أهم ما نشر في مجلة الشراع عدد يوم الجمعة 29 شباط 2008

1- حسن صبرا/اغتيال عماد مغنية/ماهر الأسد زار نصرالله وحزب الله تحدث عن ((أبو عدس)) ثانٍ.. وثالث

2- حوار هدى الحسيني/مقابلة مع النائب وليد جنبلاط

3- حوار: احمد الموسوي/مقابلة مع النائب بطرس حري

4- رسائل رئيس التحريرالتحرير

5- حسن صبرا/وبماذا يفترق بشار بن الأسد عن يزيد بن معاوية؟

 

اغتيال عماد مغنية/ماهر الأسد زار نصرالله وحزب الله تحدث عن ((أبو عدس)) ثانٍ.. وثالث

حسن صبرا

قبل عدة ساعات من بدء بث خطاب أمين عام حزب الله حسن نصرالله، خطابه الذي برأ فيه النظام السوري من عملية اغتيال مسؤول الحزب الأول عماد مغنية في دمشق يوم 12/2/2008، حضر إلى مقر نصرالله شقيق حاكم دمشق ماهر الأسد ليقدم التعازي بقتل مغنية.

كان هدف الزيارة الأهم بعد ذلك متشعباً ومتعدداً، فالأمر الأول الذي يريده النظام السوري من نصرالله، هو عدم إعطاء المجال لخصومه ليشمتوا بما حصل من قتل لأهم شخصية في حزب الله عماد مغنية، الذي وصفه ماهر الأسد سابقاً بأنه أهم رجل ثوري في العالم!!

قال ماهر الأسد لنصرالله الذي نقل أجواء ما سمعه من الأسد الصغير إلى أعضاء في قيادته: ((ان الرئيس بشار يؤكد وقوف القيادة في سوريا دائماً إلى جانبكم)).

الأمر الآخر ان بشار وعد من خلال شقيقه باستمرار التحقيق للوصول إلى ((الحقيقة)) في هذه الجريمة النكراء، كما وصفها ماهر قائلاً: ((أنتم خسرتم قائداً وأنا وشقيقي خسرنا أخاً كبيراً)).

أما الأمر الأخير فهو قسم ماهر الأسد أمام نصرالله: انه لن يغمض له جفن حتى يعرف مدى مسؤولية آصف شوكت في اغتيال عماد مغنية.

نقل نصرالله وقائع حديث ماهر الأسد معه إلى أعضاء في قيادة حزبه التي اجتمعت بعد تشييع عماد مغنية يوم 14/2/2008، طالباً في الوقت نفسه من نواف الموسوي الذي كان توجه إلى دمشق بطلب من قيادة الحزب، الاطلاع من ((الاخوة)) في دمشق على نتائج التحقيق الأولي.

قال نواف الموسوي ان القيادة السورية ((مهتمة)) كثيراً بهذه الجريمة، وكيفية حصولها. وانها – حسب قول الموسوي – تشك كثيراً بضلوع آصف شوكت فيها، وانه حين اجتماعه مع ماهر الأسد طلب الأخير صهره عبر هاتف خاص، رافعاً معدل الصوت من الهاتف ليستمعا إليه معاً سائلاً إياه عن معلومات وردت إلى الأمن السوري عن وصول سيارتين إلى دمشق للقيام بقتل مغنية وربما غيره، أما وقد انفجرت الأولى فأين هي السيارة الثانية.

قال نواف الموسوي ان آصف شوكت استنكر سؤال ماهر الأسد عن وجود سيارة ثانية قائلاً لماهر: انت تسألني عن أمر لا أعرف عنه شيئاً.

فرد عليه ماهر: يا آصف انت بتعرف ان هناك رجلاً يحمل جواز سفر مزوراً استأجر سيارتين انفجرت الأولى وما زالت الثانية مختفية وهذه هي مهمتك.

وأخطر ما نقله الموسوي لقيادة حزب الله، ان هناك احتمالاً أن تكون السيارة الثانية مجهزة لعملية تفجير أخرى قد تكون داخل الأراضي السورية.. وقد تكون في لبنان نفسه ولا نعلم ضد من.

وعندما سأل أكثر من عضو في قيادة الحزب الموسوي من هو الرجل الذي كان يحمل جواز سفر مزوراً، وما علاقته بالتفجير الاول، قال الموسوي: لقد أطلعني ماهر الأسد ان جماعاته دهمت منطقة جرماية قرب دمشق واعتقلت شخصاً فلسطينياً تبين انه لم يدخل منـزله منذ شهرين وعشرة أيام بناء لإفادة أهله وأهالي الحي ومخبري السلطة..

ابتسم نصرالله وقال بصوت هادىء: يبدو ان هذا الفلسطيني هو أبو عدس الثاني (علت ابتسامات صفراء على وجوه الحضور)، وتابع نصرالله قوله ساخراً: هذا يعني ان هناك أبو عدس ثالثاً خاصة إذا كان هناك سيارة ثانية ما زالت ((ضائعة)).

هنا أعاد نصرالله الامساك بناصية الحديث ليؤكد للحضور انه نصح عماد مغنية بعدم الذهاب إلى دمشق، كاشفاً انه كان في جولة ميدانية مع عماد مغنية لتفقد الوحدات التي تجري تدريبات خاصة في معسكرات البقاع التابعة للحزب حين تلقى عماد إتصالاً من آصف شوكت،  يدعوه فيه للتوجه الى دمشق، قبل مجيء وزير خارجية ايران منوشهر متقي، وان مغنية قال له انه موجود الآن في طهران، وربما اتى مع متقي في الطائرة التي ستحمله الى العاصمة السورية.

ويتابع نصرالله ان السيد نواف (الموسوي) حمل معه الى دمشق صورة عن التسجيل الهاتفي مكتوبة، لاطلاع ماهر (وبشار) على هذا الحوار، (اتصالات اعضاء قيادة الحزب تتم عبر أجهزة هاتف بأربعة أرقام وفق برمجة نظمتها الاستخبارات الايرانية لهم وجرى ربط بعضها بالاستخبارات السورية لتسهيل التواصل بين الجهات الثلاث حزب الله واستخبارات دمشق وطهران).

وان الاخوة في دمشق باتوا على اطلاع دقيق عن متابعة شوكت لمغنية.

هنا تساءل احد اعضاء القيادة.. ومتى وصل عماد الى دمشق، فرد نصرالله: وصل اليها يوم 9/2/2008 أي قبل الاغتيال بثلاثة ايام، وكان لديه موعد مع احمد جبريل وخالد مشعل ورمضان شلّح يوم 10/2/2008.

تساءل عضو آخر في القيادة: الا يحتمل ان يكون واحد من هؤلاء أطلع آصف شوكت على هذا الامر؟

لم يجب نصرالله، ولم يشأ احد متابعة هذا السؤال للحصول على اجابة شافية، وإن كان نصرالله اكد اننا نريد ان نعرف كيف وصلت المعلومات لآصف شوكت بذهاب الحاج عماد الى دمشق، ومكان تواجده الدقيق فيها.

لم يحصل احد على جواب صحيح.. لكن هناك اجماعاً ما زال قائماً داخل قيادة الحزب وأطره وحتى جمهوره بأن هناك دوراً  ما للاستخبارات العسكرية السورية او احدى الجهات الامنية السورية او الفلسطينية المتورطة مع اسرائيل في هذه العملية.

تصفية حسابات ام توزيع ادوار

مصادر عربية وصلت هذه المعلومات اليها علقت عليها بالقول:

ان هناك احتمالاً كبيراً بتورط اجهزة أمن سورية بالتنسيق مع اسرائيل للتخلص من عماد مغنية توكيداً لصفقة سورية – صهيونية، وهذا أمر يؤشر بخطر شديد على حزب الله كما على لبنان.

إلا ان هذه المصادر نفسها تخشى من اسلوب اجهزة حكم آل الأسد الامنية، التي تتبارى في توزيع الادوار للتخلص من أي اتهام بالتواطؤ مع اسرائيل وتحميلها لطرف ما داخلها للتخلص منه، كما في حالة آصف شوكت المكروه من ماهر الاسد والذي يحاصره بشار الأسد ويحصي عليه أنفاسه، وان هذه التسريبات هي بهدف حرق الرجل الذي يقيم علاقات واسعة ومنذ سنوات مع أجهزة امنية غربية تفتح له قنوات مباشرة او غير مباشرة مع الموساد.

كما ان هناك احتمالاً كبيراً في ان يقوم آصف شوكت بهذه العملية لحساب النظام نفسه وبشار وماهر الأسد، وعلى حساب ايران لابتـزازها او تخفيف الضغط الايراني على دمشق.

المصادر العربية قالت: ألا تلاحظون توقيت هذه العملية فإنها أتت قبل 48 ساعة من احتفال اللبنانيين بالذكرى الثالثة لاغتيال رفيق الحريري التي تتهم دمشق رسمياً بقتله.

وهي تأتي في خضم التعقيدات التي تواجه المبادرة العربية لحل الازمة اللبنانية التي تتهم دمشق بتعطيلها.

وهي تأتي على أبواب القمة العربية المقررة في دمشق، والتي تهدد الدول العربية الرئيسية بمقاطعتها اذا لم تسهل دمشق حل الازمة اللبنانية.

فهل تقدم دمشق حسن نية منها او دليلاً على قدرتها على التخلص من شخصية قامت بعمليات عدائية ضد دول عربية اساسية كالسعودية مثلاً (جريمة تفجير الخبر) او الكويت (محاولة قتل اميرها، وخطف طائرة الجابرية الكويتية وقتل مواطنين كويتيين).

المصادر العربية تخشى ان تكون دمشق بالغت في استعراض بضاعتها لبيعها ليس لاسرائيل فقط.. على ما بين دمشق والعدو الصهيوني من تناغم وتعاون للحد الذي يحمي النظام السوري ويؤمن مصالح اسرائيل الاستراتيجية، بل لإظهار قدرتها على تأمين المصالح العربية نفسها، والتخلص من خصومها وعلى رأسهم عماد مغنية.

 ======================================================================================

وليد جنبلاط لـ((الشراع)): عماد مغنية لم يكن مناضلاً وتصفيته رسالة سورية لاسرائيل عنوانها المحكمة والعودة الى لبنان

عندما ترتفع نبرة خطابه يقول خصومه انه ((محشور)) وعندما يبتعد عن الاعلام يشيعون ان السبب هو تغييرات لا تصب في مصلحته، ثم يتأخرون في ادعاء وساطة يبذلونها للتقريب بينه وبين دمشق ويزعمون ان فشلها هو سبب غضبه عليها وعليهم.

والواقع انهم لا يحسنون ((قراءة)) الزعيم وليد جنبلاط الذي يطبق القول المصري: ((امش عدل يحتار فيك عدوك)).

فمشى وقاد ثورة الارز ولن يحيد عنها حتى تتحقق كل اهدافها. الرؤية واضحة امام عينيه وتشي بالكثير من المعاناة والاغتيالات والصمود.

لا يتوانى وليد بك عن نعت خصمه بكل الصفات اذا ما غضب لكنه لا يؤمن بالعنف، سلاحه الكلمة وبث ثقافة الحياة مقابل ثقافة الموت، حتى عندما ادرك عام 1982 انه لن يستطيع مقاومة الاحتلال قال ((دوري الدفاع عن طائفتي وليس احصاء الشهداء)).

عشية الذكرى الحادية والثلاثين لاغتيال والده الزعيم كمال جنبلاط وبعد ايام على الذكرى الثالثة لصديقه الرئيس رفيق الحريري ماذا يقول وليد جنبلاط.

