مقتطفات مختارة من ما نشر في مجلة الشراع عدد الجمعة 9 أيار 08/

الحزب وثقافة الكذب/حسن صبرا

مقابلة مع رئيس اقليم زحلة في حزب الكتائب ايلي ماروني 

مقابلة النائب سمير فرنجية

هل يعيد حامل امانة – الصدر الشيعة الى لبنانيتهم وعروبتهم

بعد ان تحول حزب الله من مقاومة الى مقاولة

ايران بدأت الجزء الثاني من خطتها اسقاط الدولة اللبنانية

هل ما يزال ترشيح سليمان قائماً؟؟

 

الحزب وثقافة الكذب

حسن صبرا

لم يعرف لبنان في تاريخه الحديث جماعة تمارس الكذب السياسي في عملها بحجم الكذب الذي تمارسه جماعة حزب الله.. ولو أن هذا الكذب مقتصر على امور الدنيا لكان الامر ربما مشروعاً وان كان غير اخلاقي، اما ان يشمل الكذب الذي يمارسه هذا الحزب امور الدين فهو الفجور بعينه.

يعطي حزب الله غطاء ((دينياً)) للكذب باسم التقية، والتقية هي الحالة التي طلب فيها الامام جعفر الصادق من انصار آل البيت الذين كانوا قد اضطهدوا من قبل حكام الامويين ثم العباسيين ان يلجأوا اليها ليخفوا حقيقة مواقفهم حتى لا يلاقوا الموت او السجن او النفي، وهذه الحالة انتهت بالتحولات السياسية والاجتماعية والثقافية التي حصلت في البلاد العربية والاسلامية خلال اكثر من 1200 سنة.. خاصة وان الشيعة باتوا حكاماً في ايران منذ 500 سنة مثلاً على الاقل.

لكن حزب الله يصمم على الكذب باسم التقية في اساءة غير مسبوقة للدين او على الاقل للأخلاق.. وهذه مدرسة سياسية عادت الى الظهور في ايران منذ ان استولى الاسلاميون فيها على السلطة عام 1979 وعمدت الى تعليم تلامذتها سواء حزب الله في لبنان او ميليشيات العراق الحاكمة هذه الثقافة التي تصدرها ايران بمراسيم.. دينية او قل شرعية من اعلى مستوياتها وهو ما يسمى ولي الفقيه.

والى جانب ((التقية)) التي يذبحها حزب الله بالاساءة اليها كذباً مع كل خطاب وكل تصريح وكل بيان صادر عنه او عن أي من قياداته هناك التكليف الشرعي الذي يمنحه حزب الله ويستعمله كما المطاط فيصدر احد معمميه الذين تخرجوا من دهاليز استخبارات طهران او دمشق او الاثنين معاً تكليفاً شرعياً قد يبدأ بالسرقة تحت التكليف الشرعي الى انتخاب ايلي حبيقة وفق تكليف شرعي الى الخروج بتظاهرة وفاء لبشار الاسد، الى منع قوى الامن اللبنانية من التصدي لمخالفة يقدم عليها حزبي في الضاحية الجنوبية بحجة ان هذا الحزبي مدعوم بتكليف شرعي.. بأن يبني على ارض لا يملكها او تملكها الدولة، او ان يخطف انساناً بريئاً لا ذنب له الا تسجيل موقف سياسي، او ان يسطو على مصرف لأنه اجنبي او حتى لبناني.. او يخطف فتاة يريد الزواج منها قسراً..

تقول بيانات حزب الله العلنية ان تمويله يأتي من تبرعات او خمس الارباح لمؤمنين في ارجاء الدنيا، وهذه البيانات كاذبة لأن حزب الله يتمول علناً من ايران، لأن هذا الحزب هو فرقة من فرق الحرس الثوري الايراني الذي يملك ميزانية مستقلة في بلده اضخم من ميزانية الدولة نفسها، ولحزب الله دفتر حسابات بكل ((تومان)) قبضه بالدولار من ميزانية الحرس الثوري.

تقول بيانات حزب الله العلنية انه لا يأخذ سلاحاً من ايران او من سوريا.. وهو لا يصنع الاسلحة في لبنان.. فلا يبقى مصدر التسليح لدى حزب الله الا اسرائيل.. اذن اذا لم يكن يأخذ سلاحه من اسرائيل فهو يأخذه من ايران ومن سوريا.. وغير ذلك فبياناته كاذبة.

تقول بيانات حزب الله انه يمد شبكة اتصالات هاتفية في كل الاراضي اللبنانية لحماية المقاومة.. وهذا كذب واضح لأن التجسس على شخصيات سياسية وحزبية وفكرية وثقافية لبنانية وعلى نواب ووزراء ومدراء عامين وضباط لبنانيين وصحافيين واعلاميين وشركات كبرى ومصارف ونقابات ورؤساء جامعات في لبنان لا علاقة له بحماية المقاومة.. بل هو تجسس مخالف لما يقوله الله في كتابه الكريم ((ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً)).

وعد امين عام حزب الله حسن نصر الله القيادات اللبنانية والحكومة والناس جميعاً صيف عام 2006 انه لن يستدرج اسرائيل لحرب على لبنان.. ثم كانت الحرب التي دمرت عشرات آلاف المنازل وقتلت 1200 انسان لبناني وجرحت اكثر من 12 الف مواطن وسببت خسائر بعشرات مليارات الدولارات.. ثم يقف نصر الله نفسه ليقول لو كنت اعلم كل هذه المآسي والخسائر لما كنت اقدمت على الحرب.. وفي اليوم التالي يقول ان اسرائيل هي التي كانت تريد الحرب ونحن الذين استبقناها ثم يقول في اليوم الثالث اننا حققنا نصراً الهياً.

كان لينين يقول ان الضمير هو الحزب، فما يعلنه الحزب ويمارسه هو الضمير، حتى لو كان ضد الاخلاق والدين والمجتمع وكتاب ميكافيللي الشهير ((الامير)) يعتمد القاعدة التي يمارسها حزب الله في لبنان وهي الغاية تبرر الوسيلة.

وسائل حزب الله غير شرعية وغير اخلاقية وضد الضمير والدين ومع هذا فغاية حزب الله ليست وطنية ولا لبنانية ولا عربية، لأنه ينفذ سياسة ايران التوسعية العنصرية الشعوبية الكارهة للعرب ومنهم النبي العربي والامام علي والائمة الاثني عشر العرب والخلفاء الراشدون العرب وكتاب الله العربي ولسان اهل الجنة العربي.. لكأن دين الاسلام هذا جاء به الفرس ويريدون تطويعه في كل مصلحة فارسية وأولها العداء للعرب.

حزب الله يتلقى المال والسلاح والتعليمات من إيران، وإيران تريد فتنة مذهبية ضد السنة في العراق وفي سوريا وفي لبنان وفي مصر وفي السعودية وفي كل دول الخليج العربي وفي اليمن لتسيطر على العرب.. لذا نجد تحركاً لحزب الله في كل هذه البلدان، وهو ينفذ تعليمات سادته في طهران، ولا يملك الا الخضوع لها، فهو مجرد اداة عندها حتى لو سببت هذه التعليمات دماراً في لبنان وتهجيراً للشيعة فيه تحديداً وتدميراً لمناطقهم ومنازلهم وحرقاً لمزارعهم وأرضهم وقتلاً لأطفالهم وشبابهم.

الغاية عند الحزب تبرر الوسيلة سواء كانت الوسيلة كذباً باسم التقية، او تكليفاً شرعياً باسم الدين، او سرقة التعدي على ارض الدولة اللبنانية او لمواطن مسكين..

عندما استشهد الزميل جبران تويني يوم 12/12/ 2005 وزع حزب الله الحلوى والمرطبات مجاناً ابتهاجاً باغتيال الصحافي والنائب وعندما نعاه والده الزميل والنائب غسان تويني بكلمة مؤثرة داخل صرح الكنيسة هاتفه حسن نصر الله متمنياً لو انه كان حاضراً معه لمشاركته تقبل العزاء.

هل هناك تقية اوضح من هذه؟

مقابلة مع رئيس اقليم زحلة في حزب الكتائب ايلي ماروني

 

ايلي ماروني: اسابيع مرت على جريمة عروس البقاع والقاتلان متواريان/زحلة على حافة الانفجار/زوجة ايلي سكاف مريام رفضت التهدئة والمجرمان يتصلان بها/سكاف يدخل الى زحلة تسللاً بحماية عناصر سابقة من قوات ايلي حبيقة وتيار المردة/القاتلان إما في حماية ((حزب الله)) او سوريا/

 

رغم مرور اسابيع على جريمة زحلة المزدوجة ما زالت ((عروس البقاع)) تعيش اجواء الحزن والغضب، مطالبة بالعدالة وتسليم المجرمين الى القضاء ، في الوقت الذي اتسعت فيه دائرة الاتهامات للنائب ايلي سكاف بتغطية الجريمة وايجاد التبريرات المتعددة لمرتكبيها.

((الشراع))  التقت رئيس اقليم زحلة في حزب الكتائب ايلي ماروني ، وتحدثت معه عن وضع زحلة وما توصل اليه القضاء حول جريمة الاحد الاسود.

 

# اليوم وزحلة تضمد جراحها، كيف تصف لنا الوضع فيها بشكل عام ؟

- ما زالت اجواء زحلة محمومة وأراها قريبة من الانفجار اذا لم يتم تدارك الامر بأسرع وقت وإلقاء القبض على المجرمين اللذين ارتكبا الجريمة وتسليمهما للقضاء المختص. وبرأينا ان استمرار اخفاء المجرمين -  الزوقي اخوان- واستمرار ايلي سكاف في الدفاع عنهما يعيدان الامور الى لحظة الاغتيال،  فدماء الشهيدين لن تذهب هدراً ولن نسمح بتهميش هذه الجريمه ولا بالمساومة عليها، فنحن منذ زمن طويل سلكنا طريق المقاومه والاستشهاد لذلك لن نخاف لأننا نبحث عن الحقيقة والعدالة.

 

# تعددت الروايات عن الاسباب التي أدت الى حصول الجريمة وكيفية حصولها، فهل كانت مجرد حادث فردي ام انها برأيك مدبرة ولها أبعادها ؟

- كنا نفتتح بيتاً للكتائب في حوش الزراعنة بعد قداس شارك فيه المئات وفي مقدمهم الشيخ سامي الجميل . الاحتفال بدأ عند الرابعة ، وحوالى الساعة السادسة وبسبب شدة الازدحام من جراء الغياب الفاعل للقوى الامنيه لقطع الطريق، تمنيت على الشيخ سامي الجميل مغادرة الاحتفال، وتابعنا القداس، وحوالى الساعة السابعة الا ربعاً سمعنا جدالاً في الخارج وركضت لاستطلاع ما يجري لأشاهد سيارة من نوع ((جاكوار)) وبداخلها طعمة وجوزيف الزوقي اللذان ترجلا وباشرا اطلاق الرصاص باتجاه الجموع فأصيب اولاً رشيد سليم عاصي اصابات بالغة في صدره ثم والده سليم الذي قتل على الفور وبعدها اصيب شقيقي نصري والياس عيسى وركضت باتجاه شقيقي فتقدم نحوي طعمه الزوقي مطلقاً النار فدفعني عدد من الرفاق وراء سيارة فأصيب من بينهم روجيه غرة. وفر الجانيان حيث كان بانتظارهما ابن عمهما وليد الزوقي.

