قيادات 14 آذار هم من خان جمهور ثورة الأرز وأحبط ثورتهم

http://www.aljoumhouria.com/news/index/125642

الياس بجاني/12 آذار/14/ من غير الإنصاف أبداً مساواة قيادات 14 آذار الباقين فيها أو الذين تركوها بشعب ثورة الأرز وهو شعب لبناني قح من كل الشرائح المذهبية والسياسية السيادية. الشعب ومنذ العام 2005 وهو يُخذّل من قبل قادته ولكنه استمر في غفران خطاياهم متأملاً الخير منهم إلا أن ظنه خاب  وتبين له ع المكشوف أنهم في غالبيتهم "أوبة" مصلحجية وجماعات حاضر سيدي لأسيادهم خارج الحدود، وما يجري حالياً مع قيادات هذا التجمع يُظهِّر صورتهم البشعة. تيار المستقبل جمهوره وطني وسيادي بامتياز ومعظم قادته هم كذلك، إلا أن مطبخ قرار هذا التيار للأسف هو ليس في لبنان ولكن  في السعودية عبر الوكيل المعتمد الرئيس سعد الحريري ومهما كانت الاعتراضات داخل هذا التيار فقرارات الحريري هي التي تنفذ وما حصدنا منها غير الخيبات. حزب الوطنيين الأحرار والقوات اللبنانية ومعهما قلة من المسيحيين المستقلين داخل 14 آذار عجزوا عن إبقاء باقي القيادات محافظة على أهداف الثورة فأحُرجوا. جنبلاط ركب جواد 14 آذار لفترة ومن ثم راح يعمل جاهداً ولا يزال على قتل هذا الجواد وبيع لحمه، في حين أن الإسخريوتي ميشال عون كان دخوله ل 14 آني ومصلحي كونه أنجز اتفاقاُ مع نظام الأسد وحزب الله قبل عودته إلى لبنان وحالياً تعرى وانكشف وهو أسوأ من حزب الله بما يخص ضرب السيادة وقتل كل ما هو لبنان. وزاد الطين بلة انتخاب البطريرك الراعي الذي انحرف ببكركي 180 درجة باتجاه محور الشر السوري – الإيراني وهو استقدم إلى الصرح طاقماً سياسياً وإعلامياً ودينياً جميع أفراده مرتبطين بالكامل بأجهزة المخابرات السورية وبحزب الله.

من هنا وباختصار هذا التجمع المسمى 14 آذار هو لا علاقة لقياداته بثورة الأرز وبهيكليته الحالية المفككة والمشلعة هو فاشل وسوف يستمر في فشله، أما الحل فهو بتأسيس تجمع جديد من الشرفاء والسياديين من كل المذاهب والبدء بمسيرة الجلجلة من أولها، وإلا فالج لا تعالج... وسامحونا

 

الشهيد الأخير في 14 آذار هو.. 14 آذار!

طوني عيسى/جريدة الجمهورية/12 آذار/14

وفي التاسع، تقتَرب 14 آذار من الإجهاض. أساساً، ترتسم شكوك في أنّ الحبَل كان حقيقياً. ربما كان وَرَماً فقط، وأسوأ ما فيه أنه... خبيث!

أبناء «ثورة الأرز» أكلوا أُمَّهُم

لا تنطبق على «ثورة الأرز» مقولة إنّ الثورة «تأكل أبناءها». ففي الواقع، أبناء «ثورة الأرز» هم الذين أكلوا أُمَّهُم!

الشرط الأساسي لتأكل الثورة أبناءها، هو أن تنتصر هذه الثورة أولاً. ففي الثورات التي تنتصر، غالباً ما تبدأ العصبيّة في التراخي، وتولد طبقة الإنتهازيين، فتتلاشى القضية، و»تأكل الثورة أبناءها».

أما «ثورة الأرز» فلم يتحقَّق لها شرف الإنتصار. فنجا الأبناء من أُمِّهم الثورة. وعلى العكس، إنقضّوا عليها وأكلوها. وربما إكتشفوا متأخِّرين عدم الواقعية في المراهنة على «الثورة». إنه ربما نوعٌ من الندم غير المعلن على «الثورة». ليست أزمة 14 آذار في «هبوطها» من الساحات الجماهيرية الهادرة في 2005 إلى القاعات «النخبوية»، ولا في الحضور «الشاشيّ» للأقطاب بدل الحضور الشخصي، ولا في الإرباك التنظيمي... من مبدأ الإحتفال بالذكرى إلى المرجعية الراعية إلى المرجعيات المشارِكة. فكل ذلك ليس خطِراً كأزمة في ذاته، بل في كونه ترجمة لأزمة. والأزمة هي أنّ 14 آذار تتحلَّل وتعود إلى عناصرها الأوليّة.

