بيان المطارنة والتصحيح المطلوب

بقلم/الياس بجاني

 

 مرة أخرى نسأل كل الذين رحبوا ببيان المطارنة الموارنة الأخير إلى حد اعتباره تاريخياً, ومنهم كتاب ونواب وسياسيون وسياديون ومقاومون وأحرار نجل ونحترم, نسألهم مباشرة ومن دون لف أو دوران أو الدخول في متاهات التحليلات والتمنيات والتخوين،وبالطبع من دون السقوط في أفخاخ التشاطر، والتذاكي، ومعلقات الشعر والزجل، نسألهم هل مواقف سيدنا بشارة الراعي المعلنة منه شخصياً والمتعلقة بنظام الأسد وحزب الله وإيران متماهية مع ما جاء في البيان وتحديداً بما يخص السلاح غير الشرعي والتدخل في سورية؟

 

بصوت عال وبعتب كبير على تهليل المهللين الكرام نشير إلى إن كل الوقائع الملموسة والموثقة بالصوت والصورة والنص تقول لا وألف لا وهي بمجملها تتناول ومن دون مواربة وتجميل مواقف وتصريحات ومقابلات وعظات سيدنا الراعي.

 

هذه كلها, أي مواقف الراعي غارقة حتى الثمالة في تأييد قوي وتعظيم وتقديس لنظام السوري الأسدي "الطيب القلب" ولسلاح "حزب الله" ولقتلة الرئيس الحريري ولمشروع حلف الأقليات. من يعود إلى كل كلمة تفوه بها الراعي الموثقة منذ توليه سدة البطريركية يدرك أن الرجل في مكان وبيان المطارنة في مكان آخر والغربة بينهما قاتلة. من هنا نطالب المهللين وليكن لتهليلهم مصداقية عليهم أن يطالبوا سيدنا الراعي بتوضيح مواقفه علناً من كل ما جاء في البيان وتحديداً هل هو يعتبر سلاح "حزب الله" شرعياً أم لا؟

 

علما أنه كان أيد هذا السلاح واعتبره شرعياً في العشرات من التصريحات الموثقة وربطه بمزارع شبعا, ومن ثم هل بدل سيدنا مواقفه من حلف الأقليات الوهم ومن اعتباره أن الربيع العربي هو خريف, ومن أن نظام الأسد حام للأقليات, وأن من يثورون في سورية ضده هم إرهابيون وتكفيريون؟.

 

 ونسأل المهللين هل تخلى الراعي عن ربع المسيحيين المستقلين, من أيتام النظام الأسدي المخابراتي الذين تبناهم وفتح لهم الأديرة والكنائس ولا يزال؟

 

 وهل قطع حبل الصرة بينه وبين المظلوم من جهة وبين ما يسمون أنفسهم قدامى القوات وغيرهم? المطلوب من القيادات السيادية أن تحاكي الواقع بإيمان ومنطق من دون مسايرة أو تشاطر وتذاك, وأن تتعظ من قول بولس الرسول: "لو أردت أن أساير مقامات الناس ما كنت عبداً للمسيح"، ومن وصية سيدنا المسيح الذي طلب منا أن يكون كلامنا بنعم نعم وبلا لا"، ومن عنده أذنان صاغيتان فليسمع ويتعظ ويخاف الله في كل كلمة يقولها وفي كل موقف يعلنه.         

عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 09 تموز/13