أحد
الموتى
المؤمنين
جمع
واعداد/الياس
بجاني
07 شباط/2010
تصلي
الكنيسة
اليوم للموتى
وقد خصصت هذا
اليوم المقدس
لأجل هذه
الغاية
النيلة، هذا
ويقرأ
الكهنة في
الكنائس خلال القداديس
من إنجيل
القديس لوقا16/19-31
من
السفر الوارد
في أسفل الذي
يؤكد وعلى
لسان السيد المسيح
وجود الجنة
والنار، كما
حتمية مبدأ
الثواب
والعقاب. لقد
جمعت
للمؤمنين ما
يشرح معاني
هذه
المناسبة، إضافة
إلى شرح مفصل عن
مفهوم ومعاني
هذه اليوم
كنسياً بالصوت
للمطران
بشارة الراعي
مدته 50 دقيقة
مأخوذ
من إذاعة صوت
المحبة وأذيع
اليوم.
في
المسيحية
لا وجود للموت
بمفهومه
القديم الذي
حير الإنسان
ولم يدركه
عقله المحدود. السيد المسيح
بصلبه ودفنه
وقيامته غلب
الموت وكسر شوكته،
ومنذ تلك
الساعة أصبحت
الخطيئة
هي الموت.
المسيحي لا
يموت وإنما
يرقد على رجاء
القيامة/ يرقد
حتى قدوم المسيح
الثاني وقد
أعطى الرب
الراقدين على رجاء
القيامة
الأولوية في
لقاء ابنه يوم
يعود
وقد قال بولس
الرسول في هذا
الصدد: "إن
الراقدين
يقومون من
رقادهم عند
النفخ في البوق
الأخير
وأجسادهم غير
فاسدة لأن على
الإنسان في
النهاية أن
يلبس ما ليس
بفاسد،
أي يلبس ثوب
الخلود بدلاً
من الثوب الترابي". "ما
دمنا مقيمين
في الجسد نظلُّ
في غربةٍ عن
الرب، فنحن
إذاً واثقون
ونؤثر هجر هذا
الجسد الفاني
لنقيم بجوار أبينا
الرب".
نحن
أهل رجاء "فإذا
هُدِم بيتنا
الأرضي
الترابي
(الجسد) وهو أشبه
بالخيمة
المنصوبة
مؤقتاً فلنا
في السموات بيت
من بناء الله
لم تشِده
الأيدي". الإنسان
يأخذ معه إلى
يوم الدينونة
أعماله فقط
وهو بناء
عليها إما
يجلس على يمين
المسيح
وتفتح له
أبواب الجنة
كما كان حال لعازر، أو
يقول له
المسيح اغرب
عن وجهي ويلقى في
نار جهنم كما
كان حال الرجل
الغني. إن
كل إنسان
بحاجة إلى أي
مساعدة هو المسيح
وكل من يساعده
إنما يساعد المسيح
والعكس صحيح. إن الله
محبة ومن لا
يحب فهو لا يعرف
الله والمحبة
أن يبذل
الإنسان نفسه
من أجل الآخرين
اضغط
هنا للإستماع
للشرح
المطران
الراعي/وندوز
ميديا بلير
إنجيل
القدّيس لوقا
16/19-31
كَانَ
رَجُلٌ
غَنِيٌّ
يَلْبَسُ
الأُرْجُوانَ
وَالكَتَّانَ
النَّاعِم،
وَيَتَنَعَّمُ
كُلَّ يَوْمٍ
بِأَفْخَرِ
الوَلائِم. وكانَ
رَجُلٌ
مِسْكِينٌ
ٱسْمُهُ
لَعَازَرُ
مَطْرُوحًا
عِنْدَ
بَابِهِ،
تَكْسُوهُ القُرُوح. وكانَ
يَشْتَهِي
أَنْ
يَشْبَعَ
مِنَ الفُتَاتِ
المُتَسَاقِطِ
مِنْ
مَائِدَةِ
الغَنِيّ،
غَيْرَ أَنَّ
الكِلابَ
كَانَتْ
تَأْتِي
فَتَلْحَسُ
قُرُوحَهُ. وَمَاتَ
المِسْكينُ
فَحَمَلَتْهُ
ٱلمَلائِكَةُ
إِلى حِضْنِ
إِبْرَاهِيم.
ثُمَّ مَاتَ
الغَنِيُّ
وَدُفِن. وَرَفَعَ
الغَنِيُّ
عيْنَيْه،
وَهُوَ في الجَحِيمِ
يُقَاسِي العَذَاب،
فَرَأَى
إِبْرَاهِيمَ
مِنْ بَعِيد،
وَلَعَازَرَ
في حِضْنِهِ. فَنَادَى
وقَال: يا
أَبَتِ
إِبْرَاهِيم،
إِرْحَمْنِي
وَأَرْسِلْ
لَعَازَرَ
لِيَبُلَّ
طَرَفَ
إِصْبَعِهِ
بِمَاءٍ
وَيُبرِّدَ لِسَانِي،
لأَنِّي
مُتَوَجِّعٌ
في هذَا اللَّهِيب.
فَقالَ
إِبْرَاهِيم: يا
ٱبْنِي،
تَذَكَّرْ
أَنَّكَ
نِلْتَ خَيْراتِكَ
في
حَيَاتِكَ،
وَلَعَازَرُ
نَالَ البَلايَا.
