مواضيع متنوعة ومختارة من مجلة الشراع عدد يوم الجمعة 27 حزيران 08/اضغط هنا

حسن صبرا/كريم بقرادوني بوق جديد في برازانات عون

حسن صبرا/كل لبناني محب لبلده سفير للمملكة العربية السعودية

حسن صبرا/الطاشناق حزب الله الأرمني

ماجدة صبرا/صورة العلاقات اللبنانية - السورية مستقبلاً يتناولها كل من  د. عصام خليفة ود. باسكال مونان:

هدى الحسيني/مقابلة مع النائب في كتلة ((المستقبل)) الدكتور عمار الحوري: أهل بيروت

حسن صبرا/معادلة حزب الله اسقاط بعل محسن في طرابلس لاحتلال الطريق الجديدة في بيروت

اسرار وخفايا

طرف ثالث على خط المعارك في تعلبايا

أحمد الموسوي/مقابلة مع عضو التكتل الطرابلسي النائب محمد كبارة

ابراهيم احمد/هل يخشى حزب الله تجفيف مصادر قوته؟

--------------------------------------

كريم بقرادوني بوق جديد في برازانات عون

حسن صبرا

يملك كريم بقرادوني موهبة لا يجاريه فيها الا قليلون، وهي القدرة على التعبير عن آراء وأفكار وهواجس الآخرين، مهما بلغت التناقضات في مواقفهم، وتكتمل هذه الموهبة عند المراقبين عندما يقنعهم بقرادوني بأنه انما يتحدث عن نفسه وعن قناعاته في كل مرة يقع فيها المحظور، فينقلب الرجل من حال الى حال دون ان يرف له جفن او يظهر أي احمرار على اذنيه، او تلمع حبة عرق على جبينه.. انها موهبة حقاً ان يجعل الانسان وجهه مرآة من حديد مصفح، بحيث يستطيع مستخدموه ان يطمئنوا الى ان لا رصاص يهشمه، ولا بصاق يوسخه ولا روث بقر يلصق عليه.

هذه الموهبة جعلت كريم بقرادوني في احسن حالاته رجلاً ثانياً حيث حل او ارتحل حتى عندما اصبح رئيساً لحزب الكتائب اللبنانية.. حيث ظل مركز الرئاسة شاغراً عندما شغله بقرادوني، ليس لأن رستم غزالة كان هو الرئيس الفعلي للكتائب عندما كان بقرادوني رئيساً.. بل لأن كل اللبنانيين وفي مقدمتهم الكتائبيون داخل وخارج الحزب كانوا يعتبرون بقرادوني صورة او بدلاً عن ضائع او اخراج قيد في زمن فقد فيه كثير من اللبنانيين بطاقات هوياتهم الاصلية.. واضطروا الى البدل عن ضائع سواء كان صناعة محلية رديئة او صناعة غير لبنانية.. وأردأ، المرة الوحيدة التي حاول فيها بقرادوني تأدية دور مهم في نظر البعض هي عندما طلبت منه الاستخبارات الليـبية التوسط مع عائلة الامام موسى الصدر ومع حركة امل والمجلس الاسلامي الشيعي لاقفال ملف اختفائه مقابل أي مبلغ من المال وقد صفق الجميع الباب في وجه بقرادوني ومع ذلك ظل محتفظاً بابتسامته وعيناه لا ترمشان تحت نظارتيه.

كان مؤسس الكتائب الراحل الشيخ بيار الجميل اول من اكتشف موهبة بقرادوني، وكان يقول عنه انه صاحب ابتسامة جذابة ثم يهمس: كذابة ويضحك طالباً من المحامي الشاب يومها ان يترجم كلامه العامي الى لغة عربية فصحى فلا يتورع الكتائبي الارمني ان يضاهي كل المقارعين الاقحاح من الياس ربابي الى جوزيف الهاشم وادمون رزق ويتحول البيان اليومي للشيخ بيار الى قاموس سياسي لم يمل فيه حزب الكتاب عن تعداد المخاطر التي تهدد لبنان وأولها ودائماً العمل الفدائي الفلسطيني المسلح في لبنان.. وقد اصبح كريم اليوم من اشد انصاره في السياسة.

ورث مؤسس القوات اللبنانية الشيخ بشير الجميل كريم بقرادوني وكان يقول له بحسم: كريم عندما تتحدث معي تذكر انك لا تتحدث في المكتب السياسي للحزب، ولا تتحدث للصحافة او الاعلام.. كريم اريد الحقيقة، فيبتسم كريم في اشارة الى انه فهم على الباش.. كان بشير يكره الكذابين.. لكنه ورث كريم عن والده من ضمن ما ورث ولا علاقة للوريث بالموروث الا بطبيعة الحال.

وتقاذف الورثة الكتائبيون والقواتيون الآخرون كريم بقرادوني كأمر واقع: رجلاً للكرسي او تكاية او بوقاً يجيد العزف، والرقص المدني في المجلس الحربي والاولوية النظامية والميليشيات المنظمة والجباية النظيفة بين راهب القوات سمير جعجع وعاشق المال والملذات ايلي حبيقة والرئيس الذي ضحك على حافظ الاسد امين الجميل، وكلما رماه احدهم من اعلى عليين جاء واقفاً.. وهذه احدى ميزات الاكروبات او الالعبان.

ويعترف كريم بقرادوني بينه وبين نفسه بأنه لم يكن يتوقع لنفسه يوماً دوراً في حضن سليمان فرنجية، ليس لأنه يرفض ان يكون هناك وهو مستعد ان يكون في أي مكان.. بل لأنه كان يعتقد ان سليمان لا يمكن ان يتقلب ليقبل به فاخورياً يركب اذن الجرة كما يريد معلمه او يربط الحمار حيث يشاء صاحبه، خاصة وان كريم يتحمل مسؤولية كبيرة في معرفة الجهة التي قتلت والديه وشقيقته قبل 30 عاماً.. وانه كان مطلعاً ان لم يكن مشاركاً بقرار القتل هذا.

يعرف كريم اكثر ان في السياسة تسامحاً كبيراً كمثل الحقد الاكبر، وان المصالح تجمع كالمصائب.. وهل هناك مصيبة اكبر على كريم من ان يكون بوقاً صغيراً عند سليمان فرنجية ومنه عند ميشال عون صاحب البرازان والتاراتاتا.

هنا يدرك كريم شهرزاد الصباح فيسكت عن الكلام المباح لأنه جاء يبيع الماء في حارة السقايين.. فمن كان عنده برازانات عون لا يمكن ان يستمتع ببوق بقرادوني وقد اكل منه الدهر وشرب.

------------------------------------------------------------------------------------------------

كل لبناني محب لبلده سفير للمملكة العربية السعودية

حسن صبرا

ترسل كل من طهران ودمشق مبعوثيها الى الرياض وعواصم اخرى، لاستجداء موقف سعودي يحمي نظامي العاصمتين، مما يعتبرانه هجوماً او مؤامرة تستهدف احدهما او كلاهما معاً.. وفي الوقت نفسه يعطي حاكم حسينية جمران شمال طهران علي خامنئي وحاكم قصر المهاجرين في دمشق بشار الاسد الاوامر الامنية والفتوى الشرعية لوكيلهما في لبنان حسن نصر الله، للتطاول على المملكة العربية السعودية ومليكها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وعلى سياستها وعلى دورها في لبنان عبر سفيرها المحب للبنان وأهله الحريص على امنه واستقراره، الذي نجح في اقامة افضل العلاقات مع كل القوى السياسية والفئات الاجتماعية والفعاليات المختلفة د. عبدالعزيز الخوجة.

تخرج اسلحة نصر الله من جحورها، فهذا حديث الصرماية ينضح بما فيه، وهذا لسان الحرباية يتلون كما يشتهي، وهذا منبر الزنار وما تحته.. وهذا زبالة خرج من كيس القمامة يبث الروائح الكريهة لتسميم اجواء الوطن واخافة سكانه ومحبيه، وإقفال كل طرق الخير على اللبنانيين في السياحة وفي الاصطياف وفي زيارة الاهل واستقبال المغتربين.

وبعد ان يشهر حسن نصر الله اسلحته للتطاول على كرام الناس وأكثرهم حباً للبنان بمسلميه ومسيحييه يرسل امين عام ميليشيا حزب الله من يعتذر من السفير السعودي، ويكتب من يكتب عن ان الصرماية يتحدث عن نفسه، وان الافعى او الحرباية تبخ عن نفسها كما تغير جلدها، وان منبر الزنار عار على المقاومة، وان الزبالة مكانها الحرق.

على من يضحك نصر الله وميليشياته؟

انها اوامر ينفذها، ولو شاء ان يكون صادقاً على الاقل مع نفسه لا مع الذين يتطاول عليهم، فعليه ان يستقيل ليعيش حياة حرة كريمة عنوانها الصدق فيرفض اوامر جمران والمهاجرين، اما ان يفلت الصرامي والافاعي والحرباء والزبالة، فهذه بضاعته التي يشهد بنفسه انه لا يملك غيرها، وقد أتته الفرص العظيمة كي يكون أمراً آخر، انساناً آخر لكنه وقد تربى في أقبية الاستخبارات ويدين لها بوجوده ومكانته، فما عليه إلا الالتزام بالتعليمات، أو أن يقتلوه كما قتلوا من هو أعلى منه رتبة وقيمة.

لمصلحة من يفلت نصرالله هذه القمامات ضد السعودية وسياستها ومسؤوليها وسفيرها؟

بماذا آذت المملكة لبنان؟ وما هو الخير الذي لم تفعله نحو هذا الوطن وشعبه؟ أم ان نصرالله وأسياده في دمشق وطهران مستاؤون لأن المملكة العربية السعودية رفضت وترفض وستظل ترفض كل ما يؤدي إلى الحرب الأهلية في لبنان؟ وهي ملاذهم وأسلوبهم بالخراب والتدمير ليحكموا من يبقى من البشر والحجر والشجر؟ المملكة ترفض التخوين وترفض التسليح وترفض الميليشيات من أي جهة كانت وأي مذهب وأي حزب أو تيار أو حركة. وهذا ضد معبدهم القائم على الاقتتال والفتن المذهبية كي يسيدوا بعد أن يبيدوا سكان لبنان كما فعلوا في العراق ويريدون في فلسطين.

دمشق وطهران وتابعهما في لبنان ميليشيا حزب الله، مستاؤون لأن المال السعودي هو الذي يحمي العملة الوطنية عبر الدعم المالي المستمر لها في ودائع محفوظة في مصرف لبنان. ومستاؤون من الدعم الاقتصادي عبر الاستثمارات بالمليارات في مشاريع داخل لبنان، ومستاؤون من الوعد الصادق بمليون سائح ومصطاف سعودي موعودين بجنة لبنان الآمن المستقر الهادىء، بدل المليون الذين طفشهم حسن نصرالله بوعده الصادق صيف 2006 وجاء بمليون مهجر من منـزله وقريته بعد ان أحرق وإسرائيل بحربها الزرع والضرع ويهدد بمثلها هذا الصيف وكل صيف وشتاء وخريف وربيع حتى يحيل لبنان إلى عراق آخر ليحمي ملف أسياده النووي في طهران.

لن تنسحب المملكة العربية السعودية من لبنان، فهي ممثلة بأكثر من السفير أو المستثمر أو المصطاف أو المثقف أو الرسالة الدينية والمهمة الدبلوماسية والسياسية، لأن المملكة العربية السعودية ممثلة بملايين اللبنانيين الذين يريدون مصلحة بلدهم وأمنه واستقراره في كل أنحاء لبنان من شماله إلى جنوبه ومن بقاعه إلى جبله إلى عاصمته المنكوبة بالزعران والميليشيات وأحاديث الزنار وما تحته والصرامي وما في داخلها والأفاعي والحرباء وسمومها.. أبناء لبنان الأوفياء لوطنهم هم سفراء المملكة العربية السعودية التي يشهد الله انها لم تشأ إلا الخير لهذا الوطن، وهي سعت وتسعى للمصالحة الوطنية والمحبة الدينية وتناسي الأحقاد وتجاوز الخلافات فلا تلقى من إيران ودمشق ووكيلهما وتابعهما الأصلي والشرعي في لبنان وميليشياته إلا الشر.

يريدون أن يطفئوا نور الله والله متم نوره.. أفلا تفهمون.

-------------------------------------------------------------------------------------------------

الطاشناق حزب الله الأرمني

حسن صبرا

قدم حزب الطاشناق نفسه الى اللبنانيين، باعتباره حزب الدولة اللبنانية من بشارة الخوري الى اميل لحود، مروراً بكميل شمعون وفؤاد شهاب وشارل حلو وسليمان فرنجية والياس سركيس وأمين الجميل والياس الهراوي..

وعندما يمتنع حزب الطاشناق الآن عن ان يكون حزب الدولة في عهد الرئيس ميشال سليمان، فهو لا يعتبر نفسه مخالفاً لمساره التقليدي منذ 65 سنة تقريباً، بل لأنه يفسّر حسب تقديره مرجع الدولة اللبنانية الجديد.. وهو المحور السوري - الايراني.. حزب الطاشناق الأرمني هنا كحزب الله الفارسي يرى ان مرجعية لبنان لم تعد في قصر بعبدا او  سابقاً في القنطاري او في سن الفيل او في صربا.. بل هناك في قصر المهاجرين في دمشق وفي حسينية جمران في شمالي طهران.

قيادة حزب الله الحقيقية ليست في أحد أقبية بئر العبد حيث يختبىء أمينه العام حسن نصرالله، بل هناك في طهران في ثكنات الحرس الثوري الايراني العلنية.

وقيادة حزب الطاشناق الحقيقية ليست في برج حمود حيث يقيم اعضاؤها في احدى ضواحي بيروت او احدى قرى المتن الشمالي، بل هناك في حلب وفي طهران حيث قيادات الحزب ((العالمية)) أسيرة التوجه المشترك لكل من سوريا وايران.

حزب الله يحاول خطف الشيعة في لبنان نحو المرجعية الفارسية - الايرانية، وحيث تتخذ قرارات الموت في دوائر الاستخبارات السورية، وحزب الطاشناق يحاول خطف الأرمن في لبنان نحو المرجعية الفارسية - الايرانية وحيث تتخذ قرارات الموت في دوائر الاستخبارات السورية.

وهذه المرجعية الجديدة فرضت وستفرض على حزب الطاشناق ان يتخلى ليس عن مرجعية الدولة في قصر بعبدا فقط، بل وعن حليفه السياسي الذي كان ثابتاً حزب الكتائب منذ 1958، وفي التخلي عن حليفه الانتخابي الذي كان نائباً ميشال المر منذ العام 1972.

حزب الطاشناق تلقى التكليف الرسمي شقيق التكليف الشرعي عند حزب الله كي يلتـزما تأييد ميشال عون الذي يستخدمه الحليفان الاستراتيجيان في طهران ودمشق كي يعرقلا قيام الدولة اللبنانية.. ومثلما يلتـزم حزب الله هذا التوجه فإن حزب الطاشناق يلتـزم الأمر نفسه.

عندما كانت العلاقات متوترة بين دمشق وأنقرة كان حزب الطاشناق يقيم احتفالاً سنوياً واسعاً ومشهوداً في كل انحاء لبنان بمناسبة المجازر التي ارتكبتها تركيا ضد الشعب الأرمني، مطلع القرن العشرين، وكانت التظاهرة الأرمنية السنوية حاشدة في هذه المناسبة، اما بعد ان تحسنت العلاقات السورية - التركية، فإن احتفالات حزب الطاشناق بهذه المجازر باتت أشد تواضعاً من ان تذكر، لأن السلطات السورية أمرتها بألا تنغص مسار العلاقات المتحسنة بينها وبين تركيا.

واليوم مع تحسن العلاقات الايرانية - التركية خاصة بعد ان التقت مصالح طهران وأنقرة ضد الحركة الاستقلالية الكردية، فإن حزب الطاشناق بات يعتبر العداء لتركيا مكبوتاً داخل جدرانه، وممنوع عليه التعرض لتركيا حتى لا تغضب طهران.

انه التكليف الرسمي من طهران ودمشق لحزب الطاشناق طالما ان قياداته ومرجعياته موزعة بين هاتين العاصمتين، تماماً مثلما هو التكليف الشرعي لحزب الله طالما ان الأوامر تأتيه من هناك في طهران ودمشق، ولا عجب بعد ذلك ان يصبح حزب الطاشناق في لبنان هو حزب الله الأرمني، او ان يصبح حزب الله الفارسي هو حزب الطاشناق الشيعي!! فالخطف الشعبي للشيعة والأرمن هما من مواهب هذين الحزبين.