 

المتهم يخاف العدالة

# ولكن لماذا صوبتم اتهاماتكم  باتجاه النائب ايلي سكاف ؟

- نحن في البدايه لم نوجه اتهاماً لأحد وكنا في المستشفى نطلب التبرع بالدم ونصلي للمصابين ، واذا بالنائب سكاف يظهر على شاشة ((o.t.v )) ليقول حرفياً ان الحادث استفزاز ، وان الزوقي مرافقه الخاص مُنع من المرور وان ما جرى مجرد حادث فردي ، متسائلاً ((لماذا يفتتحون بيوتاً للكتائب))؟ وأضاف  ان الزوقي اتصل به . ثم عاد سكاف  ليلاً وعبر شاشة ((N.T.V )) ليقول ((ان الزوقي ووالده من قبله يخصونني)). وبدأنا نستكشف الحادث فعلمنا من شهود ان جوزف الزوقي اطلق الرصاص من رشاش كلاشينكوف وهو من عناصر شرطة المجلس النيابي، وكان يطلق الرصاص من مسدسه الأميري ، كما علمنا ان  ((الزوقي اخوان)) كانا يتربصان بمكان الاحتفال منذ الساعة الرابعة وحاولا المرور فمنعهما ضابط في قوى الامن الداخلي لان الطريق مقفله بالسيارات. وعلمنا انهما كانا طيلة فترة ما قبل الظهر في منـزل بجوار بيت الكتائب يستكشفان كل الطرقات . والاخطر ان ايلي سكاف قال بعد لحظات من وقوع الجريمه ان هنالك  تبادلاً لاطلاق النار وان سيارة الزوقي اصيبت . وهنا نسأله كيف علم بكل ذلك خلال دقائق؟ والمكان كان مطوقاً من قبل  القوى الامنية؟  بينما الشهود يؤكدون ان طعمة طلب من شقيقه جوزف اطلاق الرصاص على خزان وقود سيارته التي كانت مليئة بالقنابل والذخائر لتفجيرها  لازالة آثار الجريمه والقضاء على  العشرات من الابرياء. وعادت جريدة ((الحياة)) بعد ايام لتؤكد ان تقرير المباحث الجنائيه اثبت ان الرصاص في السيارة هو نفسه في جسد الشهيدين.. وبعد هل هذا  الحادث فردي يا ايلي سكاف؟ وخلال حديث آخر لـ ((O.T.V )) شن سكاف حملة عشوائيه على وزير العدل لإحالته الجريمة على المجلس العدلي ، مما ترك ألف سؤال لدينا عن سبب خوفه ؟ وهل يخاف من العدالة الا المتهم ؟ ثم شن حملة على مطران زحله اندريه حداد ناكراً وجوده ، كل ذلك لان المطران طالب بالعداله وبتسليم المجرمين، مما جعلنا نتساءل عن السر بين الهجوم على البطريرك نصرالله بطرس صفير في مكان، والمطران حداد في زحلة فهل ذلك من ضمن خطة لإفراغ المؤسسات الروحية كما يعمل مع حلفائه على افراغ المؤسسات الدستورية؟

 

# ولكن النائب سكاف اعلن مراراً عن رفع الغطاء عن مرتكبي الجريمة مؤكداً عدم معرفته بمكانهما ؟

- لا  ابداً، فهو ما زال على موقفه ويتستر على المجرمين حتى اننا علمنا من مصادر من منـزله في اليرزة ان المحرض الاول لمنع تهدئة الامور في زحلة زوجه ميريام ، وابلغنا  العديد ممن شاركوا في المفاوضات خلال احتجاجنا على عقد مؤتمره الصحافي قرب المكان الذي كنا نتقبل فيه التعازي ، ان ايلي سكاف اكد ( وهذا ما قاله خلال مقابلات تلفزيونية معه ) ان المجرمين تابعا الاتصال بزوجه ميريام ، وهنا لا نعلم ما علاقة سيدة بمجرمين من اصحاب السوابق المتكررة وكيف يحيط رئيس كتلة نيابيه نفسه بمجرمين ويقدم اليهم الاسلحة؟ وما يؤلمنا ان سكاف كان خلال يوم التشييع بالذات يحضر احتفالاً في مدرسة الجمهور ويقوم بتصوير مسرحية للاطفال وهو غارق في الضحك ولدينا صور لذلك.

 

# هل هناك من خطوات معينة في الفترة القريبة سيتم اتخاذها من قبلكم؟

- طبعاً، نحن نؤمن بالعدالة وان الله يمهل ولا يهمل، ونؤكد لايلي سكاف ولزوجه وللمحيطين به ان عليهم تسليم المجرمين وترك القضاء يأخذ مجراه، ولن ننتظر طويلاً فنحن سندعي عليه وعلى زوجه وستبقى هذه القضية ماثلة امام عينيه ربما تستيقظ الضمائر عندها لا يعود يدخل الى زحلة متسللاً ليقوم ببعض الواجبات بحماية مرتزقة من خارج المدينة.

 

# من تقصد بالمرتزقة؟

- عناصر سابقة من قوات حبيقة، ومن تيار المردة  تتولى هذه الايام حماية سكاف.

 

 محمية أمنية للقتلة

# ما هي معلوماتكم عن المكان الذي لجأ اليه الجناة ؟

- الوزير احمد فتفت وفي حديث لإذاعة ((صوت لبنان)) اكد وجود تسجيلات صوتية بين المجرمين وايلي سكاف بعد حصول الجريمة من زحلة الى عميق الى النبطية، وكل المعلومات الموجودة لدينا تؤكد ان سكاف تولى اخفاءهما شخصياً وهو سبق وان اخفى جوزف الزوقي سنة كاملة بعد قتله اندريه صليبا . وعما اشيع انهما في حماية حزب الله ، فاذا كان الامر صحيحاً فيكون وجودهما  في حماية الحزب كرمى لعيون ايلي سكاف، واذا كانا انتقلا الى سوريا فبالتأكيد يكون ذلك بطلب من سكاف والا  لماذا تحميهما احزاب ودول ؟وأحب ان اقول ان كل الجرائم التي  ارتكبت منذ الانسحاب السوري كان الفاعل فيها على الاقل مجهولاً ، الا هذه الجريمة فالفاعل معروف وانتماؤه السياسي معروف.فاذا كان في لبنان محميات لسارقي السيارات ومحميات امنية للزعماء فهل نحن امام محميات أمنية للمجرمين والقتلة؟

 

# كيف كان موقف ((التيار الوطني الحر)) من جريمة زحلة؟

-للأسف لم نسمع من قبل التيار الوطني اية كلمة استنكار او تعزية، بل على العكس راح ميشال عون يبرر ما يقوله ايلي سكاف ، اما نائبه سليم عون فهو منشغل بملاحقة كل الناس بدعاوى بتهمة  شتمه. وأود ان اشكر اهالي البقاع وزحلة لوقوفهم الى جانبنا والى جانب الكتائب والمشاركة العفوية في الاضراب لمدة ثلاثة ايام ، واطمئن المصطادين بالماء العكر  ان خطتهم فشلت فالكتائب عازمة على النهوض وقلم نصري ماروني لن يصمت فمجلته ((مرحبا)) ستستمر في الصدور وربما سيترحمون على قلمه امام حقيقة ما سيقرأونه . 

مقابلة مع النائب سمير فرنجية

 

فرنجية: شيء ما سيحصل ومركز الرئاسة لن يبقى شاغراً/مشروع حزب الله غير قابل للحياة/بعد جلسة يوم ((13)) ستذهب قوى 14 آذار للانتخاب بالصيغة التي تراها مناسبة/حزب الله وافق على القرار 1701 ثم بدأ بخرقه/التدويل حاصل ونطاقه سيتسع وحزب الله يتحمل المسؤولية/الاتحاد العمالي تحول الى ادارة سياسية وتحركه لا يمت بصلة الى مصلحة العمال/*الرهان على تغيير الادارة الاميركية وهم

 

 اكد النائب سمير فرنجية ان مركز رئاسة الجمهورية لن يبقى شاغراً الى فترة طويلة، وان قرار قوى 14 آذار هو انتخاب الرئيس لأن البلد لم يعد يحتمل استمرار التعطيل الذي تمارسه المعارضة. وحذر النائب فرنجية من ان تدويل الازمة اللبنانية سيتسع نطاقه اكثر بسبب السياسة التي يتبعها حزب الله الذي يحاول فرض مشروعه الخاص على اللبنانيين وهو مشروع غير قابل للحياة، لان كل التجارب اثبتت ان لاخلاص الا بالدولة.

((الشراع)) التقت النائب فرنجية وأجرت معه الحوار التالي:

 

 # الحكومة اتخذت قرارات غير عادية، هل ستستكمل بالتنفيذ؟

- ما اتخذته الحكومة هو خطوة جريئة، وتعيد تأكيد وجود الدولة، اما بالنسبة الى تنفيذ هذه القرارات فان المهم اولاً ان هذه الخطوة تؤكد حق الدولة ووجود الدولة وعلى ان الدولة هي المرجع الاخير في الامور الداخلية، وهنا الاهمية، فهذه الخطوة جاءت في لحظة حرجة لاعادة التأكيد ان لا خلاص لهذا البلد الا بالدولة؟ وان المشاريع الخارجية ثبت على مدى السنتين الماضيتين انها فاشلة، وان الخلاص هو بالدولة تماماً مثلما حصل عند نهاية الحرب، حين لم يحصل الخلاص الا بالدولة بعدما استنفدت كل المشاريع الخاصة للميليشيات فعاد اللبنانيون الى دولتهم بعد فشل كل تلك المشاريع الاخرى التي جربوها، فاليوم ما يحصل شبيه الى حد كبير بذلك الامر، وفيما يتعلق بالجانب المعيشي فقرار الحكومة بزيادة الاجور كان ايجابياً ايضاً واذ كان المتوقع اقل من ذلك فأخذت الحكومة بالاعتبار الوضع الصعب الذي يعيشه اللبنانيون، علماً ان هذه الازمة التي لها مبرراتها الخارجية، هي ايضاً لها اسباب داخلية وأولها سياسة تعطيل الحياة الاقتصادية وغيرها، فحين اسمع كلام رئيس الاتحاد العمالي العام ينتابني شعور بأن هذا الرجل لا يعيش في البلد، فرئيس الاتحاد له الحق في ان ينتقد الحكومة ويطالبها ولكن في الوقت نفسه عليه ان ينتقد حزب الله الذي يحتل وسط بيروت ويعطل الحياة فيها والذي يخلق مع بقية المعارضة اجواء سلبية في البلد تعيق الحلول المطروحة، وبالتالي من المؤسف ان يصبح الاتحاد العمالي اداة سياسية ولا يمت تحركه بصلة الى مصلحة العمال، وان يصبح فريقاً يتحرك ويغطي تحرك الآخرين.

 

# هناك اجواء بالطلب الى العميد شقير الا ينفذ قرار الحكومة؟

-لا اعتقد ان هذه القرارات اتخذت كي لا تنفذ، ولا اعتقد برأيي ان العميد شقير قادر على ان يرفض التنفيذ، والا اعتبر ذلك حالة تمرد، وهناك مسؤولية تقع عليه في قضية ((كاميرات)) المطار، وموضوع نقله طرح من قبل الجيش، وليس من قبل قوى 14 آذار..

 

#.. الذي طالب بإقالته النائب وليد جنبلاط، وهو الذي كشف عن الوثائق الامنية في هذا الموضوع، وهذا مثار جدل جديد؟

-هو استند الى تقارير الجيش، ومن حقه كسياسي، ان يطرح الموضوع، فهو كسياسي حصل على هذه المعلومات من مصدر رسمي من واجبه ان يتكلم واذا كان هناك أحد آخر وصلت اليه مثل هذه المعلومات ولم يتحرك فعليه مسؤولية في ذلك، وبالتالي فان الاستناد الى تقارير رسمية تجعل من واجبه كنائب في مجلس النواب ان يتحرك، ومن جهة اخرى ان العميد شقير هو في النهاية ضابط في الجيش اللبناني وإقالة ضابط او نقله امر طبيعي جداً وليس من المفترض ان يكون موضع بحث.

