احد الشعانين

اعداد وجمع/الياس بجاني

كندا/تورنتو في 28 آذار 2010

 

القدّيس رومانوس المرنّم (نحو 560م)، مؤلّف أناشيد

النشيد 32

تباركَ الملك الآتي باسم الربّ" (لوقا19: 38)

أيّها المسيح الذي هو الله، لقد حُملتَ على عرشك في السماء وعلى جحش بن أتان على الأرض، وكنت تستقبل تسابيح الملائكة وهتافات الأطفال الذين كانوا يمجّدونَك بأعلى أصواتهم صارخين: "مباركٌ الآتي ليذكّر بآدم"... هوذا ملكنا الوديع والهادئ على ظهر جحش بن أتان يسارع إلى تحمّل آلامه وإلى مغفرة الخطايا. الكلمة، على ظهر الجحش، يريد أن يخلّص كلّ البشر. وكان بإمكاننا أن نتأمّل، على ظهر الجحش، ذاك الذي تحملُه أكتاف الكاروبيم، والذي رفعَ إيليّا إلى السماء في مركبة من نار، ذاك الذي ارتضى أن "يفتقر لأجلنا وهو الغنيّ" (2قور8: 9)، ذاك الذي اختار الضعف ليعطي القوة لكلّ الذين يصرخون له: "مباركٌ الآتي ليذكّر بآدم"... لقد أظهرت قوتّك باختيارك الفقر... كانت ثياب تلاميذك تشير إلى الفقر، لكنّ أناشيد الأطفال كانت على مستوى جبروتك. وكذلك الأمر بالنسبة إلى تهافت الناس الذين كانوا يصرخون: "هوشعنا- أي خلِّصنا- أيّها الساكن في أعلى السماوات. أيّها الساكن في الأعالي، خلِّصْ كلّ المذلولين. إرأف بنا، بحقّ النخيل الذي نحمله، وليت الأغصان التي نلوّح بها تحرّك قلبك، أنت الآتي لتذكّر بآدم"...فأجاب الخالق: "يا مَن صنعَتْه يديّ، لقد تجسّدتُ لأخلّصَك. لم تكن الشريعة لتخلّصَك لأنّها لم تخلقك، ولا الأنبياء الذين كانوا خليقتي مثلك. أنا وحدي أستطيع أن أرفع وزر خطيئتك. لقد باعني أحد تلاميذي من أجلك، وها أنا أحرّرُك؛ صُلبتُ بسببك وها أنت تنجو من الموت. متُّ وها أنا أعلّمك أن تصرخ: "مباركٌ الآتي ليذكّر بآدم"... هل أحببتُ الملائكة بهذا القدر؟ لا، أحببتُك أنت أيّها المسكين. أخفيتُ مجدي وأنا الغني، ارتضيتُ أن أفتقر لأجلك لأنّني أحبّك كثيرًا. من أجلك، عانيتُ الجوع والعطش والتعب. اجتزتُ الجبال والوديان بحثًا عنك، أيّها الخروف الضال؛ اخترتُ اسم الحمل كي أعيدَك إلى الحظيرة، وجذبتُك إليّ بصوتي كراعي. كما أريدُ أن أبذل حياتي من أجلك كي أنقذَك من براثن الذئب. أنا مستعدّ لاحتمال كلّ شيء كي تصرخَ: "مباركٌ الآتي ليذكّر بآدم"...

 

فيليبي 1/1-13/يوحنا 12/12-22/ملوكية يسوع المسيح

عن موقع مطرانية جبيل

في ختام الصوم الاربعيني، تتذكر الكنيسة دخول الرب يسوع الى اورشليم، واعلانه ملكاً بعفوية الشعب والاطفال. من خلال هذا الاحتفال تبيّنت ملامح ملوكيته في جوهرها، هذه التي اشركنا فيها بالمعمودية ومسحة الميرون. في مسيرة الصوم والصلاة والتوبة والتصدّق جددنا رسالتنا الملوكية القائمة على احلال الحقيقة والمحبة والحرية والعدالة. وبلغنا الى الميناء، لندخل مع المسيح الى عالم متجدد هو العائلة والرعية، المجتمع والوطن.