والآنَ هُوَ
يَتَعَزَّى
هُنَا، وأَنْتَ
تَتَوَجَّع. وَمَعَ هذَا
كُلِّهِ،
فَإِنَّ
بَيْنَنا وَبَيْنَكُم
هُوَّةً
عَظِيمَةً
ثَابِتَة، حَتَّى
إِنَّ
الَّذِينَ
يُرِيدُونَ
أَنْ
يَجْتَازُوا
مِنْ هُنا
إِلَيْكُم لا
يَسْتَطْيعُون،
ولا مِنْ
هُناكَ أَنْ
يَعْبُرُوا
إِلَيْنا. فَقَالَ
الغَنِيّ:
أَسْأَلُكَ
إِذًا، يا أَبَتِ،
أَنْ
تُرْسِلَ
لَعَازَرَ
إِلَى بَيْتِ
أَبي، فإنَّ
لي خَمْسَةَ
إِخْوة،
لِيَشْهَدَ
لَهُم، كَي لا
يَأْتُوا
هُمْ أَيْضًا إِلى
مَكَانِ
العَذَابِ
هذَا. فقَالَ
إِبْرَاهِيم:
عِنْدَهُم
مُوسَى وَالأَنْبِياء،
فَلْيَسْمَعُوا
لَهُم. فَقال:
لا، يَا
أَبَتِ
إِبْرَاهِيم،
ولكِنْ إِذَا
مَضَى
إِلَيْهِم
وَاحِدٌ مِنَ
الأَمْوَاتِ
يَتُوبُون. فقالَ لَهُ
إِبْرَاهِيم:
إِنْ كانُوا
لا يَسْمَعُونَ
لِمُوسَى
وَالأَنْبِيَاء،
فَإِنَّهُم،
وَلَو قَامَ
وَاحِدٌ مِنَ
الأَمْوَات،
لَنْ يَقْتَنِعُوا!».
القدّيس
أوغسطينُس (430 -
354)، أسقف
هيبّونا
(إفريقيا
الشماليّة)
وملفان
الكنيسة
الثروة
الحقيقيّة
والفقر
الحقيقي
عندما
أقول إنّ الله
لا يميل أذنه
للأغنياء، لا
تستنتجوا من
ذلك، يا
إخوتي، أنّ
الله لا
يستجيب لأولئك
الذين يملكون
الذهب
والفضّة،
والخدم والممتلكات.
إذا كانوا قد
ولدوا على هذه
الحالة
وشغلوا هذا
الموقع في
المجتمع،
فليتذكّروا
قول بولس
الرسول:
"أَوْصِ
الأغنياءَ في
الدهرِ
الحاضِرِ أن
لا
يَستَكبِروا"
(1طيم6 : 17). أولئك
الذين لا
يرضخون
للكبرياء هم
فقراء أمام
الله الذي
يميل أذنه
للبؤساء
والمساكين (مز86:
1). وهم يعرفون
في الحقيقة
أنّ رجاءهم
ليس في الذهب
أو الفضّة أو
في تلك
الأشياء التي
تفيض لديهم
لفترة من
الوقت. ويكفي
أنّ الثروة لا
تؤدّي إلى
هلاكهم، وهي
إذ لا تستطيع
شيئًا من أجل
خلاصهم فعلى
الأقل لا
تشكّل عقبة
أمامه... إذًا،
عندما يحتقر
رجل كلّ ما من
شأنه أن يغذّي
كبرياءه،
يصبح هو رجل
فقير عند الله،
والله يميل
أذنه له،
لأنّه يعلم
بعذاب قلبه.
أيّها
الإخوة، ممّا
لا شكّ فيه
أنّ الملائكة
حملت أليعازر
الفقير
الممتلئ قروحًا
والمُلقى عند
باب الغني إلى
حضن إبراهيم؛ هذا
ما نقرأ ونؤمن
به. أمّا
الغني الذي
اكتسى بالأرجوان
والكتّان
المنمّق
وتمتع يوميًّا
بكلّ فاخر،
فقد أُلقِي في
عذاب الجحيم.
أحقًّا يعود
فضل انتقال
الفقير على
أجنحة الملائكة
إلى فاقته؟
وهل أُسلِم
الغني إلى
عذابات جهنّم
فقط بسبب
بحبوحته؟
علينا أن
نعترف أنّ ما تمّ
تكريمه لدى
الفقير ليس
سوى التواضع
في حين عوقب
الغرور عند
الرجل الغني.
أحـد
الـمـوتـى
بقلم
قداسة سيدنا
البطريرك
المعظم مار
إغناطيوس زكا
الأول عيواص
الكلي الطوبى
أخبار ونشاطات
«لا
تتعجبوا من
هذا فإنه تأتي
ساعة فيها
يسمع جميع
الذين في
القبور صوته
فيخرج الذين
فعلوا
الصالحات إلى
قيامة الحياة
والذين عملوا
السيِّئات
إلى قيامة
الدينونة»
«لا
تتعجّبوا من
هذا»، كان
الرب قد أعلن
نفسه أنه
القيامة
والحياة،
أعلن نفسه
أيضاً كما هو،
أنه يعطي
الحياة للذين
ماتوا أدبياً
بارتكاب
الآثام، وقال:
تأتي ساعة وهي
الآن التي يسمع
فيها جميع
الأموات ـ
أموات الخطية
ـ صوت ابن
اللّه كي
ينالوا
الحياة أي
تُغفر
خطاياهم، وقال:
«لا تتعجبوا
من هذا»، ثم
أعلن حقيقة
إلهية هي
معجزة
المعجزات ولا
يمكن أن تكون
معجزة في الكون
منذ بدئه وحتى
في هذه الأيام
معجزة تشبهها
هي قيامة
الموتى.
في
عبارته يوضّح
لنا عن الموت
وعن القيامة
في آن واحد
«تأتي ساعة
يسمع فيها
جميع الذين في
القبور»، عجبي
كيف يسمع
أولئك الذين
ماتوا ولم
يموتوا فقط بل
أصبح أغلبهم
رميماً، كيف
يسمعون صوت
ابن اللّه؟ في
هذا اليوم
الذي تذكر
فيها الكنيسة
المقدسة
الموتى
المؤمنين
كافة وتصلي
لأجلهم كما
تسلّمت من
آبائها، في
هذا اليوم
المبارك
نتأمل بالموت
ونتأمل أيضاً
بالقيامة العامة.
ما هو
الموت يا ترى؟
لن نستطيع أن
نعرف الموت ما
لم نعرف من هو
الإنسان وكيف
خُلق الإنسان
لكي نتمكن من
معرفة كيفية
موته ولماذا مات؟
ولماذا يموت
البشر كافة؟
الفلاسفة
وجميع الذين
ادعوا بأن لهم
مقدرة على
إعلان
الحقائق
الإلهية قبل
مجيء الرب يسوع
بالجسد، قد
حارت عقولهم
وارتبكوا في
فهم هذه
الحقائق
الإلهية. نحن
ليس لنا إلا
أن نلتفت إلى
الوحي
الإلهي، إلى
الكتاب
المقدس الموحى
به من اللّه
لنتعلّم
الحقائق
الإلهية.
