الراعي: عانينا من النظام السوري ما يكفي ونتمنى ألا يذوق أحد ما ذقناه  

المسيحييون مواطنون صالحون فلماذا يريدون أن يقتلوهم "كل ما دق الكوز بالجرة"

١٢ تشرين الاول ٢٠١١

في مقابلة حصرية خصّ بها بيروت أوبزرفر أثناء زيارته لمدينة شيكاغو الأميركية، أوضح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي العديد من النقاط المبهمة التي أثارت زوبعة سياسية وإعلامية ضده على إثر تصريحاته الشهيرة من باريس، مشيراً إلى أنه سيتجنب الحديث في السياسة من الآن وصاعداً ويريد أن ينظر إلى الجميع بمحبة وإخلاص.

استهل الراعي حديثه بشرح مفصل عن تاريخ المسيحيين ودورهم الأساسي في الشرق رغم عددهم القليل، وشدّد على عدم النظر إليهم بحساب "الأقليات" أو بحساب النفط والإقتصاد والتجارة، كما ذكّر الحكام العرب بأن المسيحيين مواطنون صالحون فلماذا يريدون أن يقتلوهم "كل ما دق الكوز بالجرة"، داعياً الغرب إلى عدم معاملة المسيحيين كمجموعة "ملبكين فيهم" ومطالباً في الوقت عينه الأسرة الدولية بأن تفهم أن الحياة تقاس بالرسالة والهدف السامي وليس بالمردود المادي.

 

وعن الحملات المضادة التي طالته على إثر تصريحاته من باريس، أوضح الراعي إلى "أننا قلنا خلال إجتماعاتنا مع الرئيس الفرنسي ساركوزي والمسؤولين والسياسيين هناك أننا لا نوالي ولانعادي النظام السوري، مضيفاً إلى "أننا عانينا من النظام السوري ما يكفي ونتمنى ألا يذوق أحد ما ذقناه" وقلنا أيضاً أننا في لبنان عانينا من النظام السوري ما يكفي ونتمنى ألا يذوق أحد ما ذقناه"، مشيراً إلى المثال العراقي حيث سقط بإسم الديمقراطية آلاف الضحايا وهجر المسيحيون.

وأعرب الراعي عن خوفه من وصول الأمور في سوريا إلى حرب أهلية ستجر الويلات، مشيراً إلى أن العلويين لن يسلموا رقبتهم بسهولة وفي حال أعلنوا دولتهم "لا سمح الله" فإن هذا من شأنه أن يؤدي إلى تطبيق مشروع الشرق الأوسط الجديد القائم على تقسيم الدول العربية.

وفي سؤال عما أثير عن توتر العلاقة مع آل الحريري، أجاب الراعي أن ما نشر في الإعلام عار عن الصحة وعلاقتي بآل الحريري ممتازة.

وعن عدم رضا الفاتيكان عن تصريحاته الأخيرة، أفاد الراعي "ما أقوله في الإجتماعات هو ما أقوله في العلن، مضيفاً إلى أن "ما يجمعنا مع الفاتيكان هي المبادىء ونحن نسير عليها من خلال رفضنا للحروب والعنف والدعوة للتفاهم بين الشعوب والحوار بين الأديان وتلاقي الثقافات".

وعن لقاء سيدة الجبل قال الراعي: لقد سمعت عنه خلال وجودي في الولايات المتحدة وأنا أعتبره "شي مش كتير منيح" فبعد حملات التشويه لزيارتي لفرنسا قررت ألا أقرأ أية جريدة وألا أشاهد أي تلفزيون وألا أسمع أي راديو حتى أنني أغلقت هاتفي الخلوي.

وعما أثير في الإعلام عن وجود خلاف داخل الكنيسة أسف الراعي إلى أن وسائل الإعلام بمعظمها هي غير حرة وتتبع أجندة من يمولها، مضيفاً إلى أنه لن يخضع لقوى الشر وسيعمل على شعاره " شراكة ومحبة".

