حزب الله لا يعترف بنهائية الكيان اللبناني، وإنما يعمل على إسقاطه

بقلم/الياس بجاني

ساذج وجاهل وموهوم كل من يصدق ما ادعاه باطلاً السيد حسن نصرالله في مقابلته الأخيرة مع تلفزيون ال او تي في، حين قال بخجل ومع ابتسامة ساخرة إن حزب الله يعترف بنهائية الكيان اللبناني ولا يريد إسقاطه أو استبداله بنظام آخر. إنه وبما يخص حزب الله الإيراني والملالوي والمذهبي والإرهابي 100%، فهذا الإدعاء تاريخياً وأهدافاً واقعياً وعملياً وممارسات ودويلات وحروب واغتيالات وإرهاب وغزوات، هو مجرد نفاق وتحايل وهراء واستخفاف بعقول اللبنانيين لأن أهلنا وشعوب الدول العربية، وخصوصاً السورية والخليجية منها، يدركون تماماًً ودون أدنى شك أو وهم حقيقة وخطورة وابليسية مخطط المشروع الإيراني التوسعي والإحتلالي الهادف إلى إقامة الإمبراطورية الفارسية والمذهبية بالقوة والإرهاب والغزوات والتنظيف العرقي في لبنان وكل الدول العربية، وما مارسه حزب الله من فظائع وارتكابات دموية وإجرامية وهمجية في منطقة القصير السورية بعد احتلالها هو خير برهان ودليل على عدم صدقية ومصداقية ما ادعاه باطلاً نصرالله. أضافة بالطبع إلى السجل الإجرامي الحافل لحزب الله في لبنان والدول العربية والعديد من دول العالم.

من هنا فإن منطق وعملانية وأهداف ومذهبية المخطط الملالوي والفارسي والمذهبي تتعارض كلياً مع كافة كيانات وقوميات وأنظمة واثنيات وأديان ومذاهب وحضارات وثقافات وتاريخ وهويات جميع هذه الدول ودون استثناء. فكيف يُعقل أن نصدق ادعاء السيد نصرالله هذا والمخطط الملالوي الحلم والوهم هو معلن وموثق رسمياً ليس فقط من قبل حكام إيران، بل أيضاً من قبل كل قادة حزب الله منذ تأسيسه في العام 1982، وهناك العشرات من الوثائق المكتوبة والمذاعة بصوت السيد نصرالله نفسه وكلها تكذب اعترافه الساخر بنهائية الكيان اللبناني وتؤكد التزامه الكامل بمخطط الملالي الإمبراطوري. في هذا السياق السيد نصرالله نفسه كان أعلن عدة مرات مؤخراً افتخاره اللامحدود بكونه جندي في ولاية الفقيه وأنه ينفذ كل يطلب منه ومن حزبه بلا تردد أو تفكير.

إن عدم صدقية وجدية ادعاء نصرالله تؤكدها طرق ووسائل تعاطِ النظام الإيراني الملالوي القمعية والاضطهادية والإلغائية والأحادية مع كل الأقليات الدينية والقومية والإثنية داخل إيران ذاتها. فمنذ اليوم الأول لتسلم الخميني الحكم في إيران تتعرض كل الأقليات هناك إلى عمليات قمع وقتل وقهر واضطهاد وسجن واغتيالات ممنهجة بهدف فرض مفهوم ولاية الفقيه عليها بالقوة.

في سياق التمويه والتقية قام حزب الله ومنذ العام 1982 بإعلان عشرات المواقف الصرف لبنانية، كما عقد رزم من الاتفاقات والتحالفات مع العديد من الشرائح اللبنانية، ومن ثم انقلب عليها كافة ونكرها عندما سنحت له الظروف وكان أخرها توقيعه على "إعلان بعبدا" المنادي بحياد لبنان، وها هو ينقلب على هذا الإعلان بوقاحة غير مسبوقة ويتدخل عسكرياً في سوريا لمساندة نظام الأسد الكيماوي وقتل الشعب السوري الثائر على نظام الظلم والاضطهاد والإفقار والقمع والإجرام.

هذا وادعى نصرالله باطلاً وفي نفس المقابلة أن كل ما كان قاله وكتبه وبشر به في الثمانيات حول المشروع الملالوي المذهبي في لبنان قد انتهي، ولم يعد من ضمن أهداف حزبه، في حين أن كل ممارسات وأقوال وتحالفات وهرطقات وغزوات وإجرام حزب الله تؤكد عدم صدقية كلام السيد. في أسفل بعض ما هو موثق عن حقيقة أهداف حزب الله في لبنان وهي كلها مقتطفات من سجل السيد نصرالله.

في أسفل مقتطفات من أقوال وتصاريح للسيد حسن نصرالله، وهي من مصادر مختلفة. هي موثقة وتحكي مشروعه ورؤيته للبنان وكلها لم تتغير ولم تتبدل في جوهرها كون كل ممارسات حزب الله وخطاب قادته يؤكدون صحتها.

1- "لا نؤمن بوطن اسمه لبنان، بل بالوطن الإسلامي الكبير." (النهار/أيلول 1986).

2- "إن لبنان وهذه المنطقة هي للإسلام والمسلمين، ويجب أن يحكمها الإسلام والمسلمون." (السفير/12 تموز 1987).

3- "دعانا الإمام لإقامة الحكومة الإسلامية في أي بلد نعيش فيه وهذا ما يجب أن نعمل له وان نفهمه تكليفاً شرعياً واضحاً، وأن نعمل له في لبنان وفي غير لبنان، لأنه خطاب الله منذ أن خلق آدم." (العهد/23 حزيران 1989).

