أهم ما نُشر في مجلة الشراع عدد الجمعة 4 نيسان 2008/

حسن صبرا/كيف ينتقم بشار من اللبنانيين بعد فشل قمته؟

هلا بلوط/مقابلة مع قائد الكفاح المسلح في لبنان العميد منير المقدح

هلا بلوط/مقابلة مسؤول العلاقات السياسية في حركة حماس في منطقة صيدا ابو احمد فضل طه
اسرار وخفايا متفرقة

كتاب من الاهجوم على المواقع الالكترونية السورية الموالية
ناصر شرارة/ماذا بعد قمة دمشق

حسن صبرا/عشائر العراق العربية الشيعية تعد لثورة ضد المستعمرات الفارسية

=================================================================================================

كيف ينتقم بشار من اللبنانيين بعد فشل قمته؟

حسن صبرا

أعطى النظام السوري اللبنانين إجازة رعب خلال فترة إعداده ومن ثم استضافته للقمة العربية يومي 29 و30/3/2008، وقبل أن يغادر آخر مرافق لآخر وفد مطار دمشق الدولي عائداً إلى بلاده، التبس اللبنانيين جن الخوف مما يحضره أركان هذا النظام لوطنهم.. لا بل وصلتهم أنباء التنافس بين هؤلاء من آصف شوكت إلى ماهر الأسد على تقديم الخطة الجديدة للتفجير في لبنان.. ودائماً إلى معلمهم بشار الأسد بين اغتيال لشخصية كبيرة من قوى الاستقلال سواء في الحكومة أو مجلس النواب أو رئيس تيار جماهيري كبير، أو تفجير متعدد المراحل في الشارع يقوده دائماً حزب الله مباشرة أو عبر زعرانه في الاحياء، أو أصحاب التشكيلات الوهمية التي يسلحها ويدربها ويمولها.. أو عبر تفجير في أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين يرجحه البعض أن يكون مخيم عين الحلوة عند بوابة الجنوب.. على غرار تفجير نهر البارد الإرهابي ضد الجيش اللبناني وشمال الوطن وأهله وأمنه واستقراره.

قبل قمة دمشق العربية ذهب الرئيس نبيه بري في إجازة مستحقة إلى أوروبا بعد الاقامة شبه الجبرية في مقر رئيس مجلس النواب في عين التينة وسط حراسات لم يعرفها رئيس مجلس نيابي في أي بلد في العالم.. رغم ان الرئيس بري يقفل مجلس النواب وهو يعلم ان لا مشكلة أمنية ستحصل في لبنان لأن دمشق لا تريد أن يكون لبنان حاضراً في القمة، ولا تريد أن يشغلها هم لبناني عن مسعاها للحديث عن ان المشكلة هي بين اللبنانيين وانها بريئة من دم لبنان براءة الذئب من دم ابن يعقوب.

وقبل القمة في دمشق تحدث حسن نصرالله إلى حزبه بمناسبة مرور 40 يوماً على اغتيال رئيسه العسكري عماد مغنية في قلب العاصمة السورية وفي مربع الاستخبارات السورية، فكان حديثه سلاماً على اللبنانيين وحرباً على الإسرائيليين لأول مرة منذ نهاية حربه صيف 2006! وقيل انه ذهب إلى دمشق لأول مرة منذ فترة طويلة، على أمل أن يطلعه السوريون على خطتهم في تلفيق التهمة لدولة أو دول عربية ممن قاطع قادتها القمة الفارسية في دمشق في قتل مغنية.. رغم النصيحة التي ما زال يتلقاها من قادته في الحرس الثوري الإيراني بألا يغامر بالذهاب إلى بيت الاسد، لأن الذي يتخلص من عماد مغنية ليس كثيراً عليه التخلص من أحد معاونيه.. لكن نصرالله أيضاً ذهب إلى دمشق لأنه يعرف بأن سوريا لن تتورط الآن في فضيحة جديدة مثل فضيحة قتل مغنية فوق أراضيها والتهمة بقتله ما زالت تحوم فوق رؤوس حكامها وأجهزتهما الأمنية.

الآن انتهت القمة التي كابرت دمشق في اعتبارها ناجحة، ليس إخفاء لفشلها قبل أن تعقد بسبب غياب أهم قائدين عربيين هما حسني مبارك وعبدالله بن عبد العزيز، وإنما لأنها تبنت خطة ضد لبنان أولاً لأنه تجرأ وقاطع قمة عقدت في ((الوطن الأم)) أي سوريا، فيجب إذن محاسبة المحافظة التي تحمل اسم لبنان على مقاطعتها مؤتمراً دعت إليه العاصمة دمشق، ثم يجب عبر معاقبة لبنان توجيه رسالة إلى العرب وتحديداً إلى مصر والمملكة العربية السعودية لأنهما كانتا السبب الأهم في فضح الدور السوري سواء في لبنان أو العراق أو فلسطين.. والأهم دور نظام عائلة الأسد في دعم التوسع الفارسي على حساب الأمة العربية في هذه البلدان وفي سوريا نفسها.

إذن

هناك تحسب في لبنان لإرهاب يقرره النظامان السوري والفارسي ضد الوطن بأدواتهما المتعددة في هذا البلد المنكوب، غير ان الجديد هذه المرة ان كل العرب – كما العالم عدا إسرائيل – بات يحمل الهم عن اللبنانيين وهم يرونهم فريسة لإرهاب لا يرحم هو الصورة الأخرى للإرهاب الصهيوني، والعرب والعالم لم يجدوا بعد الحل المناسب كي يحمي لبنان واللبنانيين من هذا الإرهاب، فنظام دمشق محمي من إيران ومن إسرائيل، أما النظام الفارسي في طهران فإنه يهدد بنقل المعركة إلى أرض العرب في الخليج العربي استناداً إلى الجامع المشترك بين إيران والعدو الصهيوني مثلما هو الحال في العراق.. وفي سوريا وحزب الله هو القاسم المشترك بين النظامين السوري والإيراني.. أما إسرائيل فإن ما يجمع بينها وبين حزب الله بات استراتيجية ثابتة يفهمها الطرفان، وهو جامع يمتد من حماية النظام السوري، إلى الدور المشترك في العراق الذي يؤديه حزب الله هناك بتوجيه إيراني وعطف إسرائيلي.. دون أن ننسى ان إسرائيل تخدم حزب الله استراتيجياً بالإبقاء على سلاحه برفضها الانسحاب من مزارع شبعا، مثلما تخدم حركة حماس بتقويض سلطة الرئيس محمود عباس وإفشال كل مساعي التسوية المقبولة التي يريدها عباس لحماية الشعب الفلسطيني وانتزاع ما تبقى من حقوقه.

أمام هذا الواقع المر.. ما العمل؟

صمود قوى الاستقلال والسيادة والعروبة في لبنان هو المعجزة وهو القدر، ولم تفشل حركة تحرير في إنجاز مهمتها في الاستقلال عبر التاريخ مهما بلغت الصعاب في وجهها، ولعل المهمة الأولى لقوى 14 آذار الآن بعد الصمود هي تكريس مفهوم جديد من وحدة المسار والمصير مع الشعب السوري وقواه الوطنية والإسلامية لمواجهة هذا النظام الذي أذاق شعب سوريا منذ 45 سنة ما أذاقه للبنان منذ 33 سنة.. وهذا المفهوم الجديد هو ما يخشاه فعلاً هذا النظام الذي يعتمد على إيران وإسرائيل لاستمراره.

لقد لام بعض العرب قادة في 14 آذار انهم كانوا يردون على إجرام نظام عائلة الأسد بالموقف السياسي الصلب، لكنهم الآن وبعد ما خبروه في هذا النظام من تبعية لإرهاب النظام الفارسي، ورهان على حماية إسرائيل له، وتهديد لعروبة ووحدة العراق وفلسطين وسوريا ولبنان، باتوا مقتنعين بأن حماية لبنان يجب أن تتواكب مع حماية أيضاً لشعب سوريا نفسه.. ولولا الحبل الطويل الذي أعطي لهذا النظام ليلفه على رقاب الشعب السوري لما مد هذا النظام حبله إلى لبنان وفلسطين والعراق.. وقد آن الأوان لأن يشنق هذا الحبل نفسه رقاباً طويلة في دمشق.. آن قطافها.

حسن صبرا

=================================================================================================

أسرار وخفايا

 

عون خائف من صفقة على حسابه

تردد ان الجولة التي قام بها وفد من التيار الوطني الحر على عدد من احزاب وتنظيمات قوى الثامن من آذار/مارس، كانت بهدف شرح هواجس العماد ميشال عون ومخاوفه من ان يكون موضوع مساومة او صفقة بدأ يشتم الجنرال رائحتها.

وأكدت اوساط ان مواقف النائب ميشال المر وإعلانه ما يشبه الانسحاب من تكتل التغيير والاصلاح، دفعت بعدد من نواب هذا التكتل لإعادة النظر في حساباتهم الانتخابية خصوصاً في جبل لبنان، والمتن.

 

ارتباك سكاف

الادعاءات التي اطلقها النائب ايلي سكاف حول قيام وزارة الداخلية بنقل نفوس عدد كبير من المواطنين الى زحلة، وبطلان هذه الادعاءات واثبات عدم صحتها، اربكت سكاف وأحرجته امام اهالي زحلة ومنطقتها ليتبين ان سكاف كان ضحية معلومات كاذبة قدمها له نائب من نوابه مصدرها مكتب العميد السوري محمد ناصيف ((ابو وائل)) الذي يعتبر النائب المذكور من ((اولاده المدللين)).

 

عون يريد تغيير نوابه

اكدت اوساط في التيار الوطني الحر لـ((الشراع)) ان النائب ميشال عون بدأ وبالاتفاق مع صهره جبران باسيل واللواء عصام ابو جمرة وبشكل سري اعادة النظر في مرشحي التيار للانتخابات النيابية المقبلة، من بينها استبدال النواب سليم عون، غسان مخيبر، فريد الخازن، بمرشحين جدد والعمل على البدء باستفتاء غير معلن داخل قواعد التيار حول الاسماء الجديدة التي سيتم طرحها.

 

تدريب المعارضة

ذكر مصدر امني ان حزب الله يواصل اجراء دورات تدريب لمجموعات من أحزاب وتنظيمات في المعارضة في معسكر يقع في جرود بلدة الطيبة في البقاع، وبتاريخ 20/3/2008، اشرف مسؤول عسكري في الحزب على نقل ذخائر وسلاح الى شقة عائدة لحزب علماني لبناني في منطقة شتورة في البقاع الاوسط يشرف عليها مدرب عسكري (ضابط متقاعد في الجيش اللبناني).

 

حزب الله يرفض أي رئيس

شخصية اعلامية نقلت لمرشح رئاسي ما دار في كواليس شورى حزب الله من احاديث ونقاشات مفادها ان الحزب سيحبط أي خطوة او اتفاق يقضي بانتخابه رئيساً للجمهورية، وان أبرز الرافضين النائب محمد رعد ومسؤول العلاقات الخارجية نواف الموسوي.

 

 تغييرات امنية في حزب الله

من المتوقع ان يقوم حزب الله بإجراء تغييرات في نطاق اجهزته الامنية الخارجية بالتنسيق مع مسؤولين في جهاز الاستخبارات الخارجية الايرانية اطلاعات.

اوساط مطلعة اكدت ان هذه التغييرات مردها شعور مسؤولين في الحزب بحصول اختراقات سورية غير عادية داخل نطاق اجهزة الحزب الامنية.

 

 تسليح جند الشام

ابدى مسؤولون في حركة ((فتح)) مخاوفهم من تفجر الوضع داخل مخيم عين الحلوة بعد المعلومات التي اكدت تسلم تنظيم ((جند الشام)) كمية من الصواريخ المضادة للدروع وكميات من الاسلحة والذخائر، اضافة الى رصد دخول عناصر اصولية الى عين الحلوة، بالتزامن مع انتقال عدد من عناصر القيادة العامة من مواقع الناعمة الى حي الصفصاف في المخيم، ويقوم مدرب عسكري من القاعدة لقبه ابو جندل بتدريب فرق وخلايا فلسطينية في منطقة النفق في عين الحلوة.

والمعروف ان هناك عدداً كبيراً من العناصر داخل تنظيم ((عصبة الانصار)) من الجنسية السورية، ومن المرتبطين مباشرة بمكتب فلسطين في جهاز امن الدولة في سوريا.

 

 مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل

قال نائب لبناني اكثري انه في الوقت الذي يقوم فيه حزب الله بالتحذير من حرب اسرائيلية محتملة، يقوم مسؤولون في الحزب بإجراء مفاوضات غير مباشرة مع الاسرائيليين من خلال وسطاء المان للبحث بموضوع تبادل الاسرى بين الطرفين.

 

 تردي الوضع الزراعي في سوريا

شكا عدد من اهالي منطقة الجزيرة في سوريا من تردي الوضع الزراعي في منطقتهم بسبب ارتفاع اسعار الاسمدة والمبيدات والادوية الزراعية، والتي يعود مردودها لزمرة من ازلام النظام.

في الوقت نفسه فإن دوريات الاستخبارات العسكرية تواصل عمليات الاعتقالات التعسفية في أوساط العشائر والقبائل في تلك المنطقة ولم يسلم من هذه الاعتقالات حتى الاولاد القاصرين، بذريعة التآمر على الامن القومي والاتصال بشخصيات سورية مشبوهة والمشاركة في تهريب السلاح من العراق الى داخل الاراضي السوية.

 

 لجنة عونية من الضباط

شكل النائب ميشال عون لجنة من الضباط المتقاعدين المنتمين الى التيار الوطني، مهمتها الاشراف على التحركات الميدانية واللوجستية في حال حصول احداث طارئة او مواجهات محتملة.

