خلصونا ورسموا حدود دولة حزب الله

بقلم/الياس بجاني*

 

دولة ولاية الفقيه الخمينية، دولة حزب وجيش إيران في لبنان، هي دولة أمر واقع مفروضة بقوة السلاح والدين الممذهب على وطن الأرز الساحة، وعلى كل مواطنيه الضحايا والكباش، اللذين هم من كل الطوائف والأطياف والإثنيات والحضارات اللبنانية.

 

دولة ولاية الفقيه الخمينية برئاسة السيد حسن نصرالله، هي دولة إيران عندنا بامتياز طبقاً لكل الممارسات  الإرهابية والإستعلائية والقمعية المنظورة والمحسوسة والمعاشة بمرارة على أرض الواقع المؤلم والمأساوي.

 

دولة ولاية الفقيه على أرضنا وبين ظهراننا هي دولة متكاملة وكاملة بكل مقوماتها الهرمية والإدارية والعسكرية والمالية والقضائية والتعليمية والخدماتية.

 

اللبنانيون من كل مكونات مجتمعات لبنان الثمانية عشرة، وبأغلبيتهم الساحقة، مقيمين ومغتربين، هم ضد دولة حزب الله وضد فكره وممارساته ومشروعه، إلا أنهم رهائن مغلوب على أمرهم، في حين لم يكن لهم أي قرار أو رأي أو قول في شأن ولادة هذه الدولة الخمينية المذهبية والسرطانية، أو في أمر رعايتها واحتضانها وتطورها وافتراسها التدريجي والمبرمج والممنهج للدولة اللبنانية المركزية.

 

لقد رأت هذه الدولة الهجينة النور سنة 1982 خلال حقبة الاحتلال السوري الستاليني للبنان، في ظل حرابه وإرهابه وإجرامه وكفره، وركوع وخنوع السواد الأعظم من القيادات والأحزاب اللبنانية، وقد حلت مكان الدولة اللبنانية تدريجياً من ضمن أهداف هدامة لمخطط سوري – إيراني جهنمي مُحكم لا تزال مفاعيله السرطانية سارية ومعمول بها على كافة الصعد.

 

نلفت إلى أنه يوم أُجبر الجيش السوري سنة 2005 على مغادرة لبنان عملاً بالقرار الدولي 1559 وبنتيجة غاندية ثورة الأرز، حل جيش دولة حزب الله مكان الجيش السوري، وحول وجهة سلاحه من الجنوب إلى الداخل اللبناني حيث عطل عمل مجلسي الوزراء والنواب وأعاق انتخاب رئيساً للجمهورية، وأقام خطوط التماس في وسط بيروت محاصراً.  ومن ثم احتل غرب بيروت وحاول إركاع الجبل بدروزه ومسيحييه. بعد ذلك وسع بيكار انتشاره العسكري والميليشياوي علنية في كل المناطق من البقاع إلى صنين وعكار مروراً بجبيل وطرابلس.

 

السؤال أين هو موقع 14 آذار، وأين ردعها ودورها من ولكل هذه التطورات، وهي المفترض ورقياً أنها تشكل الأكثرية النيابية المدعومة من العالم الحر وغالبية الدول العربية؟ للأسف لم تقم بدورها، وهي أمست كما الشعب المغلوب على أمره، رهينة بيد حكام دولة ولاية الفقيه. لم تحسم أمرها، ولم تتخذ موقفاً واضحاً وحازماً، ولم تتحلى بالشجاعة اللازمة لتسمية الأمور والأشياء بأسمائها. مارست سياسة وعقلية "اجر بالفلاحة واجر بالبور"، حتى بتر جيش حزب الله ساقيها وقطع  يديها ولف حبله حول رقبتها.

 

أنه أمر مؤسف ومحزن ومحبط، أن يصل حال الحكام عندنا إلى هذا الدرك الهرطقي بحيث يقبلون صاغرين بأن يضع جيش حزب الله خطوط حمر أرضية وجوية وأيضاً "نطقية"، لجيش كل الوطن ومن ثم يغتال علنية ودون خجل أو وجل أحد ضباطه، الملازم الطيار سامر حنا عقاباً له على تخطي هذه الخطوط.

إنها جريمة موصوفة ارتكبت عن سابق تصور وتصميم ومن المفترض قانوناً أن يتم اعتقال ومحاكمة من أمر بها ومن نفذها.

 

وزعت وكالات الأنباء الخبر التالي، وهو برسم كل السياسيين ورجال الدين في لبنان ونخص منهم جنرال الرابية الذي كان زار دولة حزب الله في جزين بعد إعلان صهره معالي الوزير جبران باسيل استعادة العونيين لجزين!! جنرال الرابية الذي ربط مصير سلاح حزب الله بعودة الفلسطينيين إلى بلادهم وتبنى الخطاب السوري – الإيراني بالكامل.

 

الخبر جاء تحت العنوان التالي: "مصادر قريبة من "حزب الله": تم إسقاط مروحية الجيش لأنها تجاوزت الخطوط الحمر

(وكالات/28 آب/08/أوضحت مصادر متقاطعة وواسعة الاطلاع أنّ إطلاق النار على مروحية الجيش اللبناني في أجواء إقليم التفاح والذي أدى إلى استشهاد النقيب الطيار سامر حنا "قام به مقاومون تابعون لحزب الله متمركزون في المنطقة. ولفتت المصادر نفسها إلى أنّ المنطقة التي أسقطت المروحية فوقها هي منطقة حساسة جدًا بالنسبة للمقاومة، وكانت قيادة حزب الله قد شدّدت أكثر من مرة على أهمية هذه المنطقة التي يقع فيها تقاطع اتصالات تابعة للمقاومة فوق الأرض كما تحتها. هذا وأكدت مصادر قريبة من حزب الله أنّ عناصر المقاومة هم من أطلقوا النار على مروحية الجيش اللبناني، وأن المروحية تم إسقاطها لأنها تجاوزت الخطوط الحمر التي سبق لحزب الله أن حذّر وزارة الدفاع وقيادة الجيش بشأنها وأبلغهم بوجوب الالتزام به". وأضافت نفس المصادر إن الحزب يعتقد أنّ وزارة الدفاع وقيادة الجيش لم يكونا على علم بأن المروحية العسكرية ستدخل إلى هذه المنطقة الأمنية المحظور الدخول إليها بحسب التنسيق والاتصالات السابقة بين حزب الله وكل من الوزارة وقيادة المؤسسة العسكرية")

 

من هنا نقول وبصوت عال لـ 14 آذار ولحكام لبنان وقادته وسياسييه، عليكم إما إنهاء دولة حزب الله، أو الاستعانة بمن هو قادر على تنفيذ هذه المهمة العسكرية، أو الاعتراف بهذا الواقع وإعلان عجزكم للعالم واللبنانيين على حد سواء.

 

يكفينا تكاذب وزندقة وتقية وذمية وهرطقات، فقد بات من الضرورة القصوى بعد اغتيال حزب الله المتعمد للنقيب الطيار سامر حنا تحت راية وحجة الخطوط الحمر ترسيم الحدود بين دولة حزب الله وبيم ما بقي من الدولة اللبنانية، وذلك لوقف مسلسل افتراس تنين حزب ولاية الفقيه لعسكرنا وشبابنا والأحرار من أهلنا.

وخلصونا من هالمسخرة، بيكفي!!

 

*الأمين العام للمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

عنوان الكاتب الألكتروني phoenicia@hotmail.com

كندا/تورنتو/ 29 آب 2008