أتباع
الإله بَعْل
مُولُوخ
وانتصاراتهم
إلإلهية
بقلم/الياس
بجاني*
في
التاريخ
العربي
المعاصر
أربعة حروب
خاسرة وعبثية
ومدمرة، تسبب
بوقوعها في
مصر الرئيس
جمال عبد
الناصر، وفي
العراق
الرئيس صدام حسين،
وفي لبنان
السيد حسن
نصرالله، وفي
غزة "المناضل
الأخ" خالد
مشعل وباقي
قادة حركة
حماس.
ما يجمع
بين هذه
الكوارث
الأربعة هو
غباء مسببيها
المطبق في
حسابات القوة
العسكرية
للذات
والغير،
وانسلاخهم عن
الواقع
المعاش، وعماهم
واستهتارهم الكليين
في تقدير
العواقب،
وديماغوجيتهم
القاتلة في
مخاطبة
ناسهم، واسترخاصهم
أرواح
شعوبهم، والسخاء
في تقديم
القرابين
البريئة على
المذابح
والمحارق.
عبد
الناصر لم
يدعي
الأولهية
بالرغم من ان
بعض الاتباع
المغالين قد ألهوه،
في حين أن
صدام اعتبر
نفسه مرسلاً
لتخليص شعبه،
ولكن قادة حزب
الله وحماس تفوقوا
باشواط
وادعوا بان
حروبهم إلهية
وانتصارتهم "الهزائم"
إلاهية أيضاً.
قادة
حماس وحزب
الله ومعهم
ملالي إيران
هم بدمويتهم
وساديتهم
وعشقهم
للسلطة
والنفوذ إلإهيين
فعلا، كما أن
انتصاراتهم
الدونكيشوتية
والعبثية هي
دون أدنى شك
أيضاً
إلإهية، ولكن
فقط طبقاً
لمفاهيم
وشعائر وطقوس
الإله بَعْل
مُولُوخ. هم
يقدمون لهذا الإله
الفينيقي
القرابين،
وله ينسبون
انتصاراتهم.
من
هو الإله
مولوخ؟ جاء في
كتب التاريخ
أن الإله
الفينيقي
بَعْل
مُولُوخ
(مُولُوك) كان
شَرِهاً إلى
الدماء،
مُغرَماً
بالقرابين
البشرية،
وخاصة
الأطفال،
وكان حرقهم
على مذبحه يرضيه،
فيُنزل
بركاته على
أتباعه. ويقال
ان مولوخ كان
يطلب كل عام
جسد طفل صغير،
يضعونه في
تابوت ويحرق
أمام ضريحه
وكانوا
يتقربون له
بالأطفال
ويحرقونهم
أحياء أمام
ضريحه.
ولمّا
استولى
الآشوريون
على العاصمة
الفينيقية
صُور، في عهد
الملك
الفينيقي
بيجماليون (820 – 774
ق.م)، رحل بعض
الفينيقيين
إلى شمالي
إفريقيا،
واستقروا في
شمالي تونس،
وأسسوا هناك
مدينة قرطاجة.
ونقل الكهنة
الفينيقيون
معهم إلههم
بَعْل مولوخ
إلى قرطاجة،
وكان من
البديهي أن
تنتقل معه
طقوسه أيضاً،
ومنها حرق
الأطفال،
ولما حاصر
الجيش
الروماني
قرطاجة سنة (307
ق.م) أُحرق على مذبح
الإله مولوخ
مئتا غلام من
أبناء أرقى
أسر المدينة،
وأقيم احتفال
فخم بهذه
المناسبة،
وكي لا يسمع
الآباء والأمهات
وبقية
الجمهور صراخ
الأطفال وهم يحترقون،
رتّب الكهنة
فرقة
موسيقية،
تقوم بالدق
على الطبول
والنفخ في الأبواق،
فضاعت صرخات
الأطفال وسط
ذلك الضجيج
والعجيج.