وفي سؤال عن إتهامه بالدفاع عن سلاح حزب الله قال الراعي: "حزب الله يدعي أنه يحمل السلاح لحين انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، فلماذا لا يتم دفع إسرائيل إلى تطبيق القرارات الدولية وبالتالي نسحب من حزب الله هذه الذريعة؟ فالسلاح يشكل مشكلة وتم إنتقادي في السابق عندما عندما قلت أنني أخاف لأن الفريق الآخر يحمل السلاح. نعم حزب الله وسلاحه يشكلان انقسام كبير في لبنان، فليس طبيعياً أن يحمل أحد السلاح وشريكك في المواطنة لا يحمله.

وعن قانون الإنتخاب الجديد أشار الراعي أنه ليس لديه "خيارت سياسية" وبالتالي فهو ليس مع النسبي ولا غير النسبي بل "أعمل على جمع الأفرقاء الموارنة والجميع لبى الدعوة ومن ضمنهم فريق هاجمني بعد عودتي من فرنسا" وذلك من أجل التوصل إلى قانون إنتخاب يكون الأفضل والأصلح ويرضي المسيحيين والمسلمين.

وفيما يلي نص الحوار الكامل

نظرة عامة عن تاريخ المسيحيين ودورهم في الشرق

نحن لا نريد أن ينظروا إلينا كمسيحيين بحساب "الأقليات" ولا بحساب النفط والإقتصاد والتجارة. من ناحية العدد نعترف أن عددنا كمسيحيين قليل لكن لا نقول أننا أقلية بل نقول هذه كنيسة المسيح وهي موجودة من خلال المسيحيين في هذا الشرق. فالسيد المسيح يشبه الكنيسة بالعريشة أو بالشجرة وأغصانها والمسيحيون في هذا الشرق هم غصن لها وإذا أخذنا صورة بولس الرسول يقول أن الكنيسة هي جسد المسيح ونحن موجودون في هذا الشرق ولا يجب أن ينظر إلينا من خلال العدد فقط بل يجب أن ينظر إلينا من خلال رسالتنا.

القسم الأول أقوله للمسيحيين لكي يدركوا أنهم أساسيون في هذا الشرق والكنيسة من خلالهم قادرة أن تحمي رسالتها في المنطقة عبر إنجيل الخلاص والمحبة بين الناس وإنجيل كرامة الشخص البشري والمسيحيون موجودون في العالم العربي منذ أيام السيد المسيح وعمرهم ٢٠٠٠ سنة و طبعوا قيمهم المسيحية جوانب الحياة في الثقافة والسياسة والإقتصاد وحملوا معهم الروح الديمقراطية والإنفتاح وقبول الآخر المختلف عنهم وحملوا أيضاً الحريات العامة وحقوق الإنسان والنهضة العربية، لذلك نريد من الدول والأنظمة الغربية عدم النظر إلينا من خلال منظور المصالح الإقتصادية وإنما من خلال هذه الرسالة التي نحملها، لذلك نحن متشبثين بأرضنا ونحن نؤمن بأن رسالتنا هي خير لهذه البشرية.

ومن هنا نطالب الأسرة الدولية بأن تفهم أن الحياة تقاس بالرسالة والهدف السامي وليس بالمردود المادي. فهنا في الولايات المتحدة يتحدثون عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات والشعب الأميركي يعيش هذه الحريات ويدافع عنها، ومن هنا نحن المسيحيون حماة هذه المبادئ في الشرق مع إخواننا في المناطق التي نعيش فيها ولا أعني أن شركاءنا في المواطنة لا يملكون تلك المبادئ التي نحملها، فكلنا نبني هذه المجتمعات من خلال هذه القيم. لا نريد لأحد أن يعاملنا كأقليات ويستسهل الإعتداء علينا، كما حصل في مصر والعراق حيث تم قتل المصلين في الكنائس. لماذا يتم التعامل معنا بهذه الطريقة فنحن لسنا غرباء عن هذا المجتمع ونحن أصيلون فيه ولذلك نقول للحكام في العالم العربي نحن نريد أن نعيش سوياً بإحترام متبادل وللتذكير لم يلعب المسيحيون ولا مرة واحدة دوراً معادياً ضد أي دولة والجميع يقول أننا مواطنون صالحون فلماذا يريدون أن يقتلونا "كل ما دق الكوز بالجرة يقتل المسيحيين" وكذلك لا نريد من الغرب أن يعاملنا كمجموعة "ملبكين فينا"، فكل مبادىء الغرب يحملها المسيحيون في الشرق.