 

# لكن حركة امل وحزب الله اعتبرا ان في ذلك مساً بموقع للطائفة الشيعية؟

-من الخطأ اعتبار ذلك مساساً بأي طرف، لأن هذا المنطق يعني ان كل ضابط سيصبح له ((مساس)) بحزب او طائفة، لا ، هذا منطق غير سليم واذا كان الجيش لا يستطيع نقل ضابط من مكان الى آخر، فهذا يعني قراراً بفرط الدولة كلها، ومهما كانت مسألة العميد شقير، فالقرار الذي يصدر يجب ان ينفذه، ولا يحتاج الامر الى ديموقراطية توافقية لنقل موظف من مكان الى آخر، عدا عن المسؤولية التي يتحملها العميد شقير نتيجة التقارير الصادرة عن الجيش.

 

#وصفت هذه القرارات، بأنها جريئة هل يمكن ان تتخذ قرارات مماثلة تتعلق بتنفيذ القرار 1559 والقرار 1701؟

-القرار 1701، اتخذ باجماع في الدولة ووزراء حركة امل وحزب الله كانوا مشاركين لحظة اتخاذ هذا القرار، ومنذ اللحظة الاولى بدأ خرق هذا القرار من قبل حزب الله، اولاً بكلام السيد حسن نصرالله حين اعلن عن ان عدد الصواريخ لدى حزبه تضاعف، وثانياً هذا القرار يقول بوضوح لا سلطة ولا سلاح الا سلطة الدولة اللبنانية وسلاحها الشرعي، فبالتالي فإن مسألة التمسك بسلاح المقاومة يناقض هذا القرار، والأمر الثالث هو خرق القرار بإقامة شبكة اتصالات خاصة وقد بدأ العمل بها بعد صدور القرار وليس قبله، فالمطلوب اذن موقف من حزب الله يوضح لنا حقيقة رأيه وموقفه من هذا القرار الذي وافق عليه فهل قيادة حزب الله قررت اعتبار هذا القرار غير موجود عليه ان يوضح بشكل علني ذلك، واللافت ان حزب الله يقوم بخرق القرار 1701، وحين تتحرك الامم المتحدة، يقال ذاهبون الى التدويل، في حين ان التدويل موجود بصدور القرار 1701 وبموافقة حركة امل وحزب الله، فهذا تدويل وهناك قوات امم متحدة، وهناك تقرير مفصل حول تنفيذ هذا القرار او عدم تنفيذه، فالكلام عن السعي الى التدويل، غير ذي شأن، لان التدويل حاصل، والسؤال لماذا وافق حزب الله على التدويل، ولم ينفذ التـزماته.

 

# التدويل موجود، لكن هل نحن ذاهبون الى توسيع نطاقه ؟

-كما يبدو نعم نحن ذاهبون الى المزيد من التدويل، وأحمل المسؤولية في هذا الامر لحزب الله وليس لأي طرف ثان، فهو وافق على تدويل الأزمة بقبوله القرار 1701، ثم بعد ان اعتبر ان هذا التدويل يؤمن له الحماية تجاه اسرائيل، انتقل الى معركة داخلية بدليل احتلاله لبيروت منذ سنة ونصف، فهو يستفيد من التدويل لمحاولة الانقلاب في الداخل، ومن جهة ثانية، يخرق التدويل لاعتباراته الخاصة ويحمل مسؤولية التدويل للحكومة والآخرين، فعلى حزب الله إما ان يلتـزم بما وافق عليه بقبوله القرار 1701 وإما ان يرفض بوضوح هذا القرار ويطلب من الحكومة عدم تنفيذه، ومحاولة العماد عون تبرئة حزب الله في هذا الشأن، تؤكد ان العماد عون لم يقرأ القرار 1701، وكلامه عن ان شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله كانت قائمة وان هناك شبكات اخرى الخ.. هو كلام لا علاقة له بالمعطيات القائمة، وكلام خارج الزمن، اما بالنسبة للقرار 1559، فأنا اذكر في هذا الشأن بموقف قوى 14 آذار، حين صدر هذا القرار اذ اعتبرت يومها، وذلك قبل اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ان لها تحفظاً على بند واحد وهو اعتبار المقاومة ميليشيا وبناء عليه مددنا يدنا الى حزب الله وحركة امل في اجتماع عام لقوى 14 آذار عقد في المختارة في 3 آذار 2005 واستمرينا بسياسة مد اليد رغم كل ما حصل لاحقاً، وجرت اكثر من محاولة جدية لطي صفحة الماضي مع حزب الله وحركة امل والتأسيس لمرحلة مشتركة، وبقينا على هذا الموقف الى حين صدور اول تقرير للجنة التحقيق الدولية الذي توجه نحو اتهام سوريا بجريمة الاغتيال، ومن حينها بدأت الأزمة الفعلية بيننا وبين امل وحزب الله، ثم عدنا مجدداً وذهبنا معهما الى طاولة الحوار ثم حصلت الحرب ثم تأزمت الامور حين وصلنا الى مشروع المحكمة الدولية، وبعدها قمنا ايضاً بمبادرة تجاههما، وصدر بيان من قوى 14 آذار في اول حزيران عام 2007 دعا الى توحيد الصفوف والى توحيد محطة التحرير عام 2000 مع محطة الاستقلال في 2005، لكن ماذا حصل بعد ذلك؟ حصل تصعيد استثنائي، ووقع اغتيال النائب وليد عيدو وعدة تفجيرات واحداث مخيم نهر بارد، ورغم ذلك استمرت محاولاتنا للوصول الى تسوية الى ان تبنينا دعوة الرئيس نبيه بري الى التوافق حول شخص الرئيس، ولكن مرة اخرى لم تنجح، وأقول كل ذلك لأبين ان موقف قوى 14 آذار كان يستند الى ان كلفة الاتفاق الداخلي مهما كانت عالية تبقى افضل من كلفة الخلاف والاحتكام الى الخارج، وهذا الموقف ما زلنا عليه، والمطلوب من حزب الله ان يفهم بأن مشروعه غير قابل للحياة، فهل يعقل ان حزباً في طائفة من طوائف لبنان يريد ان يلزم طائفته اولاً ومن ثم الطوائف الاخرى بمشروع لا علاقة لها به، او ان يكون مستقبل البلد هو التحالف مع ايران لمحاربة العالم! جوابهم ان الخيار هو بين التحالف مع اسرائيل او مع ايران، هذا المنطق نحن نرفضه، بإمكاننا الا نكون متحالفين لا مع ايران ولا طبعاً مع اسرائيل، ولكن علينا ان نكون متحالفين مع محيطنا الطبيعي وهو العالم العربي فمشروع حزب الله غير قابل للحياة، وهو مكلف للبلد، ونحن نقول لهم لا مستقبل لكم في هذا المشروع في هذا البلد، وهناك استحالة ولكن اصرار الحزب على هذه الاستحالة يطرح تساؤلات عديدة؟ والرهان على كسب الوقت من مثل انتظار انتهاء عهد الادارة الاميركية الحالية، هو وهم من الاوهام، فالادارة الاميركية ليست محكومة بشخص جورج بوش، هناك مصالح اميركية في المنطقة، واذا تغيرت هذه الادارة هل ستأتي ادارة مؤيدة لايران؟!

 

# قوى 14 آذار هل ستحذو حذو الحكومة فتقدم على الانتخاب بالنصف زائداً واحداً؟

-ليس هناك قرار بالانتخاب بالنصف زائداً واحداً، هذا ليس قرارنا، قرارنا هو انتخاب رئيس لكن تعطيل الانتخابات ليس من حق المعارضة، ثم نحن امام وضع لسنا نحن من يفتعل فيه ازمة لننتخب بالنصف زائداً واحداً، قرارنا هو بالانتخاب والمعارضة تعرقل هذا الانتخاب بشكل غير دستوري لانه ليس في العالم دستور يعطي لاقلية مهما كان حجمها حق تعطيل قيام مؤسسات الدولة، ولو كان هذا الحق موجوداً لتعطلت الانتخابات الرئاسية منذ العام 1943 حتى اليوم، فأي رئيس انتخب ولم يكن له منافس يمتلك عدد اصوات يعادل ثلث عدد اصوات مجلس النواب؟! اذن من يقوم بخرق خطير للدستور هو هذه الاقلية ونحن لن نقبل بهذا الخرق.

 

# ستقومون بخطوة الانتخاب؟

-اؤكد ان مركز رئاسة الجمهورية لن يبقى شاغراً لفترة طويلة وستجرى الانتخابات.

 

# في جلسة يوم 13 من هذا الشهر؟

- لا اعرف في هذا اليوم ربما او في غيره، اقول ان البلد لم يعد قادراً  على تحمل استمرار الفراغ، وبالتالي سوف يحصل شيء ما والذي يتحمل مسؤولية أي قرار يمكن ان تتخذه 14 آذار هو المعارضة التي تخطت كل المبادىء الدستورية، بدءاً باغلاق مجلس النواب الى اعتبار الحكومة غير شرعية، وهذا ما لن نقبل به بعد اليوم، فمن الآن وحتى جلسة 13أيار / مايو  اذا حصل التوافق لانتخاب الرئيس كان به، والا فنحن ذاهبون الى انتخاب هذا الرئيس.

 

# بأية صيغة بالنصف زائداً واحداً؟

-بالصيغة التي نراها مناسبة.

 

حوار احمد الموسوي 

----------------------------------------------------------------------------------------------

   هل يعيد حامل امانة – الصدر الشيعة الى لبنانيتهم وعروبتهم ؟

 

أخفت ايران التي كانت تتحول الى جمهورية اسلامية بقيادة الامام الخميني مؤسس حركة ((أمل)) ومرجعها الروحي والسياسي الامام موسى الصدر في ليـبيا عام 1978 بمساندة الاستخبارات السورية، وظلت تتجاهل قضيته بعد ان استلم الخميني السلطة في طهران عام 1979 رغم مرور عقود على اختطافه في ليبـيا بمساعدة الاستخبارات السورية ومنظمات فلسطينية معروفة، الى ان عادت الى محاولة سرقة تاريخ الرجل والادعاء بالالتحاق بعباءته والنطق باسمه في مزايدات حزب الله في لبنان حول الرجل ومكانته وآرائه.

وقتلت ايران الاسلامية قائد حركة امل العسكري مصطفى جمران خلال معارك شمالي غرب ايران بين السلطة الايرانية الجديدة والاكراد عام 1980.

وخطف حزب الله المقاومة الوطنية التي كانت حركة امل تقودها في جنوبي لبنان ضد العدو الصهيوني، وقتلت قادتها بدءاً من الشهيد محمد سعد الذي رفض طلب عماد مغنية بالانتماء الى مقاومة حزب الله، ثم اغتالت الشهداء داود داود ومحمود فقيه وحسن سبيتي بمساندة الاستخبارات السورية على طريق الاوزاعي – بيروت، ثم اغتالت غدراً قائد الجهاز الامني لحركة امل الشهيد ابو علي حمود الذي كان يحضر لعملية نسف السفارة الصهيونية في القاهرة، وحين كانت حركة امل تخوض معركة حماية الضاحية الجنوبية لبيروت من عودة المنظمات الفلسطينية المسلحة الى تسلطها وقف حزب الله الى جانب هذه المنظمات وأمدها بالسلاح والعتاد والفتوى، وحين اسقطت حركة امل طائرة رون اراد الصهيوني المغيرة على جنوب لبنان عام 1986 خطف حزب الله الطيار الصهيوني ليخضعه لابتزاز ايراني على حساب لبنان.