فالحديث معه متشعب بقدر تشعب مواقفه وحلفائه وهذا بعض منها:

*سيحصل في القمة العربية فرز بين الاعتدال العربي وبين من هو ليس عربياً

*المقرر الاساسي في القمة سيكون احمدي نجاد وخامنئي

*السنيورة لا يمانع في حضور القمة وهو في وضعه الحالي رئيس حكومة ورئيس جمهورية

*خطاب احدهم عن الحرب المفتوحة والاشلاء رسالة لـ 14 آذار/مارس

*لن ابرىء البعض من حزب الله من المشاركة المعنوية والامنية في الاغتيالات السياسية

*وجدنا التنوع والفرح في 14 شباط/فبراير والخطاب الهتلري والصورة الشمولية في تشييع مغنية

*لا نطلب من نصر الله الرحيل بل القبول بالتنوع

*المطلوب من علماء وفقهاء وحكماء الشيعة مواجهة مشروع حسن نصر الله الذي خرج عن مفهوم نهائية الكيان اللبناني والعروبة والتنوع

*الثلث المعطل وتراجع المعارضة عن مقررات الحوار افشل الاجتماع الرباعي

*اذا كان الحكم موالياً لسوريا لن يتم تسليم مشتبه فيهم للمحكمة الدولية

*تريد المعارضة وزارة العدل لتأخير عمل المحكمة والداخلية لتدمير فرع المعلومات والمالية ليتحكموا بالقرارات

*السوريون دخلوا الى لبنان نتيجة تفويض اسرائيلي اميركي عربي لتصفية اليسار ومنظمة التحرير الفلسطينية

*سبق اغتيال كمال جنبلاط حملة شعواء عليه مثلما حصل للرئيس الحريري قبل استشهاده

*النظام السوري يطمئن المحكوم بالاعدام قبل تنفيذ الاغتيال

*كمال جنبلاط رفض الدخول السوري بالمطلق واستنجد بالعرب وفرنسا لكنهما لم يلبوا النداء

*قال لي الحريري قبل اسبوعين من اغتياله سيخرج السوري من لبنان

*الطائف حقق حلم كمال جنبلاط بتكريس عروبة لبنان

*قرار اعدام الحريري اتخذ منذ تولي بشار الاسد الحكم

*محمد ناصيف شبه رفيق الحريري بأنه ابن لادن العربي وهذا يعني المشروع السني

*قتل الحريري لأنه كان هناك مشروع يتعارض مع تطويع الارادة السنية

*تظاهرة 14 شباط/فبراير احدثت توازن رعب والشعب اللبناني تحدى ارادة سوريا و((حزب الله)) و((أمل))

*تيمور مجبر على اكمال الطريق

*لا يحق لحزب الله ان يغامر بمصير البلد من أجل الرد على عملية اغتيال مغنية

*اذا حصلت حرب مع اسرائيل ستمهد لتسوية على حساب لبنان

*الحل ليس قريباً وهناك صراع وجود ولا يمكن ان نرتاح طالما النظام السوري مرتاح

*احدى وسائل اضعاف النظام السوري هي المحكمة وقد استمات هو وحلفاؤه في تعطيلها

*سعد الحريري تطور خلال 3 سنوات بشكل هائل

 

# بعد أيام قليلة من الذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري وعشية الذكرى الحادية والثلاثين لاغتيال الزعيم كمال جنبلاط هل ترى رابطاً بين الاغتيالين خاصة وان الاتهام موجّه إلى جهة واحدة؟

-عملية اغتيال كمال جنبلاط قد تكون مختلفة. اغتاله النظام السوري لكن آنذاك كان هذا النظام مكلّفاً ومفوّضاً من قبل معادلة غريبة – عجيبة نتيجة تلاق سوري – إسرائيلي – أميركي – عربي فوّض النظام السوري الدخول إلى لبنان لتصفية اليسار اللبناني الذي كان قائده كمال جنبلاط ومنظمة التحرير الفلسطينية التي حصلت تدريجياً وانتهت بحرب المخيمات.

أما اغتيال الرئيس الحريري والذي كان النظام السوري وراءه فقد أدى إلى خروج الجيش السوري رسمياً من لبنان لكن ما نشهده اليوم هو محاولة عودة السوري بالرغم من مقتل الحريري.

 

# سبق اغتيال الحريري حملة شعواء عليه من النظام السوري وحلفائه هل هذا ما حصل قبل اغتيال كمال جنبلاط؟

- نعم لقد سبق ان حدث ذلك لكمال جنبلاط، وبالعودة إلى الوراء علماً انني لا أذكر كثيراً التفاصيل لكن أذكر انه في خطاب شهير لحافظ الأسد في حزيران/يونيو أو تموز/يوليو 1976 قال ((ان الذين يدّعون اليسار في لبنان)) وطبعاً قصد كمال جنبلاط فكان هذا مقدمة للاغتيال لأن كمال جنبلاط نُصح بعدم العودة إلى لبنان وقد نصحه بذلك (الرئيس المصري الراحل) أنور السادات عندما عرج على مصر أثناء عودته إلى بيروت من فرنسا، قبل فترة وجيزة من اغتياله. وقال له الرئيس السادات: ((لماذا لا ترتاح هنا في مصر)) فكان رده ((أريد العودة إلى لبنان لأموت مع جماعتي)). وكان السادات يعرف آنذاك ان السوري ينوي اغتيال والدي. وذكر أيضاً آنذاك ان (عميد الكتلة الوطنية الراحل) ريمون اده نُصح بالخروج من بيروت، وكان يومها اسمه واسم كمال جنبلاط على لائحة الاغتيالات والتي تمّ تسريبها.

 

 الفخ السوري

# هل النظام السوري واضح وشفاف في ارتكاب جرائمه ونحن نذكر ان الرئيس رفيق الحريري كان قد أبلغك بما سمعه من بشار الأسد وكذلك كتب كمال جنبلاط وصيته؟

- ان أخطر ما يقوم به النظام السوري هو عند إرساله رسالة إلى أحد المحكومين بالإعدام ويطلب منه فيها ان يطمئن، هذا هو الفخ ففي لحظة التطمين طلب أحد الوسطاء وبالتحديد كان عضواً في الحزب التقدمي الاشتراكي من كمال جنبلاط إرسال رسالة إلى حافظ الأسد وقد فعل ذلك بإرساله الرسالة الشهيرة قبل اغتياله بأسبوعين وطبعاً أوحى له هذا الشخص يومها ان الأمور ستتحسن بعد الرسالة ولكن كمال جنبلاط اغتيل بعد أسبوعين.

 

# كما قلت كمال جنبلاط اغتيل لأنه مشروع تغيير سياسي علماني لا طائفي إضافة إلى اعتباره عقبة في وجه معادلة دولية – عربية تريد تطويع الفلسطينيين وإنهاء اليسار؟

- ((مقاطعاً)) في الوقت نفسه رفض كمال جنبلاط دخول السوري بالمطلق إلى لبنان وحاول آنذاك الاستنجاد بالعرب ولكن لم يُلبوا النداء إذ كان هناك شبه إجماع على الدخول السوري. كما حاول الاستنجاد بفرنسا وكان آنذاك اليسار الفرنسي الممثل بالرئيس الراحل فرانسوا ميتران ولكن فرنسا في مواجهة أميركا لا تستطيع أن تفعل شيئاً.

أما رفيق الحريري فقد استوعب خطر الوجود السوري وظن ان القرار 1559 سيردعهم، وقد قال لي قبل أسبوعين من اغتياله انهم سيخرجون، ولكنهم خرجوا على دمه.

 

# هل نستطيع القول ان كمال جنبلاط اغتيل لأنه يمثل المشروع الدرزي والحريري يمثل المشروع السني؟

- لم يكن هناك مشروع درزي بل كان آنذاك مشروع اليسار. وكان اليسار اللبناني قوياً وحينها لم تكن المعادلة العربية لتسمح بوجود يسار قوي في لبنان، وقد صُوّر للعرب ان اليسار سيجتاح لبنان والعالم العربي أيضاً، وسُمينا آنذاك من بعض المحليين من الشيخ بيار الجميل اليسار الدولي، لكن كان المشروع الأساسي إضعاف اليسار والقضاء عليه وعلى التحالف الذي كان قائماً بينه وبين الفلسطينيين. يعني كمال جنبلاط مع (رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك) ياسر عرفات، وتطويع الفلسطينيين الذي حدث لاحقاً بشكل تدريجي، أي تطويع منظمة التحرير والقرار الفلسطيني المستقل الذي بقي منه القليل القليل، وهذا هو اليوم أساس الصراع بين سلطة أبو مازن وحماس.

 

# أين كان موقع العروبة عند كمال جنبلاط وعند رفيق الحريري؟

- كان صراع كمال جنبلاط أو بالأحرى مهمة كمال جنبلاط مع اليسار اللبناني حتى مع اليسار المسيحي ومع المسيحيين الوطنيين تثبيت عروبة لبنان لأن هذا البلد لا يمكن إلا أن يكون عربياً بكل مكوّناته في مواجهة اليمين الذين غامر وذهب إلى أماكن أخرى كي لا ننكأ الجراح، وكان يرفض مبدأ العروبة. اتفاق الطائف من خلال الحريري كرّس العروبة بعد 12 سنة من اغتيال كمال جنبلاط وأنا اعتبر ان الطائف حقق حلم كمال جنبلاط لأنه كرّس وثبت عروبة لبنان، ولكن هذا الحلم لم يتحقق بالكامل وكذلك حلم رفيق الحريري وهذا لب المعركة والصراع اليوم بيننا وبين المعارضة التي تحتكم بالأمر السوري، لأن العروبة تكون قراراً حراً لا قرار نظام قمعي كالنظام السوري.

 

 كم تشبه والدك

# لقد صافحت الأسد الأب بعد مقتل والدك لماذا لم تصافح الأسد الابن بعد مقتل الرئيس الحريري؟

- صافحت الأسد الأب بعد مقتل والدي وعندما دخلت عليه قال لي غريب كم تشبه والدك وكنت أعرف انه قتل والدي وهو كان يعلم انني أعرف ذلك ويومها عقدنا جلسة طويلة لكن للأسف كانت ظروف البلد مختلفة وقد تناقشنا حول الصراع الداخلي وآنذاك كنت أشعر بأن هناك خطراً على عروبة لبنان كون بعض الفرقاء في لبنان ذهب في مغامرة غير مجدية فكنت بحاجة إلى دعم سوري، ومن خلاله كان لي دعم سوري وطمأنة ودعم سوفياتي كان يذكّر سوريا بأن وليد جنبلاط حليفنا لأن علاقتي لم تكن جيدة مع سوريا باستمرار وفي النهاية هذا خياري العربي لكن عندما اكتشفت انه لم يعد هناك حاجة للوجود السوري عام 2000 خالفت الأسد وخالفت الأسد الابن.

 

بداية الخلاف مع سوريا

# بعد مقتل الحريري على ماذا راهنت بأنك يجب أن تقف خصماً لسوريا؟

- في العام ألفين بدأ الخلاف مع سوريا ويومها قال لي الحريري لقد ذهبت بعيداً ولكن في ذاك العام بدأ الخلاف عندما لاقيت نداء البطريرك الماروني نصرالله صفير والمطارنة الموارنة في منتصف الطريق عندما طالبوا بالخروج الكامل للقوات السورية. طالبت آنذاك بإعادة التموضع وقد قلت للحريري قبل مقتله أنا أفهم ظروفك لكن انتبه الجماعة خطيرون، مدد للحود وأنا أعارض وقد حاولت أن أحميه من خلال هذه الطريقة لكن هذا لم يحصل لأن قرار إعدامه كان قد اتخذ باعتقادي منذ تولي بشار الأسد الحكم ومنذ غياب الجهات التي كانت تؤمن التوازن في سوريا مثل حكمت الشهابي وعبد الحليم خدام فكان القرار فئوياً وكل المحيطين بالأسد عملوا أو شوّهوا أو صوّروا رفيق الحريري بأنه تقريباً يمثل ((ابن لادن العربي)) وسمعتها من أحد المسؤولين السوريين وهو محمد ناصيف.

 

# هل كان يمثل المشروع السني؟

- لا. إن حجم الحريري كان يخيفهم، كان رجلاً حراً. رفيق الحريري كان مشروعاً سنياً اعتدالياً وتسامحياً للبنان طبعاً في مكان ما كان هناك مشروع يتعارض مع تطويع الإرادة السنية في لبنان لذلك قُتل.

 

العلاقة مع الحريري

# كيف التقيت مع الرئيس الحريري وأنت الاشتراكي الذي تنادي بالعلمنة وهو السني الذي ينادي باللبننة؟

-لا علاقة للعلمنة ولا للبننة التقينا بداية عبر الصداقة التي نشأت منذ زمن بعيد، ثم التقينا لأنه لا بد في مكان ما لهذا البلد أن ينهض بمقوماته الذاتية وهو كان يظن انه بالتركيز على الاقتصاد سيتحرر من الوصاية السورية وأنا كنت أعتقد انه لا بد من التحرر من الوصاية السورية والوجود العسكري وفي الوقت نفسه التركيز على الاقتصاد لأن ذلك سيُنتج الاستقلال.

 

تطور سعد الحريري

# أنت ابن الشهيد كمال جنبلاط وسعد الحريري ابن الشهيد  رفيق الحريري مع فارق التجربة والخبرة ما الذي يجمعك اليوم مع سعد الحريري هل هي ثورة الأرز فقط؟

- عندما اغتيل كمال جنبلاط لم تكن لدي تلك الخبرة الكافية ولكن كان هناك فريق عمل في الحزب التقدمي الاشتراكي واصدقاء ويومها نهضت بظروف مختلفة لأن لبنان كان منقسماً نصفه كنا نسميه التحالف الوطني اللبناني – الفلسطيني لكن حتى في هذا التحالف الوطني اللبناني – الفلسطيني كان المطلوب فسخه، فسوريا لم تكن ترضى بالتحالف اللبناني – الفلسطيني في مواجهة ما كنا نسميه الانعزال الذي كان آنذاك متحالفاً مع سوريا ولكن ارتكب هذا الانعزال غلطة استراتيجية عندما ذهب بعضهم الى اسرائيل هذا دفع سوريا لأن تتحالف مع البعض منا لكن كان هناك تنبيه دائم عند القيادة السورية وهذه ثابتة لم تتغير بأن عرفات متآمر وليس صالحاً كقائد فلسطيني، وفي حرب المخيمات عندما رفضت الاشتراك مع غيري من الاحزاب في هذه الحرب وأُتهمت بأني عرفاتي – اسرائيلي والذي أمّن الحماية لي في دمشق هو حكمت الشهابي يوم كان هناك توازن في دمشق.

وبالعودة الى سعد فباعتقادي انه منذ ثلاث سنوات الى اليوم تطور تطوراً هائلاً.