-------------------------------------------------------------------------------------------------

صورة العلاقات اللبنانية - السورية مستقبلاً

تحقيق: ماجدة صبرا

 

 لا عداء مستحكماً لسوريا ولا انبطاح عند قدميها

*د. عصام خليفة:

 - لا تستقيم العلاقات إلا عندما تتخلى سوريا عن حلمها باعتبار لبنان محافظة سورية

 - المزارع ومنذ العام 1920 تحت سلطة الدولة اللبنانية

*د. باسكال مونان:

 - المطلوب علاقات ندية وان لا يبتلع القوي الضعيف

 - يجب محاسبة السوريين واللبنانيين الذين ارتكبوا الاخطاء بحق لبنان

 - سياسة إسرائيل في الجولان ومزارع شبعا لا تُطمئن

 

 لا شك أن العلاقات اللبنانية - السورية، علاقات مميزة في بعدها التاريخي كما انها مميزة في واقعها الحالي. فدائماً ما كانت هذه العلاقات تدخل في نفق الازمات، لا تعرف مكاناً وسطاً، فهي إما رهينة الخصوصية وإما المقاطعة، ورغم التصريحات المتبادلة بضرورة إرساء علاقة جوار وتعاون، إلا ان هذه العلاقات ما زالت تتحسس طريقاً ملغماً بسبب الكثير من القضايا الشائكة التي تحتاج إلى دراسة عميقة بعيداً عن سياسة البلع أو الانفصال، كما يصفها أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر في الجامعة اللبنانية الدكتور عصام خليفة. وان لا ينطلق البحث في هذه الملفات من أيديولوجيا مسبقة، أي لا عداء مستحكماً ضد سوريا، ولا انبطاح عند قدميها.

فأي علاقة يريدها لبنان بعد أن تراوح مستوى هذه العلاقة بحسب الظروف السياسية المحلية والاقليمية ما بين احتلال ووصاية وانتهاء بأن تكون علاقة ندية بين دولتين سيدتين وسينتظر اللبنانيون كثيراً قبل حسم هذا الأمر، ومع بروز نتائج أول لقاء سيعقد بين الرئيس اللبناني ميشال سليمان والرئيس السوري بشار الاسد في زيارته المرتقبة للبنان كتمهيد للبدء بتأسيس علاقات واضحة وصريحة، بدأ الحديث منذ الآن عن توصيف هذه الزيارة بأنها مفصلية وستطرح إنشاء سفارة سورية في لبنان يترأسها سفير ملم بالملفات العالقة بين البلدين.

وعند عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين هل سيكف لبنان عن أن يكون ساحة للمناورة الديبلوماسية التي تعطي لسوريا أوراقاً إضافية في المفاوضات مع الدول الكبرى المعنية بالمنطقة، وفي الضغط عليها أو استرضائها؟ وهل سيتمكن لبنان من ترسيم الحدود لا سيما في مزارع شبعا للتمكن من وضعها في عهدة الامم المتحدة كما نص قرار مجلس الأمن (1701)؟ وهل ستتم إعادة النظر في الاتفاقات والمعاهدات المعقودة بين لبنان وسوريا وخصوصاً معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق واتفاق الأمن والدفاع والتي لم ينفذ شيء منها سوى ما خص الجانب السوري، وإدخال التعديلات عليها؟ أو وضع آليات وأطر محددة لتعديلها بشكل يُرضي الطرفين؟

أسئلة وملفات تنتظر حلاً لها، ويبدو ان العلاقات اللبنانية - السورية هي الأكثر سخونة وتعقيداً وبحاجة لحكمة سليمان ليبدأ بحل عقدها المتشابكة.

كتوطئة للحوار حول العلاقات اللبنانية - السورية، يرى أستاذ التاريخ في الجامعة اللبنانية د. عصام خليفة ان لبنان وسوريا دولتان توأمان سياميان ملتصقان، لا ينفصلان كما اننا لا نستطيع دمجهما ببعض. من هنا نشأت هذه الخصوصية في العلاقة بين البلدين. فلا أحدهما قادر على بلع الآخر، أو الانفصال عنه. من هذه المعادلة يجب ان تنطلق المفاوضات حول هذه العلاقة، ليس من أيديولوجيا مسبقة، يعني ليس عداء مستحكماً لسوريا، ولا انبطاحاً عند قدميها. نحن بحاجة لفكر عملي براغماتي ينطلق من مصالح الشعبين السوري واللبناني معاً. تحالف واخوة ومصالح مشتركة في إطار استقلال وسيادة كل من الدولتين. أي ألا تكون مصالح دولة على حساب دولة ولا شعب على حساب شعب.

من هنا تأتي أهمية المواثيق الوطنية التي صاغها اللبنانيون لبحث هذه المعادلة، تاريخياً، كان هناك توتر منذ العام 1920 إذ أراد بعض اللبنانيين الانضمام إلى سوريا وهناك آلاف الوثائق حول هذا الموضوع. لكن بعد العام 1936 والمعاهدة الفرنسية - السورية تغيرت هذه المقولة. فالتيار الإسلامي، وخصوصاً السنّة، أرسل مذكرة عبر المجلس الإسلامي الاعلى إلى الخارجية الفرنسية مفادها ضرورة الانطلاق من المصالح اللبنانية بالتعاون مع سوريا وليس الانضمام إليها. وفي شهر آذار/مارس من العام 1938 وفي منـزل يوسف السودا تم التوصل إلى الميثاق الوطني اللبناني المكتوب وهو غير الميثاق الوطني الذي وضع عام 1943، حيث اجتمعت نخبة من الشخصيات الإسلامية والمسيحية وتوصلت إلى هذا الميثاق الذي أكدوا فيه استقلال لبنان وسيادته في إطار التحالف مع محيطه العربي.

ويتابع خليفة:

 - يقول الرئيس بشارة الخوري في مذكراته حول الميثاق الوطني عام 1943 ان ((اتفاق العنصرين اللذين يتألف منهما الوطن اللبناني على انصهار نزعتهما في عقيدة واحدة، استقلال لبنان التام والناجز دون الالتجاء إلى حماية من الغرب ولا أي وحدة أو اتحاد مع الشرق)). إذاً طالبوا بألا يحصل أي اتحاد مع سوريا ورفضوا بقاء الفرنسيين على الأراضي اللبنانية، على ألا يكون لبنان ممراً أو مقراً ضد سوريا، أي ان لا يستخدم استقلال لبنان كمنطلق للاعتداء على سوريا وهذا ينسجم مع الميثاق الوطني في العام 1938 الذي نادى بالتحالف مع سوريا ضمن السيادة والاستقلال.

بعد العام 1943 كانت الازمة المطروحة هي اعتراف سوريا بلبنان. إذ اعترفت سوريا بلبنان، كدولة مستقلة وبحدودها في المادة الرابعة من بروتوكول الاسكندرية عام 1944، والذي تضمن المبادىء الرئيسية التي قامت عليها جامعة الدول العربية، هذا الاعتراف كان نقطة تحول ولكن لم تقم العلاقات الديبلوماسية بين الدولتين، ثم دخول لبنان إلى جامعة الدول العربية حيث كان للرئيس رياض الصلح دوره في هذا الموضوع.

# هناك رأي يقول إن سوريا كانت ضد دخول لبنان إلى الجامعة العربية؟

 - لا شك انه كان يوجد في سوريا تيار معترض وما زال على موقفه واستمر لاحقاً، لكن الموقف الرسمي الذي اتخذته الحكومة السورية ووافقت عليه في محضر بروتوكول الاسكندرية، كان الموافقة. قد تكون هناك نيات أخرى لكن ما يهمنا هو التوقيع.

ويضيف د. خليفة:

 - كان الوضع السياسي داخل سوريا غير مستقر. وفي العام 1948 قامت إسرائيل وبدأت الحرب الإسرائيلية - العربية، وجرت عدة انقلابات داخل سوريا، وفي هذه الفترة عرف لبنان بعض الاستقرار، ثم قامت الوحدة بين سوريا ومصر، ثم أحداث العام 1958 في لبنان. ونشب صراع ما بين محورين: الاتحاد العربي من جهة والجمهورية العربية المتحدة من جهة ثانية، وكالعادة حدث التصادم في لبنان لأنه يشكل بوابة هذه المنطقة.

وبعد حرب العام 1967، استلم حزب البعث الحكم في سوريا، ولهذا الحزب موقف أيديولوجي يدعو إلى قيام سوريا الكبرى ووحدة سوريا الطبيعية، وكذلك قيام وحدة عربية وهنا وقع لبنان بين مشروعين، إسرائيل الكبرى وسوريا الكبرى. وفي هذا السياق نفهم أكثر أسباب ومجريات الحرب التي حصلت في لبنان منذ العام 1975 وحتى العام 1990، ثم مبادرة وزير الخارجية الأميركية هنري كيسنجر التي جاءت على حساب لبنان (الكوندومينيوم)، إذ قُسّم لبنان ما بين سوريا وإسرائيل. على أن تفرض سوريا نفوذها على ثلثي لبنان، والثلث الباقي لإسرائيل، كما جاء في مذكرات كيسنجر، في وقت كان فيه لبنان دولة مستقلة.

وبعد تسوية الطائف التي كانت تسوية عربية ودولية وداخلية، أوكل لبنان إلى سوريا، واستأثرت سوريا بتطبيق ((اتفاق)) الطائف. وجاءت مشاركة سوريا لأميركا في معركة تحرير الكويت، مقابل إطلاق يدها في لبنان، هذه الوصاية نتج عنها أمر خطير أدى إلى أمر واقع في كل مجالات الحياة في لبنان.

ترسيم وتحديد

ويصف د. خليفة وضع العلاقات اللبنانية - السورية بأنها غير طبيعية، ولكي تستقيم برأيه يجب أن تتغير وتغييرها يفترض إرادة لبنانية، بأن لبنان ليس عدواً لسوريا بل ان سوريا هي حليفة له والشعب السوري شقيق وصديق. وبالمقابل يجب على سوريا أن تتخلى عن حلمها اعتبار لبنان محافظة سورية أو جزءاً من سوريا والتصرف فيه أمنياً واقتصادياً وسياسياً وعسكرياً كجزء ملحق بالنظام السوري. يعني أن تكون هناك إرادة مشتركة من السلطة والشعب في كلا البلدين. واعتقد ان البيان الذي وقعه مثقفون سوريون ولبنانيون بيروت - دمشق، دمشق - بيروت هو المرتكز لهذه العلاقات. رغم ما لحق بالموقعين السوريين على هذا البيان من ملاحقة واعتداء. وبالمناسبة كنت أنا أحد الموقعين على هذا البيان.

ونصل في حديثنا مع د. خليفة إلى موضوع ترسيم الحدود الذي يقول فيه:

 - علم الحدود هو علم قائم بذاته، وهناك خمس مراحل تمر بها عملية الترسيم، المرحلة الأولى: تعيين الحدود (definition des limites) وتكون بنص عام، ثم تحديد الحدود (delimitation des limites) وتكون على الخريطة. ثم ترسيم الحدود (demarcation des limites) وتكون على الأرض مع نقاط حدودية، أي تطبيق الخارطة من قبل خبراء من الجانبين على الأرض مع محاضر. ثم مرحلة تثبيت الحدود (fixation des limites) أي إيداع هذه النقاط الحدودية مع المحاضر لدى الأمم المتحدة في دائرة الخرائط. والمرحلة الاخيرة هي إدارة الحدود (administration des limites) أي أن تقوم الدولتان برعاية النقاط الحدودية وعدم محوها.

التعيين والتحديد انجزا بالقرار رقم 318 الصادر في 31 آب/أغسطس من العام 1920 من قبل الجنرال غورو. ومن هنا ندخل إلى مسألة مزارع شبعا التي بدأت منذ ذلك التاريخ، فقرار الجنرال غورو أدخلها ضمن لبنان باعتبار ان حدود قضاء حاصبيا في الفترة العثمانية تتضمن مزارع شبعا وبلدة شبعا. أما الخريطة الملحقة بالقرار فتركت هذه المزارع خارج حدود لبنان. مع العلم انه في فترة الانتداب كانت إدارة المزارع والنخيلة، على حدود المزارع، كانت تحت سلطة الدولة اللبنانية أي ان المزارع والنخيلة ومنذ العام 1920 جزء من لبنان، إذ كان الأهالي يدفعون الضرائب ويمارسون حق الانتخاب، أي انهم كانوا تابعين إدارياً وقضائياً للبنان. وأنا وضعت كتاباً حول التحديد والترسيم وهو عمل ضخم، وتوصلت فيه إلى ان لبنان وفي ظل الانتداب وفترة الاستقلال توصل إلى التحرير والتحديد بين لبنان وسوريا ووصل الأمر إلى انهم حددوا ألفي نقطة أساسية وبحثوا مسألة تلزيم الباطون، وعينوا المناطق التي سيضعون فيها النقاط الحدودية، لكن المماطلة كانت دائماً من الجانب السوري، لأنهم كالعادة كانوا يراهنون على مسألة الوقت ومنهج البلع والتبعية، مع العلم ان لبنان كان يؤكد انها حدود صداقة وتعاون وليست حدود صراع وعداء.

أما بالنسبة لمزارع شبعا فهناك 17 محضراً نشرتها في آخر كتاب صدر لي حول العلاقات اللبنانية - السورية، وفي آخر جلسة جرى اتفاق على نقاط حدودية ومحضر وقعه عن الجانب السوري القاضي العقاري عدنان الخطيب ومهندس المساحة رشاد المرستاني وعن الجانب اللبناني قاض عقاري هو رفيق الغزاوي ومهندس المساحة جوزيف أبي راشد، وقدموا خرائط موقعة. فإذن المراحل الثلاث الأولى من علم الحدود نفذت ويبقى إيداعها لدى الأمم المتحدة للمحافظة على النقاط الحدودية.

اقتراحات

أما اقتراحات د. خليفة للدولة اللبنانية، فهي ان تبادر إلى تنظيم كل وثائقها عن الحدود وكل المحاضر ومكننتها وتحضيرها وتهيئتها، أما المطلوب من الجانب السوري فهو ان يقر بهذه الحدود، وان يوافق على الترسيم كما فعل مع الأردن. واعتقد انه ليس هناك من مشكلة إلا إذا بقي مصراً على أن لبنان هو محافظة سورية وهذه مشكلة مفتوحة تضر بسوريا كما تضر بلبنان. فالترسيم ضروري، وهناك قرارات دولية، وقرارات من مجلس الأمن، فعلى الدولة اللبنانية ترجمة هذه المحاضر وإرسالها إلى الأمم المتحدة.

أما عن رواية ان المزارع سورية فإن د. خليفة يؤكد انه كان هناك مخفر للدرك في ((زبدين)) سوري، بينما الأهالي من اللبنانيين، وهناك مزرعة واحدة سورية فقط هي ((مغر شبعا)). أما بقية المزارع فهي لبنانية، فأهاليها لبنانيون والضرائب كانت تدفع للدولة اللبنانية وسلطة القضاء كانت للدولة اللبنانية، أي ان كل مظاهر السيادة وتسجيل الأراضي والإدارة كانت للسلطة اللبنانية أي ان البشر والحجر كانوا خاضعين للسلطة اللبنانية. وهناك 14 تصريحاً أقر فيه المسؤولون السوريون بلبنانية المزارع.

أما عن الاتفاقيات والمعاهدات بين سوريا ولبنان فيقول د. خليفة انها تناولت كل النواحي، لكن هناك معاهدات واتفاقيات بحاجة إلى تعديل، مثل معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق الموقعة في 22 أيار/مايو من العام 1991، لأنها وضعت تحت ظل وجود الجيش السوري في لبنان، واتفاقيات الدفاع والأمن، فهي تتضمن تناقضاً مع سيادة لبنان خصوصاً ما يتعلق بمصادرة حرية الرأي والنقد.