واليوم يحاول حزب الله خطف النهج السياسي اللبناني والعربي لحركة امل وتجيير مسارها الوطني لحسابات دولة الفقيه الايرانية بل ويكاد يلزم بعضاً من اطرها في هذا الاتجاه تفجيراً لحرب مذهبية اسلامية في لبنان خدمة للمشروع التوسعي العنصري – الايراني.

هذه هي فحوى الرسالة الموجهة اليوم الى حركة امل قيادة وقواعد وجمهوراً ومؤيدين.

وليتذكر الجميع ان اول خروج علني على حركة امل من جانب النهج الايراني الناشىء في الوسط الشيعي جاء عام 1982 حين التزم رئيس الحركة الجديد يومها نبيه بري نهج الامام موسى الصدر الذي التزمه الرئيس السابق المستقيل السيد حسين الحسيني، ونائب الامام الصدر الامام الراحل الشيخ محمد مهدي شمس الدين وهو الحوار الوطني اللبناني مدخلاً لحل الخلافات الداخلية في مواجهة العدوان الصهيوني صيف عام 1982.. وهو النهج الذي اعتمده الإمام الصدر حين بدأت الحرب الاهلية اللبنانية الناشبة بقرار استخباراتي سوري ظلت امل خارجها بتوجيه من مؤسسها الامام موسى الصدر وقد دفع حياته ثمناً لهذا الخيار الاستراتيجي الذي سارع الى تشكيل افواج المقاومة اللبنانية (أمل) بعد حركة المحرومين ليشرح ان قوله ((السلاح زينة الرجال)) حين يتوجهون لمقاتلة اسرائيل وليس لمقاتلة اللبنانيين بعضهم بعضاً.

عام 1982 خرج مدير مكتب حركة امل في طهران ابراهيم امين السيد عن مبادىء الحركة وأطلق على نفسه اسم السيد ابراهيم الامين، انتساباً بالتزوير المعتاد في حزب الله لهذه العائلة التي انجبت من ضمن ما انجبت ابرز علماء الفقه الشيعي الاسلامي من السيد محسن الامين الى السيد علي الامين والسيد محمد حسن الامين والسيد حسن الامين والسيد احمد شوقي الامين وغيرهم.

وكان هذا الخروج قراراً ايرانياً إيذاناً بأن حزب الله الذي اسسه سفير ايران في دمشق علي محتشمي بتوجيه من الامام الخميني بات قادراً على التحرك بمفرده ليطرح مشروعه العلني بإقامة جمهورية اسلامية في لبنان، وكان عدوه الاول في هذا الوطن هي حركة امل لأنها كانت وما زالت متمسكة بالكيان اللبناني وطناً نهائياً لكل اللبنانيين وفق النهج الذي يرتضيه ابناء الوطن مسلمين ومسيحيين، لا اكراه ولا تهديد.. ومن أجل هذا النهج فإن حزب الله قتل من حركة امل ومن جمهورها ومن القيادات الشيعية الوطنية والعربية أضعاف أضعاف ما قتله من اسرائيليين وأضعاف اضعاف ما قتل منه الصهاينة.

لقد كانت معركة حزب الله الأساسية دائماً ضد حركة امل لأنها الاوسع انتشاراً وتأثيراً في الوسط الشيعي ، خاصة في جبل عامل وبعض البقاع والضاحية ومعظم احياء بيروت حيث الحضور الشيعي بمعظمه مؤيد لحركة امل سياسياً، وزاد اصرار الحزب على مواجهة امل مع الخلاف الجذري بين النهجين :

نهج حركة امل العربي الاسلامي الوطني اللبناني، ونهج حزب الله الفارسي الشعوبي المعادي للعروبة وللوطنية اللبنانية.

كانت حركة امل حجر عثرة امام مشروع الحزب بإقامة جمهورية اسلامية، لأن حركة امل حسمت خيارها التاريخي بأن لبنان وطن لا يتحمل اقامة أي نظام ديني بسبب تعدديته والتي هي الوقود الاساسي لديموقراطيته.. بينما الحزب  ملتزم هذا المشروع الاسلامي في دستوره وميثاقه وخطابه الثقافي والفكري الداخلي حتى لو كان يظهر عكس ذلك كعادته، وهذا هو امينه العام حسن نصر الله يقول في حديثه لجريدة ((رسالة الحسين ))  الايرانية في شهر آب/اغسطس 2006 أن (( لا حل في لبنان الا بإقامة جمهورية اسلامية)).

واذا كانت الظروف السياسية والامنية اليوم تسمح لحزب الله بسرقة توجه حركة امل السياسي الوطني استناداً الى حالات ساهم حزب الله بصنعها خاصة بعد عدوان اسرائيل على لبنان صيف 2006 اثر خطف حزب الله للجنديين الصهيونيين بعد ان رفع الحزب منسوب الغرائز المذهبية لدى جميع اللبنانيين بعد ان أغرقها حزب الله بمقولات كاذبة عن تهديد كل اللبنانيين للشيعة بالطرد من لبنان، ومقولات كاذبة لهذا الحزب ايضاً بأن الشيعة على أهبة حكم لبنان، وبعد مقولات أكذب بأن لبنان سيسقط تحت الحراب الصهيونية – الاميركية وأن لا حل إلا بالاستسلام للمحور السوري – الايراني.. فإن حزب الله لم ينتظر أبداً مرور أي وقت لهضم ما يقضمه من حركة امل سواء من العناصر او الأطر او النهج السياسي.. او الغيرة الوطنية.. وها هو يسارع الى خطف مشروع امل الانمائي والعمراني في جنوبي لبنان، بل وفي كل منطقة من مناطق الحضور الشيعي الشعبي.

يمنع حزب الله أي بلدية من بلديات جبل عامل من انجاز أي مشروع لا يوافق هو عليه، او يتعارض مع مصالحه تحت شعار الأمن، وهو يهدف الى عزل جمهور حركة امل عنها، وإبعاده عن التأثر بها والزام هذا الجمهور بالتأثر والالتـزام بحزب الله ومشروعه الفارسي حيث المال الغزير متوافر للبلديات التي يسيطر عليها حزب الله، ممنوع عن البلديات التي يقودها أمليون.

يغدق حزب الله المال الشريف والنظيف والعفيف على جماعاته تحت اسم تقديمات منظمة جهاد البناء وهي هيئة استخباراتية ايرانية توسعية تتقدم الى الناس باسم العمل الانمائي، ويترافق مع جراراتها ثقافة الفرس وعنصريتهم واستعلائهم على الشيعة الآخرين اولاً ثم على اللبنانيين وبقية العرب.

ولأن حركة امل لم تعد تملك القدرات المالية التي كانت لها سابقاً من موارد عديدة اهمها اموال الدعم الاغترابي، ولأن حركة امل حلت جسمها العسكري الذي كان يضم آلاف المقاتلين وكثير منهم يتقاضون رواتب تفرّغ لعمل عسكري انتهى غرضه بعد اتفاق الطائف، ولأن حزب الله يعرض المال الوفير والسيارات السريعة على شباب لا يجد عملاً، او انغمس معظمه لسنوات في الحرب الاهلية فلما انتهت فقدوا خبرة العمل او لم يختبروه اصلاً فإن حزب الله يلتقط هؤلاء من جميع المناطق والقرى والبلدات وينظمهم ويوفر لهم المال وكل مستلزمات الشباب الجنسية والخدماتية ليصهرهم في حلقاته فيغسل ادمغتهم وينسيهم اهلهم فكيف رفاقهم في الحي او المدرسة او الجامعة او الوطن وكيف اذا كانوا مسلمين سنة او دروزاً او كانوا مسيحيين على مذاهبهم المختلفة.

يسرق حزب الله عقول الشباب الشيعي الى نهج معاد لطبيعتهم الانسانية نحو الموت بديلاً للحياة، ويسرق عقول الشباب الشيعي من انتماء الى الوطن الى مبايعة عمياء لعلي خامنئي، وبعد ان اكتفى او كاد من الاغراق الشيعي لم يبق له إلا حركة امل.. وها هي تسرق علناً وليلاً نهاراً.. وانظروا ماذا يحصل في شوارع بيروت تحديداً .

اعلنت حركة امل مراراً تبرؤها من بعض الخارجين على القانون الذين خالفوا توجهاتها التنظيمية او السياسية او الاخلاقية وطردوا من الحركة فإذا هم عناصر مرموقة في حزب الله، وبعض المطرودين من حركة امل في شوارع بيروت هم اليوم سرايا دعم المقاومة التي انشأها حزب الله في بيروت لاخضاعها وتوسيع شرخ قام حقاً بين السنة والشيعة فيها، بعد ان استضافت بيروت عائلات شيعية كريمة اصبحت جزءاً من نسيجها الاجتماعي والوطني والانساني، لكن حزب الله يسلخ هذا النسيج ويمـزقه ويفلت الزعران والعصابات في سرايا دعم المقاومة على أهل بيروت وعلى الشيعة الكرام منهم.

رغم هذا،

فإن حركة أمل قيادة وقواعد وجمهوراً وأنصاراً، تتحمل مسؤولية الدفاع عن انفسهم اولاً ثم عن وطنهم لبنان ثم عن عروبته ووحدته فهذا هو ايمانهم الحقيقي.

لقد آن الاوان لأن يسترجع قادة أمل الشيعة من المشروع الشعوبي العنصري الايراني، الى الانتماء الوطني اللبناني والعربي الذي جبل عليه شيعة لبنان وكان جبل عامل منجماً للمثقف العربي والشاعر العربي والمناضل العربي والسياسي العربي، ولدعاة الوحدة اللبنانية والوطن اللبناني لكل بنيه.

لا يمكن لحركة امل قادة وقواعد وجمهوراً وأنصاراً ان تتجاهل ادوارها في حفظ الشيعة اللبنانيين وإبعادهم عن حالة الانتحار الجماعي الذي يقودهم اليه حزب الله.

هذا الحزب يريد الشيعة في لبنان والعراق وقوداً لمشروع ايران النووي دون ان تدفع ايران نقطة دم واحدة، بل على العكس.. كلما خسرت ايران جندياً او مخبراً او جاسوساً ايرانياً في العراق سارعت الى استجداء الحوار مع اميركا.. لكنها اذا واجهت موقفاً اميركياً عنيداً في وجهها سارعت الى لبنان لتدفع الشيعة فيه الى الاقتتال او القتال دفاعاً عن جنودها المأسورين او المعتقلين في العراق.

هذا الحزب يريد الشيعة في لبنان على صراع مذهبي ضد السنة وضد الدروز وضد المسيحيين وضد كل العرب، في استعداد خطير ضد الدنيا كلها، ليقول للشيعة ليس لكم إلا ايران لحمايتكم!! وانظروا ما هي نتيجة المشروع الايراني ((لحماية)) الشيعة في العراق.. اقتتال من البصرة الى كربلاء ومن مدينة الصدر الى الناصرية.. والدماء المراقة كلها شيعية.. فإذا لم يكن كافياً اقتتال الشيعة بعضهم ببعض ترسل ايران القاعدة لتكفير الشيعة ونسف حسينياتهم ومدارسهم وقتل اساتذتهم ورجالهم ونسائهم..