نشأت 14 آذار في لحظة قرار دولي - إقليمي بتغيير المعادلات في الشرق الأوسط، عام 2005. وفي هذا المعنى، هي باكورة «الربيع العربي». وبعدها إهتزَّت الأنظمة والكيانات والخرائط، وستبقى لسنوات، حتى نضوج الأهداف المرسومة على مستوى النزاع العربي - الإسرائيلي. وهذا القرار أتاح أن تخرج القوات السورية دراماتيكياً من بلدٍ كانت تُمْسِكُ فيه بالأنفاس وتُحصيها. ولولا القرار لما إستطاعت الملايين اللبنانية تحقيق هذا الإنجاز. وللتأكّد، يكفي التأمّل كيف تُسحَق الملايين السورية منذ 3 سنوات. في 2005، كان المسيحيون منخرطين في قتال سوريا، والشيعة منخرطين في القتال معها. وأما السنّة، فكانوا يهادنون سوريا علناً، ومعهم السعودية، ويخوضون ضدها حرباً خفيّة. وكان الدروز يناورون تحت السقف السوري، إنتظاراً للحظة المناسبة. في تلك اللحظة، طلب الأميركيون والسعوديون وحلفاؤهم من السنّة والدروز أن يواجهوا سوريا، لأنّ اللحظة مناسبة، ففعلوا وإنضموا إلى الدينامية المسيحية التقليدية ضدّ سوريا. وحصل الإنشقاق: 8 و14. ومع الوقت، إنفرط عقد 14 آذار بخروج نصف المسيحيين (النائب ميشال عون) والدروز (النائب وليد جنبلاط). اليوم، تبدَّلت سياسة الأميركيين والسعوديين، وتبدَّلت مطالبهم من الحلفاء السنَّة (والدروز أيضاً). وعاد اللاعب السنّي في لبنان إلى سياسة المهادنة، نتيجة طلب الغرب والسعوديين. والسبب هو نضوج معطيات جديدة لدى القوى الغربية والسعودية، سواء في الملف السوري أو الملف الإيراني أو ملف المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية. وهكذا، عادت عناصر النزاع الداخلي إلى ما كانت عليه عشية 14 آذار 2005. وعبثاً يحاول أركان هذا الفريق أن يقنعوا الآخرين بإستمرار «تلاحمهم» حول القضية. فالذي يقوم بالثورة إرضاءً لقوى خارجية، يقوم أيضاً بإنهائها أو تجميدها أو حرفها عن مسارها إذا طلبت منه هذه القوى أن يفعل. وهذا ما حصل لبعض 14 آذار، على رغم ما سقط من شهداء في الطريق. ومذهل أن يكون الشهيد الأخير في 14 آذار هو... ثورة 14 آذار نفسها! في موضوع الشهداء، يقول المناضل الفلسطيني غسان كنفاني إنّ «قضية الموت ليست على الإطلاق قضيةَ المَيْت، إنها قضيةُ الباقين». ويقول نابوليون بونابرت إنّ «ما يَصنع من الشهيد شهيداً ليس هو الموت، بل القضية». فماذا عن الباقين في 14 آذار؟ وكيف القضيةُ أصبحت آخِرَ الشهداء في موكب الدفاع عن... القضية؟

 

ماذا يجري بين الدوحة و»محور الممانعة»... وهل هو تنسيق؟

جاد يوسف/جريدة الجمهورية

الإفراج عن راهبات معلولا بوساطة قطرية بَحتة، فتح باب السجال حول توقيت عملية إطلاقهنّ ودلالاتها ومعانيها السياسية، في لحظة أقلّ ما يُقال فيها إنها لحظة اشتباك وخلط أوراق غير مسبوق في المنطقة.

إطلاق الراهبات محاولة قطرية لتبييض بعض ما علق في سجلّ الدوحة من اتهامات (رويترز)

يقول بعض العارفين المطّلعين على خبايا هذا الملف «إنّ إطلاق الراهبات يأتي في لحظة تحتدم فيها المواجهة بين السعودية وقطر، بعد التطورات الدراماتيكية التي شهدتها علاقات البلدين».