 

# هل احتضنته من منطلق انه ابن رفيق الحريري ام من منطلق انك تريد انجاح ثورة الارز بالاشتراك مع السني الذي للمرة الاولى في تاريخه يختلف مع السوري؟

- احتضنت سعد لأنني رأيت فيه كما رأيت في رفيق الحريري امكانية نشوء صداقة منذ اللحظة الاولى، إذ عندما قابلت سعد من اول لحظة قلت هذا الرجل سيكون وريث رفيق الحريري وهكذا حصل، فكان ذاك الحدس الذي تمت ترجمته منذ اللحظة الاولى وكان ذلك يوم الاثنين 14 شباط/فبراير 2005 عندما اجتمعت كل ثورة الارز في منـزل الحريري وكان بهاء موجوداً يومها، ثم أتى سعد متأخراً من السفر وآنذاك تقرر البيان الشهير ضد الجهاز الامني المشترك السوري – اللبناني ورفعنا السقف عالياً جداً.

 

تأهيل تيمور

# من كمال جنبلاط الى وليد جنبلاط هل ترغب بأن يكمل ابنك تيمور الطريق ام تفضل بعدما عانته هذه العائلة من اغتيالات ان ينصرف الى عمل آخر؟

- تيمور مجبر على إكمال الطريق، أتمنى أن يكون لديه الحدس نفسه في اختيار حلفائه وأصدقائه.

 

# هل تقوم بتأهيله وتدريبه لذلك؟

-انا اقوم بتأهيله وهو يتابع على طريقته وهذه السنة سينتهي من تحصيله العلمي وسيعود مطلع الصيف الى لبنان.

 

# حاول البعض عن طريق المقابلات الصحافية الوهمية دق اسفين بينك وبينه؟

- وكالات سورية – ايرانية حاولت ان تختلق بعض الامور ولكن لا يوجد شيء من ذلك.

 

لوائح الاغتيالات

# كان الكلام لفترة طويلة عن لائحة اغتيالات وكنا نسمع بين الوقت والآخر انها تضم عدة اسماء ولكن بعد اغتيال جبران تويني وبيار الجميل لم نعد نسمع كثيراً عن هذه اللائحة هل تم اغتيال كل الاسماء التي تضمنتها ام ان الاغتيالات توقفت؟

-لم ينته شيء بعد فكل شخص وكل سياسي شارك في مكان ما في معارضة سوريا وعمل في ما يتعلق بموضوع المحكمة الدولية  محكوم بالتصفية آجلاً ام عاجلاً، وهذا النظام يقرر وفق ظروفه فإذا كان مرتاحاً فهو ليس بحاجة لذلك لأنه نظام يعمل على النفس الطويل ويظن ان الوقت لصالحه ونحن نعمل على تحسين شروطنا في الداخل ونجحنا و14 شباط/فبراير كانت تظاهرة هائلة وناجحة بعد ثلاث سنوات من اغتيالات ومراحل احباط وتراجع اقتصادي. الشعب اللبناني قال لا للوصاية السورية المباشرة او غير المباشرة عبر حلفائها، الشعب اللبناني تحدى الارادة السورية ارادة حزب الله وارادة حركة امل وارادة كل الناس، الشعب اللبناني قال نعم لـ 14 شباط/فبراير فهذا توازن رعب وهذا التوازن عماده العمل السياسي، هم يملكون ادوات القتل ونحن نملك القول السياسي ان نقول لا للوصاية السورية ولا للاستسلام. ألم يغتالوا وليد عيدو وانطوان غانم، فرنسوا الحاج ووسام عيد وعدداً كبيراً من الابرياء.

 

# انت من اكثر النواب الموالين الذين يوجهون نعوتاً وصفات لنظام بشار وله شخصياً لو ارادوا اغتيالك لكانوا فعلوا ذلك؟

-انا احاول التذكير وأؤكد بأنه لم تحصل جريمة الا بموافقتهم وفي الوقت نفسه اقول وأكرر ان لبنان لن يرتاح ولن يكون هناك ثورة أرز ولا سيادة ولا استقلال وديموقراطية اذا لم يحصل الامر نفسه في الشام كثورة الاحرار والديموقراطيين.

الى جانب ان السوري وحلفاءه يمارسون الاغتيال الجسدي طبعاً لكن هناك اغتيالاً منهجياً او محاولة اغتيال منهجي لوجود لبنان وأنا اصبحت مقتنعاً بأن هناك استحالة للتعايش بين النظام الديكتاتوري وحلفائه اصحاب الطابع الشمولي وبين صيغة التنوع ولو اخذنا مثلاً صورة 14 شباط/فبراير في ساحة الشهداء لوجدنا التنوع والفرح اما صورة 14 شباط/فبراير في تشييع عماد مغنية والخطاب الهتلري فكانت صورة شمولية.

 

 مشروع نصرالله

# لقد قال لك السيد حسن نصرالله من يريد الطلاق فليرحل هو؟

- عظيم، ولكن نحن اليوم لا نطلب ترحيله ولكن نحن نطالبه بالقبول بالتنوع، مشروع نصرالله في حزب الله  المتحالف مع سوريا مستحيل ان يقبل بالتنوع وهنا استدرك ربما في خطابه في اسبوع مغنية اذ لمح الى السيد موسى الصدر ونحن سنرد عليه من خلال فكر الصدر وخاصة الشيخ محمد مهدي شمس الدين اين كان الشيعة بقبولهم بالتنوع وبنهائية الكيان اللبناني وأين اصبحوا اليوم وهم يجرهم حسن نصر الله الى الخروج عن نهائية الكيان  اللبناني وعن العروبة وعن التنوع وهذا تحد كبير لا بد للعلماء والفقهاء والحكماء في الطائفة الشيعية من ان يواجهوه لأنه يغير في طبيعة الوجود اللبناني.

 

# لكن طائفته تقبله وتحبه؟

-الحركات الفاشية ان كانت سياسية او دينية دائماً فيها اغراء للجماهير مع الاسف.

 

# أي اغراء هذا عندما تدمر بيوتهم ويستشهد اولادهم يقولون فداء للسيد؟

- دائماً نجد عند الانسان مع الاسف نزعة غرائزية نحو القوة ونحو الذي يمثل القوة.

# الطائفة الشيعية تشعر بنفسها اليوم مع نصر الله بأنها اقوى من أي وقت مضى فلن تتخلى عنه لأنها بذلك ستتخلى عن قوتها؟

-اذا كانوا اقوى ضد اسرائيل فنحن متفقون ولكن لا بد من مشروع بناء دولة اما اذا كان هذا السلاح للخارج وللداخل وللاستخدام وفق الارادة الايرانية – السورية انتهى لبنان، ومعه دولة لبنان.

 

# هم ليسوا الاقوى بالسلاح ولكن يمكن انهم الاقوى بوحدتهم لأنه لأول مرة تحصل هذه الوحدة في صفوفهم؟

- عظيم اذا كان التوحد على قاعدة الغاء التنوع في داخل الطائفة الشيعية ايضاً يكون هذا خطيراً.

 

 الطريق طويل ومضن

# ما هو وعدكم لجماهيركم بأن بعد 14 شباط/فبراير لن يكون كما قبله وكيف ذلك؟

- نحن ما زلنا على العهد بمواصلة هذا الطريق الطويل والمضني والصعب لكن لا مفر منه لتحقيق آمال الذين وقفوا في 14 آذار/مارس وشباط/فبراير 2008 بأن يكون هناك بلد مستقل سيد.

 

# ألم يعطكم هذا الحشد شحنة للسير الى الامام قدماً، وألا يجب ان تقوموا بخطوة ما؟

- نعم اعطانا شحنة وهناك معادلة رعب سياسي متوازن في البلد ولكن هناك من يشل اقتصاد البلد ويهجّر نخبه ويمنع الاستثمار ومسموح له ان يستورد شتى انواع الاسلحة ويريد تحت شعار المثالثة الاستيلاء على الحكم.

 

# ألم تحشدوا لكي تقولوا موازين القوى متساوية؟

- موازين القوى متساوية اذا تكلمنا بالحشد البشري الجماهيري ولكن بوسائل التدمير فهم يملكون وسائل تدمير اقوى بكثير فهناك الاغتيال ووسط بيروت محتل وهناك منع للاستثمار.

 

اسباب فشل الاجتماع الرباعي

# جولات جديدة من الاجتماع الرباعي قد فشلت ماذا بعد ذلك؟

-عندما يطلب من الاغلبية ان تتنازل عن حقها المشروع بالتمثيل السياسي الذي يعود الى عددها وعندما تعود الى الثلث المعطل على ان تكون الحكومة 13 + 10 +7 لكن في حصة رئيس الجمهورية تختار المولاة احدهم لكي تصبح 14 وتختار المعارضة واحداً لتصبح 11 فيعني ذلك اننا عدنا الى الثلث المعطل، وعندما يقولون ممنوع على رئيس الوزراء ان يستقيل وعلى الوزراء ان يستقيلوا فهم يضعون شرطاً غير ديموقراطي وعندما يتراجعون عن اجماع الحوار وهم صنعوا انتقائياً بعض مقررات الحوار وبعض اجماع الحوار وقالوا ((احترام)) وليس تنفيذ المقررات، أي احترام ضرورة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا واحترام معالجة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات واحترام موضوع سلاح حزب الله في الحوار ولكن لم يرد في مشروعهم للبيان الوزاري كلمة واحدة عن المحكمة الدولية وهذا كان البند الاول بالاجماع على طاولة الحوار وهناك فرق كبير بين تطبيق الاجماع وبين الاحترام ولذلك فشل الاجتماع الرباعي، إضافة إلى انهم اغفلوا قضية شبعا.

 

# قيل انكم طرحتم المثالثة ثم عدتم وانقلبتم عليها هل هذا صحيح؟

-  لم نطرح المثالثة بل اتت عن طريق التداول عندما سأل سعد الحريري ماذا تريدون بعد كل هذه الشروط التعجيزية فإذا قبلنا بالمثالثة ماذا تريدون فأجاب ميشال عون اريد ان اسأل حلفائي ثم نريد ان نبحث في الوزارات السيادية وهنا دخلنا على محور اخطر وهو انهم يريدون الاستيلاء على وزارة العدل حيث يستطيعون تعطيل او تأخير تسليم مشتبه فيهم الى المحكمة الدولية او يعيدون النظر بتسمية القضاة.

 

# ألم تخرج المحكمة من يد اللبنانيين وأصبحت في عهدة الامم المتحدة؟

-لا ابداً هذه محكمة ذات طابع دولي ولا بد من التنسيق مع لبنان، مثلاً عندما تبدأ المحكمة عملها ستطلب مشتبهاً فيهم فإذا كان الحكم في لبنان موالياً لسوريا فلن يتم تسليمهم، هناك عناوين بحث كثيرة تطرح ولكن المشكلة هي المحكمة الدولية.

 

ومن ثم يريدون وزارة الداخلية حيث هناك نواة جهاز فعال حاولوا اغتياله ففشلوا. يريدون تدمير فرع المعلومات بعدما أرسلوا إليه رسالتين دمويتين واحدة لسمير شحادة والأخرى لوسام عيد وقد نجا الأول بأعجوبة واستشهد الثاني وبالتالي يريدون تدمير هذا الفرع الذي كان بإمكانه أن يعطي استقلالية للأمن اللبناني من أمن حزب الله ومن الأمن السوري.

كذلك يريدون المالية لكي يتحكموا بكل القرارات، وفي النهاية يمكن أن يعطفوا علينا كأغلبية ويعطوننا البيئة والسياحة ويريدو الثلث المعطل الذي يعني إلغاء الطائف الذي يقول إذا حصلت خلافات على بعض القرارات الأساسية يلجأ مجلس الوزراء إلى التصويت وهم يريدون إلغاء هذا الأمر.

 

# هم يريدون الثلث المعطل وأنتم لا تعطونهم ذلك إلى أين نحن ذاهبون وهنا نعود إلى معادلة الرئيس نبيه بري س – س وخاصة ان المشكلة الأساسية بين السعودية وسوريا هي أيضاً المحكمة الدولية؟

-المشكلة الأساسية هي بين السعودية ومصر وغالبية الدول العربية التي تريد رفع اليد السورية عن لبنان وتريدان لبنان مستقلاً ومزدهراً وبين إيران وسوريا وحزب الله من جهة أخرى وهؤلاء يريدون تطويع وإلغاء الحركة السيادية اللبنانية وإلحاق لبنان بالمحور السوري – الإيراني. هذه هي المشكلة الأساسية فبالنسبة لسوريا وإيران لبنان غير موجود كحيثية مستقلة وبالنسبة لمصر وقسم من الخليج والسعودية لبنان مستقل.

 

 القمة العربية

# أين أصبحت قمة دمشق وهل برأيك ستسقط بعدما فشلت مساعي الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في لبنان؟

- لست أدري إذا كانت ستسقط لكن سيكون هناك فرز عربي بين الاعتدال العربي والمحور الثاني الذي هو ليس عربياً وقد تكون قمة عربية ولكن المقرر الأساسي في هذه القمة في دمشق سيكون (الرئيس الإيراني) أحمدي نجاد مع (مرشد الثورة الإيرانية) علي الخامنئي.

 

# قال السوريون عبر أحد البيانات ان لبنان يجب أن يمثل في القمة برئيس جمهورية توافقي هل هي رسالة موجهة إلى حلفائهم أم ماذا؟

- هم يرسلون رسائل عديدة وهم في علم الكذب أقوياء ولكن إذا أرادوا إرسال رسالة فيجب أن تكون لفؤاد السنيورة إذا أرادوا أن يحضر القمة ولا أعتقد ان السنيورة يمانع وهو اليوم بصفته الحالية هو رئيس حكومة وهو رئيس جمهورية.

