لبنان بلد محتل وقراره مصادر وطاقمه السياسي جماعة من التجار

بقلم/الياس بجاني

العقل والمنطق والواقع المعاش كما الحقائق يفرضون علينا رؤية الأمور كما هي دون أوهام أو أحلام يقظة، فلبنان بلد محتل ودولته مارقة وفاشلة في حين أن قراره مصادر مثله مثل معظم دول العالم الثالث وحتى مثل الكثير من دول العالم الثاني. أما الطاقم السياسي والحزبي عندنا فهو يعمل ودون خجل بعقلية وثقافة التجارة أي الربح والخسارة.

وحقيقة ليس عندنا في لبنان رجال سياسة ولا أحزاب ولا رجال دين يعملون لمصلحة الوطن والمواطن، بل شركات تجارية هدفها الأول والأخير الربح وهنا لا فرق بين نصرالله وبري وجنبلاط والجميل وعون والحريري وقباني والراعي ومظلوم والجوزو وباقي أفراد الربع السياسي والديني المتحكم بأعناق شعبنا ولقمة عيشه وأمنه.

والأخطر أن معظم هؤلاء مرتبط بوكالات خارجية هو يمثلها في لبنان ويسوّق لبضاعتها وينفذ تعليماتها، تماماً كأي وكيل لأي شركة تجارية، وهذا أمر واقع علينا بالقوة ورابض على صدورنا وكاتم لأنفاسنا وهو لا يحتاج لا لتحليل ولا لتنظير، فالحريري وتياره ومن معهم هم وكلاء للسعودية، و8 آذار بقيادة حزب الله وربعها والحواشي هم وكلاء لمحور الشر السوري-الإيراني.

المهمشون وحدهم هم القادة والأحزاب المسيحيين ومعهم الدروز كونهم بلا وكالات خارجية وملحقين بالوكلاء المحليين لهذه الشركات!!

هذه حقائق ليس فيها لبس ولنأخذ على سبيل المثال لا الحصر عملية تشكيل الحكومة الحالية وكيف تشكلت!!

توافق السعودي والإيراني بعد حملات إعلامية مسعورة بين الوكلاء في لبنان لمدة 10 أشهر و10 أيام، توافقا برضى أميركي تمثل بزيارة السفير الأميركي في لبنان، هيل إلى السعودية فتمت الصفقة في الخارج ومن ثم وزعت الأدوار والحصص والأدوار في الداخل فلجمت الألسنة وبردت الرؤوس الحامية ومن اعترض تم تجاوزه.

من ربح ومن خسر ليس مهماً لأن الخاسر كما دائماً هو المواطن اللبناني.

الربع السياسي عندنا للأسف هو بوقي وهوائي ويبدل خطابه ومواقفه وتحالفاته غب الطلب من الشركات الخارجية وإلا سحبت منه الوكالة.

في الخلاصة لا يجب أن نيأس من هذه الحالة التبعية فهي حال كل دول العالم الثالث وحال كل الدول العربية وحال حتى العديد من دول العالم الثاني.

أما الكارثة فنحن نستولدها باستمرار وهي تكمن في عقلنا والغباء عندما نغرق في آفة تكبير التوقعات فنصطدم بالحقيقة ونصاب بالخيبة.

باختصار لبنان بلد محتل ومصادر قراره والطاقم السياسي فيه جماعة من التجار والوكلاء وهم يتاجرون بنا وبالوطن.

بعضهم تجار أصحاب ضمير نوعاً ما ويخافون الله، والبعض الآخر بايعنا بالعشرة... وسامحونا

 

18 شباط/2014