الحريري لنصرالله: ما يجري في بيروت الفتنة بعينها...نعرض عليك الحل ونقول لك بيروت لن تركع لأحد

وكالات

 وجه رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري مساء اليوم رسالة الى اللبنانيين فيما يلي نصها: لن أخوض في جدل عقيم حول كل ما ورد في المؤتمر الصحافي للسيد حسن نصر الله وإن كان العنوان الكبير لهذا المؤتمر يندرج تحت عبارة واحدة: أنا الدولة، والدولة أنا.

 

لكن الشيء المؤكد بعد مشاهدة هذا المؤتمر أن الأكثرية الساحقة من اللبنانيين تعاملت معه وكأنه جولة جديدة من جولات الرعب. والأسئلة التي استمع إليها السيد حسن من الصحافيين هي أسئلة المواطن العادي الذي شعر بلغة التهديد والوعيد واستعاذ بالله العلي العظيم من الشر المستطير.

 

ولذلك أريد أن أتوجه إلى الأخ السيد حسن نصر الله مباشرة لأقول له أن ساعة التخلي عن وحدة المسلمين هي ساعة للتخلي عن وجود لبنان. ما يجري يا سيد حسن في شوارع بيروت ليس ضربا من ضروب الجنون فحسب، بل هو الفتنة بعينها: اقتحام الشوارع ومداهمة البيوت وتوقيف المواطنين على الهوية،

 

هو الفتنة بعينها يا سيد حسن.

 

ومع الأسف الشديد هو إعلان صريح بإفلاس المقاومة، تقوم به جماعات مسلحة تلبس عباءة المقاومة.

 

هل يعقل يا سيد حسن أن تعلن المقاومة إفلاسها في شوارع بيروت؟

 

وأن نرى مقاتليها في المزرعة وبربور والبسطة والنويري وراس النبع والمصيطبة؟

 

هل يعقل يا سيد حسن أن تشبه القتال في بيروت بالقتال في عيتا الشعب وعيناتا وأطراف بنت جبيل؟

 

نعم يا سيد حسن، بيروت مدينة محاصرة. المطار محاصر وقلب بيروت محاصر ومداخل بيروت محاصرة ومرفأ بيروت محاصر وحصار بيروت والفلتان المسلح في بيروت جريمة يجب أن تتوقف فورا يا سيد حسن.

 

لن أتحدث في هذا الموضوع مع أي شخص آخر، لا في الداخل ولا في الخارج. حديثي معك يا سيد حسن. أدعوك إلى كلمة سواء بيننا. أدعوك إلى فك الحصار عن بيروت. أدعوك إلى فتح طريق المطار. أدعوك إلى سحب المسلحين من الشوارع. أدعوك إلى وقفة تاريخية مسؤولة تنقذ لبنان من الجحيم وتنقذ وحدة المسلمين من المصير الأسود.

 

كل لبنان يتألم اليوم لألم بيروت. كل العالم العربي والإسلامي يتألم لألم بيروت. كما تألم لألم الجنوب ولألم أهلنا في الجنوب أثناء الاجتياح الاسرائيلي.

 

أنا على يقين يا سيد حسن أن هناك فرحة كبيرة في اسرائيل اليوم. اسرائيل تفرح لمشاهدة بيروت مدينة محاصرة، ولمشاهدة مقاتلي المقاومة يهاجمون البيوت في بيروت. اسرائيل تفرح لاقفال المطار، والمرفأ والبلد وتفرح لانهيار الاقتصاد والدولة.

 

ماذا نفعل يا سيد حسن؟ إلى أين تقودون لبنان؟ وإلى أي مصير تأخذون المسلمين في لبنان؟

 

ندائي إليك هو ندائي إلى نفسي. نداء كل لبنان بوقف السقوط في الحرب الأهلية.

 

وبوقف لغة السلاح والاحتكام إلى الشارع والفلتان المسلح.

 

وبوقف سياسة قطع الطرقات ومحاصرة العاصمة.إن وحدة المسلمين أمانة في أعناقنا، لأن وحدة لبنان هي أمانة وطنية وقومية لن نتخلى عنها، وإذا كانت وحدة المسلمين في خطر، تعالوا نسحب فتيل الانفجار. تعالوا نخمد نار الفتنة، لأن الفتنة قد اشتعلت ،ولا يظن احد انها لم تشتعل بعد. تعالوا نعود إلى المؤسسات، ونعطي الجيش اللبناني فرصة العودة لإداء دوره في حفظ أمن المواطنين وحماية الدولة.

 

اليوم، الآن، في هذه اللحظة، هناك فرصة لخرق الجدار المسدود.