وهناك اتفاقيات في المجال الزراعي والتجاري والصناعي والقضائي.. أما في مجال الاتفاق المائي فلبنان لا ينال حقه في هذا الاتفاق إذ لا يصله سوى 15 مليون متر مكعب مع ان حصته 100 مليون متر مكعب من مياه نهر العاصي الذي ينبع في لبنان، وهناك منطقة زراعية مهمة جداً في شمال البقاع يجب استغلالها، ومن يقرأ اتفاقية المياه يدرك ان لبنان لم ينل حصته سوى من الروافد والآبار. والمطلوب ان ينكب خبراء من الجانبين في حال توافر النيات الإيجابية لدراسة الاتفاقية وتصحيحها. فهذه الاتفاقيات تحتوي على بنود إيجابية يجب أن تترك على حالها، وبنود سلبية يجب أن تتغير ليصبح هناك تكافؤ، خصوصاً وأن معظم هذه الاتفاقيات أجريت في ظل وضع لم تكن فيه موازين القوى متكافئة.

ويشير د. خليفة إلى ان الوجود السوري ما زال مستمراً في بعض المرافق العامة مثل مرفق مغارة جعيتا حيث تم تلزيمها لشركة ((ماباس)) السورية، وهو مكان سياحي لبناني ومن المفترض أن تكون عائداته للدولة اللبنانية، ويطرح سؤالاً حول الصندوق الأسود في كازينو لبنان وكيف كانت الأموال توزع. خصوصاً وأن لبنان كان خاضعاً لنهب منظم.

أما عن مسألة الاستيراد والتصدير فيرى د. خليفة ان التعامل بين لبنان وسوريا يجب أن يكون بالمثل، فلبنان يشتري من سوريا بـ400 مليون دولار ويصدر إليها بـ145 مليون دولار فقط، أي ان هناك خللاً وعدم توازن بين التصدير إلى سوريا والاستيراد منها، كما يخضع مرور الشاحنات اللبنانية عبر الأراضي السورية باستمرار لضغط سياسي، فتقفل الأبواب أمام الترانزيت اللبناني بمزاجية مطلقة، كما ان هناك حواجز أمام هذه الشاحنات بينما الشاحنات السورية تعبر الحدود اللبنانية بدون أي عائق.

وفي مسألة التجنيس يرى د. خليفة، ان هذه العملية خضعت للحسابات السورية إذ تم منح الجنسية لأكثر من 80 ألف سوري في لبنان بعضهم نالها من دون وجه حق، لذلك لا بد من إعادة النظر بمن يستحق الجنسية وإذا كان تجنيساً مسيساً أم لا. كما يجب أن يفتح ملف العمال السوريين، فهناك من يقول ان عددهم 500 ألف عامل فقط بينما تفيد أرقام أخرى أن عددهم حوالى مليون ونصف المليون عامل، ويؤكد د. خليفة ان كلامه ليس ضد العمال السوريين بل يدعو إلى ضرورة تنظيم هذا الملف وألا يكون العمال السوريون مرتبطين بالاستخبارات السورية.

التبادل الديبلوماسي

وفي ملف العلاقات الديبلوماسية، قال د. خليفة، ان سوريا ومنذ العام 1943 امتنعت عن الموافقة على التبادل الديبلوماسي مع لبنان، لأنها تعتبر ان كل دولة قامت على أرض المؤتمر السوري غير شرعية.

ويتابع:

 - مأزق لبنان كما يقول السفير السابق فؤاد الترك ((جارة لا تعترف به، وجارة لا يعترف بها)) في إشارة إلى سوريا من جانب وإلى إسرائيل من جانب آخر. لقد مرت العلاقات الديبلوماسية بين البلدين بمرحلة انشئت فيها هيئة دائمة لبنانية - سورية في العام 1970 وكان معاون وزير الخارجية رئيس الهيئة السورية، وأمين عام وزارة الخارجية رئيس المكتب في لبنان. وكانت الاجتماعات تتم بصورة دورية، فإنشاء علاقات ديبلوماسية بين البلدين أمر ضروري وبديهي ويعزز العلاقات وينظمها ولا تعود العملية خاضعة للمزاجية أو الفردية. وبرأيي ان تصريحات الرئيس بشار الأسد تدل على مرونة، ونتمنى أن يحصل انفراج، لأن لبنان لا يستطيع أن يبقى على موقف معاد لسوريا أو أن يكون منصة انطلاق ضدها، كما ان سوريا لا تستطيع أن تبقى تحت هاجس ضم لبنان واعتباره مزرعة تتحكم استخباراتها فيه. فالمعادلة الصحيحة هي الاحترام المتبادل بين البلدين. وان يبقى لبنان محايداً، ضمن العرب لأن فلسفة السياسة اللبنانية كما قال فيليب تقلا: ((إذا اتفق العرب نحن معهم، وإذا اختلف العرب نحن على الحياد))، لكن ما يحصل ان كل المحاور في المنطقة تريد لبنان إلى جانبها، واللبنانيون موزعون على محورين تدور بينهما عمليات الشد والجذب.

ولأن إقفال الملفات العالقة يفتح طاقة الانفراج بين البلدين، فإن د. خليفة يؤكد انه يجب بحث ملف الأسرى اللبنانيين في السجون السورية بكل صراحة ووضوح وعدم التهرب من هذا الموضوع، لأن التهرب يزيد من تفاقم المشكلة، فهناك ملفات لأكثر من 640 أسيراً لبنانياً في السجون السورية، ومصيرهم ما زال مجهولاً، ولا يمكن السكوت عنه، فالمفروض أن نشعر مع المعتصمين في خيمة الأسرى من آباء وأمهات وأولاد وأشقاء والوصول إلى نتائج واضحة، وأن يتم إسناد هذا الملف إلى أهل اختصاص يجمعون ما بين العلم والواقعية وأن يكون لديهم إلمام بتاريخية الملف، وأن لا يكون موقفهم مبنياً على خلفية ايديولوجية.

ويختم د. خليفة:

 - لا شك ان كل هذه الملفات بحاجة لورشة عمل واسعة نتمنى من العهد الجديد أن يوليها كل أهمية.

علاقات ندية

يرى أستاذ العلاقات الدولية والديبلوماسية في جامعة القديس يوسف، الدكتور باسكال مونان ان الروابط التاريخية والجغرافية والعائلية التي تجمع لبنان وسوريا، تحتم على البلدين أن تقوم بينهما أفضل العلاقات الندية بمعنى أن لا يبتلع القوي الضعيف وان لا يعود لبنان إلى السيطرة والوصاية والوجود العسكري السوري، وأن تكون العلاقة طبيعية بين البلدين من منطلق المساواة والتسامي. فلبنان غير قادر على تغيير الخارطة الجغرافية، وسوريا غير قادرة على أن تزيل لبنان جغرافياً عن حدودها.

ويتابع د. مونان:

 - كنا نتمنى بعد الخروج السوري من لبنان، مع كثير من السياسيين والزملاء ومن ضمنهم الشهيد جبران تويني أول من وجه رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، لمعالجة الاخطاء التي سادت العلاقات بين البلدين، وأن يستفيد الطرفان من تلك الاخطاء للانطلاق نحو المستقبل بشكل آخر، خصوصاً وان الرئيس الأسد نفسه اعترف بالشوائب التي سادت العلاقة بين لبنان وسوريا.

بعد خروج الجيش السوري من لبنان بالطريقة التي خرج بها، فإن سوريا لم تهضم خروجها من لبنان وهذا الشيء كان واضحاً من خلال كلام المسؤولين السوريين، وسمعنا تصريحات انطلقت من لبنان من زعماء وسياسيين بضرورة إعادة صياغة أفضل العلاقات على قاعدة الندية.

وهنا لا بد من التوضيح ان لبنان لا يستطيع تحمل إسقاط النظام السوري من لبنان، كما ان لبنان لا يُحكم من سوريا، وبالمقابل لا يستطيع أن يكون لبنان الساحة التي تُسقط فيها أميركا، كما سمعنا في الخطابات السياسية في الاشهر الماضية.

وإذا أردنا إعادة العلاقات الطبيعية ولا أقول المميزة، لأن مجرد الطلب بأن تكون العلاقات مميزة فهذا يعني ان هناك شيئاً ما غير طبيعي يسود هذه العلاقات، واعتقد ان طاولة الحوار في لبنان توصلت إلى رؤية مشتركة حول العلاقات بين البلدين. ولعل أولى الخطوات تكون بترسيم الحدود، فهناك مشاكل تاريخية لا تعود إلى العام 1975 فحسب ويجب إعادة ترسيمها بشكل واضح، كي نصل إلى توضيح قضية مزارع شبعا، فنحن في لبنان ننادي بلبنانية هذه المزارع، لكن الأمم المتحدة إلى الآن لم تعترف بلبنانيتها.

# مسؤول سوري صرح أخيراً بأن لبنان لا يمتلك أي ورقة أو وثيقة تثبت لبنانية هذه المزارع؟

- هذه وجهة النظر السورية، لبنان طلب من سوريا تقديم الوثائق، وسوريا اعترفت بلبنانية المزارع ولكن شفهياً وليس عبر تقديمها للوثائق إلى الأمم المتحدة كما طلب لبنان، مع العلم ان هناك وثائق تاريخية تدل على لبنانية المزارع. فعندما احتلت إسرائيل المزارع، كانت قوى الأمن السورية موجودة على جزء من تلك المزارع، رغم انها كانت تابعة قضائياً وإدارياً للبنان. ولبنان يطالب سوريا بترسيم الحدود للوصول إلى أن تعترف سوريا بلبنانية المزارع، كي لا تبقى لدى إسرائيل أي حجة لاحتلال أراضينا، ولا تبقى حجة أمام الولايات المتحدة التي غضت الطرف عنها، ثم فجأة استفاقت وسمعنا تصريح وزيرة خارجيتها كونداليزا رايس في زيارتها الاخيرة الى لبنان عندما تحدثت عن مساعدة اميركا للبنان بشأن المزارع، وباتت المزارع وكأنها قضية القضايا بالنسبة للخارجية الاميركية، وهنا يحق لنا ان نطرح علامة استفهام عن التوقيت الذي اختارته اميركا لاثارة هذا الامر، فأنا لا اؤمن ان يأتينا الخير من السياسة الاميركية، لأن سوريا لم تستطع ان تحكم لبنان الا بمباركة المجتمع الدولي، وبالتالي لم تخرج سوريا من لبنان الا عندما قرر المجتمع الدولي خروجها وطبعاً بعدما اتحد اللبنانيون وطالبوا بخروجها.

# تثار حالياً كأولوية مسألة التمثيل الدبلوماسي..

 - أي علاقات طبيعية بين بلدين يحكمها التبادل الدبلوماسي، فهناك اتفاقيات ومعاهدات، وقعت خلال مرحلة الوصاية السورية على لبنان يجب اعادة النظر فيها، لأن العلاقات الندية بين البلدين، تفرض اتفاقيات تتأمن فيها مصلحة البلدين، لا ان تكون لمصلحة فريق على آخر قد يكون جزءاً من هذه الاتفاقيات في مصلحة لبنان، لكن التوقيع عليها تم في ظل وجود السيطرة السورية، سياسياً وعسكرياً لذلك يجب اعادة النظر على اساس الندية والمساواة بين البلدين.

ويتابع د. مونان:

وهناك قضية اخرى عالقة بين لبنان وسوريا، تمس مشاعر معظم اللبنانيين، وهي قضية الاسرى والمفقودين في السجون السورية، وهنا احمّل المأساة الانسانية الى جميع المسؤولين الذين تعاقبوا على الحكم في لبنان منذ اتفاق الطائف وحتى اليوم، الجميع مسؤول كل الحكومات كانت مسؤولة حتى اليوم، لأنهم اهملوا هذه القضية الانسانية ولم يسخروا علاقاتهم بالنظام السوري لحل هذه الازمة الانسانية التي تطال امهات وآباء وأشقاء وأبناء اولئك الاسرى والمفقودين.

# رغم تأكيد الجانب السوري ان لا اسرى ولا مفقودين في السجون السورية؟

 - تبين بعد كل هذه التأكيدات، ان هناك اسرى في السجون السورية، فهناك من عاد من سوريا وهو بين الحياة والموت وروى وقال ان هناك المزيد من الاسرى ما زالوا خلف القضبان السورية.

ومن القضايا العالقة بين البلدين، قضية القضايا وهي اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والمحكمة الدولية، فأنا ومنذ اليوم الاول للحديث حول المحكمة الدولية قدمت النصيحة بضرورة ان تقع تحت البند السابع، وذلك كي لا يدخل لبنان بانقسامات داخلية واقليمية، وكي لا يقع الانقسام الحاد بين لبنان وسوريا، فهناك في لبنان من يتهم سوريا بعملية الاغتيال، وفئة من اللبنانيين تدعو لانتظار التحقيقات.. وهناك في سوريا من يقول انه بريء، فهذه القضية اذا لم تتضح ستكون شوكة في خاصرة العلاقات اللبنانية - السورية.

ومن أجل العلاقات الطبيعية، على سوريا الاعتراف بشكل واضح بالاخطاء التي ارتكبت في لبنان، فسوريا حكمت لبنان وكانت تتدخل في كل شؤونه الداخلية، لذلك يجب محاسبة السوريين واللبنانيين الذين جعلوا هذه المسائل طبيعية، وان يكون خط سيرهم حسب الاوامر التي تلقوها من عنجر، مركز الاستخبارات السورية.

اللبنانيون ساهموا بقدر ما ساهم السوريون لأنهم تفانوا في تنفيذ وخدمة عنجر، وأنا اطالب بالمحاسبة ليس انتقاماً، ولا ادعو للانتقام لأننا محكومون بالعلاقات التاريخية والجغرافية، فالعمق العربي للبنان هي سوريا، وعلاقة لبنان مع العرب برياً تتم عبر سوريا، فنحن نطاب بالمحاسبة بعد الاتهامات التي ترددت حول اختفاء أموال وصناديق سوداء.. لذلك يجب ان تكشف الحقائق، وتطبيع العلاقات يتم عبر اعادة الثقة بين البلدين.

اعادة الثقة

# كيف يمكن ان تعاد الثقة بين البلدين؟

 - مع انتخاب رئيس جمهورية جديد للبنان، الرئيس ميشال سليمان الذي تربطه افضل العلاقات مع سوريا، وإذا توصلنا الى حكومة وحدة وطنية، قد ننطلق على اسس سليمة لبناء علاقات سليمة وطبيعية بين البلدين، فيجب ان نستفيد من هذه الاجواء لفتح صفحة جديدة. فاليوم المحكمة الدولية لم تعد بيد اللبنانيين وهذا افضل للبلدين، وسوريا اليوم تريد فتح صفحة جديدة مع الكثير من البلدان العربية، وخير دليل، زيارات الرئيس بشار الاسد الى بعض البلدان الخليجية.. وكلامه عن ((اشباه الرجال)) اصبح من الماضي في بعض هذه البلدان، حتى اننا اجتـزنا المرحلة الصعبة التي كنا نسمع فيها في لبنان اصواتاً تنادي بسقوط النظام السوري، ونحن نعلم ان هذا النظام لن يسقط فالتركيبة الاقليمية والدولية تحتم بقاء النظام السوري، فيجب على اللبنانيين ان يتعاملوا مع هذا الامر بواقعية وان تكف هذه الاصوات عن المطالبة باسقاط النظام، وان يطالبوا بعلاقات طبيعية، وان تُطمئن سوريا لبنان انها لن تسترجع سيطرتها العسكرية والامنية والسياسية عليه، وانها لا تريد العودة الى لبنان، فحتى الرئيس الاميركي جورج بوش الذي كان حتى احداث 11 ايلول/سبتمبر 2001، يطالب بسقوط النظام السوري، كفَّ عن هذا الطلب، لأن الواقعية السياسية تقول انه بسقوط النظام السوري، فان البديل حتماً سيكون الوقوع في ايدي الاصولية الاسلامية، في ظل غليان اصولي تعيش المنطقة في كنفه ورأينا في شمال لبنان نموذجاً لم يكتمل لما يمكن ان تكون عليه المنطقة، اميركا الآن لا تريد للنظام السوري ان يسقط كي لا يستبدل بنظام اصولي، بل هي تريد ان تجعل من النظام السوري صورة عن النظام الليـبي، اميركا تريد ان يبقى النظام، شرط التعاون معها ومع الغرب، هذا الشيء لم يحصل سابقاً، فلبنان كان نقطة الاتصال والتواصل بين فرنسا واميركا في القرار (1559) الذي صدر ضد سوريا، وقد يلعب لبنان من جديد كونه نقطة اتصال بين اميركا وسوريا، لأن هناك اشياء تريدها اميركا من سوريا، وسوريا تريد ان تتحدث الى اميركا، وكانت الحنكة السياسية للرئيس الراحل حافظ الاسد تزين له اللعب على مسألة الوقت، ونجح فيها، وهذا ما يفعله الرئيس بشار الاسد وهذا ما يجب ان يفهمه اللبنانيون، فسوريا لديها كل الوقت، لكن الفرق، ان الأنظمة العربية ليس  لديها الوقت وكذلك لبنان.