لنأتِ إلى سفر
التكوين
ونتعلّم كيف
خلق اللّه
الإنسان. هذه
الحقائق
البسيطة
المفهومة من
كل من يريد أن
يفهمها تدلنا
على أن اللّه
سبحانه
وتعالى قد جبل
الإنسان من
تراب الأرض،
ثم نفخ في
أنفه نسمة
الحياة فصار
الإنسان
حيّاً. نرى
كيف أن هذا الإنسان
أحبّه اللّه
كثيراً فخلقه
على شبهه كمثاله
بنفس ناطقة.
عندما نقول
ناطقة ـ الذي
لا يفهم
المنطق لا
يفهم المعنى
الحقيقي
لكلمة ناطقة ـ
التي معناها
عاقلة، هي
حقيقة! عندما
نقول ناطقة
يعني أنها
عاقلة بكل
شيء، ليس
النطق هو
الكلام فقط،
النطق هو
العقل بالذات.
هذه النفس
الناطقة هي
بشبه اللّه
تعالى بما وُهبت
من برّ وقداسة
بل أيضاً من
قابلية
الاختراع
والإبداع،
والأهم من ذلك
الخلود، فهذه
النفس هي
خالدة لا تموت
ولذلك عندما
نأتي إلى تعريف
الموت نستند
إلى ما قاله
فيه صاحب
الجامعة: يرجع
الجسد إلى
التراب كما
كان وتعود الروح
إلى اللّه
باريها
ومعطيها
وواهبها. هذا
هو الموت
إذاً! والنفس
خالدة رغم أن
الإنسان عندما
سقط في الخطية
فَقَدَ نِعم
اللّه ومواهب
عديدة سامية
حتى في نفسه
فَقَدَ
القداسة، فَقَدَ
نسبياً قصّة
أن يكون
شبيهاً
باللّه في موته
إذاً يفقد
الإنسان هذه
النعم
العظيمة.
والروح
تبقى خالدة
على الرغم من
سقوط الإنسان في
الخطيّة،
ولكن هناك
خلود لحياة
أبدية سعيدة
وهناك خلود
لشقاء أبدي
ولذلك فالرب
يسوع يقول في
آية موضوعنا
«لا تتعجّبوا
من هذا» لا نتعجب
لأنه هو
القيامة
والحياة، لا
نتعجب أن يُحيي
الموتى
أدبياً الذين
ماتوا في
الخطية، لا
نتعجب من هذا
كله أنه قد
نال من الآب
أن يُحيي
الموتى بل
أيضاً قد نال
من الآب أن
يدين الأحياء
والأموات، لا
نتعجب من هذا
لأنه تأتي ساعة
وهي عجب
العُجاب يسمع
فيها جميع
الذين في القبور
صوته.
إذن
الذين في
القبور ولئن
كانت أجسادهم
قد صارت
رميماً ولكن
أرواحهم حيّة
ولذلك يسمعون
صوت ابن
اللّه، ويقوم
الذين فعلوا
الصالحات
قيامة الحياة
والذين عملوا
السيئات إلى
قيامة
الدينونة.
في مجيء
الرب يسوع لم
يستطِع
الإنسان أن
يفهم معنى
القيامة.
الموت لا
يختلف فيه
اثنان. مواكب
الموت تسير
كثرة يتبع
أحدها الآخر
هذا الموت
الذي يتبع
الجاني، نرى
الناس يودعون
أحباءهم
وأصدقاءهم
إلى مقامهم
الأخير إلى
قبورهم
والعديد منهم
إن كانوا
مؤمنين
باللّه
يعرفون أن
ساعتهم ستأتي
كما أتت
الساعة على
الآخرين لأن
الرسول بولس
يقول لنا:
«وُضع للناس
أن يموتوا
مرّة ثم بعد
ذلك
الدينونة».
الجميع
يؤمنون
بالموت ولا
يستطيع أحد أن
ينكر الموت،
ولئن فكّر
بنفسه،
بكبريائه، أن
الموت سيصيب
كل إنسان ولكن
لا يصيبه،
هوذا اللّه
سيعاقب كل
إنسان على خطيته،
والخطية التي
ورثناها من
آدم عندما قال
له الرب إن
أكلت من
الثمرة موتاً
تموت، وآدم خُدع
بحواء من
إبليس الذي
تلبّس الحية
في ناحية
مهمّة جداً.
تقول الحيّة
لحواء: إنكما
لا تموتان بل
تصيران
كالآلهة
تعرفان الخير
والشر. قصة
أنه لا تموت
هذا شيء
يتلبّس
الإنسان ويتبعه
دائماً،
الإنسان
المتكبّر
المتعجرف الذي
قال في نفسه:
«ليس إله» كما
يقول صاحب
المزامير
فيظن أنه لن
يموت أبداً،
فالموت يصيب الناس
جميعاً،
والإنسان
المؤمن يعرف
أنه سيموت
لأنه يؤمن
بالكتاب
المقدس، ويرى
أمامه الناس
يغادرون هذه
الحياة، ولكن
يؤمن أيضاً أنّ
نفسه خالدة
ولا يخاف من
الذين يقتلون
الجسد ولكن لا
يستطيعون أن
يقتلوا
النفس، بل
يخاف خاصة من
اللّه الذي
بإمكانه أن
يهلك الجسد والروح
ويهلكهما في
جهنم وبئس
المصير إن هو
أنكر وجود
اللّه تعالى
وعنايته
بالإنسان،
وتمرّغ
بالشهوات
والخطايا،
وابتعد عنه
تعالى، «خطاياكم
صارت فاصلة
بينكم وبين
إلهكم» كما
قيل في
النبوات. لذلك
نرى أيها
الأحباء أن
الإنسان يؤمن
بالموت لأن
الموت حق
ويعرف أنه لا
بدّ أن يموت
ولئن فكّر في
نفسه بكبرياء
أنه أقوى من
الموت، ولكن
المؤمن الذي
يطمح إلى
الحياة الأبدية
يرى هذه
الحياة مهما
كانت شقية
ومهما كانت
مريحة ومهما
كانت طويلة
فهي قصيرة.