اولاً، القراءات

من انجيل القديس يوحنا: 12/12-24

لَمَّا سَمِعَ الـجَمْعُ الكَثِير، الَّذي أَتَى إِلى العِيد، أَنَّ يَسُوعَ آتٍ إِلى أُورَشَليم، حَمَلُوا سَعَفَ النَّخْلِ، وخَرَجُوا إِلى مُلاقَاتِهِ وهُمْ يَصْرُخُون: "هُوشَعْنَا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبّ، مَلِكُ إِسرائِيل". ووَجَدَ يَسُوعُ جَحْشًا فَرَكِبَ عَلَيْه، كَمَا هُوَ مَكْتُوب: "لا تَخَافِي، يَا ابْنَةَ صِهْيُون، هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي رَاكِبًا عَلى جَحْشٍ ابْنِ أَتَان". ومَا فَهِمَ تَلامِيذُهُ ذـلِكَ، أَوَّلَ الأَمْر، ولـكِنَّهُم تَذَكَّرُوا، حِينَ مُجِّدَ يَسُوع، أَنَّ ذـلِكَ كُتِبَ عَنْهُ، وأَنَّهُم صَنَعُوهُ لَهُ. والـجَمْعُ الَّذي كَانَ مَعَ يَسُوع، حِينَ دَعَا لَعَازَرَ مِنَ القَبْرِ وأَقَامَهُ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، كَانَ يَشْهَدُ لَهُ. مِنْ أَجْلِ هـذَا أَيْضًا لاقَاهُ الـجَمْع، لأَنَّهُم سَمِعُوا أَنَّهُ صَنَعَ تِلْكَ الآيَة. فَقَالَ الفَرِّيسِيُّونَ بَعْضُهُم لِبَعْض: "أُنْظُرُوا: إِنَّكُم لا تَنْفَعُونَ شَيْئًا! هَا هُوَ العَالَمُ قَدْ ذَهَبَ ورَاءَهُ!". وكَانَ بَينَ الصَّاعِدِينَ لِيَسْجُدُوا في العِيد، بَعْضُ اليُونَانِيِّين. فَدَنَا هـؤُلاءِ مِنْ فِيلِبُّسَ الَّذي مِنْ بَيْتَ صَيْدَا الـجَلِيل، وسَأَلُوهُ قَائِلين:"يَا سَيِّد، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوع". َجَاءَ فِيلِبُّسُ وقَالَ لأَنْدرَاوُس، وأَنْدرَاوُسُ وفِيلِبُّسُ وقَالا لِيَسُوع.

يسوع يصعد لآخر مرة الى اورشليم ليشارك للمرة الاخيرة في عيد الفصح اليهودي. هو الصعود الاخير، هذه المرة، لا الى الهيكل الحجري حيث اراد الله ان يتّخذ اسمه مسكناً (تثنية الاشتراع،12: 11؛ 14: 23)، بل الى الهيكل الذي لم تصنعه الايدي، الى حضرة الله، عبر الصليب الذي هو سرّ " المحبة حتى النهاية" (يو13: 1). صعوده الى جبل الله الحقيقي، المكان النهائي للقاء الله والانسان.

وهي المشاركة الاخيرة بالفصح الذي حوّله يسوع الى " فصحه" الشخصي اي موته ذبيحة فداء عن الجنس البشري، وهو حمل العهد الجديد، ووليمة جسده ودمه لحياة العالم، وقيامته التي عبر بها وبالبشرية المفتداة من الموت الى الحياة الجديدة.

وكان قد استبق هذا " الفصح الجديد" باقامة لعازر من القبر، قبل ستة ايام (يو12: 1)، وبقبول مبادرة مريم اخت لعازر التي سكبت قارورة الطيب الغالي الثمن على قدمي يسوع، اذ اعتبرها استباقاً لتطييب جسده يوم دفنه المزمع (انظر يو:12/3 و7).

استقبلته الجموع في اورشليم، استقبال الملوك بسعف النخل والزيتون، وبكلمات المزمور 118: " هوشعنا مبارك الآتي باسم الرب ملك اسرائيل" ( يو12: 13).

ظهرت ملامح ملوكية يسوع في جوهرها.

