قوة قلم فارش خشان وعقم صواريخ حزب الله

الياس بجاني*

 

لم استغرب ولم اندهش أبداً من الفظاعة والفجاجة والظلم والتجني حول ما نشر على موقع "لبنان الآن" الالكتروني عن ممارسات حزب الله الإرهابية والقمعية واللاثقافية بامتياز، إن كان لجهة ما جاء تحت عنوان: "شهادة أسير في سجون حزب الله خلال غزوة بيروت" بقلم محمد بركات، أو في ما يتعلق بما فضحته وكشفت عوراته مقالة الصحافي فارس خشان الجريئة والتي حملت عنوان: إنّي... ألوم.

 

اضغط هنا لقراءة مقالة فارش خشان

http://www.10452lccc.com/special%20events/fareskehechan1.9.08.htm

 

اضغط هنا لقراءة "شهادة أسير في سجون حزب الله خلال غزوة بيروت" بقلم محمد بركات

http://www.10452lccc.com/special%20events/mohd%20barakat27.8.08.htm

 

 إن حزب الله بمفهوم ومنطق رعاته وأصحابه والممسكين بقراره في لبنان وإيران، هو إلهي ومقاوماتي وبالتالي يحق له ما لا يحق لغيره، فيما بالواقع المأساوي المعاش والمحسوس والمنظور لبنانياً هو حزب وجيش ملالي نظام ولاية الفقيه في وطن الأرز. وهو بمفهوم الأكثرية الساحقة من اللبنانيين، ومن كل الشرائح والمذاهب، لا إلهي ولا مقاوماتي، بل تنظيماً إرهابياً وأصولياَ وشمولياً طبقاً لكل معايير ومقاييس المدنية والحضارة والثقافة ومبدأ التعايش وشرعة حقوق الإنسان وكل القوانين المحلية والدولية.

 

حزب الله، هو تنظيم عسكري تابع بالكامل لإيران تمويلاً وتسليحاً وعقيدة وأهدافاً وقيادة، وقد اوجدته القيادة الإيرانية وأظهرته إلى العلن سنة 1982 من خلال رزمة كبيرة ومخيفة من الممارسات الإرهابية والإجرامية المنظمة شملت أعمال القتل والخطف والاغتيال والتفجير.

 

حزب الله، فرضه المحتل السوري على اللبنانيين بالقوة وأبقى على سلاحه تحت حجة "المقاومة" الكاذبة مخالفاً بذلك كافة بنود اتفاق الطائف التي قضت بجمع سلاح كل الميليشيات، والعمل باتفاقية الهدنة مع إسرائيل، وبسط سلطة الدولة بواسطة قواها الذاتية على كامل أراضيها.

 

هذا الجيش الإيراني أقام لنفسه دولة داخل الدولة، وحل مكان الجيش السوري عندما أجبر هذا الأخير على مغادرة لبنان سنة 2005.

 

نعم، وباختصار كبير، لقد انتقل لبنان من احتلال إلى آخر، انتقل من الاحتلال السوري إلى الاحتلال الإيراني، والمحتل الوريث للمحتل الأصيل يمارس منذ 2005 كل أنواع الإرهاب والترهيب والقمع والقتل على كافة المستويات، وفي جميع المناطق وضد كل اللبنانيين.

 

تسبب بحرب مع إسرائيل سنة 2006، واحتل غرب بيروت منذ أشهر، ومن ثم حاول تركيع الجبل. عطل مجلسي النواب والوزراء لأشهر واحتل الساحات، وأقام خطوط التماس بين المناطق.

 

استورد السلاح ووزعه على جماعات مأجورة، وهو الآن ينتشر ميليشياوياً على كل الأراضي اللبنانية مانعاً بالقوة العسكرية وبالإرهاب المنظم الدولة المركزية اللبنانية من ممارسة سلطاتها، وها هو يغتال ضابط واعد من الجيش اللبناني بدم بارد، ويهدد ويتوعد كل من يتجرأ على المطالبة بتسليم سلاحه للجيش والتخلي عن دويلته.

 

حزب الله يعتقل من يشاء على الأراضي اللبنانية من لبنانيين وغير لبنانيين، ويسجن من يريد دون حسيب أو رقيب، ويُعرِّض للتحقيق المهين كل من يرى فيه تهديداً لمشروعه الإيراني، مشروع دولة الفقيه في لبنان.

 

قراءة ما كتبه محمد بركات تحت عنوان "شهادة أسير في سجون حزب الله خلال غزوة بيروت"، تعطي صورة واضحة عن العقلية "الهتلرية والنازية" المسيرة لممارسات حزب الله والتي كما هو ظاهر وجلي لا ضوابط ولا قيود، ولا روادع لها.

 

أما الخوف الهستيري من الصحافي فارس خشان والتهديدات العلنية والمكشوفة الموجهة له، فهي تلخص مفهوم وعقلية وثقافة مرجعيات وقيادات حزب الله الأحادية والشمولية والدكتاتورية الرافضة بالمطلقً للأخر، ولكل ما هو نقد، مهما كان نوعه أو وجهته أو مصدره.

 

إنه حزب لا يجيد إلا أساليب العنف والإرهاب والقمع والتهديد والوعيد، وهو يتوهم أنه قادر على إسكات الجميع وإخضاعهم، وكل تصرفاته وأقوال قادته تندرج في هذا السياق الموروب فكراً وثقافة، والمنسلخ عن الحضارة والشرائع والقوانين.

 

تحية إلى فارس خشان وإلى غيره من حملة الأقلام الحرة، فهؤلاء بإيمانهم وجرأتهم وصدقهم وشهادتهم للحق ومجاهرتهم بالحقيقة أخافوا وأرعبوا "بالكلمة والقلم" من في مخازنهم 40 ألفاً من الصواريخ، وتحت أمرتهم 70 ألفاً من المقاتلين، وفي حسابات بنوكهم بلايين الدولارات الإيرانية "الحلال"، وفي معتقلاتهم المئات من الأحرار والشرفاء الأبرياء، ومن في دويلتهم الهجينة ما يتوهمون أنه سلطة ونفوذ ورهبة.

 

إن غزوات حزب الله العسكرية والثقافية والفكرية، ومهما اشتدت ومهما توسعت وتمددت، لن تخيف صحافياً حراً، ولن تكسر قلماً حبره الإيمان بلبنان وبكيانه والسيادة.

 

فخر وشرف لفارس خشان أن يواجه بقلمه صواريخ وإرهاب حزب الله، ويقلق أجهزته المخابرتية والأمنية،

 

فخر لهذا الفارس الذي سيفه قلمه أنه ورغم كل الوعيد والتهديد لا يزال حراً ورأسه شامخاً، وجبينه عال، وصوته صارخاً كصوت يوحنا منادياً بالحق والحقيقة.

 

فارس خشان، بورك البطن الذي حملك والثدي الذي أرضعك.

فارس خشان، بورك قلمك الذي حرّك الصواريخ وأرعب أصحابها.

 

فارس خشان، صوتك وأصوات الأحرار هي الباقية، وقلمك والأقلام الحرة هي التي ستحطم الصواريخ، وتُفشل مشاريع أصحابها المستوردة من بلاد الفرس.

 

الكلمة كانت منذ البدء والكلمة ستبقى.

 

*الأمين العام للمنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية

عنوان الكاتب الألكتروني Phoenicia@hotmail.com

كندا/تورنتو في 3 أيلول 2008