 

من الواضح من كلام السيد حسن أنه مقتنع أن قرار شبكة الاتصالات جاء لتنفيذ أوامر أميركية واسرائيلية هدفها سلاح المقاومة. وهو مخطئ. وهو يعلم أنه مخطئ، بدليل أنه يزعم أن الحكومة حاولت مقايضته الشبكة بالاعتصام في وسط بيروت.

 

ماذا لو قبل؟ هل كان لموظف ينفذ أمرا أميركيا كما يقول أن يوقف تنفيذ الأمر؟

 

من الواضح أنه مقتنع أيضا أن الهدف هو تسليم امن المطار كما قال للـ FBI والـ CIA والـ Mossad. وهو مخطئ.وهو يعلم . الهدف هو تسليم أمن المطار إلى ضابط في الجيش اللبناني يضمن أن أمن المطار لا يتعرض لخروقات مهما كانت سخيفة بنظره.

 

حزب الله أوقف شخصية فرنسية رسمية زائرة للبنان لأنها كانت تحمل كاميرا في محيط منزل السيد حسن. إذن، هو لا يعتبر الكاميرا مسألة سخيفة،فكيف إذا كانت مسلطة على مدرج المطار، ولم يتم الإبلاغ عنها لمدة طويلة، حتى اكتشفت صدفة ،أي اننا نقبل بهذه ولا نقبل بتلك.اذا مسَّ امر امن المقاومة او أي احد منها فهذا امر خطير ولكن المسَّ بامن قيادات قوى 14 آذار ليقتلوا او يذبحوا او يتم تفجيرهم فهذا امر لا اهمية له عنده!نحن لا مشكلة لدينا بشأن شبكة الهاتف ،لقد كنا على علم بها ،كنا نعلم ان لدى حزب الله شبكة اتصالات لحماية شخصياتها والتواصل بين المقاومة في البقاع والجنوب ولكننا كنا نعلم ان هناك على الاكثر 4 الاف خط وليس حوالي المئة الف خط .نحن لا نتجنى ولا نقول يا سيد حسن اننا نريد ان نوقف حماية المقاومة ،بل اننا نتخذ قرارات لحماية الدولة وليس للهجوم على المقاومة وليس لكي نتهم بان هذه الحكومة هي حكومة اميركية او اسرائيلية.الأهم، أنه من الواضح أن كل ما يفعله السيد حسن نصر الله، من محاصرة بيروت، ومحاصرة المطار، وتقطيع الطرق والاعتداء على الاحياء الآمنة في بيروت، مبني على سوء تفاهم كبير، كي لا أقول سوء فهم. والاوطان لا تبنى على سوء تفاهم.

 

هو يقول أنه لا يريد فتنة سنية شيعية.وهنا اود ان اقول ان تلافي الفتنة السنية الشيعية هو اهم من أي سلاح في العالم يا سيد حسن ولا تفكر للحظة غير ذلك ،لانه اذا حصلت هذه الفتنة لا تعتقد ان احدا سيسلم منها في هذا البلد .انت تقول انك لا تريد فتنة سنية شيعية ،ونحن لا نريدها. ونحن نثبت ذلك. ونعرض عليك الحل:

 

أولا: وضع القرارين موضع سوء الفهم أو سوء التفاهم في عهدة قيادة الجيش اللبناني انطلاقا من المهمات المنوطة بالجيش في حماية النظام العام وتوكيد سلطة الدولة على كامل اراضيها والحرص على حماية لبنان من كل المخاطر الخارجية.

 

ثانيا: سحب كل مظاهر السلاح والتعطيل والاقفال من الشارع وإعادة فتح الطرقات وتشغيل مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري فورا، لتفادي أن تسبقنا الفتنة قبل أن نسبقها.

 

ثالثا: انتخاب الرئيس التوافقي العماد ميشال سليمان فورا.

 

رابعا: الانتقال فورا إلى طاولة حوار وطني برئاسة الرئيس المنتخب العماد سليمان، الذي أظهر السيد ثقته بحياده ووطنيته وقدرته على لعب دور الحكم، تناقش كافة الأمور العالقة في البلاد.

 

هذا الحل، إذا سلكه السيد حسن نصر الله، يثبت أن هدفه الفعلي هو حل الأزمة وليس الحلول محل الدولة.

 

نحن جاهزون. نحن لبنانيون، عرب، نحن نعتبر اسرائيل عدونا الوحيد، ولن نقبل أن يضعنا أحد في أي خانة أخرى.

 

أي رفض لهذا الحل هو اصرار على التطاول على أهلنا وعلى المواطنين الآمنين، ونحن لن نقبل تطاولا من أحد.لن نقبل لبيروت ان تركع لاحد ،بيروت لن تركع .عاشت بيروت وعاش لبنان.

 

8 ايار 2008