مصادر مقربة من التيار الوطني اكدت ان خطوة عون جاءت بناء لنصيحة من مسؤول امني كبير في حزب الله.

 

لماذا؟

تساءلت اوساط عن سبب موافقة الرئيس نبيه بري والمعارضة على حضور الحكومة اللبنانية الحالية مؤتمر القمة العربية في دمشق في الوقت الذي يرفضون فيه حضورها جلسات مجلس النواب ((باعتبارها غير شرعية))!!!

 

.. من لبنان الى العراق

تجري في مخيم عين الحلوة لقاءات دورية بين مسؤولين في تنظيم القاعدة ومسؤولين في عصبة الانصار وجند الشام للبحث في تأمين مساكن وأمكنة لخلايا ومجموعات اصولية ستصل تباعاً الى لبنان من العراق للاستعداد لعمليات ارهابية ضد القوات الدولية والسفارات الاجنبية في حال تطورت الاوضاع العسكرية في المنطقة.

 

ماذا ستفعل القيادة العامة؟

ذكر تقرير امني غربي ان لقاءات جرت في مقر الاستخبارات العامة السورية في منطقة كفرسوسة بين مدير الاستخبارات اللواء علي المملوك ومسؤول عسكري كبير في الجبهة الشعبية – القيادة العامة لقبه ((ابو وجيه)) جرى خلاله البحث في مهمات عسكرية ستقوم بها القيادة العامة في لبنان، بعد ان تم تزويد القيادة العامة بصواريخ ومعدات عسكرية متطورة وبعدد من الدبابات وناقلات الجند التي تم وضعها في مواقع القيادة العامة في قوسايا وحلوى في البقاع.

 

 اتهام ((حزب الله)) بجر لبنان الى كارثة جديدة

اصدر ((لبنانيون من أجل لبنان حر ومستقل)) بياناً جاء فيه ان حادثة اغتيال القائد العسكري في ((حزب الله)) عماد مغنية جاءت بواسطة سيارة مفخخة في دمشق لتلقي الضوء على طبيعة العلاقة ((الوطيدة)) بين ((حزب الله)) المنظمة اللبنانية الوحيدة التي تحمل السلاح الايراني، بما يناقض اتفاق الطائف، وتعمل بتوجيه من طهران ودمشق على السيطرة على القرار السيادي اللبناني ولا تتوانى عن الجهر، صباح مساء على لسان زعيمها نصر الله، بإعلان الحرب المفتوحة مع اسرائيل وعلى حساب من؟ على حساب اللبنانيين الذين قتلوا وجرحوا وتهدمت بيوتهم وانقطعت ارزاقهم جراء حرب 2006 وجراء الانقلاب السياسي الذي قام به ((حزب الله)) لاسقاط الحكومة الشرعية اللبنانية.

اضاف البيان: لقد اظهرت التصريحات التي اعقبت عملية اغتيال مغنية ان ((حزب الله)) لم يفاجأ مطلقاً بالحرب التي دارت رحاها على اجساد وبيوت اللبنانيين اذ اتخذ كل الاستعدادات لهذه الحرب بما في ذلك ترحيل عائلات كبار قادة المنطقة من جنوب لبنان، وبذلك ظهر عدم صدق زعيم ((حزب الله)) الذي قال انه لو كان يعرف ماذا سوف تجره عملية اختطاف الجنديين الاسرائيليين لما امر بتنفيذها.

وتابع البيان: اننا ندعو رجال الدين قادة الطائفة الشيعية في لبنان الى التحرك الفوري بما تمليه عليهم وطنيتهم والتصدي لمحاولات ((حزب الله)) جر لبنان انتصار كارثي جديد على غرار انتصار صيف 2006 وتعزيز المؤسسات والاجهزة الحكومية وفي مقدمتها الجيش اللبناني لكي نقف بكل ما اوتينا من قوة في وجه المعول السوري الايراني الذي يعمل هدماً وفتكاً وتفتيتاً في الجسد اللبناني

 

لم يعد سراً

*((بات من المؤكد ان العميد السوري رستم غزالة من أبرز المتورطين في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بأمر من اللواء آصف شوكت.. ولدى لجنة التحقيق تقرير عن ما جرى في اجتماع ضيق في مكتب العميد غزالة في عنجر يوم 10/3/2005 بحضور مسؤول في حزب علماني لبناني..)).

هذا ما أكده ملحق دبلوماسي في احدى السفارات الاجنبية في لبنان لمسؤول امني لبناني خلال غداء مشترك في منـزل الاخير في منطقة انطلياس.

واضاف الملحق ان لجنة التحقيق الدولية توصلت وبطريق الصدفة خلال الشهرين الماضيين لمعلومات مؤكدة ودقيقة عن دور لوزير لبناني سابق في رصد اتصالات الحريري ولقاءاته، وعن ادوار لمسؤولين امنيين في حزب لبناني فاعل في التنصت على المكالمات الهاتفية للحريري من خلال اجهزة تنصت تم وضعها في احدى الشقق في بيروت بإشراف خبير في الاتصالات تلقى تدريبات في دولة اقليمية.ليس سراً

*تلقت هيئات ومؤسسات وشخصيات سياسية واجتماعية وحزبية مرتبطة بالاستخبارات السورية تعليمات واضحة منها، بأن تظل على صلة مع الرئيس الراحل عن قصر بعبدا الذي بنى منـزلاً قريباً منه، وان تنشر انباء زياراتها له.

 

لماذا؟

*في اجتماع كان مقرراً ان يحضره حسن نصرالله، وحضره نائبه نعيم قاسم بدلاً منه التقى في احدى شقق منطقة الغبيري كلاً من وفيق صفا من حزب الله وفايز شكر من البعث السوري الفارسي وعلي قانصو من الحزب السوري القومي ووئام وهاب، تحدث فيه صفا عن ضرورة الاستعداد على كل المستويات للتحرك الذي بدأ العد العكسي له بعد انتهاء اعمال القمة العربية التي عقدت يومي 29 و30/3/2008.

 

لا تكتم السر

*تواصل جهات اجنبية وعربية تحذيراتها للنائب وليد جنبلاط من احتمال تعرضه لعملية اغتيال، وضرورة توخي الحذر في تنقلاته. ولوحظ ان جنبلاط بدأ منذ مدة باعتماد تدابير امنية مشددة، وبتعزيز حراسته الشخصية، بعدما كان يبدي تذمراً وضيقاً من هذه الاجراءات الامنية رغم الحاح المقربين منه.

 

تنصت

*اكد مسؤول امني لبناني ان حزب الله زرع بيروت كلها بأجهزة تنصت حديثة وكاميرات مراقبة سرية، اضافة الى نشر عناصره الامنية في الاحياء وزرعها في شقق في عمق الاحياء البيروتية.

ويستخدم الحزب احدى خيم الاعتصام في ساحة رياض الصلح للتنصت على القصر الحكومي ومبنى الاسكوا والسفارة البريطانية.

 

سري

*لوحظ ان الوجود الامني الغربي في لبنان تكثف في الفترة الاخيرة، من خلال وصول عدد من الضباط الامنيين الاميركيين والفرنسيين والبريطانيين الى بيروت، نتيجة مخاوف غربية من احتمال حصول تطورات امنية قد تستهدف سفارات او مؤسسات دولية في لبنان، تقوم بها مجموعات اصولية تم تدريبـها في معسكرات للجيش السوري في الزبداني وفي منطقة الشنشار قرب حمص.

 

استياء مزدوج  للرسميين السوريين

*سربت اوساط عربية من مؤتمر القمة في دمشق ان استياء الرسميين السوريين كان مزدوجاً من لبنان، الأول بسبب الامتناع عن الحضور والثاني بسبب كلمة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة التي ألقت بظلالها داخل المؤتمر وفي أروقته، ولم يكن هناك من أحاديث في الردهات إلا عنها.

*قاربت شخصية عربية مخضرمة بين شخصية الرئيس السوري بشار الاسد وبين شخصية والده، فالأسد الأب كان يعزز موقفه امام الغرب وتحديداً واشنطن بأنه لا يريد الحرب لاسترجاع الجولان، وأمام العرب بأنه لا يريد الصلح بدون استرجاع الجولان، وبذلك أرسى نظامه واستقراره على هذه المعادلة، كما أرسى تبادل الثقة مع العرب والغرب في هذا الموضوع بدون مناورة، اما الأسد الإبن فخسر لأنه اختار معادلة المحاور ومع غير العرب.

*استوقف المراقبين التصريح الذي رد فيه النائب علي حسن خليل على مدير مكتب عمرو موسى السفير هشام يوسف، حيث لوحظ حدة لهجة خليل وأوشك ان يتهم السفير بالكذب، علماً بأن هشام يوسف لديه محاضر جميع لقاءات الأمين العام لجامعة الدول العربية، وانه لا يأتي بشيء من عنده وان موضوع الثلاث عشرات اخذ الكثير من الجدل وعطلته المعارضة نفسها من خلال الجنرل عون.

*طلبت واشنطن من الأردن بالتنسيق مع تل أبيب، تقديم خدمات لوجستية للقوى الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية، خشية من ان تقدم حماس على السيطرة عليها كما فعلت في قطاع غزة.

*التباين الذي ظهر بين أرباب العمل والنقابات حول مؤشر الغلاء ونسب زيادة الأجور المقترحة، سببه وزير العمل المستقيل طراد حماده لأنه ظهر في الاجتماعات التي عقدت بين الطرفين كمحرض وليس كمحاور

 

تغيير حكومي في سوريا

تفيد معلومات ان تغييراً حكومياً سيتم قريباً في سوريا، وهذا التغيير سيشمل نحو 90% من مقاعد الحكومة، وهناك احتمال كبير ان يستمر رئيس الحكومة الحالي في موقعه.

 

لماذا؟

اكدت مصادر امنية ان عدة مجموعات عسكرية وصلت الى لبنان خلال الشهر الماضي وان هذه المجموعات توحي سحنتها بأنها من كوريا الشمالية، وصلت الى لبنان عبر الحدود البرية وليس عن طريق المطار.

 

 حوار

الرئيس نبيه بري مقتنع بأن الحوار المطلوب في المرحلة المقبلة لن يكون هو ((مديره)) لأن ظروف مرحلة الحوار الاولى اختلفت عن ظروف مرحلة الحوار المطلوبة حالياً.

 

 دور متكي في القمة

قالت مصادر سياسية واكبت اعمال القمة العربية في دمشق ان وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي ادى دوراً اساسياً في الكواليس من أجل تمرير مسار القمة وإزالة بعض تحديات المشاركة العربية فيه.

 

تغيرات عسكرية في عين الحلوة

قالت شخصية فلسطينية مطلعة على اوضاع مخيم عين الحلوة، ان هذا المخيم شهد خلال الاشهر الستة الماضية تغيرات جوهرية على مستوى موازين القوى العسكرية بداخله، وتوقعت هذه الشخصية ان تصدم هذه التغيرات العسكرية الكثير من المراقبين في وقت قريب.

 

جمود حتى ايار

مسؤول دبلوماسي في بيروت قال ان الاوضاع ستستمر على جمودها حتى نهاية شهر ايار/مايو المقبل.. فروسيا لن تصحو من انشغالها الداخلي في ترتيب بيتها الحكومي قبل نهاية ايار/مايو، والاجندة الاسرائيلية – الفلسطينية لن تعلن قبل مجيء الرئيس جورج بوش الى اسرائيل في ايار/مايو، وجملة امور اخرى على صلة بشهر ايار/مايو سوف تتضح في حينه. وتوقع هذا المسؤول ان يكون شهر ايار/مايو مفصلاً سيحدد بأي اتجاه ستسير المنطقة.

 

آصف شوكت يتحدث عن تغييرات في سوريا

تحدثت أوساط سورية معارضة خلال لقاءات لها مع سفير غربي في لبنان عن ان اللواء آصف شوكت، أكد لمقربين منه ان سوريا ستشهد تغييرات سياسية في المدى المنظور وان هذه التغييرات ستكون إيجابية وفاعلة، وستؤدي إلى إعادة ترتيب النظام القائم وفق أسس وقواعد جديدة.

الأوساط نفسها أكدت ان هذا يؤكد ان شوكت يعتبر نفسه البديل الجديد عن بشار الأسد، وأنه فعلاً متورط في صياغة مخطط جديد تغييري في سوريا، وهو بات يملك معظم الأوراق السورية الهامة ولديه جماعات وأنصار داخل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية السورية وفي عدد من المراكز العسكرية الهامة في دمشق.

================================================================================================

كتاب من الاهجوم على المواقع الالكترونية السورية الموالية

 

أكد موقع ((سوريا الحرة)) الالكتروني (المعارض)، خبر تعرض العديد من المواقع الالكترونية السورية الموالية للنظام لهجوم من نوع DDOS أدى إلى اختفاء العديد من المواقع الالكترونية السورية الرسمية وغير الرسمية من على شبكة الانترنت دون معرفة مصدر الهجوم.

وقالت الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية في بيان لها ان ((العديد من المواقع السورية الرسمية وغير الرسمية تعرضت إلى هجوم إغراقي من خارج سوريا غير معروف المصدر)).

ويتزامن هذا الهجوم على المواقع الالكترونية السورية مع انعقاد القمة العربية العشرين في دمشق، حيث لم يستطع الإعلاميون المتواجدون في المركز الإعلامي للقمة الدخول إلى بعض المواقع الالكترونية ومنها موقع الوكالة الرسمية للأنباء (سانا).

