داعش عارض ومجرد عارض لمناهج تعليمة سرطانية

الياس بجاني

18 أيلول/14

في عالم الطب تفرض القواعد العلمية والمنطقية عدم البدء بعلاج أي مرض مهما كانت خطورته إلا بعد معرفة أعراضه ومسببات ومن ثم تشخيصه بدقة على أساس كل التقنيات العلمية المتوفرة.

عقب التشخيص الدقيق والعلمي المُدّعم بالفحوصات من مخبرية واشعاعية وغيرها يبدأ العلاج إما بالاحتواء أو بالاقتلاع ويصوب نحو المرض الأساس وليس على الأعراض.

هذه القاعدة الطبية هي المطلوبة بالتحديد اليوم بما يخص طُرق التعاطي مع همجية وحيوانية داعش وأخواتها من منظمات التكفير والأصولية وما أكثرها خصوصاً في لبنان والعراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر ونيجيريا والصومال.

المطلوب على مستوى دول العالم الحر عموماً والإسلامية تحديداً وفي مقدمها دول الخليج العربية أن تعالج المرض الأساس الذي من أعراضه داعش، والمرض الأساس هو الثقافة البالية التي تتجسد في محتوى المناهج التعليمية التي تطبق في كل الدول العربية وفي غالبية الدول الإسلامية، وما عدا هذا مضيعة للوقت وتلهي بالأعراض وترك المرض الأساس يتفاقم ويزداد خطورة.

إن الثقافة البالية والسرطانية التي تستهين بشرعة حقوق الإنسان والرافضة للأخر والمحللة ماله ودمه لأنه مختلف بدينه أو مذهبه أو قوميته أو لونه، هي التي تؤسس في عقول ونفسيات وأنماط حياة الشعوب ممارسات وعقلية وفكر الهمجية والبربرية والحقد المغلفة بالكراهية والتفرقة والاستكبار والغربة عن كل ما هو حضارة  وعلم وحريات وديموقراطية.

الغرب نفسه الذي وصل بتقدمه العلمي الحالي إلى القمر وخصوصاً القارة الأوروبية مر في حقبات ظلامية مخيفة وإجرامية "داعشية"، ولم يتحرر ويدخل إلى مفهوم الدولة المدنية، إلا بعد أن فصل بين الكنيسة عن الدولة وخلص شعوبه من ثقافة وهرطقات رجال الدين وتسلطهم وتحليلاتهم وتحريماتهم التي لا علاقة لها بجوهر وتعاليم الدين المسيحي.

في هذه الدول لا يسمح لرجال الدين إصدار إرشادات وتوجيهات (تسمى فتاوى في الدول الإسلامية) مخالفة لقوانينها ودساتيرها وإن فعلوا يحاسبون كأي مواطن آخر طبقاً للقوانين المرعية الشأن لأن إصدار القوانين في هذه الدول الديموقراطية هي من مسؤولية المجالس التشريعية التي تنتخب أعضائها الشعوب بحرية ومساواة وبعيداً عن المذاهب والأديان والقوميات واللون والفروقات الاجتماعية.

نسأل هل احتلال الغرب لأفغانستان والعراق وقتله بن لادن انهي الفكر التكفيري والأصولي والجهادي وقضى على القاعدة واقتلع مخططاتها؟ بالطبع لا، بل زاد من انتشار جماعات التكفير هذه، ولنا في ظاهرة داعش البربرية خير مثال على فشل طرق التعاطي الغربي والعربي مع المشكل الأساس.

إن ضرب داعش عسكرياً أمر جوهري وضروري ويجب أن يتم بسرعة، ولكن للقضاء الكلي على كافة الظواهر "الداعشية" المستقبلية يجب بعلم ودراية تغيير كل المناهج التعليمة في الدول العربية والإسلامية من خلال جمعية الأمم المتحدة واستبدالها بأخرى تحترم مبادئ وقيم واديان ومذاهب وقوميات كل الدول المعنية، ولكن على أساس شرعة حقوق الإنسان ومفاهيم الحضارة والحريات والعدل والمساواة، كما فصل الدين عن الدولة وإقامة الدولة المدنية، كما هو حال الغرب المتحضر والمتحرر من هرطقات ومزاجية وتجارة رجال الدين.