توضيح عن ملابسات تصريحات زيارة باريس

لم يجر أي حديث مع المسؤولين الأميركيين ولكن ما جرى في فرنسا هو معاكس تماماً لما نشر وتم تداوله. نحن في فرنسا سواء بزيارة الرئيس نيكولا ساركوزي أو رئيس الحكومة أو رئيس مجلس الشيوخ وكل المسؤولين، كررنا الكلام نفسه بأننا لا نوالي ولا نعادي أي نظام سياسي والحديث كان تحديداً عن سوريا وقلنا أننا لا نعادي ولا نوالي النظام السوري فهذا ليس عملنا، نحن ككنيسة يهمنا أن يقوم أي نظام سياسي بإحقاق الأهداف الأساسية أي الخير العام من خلال ضمان سلامة المواطنين وكرامتهم وإيجاد سبل العيش الكريم لهم وقلنا أيضاً أننا في لبنان عانينا من النظام السوري ما يكفي ونتمنى أن لا يذوق أحد ما ذقناه

نحن مع الإصلاحات الدستورية في سوريا وفي أي بلد آخر ونحن مع الحريات العامة وحقوق الانسان والديمقراطية في سوريا وغيرها من الدول، هذا ما قلناه لهم ولكن قلت أيضاً (للفرنسيين) أنه أمامنا أيضاً المثال العراقي فإذا كنا سنحذو حذو العراق في تغيير الأنظمة العربية في العالم العربي من خلال القول أنها أنظمة ديكتاتورية تقمع الشعوب، فإننا نقول لكم احذروا، فبإسم الديمقراطية سقط آلاف القتلة في العراق و هجر المسيحيون منه، الديمقراطية التي حاولتم خلقها هناك تحولت إلى حرب ضروس بين والسنة و الشيعة و الكرد، تحصد ضحايا بشكل يومي ولها تداعيات أيضاً على الوضع اللبناني، إذ نعيش في لبنان صراع سياسي سني شيعي مرتبط بحرب العراق ومقتل الرئيس فريق الحريري والمحكمة الدولية والإحتلال الاسرائيلي.

الخوف من وصول العلويين في سوريا إلى سدة الحكم

قلت للفرنسيين بكل وضوح نخاف من ثلاثة أمور في سوريا: أولاً أن يصل الوضع في سوريا إلى حرب أهلية حيث ستتحول إلى حرب سنية - علوية طاحنة وستكون تداعياتها قوية ومباشرة على لبنان حيث هناك تواجد للسنة والعلويين، فنحن مرتبطين في سوريا ولبنان بشكل عضوي.

ثانياً أن نتحول من أنظمة ديكتاتورية إلى أنظمة أكثر ديكتاتورية، وأعني بذلك أن لا نصل إلى مرحلة إستيلاء الأصوليات على الحكم، مدعومة مالياً ومن دول مسلحة علماً بأن السنة والشيعة والعلويين بأغلبيتهم معتدلون لكننا نخاف أن تصل الأقلية الأصولية فنتحول من السيء إلى الأسوأ.

