مع الجيش وضد حزب الله وضد كل الخارجين عن القانون من أصوليين وغيرهم

بقلم/الياس بجاني*

 

تعليق الياس بجاني على حلقة بموضوعية التي بثها تلفزيون المر أمس وشارك فيها النائب خالد الضاهر والصحافي جوني منير وتخللها عدة اتصالات من لبنان وخارجه

 

من المؤسف أن الكل كان ممثلاً في الحلقة ما عدا الجيش وهو المفروض أن يعطي روايته الرسمية عما حدث وليس أي شخص أخر علماُ أن من تولوا الدفاع عنه هم  من فريق 8 آذار ولم يكونوا موفقين أبداُ. الجيش هو  المعني الأول والأخير بما حدث وبالتالي كان من المفترض أن يسمع الناس روايته وليس روايتين متناقضتين زادتا الشرخ بين اللبنانيين واصابتهم أكثر بالإحباط .

 

كما الملاحظ في استضافة ضيوف من مواقع سياسية متناقضة في حلقة واحدة هو أمر غير موفق حيث غالباً ما تكون الحلقات صراخ بصراخ وتبادل اتهامات وكلام نابي مما يجعل متابعة ما يقال غاية في الصعوبة فيضيع الحابل بالنابل، أما الاتصالات من قبل مواطنين فليس مجدياً كون الذين يتصلون هم بالإجمال جهلة في السياسة وفي الغالب مرتبطين بأحزاب وميليشيات يكون أمر اتصالهم مرتب وملقمين ليقولوا ما لقموا به.

في حلقة اليوم النائب خالد ضاهر كان خير ممثل للفريق الذي ينتمي إليه وقال ما هو منشور على كل المواقع الألكترونية مدعماً بالصور والفيديوهات. قد يكون الضاهر محق أو غير محق ولكن الكلمة النهائية يجب أن تكون للقضاء  بعد أن يخرج الجيش بروايته عما حدث وليس أي سياسي كأن من كان.

 

 أما الصحافي جوني المنير فهو موظف في التلفزيون الأورنجي التابع لتيار ميشال عون وبموقع متقدم جداً في مطبخ أخباره وبالتالي مصداقية ما جاء به من روايات حول حادثة عرسال وخلفياتها مشكوك بها كونها تمثل الجهة التي يعمل بأمرتها وهي معروفة بعدائها لكل من هو ضد الدويلة الملالوية ونظام الأسد. إن دفاع المنير بصوت عال عن الجيش والمسيحيين ليس ذي مصداقية في نظرنا على الأقل كون فاقد الشيء لا يعطيه.

في الخلاصة لا إرهاب حزب الله ودويلته ومربعاته الأمنية وارتكاباته الإجرامية هي أمور مقبولة، ولا تحويل أي منطقة لبنانية إلى كندهار طالبانية أو بن لادنية هو ما يريده اللبنانيون من غير المرتبطين بايران وسوريا وبغيرهما من الدول عربية وغير العربية.

 

المطلوب أن يكون لبنان محرراً وحراً من كل الدويلات والمربعات ومن كل المرتزقة والميليشيات وخصوصاً جيش حزب الله  الإيراني حيث لا مقاومة ولا مقاومون ولا ممانعة ولا ممانعون، بل احتلال ومحتلون ومافيا ومافياويين.

إن المسؤول عن سقوط شهداء الجيش وعن كل حال الفوضى التي تنهش لبنان وأهله هو كل سياسي ومسؤول ومواطن ورجل دين يمنع قيام الدولة ويساند الدويلة الملالوية وغيرها من المربعات الأمنية الأصولية ويقبل أن يبقى وطن الأرز ساحة لحروب الآخرين.

 

إن ما حصل في عرسال هو  غامض ومربك وغير واضح والروايات متناقضة كون الدولة غائبة ومغيبة ومخترقة، وبالتالي المطلوب تحقيق عادل ومنصف بمشاركة محققين من المحكمة الدولية لأن أغلبية القضاء في لبنان واقعة تحت الإرهاب كما أكثرية المسؤولين ولنا ما تعرض له أمس النائب بطرس حرب بواسطة بعض هذا القضاء خير دليل فاقع في هرطقته وفي تجريم القتيل وتقديس القاتل.