في هذا السياق التشخيصي للمرض الأساس الذي هو الثقافة، لفتنا اليوم مقال غير مسبوق في رجاحة وصوابية طرحه كتبه سعود السمكة ونشرته جريدة السياسة الكويتية تحت عنوان "العدو ليس داعش بل ثقافتنا".

مهما قلنا في محتوى المقال الرائع وفي مقاربته الصادقة والشجاعة لسرطان داعش ومن هم وراء ثقافتها، لن نستوفيه حقه وننصح كل مهتم بالشأن العام في الدول العربية تحديداً أن يطلع على المقال العظة والخطبة والمحاضرة ويغرف من فكره وينشره.

في المقال هذا جرأة وعلم وإيمان ووعي لجهة تشخيص المرض الأساس الذي أوصل داعش وغيرها من منظمات النحر والقهر إلى ما هي عليه من بربرية، والمرض هو المناهج التعليمية في الدول العربية وغيرها من الدول في عالمنا الثالث.

وضع السيد السمكة إصبعه على الجرح النازف وهذا بعض ما قاله: "إن تبدأ متأخراً خير من ألا تبدأ… تنظيم الدولة الإسلامية لم يأت بفعل ساحر ولا هو صانع لنفسه, بل هو مصنوع من خلال الأجواء والمدارس والتسهيلات التي وظفت لأجله لمواجهة المرحلة المضيئة التي تقدم فيها التعليم في الدول العربية وتصاعدت فيها وتيرة الثقافة وأبدع فيها الفن وازدهرت الحريات وتصاعد النفس الوطني. “داعش” بدأت فكرته لمواجهة الزمن الجميل الذي تجلت فيه تباشير الدولة المدنية بمبادئها القائمة على العدل والمساواة والتسامح والمحبة وحق المجتمعات في أن تشارك حكامها في صنع قرارها!“داعش” بدأ نثر بذوره حين بدأ الحرب على الدولة المدنية وحين بدأ مصادرة مناهجها التعليمية والتثقيفية, حين تواترت الغارات على الفن وعلى الغناء والموسيقى بحجة الحرام وحين توقف البحث العلمي وحرية التفكير والبحث عن الحقائق العلمية والكونية بحجة الخروج عن الدين! “داع” كان حاضرا حين بدأت فلول تنظيم الإخوان المسلمين تغزو دول الخليج والجزيرة تحت تبرير نشر ثقافة الدين, بينما هي تتأبط خارطة الطريق لمشروعها في الوصول إلى الحكم, والإعلان عن الدولة الإسلامية التي هي اليوم “داعش”.

وفي نفس السياق التشخيصي العلمي والمنطقي كتب أمس بالإنكليزية في صحيفة تورنتو صن الناشط الإسلامي الحقوقي الكندي طارق فتاح مقالاً حمل عنوان: الحرب ضد داعش متجهة نحو الفشل"، واعتبر فيه كما السيد سمكة أن المشكلة لا تحل بالأسلحة فقط بل بتغيير النمط الثقافي الذي أنتج داعش والقاعدة وغيرهما من المنظمات التكفيرية، وسمى بالتحديد المدارس التي تمارس بتمويل خليجي تعليم ونشر ثقافة رفض الآخر والتعصب، ليس فقط في الدول العربية والإسلامية، بل في معظم الدول الغربية.

في الخلاصة للقضاء على داعش وعلى كل الدواعش الحاليين والمستقبليين لا يكفي فقط استعمال السلاح، بل المطلوب بعد أداء السلاح مهمته العسكرية فرض مناهج تعليمية إنسانية تقبل الآخر وتعلم المحبة وليس الحقد ويكون أساسها شرعة حقوق الإنسان.

ومع جبران نختم: "ويلٌ لأمةٍ كثرت فيها الطوائف وقلّ فيها الدين".

