تعليق للياس بجاني على مقالة لعلي حمادة

 

خلاف القادة الموارنة هو عارض وليس المرض

http://newspaper.annahar.com/article/131567-ليتفق-قادة-الموارنة-على-مرشح-مستقل

الياس بجاني/08 أيار/14/يا أخي علي حرام التجني على الموارنة. فتوصيفك صحيح لعارض واحد من رزمة أعراض، هو عارض أزمة الرئاسة الأولى، فأنت أغفلت المرض الأساس الذي هو الاحتلال الإيراني للبنان وغرقت في توصيف مجرد عارض. العلة كما يعرف القاصي والداني هي الاحتلال الإيراني للبنان والأعراض كثيرة ومن ضمنها دناءة نفوس قيادات مارونية باعت لبنانها ومارونيتها ولم يعد من صلة له بالاثنين غير هويتها الورقية، وهذه دناءة نجد ما يماثلها وأخطر لدى الطوائف الأخرى ودون استثناء. وعلى سبيل المثال لا الحصر من أعراض مرض الاحتلال المشابهة للعارض الماروني الرئاسي استسلام النائب وليد جنبلاط كلياً للإرهاب الإيراني ومعه المير طلال ارسلان وخروج جنبلاط ومن معه من النواب من 14 آذار والسير مع رغبات الاحتلال لأسباب وجودية ومصيرية طبقاً لتبريراته وهو، أي جنبلاط فضل بدلاً من المواجهة الانتظار على ضفاف الأنهر لتمر جثث الأعداء. وأيضا من هذه الإعراض الكثيرة والخطيرة هروب أكبر سياسي سني ثمثيلي للخارج هو الرئيس سعد الحريري وذلك خوفاً على حياته. وإن أردنا تعداد الإعراض المماثلة لدي الشرائح اللبنانية ال 18 نحتاج لمجلدات ومجلدات وكلها دامية ومهينة وإجرامية. من هنا فإن حصر المشكلة بنزاع وصراع القيادات المارونية على رئاسة الجمهورية غير صحيح وغير عادل وهو بالتأكيد فيه الكثير من الظلم والتعامي عن واقع الحال المعاش. بربك يا صديقي هل اميل رحمة على سبيل المثال لا الحصر يمثل الموارنة، وهل ميشال عون والنوائب والودائع والعصي المكلفة من المحتل أن تكون في كتلته المنتفخة بمنفخ حزب الله، هل هؤلاء جميعاً أحرار في قرارهم وهل هم يمتون للموارنة بأية صلة وجدانية وإيمانية ووطنية وأخلاقيةً؟

الحقيقة هي أن الموارنة ورغم كل الصعاب والمضايقات والاختراقات وجماعات الطرواديين والمرتزقة لا يزالون أشداء في إيمانهم لجهة تعلقهم بلبنان الرسالة وهذا أمر لا يجب على أي لبناني منصف أن ينكره.

وها هو الدكتور سمير جعجع الماروني يترشح ومعه مشروع سيادي واستقلالي بامتياز متحدياً واقع الاحتلال وهرطقات كل مرتزقته علماً أن الموارنة المرشحين الأشباح ضده هم مجرد أدوات وأحجار شطرنج لدى المحتل الإيراني. لا أوافقك على تشخيصك للمشكل كونك حصرت المشكل بعارض واحد متمظهر حالياً في الصراع على الرئاسة. نعم الصراع هذا موجود ولكنه ليس بين أشخاص ولكن بين الحرية والعبودية وبين الاحتلال ومن يعارضه. نعم هو بين موارنة أحرار وسياديين من أمثال الدكتور جعجع وبطرس حرب وموارنة أدوات من طينة جان عبيد وميشال عون وغيرهما كثر.

طلبت في مقالتك أن يتفق القادة الموارنة على مرشح مستقل!! ترى هل بالإمكان الاتفاق بين الشر والخير، أو بين العبودية والحرية!!

من هنا طلبك غير منطقي وغير واقعي لأن عون مرشح المحتل وهو مرتهن وفاقد لحريته، وبالتالي نسال هل يقدر أو هل مسموح له أن يتفق مع من هو حر ويعارض الاحتلال ويعمل على إنهائه؟ أين المنطق وأين الإنصاف؟ مرة أخرى حرام تحميل الموارنة أوزار الاحتلال وحدهم.