«الإنسان قليل
الأيام
وشبعان تعباً»
وهي حياة يتعذب
فيها الإنسان
على هذه الأرض
لذلك يطمح إلى
أن يرث ملكوت
اللّه ويتأمل
بالرب يسوع فادينا
العظيم كيف
أنه لأجلنا
وعوضاً عنّا
مات وقام
بقوته
الذاتية
وأقامنا معه
بل أعطانا أيضاً
أن نرث ملكوت
اللّه إن كنّا
نخضع لشرائعه
الإلهية
متمسكين
بالصالحات
ولدينا ذلك الإيمان
أي أن نؤمن به
مخلصاً
ونقبله ونرضى
أن نموت أيضاً
لأجله وقد مات
عوضاً عنا ومن
أجلنا حينذاك
هذا الإنسان
يؤمن بما قاله
الرب عن أعجوبة
الأعاجيب
«ستأتي ساعة
يسمع فيها
جميع الذين في
القبور صوت
ابن اللّه
فيقوم الذين
فعلوا
الصالحات إلى
قيامة الحياة
والذين عملوا السيئات
إلى قيامة
الدينونة».
أيها
الأحباء: إن
كان لنا
المحبة للّه
وللقريب نفعل
الصالحات في
هذه الحياة
ونستحق بعد أن
نموت أيضاً أن
تكون نفسنا
أولاً في
الفردوس حيث
دعا الرب اللص
اليمين،
وندعوه لص
اليمين اللص
الذي استحق
الثواب
لإيمانه
بالرب وتوبته
في اللحظات الأخيرة
من حياته، حيث
قال له الرب:
«اليوم تكون
معي في
الفردوس»، هذه
النفس تكون في
الفردوس إلى
يوم القيامة
ولئن كانت
الأجساد قد عادت
إلى التراب
أينما كانت
وحيثما تكون
تتحد بها
أرواحها
لتكون على قيد
الحياة إن
كانت صالحة.
لا نستغرب من
هذا المثل
الذي ضربه لنا
اللّه تعالى
في العهد
القديم عندما
أظهر رؤيا
حزقيال النبي
كيف أنه رأى
البقعة
القديمة ذات
العظام
النخرة وأمره
أن يتنبأ على
تلك العظام
فتجمّعت إلى
بعضها،
وتنبّأ عليها
أيضاً فصارت
أعصاباً ثم
صارت
أجساداً،
وقال له تنبّأ
عن الروح
ليأتي الروح
من الرياح
الأربعة
فجاءت أرواح
أولئك الذين
كانوا قتلى
لتحلّ بالأجساد
ثم لتقوم
جيشاً جراراً
ليثبّت بني إسرائيل
في ذلك الوقت
على الإيمان
باللّه فإنّ
اللّه لا يترك
من يؤمن به
ويتمسك
بشريعته بل
ينصره على
أعدائه
الروحيين
والجسديين في
آن واحد. هذا
المثل وهذه
الأعجوبة
يعطياننا قوة وإلهاماً
لنؤمن بما
قاله الرب
يسوع: إن الأموات
يسمعون صوته
في اليوم
الأخير،
ونتصور أمامنا
البقعة التي
رآها حزقيال،
ونتصور أمامنا
القبور
واللحود التي
انتشرت في كل
مكان، وكما
قال أحد
الشعراء ذلك
الرميم هو من
هذه الأجساد،
حتى الأرض
كلها نراها هي
من أجساد الموتى،
من أجساد
الذين سبقونا
بأجيال
عديدة، ولكن
اللّه سيجمع
هذه الأجساد
لأنه هو قدير،
هو خلقها، هو
نفخ فيها نسمة
الحياة،
يجمعها لتكون
أجساداً
ويستدعي
الروح بل
الأرواح كلها
لتحلّ في هذه
الأجساد
«فيقوم الذين
فعلوا الصالحات
إلى قيامة
الحياة
والذين عملوا
السيئات إلى
قيامة
الدينونة»،
وقد «وُضع
للناس أن يموتوا
مرة ثم بعد
ذلك الدينونة»
(عب 9: 27)، ولكن
أيضاً لا
دينونة على
الذين يؤمنون
بالمسيح
ويتمسكون
بشريعته
لأنهم
يستحقون وقد
فداهم الرب يسوع
أن ينالوا
الحياة
الأبدية معه.
نفوسهم حتى
يوم القيامة
تكون مع الرب
في الفردوس،
ثم النفوس
والأجساد
التي ستنال
المكافأة معاً
لأنها عملت
أعمال البر
معاً وآمنت
معاً، النفوس
والأجساد
ولأن أيضاً
الأشرار
سينالون
العقاب نفساً
وجسداً معاً
يوم القيامة
العامة وأن
اللّه لا يترك
حتى الأشرار
في قبورهم.
يقول: إن كل من
يسمع اسم
الرب، صوت
الرب، الكل
يقومون هؤلاء
للحياة
الأبدية
السعيدة وأولئك
للحياة
الأبدية
الشقية في
جهنم وبئس
المصير.
نحن نؤمن
أحبائي ويجب
أن نذكر هذا
في هذا اليوم
خاصة أننا عند
باب اللحد،
عند باب
القبر، وما
وراء القبر
ليس هناك
مغفرة. مَن
كان دائماً حتى
آخر لحظة من
حياته مؤمناً
كانت نفسه
مستحقّة أن
تكون في
الفردوس مع
الملائكة تنتظر
بسعادة يوم
القيامة،
ومَن كان
شريراً في
لحظة مغادرة
هذه الحياة
نفسه تكون مع
الأبالسة
تتوقع في كل
لحظة مجيء
الرب يسوع
لتكون أيضاً
مع الأبالسة
في جهنم وبئس
المصير تتعذّب
إلى الأبد.
فهذه
عبرة لنا أن
لا نعرف متى
نغادر هذه
الحياة. في
آخر نسمة من
حياتنا إذا
تبنا فننال
السعادة
الأبدية،
ولكن بما أننا
لا نعرف متى
نغادر هذه
الحياة علينا
أن نكون
دائماً في
حالة توبة، في
حالة نعمة، في
حالة استعداد
لمجيء ربنا،
والرب قال:
يجب أن تكونوا
مستعدين،
وأعطانا
أمثالاً
عديدة في هذا
الموضوع أن
نستيقظ
روحياً وأن
نستعد
لملاقاة الرب.