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

عنوان الكاتب الألكترونيphoenicia@hotmail.com

 

 

في أسفل مقالات ذات صلة

 

العدو ليس “داعش”.. بل ثقافتنا

بقلم - سعود السمكة/السياسة

ان تبدأ متأخراً خير من الا تبدأ… تنظيم الدولة الاسلامية لم يأت بفعل ساحر ولا هو صانع لنفسه, بل هو مصنوع من خلال الاجواء والمدارس والتسهيلات التي وظفت لأجله لمواجهة المرحلة المضيئة التي تقدم فيها التعليم في الدول العربية وتصاعدت فيها وتيرة الثقافة وأبدع فيها الفن وازدهرت الحريات وتصاعد النفس الوطني. “داعش” بدأت فكرته لمواجهة الزمن الجميل الذي تجلت فيه تباشير الدولة المدنية بمبادئها القائمة على العدل والمساواة والتسامح والمحبة وحق المجتمعات في ان تشارك حكامها في صنع قرارها!

داعش” بدأ نثر بذوره حين بدأ الحرب على الدولة المدنية وحين بدأ مصادرة مناهجها التعليمية والتثقيفية, حين تواترت الغارات على الفن وعلى الغناء والموسيقى بحجة الحرام وحين توقف البحث العلمي وحرية التفكير والبحث عن الحقائق العلمية والكونية بحجة الخروج عن الدين!

داعش” كان حاضرا حين بدأت فلول تنظيم الاخوان المسلمين تغزو دول الخليج والجزيرة تحت تبرير نشر ثقافة الدين, بينما هي تتأبط خارطة الطريق لمشروعها في الوصول الى الحكم, والاعلان عن الدولة الاسلامية التي هي اليوم “داعش”.

ان تبدأ متأخراً خير من ألا تبدأ لكن البداية لها شروط واحكام تماما مثل التوبة النصوح اي ان تكون صحوة حقيقية دائمة وصادقة تجب ما قبلها من اثام التدمير التي ارتكبت بحق ذلك الزمن الجميل زمن الوحدة الانسانية الجميلة التي كانت تضم جميع الاديان والملل والطوائف في سيمفونية تسامحية رائعة قائمة على الاعتراف بحق الآخر وحريته بالعبادة والعقيدة. اليوم هناك تحالف دولي لمواجهة تنظيم داعش تشترك فيه دولنا الخليجية وهنا نتمنى على دولنا الخليجية ان تدرك جيدا ان الافعى لا تموت الا بقطع رأسها, والرأس المقصود ليس تنظيم “داعش” فهو جناح من أجنحة الرأس الاساسي الذي من خلاله نبت تنظيم داعش وقبله القاعدة والاساس هو المدارس التي صنعت “داعش” و”القاعدة” وغيرهما من التنظيمات الراديكالية المتطرفة التي موطنها دولنا الخليجية!

قد ينجح التحالف الدولي من خلال ما يملك من آلة حربية عملاقة في الانتصار على داعش لكن “داعش” لن ينتهي ما دامت البذور والمصانع موجودة بعدتها وعديدها في دولنا الخليجية وما دامت مناهجنا التعليمية تحض على تصنيف وتقسيم المجتمع الانساني الى ملل ونحل, وتضع خطوطا حمراء تحت الانسان الذي لا يتفق معها في الفكر او المذهب او المعتقد! وما دامت تضع مقاييس حق العيش في الحياة على مدى انحياز هذا الانسان للمذهب الذي يعتنقه من وضع هذه المناهج! مناهجنا ايها السادة تحض على مشروعية قهر الآخر وتحض على الكراهية وتحرض على قتل أي انسان له دين غير الاسلام, هكذا هم جنود داعش وكوادر القاعدة ليسوا سوى صنيعة مدارسنا التي شكلتهم لكي يصبحوا على هذا النحو من التوحش تحت دعاوى الدين والجهاد وعلمتهم ان قتل الابرياء والتمثيل بهم عمل من التقوى وصحيح الدين الذي يوصل الى الجنة الموعودة في حين ان قتل النفس البريئة عند الله كقتل الناس جميعا. مناهجنا ايها السادة ومدارسنا تعلم كيف ان المرأة عورة وعليكم ايها الشباب ان تحتقروها من الغلاف الى الغلاف فهي في عقلية من وضع هذه المناهج ليس لها مكان الا البيت والحمل والولادة وغير هذا فهي عورة! لذلك اذا كنتم صادقين في تطهير اوطاننا من الارهاب فطهروها أولا من رجس المناهج المتخلفة ومن الثقافة المتوحشة لنصبح كما العالم المتحضر نعيش بسلام وامان. اذا العدو ليس “داعش” بل الذي صنع “داعش” وهي ثقافتنا المتخلفة!