ثالثاُ أننا نخاف أنه لا سمح الله إذا تحولت الأمور إلى حرب أهلية في سوريا بين سنة وعلويين فهي ستجر الويلات والعلويون لن يقوموا بتسليم رقبتهم بسهولة، ونحن في لبنان خبرنا هذه الحرب، وأيضاً قلت الفرنسيين في حال أعلن العلويون دولتهم في سوريا "لا سمح الله" فإن هذا من شأنه أن يؤدي إلى تطبيق مشروع الشرق الأوسط الجديد القائم على تقسيم الدول العربية.

إذا كان هناك من لم يعجبه ما قلته وقام بتحريف موقفي فهذا شأنه . لقد عقدنا في باريس عدة إجتماعات رسمية و كافة المسؤولون الفرنسيون كانوا يسألوننا عن رأينا عن الأوضاع في المنطقة وكانوا ينصتون بإهتمام شديد وكانوا يسمعوننا كلام طيب حتى أنه في آخر الزيارة وفي طريقي إلى المطار إتصل بي أحد النواب الفرنسيين وعبر لي عن إعجابه بالقراءة الجيو- سياسية التي قمت بها ونحن نأخد هذه المواقف بعين الإعتبار، فهناك أناس لا يريدون لنا أن نقول الحقيقة ولي حق أن أقول ما أراه مناسباً ما دمت حياً و يجب على العالم أن يعي ما يجري من حولنا، أنا لست ضد أحد أنا مع كل الدول والشعوب و لكن لا أريد أن نرى أنفسنا نذبح كل يوم أمام مصالح وسياسات دولية.

العلاقة مع آل الحريري

كل ما قيل عن علاقتي بآل الحريري هو عار عن الصحة فعلاقتي ممتازة معهم ومع الجميع وأنا لا أوالي أحد ولا أرفض أحد وكما قلت سابقاً أنا مع كل اللبنانيين والأحزاب والتيارات والمذاهب والأفكار، إذ لا يمكننا الإستغناء عن أحد ولا أحكم على أحد بخياراته السياسية، هذا شأن أعلنته عندما جمعت القادة الموارنة الذين هم على خلاف وقلت لهم لا شأن لي بخيارتكم السياسية فهذا عملكم ولكننا نطلب منكم مسألتين: المحافظة على المبادىء والوصول إلى الأهداف وذلك لرفعة المواطن والوطن والمجتمع والباقي كله خياطة.

أعيد وأكرر، علاقتي مع آل الحريري ممتازة جداً و كل الكلام الذي قيل هو عار عن الصحة، إذ لم يتصل بي أحد ولم تتم دعوتي إلى أي وليمة ولم يطلب أحد زيارتي والكلام الذي نشر عن أنني كنت مدعواً عندما زرت صيدا من الرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري ليس صحيحاً بدليل أننا مشينا سوية في ساحة النجمة إلى باب المطرانية وتحدثنا وضحكنا ولم يتحدث معي أحد في هذا الموضوع، وأنا لا أختلف مع أحد فهذه نفسيتي وعندما قمت بالزيارات كنت أزور المسيحيين والسنة والشيعة والدروز والعلويين، والجميع كانوا يرحبون بي.

هناك أناس لا يريدون الوحدة التي أعمل لأجلها وهناك من يتهمني بالإنحياز لهذا الفريق ضد الفريق الآخر. هذا كلام غير صحيح فأنا مع الجميع شرط أن نجلس على طاولة للمساهمة في نهضة هذا المجتمع. عندما كنت مطراناً لم أعادي أحداً بسبب خياراته السياسية ولن أفعلها وأنا بطريرك، وإذا كان هناك من شيء فسأقوله بيني وبينه، فهذا تفكيري وهذا نهجي وهذه نواياي، وكل الباقي تجارة، وأنا ضد الإصطفافات وآسف لوجود أناس لا يريدون دخول عالم التلاقي والأخوّة لذلك نحن نتعذب بالشرق.

