العماد عون تبنى إستراتجية حزب الله،  فمبروك وألف مبروك

الياس بجاني

الأمين العام للمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

 (نشرت وكالة الأنباء الوطنية بتاريخ 21/2/2008 الخبر التالي: "قام وفد من اللجان الطلابية في "التيار الوطني الحر" في الجامعة اليسوعية، مساء اليوم، بوضع أكاليل من الزهور على ضريح الشهيد الحاج عماد مغنية في روضة الشهيدين في الغبيري، وذلك تحية لتضحياته وانجازاته في سبيل سيادة وتحرير الوطن، ثم وقفوا دقيقة صمت عن روحه.)

 

ونشرت وكالات الأنباء والصحف اللبنانية بتاريخ 30/1/2008 هذا التصريح للشيخ نعيم قاسم- أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن "التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر ليس تفاهماً على موضوعات وليس تفاهماً لزمان محدد بل هو تفاهم استراتيجي صامد صمود الجبال ومن يقترب منه سيكسر رأسه وسيبقى التفاهم".)

 

مبروك وألف مبروك للتيار العوني وللعماد عون الزعيم الأوحد، ونابليون لبنان، والمدافع رقم واحد عن حقوق المسيحيين، إستراتجية حزب الله "الإلهية" التي أصبحت بالواقع المحسوس والملوس إستراتجيتهم، وهي كما جاء في خطاب السيد حسن نصرالله الذي ألقاه عقب اغتيال عماد مغنية، إستراتجية إزالة إسرائيل من الوجود وإعلان الحرب المفتوحة عليها وعلى كل المستكبرين من أميركيين وعرب وغيرهم.

 

انتظرنا رداً وتوضيحاً من العماد على كلام قاسم حول تفاهمهما الاستراتيجي، وعلى إعلان السيد الحرب المفتوحة، فأتى الرد واضحاً وجلياً من خلال وضع طلاب العماد أكاليل الزهور على ضريح مغنية، "وذلك تحية لتضحيات هذا الرجل وانجازاته في سبيل سيادة وتحرير الوطن" حسبما قال هؤلاء.

 

إن أهداف حزب الله الطويلة والقصيرة الأمد، أي إستراتجيته، والتي في مقدمها إقامة دولة ولاية الفقيه في لبنان، هي الآن وكما بشرنا الشيخ قاسم أصبحت "إلاهياً"، أيضاً أهداف حزب التيار العوني. الانقلاب العوني على الذات وعلى كل رزم الحرية والسيادة والاستقلال يطرح السؤال التالي: ما هو بالواقع الجامع الحقيقي بين هذين الفريقين المتناقضين كلياً؟ والجواب بكل بساطة هو "وهم" العماد وولهه بكرسي بعبدا. فالعماد المنسلخ والمُغرب عن بيئته المسيحية اللبنانية وثقافتها وثوابتها وقيمها ومرجعيتها بكركي، يحلم بهذا الكرسي "المخلع" ويرى في حزب الله الإيراني الهوى والنوى وفي صواريخه الحصان الفارسي القادر على إيصاله إليه، فيما الحزب الإلهي يفهم نفسية العماد المريضة والنرجسية ويلعب عليها وعلى تناقضات وعقد صاحبها خدمة لمشروعه الإيراني، وهو يرى في العماد أيضاً حصاناً يحمل مشروعه، ولكن حصاناً طروادياً.

 

نلفت أهلنا الذين اقترعوا لمشروع العماد في انتخابات سنة 2005، ومعهم الأحرار والسياديون الذين لا يزالون يرون في هذا الرجل صورة القائد المخلص، تلفتهم إلى

إن الثقة التي يعطيها الشعب لأي قائد أو زعيم أو مسؤول هي قانوناَ وشرعاً ثقة مشروطة بطروحات ومشاريع وبرامج ووعود والتزامات. وفي هذا السياق كان العماد ميشال عون خلال العملية الانتخابية النيابية الأخيرة (2005) يفاخر كثيراً بأن حزبه هو صاحب مشروع متكامل مختلف كلياً عن باقي المجموعات والأحزاب، وعلى الناس أن يطالعوه وإن اقتنعوا به فليصوتوا على أساسه لمرشحيه. وبالفعل وزع حزب العماد مشروعه الطرح وقد تناولت عناوينه الأمور الوطنية والمصيرية السيادية والجنوب والسلاح والاقتصاد وغيرها الكثير. جرت الانتخابات وكانت الحصيلة أن برنامج العماد حاز على ثقة 70 إلى %80 من أصوات المسيحيين في المناطق اللبنانية كافة. إذا الأصوات جاءت على أساس ما طُرح وليس على أساس "أنت فكّر عنا، وأنت فصّل ونحنا منلبس". وبالطبع ليس على أساس الشخص أو المحبة "الخوشبوشية". جاءت الثقة على أساس الإلتزام بالقضية اللبنانية، قضية الحقوق، والحريات، وسيادة الدولة وحقها في بسط سلطتها على كامل ترابها وحصر السلاح بقواها الشرعية وحدها والانتهاء من حال الفوضى والتسيب والمربعات الأمنية والسلاح المليشياوي والأهم وضع حد لثقافة الحرب والقتل والانتحار والحروب الإلهية. أليس هذا كله كان خطاب العماد طوال ست عشرة سنة!!