4- "الدنيا، في فكر الحزب فانية محدودة . نحن قوم ينمو ويكبر بالدمار، ودماؤنا نقدمها قرباناً، وهدفنا تحرير القدس وإزالة إسرائيل من الوجود". (السفير3 تموز عام 1991).

5- "إن حزب الله أمة في لبنان لم تخرج من أجل سلطان ولا مال. هذه الأمة وجدت أن الحق لا يعمل به، فخرجت تصلح في هذه الأرض، كل الأرض، لتقيم فيها حاكمية العدل الإلهي التي تتواصل وتتكامل بظهور صاحب العمر والزمان (السفير/16 أيلول 1986 )

6- "قتال إسرائيل ليس هدفا بل وسيلة للوصول إلى الله، والأفق السياسي والمبدأ الاستراتيجي يقوم على إزالة إسرائيل من الوجود... لهذا علينا أن نبني مجتمع المقاومة ونهيئ أنفسنا للحرب الحقيقية وأن نبني الجيش العظيم الذي دعا إليه الإمام الخميني (النهار/6 أيار 1989).

7- "سيصل منهج ياسر عرفات السياسي إلى حائط مسدود، وسيأتي يوم يصبح فيه قتال إسرائيل وإبادتها الثابت الوحيد، وعلى أساس هذا التطور فإن المنطقة لا تسير نحو التسوية (مجلة "الوحدة الإسلامية/شباط 1989) ".

8- "نحن لا نطمح إلى تدمير المجتمع المسيحي بل إلى تدمير المؤسسات التي تحكمنا باسم أميركا وإسرائيل." (النهار/نيسان 1989 )

9- "سنستمر في المقاومة من أجل العزة والكرامة ومن أجل الإسلام." (الديار/شباط 1989).

10- "القتال تكليف شرعي في مقاومة إسرائيل" (السفير1987)

11- "القتال هو طريق الأمة، فلا يجوز أن يحسب حساب لعديد الشهداء، وبذلك نصنع المستقبل." (النهار/1987).

12- "كلنا في لبنان حاضرون للتضحية بأنفسنا وبمصالحنا وبأمننا وسلامتنا وبكل شيء لتبقى الثورة في إيران قوية متماسكة." (النهار/9 آذار 1987).

13- "نحن نعيش في كربلاء مستمرة". (النهار 14 تشرين الأول 1987).

14- "تعلمنا من شهدائنا أن لا ننتظر الحلول والاتفاقات بل أن نسعى للتحرك بحمل البندقية وأخذ القرار من قيادتنا الشرعية المتمثلة بالإمام الخميني." الذي لولاه لما كان السادس من شباط (الانتفاضة على السلطة اللبنانية على عهد الرئيس الأسبق أمين الجميّل." (الحقيقة/10 شباط 1986)، و(السفير/9 شباط 1986).

15- "الأولوية في صراع حزب الله محكومة بأساسين: تحرير القدس وإزالة إسرائيل من الوجود، وحفظ الثورة الإسلامية في إيران." (السفير/16 حزيران 1986).

16- "إن من لا يعرف إمام عصره مات ميتة جاهلية... لأن الإمام الخميني جسّد في شخصه أمة واستطاع أن يجعل من كل رجل أمة وهذا ما لا يستطيعه إلا الأنبياء." (السفير/تموز 1986).

17- "إن الجمهورية الإسلامية في إيران مسؤوليتنا جميعا وليست مسؤولية الشعب الإيراني المسلم وحده، وعلى المسلمين أن يخدموها ويساعدوها لأنها قلب الإسلام النابض وقرآن الله الناطق." (العهد/ 23 حزيران 1989).

18- "القدس هي قضية كل مسلم، تحريرها واجب شرعي، ومن يتخلف عن هذا الخط ليس بمسلم. إنها واجب شرعي كالصلاة والصوم، تاركها تارك للصلاة والصوم." (النهار/ أيار1989).

19- "يجب أن نبقي جبهة الجنوب مفتوحة للمقاومة حتى لو سدّت كل الجبهات العربية." (السفير/آب 1987).

20- "مشروعنا هو إقامة مجتمع المقاومة والحرب في لبنان. (السفير/تشرين الثاني 1987).

21- "نحن لسنا قادرين الآن على إقامة حكم الإسلام، لكن هذا لا يعني تأجيل فكرنا ومشروعنا إلى المستقبل. نحن نطرح هذا الشعار لكي يخرج المسلمون من مرحلة الخجل ... ونحن لا نملك اليوم مقومات حكم في لبنان والمنطقة، لكن علينا أن نعمل لنحقق هذا. ومن أهم الوسائل تحويل لبنان مجتمع حرب." (السفير/نيسان 1986).

22- "على المسلمين أن يسعوا إلى إقامة الحكومات الإسلامية في بلدانهم، ولا عجب أن ندعو في لبنان إلى إقامة الدولة الإسلامية من أجل إقامة السلام العادل الذي يعمل من أجله الإمام المهدي." (النهار/ نيسان 1988)".

 

في الخلاصة، ترى هل بعد كل هذا الكلام الواضح للسيد نصرالله يعود هناك أي شك في مشروع حزب الله الإيراني الهادف إلى ضرب الكيان اللبناني وعدم الاعتراف بنهائيته وإقامة دولة ولاية الفقيه مكانه!!

 

الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكتروني phoenicia@hotmail.com

تورنتو/كندا في 08 كانون الأول/13