بالعقل والمنطق
لا يمكننا أن
نرى في نهج
وكارثية ونتائج
الحروب
الأربعة
السالفة
الذكر غير
المفهوم
والنمط
"المولوخي"
الخالصين،
وأما الضجيج
الذي أراد
القادة
الأربعة،
ناصر وصدام ونصرالله
ومشعل، من
خلاله حجب
أنين وصراخ
وبكاء
وعذابات
القرابين
التي قدموها
للألهة فجاء
بواسطة وسائل
اعلامهم
والمنافقين
الموكلة إليهم
مهمة الخداع
والدجل
والتسويق
للخزعبلات والهرطقات.
أحمد
سعيد
الإعلامي
المصري
المعروف احتل
لعبد الناصر
إسرائيل سنة 1967
وهزمها من
وراء مذياع
إذاعة صوت
العرب، في حين
كان الجيش
الإسرائيلي
على مشارف
القاهرة،
ومحمد سعيد
الصحاف الذي
وصف
الأميركيين
والإنكليز
"بالعلوج
والأوباش"
قال
للعراقيين
بلسان سيده: "إن
فدائيي صدام
وقوات الحرس
الجمهوري
يمكنهما أن
يدفنا
المحتلين،
ونحن
المسيطرون
على كل شيء
لأن صدام
يقودنا، ولأن
الله أصابهم
بالعمى
فتاهوا بطريق
الناصرية وهم
لن يصلوا إلى
بغداد لأنهم
أغبياء ونحن
أذكياء"، في
حين كانت قوات
التحالف
الغربي تدخل
قصر صدام
البغدادي بعد
أن فر منه
واختفى في جحر
تحت الأرض.
تلفزيون
المنار
التابع لحزب
ولاية
الفقيه، ومن
وراءه جوقة
الزجالين
والقداحين
والمداحين
بالأجرة من
الأبواق
والصنوج
والطبول المزروعين
في كل وسائل
الإعلام
السورية
والإيرانية
في لبنان
وسوريا
وإيران وغزة،
شوهوا
الحقائق وحجبوها
بضجيجهم
وصراخهم
ونعيقهم
ونفاقهم، وتبجحهم،
واختلاق
وفبركة
الانتصارات
والفتوحات
الوهمية.
اقترفوا كل
هذه الأعمال
الشنيعة والاحتيالية
خلال حرب الـ 2006
بين حزب الله
وإسرائيل،
وخلال حرب
الـ2009 بين حماس
وإسرائيل، وذلك
كي لا يسمع
الأباء
والأمهات
اللبنانيين والفلسطينيين
صراخ أطفالهم
وهم يحرقون
على مذبح
الإله مولوخ
حيث يضحي بهم
قادة حزب الله
وحماس وسوريا
وإيران.
تشير
التقارير
الأولية في
تقدير
الخسائر الفلسطينية
لحرب غزة التي
تسببت بها
حماس إلى سقوط
1335 قتيل، وما
يزيد عن 5000 جريح،
وتدمير 20 ألف
منزل ومبني
أصبح سكانهم
دون مأوى،
وخسائر مادية
تفوق مبلغ 3
مليار دولار،
في حين أن
خسائر
إسرائيل المعلنة
هي 13 قتيل
وحوالي 70 جريح.
وبالرغم
من هذه
الخسائر
الفلسطينية
الفادحة، السيد
نصرالله الذي
تسبب بحرب الـ
2006 الكارثة وأعلن
في نهايتها
"النصر
الإلهي"، وطبقاً
لمعاير الإله
مولوخ، "هنّأ
حركة حماس بالانتصار
الذي تحقق في
مواجهة
العدوان
الصهيوني "الغاشم
على قطاع غزة".
وكذلك فعلت كل
من إيران وسوريا،
في حين أكد
أحد قادة
الجهاد
الإسلامي في
غزة، وبعد
إعلانه النصر
على إسرائيل،
أن دخول
"السلاح
الإيراني
الطاهر" إلى
بلاده سيستمر
ولن تتمكن أية
قوة من منع
ذلك.
