أبواب قصر الشعب السوري مشرعة للعماد عون، ولما لا!!
الياس بجاني*

تحت عنوان الأسد: "أبواب سوريا مفتوحة للعماد عون" نشر موقع إيلاف الألكتروني اليوم  27 نيسان 2008 الخبر التالي:
(دمشق: أكد الرئيس السوري بشّار الأسد أن "مبدأ الخلاف مع رئيس تكتّل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون لم يكن يعتمد على عداوة بالشكل الذي نراه نحن، فالعدو بالنسبة لنا هو إسرائيل". وعلّق الأسد في مقابلة مع صحيفة "الوطن" القطرية على الدم الذي سال في حروب عون وسوريا قائلاً "تسيل الدماء أحياناً بين أبناء البيت الواحد، في العائلة الواحدة وفي البلد الواحد لكن هذا لا يعني عداء، الدماء التي سالت هي جزء من الدماء التي كانت تسيل، كانت كل مرة تأخذ شكلاً واتجاهاً معينين، حصلت صدامات بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحركة أمل وهم حلفاء، وبين أمل وحزب الله، وبين القوات السورية وحزب الله في 1987، وهذا لا يعني عداء". وجدد التأكيد على أن "أبواب سوريا مفتوحة للعماد عون عندما يرى أن الظروف مناسبة لزيارة دمشق، فهو له احترام وسنستقبله في قصر الشعب".)

مبروك على العماد ميشال عون، الزعيم الأوحد ونابليون لبنان، وبطل التحرير والتحرر من السيادة والاستقلال والحرية، ومشرِّع حرب الأخوة، وحامل الرايات المسيحية المسورنة، وصاحب امتياز خطاب كل ما هو تحت الزنار، والمهووس بنبش القبور، ومقدّس سلاح الحزب الإلهي: مبروك عليه وعلى ربعه والأصهر الدعوة السورية المكافأة، ومعها مبروكة الإشادة والعزل وتبرير القتل المتعمد، فأبواب قصر الشعب السوري أمست مشرعة أمامه الآن وبدعوة علنية من الرئيس السوري نفسه.

مبروك على العماد المغوار الذي أراد تحرير لبنان من المحتل السوري وتسبب من جراء حروب طواحين الهواء التي ابتكرها بمفهوم تحريري ونابوليوني وهمايوني إلى استشهاد المئات، بل الآلاف من اللبنانيين مدنيين وعسكريين، إضافة إلى جريمة رفعه الغطاء والحماية الدوليتين عن المناطق المحررة، وإلى دخول الجيش السوري إلى قصر الشعب اللبناني ووزارة الدفاع، وكل المناطق والدساكر اللبنانية.

مبروك هذا التجدد والتطور والاستنساخ الإلهي في خطاب وإيديولوجية العماد عون الذي بقدرة قادر تحول من السعي لتكسير رأس الأسد الأب، إلى حامياً لرأس الأسد الإبن، وناطقاً رسمياً بإسمه، ومدافعاً شرساً عن نظامه البعثي القرداحي، وغطاءاً مسيحياً لدويلة وسلاح وحروب حزب ولاية الفقيه، جيش سوريا وإيران في وطن الأرز.

عجبي من قدرة وسحر الهوس بالكرسي الرئاسي، وعجبي من غيبوبة بعض أهلنا الأحرار الذين لا يزالون ورغم كل أعمال وخيارات العماد الإسخريوطية واهمين أن عماد الرابية هذا هو نفسه عماد قصر بعبدا وعماد باريس، وبالتالي منتظرين أن يثمر عوسجه عنباً وتيناً.

للمغرر بهم والواهمين من أهلنا السياديين والأحرار والبشيريين هؤلاء، الذين ورغم كل "نتعات وتكويعات" وأخطاء وخطايا، وهرطقات وألوهية، وزنانير العماد، لا يزالون مصطفين وراء خياراته "غير اللبنانية" وعلى العمياني.

لهؤلاء نقول لقد آن لكم بعد كل هذا الكم من "الانحرافات" أن تدركوا باليقين والملموس والمحسوس أن أبواب قصر الشعب السوري ما كانت لتفتح أمام عمادكم، لو لم يعمل هو وربعه والأصهر بإيحاءات الفرمانات الشامية و"وشوشات" الودائع والنفعيين، وتحت غطاء وصمت المخصيين والذميين من أعضاء كتلته النيابية على إقفال أبواب قصر الشعب اللبناني، وتعطيل دور المجلس النيابي، واحتلال الأسواق، وزرع الشقاق والضغينة في بنية المجتمع المسيحي، وإنكار المعتقلين في السجون السورية، واعتبار جيش لبنان الجنوبي مجموعة من المرتكبين والقتلة، والتطاول على صرح بكركي الذي أعطي له مجد لبنان، وشق الصفوف المسيحية، واحتلال الأسواق التجارية، وتعطيل قيام الدولة، وتطول القائمة.

ترى هل من عودة قريبة إلى لبنان، وإلى ظلال ربوع أرزه،  وهل من صحوة ضمير، واستفاقة من غيبوبة طال زمنها؟ نتمنى ذلك!!

اليوم ومع القائم من القبر الذي قهر الموت وكسر شوكته نرجو لهؤلاء الأحبة عودة الإبن الشاطر، ونتمنى لهم الخروج من أحلام اليقظة والأوهام التي أغرقهم في شباكها العماد عون وشدهم إليها بخطابه الشعوبي والعكاظي الذي يحاكي الغرائز والمخاوف وعقد النقص.

يبقى أنه مبروك على العماد دعوة الرئيس الأسد له لزيارة قصر الشعب السوري، ونذكّره وهو المُغرّب عن ذاته وناسه والقضية، أن قصر الشعب السوري ليس هو قصر بعبدا، وأن الفرق كبير وشاسع جداً بين القصرين، تماماً كالفرق بين بطرس الرسول الصخرة، وبين إسخريوطي الثلاثين من الفضة الذي انتهى متدلياً من على شجرة توت.

* الأمين العام للمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

تورنتو/كندا في 27 نيسان 2008
عنوان الكاتب الألكتروني
Phoenicia@hotmail.com