إن كنا أحياء
عندما يأتي
نلاقيه في
الجو، وإن كنا
قد متنا سنقوم
إن كنا مثلما
قلنا أبراراً
في هذه
الحياة، وإلا
ـ أبعد اللّه
عنا وعن
أمواتنا هذه
الحالة ـ إن
كنا أشراراً
أن نقوم قيامة
الدينونة.
ما أجمل
ما يقول مار
أفرام وهو
يطلب من الرب
أنه هو يدينه،
المسيح يدينه
وليس أحد
ثانٍ، لأنه
حتى الرسل
سيجلسون على
الكراسي
ويدينون.
لماذا يطلب
هذا الطلب؟ لأن
المسيح جُرّب
مثلنا في كل
شيء ما عدا
الخطية،
ويعرف أننا
ضعفاء وأننا
نخطئ، ولذلك
عندما نطلب
منه المغفرة
يغفر لنا،
لأنه يعرف أننا
ضعفاء فإذا
داننا
فسيديننا
بالرحمة أما إذا
غيره داننا
فيديننا
بالقسوة
ونكون بالعدل
ليس فقط
بالرحمة،
لذلك نطلب
أيضاً أن الرب
يديننا وقد
جعل الآب
الدينونة
للابن ليرحم
هؤلاء البشر
الذين تجسّد
وأنقذهم
وفداهم بدمه الكريم.
ونحن
نحتفل
بالقداس
الإلهي أيضاً
ذاكرين
موتانا، هذا
التعليم
أخذناه أيضاً
من أسفار
العهد القديم.
فقبل الميلاد
بنحو قرنين
كان هناك
المكابيون
هؤلاء كانوا
يحاربون من
أجل التمسك
بعقيدتهم
الدينية
بقيادة يهوذا
المكابي وبعد
أن قُتل
العديد من
أتباعه فتشوا
ثيابهم أثناء
دفنهم فوجدوا
بين ثيابهم
بعض التماثيل
التي كان
الوثنيون
يستعملونها
لعبادتهم،
فعلم أن اللّه
ضرب أولئك
الجنود لأنهم
تركوا الرب
واتكلوا على
هذه التماثيل
التي وضعوها
في جيوبهم
أثناء الحرب
خاصة، فيهوذا
عرف أن هؤلاء
قد أخطؤوا
تجاه الرب
وأراد أن
يستغفر عنهم
فجمع ما يكفي
لذبائح في
أورشليم
وأرسلها إلى
هناك لتُقدم
هذه الذبائح
عن هؤلاء
الموتى ليغفر
لهم اللّه
خطيتهم هذه،
وليس هذه فقط
بل تسلّمنا
نحن أيضاً طقس
القداس
الإلهي وفيه علّمنا
يعقوب الرسول
الذي أعطانا
نافورته يعني
طقس القداس أن
نصلي لأجل
الموتى نقول:
«نذكرهم
ليذكرونا هم
أيضاً» فهنا
يُظهر
العلاقة،
علاقة المحبة
الخالصة
النقية
المتبادلة ما بين
الكنيسة
المنتصرة
والكنيسة
المجاهدة التي
نحن الآن فيها
وهي تجاهد ضد
إبليس وجنده الذين
يريدون أن
يخدعوا
الإنسان خاصة
المؤمن فيجتمع
العديد من
الأبالسة
حوله كما نقرأ
في بستان
الرهبان عن
أولئك
الرهبان
الأتقياء كيف
أن الأبالسة
تحتاط
بقلاياتهم
وتريد أن
تُخطئهم،
ولكن إن كانوا
يصلّون
بإيمان قوي
يطلبون المعونة
من الرب
فيستطيعون أن
يسيطروا على أولئك
الأبالسة.
فنحن نتعرض
دائماً
للتجارب وليس
لنا إلاّ أن
نلتجئ إلى
الرب لينقذنا
من هؤلاء
ونصلّي لأجل
موتانا لكي
إذا كانوا قد
أخطؤوا خطايا
ليست للموت
هذه لغة
الكتاب يعني
ليست خطايا من
الكبائر بل
زلات التي لا
نشعر فيها كما
يقول صاحب
المزامير إن
كانوا قد
أخطؤوا هذه
الخطايا
البسيطة يغفر
اللّه لهم
ولنا أيضاً.
عندما نطلب
هذا الشيء
نطلبه لنا
ولهم «نذكرهم
ليذكرونا هم
أيضاً» يصلّون
لأجلنا ويحضرون
القداس
الإلهي معنا
أيضاً.
الأبرار والأتقياء
يحضرون معنا
القداس لذلك
الكاهن عندما
يصرف
المؤمنين
يقول الأموات
منكم والأحياء،
ولذلك عندما
ترون الكهنة
الذين يعرفون طقس
القداس
الإلهي جيداً
لا يقومون
بالطقوس على
أنها أشياء
روتينية فقط
بل يعرفون أنه
عندما يبخّرون
نحو إحدى
الجهات مثلاً
وليس هناك أحد،
إنّما يبخرون
لأرواح
الموتى، التي
تصلي معنا،
لكي هي أيضاً
تنتعش ولكي عن
طريق البخور ترفع
الصلوات إلى
ربنا، الصلاة
لأجلنا نحن الذين
لا نزال في
بيعة المسيح
المجاهدة وهم
في بيعة
المسيح
المنتصرة،
انتصروا على
إبليس وصاروا
في السماء،
أرواحهم في
الفردوس،
وتصلّي معنا.
هذه
أعجوبة
الأعاجيب
أيضاً أن
اللّه سمح أن
تكون أرواحهم
في كل مكان
وتصلي معنا في
الكنيسة خاصة
عندما نحتفل
بالقداس
الإلهي لذلك
نذكر موتانا
ونطلب من الرب
أن يغفر لهم
ولنا هذه الزلات
وليؤهلنا
وإياهم مع
أولئك الذين
يسمعون صوته
في اليوم
الأخير إن كنا
أحياء وجاء
المسيح نصعد
معه في الجو
وإن كنا
أمواتاً تتحد
أجسادنا
بأرواحنا
وأرواحنا
بأجسادنا ثم
نقوم قيامة
الحياة مع
الرب يسوع
المسيح ونرث
ملكوته
السماوي.