ويستطرد د. مونان:

 - لو عدنا قليلاً الى العام 1982، اين كانت سوريا، خرجت من الجنوب وبيروت ثم انتظرت الوقت المناسب، فأعادت تموضعها ودخلت الى لبنان عام 1990 واستمرت حتى العام 2005، لظروف تحدثنا عنها اقليمية ودولية، اين هي اليوم؟ هي تشتري الوقت لحين انتهاء ولاية الرئيس الاميركي جورج بوش، وفي هذا الوقت المستقطع اعادت علاقتها مع فرنسا كما كانت في عهد جاك شيراك، وها هي فرنسا تفتح الابواب للرئيس السوري على خلفية تعاون سوريا وانتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية، وستستقبل فرنسا ساركوزي الرئيس الاسد في العيد الوطني ومؤتمر الاتحاد المتوسطي.

من ناحية ثانية، فإن لسوريا حدودها مع العراق، والولايات المتحدة موجودة في المستنقع العراقي، وسوريا تؤثر في الداخل العراقي، فحديقة سوريا الامامية لبنان وفلسطين، والخلفية ايران، وحديقة ايران الامامية هي العراق وهي حديقة مشتركة بين سوريا وايران. فالتنازع الاميركي - السوري، ليس فقط في لبنان وفلسطين من خلال علاقة سوريا بحركة حماس وانما هناك التأثير السوري على الوضع في العراق من خلال علاقتها بإيران، والاً كيف يدخل الجيش العراقي والاميركي الى مناطق كالعمارة دون اطلاق رصاصة واحدة ضده؟، وهذا سؤال مشروع.

# ما هو تأثير المفاوضات السورية - الاسرائيلية على لبنان؟

 - لبنان معني اليوم بمزارع شبعا، ومسألة المزارع لن تحل قبل ان يحل موضوع هضبة الجولان المحتلة، ففي السياسة الاستراتيجية السورية المسألتان مترابطتان، فالامم المتحدة ربطت المزارع بالقرار 242 وليس بالقرار 425، والمسار السوري - الاسرائيلي من خلال تركيا سيكون له تداعيات مباشرة على لبنان.

ويتابع د. مونان:

 - هناك تقرير سري كشف عنه اخيراً، قدمه مسؤول الامن القومي الاسرائيلي لآرييل شارون عندما كان رئيساً للحكومة، كان يرى ان من مصلحة اسرائيل بقاء الجيش السوري في لبنان كي يبقى الوضع على ما هو عليه، لحين انتهاء المفاوضات، وقد تكون هذه المعلومة غير مؤكدة الا انها نشرت في اسرائيل، وبرأيي ان هذا المسار الذي ترعاه تركيا يأتي في سياق اللعب على الوقت اكثر مما هي مفاوضات جدية الا انه ساهم في ترطيب الاجواء الامنية وساعد على انتخاب رئيس الجمهورية الذي لم يتم فقط بسبب التوافق اللبناني في الدوحة، بل بسبب التغييرات الاقليمية بين اللاعبين الكبار من جهة سوريا وايران، ومن جهة السعودية ومصر والولايات المتحدة وفرنسا.

# تبدو غير معول على هذه المفاوضات؟

 - كل قراءاتي في هذا المجال لا تجعلني متفائلاً، فسياسة اسرائيل في الجولان ومزارع شبعا لا تطمئن لا اللبنانيين ولا السوريين.

تحقيق: ماجدة صبرا

 -------------------------------------------------

النائب في كتلة ((المستقبل)) الدكتور عمار الحوري: المقاومة حمت بيت انطوان لحد فيما تعرضت لأهل بيروت

أجرت الحوار/هدى الحسيني

*التوتير الامني من ((حزب الله)) والسياسي من عون

*تيار المستقبل لن يوزع اسلحة ولن يكون ميليشيا

*جمهورنا يطالبنا بالتسلح بسبب الغزوة البربرية

*المعارضة تطرح مقترحاتها الحكومية في وسائل الاعلام فقط

 

النائب الدكتور عمار الحوري من النواب الذين لم يعودوا الى بيوتهم، وان كان السبب  بالنسبة لنواب 14 آذار/مارس الآخرين هو الخشية من الاغتيالات الا ان لدى الحوري سبباً آخر هو خسارته لمنـزله الذي اصيب بأضرار وتعرض للسرقة ما جعله غير صالح للسكن.

من فندق ((اللاهويا)) يتابع النائب الحوري جميع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة ويبحث عبر الانترنت عن أدق التفاصيل السياسية. ولا يفوته ان يتصل بالمصادر المعنية ليطلع على صحة هذا الخبر او ذاك.

((الشراع)) التقته وأجرت معه الحوار التالي حول الاوضاع الامنية وأسباب تعثر تشكيل الحكومة.

# بداية كيف تنظر إلى الاحداث الأمنية التي شهدها البقاع والشمال وقبلهما بيروت وماذا ستفعلون إذا تكررت أحداث 7 أيار/مايو في هذه المناطق؟

 - لا بد من تطبيق اتفاق الدوحة الذي يتحدث عن حصرية السلطة بيد الدولة اللبنانية والجيش اللبناني والقوى الأمنية، فالاتفاق يحظر العودة إلى استعمال السلاح مهما كان حجم الخلاف.

فالشق الأمني من اتفاق الدوحة نفهمه انسحاباً للمسلحين وليس اختباءً في أماكن معينة وتخبئة الأسلحة في السيارات والمكاتب بل نفهمه إقفالاً تاماً للمكاتب المستفزة التي تم افتتاحها خلافاً لبيئتها الطبيعية، نفهمه عودة للأصول الديموقراطية في العلاقة السياسية بعيداً عن الاعلام التخويني والتهديدي للفريق الآخر وبعيداً عن استباق نتائج الحوار الوطني سلفاً بفرض إرادة فريق على باقي اللبنانيين.

# خلال اللقاءات التي يعقدها النائب سعد الحريري مع تيار المستقبل في مختلف المناطق يطالبه الناس بالتسليح بينما هو يقول من يريد التسلح عليه ألا ينتمي إلى تيار ((المستقبل)) لكن شاهدنا على الشاشات المرئية في اليومين الماضيين مسلحين يحملون سلاحاً من نوع ب - 7 وهاونات في باب التبانة ويقال ان هؤلاء يتبعون للتيار حتى يُقال ان مسلحي باب التبانة هم الذين بدأوا معركة الشمال؟

 - تيار المستقبل لم ولن يوزّع أسلحة ولم ولن يكون ميليشيا. رغم إدعاءات ((حزب الله)) وحركة ((أمل)) وحلفائهما خلال غزوة بيروت عن تسلح تيار المستقبل، كانوا يأتون بالأسلحة في الشاحنات ليصوّروا فيها مكتباً ما ثم يعيدون جمعها ويأخذونها معهم لاحقاً.

هل جمع عشرين قطعة كلاشنكوف من كل بيروت هو ما يسمى بالتسلح طبعاً لا.

في المقابل حين كنا نتحدث ونلفت النظر إلى مخاطر تسليح حزب الله لحلفائه في المعارضة وكانت الدولة اللبنانية تضبط في كثير من الحالات شاحنات محملة بالسلاح كان الجواب دائماً هذه أسلحة للمقاومة والويل والثبور وعظائم الأمور إذا فتح أحدكم فمه ليتحدث عنها كل هذا يؤكد ان لا ميليشيا لدينا كتيار ((المستقبل)) هذا لا يمنع ان هناك الكثير من الأسلحة موجودة لدى المدنيين في لبنان لذلك حين قال من قال ان السلاح سيُستعمل للدفاع عن السلاح في الداخل اعتقد ان عليه أن يعيد حساباته وأن يعيد تقييم الأمور هذه مغارة دخلها البعض ربما عرف كيف دخلها ولكن ما من أحد يعلم ما يوجد في داخلها ولا كيف تنتهي لعبوا بالنار في السياسة وكذلك في الأمن والنتائج مقلقة كما هو واضح.

# كيف تفسر وجود السلاح في يد عناصر قد لا تنتمي إلى تيار المستقبل ولكنها موجودة في التبانة وسمعنا النائب ميشال عون قبل يومين من أحداث الشمال يحذر من وجود سلاح في طرابلس والشمال؟

 - ليس سراً إذا قلنا انه في كل لحظة وفي كل يوم يطالبنا جمهورنا بالتسلّح رداً على الغزوة البربرية الهمجية التي تعرضنا وتعرّضوا لها وجوابنا كان وسيبقى واضحاً راسخاً رهاننا سيبقى على الدولة وعلى الجيش والقوى الأمنية برغم كل ما حلّ من سلبيات.

لا أمن بالتراضي

# هذه أجوبة دبلوماسية حتى النائب الحريري دعا أهل طرابلس إلى عدم الانجرار ولكن الكلام شيء والواقع على الأرض مختلف تماماً؟

 - هذا السؤال يجب أن يوجّه إلى الفريق الآخر الذي اختار أسلوب السلاح، في المقابل نحن لا نحبذ هذا الأسلوب ونحن لا يمكننا دائماً ضبط كل الجمهور في موضوع السلاح. من بدأ باستعمال السلاح عليه أن يعلم إلى أين أوصل الأمور. نحن نُصر على هذا الدور الذي نقوم به من تمسك بفكرة الدولة، بالجيش بالقوى الأمنية ونُصر على الذهاب بعيداً في هذه القناعات أما الأمور الأخرى فهي مسؤولية الدولة لضبط الموضوع ولكن لا يمكن أن نتسوّل الأمن ولا يمكن أن يبقى الأمن بالتراضي وان يبقى دور القوى الأمنية هو ضبط السير بعد انتهاء المعارك.

#هل تؤيد الكلام عن وجود طرف ثالث يوتر الأوضاع بين الفريقين وهل تتخوّف من وجود عناصر إسلامية متطرفة قد تدخل منطقة الشمال في حرب طائفية؟

 - الفريق الآخر يجعل البيئة يوماً بعد يوم غير صالحة ويجعلها أكثر خطورة وبالتالي على الفريق الآخر إدراك هذه النقطة.

في مؤتمر الدوحة سمعوا كلاماً واضحاً إذا استمررتم في هكذا أسلوب ففي المرة القادمة الذي سيفاوضكم هو أيمن الظواهري، لذلك عليهم أن يعوا تماماً ماذا يقومون به وإلى أي حقل ألغام أدخلوا أنفسهم والبلد إليه.

# لكن هذا الأمر انعكس في ما بعد ضدكم بأنكم تهددون بالظواهري وقيل ان هناك علاقات مع عناصر متطرفة تحضرونها إلى لبنان وسمعنا كلاماً كثيراً في اليومين الماضيين من هذا النوع وقد وُجهت الاتهامات بشكل مباشر إلى السعودية؟

- طبعاً هذا الكلام مردود وموقفنا في نهر البارد وفي كل المعارك التي خيضت ضد الإرهاب واضح، أنا لا أقول اننا سنشجّع لا سمح الله على هكذا توجّه ولكن ما أقوله بأن تصرفاتهم ستجعل الكثير من اللبنانيين يفكرون بهكذا توجّه درءاً للمخاطر ومنعاً للجرائم التي ارتكبتها المعارضة بحق بيروت وحق الكثير من المناطق. نحن نطلق الصوت تحذيراً لا أكثر.

اهل البهتان

# تتحدث عن اتفاق الدوحة وعن عرقلته بينما انتم متهمون بوضع العصي في مسار اطلاق مسيرة عهد الرئيس ميشال سليمان من خلال تأخير تشكيل الحكومة؟

 - هناك كلمة معبرة جداً اسمها ((البهتان)) والبهتان هو ان يطلق احدهم كذبة ما ويلصقها بغيره هذا تماماً ما تقوم به المعارضة من حزب الله الى حركة امل الى ميشال عون هم اهل البهتان في هكذا تصرف هم من يمنعون تنفيذ اتفاق الدوحة ويطلقون هذه التهمة علينا هم من يريدون تجميد الاوضاع في لبنان خدمة لظرف اقليمي معين وعموماً هذا اسلوبهم دائماً منذ ما قبل اتفاق الدوحة، منذ الاعتكاف ثم الاستقالة في مجلس الوزراء وصولاً الى احتلال وسط بيروت وبعدها قطع الطرقات وأعمال الفتنة التي قاموا بها، دائماً كانوا هم يقومون بكل هذه المعاصي ثم ينسبونها الى غيرهم اعتقد ان هذا الاسلوب قد سقط وان الامور قد اصبحت اكثر من واضحة.

# تأخير تشكيل الحكومة هل هو مرتبط بمصالح انتخابية ومن سيكون اكثرية ومن الاقلية ام هو مرتبط بتجاذبات اقليمية - دولية اصبح لبنان ساحة لها؟

 - للتعطيل جانبان: هناك مسؤولية تعطيل امنية يقوم بها حزب الله من خلال ما يقوم به من توتير امني بدءاً ببيروت وصولاً الى البقاع فالشمال.

وهناك مسؤولية في المقابل سياسية وتعطيل سياسي يقوم به ميشال عون من حيث يدري او لا يدري في محاولة لخدمة حزب الله طبعاً.

وهذا التعطيل الذي يقومون به هو لخدمة الظرف الاقليمي ولخدمة الملف الايراني وكسباً للوقت وفي محاولة لأخذ الامور الى وضع هم يعتقدون ان ظرفهم في الانتخابات المقبلة سيكون افضل كما يعتقدون ان الامور في مرحلة لاحقة مع تغير الرئاسات في اكثر من دولة سيكون احسن هذه قناعاتهم ولكنهم مخطئون.

# النائب ميشال عون دعا الى اعادة الاستشارات النيابية والى تكليف شخصية اخرى بتشكيل الحكومة هل يمكن ان يتم ذلك؟

 - الدستور واضح وأصوله واضحة الاستشارات النيابية الملزمة هي التي حددت اسم الرئيس فؤاد السنيورة رئيساً للحكومة ولا احد غير الاكثرية النيابية له الحق بتبديل هذا الاسم، ربما العماد عون يعبّر عن رغبة ما ولكن الدستور هو في مكان آخر والرئيس السنيورة هو في هذه اللحظة رئيس الحكومة المكلف.

أنصحهم بالاستقامة

# شن النائب عون حملة على رئيس الحكومة وفيما بعد صدر عن حزب الله وحركة امل بعد اجتماع لهما بأنهما مستعدان لاسناد وزارة سيادية لشخصية شيعية يسميها العماد عون، وذلك كمخرج لتشكيل الحكومة ما رأيك؟

 - هناك شقان للسؤال، الاول: ما استخدمه العماد عون من الفاظ اقول دائماً ان الاناء ينضح بما فيه وبالتالي لسنا على استعداد لمجاراة لا العماد عون ولا غيره باسلوب كهذا الذي لا يفيد ولا يخدم التهدئة.

اما في ما خص الاقتراحات وكلام المعارضة تارة يتكلمون عن 48 ساعة كمهلة للرئيس السنيورة وتارة اخرى اقتراح نائب رئيس حكومة واقتراح حول الوزارة السيادية، المشكلة لدى المعارضة انهم يتحدثون حصراً في وسائل الاعلام ويختارون العنوان الخاطىء، والطريقة الخاطئة هناك رئيس مكلف اسمه الرئيس فؤاد السنيورة هو المولج به دستورياً متابعة هذا الموضوع بالتشاور مع فخامة رئيس الجمهورية وصولاً الى التشكيلة الحكومية عليهم ان يتوجهوا مباشرة الى الرئيس السنيورة ويقترحون ما يرون من افكار قد تخدم في موضوع الحل، اما التسريبات في الصحف وإطلاق همسات هنا وهمسات هناك اعتقد ان عليهم الاقلاع عن هذا الاسلوب الذي لم ولن يفيد، وبالتالي اقصر طريق للوصول هو الطريق المستقيم فأنصحهم بالاستقامة.