 

تدمير “داعش” بتغيير في العراق وسوريا

علي حماده/النهار /18 أيلول 2014

يستحيل القضاء على “داعش” ما لم يقترن اي عمل لتحقيق هذا الهدف بخطة اوسع من مجرد شن ضربات جوية من هنا، او تسليح جيوش من هناك. فتمدد “داعش” الذي كانت للايرانيين اليد الطولى فيه مع حكومة نوري المالكي في العراق، ونظام بشار الاسد في سوريا ما كان ليتم إلا على حساب المعارضة المعتدلة السنية في العراق، ومثلها المعارضات الوطنية السورية المعتدلة التي خاضت أشرس المعارك وهي واقعة بين ناري قوات نظام الاسد والمليشيات المستوردة المساندة له وتنظيم “داعش”. وليس سرا انداعش” لم يصطدم مرة قبل معركة مطار الطبقة في الرقة بقوات النظام، لا بل انه كان يفيد من توجه جهد الثوار السوريين صوب قتال النظام في كل المناطق السورية، ليهاجمهم في خطوطهم الخلفية. هذا ما حدث في الرقة وريف حلب الشمالي ودير الزور وصولا الى ريف حماة حاليا. لكن احد الاسباب الاساسية لتمدد “داعش” في العراق يعود الى سياسات حكومة نوري المالكي الايرانية الهوى التي مارست اقصى انواع التهميش والقمع في حق السنة العراقيين والأكراد، وفي الوقت عينه غرقت في فساد ما بعده فساد مما افقد مئات آلاف الجنود من الجيش العراقي كل حماسة.

اما في سوريا فان تمدد “داعش” الذي تشكلت قياداته من وجوه متطرفة سكنت سجون الاسد والمالكي لاعوام عدة قام في شكل او بآخر على الغضب في المكون السني الذي شعر انه يتعرض للابادة، وهو الذي يشكل الاكثرية الساحقة في سوريا. على يد اقلية متنفذة تنتمي هي نفسها الى اقلية مذهبية في سوريا. وضاعفت من زخم “داعش” الخلافات والانقسامات التي عصفت بتشكيلات المعارضة الاولى، سياسية كانت ام عسكرية. بناء على ما تقدم لا يمكن القضاء على “داعش” من دون احداث تغييرات كبيرة في المعطيين العراقي والسوري في آن واحد: في العراق بدا شيء من التغيير الاولي مع موافقة الايرانيين على إخراج نوري المالكي وإعادة الاعتبار الى تقاسم في السلطة مع المكونين السني والكردي، من دون ان يشكل الامر انقلابا كاملا في معادلة نفوذها هناك، انما اضطرت ايران الى قبول تقاسم النفوذ مع الاميركيين موقتا بعدما بات جليا انمولودهاايداعش” خرج عن السيطرة. في سوريا المعادلة مختلفة نوعا ما، بمعنى ان ثمة غالبية سنية يستحيل ان يحكمها نظام بشار الاسد في المستقبل، كما ويستحيل ان يحقق النظام انتصارا في حربه هناك حتى لو اضطرت ايران الى الزج بقوات ايرانية على الارض مباشرة بدل الاكتفاء بالميليشيات اللبنانية والايرانية. يستحيل ان ينتصر النظام مهما حصل. ولكن المشكلة لا تكمن في المآل النهائي للمعركة على ارض سوريا، بل في كون سوريا صارت حمام دم هائلا. وحده اخراج الاسد وبطانته، وكسر الجسر الايراني في سوريا يوقف شلالات الدم ويؤمن افضل سبيل للقضاء على “داعش “. وكفى تطبيلا بمصير “الاقليات” في سوريا في حين تذبح الاكثرية كالاغنام من دون ان يرف للعالم جفن.