رحم
اللّه موتاكم
جميعاً أيها
الأحباء وقد ذُكروا
على مذبح
الرب، وأهّلنا
وإياكم وهم
معنا أيضاً أن
نرث ملكوت اللّه
في اليوم
الأخير حيث
يسمع الأموات
صوت الرب
ويقوم
الأحياء
الصالحون
قيامة الحياة
لنرث معه
ملكوته
السماوي
بنعمته تعالى
آمين.
********************************************
إنّه أحد
الموتى
المؤمنين،
وهو الأحد
الثالث من
الآحاد
الممهّدة
لزمن الصوم.
إعداد
الخوري نسيم
قسطون
·يوجد
تقارب شديد،
على مستوى
القراءات
والجوّ العام
للاحتفال
الليتورجي،
بين هذا الأحد
وتذكار
الموتى
المؤمنين، في
الثاني من
تشرين الثاني.
·في
الرسالة إلى
أهل
تسالونيكي،
يدعونا مار بولس
للاستعداد
للموت الّذي
لا يستطيع
مفاجأة
المؤمن
بالمسيح
وبالخلاص
الّذي تمّمه
لنا بموته
وقيامته .
·أمّا
في الإنجيل
فيدعونا
المسيح، من
خلال مثل
الغني
ولعازار،
للتنبّه إلى
استغلال كلّ لحظةٍ
من حياتنا
كفرصةٍ
لاستحقاق
الخلاص الممنوح
لنا مجاناً من
الله وللوعي
أن "البحبوحة
الأرضيّة" لا
تكفل لنا
الحياة
الأبديّة
إلّا إذا
نظرنا صوب
الفقراء
والمهمّشين
والمحتاجين.نحن
مدعوون إذاً،
إخوتي،
لنتأمّل،في
هذا الأحد، في
حياتنا وفي
مدى عيشنا
للحياة
كنعمةٍ
وفرصةٍ لاستحقاق
الخلاص لنا
وللآخرين،
مما يجعلنا أهلاً
للحياة
الأبديّة بعد
انتقالنا من
الموت إلى الحياة،
عبر بوابة
الموت الجسدي!
أفكار
من الرسالة :::
في
مجتمعنا
المعاصر، حيث
طغى البحث عن
الغنى
والتفوّق على
كلّ ما عداه،
أصبحت مناسبات
الحزن شبه
الفرصة
الوحيدة
المناسبة للقاء
الناس مع
بعضهم البعض،
لدرجة أنّ
الطابع الاجتماعيّ
للمناسبة غلب
على بعدها
الرّوحي بحيث
أصبح تقديم
واجب العزاء
هو الأساس، على
حساب
المشاركة في
الصلاة، كما
يتبين للناظر
من منظر
الجماهير
المحتشدة
"خارج الكنيسة"
تاركةً
"الداخل"
لأهل الفقيد
وبعض "المجبورين"
وقلّة من
المصلّين.
نعم أيها
الإخوة،
لقد طغى
على عاداتنا،
في الحزن،
طابع "الواجب
الاجتماعي"
لحتّى يمكننا
القول،
وبراحة ضمير،
أنّ همّ معظم
المحزونين هو
الخروج بأقل
درجة من
الأضرار
المعنويّة
التي يسبّبها
بعض المتربّصين
بهم لتسجيل
مواقف عليهم
في أصعب أوقاتهم:
·
فمنهم من
ينتظر ردّة
فعل أخوة
متخاصمين،
جمعهم الحزن
مرغمين، بعد
أن فقدوا معنى
الأخوة أو
القرابة
فأجبرتهم
الأيام على
الوقوف "قرب
بعض" لا "مع
بعض" بعد أن
فرّقتهم
المطامع أو
رغبات النساء
أو نكبات
التبعيّة
لذلك الزعيم
أو السياسيّ
أو ...
·ومنهم
من أتى ليراقب
ملابسهم
فيعيّب على من
سهر الليل قرب
فقيده قبل أن
يلفظ أنفاسه
الأخيرة
منتقداً إياه
على عدم لبسه
"الكرافات
السوداء" أو
"الكلسات
السود" أو ...
·ومنهم
من أتى ليسجّل
عليهم واجباً
لأنهم يوم كان
دوره في الحزن
لم "يؤاجروه"
أو "يعزّوه"....
·
ومنهم من أتى
ليعرف من حضر
ومن قاطع
وليحصي إذا
كان دفنهم
"أهم" من دفنه
أو أضخم
و"اسمالله شو
إجا ناس" وكأن
الميت يكسب
مركزاً أعلى
في "السماء"
إذا كثر المعزّون
به على
"الأرض"...
يضاف إلى
ما سبق أنّ
معظمنا يفقد
حسّه المسيحي
عند الحزن كما
نشهد في مواقف
النواح
والبكاء
والتفجّع
التّي هي أبعد
ما يكون عن
تصرّف "أبناء
الرّجاء"
فيخرج المرء
من المحفل
الجنائزيّ
وكأنّه في موكب
"العدميّة"
حيث الله ميّت
والإنسان ميّت
ولا شيء
لنرجوه لا في
هذه الحياة
ولا بعدها!
وبمختصر،
ينقسم
أغلبيّة
الناس ما بين
فئتين:
·من
يعيشون
حياتهم
خائفين من
الموت لدرجة
أن حياتهم
تصبح أقرب إلى
الموت منها
إلى الحياة.
·ومن
يعيشون
حياتهم غير
عابئين أو
مهتمين
بتحضير
نفوسهم للحظة
الانتقال على
مثال الغنيّ
المذكور في
إنجيل اليوم
وهم من يدعوهم
مار بولس
"أَبْنَاءَ
اللَّيلِ و
أَبْنَاءَ الظُّلْمَة".
من هنا
تظهر أهميّة
رسالة اليوم
حيث يدعونا مار
بولس لنكون من
"أبناء
النهار....
فْنَصْحُ لابِسِينَ
دِرْعَ
الإِيْمَانِ
والـمَحَبَّة،
ووَاضِعِينَ
خُوذَةَ
رَجَاءِ الـخَلاص".