 

# هل باتت الانتخابات الرئاسية بعيدة خاصة ان لا انتخاب لرئيس جمهورية بالنصف + 1 وأنت ضد هذا الاقتراح؟

- صحيح لكن انتبهي نحن آنذاك اتخذنا قراراً مشتركاً مع البطرك صفير ومع حلفائنا في ثورة الأرز ونظرنا في ما إذا كان النصف الزائد واحداً سيؤدي بالبلاد إلى فتنة أولاً.

 

ثانياً: نحن متمسكون بترشيح العماد ميشال سليمان الذي يريد إجماعاً عليه ويرفض النصف زائداً واحداً. نحن مع العماد سليمان ومع التسوية المشرّفة مع الجيش مع المؤسسة التي حمت البلد من الإرهاب ومن الفتنة والتي يحاول اليوم السوري وحلفاؤه إرهاب الجيش وربما لا سمح الله تحييد الجيش.

 

# تنادون بالتسوية المشرفة وتريدون وتريدون الخ.. وهم يريدون ويريدون إلى أين البلد ذاهب هل هناك حرب داخلية؟

- هناك شخص لا يعترف بنا هناك شخص وقف على المنبر ليقول بالحرب المفتوحة مع إسرائيل وقال سأسلّمكم أشلاء ولكن هذه رسالة للداخل اننا سنجعل منكم أشلاء يا 14 آذار.

 

# لكن حزب الله ليس حزباً دموياً وهو ليس مع الاغتيالات؟

- عماد مغنية لم يكن مناضلاً.

 

# هل تعتبره إرهابياً؟

- في بعض أعماله في الكويت والسعودية وفي السفارات وخطف الأجانب وغيرها لم يكن مناضلاً، أنا مع القتال على الأرض المحتلة فقد قاتلت الحركة الوطنية وقاتل حزب الله والمقاومة الإسلامية على أرض محتلة لكن مشروعنا ليس تدمير السفارات ولا وضع السيارات المفخخة من بيونس ايرس الى تركيا والى غيرها من العالم.

 

# لماذا استهدف؟

- ربما اليوم سوريا في مكان ما باغتيال عماد مغنية تريد ان تبعث برسالة الى اسرائيل بأنها تستطيبع ان تعالج موضوع حزب الله مقابل العودة الى لبنان ومقابل التخلي عن المحكمة.

 

# ألا تشك للحظة بإسرائيل؟

- قلت ان هناك احتمالين اما اختراق اسرائيلي هائل داخل الاستخبارات السورية وربما هناك صراع اجهزة او الاحتمال الآخر الذي يجب اخذه بالفرضية هو موضوع التصفية السورية.

 

# أتعتقد ان ذلك مشابه لما حصل مع تسليم عبدالله أوج آلان؟

- اوج آلان وكارلوس وأيضاً تصفية ابو نضال.

 

# كيف قرأت خطابي نصر الله في تشييع وتأبين مغنية حيث في اول مرة تكلم عن الحرب المفتوحة وفي المرة الثانية اوضح ما قصده؟

-في المرة الاولى كان منفعلاً لأنه فقد على ما يبدو قائده العملاني اذ يبدو ان مغنية كان القائد العملاني للأمن والعسكر في حزب الله.

 

اما في الخطاب الثاني فقد تذكر فجأة موسى الصدر ولكن نتمنى ان نتذكر موسى الصدر بأبعاده الاجتماعية وباحترامه للتنوع وبعلاقاته اللبنانية الهائلة وفي يوم ما ربما لا بد ان تتبين حقيقة لماذا اخفي موسى الصدر واغتيل.

 

# الا يحق لحزب الله ان يرد على عملية اغتيال مغنية بعملية ترتقي الى مستوى هذا القائد؟

- كلا لا يحق له ان يغامر بمصير بلد ولكن اليوم حزب الله دولة ضمن دولة.

 

# انت لا تريد ان يرد حزب الله لا في الخارج ولا على الحدود الجنوبية اذاً ماذا تريد؟

-الجنوب اللبناني تحرر، شبعا ليست لبنانية الى ان تحدد بالاشتراك بين الحكومتين اللبنانية والسورية واذا كان نصر الله يملك اشلاء او احياء فلا بد ان يسلمهم الى الدولة اللبنانية ولا بد ان تكون فقط الدولة لها حصرية قرار الحرب والسلم وان تستوعب تدريجياً سلاح حزب الله.

 

# أعلن وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ عن ترابط بين مقتل مغنية والقرار 1701 وان على مجلس الامن إعادة النظر بالقرار ماذا يعني ذلك؟

-على كل حال في حوار الطرشان اليوم الاجتماع الرباعي تبين انهم يرفضون القرار 1701 ورجعوا الى القرار 425 وتبين من هذا الامر انه في مكان ما هناك مغامرة امنية عسكرية تحضر على حساب لبنان وأهل الجنوب.

 

# كيف رفضوا الـ 1701 وتكلموا بالقرار 425؟

-انه اذا تم الاتفاق على صيغة الوزارة فلن يذكر القرار 1701 في البيان الوزاري الجديد كما لن تذكر المحكمة كما لن تذكر شبعا وتحديدها.

 

الضباط الاربعة

# شنيت حملة على عائلات الضباط الاربعة واتهموك بالتحريض على القتل وخرج رافي ماديان عبر رسائل من جهاز فرع المعلومات تفيد انه لا شأن لهؤلاء الضباط ولا للضباط السوريين باغتيال الرئيس الحريري؟

-انا لا اريد ان ارد على شخص ذهب واعتذر من رستم غزالة بعد مقتل جورج حاوي وثانياً اتمنى على الذين يدافعون عن الضباط الاربعة وعائلاتهم وعلى السيد حسن الذي كان عنده هذه الطلة الاسلامية ان يفكّر قليلاً ان هناك أمهات بكت عندما كان اولادها معتقلين وليفكر مثلاً بوالدة رمزي عيراني او والدة بطرس خوند وان يفكّر ايضاً بأمهات الذين مروا على السجون اللبنانية ثم ذهبوا الى سوريا عبر جميل السيد.

 

# هل تتهم في مكان ما هنا ايضاً حزب الله؟

- لا، انما ما اقوله هو لماذا هذه الاستماتة من حسن نصرالله بالدفاع عن الضباط الاربعة لأنه بالمبدأ لا يقبل بالمحكمة وأُمر بأن لا يقبل بالمحكمة.

 

# هل ترى تحذيرات الدول العربية لرعاياها مؤشرات لحرب او لتدهور امني ما في المنطقة؟

- مع الأسف كل شيء وارد، عندما نسمع اشارة فوزي صلوخ بالعدول عن القرار 1701 معنى ذلك اننا فتحنا الباب لمغامرات جديدة في الداخل وفي الخارج.

 

# ذكرت صحيفة (الوطن) ان هناك تحضيراً لضربة كبرى لاسرائيل سيقوم بها حزب الله وسوريا وإيران قبيل القمة العربية هل تملك اية معلومات عن ذلك؟

-عوّدتنا التجربة عندما دخل السوري الى لبنان بتفويض اميركي لتدمير منظمة التحرير كان ايضاً لاستيعاب ولاحتلال لبنان، اليوم اذا كانت ستحصل حرب بغض النظر عن بسالة، واقولها وأشهد على ذلك، بسالة مقاتلي حزب الله وأميّز بين المجاهدين على الارض وبين القيادة لكن في مكان ما قد يكون كل لبنان على المحك لأنه قد تكون هذه الحرب تمهيداً لتسوية على حساب لبنان والمحكمة والتنوع والوجود اللبناني وحزب الله يكون فقط اداة تنفيذ.

 

# يبدو انك غير واثق بالاميركي؟

-انا واثق بالادارة الاميركية الحالية وغير واثق بالاسرائيلي والسوري لديه حساب بسيط وهو انه بعد عشرة اشهر او اقل ستنتهي ولاية الرئيس جورج بوش وستأتي ولاية جديدة يستطيع من خلالها ان يعيد الحوار وبالتالي يتحرر من الضغط الاميركي وعندما يفتح الحوار مع الاميركي يبدو أن الحوار مع اسرائيل مفتوح وساعتئذ يعرض خدماته بأنه يستطيع ان يضمن الامن شمال إسرائيل مفتوحاً ولكن اعطوني لبنان وبلا محكمة.

 

من هنا دورنا في 14 آذار/مارس لاننا حققنا في الكونغرس الاميركي نجاحات كبيرة.

 

# أين دوركم في الداخل وأين ثورة الارز وقياداتها؟

- يجب ان نصمد اقتصادياً وسياسياً لكي نعرف كيف نخاطب الناس ولكن أُنبّه ان الحل ليس بقريب والوقت طويل هناك صراع وجود ولن يكون هناك نجاح او راحة طالما ان النظام السوري مرتاح.

 

# هذه رسالة تشاؤم للشعب اللبناني وانت تقول له ان معاناتك ما زالت طويلة؟

-مع الأسف، اتكلم مع الشعب اللبناني بكل صراحة، لأنني اذا كذبت عليه كأنني اكذب على نفسي احدى وسائل اضعاف النظام السوري هي المحكمة والسوري وحلفاؤه استماتوا في تعطيل المحكمة واقفلوا المجلس لهذه الغاية.

 

حوار هدى الحسيني

========================================================================================

النائب بطرس حرب لـ((الشراع)): البلد ينهار ولعبة المعارضة قاتلة ومميتة

*ادعو الى حركة تطالب بانتخاب رئيس الجمهورية الآن وفوراً

*قبولنا الحوار حول شروط لانتخاب الرئيس كان خطيئة مميتة

*مسيحيو المعارضة سيتحملون مسؤولية القضاء على مركز الرئاسة وصلاحيات الرئيس

*انا مقتنع بأن فريقاً من اللبنانيين يسعى لاسقاط النظام السياسي

*لا مدافع تقصف حتى اليوم لكن تحول الصدامات السياسية الى مواجهات عسكرية وارد في اية لحظة

*تفويض عون بالحوار خيار صدامي ومناورة ذكية من حزب الله

*ليس لعون ثقافة حوار وهو ليس مفوضاً بالبت انما بالحوار فقط

*سوريا خرجت من لبنان وعينها عليه وحلفاؤها قد يكونون هم من يشجعها على مواقفها

*عدم تحقيق اسرائيل انتصاراً في تموز/يوليو انتصار للمقاومة

*اسرائيل قد تكون بانتظار اية ذريعة لتشن حرباً تحتاجها لتنهي عهد الحروب بانتصار

*الصفدي لا يحاول رسم سياسة خاصة به وذهب الى سوريا بطلب من الحكومة ورئيسها

*الاكثرية صادقة برغبتها بالاتفاق مع المعارضة على إعادة تكوين السلطة

*الكلام عن رهان الاكثرية على حرب اسرائيلية غير صحيح والمعارضة تضع لبنان على فوهة بركان

 

 يعد النائب الشيخ بطرس حرب لإطلاق حركة سياسية ضاغطة تحت شعار ((انتخاب رئيس الجمهورية الآن وفوراً))، معتبراً ان البلد دخل في دائرة الخطر الحمراء وان الوطن ينهار بسبب استمرار اللعبة السياسية القائمة على التعطيل والتي اصبحت لعبة قاتلة ومميتة.

((الشراع)) التقت النائب حرب وأجرت معه الحوار التالي حول آخر المستجدات السياسية والتوقعات بعد فشل زيارة الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الاخيرة في تنفيذ بنود المبادرة العربية الخاصة بالأزمة اللبنانية.

 

 # كنت باعتدالك المعروف تقوم بدور الوسيط بين الموالاة والمعارضة هل يئست؟

-ما سأقوله هو كلام اقوله للمرة الاولى، فأنا اعتبر ان الخطيئة المميتة التي ارتكبناها هي يوم قبلنا ان ندخل في حوار حول كل دعوة للخروج على النصوص والاصول الدستورية، وقد فعلنا ذلك ظناً منا بأن مماشاة المعارضة في عملية اطلاق حوار لايجاد مخرج مشترك قد يساهم في حل الازمة، لكن ثبت لنا نتيجة التجربة والمعاناة ان القضية ابعد من ذلك، فهي ليست قضية فتح حوار حول ايجاد مخارج، ثبت ان هناك قراراً لدى فريق من اللبنانيين بإطاحة النظام السياسي القائم، وقد وصلت الى مرحلة من القناعة الضميرية وليس السياسية، بأن هناك من لم يعد راغباً في الخضوع لقواعد النظام السياسي الذي يرعى حياتنا المشتركة، وأصبح لديه رغبة بالاطاحة بهذه القواعد واستبدالها بقواعد جديدة لا تأتلف مع الحياة المشتركة ولا مع الروح الديموقراطية التي قام عليها النظام، وهذا ما دعاني الى التساؤل حول جدوى الاستمرار في عملية التواصل رغم انني رجل حوار وأؤمن بالحوار حتى ولو وصلت الى مرحلة ادانة من يواجهني، لأنني اعتبر ان الحوار واجب علي، كرجل ديموقراطي غير اني وصلت الى مرحلة اقتنعت فيها بأن هذا الحوار قد يكون تشجيعاً للمعارضة على الاستمرار في طروحاتها ومناوراتها..