# طرح النائب حسن فضل الله ان تكون وزارة الاتصالات لعون وأنهم مستعدون للدخول في الحكومة فلماذا لا تعطوهم هذه الوزارة؟

 - ايضاً طرح هذا الموضوع عبر الاعلام وأنا استفسرت من مصادر الرئيس السنيورة فلم يتلقوا أي اقتراح بهذا المعنى وبالتالي هذه كلها اقتراحات للاستهلاك الاعلامي لدى جمهورهم كسباً للوقت بعيداً عن النية الحقيقية بالحل، انها مسرحيات يتناوبون على تمثيلها ويقسمون الادوار فيما بينهم.

# قلتم مرة هل يعقل ان يخرب حزب الله البلد من أجل العميد وفيق شقير اليوم يقولون هل يعقل ان تخرب الاكثرية البلد وتؤخر تشكيل الحكومة من أجل الوزير الياس المر؟

 - اطلاقاً ليست هذه الحقيقة بل على العكس تماماً نحن قلنا بقي وزارتان سياديتان بعدما اتفقنا عليه سابقاً سواء في الدوحة او في بيروت حول الحقيبتين الامنيتين الداخلية والدفاع لرئيس الجمهورية بقي المالية والخارجية فقلنا للمعارضة اختاروا أي حقيبة تريدون ونحن جاهزون، المشكلة انهم يريدون الحقيبتين المالية والخارجية وطبعاً هذا يعكس التعطيل وارادة التعطيل.

نحن اطلاقاً لم ولن نعطل، نحن أم الصبي نحن نشعر بالانتماء الكامل للوطن خلافاً لما يشعر به بعضهم من انتماء لدولته ولجمهوريته الخاصة وحكومته الخاصة ولذلك لا يمكن لنا الا ان نسهّل الامور وان نقوم بما يساعد على الحلحلة.

# يقال ان المعارضة مصرّة على وزارة الدفاع ولكن قد تتخلى عنها في حالة واحدة اذا سمت قائد الجيش الجديد هل هذا يؤكد ما قاله نواف الموسوي انه ((لن يكون هناك على رأس أي جهاز أمني او موقع عسكري  من لا تطمئن اليه المقاومة))؟.

 - سيكون على رأس كل جهاز أمني وكل موقع عسكري من يطمئن له كل اللبنانيين وليس فريقاً بعينه، فليس مقبولاً ان يفرض فريق رأيه على الآخرين. نحن في نظامنا علينا ان نغلّب المصلحة الوطنية بعيداً عن أية مصلحة خاصة حزبية او غير حزبية.

هذا الاسلوب الذي سمعناه من السيد نواف الموسوي واحياناً من غيره اسلوب لا يفيد للوصول الى نتائج ايجابية، اسلوب يذهب بعيداً في توتير الاجواء وفي حصول احتقانات ولذلك لا بد من ان يقلعوا عن هذا الاسلوب.

كل فريق له رغباته ولكن في النهاية نرضخ جميعاً للمصلحة الوطنية العليا.

# الرئيس نبيه بري يقول ان التأخير في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية قد يقود الى حكومة انتقالية ما يعني سقوط ترشيح السنيورة وبالتالي هل انتم مطمئون الى ان الحكومة الآن بيدكم هل سنذهب الى حكومة انتقالية وما يعني ذلك؟

 - ابداً نحن في حالة حكومة تصريف اعمال لا اكثر ولم نكن في لحظة من اللحظات نستأثر بالحكم ونفرض رأياً خلافاً لكل الاكاذيب التي قيلت في السابق لم تتخذ الحكومة أي قرار بعيداً عن حالة الاجماع باستثناء قرار المحكمة الذي ارى انه من الممل اعادة الرواية حولها.

حين يقول الرئيس بري انه بعد فترة ستسقط فكرة حكومة الوحدة الوطنية يعني انه يحذر من سقوط اتفاق الدوحة.

انا لم افهم تماماً ماذا يقصد الرئيس بري بسقوط اتفاق الدوحة هل هو تهديد امني جديد ام هو عودة الى اسلوب ما قبل اتفاق الدوحة؟ انا ارى انه يجب ان نتمسك باتفاق الدوحة في هذه المرحلة بكل ما نملك من قوة في الاغلبية وفي المعارضة لأن البديل هو الذهاب الى المجهول وبالتالي على المعارضة ان تعيد الى طريقة تفكيرها الهدوء والانفتاح والايجابية وان تضع يدها بيدنا لننهي ملف الحكومة وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية ونسحب فتيل الفتنة المتنقلة الذي تتحمل المعارضة مسؤوليته كاملة، والتي هزّت الثقة في ما بيننا ونحتاج الى اعادة ترميمها عشرات السنين. لكل هذه الاسباب على المعارضة ان تعيد النظر بطريقة تفكيرها وان تتخذ خطوات ايجابية تجاه الحل الوطني المتمثل بداية بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

الحكومة بوابة الأمل

# دائماً نربط الحالة الامنية بتأخير تشكيل الحكومة هل تشكيلها قد يلغي ما يحدث في الشارع من توترات امنية، وهل القمة الروحية من شأنها ترميم بعض ما يحصل داخل الطوائف والمذاهب؟

 - تشكيل حكومة الوحدة الوطنية سيشكل بوابة فعلية وحقيقية لأمل الدخول في الحل. بمعنى ان هذه الحكومة الجديدة ستعين قائداً جديداً للجيش وستعيد تفعيل الوزارات لذلك هذه الآلية ستشكل تفعيلاً وأملاً حقيقياً للدخول الى الحل.

ان استمرار الوضع على ما هو عليه يشكّل مراوحة في كثير من الاماكن في الدولة ويعطي فرصة للعابثين بالأمن وخاصة لمن تجرأوا من المعارضة على بيروت وأهلها وعلى كرامات الناس وبيوتهم وعلى الممتلكات العامة والخاصة ان يعيدوا الكرة وهم لم يستحوا وبرأيي ما من شيء يردعهم من تكرار اسلوب وتصرّف كهذا خاصة وانهم حتى الآن لم يجدوا دافعاً للاعتذار من بيروت وأهلها وباقي المناطق مما قاموا به.

اما لجهة القمة الروحية فاعتقد ايضاً انها تساهم في تخفيف الاحتقان الذي ارتكبت المعارضة جريمة بفتح الباب لدخوله الينا وهنا نقول ((الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها)).

# انتم تقولون يجب ان يعتذروا وسمعنا من قال انكم يجب ان تقفوا بالصف وتعتذروا لما ارتكبتموه بحق المقاومة وشعب المقاومة؟

 - المقاومة حمت بيت قائد جيش لبنان الجنوبي انطوان لحد حين عادت الى الشريط الحدودي وتباهت دائماً بأنها لم تتعرض لمنـزله، لكن للأسف تعرّضوا الى بيوت كثيرين في بيروت والمناطق اللبنانية وبالتالي هذا الاعتذار الذي يجب ان يقوموا به هو اعتذار الضرورة واذا اصروا على عدم القيام به فاعتقد اننا سنتعاطى لاحقاً مع ظروف الضرورة، قدرنا ان نتواجد في بلد واحد نحن نؤمن بالبلد كل البلد للأسف سيكون شركاؤنا في هذا البلد لا يؤمنون الا بجزء منه وستكون مسؤوليتنا اكبر لاعادتهم الى الوطن كامل الوطن.

# انت من النواب الذين ما زالوا حتى الآن يسكنون خارج بيوتهم هل هذا بسبب الاغتيالات السياسية ام بسبب ما تعرض له منـزلك خلال احداث 7 ايار/مايو.

- في الحقيقة وجودي خارج المنـزل يعود للسببين اللذين ذكرتهما، الاول مشترك أي يجمعني مع باقي النواب بسبب المخاطر الامنية التي قد نتعرض لها وعدم شعورنا لغاية الآن بالأمان، والثاني خاص وهو بسبب فقداني منـزلي بعد الاعتداءات والتدمير الذي تعرض له.

حوار هدى الحسيني

----------------------------------------------------------------------------------------------

معادلة حزب الله اسقاط بعل محسن في طرابلس لاحتلال الطريق الجديدة في بيروت

كتب حسن صبرا

 

في دمشق رأيان حول الغزوة الارهابية التي نفذها حزب الله ضد ابناء بيروت والجبل، وجاءت باتفاق الدوحة وما تلاه:

الرأي الاول: يعلنه رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية صهر عائلة الاسد الحاكمة اللواء آصف شوكت، ويقول فيه: ان هذه الغزوة كانت وبالاً على المشروع السوري - الايراني للامساك بالسلطة في لبنان، فالدولة اللبنانية بات لها رئيس جمهورية نتيجة اتفاق الدوحة ولم يكن هذا وارداً قبل الهجمة العسكرية لحزب الله وهذا الرئيس وضع في خطاب القسم امرين يذبحان النظام في دمشق وهما التمسك بالمحكمة الدولية لمحاسبة قتلة الحريري والثاني هو اقامة علاقات ندية مع سوريا ولم يكن اعدى اعداؤنا يحلمون بهذه الدعوة التي اصبحت حتمية ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي كانت الحملة ضده شخصياً وسياسياً رأس الحربة للمشروع اياه اصبح شرعياً ودستورياً محلياً وعربياً وعالمياً فهو رئيس الحكومة المكلف وهو رئيس حكومة تصريف الاعمال، وهو رئيس حكومة شرعي بعد ان كان يرأس حكومة وصفناها عبر ادواتنا في لبنان انها حكومة بتراء او حكومة غير شرعية وغير دستورية وغير ميثاقية وغير وفاقية!!

الرأي الثاني: يمثله الجناح المدني في الحكم ويقول فيه انه لولا هذه العملية العسكرية لما امكن لنا الحصول على الثلث المعطل في الحكومة، ولما امكن اقناع جماعة السلطة (الاغلبية النيابية والشعبية) بقانون انتخاب 1960 - ولما امكن اظهار هذه الجماعة انها عاجزة عن حماية نفسها وجمهورها، ولولا التدخل العربي والدولي لسقط الجميع اسرى في قبضة جماعاتنا في لبنان.

بين هذين الرأيين يتصرف حزب الله على ان رأي آصف شوكت هو المنطقي وهو يعبر عن واقع الحال، فينصرف الحزب بعد شهر كامل على انتخاب رئيس الجمهورية قائد الجيش العماد ميشال سليمان الى اعادة حساباته ليكتشف انه خرج مثخناً بالجراح من هذه الغزوة الارهابية، دون ان يحقق أي نتيجة سياسية ذات قيمة حتى الآن.

وهذا الشعور بالاحباط عند العسكريين والامنيين في دمشق وبئر العبد يعني انهم يتهيأون لاعادة الكرة في لبنان، وقد بدأوا تهيئة المسرح لغزوات اخرى في مدنه ومناطقه المختلفة وما جرى في سعدنايل وتعلبايا وما جرى في باب التبانة.. وما يمكن ان يجري في أي منطقة في لبنان كلها مقدمات يفرشها حزب الله تمهيداً للغزوة الارهابية التي تخرج الحزب وميليشياته من احباطه.. كما يتوهم..

ومع هذا،

فهناك محركان خاصان يدفعان آلة حزب الله العسكرية، نحو عدوان جديد على لبنان وأهله ومدنه وتحديداً بيروت.. وقوده غرور القوة الذي تعيشه ميليشيا الحزب التي ودعت مقاومة اسرائيل الى الابد.. ولن تستكين الى أي منطق او عقل او رادع اخلاقي او ديني الى ان تستبيح بيروت مرة اخرى.. وتخرج من هذه الاستباحة الارهابية، بنتائج سياسية حاسمة.. كما تعتقد هذه المرة.

المحرك الاول:  داخلي بل وذاتي، حيث يعاني حزب الله مشكلة الفشل السياسي المستديم في كل ممارساته السياسية، وهذا احد اطره الامنية المهمة يقول في جلسة تقييم حزبية ان الحزب لم يحقق خلال سنوات من عمله السياسي بعد تحرير الجنوب الا امراً واحداً فقط يتباهى به علناً وهو التفاهم الذي عقده مع ميشال عون، ولولا هذا التفاهم لكان الحزب عارياً محاصراً معزولاً، رغم القوة التي يمتلكها وتجعله يشعر بأنه اقوى قوة منظمة ومسلحة في كل البلاد العربية.

ويقف هذا المسؤول الامني عند فشل الحزب السياسي ليقول: ((لقد نظمنا اضخم تظاهرة شعبية في تاريخ الشيعة في لبنان يوم 1/12/2006 وقلنا لجماعتنا اننا سنحكم لبنان، وسنطيح بالسنيورة وحكومته، وان مجرد نزولنا الى ساحة رياض الصلح يعني ان مرحلة جديدة من حياة لبنان بدأت، وان هذه الحشود ستسقط الحكومة التي تحميها اميركا وكل العرب والعالم كله، وقبل ان نبدأ هذا الاعتصام الذي وعدنا جمهورنا بأنه سينتهي بالنصر خلال ايام، جاء الدعم لنا عملياً بقتل الوزير بيار الجميل، ثم قتل اشرس نقادنا النائب وليد عيدو وتبعه اغتيال النائب الكتائبي انطوان غانم، وكادت فتح الاسلام ان تعجل بانهيار الحكومة.. لكنها صمدت، ثم وضع الامين العام سماحة السيد خطاً احمر امام الجيش والحكومة لاجتياح مخيم نهر البارد، ولم يفهموا الامر فقتل اللواء فرانسوا الحاج ثم تم قتل المقدم وسام عيد.. ولم تسقط الحكومة حتى تجرأت ومدت يديها وقراراتها على امان الحزب في المطار وشبكة الاتصالات.. هنا طفح الكيل..

فقمنا بالعملية الموضعية النظيفة (وهذا الوصف لنائب حسن نصر الله في ميليشيا حزب الله نعيم قاسم) وماذا كانت النتيجة؟

يتابع المسؤول الامني في جلسة تقييم لميليشيا حزب الله فيقول: هاجمنا بيروت واحتللناها وحاصرنا وليد جنبلاط وسعد الحريري في بيتيهما وهددنا باقتحام السرايا وقتل فؤاد السنيورة وبعض وزرائه واسقطنا مكاتب تيار المستقبل والحزب الاشتراكي، وحاصرنا اعداءنا في بيوتهم وعزلنا بيروت عن بقية المناطق وعزلنا لبنان عن العالم ولم يبق لهم الا اسرائيل في الجنوب وسوريا في الشمال والشرق.. فأين المفر؟

كنا نظنهم سيستسلمون وان جماعتهم من المسيحيين سيركضون الينا او الى حليفنا ميشال عون لطلب المغفرة والالتحاق به فماذا حصل؟

ذهبنا إلى الدوحة ورفعنا شروطنا السياسية على وقع الانتصار العسكري.. وانظروا ماذا حدث؟

1- انتخبوا رئيس جمهورية في أولوية كنا وضعناها ضمن سلة متكاملة بالاتفاق مع الاخوة في سوريا وفي إيران، فجاء رئيس جمهورية اختاره جماعة الحريري ووليد جنبلاط، ولم نستطع أن نأتي بميشال عون وهو إنجازنا الوحيد منذ ثماني سنوات، وهذا الرئيس قال في خطاب القسم انه يريد بناء الدولة وبناء الجيش والقوى الأمنية ويريد وضع خطة دفاعية استراتيجية لتكون تحت امرته، ويريد حواراً حول كل شيء.

2- التزمنا نحن بإتفاق الطائف.. وكان مشروعنا كله قائماً على إسقاط الطائف وتركيب معادلة جديدة يكون لنا فيها الثلث في كل شيء في الوطن.. ونحن نعرف ان ثلثنا حين نحصل عليه سيحكم الثلثين الآخرين أو على الأقل سيعطلهما حتى يرضخوا بمنطق قوتنا وتهديداتنا ونزولنا إلى الشارع والسلاح دائماً معنا، ونحن قادرون على تعطيل كل أسلحتهم بدءاً من الجيش والقوى الأمنية حتى يسلموا لنا بما نريد.

3- عاد فؤاد السنيورة رئيساً للحكومة من جديد، وعندما قبل رئيس الجمهورية الذي انتخبناه استقالة حكومة السنيورة فقد أعلن شرعيتها، وعندما طلب منها تصريف الاعمال فقد أحيا الدستور والتزمنا نحن عبر وزرائنا وحركة أمل بهذا التكليف الدستوري، وعندما كلف الرئيس الجديد فؤاد السنيورة تشكيل الحكومة الجديدة أفقنا إلى الضربة التي أكلناها، بأن الأكثرية ما زالت معهم وليست معنا، وها نحن نجري المفاوضات حول المشاركة بحكومة يرأسها فؤاد السنيورة.

