دعوة سامي الجميل لبوسي الأشقر إلى بكفيا: تصرف خلفيته "النكايات"

بقلم/الياس بجاني*

تعليقاً على مقالة السفير: "سامي ونديم وبوسي ثالثهما، وعلى مقالة جريدة الأخبار "بوسي عند سامي نكاية بنديم"

لا يمكن لأحد أن يلوم السيد بوسي الأشقر على تلبية الدعوة الذهبية إلى بكفيا، عرين حزب الكتائب، وبيت العظيمين بشير الحلم وبيار الجد والمؤسس، وهي بالفعل فرصة لا تقدر بثمن استفاد منها بوسي بشكل ذكي جداً رغم أنه بالتأكيد لم يكن يحلم بحدوثها. هي زيارة إن دلت على شيء فعلى مبدأ وثقافة "النكايات" والكيدية في فكر وممارسات ونهج النائب سامي الجميل.

النائب نديم الجميل يعارض القانون الأرثوذكسي وهو محق في قراره كونه ابن يشير الحلم وبشير ال 10452 كلم وليس ابن الانغلاق والتقوقع والمذهبية والتجارة، وهو جاهر في موقفه وأعلنه عبر وسائل الإعلام دون خوف أو تردد، خصوصاً في حلقة من حلقات "كلام الناس" مع الإعلامي مرسال غانم.

يعجز النائب سامي في أمر كيدية محاكمة النائب نديم حزبياً كما كانت أوساطه تتمنى وكما كانت روجت، ويفشل في تسوية الخلاف مع ابن عمه بطريقة حضارية على مبدأ قبول الآخر واحترام أراء ومواقف وقناعات هذا الآخر. فيلجأ إلى تصرف غير مسؤول يسقط عنه المصداقية والجدية وأهم صفات القائد.

هذا التصرف للنائب سامي ليس منعزلاً عن حضوره لقاء جبهة الحرية قبل مدة وإلقاؤه كلمة أشاد فيها بما سماه تضحيات المقاتلين من المنشقين عن القوات اللبنانية من قدامي وإصلاحيين وباقي المجموعات التي تدور في فلك ميشال عون والمطران سمير المظلوم وباقي أطياف محور الشر.

التصرفات المشابهة للنائب سامي غير قليلة وهي للأسف تبين كم أن الساحة المارونية اليوم مفرغة وفارغة من قيادات مؤمنة وناضجة وواعية، وكم هي غارقة في عقلية "الإمرة لي"، و"النكايات"، كما تؤكد أن الأحزاب اللبنانية كافة، والمسيحية منها تحديدا هي عبارة عن شركات تجارية عائلية يتحكم بقرارها وهيكليتها وإفرادها وسياستها صاحب الشركة أو أحد أفراد العائلة النافذين على خلفية المصالح الذاتية ولنفوذ، وليس على خلفية حب الوطن والتفاني من أجل مصلحة وكرامة ولقمة عيش المواطن.

الله يرحم الشهداء فلو استفاقوا من قبورهم وشاهدوا ما يجري اليوم على الساحة المسيحية، والمارونية تحديداً، لكانوا كفروا وعادوا طوعاً إلى القبور وفضلوا البقاء هناك. ولكانوا لعنوا ولعنوا ولعنوا.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن جريدتي السفير والأخبار اللتين ركزتا على خبر زيارة بوسي لبكفيا استفادتا من هكذا تصرف غير مسؤول فضخم وأبرز، وكيف لا وهما من الوسائل الإعلامية المسوّقة لمخططات وارتكابات محور الشر السوري -الإيراني.

إلى الذين لم يعجبهم النقد أعلاه وهاجمونا بعنف على مواقع التواصل الاجتماعي نقول: عشتم وعاشت الغنمية وعاشت عقلية عبادة الأفراد وعقلية الدفاع المستميت عن الشخص ع عماها.

كم كنا نتمنى لو أن الردود جاءت محصور بالنقد نفسه وبموضوعية لتبيان المبررات دون الإسفاف بالكلام النابي.