 

ويلٌ لأُمّةٍ لا للويل تُحسب..!!

بقلم الكاتب : كامل عمر الحوت

«ويل لأمة كثرت فيها الطوائف وقلّ فيها الدين» و«ويل لأمة…» و«ويلٌ لأمة..» جميعها قالها جبران خليل جبران في زمن كان التعاطي المجتمعي وفي نسبة ملحوظة يقوم على القيم الأخلاقية والدينية والروحانيات وعدم الإقتراب من المحرّمات، قالها جبران يوم كانت المفاهيم تتصدّى لكل ممارسة تحاول النيل من كيان الإنسانية وكينونة الإنسان، فهل تحذيرات جبران ما زالت تعطي مفعولها ولو في بعضها بعدما إنقلبت المرتكزات التي تحكم العلاقات بين المجموعات أو الأفراد كما في المؤسسات رأساً على عقب جرّاء ممارسات منها ما أسّس ومنها ما يؤسس لنمط مغاير لِمَا كان متعارفاً عليه ومعمولاً به في تلك الحقبة التي عايشها جبران؟

 إن ما تشهده المجتمعات اليوم من ثورات وفتن وما يرافقها من إجرام وإراقة دماء وزهق للأرواح ملؤها الوحشية والهمجية اللتان تفوقان كل وصف وكذلك من تفلّت متمادٍ من التعاليم السماوية والدينية والأخلاقية وهو تفلّت متعمد أو لا شعوري أفرزته الحداثة وبعض التكنولوجيا المدمّرة كما العولمة الهادفة وأيضاً من ضرب للأعراف الإنسانية جرّاء الممارسات المرافقة للمطالبة بالحريّات ومن التشاطر المتذاكي في التكاذب والمحاباة وتطبيع العلاقة مع اللاأخلاقيات وصولاً إلى إرتكاب الرذائل إذا ما تطلّب الأمر ذلك وأيضاً وأيضاً من إستباحة للحرمات وتحويل المحرمات إلى متاحات والباطل إلى حقّ.

كلها كبائر أدّت بالإنسان الإنسان إلى الترحّم على أيام جبران وبخاصة من يعايش هذه التطورات المنحدرة وينوء تحت وطأتها في معظم العالمين العربي والإسلامي وفي بعض العالم الغربي بحيث أصبح متاحاً له إضافة الكثير على «ويلات» جبران حيث على سبيل المثال لا الحصر: «ويل لأمة تمزقت إلى شِيَعٍ وأحزاب، ولأمة كثر فيها المسؤولون وقلّت المسؤولية، ولأمة كثرت فيها السياسة وقلّت فيها القيادة، ولأمة كثر فيها الفساد فتطبّعت به العباد، ولأمة كثر فيها الإصلاح وقلّ فيها الصلاح، ولأمة تفلتت من الدين فأشاح بوجهه عنها الغفران.

ولأمة عجّت بالإيمان وضجّت من الصلاة وطلب التوبة، ومن أمّة كثر فيها الزهد والتصوّف وقلّ فيها العمل، ولأمة بالإنسان كثرت وللإنسان قلّت فيها التضحية، ولأمة تفشّت فيها الأثرة وإنحسر فيها الإيثار، ولأمة كثر فيها من راءى وصدّق، وقلّ فيها من جاهر وصَدَق، ولأمة كثرت فيها المبادئ وقلّ بها الإلتزام، ولأمة تملّكت بها المادة وهاجرت منها الروحانية، ولأمة تضخّم فيها المال فخلت من الإنسانية، ولأمة ثراؤها فحش وفقرها وحش وقوت فقرائها فتات أغنيائها، ولأمة تصاعد فيها الحرام فحار فيها أين يحطّ الحلال، ولأمة كثر فيها التعاطف وقلّ فيها العطف، ولأمة إمتلأت فيها الخزائن وشحّّت فيها الخزينة، ولأمة كثُر فيها البذخ الرغيد وغاب عنها الإنفاق الرشيد، ولأمة شعاراتها مثاليات وفيها طأطأت رأسها القيم، ولأمة شعّت فيها الأقوال وخبت فيها الأفعال، ولأمة فاخرت بالعلم والتعليم ولم تفخر بهما الرسالة، ولأمة إتسعت مساحة أرضها وضمرت فيها التربة.