ملوكيته موت وقيامة من اجل فداء العالم وانبعاثه لحياة جديدة، على مثال حبة الحنطة التي تقع في الارض وتموت فتعطي السنبلة (يو12: 24)؛ ملوكية الحب الاعظم الذي يبذل فيه نفسه عن احبائه؛ ملوكية الوداعة والتواضع المرموز اليهما بدخوله " على ظهر جحش" وضيع، لا على عربة الخيل كالامبراطور؛ ملوكية السلام الذي ينتزع كل خوف وتهديد من القلوب: " لا تخافي، يا ابنة صهيون"؛ ملوكية العبادة لله بالروح والحق (يو4: 23)، ولهذا دخل الهيكل، كما يروي انجيل متى، وطرد البائعين والشارين، وقلب موائد الصيارفة، ومقاعد باعة الحمام، وقال: " بيتي بيت صلاة يدعى، وانتم جعلتموه مغارة للصوص" ( متى21: 12 و13). لقد طهّر الهيكل ليكون مكان التلاقي بين الله والانسان؛ ملوكية الرحمة والشفاء، فمن بعد ان طهّر الهيكل الحجري، اعتنى بالهيكل البشري، وشفى اعميين ومقعدين كانوا قد قُدّموا أليه (متى21: 14).

الى هذه الملوكية نحن ننتمي بسرّي المعمودية والميرون، لنلتزم باحلالها في العائلة والرعية والمجتمع والوطن. تُعاش هذه الملوكية وتتجلّى في مملكة المسيح التي هي الكنيسة.

يوم الشعانين هو عيد الاطفال والشبيبة، لانهم هم الذين بعفوية ايمانهم ومحبة قلوبهم يستقبلون المسيح الملك في حياتهم، وهو يجعلهم قوّة تجددية في الكنيسة والمجتمع.

عيدهم دعوة للاهتمام بتربيتهم الروحية والثقافية والاخلاقية، ولاعطائهم دورهم البنّاء من اجل بناء محتمع أفضل. فالشباب الواعي والمسؤول هم ضمانة المستقبل وامله.

ثانياً، درب الصليب على خطى المسيح الفادي

نتأمل يسوع مائتاً على الصليب

في ذلك يوم الجمعة عندما صُلب يسوع، وقع الظلام على الارض كلها من الساعة الثانية عشرة ظهراً حتى الثالثة. فاظلمت الشمس، وانشق حجاب الهيكل من وسطه. وصرخ يسوع صرخة عظيمة وقال: يا ابتِ بين يديك استودع روحي. قال هذا ولفظ الروح (لو23: 44-46)

الظلام الذي وقع تنبأ عنه يسوع، عندما أسلمه يهوذا الى عظماء الكهنة والشيوخ وقواد حراس الهيكل، اذ قال: " هذي هي ساعتكم، وهذا هو سلطان الظلام" ( لو22: 52-53). يبدو ان هذا الظلام غلب الارض حيث مات الاله-الانسان. أجل، كان على ابن الله، لكي يكون حقاً انساناً واخاً لنا، ان يشرب هو ايضاً كأس الموت الذي هو حقاً هوية جميع بني آدم. وبهذا يصبح المسيح "شبيهاً باخوته في كل شيء" ( عبرانيين 2: 17). صار بالحقيقة والكليّة واحداً منا، حاضراً معنا في النزاع الكبير بين الحياة والموت، بل مع كل انسان ينازع ويموت على مدى التاريخ.

" احبهم حتى النهاية" (يو13: 1). بموت يسوع على الصليب تجلّى الله المحب لخلائقه حتى الاحتباس الحرّ ضمن حدود الألم والموت. وكان المصلوب لجميع الشعوب علامة مزدوجة: علامة بشرية شاملة لوحشة الموت والظلم والشر التي اختبرها " الجموع الذين احتشدوا وشاهدوا ورجعوا قارعين الصدور، والنساء وغيرهم من اصحاب يسوع الذين وقفوا بعيداً يشاهدون" ( لو 23: 48-49)؛ وعلامة الهية شاملة للرجاء، لانتظارات كل انسان يبحث بقلق عن الحقيقة، وهو متمثل " بقائد المئة الذي، لما رأى ما جرى، مجّد الله وقال: حقاً، ان هذا الرجل كان باراً!" (لو23: 47).

أظلمت الشمس، لان من هو نور العالم قد اغتيل. و" انشق حجاب الهيكل" لان رب الهيكل قد طُرد منه. وبهاتين العلامتين دلالة ان الشمس والهيكل يأخذان معناهما وقيمتهما من المسيح " النور الحقيقي" و " رب كل هيكل".