هذه مسؤولية حركة امل قيادة وقواعد وجمهوراً وأنصاراً، ان سارعوا الى حماية الشيعة في لبنان حتى لا تستمر ايران في هذه ((الحماية)) وأنتم تعرفون ان نتيجة ((حماية)) الشيعة في العراق ستتكرر في لبنان

نعم،

قالها الرئيس نبيه بري انه ليس مستعداً أن يتحمل في رقبته نقطة دم شيعية في اقتتال بين الحزب وحركة أمل.. لكن نبيه بري يعرف قول رسول الله العربي: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً.. فإذا كان ظالماً امنعه عن الاستمرار في ظلمه.. هذه هي النصرة المطلوبة من حركة أمل.. امنعوا ظلم حزب الله عن الشيعة وعن المسلمين وعن المسيحيين وعن كل الوطن.

أوقفوه عن المتاجرة بالشيعة لمصلحة المشروع الإيراني الذي لن ينال أي شيعي منه مغنماً بل هو سيدفع الغرم مضاعفاً عما يدفعه اليوم.

امنعوا حزب الله عن نحر الشيعة وذكروه انه إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك.. هكذا تنصروه ظالماً.

حركة أمل قيادة وقواعد وجمهوراً وأنصاراً، قادرة على منع حزب الله من جر الشيعة إلى الانتحار الجماعي حتى لو كان انتحاراً يصيب بقية الوطن أيضاً، فالشيعة ليسوا وحدهم في لبنان، والشيعة ليسوا وحدهم المسلمين، والشيعة لا يستطيعون أن يحاربوا كل اللبنانيين أو أن يحاربوا كل العرب الذين تريد إيران الحرب ضدهم.

وأخيراً،

هذه الكلمة للرئيس الصديق نبيه بري: أنت تعلم يا دولة الرئيس ان حزب الله أعد العدة الكاملة للحرب الأهلية في لبنان على وهم منه انه لن يسمح لها بأن تطول وهو قادر بالفعل على حسمها خلال ساعات أو أيام أو أسابيع.. ثم ماذا بعد؟

أنت تعلم يا دولة الرئيس ان الذي يمنع حزب الله من هذه الحرب الاهلية ليس إيران وليس نظام الأسد في دمشق.. وليس أي رادع داخلي لا في الحزب ولا مع أتباعه سواء ميشال عون أو يتامى الاستخبارات السورية.. فهؤلاء جميعاً يريدون الحرب الأهلية ويريدون حسم الأمور لمصلحتهم ويريدون إنهاء دولة لبنان ليحكموا باسم أية دولة أخرى.

الذي يمنع الحرب الأهلية في لبنان يا دولة الرئيس – وأنت تعلم ذلك – هم المسلمون السنّة والدروز وتحديداً هؤلاء الثلاثة فؤاد السنيورة وسعد الحريري ووليد جنبلاط.

هؤلاء يرفضون الانجرار إلى الاستفزازات المذهبية التي لا تطاق، والتحديات الأمنية التي ترى شواهدها بأم عينك وأنت كمن يبلع الموسى، وفي فيه ماء كثير.

هؤلاء لا يريدون إعطاء السلاح لأنصارهم الكثر في كل لبنان ومن كل الطوائف، وأنت تعرف ان توفير السلاح والمال من أسهل ما يكون.

إذن،

هناك المال والسلاح والرجال، لكن لا فؤاد السنيورة ولا سعد الحريري ولا وليد جنبلاط بوارد الانجرار إلى استفزازات وتحديات وعنتريات حزب الله، رغم انهم يخسرون الكثير من جمهورهم الذي يهان كل يوم ويذل كل يوم بسبب هذه الاستفزازات والتحديات والعنتريات.

هذا لا يعني يا دولة الرئيس ان الرئيس أمين الجميل والدكتور سمير جعجع يريدان هذه الحرب.. لا بل أنت تعلم ان الخيار الاستراتيجي المسيحي الشامل الذي يرعاه البطريرك الماروني العاقل هو الالتحاق بالطائف ميثاقاً ودستوراً ونهجاً وأهم عناوينه وقف الحرب الأهلية.

المسيحيون في لبنان كالمسلمين يا دولة الرئيس أصبحوا شيعة حركة أمل التي أسسها الإمام موسى الصدر: لبنان وطن نهائي فهل من المعقول ان يسرق حزب الله الإيراني هؤلاء الشيعة وجمهورهم إلى الحرب الأهلية للسيطرة عليه وإلغاء صفة النهائية اللبنانية والعربية إلى ساحة نزال إيراني لأميركا مزعوماً ومردوداً؟

انها مسؤولية كبيرة يا دولة الرئيس ان تنقذ الشيعة في لبنان من حالة الاختطاف وشرنقتها الفارسية وأنت الأعلم بالاخطبوط الفارسي وأياديه المتعددة.. وأنت أعلم باللسان الفارسي الذي يقطر سماً ويدسه في العسل، أنت أعلم بالمشروع الإيراني المستعد للتضحية بكل شيعة العالم من أجل أن يبقى قادراً على المساومة مع أميركا ومع إسرائيل ومع الشيطان نفسه الكبير والصغير وما بينهما.

آن الأوان للتحرك المبدئي والاخلاقي لإبعاد هذه الكأس المرة نهائياً عن الشيعة في لبنان، فهم يستحقون أن يكونوا كبقية خلق الله.. بعد ان زرع حزب الله في بعض ثقافتهم انهم شعب الله المختار.. آن لهم أن يتمتعوا بأرضهم المحررة وقراها التي زرعت فيها أعمدة الكهرباء كالشجر، والعمران بنياناً مرصوصاً بفضل جهود أبنائه وخاصة المغتربين، وبعد ان نجح الأميون القدماء منهم في جعل نسبة المتعلمين في لبنان هي الأعلى بين الشيعة، وبعد ان نجح الموظفون الصغار والمزارعون البسطاء والتجار العاديون والعتالة وبائعو اليانصيب وقائدو عربات الخضار وماسحو الاحذية في أن ينجبوا للمجتمع اللبناني والعربي والعالمي أعظم العلماء والادباء والمثقفين والسياسيين والفنانين يوم ان كانوا جميعاً لبنانيين، مزارعون للتبغ يعملون 18 ساعة يومياً هم وعائلاتهم كي يدخلوا أولادهم المدارس والجامعات، صناعاً في المعامل كي ينجبوا للمجتمع أبناء مؤهلين لقيادته، أبناء بيوتات سياسية كريمة أعطت للبنان أعظم قادته السياسيين وعرفتهم منابر المجالس النيابية والمقاعد الوزارية والإدارات الرسمية والجامعات اللبنانية وشهدت لهم أدوارهم الوطنية والعربية والعالمية.

هؤلاء هم شيعة لبنان، انهم مشروع شرعي أرسل الله لهم الحياة ليعيشوا.. أما الموت المجاني أو الانتحار فهو مشروع حزب الله..

المأساة ان هناك نزاعاً بين الله وحزب الله كنـزاع التاريخ الذي أورده الله في كتابه العزيز بين الله والشيطان.

 -------------------------------------------------------------------------------------------------

بعد ان تحول حزب الله من مقاومة الى مقاولة ايران بدأت الجزء الثاني من خطتها اسقاط الدولة اللبنانية

 

بعد ان اصبحت ايران على حدود فلسطين المحتلة عبر النظام السوري وحزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة، (وميليشيات بدر والدعوة والحركات الاخرى في العراق)، اتجهت الى الجزء الاساسي في خطتها بتشكيل فرق الحرس الثوري المنتشرة في هذه البلدان العربية المشرقية لاحداث انقلاباتها العملية ضد الشعب العربي في سوريا ولبنان وجزء من فلسطين والعراق.. انها مرحلة تعتمد الاسلوب التالي:

1- تشييع البلدان العربية الاسلامية السنية سياسياً أي ليس نشر الشيعة فقهياً فقط بل اعتماد التشييع السياسي وهو تشييع فارسي لا يكن أي ود للعرب، بل ينظر اليهم نظرة استعلاء عنصري محكوم بأوهام الثأر من العرب الذين دكوا بالاسلام العربي امبراطوريتهم المجوسية بدءاً من معركة القادسية بقيادة سعد بن أبي وقاص وصولاً الى استغلال مشاعر المسلمين العربية كلها ضد ما حصل في كربلاء حيث كتبت ايران تاريخ الشيعة العربي مزوراً بنهج فارسي مستند الى واقعة تاريخية وهي ان الناجي الوحيد من هذ الواقعة المأسوية هو الإمام علي بن الحسين بن علي الملقب بزين العابدين، حيث والدته الفارسية هي ابنة آخر ملوك فارس كسرى يزدجرد التي تم اسرها وتـزويجها للإمام الحسين الذي انجب منها علياً المريض الذي عالجته فارس وزورت عبره كل تاريخ الشيعة العربي.

2- انتشار فرقها التابعة للحرس الثوري الايراني وهو مركز القوة الاكثر تأثيراً داخل ايران، ويقوده مباشرة ولي الفقيه المزعوم علي خامنئي، في هذه البلدان تحت مسميات مختلفة وبعناصر عربية وقيادات فارسية وهي حزب الله في لبنان، ومنظمة بدر في العراق اما النظام السوري فقد سقط كله تحت التوجيه والتبعية الفارسيتين، وكذلك حركة حماس سواء تلك التي قادت انقلابها على الشرعية الفلسطينية في غزة (محمود الزهار) او تلك التي تأتمر بقرارات استخبارات نظام بشار الاسد في دمشق (خالد مشعل).

3- هذه القوى المدججة بالسلاح والعتاد والعناصر القيادية من الحرس الثوري الايراني تفوق بإمكاناتها امكانات الدول الاساسية وهي العراق ولبنان وفلسطين، اما النظام السوري فتحكمه مصالح بقائه مع حاجته وجشع قيادته للمال، وتشكل فرقها المسلحة تحدياً حقيقياً للجيوش العربية في العراق ولبنان وفلسطين نفسها.. اما سوريا فإن حكومتها تعترف بنشر فرق الحرس الثوري في كل قطاعات الجيش السوري تحت مزاعم مواجهة اسرائيل، وهي تجري مباحثات معمقة مع العدو الصهيوني لعقد صفقة يقودها مباشرة شقيق حاكم دمشق ماهر حافظ الاسد تسمح لهذا النظام بالامساك من جديد بلبنان وجزء اساسي من فلسطين اما العراق فهو لإيران؟

4-هذه الفرق المسلحة من الحرس الثوري الايراني نجحت في لبنان والعراق في اختراق المؤسسات الرسمية باسم المذهب الشيعي وحق ابنائه في الانتساب الى هذه المؤسسات الرسمية عسكرياً وأمنياً وسياسياً وثقافياً واعلامياً، حتى بات حجم الاعلام العراقي واللبناني والسوري والفلسطيني والمدني اقوى من حجم الاعلام الوطني الذي يدين بالولاء لمؤسسات الوطن الشرعية سواء رئاسة الجمهورية او الحكومة او البرلمان (كما حال مجلس النواب العراقي او الجيش) اما في سوريا فإن نظامها هو ناطق رسمي باسم المجموعات الايرانية المسلحة والفقهية الشيعية سياسياً وأمنياً.

5- ما زالت ايران تخدع اعداداً كبيرة من الجمهور العربي بعنوان ممجوج مزعوم هو مواجهة اسرائيل رغم انها التقت مصلحياً مع العدو الصهيوني في ضرب وحدة وعروبة العراق ولبنان تحديداً، وفي تسعير الحرب الاهلية في غزة بين حركة حماس وجماهير الشعب الفلسطيني وأقوى حركاتها الوطنية وهي حركة فتح.