ولأمة ناسها عطشى وأنهارها تروي البحار، ولأمة كثر فيها التشاطر وقلّت فيها الشطارة ولأمة، كما قال الإمام علي (رضي الله عنه)، «لا تدري ولا تدري أنها لا تدري»، ولأمة خاطت ثم قاست، ولأمة تمتطي نمراً ثم تحار كيف تنزل عن ظهره، ولأمة تمكّنت منها الحيرة وإفتقرت إلى الحنكة والخبرة، ولأمة كثر فيها التنظير وقلّ فيها بعد النظر، ولأمة إنتهجت التطرّف فوقعت في أحضان الندم، ولأمة كثر فيها الواعظون وقلّ فيها الاتعاظ والرؤية، ولأمة إنتظمت فيها الفوضى فخالت أنها في نظام.

ولأمة غنّت العدالة فلم يطرب لها الإنصاف، ولأمة عمّت فيها الطائفية فضجرت منها الديانات، ولأمة فاخرت بالمواطنة وغابت عنها الوطنية، ولأمة لا تأبه لتتخلّص من عدو على بابها يتربّص، ولأمة نمت فيها الدويلات وتلاشت فيها الدولة، ولأمة تغلغلت فيها الأمم وحارت بها الأمة، ولأمة أنهكت فيها المؤسسات جرّاء تدخّل السياسات، ولأمة ضاقت بالموظفين وقلّت فيها الوظائف، ولأمة تعالى فيها الموظف فهزلت منه الإنتاجية، ولأمة إستشرس فيها البأس فتعاظم فيها اليأس، ولأمة … ولأمة … ولأمة …إلخ.

 وأخيراً وليس آخراً، ويل لأمة ليس في قاموسها ويل…!!

 

ويلٌ لأمةٍ كثرت فيها الطوائف وقلّ فيها الدين!

  عاصم شلق/البيان

هكذا قال الفيلسوف الأديب والفنان البارع وأمين سر الرابطة القلمية والمؤلف الغزير الإنتاج الذي ما زالت كتبه درر المكتبات وخاصة كتاب النبي الذي تُرجم الى عدة لغات.

وبهذا القول أعلاه يضع جبران إصبعَه على جراحِنا اليوم وكأنه عائش بيننا ويعاني ما نعاني من كثرة الطوائف وقلة الدين.

إن وطننا لبنان فيه ازدحام طوائف، ويكاد هذا الازدحام الطائفي ان يصيبه بالتخمة، ولكن قلة الدين كانت بعيدة عنه، غير ان مشاكله السياسية والاجتماعية والاقتصادية وقلة أمنه وأمانه والأخطار المحدقة به والتي تحاوطه من جميع الجهات سبّبت لقسم من أبنائه ومواطنيه الفقر المادي والإيماني، وكلنا يعلم ان الفقر العنيف يؤدي الى الكفر، يؤكد ذلك القولُ الحكمي المأثور "كاد الفقر ان يكون كفراً". وهل قلة الدين هي غير قلة الإيمان؟!

وأصحاب العقول الفقيرة، والجيوب الفارغة، والنفوس المذعورة، من يلعب بهم شياطينُ السياسة وعشاقُ الفوضى وهواةُ القتل ومحبو رؤية الدم والجثث المتقطعة ومناظر الخراب والدمار والحريق، هل هم إلا قليلو الدين والإيمان.

إن كل من يدبّر مؤامرة على إنسان بريء أو شريف أو عامل خير أو يسعى الى تدمير بلد لغاية في نفسه هو قليل الدين، وكل من يركن سيارة مفخخة أمام مسجد أو كنيسة أو في شارع عام أو بين محلات كثيرة الرواد والزبائن هو قليل الدين، وإن انتسب الى طائفة مؤمنة أو مذهب مقدس. وكل من يحرق مكتبة أو كتاباً مقدساً هو قليل الدين والايمان.