في لحظة موت يسوع وقد " أسلم الروح"، زرع في آلام جميع الناس وميتاتهم بذور الحياة الابدية. بقوة " الروح" ينتشلهم من لجة الموت الى الحياة لدى الله، اذا عاشوا اوفياء له، ومخلَّصين بالمسيح. وهم في ساعة موتهم يرددون بالرجاء الوطيد والثقة البنوية: " يا ابتِ، بين يديك استودع روحي".

ثالثاً، السنة الكهنوتية: الكاهن خادم اسرار الكنيسة الخلاصية

الكاهن هو وكيل اسرار الله، يحتفل بها ويوزع نعمها على المؤمنين والمؤمنات. المسيح انشأ الاسرار السبعة التي تشكل وحدة عضوية متكاملة، وتقسم الى ثلاثة: اسرار التنشئة المسيحية: المعمودية والميرون والقربان، واسرار الشفاء: التوبة ومسحة المرضى، واسرار الرسالة: الزواج والكهنوت.

انها تلامس كل مراحل الحياة المسيحية التي تشبه مراحل الحياة البشرية: الولادة بالمعمودية؛ النمو بالميرون وعطية الروح القدس؛ الاغتذاء من الحياة الابدية بالقربان؛ الشفاء من الخطيئة بالتوبة ومن امراض الجسد والروح بمسحة المرضى؛ الرسالة وتواصل نقل الحياة البشرية بالزواج، ونقل الحياة الالهية بالكهنوت. هذا التشبيه اجراه القديس توما الاكويني.

يحتل سرّ القربان في هذه الوحدة العضوية بين الاسرار مكانة مميّزة، لانها تنطلق كلها منه، واليه تترتّب كالى غايتها باجمعها[1].

سرّ المعمودية:

يحمل الكاهن اسم" اب" و " ابونا" بفضل سرّ المعمودية الذي هو الولادة الثانية من الماء بقوة الكلمة وعمل الروح القدس. على يد الكاهن يولد المؤمنون أبناء لله بالنعمة. انها ابوّة روحية تنشىء بين الكاهن والمؤمن رباطاً عضوياً روحياً يكون الاساس لعمله الكهنوتي والراعوي.

المعمودية هي المدخل الى الحياة بالروح القدس، والباب الى الاسرار الستة الاخرى. بالمعمودية يتحرر الانسان من الخطيئة ويولد من جديد ابناً لله؛ يصبح عضواً في جسد المسيح، ومنتمياً الى الكنيسة، ومشاركاً في رسالتها.

الولادة الجديدة التي تتم بالمعمودية انما تتحقق بالنزول الى الماء او بسكبه على الرأس ثلاث مرات مع لفظ كلمات التعميد وبذلك ترمز الى الموت مع المسيح عن الخطيئة والى القيامة معه للحياة الجديدة بالروح. ويصبح المعمّد " خليقة جديدة" ( 2كور 5: 17)، تستنير بكلمة الله " النور الذي ينير كل انسان" ( يو1: 9). وهكذا يصير المعمد من " ابناء النور"، بل نوراً يعكس وجه المسيح (1 تسا 5: 5).

اما رموز المعمودية والعلامات التي تحمل معاني روحية فهي: الماء يعني غسل النفس من الخطيئة؛ المسحة بزيت المعمودية تدل على المشاركة في كهنوت المسيح وملوكيته؛ الثوب الابيض علامة النعمة التي تستر خجلنا؛ الشموع ترمز الى اشعاع الايمان في حياة المسيحي. المعمودية عطية مجّانية من الله، ونعمة لا تفترض اي استحقاق من الانسان، وطابع لا يُمحى للدلالة على سيادة الله المطلقة[2].

لعناصر المعمودية ومفاعيلها صور في العهد القديم رمزت اليها:

المياه في بداية الخلق هي ينبوع الحياة والخصوبة. وهي اول عنصر في عملية الخلق، وكان روح الرب يرفرف فوقها (تكوين1: 2). المعمودية هي الخلق الجديد من الماء والروح (يو3: 5)سفينة نوح التي حمت من الطوفان ترمز الى الخلاص بالمعمودية التي تعطى في داخل الكنيسة سفينة الخلاص (1بطرس3: 20). ماء الطوفان وضع نهاية للشر، وبداية للخير. هكذا ماء المعمودية يُميت الخطيئة، ويُنبت النعمة. عبور البحر الاحمر يعني تحرير شعب الله من عبودية مصر، ويرمز الى تحرير المعمّد من عبودية الخطيئة والشيطان والشر. عبور نهر الاردن الذي نال به شعب الله ارض الموعد لنسل ابراهيم هو صورة للحياة الابدية التي يعد بها الله ميراثه المبارك[3].