رداً على الكلام الذي أثير حول موقف الفاتيكان من كلامه

ما أقوله في الإجتماعات هو ما أقوله في العلن. ما يجمعنا مع الفاتيكان هي المبادىء ونحن نسير عليها من خلال رفضنا للحروب والعنف والدعوة للتفاهم بين الشعوب والحوار بين الأديان و تلاقي الثقافات، والفاتيكان لا يريدنا أن نختلف مع أحد والحفاظ على المسيحيين في الشرق وللتذكير فإن الفاتيكان هو أول من وقف ضد الحرب في العراق أيام البابا يوحنا بولس الثاني حيث أثبتت الأيام فيما بعد صحة هذه المواقف إذ نتج عن هذه الحرب هجرة أكثر من مليون مسيحي.

سيدة الجبل

لا أعرف شيئاً عن هذا اللقاء ولقد سمعت عنه خلال وجودي في الولايات المتحدة وأنا أعتبره "شي مش كتير منيح" فبعد حملات التشويه لزيارتي لفرنسا قررت ألا أقرأ أية جريدة وألا أشاهد أي تلفزيون وألا أسمع أي راديو حتى أنني أغلقت هاتفي الخلوي حتى لا أتلقى أية رسالة وقد اتخذت هذا القرار لأنني لا أريد لعلاقتي مع الناس أن تتغير ولا أريد أن أعرف من يتحدث عني بالحسن أو بالعاطل. لا أعرف ما هذا اللقاء و لم أسمع عنه و لم يخبرني أحداً عنه و سمعت عنه عندما كنت في مدينة سانت لويس و كل ما وردني أنه كان هناك لقاء وتم تسريب أخبار أنه تم إلغاؤه بايحاء من البطريرك، أريد أن أقولها بصراحة انني لا أعرف أي تفاصيل عن هذا اللقاء ولا أعرف الجهة الداعية و لا أعرف المواضيع المطروحة ولا مكان الانعقاد و لا يهمني الامر أنا منفتح على الجميع و أحاور الجميع و ازور كل المناطق.

الخلاف داخل الكنيسة

أقول بكل صراحة أن وسائل الإعلام بمعظمها هي غير حرة وتتبع أجندة من يمولها. أنا آسف أن نكون قد وصلنا إلى هذا المستوى في لبنان، ولنكون منطقيين وواقعيين فإن هذه الحالة موجودة في العالم كله لأن الحرب الكبرى اليوم هي حرب الإعلام. أنا آسف لهذا الشيء ولكنني سأظل أقول الحقيقة وفي نفس الوقت أحترم كل الناس. أفهم أن البعض يباع ويشترى وكل واحد يريد أن يتحدث بما يملي عليه من يدفع له. وأنا آسف لقوى الشر ولن أخضع لها وسأظل أعمل على شعاري "شراكة ومحبة". أنا قادم إلى هذه الحياة مرة واحدة ولا أريد أن أعادي أحد. لا أريد العيش في عداوات وهذا هدفي حتى لحظة أغمض عيني عن هذه الدنيا.