 

# طروحات ومناورات لاسقاط النظام؟

-  اعتقد ان الاوان آن لوضع حد لذلك النوع من الممارسات والمناورات وللقول لكل من يريد ان يتعاطى بالشأن الوطني ان هناك قواعد في الدستور يجب العودة اليها، وعلينا ان نتوقف عن تلك المناورات ونراعي تلك القواعد ونحترمها ولنذهب الى انتخاب رئيس للجمهورية بدون أي شرط مسبق لا سيما وان هناك اتفاقاً وطنياً على شخصية الرئيس، وهو ليس شخصاً يمكن ان يصنف في خانة فريق دون آخر، فلننتخب اذن هذا الرئيس ولنعطه فرصة ممارسة صلاحياته ليتحمل مسؤولياته في ايجاد مخارج للأزمة، ولا ننصب انفسنا رؤساء عنه فنطيح بصلاحياته ونرفض اعادة تكوين السلطة قبل ان نجد حلولاً، لأنه اذا قبلنا بهذه الممارسة فغداً ستجري انتخابات نيابية، وسيكون هناك انتخاب رئيس مجلس للنواب، فإذا قررت الاكثرية اية اكثرية حينها ان تعرف ماذا يريد رئيس المجلس ان يفعل، وان تضع له الشروط قبل الانتخاب فماذا نفعل؟ ومن ثم تتكرر المسألة بالنسبة الى الحكومة وتشكيلها!؟ لا فالبلد ينهار، وهذه اللعبة السياسية اصبحت لعبة مميته وقاتلة للبلد يجب وقفها، يجب وقف هذه اللعبة وأنا اطلق عبر منبر ((الشراع)) شعار: ((اطلاق حركة انتخاب الرئيس الآن وفوراً، واذا لم نعمد الى انتخاب رئيس للجمهورية فوراً نكون كلنا مشاركين في جريمة اغتيال النظام السياسي ووحدة لبنان والدولة اللبنانية.

 

# تحدثت عن لعبة مميتة حين تم القبول بحوار خرج على المؤسسات الدستورية، هل هذا يشمل جلسات طاولة الحوار التي بدأت في آذار/مارس 2006؟

-لا، طاولة الحوار كانت محاولة لايجاد صيغة عملية اكثر لحوار ناجح ولم تكن للخروج على المؤسسات الدستورية، كانت طاولة حوار للقوى والاحزاب السياسية التي اذا اتفقت فيما بينها تسهل القرار في المؤسسات الدستورية، انما اقصد بالحوار المميت الحوار الذي انطلق يوم وضعت المعارضة شروطاً للموافقة على انتخاب رئيس للجمهورية ولحضور جلسة انتخابه، أي يوم قالت المعارضة لن تشارك ولن تؤمن النصاب اذا لم يكن الرئيس على ((ذوقنا)) يومها بدأت عملية الافتراق وبدأت الخطوة المميتة التي ستؤدي الى قتل النظام السياسي والدولة اللبنانية.. ولذلك يجب العودة الى ما نص عليه الدستور فننـزل الى مجلس النواب وننتخب رئيس الجمهورية المتفق عليه لنبدأ عملية اعادة تكوين السلطة وبناء الدولة، لأننا بلغنا الخط الاحمر الخطر ولذلك سأبدأ العمل من الآن وصاعداً على حركة ((انتخاب رئيس فوراً بدون أي تأخير او شرط)).

 

# دعوة ((انتخاب الرئيس فوراً)) اذا اصطدمت مجدداً برفض المعارضة هل تتضمن انتخاباً على اساس النصف زائداً واحداً؟

-انا اعتقد ان العودة الى ممارسة اصول الحياة الديموقراطية البرلمانية التي ينص عليها نظامنا تفرض على المعارضة ان تنـزل الى مجلس النواب وان تمارس واجبها بالانتخاب، لا ان تعطل عمل هذا المجلس وعملية انتخاب الرئيس..

 

#.. اذا رفضت..

-.. تتحمل عندها المعارضة المسؤولية تجاه الرأي العام اللبناني، المسؤولية السياسية والمسؤولية التاريخية بأنها دمرت لبنان، والرأي العام سيعرف حينها من ضرب الصيغة اللبنانية ولا سيما المسيحيون في المعارضة الذين يتحملون مسؤولية القضاء على مركز رئاسة الجمهورية وصلاحيات الرئيس والصيغة التي كانت تكرس وجود رئيس مسيحي على رأس السلطة في لبنان.

 

# تحدثت عن فريق يسعى لتغيير النظام فهل من امكانية فعلية لتغيير النظام السياسي دون حرب اهلية؟

-انا مقتنع بأن هناك فريقاً يسعى لتغيير النظام السياسي، وهذا السؤال يدفعنا الى قول التالي ان الفرق بين ما يجري اليوم وما جرى سنة 1975 هو فقط عملية نصب المدافع وإطلاق عملية تدمير عسكرية، وتدمير المؤسسات الامنية الشرعية التي انقسمت عام 1975 وما يجري اليوم شبيه لما جرى في ذلك التاريخ فالمفاعيل ذاتها ولكن بطرق مختلفة.

 

# لنوضح كيف؟

- ما جرى عام 1975 هو اننا عطلنا المؤسسات الدستورية وفرغناها من القدرة على تسيير شؤون البلاد وقسمنا البلد نصفين وضربنا الاقتصاد وهجرنا اللبنانيين وأوقعنا الضحايا وخربنا وزعزعنا البلد وقضينا على النظام الديموقراطي، ووضعنا لبنان في مغامرة المراهنة على اسرائيل من جهة والمراهنة على القبول بأن تتحول الدولة اللبنانية الى دولة يسيطر عليها الفلسطينيون من جهة ثانية! والآن ماذا يحصل امر يشبهه بفارق وحيد هو عدم وجود مدفعية تقصف، فلا مدافع حتى الآن، والجيش والحمد لله ما زال موحداً ومحفوظاً الا ان استمرار هذه الحالة قد تنقلنا من مرحلة المواجهة السياسية في ظل حركة التسلح القائمة على الصعيد الشعبي وفي ظل عملية الاستنفار واستثارة الغرائز، الى المواجهة او المواجهات المسلحة فاستمرار هذه الحالة يجعل كل شيء محتملاً، ويجعل الافق مفتوحاً على اية تطورات سلبية، وقد تندلع شرارة القتال في اية لحظة، وتبدأ الاصطدامات المسلحة فنعيد تكرار تجربة 1975 مع فارق كبير وهو ان الصراع في ذلك العام كان بين اللبناني والفلسطيني اما اليوم فالصراع سيكون بين اللبناني واللبناني، والاخطر من ذلك، ان الصراع كان بين المسيحي والمسلم اما اليوم فالصراع سيكون بين المسيحي والمسيحي وبين المسلم والمسلم وبين المسلم وبين المسيحي! ونحن في ظروف دولية خطرة جداً وظروف اقليمية خطرة جداً اذ هناك مواجهات تأخذ الطابع المذهبي والطابع الطائفي ومواجهات تأخذ طابع المواجهة بين الشرق والغرب، وهناك ارهاب يستند الى مفهوم خاطىء للدين، وقد مر لبنان بتجربة من ذلك مع ظاهرة ((فتح الاسلام)) وكل ذلك عناصر تضع لبنان على فوهة بركان، وأنا احمل مسؤولية اية تداعيات سلبية للفريق الذي يعمل على تأخير انتخاب الرئيس ويمنع اعادة تكوين السلطة، والذي يضع شروطاً غير مفهومة ويحاول الاستفادة من الظرف القائم لفرض شروط غير مقبولة، فهذا الفريق هو من يضع لبنان على فوهة البركان ويعرضه للانتحار والتدمير الكاملين.

 

# على ذكر ((الحرب والضرب))، اليوم هناك تقدم ملحوظ للغة الحرب وامكان تجددها مع اسرائيل، وهناك اتهام لفريق الموالاة بأنه يراهن مجدداً على حرب اسرائيلية على لبنان لضرب المعارضة وحزب الله؟

 

- لا ابداً، انا اكره هذا النوع من الحسابات، فأولاً هذا الكلام غير صحيح، فليس هناك من يقبل بالرهان على ان تعتدي اسرائيل على لبنان، والرغبة الحقيقية الصادقة لدينا نحن الاكثرية، هي ان نتفق مع المعارضة على إعادة تكوين السلطة وعلى تكريس السيادة وبناء الدولة الحديثة التي نعيش فيها بسلام ووحدة، هذا رهاننا الحقيقي، وكلنا متفقون على مواجهة إسرائيل لكن في إطار الدولة اللبنانية وإطار الإرادة الوطنية المتمثلة بالمؤسسات الدستورية، وليس بفريق فقط أو حزب أو طائفة، من هذا المنطلق أقول ان مراهنة الموالاة على حرب إسرائيلية هو كلام غير صحيح، إلا ان ذلك لا يعني ان عملية اغتيال المسؤول في حزب الله عماد مغنية لا تفتح باب المخاطر التي قد تتأتى من إمكان حصول مواجهة، بالطبع حزب الله أعلن على لسان أمينه العام انه سيثأر لدم مغنية، وإذا حصل ذلك فلا أحد يستطيع أن يترقب كيف ستكون عملية الرد الإسرائيلي، فهل إسرائيل تحتاج فعلاً إلى حرب جديدة لإزالة صورة إسرائيل التي لم تستطع إنجاز انتصار في وجه المقاومة في حرب تموز 2006، وكان ذلك انتصاراً للمقاومة؟ وهل ترى إسرائيل، إذا كان هناك مشروع سلام، ان مصلحتها تقتضي ألا يسدل الستار على فترة الحرب إلا بانتصار إسرائيلي؟

 

هذا هو السؤال، فإذا كانت إسرائيل تحتاج إلى انتصار عسكري ما فيمكن أن تحاول ذلك إذا حصلت عملية ثأر لدم مغنية، فتحاول أن تستفيد من ذلك لتسجيل انتصار على حزب الله وبالتالي سيدفع الثمن كل لبنان. لذلك أرى ان إمكانية حصول المواجهة إمكانية مفتوحة، إلا انها ليست محتمة، لكن هذا الاحتمال قائم، ونحن نفهم ان خسارة كبيرة أصابت حزب الله باغتيال الرأس العسكري عماد مغنية، ونفهم ان الحزب يحتاج سياسياً ومعنوياً وأدبياً تجاه دم عماد مغنية إلى القيام بردة فعل فلا يسكت على عملية الاغتيال، هذا نفهمه، لكن ما نقوله ان حزب الله في أي عمل سيقوم به، سيقوم به أولاً من منطلق انه حزب لبناني وبالتالي ردة الفعل عليه ستكون في لبنان وستطال كل اللبنانيين كما حصل في حرب تموز، لذلك نحن من دعاة استعجال وضع استراتيجية عسكرية موحدة بالتفاهم مع حزب الله لكي يعود قرار الحرب والسلم، وقرار كيفية التعاطي مع حدث مثل عملية اغتيال مغنية إلى المؤسسات الدستورية، المنبثقة عن الإرادة الشعبية ولا يبقى في يد فئة أو حزب وحده، ومن خلال تلك المؤسسات يمكن حصول الرد على كيفية التعاطي مع مثل هذه الاحداث، ولذلك أدعو حزب الله إلى أن يحافظ على قوته وألا يدخل في مغامرة قد تعرضه وتعرض مصالح لبنان للضرر، وأدعو من جهة ثانية الدولة اللبنانية إلى احتضان حزب الله بوضع استراتيجية دفاعية يكون فيها قرار المواجهة بيد الدولة اللبنانية، ويكون حزب الله جزءاً من هذه التركيبة العسكرية وعلى أن يخضع لقرار قيادة الجيش اللبناني، وهذا رأيي الثابت ولم يتغير سواء قبل اغتيال عماد مغنية أم بعد اغتياله.

 

# المبادرة العربية بعد زيارة عمرو موسى الأخيرة فشلت في إيجاد حل. ماذا تتوقع بعد الآن؟

- المبادرة العربية فشلت حتى الآن، لكنها لم تنته، والمبادرة العربية هي مبادرة حسن نيات، ومساع حميدة تقوم بها الجامعة العربية لمساعدة اللبنانيين على إيجاد مخرج للأزمة، من خلال محاولة التوفيق بين التناقض الحاصل على الصعيد الإقليمي وعلى صعيد الصراع العربي – العربي وانعكاس ذلك على الصعيد اللبناني الداخلي، وإذا كانت الجامعة العربية عاجزة عن حل المشاكل العربية، فهي ترى ان بإمكانها على الأقل أن تتخذ تدبيراً يجنب لبنان التدمير بانتظار إيجاد حل للمشاكل العربية. والجامعة العربية لم تأت بحل تريد فرضه على اللبنانيين، جاءت بمشروع للحل لإقناع اللبنانيين به، ولتخفيف الشروط الموضوعة أمام الحل الداخلي.