بربكم يا بشر إذا كان بوسي الأشقر مع عون وحزب الله والمظلوم والظالم ومرشح ضد النائب نديم في الأشرفية، فكيف يدعوه النائب سامي لإلقاء محاضرة في بكفيا عن المقاومة؟

أين هي العقول وأين هو المنطق؟

لهؤلاء نقول بمحبة تعودا على النقد البناء حتى لو كان قاسياً، واخرجوا من جحور التبعية العمياء، وكفى عبادة لأشخاص والدوس على القضية.

أما الأمر الغريب في البعض فهو أن لا قضية عندهم ولا فكر مستقل ولا بصر ولا بصيرة. هؤلاء بفكرهم وممارساتهم وخطابهم أغنام يعبدون أشخاص ع عماها فيوالون من يواليهم ويعادون من يعاديهم.

هذه المجموعات موجودة وبكثرة في كل الأحزاب ودون استثناء. هي لا تناقش ولا تنتقد ولا تقول لا لمن تعبد وتقدس، بل تطيعه طاعة عمياء ويصبح هذا المعبود عندها هو القضية.

في قاموس الحرية هؤلاء الناس وطبقاً لكل المعايير قد تخلوا طوعاً عن نعمة الحرية.

كم كنا نتمنى لو أن الذين تهجموا وشتموا بسبب نقدنا لو ناقشونا بما هو حقيقة جوهر وصلب ما انتقدنا، ولكن عبثاً حاولنا ونحاول فقد انتقدنا المعبود واقترفنا الجريمة الكبرى.

بالتأكيد هذه العقليات وهذه الثقافات لا تبني أوطاناً ولا تصون قضية. وتعتير حالتنا يا ليلى تعتير

 

الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

 phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 16 آذار/13

 

 