 

لتظهير حقيقة تخلي العماد وتياره عن كل الوعود والعهود، ولوخز ضمائر أصحاب الذاكرة المريضة والانتقائية نقتطع هذا النص الحرفي من كُتيب برنامج التيار الوطني الحر الانتخابي لسنة 2005 الذي جاء تحت عنوان ملحق رقم 1 مسألة حزب الله: ("بعد الانسحاب الإسرائيلي تلاشت مشروعية العمل المسلح لحزب الله، فخلق أزمة على الصعيدين الوطني والدولي. فهو يضع لبنان في مواجهة القانون الدولي من جهة، ويهدد الوحدة الوطنية من جهة أخرى بوصفه ينم عن احتكار للقرار الوطني من قبل طرف واحد. وليس من شأن علاقة حزب الله المعلنة مع إيران المتشددة، وتحالفه مع حركتي الجهاد الإسلامي وحماس اللتين يصنفهما الغرب في خانة الحركات المعادية للسلام أن يبدد الشكوك المحيطة بأهداف حزب الله الحقيقية وبالمخاطر المتصلة بإستراتجيته. وليست ذريعة مزارع شبعا بالبرهان المقنع في هذا الإطار، فهي لم تنجح بإخفاء النوايا السورية الكامنة خلفها.إن الحرص على السيادة الوطنية ليس حكراً على طائفة واحدة، ولا يجوز أن يكون كذلك").

 

نشير هنا إلى أن علماء النفس والاجتماع قد اثبتوا أن الإنسان هو كيان متكامل مركب من رزم أحاسيس ومواقف ومعتقدات وقناعات وعلم وتجارب، وأن حاضره مرتبط بماضيه، كما أنه لا يمكن فصل ماضيه وحاضره عن توجهات ومسالك مستقبله. من هنا فإن انقلاب العماد ميشال عون 180 درجة على ماضيه قد افقده المصداقية والتجرد والاحترام بالكامل وكشف أنانيته والنرجسية ووضعه وللأسف في خانة القيادات الانتهازية والوصولية من الحربائيين والطرواديين والملجميين. الرجل وبسبب هوسه بكرسي بعبدا انقلب على ذاته وبدل جلده وأنكر أصله وفصله ودخل في خصومية فاقعة ومكشوفة مع مرجعيته الدينية، وهو لم يترك ثابة من ثوابت الوطن اللبناني "المارونية" "والمسيحية" والأخلاقية إلا ونحرها بفجور ووقاحة موصوفين.

 

لا نظن ولو للحظة أن أي عاقل من فريق الذين انتقل العماد إلى قاطعهم، أي سوريا وإيران وحزب الله، ومعهم المداحين والقداحين بالأجرة يثقون به أو يصدقونه، وبالتأكيد هم لا يريدونه رئيساً ولم يسعوا يوماً بجد لتحقيق هذا الأمر له، ولو عدنا إلى أقولهم وممارساتهم ومواقفهم من الرجل لعرفنا أن المصالح الآنية هي التي تجمعهم معه ليس إلا. فهو في كل حساباتهم حصان طروادي وسياسي ملجمي واسخريوتي بامتياز. كما أنً كل مواقف العماد وأقواله من يوم انتقاله عبر "ورقة التفاهم" إلى قاطع محور الشر الإيراني السوري هي غير صادقة ومتقلبة وهوائية، هذا إذا أردنا ألا نقول براحة ضمير إنها حربائية وكاذبة. الرجل وللأسف فقد خصوصيته واستقلاليته وأمسى من خلال وبسبب ورقته، ورقة، ومجرد ورقة في جيب من يتوهم أن بقدرتهم إيصاله لقصر بعبدا. لقد خسر العماد مجتمعه وكل ما ناضل في سبيله، في حين لم يربح حتى احترام من انتقل إلى قاطعهم. 