هل تعرفون صدمة جمهورنا بوجود فؤاد السنيورة رئيساً للحكومة؟ (يقول المسؤول الامني في ميليشيا حزب الله).. لقد وعدناهم بأنهم هم سيسقطون فؤاد السنيورة وأنزلناهم إلى الشارع مرات عدة لهذه الغاية، فإذا بنا نحن الذين خدعناهم وها نحن نلهث للدخول إلى حكومة يرأسها فؤاد السنيورة.. لقد قلنا لجماعتنا ان السنيورة عميل أميركي، ووصفنا حكومته بأنها حكومة فيلتمان (السفير الأميركي السابق) وانه خائن، وظللنا سنة ونصف السنة معتصمين مهددينه باقتحام السرايا وانه لن يجد الوقت الكافي ليهرب، مما يعني اننا إما سنسجنه أو سنقتله.. وها نحن نركض للمشاركة بحكومة يرأسها هو بنفسه..

لعبت علينا الأكثرية وجاءت به نكاية بنا، وهكذا خسرنا معركة رئاسة الجمهورية.. لم نأت بعون رئيساً، وظل السنيورة رئيساً للحكومة، وحتى إذا أفشلناه بتشكيل الحكومة، فإنه الآن يحمل صفتين:

1- رئيس حكومة تصريف الأعمال.

2- رئيس مكلف بتشكيل الحكومة، وبهاتين الصفتين يمكن أن يظل حاكماً حسب الطائف الذي جعل السلطة في مجلس الوزراء حتى موعد الانتخابات النيابية المقبلة بعد 10 أشهر، ويظل حسن السبع وزيراً للداخلية ويظل الياس المر وزيراً للدفاع..

ويتابع المسؤول الأمني في ميليشيا حزب الله قوله:

3- انظروا لواقع سعد الحريري ووليد جنبلاط اللذين ((زربناهما)) في بيتيهما في قريطم وكليمنصو مثل (..) انهما الآن أكثر شعبية عما كانا عليه قبل عمليتنا النظيفة في بيروت والجبل، لقد أيقظنا العصبية السنية حول سعد الحريري وأيقظنا العصبية الدرزية حول وليد جنبلاط.. وجعلنا كل السنّة حول ابن الحريري وكل الدروز حول ابن جنبلاط.. حتى صاحبنا طلال إرسلان لم يستطع منع جماعته من مقاتلتنا في الشويفات وقتلوا لنا هناك أبرز قياداتنا الأمنية.. وحتى صاحبنا عمر كرامي، تحدث عن انتمائه السني حين دخلنا بيروت لأن الغليان في الشارع الطرابلسي يكاد يحرق ابن كرامي. أما جماعتنا من الشيعة فقد خرج علينا الكثيرون من كل حدب وصوب يستنكرون فعلتنا في بيروت ويتبرأون منا ليحفظوا خط الرجعة مع الآخرين، وكي يعزلونا ويطرحوا أنفسهم بدلاء..

4- لقد حصل جماعة السلطة على كل ما يريدون.. انتخبوا رئيساً للجمهورية، جاؤوا بالسنيورة رئيساً للحكومة، اعتراف محلي وعربي ودولي بالحكومة التي تصرف الأعمال، ثم فككنا الاعتصام من وسط بيروت، وخسرنا ورقة أساسية من أيدينا.

5- هل تعلمون يا اخوة الخسارة الكبرى لحزب الله في لبنان الآن (تابع المسؤول الأمني في ميليشيا حزب الله قوله): انها تجرؤ علني على سحب صفة المقاومة نهائياً عنا ووسمنا بالميليشيا في أدبياتهم وإعلامهم وخطاباتهم وتعاملهم مع الآخرين عرباً ودوليين.. والأهم هو أنهم يستندون إلى هذا التوصيف كي يقولوا لنا هاتوا سلاحكم إلى القرار 1559 بوصفه ميليشياوياً لنسحبه منكم وهي معركتنا القادمة.

اننا أيها الاخوة بعد ان كانت القوة بأيدينا ونحن الذين نفرض شروطنا بتنا في موقع الدفاع عن سلاحنا..

والآن ها هم يتشددون أكثر بالحديث عن انسحاب إسرائيلي من مزارع شبعا كي يقولوا لنا لم يعد لكم من مبرر في حمل السلاح.. فلا مقاومة ولا حاجة للتحرير.

المحرك الثاني: مستمد من طبيعة حزب الله كإحدى فرق الحرس الثوري الايراني ينفذ تعليمات قيادته في طهران وتحديداً من جمران مقر قيادة علي خامنئي.

ايران الآن في مأزق، وتصريحات مسؤوليها التهويلية تخفي قلقاً حقيقياً، وقد حدث ما يستدعي هذا القلق وعلى عدة جبهات.

الجبهة الاولى: المناورات الجوية الصهيونية لقصف منشآت ايران النووية، وهي مناورات جدية جداً، وجرى الكشف عنها اميركياً للقول بأن واشنطن موافقة عليها لاستخدامها عملياً، او على الأقل للتهويل على ايران كي تخضع للدعوات السلمية لطي ملفها النووي ووقف تخصيب اليورانيوم.

وحيث تعرف واشنطن ان طي هذا الملف يعني احراج النظام الايراني مع جمهوره، بعد ان جعل الحصول على القنبلة النووية بالنسبة لهذا الجمهور يعادل الحصول على لقمة العيش والكرامة الوطنية فإن الوقيعة بين النظام وجمهوره يظل هدفاً مهماً جداً في مسار المواجهة مع هذا النظام.

الجبهة الثانية: حزمة العقوبات الجاهزة للمزيد من التضييق على الاقتصاد الايراني، وأيضاً لجعل الايرانيين يثورون على واقعهم الاجتماعي الذي يزداد تعاسة يوماً بعد يوم.. ولا يخفف الوطأة الآن عن الاقتصاد الايراني وتقديماته الاجتماعية في الداخل الا ارتفاع سعر النفط، لكن هذا الارتفاع سيف ذو حدين، حيث يمكن ان تبني ايران موازناتها وحساباتها على اساس سعر 130 دولاراً للبرميل الواحد ثم تفاجأ بما لم يكن في حساباتها هبوطاً او استنـزافاً في الثروة النفطية..

الجبهة الثالثة: ان اتفاقية امنية اميركية - عراقية في طور التوقيع خلال شهر او اكثر قليلاً، وهذه الاتفاقية لن تكون في جميع الحالات وفي ادناها أذى لمصلحة ايران لا امنياً ولا عسكرياً ولا سياسياً، وهذه الاتفاقية فتحت الباب عملياً امام انشقاقات جدية في المجموعات المرتبطة بإيران في الوسط الشيعي، وحتى في الوسط الكردي العراقي، بما يسمح بإضعاف النفوذ الايراني داخل العراق، ويهدد بجعل الوجود الاميركي شرعياً بما يسمح بنقل المعركة في أي وقت تريده واشنطن الى الداخل الايراني.

والأهم في الاتفاقية ان اميركا ستصبح شرعياً على حدود ايران، وان سماء ايران وأرضها وباطنها ستصبح عرضة لكل الاختراقات الامنية عبر اجهزة لن تستطيع أي قيود على الاتفاقية رصد وجودها لجعل ايران صفحة بيضاء مفتوحة امام الاستخبارات الاميركية تنهل منها ما تريد من المعلومات.

الجبهة الرابعة: هي جبهة المفاوضات الاسرائيلية - السورية واحدى نتائجها المطروحة دائماً للانجاز هي فك التحالف الاستراتيجي بين دمشق وطهران، وما يعنيه هذا من حصار او ابتعاد او تخل عن أتباع طهران في لبنان وتحديداً حزب الله، وفلسطين وتحديداً حماس وحتى داخل العراق حيث يمكن لدمشق ان تؤدي دوراً لغير مصلحة ايران في هذا البلد.

ومع ان امكانية حصول اتفاق سوري - صهيوني ما زال مستبعداً لأسباب عديدة (ذكرنا بعضها في اعداد سابقة) الا ان مجرد استمرار المفاوضات بين سوريا واسرائيل يجعل الفأر يلعب في عب الايرانيين وأتباعهم، بما يهز الثقة ويجعل ارتباطهما ومشاريعهما المشتركة في لبنان وفلسطين والعراق قائمة على ارض رخوة مهددة كل لحظة بالانـزلاق.

ماذا سيفعل حزب الله؟

أمام هذين المحركين الهائلي الاهمية في دوافع حزب الله العسكرية، فإن الحزب يستشعر الخطر قبل غيره بسبب طبيعته الحذرة وتركيبته الامنية وخضوعه الكامل للأوامر الايرانية.

الدافعان للحركة العسكرية الآن موجودان، ذاتياً بإحساسه بالفشل السياسي، وموضوعياً بإرتباطه بالقرار الايراني.. هنا تبدأ هجمة حزب الله الجديدة:

إقرأوا تصريحات جماعته الموتورين والمتوترة الخالية من أي منطق او رادع ضميري او خلقي.. تروا دوافع محلية ذاتية.

تابعوا هذه الحملة اللااخلاقية ضد المملكة العربية السعودية من جماعات حزب الله، تروا دوافع اقليمية - ايرانية.

وكل هذه الفرسنة هي مقدمات لعمل عسكري يتفجر هنا وهناك، تمهيداً للانقضاض مرة اخرى على بيروت وما هو اوسع.

منذ اتفاق الدوحة وخلال مداولاته لم يوقف حزب الله تعبئة ميليشياته وإفلاتها في شوارع بيروت وغيرها من المناطق اللبنانية لاستفزاز الناس وإهانتهم والتعدي عليهم وعلى ممتلكاتهم وقصف قراهم بالمدفعية، وقطع الطرقات وتهديد قوى الامن والجيش وخطف مواطنين على الهوية.

عبأ حزب الله ميليشياته وميليشيات يتامى الاستخبارات السورية في كل المناطق: في الجبل والشمال وعكار والبقاع وبعض احياء بيروت، ومدهم بالاسلحة والمدفعية والذخائر والاموال استعداداً لساعات صفر متعددة.

وسع حزب الله من انتشاره في احياء لم يكن قد دخلها بعد، فزاد عدد الشقق التي استأجرها او اشتراها في العديد من مباني وأحياء بيروت، وكدس فيها السلاح، بما جعل العديد من سكان هذه المباني والاحياء يهجرونها الى مناطق ربما تكون اكثر أمناً.

لقد استخلص حزب الله من غزوة بيروت الاولى دورساً يحاول الاستفادة منها الآن وأهمها، انه لن يسمح لتيار المستقبل ان يبقى على هيكليته المدنية وهو لا يملك هيكلية عسكرية، لكنه يعج بشباب ذوي خبرة في التحرك الميداني واستنهاض الهمم للدفاع عن احيائه وخاصة في الطريق الجديدة في بيروت.

وهنا بيت القصيد

حاول حزب الله عبر جماعاته المتعددة هنا وهناك قتل الناشط في تيار المستقبل عماد زغلول لدوره في التعبئة الشعبية لمنع ميليشيا الحزب من احتلال الطريق الجديدة، وكانت رسالة لكل الناشطين في التيار وابناء المنطقة كي يخافوا او يهربوا او يتخلوا عن دورهم في حماية منطقتهم.

وضع حزب الله نصب عينيه اقتحام الطريق الجديدة التي عصيت عليه سابقاً بسبب اصرار اهلها على الدفاع عنها، وهو هذه المرة سيبدأ العمل ضدها من عصابات وزعران احياء قريبة منها كي يفتحوا له الطريق لاحتلالها.

لهذه الغاية فإن حزب الله بالاتفاق مع الاستخبارات السورية المحبطة من نتائج اتفاق الدوحة كما اسلفنا وضعا المعادلة التالية:

اذا اردنا احتلال الطريق الجديدة في بيروت فيجب ان تفتح الطريق امام اسقاط منطقة بعل محسن في طرابلس في ايدي خصومنا وبدأ  وضع هذه المعادلة قيد التنفيذ فقد أرسلت الاستخبارات السورية العشرات من جماعاتها من داخل سوريا وأرسل حزب الله العشرات من أطره إلى داخل منطقة بعل محسن، ثم بدأوا افتعال المشاكل والتحرش حتى بإطلاق النار ضد منطقة باب التبانة وبقية أحياء طرابلس في استفزاز واستدراج لمواجهة عسكرية متعمدة. وطال قصف ميليشيا حزب الله واستخبارات دمشق مساجد المسلمين في طرابلس ومنازلهم ومؤسساتهم وشوارعهم ومدارسهم في عملية منسقة لجعل الحياة مستحيلة في عاصمة الشمال علّ ذلك يدفع إلى اقتحام بعل محسن أو يفتح الباب أمام تقدم أبناء باب التبانة لإسكات نيرانه السورية والحزبللاوية لجعل حزب الله يقدم على احتلال الطريق الجديدة.. المعقل الشعبي الكبير الذي ظل حراً لسعد الحريري في بيروت.

وكادت الخطة السورية - الحزبللاوية تنجح في استدراج جماعات سلفية للقتال والدفاع عن طرابلس الإسلامية، لكن الذي أجهض الخطة حتى الآن هو ان سعد الحريري نبه إلى الخطة الجهنمية طالباً عدم الانجرار إلى الفتنة المذهبية التي يريدها العقل الجهنمي في قصر المهاجرين وفي أقبية بئر العبد.

ولم تهدأ الاتصالات بين قريطم وقصر بعبدا لإجهاض هذه الفتنة، فكان موقف حاسم لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وهو يعرف ان حزب الله لم يأل ولن يألو جهداً لإسقاط عهده وإغراقه بالمشاكل وهو يعرف انه جاء إلى الرئاسة غصباً عن رأي وخطة ومشروع الحزب.

تحرك الجيش اللبناني بطلب مباشر من قائده الأعلى رئيس الجمهورية وأرسل مدير عمليات الجيش ونخبة من قواته وقوى الأمن الداخلي للفصل بين المتقاتلين ثم للانتشار في مواقعهم العسكرية لوأد الفتنة.

هل انتهى مخطط حزب الله؟

أبداً،

فهذا الحزب فاشل ومهزوم لكنه قوي ومدجج بالسلاح ومعبأ بالحقد والكراهية وهو أداة في أيدي حكام طهران واستخبارات دمشق، وهناك القرار.. وكلما مشى أي من النظامين في أي مسألة ضغطوا على زر التصعيد الداخلي فتحرك حزب الله.. فلا ينتظرن أحد أن يُعمل هذا الحزب العقل أو المصلحة الوطنية أو الاخلاق الدينية في أي من سلوكياته.. انه أداة تفجير في أيدي النظام الإيراني والنظام السوري وهناك المعضلة.

------------------------------------------------------------------------------------------------

دبابيس/ أسرار/ خفايا

كمين محكم

*حمت الاجهزة الامنية شخصية سياسية معروفة بحدة خطابها من كمين محكم تم اعداده لها، واستضافته في مكتب أحد مسؤوليها لعدة ساعات حتى تمكنت الوساطات السياسية والامنية من إقناع الكامنين بالانسحاب بعد ان تأكدوا من ان رسالتهم وصلت الى الشخصية السياسية التي لم تظهر الا مرة واحدة على الاعلام المرئي بعد الكمين وكان كلامها شديد اللطف.

*الاعتراض الأمني على توزيع المراقبين على مراكز الامتحانات الرسمية الذي جعل الوزير خالد قباني يعيد النظر بما كان مقرراً، مصدره الحقيقي قرار سياسي تم اتخاذه على مستوى القيادة كجزء من استمرار التعبئة الضيقة من جهة ولتسهيل نجاح المحازبين من جهة اخرى حيث المراقبون منهم  وفيهم.

*اوساط الرئيس ميشال سليمان ترى انه يجب ان تكون ثقة الرئيس السوري به اكثر مما كانت ثقة جمال عبدالناصر بفؤاد شهاب، وعلى سوريا ان تطمئن بأنه لن يكون لبنان ابداً مصدر ازعاج او أذى لها، وهذا ما يجعل رئيس الجمهورية متفائلاً بتشكيل الحكومة وقيادة الحوار في قصر بعبدا.

*تلقى الرئيس نبيه بري اكثر من تأكيد من بعض اقطاب الموالاة بالقبول بوجهة نظره فيما يتعلق بمفهومه لحكومة الوحدة الوطنية لتفسير النسب في اتفاق الدوحة ولتوزيع الحقائب الوزارية، بشرط ان يقنع حليفيه حزب الله وميشال عون بذلك.