في اسفل ما نشر في جريدتي الأخبار والسفير/موضوع تعليقنا

جريدة الأخبار/15 آذار/13
http://www.al-akhbar.com/node/179433#comment-133772
أعدّ النائب سامي الجميل مفاجأة غير سارة لابن عمه النائب نديم الجميل، إذ استضاف في بكفيا منافس الأخير الانتخابي في الأشرفية مسعود الأشقر.
المياه بين النائبين الشابين «عكرة جداً»
رولا إبراهيم
لا يمر اسم مسعود الأشقر كتائبياً مرور الكرام. فـ «بوسي» هو أحد المقاتلين الكتائبيين السابقين في منطقة الأشرفية وأحد المرشحين السابقين الى النيابة ــــ منفرداً عام 2000 ثم بالتحالف مع التيار الوطني الحر في 2009 ــــ في وجه النائب نديم الجميل. وفي الانتخابات المقبلة، سينافس الأشقر، على الأرجح، نديم على المقعد الماروني في الأشرفية. لذلك، كان الحدث استثنائياً اول من امس في «مقر» سامي الجميل. ابن الرئيس أمين الجميل يدعو مسعود الأشقر، منافس ابن عمه وابن حزبه نديم، ليحاضر في طلاب الكتائب في بكفيا. ليست الأحوال بخير حكما بين «شيخَي» آل الجميل الشابين. الساعة الثامنة الا عشر دقائق، يتهامس الطلاب الكتائبيون عن صحة حضور الأشقر. وما هي الا دقائق حتى يعلو التصفيق في الصالة ويقف الجميع: «وصل مسعود الأشقر »! يأخذه «الشيخ » سامي بالأحضان والقبل قبل استضافته ومؤسس مدارس التدريب العسكرية الكتائبية في السبعينيات ومؤسس فرع الكومندس سامي خويري (مسؤول إقليم كسروان الكتائبي حالياً) وقائد وحدة قوات المغاوير في الكتائب ابراهيم (بوب) حداد في مكتبه الخاص على انفراد. لم يدم الاجتماع الرباعي طويلاً، وعاد المحاضرون برفقة الشيخ الى الصالة الرئيسية. جلس الجميل الابن بين الجماهير، فيما اعتلى الأشقر وخويري وحداد المنصة. اقتضت مهمة خويري تزويد الطلاب تفاصيل استعدادات حزب الكتائب قبيل الحرب الأهلية وكيفية استعدادها للقتال. تلاه الأشقر مؤسس وقائد وحدات دفاع بيروت في الحزب الذي قصّ على الحاضرين مجريات حرب المئة يوم، ليختم حداد بالحديث عن زحلة خلال عام 1981. لم يكن توسط الأشقر لرفيقيه ومجموعة من المقاتلين السابقين والكتائبيين الحاليين أمراً شاذاً، لا بل بدا المشهد متناغماً كأن الأخير جزء لا يتجزأ من تلك المجموعة وذلك التاريخ. فالسلاح جمعهم يوما وأعاد لمّ شملهم مرة أخرى بعدما فرقتهم السياسة. دهشة الطلاب بحضور الأشقر أثنتهم عن رفع أصابعهم لمناقشته في السياسة، وفي اختياره العماد ميشال عون للترشح على لائحته، فاكتفوا بالإنصات إلى كلماته وتجربته العسكرية الى جانب «قائدهم البشير». في الشق التقني أو الحديث الكتائبي الروتيني، استضافة الجميل للأشقر في المعقل الكتائبي أكثر من عادية ولا تتعدى المحاضرة الطلابية. أما في الشق السياسي، فالأمر يتعدى حدود بكفيا ليدخل الى عمق الأشرفية ويدغدغ شعور نوابها... أو نائبها الكتائبي نديم الجميل. هي رسالة مزدوجة اذاً. الأولى ايجابية باتجاه الأشقر والثانية سلبية باتجاه نديم. والرسالة السلبية هذه لم تكن الأولى، بل سبقتها رسائل بالجملة من نجل الرئيس أمين الجميل والجميل نفسه. الخلاف بين «بكفيا» و«الأشرفية» خرج إلى العلن يوم هجوم نديم المتلفز على مشروع اللقاء الأرثوذكسي واعتباره «قانون رستم غزالي». هذا التصريح استدعى سريعاً جلسة تأديبية لنائب الأشرفية في البيت الكتائبي، حيث حصلت مشادة بين الأخير والرئيس الجميل، انتهت بطرد نديم خارجاً. وتشير المصادر، هنا، الى أن «المشكلة كبيرة ولولا صحتها لما تجرأ سامي على دعوة الأشقر، وخصوصاً أن قاعدة المقاتل الكتائبي السابق معظمها من الكتائبيين المؤيدين لخط بشير، وأيضا لما بارك الجميل الأب خطوة وريثه». لقاء الجميل ـــ الأشقر ليس الأول من نوعه، فالاتصال بينهما لم ينقطع يوما حتى في أوج المعركة الانتخابية عام 2009. ماذا بعد تلك الندوة؟ يجيب الكتائبي بتأن: «لا شيء في غياب أي تحالف بين التيار الوطني الحر والكتائب، نظراً الى عدم قدرة الحزب على التخلي عن ابن بشير».لم يكد المقاتلون الثلاثة ينهون رواياتهم العسكرية أمام الجيل الكتائبي الصاعد حتى أزاح سامي دفتره الصغير من حضنه، وقام شاكرا حضور خويري والأشقر وحداد: «هؤلاء أبطالنا ونحن نتمثل بهم». بدأ الطلاب يخرجون تباعاً من معقل آل الجميل على أنغام النشيد الكتائبي. جمع الأشقر أغراضه، ألقى التحية على رفاق الأمس، وخرج متمتماً: «هيا فتى الكتائبِ...».