وأضافت الجمعية السورية في بيانها ((ان المواقع السورية التي تعرضت للهجوم أغلبها مستضاف خارج سوريا)) مشيرة إلى ان ((المخدمات المستضيفة تعرضت إلى سيل من الطلبات الخلبية التي تهدف إلى إشغالها ومنعها من الاستجابة للطلبات القادمة من المستخدمين الحقيقيين)).

وتسمى طريقة الهجوم هذه ((دي دي او اس آتاك DDOS Attack  )) وهي إحدى طرق مهاجمة المواقع المخدمات وتعتمد على إرسال آلاف الطلبات (الزيارات) إلى السيرفر من أجل جعله غير قادر على تقديم خدماته بصورة طبيعية ومنعه من الاستجابة، وجعل المستخدمين غير قادرين على النفاذ إلى مواقع الانترنت الموجودة بهذا السيرفر.

وتابعت الجمعية السورية ان ((الشركات المضيفة للمواقع تحاول بالتعاون مع المؤسسة العامة للاتصالات اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة الخدمة إلى وضع مستقر)).

وأفاد خبراء في المواقع المستضيفة لبعض المواقع التي طالها الهجوم بأنه ((لا يمكن معالجة مثل هذا الهجوم وإعادة تشغيل السيرفير قبل توقفه بشكل فعلي من المصدر)).

يذكر ان أغلب المواقع التي تعرضت للهجوم هي مواقع رسمية مثل (سانا) وموقع صحيفة ((تشرين)) وموقع صحيفة ((الثورة))، بالإضافة إلى مواقع الكترونية خاصة ومنها موقع ((سيريانيوز)).

خوان المسلمين في سوريا إلى القمة

خلال انعقاد القمة العربية في دمشق وجهت جماعة الإخوان المسلمين السورية المحظورة كتاباً مفتوحاً إلى القادة العرب المشاركين في قمة دمشق لـ((تذكيرهم بالواقع الأليم، الذي يعيشه الشعب السوري في ظل نظام، فرض عليه القهر منذ أكثر من أربعة عقود)).

وقالت الجماعة في كتابها المفتوح، ((ان الشعب السوري يعيش حالة إنسانية ومدنية خارجة عن سياق التقاليد العربية الإسلامية، وخارجة أيضاً عن السياق التاريخي السياسي والمدني الذي تعيشه شعوب العالم أجمع))، معتبرة ((ان سياسات الإقصاء والتهميش والقمع والإفقار والتجويع، تكرس سياسات الاستبداد والفساد التي ينتهجها النظام السوري)).

وأشارت إلى ان ((المظاليم الإنسانية التي يوقعها النظام على أهلكم وإخوانكم في سوريا لا حدود لها، فما تزال المقابر الجماعية تغيب ما يزيد على عشرين ألف مفقود وما يزال عشرات الألوف من المهجرين القسريين، ممنوعين من حق العودة إلى بلادهم، وما يزال الاعتقال السياسي على الرأي والكلمة والموقف، هو النهج المتبع في التعامل مع المثقفين والناشطين)). واعتبرت الجماعة ((ان محاولة انتزاع سوريا من محيطها العربي وانتمائها التاريخي، ومحاولات الاستحواذ على دول الجوار، والتدخل المباشر وغير المباشر في الشؤون الداخلية للدول العربية، وتوجيه الشتائم والاتهامات للقادة العرب، تعرض سوريا (الوطن والإنسان) والمنطقة كلها إلى أخطار كبيرة))، محذرة من ((ان سوريا اليوم مهددة خارجياً بسبب هذه السياسات، ومهددة داخلياً بزعزعة وحدتها الوطنية، من مشروع شعوبي مذهبـي مريب، يتمدد على أرضها وبين سكانها ويتهدد هوية سوريا وخارطتها الديموغرافية)). وتوجهت إلى القادة العرب قائلة ((ان الشعب السوري ينتظر من حكوماتكم، موقفاً أخوياً ومسؤولاً يستشرف الآفاق، ويدرأ أخطار هذا النظام عن شعبه وجيرانه قبل أن تستفحل)).

 =============================================================================================

مقابلة مع قائد الكفاح المسلح في لبنان العميد منير المقدح

ومع مسؤول العلاقات السياسية لحركة ((حماس)) في منطقة صيدا ابو احمد فضل

 

عين الحلوة بعد الاشتباكات الاخيرة؟غزة ثانية او نهر بارد جديد؟

 

قائد الكفاح المسلح في لبنان العميد منير المقدح يقول:

-أؤكد عدم امكانية ان تكون عين الحلوة ((نهر بارد)) ثانياً

- ((جند الشام)) تنظيم منحل لا مرجعية له ولا قيادة ولا مشروع

-نطالب بـ لواء فلسطيني في لبنان على غرار ما هو موجود في الدول العربية

-يجب حل مشكلة المطلوبين سياسياً في المخيم

-أي تطور في عين الحلوة ستنتقل عدواه الى المنطقة بأكملها و((القاعدة)) غير موجودة فيه

 

مسؤول العلاقات السياسية لحركة ((حماس)) في منطقة صيدا ابو احمد فضل يقول:

-تسليم أي مطلوب بالخطف قد يؤدي الى فتنة كبيرة

- ((عصبة الانصار)) اصبح تنظيماً معروفاً وجزءاً من النسيج الفلسطيني

- نحرص على عدم نقل ما يجري في غزة بين فتح وحماس الى مخيمات لبنان

- لا بد من تشكيل لجنة متابعة عليا لتعالج كل الملفات رزمة واحدة

- وجودنا في مخيم عين الحلوة فاعل سياسياً وانسانياً ولكنه غير مسلح

 

اثارت حادثة اعتقال سمير معروف احد افراد تنظيم ((جند الشام)) في مخيم عين الحلوة في الجنوب اللبناني والاشتباكات التي حصلت على اثرها موجة استنكار واسعة ومخاوف عديدة، وعادت لتفتح الملف الفلسطيني في لبنان على مصراعيه ولا سيما بعد التحذير الروسي لما يحصل داخل المخيم، والتخوف من تكرار ما حدث في نهر البارد، ولكن هذه المرة في ساحة عين الحلوة.

 

((الشراع)) دخلت الى مخيم عين الحلوة، واستمعت الى روايتين لما حصل من طرفين نقيضين، حاورت قائد الكفاح المسلح في لبنان العميد منير المقدح، ومسؤول العلاقة السياسية لحركة حماس في منطقة صيدا ابو احمد فضل طه.

 

بداية الحوار مع العميد منير المقدح:

 

 # ماذا حصل في مخيم عين الحلوة؟

-  البداية كانت عندما اعتقل احد الاشخاص وكان سابقاً من ((جند الشام)) ولكنه اصدر هو ذاته بياناً يقول بأنه بريء منهم منذ سنتين عندما انتشر الجيش في منطقة التعمير، هذا الشخص اعتقله اخواننا في حركة ((فتح))، وعلى اثر هذا الاعتقال حدثت ردة فعل من اصحابه، وهم مجموعات من ابناء المخيم، كانوا سابقاً في ((جند الشام)) ردة الفعل هذه طالت بعض مراكز حركة ((فتح))، ولكنهم لاقوا تصدياً من فتح واستياء جماهيرياً كبيراً، لأنه اذا وجد الخطأ، فلا يجوز ان يعالج بخطأ اكبر منه وتدمر بيوت الناس، فحتى المدنيون تصدوا لهم، وقد عولج الموضوع بشكل سريع وحصل وقف لإطلاق النار بعدما التقت كل القوى السياسية الوطنية والاسلامية وأخذنا قراراً بضبط الوضع الامني في المخيم ونشر الكفاح المسلح، وبالفعل انتشر الكفاح المسلح في كل المناطق التي حصلت فيها اشتباكات، وعلى هذا الاساس، اتفقنا على ان أي اعتقال لا بد ان يحصل من خلال لجنة المتابعة ومن خلال الكفاح المسلح الفلسطيني، واي مشتبه به في أي موضوع امني في المخيم، تبلّغ عنه لجنة المتابعة والكفاح المسلح.

 

# لكن الطرف الآخر قال ان الطريقة التي تم فيها القاء القبض على سمير معروف خطف وليست اعتقالاً؟

-بغض النظر عن الطريقة، فإنه وكما قلت الخطأ ان وجد لا يعالج بخطيئة وبتدمير بيوت المدنيين، والعبث بأمن الناس وأمن المخيم، وهذه جريمة كبرى ارتكبت ضد اهلنا في المخيم.

 

# كم هي قدرتكم على الضبط؟

- بالوفاق الفلسطيني تكون القدرة عالية جداً على ضبط الوضع الأمني في المخيم.

 

# هذا اذا توافر الوفاق؟

-الوفاق موجود والغطاء للكفاح المسلح موجود، وهو يستطيع ان يأخذ الدور الامني بشكل طبيعي.

 

# هل نحن امام ((نهر بارد)) جديد؟

- اؤكد انه لا يمكن ان تكون عين الحلوة ((نهر بارد)) ثانياً تحت أي ظرف، فلا العدد البشري ولا الجغرافي ولا حكمة الناس الموجودة داخله ولا العلاقة الفلسطينية – اللبنانية تتيح ان يكون هناك ((نهر بارد)) جديداً.

 

# حتى بوجود هذا التنوع من التيارات والاحزاب والتنظيمات؟

-لا يمكن حدوث ((نهر بارد)) آخر في عين الحلوة.

 

# في حديث سابق لكم مع ((الشراع)) ذكرتم ان تنظيم ((جند الشام)) قد انحل وان عدد عناصره قليل جداً؟

- (مقاطعاً) وما زال كذلك هو تنظيم منحل، ليست له مرجعية ولا قيادة، بل هو مجموعات مسلحة متناثرة صغيرة، لا يتجاوز عددها 6 او 7 مجموعات لا يحملون الفكر الذي كان يحمله مقاتلو نهر البارد ولا توجهاتهم، ليس لديهم أي مشروع سواء كان مقاومة او جهاداً وأخيراً، كان يوجد حولهم ((كونترول)) من القوى الاسلامية بعدم تحركهم.

 

# اذاً، هم موجودون وليسوا منحلين؟

- ولكنهم ليسوا تنظيماً كاملاً، ليس لديهم هرم تنظيمي ولا قيادة تنظيمية.

 

# وماذا عن ارتباطهم بـ((عصبة الانصار)) او بـ((فتح الاسلام))؟

- لا يوجد ارتباط.

 

# ما هي رؤيتكم لتنظيم الوضع داخل المخيمات؟

- كان لدينا حوار ايجابي جداً مع الحكومة اللبنانية، التوافق في الحوار اللبناني – اللبناني على تنظيم الوجود الفلسطيني في لبنان مصلحة فلسطينية ومطلب فلسطيني، وكنا نردد دائماً وعلى سمع الحكومات المتعاقبة المطالبة بأن يتم تنظيم الوجود الفلسطيني في لبنان، ان يأخذ حقوقه ويقدم واجباته، هذه تريحنا كثيراً وتؤكد ثوابتنا وهي رفض التوطين والتهجير وإراحة الفلسطيني في لبنان،

نأمل ان يتم توافق في هذا البلد الشقيق وان يفتح الملف الفلسطيني حتى نستطيع إعادة هذا الحوار الذي وصلنا فيه الى نتائج طيبة جداً، ولكن التجاذب اللبناني – اللبناني عطله.

 

# وبالنسبة لمقررات الحوار، هل ستعودون الى مقرراته بالنسبة للسلاح خارج المخيمات وداخلها؟

-نحن توصلنا لتنظيم السلاح داخل المخيمات، وكان المطروح فكرة لماذا لا يكون هناك لواء فلسطيني في لبنان على غرار لواء بدر في الاردن ولواء جيش التحرير في مصر ولواء عين جالوت في مصر وسوريا، ووصلنا الى نتائج طيبة في مناقشة هذه الفكرة، ولكن عطل هذا الحوار.

 

# ولماذا لا يجري ترتيب لضم كل القوى في المخيم لمنع الانزلاق نحو الاقتتال؟

-هذا الترتيب يتطلب تنسيقاً مع الحكومة اللبنانية من كل الجوانب ويجب رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، حل مشكلة المطلوبين سياسياً، نسبة البطالة وصلت الى 70 في المئة، هذا الضغط يولد اموراً كثيرة داخل المخيمات، يجب على الحكومة اللبنانية ان تساعدنا لرفع هذا الضغط عن المخيمات الفلسطينية حتى يتم تنظيم الوضع الامني بالطريقة المعقولة والاسلوب المقبول.

 

# كيف تصف علاقة فتح بالقوى الاسلامية داخل المخيم؟

-العلاقة ايجابية، ويوجد لقاءات مستمرة، والقوى الاسلامية مشاركة في لجنة المتابعة وهي تجتمع اسبوعياً، ويوجد اجتماع كل 15 يوماً للقوى السياسية في المخيم تحضره القوى الاسلامية، وهي تعتبر منظمة التحرير مرجعية، وهم يؤدون دوراً ايجابياً، منذ سنوات طويلة بضبط الامن داخل المخيم، ولم يسببوا أي قلق فيه.

 

# كيف قرأتم التحذير الروسي لما يحصل في مخيم عين الحلوة، وما علاقته بالمفاوضات الفلسطينية – الاسرائيلية؟

- المشروع الاسرائيلي – الاميركي قائم في المنطقة، ونحن جزء منها، والمشروع هو اما توطين الفلسطينيين او تهجيرهم، وهذا الامر نستطيع ان نتصدى له من خلال علاقتنا الايجابية مع كل القوى السياسية اللبنانية، ونؤكد اننا متمسكون بحق عودتنا الى ارضنا وديارنا في فلسطين ورفضنا الاكيد للتوطين وكل اشكال التهجير، وهذا الموقف الفلسطيني – اللبناني الموحد موقف ايجابي ورافض لهذه المشاريع، من هنا كان الموقف الروسي المحدد لأن المشروع الاميركي يعتبر ((كرة مسبحة)) ان سقطت حبة يتساقط باقيها في المنطقة، ونحن جزء من لبنان هذا البلد الشقيق، وهو مفتوح على مصراعيه، واي خلل في بيروت يعكس نفسه على المخيمات، وأي خلل في المخيمات يعكس نفسه على المنطقة وبصورة خاصة مخيم عين الحلوة وفيه سبعون الف نسمة فأي تطور فيه ستنتقل العدوى منه لكل هذه المنطقة.