وتلقى سياسة ايران التي تزعم المواجهة مع اميركا تأييداً في بعض الاوساط العربية، دون ان ننكر ان طهران نجحت في رسم هذه الصورة لنفسها امام هذه الاوساط من خلال ما يلي:

أ- انها اعلامياً معادية لاميركا واسرائيل لكنها في المصلحة تلتقي مع هاتين الدولتين في مشروع تفتيت الوطن العربي خاصة مشرقه في العراق ولبنان وفلسطين يساندها النظام السوري كفاتورة يجب دفعها لايران مقابل دعمها المادي والعسكري والسياسي والامني له خاصة في لبنان والعراق وفلسطين.

ب – ان مشروع ايران النووي يجري تسويقه في بعض الاوساط العربية، انه مشروع اسلامي لمواجهة الصليـبية الاميركية المزعومة وضد التوسعية الصهيونية الحقيقية، دون ان تعي هذه الاوساط ان هذا المشروع هو ذريعة او ورقة بيد الفرس لمفاوضة اميركا واسرائيل على حصتها في السيطرة على المشرق العربي خصوصاً، تمهيداً للانقضاض على الامن العربي سواء عبر حركة حماس على حدود مصر الشرقية او من خلال جماعة الاخوان المسلمين في الداخل.

ج – يجب ان نعترف ان عدداً من القوى السياسية في مصر خاصة تلك التي تملك وسائل اعلام منشورة باتت خاضعة بتمويلها المادي المباشر من ايران سواء عبر مساعدات يقدمها لها حزب الله، او عبر نشر مواضيع مدفوعة بأقلام صحافيين وكتاب مصريين جرى استقطابهم للدفاع عن ايران تحت زعم مواجهتها لاسرائيل ولاميركا.

6- نجحت ايران في تغليب العصبية المذهبية لدى كثير من الشيعة في البلاد العربية على حساب مصالح اوطانها وقوميتها العربية ووحدتها الاسلامية مع اخوتها من المسلمين السنة، حتى باتوا مخطوفين بهذه العصبية نحو المصالح الفارسية.

واذا كانت ايران الفارسية نجحت في تشكيل مجموعاتها المسلحة سواء حزب الله في لبنان او ميليشيات بدر والدعوة وتوابعهما في العراق، فإنها وعبر هذه الادوات العربية وللأسف رسخت في أذهان العديد من الشيعة في المؤسسات الرسمية العربية العسكرية والاعلامية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والامنية ان مصلحتهم هي مع مصلحة ايران فسهلت بهذه القناعات اعتماد الشيعة سواء كانوا ضباطاً او اعلاميين او رسميين او نواباً او وزراء او اقتصاديين كي يشكلوا طوابير  خاصة للنظام الفارسي الشعوبي داخل مؤسساتهم المختلفة كي يكونوا احصنة طروادة في هذه البلدان يلجأ اليها نظام الفرس عبر حزب الله او ميليشيات بدر والدعوة كي تحارب معه ساعة يريد، وكي يعصي الاوامر ساعة يشاء.

انقلابات الداخل

يشكل انقلاب حزب الله العسكري والامني والارهابي ضد ابناء لبنان وتحديداً في بيروت ضد المسلمين السنة، نموذجاً للانقلاب الذي تريده ايران داخل البلدان العربية المشرقية مستندة الى ان اللبنانيين متمسكون بالسلم الاهلي، ومتمسكون بالسلطات الشرعية، ومتمسكون بوحدتهم ومتمسكون بعروبتهم، بينما حزب الله حزب فارسي يأخذ اوامره من ايران، ويملك امكانات عسكرية وامنية ومالية واعلامية ساحقة، في هذا البلد العربي الذي تركه نظام الوصاية السورية عارياً مكشوفاً امامه، وامام العدو الصهيوني وامام ايران وامام حزب الله، بعد ان حطم مؤسساته العسكرية والامنية وأخضعها لأوامر استخباراته، وضرب كل قوى التوحيد والعروبة والاستقلال داخلها، حتى اذا خرج هذا النظام مطروداً من لبنان بإرادة قواه الحية في 14 آذار/مارس 2005 بعد شهر من قتلها رئيس  وزراء لبنان رفيق الحريري.. بدأت حكومته الشرعية الاولى منذ العام 1989 البناء من الصفر ولم يتسن لها حتى الآن، اكتمال تطهير واعادة بناء هذه المؤسسات على اسس وطنية تراعي مصالح لبنان واللبنانيين وليس مصالح ايران او دمشق وكلما تسنى للبنان بناء جديداً دخلت ايران وسوريا على الخط لقتل ضباط وسياسيين وارهاب الوطن عبر مجموعاتهما المسلحة سواء عصابات شاكر العبسي او ميليشيات حزب الله.

وبهذا التحدي الجدي امام حكومة لبنان فإنها تواجه في وقت واحد محور الشر السوري – الايراني ومحور العدوان الصهيوني المتواطىء مع سوريا وايران سواء في العراق حيث يساهم عملياً في ضرب وحدة وعروبة هذا البلد وتصفية وقتل ضباطه العرب وطياريه وأطبائه وعلمائه واساتذة الجامعات فيه، او في لبنان حيث يرفض العدو الصهيوني الانسحاب من مزارع شبعا المحتلة عام 1967 في تبرير لبقاء سلاح حزب الله وهي تعلم ان هذا الحزب تلقى اوامر واضحة من ايران بتحويل سلاحه من مواجهة اسرائيل الى مواجهة اللبنانيين وتحديداً المسلمين السنة والدروز في لبنان وتحديداً في بيروت.

لماذا الآن؟

مبدئياً اتخذت ايران قرارها بعد اوهامها بأن اداتها المسلحة في لبنان حزب الله بات من القوة بحيث يستطيع انجاح انقلابه العسكري والامني ضد اللبنانيين.

وعملياً يقود سفيرها في لبنان المدعو محمد رضا شيباني هذا الانقلاب من غرفة عمليات في سفارته في منطقة الجناح التي تحولت الى ثكنة عسكرية كاملة التجهيزات ومنها يتم التخطيط لكل ما يجري تنفيذه ضد لبنان حيث يواظب امين عام حزب الله حسن نصرالله وقادة اجهزته الامنية على الحضور اليها لاعتبارات ظاهرها امني وباطنها تلقي الاوامر من شيباني الاعلى منه رتبة في فرقة الحرس الثوري الايراني.

وكان كشف رئيس اللقاء الديموقراطي الزعيم الوطني وليد جنبلاط الخطة الارهابية التي اعدها حزب الله ضد الطائرات المدنية في المدرج الغربي رقم 17 في مطار بيروت الدولي من خلال آلات تصوير مخبأة داخل مستوعبات احدى مؤسسات ايران (الانسانية) ترصد الطائرات القادمة تمهيداً لعمل ارهابي ضدها، هي ذروة الفضيحة الايرانية التي يقودها الشيباني، فسارع الشيباني الى اعطاء اوامره لنصر الله بالبدء بالانقلاب حتى لو تم كشف اهم مفاصله وهي التجهيز لقتل احدى القيادات الوطنية اللبنانية التي تستخدم هذا المدرج للسفر بطائرات خاصة او بطائرة طيران الشرق الاوسط وتوابعها، وهي رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وزعيم الاغلبية اللبنانية سعد الحريري والزعيم الوطني وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية د. سمير جعجع وغيرهم.

كانت الخطة تقضي باسقاط احدى الطائرات الخاصة التي يستخدمها احد هؤلاء القادة.. وقبل حصول أي رد فعل محلي او عربي او دولي يحتل حزب الله مطار بيروت الدولي ويبقي على رئيس جهاز المطار العميد وفيق شقير الذي كشف في بيان غريب عجيب انه ينسق مع حزب الله.. في مكانه تحت وهم او خدعة ان حزب الله متمسك بالسلطة الشرعية في المطار والدليل انه ابقى شقير في مكانه! فيحول مطار بيروت الدولي الى ساحة اعتصام اخرى على غرار ساحة رياض الصلح، فيمسك بمفصل مهم جداً في لبنان هو صلة الوصل الوحيدة الباقية في لبنان مع العالم جواً.. ثم ينقل حزب الله عصاباته الارهابية التي تم تعزيزها في مخيم الاعتصام الاساسي في الوسط التجاري الى مرفأ بيروت فيحكم السيطرة براً وبحراً وجواً على بيروت، ثم تتحرك ايضاً عصاباته التي اعطاها اسم سرايا دعم المقاومة وهي من قطّاع الطرق وتجار المخدرات والدعارة، وكثير منهم محكوم بأحكام جنائية وهارب من القضاء والسجن.. لاحتلال مناطق واسعة في بيروت، ومنها ينقض على السرايا الحكومي حيث يقيم رئيس الحكومة مع وزرائها، فيقتل من يقتل وأولهم فؤاد السنيورة، ووزير العدل شارل رزق لموقفه المبدئي مع قيام المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ووزير الدفاع الياس المر لموقفه المبدئي دفاعاً عن امن الوطن والدولة ويأسر الآخرين.. حتى اذا قاوم احدهم فإن لدى عناصر حزب الله اوامر بقتل كل من يحاول من الوزراء رفض الانصياع لأوامره.

وكجزء متمم لهذا المخطط الارهابي فإن حزب الله الذي استكمل بناء شبكة اتصالاته الارهابية في عدد كبير من المناطق اللبنانية ووضع جهازها الرئيسي داخل السفارة الايرانية في بيروت واجهزتها الفرعية في مربعات حزب الله الامنية في بيروت ومنها مركز ساحة  الاعتصام في ساحة رياض الصلح بات في حكم المسيطر عملانياً على كل خطوط الاتصال، حيث ستكشف التحقيقات القضائية والامنية اذا تمت ان حزب الله استكمل كل عدة التنصت على كل الاجهزة الاساسية التي يريدها في كل لبنان من السرايا الحكومي الى دار قريطم حيث مقر اقامة سعد الحريري الى كليمنصو حيث دارة وليد جنبلاط الى كل الثكنات العسكرية للجيش وقوى الامن الداخلي..

اما ((سياحه)) الاستخباريون الايرانيون الاربعة في معراب فهم جزء من خطة ايران ضد رئيس حزب القوات اللبنانية د. سمير جعجع لاشعال فتنة مسيحية – مسيحية لأن احداً لا يتصور ان يصل أي من جماعة حزب الله الى هذه المنطقة.

قرارات حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الوطنية بإحالة ملف الاتصالات الى القضاء تمهيداً لوقف واعادة شقير الى موقعه في الجيش فضحت المخطط الايراني فسارعت طهران عبر سفيرها الشيباني الى تحريك فرقتها الارهابية في لبنان المسماة حزب الله، لتنفيذ الجزء الثاني من الخطة.. العسكرية لاحتلال بيروت واسقاط الحكومة او قتل رئيسها وقتل سعد الحريري ووليد جنبلاط فيصبح لبنان وقواه الوطنية بلا رأس حتى اذا اندلعت حرب اهلية في بيروت، يؤكد حزب الله انه سيحسمها خلال ساعات.. يصبح العالم كله امام امر واقع جديد.. وهو الامر الذي راهنت عليه عصابة حكام دمشق حين قتلت رفيق الحريري.. لكن انتفاضة اللبنانيين اجهضت هذا الوهم السوري فخرج نظامها مطروداً من لبنان.

الآن،

كشف حزب الله نفسه امام الدنيا كلها. ألغى المقاومة ضد اسرائيل، وتحول الى مقاولة بيد ايران علنياً ونهائياً بما يريح اسرائيل ويسعدها مثلما اسعدها حل الجيش العراقي الذي كان يحارب ضدها منذ العام 1948..