*يسعى قطب طرابلسي الى عقد اجتماع موسع لفاعليات المدينة لإعلان ثوابت سياسية مشتركة قد تصبح مقدمة لائتلاف انتخابي، او تبقى ملزمة لمن يمثل المدينة في الانتخابات المقبلة بصرف النظر عن اصطفافه السياسي في مجلس النواب

 

ليس سراً

*أطر وقيادات التيار الوطني الحر التابع لميشال عون عقدت اجتماعاً واسعاً تميزت وقائعه بالصخب والقلق والتحذير من اعتماد عون المحسوبية والعائلية في الترشيح للحكومة وللانتخابات النيابية المقررة في ربيع 2009، بعد ان أعلن كثيرون داخل الاجتماع ان كتلة عون النيابية وهي من 22 لا تضم إلا خمسة من التيار والباقي اختارهم عون لأسباب عائلية ومالية.

صحيح؟

*قال قيادي في حركة أمل ان ميشال عون يريد الاستيلاء على وزارة الاتصالات، لأنها في نظره نفط لبنان وستغنيه عن الدعم الإيراني - القطري الذي يثير له حساسيات شديدة داخل جماعاته.

من هو؟

*قال أحد نواب حزب الله ان مستودعات الأسلحة التي ملأها في محلة بعل محسن في طرابلس تكفي لاحتلال الشمال كله، وبأن العناصر الموجودة هناك تستطيع احتلال المدينة خلال ساعات.

النائب نفسه تحدث بالتفصيل عن نوعيات الأسلحة وكمياتها والتشكيلات العسكرية المجهزة بها، وان الشباب (يعني ميليشيا حزب الله) باتوا يحاربون سعد الحريري بلباس سني من البقاع والشمال، وان قرار الحرب والسلم ما زال بين يدي الحزب في الداخل كما مع إسرائيل، وانه يملك التفجير في أي لحظة وفي أي مكان ثم استدعاء خصومه وأعدائه للتفاوض حسب شروطه!

سري للغاية

*تسعى الدوائر الأمنية اللبنانية للتأكد من وجود عبدالله بن أسامة بن لادن في مخيم عين الحلوة، رابطة بين وجوده فيه ومحاولة الانتحاري تفجير سيارة عسكرية للجيش اللبناني عند أحد مداخل المخيم المذكور.

الدوائر نفسها تتساءل عن المعلومات التي قالت ان شهاب القدور المعروف بأبي هريرة تولى تهريب عبدالله بن لادن من مخيم نهر البارد حيث كان يقاتل ضد الجيش اللبناني في صيف 2007 قبل أن يقتل القدور على أحد حواجز قوى الأمن الداخلي.

وإذا تأكدت المعلومات الأمنية فهذا يعني ان نظام بشار الأسد نقل ((القاعدة)) في لبنان من مرحلة ((النصرة)) إلى مرحلة ((الجهاد)) مع دخول مفاوضاته مع إسرائيل مراحل متقدمة.

استنفار

*طلب حزب الله من يتامى الاستخبارات السورية (نواب ووزراء سابقون، وأحزاب تابعة للاستخبارات، وشخصيات من كل المناطق) الاستنفار الكامل وتعبئة كل جماعاتهم المسلحة استعداداً لمرحلة جديدة من التصعيد سيشهدها لبنان في كل مناطقه عدا الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية.

من هما؟

*رجل دين سني معروف بسلوكه الجنسي الشاذ تستخدمه ميليشيا حزب الله للتطاول على مقامات روحية وزمنية سياسية وثقافية، التقى مع أحد يتامى الاستخبارات السورية المشهود له بالسلوك الجنسي نفسه لتقييم قدرة الآخرين على الوفاء بتعهداتهم لهما لإشباعهما في رغباتهما المختلفة.

على خطى النازي هيئة تضليل وتشويش في حزب الله

انشأت ميليشيا حزب الله فرعاً استخباراتياً جديداً على نسق استخبارات هتلر النازية، اسمتها جهاز ((التضليل والتشويش)) مهمته الاتصال بالاستخبارات الغربية والعربية وتـزويدها بمعلومات كاذبة ضمن اخبار حقيقية كدس السم في العسل،  بهدف كسب ثقة هذه الاستخبارات من جهة، وتضليلها من جهة اخرى والحصول في المقابل على معلومات يحتاجها الحزب من جهة ثالثة.

يرأس هذا الجهاز المدعو احمد بدرالدين وقد كلف هؤلاء بالاتصال بالاستخبارات العربية والغربية وفق التوزيع التالي:

1- ع.م فرحات - للعلاقات مع الاستخبارات المركزية الاميركية (C.A.I).

2-  .ح خليل - للعلاقات مع الاستخبارات الالمانية.

3-  ع.س حداد _ للتنسيق مع استخبارات اليونيفيل جنوبي لبنان.

4-  ح.ع حاطوم - للعلاقات مع الاستخبارات المصرية.

5-  ك.م جلول - للعلاقات مع الاستخبارات الاسبانية.

6-  ح.ج مرعي - للعلاقات مع الاستخبارات الاردنية.

----------------------------------------------------------------------------------------------

طرف ثالث على خط المعارك في تعلبايا

 

لاحظت أوساط أمنية دخول طرف ثالث على المعارك التي دارت في منطقة تعلبايا - سعدنايل، ومشاركة عناصر بعثية في تأجيج الصراع وقيامها بإذكاء الفتنة وإطلاق الرصاص والمتفجرات على الطرفين لصب الزيت على النار.

وأشارت الأوساط إلى ان اجتماعات عدة عقدتها عناصر بعثية مع ضابط في الاستخبارات السورية معروف باسم الرائد عدنان، وكانت اللقاءات تجري في شقة في أطراف بلدة برالياس يملكها لبناني كان وما زال من أبرز الناشطين مع الاستخبارات السورية.

إلى ذلك لوحظ ان مجموعة من ضباط الاستخبارات العامة السورية برئاسة مناح دورة المعروف بـ((أبو ميشال))، تابعت بدقة وبصورة متواصلة سير المعارك التي كانت دائرة في منطقة تعلبايا - سعدنايل، وتولى مسؤول في حزب لبناني علماني موال للنظام السوري تنسيق الاتصالات بين الضباط السوريين والمسؤولين العسكريين التابعين للمعارضة، إضافة إلى قيامه بإرسال التقارير الدورية إلى منطقة كفرسوسة في دمشق.

واللافت ان المسؤول الحزبي يتولى في الوقت نفسه التنسيق مع مجموعة أمنية تعمل لصالح الاستخبارات السورية داخل مطار الشهيد رفيق الحريري.

في السياق نفسه أكد مسؤول حزبي في قوى الرابع عشر من آذار، ان حزب الله أرسل حوالى 500 مقاتل إلى منطقة البقاع الأوسط قبل اندلاع الاشتباكات في هذه المنطقة، تمركزت في مرتفعات  قمل - التويتي ويعمل جهاز امن الحزب على رصد تحركات ونشاطات مسؤولي تيار المستقبل في المنطقة، ومحاولة اختراق النسيج السكاني من خلال استقطاب بعض الفعاليات.

 من هو؟

تلقت مجموعة تابعة لوزير سابق موال للنظام السوري أسلحة وذخائر تم نقلها من منطقة البقاع الأوسط بسيارة مرسيدس ML ذات الدفع الرباعي.. لون أسود يقودها مرافق شخصي لمسؤول في حزب لبناني فاعل.

وكانت تقارير أكدت ان المجموعة تلقت تدريبات في سوريا في معسكر للجيش السوري في منطقة الزبداني.

 لحود و((الفيتو)) على المر

يؤدي الرئيس السابق إميل لحود دوراً كبيراً في عرقلة تسلم الوزير المستقيل الياس المر حقيبة وزارية في الحكومة الجديدة، ويقوم لتحقيق هذا الأمر بإجراء اتصالات مع مسؤولين سوريين لوضع فيتو على الياس المر.

تراجع شعبية عون

تلقى النائب ميشال عون نتائج استفتاءات أجرتها مؤسسة مختصة بطلب منه أظهرت تراجع شعبيته بشكل كبير في الوسط المسيحي، الأمر الذي دفع بالنائب عون إلى محاولة زيادة حصته الوزارية تعويضاً عن إخفاقه في الوصول إلى رئاسة الجمهورية، وبالتالي خوفاً من إخفاقه في تأمين كتلة نيابية كبيرة في الانتخابات المقبلة.

شيشان

وصلت إلى مخيم عين الحلوة في لبنان مجموعات شيشانية تحمل اسم ((رياض الصالحين)) برئاسة سمير مالوف، وتمركزت في مؤسسة دينية يشرف عليها أحد المشايخ الفلسطينيين الأصوليين في المخيم، وستقوم المجموعات بتلقي تدريبات على أيدي خبراء عسكريين من جنسية سودانية، وللمشاركة في نشاطات أصولية محددة.

صحيح؟

لوحظ ان بعض الخلايا الأصولية التي تتسلل من الأراضي السورية الحدودية إلى لبنان كان معظم أفرادها من أتباع الشيخ الدكتور محمود قول اغاسي ((أبو القعقاع)) (من حلب) والذي عمل لفترة طويلة وبالتنسيق مع الاستخبارات السورية على إرسال متطوعين إلى العراق، ثم عمدت الاستخبارات الجوية السورية إلى تصفيته في حلب بعد انتهاء مهمته وانكشاف أمره في الأروقة الاستخباراتية الدولية.

ووفق معلومات ومصادر من سوريا ان الاستخبارات السورية تعمل اليوم على تعويم شيخ أصولي معروف بالشيخ ((جلال النوار)) مقيم في منطقة حماه، وسيكون له الدور الأول في التوجيه والارشاد وإصدار الفتاوى لمجموعات أصولية سلفية متشددة.

عون وحلم السيطرة على الجيش

تساءلت أوساط حزبية في قوى الرابع عشر من آذار عما إذا كانت هناك خطة أمنية إيرانية - سورية لتسليم العماد ميشا عون حقيبة وزارة الدفاع، ليقوم من خلالها بمحاولة السيطرة على مؤسسة الجيش والقيام بما يشبه الانقلاب من داخل القيادة؟

ليس سراً

إصرار النائب ميشال عون على توزير صهره جبران باسيل، دفع بعدد كبير من عناصر التيار الوطني الحر إلى إيقاف أنشطتهم والاعتكاف في منازلهم احتجاجاً على موقف عون. ويقود هذه الحملة بشكل غير معلن النائب ابراهيم كنعان بالتعاون مع بعض المسؤولين والناشطين في التيار العوني.

معلومات سورية

وراء الانفتاح الفرنسي على دمشق

اشارت مصادر دبلوماسية اجنبية في بيروت الى ان الانفتاح الفرنسي على النظام السوري سببه قيام الاستخبارات السورية بتقديم ملفات امنية هامة للاستخبارات الفرنسية عن شخصيات اصولية وعن جهات وتنظيمات اسلامية في لبنان وسوريا وفلسطين، اضافة الى التعاون الامني الفرنسي - السوري في قضية امنية حساسة تهم فرنسا.

نائلة تويني للمقعد الارثوذكسي

تتردد معلومات عن نية الزميلة نائلة تويني كريمة الشهيد جبران تويني بالترشح للانتخابات النيابية عن احد المقعدين الارثوذكسيين في بيروت مكان جدها النائب غسان تويني.

مرشحون جدد على لائحة سكاف

اكدت اوساط قريبة من النائب ايلي سكاف ان هناك نية جدية لسكاف بأن تضم لائحته الانتخابية في الانتخابات المقبلة مرشحين جدداً وخصوصاً بما يتعلق بالمرشح عن المقعد الشيعي في زحلة الذي سيكون من نصيب حركة امل التي لها تواجد فعلي في البقاع الاوسط. مقربون من سكاف بدأوا بطرح اسماء لوجوه جديدة لها ثقلها الانتخابي ومكانتها الاجتماعية وذات تاريخ نظيف.

تحذيرات لجعجع بالتنبه

تلقى الدكتور سمير جعجع تحذيرات من جهات امنية دولية دعته للتنبه واتخاذ الحيطة في تنقلاته وفي تعزيز حمايته، خصوصاً مع اشتداد الحملات الاعلامية والسياسية على جعجع من كافة الاطراف، وكأن ذلك يوحي ان هناك من يهيىء الارضية للقيام بعملية اغتيال ضد قائد القوات اللبنانية.

مقاتلات جوية اميركية للبنان

تجري مفاوضات ولقاءات غير معلنة بين وفود عسكرية اميركية وقيادات عسكرية لبنانية للبحث جدياً في تزويد لبنان بمقاتلات جوية، وتعزيز وسائل دفاعه الجوية، والتحضير لدورات تدريب لعدد من الطيارين اللبنانيين في معاهد اميركية جوية.

مساعدات مالية ايرانية لشخصية مسيحية

اكدت اوساط مطلعة ان مساعدات مالية ايرانية وصلت الشهر الماضي لمجموعة من الشخصيات الناشطة في المعارضة، ومن بينها شخصية مسيحية تولت رئاسة حزب يميني لفترة طويلة. المساعدات سيتم استخدامها في انشاء تجمعات ولقاءات سياسية متنوعة تصب في خدمة المصالح السياسية الايرانية في المنطقة.

تسلل استخباراتي سوري

يتسلل الى لبنان عدد من ضباط الاستخبارات السورية لرصد تحركات عدد من المعارضين السوريين في بيروت، ويستعين الضباط السوريون بناشط حزبي لبناني في مهماتهم وتنقلاتهم.

وفي منطقة الشمال، يقوم جهاد ع. من بلدة مصياف السورية، بالتردد الى طرابلس بذريعة العمل في التجارة، ويعمل على جمع معلومات عن ناشطين علويين من جماعة نائب الرئيس السوري السابق رفعت الاسد.

حسب معلومات حزب الله الأسد طلب من إسرائيل رفض الانسحاب من مزارع شبعا وعدم تسليمها لليونيفيل

حالة ارتباك تسود قادة ميليشيا حزب الله، بعد ان تعرقلت صفقة تبادل الأسرى بينها وبين العدو الصهيوني، رغم نجاح الوسيط الألماني بإتمام اتفاق شامل بين الميليشيا والعدو يتضمن الالتزامات والتعهدات والمراحل التنفيذية لمباشرة الصفقة، وحدد موعداً لها يوم 22/6/2008 كحد أقصى.

الارتباك توسع وتحول إلى قلق في صفوف الميليشيا بعد تأكد قادتها من جدية الانسحاب الصهيوني من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المحتلة ووضعها في عهدة قوات الأمم المتحدة إلى حين اعتراف سوريا بلبنانية هذه المزارع والتلال.

ميليشيا الحزب ربطت بين عرقلة صفقة الأسرى وبين انسحاب إسرائيل من المزارع والتلال، وطلبت من جهاز أمنها الخارجي الاستفسار عن هذا الأمر من خلال الاتصال بشبكات الاستخبارات الدولية المرتبطة بها للاستفسار عن هذا الأمر.

حصيلة اتصالات الميليشيا بشبكة الاستخبارات الخارجية كشفت ان بشار الأسد كان وراء تعطيل صفقة التبادل، وانه اشترط في لقاء وفدي التفاوض الاخير في تركيا السوري والصهيوني وقف البحث في عقد الصفقة والانسحاب من شبعا لأن هذا الأمر سيكون له أثر شديد السلبية على وضعه الداخلي للأسباب التالية:

1- تسليم الأمم المتحدة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا سيعني تطبيق القرار الدولي 1701 بما يعنيه هذا من مد انتشار اليونيفيل على كامل الحدود اللبنانية - السورية - الفلسطينية بما يفتح الباب لنشرها على الحدود اللبنانية - السورية.

2- ان استلام قوات الأمم المتحدة مزارع شبعا يعني عملياً وواقعياً سيادة لبنان عليها، وتطبيق نظرية لبنانيتها، التي يجاهر نظام الأسد بسوريتها، حيث بنى نظرية تقول ان إسرائيل يستحيل أن تنسحب من شبعا دون الانسحاب من الجولان.

3- ان استلام قوات الأمم المتحدة للمزارع سيؤدي تلقائياً إلى مباشرة ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا، تحت رعاية الأمم المتحدة وهو ما ترفضه دمشق.

4- انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا سيعني نصر الدبلوماسية التي تمارسها حكومة الرئيس فؤاد السنيورة وقوى 14 آذار، ويسحب من يد حزب الله مزاعم التمسك بالسلاح تحت عنوان ما يسمى بالمقاومة.