أبناء
النهار هؤلاء
يعلمون "...
جَيِّدًا
أَنَّ يَوْمَ
الرَّبِّ
يأْتي
كَالسَّارِقِ
لَيْلاً"
وهذا يجب أن
يظهر في
سلوكهم:
·
يعيشون
الحياة بشغف
لأنّهم
يستغلّون كلّ
لحظة من
حياتهم
كنعمةٍ
مجانيّة من
الله لهم.
·يتّحدون
الخوف
بالرّجاء
الّذي يزرعه
فيهم إيمانهم
بإلهٍ "غلب
الموت بالموت
ووهب الحياة
للّذين في
القبور" كما
يقول نشيدٌ
أورثوذوكسيٌّ
بديع.
·يعلنون
إيمانهم
بالقيامة
بشجاعة في كلّ
وقت وخاصّةً
في لحظات
انتقال أحد
الأحبّة "من
الموت إلى
الحياة"
ولسان حالهم
كلمات الأغنية
الفرنسيّة
الشهيرة: "Ce n'est qu'un Au Revoir" إذ
يتواعدون على
اللقاء في بيت
الآب السماوي
"حيث
"المنازل
كثيرة" (يو 14\2)،
ولا يوجد في
قاموسهم
تعبير
"وداعاً"!
في
الختام،
أيّها
الإخوة،
أبناء
النّهار هم الّذين
يعملون
بوصيّة مار
بطرس:"
وكُونُوا دَوْمًا
مُسْتَعِدِّينَ
لِلدِّفَاعِ
تُجَاهَ
كُلِّ مَنْ
يَسْأَلُكُم
عَنْ سَبَبِ
الرَّجَاءِ
الَّذي
فِيكُم"(1 بط 3\15)!
إخوتي
الأحباء
بالرّب يسوع
،أمران
يوحدّان ويساويان
بين الناس :
يوم الولادة
ويوم الموت.
في يوم
الولادة نأتي
الى الحياة
عراة، إلاّ من
عطيّة الحياة
التي وهبنا
إياها الله
لنستثمرها
بطريقة صحيحة
و نقرّر بها
ونحقق
أبديتنا هنا
على الأرض، من
خلال كل عمل
وموقف نأخذه
من الله
والقريب كما
هي الحال في
مثل الغني
وأليعازر.
أما في
يوم الموت فلا
يّميّز بين
غني وفقير، بين
كبير وصغير،
بين قوي
وضعيف، إذ نقف
كلّنا أمام
الرّب
الديّان
لنؤدي نفس
الحساب عن كل
عمل قمنا به وعن
كل موقف من
قريبنا الذي
وُضِع في
طريقنا ليكون
سبب خلاصٍ
لنا.
لكن
الغريب هو ما
يحدث ما بين
الولادة
والموت:
غالباً ما
ننسى من نحن،
ننسى أننا
مخلوقون ونتصرَّف
كآلهة،
وبالتالي
نستطيع أن
ننسى من أعطانا
الحياة لساعات،
ولأيام
وأسابيع
وشهور وحتى
لسنين، ونعيش لا
نفكر بالموت
إلا كحقيقة
بعيدة.
والنتيجة ننسى
بأننا أبناء
الله، أبناء
عائلة واحدة
متساوون في ما
بيننا
وملزمون
بمساندة
بعضنا البعض،
ننسى هذه
الحقيقة
ونأخذ ببناء
الهوّة تلو
الأخرى
بيننا،
نبنيها بحب
المال
والسلطة واللذة،
نبنيها
بالكبرياء
والحقد
والأنانية، نبنيها
بسوء النية
والحكم
المسبق على
الآخر ورغبة
الانتقام
والنميمة،
حتى نصل في
نهاية المطاف
إلى قمّة ما
صنعته أيدينا:
هوّةٌ عظيمة
بيننا وبين
الآخرين لا
تستطيع حتى
رحمة الله أن
تغيّر شيئا من
معالمها بعد
الممات.
أجاب إبراهيم
الغني قائلاً
: "بيننا
وبينكم هوّة
عظيمةً، حتى
إن اللذين
يُريدون
العبور من هنا
إليكم لا
يستطيعون. ولا
اللذين هناك
يستطيعون إلينا
عبوراً". هذه
العتبة التي
كانت تفصل بين
الغني
وأليعازر
تحوَّلت بعد
الموت إلى هوة
عظيمة، ويبقى
السؤال كيف
نجتاز هذه
العتبة على
الأرض
ونتحاشى
تحوُّلها إلى
هوَّة؟
أمرٌ
واحدٌ يمكننا
أن نقوم به،
ويقلب كل المقاييس
في طريقة
عيشنا
لعلاقتنا مع
الله والقريب،
أمرٌ واحد
يمنعنا من
بناء الحواجز
والهوَّة
بيننا وبين
القريب، وهو
أن نأخذ
بجديّة ما
قاله يسوع لنا
وردّده
مار بولس:
"إسهروا
لأنكم لا
تعرفون اليوم
ولا
الساعة"، "أمّا الأزمنة
والأوقات،
فلا حاجة إلى
الكتابة فيها
إليكم. لأنكم
تعلمون حقّا
أن يوم ربّنا
يأتي
كالسّارق
ليلاً".
فلو قلنا
لذواتنا مع
إشراقة كل
صباح، هذا
آخر يومٌ في
حياتي، فهل
يعقل أن نترك
نفوسنا تبقى
مستعبدة
لنزعة
التسلّط وحبّ
الغنى
والجاه،
وخدعة
المظاهر؟ أو
هل يعقل أن
نترك الحقد
والضغينة
وروح
الانتقام
تعشعش في
قلوبنا لأجل
خلاف على
تمسُّكنا
بمتر أرض؟ وهل
نبخل بمغفرة
ورحمة قادرين
أن نمنحها لمن
أساء إلينا ؟
ولو قلنا
عند كل مساء ،
ربّما لن
نستيقظ غداً من
نومنا، فهل
يعقل أن يرتاح
رأسنا على
الوسادة
وقلبنا ممتلئ
بالزعل والغضب
والشرّ
والخطيئة ؟
إخوتي
إذا كان
قريبنا هو سبب
خلاصنا
فلماذا لا
نسرع الى
تعزيز
علاقتنا به
ونخلّص
نفوسنا؟
تذكروا
أننا مهما طال
عمرنا على هذه
الأرض أو قصر
فيوم الوقوف
أمام الديّان
سيأتي لا محال
فهل نحن
مستعدون لهذه
الوقفة؟
لماذا لا نعيش
كل لحظة على
أنَّها الأخيرة
ونضمن بها
الملكوت؟
إخوتي
اليكم هذا
الخبر: سُئِلَ
أحد الحكام عن
سبب نجاحه في
حكمه وفي
معاملته
الحسنة مع الناس
فقال: "إسألوا
مقبرتي وهي
تجيبكم"...