وبينما يرى معارضون سوريون في ما جرى «محاولة قطرية لتبييض بعض ما عَلق في سجل الدوحة من اتهامات برعاية التنظيمات التكفيرية التي صنّفتها الرياض أخيراً منظمات إرهابية»، يعتبر آخرون أنّ «الخطوة تخفي تنسيقاً ما بين الدوحة و»محور الممانعة»، وإعلاناً مُسبقاً عن نيّة تلك الجماعات في الإنسحاب من المواجهة الدائرة في يبرود والقلمون عموماً».

لكنّ السبب ليس محصوراً في توقّع احتدام المعارك بين المعارضة من جهة والجيش السوري ومقاتلي «حزب الله»من جهة ثانية، بل لأنّ الرقعة التي كانت تتحرك فيها تلك الجماعات بدأت تضيق عليها شيئاً فشيئاً».

وتشير عملية فكّ قوى المعارضة وتركيبها المستمرة فصولاً منذ ما قبل جلسات مؤتمر جنيف ـ 2، الى أنّ حسم قرار مرجعيتها دخل في طوره شبه النهائي، مع توالي التقارير والمعلومات التي تتحدث عن بدء تسلّم التشكيلات الجديدة للمعارضة سلاحاً نوعياً، وفق ما أوردت إحدى الصحف البريطانية أخيراً. ويقول هؤلاء المعارضون: «إنّ الحديث السابق عن أن معركة إعادة التوازن الميداني في سوريا ستأخذ وقتاً، يبدو صحيحاً. فالإستعدادات المستمرة تتلازَم وتوحيد قوى المعارضة مجدداً سياسياً وعسكرياً، في الوقت الذي يُضيّق الخناق على الجماعات المتطرفة». وفي المقابل، تؤكد أوساط أميركية مسؤولة أن الوضع مرشّح لمزيد من التعقيد، فيما تشير المعلومات الى أنّ الإدارة الأميركية تجري استقصاء واسعاً مع أطراف عربية وإقليمية عدة، تمهيداً، ليس لجولة الرئيس باراك أوباما المرتقبة في دول المنطقة فحسب، بل لاتخاذ قرارات يبدو أنه مُرغم عليها بنحو، ربما يكون مخالفاً لطبيعة قراراته السابقة في هذا المجال. في هذا السياق، يستعدّ الموفدون الرئاسيون الذين يجولون منذ مدة في المنطقة لعَرض تقاريرهم في اجتماع خاص لمجلس الأمن القومي الأميركي، في ضوء تسريبات تتحدث عن «مزاج» سياسي جديد في الإدارة الأميركية. ويبدو أنّ ما يجري في شبه جزيرة القرم سيَلقى رداً عملياً في جبهات أخرى، سيصيب القسم الأكبر من المنطقة.

وتقول الأوساط الأميركية نفسها إنه «على رغم إعلان البيت الأبيض احترامه قرارات السعودية والإمارات والبحرين الأخيرة في شأن «الإخوان المسلمين»، فإنه لا يعتبر هذا التنظيم إرهابياً. وليس منطقياً أن تكون هذه الخطوة بعيدة من الإتفاقات والنقاشات الكثيفة التي شارك فيها مسؤولون أمنيون عرب وإقليميون في واشنطن أخيراً. والتباين في هذا الملف مردّه الى موقف سياسي وأيديولوجي أميركي أصلي في تعامله مع تيارات الإسلام السياسي برمّته». قد تعتبر الدوحة أنّ موقف واشنطن المتمايز في هذه النقطة، سيصلّب موقفها ويدعمها في مواجهتها العلنية مع الرياض. لكنّ وضع الدولتين في كفّة واحدة في الميزان الأميركي وفي تعامله مع منطقة الخليج عموماً، غير منطقي. وتلاحظ هذه الأوساط الأميركية أنّ تشاؤماً شديداً بدأ يسيطر على المناخ السياسي الأميركي، خصوصاً أنّ احتمال تعَثّر عدد من الملفات التي يجري التفاوض فيها في هذه المرحلة، مطروح بقوّة في ظل بروز إشارات سلبية عدة تباعاً، وتحديداً في الملف النووي الإيراني، فضلاً عن التعثّر الكبير في ملفّ عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وتؤكد «أنّ أفضل ما يمكن القيام به في هذه المرحلة هو الثبات والهدوء وتحاشي الوقوع في حسابات خاطئة قد تكون مميتة للجميع».