وعلى الدولة اللبنانية وكل اللبنانيين بمن فيهم شيعة العرب في لبنان ان يتنبهوا الى ان هناك اعتداءً ايرانياً مباشراً على لبنان وطناً ومجتمعاً، يسابق العدوان الصهيوني المستمر على لبنان براً وجواً، ومثلما يتعامل لبنان في مواجهة عدوان اسرائيل عليه ان يتعامل مع العدوان الفارسي.. ومثلما كان في لبنان ادوات صهيونية تابت وعادت الى لبنانيتها فإن على ادوات الفرس في لبنان وتحديداً حزب الله ان يتوب وان يعود الى لبنانيته.

 

احمد خالد

---------------------------------------------------------------------------------------------

 هل ما يزال ترشيح سليمان قائماً؟؟فخامة مرشح التوافق

 

*بيروت على عكس مدن العالم تكره وقع أحذية السياسيين وتتعاطف مع وقع أحذية الجيش الثقيلة

 

*مدير الاستخبارات في الجيش طلب من الامنيين المسؤولين عن ((قبضايات الشوارع)) ابلاغ الجيش مسبقاً اذا ارادوا التقاتل

 

خمسة عناصر يجب طرحها لتقديم اجابة شافية عن هذا السؤال:

 

العنصر الاول : ثمة صعوبة في اطلاق عملية بحث محلية واقليمية ودولية جديدة، عن اسم مشترك لرئاسة الجمهورية يتوافق عليه اللبنانيون. فالتجربة اظهرت ان الوصول الى مرشح توافقي هي في صعوبة الوصول الى انتخاب بالتوافق لرئيس الجمهورية.

 

وأخطر ما يواجه إخراج طبخة ترئيس العماد ميشال سليمان، هو بروز منطق يقول ان فخامة رئيس التوافق يحتاج الى تسوية انتخابية ليصبح رئيس جمهورية التوافق. هذا المنطق وضع المجتمع الدولي والاقليمي الذي يتعاطى مع الازمة اللبنانية، امام معادلة البحث عن تسوية تؤدي لحصول الانتخاب. وهذا ما قاد الى تحول رئيس التوافق الى مرشح التسوية المفقودة. 

 

البعض، وربما هم كثر، يريدون ان يظل العماد سليمان فخامة مرشح التوافق حتى اشعار آخر،  أي حتى لحظة جلاء مسار الوضع الدولي والاقليمي. ويؤكد هذا الامر، على معضلة مؤسفة، وهي ان التوافق الداخلي شيء والتسوية اللبنانية شيء اخر، لانها على علاقة بمعادلات تفاعل الوضع الخارجي. واسوأ ما في هذه المعادلة هو ان التوافق الداخلي لا ينتج تسوية لبنانية، بل ان التسوية الخارجية تنتج تسوية داخلية، ولو على مضض ومن دون توافق داخلي.

 

وبهذا المعنى  يمكن حسم السؤال ضمن هذا المحور الاول عما اذا كان ترشيح سليمان ما يزال قائماً: نعم في هذه المرحلة ترشيحه قائم كمرشح توافقي بانتظار تسوية خارجية تؤدي الى تسوية داخلية لبنانية.

 

 العنصر الثاني : هل يمكن لمرشح التوافق ان يصبح رئيساً توافقياً قبل جلاء التسوية الخارجية ؟؟ .

 

هذا السؤال اجاب عنه دبلوماسي اوروبي عشية ترشيح سليمان. قال : ان اهمية ترشيح سليمان كشخص ومواصفات، هو انه يعكس وجود رغبة عربية ودولية وبخاصة اوروبية لانتـزاع تسوية داخلية لأزمة الرئاسة اللبنانية تفيد في وقف مسار تدهور الوضع اللبناني، من بين فكي استمرار احتدام الصراع الدولي والاقليمي. وواضح ان هناك جهات عربية ودولية تسعى لتحييد ازمة رئاسة الجمهورية في لبنان عن ازمة المنطقة وحتى عن تعقيدات الازمة اللبنانية الداخلية التي يحتاج حلها الى مراحل ووقت طويل، وعمل مشترك يتم خلاله استعادة الثقة بين الاطراف اللبنانيين.

 

اليوم يوجد نوع من الحذر لدى المتحمسين لهذه الفكرة، عند سؤالهم عما اذا كانوا نجحوا في انتزاع حل لازمة الرئاسة من بين فكي احتدام الصراع في المنطقة وانعكاساته على الازمة اللبنانية. الفرصة برأيهم ما تزال موجودة، ولكنها معرضة للكثير من اطلاق النار عليها. 

 

 العنصر الثالث: هل ميشال سليمان هو مرشح المبادرة العربية، بمعنى انه سيصل الى قصر بعبدا في حال نجحت المبادرة، ولن يصل في حال فشلت؟.

 

لا شك ان العماد سليمان هو مرشح المبادرة العربية. ولكن توخي الدقة يشير الى  انه  هو المرشح المتفق عليه، ولو بالشكل، حتى الآن من ضمن سلة الخلاف العربي القائم حالياً بخصوص النظرة لقضايا المنطقة . ويصبح الأمر لافتاً عند التدقيق بسلة المتفق عليه عربياً: لا شيء بداخلها غير موضوع العماد سليمان كمرشح توافقي لم يصل الاتفاق بعد الى حدود اعتباره رئيساً توافقياً. والقمة العربية الاخيرة في دمشق اظهرت هذا الامر. وبينت ان العرب لا يوجد بينهم اساس مشترك ليتخاطبوا به في هذه المرحلة، سوى قضية انتخاب سليمان، وعندما لم يتفقوا على تطوير اتفاقهم الوحيد بحيث يصبح المرشح التوافقي رئيساً توافقياً، انفرط تقريباً عقد القمة العربية.

 

والمبادرة العربية، قد تكون غير مرشحة للنجاح ولكنها غير مرشحة للفشل، فهي العامل الوحيد الذي يجسد حالياً نظرية العمل العربي المشترك. فالقمة العربية لم تعد حالياً كذلك بفعل ان رئيسها يتعذر عليه التفاعل مع اكبر دولتين في المنطقة مصر والسعودية، والجامعة العربية لا تحمل في جعبتها الا مهة واحدة متفق عليها عربياً ولو من حيث المبدأ هي العمل لتفسير التوافق العربي على المرشح التوافقي في لبنان ، بحيث يصبح بالامكان انتخابه.

 

وعليه فان المبادرة العربية قد تصاب بالتجميد، ولكن لن يصار الى اعلان دفنها، نظراً لان ذلك يعني ادبياً اعلان دفن اخر حبات عنقود  العمل العربي المشترك . وهو امر لا مصلحة فيه لاحد في العالم العربي. ويشبه المأزق اللبناني الحالي المتأتي عن معضلة قطع المسافة بين فخامة المرشح التوافقي وفخامة الرئيس التوافقي، مأزق المسافة القائم حالياً بين التوافق العربي ومدى استعداد الفعل العربي المشترك لتنفيذ المبادرة العربية في لبنان.

 

العنصر الرابع يقوم على جدلية تساؤلية تفيد انه اذا كان العماد سليمان مرشح التسوية المفقودة خارجياً وداخلياً، فهل انتاج هذه التسوية لاحقاً ستخلق منطقها بحيث تنتج اسماً جديداً لرئيس الجمهورية؟

 

اية تسوية جديدة سترتكز على معطيات الاشكاليات المفصلية الموجودة حالياً، وابرزها مصير القرارات الدولية 1701 و 1559 ، تثبيت الطائف او تعديله او استمكال تطبيقه، موقع لبنان في صياغة تسوية المنطقة . مرحلة مواجهة الارهاب او مرحلة ما بعد الارهاب.

 

العماد سليمان هو جزء من عناوين هذه التسوية، بدليل ان الاوروبيين الذين شجعوا ترشيحه باكثر مما فعل الاميركيون، انما فعلوا ذلك لانهم يعتبرون ان تجربة ((اليونيفيل)) الاوروبي في الجنوب، تترتكز على دور قيادة الجيش في امتصاص الفراغ الاستراتيجي القائم بين مهمة ((اليونيفيل)) ومهمة المقاومة في تلك المنطقة.

 

والعماد سليمان هو جزء من النموذج الجديد في مكافحة الارهاب كما ظهر ذلك من خلال سير معارك نهر البارد. الجيش في نهر البارد نجح في قتال فشلت بالنجاح فيه اعتى جيوش العالم. والجيش اللبناني هو الوحيد الذي قاد حرباً ناجحة ضد الارهاب في ظروف تحتاج الى ادراة سياسية داخلية وخارجية وليست فقط امنية قياساً بالحروب المشابهة التي تستند فيها الجيوش على دعم الجبهة الداخلية واستقرارها وراءه، عبر سن قرارات الطوارئ  او ما يحاكيها.

 

 فن استغلال الموجود

 

كما ان مسار تعامل الجيش كمؤسسة وطنية او كمؤسسة جامعة للطوائف اللبنانية، تؤكد اهليتها لان يتم اعتبارها البنية المتبقية لاعادة البناء انطلاقاً منها سواء على مستوى المؤسسات الدستورية وغيرها. بعد الحرب الاهلية تم اعادة مؤسسة الجيش عبر توحيدها والدمج بين وحداتها، من تأكيد شرعية المتبقي من المؤسسات الموجودة ولو بالشكل. اليوم كل المؤسسات مشلولة، باستثناء مؤسسة الجيش . والرهان ان اعادة البناء سيرتكز على تعميم نموذجها الوطني . ومن هنا فان التسوية فضلاً عن انها قرار سياسي فهي ايضاً فن استغلال الموجود الصالح المتبقي للبناء عليه. وليس هناك في العالم اليوم من يريد تكرار تجربة ادارة بوش التي حلت الجيش لتبدأ البناء من نقطة الصفر، هكذا مع لحظ الفارق بين جيش الوطن في لبنان وجيش النظام الذي كان قائماً في العراق. بهذا المعنى ميشال سليمان هو نموذج لمرشح التسوية وسط الركام كما هو اليوم  مرشح التوافق وسط الخلاف.

 

العنصر الخامس: في حالة واحدة يصبح ترشيح العماد سليمان غير قائم، وهو عند حصول غلبة سياسية لطرف من أطراف الصراع الداخلي على طرف آخر. عندها يسقط التوافق، ونصبح أمام نموذج غزة أو جمهورية الصومال.. حينها العماد سليمان سيخسر لقب مرشح التوافق وسيأتي مكانه مرشح الغلبة. وعلى هذا يتفهم الجميع، في الداخل والخارج رفض سليمان لأن يكون مرشحاً بالنصف زائداً واحداً، أو مرشحاً يبرم صفقات مع أطراف الازمة من أجل انتخابه تحت الطاولة..   

 

 ما العمل ؟

 

وسط كل هذه التعقيدات التي تحول سليمان الى مرشح التسوية المفقودة، والى مرشح توافقي لجمهورية الازمة المعلقة على صليب انتظار التسوية الاقليمية، فإن السؤال هو ماذا بعد، وكيف ستتفاعل قضية ترشيح سليمان في المدى المنظور؟ 

 

حينما بدأت أزمة المشاركة بين المعارضة والموالاة، طلبت القيادة السياسية من قيادة الجيش الانتشار العسكري في الشوارع لمدة اسبوعين أو ثلاثة على أبعد تقدير، لقد مضى الآن على انتشار الجيش في شوارع العاصمة نحو عامين.