 

كما أن العيب والسخافة والغباء في الإدعاء الباطل بأن قادة الجيش قديسين والمؤسسة العسكرية مقدسة. هذا أمر هرطقي وتسطيحي للعقل لأن القداسة لله فقط وليس لأي فرد أو مجموعة. الجيش قوى أمنية عليها واجبات لتقوم بها ومأمورة من قبل السلطة التنفيذية ومعرضة للخطأ وللاختراق وللتقصير كما باقي البشر ونقطة على السطر.

 

نحن مع الصحافي راشد فايد في قوله اليوم (جريدة النهار): "ما حدث في عرسال جريمة مدانة، لكن ليس الحزب وربعه من يستطيع أن يعطي دروسا في دعم الجيش وتعزيز دوره. فليس من حق منتحلي هوية الجيش في محاولة اغتيال النائب بطرس حرب، ومهربي المتهم محمود الحايك باسم هذا الجيش أن يعطوا من يقاتل أبناؤهم في صفوفه، ولا سيما من الشمال والبقاع، دروسا في الذود عن دوره ووطنيته. دعوة الحزب إلى التضامن مع الجيش، أقرب الى سهام تصيب صورته، مما هي دعوات ترفع من شأنه. مع ذلك، ما أبرع الحزب حين يحاضر في شأن الجيش".

 

ونحن نؤيد ما جاء في مقالة الأستاذ علي حمادة اليوم (جريدة النهار): "بكل صراحة، إن رواية الجيش وتسريبات مديرية المخابرات في الاعلام يعوزها الكثير كي نصدقها. وثمة أسئلة كبيرة عن مصير بقية القتلى مع شهيدي الجيش. فأين الجثث الاخرى التي تم تهريبها؟ واذا لم تكن لعناصر من الجيش، تراها لمن تكون؟ لعناصر من "حزب الله" مثلا؟ كل هذا الشك في رواية المخابرات سببه معرفة اللبنانيين بحجم النفوذ الذي يمتلكه أمن "حزب الله" في الجهاز، بحيث ان البعض وصل به الامر الى اعتبار وفيق صفا (المسؤول عن أمن "حزب الله") حاكم لبنان الامني بعد اغتيال اللواء وسام الحسن الذي كان يرفع تحدي بناء جهاز عصي على الحزب ومخابرات النظام في سوريا ومعها المخابرات الايرانية. إن دعم الجيش واجب، لكننا نرفض حملات التحريض والمزايدة التي نشاهدها على طرق لبنان، وهي حقا سخيفة، وعلى الجيش رفضها بدل توجيه الشكر لقاطعي الطرق الانتهازيين. أما عرسال فبلدة الصمود الاستقلالي، ومنها خرج الآلاف يوم 14 آذار ليلفظوا الاحتلال السوري، فهل نتركها عرضة لحملات التأديب التي لا تخدم هيبة الدولة ولا الجيش، بل أجندة "حزب الله" والنظام في سوريا؟ ورفضنا واضح وصارخ للحملة التي توجه ضد عرسال. وكلنا مع المناضلين من أهلها، وعلى الجيش وقائده تشكيل هيئة تحقيق مستقلة لجلاء الحقيقة"

 

يبقى إن الحلقة كانت عدائية ضد النائب خالد الضاهر بامتياز ومنحازة وغير منصفة من خلال الذين سمح لهم الإتصال والتكلم.

 

اضغط هنا لمشاهدة الحلقة مباشرة من موقع تلفزيون المر

http://mtv.com.lb/Bi_Mawdouiyeh/Khaled_El_Daher_and_Johnny_Mounayar

 

تورنتو/كندا في 05 شباط/13

 الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

 phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 05 شباط/13