أقلام حاقدة ونفوس مريضة!!

بقلم/الياس بجاني

 

أتحفنا الصحافي خير الله خير الله اليوم بعزوة جديدة من خزعبلاته وأوهامه المعتادة في مقالة له نشرتها جريدة الرأي العام الكويتية تحت عنوان "الحملة ستشتدّ على لبنان واللبنانيين" ونقلها أيضاً موقع إيلاف الالكتروني.

 

مما يؤسف له أن الصحافي هذا وفي كل ما يكتب حول أو عن دولة الرئيس العماد عون لا يبين في كتاباته إلا ما يصوره له مخزونه العقائدي والنفسي المريض والملوث بالحقد الأعمى على العماد، وقد وصل في غيه وإسهاله الكلامي إلى حد التوهم وأحلام اليقظة المنسلخ كلياً عن مجريات الأحداث والموضوعية.

 

وهو لم يكتب مرة واحدة في هذا الإطار إلا وكان غارقاً في تعدياته والتجني، أسيراً لحقده، ومتعامياً عن سرد ما يقول بتجرد وواقعيه وموضوعية، أو حتى منتقداً بصدق وتعقل.

إن كل مقالات هذا الصحافي المغوار وتقاريره وأخباره عن العماد دائماً تدور حول محور واحد ببغائي هو كرهه للعماد وبالتالي كل ما يخطه قلمه يزيد من غرقه في شرك تحيزه والتجني.

في الواقع إن كتابات من هذا النوع الفاضح والناطح في التجني والكذب وتزوير الحقيقة هي لا تؤثر على مناصري العماد عن قناعة وتفهم، بل تزيدهم تعلقاً به وبنهجه وتأييداً لكل طروحاته الصادقة والشفافة الهادفة إلى حماية لبنان السيد الحر والمستقل وصون كرامات ناسه.

 

ترى هل سأل الصحافي نفسه لماذا تزداد شعبية العماد يوماً بعد يوم فيما كل من يدافع هو عنهم من السياسيين والأحزاب يغرقون أكثر وأكثر في غياهب النسيان والتهميش؟

وهل سأل نفسه لماذا حصد العماد ثلث مجمل الأصوات في الانتخابات النيابية الأخيرة رغم تكتل الجميع ضده، ولماذا معه الآن كتلة هي من أكبر الكتل النيابية ومكونة من كل المذاهب؟

لقد صدق من قال إن من أعمالهم تعرفونهم، واللبناني يعرف جيداً من هم معه بوجدانية وضمير وتفاني، ومن هم مع الخارج، الخارج عن الحق وأهله.

ننصح الصحافي خير الله بأن يتكل على الله ويُنزل العماد عن أكتافه، لأن اللبنانيين يحملونه في قلوبهم والوجدان!!!

 

ليعلم من يهمهم الأمر أن قافلة العماد هذا العملاق في قيمه والأخلاق هي سائرة بثبات وقوة صوب وجهتها المحددة بكل موضوعية وإيمان، وجهة الحريات والكرامات والعنفوان، ولن توقفها أو حتى تغبر عليها أصوات النشاز والأقلام المعمية بجهلها والحقد.

 

القافلة تسير وهي متكلة على همم ووعي وضمائر السياديين من ناس وطن الأرز وعلى ذكائهم وصوابية خياراتهم والعنفوان.

 

يا عماد سامح الخير الله فهو وإن كان يعلم ماذا يفعل، فأفعاله كما أقواله غير ذي قيمة، وناسك معك كانوا، وهكذا سيبقون.

9 شباط 2006

 

مقالة خبر الله موضوع الرد

الحملة ستشتدّ على لبنان واللبنانيين... 

الخميس 9 فبراير - الرأي العام الكويتية

 بقلم/ خيرالله خيرالله

 

كان طبيعياً أن تشتدّ الحملة على لبنان واللبنانيين قبل أيام من حلول الذكرى الأولى لأستشهاد الرئيس رفيق الحريري خصوصاً أن المطلوب في كل وقت أيجاد فراغ سياسي وأمني في البلد بهدف واضح يتمثل في تغطية الجريمة. من هذا المنطلق  يمكن تفسير أحداث الشغب التي كانت ساحتها منطقة الأشرفية الأحد الماضي، تلك الأحداث التي استهدفت أيجاد فتنة طائفية بين اللبنانيين بتشجيع من النظام السوري. والى اشعارآخر، يبقى هذا النظام  المتهم الأول في جريمة أغتيال الحريري أستناداً الى التقريرين اللذين قدمهما القاضي الألماني ديتليف ميليس الى مجلس الأمن قبل أن يتخلى عن مهمة رئاسة لجنة التحقيق الدولية لقاض بلجيكي يتابع التحقيق بهدوء شديد الى حدّ أن ليس من يسمع حتى بالنشاطات التي يقوم بها ولا بتحركاته أوأسفاره. كل ما في الأمر أن القاضي البلجيكي سرج  براميرتس يعمل من دون كلل، والأكيد ان اليوم الذي سيترحم فيه منفذو الجريمة على ميليس ليس بعيداً.

