انتهى زمن "حزب الله" والحرية عائدة إلى وطن الأرز

بقلم/الياس بجاني*

 

 لقد انتهى زمن "حزب الله" وكل مفاهيم "السلبطة" والفجور التي فرضها على اللبنانيين، والمسألة فقط مجرد وقت ليس إلا قبل أن يتفكك من الداخل وينهار. هذه هي طبيعة الأمور، وهذا هو مسار المستكبرين الانحداري الحتمي في هذه الدنيا الفانية. فكل ما يبنى على باطل فهو باطل، والشر لا يمكن إلا أن يأتي بغير الشر، وهذا التنظيم الإيراني الإرهابي الشرير نموذج فاقع لكل ما هو عهر وإجرام ونفاق واستكبار وخداع ومتاجرة بالقيم والمبادئ والكرامات.

 

لن يفككه أحد من الخارج، لا القوى السيادية اللبنانية، ولا إسرائيل، ولا "الشيطان الأميركي"، ولا "الاستكبار العالمي", وإنما هو سوف يتفكك ويتحلل من الداخل ويسقط وينتهي إلى غير رجعة، وها نحن نرى كل يوم أعراض هذا السقوط الإبليسي الحتمي الذي سيكون مدوياً لا محالة. "ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع".

 

سرقات على مختلف أنواعها من دون خجل أو وجل، وتهريب على مستوى العالم لكل الممنوعات من مخدرات وسيارات وبضائع وغيرها، وتبييض أموال، ونهب لمال وأراضي وممتلكات الغير، واستقواء وقح وفج بالسلاح واستهتار بكل الآخرين مع انتفاخ كياني خادع ووهمي.

 

لم يترك "حزب الله" الذي هو إيراني و"ملالوي" تمويلاً وتنظيماً وقيادة وعقيدة وسلاحاً ونهجاً وقراراً، لم يترك بلداً إلا وصدر فحشه وفجوره إليه من مصر والسعودية واليمن، مروراً بالأميركيتين وكل دول أوروبا، وصولاً إلى العراق وسورية وانتهاءً بالبحرين وكل دول الخليج العربي.

 

انحدر بقيمه ونهجه وخطابه وأفعاله المشينة إلى ما هو تحت التحت، فانكشف وتعرى حتى وصل إلى درك لغة ومفاهيم الأحذية (الصرامي) والخطاب السوقي والشوارعي المنحط لأن لا منطق ولا حجة ولا إيمان ولا احترام لكرامة الإنسان والحقوق عنده، ولا مخافة من الله الذي يحمل اسمه زوراً وتعدياً. انتهى هذا الحزب الإرهابي والمذهبي وهو في نزاع الرمق الأخير ما قبل السقوط النهائي.

 

بناءً عليه، يتوجب على قوى تجمع "14 آذار" وباقي السياديين في لبنان، وأيضاً على الدول العربية، وخصوصاً الخليجية منها أن لا يعودوا أبداً إلى هرطقة مسايرته والتنازل له ولإيران عن أي شيء كما فعلوا سابقاً. عليهم أن يعترفوا علناً أن كل سبل الاحتواء والمساومات والإغراءات التي استعملوها معه ومع إيران قد فشلت وقد ضاعفت من استكبارهما وأوهامهما وجنونهما.

 

لا لدخول عناصر "حزب الله" في الجيش اللبناني، ولا لقبول بقاء دويلته أو مربعاته الأمنية تحت أي حجة أو ظرف، ولا لاستمرارية الرضوخ لإرهاب تعويذته الثلاثية الشيطانية "الجيش والدولة والمقاومة"، ولا غض الطرف عن دجل الادعاء الباطل بأنه حرر الجنوب، ولا لأي امتيازات لنصرالله أو لغيره من قادة هذا التنظيم الإجرامي. قانوناً يجب أن يحاكموا جميعاً على ما ارتكبوه من جرائم ضد الإنسان اللبناني والدستور وشرعة الحقوق العالمية.

 

مما لا شك فيه أن سلاح هذا الحزب سيكون وابلاً ولعنة عليه وفي النهاية سوف يستعمله أفراده ضد بعضهم بعضاً. "حزب الله" انتهى وهو في حالة ضياع وعصبية وهذيان وتفكك من الداخل ولم تعد ساعة الخلاص منه ومن إجرامه ببعيدة.

 

من المؤكد أن سلاح المؤمن هو إيمانه وثقته بخالقه واتكاله عليه، فدعونا نتمسك بهذا السلاح وبه ومن خلاله نواجه إجرام وتطاول "حزب الله" بشجاعة لنقول الأشياء كما هي من دون مواربة ونفاق، ولنتخذ المواقف الوطنية والمحقة الشجاعة.

 

لم يعد خافياً على أحد أن "حزب الله" جماعة إرهابية خارجة على القانون وتعمل لحساب إيران، وبالتالي إلى إيران يجب أن يتم ترحيل كل قادة هذا التنظيم في حال عدم إمكانية محاكمتهم في لبنان أو في المحاكم الدولية، تماماً كما تم إبعاد ياسر عرفات ومقاتليه عام 1982 إلى تونس واليمن وباقي الدول العربية.

 

كفى لبنان كفر شياطين وأبالسة، ونفاق تجار دم وتحرير، وغرق في شعارات المقاومة والممانعة البالية. يبقى أن سقوط نظام الأسد لن يطول انتظاره وكذلك انتهاء هيمنة و"سلبطة" "حزب الله" على لبنان واللبنانيين. في النهاية لبنان القداسة والرسالة والانفتاح والمحبة والسلام والحضارة هو للبنانيين وليس لجماعات الإرهاب والأصولية كما أن الحرية تحرر من يؤمن بها ويعمل من أجل نصرتها.

 

نختم مع النبي اشعيا (01/33) ونقول: "ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب وحين تفرغ من النهب ينهبونك".

 

 

*الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الالكتروني
phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 20 كانون الثاني/11