 

بعد كل هذا الصبر الطويل، خرج  العماد سليمان، ليقول: لن أمدد في منصبي بعد انتهاء ولايتي، وإذا أرادت القوى السياسية التمديد لي فعبر البرلمان ويجب ان يقولوا لي لماذا سأمدد، ولأي هدف؟

 

السياسيون ليسوا معنيين برزنامة زمنية لعمر الازمة، فهم يقطعون وقت الصراع الاقليمي ويربطون فك نزاع مع مواعيده، وأحياناً يربحون عصبيات شعبية من جراء استمرار الاحتقان ورفع وتيرته الاعلامية. أما الجيش فإنه يخسر في كل يوم جديد في عمر الازمة التي كان يفترض أن لا يدوم أكثر من ثلاثة أسابيع..

 

لا يوجد جيش في العالم، استمر يحمي الشوارع ((الفلتانة)) سياسياً من أي عقال ضبط من المسؤولية الوطنية، طيلة عامين مرشحين لأن يصيرا عقدين.

 

المدن تكره وقع احذية الجيش الثقيلة في شوارعها. هكذا يقول جان بول سارتر. ولكن بيروت هي المدينة الوحيدة في العالم التي باتت تكره وقع احذية السياسيين في شوارعها، وتحب وتتعاطف شوارعها مع وقع احذية الجيش الثقيلة فيها. ولكن مع ذلك فإن استمرار الجيش خارج ثكناته ليقوم بمهمة امنية وطنية من دون أفق وطني زمني، هو أمر مستحيل. غداً ومع الوقت سيستنفد الجيش، وأمراض الشارع السياسي ستنتقل إليه. العدوى ليست فقط مرضاً وبائياً محصوراً في عالم الطب، بل هي وباء سياسي أيضاً قابل للانتشار والعدوى.

 

وبعد أحداث الشغب المتنقل في شوارع بيروت بدايات هذا العام، دعا مدير الاستخبارات في الجيش اللبناني العميد جورج خوري، المسؤولين الامنيين في القوى الضالعة بالتأثير على قبضايات أحياء بيروت. وقال لهم إذا أردتم ان تتقاتلوا فاعلمونا بذلك، ونحن سننسحب كجيش من الشوارع. بالطبع نفى مسؤولو الاحزاب انهم بصدد الاقتتال، وتبادلوا فيما بينهم العتب والكلام العذب، وانفض الاجتماع بضمانات بأن احزاب لبنان ستضبط قبضايات بيروت.

 

والمشكلة ليست في القبضايات بطبيعة الحال، بل بالاحتقان على الارض الناتج عن السجال الاعلامي الذي يتفق الجميع على وصفه بأنه وصل الى أسفل الدرك. وحده الجيش عليه أن يكون مسؤولاً ووطنياً وأن يتحاشى الخطأ ولو غير المقصود. أما السياسيون، فيخطئون، وذنبهم مغفور.

 

وفي البداية أول من رشح سليمان لرئاسة الجمهورية هو الشارع الخائف من فتنة وحرب ومن استمرار غياب الاتفاق السياسي. أحد الدبلوماسيين العرب، قال آنذاك، وهو لم يكن حينها متحمساً للترشيح، ان العماد سليمان هو مرشح ذاكرة اللبنانيين لرفض الحرب.

 

ولاحقاً تضافرت ثلاثة عوامل لتجعل سليمان مرشحاً بأكثر من بعد سياسي ووطني:

 

العامل الاول هو انتقال الثقة به من المواطن الخائف على مستقبله الى كافة القوى السياسية التي جربت كل منها صدقية العماد سليمان على الارض. حزب الله في الجنوب، 14 آذار في خلال فعاليات ثورة الارز.

 

العامل الثاني هو انتقال الثقة به من القوى السياسية الى المجتمع الاقليمي والدولي، وذلك خلال حرب نهر البارد حيث نجح سليمان في إدارة حرب عسكرية وسياسية فشلت أو تعثرت في إداراتها أعتى دول العالم.

 

العامل الثالث، هو حاجة الساحة السياسية اللبنانية الى قضية أساسية تتفق عليها أطرافها لكي يستمر ما تبقى من البلد صامداً بانتظار جلاء الوضع الاقليمي والدولي. وتجربة البحث عن اسم رئيس الجمهورية داخل بكركي وداخل الخارجية الفرنسية آنذاك، أظهرت ان البحث عن اسم مشترك أو مواصفات مشتركة يمكن ان تشكل أساساً لهدنة سياسية بين اللبنانيين هو أمر مستحيل. ومن هنا ظهرت الحاجة للتمسك بزورق الانقاذ الوحيد، اسم ميشال سليمان.

 

الموافقة على الاسم لا تعني الموافقة على ترشيحه. هكذا تناوبت القوى السياسية في التعامل مع ترشيح سليمان. يوافقون على الاسم الذي لا يمكنهم رفضه، ولكنهم يرفضون تنصيبه عنواناً للتسوية أو مدخلاً. ومرد ذلك ان التسوية لا تصنع في الداخل وحتى أيضاً مداخلها، فيما الخارج بانتظار النهاية التي سيسفر عنها الاشتباك الدولي والاقليمي.

 

وعندما يسأل سياسي كبير في دولة عربية متهمة بعرقلة انتخاب سليمان رغم موافقتها على اسمه كمرشح توافقي، عما إذا كان الرفض يعود لعدم ثقتهم به، تمتدح هذه الشخصية سليمان وتثمن غالياً صدقيته، ولكنها تقول القصة ليست عدم الثقة به، بل عدم الثقة..

 

.. المقصود عدم الثقة بكل ما هو حاصل في المنطقة.

 

ناصر شرارة

-----------------------------------------------------------------------------------------------

ما لم يقله السيد خدام عن الرئيس كامل الاسعد

 

((لم نسمع يوماً كامل الاسعد يتحدث في الموضوع السني – الشيعي، الرجل كان مسؤولاً على المستوى الوطني)).

عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق في برنامج ((الاستحقاق)) نهار السبت 5/4/ 2008 قناة ((أخبار المستقبل)).

لقد طلب للسيد خدام ان يتذكر الرئيس كامل الاسعد بعد هذا الغياب الطويل وهو الذي وصفه يوماً رداً على تصريح له ابان الاحداث اللبنانية: ((هذا كامل مروة وليس كامل الاسعد)) وكأن كامل مروة الذي سقط في العام 1966 شهيداً للرأي والكلمة الحرة تهمة ترمى في وجه الخصوم.

لعل مخاوف السيد خدام مشروعة حول الاحتقان الطائفي في لبنان فالفتنة السنية – الشيعية زحفت على ابواب الجامعة العربية في بيروت، والخطاب السياسي برمته اضحى مشحوناً بنـزعة طائفية مذهبية تثير مخاوف بقية عقلاء في لبنان.

ان عدم انفجار الوضع اللبناني لا يعود الى عقلانية وحرص بعض اللبنانيين على بلدهم بقدر ما يرتبط بقرار اقليمي بمنع تفجير لبنان.

حبذا لو شرح السيد خدام مطولاً للرأي العام اللبناني من الطوائف والسياسيين اللبنانيين، كيف تبدلت الطبقة السياسية وأعاد تركيبها، وهو الذي كان يمسك بالملف اللبناني لدى القيادة السورية منذ العام 1976، وتحديداً حول الطائفة الشيعية وكامل الاسعد.

لعل الرئيس كامل الاسعد هو السياسي اللبناني الوحيد الذي خرج من الحياة السياسية بملء ارادته انسجاماً مع الضمير واحتراماً للذات لأنه لم يحد قيد انملة عن مسلمة آمن بها، ولو مارس لعبة البيع والشراء والرهان والمقاولة لحفظ منصبه وموقعه، فالرجل كان ابرز رجالات الساحة اللبنانية وأقواها في زمن عمدت فيه الانظمة العربية واسرائيل الى خلق وتفقيس مجموعات وأحزاب لتنفيذ الاوامر والاملاءات ومدها بالسلاح، كم كانت فرصته كبيرة، ولكن بقي لبنان هو الاكبر بالنسبة اليه.

لقد رفض كامل بك منطق الاقتتال والاحتراب الاهلي واعتبره انتحاراً ينفذه اللبنانيون بحق وطنهم وأنفسهم ولم تبق وسيلة للتشاور والحوار الا واستخدمها لوقف الحرب واستئناف رسالة لبنان، لأن سقوط النموذج اللبناني هو خدمة جلى لاسرائيل لأنها دولة عنصرية، ولبنان تعددي حضاري هو اكبر تحد للمزاعم الصهيونية.

لقد أنجز الرئيس كامل الاسعد استحقاق الانتخابات الرئاسية مانعاً تقسيم لبنان في مرتين: في العام 1976 انتخب الياس سركيس تحت القصف والضغوطات وكذلك كانت اجواء العام 1982 وانتخاب الشيخ بشير الجميل للرئاسة.

لقد آمن كامل الاسعد بأن مجلس النواب هو آخر معاقل الشرعية اللبنانية واذا لم يمارس دوره سقط وانتهت معه كل المؤسسات، فكان يتحرك بين ألسنة النار ويدعو لاجتماعاته وجلساته، كم هو جميل الشعور بالمسؤولية امام الله والوطن، اما اليوم، فمن سخريات لبنان والقدر انه وفي زمن ما يسمى السلم الاهلي يقفل مجلس نواب لبنان بأعصاب باردة وتعطل انتخابات الرئاسة.

ان كامل الاسعد لا يقاس على المستوى السني – الشيعي لأنه لم يؤمن يوماً بالطوائف كمشاريع سياسية، بل آمن بلبنان ديموقراطي لجميع ابنائه، في نهاية الحرب اللبنانية ومع انطلاق قطار الطائف في العام 1989، رفض ان يحجز فيه مقعداً لنفسه، ورفض المشاركة على قاعدة الغاء الذات وطأطأة الرؤوس، فمن كان لقبه صانع رؤساء لبنان، لا يجلس في برلمان – مجرد الوجود فيه - تهمة، بالتأكيد فضل الرجل ان يكون زعيماً في منـزله على ان يكون عميلاً في ساحة النجمة.

سيبقى كامل الاسعد ايقونة الجنوب برغم البجع السياسي الذي غط فجأة في سمائه، فمن كانت له شرعية التاريخ وأصالته لا تقدم او تؤخر في مسيرته سطوري المتواضعة هذه والتي هي اشبه بمن يهدي المتنبي بيتين من الشعر، ولا شهادة عبد الحليم الخدام من على الشاشة.

ان لبنان والطائفة الشيعية معاً يخجلان اليوم بحاضرهم وهم يخافون من مستقبلهم وقلقون على مصيرهم، لبنان اليوم بلد منكوب وشعبه يائس.

المسألة هنا ليست دفاعاً عن اشخاص وقوى بقدر ما هي شعور بفقدان وطن عندما تغيب العمالقة لمصلحة الزواحف، كيف لا يصير المصير في مهب الريح، ففي الذكرى الـ 33 للحرب على لبنان، وعلى الرغم من حالة الفراغ، ومهما اشتدت الازمات وعظمت الاحداث والتحديات، ستبقى الشعلة ملتهبة وسيبقى دولة الرئيس كامل الاسعد في سجل الوطن برؤيته وأدائه بيرقاً لا ينحني، فأعظم من القائد فيه هو الانسان، وما ادراكم لما لهذا البعد من تسام، واذا عصي المكابرون من ساسة الزمن الهزيل كما بعض الاقربين عن استشفاف هذا الجانب فيه، فهو واضح وضوح الشمس لشعب لبنان، الشعب الذي ادرك بحدسه البسيط ما عند هذا الرجل من صدق ونبل وثبات.

سيأتي اليوم الذي ننتزع فيه الحق ليقوم العدل وتتكشف الحقائق للملأ فتسقط عندئذ الاقنعة وأوراق التين وتبدد اوهام وأكاذيب لم يكن الهدف منها سوى اسقاط لبنان، وقسماً لن يسقط لبنان.

علي غزال-لندن