فلتراجع الحسابات والمواقف!!

بقلم/الياس بجاني

 

قوم أحرار الفكر والعزيمة نحن. ضميرنا حي، وأصحاب قضية مقدسة. نجاهر بالحقيقة ونشهد لها بجرأة وثقة بالنفس، مهما قسَّت الظروف وازداد عدد المشككين والمفترين والجاحدين،
ومهما تكاثر عدد لصوص الغلال والإهراءات، ومهما عظمت افتراءات اللاهثين وراء مواقع النفوذ والسلطة.

 

لا نرتضى حياة الأغنام التي تساق إلى المسالخ، ولا نقبل أدوار الأتباع والحواشي.

 

لا نماشى أحد "على العمياني"، ولا نُسيَّر بالريموت كونترول. لسنا من ربع، "استعد واسترح".

ننتقي بحرية وراحة ضمير خياراتنا وطرق بلوغ مآربها والرفاق. أساس خياراتنا قناعات راسخة، ووعي متأني، وعمق فكري وشفافية.

 

نتعاطى مع الغير باحترام وبقبول مبدأ الحوار المتحضر معه في كل الاتجاهات.

 

لا يرهبنا تهديد، ولا يخيفنا وعيد، ولا تلّين مواقفنا إغراءات ومراكز. تنفرنا أساليب الفرض والقهر والتجني من أي جهة أتت، تقززنا آفات "نفخة الصدر" الفارغة والغباء،

نرفض التطاول على الأشراف و"الأوادم".نغلِّب المصلحة الوطنية على ما عداها. نفاخر بهويتنا وتاريخنا والتراث.

 

نحترم ذكرى شهداء وطننا والإيمان، نجل تضحياتهم ولا نرضى هرطقات التطبيل والتزمير والتملق لقتلتهم ومحللي دمهم ونهب أرزاقهم.

الإنسان بمفهومنا هو وقفة عز وكبرياء.

 

في عرفنا الإنسان بلا موقف هو مخلوق ممسوخ فاقد لإنسانيته والكرامة، ومعها نعمتي الحرية والبصيرة. في قاموسنا يبقى الإنسان مقعداً وعاجزاً وإرادته مسلوبة إن لم يمتلك الشجاعة في اتخاذ المواقف طبقاً لمعطيات وقناعات الحق ومعايير القانون والعدل. نرى في ممارسات المتلونين والحربائيين والوصوليين وصمة عار ووباءً قاتلاً يتوجب استئصالهما.

 

نحتقر المتخلي عن حريته والراضي بالذل والهوان. نشفق على حال مدمني الركوع والخنوع طوعاً. نتعامل مع من عندهم صفة "المير" من موقع الاحترام المتبادل والندية،

 نرذل كل كلب "مير" ونحتقره، ونرفض منطق من يتوهم أن كلب المير هو فعلاً مير. نرد صاع المعتدي والمتكبر صاعين كائن من كان.

 

نفاخر ونعتز بحمل صليب قضية وطن الأرز، وإكليل حقوقه والكرامات. نقدس حرية الرأي بأشكالها وتلاوينها كافة. نشهد للحق كما علمنا الناصري

 

معرفتنا أكيدة وإيماننا راسخ أن "من يشهد للحق الحق يحرره".

وفي قضايا الحق لا نلتفت إلى المقامات والمواقع عملاً بقول مار بولس: "لو أردت مسايرة مقامات الناس لما كنت عبداً للمسيح".

 

للكلام صلة ومتابعة قبل أن يُمنع علينا الكلام!!

 

ومن له أذنان للسمع فليسمع

15 حزيران 2006