 

# أين دور سوريا فيما يجري؟

- من المؤسف ان سوريا خرجت من لبنان في ظروف اعتبرتها إهانة لها، وسوريا خرجت من لبنان وعينها على لبنان، وأعتقد ان سوريا لم تبلغ الحد أو المستوى الذي تتمكن فيه على صعيد قيادتها، من اتخاذ قرار بطي هذا الملف، وبفتح صفحة جديدة من خلال ما سميته أنا المصالحة التاريخية مع لبنان، لكي نبني شيئاً جديداً لمصلحة سوريا ومصلحة لبنان، وسوريا لم تبلغ هذا الحد بعد من القناعة السياسية وما تزال تراهن على ان لديها في لبنان حلفاء، وقد يكون هؤلاء الحلفاء هم من يشجع سوريا، على مواقفها وعبر هؤلاء الحلفاء تعتبر انها قد لا تفقد دورها التأثيري الكبير جداً على أي قرار في لبنان، وهذا عملياً ما يجري، من خلال هؤلاء الحلفاء الذين يعملون على إعادة إحياء دور سوريا كدور أساسي فاعل في الحياة السياسية اللبنانية، وسوريا تدرك في الحالة الدولية القائمة، انها عاجزة عن العودة عسكرياً إلى لبنان، إلا انها تدرك في هذا الجو الدولي وفي أجواء تعاطف قسم من اللبنانيين معها، انها قادرة على ممارسة تأثير أساسي على أي قرار لبناني عبر شبكة حلفائها المتمثلين بالمعارضة اليوم، وفي مقدمتهم حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر، وهذا ما يدعو سوريا إلى ان تتصرف وتستمر في محاولة لعب دور في المنطقة يتخطى حدودها، كما تفعل إيران أو إسرائيل، خاصة انه ما زال لديها أوراق كبيرة في عملية الصراع في المنطقة والصراع العربي – الإسرائيلي، فهناك الورقة اللبنانية وهناك الورقة الفلسطينية، وهناك ورقة ثالثة قائمة بحد ذاتها هي ورقة حزب الله، ولذلك اعتبر ان سوريا، في الظرف الحالي، وعندما اكتشفت ان قسماً من اللبنانيين على استعداد لارتكاب الخطأ التاريخي نفسه في أخذ مصالح سوريا واستعمال رغبتها في إعادة نفوذها إلى لبنان لخدمة مصالحهم داخل لبنان، اعتبرت عندها سوريا انها لم تعد ضعيفة كما كان الحال منذ سنتين مثلاً، وواقع الحال ان وضع سوريا اليوم أفضل بكثير كقوة وفاعلية مما كان عليه منذ سنتين، وهناك أمر واحد فقط يشكل إزعاجاً لها وهو المحكمة الدولية، أما بغض النظر عن المحكمة الدولية فاللبنانيون يخدمون مصالحها اليوم بخلافاتهم الداخلية، ومن خلال تعطيل قيام سلطة في لبنان قادرة على ان تفتح الملفات وتضع سوريا أمام مسؤولياتها التاريخية والعربية في حل القضايا الشائكة والعالقة لأن الحالة القائمة في لبنان لا تسمح بحل أي مشكل بين لبنان وسوريا، لا تسمح بحل لمشكلة الحدود ولا للتمثيل الدبلوماسي، ولا لقضية قيام العلاقات الطبيعية.

 

#.. الوزير محمد الصفدي حل مشكلة الكهرباء والغاز..

-.. الوزير الصفدي لم يذهب إلى سوريا بمبادرة شخصية ذهب بقرار من الحكومة اللبنانية ورئيس الحكومة والحكومة طلبا إليه ذلك، فلا ينظر أحد إلى ان الوزير الصفدي يحاول رسم سياسة خاصة به، أبداً هذا قرار حكومي وذهب ممثلاً للحكومة اللبنانية، وأنا اعتبر انه بزيارته لسوريا انتزع منها بطريقة غير مباشرة اعترافاً بشرعية هذه الحكومة التي تعتبرها سوريا غير شرعية.

 

# إلى أي حد تعتقد ان الضغط على دمشق في موضوع القمة العربية سيؤثر على موقفها حيال لبنان؟

- من الطبيعي ان يشكل انعقاد القمة في دمشق عنصراً أساسياً مهماً لسوريا، وفشلها حدث مهم كبير أيضاً بالنسبة إليها وهي لا تريده، إضافة إلى ان هذا الأمر يعني لسوريا ترؤسها لدول الجامعة العربية لمدة سنة، فإذا لم تنعقد القمة في سوريا ولم يحصل اتفاق عربي على ذلك، فهذا يعني ان سوريا ستخسر الرئاسة لمدة سنة، مع ما ينتج عن ذلك من أضرار سياسية ومعنوية، والسؤال هو هل تعتبر سوريا ان استمرار الوضع الحالي في لبنان من خلال حلفائها الذين يضعون شروطاً لانتخاب الرئيس وهي شروط تؤمن عودة النفوذ السوري الكبير الى لبنان، هل هذا يوازي بأهميته الاستراتيجية المغامرة بفشل القمة العربية، او عدم ترؤسها القمة العربية لمدة سنة؟ الجواب عند السوريين.

 

# أنت ماذا تقول؟

-انا أرجح شخصياً ان سوريا المشهورة بسياسة المشي على حافة الهاوية، ولديها اختصاص في ذلك منذ ايام الرئيس حافظ الأسد رحمه الله، ستسعى للعب هذه الورقة في موضوع القمة العربية حتى آخر لحظة.

 

# وعندها؟

- اعتقد ان سوريا التي تحسن ممارسة هذه السياسة، قد تسمح في النهاية باجراء انتخاب العماد سليمان رئيساً للجمهورية دون ان تسهِّل عملية تأليف الحكومة، و((تقليعة)) العهد الجديد بشكل قوي، على ان تعود في مرحلة ثانية عملية التجاذب السياسي والشروط والشروط المضادة للتحكم بتقليعة العهد الجديد.

 

# هل صحيح انك التقيت بالرئيس بري خلال سفرك الاخير؟

- لا، انا كنت في اتجاه الشرق وهو في اتجاه الغرب.

 

# انتما كذلك اليوم سياسياً، خاصة وانك منذ فترة منقطع عن زيارته مع انك مستمر في زياراتك للرئيس فؤاد السنيورة؟

- لا، فأنا تربطني بالرئيس بري علاقة شخصية جيدة، وعلاقة بيتية جيدة وأنا حريص عليها، وليس بالضرورة ان تلتقي مواقفنا السياسية دائماً، لكن وهذا تقديري الشخصي، ومع كل احترامي للرئيس بري وأنا أُجل وطنيته وذكاءه، اصبح عندي في مجرى الامور نوع من الاقتناع بأن القرار ليس عند الرئيس بري، هو جزء من القرار ولكنه ليس الجزء الاساسي من القرار، ومنذ قررت المعارضة تفويض العماد عون بالحوار باسمها، وأعلن الرئيس بري موافقته على ذلك، استمر الاتصال الشخصي بيني وبينه، ولكن الاتصال السياسي لم يعد قائماً لأنه فوّض العماد عون، لكن ذلك لم يمنع الاتصال السياسي عبر قنوات وأصدقاء مشتركين، ومنهم نواب اعضاء في التكتل الذي يرئسه الرئيس بري، وهناك مسعى دائم لايجاد مخارج للأزمة، وبالفترة الاخيرة كان هناك مسعى لدفع الموالاة بالقبول بصيغة العشرات الثلاث مقابل سقوط كل الشروط الاخرى، وهذا ما سعيت له، ولكن تبين في الاجتماع الرباعي الاخير الذي عقد بحضور عمرو موسى ان المعارضة لم تأخذ ولم تقبل بهذا الأمر.

 

# الموالاة كانت موافقة؟

-اقول ان المعارضة لم تسمح للموالاة بالتعاطي بإيجابية مع هذا الاقتراح وأضافت شروطاً جديدة.

 

# ما رأيك بتفويض العماد عون الحوار باسم المعارضة؟

- مناورة ذكية من قبل حزب الله لا سيما وان العماد عون معروف عنه انه رجل عسكري، وذو تربية عسكرية وليس عنده ثقافة الحوار والتفتيش عن الحلول وتدوير الزوايا، ولذلك اعتبر ان اختياره للتحاور هو خيار تصادمي وليس خياراً لتسهيل الحوار، وأنا اكيد ان العماد عون ليس مفوضاً بالبت لكنه مفوض بالحوار فقط، وعند البت يعود الى حلفائه.

 

حوار: احمد الموسوي

=====================================================================================

رسائل رئيس التحرير

 

فاقدا الرشد.. والهوية

سكت مسؤولون عرب عن استنتاج طالما استدعته سلوكيات بعض العرب المسلمين الشيعة في العراق وبعض دول الخليج ولبنان.. مفاده ان ولاء بعضهم هو لإيران وليس لأمتهم العربية.. ولم يسكت هذا البعض عن تثبيت هذا الاستنتاج بالولاء لإيران قولاً وفعلاً.. هكذا يفعل بعض شيعة العرب في العراق وبعض دول الخليج ولبنان.

فقد أبى النائبان الكويتيان الشيعيان عدنان عبد الصمد وأحمد لاري إلا توكيد ولائهما لإيران على حساب بلدهما الكويت وشعبهما وأهلهما من خلال الاصرار على تأبين الشخص المتهم بالتخطيط لاغتيال أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، وخطف طائرة من بلدهما الكويت هي الجابرية، وقتل راكبين كويتيين فيها في محاولة لإطلاق سراح 17 متهماً كويتياً وعربياً بالتخطيط لقتل الأمير الراحل.

وقفة شعب الكويت ضد اجتياح بلاده عام 1990 لم تكن أكبر من وقفته ضد محاولة هذين النائبين بيع عروبة بلدهما وشرفها الوطني فحسناً فعلت الكتلة الإسلامية التي تضم هذين النائبين بطردهما من صفوفها، وحبذا لو يقرر مجلس الأمة أيضاً طردهما من مقاعده لارتكابهما الخيانة العظمى.. بما يستدعي بعد ذلك سحب الجنسية الكويتية منهما لأنهما لا يستحقانها شرفاً أو انتماء.

حين اجتاح الجيش العراقي الكويت في 2/8/1990، لم يجد النظام السابق في بغداد كويتياً واحداً يقبل بالتعاون معه، فاستحق الكويتيون استرجاع حقهم وأرضهم ووطنهم وسط إعجاب العالم واحترامه.. الذي قدّر وطنية أبناء هذه الدرة الخليجية العربية، أما حين يجعل كويتيان غرائزهما المذهبية وولاءهما للأجنبـي فوق انتمائهما الوطني والعربي لأرضهما، فهذا يعني ان ما قاله المسؤولون العرب عن ولاء بعض الشيعة العرب لإيران يتقدم على ولائهم لأوطانهم وأمتهم العربية استنتاج في محله.

ولقد ساند هذا الاستنتاج سلوكيات حزب الله في لبنان ضد أمن وطنه وأهله واستقراره وعروبته ووحدته، خدمة لمصالح دولة الفرس الاستعلائية في طهران، وما التهديد الذي تلقته سفارة دولة الكويت في بيروت بسبب انتفاضة الشعب الكويتي ضد مواقف النائبين إياهما، إلا تعبير عن هذه السلوكيات، لكأن الأمر لم يعد يقتصر على محاربة حق الكويتيين بالمحافظة على أرضهم وكيانهم ومصالحهم، فيجيء عقاب زعران الحزب المتلطين وراء بيانات وتركيبات وهمية لدولة الكويت على ممارسة هذا الحق، بل يمتد لمعاقبة دولة لبنان نفسها على تمسكها بعروبتها ووطنيتها، وأيضاً تجسيداً لولاء الحزب لإيران دولة ذات مشروع توسعي استعلائي على حساب العروبة من العراق إلى الكويت إلى لبنان..

فالمشروع الإيراني بات أكثر وقاحة ولم يعد يكتفي بإخراج الشيعة من عروبتهم، بل ها هو يسعى لإخراج العروبة من العراق.. كما من لبنان، وما تهديد سفارة الكويت وإسقاط اتهام عبثي على دولة عربية بأنها شاركت في عملية قتل عماد مغنية.. إلا تكالب فارسي ضد عروبة لبنان والوجود العربي فيه.

 

وهذا المشروع الفارسي لا يمكن مواجهته إلا بالمزيد من العروبة في لبنان.. بين أهله ومن أشقائه العرب، وما محاولة الفرس عبر أداتهم حزب الله ضرب المبادرة العربية إلا تنفيذ صارخ لهذا المشروع، والرد عليه هو تمسك بروح المبادرة العربية ونصها الواضح، تجسيداً لقول أمين عام جامعة الدول العربية د. عمرو موسى: ان لبنان مسؤولية عربية..

والمسؤولية العربية يجب أن تشمل العراق والكويت وسوريا وفلسطين.. حتى يمكن إعادة أتباع إيران إلى رشدهم سواء في الكويت أو العراق أو فلسطين أو لبنان.

======================================================================================

رسائل رئيس التحرير

طراد حماده وحزب الله اكتمل النقل بالزعرور

كافأ الرئيس الراحل عن بعبدا حزب الله، بتعيين طراد حماده، وزيراً لأول مرة في حكومة عمر كرامي، في موقف ((وفاء)) منه ضد زعامة آل حماده الوطنية، التي كان رجلها الاول صبري حماده من ابطال الاستقلال عام 1943 خلف بطله رياض الصلح، وكان نجله ماجد احد رواد السيادة والكرامة في مواجهة الوصاية الكريهة على بلدنا، حتى كان اول من دفع ثمنها سياسياً وانسانياً، ورحل جندياً مجهولاً من ابطال الاستقلال الثاني قبل ان يولد.