معلومات ميليشيا حزب الله تفيد ان الأسد طلب من إسرائيل إذا قررت الانسحاب من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ان تسلم هذه الأراضي لقوات ((الاند فور)) وليس اليونيفيل، لأن استلام الإندوف للمزارع سيعني عملياً ان الأراضي المحررة ستخضع لهدنة حرب 5/6/1967 أي اعتراف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بسورية المزارع دون إحراج نظام الاسد للمطالبة بتحريرها.

 ورشة تنظيمية في جند الشام باشراف الظواهري

يعقد مسؤول اصولي يدعى خالد م (عراقي) كان من ابرز مساعدي ابو مصعب الزرقاوي اجتماعات ولقاءات في مخيم عين الحلوة مع مسؤول فلسطيني يدعى محمد د (الذي تم تعيينه مؤخراً مشرفاً على اعداد مجموعات وخلايا اصولية للعمل لصالح القاعدة). وعلمت ((الشراع)) ان تنظيم جند الشام في المخيم يشهد ورشة تنظيمية جديدة بإشراف الدكتور ايمن الظواهري.

---------------------------------------------------------------------------------------------

عضو التكتل الطرابلسي النائب محمد كبارة:عون مصدر شؤم

حوار: أحمد الموسوي

 

*حزب الله يريد تحقيق مكاسب سياسية بقوة السلاح

*المعارضة تريد التهرب من اتفاق الدوحة وندعو العرب للتدخل قبل الانقلاب عليه

*حزب الله مسؤول عن كل الاحداث الأمنية منذ اجتياحه لبيروت

*معلومات عون تمهد لإحداث فتن في أكثر من منطقة

*التكتل الطرابلسي سيتمثل في الحكومة بحقيبة أساسية ومن سيمثله ما زال قيد النقاش

 

رأى عضو التكتل الطرابلسي محمد كبارة ان المعارضة لا تريد تشكيل الحكومة لأنها تريد التهرب من تنفيذ بنود اتفاق الدوحة، ودعا العرب إلى التدخل لحماية هذا الاتفاق قبل أن ينجح الانقلاب عليه. وحمّل كبارة حزب الله مسؤولية الاحداث الأمنية التي تقع منذ اجتياحه لبيروت، وانه يريد تحقيق مكاسب سياسية بقوة السلاح.

((الشراع)) التقت النائب كبارة وأجرت معه الحوار التالي حول الاحداث الأمنية في الشمال وآخر التطورات السياسية؟

# ما هي الخلفيات الحقيقية لأحداث طرابلس؟

 - الواقع ان ما جرى كان مفاجئاً لنا، فقد وقعت هذه الحوادث في ظل احتقان سياسي كبير في البلد هيأ له البيئة المناسبة، وفي ظل شحن متواصل كان يتصاعد على خلفية الانقسام السياسي وعرقلة تشكيل الحكومة. لا توجد خلفيات محلية لهذه الحوادث، لكن جرى استغلال جروح الماضي لفتح الجرح ذاته.

# العماد ميشال عون اتهم نواب طرابلس بالوقوف وراء تأجيج الاقتتال لأغراض انتخابية، ما تعليقكم على هذا الاتهام؟

 - العماد عون هو الذي بشّر بأحداث طرابلس قبل أن تحصل بيومين، وهذا ما يدفعنا للريبة والاستغراب حول مصدر معلوماته ودوره ومعرفته المسبقة، وهو الآن يتحدث عن عكار، ((الله يستر)) لا يزايد العماد عون علينا، نحن أبناء هذه المدينة الصابرة الجريحة والضرر يصيب أهلنا وإخوتنا بينما هو يتحصن في الرابية ويطلق نظرياته. على كل حال العماد عون أصبح بالنسبة لأبناء طرابلس مصدر شؤم، واسألوا أبناء عكار بماذا يشعرون الآن.. من خوف ومن معلومات العماد عون التي تمهد لأحداث أمنية وفتنة بين المناطق.

# أنتم وفعاليات شمالية أخرى اتهمتم طرفاً ثالثاً وراء تلك الاحداث، وألمحتم ضمناً إلى حزب الله، فإلامَ تستندون؟

- نحن قلنا إن حزب الله مسؤول عن افتعال هذه المشاكل منذ اجتياح بيروت. فمن بدأ باستعمال السلاح في الخلافات السياسية؟ ومن يملك هذا السلاح بكل أنواعه وأشكاله؟ ومن درّب العناصر في البقاع والشمال على السلاح في المعسكرات؟ ومن أرسل لهم السلاح باسم المقاومة؟ حزب الله هو الذي خرج بسلاحه وهو الذي يريد أن يضغط على قوى 14 آذار من أجل تحقيق مكاسب سياسية لم يتمكن من تحقيقها بعد اجتياحه لبيروت. ثم إننا سمعنا تلك التهديدات الخطيرة التي صدرت عن أحد مسؤولي الحزب المعروفين، وهي تهديدات بالفتنة والتحريض. فمن يمكن من خلال هذه المعطيات أن يكون المسؤول؟

# هل صحيح ان هناك من يعمل لصالح تقوية التيارات المتطرفة على الساحة السنية على حساب قوى الاعتدال كتيار المستقبل والتكتل الطرابلسي؟

 - حتماً لسنا نحن الذين نعمل على هذا الوتر، طرابلس مدينة الاعتدال والتسامح وفيها من كل الفئات، لكن طرابلس مدينة متدينة ونحن نعتز بهذا الالتزام الديني الحضاري المتسامح. أما الحديث عن التطرف، فإن كل تطرف يؤدي حتماً إلى تطرف مقابل، وعندما تعرضت بيروت للاجتياح من حزب الله اثار هذا الأمر أبناء المدينة خصوصاً في ظل تلك الممارسات المتطرفة التي تعرض لها إخوتهم في بيروت، فالذي يغذي التطرف هو الذي يهيـىء الأسباب لنشوء ردات الفعل، وما يحصل هو رد فعل وليس فعلاً.

على كل حال، الإسلام هو دين الاعتدال، وما يسمونه تطرفاً لا يتطابق مع الحقيقة لأن هؤلاء الإخوة المتدينين لم يرتكبوا أي إساءة لأحد في المدينة، بل على العكس في كل مرة يدفع هؤلاء ثمن التسويات الكبرى فيتعرضون للسجن فقط لأنهم ملتزمون دينياً، فهل أصبح الالتزام تطرفاً؟

وهل هذا معيار للتطرف الذي يتهموننا به ويحاسبوننا عليه؟ حتى اليوم ما زال عشرات الشباب من أبناء طرابلس في السجون من دون محاكمات، فقط بالشبهة لالتزامهم الديني، فهل هذا مقبول؟

# التباين داخل التكتل الطرابلسي ما زال قائماً حيال القضايا المطروحة، وآخرها النظرة إلى أحداث طرابلس، فما السبب؟

 - ليس هناك تباين في النظرة إلى أحداث طرابلس، بالعكس، هناك تفاهم حول ما جرى، والبيانات الصادرة تؤكد هذا الكلام. أما بشأن حصول تباين في قضايا أخرى فهذا أمر عادي، ومن قال إننا حزب؟ حتى في الاحزاب هناك آراء مختلفة. التكتل الطرابلسي هو ائتلاف نيابي ولكل عضو فيه رؤيته، وهذا تنوع مفيد. نحن نتناقش في كل الأمور، ونتخذ الموقف المناسب منها.

# هل هذه التباينات، وخاصة بينكم وبين رئيس التكتل الوزير محمد الصفدي تنبىء بافتراق عند محطة الانتخابات النيابية المقبلة؟

 - قلت إن التكتل الطرابلسي هو ائتلاف نيابي، وبالتالي في الائتلافات لا يوجد رئيس ومرؤوس، نحن متساوون في الدور ونكمل بعضنا البعض، نلتقي على عناوين سياسية، والانتخابات لها ظروفها وتحالفاتها الخاصة، ونحن في التكتل لا تجمعنا محطة الانتخابات النيابية وإلا كنا انفصلنا بعد انتخابات العام 2000، هناك مشروع وبرنامج عمل نلتقي عليه ومستمرون به.

# هل تم حسم مسألة من سيمثل التكتل الطرابلسي في الحكومة؟

 - التكتل سيتمثل في الحكومة ويجب أن يتمثل بحقيبة أساسية، أما من سيمثل التكتل فهذا الموضوع يناقش داخل التكتل، ومن منطلق مصلحة المدينة.

# هل ترون حلاً في الأفق لمسألة تأليف الحكومة؟

 - نتمنى الإسراع بتشكيل الحكومة لأن ذلك يخفف من كثير من المشكلات القائمة الآن، المشكلة هي في الشروط والطموحات التي تكشف ان المعارضة لا تريد تشكيل هذه الحكومة، وأنها تتهرب من تنفيذ بنود اتفاق الدوحة. هنا العقبة الأساسية التي تعترض تشكيل الحكومة.

# ما هي الأسباب الحقيقية للعراقيل التي تمنع تأليفها، وما هو مصير اتفاق الدوحة؟

 - نرجو أن لا يكون هذا التعطيل هو تنفيذ لخطة إقليمية، ونأمل أن لا يكون اتفاق الدوحة هو المستهدف. لذلك نحن ندعو الجميع إلى التعقل كما ندعو الإخوة العرب إلى التدخل لحماية اتفاق الدوحة قبل أن ينجح الانقلاب عليه.

# هل تتوقعون أن يقدم رئيس الجمهورية على اتخاذ موقف حاسم مما يجري لإخراج البلاد من المأزق القائم؟

 - ماذا يستطيع رئيس الجمهورية أن يفعل؟ دستورياً لا يملك الحق في فرض رؤيته، لكنه يستطيع أن يمارس الضغوط على المعارضة التي تريد إضعافه وتقويض عهده منذ البداية، وأن يحدد المعرقلين الفعليين لتشكيل الحكومة.

# هل تؤيدون عقد جلسات تشريعية لإقرار قانون الانتخابات الجديد الذي اتفق عليه في الدوحة في ظل حكومة تصريف أعمال؟

- في المبدأ، لا مانع من عقد هذه الجلسات، لكن هل هي أولوية؟ ما نفع إقرار قانون انتخابات في غياب حكومة؟ هناك أولوية بديهية هي تشكيل الحكومة، ولا يجوز أن نطيح بالمؤسسات، ونتجاوزها.. تشكيل الحكومة هو الأولوية ويجب أن توضع كافة الجهود لتشكيلها.

حوار: أحمد الموسوي

--------------------------------------------------------------------------------------------------

هل يخشى حزب الله تجفيف مصادر قوته؟

ابراهيم احمد

المتابعون للمواقف السياسية لحزب الله بعد اتفاق الدوحة لاحظوا وتيرة التصعيد الاعلامي لنوابه وقيادييه على الصعيد العام كما لاحظوا دعمهم بقوة للعماد ميشال عون في مواقفه المعرقلة لتشكيل الحكومة علماً بأن الحزب اظهر نشوة الانتصار بالنتائج التي اسفرت عنها المباحثات الماراتونية في العاصمة القطرية، فما هي المستجدات التي جعلت اذاً حزب الله على هذا النحو في مواقفه التصعيدية؟..

يرى المراقبون انفسهم ان عدة ((نقزات)) اعقبت اتفاق الدوحة جعلت قيادة حزب الله في حالة مراجعة يومية ورصد دائم للمتغيرات السريعة التي رافقت وأعقبت انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، وقد تمثلت اولى هذه النقزات بالحشد الاقليمي والدولي الذي واكب الانتخاب، وبرغم ان وزير خارجية ايران منوشهر متكي كان نجماً مميزاً في البرلمان اللبناني خلال جلسة تنصيب العماد سليمان الا ان المشهد البانورامي للممثلين الاقليميين والدوليين جعل الشك ينتاب قيادة حزب الله من ان تكون قنوات رئيس الجمهورية في العالم الخارجي ليست من ثمار المشهد الرئاسي وانما سابقة عليه من خلال قيادته للجيش وأنه حين كان يستقبل الموفدين الاجانب كان الامر يتخطى الشأن البروتوكولي الى تحديد المعالم السياسية المستقبلية للبنان، وان الذي كان يهندس هذه اللقاءات ويبرمج مواضيعها هو وزير الدفاع الياس المر بالتنسيق مع والده ميشال المر، اما النقزة الثانية فتمثلت بخطاب القسم في الفقرة التي خص بها المقاومة حيث فسر حزب الله موقف رئيس الجمهورية بأنه مقتنع بالقرار 1701 وبإمكان استرداد مزارع شبعا وتلال كفرشوبا دبلوماسياً وانه يخطط من اول العهد لاضعاف المقاومة بعد انتفاء الحاجة الى سلاحها اذا ما انسحبت تل ابيب مما تبقى من ارض لبنانية محتلة، وفي هذا السياق فسر المراقبون صمت السيد حسن نصر الله في خطابه الذي القاه في اليوم الثاني لخطاب القسم عن التقدم بتهنئة سليمان بانتخابه رئيساً للجمهورية، وقد ازدادت شكوك الحزب وقيادته محلياً ومرجعية بنوايا الرئيس حين افصح للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن امتلاكه وثائق جديدة تؤكد لبنانية مزارع شبعا وان لبنان سيتقدم بها الى الامم المتحدة، وقد اعتبر الحزب ان موقف سليمان يصب لدى فريق 14 آذار/مارس ويستهدف ضمناً سلاحه، واما النقزة الثالثة فتمثلت بالاندفاعة السورية السريعة باتجاه بعبدا حين ابدى الرئيس بشار الاسد رغبته بزيارة لبنان قبل الرئيس الفرنسي مما يعني رضاه عما ورد في خطاب القسم وهنا يقول العارفون بأن طهران تدخلت لدى دمشق وتمنت عليها تأجيل الزيارة بانتظار تطبيق كامل بنود اتفاق الدوحة، لكن الحديث الهاتفي بين سليمان والاسد لم يقتصر على تهنئة الرئيس الجديد بل تعداه الى شؤون سياسية بعناوين واضحة تركت ارتياحاً لدى رئيس الجمهورية وتفاؤلاً بالمرحلة المقبلة، وهناك من يربط استمرار هذا التفاؤل لدى قصر بعبدا باستمرار الاتصالات الهاتفية بين الرئيسين وهذا ما يجعل حزب الله يرفع من سقف شروطه باستمرار في المشاورات الجارية لتشكيل الحكومة، ويدفع بالعماد عون لمزيد من التصلب والتعنت، وهو يفسر المرونة التي يتميز بها موقف الرئيس نبيه بري، واما النقزة الرابعة فتمثلت بزيارة وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس لبيروت والموقف الذي اعلنته من عين التينة بتأكيد التصنيف الاميركي لحزب الله بأنه منظمة ارهابية وبعزم الادارة الاميركية على الضغط على تل ابيب لوضع مزارع شبعا تحت وصاية الامم المتحدة، وهنا كانت ردود الفعل بالجملة من حزب الله ومن ميشال عون معاً، وكان التسرع طابع هذه الردود حين تم اعتبار امكان الانسحاب الصهيوني مما تبقى من ارض لبنانية محتلة فخاً يستهدف سلاح الحزب، وكان في السياق نفسه القنبلة الصوتية التي القاها العماد عون المتعلقة بصلاحيات رئيس مجلس الوزراء ثم ارتفعت النبرة من الاعتراض على الابقاء على الياس المر وزيراً للدفاع الى عدم القبول به اصلاً في وزارة الوحدة الوطنية لأنه ((متآمر)) على المقاومة، ثم كان الموقف الاكثر حدة من احد مسؤولي حزب الله الذي حمل على السعودية دون ان يسمها وهدد سفيرها حين قال: اذا كان هناك من وجد طريقه الى التسلل هرباً في السابق (يقصد ابحار السفير الى قبرص) فإنه لن يستطيع ذلك في المرة المقبلة، وأوضح بأن الحزب لن يسمح بأن يتولى أي شخص موقعاً امنياً الا اذا كان موضع ثقته بمعنى آخر يريد السيطرة على المؤسسات الامنية، وقد تعززت هذه النقزات بالتهدئة بين حماس وتل ابيب وبتوسيع سوريا مروحة عودتها الى المجتمع الدولي، فهل بدأ الحزب يخشى الحصار وتجفيف مصادر قوته؟ وهل رئيس الجمهورية من مصادر الخطر عليه؟

ابراهيم احمد

-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------