إن لبنان اليوم بحاجة ماسّة الى رجال دين عميقي الإيمان والى قادة أنقياء أتقياء شرفاء ليهدوا الناس الى المحبة والخير والتقوى والبر والإحسان، والى التعاون والعناية بالأطفال والعجّز والأمهات والأيتام والمرضى والمساكين.

الأديان السماوية كلّها تدعو الى المحبة والألفة والإخاء وحسن الجوار والاحترام المتبادل ومحبة الجار والحفاظ على حقِّه ومقدساته. إرجعوا أيها الناس الى أديانكم المقدسة والى ضمائركم الحية والى أخلاقكم الفاضلة لتعيشوا مع إخوانكم بأمانٍ وسلام وابتعدوا عن الشياطين والأبالسة، وليتمسك كل منا بقول الشاعر القروي:

ما دمتَ محترماً حقي فأنت أخي

 آمنتَ بالله أم آمنتَ بالحجر

 ولنحافظ على لبنان وطناً لنا جميعاً نستظل صليبه وهلاله، وعَلَمه، ونشنّف آذاننا برنين نواقيسه وأصوات مؤذّنيه... وليبقَ شعارُنا جميعاً.

لبنان: إنك موطني  لن أرضى غيرك موطناً

 

 

Multiculturalism is a failure

 By: Walter Williams

September 17/14

Human Events

http://humanevents.com/2014/09/17/multiculturalism-is-a-failure/

German Chancellor Angela Merkel declared that in Germany, multiculturalism has “utterly failed.” Both Australia’s ex-prime minister John Howard and Spain’s ex-prime minister Jose Maria Aznar reached the same conclusion about multiculturalism in their countries. British Prime Minister David Cameron has warned that multiculturalism is fostering extremist ideology and directly contributing to homegrown Islamic terrorism. UK Independence Party leader Nigel Farage said the United Kingdom’s push for multiculturalism has not united Britons but pushed them apart. It has allowed for Islam to emerge despite Britain’s Judeo-Christian culture. Former British Prime Minister Tony Blair said the roots of violent Islamism are not “superficial but deep” and can be found “in the extremist minority that now, in every European city, preach hatred of the West and our way of life.”

The bottom line is that much of the Muslim world is at war with Western civilization. There’s no question that the West has the military might to thwart radical Islam’s agenda. The question up for grabs is whether we have the intelligence to recognize the attack and the will to defend ourselves from annihilation.

Multiculturalism is Islamists’ foot in the door. At the heart of multiculturalism is an attack on Western and Christian values. Much of that attack has its roots on college campuses among the intellectual elite who see their mission as indoctrinating our youth. In past columns, I’ve documented professorial hate-America teaching, such as a UCLA economics professor’s telling his class, “The United States of America, backed by facts, is the greediest and most selfish country in the world.” A history professor told her class: “Capitalism isn’t a lie on purpose. It’s just a lie.” She also said: “(Capitalists) are swine. … They’re bastard people.” Students sit through lectures listening to professorial rants about topics such as globalism and Western exploitation of the Middle East and Third World peoples.

Some public school boards have banned songs and music containing references to Santa Claus, Jesus or other religious Christmas symbols. The New York City school system permits displays of Jewish menorahs and the Muslim star and crescent, but not the Christian Nativity scene. One school district banned a teacher from using excerpts from historical documents in his classroom because they contained references to God and Christianity. The historical documents in question were the Declaration of Independence and “The Rights of the Colonists,” by Samuel Adams.

The U.S. is a nation of many races, ethnicities, religions and cultures. Since our inception, people from all over the world have immigrated here to become Americans. They have learned English and American history and celebrated American traditions and values. They have become Americans while also respecting and adapting some of the traditions of the countries they left behind. By contrast, many of today’s immigrants demand that classes be taught — and official documents be printed — in their native language. Other immigrants demand the use of Shariah, practices that permit honor killing and female genital mutilation.

