نهاية حزب الله الإستكبار وإلإرهاب

بقلم/الياس بجاني*

 

الأمام علي: "من صارع الحقِّ صرعه، ومن تعدَّ الحق ضاع مذهبه، ومن استحسن القبيح كان شريكاً فيه"

 

مع صدور القسم الأول من القرار الإتهامي عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان واتهامه أعضاء بارزين من حزب الله الإرهابي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وإعطاء تفاصيل دقيقة جداً عن وقائع الجريمة نقول، إن للظالم يوماً وإنه في النهاية دائماً وأبداً ينتصر الحق وأصحابه مهما طال الزمن أو قصر، ومهما استفحل الجحود وتوهم الأشرار والأبالسة والمرتزقة بقدراتهم وأسلحتهم وغيهم والكفر، لأن الله يُمهل ولا يُهمل، ولأنه هو الحق والرحمة وأيضاً الإنتقام العادل، ولأن الشيطان هو الباطل وما من يوم تمكن من الانتصار على الله. والله هو القائل: "لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء، بل دعوا هذا لغضب الله. فالكتاب يقول: لي الانتقام، يقول الرب، وأنا الذي يجازي. (رومة 12/19).

 

المنطق والعقل والإيمان والتاريخ والأحداث يؤكدون أن النهاية قريبة جداً لزمن الكفر والجحود والاستكبار والغباء الذي يفرضه النظامين السوري والإيراني على لبنان وأهله بواسطة القتلة والمجرمين وجماعات الإرهاب والأصولية الذين يقودهم حزب الله الإيراني بالتعاون مع المرتزقة وجماعات المنحطين أخلاقياً وقيمياً ووطنياً من أمثال الساقط في كل تجارب إبليس الطروادي ميشال عون، والعديد من رجال الدين الفاقدين لكل مقومات الإيمان والكرامة وعزة النفس.

 

مع اتهام المحكمة الدولية حزب الله صراحة دون الإلتفات لتهديداته وعنترياته وهز أصابع قادته واستكبارهم تبدأ رحلة نهاية المهيمنين على قرار لبنان وحكمه ومؤسساته بقوة السلاح والإرهاب والبلطجة والغزوات. إن نهاية هؤلاء ستكون مدوية وسوف يدفعون ثمناً باهظاً لكل نقطة دم بريئة سفكوها ظلماً وتجنياً وعدواناً. لقد لعنهم الشعب اللبناني الحر السيادي والمحب للسلام والتعايش، والتاريخ سيرذلهم لتحل عليهم لعنة السماء وستلقي بهم ملائكة الله في نار جهنم حيث البكاء وصريف الإسنان، وحيث الدود لا يهدأ.

 

"لم يعف عن الجبابرة الأولين الذين تمردوا بقوتهم، ولم يشفق على جيل لوط الذين مقتهم لكبريائهم، ولم يرحم أمة الهلاك المتعظمين بخطاياهم. وكذلك الست مئة ألف من الرجال الذين تعصبوا بقساوة قلوبهم، بل لو وجد واحد قاسي الرقبة لكان من العجب أن يصفح عنه؛ لأن الرحمة والغضب من عنده، هو رب العفو وساكِب الغضب. كما أنه كثير الرحمة هكذا هو شديد العقاب، فيقضي على الرجل بحسب أعماله" (يشوع بن سيراخ 16: 8-13)

 

إيماننا الراسخ بعدل الله وبقصاصه للأشرار يجعلنا مطمئنين إلى أنه سينتقم من كل المتوهمين والمستكبرين والظلمة والمجرمين كما يُعلمنا الكتاب المقدس: "صنع العزة بذراعه وفرق المستكبرين بفكر قلوبهم انزل الأقوياء عن الكراسي ورفع المتواضعين اشبع الجياع من الخيرات وأرسل الأغنياء فارغين". (لوقا 1: 51 – 55)

 

يفيدنا التاريخ أنه مهما طال ليل الظلم والإفتراء فهو إلى أفول حتمي حيث في النهاية تشرق شمس الحرية وتحرق بلهبها كل الأوباش وتحولهم إلى رماد يدوس عليه الأحرار بأقدامهم.

"وقال الرب القدير: سيأتي يوم يحترق فيه جميع المتجبرين وفاعلي الشر كالقش في التنور المتقد. في ذلك اليوم يحترقون، حتى لا يبقى لهم أصل ولا فرع. وتشرق لكم أيها المتقون لاسمي شمس البر والشفاء في أجنحتها، فتسرحون وتمرحون كالعجول المعلوفة، وتدوسون الأشرار وهم رماد تحت أخامص أقدامكم، يوم أعمل عملي، أنا الرب القدير. أذكروا شريعة موسى عبدي التي أوصيته بها في حوريب إلى جميع بني إسرائيل، لتكون فرائضا وأحكاما. ها أنا أرسل إليكم إيليا النبي، قبل أن يجيء يوم الرب العظيم الرهيب. فيصالح الآباء مع البنين، والبنين مع الآباء، لئلا أجيء وأضرب الأرض بالحرمان". (ملاخي 03/19-24)

 

مع صدور القرار الإتهامي التاريخي بدأت أقنعة وشعارات المقاومة والممانعة والتحرير الكاذبة والاحتيالية تتساقط لتظهر عورات أصحابها ودجلهم ونفاقهم وابليسيتهم. وها هي الحقيقة الساطعة والكاملة غير الناقصة تبين بالوقائع والإثباتات الحسية والتواريخ من ارتكب كل الجرائم في لبنان التي طاولت سياسيين ورجال دين ومثقفين ومسؤولين وناشطين وحزبين أحرار. المجرم هو حزب الله ومعه أسياده الحكام الملالي في إيران وجماعات البعث الأسدي المجرم. نعم الظلم لا يمكن أن يدوم لأن نهاية كل ظالم هي الانكسار والهزيمة والخيبة.

"أُعَاقِبُ الْمَسْكُونَةَ عَلَى شَرِّهَا، وَالْمُنَافِقِينَ عَلَى إِثْمِهِمْ، وَأُبَطِّلُ تَعَظُّمَ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَضَعُ تَجَبُّرَ الْعُتَاةِ" (إشعياء 13: 11)

 

إن المتكبر والتعجرف والمتعالي هو من أهل الشر والفساد والكفر وأعماله لا ترضي الله: " إنّ فرعونَ علا في الأرض وجعلَ أهلَها شِيَعاً، يستضعف طائفةً منهم: يُذبِّحُ أبناءهم ويستحيي نساءهم، إنّه كان من المفسدين" (سورة القصص 04)

 

من لا يخاف الله ويتقيه في أقواله وفكره وأعماله يعاقبه الرب أشد عقاب ويرمي به في نار جهنم، وهذه هي النهاية التي سيواجهها كل الذين تطاولوا على شعبنا اللبناني الحر، ودنسوا أرضنا اللبنانية المقدسة المسقية من عرق ودم وتضحيات الشهداء الأبرار. "مَخَافَةُ الرَّبِّ بُغْضُ الشَّرِّ. الْكِبْرِيَاءَ وَالتَّعَظُّمَ وَطَرِيقَ الشَّرِّ وَفَمَ الأَكَاذِيبِ أَبْغَضْتُ" (الأمثال 8: 13)

 

ومع "يشوع بن سيراخ" (16/7) نقول لكل المستكبرين: "في مجمع الخطأة تتقد النار، وفي الأمة الكافرة يضطرم الغضب"

 

*الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 20 آب/2011