 

إن من تابع ويتابع عن قرب نمط ومراحل انقلاب العماد "الضلالي" على ذاته، وعلى كل مخزون ماضيه، لم يفاجأ أبداً بتكليفه طلاب تياره وضع أكليل من الزهور على ضريح عماد مغنية، ولم يستغرب أبداً تسمية مغنية بشهيد الوطن واعتبار ما قام به من أعمال إجرام وإرهاب هي تضحيات وانجازات في سبيل سيادة وتحرير الوطن. لا يمكن وضع هذا التصرف الأرعن إلا في خانة التملق والاستجداء الكاذب، والإمام علي وصف الحال هذه بقوله: ("لا سوأةّ أسوأُ من الكذب". "الكذاب والميت سواء، لأن فضيلة الحي على الميت الثقةُ به، فإذا لم يوثَق بكلامه فقد بطلت حياتُه").

 

رغم قناعتنا التامة بأن عودة العماد إلى ذاته وشعاراته السابقة قد أصبحت مستحيلة، إلا أننا ومن باب المعرفة فقط نسأله ونسأل من بقي معه من السياديين والأحرار، هل أعمال مغنية وطبقاً لمعايير التيار العوني الجديدة، أي معايير ورقة التفاهم "الإلهية" هي أعمال جاءت في سبيل سيادة وتحرير الوطن اللبناني؟

عيب وألف عيب تزوير الحقائق وقلبها والانقلاب عليها: "ويلٌ للقائلينَ للشرِ خيراًً وللخيرِ شراً، الجاعلينَ الظلامَ نوراً، والنورَ ظلاماً، الجاعلين المُرَّ حُلواً والحلوَ مراً. ويلٌ للحكماءِ في أعينِ أنفسهم والفهماء عندَ ذواتهم." (اشعيا 5-20 و21)

 

نسأل العماد كيف وبقدرة قادر تخلى عن دفاعه الشرس عن المعتقلين في السجون السورية (أنكر وجودهم لاحقا)، وعن حقوق أهلنا الفارين إلى إسرائيل (بات يعتبرهم مرتكبين)، وعن الحريات والديموقراطية والشرائع الدولية والكيان اللبناني ودستوره، نسأله كيف شرب وتشرب مفاهيم الإرهاب "الإلهية" بهذه السرعة وأصبح الإرهابي مغنية بمفهومه وطنياً ناضل في سبيل سيادة وتحرير وطن الأرز؟. المطلوب من الأحرار من أهلنا، الذين ورغم كل تقلبات العماد لا يزالون بؤيدونه "غنميا"، المطلوب منهم وقفة ضمير وجدانية مع ذواتهم والخروج من عقلية "عبادة الشخص".

 

نسأل شبابنا في كندا وأميركا وأستراليا الذين لم يتمكنوا حتى الآن من رؤية حقيقة مسار ومفاهيم العماد الجديدة وتحالفاته الهجينة بسبب إما كرههم وحقدهم على بعض الزعماء اللبنانيين، أو لقلة معرفتهم وثقافتهم السياسية وغرقهم الأعمى في شباك تاريخ العماد، أو نتيجةً لعنادهم وخوفهم من جرح كبريائهم وضرورة اعترافهم بأن الرجل لم يعد هو نفسه. نسألهم: هل أصبحوا مثل عمادهم يرون في عماد مغنية بطلاً وطنياً؟ هل هم فعلاًً مقتنعون بصوابية الانقلاب العوني الرهيب على الثوابت والمفاهيم والاستراتجية والتحالفات، وعلى مرجعية بكركي التي أعطيت مجد لبنان؟ ونسألهم كيف يوفقون بين تأييدهم العماد بانحرافاته صوب الإرهاب والإرهابيين، وبين ولائهم للدول التي يحملون جنسيتها والتي تعتبر مغنية إرهابياًً وحزب الله منظمة إرهابية؟

حقيقة نحن لا نحسدهم على هذا الشرك الذي أوقعوا أنفسهم فيه، بل نشفق عليهم، وخصوصاً على أولئك الذين وقفوا بقوة وراء إقرار قانون محاسبة سوريا واستعادة سيادة لبنان في أميركا.

 

في أسفل انجازات مغنية "المفخرة" التي أصبح عون وطلابه يتغنون بها ويضعونها في خانة التضحيات والإنجازات في سبيل سيادة وتحرير وطن الأرز والرسالة:

تورط عماد مغنية في ارتكاب العديد من حوادث القتل ضد القوات الفرنسية والأميركية التي كانت في لبنان، وخطف أربع طائرات على الأقل، بالإضافة إلى عمليات تفجير وقتل عدة أشخاص، كما أنه هو أحد رجلين أطلقا النار على لوي دولامار، السفير الفرنسي السابق في بيروت واردياه قتيلاً  ومنذ 1984 قام بمساعدة الشقيقين حمادة، بخطف 50 شخصاً غربياً بين أميركي وفرنسي وبريطاني وألماني وغيرهم. كان مغنية أداة بيد الجهات الأكثر تشدداً في إيران، وهو لم يعمل بمفرده بل من خلال شبكة من الحرس الحديدي الإيراني، ومعروف عنه عداؤه للغرب بشكل عام، وللولايات المتحدة خاصة، وقد فقد مغنية شقيقين له في أعمال إرهاب احدهم يدعى (جهاد) قتل عام 1985 أثناء المحاولة التي جرت لتفجير مقر السيد محمد حسين فضل الله، وكان جهاد أحد حراس فضل الله، وقد قتل في تلك المحاولة 75 شخصاً. هذا وتنسب إلى مغنية العمليات التالية :

