بشير الجميل حي بعد 30 سنة على اغتياله وقادة أموات وهم أحياء

بقلم/الياس بجاني*

 

لأن الحق هو الله الذي لا يموت ولأن الشر هو ابليس الذي لا يقدر أن ينتصر على الخير تحت أي ظرف نرى بوضوح تام وبعد 30 سنة على اغتيال الحلم، بشير الجميل، أنه هو لا يزال حياً في روحية وحراك القضية التي رفع شعارها وقدم نفسه قرباناً على مذبحها، فيما رتل من القيادات الزمنية والدينية وكثر منهم كانوا مؤيدين له وفي نفس خطه الوطني والسياسي هم أموات رغم أن الله لم يسترد منهم بعد نعمة الروح كونهم ابتعدوا عن خالقهم ولا يخافونه وكفروا بلبنان وبإنسانه وتحولوا إلى تجار دم.

 

على خلفية فكر وشجاعة وشفافية وصراحة وحلم بشير يمكننا القول معه وبصوت عال وجهور، أنه مجرم وقاتل وزنديق ومارق كل من يؤيد أو يدافع عن الرئيس السوري الأسد الذي يقتل شعبه ويريد أن يحكمه بقوة السلاح والبطش والإرهاب. هذا الرجل هو دراكولا أي مصاص دماء، ويكون على شاكلته كل من حتى يقف موقفاً محايداً من إجرامه.

 

ومع بشير القضية نقول، هو مجرم وقاتل وزنديق كل من يقف ضد العدالة في لبنان ويتستر على إجرام أوباش الأسد والملالي من الميليشيات والمرتزقة والمأجورين والصنوج والطبول وممتهني الاغتيالات والفوضى والمافياوية وتجار المقاومة والممانعة والتحرير.

 

ومع الباش بشير نقول، مجرم ومنافق وزنديق كل من يحاول التعمية على الجريمة الكبرى التي كان النظام السوري بطريقة إلى تنفيذها من خلال الإبليسي ميشال سماحة. ونعم في خانة وضيعة ومنحطة نضع وزير العدل اللبناني أن لم يمارس كل ما هو مطلوب منه قانونياً ومعه وفي نفس الخانة نضع  الحكومة اللبنانية وكل رجال القضاء والسياسيين والمسؤولين والقياديين ورجال الدين والمواطنين الذين يعطلون إحقاق الحق وتبيان الحقيقة والاقتصاص من ميشال سماحة وغيره من المتورطين في المؤامرة القذرة من لبنانيين وسوريين وغيرهم.

 

وفي ذكرى انتخاب البشير رئيساً نقول معه أيضاً، ويل لأمة لا تخاف الله فيما تقول وتعمل ولا تحترم الشهداء من بنيها وتتاجر وتساوم على تضحياتهم وكراماتهم ويمتهن قادتها ورجال أديانها والمسؤولين فيها عاهات الذمية والتقية والإستزلام والنرسيسية.

 

 تعود بنا الذاكرة إلى 30 سنة مضت باعتزاز وفخر وإيمان وعرفان بالجميل مع شكر الرب على كل نعمه وعطاياه. تعود بنا الذاكرة إلى انتخاب قائد المقاومة اللبنانية الشيخ بشير بيار الجميل رئيساً للجمهورية اللبنانية في 23 آب 1982 . نتذكر ولا ننسى ولا يجب أن ننسى في المناسبة هذه أن نقارن بموضوعية وصدق وشفافية بين ممارسات وفكر وعناد وشجاعة ومواقف وتقوى بشير وبين ممارسات وأقوال ومواقف وجبن غالبية القيادات المارونية الحالية تحديداً.

 

 ونحن نسترجع حقبة بشير المشرّفة في ذاكرتنا ووجداننا والضمائر نطلب لنفسه الطاهرة الراحة الأبدية ونلعن في نفس الوقت أيام المحل والانحطاط الأخلاقي والوطني والسياسي التي وصلنا إليها حيث بات حضور غالبية القادة الموارنة روحيين وزمنين ومسؤولين هو غياب بعد أن امتهنوا التقية والذمية والخنوع وفضلوا بوقاحة المصالح الشخصية على المصلحة العامة فانتهوا مهمشين وتابعين لا يُحسب لهم حساباً ولا يجدون من يثق بهم ويحترمهم أو يأخذهم في عين الاعتبار حتى بين أهل بيتهم وأبناء طائفتهم.

 

إلا أنه ورغم السواد القاتم الذي يحيط بمصداقية وإيمان وثبات غالبية القيادات المارونية واللبنانية الحالية لا يمكننا إلا أن نرى الأمل في شباب لبنان السياديين الملتزمين بسيادة وحرية وكرامة واستقلال وطن الأرز رغم كل الصعاب والشدائد والتحديات والمكائد.

 

إن الفرق شاسع وعلى كل المستويات بين القيادات المارونية الحالية تحديداً وبين البشير ومعه كوكبة القياديين التاريخيين الذين كانوا عماد الجبهة اللبنانية. الفرق ببساطة هو في أطر وأسس مفهوم القضية اللبنانية. قادة اليوم الصغار في قاماتهم الوطنية يتاجرون بالقضية والهوية والتاريخ ويفصلون كل شيء على ما يتناسب مع مصالحهم وأطماعهم وطموحاتهم وأحقادهم وجنونهم وأرصدتهم، في حين أن البشير وقادة الجبهة اللبنانية كانوا جنود أوفياء للقضية ولكرامة الإنسان اللبناني عن إيمان خالص ولم يكن عندهم أي زغل أو غش أو نفاق أو جبن وكانوا دائماً على استعداد كامل للاستشهاد بفرح من أجل عزة وكرامة وطن الأرز وحريته وسيادته واستقلاله.

 

 نحزن اليوم عندما نرى القيادات المارونية الزمنية والروحية الحالية تخاف المجاهرة بمواقفها الحقة، فتتجابن وتساير وتساوم وتماشي الشر والأشرار وتتخلى عن شهداء وأبطال القضية، لا بل تهجر القضية بكل مكوناتها من هوية وتاريخ ونضالات وتخجل بها وبالشهداء.

 

نحزن عندما لا نسمع صوتا واحدا لا دينياً ولا زمنياً يدافع بجرأة عن حق وكرامة أهلنا الأشراف والوطنيين والضحايا الذين اجبروا على الهرب إلى إسرائيل سنة ألفين، وعن مصير المئات من أحرارنا المغيبين قسراً في سجون الأسد النازية. نحزن ونحن نرى أراضي المسيحيين بما فيها أملاك كنيستهم يسرقها حزب الله ويُهجر أهلها بوقاحة فيما القادة الموارنة إما يلتزمون الصمت المطبق أو يغطون السرقات ويباركونها.

 

نحزن ونحن نرى أن الاغتراب اللبناني يُحرم بكل وسائل البلطجة والكفر والزندقة من ممارسة حقوقه فيما القادة وخصوصاً المسيحيين منهم يتلهون بشق الاغتراب وبنقل أحزابهم الشركات وعصبياتهم وجهلهم وتناقضاتهم إليه.

 

فعلا أنه زمن محل وجحود تحول فيه معظم قادة لبنان الروحيين والزمنيين والمسؤولين إلى تجار وكتبة وفريسيين وزنادقة وقحين، وبالتالي قد حان الوقت لأن يحمل اللبناني الشريف والوطني سوط "كرباج" الشيخ البشير ليقلب موائدهم مردداً مع السيد المسيح: بيتي بيت صلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص".

 

*الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 25 آب/2012