كلير شكر- سامي ونديم.. و«بوسي» ثالثهما
15-03-2013/السفير

http://www.alkalimaonline.com/article.php?id=128407 
مساء أول أمس، دخل مسعود الأشقر أو «بوسي»، «الاسم الحركي» الذي درج الناس على مناداته به، إلى مقر قيادة سامي الجميل في بكفيا، غريباً. وكأنّ قدماه تطأ أرضاً جديدة. يتعرّف إلى وجوه غير مألوفة. قبل ربع قرن، خرج المسؤول العسكري الكتائبي من الصيفي بعد موجة انتفاضات، ولم يعد... لا مع «طائف» البلاد ولا مع «طائف» الحزب. ولم يحتفظ من تلك الحقبة إلا باسمه وذاكرته. لا حاجة للتعريف عن الأشقر. هو واحد من قلّة تمتهن واجبات الشأن العام الاجتماعية 24 ساعة: يخرج من صالة احدى كنائس العاصمة معزياً ليدخل إلى غرفة مريض في المستشفى، وبمقدروه بين الزيارتين أن يرد على عشرات الاتصالات. لا مكتب خدمات للرجل، ولا حساب مصرفيا في جيبه، في مواجهة «حيتان» السلطة والمال... «الفتى الكتائبي» الذي أمضى أكثر من 15 سنة في صفوف الحزب مقاتلاً، مع بيار الجد، وأمين، وبشير، صار من «القدامى». من التاريخ. ومع الجيل الجميليّ الثاني، صار خصماً غير مرغوب به، حتى في مقاعد الخصوم. مواجهة لم تخطر على بال أو خاطر. «بوسي» يتنافس انتخابياً مع نديم، ابن «القائد». جولة أحرجت كُثراً من أبناء الأشرفية، ممن يحفظون لـ«المرشح الدائم» جميلاً، أو خدمة أدّاها، أو وقفة إلى جانبهم... ويحتفظون ببشير في حلم لم يستيقظوا منه. ومع ذلك، لم يستكن. تناقض الخيارات السياسية وتضارب المصالح مع «المؤسسة الأم»، أو بالأحرى مع «فتيان الكتائب»، لم يُخرج الرجل يوماً من هدوئه. يحتفظ بكل أدبيات الاحترام واللياقات الاجتماعية مع الرئيس أمين الجميل، وابنه سامي، وحتى مع نائب العاصمة الماروني(نديم)، إذا ما تواجد وإياه في أي مناسبة اجتماعية. «فالخلاف السياسي شيء، والاحترام شيء آخر».. الرجل الذي حارب إلى جانب «الأوائل»، صار اسماً «ملعوناً» في القاموس الكتائبي. متهم بالانتماء الى «محور الشرّ». الى «الضالين». هكذا كانت العلاقة السياسية مع آل الجميل، كباراً وصغاراً، مذ أن خلع «بوسي» بذته العسكرية ووضع ربطة العنق، وهكذا استمرت. وعندما يُدعى مسعود الأشقر لإلقاء محاضرة عن «المقاومة المسيحية» أمام «الكتائب الشرعية»، وفي عقر دارها، تصبح تلك المبادرة «فلتة شوط». قد لا تحصل لولا «موال» تسلل ليلاً إلى رأس سامي «الشيطاني». اتصال استثنائي يطلب من الرجل، المتنيّ الجذور، والبيروتي الحركة، التفضّل إلى مقر الحزب المستحدث جديداً في بكفيا، لتقديم مقاربته الشخصية عن «العمل المقاوم» ضمن ندوة حزبية طلابية داخلية. لم يتردد «بوسي» في الردّ إيجاباً. لم يسأل عن الأسباب، أو الخلفيات، ولم ينجر وراء علامات الاستغراب التي دارت في رأسه في تلك اللحظة... ولا تزال. اكتفى بتحضير «واجبه الأكاديميّ»، لتقديمه على أكمل وجه. فهو جزء من تاريخ الحزب، يفتخر به، كما يفتخر بخياراته الراهنة. أكثر من ساعتين أمضاها على منبر بكفيا، اعتلاه على وقع التصفيق، وتركه على النغمة ذاتها. كان سامي مستمعاً كل الوقت. يحيط به بعض الشباب ممن يعرفون الكتائبي العتيق عن كثب، والبعض الآخر من الطلاب الجدد. مجرّد إضاءة علمية تستند إلى التاريخ. لا كلام في السياسة، وكأنّ الواقف أمامهم، محاضر في أحد الصفوف الجامعية، قال ما عنده وأقفل عائداً، الى «أشرفيته» من دون أي زيادات، قد تفتح أبواباً مغلقة من سنوات. ثمة قطبة مخفية. إنهما سامي ونديم من جديد. حكاية ابنيّ العمّ، اللذين يجتمعان فقط تحت سقف العائلة. أما غير ذلك، ليس هناك أشطر من سامي في ألعاب الخفّة.