 

صلاة

ايها الرب يسوع، ها نحن في نهاية مسيرة الصوم الاربعيني، قد بلغنا اليك عبر الصوم والصلاة والتوبة واعمال المحبة والرحمة. فادخل ملكاً على قلوبنا. ادخل الى عائلاتنا ومجتمعنا ووطننا، لنوطّد معك الحقيقة والمحبة والحرية والعدالة، فيحّل السلام الحقيقي. أبهج اطفالنا وشبابنا بعيدهم، وليظلوا، بفضل تربيتهم الروحية والثقافية والاخلاقية، افواهاً صافية وقلوباً نقيّة تشهد لك وتعلنك الملك المطلق والاسمى. سرّ بنا في اسبوع آلامك وموتك لنتقدس بها ونقدّس اوجاعنا وامراضنا وهواجسنا. قدّس الكهنة، وكلاء اسرار الله الخلاصية، ليوزّعوها بامانة وسخاء وغيرة، من اجل حياة عالمنا الذي تعبر به بفصحك الى حياة جديدة. فنرفع آيات الشكر والمجد والتسبيح للآب والابن والروح القدس، الآن والى الابد، آمين.

 

[1]. كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 1210-1212.

[2]. المرجع نفسه، 1216.

[3]. المرجع نفسه،1217-1221.

 

"لا تخافي يا ابنة صهيون هوذا ملكك يأتي جالساً على جحش أتان" يو15:12

إعداد لوسين كردو - قنشرين

نذكر في الأحد السابع من الصوم الأربعيني ،آيات التسبيح وأوصنا الجمع الكبير والأطفال :مبارك الآتي باسم الرب .نسمع بولس الرسول في رسالته إلى كنيسة فيلبي يقول : (إن ذاك الذي بدأ فيكم الأعمال الصالحة،هو يتممها إلى يوم ربنا يسوع المسيح لو أردنا أن نعود أطفالاً ،لنشاهد بالقلب ، ما لا يشاهد بالعين .فنبارك ونمجد .بأفواه الأطفال والرضع أسست لك عزة .

قال يوحنا الرسول في إنجيله المقدس:

(وفي الغد سمع الجمع الكثير الذي جاء إلى العيد أن يسوع آتٍ إلى أورشليم .فأخذوا سعوف النخل وخرجوا للقائه وكانوا يصرخون أوصنا مبارك الآتي باسم الرب ملك اسرائيل .ووجد يسوع حجشاً فجلس عليه كما هو مكتوب .لا تخافي يا ابنة صهيون .هوذا ملكك يأتي جالساً على جحش أتان .وهذه الأمور لم يفهمها تلاميذه أولاً .ولكن لما تمجد يسوع حينئذ تذكروا أن هذه كانت مكتوبة عنه وأنهم صنعوا هذه له .وكان الجمع الذي معه يشهد أنه دعا لعازار من القبر وأقامه من الأموات .لهذا أيضاً لاقاه الجمع لأنهم سمعوا أنه كان قد صنع هذه الآية .فقال الفريسيون بعضهم لبعض انظروا .إنكم لا تنفعون شيئاً .هوذا العالم قد ذهب وراءه ).12 :12 _19

ما أبهى وجه الطفل وهو يلعب ،وما أعذب صوته وهو يتلفظ بأولى كلماته ،إنه عفوي في حركاته ،بريء في انفعالاته ،يركض نحو من يعطيه الحب ولا يسيء إلى من أساء إليه .إنه آية من آيات الله وتجسيد لحبه .تنظر إليه وتتأمله فتدخل في سر الله ويمتلئ قلبك سلاماً وحبوراً .دخل يسوع أورشليم ،فأسرع الأولاد لاستقباله ،فرأوا فيه البراءة التي في قلوبهم وعرفوا فيه المسيح الذي جاء ليُرجع للإنسان ،كبيراً كان أم صغيراً ،كرامته وعظمته .فبادلوه ذاك الحب والإكرام صائحين أوشعنوا (ها العروس آت فأخرجوا للقائه).

كانوا صغاراً في عالمهم ولكنهم كانوا كباراً في عالم الله .