فبعد عشرين
سنة من الحُكم
وبعد قراءة كل
ما كان يكتبه،
عرفوا أنَّه
كان يزور قبره
قبل أن يتخذ
أي قرار في حكمه
على الناس. ليتنا
اليوم نتعظ
ونتعلَّم منه
فتتغيَّر كل
أفكارنا
وأعمالنا
وتصفى
نوايانا
فنكون أسعد
الناس عِوَضَ
أن نكون أشقى
الناس.
إخوتي
فلنُصَلِّ
اليوم
معاً: "أعطنا
يا رّب أن
نعيش في
دنيانا كبدو
رُحَّل في حجّ
مستمر إليك،
ساعدنا أن
نعيش في
العالم حقيقة ما
نحن عليه وهو
أننا نعيش في
العالم
ولكنَّنا
لسنا من
العالم"،
آمين.
*********************************************************
سر مسحة
المرضى
المطران
مار يوليوس
ميخائيل
الجميل
آلامنا
اشتراك في
آلام المسيح
يقول بولس
الرسول: " نحمل
في أجسادنا كل
حين موتَ
المسيح لتظهر
في أجسادنا
حياة المسيح
أيضا" (2قور: 11). هو
طبيعي أن
يكون، كل
متلبس
بالمادة،
خاضعا للزيادة
وللنقصان
ومتأثر
بتقلبات
الطبيعة. وهكذا
أيضا الإنسان
الذي بالرغم
من أنه على
صورة الله
نفسا وروحا
وعقلا
وإرادة، ولكن
هذه الصورة
موجودة في جسد
. والإنسان
كائن من نفس
وجسد . يجمع في
ذاته الروح
والمادة. الله
والخليقة .
إنه أعظم
خليقة أوجدها
الرب. على صورته
ومثاله خلقه.
ومع هذا
كله يبقى
الانسان، ككل
مخلوق، خاضعا للألم
والمرض
والضعف
والموت. وقد
حاول كثير من
المفكرين
والفلاسفة
وأصحاب
المذاهب
والديانات،
إعطاء
تفسير للألم
والموت فلم
يفلحوا. واحد فقط
أعطى للألم
والموت
معناهما
الحقيقي. فهو بالألم
وبالموت حقق
الخلاص للبشر
. هو لم يمحو
الألم ولا
أزال الموت
بل
قهرهما وكسر شوكتهما
وحولهما إلى
أداة تكفير
وتطهير وفداء.
وهكذا سما بهما
وجعل لهما
قيمة جديدة لم
يكن العالم
يعرفها. وهذه
القيمة هي
تقديس
الإنسان
بواسطة الألم
والموت. "أين
شوكتك يا موت
وأين غلبتكَ
يا جحيم"
بسر
مسحة المرضى
يتّحد المريض
المتألم
بيسوع المسيح
وبآلامه
الخلاصية.
بحيث تصبح آلامه
مكملة لآلام
المسيح كما
يقول بولس الرسول:
" يسرني الآن
ما أعاني
لأجلكم
فأتّمَ في جسدي
ما نقص من
شدائد المسيح
في سبيل جسده
الذي هو
الكنيسة " (كول
1: 24). ففي غمرة
الألم والوجع
البشريين
تظهر بجلاء
قوة المسيح في
زيت المسحة،
وتسند
المريض،
وتهيئه ليقدم
بفرح وهدوء آلامه
ضحية مع ذبيحة
المسيح،
تكفيرا عن
خطاياه
وخطايا اخوته
البشر
المحتاجين. وهكذا
عندما نتألم
متحدين بيسوع
ينطبق علينا قول
مار بولس : "
نحمل في جسدنا
كل حين، موت
يسوع، لتظهر
حياة يسوع
أيضا في
جسدنا" . وكما
مُسِح المسيح
بدمه في ذبيحة
الصليب،
ومُسحَ بالدهن
قبل دفنه،
فقدس العالم
بألمه وموته.
كذلك عندما
يمشح المريض
بزيت المسحة
المقدس، يتقدس
بكليته وتصبح
آلامه قربانا
مقبولا لدى
الرب. وإذا
اشتد عليه
المرض فهو
مسلَّح بالنعمة
فلا يخاف من
شيء. لأنه قد
استعد جيدا
حتى ، إذا
اقتضى الأمر،
لاجتياز
المرحلة
الحاسمة من
حياته
الأرضية. إذ
يشعر مع قوة
السر المقدس
بأن السكنى
عند الرب أبقى
وأسلم
من السكنى
على هذه الأرض
المحفوفة
بالمخاطر. فتزول
عنه قسوة هذه
القفزة
العصيبة من
حياته التي
تقوده من
الحياة
الفانية
التعيسة إلى
الحياة
الخالدة
السعيدة .
بولس الرسول
وهو بقوته ونشاطه
كان يشتاق أن
يتحرر من هذا
الجسد الفاني
قائلا: إننا
نشتاق ونؤثر
أن نتغرب عن
الجسد ونستوطن
عند الرب" (2
قور 5: 8). إذن
أحبائي لا
تحرموا مرضاكم
من تعزية مسحة
المرضى. لا
تخافوا إنها مسحة
المرضى وهي سر
مقدس . والسر
يعطى للأحياء والمحتاجين
لا للموتى .
خفف الرب
الأوجاع عن كل
مريض لاسيما
مرضانا ومرضى
اخوتنا في هذا
البلد وفي
بلدان منشأنا.
ومنحنا جميعا
القوة
والشجاعة في
آلامنا آمين.