 

# وهل ما حصل اخيراً في مخيم عين الحلوة انعكاس للصراع في غزة بين فتح وحماس؟

-هذا ليس وارداً على الاطلاق، لأن قرار فتح هو عدم نقل ما يحصل في غزة والضفة الى لبنان، حركة حماس مشاركة في لجنة المتابعة وتلتقي بالقيادة السياسية، وهناك ورقة سياسية قدمت للأخ عباس زكي وكل جهات التحالف مشاركة بها، وأصبح هناك شبه توافق حول الورقة السياسية من أجل تشكيل مرجعية مشتركة من كل الجهات في المخيمات الفلسطينية.

 

# الاميركيون يتهمون مخيم عين الحلوة بأنه محطة لتوريد المقاتلين وتحديداً ((القاعدة)) الى العراق ما هو ردكم؟

-اولاً، لا يوجد في المخيمات تنظيم ((القاعدة)) كلياً.

 

# ماذا عن المعلومات التي تتحدث عن تدريبات عسكرية لمقاتلين داخل المخيم؟

-لا يوجد في المخيمات أي شيء يتبع لتنظيم ((القاعدة)) اولوياتنا في المخيمات الفلسطينية هي تحرير فلسطين وعودة شعبها اليها، فما دمنا لاجئين وتوجد حبة تراب محتلة، فمن حقنا استخدام كل الوسائل من أجلها، حتى لو ذهب متطوع فلسطيني الى العراق، فما المشكلة طالما انه يذهب شباب من كل العالم الى العراق، وهذا حق لكل مسلم ولكل عربي ان يقاوم الاحتلال اينما وجد، ولا احد يستطيع ان يمنع غيره من الذهاب الى العراق، علماً ان الذين ذهبوا لا ينتمي احد منهم لأي تنظيم.

 

# اذاً لماذا هذه النظرة الى مخيم عين الحلوة تحديداً على انه بؤرة للمطلوبين ومعسكر للتدريب؟

- الهدف هو ملف اللاجئين والقرار 194 هذا لتخفيف الضغط عن الكيان الاسرائيلي، ومعركة اللاجئين قادمة لا محالة مع هذا الاحتلال، هذه خطى استباقية لحل هذا الملف بالطرق الاميركية والاسرائيلية، اما بالنسبة للمطلوبين فيوجد في المخيمات الفلسطينية ما يقارب الخمسة آلاف مطارد، وهم مطلوبون بأحكام سياسية منها احكام تعود الى السبعينيات تتضمن تهمة حملسلاح ونقل سلاح الى الجنوب، ونحن كنا وعدنا من الرئيس السنيورة ومن السفير خليل مكاوي بأن هذا الملف سيعالج كما عولجت قضية الاخ سلطان ابو العينين، اما القضايا الجنائية، فلا يغطيها احد بل نتعاون في شأنها وحين يعالج الملف السياسي في قضية المطلوبين وينتهي، يتغير الكثير في واقع المخيمات.

 

# اجاباتك تضمنت الكثير من الدبلوماسية، حتى انك نفيت التدريبات التي تحصل داخل المخيم، وتوريد المقاتلين، ودخول اشخاص رسمت حولهم علامات استفهام الى عين الحلوة؟

-المخيم مساحته كلم مربع واحد، يقطنه سبعون الفاً، لا يوجد فيه أي تدريبات خارج الاطار الفلسطيني، وعندما يحصل تدريب فالمجموعة فلسطينية، فإنها تحصل في الملعب امام كل الناس، وسابقاً كانت تحصل للمقاومة في الجنوب اللبناني، اما الآن فإنها تحصل لحفظ وضبط الامن داخل المخيم وهو تدريب شرطة وكفاح مسلح، وهذا العمل يتم بالتوافق مع الامن اللبناني بأن يكون هناك شرطة وحرس امني للمخيمات ولأمن الجوار اللبناني، والمعروف عني انني اتكلم بصراحة، لا اخشى لا الاميركان ولا الاسرائيليين، نعم لقد ذهب متطوعون الى العراق من كل لبنان، ان كان فلسطينياً او لبنانياً وأتحدى ان يوجد بينهم شخص واحد فلسطيني ينتمي لتنظيم، بل هو متطوع وأنا اقول ان هذا احتلال لأرض عربية، ومن حق كل من يريد مقاومة الاحتلال الاميركي ان يذهب، ولكن نحن الشعب الفلسطيني بوصلتنا وأولويتنا هي تحرير فلسطين والمسجد الاقصى وعودة شعبنا، ومن وجهة نظرنا العراق ليس بحاجة الى مقاومين، لأن الشعب العراقي استطاع ان يؤدب هذا الاحتلال الاميركي وان يسبب انهياراً وجنوناً في رأس الجندي الاميركي.

 

# بعدما جرى في مخيم عين الحلوة أخيراً، كيف تصف الوضع الحالي؟

-الوضع عاد الى طبيعته، ويوجد انتشار للكفاح المسلح، وان شاء الله لا عودة لمثل هذه الاشتباكات، ولدينا برنامج لتفكيك كل هذه المجموعات المسلحة وإعادة ضبط الوضع الامني بشكل طبيعي جداً حتى لا يتكرر أي حادث مماثل.

 

 رواية حماس

مسؤول العلاقات السياسية في حركة حماس في منطقة صيدا ابو احمد فضل طه

((الشراع)) التقت كذلك مسؤول العلاقات السياسية في حركة حماس في منطقة صيدا ابو احمد فضل طه الذي روى ما حصل داخل المخيم على الشكل التالي:

-  ما جرى عملية اعتقال لشخص مطلوب للدولة اللبنانية، علماً انه يوجد توافق بين القوى الفلسطينية وتحديداً لجنة المتابعة على عدم المساس بالاشخاص المطلوبين وتحديداً بالقضايا السياسية، وفي حال اردنا ان نتصدى لهكذا مسألة، فالمهمة تقوم بها لجنة المتابعة الفلسطينية المتفق عليها بين جميع القوى والفصائل الوطنية والاسلامية، وهذه اللجنة جعلت عين الحلوة نموذجاً مميزاً بين جميع المخيمات.

اذاً، الاتفاق هو ان تقوم لجنة المتابعة بمعالجة أي مسألة ذات بعد امني او سياسي، اما تسليم أي مطلوب بهذا الشكل، فقد يؤدي الى فتنة طويلة عريضة، لأن التنوع الموجود حالياً في عين الحلوة او الحالة الاسلامية فيها متشكلة من كافة الاطياف.

 

# ماذا تقصد بعبارة ((تسليم مطلوب بهذا الشكل))؟

- يعني عملية الاعتقال التي تمت هي حقيقة خطف، هذا الشخص خطف وسلم للدولة، ونحن لسنا ضد الدولة والقانون، لكن طالما انه يوجد إجماع واتفاق فلسطيني بين كل الفصائل على أن لجنة المتابعة هي المرجعية الوحيدة، فعلى الأقل يجب أن يحصل تشاور. ومع ذلك، فإن القوى الفلسطينية كافة أبدت امتعاضها واستنكارها لطريقة العمل بشكل سياسي، يعني القوى الإسلامية أعلنت انسحابها من لجنة المتابعة، وتم تفكيك حاجز القوة الأمنية في التعمير كردّة فعل على هذا الموضوع. وفي اليوم التالي حصلت استفزازات واحتكاكات متعددة من تهديد بحرق بيوت وغيره.

 

# ممن؟

- من عدة أطراف، ودخلت المسائل في بعضها، وتعاطفت مجموعة إسلامية تُسمى ((جند الشام)) مع هذا الشخص، وحصلت تهديدات بينهم وبين عناصر من حركة فتح ما أدى إلى حصول هذه الاشتباكات المؤسفة التي شكلت مصدر إزعاج لأهلنا في المخيم ولإخواننا في مدينة صيدا والجوار. كذلك أدى الحادث إلى خروج الناس من المخيم، وإخواننا اللبنانيون من الفعاليات والمسؤولين في منطقة صيدا أعربوا عن استيائهم مما حصل واعتبروه مسألة مضرّة بالمصلحتين الفلسطينية واللبنانية، ومع ذلك، نحن كلجنة متابعة نتواصل مع كافة القوى السياسية والنواب والفعاليات حتى نوضح ما جرى، لكن في النتيجة، الذي خسر بشكل أساسي هو المواطن الفلسطيني الذي تضرر منـزله أو محله التجاري وغيره.

 

# ما هو موقف ودور حركة حماس مما جرى في المخيم؟

-نحن كحركة حماس في مخيم عين الحلوة جزء من لجنة المتابعة ومن القوى السياسية الموجودة، ولا شك ان دورنا الأساسي هو وأد أي فتنة قد تحصل.

 

# كنتم من فئة المستنكرين لما حصل؟

- استنكرنا الطريقتين. الطريقة الأولى وهي التفرّد بموضوع الخطف والتسليم، وكذلك استنكرنا ردّة الفعل التي كانت مسيئة لشعبنا. وأقول إن السبب الأساسي في هذا الموضوع هو غياب المرجعية الفلسطينية، يعني لا بد من تشكيل مرجعية فلسطينية على مستوى لبنان أو لجنة  متابعة عُليا تتمثل فيها كل القوى الفلسطينية حتى تستطيع أن تتابع القضايا والملفات الفلسطينية حزمة واحدة، فعندما لا نجد التعاطف من قبل إخواننا اللبنانيين بعد الذي جرى، فهذا مؤشر على أن هناك تراجعاً وعين الحلوة جزء من مدينة صيدا، وحتى لا يتكرر ((بارد)) ثانٍ.

 

# ولماذا لا يجري ترتيب لهذا المشروع؟

-نحن نعمل لذلك، وتوجد الآن مساع جادة في القيادة المركزية في بيروت حيث قدموا ورقة لها علاقة بموضوع تشكيل لجنة متابعة فلسطينية عليا تضم كل القوى والفصائل الفلسطينية حتى يتم الحوار مع إخواننا اللبنانيين وهو حوار لا بد منه.

 

# كيف تصف علاقة حركة حماس داخل المخيم مع باقي القوى الإسلامية الموجودة فيه؟

- حركة حماس موجودة في كل المخيمات في إطار تحالف القوى الفلسطينية، وبفضل الخلفية الإسلامية التي نتمتع بها لنا علاقات جيدة مع كافة القوى الإسلامية في المخيمات وخارجها، وهذا يخوّلنا التعاطي بشكل إيجابي لحل الكثير من المشاكل التي تتعلق باستقرار مخيماتنا.

 

# وكيف هي علاقتكم بـ((عصبة الأنصار)) و((جند الشام))؟

- ((عصبة الأنصار)) أصبحوا تنظيماً معروفاً لدى الجميع، وجزءاً من النسيج الفلسطيني، يتعاطون بالشأن السياسي، ولديهم تمثيل في لجنة المتابعة، أما ((جند الشام)) فهو تنظيم حلّ نفسه منذ فترة طويلة.

 

# لكنه عاد وبرز أخيراً؟

- كما قلت، فإن ردة الفعل قامت بها مجموعة من الشباب الذين تعاطفوا مع سمير معروف صديقهم الذي اعتقل.

 

# برأيكم، هل احتمال تكرار أحداث نهر البارد في مخيم عين الحلوة وارد؟

-إن شاء الله لا تتكرر تلك الأحداث لأنه يوجد تفاهم بين القوى الفلسطينية، والدليل على ذلك اننا استطعنا بسرعة لملمة ما حصل وحصر المسألة في إطار معين، وهم أجمعوا على أنه يجب أن تقف هذه المهزلة بأسرع وقت ممكن لأنه لا مصلحة لأحد فيها، ويجب ألا يُستعمل الفلسطيني لأي مشروع كان. وبالأمس، كان لنا زيارة كلجنة متابعة للنائبة بهية الحريري وللدكتور عبد الرحمان البزري ولدينا جولة زيارات إلى كل القوى حتى نؤكد أننا حريصون على الأمن والاستقرار ووحدة الموقف الفلسطيني وضبط ساحة  مخيماتنا.

 

# ما مدى انعكاس ما جرى في غزة بين فتح وحماس على المخيمات في لبنان؟ والبعض قال ان لحركة حماس مصلحة بما جرى بين فتح وجند الشام؟

- منذ تسعة أشهر، عندما حصلت أحداث غزة، حصلت استفزازات واحتكاكات وتعاملنا مع الموضوع بشكل إيجابي جداً وكنا حريصين على أن لا نفتعل أي مشكلة وعدم نقل ما يجري في غزة إلى المخيمات واستطعنا أن نستوعب الموقف. أما أن تكون لنا مصلحة أن تحصل اشتباكات بين جند الشام وأي فصيل آخر، فنحن لا نتعاطى بهذا الشكل وبعيدون كل البعد عن هذا التوجه.

 

# داخل مخيم عين الحلوة، كيف هي علاقة حركة حماس بحركة فتح؟

-علاقتنا بحركة فتح هي كعلاقتنا بكل القوى الموجودة في لجنة المتابعة، نتعاطى بشكل إيجابي مع بعضنا، ونحن مثقفون على حل كل المشاكل وتحديداً الامنية في المخيم عبر لجنة المتابعة، لكن في الموضوع السياسي واضح انه يوجد تباين وخلاف سياسيان، وهذا ليس جديداً ولن ينتهي بالساحة الفلسطينية، لكن التوافق هو على الموضوع الأمني.