أولادنا الذين نراهم اليوم حاملين الشموع وأغصان الزيتون يعلموننا ،من خلال فرحهم وحماسهم،كيف نحب الرب يسوع ونفرح به .

نغمة أصوات الأطفال تطرب آذان أبينا السماوي وتضرعاتهم هو سور يبعد عن كنيستنا الأخطار .

أطفالنا هم فرح الكنيسة ومستقبلها وحيويتها .فلنفرح بهم ولنقدرهم حق قدرهم .

أما الحضارة التي نعيش فيها اليوم فهي تكاد لا تهتم إلا بالكبير ،والقوي ،والغني ،ويُهمل فيه الضعيف،علينا أن نعيد لكل إنسانٍ كرامته وقيمته التي هي من عند الله .لنأخذ الوقت الكافي للاهتمام بالصغار،والإصغاء إلى الكنوز التي قد تخرج من أفواههم ،والاستماع إلى همومهم .فلنعمل على تربية وتعليم كل طفل .فأطفالنا يكشفون لنا عن وجه الرب المحب .

إشارات ورموز أحد الشعانين:

كلمة الشعانين : (هو شعنا)أو (أوصنا)كلمة عبرية تعني (يارب خلص).هي هتاف شعبي أي (المجد للرب )،(يحيا الرب)تقال في عيد المظال والزياحات الطقسية .(إنها تعني أن مجيء المسيح هو خلاص العالم ).

النخلة وأغصان الزيتون :

كان الناس يلوحون بأغصان النخل علامة الفرح ،وقد اختلط النخل بأغصان الزيتون ،وكأن روح النصرة قد امتزجت بروح السلام .(سعف النخيل شعار للمدح ،يعني النصرة ،فقد كان الرب قادماً للنصرة على الموت بالموت .أغصان الشجر تشير إلى نبوات العهد القديم ،التي تفرش لنا طريق دخول المخلص إلى قلبنا .

تبارك ملك اسرائيل :

لأنه هو في الحقيقة ،ملك سلام دون أي طمع أرضي ،مملكته ليست من هذا العالم .بقيامته من بين الأموات نصبه الآب ملكاً على جميع البشر .

أما تسميته (ملك اسرائيل ):يرمز إلى الملوكية عند اليهود ،فاليهود ينتظرون يهوه ليملك العالم ،ورجاؤهم من هذا كان التحرير من الاحتلال الروماني ،على كل حال مملكة الله ليست مكاناً ولكنها علاقة مميزة بين الله والإنسان ،وبنوع خاص الفقراء .

صهيون :

هي تلة في أورشليم .أما (بنت صهيون )فهو تعبير مرادف لأورشليم (الفردوس)في بعدها الديني ،والتي ترمز إلى السماء .

جحش ابن أتان :

الحمار حيوان غبي وضعيف ودنيء ومثقل بالأحمال .هكذا كان البشر قبل مجيء المسيح إذ تلوثوا بكل شهوة وعدم تعقل كانوا مثقلين بالأحمال ،يئنون تحت ثقل ظلمة الوثنية وخرافاتها .الأتان الأكبر سناً ترمز لمجمع اليهود إذ صار بهيمياً ،لم يعطى للناموس اهتماماً إلا القليل ،أما الجحش الذي لم يكن بعد قد استخدم للركوب فيمثل الشعب الجديد .الحديث الولادة من الأمم.

مشهد الشعانين :

يرمز بكلّيته إلى الدينونة الأخيرة وهو استباق لها ،ففي الأيقونات خاصةً البيزنطية نشاهد السيد المسيح على جحش لكنه جالس بالمواجهة ،يتكلم مع المشاهد كأنه على عرش للمحاكمة ،ونرى التلاميذ على يمينه والفريسيين عن يساره .

**ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء لو 9 : 62

لا تشمتى بى يا عدوتى إذا سقطت أقوم مى 7 : 8

 

The Palm Sunday
March 28/2010

The Bible
John 12/12
-22: " On the next day a great multitude had come to the feast. When they heard that Jesus was coming to Jerusalem, 12:13 they took the branches of the palm trees, and went out to meet him, and cried out, “Hosanna! Blessed is he who comes in the name of the Lord, the King of Israel!”  12:14 Jesus, having found a young donkey, sat on it. As it is written, 12:15 “Don’t be afraid, daughter of Zion. Behold, your King comes, sitting on a donkey’s colt.”* 12:16 His disciples didn’t understand these things at first, but when Jesus was glorified, then they remembered that these things were written about him, and that they had done these things to him. 12:17 The multitude therefore that was with him when he called Lazarus out of the tomb, and raised him from the dead, was testifying about it. 12:18 For this cause also the multitude went and met him, because they heard that he had done this sign. 12:19 The Pharisees therefore said among themselves, “See how you accomplish nothing. Behold, the world has gone after him.” 12:20 Now there were certain Greeks among those that went up to worship at the feast. 12:21 These, therefore, came to Philip, who was from Bethsaida of Galilee, and asked him, saying, “Sir, we want to see Jesus.” 12:22 Philip came and told Andrew, and in turn, Andrew came with Philip, and they told Jesus.
 

What is the significance of the triumphal/triumphant entry?"
From Questions.org
Answer: The triumphal entry is that of Jesus coming into Jerusalem on what we know as Palm Sunday, the Sunday before the crucifixion (John 12:1, 12). The story of the triumphal entry is one of the few incidents in the life of Jesus which appears in all four Gospel accounts (Matthew 21:1-17; Mark 11:1-11; Luke 19:29-40; John 12:12-19). Putting the four accounts together, it becomes clear that the triumphal entry was a significant event, not only to the people of Jesus’ day, but to Christians throughout history. We celebrate Palm Sunday to remember that momentous occasion.
On that day, Jesus rode into Jerusalem on the back of a borrowed donkey’s colt, one that had never been ridden before. The disciples spread their cloaks on the donkey for Jesus to sit on, and the multitudes came out to welcome Him, laying before Him their cloaks and the branches of palm trees. The people hailed and praised Him as the “King who comes in the name of the Lord” as He rode to the temple, where He both taught the people, healed them, and drove out the money-changers and merchants who had made His Father’s house a “den of robbers” (Mark 11:17).
Jesus’ purpose in riding into Jerusalem was to make public His claim to be their Messiah and King of Israel in fulfillment of Old Testament prophecy. Matthew tells us that the King coming on the foal of a donkey was an exact fulfillment of Zechariah 9:9, “Rejoice greatly, O Daughter of Zion! Shout, Daughter of Jerusalem! See, your king comes to you, righteous and having salvation, gentle and riding on a donkey, on a colt, the foal of a donkey.” Jesus rides into His capital city as a conquering King and is hailed by the people as such, in the manner of the day. The streets of Jerusalem, the royal city, are open to Him, and like a king, He ascends to His palace, not a temporal palace, but the spiritual palace which is the temple, because His is a spiritual kingdom. He receives the worship and praise of the people because only He deserves it. No longer does He tell His disciples to be quiet about Him (Matthew 12:16, 16:20), but to shout His praises and worship Him openly. The spreading of cloaks was an act of homage for royalty (see 2 Kings 9:13). Jesus was openly declaring to the people that He was their King and the Messiah they had been waiting for.
Unfortunately, the praise the people lavished on Jesus was not because they recognized Him as their Messiah. They welcomed Him out of their desire for a deliverer, someone who would lead them in a revolt against Rome. There were many who, though they did not believe in Christ with a spiritual faith, nevertheless hoped that perhaps He might be to them a great temporal deliverer. These are the ones who hailed Him as King with their many Hosannas, recognizing Him as the Son of David who came in the name of the Lord. But when He failed in their expectations, when He refused to lead them in a massive revolt against the Roman occupiers and those who collaborated with them, the crowds quickly turned on Him. Within just a few days, their Hosannas would change to cries of “Crucify Him!” (Luke 23:20-21). Those who hailed Him as a hero would soon reject and abandon Him.
The story of the triumphal entry is one of contrasts and those contrasts are the application to believers. It is the story of the King who came as a lowly servant on a donkey, not a prancing steed, not in royal robes, but on the clothes of the poor and humble. Jesus Christ comes not to conquer by force as earthly kings, but by love, grace, mercy, and His own sacrifice for His people. His is not a kingdom of armies and splendor, but of lowliness and servanthood. He conquers not nations, but hearts and minds. His message is one of peace with God, not of temporal peace. If Jesus has made a triumphal entry into our hearts, He reigns there in peace and love. As His followers, we exhibit those same qualities, and the world sees the true King living and reigning in triumph in us.