في الخلاصة لبنان هو بلد محتل وما دام الاحتلال مهيمناً سوف تكثر الإعراض بهدف التعمية ومنها ما نشاهده من صراع على موقع الرئاسة الأولى.

 

المقالة موضوع التعليق

ليتّفق قادة الموارنة على مرشّح مستقل

علي حماده/النهار/08 أيار/

كان والدي السفير الراحل محمد علي حماده الذي تصادف اليوم ذكرى غيابه الـ27 يقول في معرض استنتاجات توصّل اليها بعد تمعّن في قراءة تاريخ لبنان ولا سيما في القرن التاسع عشر الذي شهد حروبا اهلية - اممية في جبله بالتحديد: "ان قادة الموارنة اثبتوا في المفاصل التاريخية انهم يميلون عموما الى الانتحار الجماعي، اما بالتناحر في ما بينهم في ادق المراحل، واما بالاصطدام بالطوائف الاخرى حينما لا ينبغي، واما بالسير عكس منطق التاريخ".

استعيد هذا الاستنتاج المجتزأ من قراءة اكثر توسعاً، لأذكّر القادة الموارنة مرة جديدة بأنهم وكنيستهم في مسار انحداري لا لبس فيه، وانهم فيما يتناحرون، ويطعنون بعضهم بعضاً اكانوا حلفاء أم خصوماً، فإن المآل الاخير لكل هذه "المحنة الرئاسية" التي نشهد عليها اليوم، هو مزيد من تآكل الدور المسيحي، الماروني تحديدا، وترسخ اقتناع لدى الاثنين الكبيرين السنة والشيعة بأنهما قادران على الاستغناء عن الشريك الثالث الذي يثبت قادته، علمانيين وروحيين على حد سواء، انهم في طور التحول الى شتات بالمعنى السياسي والتاريخي على ارض لبنان.

استنادا الى ما تقدم، نعود لنذكّر القادة الموارنة، من كل الاطراف، بحقيقة مفادها، انهم حتى اليوم فشلوا في ادارة موقعهم في التركيبة اللبنانية من خلال فشلهم في ادارة ملف الرئاسة، إذ يتنافس كثيرون منهم، وبينهم قادة رأي بينهم، في التباكي على الشركة، وفي تحميل الشركاء الآخرين و"شبقهم" الطائفي مسؤولية "الشغور" على مستوى الرئاسة. هذا صحيح بحدود، فالاطراف الاخرى "شبقة" سلطويا، وطائفيا. ولكن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق "الرعاة" الموارنة وادائهم الغريب لاستحقاق رئاسي كان يمكن ان يكون مناسبة حقيقية لتحقيق وحدة امام استحقاقات مصيرية كاستحقاق رئاسة الجمهورية اللبنانية، من هنا تشديدنا على ان يقوم هؤلاء بمراجعة ادائهم، ليس بداعي حماية الطائفة ومصالحها التاريخية والسياسية في التركيبة اللبنانية فحسب، بل حماية لمنطق التوازنات الدقيقة في الكيان اللبناني الذي يتعرض راهنا لأخطر التحديات من كل صوب. ينبغي ان يكون الاستحقاق الرئاسي مناسبة لإعادة التفكير مليا في مصير الرئاسة الرمز والموقع السياسي والمعنوي الكبير. وفي خضم التنافس الذي لن يوصل احدا منهم الى سدة الرئاسة، قد يكون مفيدا ان يعيدوا كرة الاستحقاق الرئاسي اليهم عبر الاتفاق في ما بينهم على حصر طموحاتهم الرئاسية باختيار الرئيس وليس بالوصول الى الرئاسة. وعندما نقول "اختيار الرئيس" فإننا نعني بذلك ان يتفقوا في بينهم على اختيار شخصية من خارج صفوفهم تكون حلا وسطا في ما بينهم، وتمثل نقطة تقاطع بينهم. ان الاستحقاق الرئاسي، مع قبول المسيحيين بـ"قراءة" الرئيس نبيه بري الخاصة بالنصاب، صار رهينة الآخرين مثلما هو رهينة طموحات شخصية يستحيل ان تصل الى مكان. اما المكان الوحيد الذي ستصل اليه فهو مزيد من الاهتراء.