب ميشال عون والسيد حسن نصرالله كما تولى مصورو محطة ((المنار)) عملية التصوير، ولم يسمح لمرافقي عون مواكبته الى مكان المقابلة بل بقوا في احد مراكز الحزب في الضاحية الجنوبية.

 

لماذا؟

*لاحظت أوساط مراقبة غياب الأطر الأساسية في حزب الله عن تشييع قائدهم عماد مغنية، بينما حضر عدد من الواجهات المعروفة للإعلام هذا التشييع، واكتفى أمين عام الحزب ونائب مغنية حسن نصرالله بإلقاء كلمة حرب من مخبئه في مكان ما من مربع أمني يحتمي به.

 

سري جداً

*المغربي محمد بو شريك يشرف على إعادة تنظيم فتح الاسلام تحت إشراف الاستخبارات الإيرانية التي وفرت له دعماً مالياً ضخماً، وعتاداً حربياً يشمل بنادق قناصة، مع كواتم للصوت في مسدسات حديثة، وتدريبات في مناطق نائية في لبنان استعداداً لاعتداءات تستهدف الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي.

 

 صحيح؟

*النظام السوري يتهيأ لإشعال فتنة إسلامية – إسلامية في الشمال اللبناني بدءاً من تحرش لجماعاته بقوى الأكثرية، تمهيداً لمواجهة يعدها ضد تيار المستقبل استناداً إلى مجموعات سلفية، تحت زعم ان تيار المستقبل فشل في مواجهة اقتراحات حزب الله لنشر التشيع في الشمال السني.

 

 من هو؟

*ضابط سوري في الحرس الجمهوري يتردد إلى الضاحية الجنوبية حيث يقدم نفسه بصفته تاجر تحف شرقية، ويلتقي بجماعاته المقيمين فيها بصفة عمال حرفيين وتجار.

الضابط السوري يحمل الجنسية اللبنانية التي وزعت بعشرات الآلاف على سوريين لاستخدامهم في التصويت الانتخابي والاعمال الاستخباراتية ضد أمن لبنان.

 

صدق أو لا تصدق

*يعمد نائب عكاري سابق مرتبط بالاستخبارات السورية فرع علي المملوك إلى ترتيب زيارات لأفراد عكاريين إلى دمشق، محرضاً إياهم على ترك تيار المستقبل، لأن الاستخبارات السورية عائدة إلى لبنان وستنتقم من كل من أيد سعد الحريري.