Multiculturalists argue that different cultural values are morally equivalent. That’s nonsense. Western culture and values are superior. For those who’d accuse me of Eurocentrism, I’d ask: Is forcible female genital mutilation, as practiced in nearly 30 sub-Saharan African and Middle Eastern countries, a morally equivalent cultural value? Slavery is practiced in Mauritania, Mali, Niger, Chad and Sudan; is it morally equivalent? In most of the Middle East, there are numerous limits placed on women, such as prohibitions on driving, employment and education. Under Islamic law, in some countries, female adulterers face death by stoning, and thieves face the punishment of having their hand severed. In some countries, homosexuality is a crime punishable by death. Are these cultural values morally equivalent, superior or inferior to Western values?

Multiculturalism has not yet done the damage in the U.S. that it has in western European countries — such as England, France and Germany — but it’s on its way. By the way, one need not be a Westerner to hold Western values. Mainly, you just have to accept the supremacy of the individual above all else.

**Walter E. Williams is a professor of economics at George Mason University.

 

War against ISIS Headed for Failure
By: Tarek Fatah/The Toronto Sun
September 16, 2014

http://www.meforum.org/4821/war-against-isis-headed-for-failure
When U.S. Secretary of State John Kerry sat down in Jeddah, Saudi Arabia, on the 13th anniversary of 9/11, surrounded by the leaders of 10 Arab states, to build a coalition against Islamic State (ISIS), the scene dripped with irony.
For decades, Saudi Arabia and Qatar, along with Arab billionaires in Gulf Arab states, have financed the breeding grounds of Islamic extremism in the tens of thousands of madrassas spread around the world, from Philippines to Philadelphia.
Take the case of the al-Shabab leader Ahmed Abdi Godane, whose death President Barack Obama boasted about at the Wales NATO summit as an example of America’s approach to dismantling al-Qaida-affiliated groups.
What Obama failed to mention was the fact Godane became a jihadi terrorist only after obtaining a Saudi scholarship to study radical Islam at madrassas in Sudan and later Pakistan.
Assuming the objective of the American/Arab coalition was to fight the misogynist murderers of ISIS, it was also ironic not a single woman sat at the table. Not even a female State Department staffer or assistant.
This was not a coalition that will defeat ISIS; it was a coalition that will end up reinforcing Islamic State as the one true answer to the crimes being committed against the Arab people by its own leaders.
Islamic State is being formed exactly the way Saudi Arabia was formed when thousands of bloodthirsty jihadis rose from the Sultanate of Nejd and invaded the Kingdom of Hejaz, slaughtering the country’s citizens into submission in 1925.
This was not a coalition that will defeat ISIS; it was a coalition that will end up reinforcing Islamic State as the one true answer to the crimes being committed against the Arab people by its own leaders.
Remember, Saudi Arabia is a kingdom where the king had his own daughters held hostage to force their mom, his runaway wife, to return.
Then we have Turkey as a NATO ally sitting in on secret meetings where the West bungles its way trying to figure out the difference between “strategy” and “tactic”.
As the New York Times disclosed today “one of the biggest source of (ISIS)recruits is neighboring Turkey, a NATO member.”
The challenge posed by ISIS will not be resolved with the American airstrikes or by British Prime Minister David Cameron’s declaration echoing George Bush’s cliched chant that, “Islam is a religion of peace”.
This will merely strengthen the jihadis’ resolve and make more Muslims turn to ISIS.
Here is a five-point plan that will make ISIS weak from within:
•Recognize Iraqi Kurdistan as an independent country, a UN member state with a security pact with NATO.
•Recognize the Kurdish Workers Party in Turkey (PKK) as an ally, not a terrorist group.
•Recognize the exiled Iranian Mojahedin-e-Khalq (MEK) as an ally, not a terrorist group.
•Recognize the Balochistan struggle for independence from Pakistan and Iran as a legitimate national liberation struggle, similar to those of the Baltic Republics, Kosovo, East Timor and Eritrea
•Expel Turkey from NATO as it is an ally of the Muslim Brotherhood and represents a threat to the West.
As for Islamic leaders in North America and Europe, they should stop their exercise in “Muslim patriotism” and for once speak the truth.
Listening to the rhetoric from some leaders of my Muslim community reminds me of car company executives who, instead of addressing the problems with their cars, are more concerned with protecting the reputation of their brand.​