 

ما حصل من شغب  في بيروت وفي منطقة الأشرفية بالذات بحجة التظاهر أحتجاجاً على الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم والتي نشرتها صحيفة دنماركية في سبتمبر- أيلول الماضي، لم يستهدف الاّ الآمنين من سكان المنطقة بهدف استفزازهم عن طريق عشرات "المندسين" في التظاهرة  من سوريين وفلسطينيين وبدو وبعض اللبنانيين المأجورين. ما حصل كان تنفيذاً لمخطط واضح كان يفترض أن يؤدي الى مجزرة تحول دون نزول اللبنانيين الى الشارع يوم 14 فبراير- شباط الجاري أحياء لذكرى رفيق الحريري الذي قدم دمه فداء للبنان وكي يستعيد البلد الصغير أستقلاله. كانت القنصلية الدنمركية مجرد حجة أستخدمت من أجل أشعال الفتنة عن طريق مجزرة تؤدي في ختام المطاف الى أستقالة الحكومة. وهذا يعني في طبيعة الحال أن هناك فراغاً امنياً في البلد سيضاف اليه الآن فراغ سياسي في ضوء قدرة رئيس الجمهورية بمشاركة نواب "أمل" و "حزب الله" والأستاذ ميشال عون على الحؤول دون تشكيل حكومة جديدة لا تتوافر فيها مواصفات معيّنة. تلك كانت الخطوط العريضة للخطة الموضوعة في الأمكنة نفسها التي جرى فيها التخطيط لأغتيال رفيق الحريري...

 

لحسن الحظ لم تفلت الأمور في الأشرفية وفي محلة التباريس تحديداً على الرغم من أن ذلك كان يمكن أن يحصل في أي لحظة. وحافظ المواطنون على رباطة جأشهم ولم يردّوا على الأستفزاز. كذلك فعلت قوى الأمن التي كان من السهل أستدراجها لأطلاق النار على مرتكبي أعمال الشغب الذين تعمّدوا الأعتداء عليها وأحرقوا آلياتها. لم يكن ذلك ضعفاً على الرغم من أن في الأمكان الحديث عن بعض التقصير، لكن المهم كان أن المتظاهرين و"المندسين" غادروا المكان سالمين الى أن أعتقلت قوات الأمن من أعتقلت كي تكتشف بعض خيوط المؤامرة المعدّة للعودة  بلبنان سنوات الى خلف، الى سنوات الحرب الأهلية وحروب الآخرين على أرضه.

 

كان لا بد من مرور بعض الوقت كي يبدأ المرء في التفكير في شريط الأحداث وأستيعاب فصوله  وكيف أن لبنان استطاع تجاوز مؤامرة أحراق القنصلية الدنماركية التي تبدو تتمة لعملية أحراق السفارة الدنماركية في دمشق قبل ذلك بأربع وعشرين ساعة. كان واضحاً أن عملية دمشق جاءت لتبرير عملية بيروت، ربما كان ذلك من أجل تأكيد تلازم المسارين وأظهار مدى تحكّم النظام السوري بالوضع في "الساحة" اللبنانية. أنها رسالة موجهة الى كل من يعنيه الأمر فحواها أن اللبنانيين في حاجة الى وصاية مستمرة وأن في البلد الغاماً كثيرة بينها بعض الأشخاص الذين أجتاحوا الأشرفية يوم الأحد وعبثوا بممتلكات الناس. وفي ختام المطاف، على كل من يقرأ الرسالة الوصول الى الأستنتاج المنطقي بأن النظام السوري هو الطرف الوحيد القادر على حماية الأجانب في لبنان وعلى ملئ الفراغ الأمني والسياسي الناجم عن خروجه من البلد.