 

# لكن بعد ما جرى في المخيم، تردد أن حدثاً ما قد يكون كبيراً ينتظر مخيم عين الحلوة؟

- من الطبيعي أن يتخوف البعض مما جرى، ويتحسّب أن يكون هناك مشروع ما. الورقة الفلسطينية مطروحة بشكل ظاهر جداً، ويتم الحديث باستمرار عن موضوع التوطين بشكل سلبـي، ونحن ضد هذا الموضوع منذ البداية، لكن طريقة التحدث به تُشعر الفلسطيني بأنه غير مرغوب به، وهناك ملفات فلسطينية كبيرة منها السلاح الفلسطيني وقضية الحقوق الإنسانية والمدنية. لذلك، ذكرت أكثر من مرة بوجوب تشكيل لجنة متابعة عليا لتعالج كل هذه الأمور رزمة واحدة، ولا يجوز أن تحل في كل مخيم بطريقة مختلفة عن الآخر لأننا نكون بهذا الأسلوب نشطب الهوية الفلسطينية لأن المخيمات الفلسطينية هي عبارة عن الهوية الفلسطينية.

 

# يقال ان حضور حركة حماس في مخيم عين الحلوة خجول. ما هو ردّكم؟

-أبداً، وجودنا وجود فاعل وحقيقي ولنا جماهيرنا ومؤسساتنا التي تعمل في الوسط الفلسطيني، ولدينا علاقات طيبة وجيدة مع كل القوى السياسية والفعاليات اللبنانية والفلسطينية، لكن ممكن أن يفسّر البعض عدم وجود تنظيم مسلّح لحماس داخل مخيم عين الحلوة بأنه وجود خجول، وحتى الآن لم نر مصلحة في أن يكون لدينا تنظيم مسلّح أو ميليشيا مسلّحة، وهذا لا يمنع أن يحمل أحد منا السلاح على مستوى فردي، لكن يوجد فرق بين هذا السلاح الفردي وأن يكون لدينا مكاتب وتنظيم مسلح والبعض يقيس القوة والوجود بكمية السلاح التي يملكها هذا الطرف أو ذاك، نحن لدينا حضور سياسي قوي وفاعل وإنساني، وقد وقفنا إلى جانب شعبنا في أكثر من مناسبة وقمنا بتوزيع المساعدات والتعويضات.

أجرت الحوارين هلا بلوط

==================================================================================================

ماذا بعد قمة دمشق؟؟

ناصر شرارة

لبنان بين نسختي البصرة وغزة!!

* صيغة لا غالب ولا مغلوب على الطريقة العراقية في لبنان

* منسقان لسفينة البحر العربي الهائج بقيادة بوتفليقة وعمرو موسى

* سوريا تسير بعد القمة بسياستين : سياسة رئاسة القمة المعتدلة وسياسة رئاسة سوريا الساعية  ((لرد الكف))

 

وجهت دول عربية كبيرة (بالاخص السعودية ومصر ) رسالة قاسية الى سوريا بمناسبة انعقاد القمة العربية العشرين فوق ارضها، وذلك عندما اختارت هذه الدول التمثل بها بشكل يعبر عن مستوى علاقتها بدمشق، وليس من موقفها من مؤسسة القمة، فكان تمثلها منخفضاً جداً.

وأوحت هذه الدول بسلوكها هذا ان ازمتهم كعرب مع دمشق اكبر من ان تجعلها تراعي مسائل على صلة بمؤسسة القمم العربية، وسيظل الجدل حول ما اذا كان قرارها هذا صحيحاً ام لا، ذلك ان العمل العربي المشترك الذي لم يبق منه عملياً بالشكل سوى الجامعة العربية، لم يعد مقنعاً للمواطن العربي، وكف منذ زمن عن كونه ورقة رابحة في خدمة القضايا العربية الساخنة والمصيرية.

وأصبح اهم من فعاليات القمة هو استتباعات انعقادها على الوضع العربي وأزماته، وبالتحديد الكيفية التي ستترجم بها الخلافات العربية التي تظهر في القمم العربية، على ساحات الازمات ومن هنا نما شعور قوي بأن قمة دمشق ستستتبع في اثرها تسخين للاوضاع السياسية فوق الساحة اللبنانية بوصفها احدى ساحات الصراع العربي – العربي، واحدى المسائل التي اتخذ العرب منها معياراً لمعركة مستوى تمثيلهم في القمة.

واذا كان عدم اكتمال قمر قمة دمشق، وتمظهره هلالاً غير مكتمل بسبب انخفاض التمثيل لبعض الدول الوازنة، يعبر عن انفجار الازمة اللبنانية داخل مناعة الجسد العربي المريض اصلاً، فإن الجسد اللبناني بعد القمة سيكون عرضة لاستمرار عدم مناعته الداخلية وانعكاسات عدم المناعة العربية عليه.

..وبعيداً عن سجال الاهداف حول ما حصل في القمة، يجدر التأكيد بأن قمة دمشق هي مفصل جديد في تاريخ انهيار العمل العربي المشترك. ففيها ظهر ان الانقسام حاد لدرجة يصعب معها الحفاظ على مبدأ المصالحات والتسويات العربية داخل اليات القمم العربية، وأظهرت حتى انهيار الشكل الذي كان يتم الهروب اليه للايحاء بأن العمل العربي المشترك ما يزال فيه بعض من النبض ولو فقط امام وسائل الاعلام وداخل اطارات الصور التذكارية الجامعة للرؤساء والملوك العرب.

معلومات..

وبكلام مختصر، فإن ما بعد قمة دمشق لن يضيف على سوء الواقع العربي اي جديد، بل ينتظر ان يقدم المزيد من مشاهد تشوهه وصراعاته. وتؤكد معلومات انه رغم ان كلمة الرئيس بشار الاسد في افتتاح القمة، بدت ميالة الى الهدوء واستعمال مصطلحات التسويات العربية – العربية، الا ان مضمون هذا الخطاب راعى مسألة سياسة رئاسة القمة ولكنه لن يكون هو، بالضرورة، عنوان سياسة الرئاسة السورية بخصوص تعاطيه مع الملفات الخلافية.

وتضيف هذه  المعلومات، ان سوريا في المرحلة المقبلة، ستدرس خطواتها على اساس رأيين يسود حلقة القرار بداخلها: الرأي الاول يتحدث عن ان سوريا لديها فرصة سانحة خلال العام المقبل التي ستشغل فيه مهمة رئيسة العمل العربي، لتثبت أنها مسؤولة وقادرة على ادراة المصالح العربية بنظرة وسطية ومعتدلة وتراعي كل مكونات القرار العربي، والرأي الثاني يقول ان سوريا بعد قمة دمشق، عليها رد الكف للذين حاولوا اظهارها محاصرة وضعيفة عبر مقاطعتهم القمة من خلال تخفيض تمثيلهم فيها.

والواقع ان خطاب الاسد في القمة يراعي اعتبارات الرأي الاول، ولكن السياسة السورية في مرحلة ما بعد القمة لن تسقط اعتبارات الرأي الثاني من حساباتها.

وما يدعم توقع استمرار الازمات العربية في مرحلة ما بعد القمة، هو ان الاتجاه لتشكيل لجنة عربية عليا لتصحيح العلائق العربية بعد القمة، لم ير النور على النحو الذي كان مرتجى، وبحسب معلومات  فان دولاً من المشاركين في القمة، اوكلت المهمة الى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي حمل في جعبته اقتراحين، احدهما يقترح اجتماعاً لوزراء الخارجية العرب لبحث الازمة اللبنانية والثاني اجتماع قمة عربي -2 مخصص للبنان.

ولكن الاقتراحين الآنفين لا يتضمنان خطة تفصيلية لجدول اعمال الحل في لبنان، وبمقابل هذين الاقتراحين برز توجه في القمة يعطي موضوع بحث العلاقات العربية – العربية اولوية على بحث الموضوع اللبناني على اعتبار انه في حال حصل توافق عربي فإن ذلك سينعكس ايجاباً على لبنان، والعكس ليس صحيحاً، وقضية البيضة اللبنانية قبل الدجاجة العربية، او العكس، ستستغرق الجدل العربي في مرحلة ما بعد القمة الذي سيكون له منسقان الرئيس بوتفليقة من جهة والامين العام للجامعة العربية من جهة اخرى.

وبكلام موجز يتضح ان القمة انتهت، كما بدأ انعقادها تحت شعار التحدي بين المقاطعين والدولة المستضيفة، كما ان حضور ايران بصفة ضيف للقمة العربية في دمشق، لم يكن حافزاً لطهران لكي تبدي اي تنازل بخصوص مسألة الجزر الاماراتية الثلاث التي تحتلها، بل ان ممثل ايران، اعلن انها ايرانية، كما ان الوفد العراقي اعلن تحفظه على الفقرة التي تخصه في اعلان دمشق، فيما الازمة اللبنانية لم تبحث بل ظلت معلقة على صليب المبادرة العربية التي يوجد خلاف عربي بين ( السين – سين ) على تفسيرها، وبذلك يظل العماد ميشال سليمان مرشحاً لتسوية لبنانية وعربية مفقودة. والخلاصة تؤكد ان اخطر ما في قمة دمشق انها قمة الخلافات العربية التي لم يلتئم شمل القادة العرب تحت قبتها من اجل حتى نقاشها، وهذا يؤشر الى ان الخلافات العربية ما تزال في مرحلة الشروط والشروط المضادة، والصراعات ما تزال تدور فوق حلبة التنازع ولي الاذرع.

كيف سينعكس هذا المناخ العربي  على لبنان في مرحلة ما بعد القمة العربية؟؟

هناك اجابتان لا ثالث لهما:

الاولى: تفيد بأن المبادرة العربية لن تحقق اي خرق، بل ان تفاعلها سيتم في اطار الصراع العربي المعلن بعد ان كان صراعاً مستتراً، كما ان المرحلة العربية المقبلة في لبنان ستكون استكمالاً للصراع الذي ساد على خلفية عقد قمة دمشق.. بمعنى، ان الساحة اللبنانية ستكون ساحة لتصفية حسابات ما دار في قمة دمشق وليس تسويات لها.

الثاني:  الصراع على البصرة في العراق الذي واكب اعمال القمة سيكون نموذجاً ثانياً بعد نموذج غزة، لكيفية حسم الصراعات الداخلية ليس فقط في فلسطين والعراق بل ايضاً في لبنان، وهذا يؤشر الى اتجاه لاعلان القطيعة السياسية والامنية بين السلطات الحاكمة وبين التعبيرات المحلية المناهضة لها ضمن اجندة اقليمية لا يمكن انقشاع آفاقها الا بعد انتهاء الانتخابات الاميركية.

والسؤال اليوم هو كيف ستكون نسخة البصرة وغزة في لبنان.. هل يؤدي صدام القطيعة بين الاجندتين العربية والاقليمية في لبنان الى اعلان حالة الطلاق الامني والسياسي بين الاكثرية الحاكمة وبين المعارضة، على نحو ما حصل في غزة ام ان لبنان امام خضة امنية تؤدي الى نسخة البصرة حيث تستقر مقولة لا غالب ولا مغلوب على صيغة اللاحل كما حصل مؤخراً في العراق؟؟ 

مصدر دبلوماسي عربي يقول، ان الحل الذي انتهت عليه احداث البصرة الاخيرة، افرز واقعاً لا يجوز التغاضي عنه في مجال استقراء ازماتنا العربية الداخلية، فأحداث البصرة انتهت على نتيجة لا غالب ولا مغلوب بين جيش المهدي وحكومة المالكي، وليس بين فرقاء الشعب العراقي وأطيافه المختلفة، وأهمية طرح شعار لا غالب ولا مغلوب المستعار من المعادلة اللبنانية، انه يتم رفعه في محافظة البصرة التي تمثل 92 بالمئة من نفط العراق ويتمركز فيها الشريان الاقتصادي لحياة بلاد الرافدين، ويؤشر هذا الامر الى ان واشنطن تحت حسابات مختلفة قررت نقل الوضع العراقي من مرحلة حسم ازمة العملية السياسية الى مرحلة إدارة ازمة الثروة العراقية، واذا كان الصراع في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية، قاد الى عزل غزة عن الضفة الغربية، وإعادة المسار السياسي والامني هناك الى مرحلة قديمة تعيد اظهار الخلفية المصرية الاقتصادية والسياسية والامنية لقطاع غزة، وتظهر ايضاً الخلفية الاردنية السياسية والامنية والاقتصادية القوية للضفة الغربية، فإن لبنان في خلال مناخ القمة العربية في دمشق وأحداث البصرة في العراق، تمت اعادة تسليط الضوء عليه بوصفه بلداً بخلفيات اقليمية بأكثر مما هو بلد يمكن معالجة ازماته، وأكثر ما يمكن ان يتوقعه لبنان بعد قمة دمشق وتفاعلاتها، هو ان يكون نسخة عما حصل في غزة، فتتم اعادة تسليط  الضوء على الخلفية السورية القوية له، وهذا ما حذر منه النائب وليد جنبلاط، وهذا ما يمكن ان تقود اليه نظرية  ((حل مشكلته من خلال حل المشاكل العربية )) وذلك في ظل غياب اي افق لعمليته السياسية الداخلية المرشحة لأن تتعاطى معها واشنطن كما تعاملت مع العملية السياسية في العراق، حيث يصار الى الانتقال من حسمها الى إدارتها لتأمين الثروة هناك، وتأمين مصالح الاستقرار الاقليمي هنا (الخط الازرق، امن اسرائيل)، و باختصار تطبيق صيغة لا غالب ولا مغلوب فيه، ولكن هذه المرة على الطريقة العراقية كما حدث في البصرة.

