سنة الحروب الأكثر تدميراً في التاريخ الحديث
عام 2010 سيحدّد مصير إيران ولبنان ولسنوات طويلة
نهاية مريرة لحزب الله وتدمير البرنامجين الصاروخي والكيماوي السوريين
لندن/بقلم: حميد غريافي

 قد يفوق العام الجديد 2010 ضراوةً ومآسي في منطقة الشرق الأوسط كل الأعوام التسعة الماضية التي شهدت أربع حروب طاحنة سقط على أثرها نظاما حكم طالبان في أفغانستان وصدام حسين في العراق كردّ على إسقاط برجي نيويورك ومبنى البنتاغون في واشنطن على أيدي جماعة أسامة بن لادن، وتغيّرت بنتائجهما خريطتا لبنان السياسية والعسكرية بعد حرب 2006 الإسرائيلية على حزب الله التي أنشأت "حزاماً" إسرائيلياً داخل الأراضي اللبنانية في كامل جنوب الليطاني بعمق يصل إلى العشرين كيلومتراً بعدما كانت تل أبيب انسحبت العام 2000 من حزامها الأمني السابق الذي لم يتجاوز الكيلومترات الأربعة، ولكن هذه المرة ليست بقواها الذاتية بل بقوى 35 دولة تابعة للأمم المتحدة، إضافة إلى إجبار لبنان وسوريا وإيران على إعادة الجيش اللبناني إلى حدوده الجنوبية التي أُبعد عنها بالقوة طوال ثلاثين عاماً هو عمر الاحتلال السوري للبنان الذي سقط بالضربة القاضية آثر حرب سياسية انتصر فيها داوود اللبناني على جوليت السوري في العام 2005 كما أن الزحف الإيراني بلغ هذا العام حدود المملكة العربية السعودية الجنوبية في اليمن حيث ما زالت تدور حرب طاحنة لكن في أيامها الأخيرة على ما يبدو.

 وستحدد أسلحة الدمار شبه الشامل التي تطورت بعد الحرب العراقية بشكل غير مسبوق، مصير دولتين على الأقل ونصف دويلة في العام 2010 هي إيران وبرنامجها النووي ولبنان وحزب الله وقطاع غزة بوسائل دراماتيكية أين منها كوارث الحروب السابقة وويلاتها ما من شأنها إزالة العقبات من طريق ستراتجية الرئيس الأميركي باراك أوباما لحل القضية العربية - الإسرائيلية المستعصية منذ واحد وستين عاماً التي ستضطر معها سوريا ولبنان إلى توقيع معاهدتي سلام بالشروط الإسرائيلية. 

ومن المتوقع أن تتحول دول الغرب الجبارة بعد ذلك على التطلّع الفوري لحسم الأمور في ثلاث دول هشة اثنتان منها في أفريقيا هما السودان والصومال والثالثة هي أفغانستان، في محاولة لإقفال هذه البؤر الخارجة عن المألوف الدولي ووقف انتشار سمومها القاتلة إلى الدول المجاورة فيما قد يتعرض لبنان وسوريا مرة أخرى إلى هزّة عنيفة بصدور القرار الظني للمحكمة الدولية الخاصة بالدولة اللبنانية قد يُستخدم فيها سلاح حزب الله في التدخل لمنع الحكومة من تسليم المطلوبين أو الشهود، كما استخدم في منع الحكومة السابقة في أيار من العام 2008 من تنفيذ قراريها بمنع شبكة اتصالاته غير الشرعية على الأراضي اللبنانية ونقل مدير جهاز امن مطار بيروت المنتمي إليه من منصبه.

لبنان وحزب الله
ويعتقد خبراء إسرائيليون في جامعتي القدس وتل أبيب أن نظام خامنئي- نجاد في طهران قد يستبق أي عمل دولي ضد برنامجه النووي بفتح جبهة لبنان الجنوبية ضد إسرائيل بواسطة حزب الله وقوى فلسطينية حليفة لسوريا من الأراضي اللبنانية ما سيمنح حكومة نتانياهو الذريعة التي تنتظرها لتبرير حربها المأساوية ضد الحزب والدولة وتحجيمهما إلى الحد الذي لن تقوم لهما بعده قائمة لسنوات طويلة.

 ويرى هؤلاء الخبراء أن الحرب المقبلة على لبنان قد تنتهي في خمسة أو "ستة أسابيع بالقضاء على قيادات حزب الله وعلى رأسها حسن نصر الله ونائبه نعيم قاسم والطاقمين العسكري والسياسي المحيطين بهما وبتفكيك هيكلية الجيش اللبناني وأجهزته الأمنية الراهنة التي ما زالت تعمل "بالعقيدة السورية" منذ عهد الوصاية على لبنان وذلك عن طريق تسديد ضربات ساحقة لأفراده وثكناته وقياداته على كامل الأراضي اللبنانية".

سوريا

وبالرغم من تحاشي الحزب الحاكم في سوريا أي احتكاك عسكري بالإسرائيليين منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، إلا أن الحرب الجديدة على لبنان- حسب هؤلاء الخبراء الإسرائيليين قد تبلغ دمشق وشمال سوريا حتى الحدود التركية للقضاء على البرنامجين الصاروخي والكيماوي إضافة إلى مواقع نووية يجري بناؤها بمشاركتين كورية شمالية وإيرانية في حال تبين لإسرائيل أن صواريخ حزب الله بعيدة المدى التي قد تستهدف العاصمة تل أبيب هي من صنع سوري (وهي حجة مسبقة في أذهان جنرالات إسرائيل).

 ويتوقع الخبراء الإسرائيليون أن تتسبب الصواريخ الإيرانية والسورية التي سيطلقها حزب الله على مدن وبلدات الدولة العبرية في الحرب المقبلة بما بين 1000 و2000 قتيل وعدد مضاعف من المصابين، إلا أن خسائر الطرف الآخر (حزب الله والدولة اللبنانية) قد تفوق أربعة أو خمسة أضعاف الخسائر البشرية التي وقعت في حرب 2006، أي أكثر من ثمانية آلاف قتيل وعدد مضاعف من الجرحى، فيما ستزول قرى حدودية وشيعية في البقاع وكذلك في ضاحية بيروت الجنوبية من الوجود.

 ويقدّر الخبراء هؤلاء أن يبلغ عدد النازحين اللبنانيين من مناطقهم ومنازلهم أكثر من مليون نسمة معظمهم سيدخل سوريا هذه المرة، كما أن البنى التحتية الاقتصادية للبنان ستتحوّل إلى خراب ودمار بحيث لن يجدي معها لسنوات طويلة عقد مؤتمرات دولية (باريس 2 وباريس 3) من أجل جمع المال لإعادة إعمارها.

 ويؤكد مسؤولون دفاعيون بريطانيون أن هذه الصورة الكالحة وشديدة السوداوية والترهيب التي يقدمها خبراء إسرائيل "تبدو قريبة جداً من الواقع الذي سيؤول إليه لبنان في الحرب المقبلة لأن الإسرائيليين عاقدو العزم على إقفال ملف حزب الله إلى الأبد ولأنهم حسبما يروجون ليسوا مستعدين بعد الآن لخوض أي حرب أخرى لضمان أمنهم على حدودهم الشمالية".   

 لندن/بريطانيا في 01/01/10   

اضغط هنا لقراءة ترجمة التحليل اعلاه بالإنكليزية