حزب الله

إن علاقتي جيدة مع الجميع، التقيت في الإعلام منذ كنت مطراناً أكثر من مرة مع أفراد من حزب الله وكنت دائماً أقول وعلى الملأ أنه ليس من الطبيعي أن تكون هناك فئة سياسية لبنانية تحمل السلاح وأن تكون في الحكومة والبرلمان. يجب التفاهم على هذا السلاح، فهم لديهم مبرراتهم. وكلامي هذا لم يعجب البعض في الداخل والخارج وفسروه على أنني أتبنى موقف حزب الله. كل ما أريد أن أقوله هو أن الأسرة الدولية مسؤولة، فقضية حزب الله ليست قضية لبنانية فقط والبرهان أننا لا نستطيع أن نحل قضية السلاح لبنانياً لأنها مرتبطة بقضايا هي من مسؤولية الأسرة الدولية، وهم لا يقبلون هذا الكلام ويتهمونني بأنني أبرر مواقف حزب الله. أنا لا أبرر، كل ما أقوله أن المجتمع الدولي مسؤول. حزب الله يدعي أنه يحمل السلاح لحين انسحاب اسرائيل من الأراضي اللبنانية، فلماذا لا يتم دفع إسرائيل إلى تطبيق القرارات الدولية وبالتالي نسحب من حزب الله هذه الذريعة؟ فالسلاح يشكل مشكلة وتم إنتقادي في السابق عندما عندما قلت أنني أخاف لأن الفريق الآخر يحمل السلاح. فإذا كنت جالساً معك وأنت تحمل السلاح فإنني حكماً سأخاف منك. نعم حزب الله وسلاحه يشكلان انقسام كبير في لبنان، فليس طبيعياً أن يحمل أحد السلاح وشريكك في المواطنة لا يحمله. أضف إلى وجودك في الحكم والتهديد الدائم بهذا السلاح. كل هذا واضح ولكن ما يهمني هو الحل. كيف نحل هذه المشكلة؟ على الأسرة الدولية مسؤولية في هذا المجال وعليها سحب ذرائع حزب الله. في الغرب لم يتقبلوا هذا الكلام مني ويعتبرون أنني أجد تبريرات لحزب الله. فلماذا لا يضغطون لتنفيذ القرارات الدولية القاضية بإخراج اسرائيل دون أي قيد أو شرط؟ لم أتلق أي جواب حتى الآن. ولماذا هذه الدول لا تقوم بتسليح وتقوية الجيش اللبناني. يطلبون مني أن أقول للحزب أن يسلم سلاحه، وهو لن يقوم بذلك فماذا نفعل؟ أنا لن أستطيع طلب ذلك في الوقت الحالي. هناك من يريدني أن أقول كلام سيء عن حزب الله وهذا ليس "شغلي"، لا أريد أن ترمى الكرة إلي، أنا عملي أن ألقي الضوء على مسؤولية الأسرة الدولية في هذا المجال، ولو لم تحتل اسرائيل أرض لبنان لم يكن مبرر لوجود حزب الله. أكرر كلامي أنا لا أبرر لحزب الله فهو مشكلة وللكل قسم في هذه المشكلة.

قانون الإنتخاب

لقد جمعنا النواب الموارنة على شرط أن يتحاوروا مع زملائهم المسلمين والمسيحين. أنا ليس لدي خيارات سياسية فهذا شأن السياسيين. كل ما قمت به هو جمع الفرقاء على طاولة واحدة وقلنا لهم تعالوا لنفكر كيف يمكنكم الوصول إلى قانون يرضيكم ويرضي الجميع، فصدر في الصحف أن البطريرك مع القانون النسبي. أنا لست مع النسبي ولا غير النسبي. أنا مع اتفاق النواب على قانون إنتخاب يكون الأفضل والأصلح ويخدم المسلمين والمسيحين. كل ما أفعله هو جمع الأفرقاء على طاولة واحدة، وهذا لا يمكن إلا من خلال البطريرك والبرهان أن الكل لبى الدعوة ومن ضمنهم فريق هاجمني بعد عودتي من فرنسا. أنا أتجاوز كل الخلافات وأعمل للوحدة، والإجتماعات كانت رائعة جداً جداً وتم النقاش والتحاور حول كل المشاريع. عندما نعود إلى لبنان أعتقد أن اللجنة المكلفة تكون قد أخذت كل الأفكار والآراء لتصل مع اللبنانين جميعاً إلى قانون إنتخابي يرضي المسلمين والمسيحين.

بيروت أوبزرفر

كان لقائي معكم اليوم هو توضيحي لبعض المواقف . أنا لا أريد أن أتكلم بالسياسة وسأتجنب من الآن وصاعداً الحديث في الإطار السياسي، وكما ذكرت آنفاً فأنا لا أستطيع قراءة الجرائد، لدينا مكتب أعلامي يتابع، أما أنا شخصياً لا أريد أن تؤثر الأخبار المفبركة والمسربة بعلاقاتي مع أحد. أريد أن أنظر إلى الجميع بمحبة وإخلاص.

المصدر : بيروت أوبزرفر