ساحات مكشوفة عربياً

ثمة نظرية ثانية تحاول تلمس مسار الوضع اللبناني بعد قمة دمشق على نحو فيه الكثير من الحذر، وتقول هذه النظرية انه بعد قمة دمشق وصل الاحتقان العربي – العربي الى اوجه، وذلك في لحظة يصل فيه الاحتقان الاقليمي ايضاً الى مرحلة من اللاعودة في المدى المنظور على الاقل، والساحة اللبنانية هي احدى ساحات هذا الاحتقان القابلة للاستثمار في اجندة المنطقة.. هذا مع وجود اعتقاد لدى كل الاطراف المنخرطة في الصراع فوق الساحة اللبنانية، بأنها لم تستخدم حتى الآن كل اوراق ضغطها. ووجود مثل هذا الاعتقاد في ظل الاحتقان العام الاقليمي والعربي – العربي والداخلي، قد يقود الى استسهال الانزلاق نحو الانهيار تحت تأثير رغبة كل طرف بتجريب اوراق ضغط جديدة ضد خصمه، جرياً وراء حلم الحسم او تحسين شروطه في المعادلة.

وفي غزة هناك مؤشرات ايضاً على ان مرحلة ما بعد القمة ستطالها بأضرار بالغة. فالقمة لم تستطع ان تقدم حتى الدعم الشكلي العربي للفلسطينيين، وعليه سيكونون مكشوفين ايضاً امام خطط التصعيد الاسرائيلي المدعومة اميركياً ودولياً. وربما كان انكشاف الدعم العربي عن الفلسطينيين هو الذي دفع بحكومة اولمرت او بأعضاء اساسيين فيها لاعلان الرغبة عن التفاوض مع سوريا.. بمعنى اخر الخروج من مأزق الحل النهائي مع الفلسطينيين والاستثمار على محادثات مع طرف عربي تجري تحت سقف التشرذم العربي، بمعنى آخر المطلوب اسرائيلياً كمب ديفيد ثانٍ مع دمشق يؤدي الى تجاوز القضية الفلسطينية.

ويبدو واضحاً ان العرب بعد قمة دمشق تحولوا من لاعبين في اطارها، الى ضحايا نتائجها، كما ان ازماتهم تحولت الى ساحات مكشوفة، فالاجماع العربي الشكلي انهار، والعرب  الآن من دون اجندة عمل حتى لو كانت شكلية، وليس هناك من العرب من يستطيع في المدى المنظور الحديث باسم موقف عربي ولو بالحد الادنى، في اي حوار مع اي طرف في العالم وهنا منبع الخطر!!.

ناصر شرارة

================================================================================================

عشائر العراق العربية الشيعية تعد لثورة ضد المستعمرات الفارسية

حسن صبرا

 

استقبلت مصر رسمياً ولأول مرة منذ بدء الاحتلالين الأميركي والإيراني للعراق اعتباراً من 9/4/2003 وفداً عراقياً تبدو تركيبته وطبيعته موازية لأهمية الاستقبال المصري نفسه في هذا الوقت بالذات.

الوفد العراقي هو وفد يمثل 77 عشيرة عراقية على المذهب الإسلامي الشيعي في الجنوب العراقي، جاء يشرح للقاهرة ومنها إلى كل العرب والعالم طبيعة التغلغل الفارسي أمنياً وثقافياً وسياسياً وحزبياً ومذهبياً.. بعد احتلال أميركي عسكري للعراق، فإذا التغلغل الفارسي أشد خطورة واتساعاً لأنه مرتبط باستراتيجية إلحاق جانب أساسي من العراق خاصة في جنوبه بالمشروع التوسعي الإيراني الممتد من طهران إلى لبنان عبر العراق والخليج العربي وفلسطين وسوريا.. تحت ذريعة ملء الفراغ الذي ترى إيران نفسها الآن مؤهلة لتحقيقه في ظل الوضع العربي المأسوي على مختلف المستويات.

وقبل أن نقدم ما نقله الوفد العراقي الشيعي إلى مصر، دعونا نستعيد واحداً من أهم مفاصل النهضة العربية بدءاً من أرض الكنانة في محطتين تاريخيتين تتشوقان لمحطة ثالثة الآن ودائماً من مصر، ودائماً تحت الحاجة الملحة نفسها.. ملء الفراغ.. إنما من صاحب الدار بل والده.

 

المحطة الأولى: هي مرحلة الرجل المريض الممثل بالدولة العثمانية التي تكالبت عليها دول أوروبا لوراثتها، وهي تلفظ أنفاسها.. لتفرض سيطرتها على المنطقة.. وقد دفعت الجموع المصرية بقيادة الشيخ عمر مكرم بالقائد التركي المولود في ألبانيا والذي كان يقود جيشاً كاملاً منها محمد علي عام 1805 إلى التصدي لهذه المحاولة فكان مشروع النهضة المصرية الأولى في العصر الحديث مع بداية القرن التاسع عشر رداً على المشروع الاستعماري.

المحطة الثانية: هي مرحلة سقوط الامبراطوريتين الاستعماريتين الفرنسية والبريطانية في مياه السويس الحارقة إثر العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 بمشاركة العدو الصهيوني، حيث تصدى جمال عبدالناصر لنظرية ملء الفراغ بمشروع ايزنهاور (الشرق الأوسط) بمشاركة إسرائيل، وقالت مصر نحن أولى بملء الفراغ فكان صعود القومية العربية استجابة لهذا المشروع المصري متوجاً بالوحدة مع سوريا عام 1958.

نعم

نتج عن الخيار المصري البديهي حروب مفروضة كلها على أرض الكنانة عرفت انتصارات وهزائم ثم سيطرة استعمارية استمرت عقوداً، كما في عهد محمد علي وما بعده وشهدت إنجازات ما زالت شاهدة حتى الآن بعد مرور أكثر من مئتي عام على تحقيقها.

وشهد عصر جمال عبدالناصر أيضاً وتحت نظرية ملء الفراغ مصرياً في الإطار القومي العربي انجازات كان المريع فيها ان كل حجر بني في طريقها استدعى حروباً استعمارية بدءاً من مشروع بناء السد العالي إلى بناء مجمع البتروكيماويات في السويس.

 

الآن

لا تدعي مصر انها تتصدى لأي هجمة استعمارية أو شعوبية، ولا تقحم نفسها في مواجهات لم يتم الاستعداد لها، إنما هو مرة ثالثة الدور الهائم في المنطقة يبحث عن بطل يقوم به، والأمن القومي المصري الآن هو هذا البطل، خاصة وأن الاستنفار الشعبي والرسمي السياسي والعاطفي والديني المصري في مواجهة إسرائيل مانعاً إياها من التغلغل في ثنايا الحياة المصرية، لا يقابله الاستنفار نفسه لمواجهة التغلغل الفارسي في بعض المفاصل المصرية الذي يذر بقرونه في بعض الاعلام المعارض أو الحزبي الذي يسمي نفسه مستقلاً خاصة الذي يرفع رايات قومية عربية حتى عندما أصبحت إيران على حدود مصر في غزة وجدت داخل مصر من يبرر لإيران هذا التمدد تحت ذريعة مواجهة إسرائيل!!

لذا

شعر الوفد العشائري العراقي الشيعي في مصر انه يحرث في أرض خصبة، وان الحرص المصري على أمنه القومي يجد في عروبة ووحدة واستقلال العراق امتداداً طبيعياً لهذا الأمن.

فماذا قال أهل العراق.. عروبيو الشيعة في مصر؟

ان مصر هي أول دولة عربية استقبلتنا رغم اننا أعلنا عن قيامنا منذ نحو ثمانية أشهر، ففي شهر تموز/يوليو 2007 عقدنا مؤتمرنا الأول، وفي شهر كانون الأول/ديسمبر 2007 عقدنا مؤتمرنا الثاني، وفي شهر آذار/مارس 2008 عقدنا مؤتمرنا الثالث ثم جاءتنا الدعوة الكريمة من جمهورية مصر العربية فجئنا شاكرين عارضين أحوال بلدنا.

نحن عشائر الشيعة العرب في جنوبي العراق، نصفنا في بلاد الرافدين والباقي موزع بين السعودية والأردن واليمن والإمارات وسوريا وحتى في لبنان.

لقد أعلنا عن مجلس العشائر العربية في جنوبي العراق في البصرة أولاً ثم امتد عملنا ليشمل عشائر في السماوة والديوانية والحلة والعمارة وعدد كبير من عشائر الفرات الأوسط..

لقد أصبحنا الآن على حدود إيران تماماً ونحن نتواصل عشائرياً وجغرافياً مع كل الحدود العراقية – الإيرانية ولا ينقصنا الرجال فمع أول نداء أطلقناه كان لدينا تحت السلاح نحو 15 ألف رجل يملكون أسلحتهم الفردية وأسلحة متوسطة وثقيلة أيضاً وكلها من مخلفات الجيش العراقي المنحل، وقد ترك جنوده وضباطه قطعاتهم أول الأمر والتحقوا بعشائرهم وها هم يعودون إليها الآن إنما باسم مجلس العشائر.

طبعاً نحن لا نضاهي ميليشيا الموت الإيرانية، المدججة بالسلاح، خاصة وانها تسيطر على قسم كبير من قطعات الجيش والشرطة وتحصل على أسلحتها من الاحتلال الأميركي باسم المؤسسات العسكرية والأمنية، وتحصل على تمويل إضافي من إيران للقيام بالمهمات القذرة ضد عروبة ووحدة العراق.. لذا نحن نحتاج إلى السلاح والدعم من اخوتنا العرب أبناء العشائر وزعماء الدول.

ان خطوتنا الأولى الآن هي حراسة الحدود مع إيران لمنع التسلل الذي تمنحه قوات الدولة أو الحكومة المدعومة من إيران باسم التأشيرات الممنوحة للإيرانيين القادمين بحجة زيارة العتبات ومقامات الأئمة، وبينهم يندس المخبرون ورجال الاستخبارات الإيرانية لينفذوا عملياتهم ضد أبناء العراق.

نحن نشكل الآن حرس الحدود الشرقية للأمة العربية ضد الأطماع الفارسية مثلما شكل العراق عبر التاريخ هذا الخط ولم يقطعه سوى الاحتلال الأميركي لبلدنا مفسحاً المجال أمام الفرس للسيطرة على العراق.

لقد طلبنا من أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى أن يوصل رسالتنا إلى العرب في مؤتمر القمة، ونريد إيصاله إلى كل زعيم عربي ليلتفت إلى دعمنا وتمويلنا لمواجهة هذا المشروع الفارسي التوسعي، لنحافظ على وحدة  وعروبة العراق المهددتين من الصفويين في إيران.

لقد أنشأنا مجلس العشائر العربية الشيعية في العراق لفرز حالتنا عن الحالة الفارسية الشيعية في بلادنا التي تتعاظم شعبياً وسياسياً، ويكفي ان شيعة الفرس هم الذين يحكمون العراق الآن. ان مهمتنا الأساسية هي منع التقسيم تحت اسم الفدرالية التي يدعو لها علناً حاكم العراق الحقيقي الآن وهو عبد العزيز الحكيم الذي يدعو أيضاً إلى دفع 100 مليار دولار من العراق إلى إيران تعويضاً لها عن خسائرها في الحرب العراقية – الإيرانية (1980 – 1988) دون أن يذكر شيئاً عن الخسائر التي أوقعتها إيران في العراق. ان مهمتنا هي استعادة عروبة العراق المهددة من الفرس والتي تهددها أيضاً جماعات إيران من الذين وقفوا في المؤتمر البرلماني العربي في اربيل ضد بيان لتأييد انسحاب إيران من جزر طنب الكبرى والصغرى وابو موسى التي احتلتها عام 1971.

نحن نحضر لمواجهة المشروع الإيراني التوسعي، ونحن على طريق ثورة كثورة العشرين التي قامت عام 1920 في العراق لمواجهة الاحتلال البريطاني وانتهت بقيام الدولة العراقية وأسست أول جيش عربي عام 1921، عملت إيران مع أميركا على حلّه لتسود مكانه الميليشيات الإيرانية أو فرق الموت تحت مسميات مختلفة.

إيران تقود العراق الآن بحكومة نوري المالكي وزعامة عبد العزيز الحكيم وميليشيات الموت الموزعة على الشكل التالي: القوة الأساسية في جنوبي العراق الآن هي قوة المجلس الأعلى الذي يقوده الحكيم ونجله عمار.

تتفرع عن هذا المجلس ميليشيات تحمل أسماء مختلفة انشأها المجلس الأعلى كي يراعي خصوصيات المناطق وحتى يوسع دائرة تحركاته وللهرب من أي اتهام بجرائم تقوم بها هذه الميليشيات رغم انه يمولها ويسلحها ويدربها ويعطيها الأوامر وهي (إلى جانب حزب الدعوة جناح حزب الله العراق، ثأر الله، سيد الشهداء، سيد المحراب) وفوق هؤلاء جميعاً منظمة بدر وهي مشكلة أساساً من أسرى الجيش العراقي في معارك ثمانينات القرن الماضي، ثم من أبنائهم ثم من أبناء التابعية الفارسية الذين هربوا إلى إيران خلال هذه الحرب وعادوا لينتقموا شر انتقام من العراق الذي حضنهم طيلة عقود وقرون، ويشرف على هذه المنظمة ضباط إيرانيون ويقود أركانه اطلاعات (استخبارات إيران).