 

الأكيد أن احداثاً أخرى من النوع نفسه تنتظر لبنان. ويجري التهيئة لها عبرتحالفات جديدة من نوع ذلك الذي قام بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" وهو تحالف يرفض الجانبان الأعتراف بأنه تحالف ربما لأن الهدف منه متابعة أستخدام ألأداة التي أسمها"الجنرال" في خدمة النظام السوري. فالملاحظ حتى الآن أن ميشال عون لم يخذل النظام السوري يوماً، حتى عندما كان يقول أنه يطلق النار على السوريين في ألأعوام 1988 و1989 و1990 التي كان فيها من الغباء الى درجة حصوله على أسلحة ومساعدات من الرئيس العراقي المخلوع صدّام حسين.  كان في الواقع يُستخدم في  عملية جعل البلد تحت الوصاية السورية بدليل تمسكه بالبقاء في قصر بعبدا على الرغم من انتخاب رينيه معوّض رئيساً للجمهورية أثر التوصل الى أتفاق الطائف... ولم يسلم القصر، ومعه مقر وزارة الدفاع، الاّ للسوريين بعدما أمّن كل الظروف اللازمة لأغتيال رينيه معوض بواسطة ألأجهزة السورية، أستناداً الى ما تقوله عائلة الرئيس الشهيد. مرة أخرى يؤدي "الجنرال" الذي يصبح سياسياً عندما يكون المطلوب منه أن يكون عسكرياً ويكون عسكرياً حين المطلوب أن يكون سياسياً، المهمة المطلوبة منه. والمؤسف أن ليس هناك طرف مسيحي يقاوم التوجه الخطير الذي يسير في سياقه  والذي يخشى أن يقود المسيحيين والبلد الى كارثة أخرى. أنه توجه لا يصب في نهاية المطاف سوى في خدمة تغطية الجريمة الكبرى، جريمة أغتيال رفيق الحريري.

 

من واجب المسيحيين كشف "الجنرال"، على غرار ما فعل المسلمون على رأسهم الزعيم الوطني وليد جنبلاط في كشف"حزب الله" وتأكيد أنه مجرد أداة في المشروع الأقليمي الأيراني. كان مطلوباً تسمية الأشياء بأسمائها وكشف تلك اللعبة التي أسمها مزارع شبعا التي يتوجب على النظام السوري الذي أحتلها عسكرياً في الستينات أبلاغ مجلس الأمن أنها لبنانية. أن حقد ميشال عون على النجاح والناجحين والعمى السياسي المصاب به بسبب أستعداده لأي شيء من أجل الوصول الى رئاسة الجمهورية لا يشكلان خطراً على المسيحيين فحسب، بل أن الحقد والعمى خطر على لبنان كله أيضاً في ظل الظروف الدقيقة التي يمرّ فيها البلد من جهة وأستماتة النظام السوري في البحث عمن يساعده في تغطية الجريمة التي راح ضحيتها رفيق الحريري من جهة أخرى.  كيف يمكن للزعماء المسيحيين في لبنان السكوت عن ميشال عون بعد كل ما أرتكبه في حق لبنان واللبنانيين وفي ضوء الحملة التي يشنها النظام السوري على البلد، وتحول "الجنرال" أداة مهمة في هذه الحملة؟

 

هذه المرة نجا لبنان من الفتنة وأثبت المسلمون قبل المسيحيين حرصهم على العيش المشترك، لكن الأكيد أن النظام السوري سيظل يحاول ويحاول  خلق فراغ سياسي وأمني  في البلد. أنه يدرك جيداً أنه في سباق مع التحقيق الدولي ويعتقد خطأ أن منطق التفجير في لبنان كفيل بتعطيل هذا التحقيق. المشكلة بكل بساطة أن جريمة أغتيال رفيق الحريري جريمة مختلفة، ليس لأن الرجل مختلف وله وزنه العربي والدولي فحسب، بل لأن الظروف العالمية والأقليمية مختلفة أيضاً. لن تمر الجريمة من دون عقاب وعلى الذين يساهمون في تغطيتها من لبنانيين وغير لبنانيين أن يدركوا أن السؤال الوحيد الذي يمكن طرحه هذه الأيام هو الآتي: ما هو الثمن الذي سيدفعه النظام السوري؟ الى من سيصل العقاب؟ هل يذهب الى أبعد من رستم غزالة أم لا؟ قد يلحق بلبنان خراب كبير، لكن ذلك لن يحول دون الحصول على جواب عن السؤال المطروح. ربما حصل ذلك في وقت أقرب مما يعتقد!