هذا
وأعلنت حماس
في بيان لها
إن "السيد
نصرالله أجرى
اتصالاً
هاتفياً
برئيس المكتب
السياسي
للحركة خالد
مشعل، أشاد
فيه بتضحيات
الشعب الفلسطيني
وبما أظهره من
شموخ وعزة
وإباء وصمود
وثبات". ولفت
نصرالله إلى
"أنها
الهزيمة
الثانية
للكيان
الصهيوني
خلال عامين
ونصف بعد هزيمته
في تموز ألفين
وستة". وثمّن
نصر الله
"الملاحم
البطولية
التي جسدها
أبطال
المقاومة
الفلسطينية
الذي اصطفوا
موحدين في
ميدان المواجهة
والنزال وفي
مقدمتهم حركة
حماس". من جهته
أعرب مشعل عن
شكره لنصر
الله ولحزب
الله لوقوفهم
الدائم إلى
جانب الشعب
الفلسطيني
ومقاومته،
مؤكداً وحدة
الدم والمصير.
نسأل
هؤلاء
الأشاوس
"المولوخيين"
الرافعين رايات
النصر والقهر
والصهر
والبطولة
والممتشقين
السلاح
الطاهر،
والمتنعمين
بالمال النظيف،
هل يدركون حجم
الخسائر
البشرية
والعمرانية
والاقتصادية
المدمرة التي
أوقعوها على شعوبهم؟
والجواب هو بالطبع
لا، لأنهم
منسلخون عن
الواقع
ويعيشون في
قصور من
الأوهام
والخيال.
وقياساً
على معايير
الطب النفسي
والعلم والمنطق
فإن هؤلاء
القادة
"الإلهيين"
المهووسين هم
بالحقيقة
مرضى عقليين
ونفسيين
بامتياز، ومن
أخطر أعراض
مرضهم
المعروف
"بجنون العظمة"،
هو الوهم الذي
يصفه الطب
النفسي بأنه:
"فكرة خاطئة
لا تمت لواقع
وقدرات ومحيط
وحقيقة الفرد
بصلة، وهي فكرة
(أو أفكار) لا
يمكن إصلاحها
وتقويمها لا
بالإقناع ولا
بالحجة ولا
بأي وسيلة
عقلانية أخرى.
الموهوم
ينسلخ كلياً
عن الواقع
ويبني لنفسه
قصوراً من
الخيال ويحجز
نفسه
بداخلها".
لحماية
المجتمعات
الحضارية من
أخطار هكذا قادة
مرضى، من
الواجب
اعتقالهم
ومعالجتهم إن ثبت
أنهم فعلاً
مرضى، أو
محاكمتهم في
حال كانوا
أصحاء.
أن كل من
يتعامى عن كفر
وهرطقات
وخزعبلات هذه النوعية
من القيادات
بخوف وذمية
وتقية، هو شريك
لهم في كل ما
يقترفوه من أخطاء
وخطايا، وهو
يتحمل معهم
ذنب كل ضحية
يقدموها
لإلههم
مولوخ، ومن
عنده أذنان
صاغيتان
فليسمع.
يبقى
أنه من واجب
كل فرد منا أن
يشهد للحق ويسمي
الأشياء
بأسمائها بشأن القادة
وممارساتهم
عملاًً بقول
أبو بكر
الصديق حين
ولي الخلافة:
"أيها الناس
إني وليت
عليكم ولست
بخيركم، فإن
رأيتموني على
حق فأعينوني،
وإن رأيتموني
على باطل
فسددوني".
*الكاتب
معلق سياسي
وناشط لبناني
اغترابي
*عنوان
الكاتب
الألكتروني phoenicia@hotmail.com
*تورنتو/كندا
في 24 كانون
الثاني/2008