والجدير بالذكر ان المجلس الأعلى تم تشكيله في إيران تحت اسم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، في الوقت نفسه الذي شكل فيه في لبنان حزب الله، وفي حين كلف الإمام الخميني رئيس الجمهورية آنذاك علي خامنئي قيادة المجلس الأعلى في العراق ونصب على رأسه السيد محمد باقر الحكيم، فإن الخميني كلف سفير إيران في دمشق علي محتشمي تأسيس حزب الله ونصب على رأسه الشيخ صبحي الطفيلي كأول أمين عام لحزب الله عام 1982.. تلاه عباس الموسوي ثم حسن نصرالله الآن.

وكان لرؤساء العشائر الشيعية العراقية أوضح كلام عن الربط الجدلي بين تأسيس إيران للمجلس الأعلى العراقي وحزب الله اللبناني حيث أوردوا وقائع عن مشاركة حزب الله اللبناني مع المجلس الأعلى العراقي بالقتال ضد العراق خلال الحرب العراقية – الإيرانية (80 – 1988) وكذلك في مشاركة حزب الله اللبناني مع المجلس الأعلى العراقي في قمع انتفاضات العرب في إيران (المحمرة – عبادان – الاهواز) فيما يعرف باسم عربستان التي حولت إيران اسمها إلى خوزستان.

يقول قادة العشائر الشيعية العربية:

نحن نتهيأ الآن لمقاومة الاحتلال الفارسي الذي دخل بلدنا انتقاماً من العرب الذين أدخلوا الاسلام إلى بلاد فارس. لينتقموا من القادسية، وينتقموا من البصرة التي شكل أهلها عماد جيش سعد بن أبي وقاص.

ماذا يفعل الصفويون الآن في العراق؟

جاء الفرس بأجندة محددة ولديهم لوائح بأسماء آلاف العراقيين الذين يجب قتلهم، ويجري منذ أربع سنوات تنفيذ هذه الجرائم الإيرانية ضد العراقيين.

بدأوا بقتل البعثيين العراقيين في الجنوب و75% منهم من الشيعة العرب، وقد قتل منهم المئات وهرب البقية إلى أرض الله الواسعة، أما البعثيون الذين كان لهم أقارب في إيران أو في المجلس الأعلى أو حزب الدعوة، فقد تم احتواؤهم وحمايتهم ولم يقترب منهم أحد بعد ان لجأوا إلى أقاربهم.

بعد ومع قتل البعثيين بدأت استخبارات إيران مباشرة وعبر جماعات الحكيم والدعوة وميليشياتهما قتل الكفاءات العلمية في جنوبي العراق وبغداد كذلك، وقتل الاعلاميين العلمانيين وأساتذة الجامعات، لقد قتلوا في البصرة وحدها 37 أستاذاً جامعياً 90% منهم من الشيعة، وقتلوا عشرات الضباط وعشرات الطيارين 90% منهم من الشيعة، وقتلوا 25 شيخ عشيرة وكان أول من اغتيل شيخ مشايخ المنتفق الشيخ علي السعدون بحجة انه كان صديقاً لصدام حسين، ثم الشيخ حسن قاسم القرمشي والشيخ باقري.

 لقد قتل الإيرانيون الشعراء الشعبيين الذين تغنوا بجيش بلدهم خلال الحرب العراقية – الإيرانية، ثم رؤساء العشائر التي كان يكرمها النظام السابق لوقوفها مع جيشها ضد العدوان الإيراني وتمت تصفية عدد من النساء المثقفات والطبيبات ومنهن د. نسرين العيدان ود. ذكرى وقد قتلوا عدداً من المحاميات العراقيات لأنهن أردن الترافع عن معتقلين سياسيين عراقيين.

لم يكتف الاحتلال الإيراني بقتل البعثيين أو القياديين أو الضباط الذين شاركوا بالمعارك ضد الجيش الإيراني، بل انهم عمدوا إلى قتل أبنائهم واخوانهم وأصدقائهم وأقارب لهم.

مجزرة ضد الطيارين العراقيين

وللدلالة على عمق الحقد الفارسي على العراق، خطفت الاستخبارات الإيرانية 17 طياراً عراقياً شيعياً من الجنوب العراقي من البصرة وذي قار وميسات، وقامت بالخطف منظمة بدر وتمت معاقبتهم لأنهم شاركوا في الحرب العراقية – الإيرانية، ونقلوهم إلى جزيرة خرج الإيرانية وعرضوهم في إحدى ساحاتها وسط آلاف الإيرانيين الذين هجروا تلك الجزيرة خلال الحرب ثم أعدموهم رمياً بالرصاص أمام الإيرانيين ليعلنوا انتصار إيران أخيراً على العراق!

ان المشروع السياسي الإيراني بات علنياً في العراق وهو فصل الجنوب عن الوسط وإقامة حكم فارسي يقوده عملاء إيران وتحديداً عبد العزيز الحكيم ومجلسه الأعلى والميليشيات التابعة له بدءاً من بدر التي هي الآن جيش إيران الرسمي في جنوبي العراق.

ولتكريس هذا المشروع السياسي انظروا ماذا تفعل إيران في الاقتصاد العراقي وفي الثقافة العراقية وفي الوضع الاجتماعي العراقي:

 

1- في الاقتصاد:

جاء أحمدي نجاد إلى العراق تحت الحماية الأميركية التي رافقته من الحدود إلى المنطقة الخضراء جيئة وذهاباً وعرض تقديم مليار دولار مساعدة للعراق، وأهل الاقتصاد والسياسة يعرفون ان هناك 45 مليار دولار متوافرة في مصرف بغداد المركزي، أي ان العراق يمكن أن يساعد إيران في أزمتها وليس العكس.. فما هو هدف عرض هذا المليار؟

انه يهدف إلى إقامة مشاريع إيرانية وهمية في العراق لسحب هذه المليارات الـ45 لفك الأزمة الاقتصادية الإيرانية مثلما يفك النفط العراقي أزمة إيران في الوقود.

كيف؟

 

1- مصفاة الشعبية العراقية كانت تعمل حتى في ظل الحصار الظالم على العراق (1991 – 2003) بخمسة خطوط وقد تم تعطيل أربعة منها خلال غزو 2003 الأميركي فلم يبق منها سوى خط واحد، ومع توافر كل الامكانات لإصلاح الخطوط المعطلة ومع حاجة العراق للعمل بكامل طاقة المصفاة لتوفير حاجات الاستهلاك العراقي، فإن ما يتم الآن هو سحب النفظ العراقي الخام إلى الأراضي العربية المحتلة في إيران وتحديداً عبادان لتشغيل مصفاتها وتوفير مشتقات النفط لإيران.. والعراق مع بيعه له بالسعر العالمي علماً بأن هذا النفط نفط عراقي.

2- حقل مجنون هو من أكبر حقول النفط ليس في العراق فحسب بل في العالم كله، وهو في جزء كبير منه داخل الأراضي العراقية وعلى مقربة من الحدود الإيرانية حيث تعمد إيران إلى سحب كميات هائلة من نفطه إلى أراضيها لتصفيته وإعادة بيعه إلى العراق والعالم بالسعر العالمي.

وإلى جانب حقل مجنون هناك 4 حقول أخرى داخل الأراضي العراقية تسرقها السلطات الإيرانية بوسائل ليست متوافرة حتى الآن داخل العراق، أو ممنوع توافرها.

3- وفي النفط أيضاً فإن كل آبار النفط وتمديداتها خاضعة لميليشيات تتبع إيران تسليحاً وتدريباً وتوجيهاً، وهذه الميليشيات التي تقتطع نفط الجنوب العراقي الذي يشكل 80% من نفط العراق تبيع النفط العراقي إلى شركة النفط الإيرانية التي تأخذ البرميل بنصف السعر العالمي وتبيعه بسعره الرسمي المتداول في بورصات العالم.

وفي النفط دائماً: فإن الاستخبارات الإيرانية اغتالت نحو مئة مهندس وخبير نفطي عراقي، وتم اختطاف العشرات منهم الذين ما يزال مصيرهم مجهولاً حتى الآن.

لقد سرقت الميليشيات التابعة لاطلاعات الإيرانية مصانع عراقية خاصة في المجال النفطي قطعة قطعة، ومنها مصانع تنقية المياه التي كانت تبلغ طاقتها الانتاجية 130 ألف برميل يومياً مما أثر سلبياً حتى التوقف عن حقن حقول النفط بالمياه، فتوقف الانتاج في بعضها سنوات كانت إيران خلالها تسحب نفط العراق من حقول أخرى وتبيعه إلى العراق مرة ثانية بالسعر العالمي، مع الإشارة إلى ان الحصار الظالم الذي أصاب بلاد الرافدين خلال 13 عاماً لم يمنع العراق من الانتاج والبيع وفق مبدأ النفط مقابل الغذاء.. بل ان النظام السابق استطاع تحت هذا المبدأ ليس توفير الغذاء للعراق خلال نحو 7 سنوات، إذ استطاع أن يقيم علاقات مصلحية مع كثير من دول العالم وقواه الحزبية والسياسية خاصة في البلاد العربية التي كان يعطيها قسائم نفط مقابل مواقف سياسية تأييداً للعراق، وما زالت هناك قضايا جزائية أمام بعض المحاكم (ومنها لبنان) تمس شخصيات سياسية لبنانية حصلت على قسائم نفط من النظام السابق مقابل القيام بحملة إعلامية – إعلانية دفاعاً عنه، كذلك الحال بالنسبة لشخصيات لبنانية وسورية وعراقية قامت بتهريب الأموال بعشرات ملايين الدولارات خارج العراق ووضعتها بحساباتها في بلادها والخارج، واستولت عليها بعد سقوط النظام اثر غزو 20/3/2003.

4-مصنع الحديد والصلب الذي كان الأهم في منطقة الشرق الأوسط وقد دمره العدوان الأميركي على العراق عام 2003 وبعد مرور خمس سنوات على الغزو، لم يتم إصلاح أي قطعة فيه.. لماذا؟ لأن إيران تتكفل بتوريد الحديد للعراق بالأسعار العالمية، فلا حاجة لإصلاح هذا المعمل الضخم.

أما الأنكى في الأمر فهو ان 6500 عامل كانوا يديرون هذا المعمل ما زالوا يتقاضون أجورهم ومعظمهم يعمل في أماكن أخرى وبعضهم في منـزله لا يعمل شيئاً مكتفياً بالراتب الذي يحصل عليه من المعمل دون عمل.

5-أصاب اليباس معظم مزارع البندورة والخضار العراقية في الجنوب بعد ان أغرقت إيران الاسواق العراقية بالخضار بأرخص الأسعار ليصيب الكساد مواسم المزارعين العراقيين عدة سنوات منذ الغزو وليهجر هؤلاء أراضيهم وتسود المنتجات الإيرانية مكانها، وكان الأمر الأغرب ان حكومة المالكي تمنعت عن توفير السماد والغاز أويل والجرارات للمزارعين العراقيين لتصبح تكلفة الزراعة هي الأعلى مما جعل الفلاحين يتركون الأرض لعدم توافر إمكانات الزراعة الرخيصة، ويتحولوا إلى عاطلين عن العمل.

6- يدخل التجار الإيرانيون العراق دون تأشيرة ويتعاقدون على توفير كل ما يحتاج له العراقيون حتى لو كانت مواد متوافرة في العراق نفسه، ويتم توريدها بأسعار رخيصة لا تخضع للجمارك أو للرسوم مما يؤدي إلى كساد التجارة العراقية مع أي بلد آخر غير إيران، بما يجعل ((التومان)) الإيراني عملة رائجة وسائدة في العراق.

هنا

يورد أحد قادة العشائر العراقية طرفة مفادها ان إيران صرفت 3 مليارات دولار في انتخابات عام 2005 للمجيء بجماعاتها إلى السلطة فرد لها هؤلاء الواجب بتسليمها كل اقتصاد العراق.

 

2- في التربية والثقافة والتعليم

لم يعرف العراق قبل الاحتلال الإيراني مسميات طائفية في مدارسه بل كانت كلها مسميات عراقية وعربية، لكن الاحتلال الإيراني أطلق اليوم مسميات على مؤسساته تعتمد العناوين المذهبية مثل مؤسسات ومدارس الزهراء، والصادق.. هذا في الشكل.. أما في المضمون فإن أساتذتها ومديريها هم من الإيرانيين الذين يقدمون الثقافة الفارسية على حساب الثقافة العربية خاصة مع إلغاء كل الاشارات والمضامين العربية من كتب التربية والتعليم الفارسية، فالعراق في المناهج الجديدة ليس دولة عربية، والعراق في المناهج الجديدة ليس دولة واحدة بل هو طوائف ومذاهب وأعراق وأثنيات.

يستند الفرس في مدارسهم هذه الى مبدأ تدريس الاولاد الذين انجبتهم امهات فارسيات تزوجهن رجال عراقيون سواء كانوا من التابعية الفارسية او من العرب الذين هاجروا الى ايران وسكنوا فيها وتزوجوا من ايرانيات ثم عادوا مع الغزو الاميركي والاحتلال الايراني لبلاد الرافدين.

جيل كامل من العراقيين الآن يدرسون الفارسية ومثلهم يتكلمها في منازله مع والدته الفارسية وأبيه الذي عاش اكثر من عقد من الزمان في ايران ويتقن الفارسية لغة وكتابة وحديثاً.

 

3- في الاستيطان الفارسي

تشهد البصرة الآن مستعمرات فارسية بدأت بدور صغيرة اتسعت ثم مساحات أراضٍ اشتريت وأقيم فوقها الحسينيات والجوامع والمدارس والمراكز التجارية.. ولن يمضي وقت طويل حتى تتصل هذه المستعمرات ببعضها لتشكل حالة اجتماعية – امنية – سياسية – غريبة في الوسط الشعبي الشيعي العربي العراقي، حيث تشكل الآن نحو 40% من مساحة البصرة تحديداً (حسب قول قادة عشائر عربية شيعية).. علماً بأن الاستيطان الفارسي يشمل الآن مدن كربلاء والنجف  بحجة مجاورة مراقد الائمة والمقدسات عند الشيعة الفرس.