*نيسان 1983: تفجير السفارة الأميركية في بيروت وقتل 63 بينهم 17 أميركياً

*تشرين الأول 1983: عمليات انتحارية بشاحنات استهدفت مقر القوات المتعددة الجنسات (الأميركية والفرنسية) في بيروت أوقعت 241 أميركياً من القوات البحرية و58 فرنسياً من القوات البرية.

*حادثة تفجير السفارة الأميركية في بيروت عام 1983 التي أدت إلى قتل 63 شخصاً بينهم خبير الاستخبارات الأميركية الرئيسي في الشرق الأوسط روبرت ايمس .

* تفجير السفارتين الأميركية والفرنسية في الكويت، ووقتها اتهم حزب "الدعوة" الإسلامي المعارض للنظام العراقي في تلك الأثناء، بأنه قدم دعماً ومساندة لعماد مغنية .

*نسف مبنى للسفارة الأميركية في بيروت عام 1984 والذي أدى إلى قتل 14 شخصاً، وقد اتهم زوج شقيقة مغنية بالحادث ومعه حسين الموسوي، حيث اعتقلا وحوكما وتبع ذلك حوادث عنف نسبت إلى عائلتي مغنية والموسوي بهدف الإفراج عن المعتقلين .

*وفي نفس العام 1984، وقعت حادثة خطف طائرة كويتية، قتل خلالها أميركيان وحطت الطائرة لاحقاً في طهران، لكن لم تتم محاكمة أي من الخاطفين هناك .

*آذار 1984: خطف الكولونيل وليم بكلي ومن ثم قتله فيما بعد

* آذار 1985: اختطاف تاري اندرسن المسؤول في الأسوشيتد برس (أطلق سراحه بعد 6 سنوات)

*وفي العام 1985 جرت محاولة اغتيال أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، لكنها فشلت، وبعدها قام مغنية وثلاثة من معاونيه بخطف طائرة "تي دبليو أي" الأميركية، وقد بقي ركاب الطائرة محتجزين لمدة 17 يوما قتل خلالها احد الاميركين روبرت ستاثن وبعد الافراج عن الركاب، اختفى الخاطفون بعد مغادرتهم الطائرة .

*وفي العام 1988 اختطفت طائرة كويتية، واستسلم الخاطفون في مطار الجزائر لكن لم تجر محاكمتهم، وفي أثناء العملية قتل كويتيان .

*آذار 1992: تفجير السفارة الإسرائيلية في بيونس أيرس (الأرجنتين) وقتل 29 شخصاً

*تموز 1994: تفجير المركز اليهودي في بيونس أيرس (الأرجنتين) بواسطة شاحنة ملغمة وقتل 85 شخصاً

*وفي العام 1996، نشرت صحيفة "ويب هوستنك راتن" عن علاقة بين تفجيرات مجمع الخبر السعودي والذي أسفر عن قتل 19 أميركيا وبين عماد مغنية .

*وفي العام 2002، نشرت صحيفة "دي فيلت" الألمانية عن دور بارز لعماد مغنية في عملية تمويه كبيرة بغية تهريب قيادة منظمة القاعدة من أفغانستان وعلى رأسها أسامة بن لادن وذلك بإشاعة خبر دخوله إلى باكستان، أو الحدود الباكستانية ـ الأفغانية ، كما أن مغنية ظل يتصدر لائحة المطلوبين لدول الإتحاد الأوروبي طوال العقدين الماضيين.

 

احتراماً لذاكرة وذكاء اللبنانيين سوف نحك ونفرك معاً في المقالة القادمة ذاكرة العماد ونذكره مع أفراد تياره من غير الودائع والوصوليين ببعض أقواله ومواقفه التي تتناقض كلياً مع كل توجهاته وتحالفاته الجديدة، فعلي وعسى. وهي أقوال ومواقف تسمي الأشياء بأسمائها وتدل بالبنان "وبالبونت العريض اللابط والخابط" على الإرهاب والإرهابيين، والمعني هنا دون أي لف ودوران حزب الله والنظام السوري.

 وإلى اللقاء في الحلقة القادمة التي عنوانها "وشهد شاهدٌ على نفسه".

 

كندا في 28 شباط 2008
عنوان الكاتب الألكتروني phoenicia@hotmail.com