"السرطان العوني"، كما شخصه الأستاذ الياس الزغبي

بقلم/الياس بجاني*

 

لم يعد خافياً ولا سراً أن أخطر ارتدادات حقبة الاحتلال السوري النازي للبنان يتجلى حالياً في الضمور اللافت لطبقة المفكرين اللبنانيين الوطنيين الواعين والمجردين من لوثات المصلحية والنفوذ والذمية والتقية، وفي "تفقيس" هذا الكم الكبير جداً من السياسيين الغوغائيين، والوصوليين الانتهازيين المسطحين فكراً وثقافة وعلماً.

 

الكاتب والمحلل المحامي الياس الزغبي هو من القلة القليلة الباقية من هؤلاء المفكرين اللبنانيين الوطنيين، وهو لا يزال ورغم كل العوائق والمحاذير والأخطار يمارس بطوباوية، وغاندية، وعلم، وحضارة، ودون كلل، واجباته الوطنية في مجالات التثقيف والتوعية والإرشاد والتصويب، متسلحاً بِنِّعم المعرفة والإيمان والرجاء.

 

الياس الزغبي هذا المسيحي الماروني المتجذر في تربة وطن الأرز هو إعلامي وكاتب ومحلل وسياسي متمرس ومحترف، وقد حباه الخالق بنِِعم شجاعة الشهادة للحق، والرؤيا الثاقبة، والقدرة على تسمية الأشياء بأسمائها، بالإضافة إلى وزنات رجاحة العقل، والعلم، والمعرفة، والثقافة، والثبات، وحب الوطن.

 

في مقابلة أجراها معه الإعلامي وليد عبود (تلفزيون الـ بي سي/برنامج نهاركم سعيد) في 27 من الشهر الجاري، تناول الزغبي بإسهاب وموضوعية أخطار "المرض العوني السرطاني" الذي يفتك بإجرام ودون رحمة بالمجتمع المسيحي اللبناني، وحدد بدقة متناهية الركائز الستة، والمفاهيم السبعة التي يستهدفها بتفشيه الخبيث هذا "السرطان العوني" القاتل.

 

الركائز اللبنانية المسيحية الستة التي يستهدفها السرطان العوني

1- الكنيسة، وتحديداً مرجعية بكركي التي أعطيت مجد لبنان

2- الحالة السياسية المسيحية المتمثلة برئاسة الجمهورية والقوى السياسية العريقة من أحزاب وهيئات اجتماعية وخدماتية وغيرها.

3- المواقع الثقافية والتعليمية وفي مقدمها الجامعات

4- الإعلام بكافة وسائله

5- البنية الاقتصادية

6- النسيج الاجتماعي المتجسد بالعائلة.

 

المفاهيم اللبنانية المسيحية السبعة التي يستهدفها السرطان العوني

1- مفهوم دور الكنيسة المارونية في لبنان تحديداً، ومفهوم باقي الكنائس اللبنانية بشكل عام

2- مفهوم الإرشاد الرسولي الخاص بلبنان

3- مفهوم العلاقة مع سوريا

4- مفهوم الأولويات، وفي مقدمها مفاهيم الثوابت الوطنية، ومفهوم دور لبنان الرسالة

5- مفهوم المقاومة

6- مفهوم الديموقراطية

7- مفهوم الإعلام.

 

 مما لا شك فيه أن كل عنوان من العناوين الـ 13 هذه يحتاج إلى الكثير من الشرح الوافي والمفصل، وقد وعدنا الأستاذ الزغبي في اتصال أجريناه معه أمس أن يتفرغ وقريباً جداً لإعطاء هذا الموضوع الخطير كل ما يحتاجه من وقت وجهد للتوثيق المكتوب.

 

نلفت القيمين على الإعلام اللبناني الوطني عموماً، والمسيحي الحر تحديداً، أن يولوا خطر "السرطان العوني" هذا كل الاهتمام الذي يستحقه، ويستفيدوا من هذا التوصيف العلمي والواقعي الذي أغنانا به الأستاذ الزغبي.

 

*الكاتب معلق سياسي وناشط لبناني اغترابي

*عنوان الكاتب الألكتروني phoenicia@hotmail.com

*تورنتو/كندا في 28 كانون الثاني/2008