ومع الاستيطان الفارسي او يحميه ويؤكده وجود قنصلية ايرانية في البصرة هي معقل استخباراتي ايراني متقدم، يعيش داخله الفرس بأمان واطمئنان ويديرون شؤون البصرة وجوارها بما يشتهي نظام الحكم في طهران.

ويحدثنا احد مشايخ العشائر العراقيين عن ان قنصل البصرة الايراني يتنقل بحرية كاملة داخل محافظتنا ودون حراسة بينما نضطر نحن الى الاستعانة بأولادنا وأولاد اخوتنا وأبناء عشيرتنا لحمايتنا من الاغتيال الذي يلاحقنا من قبل الجماعات الايرانية.

ويقول شيخ آخر ان قنصل ايران في البصرة يعيش في المحمرة في عربستان وهو يذهب اليها يومياً للمبيت ثم يعود في اليوم التالي كأنه ينتقل من محافظة فارسية الى اخرى ليؤدي عمله.

ويقول شيخ ثالث: نحن لا نجرؤ على رفع صورة أية شخصية عراقية مستقلة اذا كانت عروبية، ولا نستطيع رفع صورة أي زعيم عربي كجمال عبد الناصر او الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لكن الفرس يرفعون وبشكل استفزازي صور الخميني وخامنئي ونصر الله في الشوارع كما في الحسينيات والمدارس الفارسية وحتى في المدارس المفترض انها حكومية عراقية.

ويشرح شيخ رابع ان اكثر من ربع البصراويين الآن يحملون بطاقات عراقية مزورة، وحاملوها هم إما من التابعية الايرانية كانوا في العراق سابقاً او من الذين زورت اوراقهم ليصبحوا مواطنين عراقيين وهم جاؤوا مع الاحتلال الايراني.

والى هؤلاء ارسلت ايران عرباً من الاهواز او عبادان يعملون في خدمة استخباراتها ليحملوا الجنسيتين الايرانية والعراقية وليشاركوا في الانتخابات المحلية او النيابية لمصلحة ايران ومرشحيها، علماً بأن انتخابات 2005 النيابية شهدت مشاركة 900 الف بطاقة انتخابية عراقية حملها ايرانيون جاؤوا الى العراق بحجة انهم عراقيون مبعدون سابقاً.

والاخطر في الامر ان عدداً من قادة الجيش والشرطة وأجهزة الامن العراقية الآن هم من اصحاب الجنسيتين الايرانية والعراقية مما يؤكد ان عدداً كبيراً منهم كان ايرانياً وحمل الجنسية العراقية ليخدم في المؤسسات العراقية لمصلحة سياسة ايران الارهابية ضد العراقيين.. وهؤلاء هم الذين يشرفون ويخططون لعمليات الاغتيالات التي تلاحق الوطنيين والعروبيين في العراق بحجة انهم خارجون على القانون!!

 

4- في الامن الفارسي

الى كل ما تقدم من تشكيلات ميليشاوية واستخباراتية فارسية بأسماء عربية في العراق، فإن لهذه التشكيلات قضاءها الخاص وسجونها الخاصة وفرق الإعدام التي تنفذ كل ما تطلبه منها اطلاعات أي الاستخبارت الايرانية يعاونها نخبة من اطر الحرس الثوري وميليشيا الباسيج الايرانية، وهي ترصد كل تحرك عروبي حالي بعد ان صفت كل العروبيين السابقين او اجبرتهم على الرحيل او الاحتماء بجماعات فارسية..

 

5- في المرجعية

يخشى العراقيون غياب المرجع الشيعي الاعلى الآن السيد علي السيستاني الذي مهما قيل فيه وعنه من ملاحظات الا انه يبقى مقيماً في النجف اولاً وليس في قم، ثم انه وهذا هو الاهم لا يؤيد ولاية الفقيه التي تعتمدها ايران لجعل خامنئي مرجعاً خارج ايران.

اذا غاب السيستاني الذي دخل العقد التاسع من عمره، فإن هذا يعني نقل المرجعية الشيعية الى قم في ظل ابتعاد الآخرين عن مرجعيتها وأهمهم عربياً السيد محمد حسين فضل الله الذي تمنعه حالته الصحية من التوجه الى النجف، كما تمنعه الحروب الفارسية ضده بدءاً من حزب الله في لبنان الى السلطات الايرانية.

اما المرجعية الفارسية الكبرى الاخرى التي لا تؤيد ولاية الفقيه فهي مرجعية السيد كاظم الحائري (يقلده السيد مقتدى الصدر) فهو مصمم على البقاء في قم ويرفض العودة الى النجف بحجة انه مهدد بالقتل من البعثيين، والحقيقة ان البعثيين هم الملاحقون والمهددون بالقتل، بينما يخشى الحائري ان تمنعه ايران من التوجه الى النجف ويمكن ان تقتله اذا فكر في الذهاب او الاستقرار فيها.

وهكذا تصبح المرجعية الشيعية محصورة في قم على حساب النجف اصل ومكان المرجعية الاولى، ثم لمصلحة خامنئي الذي يملك كافة السلطات كي يفرض على الجميع مبايعته وتقليده داخل ايران مع غياب السيستاني واستنكاف الحائري وضعف الآخرين في النجف الاشرف مثل السيد اسحاق فياض والشيخ النجفي، اما السيد محمد سعيد الحكيم فهو ابن اخ السيد عبدالعزيز الحكيم وهو من طينته نفسها.

بغياب السيستاني يسيطر خامنئي مرجعياً على العراق مع تقليد المجلس الاعلى (الحكيم) له وضعف المرجعيات الاخرى واستنكافها، فيتوافر لايران الحالية ما لم يكن متوافراً لها عبر التاريخ، حيث كان شاه ايران نفسه يقلد او يقرب السيد محسن الحكيم اذا اراد توجيه رسالة لوم لقم، وكان النجف دائماً مرجع شيعة العالم عبر مئات السنين.

يقول شيخ شيعي عربي ان اغتيال السيد محمد باقر الحكيم في النجف في آب/ اغسطس عام 2005 بعد اشهر قليلة من عودته من منفاه في طهران كان مفصلاً في تحول المواجهات العسكرية في العراق الى مواجهات مذهبية بعد ان كانت وطنية –اسلامية ضد الاحتلال الاميركي.

ويوضح هذا الشيخ العشائري، أن القاعدة ربما تكون هي التي قتلت الحكيم، لكن القاعدة جاءت من ايران، وان هناك معتقلين من القاعدة في هذه الجريمة لكن شقيق الحكيم عبد العزيز لا يكشف عمن هم هؤلاء المعتقلون ولم يظهروا للاعلام وجرى طمس الحقيقة حول من هم ومن اين اتوا؟ ولم يقدموا الى أي محاكمة حتى الآن.. لماذا؟

هنا يكشف هذا الشيخ ان محمد باقر الحكيم قتل لأنه قال ان العراق ليس ايران حتى يحكمه رجال الدين، وحتى تقوم فيه حكومة اسلامية، قتل الحكيم لأنه رفض ولاية الفقيه وبعد اغتياله حصلت امور تعكس طبيعة قتله:

1- بدأت الاغتيالات والتصفيات الواسعة في كل ارجاء العراق.

2- ان شقيق الحكيم عبدالعزيز خرج بعد اغتيال اخيه ليطالب بتقسيم العراق الى اقاليم، وبدفع العراق 100 مليار دولار الى ايران تعويضاً لها عن حرب الثماني سنوات.

3- ان المجلس الاعلى رغم اعلانه منذ فترة تغيير اسمه وانه يقلد السيد السيستاني، يقلد عملياً خامنئي في ايران بما يؤكد عمق ارتباطه بإيران وليس بالعراق.

4- اذا كانت القاعدة هي التي دمرت قبتي المرقدين الشيعيين في سامراء (المدينة السنية) فإن القاعدة تأتي من ايران، وايران تريد ابعاد الشيعة عن السنة وابعاد السنة عن الشيعة، والدليل انه بعد تدمير المرقدين الشيعيين تم تدمير 200 مسجد سني في مختلف ارجاء العراق، مما يدل على ان الامر مدبر سابقاً، فضلاً عن ان حراس المرقدين كانوا من جماعة منظمة بدر، وقد اختفوا ليلة جريمة التفجير، فأين ذهب هؤلاء ولماذا لا يحاسبون؟

5- بعد تفجير المرقدين الشيعيين (الامام الهادي والامام الحسن العسكري) سعت ايران عبر المجلس الاعلى وجماعة الحكيم الى نقل المراقد الشيعية خاصة التي تحيط بها جماهير سنية الى ايران لجعلها تحت التوجيه والحماية الايرانية، لكن السيد السيستاني والمراجع الاخرى في العراق رفضت هذا الامر لأن هؤلاء دفنوا في العراق وسيبقى رفاتهم في العراق ولا يمكن نقلهم منه.. لكننا نخشى بعد غياب السيستاني ان تعود ايران الى السعي لنقل رفات الائمة الى اراضيها في مشروعها لتكريس قم معقلاً للحوزات الدينية على حساب النجف.

 

فشيعة لبنان نقلوا لها التشيع ثم استتبعتهم، وشيعة العراق كانت لهم المرجعية في النجف.. وهم قاب قوسين او ادنى من الاستتباع المرجعي بعد استتباع سياسي – امني – ثقافي – تربوي – اقتصادي لإيران سواء في طهران سياسياً او في قم دينياً.

 

 ما هو المشروع العروبي للعراق؟

المشروع كما حددته عشائر الجنوب العراقية الشيعية محدد بعدة نقاط ابرزها:

1- طرد الاحتلال الاميركي من العراق تدريجياً، حيث لا يمكن وليس بيد احد اخراج الجيش الاميركي من العراق الا قرارات اميركية بحتة تستند الى حقائق جديدة داخل العراق تسعى العشائر العربية الى تثبيتها، وأولها المشاركة في الحياة السياسية العراقية عبر الانتخابات المقبلة لتضمن فيها كما تخطط وتعتقد الاغلبية المطلقة في البرلمان المقبل بالمشاركة مع القوى العروبية والوطنية العراقية على حساب القوى الفارسية الصفوية الآن.

2-منع تقسيم العراق او اقامة اقاليم فيه لا سيما في الجنوب لأنه اساس عروبة العراق ووحدته.

3- اطلاق سراح المعتقلين والموقوفين من كل السجون خاصة الذين لم تتلطخ ايديهم بدماء العراقيين.

4-اعادة تشكيل الجيش العراقي السابق بعد تأهيله وتسليحه وحل الجيش الحالي الذي تسيطر عليه الميليشيات الصفوية والذي تم تركيبه على اساس مذهبي ونصبت عليه اطر من المجلس الاعلى وحزب الدعوة ممن تم تدريبهم وتأهيلهم في معسكرات الحرس الثوري الايراني.

5-اسقاط قانون النفط العراقي السيىء الصيت الذي يجعل شركات الاحتكار الاجنبية مسيطرة على 70% منه.

6- ابقاء منطقة كركوك ضمن واقعها الحالي ومنع ضمها الى منطقة كردستان حيث يريد الاكراد نهب خيراتها لتمويل مشروعهم الخاص بدولة مستقلة عن الوطن العراقي.

7- ربط وتوثيق الصلات مع العشائر العربية السنية في بقية ارجاء الوطن وخاصة في الانبار ونينوى وديالى.

8- التوجه الى الزعماء العرب لنجدة العراق ونجدة اهله الساعين لطرد الاحتلالين الايراني والاميركي من بلدهم.

 

اميركا – ايران ايهما اخطر؟

تسأل شيوخ العشائر العراقية الشيعية ايهما اخطر على العراق ووحدته وعروبته: اميركا ام ايران. فيجيء الجواب حاسماً من الجميع: انها ايران طبعاً.

اميركا اجرمت بحق العراق وغزته وحلت جيشه وسلمت مصيره الى ايران، لكن اميركا راحلة ان لم تكن اليوم فغداً، وأميركا ليست عربية ولا اسلامية وتبعد عنا عشرات آلاف الكلمترات.

اما ايران، فإنها ذات مشروع توسعي داخل بلدنا ويعتمد على مجموعات فارسية او متفرسة وهي لا تريد وطناً اسمه العراق ولا دولة ولا مجتمعاً ولا جيشاً لذا فإن ايران تعمل المستحيل لالغاء العراق، وهي بعد ان حلت الجيش العراقي اقامت جيشها الميليشياوي، وبعد ان دمرت مؤسسات الدولة العراقية اقامت مؤسساتها، وسيطرت ميليشياتها على كل الوزارات والمؤسسات والادارات والمصالح العراقية، والاخطر من ذلك ان لايران جمهوراً كبيراً في العراق سواء من شيعتها الفرس او من الذين تفرسوا وأصبحوا هم الحكام والوزراء والنواب ورؤساء الاحزاب.. وغداً يأتي دور المرجعية لالحاق العراق سياسياً وأمنياً واقتصادياً ودينياً بإيران.. لذا فإن ايران هي الاخطر، ومنا لأمر العرب جميعاً.

وأخيراً،

كم كان مهماً ان توجه مصر الدعوة لهذه الاصوات العروبية في العراق.. وكم هو مهم ان توسع مصر دائرة الضوء على المخاطر التي تحيق بأمنها.. بدءاً من حدودها الى بعض داخلها.

===========================================================================================