وأعاد الرئيس الراحل نفسه تعيين طراد حماده وزيراً في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وايضاً ممثلاً لحزب الله في هذه الوزارة، تاركاً لطراد هذا ان يعبّر عن نفسه، طريداً من الأسرة الاستقلالية الكريمة، طريداً ضد دولة لبنان المستقلة، طريداً من حكومتها الوطنية، وطريداً من وزارة العمل التي تسلمها في حصة حزب الله.

وطراد حماده رغم كل شيء منسجم مع نفسه، فهو خارج شرعية الأسرة الوطنية الكبيرة وخط روادها من صبري حماده الى ماجد حماده، وهو خارج شرعية الدولة اللبنانية ومؤسساتها ملتحقاً اول الأمر بالمسار الشيوعي الذي كان يرفض الاعتراف بالدولة اللبنانية ثم ملتحقاً بحركة فتح ايام اقامت دولتها على حساب الدولة اللبنانية، وها هو الآن ملتحقاً بحزب الله الذي أقام دولته وأيضاً على حساب الدولة اللبنانية.

انها المفارقة التي لا تميز فيها بين السلوكية الذاتية للفرد تبحث لنفسها عن مكان - أي مكان، بأي ثمن وبأي تلون مطلوب، وبين انتقاء الحركات السياسية الحزبية، من الشيوعي الى فتح الى حزب الله امثال طراد حماده لتعبر عن نفسها من خلالهم، او لتقدمهم نماذج لمشاريعها ضد الدولة.. بل ضد الوطن الذي يحاربونه.

والمزج بين الحالتين يجعل الأمر يبدو مضحكاً، كما يجعل السلوك نفسه تافهاً، لأن المهم بواسطة الضحك والتفاهة ان يظل الاسم عرضة للإعلام يصطدم به ((ويلكشه)) في كل موقف غريب، حتى يصبح أشبه بالصعلوك الذي يكسر مزراب العين كي يعترف أهل الضيعة به بشراً يستحق ان يذكر اسمه.. وهذا ما يتكرر مع طراد حماده كلما قيل انه وزير، وانه وزير عمل، وانه مستقيل من وزارته وانه يعود الى وزارته ليدبّـر أمراً او لينفذ أمراً.

لا أحد يعرف اذا كان طراد حماده عضواً عاملاً في حزب الله، او ما اذا كان الحزب يمكن ان يعترف به عضواً عاملاً معه، وفق المعايير التي يضعها الحزب لاعضائه في السلوك العلني والمظهر العلني في حرص منه ألا يستفز اعضاءه العاملين الجديين.

لكن المعروف، ان طراد حماده يبذل جهداً خارقاً، واحياناً اكثر مما يستدعيه اظهار الولاء، كي يقتنع به حزب الله بأنه يمكن ان يقبل به عضواً فيه، وهو يعرف ان في منطقة بعلبك الهرمل العشرات مثل طراد يريدون مكانه، يرون فيه مزايداً بشراسة، ودون خجل، كي يقطع الطريق عليهم، مستنداً الى انه إبن آل حماده، تلك العائلة الكريمة التي لا يحتمي بها طراد إلا قناعة منه بحاجة حزب الله الى سمعة ومكانة تلك العائلة الكبيرة كي يروّج لامكاناته باختراق العائلات الهرملاوية حتى لو كان هذا الاختراق بحجم طراد!!.

هنيئاً لحزب الله بهذا الاختراق، والمثل يقول ((يللي مثلنا تعا لعنا)) او ((وافق شنٌ طبقة)) او ((اكتمل النقل بالزعرور)) لم يكن ينقص حزب الله إلا طراد.

=====================================================================================

كتب حسن صبرا

من هنا نبدأ

وبماذا يفترق بشار بن الأسد عن يزيد بن معاوية؟

كثيرة هي الخصال والظروف التي تجمع بين يـزيد بن معاوية وبين بشار بن حافظ الاسد، الذي يحلو لمحبيه ان يصفوه بأنه كان معاوية القرن العشرين لدهائه.. ومرونته وقسوته وظلمه.

أولى تلك الخصال، ان معاوية مهّد لتوريث ابنه يزيد السلطة في حياته من كبار معاونيه، كما فعل حافظ الاسد بالحصول على تأييد معاونيه لتوريث نجله بشار في حياته.

وعندما اعترض عمرو بن العاص على توريث يزيد الطفل المدلل سيىء السمعة، أنـزله معاوية القبر حياً حتى حصل على تأييده مرغماً، كذلك فعل حافظ الاسد مع ابرز معاونيه العماد أول حكمت الشهابي الذي تحدث امام اصدقاء مقربين عن اعتراضه على توريث بشار قائلاً بالحرف: ((لقد رضينا بباسل لأنه عسكري، أما بشار فهو ولد مدلل لا نقبل به)).. فكان جزاؤه حملة تشهير نظمها محمد ناصيف وبهجت سليمان، كل من جهته، ضد العماد الشهابي وأبنائه حتى سكت الأخير بالتوجه الى اميركا التي ما زال فيها منذ سنوات.

لم تعرف سوريا الملكية منذ استقلالها الا في عهد حافظ الاسد ووريثه بشار! ولم تعرف الدولة الاسلامية التوريث إلا منذ عهد معاوية ووريثه يزيد.

اما في السلوك فإن يزيد ارتكب افظع جريمة تاريخية في الاسلام وهي قتل حفيد الرسول العربي الأكرم وإبن اول إمام في الاسلام الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب في كربلاء.

بينما ارتكب بشار أفظع جريمة سياسية في تاريخ لبنان والعرب وهي قتل باني نهضة لبنان، والرجل الأشهر عربياً وعالمياً رفيق الحريري.

كنـز يزيد بن معاوية المال، ونكّل بالبشر وقتل وسبى المئات بل الآلاف، وفي سجون سوريا الآن (على رأي صديق النظام الكاتب البريطاني باتريك سيل كاتب سيرة آل الاسد، وبعل سيدة سورية من اسرة كريمة معروفة..) ستة آلاف سجين سياسي سوري لم يقف منهم امام القضاء العسكري وفق الاحكام العرفية المستندة الى قانون الطوارىء إلا بضع  عشرات، فضلاً عن وجود 12 الف سجين سياسي عربي خصوصاً من جنسيات لبنانية وفلسطينية وأردنية وعراقية، ومذكرات إحضار بحق عشرات الآلاف من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين والعراقيين والاردنيين الذين ما زالت اسماؤهم مدونة على الحدود البرية ومطارات سوريا بانتظار حضور احدهم خطأ او جهلاً لإعتقاله.

أما عن المال فإن الاشارة التي اعطتها واشنطن بالتحفظ على اموال رامي مخلوف إبن خال بشار الاسد كشفت ان مخلوف هذا سرق مليارات الدولارات من أموال الشعب السوري وهرب بها الى دبي لاستثمارها في مشاريع تعود كلها لأسرة آل الاسد وعلى رأسها بشار نفسه.

ومع هذا،

فإن حزب الله الفارسي في لبنان يبايع يـزيد دمشق تماماً كما بايع رجال معاوية يزيد الامويين في عصرهم.

ولا يكتفي حزب الله الفارسي في لبنان  بمبايعة يزيد دمشق، بل ويؤيده في كل جرائمه، بدءاً من جريمة قتل الحريري في 14/2/2005 إذ سارع الى تظاهرة الوفاء لمجرم ((العصر الحديث)) في 8/3/2005 أي بعد ثلاثة اسابيع تماماً من جريمة العصر الحديث.

ويستند يزيد دمشق الى حزب الله لإرهاب خصومه في لبنان لمجرد مطالبتهم بالاستقلال والسيادة والحرية والعروبة الديموقراطية، رغم ان جمهور الشيعة في لبنان كان دائماً في مقدمة رواد الحرية والعروبة والقومية.. وطالما سبق كل اللبنانيين وحتى العرب الى مساندة قضايا التحرر في كل أصقاع الارض من كوبا غرباً الى فييتنام شرقاً.. بل وخرج من صفوفه من قدم نفسه وحياته ودمه من اجل حقوق الشعوب في كل ارجاء المعمورة حتى وجدنا شاباً لبنانياً شيعياً جهّز نفسه للذهاب الى كوبا للانتقال منها الى غابات بوليفيا للقتال الى جانب رمز المقاومة الثورية ضد الاستغلال في اميركا اللاتينية ارنستو تشي غيفارا.

يقف حزب الله الفارسي الى جانب ويشارك يزيد دمشق في جرائمه، بينما كان اتباع آل البيت المظلومين في العهدين الأموي والعباسي هم قادة الثورات التي اندلعت طيلة 200 عام ضد الظلم والعبودية اللذين قادهما قادة هذين العهدين مئات السنين، وهنا يعادي حزب الله كل التاريخ الشيعي الثائر ويلتحق بالظلمة والظالمين ليكون سيفاً لهم بدل ان يكون سيفاً مشهراً ضدهم.

فأهم ما رمزت اليه ثورة الإمام الحسين انها ثورة العدل ضد الظلم، وثورة الحرية ضد الإستعباد، وثورة الشفافية ضد الفساد وثورة الفقراء ضد المستغلين ومصاصي دماء الشعوب..

كان يزيد رمزاً للظلم والاستعباد والفساد والاستغلال ومص دماء الشعوب. وليس بشار الأسد سوى رمز للظلم والاستعباد والفساد والاستغلال ومص دماء الشعبين السوري واللبناني.. والشواهد اكثر من أن تُعد او تُحصى ولا ينكرها إلا كل أعمى او جاهل او متجاهل.

فإلى اين يقود حزب الله جمهوره المضلل؟ وهل يكفي العصبية المذهبية التي يغسل بها أدمغة هذا الجمهور كي يستمر في غيّه وضلاله؟ وعلى حساب شعبه وأهله ووطنه والقيم الديموقراطية والدينية والاسلامية التي يحيا بها اللبنانيون؟

فبماذا يفترق بشار بن الأسد عن يزيد بن معاوية حتى ينصر حزب الله الاول وهو يدعي عداء الثاني؟

على الأقل كان يزيد مثقفاً وشاعراً وأديباً.. ولم يكن مجرماً وفاسداً فقط!.

======================================================================================

صدق او لا تصدق

*يردد المطرب راغب علامة تعاطفه الدائم مع حزب الله ودفاعه المستميت عن النظام السوري حتى اضطر احدهم الى تحذيره بأنه سيندم اذا تسلم حزب الله السلطة في لبنان، لأنه سيمنعه من الغناء معتبراً اياه حراماً، اما عن دفاعه عن نظام الاسد فيذكره البعض ((بأنك كنت دائماً مرتمياً في احضان ضباطه في لبنان لتوفير الحماية من اتباعهم الذين يبـتزونك ليدفعوك الى احضان هؤلاء)).

سري

*عملية اغتيال الحاج عماد مغنية، دفعت بمسؤول امني ايراني كبير الى الطلب من السيد حسن نصرالله الاقامة في طهران في هذه الفترة الحساسة، خصوصاً وان الاستخبارات الايرانية توصلت الى خيوط دقيقة تشير الى دور ما للاستخبارات السورية في عملية الاغتيال، ما يدل ذلك على ان الخطر وصل الى داخل ((حصن)) نصرالله المنيع.

ليس سراً

*أكدت مصادر امنية لـ((الشراع)) بدء عملية نقل الشهود في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الى الخارج، تحضيراً للبدء بأعمال المحكمة الدولية، وسيتبع ذلك تحضير لوائح بالشخصيات التي سيتم استدعاؤها للتحقيق ولسماع افاداتها.

لماذا؟

*لاحظ عدد من المراقبين وصول عدد كبير من ضباط الاستخبارات الخارجية الايرانية الى بيروت يرافقهم مسؤولون عسكريون وخبراء في وحدات الصواريخ والاسناد الناري.

وحسب مصادر واسعة الاطلاع فإن الخبراء الامنيين والعسكريين الايرانيين يشرفون على عدة غرف عمليات عسكرية اقامها حزب الله في منطقة النبطية في الجنوب وفي مشغرة في البقاع الغربي، وفي النبي شيت والهرمل في البقاع الشمالي.

لا تكتم السر

*وزير الخارجية الأسبق فارس بويز تناول طعام الغداء مع رستم غزالة في مطعم يمك في دمشق، بمشاركة وئام وهاب وأحد القنديلين. الثلاثاء في 26/2/2008.

صحيح؟

*قالت شخصية عربية كبيرة لـ((الشراع)) ان على العرب الا يراهنوا على امكانية الضغط على دمشق بالتلويح بامتناع قادتهم الكبار عن حضور القمة العربية المقررة على اراضيها، لأن نظامها يراهن بالمقابل على الغياب العربي، حتى يندفع علناً وبلا خجل، نحو الحضن الايراني، خاصة وان سياسة ايران تقوم على تصفية كل المؤسسات العربية الجامعة وفي مقدمتها مؤسسة القمة العربية، كي تسارع الى تعميق اختراقاتها داخل كل بلد عربي، دون أي حماية او رادع كما يحصل في العراق

وسوريا وفلسطين.. ولبنان

دور سياسي للرئيس السابق اميل لحود

*يتم التداول بين أحد فرقاء المعارضة عن دور سياسي للرئيس السابق اميل لحود، ليكون الى جانب النائب ميشال عون في المتن والجبل، لكن هذه الفكرة تصطدم حتى الآن باعتراض من عون شخصياً، حتى انه احياناً يلمح الى امتعاضه من زيارات يقوم بها اشخاص في المعارضة للرئيس السابق.

*تقول مصادر رئيس المجلس النيابي نبيه بري انه اصبح يعبر عن قرفه من كثير من مواقف المحسوبين على المعارضة، الذين يصعّدون خطابهم بإيعاز واضح، والذين ايضاً تفتح أمامهم استديوهات الشاشة الصغيرة بإيعاز اكثر وضوحاً.

*في اجتماع مغلق بين رئيس تكتل الاصلاح والتغيير العماد ميشال عون وأربعة من معاونيه المستخصلين تساءل عن أسباب زيادة جمهور القوات اللبنانية، وطلب إعداد دراسة عن اساليب جعجع في الاستقطاب مع انه لا يملك وسيلة إعلام مرئية ويتنازع على المؤسسة اللبنانية للارسال (L.B.C) مع بيار الضاهر في حين للتيار مرئية (O.T.V).

*اصطدمت رغبة كل من رئيس المكتب السياسي لـ(حماس) خالد مشعل وأمين عام الجهاد الاسلامي رمضان شلح بحضور تشييع عماد مغنية، ثم تجدد هذه الرغبة بحضور أسبوعه برد سلبي من اصحاب المونة الاقليميين.

*تردد ان شرطاً اضافياً تم نقله الى العماد ميشال سليمان لانتخابه رئيساً للجمهورية، وهذا الشرط هو انتـزاع وعد منه بعدم السير بتشكيل حكومة وإبقاء الحكومة الحالية في موقع تصريف الاعمال حتى حزيران/يونيو وصدور تقرير مدعي عام المحكمة الدولية القاضي الكندي دانيال بلمار، فإذا وافق على ذلك يتم انتخابه قبل القمة العربية ويدعى اليها.

انفجار بلدة الشهابية

تبين ان ضحايا الانفجار الذي وقع في بلدة الشهابية، الواقعة جنوب خط الليطاني، قضاء صور، الاسبوع الماضي، هم عناصر من الحرس الثوري الايراني، وان الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة كانت عناصر من حزب الله تتدرب على تركيبها.

وقد تم الاعلان عن اسم احد الضحايا الاربعة وهو من آل سلمان وقد تم نقله الى مستشفى جبل عامل في صور، بينما تم التكتم على اسماء الثلاثة الآخرين الذين نقلوا الى جهة مجهولة.

 

((غصة)) نصر الله والاختراق الاسرائيلي للاستخبارات السورية

لوحظ ان امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وخلال كلمته التي القاها بذكرى اغتيال السيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب في الضاحية الجنوبية، مر مرور الكرام و((بغصة ظاهرة)) حين تناول موضوع التحقيق ((السوري)) في مسألة اغتيال الحاج عماد مغنية.

مصادر في حزب الله اكدت خلال لقاء خاص ومغلق ان التحقيقات الخاصة التي قامت بها الاجهزة الامنية الايرانية في دمشق، وبالتنسيق مع حزب الله اظهرت ان هناك اختراقاً امنياً اسرائيلياً - غربياً كبيراً للأجهزة الامنية السورية وتورط ضباط كبار امنيين سوريين مع الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية.

ولاحظت المصادر ان الاستخبارات السورية تسعى لاعداد سيناريو منظم حول اغتيال مغنية يتضمن اعترافات وهمية لـفلسطينيين من المعتقلين في سجن عدرا المركزي، مقابل الافراج عنهم فيما بعد، يؤكدون فيها تورطهم في اغتيال مغنية بتوجيه من الاستخبارات الاسرائيلية، وبالتنسيق مع احد رموز 14 آذار/مارس وتمويل من جهاز استخباراتي عربي، الا ان هناك من يعارض هذا السيناريو داخل ادارة الاستخبارات العامة السورية لهشاشته وضعف حبكته، لذا فإن العمل جار لايجاد مخرج مقنع للرأي العام.

 

تساؤلات حول الموقف السوري

تساءلت مصادر مطلعة عن السر في عدم سماح الامن السوري لوسائل الاعلام بتصوير مكان جريمة اغتيال مغنية والسيارة المستهدفة، وسبب تنظيف مسرح الجريمة في اقل من ساعتين بعد حصول الانفجار، كما تساءلت عن سبب التزام السلطات السورية بالصمت حتى ليل 13/2/2008 عندما صدر عن وكالة ((سانا)) خبر اكد اغتيال مغنية؟

 

 مداهمات واعتقالات في دمشق

اكدت مصادر مطلعة من داخل دمشق حصول مداهمات ليلية تقوم بها الاستخبارات السورية لمنازل وشقق في دمشق، وقيامها باعتقال بعض الطلاب والشخصيات ورجال الاعمال والتحقيق معهم لساعات في مقر جهاز امن الدولة السورية حول اتصالات يجرونها عبر الانترنت مع شخصيات سورية معارضة مقيمة في الخارج.

وترددت معلومات عن عثور الاستخبارات العسكرية السورية في ضواحي حمص على مخزن للسلاح والذخائر في احد البساتين، والبحث عن صاحب هذا المخزن من آل ((الصالح)).

 

 نقل اصوليين من سوريا الى لبنان

يقوم مسؤولون عسكريون من الجبهة الشعبية - القيادة العامة، وبالتنسيق مع الضابط السوري رشيد الاحمد، بالعمل على مساعدة عناصر اصولية للدخول من سوريا الى لبنان عبر معابر غير شرعية في مناطق حلوى ودير الغزال ودير العشائر في البقاع الغربي.

وتتولى مجموعة اخرى من القيادة العامة تأمين نقل هؤلاء الى مراكز تدريب عائدة للتنظيمات الاصولية داخل احياء الصفوري وحطين في مخيم عين الحلوة.

 

استغراب واسع لكلام

نصر الله

استغربت اوساط سياسية ما صدر عن امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله من دعوة لقوى الرابع عشر من آذار/مارس للتباري بين ما يجمعه حزب الله من اعداد بشرية مقابل ما تجمعه قوى 14 آذار/مارس في هذا المجال، ورأت في ذلك تدنياً واضحاً في خطاب نصر الله الذي تميز دوماً بالرصانة والوقار، واستغربت الاوساط حديث نصر الله عن دفع ملايين الدولارات للمواطنين للنـزول الى ساحة الشهداء، وهو المسؤول عن حزب تميز بـ((ماله النظيف)) الذي استخدمه لامتصاص نقمة المواطنين الذين دمرت منازلهم خلال ((عدوان تموز) ويستخدمه في دفع رواتب المقاتلين، وعائلات الشهداء، وشراء ولاء الحلفاء، ودعم مؤسساتها الاعلامية والحزبية، وفي تأمين مصاريف احتفالاته واعتصاماته؟؟

 

الى متى؟

تهديدات السيد حسن نصر الله بإعلانه الحرب المفتوحة، والتحضير للرد الثأري على اغتيال عماد مغنية اربك الاجواء الامنية والاقتصادية والاجتماعية في لبنان، وأثار نقمة واسعة لدى شريحة كبيرة من اللبنانيين وخصوصاً لدى عدد من رجال الاعمال من الطائفة الشيعية الذين تساءلوا الى متى سيظل نصر الله يجر اسرائيل الى حروب على لبنان يدفع الشيعة ثمنها بصورة خاصة، وهل يقوم نصر الله بالعمل بطريقة غير مباشرة على تهجير ابناء الطائفة الشيعية من الجنوب والبقاع، والى متى سيظل الشيعة اسرى مواقف حزب الله وارتباطاته الخارجية؟

 

عطا الله: سقوط ورقة التوت بعد كلام نصر الله

اعتبر النائب الياس عطا الله ان ورقة التوت سقطت عن عورة تفاهم حزب الله والتيار الوطني الحر بعد كلام نصر الله عن الحرب المفتوحة متسائلاً ما اذا كان السيد حسن نصر الله تفاهم مع النائب ميشال عون في حرب تموز/يوليو او في هذه الحرب المفتوحة.. ام ان وظيفة النائب عون صارت العمل على ستر العورات؟!!

 

استعدادات لحزب الله

نقل حزب الله كميات من صواريخه المتطورة الى مرتفعات في البقاع الغربي، وعمد الى حفر انفاق وملاجىء في محيط بلدات مشغرة، يحمر، سحمر وزلايا.. في الوقت الذي اجرى فيه الحزب تبديلات قضت بنقل بعض المسؤولين العسكريين الذين انهوا دورة عسكرية متطورة في ايران الى مواقع امامية، ويلجأ الحزب الى اقامة عدة خطوط دفاعية، والعمل على تفخيخ طائرات استطلاع من نوع (مرصاد1) تكون جاهزة لاستهداف المدرعات الاسرائيلية.

وتلقى الحزب كميات من الصواريخ المضادة للدروع التي تعمل وفق انظمة حديثة وذات قدرات تدميرية تفوق مواصفات دبابات الميركافا الاسرائيلية.

 

 .. الى اليونان

يقوم ناشط فلسطيني في تنظيم ((القاعدة)) يدعى محمود س. بالتواصل مع المسؤول في ((جند الشام)) محمد نور الشعبي، للعمل على تجهيز مجموعة تضم 8 عناصر من جنسيات مختلفة لقيامهم بمهمة ارهابية في اليونان، بعد تزويد المجموعة بجوازات مزورة تم اعدادها لدى مزور عراقي في احد الاقسام اللوجستية في تنظيم القاعدة يدعى جاسم الركابي.

وعلم ان خلية تضم عناصر من القاعدة من الجنسية التركية تتولى عمليات استطلاع في بعض الدول لسفارات بريطانية وأميركية وفرنسية وسعودية..

 

تحذير لزوج مغنية الايرانية

عمد مسؤولون ايرانيون الى تحذير زوج عماد مغنية الثانية الايرانية الاصل من الادلاء بتصريحات او مقابلات خصوصاً لوسائل اعلام لبنانية، بعد ادلائها بمقابلة لاحدى الصحف ابدت فيها غضبها الشديد بسبب اغتيال بعلها مؤكدة انه كان ضحية الخيانة والغدر.

 

تعاطف لبناني مع الكويت

التهديدات التي تعرضت لها السفارة الكويتية في بيروت، وردود الفعل المستنكرة والشاجبة التي اعقبتها اظهرت مدى تعاطف الشعب اللبناني وحكومته مع دولة الكويت وشعبها، وأكد الدبلوماسي هاني المنصور لـ((الشراع)) ان كل ما جرى لن يثنينا عن دعم الشعب اللبناني الشقيق، وعن الاستمرار في المساهمة في عملية بناء لبنان.

 

خطوات مهمة للمر

اشارت اوساط سياسية الى خطوات مهمة سيقوم بها النائب ميشال المر بالتنسيق مع نجله الوزير الياس المر، في اطار السعي لتسهيل عملية انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، ويجري النائب المر لقاءات غير معلنة وجانبية مع عدد من نواب كتلة العماد عون المستائين من مواقفه وتصرفاته، بقصد تشكيل حالة مستقلة عن مواقف كتلة ((الاصلاح والتغيير)).

 

تحركات مشبوهة

تشهد بعض قرى البقاع الغربي تحركات مشبوهة لمجموعات اصولية على ارتباط واضح بالاستخبارات السورية، خصوصاً وان عدداً من عناصر هذه المجموعات هم من البعثيين السوريين السابقين.

 

شكر يشكو من مضايقات قانصوه

ابدى مسؤول حزب البعث السوري في لبنان الوزير السابق فايز شكر استياءه امام مسؤولين سوريين في دمشق من مضايقات يتعرض لها من قبل النائب السابق عاصم قانصوه الذي يحاول تحريض البعثيين على شكر ودعوتهم الى عدم التجاوب مع قراراته.

وتساءل نائب لبناني ضاحكاً لدى سماعه هذه الخبرية قائلاً ((ليش كم في بعثي في لبنان، حتى ينسق معهم عاصم قانصوه ففي ايام الوصاية السورية على لبنان لم يكن هناك حزب بعث فكيف اليوم))

 

 تقدم في قضية سمير قصير

ترددت معلومات عن تقدم ملحوظ في التحقيق في جريمة اغتيال الصحافي سمير قصير والتوصل الى معلومات هامة في هذا الصدد، من شأنها ان تؤدي الى معلومات وحقائق في جريمة اغيتال الشهيد جورج حاوي.

 

الصفدي وزيارة سوريا

دعوة سوريا وزير الاشغال العامة والمكلف وزارة الطاقة والمياه بالوكالة محمد الصفدي للمشاركة مع نظرائه في لقاء في دمشق حول ((واقع العمل في مشروع خط نقل الغاز العربي ومراحل تنفيذه وانجازه وأهميته في تلبية الحاجات المتزايدة الى الطاقة، احرجت المعارضة في لبنان التي لا تعترف بالحكومة ولا بشرعيتها، فإذا بالاعتراف يصل من سوريا بطريقة غير مباشرة، بينما يرى البعض ان الدعوة محاولة زكزكة سورية للأكثرية بأنها تلوح للصفدي بإمكانية تأييده لمنصب رئاسة الوزراء؟